الكتاب: الطبقات الكبرى
المؤلف: محمد بن سعد
الجزء: ٤
الوفاة: ٢٣٠
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع:
المطبعة: دار صادر - بيروت
الناشر: دار صادر - بيروت
ردمك:
ملاحظات:

الطبقات الكبرى 4
1

الطبقات الكبرى
لابن سعد
المجلد الرابع
في المهاجرين والأنصار ممن لم يشهد بدرا ولهم إسلام قديم
وفي الصحابة الذين أسلموا قبل فتح مكة
دار صادر
بيروت
3

الطبقة الثانية من المهاجرين والأنصار
ممن لم يشهد بدرا ولهم إسلام قديم وقد هاجر عامتهم
إلى أرض الحبشة وشهدوا أحدا وما بعدها من المشاهد
منهم من المهاجرين من بني هاشم بن عبد مناف
العباس بن عبد المطلب
بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن
لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة
بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وأم العباس نتيلة بنت
جناب بن كليب بن مالك بن عمرو بن عامر بن زيد مناة بن عامر وهو
الضحيان بن سعد بن الخزرج بن تيم الله بن النمر بن قاسط بن هنب
بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن
عدنان وكان العباس يكنى أبا الفضل
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا خالد بن القاسم البياضي
قال حدثني شعبة مولى بن عباس قال سمعت عبد الله بن عباس يقول
ولد أبي العباس بن عبد المطلب قبل قدوم أصحاب الفيل بثلاث سنين
وكان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث سنين قالوا
5

وكان للعباس بن عبد المطلب من الولد الفضل وكان أكبر ولده وبه كان
يكنى وكان جميلا وأردفه رسول الله صلى الله عليه وسلم في
حجته ومات بالشام في طاعون عمواس وليس له عقب و عبد الله وهو
الحبر دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات بالطائف وله عقب
وعبيد الله كان جوادا سخيا ذا مال مات بالمدينة وله عقب وعبد الرحمن
مات بالشام وليس له عقب وقشم وكان يشبه بالنبي صلى الله عليه
وسلم وكان خرج إلى خراسان مجاهدا فمات بسمرقند وليس له عقب
ومعبد قتل بإفريقية شهيدا وله عقب وأم حبيبة بنت العباس وأمهم
جميعا أم الفضل وهي لبابة الكبرى بنت الحارث بن خزن بن بجير بن
الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن
بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن
مضر وفي ولد أم الفضل هؤلاء من العباس يقول عبد الله بن يزيد الهلالي
ما ولدت نجيبة من فحل بجبل تعلمه أو سهل
كستة من بطن أم الفضل أكرم بها من كهلة وكهل
أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه قال كان يقال
ما رأينا بني أب وأم قط أبعد قبورا من بني العباس بن عبد المطلب من
أم الفضل وكان للعباس أيضا من الولد من غير أم الفضل كثير بن العباس
بن عبد المطلب وكان فقيها محدثا وتمام بن العباس وكان من أشد
أهل زمانه وصفية وأميمة وأمهم أم ولد والحارث بن العباس وأمه
حجيلة بنت جندب بن الربيع بن عامر
بن كعب بن عمرو بن الحارث بن كعب بن عمرو بن سعد بن مالك بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل
بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار وللحارث عقب منهم السري
بن عبد الله والي اليمامة وليس لكثير وتمام اليوم عقب
6

قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن يزيد الهذلي
عن أبي البداح بن عاصم بن عدي بن عبد الرحمن بن عويم بن ساعدة عن
أبيه قال لما قدمنا مكة قال لي سعد بن خيثمة ومعن بن عدي و عبد الله
بن جبير يا عويم انطلق بنا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم
فنسلم عليه فإنا لم نره قط وقد امنا به فخرجت معهم فقيل لي هو في
منزل العباس بن عبد المطلب فرحلنا عليه فسلمنا وقلنا له متى نلتقي
فقال العباس بن عبد المطلب ان معكم من قومكم من هو مخالف لكم
فأخفوا أمركم حتى ينصدع هذا الحاج ونلتقي نحن وأنتم فنوضح لكم الامر
فتدخلون على أمر بين فوعدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الليلة
التي في صبحها النفر الاخر أن يوافيهم أسفل العقبة حيث المسجد اليوم
وأمرهم أن لا ينبهوا نائما ولا ينتظروا غائبا
أخبرنا محمد بن عمر عن عبيد بن يحيى عن معاذ بن رفاعة بن رافع
قال فخرج القوم تلك الليلة ليلة النفر الأول بعد هذه يتسللون وقد سبقهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك الموضوع ومعه العباس بن عبد
المطلب ليس معه أحد من الناس غيره وكان يثق به في أمره كله فلما
اجتمعوا كان أول من تكلم العباس بن عبد المطلب فقال يا معشر الخزرج
وكانت الأوس والخزرج تدعى الخزرج أنكم قد دعوتم محمدا إلى ما
دعوتموه إليه ومحمد من أعز الناس في عشيرته يمنعه والله من كان منا على
قوله ومن لم يكن منا على قوله منعة للحسب والشرف وقد أبى محمدا
الناس كلهم غيركم فإن كنتم أهل قوة وجلد وبصر بالحرب واستقلال
بعداوة العرب قاطبة فإنها سترميكم عن قوس واحدة فارتؤوا رأيكم
وأتمروا أمركم ولا تتفرقوا الا عن ملا منكم واجتماع فإن أحسن الحديث
أصدقه وأخرى صفوا لي الحرب كيف تقاتلون عدوكم قال فأسكت
القوم وتكلم عبد الله بن عمرو بن حرام فقال نحن والله أهل الحرب غذينا
7

بها ومرنا عليها وورثناها عن آبائنا كابرا فكابرا نرمي بالنبل حتى تفنى
ثم نطاعن بالرماح حتى تكسر الرماح ثم نمشي بالسيوف فنضارب بها
حتى يموت الأعجل منا أو من عدونا فقال العباس بن عبد المطلب
أنتم أصحاب حرب فهل فيكم دروع قالوا نعم شاملة وقال البراء
بن معرور قد سمعنا ما قلت إنا والله لو كان في أنفسنا غير ما ينطق
به لقلناه ولكنا نريد الوفاء والصدق وبذل مهج أنفسنا دون رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم القران
ثم دعاهم إلى الله ورغبهم في الاسلام وذكر الذي اجتمعوا له فأجابه البراء
بن معرور بالايمان والتصديق فبايعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
على ذلك والعباس بن عبد المطلب أخذ بيد رسول الله صلى الله عليه
وسلم يؤكد له البيعة تلك الليلة على الأنصار
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة
عن الحارث بن الفضل عن سفيان بن أبي العوجاء قال حدثني من حضرهم
تلك الليلة والعباس بن عبد المطلب أخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو يقول يا معشر الأنصار أخفوا جرسكم فإن علينا عيونا وقدموا
ذوي أسنانكم فيكونون الذين يلون كلامنا منكم فإنا نخاف قومكم عليكم
ثم إذا بايعتم فتفرقوا إلى مجالكم واكتموا أمركم فإن طويتم هذا الامر حتى
ينصدع هذا الموسم فأنتم الرجال وأنتم لما بعد اليوم فقال البراء بن معرور
يا أبا الفضل اسمع منا فسكت العباس فقال البراء لك والله عندنا كتمان
ما تحب أن نكتم وإظهار ما تحب أن نظهر وبذل مهج أنفسنا ورضا ربنا
عنا إنا أهل حلقة وافرة وأهل منعة وعز وقد كنا على ما كنا عليه
من عبادة حجر ونحن كذا فكيف بنا اليوم حين بصرنا الله ما أعمى على
غيرنا وأيدنا بمحمد صلى الله عليه وسلم ابسط يدك فكان أول من
ضرب على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم البراء بن معرور ويقال
8

أبو الهيثم بن التيهان ويقال أسعد بن زرارة
قال حدثنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن سليمان بن سحيم قال تفاخرت الأوس والخزرج فيمن ضرب
على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة أول الناس فقالوا
لا أحد أعلم به من العباس بن عبد المطلب فسألوا العباس فقال ما أحد
أعلم بهذا مني أول من ضرب على يد النبي صلى الله عليه وسلم من
تلك الليلة أسعد بن زرارة ثم البراء بن معرور ثم أسيد بن الحضير
وأخبرنا عبد الله بن نمير وأسباط بن محمد وإسحاق بن يوسف الأزرق
عن زكريا بن أبي زائدة عن عامر الشعبي قال انطلق النبي عليه السلام
بالعباس بن عبد المطلب وكان العباس ذا رأي إلى السبعين من الأنصار
عند العقبة تحت الشجرة فقال العباس ليتكلم متكلمكم ولا يطل الخطبة
فإن عليكم من المشركين عينا وان يعلموا بكم يفضحوكم فقال قائلهم
وهو أبو أمامة أسعد بن زرارة يا محمد سل لربك ما شئت ثم سل لنفسك
ولأصحابك ما شئت ثم أخبرنا ما لنا من الثواب على الله وعليكم إذا فعلنا
ذلك فقال أسألكم لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأسألكم
لي ولأصحابي أن تؤوونا وتنصرونا وتمنعونا مما تمنعون أنفسكم قال
فما لنا إذا فعلنا ذلك قال الجنة قال فلك ذلك قال إسحاق بن
يوسف في حديثه فكان الشعبي إذا حدث هذا الحديث يقول ما سمع
الشيب والشبان بخطبة أقصر ولا أبلغ منها
قال أخبرنا علي بن عيسى بن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن أبيه
عيسى بن عبد الله عن عمه إسحاق بن عبد الله بن الحارث عن أبيه عبد الله
بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب أن قريشا لما تفرقوا إلى
بدر فكانوا بمر ظهران هب أبو جهل من نومه فصاح فقال يا معشر
قريش ألا تبا لرأيكم ماذا صنعتم خلفتم بني هاشم وراءكم فان ظفر
9

بكم محمد كانوا من ذلك بنحوه وان ظفرتم بمحمد أخذوا آثاركم منكم
من قريب من أولادكم وأهليكم فلا تذروهم في بيضتكم وفنائكم ولكن
أخرجوهم معكم وإن لم يكن عندهم غناء فرجعوا إليهم فأخرجوا
العباس بن عبد المطلب ونوفلا وطالبا وعقيلا كرها
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه عن أبي صالح
عن بن عباس قال قد كان من كان منا بمكة من بني هاشم قد أسلموا
فكانوا يكتمون اسلامهم ويخافون يظهرون ذلك فرقا من أن يثب عليهم
أبو لهب وقريش فيوثقوا كما أوثقت بنو مخزوم سلمة بن هشام وعباس
بن أبي ربيعة وغيرهما فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه
يوم بدر من لقي منكم العباس وطالبا وعقيلا ونوفلا وأبا سفيان فلا
تقتلوهم فإنهم أخرجوا مكرهين
قال أخبرنا رؤيم بن يزيد المقرئ قال حدثنا هارون بن أبي
عيسى الشامي قال وأخبرنا أحمد بن محمد بن أيوب قال حدثنا إبراهيم
بن سعد جميعا عن محمد بن إسحاق قال حدثني حسين بن عبد الله بن
عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب عن عكرمة قال قال أبو رافع مولى
رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت غلاما للعباس بن عبد المطلب
وكان الاسلام قد دخلنا أهل البيت فأسلم العباس وأسلمت أم الفضل
وأسلمت فكان العباس يهاب قومه ويكره خلافهم فكان يكتم إسلامه
وكان ذا مال متفرق في قومه فخرج معهم إلى بدر وهو على ذلك
قال أخبرنا رؤيم بن يزيد المقرئ قال حدثني هارون بن أبي
عيسى قال وأخبرنا أحمد بن محمد قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن محمد
بن إسحاق قال حدثني العباس بن عبد الله بن معبد عن بعض أهله عن بن
عباس أن النبي عليه السلام قال لأصحابه يوم بدر اني عرفت أن
رجالا من بني هاشم وغيرهم قد أخرجوا كرها لا حاجة لهم بقتالنا فمن
10

لقي منكم من بني هاشم فلا يقتله من لقي العباس بن عبد المطلب
عم النبي صلى الله عليه وسلم فلا يقتله فإنما أخرج مستكرها قال
فقال أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة نقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا وعشائرنا
ونترك العباس والله لئن لقيته لألحمنه السيف قال فبلغت مقالته رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال لعمر بن الخطاب يا أبا حفص قال
عمر والله إنه لأول يوم كناني فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم
بأبي حفص أيضرب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف
فقال عمر دعني ولأضرب عنق أبي حذيفة بالسيف فوالله لقد نافق
قال وندم أبو حذيفة على مقالته فكان يقول والله ما أنا بآمن من تلك الكلمة
التي قلت يومئذ ولا أزال منها خائفا الا أن يكفرها الله عز وجل عني
بالشهادة فقتل يوم اليمامة شهيدا
أخبرنا محمد بن كثير عن الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين لقي المشركين يوم بدر قال
من لقي أحدا من بني هاشم فلا يقتله فإنهم أخرجوا كرها فقال أبو حذيفة
بن عتبة بن ربيعة والله لا ألقى رجلا منهم الا قتلته فبلغ ذلك رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال أنت القائل كذا وكذا قال نعم يا رسول
الله شق علي إذا رأيت أبي وعمي وأخي مقتلين فقلت الذي قلت
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أباك وعمك وأخاك خرجوا
جادين في قتالنا طائعين غير مكرهين وان هؤلاء أخرجوا مكرهين غير
طائعين لقتالنا
أخبرنا علي بن عيسى بن عبد الله النوفلي عن أبيه عن عمه إسحاق
بن عبد الله عن أبيه عبد الله بن الحارث قال لما كان يوم بدر جمعت قريش
بني هاشم وحلفاءهم في قبة وخافوهم فوكلوا بهم من يحفظهم ويشدد عليهم
منهم حكيم بن حزام
11

قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن صالح عن عاصم بن
عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد قال حدثنا عبيد بن أوس مقرن
من بني ظفر قال لما كان يوم بدر أسرت العباس بن عبد المطلب
وعقيل بن أبي طالب وحليفا للعباس فهريا فقرنت العباس وعقيلا فلما
نظر إليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم سماني مقرنا وقال أعانك
عليهما ملك كريم
قال أخبرنا رؤيم بن يزيد قال حدثنا هارون بن أبي عيسى الشامي
قال وأخبرنا أحمد بن محمد قال حدثنا إبراهيم بن سعد جميعا عن محمد
بن إسحاق قال حدثني بعض أصحابنا عن مقسم أبي القاسم عن بن عباس
قال كان الذي أسر العباس أبو اليسر كعب بن عمرو أخو بني سلمة
وكان أبو اليسر رجلا مجموعا وكان العباس رجلا جسيما فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لأبي اليسر كيف أسرت العباس يا أبا اليسر
فقال يا رسول الله لقد أعانني عليه رجل ما رأيته قبل ولا بعد هيئته كذا وهيئته
كذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد أعانك
عليه ملك كريم
قالوا وقال غير محمد بن إسحاق في حديثه انتهى أبو اليسر إلى
العباس بن عبد المطلب يوم بدر وهو قائم كأنه صنم فقال له جزتك
الجوازي أنقتل بن أخيك فقال العباس ما فعل محمد أما به القتل
قال أبو اليسر الله أعز وأنصر فقال العباس كل شئ ما خلا محمدا
خلل فما تريد قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن
قتلك فقال العباس ليس بأول صلته وبره
قال وأخبرنا رؤيم بن يزيد المقرئ قال حدثنا هارون بن أبي
عيسى قال وأخبرنا أحمد بن محمد بن أيوب قال حدثنا إبراهيم بن
سعد جميعا قال حدثني العباس بن عبد الله بن معبد
12

عن بعض أهله عن بن عباس قال لما أمسى القوم يوم بدر والأسارى
محبوسون في الوثاق فبات رسول الله صلى الله عليه وسلم ساهرا أول ليله
فقال له أصحابه يا رسول الله ما لك لا تنام فقال سمعت أنين العباس
في وثاقه فقاموا إلى العباس فأطلقوه فنام رسول الله صلى الله عليه
وسلم
قال أخبرنا كثير بن هشام قال حدثنا جعفر بن برقان قال
حدثنا يزيد بن الأصم قال لما كانت أسارى بدر كان فيهم العباس عم
رسول الله صلى الله عليه وسلم فسهر النبي صلى الله عليه وسلم ليلته
فقال له بعض أصحابه ما أسهرك يا نبي الله فقال أنين العباس فقام
رجل فأرخى من وثاقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لي لا أسمع
أنين العباس فقال رجل من القوم أني أرخيت من وثاقه شيئا قال
فافعل ذلك بالأسارى كلهم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا محمد بن صالح عن عاصم
بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد قال كان العباس بن عبد المطلب
حين قدم به في الأسارى طلب له قميص فما وجدوا له قميصا بيشرب
يقدر عليه الا قميص عبد الله بن أبي ألبسه إياه فكان عليه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو
بن دينار عن جابر بن عبد الله قال لما أسر العباس لم يوجد له قميص يقدر
عليه الا قميص بن أبي
قال أخبرنا رؤيم بن يزيد المقرئ قال أخبرنا هارون بن أبي
عيسى وأخبرنا أحمد بن محمد بن أيوب قال أخبرنا إبراهيم بن سعد
جميعا عن محمد بن إسحاق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
للعباس بن عبد المطلب حين انتهي به إلى المدينة يا عباس أفد نفسك
وابن أخيك عقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحارث وحليفك عتبة بن عمرو
13

بن جحدم أخا بني الحارث بن فهر فإنك ذو مال قال يا رسول الله
اني كنت مسلما ولكن القوم استكرهوني قال الله اعلم باسلامك ان
يك ما تذكر حقا فالله يجزيك به فأما ظاهر أمرك فقد كان علينا
فافد نفسك وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ منه عشرين
أوقية من ذهب فقال العباس يا رسول الله احسبها لي من فداي
قال لا ذاك شئ أعطاناه الله منك قال فإنه ليس لي مال قال
فأين المال الذي وضعت بمكة حين خرجت عند أم الفضل بنت الحارث
ليس معكما أحد ثم قلت لها ان أصبت في سفري هذا فللفضل كذا وكذا
ولعبد الله كذا وكذا قال والذي بعثك بالحق ما علم بهذا أحد غيري
وغيرها واني لاعلم انك رسول الله ففدى العباس نفسه وابن أخيه
وحليفه
قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال حدثني إسماعيل
بن إبراهيم بن عقبة بن أخي موسى بن عقبة عن موسى بن عقبة بن بن
شهاب عن أنس بن مالك قال قال رجل من الأنصار لرسول الله صلى
الله عليه وسلم ائذن لنا فلنترك لابن أخينا العباس بن عبد المطلب فداه
فقال لا ولا درهما
قال أخبرنا علي بن عيسى النوفلي عن أبيه عن عمه إسحاق بن عبد الله عن
عبد الله بن الحارث قال فدى العباس نفسه وابن أخيه عقيلا
بثمانين أوقية ذهب ويقال ألف دينار قالوا وخرج العباس إلى مكة
فبعث بفدائه وفداء بن أخيه ولم يبعث بفداء حليفه فدعا رسول الله صلى
الله عليه وسلم حسان بن ثابت فأخبره ورجع أبو رافع فكان رسول
العباس بفدائه فقال له العباس ما قال لك فقص عليه الامر فقال وأي
قول أشد من هذا احمل الباقي قبل ان تحط رحلك فحمله ففداهم
العباس
14

قال أخبرنا محمد بن كثير عن الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس
في قول الله عز وجل يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الاسرى
ان يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر
لكم والله غفور رحيم نزلت في الاسرى يوم بدر منهم العباس بن
عبد المطلب ونوفل بن الحارث وعقيل بن أبي طالب وكان العباس من
أسر يومئذ ومعه عشرون أوقية من ذهب قال أبو صالح مولى أم هاني
فسمعت العباس يقول فأخذت منى فكلمت رسول الله أن يجعلها من فداي
فأبى علي فأعقبني الله مكانها عشرون عبدا كلهم يضرب بمال مكان
عشرين أوقية وأعطاني زمزم وما أحب ان لي بها جميع أموال
أهل مكة وانا أرجو المغفرة من ربي وكلفني رسول الله صلى الله
عليه وسلم فدى عقيل بن أبي طالب فقلت يا رسول الله تركتني أسال
الناس ما بقيت فقال لي فأين الذهب يا عباس فقلت أي ذهب
قال الذي دفعته إلى أم الفضل يوم خرجت فقلت لها أني لا أدري ما يصيبني
في وجهي هذا فهذا لك وللفضل ولعبد الله وعبيد الله وقشم فقلت له من
أخبرك بهذا فوالله ما اطلع عليه أحد من الناس غيري وغيرها فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم الله أخبرني بذلك فقلت له فأنا أشهد أنك
رسول الله حقا وانك لصادق وانا اشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول
الله وذلك قول الله ان يعلم في قلوبكم خيرا يقول صدقا
يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم
فأعطاني مكان عشرين أوقية عشرين عبدا وأنا انتظر المغفرة من ربي
قال أخبرني هاشم بن القاسم أبو النضر قال حدثنا سليمان بن
المغيرة عن حميد بن هلال العدوي ان العلاء بن الحضرمي بعث إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم من البحرين بثمانين ألفا فما أتى رسول الله
صلى الله عليه وسلم مال كان أكثر منه لا قبل ولا بعد فأمر بها فنشرت
15

على حصير ونودي بالصلاة فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فمثل
على المال قائما وجاء الناس حين رأوا المال وما كان يومئذ عدد ولا وزن
ما كان الا قبضا فجاء العباس فقال يا رسول الله اني أعطيت فداي
وفدى عقيل بن أبي طالب يوم بدر ولم يكن لعقيل مال فأعطني
من هذا المال فقال خذ قال فحثا العباس في خميصة كانت عليه
ثم ذهب ينهض فلم يستطع فرفع رأسه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال يا رسول الله ارفع علي فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى خرج ضاحكه أو نابه قال ولكن أعد في المال طائفة وقم
بما تطيق ففعل فانطلق بذلك المال وهو يقول اما إحدى اللتين وعدنا
الله فقد أنجزها ولا أدري ما يصنع في الأخرى يعني قوله قل لمن
في أيديكم من الاسرى ان يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم فهذا
خير مما أخذ مني ولا
أدري ما يصنع في المغفرة
قال أخبرنا هشام بن محمد السائب عن أبيه عن أبي صالح عن بن
عباس قال أسلم كل من شهد بدرا مع المشركين من بني هاشم فادى
العباس نفسه وابن أخيه عقيلا ثم رجعوا جميعا إلى مكة ثم أقبلوا إلى
المدينة مهاجرين
قال أخبرنا علي بن عيسى النوفلي عن إسحاق بن الفضل عن أشيخاه
قال قال عقيل بن أبي طالب للنبي عليه السلام من قبلت من أشرافهم
أنحن فيهم قال فقال قتل أبو جهل فقال الان صفي لك الوادي
قال وقال له عقيل انه لم يبق من أهل بيتك أحد الا وقد أسلم قال
فقل لهم فليلحقوا بي فلما أتاهم عقيل بهذه المقالة خرجوا وذكر ان
العباس ونوفلا وعقيلا رجعوا إلى مكة أمروا بذلك ليقيموا ما كانوا
يقيمون من أمر السقاية والرفادة والرئاسة وذلك بعد موت أبي لهب وكانت
16

السقاية والرفادة والرئاسة في الجاهلية في بني هاشم ثم هاجروا بعد إلى المدينة
فقدموها بأولادهم وأهاليهم
قال أخبرنا علي بن عيسى بن عبد الله عن أخيه العباس بن عيسى
بن عبد الله قال حدثنا القرشيون المكيون الشيبيون وغيرهم ان قدوم
العباس بن عبد المطلب ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب على رسول الله
صلى الله عليه وسلم من مكة كان أيام الخندق وشيعهما ربيعة بن
الحارث بن عبد المطلب في مخرجهما إلى الأبواء ثم أراد الرجوع إلى مكة
فقال له عمه العباس وأخوه نوفل بن الحارث أين ترجع إلى دار الشرك
يقاتلون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكذبونه وقد عز رسول الله
صلى الله عليه وسلم وكثف أصحابه امض معنا فسار ربيعة معهما
حتى قدموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلمين مهاجرين
قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدني قال حدثني
أبي عن بن عباس بن عبد الله بن معبد بن عباس ان جده عباسا قدم هو
وأبو هريرة في ركب يقال لهم ركب أبي شمر فنزلوا الجحفة يوم فتح
النبي صلى الله عليه وسلم خيبر فأخبروه انهم نزلوا الجحفة وهم
عامدون النبي صلى الله عليه وسلم وذلك يوم فتح خيبر قال فقسم النبي
صلى الله عليه وسلم للعباس وأبي هريرة في خيبر قال محمد بن سعد
فذكرت هذا الحديث لمحمد بن عمر فقال هذا عندنا وهل لا يشك
فيه أهل العلم والرواية ان العباس كان بمكة ورسول الله صلى الله
عليه وسلم بخيبر قد فتحها وقدم الحجاج بن علاط السلمي مكة فأخبر
قريشا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما أحبوا أنه قد ظفر به
وقتل أصحابه فسروا بذلك واقطع العباس خبره وساءه وفتح بابه وأخذ
ابنه قشم فجعله على صدره وهو يقول
يا قثم يا قثم * يا شبه ذي الكرم
17

حتى أتاه الحجاج فأخبره بسلامة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وانه قد فتح خيبر وغنمه الله تعالى ما فيها فسر بذلك العباس ولبس
ثيابه وغدا إلى المسجد فدخله وطاف بالبيت وأخبر قريشا بما أخبره به الحجاج
من سلامة رسول الله صلى الله عليه وسلم وانه فتح خيبر وما غنمه الله
من أموالهم فكبت المشركون وساءهم ذلك وعلموا ان الحجاج قد كان
كذبهم في خبره الأول وسر ذلك المسلمون الذين بمكة وأتوا العباس فهنؤوه
بسلامة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خرج العباس بعد ذلك فلحق
بالنبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فأطعمه بخيبر مائتي وسق تمر في كل
سنة ثم خرج معه إلى مكة فشهد فتخ مكة وحنين والطائف وتبوك
وثبت معه يوم حنين في أهل بيته حين انكشف الناس عنه
قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال حدثنا عبد
العزيز بن محمد عن محمد بن عبد الله عن عمه بن شهاب عن كثير بن عباس
بن عبد المطلب عن أبيه قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوم حنين فلزمته انا وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب فلم نفارقه
والنبي صلى الله عليه وسلم على بغلة له بيضاء أهداها له فروة بن نفاثة
الجذامي فلما التقى المسلمون والكفار ولي المسلمون مدبرون وطفق
رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض بغلته نحو الكفار قال
عباس وانا أخذ بلجام بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم أكفها
إرادة ان لا تسرع وأبو سفيان أخذ بركاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عباس ناد يا أصحاب
السمرة قال عباس وكنت رجلا صيتا فقلت بأعلى صوتي أين أصحاب
السمرة قال فوالله لكان عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر
على أولادهم فقالوا يا لبيك يا لبيك قال فاقتتلوا هم والكفار والدعوة
في الأنصار يقولون يا معشر الأنصار يا معشر الأنصار ثم قصرت
18

الدعوة على بني الحارث بن الخزرج فقالوا يا بني الحارث بن الخزرج يا بني
الحارث قال فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على بغلته وهو
كالمتطاول عليها إلى قتالهم قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
هذا حين حمى الوطيس قال ثم أخذ حصيات فرمى بهن وجوه الكفار
ثم قال انهزموا ورب محمد قال فذهبت أنظر فإذا القتال على هيئته فيما
أرى قال فوالله ما هو الا ان رماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
بحصياته ثم ركب فإذا حدهم كليل وأمرهم مدبر حتى هزمهم الله
قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال حدثنا سعيد بن أبي عروبة
عن قتادة قال كان العباس بن عبد المطلب يوم حنين إذا انهزم الناس
بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له النبي عليه السلام
ناد الناس قال وكان رجلا صيتا ناد يا معشر المهاجرين يا معشر الأنصار
فجعل ينادي الأنصار فخذا فخذا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم
ناد يا أصحاب السمرة يعني شجرة الرضوان التي بايعوا تحتها يا أصحاب
سورة البقرة فما زال ينادي حتى اقبل الناس عنقا واحدا
قال أخبرنا زيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي قال حدثنا سعيد بن
عبد العزيز عن أبي عبد الله الأيلي قال جاء أسقف غزة إلى النبي صلى
الله عليه وسلم بتبوك فقال يا رسول الله هلك عندي هاشم وعبد الشمس
وهما تاجران وهذه أموالهما قال فدعا النبي صلى الله عليه وسلم عباسا
فقال أقسم مال هاشم على كبراء بني هاشم ودعا أبا سفيان بن حرب
فقال أقسم مال عبد الشمس على كبراء ولد عبد شمس
قال أخبرنا علي بن عيسى بن عبد الله النوفلي عن إسحاق بن الفضل
عن سليمان بن عبد الله بن الحارث بن نوفل ان العباس بن عبد المطلب
ونوفل بن الحارث لما قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم
مهاجرين آخى بينهما وأقطعهما جميعا بالمدينة في موضع واحد وفرع بينهما
19

بحائط فكانا متجاورين في موضع وكانا شريكين في الجاهلية متفاوضين في
المال متحابين متصافين وكانت دار نوفل التي اقطعه إياها رسول الله
صلى الله عليه وسلم في موضع رحبة الفضاء وما يليها إلى المسجد مسجد
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي اليوم رحبة الفضاء وهي تقابل دار
الامارة التي يقال لها اليوم دار مروان وكانت دار العباس بن عبد المطلب
التي اقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم حديدها وهي التي في دار
مروان إلى المسجد مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي دار الامارة
التي يقال لها اليوم دار مروان واقطع العباس أيضا داره الأخرى التي بالسوق
في الموضع الذي يسمى محرزة بن عباس
قال أخبرنا أسباط بن محمد عن هشام بن سعد عن عبيد الله بن عباس
قال كان للعباس ميزاب على طريق عمر فلبس عمر ثيابه يوم الجمعة
وقد كان ذبح للعباس فرخان فلما وافى الميزاب صب فيه ماء فيه
من دم الفرخين فأصاب عمر فأمر عمر بقلعه ثم رجع عمر فطرح ثيابه
ولبس غيرها ثم جاء فصلى بالناس فأتاه العباس فقال والله انه للموضع
الذي وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر للعباس فانا
أعزم عليك لما أصعدت على ظهري حتى تضعه في الموضع الذي وضعه رسول
الله صلى الله عليه وسلم ففعل ذلك العباس
قال أخبرنا محمد بن ربيعة الكلابي وعبيد الله بن موسى العبسي
قالا حدثنا موسى بن عبيدة عن يعقوب بن زيد ان عمر بن الخطاب
خرج في يوم جمعة وقطر عليه ميزاب العباس وكان على طريق عمر إلى
المسجد فقلعه عمر فقال له العباس قلعت ميزابي والله ما وضعه حيث
كان الا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده قال عمر لا جرم ان
لا يكون لك سلم غيري ولا يضعه الا أنت بيدك قال فحمل عمر العباس
على عنقه فوضع رجليه على منكبي عمر ثم أعاد الميزاب حيث كان
20

فوضعه موضعه
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا أبو أمية بن يعلي عن
سالم أبي النضر قال لما كثر المسلمون في عهد عمر ضاق بهم المسجد فاشترى
عمر ما حول المسجد من الدور الا دار العباس بن عبد المطلب وحجر
أمهات المؤمنين فقال عمر للعباس يا أبا الفضل ان مسجد المسلمين قد
ضاق بهم وقد ابتعت ما حوله من المنازل نوسع به على المسلمين في مسجدهم
الا دارك وحجر أمهات المؤمنين فأما حجر أمهات المؤمنين فلا سبيل
إليها واما دارك فبعنيها بما شئت من بيت مال المسلمين أوسع بها في مسجدهم
فقال العباس ما كنت لافعل قال فقال له عمر اختر مني إحدى
ثلاث اما ان تبيعنيها بما شئت من بيت مال المسلمين واما ان أخططك
حيث شئت من المدينة وابنيها لك من بيت مال المسلمين واما ان تصدق
بها على المسلمين فنوسع بها في مسجدهم فقال لا ولا واحده منها
فقال عمر اجعل بيني وبينك من شئت فقال أبي بن كعب فانطلقا
إلى أبي فقصا عليه القصة فقال أبي ان شئتما حدثتكما بحديث سمعته
من النبي صلى الله عليه وسلم فقالا حدثنا فقال سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله أوحى إلى داود ان بن لي بيتا
أذكر فيه فخط له هذه الخطة بيت المقدس فإذا تربيعها بيت
رجل من بني إسرائيل فسأله داود ان يبيعه إياه بأبي فحدث داود نفسه
ان يأخذ منه فأوحى الله إليه ان يا داود أمرتك ان تبني لي بيتا أذكر فيه
فأردت ان تدخل في بيتي الغصب وليس من شأني الغصب وان عقوبتك
ان لا تبنيه قال يا رب فمن ولدي قال من ولدك قال فأخذ
عمر بمجامع ثياب أبي بن كعب وقال جئتك بشئ فجئت بما هو أشد
منه لتخرجن مما قلت فجاء يقوده حتى أدخله المسجد فأوقفه على حلقة
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم أبو ذر فقال اني
21

نشدت الله رجلا سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر حديث
بيت المقدس حين أمر الله داود أن يبنيه الا ذكره فقال أبو ذر انا سمعته
من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال آخر أنا سمعته وقال آخر
أنا سمعته يعني من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأرسل عمر
أبيا قال وأقبل أبي على عمر فقال يا عمر أتتهمني على حديث رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر يا أبا المنذر لا والله ما اتهمتك عليه
ولكني كرهت ان يكون الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ظاهرا قال وقال عمر للعباس اذهب فلا أعرض لك في دارك فقال
العباس اما إذ فعلت هذا فاني قد تصدقت بها على المسلمين أوسع بها
عليهم في مسجدهم فأما وأنت تخاصمني فلا قال فخط عمر لهم دارهم
التي هي اليوم وبناها من بيت مال المسلمين
قال أخبرنا سليمان بن حرب وعارم بن الفضل قالا حدثنا حماد
بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن بن عباس قال كانت للعباس بن عبد المطلب دار إلى جنب المسجد بالمدينة فقال عمر
هبها لي أو بعنيها حتى ادخلها في المسجد فأبي قال فاجعل بيني
وبينك رجلا من أصحاب رسول الله ص فجعلا أبي بن
كعب بينهما قال فقضى أبي على عمر قال فقال عمر ما في أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد أجرأ علي من أبي قال أو أنصح
لك يا أمير المؤمنين اما علمت قصة المرأة ان داود لما بنى بيت المقدس
ادخل فيه بيت امرأة بغير اذنها فلما بلغ حجر الرجال منع بناؤه فقال
أي رب إذ منعتني ففي عقبي من بعدي فلما كان بعد قال له العباس
أليس قد قضيت لي قال بلى قال فهي لك قد جعلتها لله
قال أخبرنا محمد بن حرب المكي قال حدثنا سفيان بن عيينة
عن عمرو بن دينار عن أبي جعفر محمد بن علي ان العباس جاء إلى عمر
22

فقال له ان النبي صلى الله عليه وسلم أقطعني البحرين قال من
يعلم ذلك قال المغيرة بن شعبة فجاء به فشهد له قال لم يمض
له عمر ذلك كأنه لم يقبل شهادته فأغلظ العباس لعمر فقال عمر يا عبد
الله خذ بيد أبيك وقال سفيان عن غير عمرو قال قال عمر والله يا أبا
الفضل لأنا باسلامك كنت أسر مني بإسلام الخطاب لو أسلم لمرضاة رسول
الله صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال حدثني محمد
بن طلحة بن عبد الرحمن بن طلحة بن عبد الله بن عثمان بن عبيد الله القرشي
ثم التيمي قال حدثني إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله بن حارثة بن النعمان
عن أبيه عن عبد الله بن حارثة انه قال لما قدم صفوان بن أمية بن خلف
الجمحي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم على من نزلت يا أبا
وهب قال نزلت على العباس بن عبد المطلب قال نزلت على أشد
قريش لقريش حبا
قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال حدثني عبد
العزيز بن محمد عن يزيد بن عبد الله عن هند بنت الحارث عن أم الفضل
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليهم وعباس عم رسول الله
صلى الله عليه وسلم يشتكي فتمنى عباس الموت فقال له رسول الله
صلى الله عليه وسلم يا عم رسول الله لا تتمن الموت فان تكن محسنا
فان تؤخر تزدد احسانا إلى احسانك خيرا لك وان تكن مسيئا فان
تؤخر فتستعتب من إساءتك فلا تتمن الموت
قال أخبرنا مالك بن إسماعيل النهدي قال حدثنا كامل عن حبيب
يعني بن أبي ثابت قال كان العباس بن عبد المطلب أقرب الناس شحمة
أذن إلى السماء
قال أخبرنا عبد الله بن نمير عن إسرائيل عن عبد الاعلى عن سعيد
23

بن جبير عن بن عباس قال كان بين العباس وبين ناس شئ فقال
النبي صلى الله عليه وسلم ان العباس مني وأنا منه
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى العبسي ومحمد بن كثير قالا حدثنا
إسرائيل عن عبد الاعلى أنه سمع سعيد بن جبير يقول أخبرني بن عباس
ان رجلا وقع في أب للعباس كان في الجاهلية فلطمه العباس فاجتمع
قومه فقالوا والله لنلطمنه كما لطمه ولبسوا السلاح فبلغ ذلك رسول
الله صلى الله عليه وسلم فجاء فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال
أيها الناس أي الناس تعلمون أكرم على الله قالوا أنت قال فان
العباس مني وأنا منه لا تسبوا أمواتنا فتؤذوا أحياءنا قال فجاء القوم
فقالوا يا رسول الله نعوذ بالله من غضبك استغفر لنا يا رسول الله
قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء عن إسرائيل عن عبد الاعلى عن
سعيد بن جبير عن بن عباس قال صعد النبي صلى الله عليه وسلم
المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أيها الناس أي أهل الأرض أكرم
على الله قالوا أنت قال فان العباس مني وأنا منه لا تؤذوا العباس
فتؤذوني وقال من سب العباس فقد سبني
قال أخبرنا يزيد بن هارون عن داود بن أبي هند عن العباس بن
عبد الرحمن ان رجلا من المهاجرين لقي العباس بن عبد المطلب فقال
يا أبا الفضل أرأيت عبد المطلب بن هاشم والغيطلة كاهنة بني سهم جمعهما
الله جميعا في النار فصفح عنه ثم لقيه الثانية فقال له مثل ذلك فصفح
عنه ثم لقيه الثالثة فقال له مثل ذلك فرفع العباس يده فوجأ أنفه فكسره
فانطلق الرجل كما هو إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه قال
ما هذا قال العباس فأرسل إليه فجاءه فقال ما أردت إلى الرجل من
المهاجرين فقال يا رسول الله والله لقد علمت أن عبد المطلب في النار
ولكنه لقيني فقال يا أبا الفضل أرأيت عبد المطلب بن هاشم والغيطلة كاهنة
24

بني سهم جمعهما الله جميعا في النار فصفحت عنه مرارا ثم والله ما ملكت
نفسي وما إياه أراد ولكنه أرادني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما بال أحدكم يؤذي أخاه في الامر وان كان حقا
قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال حدثنا سفيان عن موسى بن أبي
عائشة عن عبد الله بن أبي رزين عن علي قال قلت للعباس
سل لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجابة قال فسأله فقال
صلى الله عليه وسلم أعطيكم ما هو خير لكما منها السقاية بروائكم ولا
تزروا بها
قال أخبرنا أنس بن عياش الليثي و عبد الله بن نمير الهمداني
عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر قال استأذن العباس بن عبد
المطلب النبي صلى الله عليه وسلم ان يبيت ليالي منى بمكة من أجل
سقايته فأذن له
قال أخبرنا محمد بن الفضل عن غزوان عن ليث عن مجاهد قال طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقته بالبيت معه محجن
يستلم به الحجر كلما مر عليه ثم أتى السقاية يستشفي قال فقال العباس
يا رسول الله الا نأتيك بماء لم تمسه الأيدي قال بلى فاسقوني فسقوه
ثم أتى زمزم فقال استقوا لي منها دلوا فأخرجوا منها دلوا فمضمض
منه ثم مجه من فيه ثم قال أعيدوه فيها ثم قال إنكم لعلي عمل صالح
ثم قال لولا أن تغلبوا عليه لنزلت فنزعت معكم
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا مندل بن علي عن حسين
بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس قال حدثني جعفر بن تمام قال جاء
رجل إلى بن عباس فقال أرأيت ما تسقون الناس من نبيذ هذا الزبيب
أسنة تتبعونها أم تجدون هذا أهون عليكم من اللبن والعسل فقال بن عباس
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى العباس وهو يسقي الناس فقال
25

اسقني فدعا العباس بعساس من نبيذ فتناول رسول الله صلى الله عليه
وسلم عسا منها فشرب ثم قال أحسنتم هكذا اصنعوا قال بن
عباس فما يسرني ان سقايتها جرت علي لبنا وعسلا مكان قول رسول
الله صلى الله عليه وسلم أحسنتم هكذا افعلوا
قال أخبرنا محمد بن الفضيل عن غزوان عن الحجاج عن الحكم
عن مجاهد قال اشرب من سقاية آل العباس فإنها من السنة
قال أخبرنا سعيد بن منصور قال حدثنا إسماعيل بن زكريا
الأسدي عن الحجاج بن دينار عن الحكم عن حجية بن عدي عن علي
بن أبي طالب أن العباس بن عبد المطلب سأل رسول الله صلى الله عليه
وسلم في تعجيل صدقته قبل أن تحل فرخص له في ذلك
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا الحجاج عن الحكم بن
عتيبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عمر بن الخطاب على
الصدقة فأتى العباس يسأله صدقة ماله قال قد عجلت لرسول الله صلى
الله عليه وسلم صدقة سنتين فرافعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق عمي قد تعجلنا منه صدقة
سنتين
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا أبو إسرائيل عن الحكم
قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم عمر على السعاية فأتى العباس
يطلب منه صدقة ماله فأغلظ له فأتى عليا فاستعان به على النبي صلى الله
عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم تربت يداك أما علمت أن
عم الرجل صنو أبيه إن العباس سلفنا زكاة العام عاما أول
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة قال
أخبرنا ثابت عن أبي عثمان النهدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال للعباس هاهنا فإنك صنوي
26

قال أخبرنا محمد بن حميد عن معمر عن قتادة قال كان بين عمر
بن الخطاب وبين العباس قول فأسرع إليه العباس فجاء عمر إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فقال ألم تر عباسا فعل بي كذا وكذا وفعل فأردت
أن أجيبه فذكرت مكانه منك فكففت عنه فقال يرحمك الله إن عم
الرجل صنو أبيه
حدثنا عبد الوهاب بن عطاء عن شعبة عن عمارة بن أبي حفصة عن
أبي مجلز قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما العباس
صنو أبي فمن آذى العباس فقد آذاني
أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال حدثنا أبو المليح عن عبد الله
الوراق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغسلني العباس
فإنه والدي والوالد لا ينظر إلى عورة ولده
أخبرنا قبيصة بن عقبة قال أخبرنا سفيان عن موسى عن أبي عائشة
عن عبد الله بن أبي رزين عن أبي رزين عن علي عليه السلام قال
قلت للعباس سل النبي صلى الله عليه وسلم يستعملك على الصدقة فسأله
فقال ما كنت لاستعملك على غسالة ذنوب الناس
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي وقبيصة بن عقبة قالا حدثنا
سفيان عن محمد بن المنكدر قال قال العباس يا رسول الله ألا تؤمرني
على إمارة فقال نفس تنجيها خير من إمارة لا تحصيها
قال أخبرنا أبو سفيان الحميري الحذاء الواسطي عن الضحاك
بن حمزة قال قال العباس بن عبد المطلب يا رسول الله استعملني
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عباس يا عم النبي نفس
تنجيها خير من إمارة لا تحصيها
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة قال
حدثنا شعيب بن الحبحاب عن أبي العالية أن العباس ابتنى غرفة فقال له
27

النبي صلى الله عليه وسلم ألقها قال العباس أو أنفق مثل ثمنها
في سبيل الله قال ألقها
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري و عبد الله بن بكر السهمي
قالا حدثنا أبو يونس حاتم بن أبي صغير القشيري قال حدثني رجل
من بني عبد المطلب قال قدم علينا علي بن عبد الله بن عباس فأتيناه فأخبرنا
أن عبد الله بن عباس قال أخبرني أبي العباس أنه أتى رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أنا عمك كبرت سني واقترب أجلي
فعلمني شيئا ينفعني الله به فقال يا عباس أنت عمي ولا أغني عنك
من أمر الله شيئا ولكن سل ربك العفو والعافية
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب
قال قال العباس يا رسول الله مرني بدعاء قال سل الله العفو والعافية
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الله بن جعفر الزهري
عن عثمان بن محمد الأخنسي وإسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص
قالا ما أدركنا أحدا من الناس إلا وهو يقدم العباس بن عبد المطلب في
العقل في الجاهلية والاسلام
أخبرنا عثمان بن اليمان بن هارون المكي عن أبي بكر بن أبي عون
عن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن جده قال سمعت
عليا بالكوفة يقول يا ليتني كنت أطعت عباسا يا ليتني كنت أطعت
عباسا قال قال العباس اذهب بنا إلى رسول الله فإن كان هذا الامر
فينا وإلا أوصى بنا الناس قال فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فسمعوه
يقول لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد قال فخرجوا من عنده
ولم يقولوا له شيئا
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثني أبي عن ثمامة
بن عبد الله عن أنس بن مالك أنهم كانوا إذا قحطوا على عهد عمر خرج
28

بالعباس فاستسقى به وقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا عليه السلام
إذا قحطنا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا عليه السلام فاسقنا
قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال حدثنا عمرو بن أبي المقدام
عن يحيى بن مقلة عن أبيه عن موسى بن عمر قال أصاب الناس قحط
فخرج عمر بن الخطاب يستسقي فأخذ بيد العباس فاستقبل به القبلة فقال
هذا عم نبيك عليه السلام جئنا نتوسل به إليك فاسقنا قال فما رجعوا
حتى سقوا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد اللبن محمد بن عمر
بن حاطب عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه قال رأيت عمر
آخذا بيد العباس فقام به فقال اللهم إنا نستشفع بعم رسولك صلى الله
عليه وسلم إليك
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني داود بن عبد الرحمن عن
محمد بن عثمان عن بن أبي نجيح قال فرض عمر بن الخطاب للعباس
بن عبد المطلب في الديوان سبعة آلاف
قال محمد بن عمر وقد روى بعضهم أنه فرض له خمسة آلاف
كفرائض أهل بدر لقرابته برسول الله صلى الله عليه وسلم فألحقه بفرائض
أهل بدر ولم يفضل أحدا على أهل بدر إلا أزواج النبي صلى الله عليه
وسلم
قال أخبرنا يزيد بن هارون وعفان بن مسلم وسليمان بن حرب
قالوا حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن عن الأحنف بن
قيس قال سمعت عمر بن الخطاب يقول إن قريشا رؤوس الناس لا يدخل
أحد منهم في باب إلا دخل معه فيه قال يزيد بن هارون ناس وقال
عفان وسليمان طائفة من الناس فلم أدر ما تأويل قوله في ذا حتى طعن
فلما احتضر أمر صهيبا أن يصلي بالناس ثلاثة أيام وأمره أن يجعل للناس
29

طعاما فيطعموا وقال عفان وسليمان حتى يستخلفوا إنسانا فلما رجعوا
من الجنازة جئ بالطعام ووضعت الموائد فأمسك الناس عنها قال يزيد
للحزن الذي هم فيه فقال العباس بن عبد المطلب أيها الناس إن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قد مات فأكلنا بعده وشربنا ومات أبو بكر
فأكلنا بعده وشربنا قال عفان وسليمان وإنه لا بد من الاجل فكلوا
من هذا الطعام ثم مد العباس يده فأكل ومد الناس أيديهم فأكلوا
فعرفت قول عمر إنهم رؤوس الناس
قال أخبرنا المعلى بن أسد قال حدثنا وهيب عن داود بن أبي
هند عن عامر أن العباس تحفى عمر في بعض الامر فقال له يا أمير
المؤمنين أرأيت أن لو جاءك عم موسى مسلما ما كنت صانعا به قال
كنت والله محسنا إليه قال فأنا عم محمد النبي صلى الله عليه وسلم
قال وما رأيك يا أبا الفضل فوالله لأبوك أحب إلي من أبي قال الله
الله لأني كنت أعلم أنه أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من
أبي فأنا أوثر حب رسول الله صلى الله عليه وسلم على حبي
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي
بن زيد عن الحسن قال بقي في بيت مال عمر شئ بعدما قسم بين
الناس فقال العباس لعمر وللناس أرأيتم لو كان فيكم عم موسى أكنتم
تكرمونه قالوا نعم قال فأنا أحق به أنا عم نبيكم صلى الله
عليه وسلم فكلم عمر الناس فأعطوه تلك البقية التي بقيت
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا زهير بن معاوية عن ليث
قال حدثني مجاهد عن علي بن عبد الله بن عباس قال أعتق العباس عند
موته سبعين مملوكا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا خالد بن القاسم البياضي
قال أخبرني شعبة مولى بن عباس قال سمعت بن عباس يقول
30

كان العباس معتدل القناة وكان يخبرنا عن عبد المطلب أنه مات وهو
أعدل قناة منه
وتوفي العباس يوم الجمعة لأربع عشرة خلت من رجب سنة اثنتين
وثلاثين في خلافة عثمان بن عفان وهو بن ثمان وثمانين سنة ودفن بالبقيع
في مقبرة بني هاشم
قال خالد بن القاسم ورأيت علي بن عبد الله بن عباس معتدل القناة
يعني طويلا حسن الانتصاب على كبر ليس فيه حناء
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بن أبي حبيبة عن داود
بن الحصين عن عكرمة عن بن عباس قال كان العباس بن عبد المطلب
قد أسلم قبل أن يهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بن أبي سبرة عن حسين
بن عبد الله عن عكرمة عن بن عباس قال أسلم العباس بمكة قبل بدر
وأسلمت أم الفضل معه حينئذ وكان مقامه بمكة إنه كان لا يغبي
على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة خبرا يكون إلا كتب به إليه
وكان من هناك من المؤمنين يتقوون به ويصيرون إليه وكان لهم عونا على
إسلامهم ولقد كان يطلب أن يقدم على النبي صلى الله عليه وسلم
فكتب إليه رسول الله عليه السلام إن مقامك مجاهد حسن فأقام
بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا علي بن علي عن سالم مولى
أبي جعفر عن محمد بن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوما وهو في مجلس بالمدينة وهو يذكر ليلة العقبة فقال أيدت تلك الليلة
بعمي العباس وكان يأخذ على القوم ويعطيهم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد العزيز بن محمد عن
العباس بن عبد الله بن معبد قال لما دون عمر بن الخطاب الديوان كان
31

أول من بدأ به في المدعى بنى هشام ثم كان أول بني هاشم يدعى
العباس بن عبد المطلب في ولاية عمر وعثمان
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم
عن العباس بن عبد الله بن معبد عن بن عباس قال كان العباس بن عبد
المطلب في الجاهلية الذي يلي أمر بني هاشم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني يحيى بن العلاء عن عبد
المجيد بن سهيل عن نملة بن أبي نملة عن أبيه قال لما مات العباس بن عبد
المطلب بعثت بنو هاشم مؤذنا يؤذن أهل العوالي رحم الله من شهد
العباس بن عبد المطلب قال فحشد الناس ونزلوا من العوالي
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بن أبي سبرة عن سعيد
بن عبد الرحمن بن رقيش عن عبد الرحمن بن يزيد بن حارثة قال جاءنا
مؤذن يؤذنا بموت العباس بن عبد المطلب بقباء على حمار ثم جاءنا
آخر على حمار فقلت من الأول فقال مولى لبني هاشم والثاني رسول
عثمان فاستقبل قرى الأنصار قرية قرية حتى انتهى إلى سافلة بني حارثة
وما ولاها فحشد الناس فما غادرنا النساء فلما أتي به إلى موضع الجنائز
تضايق فتقدموا به إلى البقيع ولقد رأيتنا يوم صلينا عليه بالبقيع وما
رأيت مثل ذلك الخروج على أحد من الناس قط وما يستطيع أحد من الناس
أن يدنو إلى سريره وغلب عليه بنو هاشم فلما انتهوا إلى اللحد ازدحموا
عليه فأرى عثمان اعتزل وبعث الشرطة يضربون الناس عن بني هاشم حتى
خلص بنو هاشم فكانوا هم الذين نزلوا في حفرته ودلوه في اللحد
ولقد رأيت على سريره برد حبرة قد تقطع من زحامهم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثتني عبيدة بنت نابل عن عائشة
بنت سعد قالت جاءنا رسول عثمان رحمه الله ونحن بقصرنا على عشرة
أميال من المدينة أن العباس قد توفي فنزل أبي ونزل سعيد بن زيد بن
32

عمرو بن نفيل ونزل أبو هريرة من السمرة قالت عائشة فجاءنا أبي
بعد ذلك بيوم فقال ما قدرنا على أن ندنو من سريره من كثرة الناس
غلبنا عليه ولقد كنت أحب حمله
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني يعقوب بن محمد عن محمد
بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة عن الحارث بن عبد الله بن
كعب عن أم عمارة قالت حضرنا نساء الأنصار طرا جنازة العباس
وكنا أول من بكى عليه ومعنا المهاجرات الأول المبايعات
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا بن أبي سبرة عن عباس
بن عبد الله بن سعيد قال لما مات العباس أرسل إليهم عثمان إن رأيتم أن
أحضر غسله فعلتم فأذنوا له فحضر فكان جالسا ناحية البيت وغسله
علي بن أبي طالب عليه السلام و عبد الله وعبيد الله وقثم بنو العباس
وحدت نساء بني هاشم سنة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد العزيز بن محمد عن
عباس بن عبد الله بن معبد عن عكرمة عن بن عباس قال أوصى العباس
أن يكفن في برد حبرة وقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كفن فيه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا بن أبي سبرة عن عبد المجيد
بن سهيل عن عيسى بن طلحة قال رأيت عثمان يكبر على العباس بالبقيع
وما يقدر من لفظ الناس ولقد بلغ الناس الحشان وما تخلف أحد من
الرجال والنساء والصبيان
33

جعفر بن أبي طالب
واسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف
بن قصي وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وكان
لجعفر من الولد عبد الله وبه كان يكنى وله العقب من ولد جعفر ومحمد
وعون لا عقب لهما ولدوا جميعا لجعفر بأرض الحبشة في المهاجر إليها
وأمهم أسماء بنت عميس بن معبد بن تيم بن مالك بن قحافة بن عامر
بن ربيعة بن عامر بن معاوية بن زيد بن مالك بن نسر بن وهب الله بن شهران
بن عفرس بن أفتل وهو جماع خثعم بن أنمار
قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال حدثني أبي
عن عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه قال ولد جعفر بن أبي
طالب عبد الله وعون ومحمد بنو جعفر وأخواهم لأمهم يحيى بن علي بن
أبي طالب ومحمد بن أبي بكر وأمهم الخثعمية أسماء بنت عميس
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا محمد بن صالح عن يزيد بن
رومان قال أسلم جعفر بن أبي طالب قبل أن يدخل رسول الله صلى الله
عليه وسلم دار الأرقم ويدعو فيها
وقال محمد بن عمر وهاجر جعفر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية
ومعه امرأته أسماء بنت عميس وولدت له هناك عبد الله وعونا ومحمد
فلم يزل بأرض الحبشة حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
المدينة ثم قدم عليه جعفر من أرض الحبشة وهو بخيبر سنة سبع وكذلك
قال محمد بن إسحاق
قال محمد بن عمر وقد روي لنا أن أميرهم في الهجرة إلى أرض
الحبشة جعفر بن أبي طالب
قال أخبرنا عبد الله بن نمير عن الأجلح عن الشعبي قال لما رجع
34

رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر تلقاه جعفر بن أبي طالب
فالتزمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبل ما بين عينيه وقال ما
أدري بأيهما أنا أفرح بقدوم جعفر أو بفتح خيبر
قال أخبرنا الفضيل بن دكين ومحمد بن ربيعة الكلابي قالا حدثنا
سفيان عن الأجلح عن الشعبي أن النبي صلى الله عليه وسلم استقبل جعفر
بن أبي طالب حين جاء من أرض الحبشة فقبل ما بين عينيه وقال الفضل
بن دكين وضمه إليه وقال محمد بن ربيعة واعتنقه
قال أخبرنا يزيد بن هارون والفضل بن دكين قالا حدثنا المسعودي
عن الحكم بن عتيبة أن جعفرا وأصحابه قدموا من أرض الحبشة بعد فتح
خيبر فقسم لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في خيبر قال وقال محمد
بن إسحاق وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين جعفر بن أبي
طالب ومعاذ بن جبل قال وقال محمد بن عمر هذا وهل وكيف
يكون هذا وإنما كانت المؤاخاة بعد قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم
المدينة وقبل بدر فلما كان يوم بدر نزلت آية الميراث وانقطعت المؤاخاة
وجعفر غائب يومئذ بأرض الحبشة
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا حفص بن غياث عن
جعفر بن محمد عن أبيه قال إن ابنة حمزة لتطوف بين الرجال إذ أخذ
علي بيدها فألقاها إلى فاطمة في هودجها قال فاختصم فيها علي وجعفر
وزيد بن حارثة حتى ارتفعت أصواتهم فأيقظوا النبي صلى الله عليه وسلم
من نومه قال هلموا أقض بينكم فيها وفي غيرها فقال علي ابنة
عمي وأنا أخرجتها وأنا أحق بها وقال جعفر ابنة عمي وخالتها عندي
وقال زيد ابنة أخي فقال في كل واحد قولا رضيه فقضى بها لجعفر
وقال الخالة والدة فقام جعفر فحجل حول النبي صلى الله عليه وسلم
دار عليه فقال النبي عليه السلام ما هذا قال شئ رأيت الحبشة
35

يصنعونه بملوكهم خالتها أسماء بنت عميس وأمها سلمى بنت عميس
قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن خالد السكري الرقي قال
حدثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط
عن محمد بن أسامة بن زيد عن أبيه أسامة أنه سمع النبي صلى الله عليه
وسلم يقول لجعفر بن أبي طالب أشبه خلقك خلقي وأشبه خلقك
خلقي فأنت مني ومن شجرتي
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق
عن هبيرة بن يريم وهانئ بن هانئ عن علي أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال لجعفر بن أبي طالب في حديث بنت حمزة أشبهت
خلقي وخلقي
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق
عن البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك
قال أخبرنا هوذة بن خليفة قال حدثنا عوف عن محمد بن سيرين
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجعفر حين تنازع هو وعلي وزيد في
ابنة حمزة أشبه خلقك خلقي وخلقك خلقي
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثني حماد بن سلمة عن ثابت
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجعفر إنك شبيه خلقي وخلقي
قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا هشام بن سعد عن جعفر
بن عبد الله بن جعفر عن جعفر بن أبي طالب أنه تختم في يمينه
قال أخبرنا وهب بن جرير قال حدثنا أبي قال سمعت محمد
بن أبي يعقوب يحدث عن الحسن بن سعد عن عبد الله بن جعفر قال بعث
رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا واستعمل عليهم زيد بن حارثة
وقال إن قتل زيد أو استشهد فأميركم جعفر بن أبي طالب فإن قتل
جعفر أو استشهد فأميركم عبد الله بن رواحة فلقوا العدو فأخذ الراية
36

زيد فقاتل حتى قتل ثم أخذ الراية جعفر فقاتل حتى قتل ثم أخذ الراية
عبد الله بن رواحة فقاتل حتى قتل ثم أخذ الراية بعدهم خالد بن الوليد
ففتح الله عليه فأتى خبرهم النبي صلى الله عليه وسلم فخرج إلى الناس
فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن إخوانكم لقوا العدو فأخذ الراية زيد
بن حارثة فقاتل حتى قتل أو استشهد ثم أخذ الراية جعفر بن أبي طالب
فقاتل حتى قتل أو استشهد ثم أخذها عبد الله بن رواحة وقاتل حتى قتل
أو أستشهد ثم أخذها سيف من سيوف الله خالد بن الوليد ففتح الله عليه
ثم أمهل آل جعفر ثلاثا أن يأتيهم ثم أتاهم فقال لا تبكوا على أخي
بعد اليوم ثم قال ائتوني ببني أخي فجئ بنا كأنا أفراخ فقال
ادعوا إلي الحلاق فدعي فحلق رؤوسنا فقال أما محمد فشبيه عمنا
أبي طالب وأما عبد الله في كتاب بن معروف موضع عبد الله عون الله
فشبيه خلقي وخلقي قال ثم أخذ بيده فأشالها وقال اللهم اخلف
جعفرا في أهله وبارك لعبد الله في صفقة يمينه ثلاث مرات ثم جاءت
أمنا فذكرت يتمنا وجعلت تفرح له فقالت العيلة تخافين عليهم وأنا
وليهم في الدنيا والآخرة
قال أخبرنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن
عباد عن أبيه قال أخبرني أبي الذي أرضعني من بني قرة قال كأني
أنظر إلى جعفر بن أبي طالب يوم مؤتة نزل عن فرس له شقراء فعقرها
ثم قاتل حتى قتل
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر
بن قتادة قال وحدثني عبد الجبار بن عمارة عن عبد الله بن أبي بكر
بن محمد بن عمرو بن حزم زاد أحدهما على صاحبه قال لما أخذ جعفر
بن أبي طالب الراية جاءه الشيطان فمناه الحياة الدنيا وكره له الموت فقال
الآن حين استحكم الايمان في قلوب المؤمنين تمنيني الدنيا ثم مضى
37

قدما حتى استشهد فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا
له ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استغفروا لأخيكم جعفر فإنه
شهيد وقد دخل الجنة وهو يطير فيها بجناحين من ياقوت حيث شاء
من الجنة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الله بن محمد بن عمر
بن علي عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت جعفرا
ملكا يطير في الجنة تدمى قادمتاه ورأيت زيدا دون ذلك فقلت ما كنت
أظن أن زيدا دون جعفر فأتاه جبرائيل فقال إن زيدا ليس بدون جعفر
ولكنا فضلنا جعفرا لقرابته منك
قال أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عمر قالا حدثنا أبو جعفر
عن نافع عن بن عمر قال وجد أو وجدنا فيما أقبل من بدن جعفر بن
أبي طالب ما بين منكبيه قال الفضل بن دكين تسعين ضربة بين طعنة
برمح وضربة بسيف وقال محمد بن عمر اثنتين وسبعين ضربة
قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال حدثني أبي
عن عبد الله بن عمر بن حفص عن نافع عن بن عمر قال كنت بمؤتة
فلما فقدنا جعفر بن أبي طالب طلبناه في القتلى فوجدناه وبه طعنة ورمية
بضع وتسعون فوجدنا ذلك فيما أقبل من جسده
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني يحيى بن عبد الله بن أبي
قتادة عن عبد الله بن أبي بكر قال وجد في بدن جعفر أكثر من ستين
جرحا ووجد به طعنة قد أنفذته
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن محمد بن عمر
بن علي عن أبيه قال ضربه رجل من الروم فقطعه بنصفين فوقع أحد نصفيه
في كرم فوجد في نصفه ثلاثون أو رضعة وثلاثون جرحا
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد
38

عن رجل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقد رأيته في الجنة يعني
جعفرا له جناحان مضرجان بالدماء مصبوغ القوادم
قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال حدثني حسين
عن عبد الله بن حمزة عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليه السلام
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن لجعفر بن أبي طالب جناحين
يطير بهما في الجنة مع الملائكة
قال أخبرنا سليمان بن حرب وعارم بن الفضل قالا حدثنا حماد
بن زيد عن عبد الله بن المختار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
مر بي جعفر بن أبي طالب الليلة في ملا من الملائكة له جناحان مضرجان
بالدماء أبيض القوادم
أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال حدثني حسين بن
عبد الله بن ضميرة عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليه السلام
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن لجعفر بن أبي طالب جناحين
يطير بهما في الجنة مع الملائكة
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال أخبرنا أبو شهاب عن
هشام عن الحسن أنه قال إن لجعفر جناحين يطير بهما في الجنة حيث
يشاء
قال أخبرنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب
عن حميد بن هلال عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى
جعفرا وزيدا نعاهما من قبل أن يجئ خبرهما نعاهما وعيناه تذرفان
قال أخبرنا محمد بن عبيد والفضل بن دكين قالا حدثنا زكريا
بن أبي زائدة عن عامر قال قتل جعفر بن أبي طالب بالبلقاء يوم مؤتة
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اخلف جعفرا في أهله
قال محمد بن عبيد بخير ما خلفت عبدا من عبادك الصالحين وقال الفضل
39

بن دكين كأفضل ما خلفت عبدا من عبادك الصالحين
قال أخبرنا عبد الله بن نمير ومحمد بن عبيد قالا حدثنا إسماعيل
بن أبي خالد عن عامر قال لما أصيب جعفر أرسل النبي صلى الله عليه
وسلم إلى امرأته أن ابعثي إلي بني جعفر فأتي بهم فقال النبي صلى
الله عليه وسلم اللهم إن جعفرا قد قدم إليك إلى أحسن الثواب فأخلفه
في ذريته بخير ما خلفت عبدا من عبادك الصالحين
قال أخبرنا عبد الله بن نمير عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن
عائشة قالت لما جاء نعي جعفر وزيد و عبد الله بن رواحة جلس رسول
الله صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الحزن قالت عائشة وأنا
أطلع من شق الباب فجاء رجل فقال يا رسول الله إن نساء جعفر قد لزمن
بكاءهن فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهاهن قالت فذهب
الرجل ثم جاء فقال إني قد نهيتهن وإنهن لم يطعنه فأمر رسول
الله صلى الله عليه وسلم أن ينهاهن الثانية فذهب الرجل ثم جاء فقال
والله لقد غلبنني فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينهاهن
قالت عائشة فذهب ثم أتاه فقال والله يا رسول الله لقد غلبنني فزعمت
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال احث في أفواههن التراب
قالت أرغم الله أنفك ما أنت بفاعل ولا تركت رسول الله صلى الله
عليه وسلم
قال أخبرنا عبد الله بن نمير قال حدثنا محمد بن إسحاق عن عبد
الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت لما أتت وفاة جعفر عرفنا في
رسول الله صلى الله عليه وسلم الحزن قالت فدخل عليه رجل فقال
يا رسول الله إن النساء يبكين قال فارجع إليهن فأسكتهن
قال ثم جاء الثانية فقال مثل ذلك قال ارجع إليهن فأسكتهن ثم جاء
الثالثة فقال مثل ذلك قال فإن أبين فاحث في أفواههن التراب قالت
40

عائشة قلت في نفسي والله ما تركت نفسك إلا وأنت مطيع رسول الله
صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا الفضل بن دكين وأحمد بن عبد الله بن يونس قالا
حدثنا محمد بن طلحة عن الحكم عن عبد الله بن شداد بن الهاد عن أسماء
بنت عميس قالت لما أصيب جعفر قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم
تسلي ثلاثا ثم اصنعي ما شئت
قال محمد بن عمر وأطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم جعفر
بن أبي طالب بخيبر خمسين وسقا من تمر في كل سنة
قال أخبرنا عبد الله بن نمير ومحمد بن عبيد قالا حدثنا زكريا
بن أبي زائدة عن عامر قال تزوج علي أسماء بنت عميس فتفاخر ابناها
محمد بن جعفر ومحمد بن أبي بكر قال كل واحد منهما أنا أكرم منك
وأبي خير من أبي فقال لها علي اقضي بينهما فقالت ما رأيت شابا
من العرب كان خيرا من جعفر ولا رأيت كهلا خيرا من أبي بكر فقال
علي ما تركت لنا شيئا فقلت والله إن ثلاثة أنت أخسهم لخيار فقال
لها لو قلت غير هذا لمقتك
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا وهيب بن خالد قال
حدثنا خالد الحذاء عن عكرمة عن أبي هريرة قال ما احتذى النعال ولا
انتعل ولا ركب المطايا ولا لبس الكور بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
أفضل من جعفر
قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا بن أبي ذئب عن أبي سعيد
المقبري عن أبي هريرة قال كان خير الناس للمساكين جعفر بن أبي
طالب كان يتقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته حتى إن كان ليخرج
إلينا العكة ليس فيها شئ فيبشقها فنلعق ما فيها
41

عقيل بن أبي طالب
بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمه فاطمة بنت
أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وكان أسن بني أبي طالب بعد طالب
ولا بقية له، وأمه أيضا فاطمة بنت أسد بن هاشم. وكان أسن من عقيل
بعشر سنين وكان عقيل أسن من جعفر بعشر سنين وكان جعفر أسن من علي
بعشر سنين. فعلي كان أصغرهم سنا وأولهم إسلاما وكان لعقيل بن أبي
طالب من الولد يزيد وبه كان يكنى وسعيد وأمهما أم سعيد بنت
عمرو بن يزيد بن مدلج من بني عامر بن صعصعة وجعفر الأكبر
وأبو سعيد الأحول وهو اسمه وأمها أم البنين بنت الثغر وهو عمر بن
الهصار بن كعب بن عامر بن عب بن أبي بكر وهو عبيد بن كلاب بن
ربيعة بن عامر بن صعصعة وأم الثغر أسماء بنت سفيان أخت الضحاك
بن سفيان بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب صاحب رسول الله
صلى الله عليه وسلم ومسلم بن عقيل وهو الذي بعثه الحسين بن علي بن
أبي طالب عليهما السلام من مكة يبايع له الناس فنزل بالكوفة على هانئ
بن عروة المرادي فأخذ عبيد الله بن زياد مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة
فقتلهما جميعا وصلبهما فلذلك قول الشاعر
فإن كنت لا تدرين ما الموت فانظري إلى هانئ في السوق وابن عقيل
ترى جسدا قد غير الموت لونه ونضح دم قد سأل كل مسيل
وعبد الله بن عقيل وعبد الرحمن و عبد الله الأصغر وأمهم خليلة أم
ولد وعلي لا بقية له وأمه أم ولد وجعفر الأصغر وحمزة وعثمان
لأمهات أولاد ومحمد ورملة وأمهما أم ولد وأم هانئ وأسماء وفاطمة
وأم القاسم وزينب وأم النعمان لأمهات أولاد شتى
42

قالوا وكان عقيل بن أبي طالب فيمن أخرج من بني هاشم كرها
مع المشركين إلى بدر فشهدها وأسر يومئذ وكان لا مال له ففداه العباس
بن عبد المطلب
قال أخبرنا علي بن عيسى النوفلي قال حدثنا أبان بن عثمان عن
معاوية بن عمار الذهبي قال سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد يقول
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر انظروا من هاهنا من أهل
بيتي من بني هاشم قال فجاء علي بن أبي طالب فنظر إلى العباس ونوفل
وعقيل ثم رجع فناداه عقيل يا بن أم علي أما والله لقد رأتنا فجاء
علي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله رأيت العباس
ونوفلا وعقيلا فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قام على
رأس عقيل فقال أبا يزيد قتل أبو جهل قال إذا لا ينازعوا في تهامة
إن كنت أثخنت القوم وإلا فاركب أكتافهم
قال أخبرنا علي بن عيسى عن إسحاق بن الفضل عن أشياخه قال
وقال عقيل بن أبي طالب للنبي صلى الله عليه وسلم من قتلت من أشرافهم
قال قتل أبو جهل قال الآن صفا لك الوادي قالوا ورجع عقيل إلى
مكة فلم يزل بها حتى خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرا
في أول سنة ثمان فشهد غزوة مؤتة ثم رجع فعرض له مرض فلم يسمع
له بذكر في فتح مكة ولا الطائف ولا خيبر ولا في حنين وقد أطعمه رسول
الله صلى الله عليه وسلم بخيبر مائة وأربعين وسقا كل سنة
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا قيس بن الربيع عن جابر
عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال أصاب عقيل بن أبي طالب خاتما يوم
مؤتة فيه تماثيل فأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فنفله إياه
فكان في يده قال قيس فرأيته أنا بعد
قال أخبرنا محمد بن حميد عن معمر عن زيد بن أسلم قال جاء
43

عقيل بن أبي طالب بمخيط فقال لامرأته خيطي بهذا ثيابك فبعث النبي
صلى الله عليه وسلم مناديا ألا لا يغلن رجل إبرة فما فوقها فقال
عقيل لامرأته ما رأى إبراتك إلا وقد فاتتك
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا عيسى بن عبد الرحمن
السلمي عن أبي إسحاق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعقيل
بن أبي طالب يا أبا يزيد إني أحبك حبين حبا لقرابتك وحبا
لما كنت أعلم من حب عمي إياك
قال أخبرنا محمد بن بكر البرشاني قال حدثنا بن جريج عن
عطاء قال رأيت عقيل بن أبي طالب شيخا كبيرا بعل العرب قال
وكان عليها غروب ودلاء قال ورأيت رجالا منهم بعد ما معهم مولى
في الأرض يلفون أرديتهم فينزعون في القميص حتى إن أسافل قمصهم
لمبتلة بالماء فينزعون قبل الحج أيام منى وبعده
قالوا ومات عقيل بن أبي طالب بعدما عمي في خلافة معاوية بن
أبي سفيان وله عقب اليوم وله دار بالبقيع ربة يعني كثيرة الأهل والجماعة
واسعة
نوفل بن الحارث
بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد المناف بن قصي وأمه غزية
بنت قيس بن طريف بن عبد العزى بن عامرة بن عميرة بن وديعة بن الحارث
بن فهر وكان لنوفل بن الحارث من الولد الحارث وبه كان يكنى وكان
رجلا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد صحبه وروى عنه
وولد له على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنه عبد الله بن الحارث
44

وعبد الله بن نوفل وكان يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو أول من
ولي قضاء المدينة فقال أبو هريرة هذا أول قاض رأيته في الاسلام
وذلك في خلافة معاوية بن أبي سفيان وعبد الرحمن بن نوفل لا بقية له
وربيعة لا بقية له وسعيد وكان فقيها والمغيرة وأم سعيد وأم المغيرة
وأم حكيم وأمهم ظريبة بنت سعيد بن القشيب واسمه جندب بن عبد
الله بن رافع بن نضلة بن محضب بن صعب بن مبشر بن دهمان بن
نصر بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن
نصر بن الأزد وأم ظريبة أم حكيم بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس بن
عبد المناف بن قصي وهي خالة سعد بن أبي وقاص ولنوفل بن الحارث
عقب كثير بالمدينة والبصرة وبغداد
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب عن أبيه قال لما أخرج
المشركون من كان بمكة من بني هاشم إلى بدر كرها قال فيهم نوفل بن
الحارث فأنشأ يقول
حرام على حرب أحمد إنني أرى أحمدا مني قريبا أواصره
وان تك فهر ألبت وتجمعت عليه فإن الله لا شك ناصره
قال هشام وأما معروف بن الخربوذ فأنشد لنوفل بن الحارث
فقل لقريش إيلبي وتحزبي عليه * فإن الله لا شك ناصره
وقال أيضا نوفل بن الحارث لما أسلم
إليكم إليكم إنني لست منكم * تبرأت من دين الشيوخ الأكابر
لعمرك ما ديني بشئ أبيعه * وما أنا إذ أسلمت يوما بكافر
شهدت على أن النبي محمدا * أتى بالهدى من ربه والبصائر
45

وإن رسول الله يدعو إلى التقى * وإن رسول الله وليس بشاعر
على ذاك أحيا ثم أبعث موقتا * وأثوي عليه ميتا في المقابر
قال أخبرنا علي بن عيسى النوفلي عن أبيه عن عمه إسحاق بن عبد الله بن الحارث عن عبد
الله بن الحارث بن نوفل قال لما أسر نوفل بن الحارث
ببدر قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أفد نفسك يا نوفل قال
ما لي شئ أفدي به نفسي يا رسول الله قال أفد نفسك برماحك التي
بجدة قال اشهد أنك رسول الله ففدى نفسه بها وكانت ألف رمح
وأسلم نوفل بن الحارث وكان أسن من أسلم من بني هاشم أسن من
عمه حمزة والعباس وأسن من إخوته ربيعة وأبي سفيان وعبد شمس
بني الحارث ورجع نوفل إلى مكة ثم هاجر هو والعباس إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم أيام الخندق
وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين العباس بن عبد
المطلب وكانا قبل ذلك مشركين في الجاهلية متفاوضين في المال متحابين
متصافين وأقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم نوفل بن الحارث
منزلا عند المسجد بالمدينة أقطعه وأقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم
العباس في موضع واحد وفرع بينهما بحائط فكانت دار نوفل بن الحارث
في موضع رحبة القضاء وما يليها إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
مقابل دار الامارة اليوم التي يقال لها دار مروان وأقطع رسول الله صلى
الله عليه وسلم نوفل بن الحارث أيضا داره الأخرى التي بالمدينة على طريق
الثنية عند السوق وكان مربدا لابله وقسمها نوفل بين بنيه في حياته
فبقيتهم فيها إلى اليوم
وشهد نوفل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة وحنين
والطائف وثبت يوم حنين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان
46

عن يمينه يومئذ وأعان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين بثلاثة
آلاف رمح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كأني أنظر إلى رماحك
يا أبا الحارث تقصف في أصلاب المشركين وتوفي نوفل بن الحارث بعد
أن استخلف عمر بن الخطاب بسنة وثلاثة أشهر فصلى عليه عمر بن الخطاب
ثم تبعه إلى البقيع حتى دفن هناك
ربيعة بن الحارث
بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد المناف بن قصي وأمه غزية بنت قيس بن طريف بن عبد العزى بن عامرة بن عميرة بن وديعة بن الحارث
بن فهر ويكنى أبا أروى وكان له من الولد محمد وعبد الله والعباس
والحارث لا بقية له وأمية وعبد شمس وعبد المطلب وأروى الكبرى
ويقال بل هند الكبرى وهند الصغرى وأمهم أم الحكم بنت الزبير بن
عبد المطلب وأروى الصغرى وأمهما أم ولد وآدم بن ربيعة وهو المسترضع
له في هذيل فقتله بنو ليث بن بكر في حرب كانت بينهم وكان الصبي
يحبو أمام البيوت فرموه بحجر فأصابه فرضخ رأسه وهو الذي يقول له
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح الا أن كل دم كان في
الجاهلية فهو تحت قدمي وأول دم أضعه دم بن ربيعة بن الحارث بن
عبد المطلب
قال هشام بن محمد بن السائب كان أبي والهاشميون لا يسمونه
في كتابه ينتسبونه ويقولون كان غلاما صغيرا فلم يعقب ولم يحفظ
اسمه ونرى أن من قال آدم بن ربيعة رأى في الكتاب دم بن ربيعة فزاد
فيها ألفا فقال آدم بن ربيعة وقد قال بعض من يروي عنه الحديث كان
47

اسمه تمام بن ربيعة وقال آخر إياس بن ربيعة والله أعلم
قالوا وكان ربيعة بن الحارث أسن من عمه العباس بن عبد المطلب
بسنتين ولما خرج المشركون من مكة إلى بدر كان ربيعة بن الحارث غائبا
بالشام فلم يشهد بدرا مع المشركين ثم قدم بعد ذلك فلما خرج العباس
بن عبد المطلب ونوفل بن الحارث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
مهاجرا أيام الخندق شيعهما ربيعة بن الحارث في مخرجهما إلى الأبواء ثم
أراد الرجوع إلى مكة فقال له العباس ونوفل أين ترجع إلى دار الشرك
يقاتلون رسول الله ويكذبونه وقد عز رسول الله وكثف أصحابه ارجع
فرجع ربيعة وسار معهما حتى قدموا جميعا على رسول الله صلى الله عليه
وسلم المدينة مهاجرين وأطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم
ربيعة بن الحارث بخيبر مائة وسق كل سنة وشهد ربيعة بن الحارث مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة والطائف وحنين وثبت
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فيمن ثبت معه من أهل
بيته وأصحابه وابتنى بالمدينة دارا في بني حديلة وقد روى عن النبي
صلى الله عليه وسلم
وتوفي ربيعة بن الحارث في خلافة عمر بن الخطاب بالمدينة بعد أخويه
نوفل وأبي سفيان بن الحارث
عبد الله بن الحارث
بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد المناف بن قصي وأمه غزية
بنت قيس بن طريف بن عبد العزى بن عامرة بن عميرة بن وديعة بن
الحارث بن فهر وكان اسم عبد الله عبد شمس
48

قال أخبرنا علي بن عيسى النوفلي عن أبيه عن عمه إسحاق بن عبد
الله عن جده عبد الله بن الحارث بن نوفل وعن إسحاق بن الفضل عن أشياخه
أن عبد شمس بن الحارث بن عبد المطلب خرج من مكة قبل الفتح مهاجرا
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما فقدم على رسول الله صلى
الله عليه وسلم فسماه عبد الله وخرج مع رسول الله في بعض مغازيه
فمات بالصفراء فدفنه النبي صلى الله عليه وسلم في قميصه يعني قميص
النبي عليه السلام وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم سعيد أدركته
السعادة وليس له عقب
أبو سفيان بن الحارث
بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد المناف بن قصي واسمه المغيرة
وأمه غزية بنت قيس بن طريف بن عبد العزى بن عامرة بن عميرة بن
وديعة بن الحارث بن فهر وكان لأبي سفيان بن الحارث من الولد جعفر
وأمه جمانة بنت أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد المناف بن قصي
وأبو الهياج واسمه عبد الله وجمانة وحفصة ويقال حميدة وأمهم
فغمة بنت همام بن الأفقم بن أبي عمرو بن ظويلم بن جعيل بن دهمان بن نصر
بن معاوية ويقال ان أم حفصة جمانة بنت أبي طالب وعاتكة
وأمها أم عمرو بنت المقوم بن عبد المطلب بن هاشم وأمية وأمها أم
ولد ويقال بل أمها أم أبي الهياج وأم كلثوم وهي لام ولد وقد
انقرض ولد أبي سفيان بن الحارث فلم يبق منهم أحد وكان أبو سفيان شاعرا
فكان يهجو أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مباعدا للاسلام
شديدا على من دخل فيه وكان أخا رسول الله صلى الله عليه وسلم من
49

الرضاعة أرضعته حليمة أياما وكان يألف رسول الله صلى الله عليه
وسلم وكان له تربا فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عاداه
وهجاه وهجا أصحابه فمكث عشرين سنة عدوا لرسول الله صلى الله عليه
وسلم ولا تخلف عن موضع تسير فيه قريش لقتال رسول الله صلى الله
عليه وسلم فلما ضرب الاسلام بحرانه وذكر تحرك رسول الله صلى
الله عليه وسلم إلى مكة عام الفتح ألقى الله في قلب أبي سفيان بن الحارث
الاسلام قال أبو سفيان فجئت إلى زوجتي وولدي فقلت تهيؤوا للخروج
فقد أظل قدوم محمد فقالوا فدانا لك أن تبصر أن العرب والعجم قد
تبعت محمدا وأنت موضع في عداوته وكنت أولى الناس بنصرته قال فقلت
لغلامي مذكور عجل علي بأبعرة وفرسي ثم خرجنا من مكة نريد
رسول الله صلى الله عليه وسلم فسرنا حتى نزلنا الأبواء وقد نزلت
مقدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم الأبواء تريد مكة فخفت
أن أقبل وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نذر دمي فتنكرت
وخرجت وأخذت بيد ابني جعفر فمشينا على أقدامنا نحو من ميل في الغداة
التي صبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها الأبواء فتصدينا
له تلقاء وجهه فأعرض عني إلى الناحية الأخرى فتحولت إلى ناحية وجهه
الأخرى فأعرض عني مرارا فأخذني ما قرب وما بعد وقلت أنا مقتول قبل
أن أصل إليه وأتذكر بره ورحمه وقرابتي به فتمسك ذلك مني وكنت
أظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يفرح بإسلامي فأسلمت وخرجت
معه على هذا من الحال حتى شهدت فتح مكة وحنين فلما لقينا العدو
بحنين اقتحمت عن فرسي وبيدي السيف صلتا ولم يعلم أني أريد الموت دونه
وهو ينظر إلى فقال العباس يا رسول الله هذا أخوك وابن عمك أبو سفيان
بن الحارث فارض عنه قال قد فعلت فغفر الله له كل عداوة عادانيها
ثم التفت إلي فقال أخي لعمري قبلت رجله في الركاب
50

قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا عمرو بن أبي زائدة
عن أبي إسحاق قال كان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يهجو
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أسلم قال
لعمرك إني اليوم أحمل راية لتغلب خيل اللات خيل محمد
لكما لمدلج الحيران أظلم ليله فهذا أواني اليوم أهدي وأهتدي
هداني هاد غير نفسي ودلني على الله طردت كل مطرد
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل نحن طردناكم
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق
عن البراء وسأله يا أبا عمارة أوليتم يوم حنين فقال البراء وأنا أسمع
أشهد أن نبي الله صلى الله عليه وسلم لم يول يومئذ كان يقود أبو
سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بغلة فلما غشيه المشركون نزل فجعل
يقول
انا النبي لا كذب أنا بن عبد المطلب
قال فما رئي من الناس أحد يومئذ كان أشد منه
قال أخبرنا علي بن عيسى النوفلي عن أبيه عن إسحاق بن عبد الله
بن الحارث عن أبيه عبد الله بن الحارث بن نوفل أن أبا سفيان بن الحارث كان
يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم وأنه كان أتى الشام فكان إذا رئي
قيل هذا بن عمر ذلك المآبي لشبهه به
وقال أبو سفيان بن الحارث في شعره
هداني هاد غير نفسي ودلني على الله من طردت كل مطرد
أفر وأنأى جاهدا عن محمد وأدعى وإن لم أنتسب بمحمد
51

يعني شبهه به
وقال وأتى أبو سفيان بن الحارث النبي صلى الله عليه وسلم
وابنه جعفر بن أبي سفيان معتمين فلما انتهيا إليه قالا السلام عليك
يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسفروا تعرفوا
قال فانتسبوا له وكشفوا عن وجوههم وقالوا نشهد أن لا إله إلا الله وأنك
رسول الله فقال رسول الله أي مطرد طردتني يا أبا سفيان أو متى
طردتني يا أبا سفيان قال لا تثريب يا رسول الله قال لا تثريب يا أبا
سفيان وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب بصر
بن عمك الوضوء والسنة ورح به إلي قال فراح به إلى رسول الله فصلى
معه فأمر رسول الله عليه السلام علي بن أبي طالب في الناس
الا إن الله ورسوله قد رضيا عن أبي سفيان فارضوا عنه
قال وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة ويوم
حنين والطائف هو وابنه جعفر وثبتا معه حين انكشف الناس يوم حنين
وعلى أبي سفيان يومئذ مقطعة برود وعمامة برود وقد شد وسطه ببرد
وهو آخذ بلجام بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما انجلت الغبرة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا قال أخوك أبو سفيان
قال أخي أيها الله إذا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
أبو سفيان أخي وخير أهلي وقد أعقبني الله من حمزة أبا سفيان بن الحارث
فكان يقال لأبي سفيان بعد ذلك أسد الله وأسد رسول الله وقال أبو سفيان
بن الحارث في يوم حنين أشعارا كثيرة تركناها لكثرتها وكان مما قال
لقد علمت أفناء كعب وعامر غداة حنين حين عم التضعضع
بأني أخو الهيجاء أركب حدها أمام رسول الله لا أتتعتع
رجاء ثواب الله والله واسع إليه تعالى كل أمر سيرجع
52

قالوا وأطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان بن الحارث
بخيبر مائة وسق كل سنة
قال أخبرنا عفان بن مسلم وعارم بن الفضل قالا حدثنا حماد
بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب أن أبا سفيان بن الحارث
كان يصلي في الصيف بنصف النهار حتى تكره الصلاة ثم يصلي من
الظهر إلى العصر فلقيه علي ذات يوم وقد انصرف قبل حينه فقال له
ما لك انصرفت قبل حينك الذي كنت تنصرف عليه فقال أتيت
عثمان بن عفان فخطبت إليه ابنته فلم يحر إلي شيئا فقعدت ساعة فلم
يحر إلي شيئا فقال علي أنا أزوجك أقرب منها فزوجه ابنته
قال أخبرنا يزيد بن هارون وعفان بن مسلم قالا حدثنا حماد
بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم أبو سفيان بن الحارث سيد فتيان أهل الجنة فحج عاما فحلقه
الحلاق بمنى وفي رأسه ثؤلول فقطعه الحلاق فمات قال يزيد في حديثه
فيرون أنه شهيد وقال في حديثه عفان فمات فكانوا يرجون أنه من
أهل الجنة
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا سفيان عن أبي إسحاق
قال لما حضر أبا سفيان الوفاة قال لأهله لا تبكوا علي فإني لم أتنطف
بخطيئة منذ أسلمت
قالوا ومات أبو سفيان بالمدينة بعد أخيه نوفل بن الحارث بأربعة
أشهر الا ثلاث عشرة ليلة ويقال بل مات سنة عشرين وصلى عليه عمر
بن الخطاب وقبر في ركن دار عقيل بن أبي طالب بالبقيع وهو الذي
ولي حفر قبر نفسه قبل أن يموت بثلاثة أيام ثم قال عند ذلك اللهم
لا أبقى بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا بعد أخي وأتبعني إياهما
فلم تغب الشمس من يومه ذلك حتى توفي وكانت داره قريبا من دار
53

عقيل بن أبي طالب وهي الدار التي تدعى دار الكراحي وهي حديدة
دار علي بن أبي طالب عليه السلام
الفضل بن العباس
بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ويكنى أبا محمد
وأمه أم الفضل وهي لبابة الكبرى بنت الحارث بن حزن بن بجير بن
الهزم بن روبية بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر
بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن حفصة بن قيس بن عيلان بن مضر
فولد الفضل بن العباس أم كلثوم ولم يلد غيرها وأمها صفية بنت محمية
بن جزء بن الحارث بن عريج بن عمرو الزبيدي من سعد العشيرة
مذحج وكان الفضل بن العباس أسن ولد العباس بن عبد المطلب
وغزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وحنين وثبت يومئذ مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ولى الناس منهزمين فيمن ثبت
معه من أهل بيته وأصحابه وشهد معه حجة الوداع وأردفه رسول الله
صلى الله عليه وسلم وراءه فيقال ردف رسول الله
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا سكين بن عبد العزيز
قال حدثني أبي قال سمعت بن عباس قال كان الفضل بن عباس
رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة قال فجعل الفتى
يلحظ النساء وينظر إليهن قال وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم
يصرف وجهه بيده من خلفه مرارا قال وجعل الفتى يلاحظ إليهن قال
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بن أخي إن هذا يوم من ملك
فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له
54

قال أخبرنا هشام بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا
عكرمة بن عمار قال حدثني عبد الله بن عبيد قال أردف رسول الله
صلى الله عليه وسلم الفضل بن عباس يوم عرفة وكان رجلا حسن الجسم
تخاف فتنه على النساء قال فحدث الفضل أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم لم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة
قال حدثنا كثير بن هشام قال أخبرنا الضحاك بن مخلد قال
حدثنا الفرات بن سليمان عن عبد الكريم عن سعيد بن جبير عن بن
عباس عن الفضل بن عباس أنه كان ردف النبي صلى الله عليه وسلم
فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة
قال أخبرنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم الشيباني قال أخبرنا بن
جريح قال أخبرني عطاء عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم
أردف الفضل بن عباس من جمع إلى منى
قال فأخبرني الفضل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يزل
يلبي حتى رمى الجمرة
قالوا وكان الفضل بن عباس فيمن غسل النبي صلى الله عليه
وسلم وتولى دفنه ثم خرج بعد ذلك إلى الشام مجاهدا فمات بناحية الأردن
في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة من الهجرة وذلك في خلافة عمر بن
الخطاب
جعفر بن أبي سفيان
بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمه
جمانة بنت أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم وأمها فاطمة بنت أسد بن
55

هاشم بن عبد مناف فولد جعفر بن أبي سفيان أم كلثوم ولدت لسعيد
بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب وليس لجعفر بن أبي سفيان عقب
وكان جعفر بن أبي سفيان مع أبيه حين أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأسلما جميعا وغزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وحنين
وثبت يومئذ حين ولى الناس منهزمين فيمن ثبت من أهل بيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأصحابه ولم يزل مع أبيه ملازما لرسول الله
ص حتى قبضه الله تعالى وتوفي جعفر في وسط من خلافة
معاوية بن أبي سفيان
الحارث بن نوفل
بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمه
ظريبة بنت سعيد القشيب واسمه جندب بن عبد الله بن رافع بن نضلة
بن محضب بن صعب بن مبشر بن دهمان من الأزد وكان للحارث
بن نوفل من الولد عبد الله بن الحارث ولقبه أهل البصرة ببة واصطلحوا
عليه أيام الزبير فوليهم ومحمد الأكبر بن الحارث وربيعة وعبد
الرحمن ورملة وأم الزبير وهي أم المغيرة وظريبة وأمهم هند بنت أبي
سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس وعتبة ومحمد الأصغر والحارث بن
الحارث وريطة وأم الحارث وأمهم أم عمرو بنت المطلب بن أبي وداعة
بن ضبيرة السهمي وسعيد بن الحارث لام ولد
وكان الحارث بن نوفل رجلا على عهد رسول الله صلى الله عليه
وسلم وصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عنه وأسلم عند
إسلام أبيه وولد له ابنه عبد الله بن الحارث على عهد رسول الله صلى
56

الله عليه وسلم وأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فحنكه ودعا
له واستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحارث بن نوفل على بعض
أعمال مكة ثم ولاه أبو بكر وعمر وعثمان مكة
قال أخبرنا حفص بن عمر البصري الحوضي قال حدثنا همام
بن يحيى قال حدثنا ليث بن علقمة بن مرثد عن عبد الله بن الحارث
عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمهم الصلاة على الميت
اللهم اغفر لأحيائنا ولأمواتنا وأصلح ذات بيننا وألف بين قلوبنا
اللهم عبدك فلان بن فلان لا نعلم الا خيرا وأنت أعلم به فاغفر لنا وله
فقلت وأنا أصغر القوم فإن لم أعلم خيرا فقال لا تقل الا ما تعلم
قال أخبرنا علي بن عيسى عن أبيه قال انتقل الحارث بن نوفل
إلى البصرة واختط بها دارا ونزلها في ولاية عبد الله بن عامر كريز ومات
بالبصرة في آخر خلافة عثمان بن عفان
عبد المطلب بن ربيعة
بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمه
أم الحكم بنت الزبير بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي
وكان لعبد المطلب بن ربيعة من الولد محمد وأمه أم البنين بنت حمزة بن
مالك بن سعد بن حمزة بن مالك وهو أبو شعيرة بن منبه بن سلمة بن
مالك بن عذر بن سعد بن دافع بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم
بن الخيوان بن نوف بن همدان وهي أخت قيس بن حمزة وكان
حمزة بن مالك هذا في شهود الحكمين مع معاوية بن أبي سفيان
قال هشام بن محمد بن السائب فأخبرني أبي أن حمزة بن مالك
57

هاجر من اليمن إلى الشام في أربع مائة عبد فأعتقهم فانتسبوا جميعا إلى همدان
بالشام فلذلك كره أهل العراق أن يزوجوا أهل الشام لكثرة دغلهم ومن
انتمى إليهم من غيرهم وأروى بنت عبد المطلب بن ربيعة وأمها بنت
عمير بن مازن
قال هشام وقد أدرك أبي محمد بن السائب محمد بن عبد المطلب
وروى عنه وقد روى عبد المطلب بن ربيعة عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم وكان رجلا على عهده
قال أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن صالح بن
كيسان عن بن شهاب عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث
بن عبد المطلب أنه أخبره أن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن نوفل
بن الحارث بن عبد المطلب أخبره أنه اجتمع ربيعة بن الحارث وعباس بن
عبد المطلب فقالا والله لو بعثنا هذين الغلامين قال لي الفضل بن عباس
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرهما على هذه الصدقات فأديا
ما يؤدي الناس وأصابا ما يصيب الناس من المنفعة قال فبينا هما في ذلك
إذ جاء علي بن أبي طالب عليه السلام فقال ماذا تريدان فأخبراه
بالذي أرادا فقال لا تفعلا فوالله ما هو بفاعل فقالا لم يصنع هذا
فما هذا منك الا نفاسة علينا فوالله لقد صحبت رسول الله صلى الله
عليه وسلم ونلت صهره فما نفسنا ذلك عليك قال فقال أنا أبو
حسن فأرسلوهما ثم اضطجع فلما صلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم الظهر سبقناه إلى الحجرة فقمنا عندها حتى مر بنا فأخذ بآذاننا
ثم قال اخرجا ما تصروان ودخل فدخلنا معه وهو حينئذ في بيت
زينب بنت جحش قال فكلمناه فقلنا يا رسول الله جئناك لتؤمرنا على
هذه الصدقات فنصيب ما يصيب الناس من منفعة ونؤدي ما يؤدي الناس
قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفع رأسه إلى سقف
58

البيت حتى أردنا أن نكلمه قال فأشارت إلينا زينب من وراء حجابها
كأنها تنهانا عن كلامه وأقبل فقال ألا إن الصدقة لا تنبغي لمحمد
ولا لآل محمد فإنما هي من أوساخ الناس ادعو إلي محمية بن جزء
وكان على العشور وأبا سفيان بن الحارث قال فأتياه فقال لمحمية
أنكح هذا الغلام ابنتك للفضل فأنكحه وقال لأبي سفيان أنكح
هذا الغلام ابنتك فأنكحني ثم قال لمحمية أصدق عنهما
من الخمس
قال حدثنا محمد بن عمر بن عيسى بن عبد الله النوفلي
ولم يزل عبد المطلب بن ربيعة بالمدينة إلى زمن عمر بن الخطاب ثم تحول
إلى دمشق فنزلها وابتنى بها دارا وهلك بدمشق في خلافة يزيد بن معاوية بن
أبي سفيان وأوصى إلى يزيد بن معاوية فقبل وصيته
عتبة بن أبي لهب
واسم أبي لهب عبد العزى بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن
قصي وأمه أم جميل بنت حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف
بن قصي وكان لعتبة من الولد أبو علي وأبو الهيثم وأبو غليظ وأمهم عتبة
بنت عوف بن عبد مناف بن الحارث بن منقذ بن عمرو بن معيص بن
عامر بن لؤي وعمرو ويزيد وأبو خداش وعباس وميمونة وأمهم أم
العباس بنت شراحيل بن أوس بن حبيب بن الوجيه من حمير ثم من
ذي الكلاع سبية في الجاهلية وعبيد الله ومحمد وشيبة درجوا
وأم عبد الله وأمهم أم عكرمة بنت خليفة بن قيس من الجدرة من الأزد
وهم حلفاء في بني الديل بن بكر وعامر بن عتبة وأمه هالة الأحمرية
59

من بني الأحمر بن الحارث بن عبد مناة بن كنانة وأبو وائلة بن عتبة وأمه
من خولان وعبيد بن عتبة لام ولد وإسحاق بن عتبة لام ولد سوداء
وأم عبد الله بنت عتبة وأمها خولة أم ولد
قال أخبرنا علي بن عيسى بن عبد الله النوفلي عن حمزة بن عتبة
بن إبراهيم اللهبي قال حدثنا إبراهيم بن عامر بن أبي سفيان بن معتب
وغيره من مشيختنا الهاشميين عن بن عباس عن أبيه العباس بن عبد المطلب
قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة في الفتح قال لي
يا عباس أين ابنا أخيك عتبة ومعتب لا أراهما قال قلت يا رسول الله
تنحيا فيمن تنحى من مشركي قريش فقال لي اذهب إليهما وأتني
بهما قال العباس فركبت إليهما بعرنة فأتيتهما فقلت إن رسول الله
صلى الله عليه وسلم يدعوكما فركبا معي سريعين حتى قدما على رسول
الله صلى الله عليه وسلم فدعاهما إلى الاسلام فأسلما وبايعا ثم قام رسول
الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بأيديهما وانطلق بهما يمشي بينهما حتى
أتى بهما الملتزم وهو ما بين باب الكعبة والحجر الأسود فدعا ساعة ثم
انصرف والسرور يرى في وجهه قال العباس فقلت له سرك الله يا رسول
الله فإني أرى في وجهك السرور فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم
إني استوهبت ابني عمي هذين ربي فوهبهما لي
قال حمزة بن عتبة فخرجا معه في فوره ذلك إلى حنين فشهدا غزوة
حنين وثبتا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ فيمن ثبت من أهل
بيته وأصحابه وأصيب عين معتب يومئذ ولم يقم أحد من بني هاشم
من الرجال بمكة بعد أن فتحت غير عتبة ومعتب ابني أبي لهب
60

معتب بن أبي لهب
بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمه أم جميل
بنت حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وكان لمعتب
من الولد عبد الله ومحمد وأبو سفيان وموسى عبيد الله وسعيد وخالدة وأمهم
عاتكة بنت أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وأمها أم عمرو بنت
المقوم بن عبد المطلب بن هاشم وأبو مسلم ومسلم وعباس بنو معتب
لأمهات أولاد شتى وعبد الرحمن بن معتب وأمه من حمير وقد
كتبنا قصة معتب بن أبي لهب في إسلامه مع قصة أخيه بن أبي لهب
أسامة الحب بن زيد
بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزى بن امرئ القيس بن عامر
بن النعمان بن عامر بن عبد ود بن عوف بن كنانة بن عوف بن عذرة
بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب وهو حب رسول الله صلى
الله عليه وسلم ويكنى أبا محمد وأمه أم أيمن واسمها بركة حاضنة
رسول الله صلى الله عليه وسلم ومولاته وكان زيد بن حارثة في رواية
بعض أهل العلم أول الناس إسلاما ولم يفارق رسول الله صلى الله عليه
وسلم وولد له أسامة بمكة ونشأ حتى أدرك ولم يعرف الا الاسلام لله تعالى
ولم يدن بغيره وهاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة
وكان رسول الله يحبه حبا شديدا وكان عنده كبعض أهله
قال أخبرنا عفان بن مسلم وهاشم بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسي
ويحيى بن عباد قالوا أخبرنا شريك عن العباس بن ذريح يعني عن
61

البهي عن عائشة قالت عثر أسامة على عتبة الباب أو أسكفة الباب
فشج جبهته فقال يا عائشة أميطي عنه الدم فقذرته قالت فجعل
رسول الله صلى الله عليه وسلم يمص شجته ويمجه ويقول لو
كان أسامة جارية لكسوته وحليته حتى أنفقه
قال أخبرنا يحيى بن عباد قال حدثنا يونس بن أبي إسحاق قال
حدثنا أبو السفر قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس
هو وعائشة وأسامة عندهم إذ نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم في
وجه أسامة فضحك ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن أسامة
جارية لحليتها وزينتها حتى أنفقها
قال أخبرنا هوذة بن خليفة قال حدثنا سليمان التيمي عن أبي
عثمان النهدي عن أسامة بن زيد قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يأخذني والحسن يقول اللهم إني أحبهما فأحبهما
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه
عن أبي عثمان عن أسامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأخذني
والحسن بن علي ثم يقول اللهم أحبهما فإني أحبهما
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثني معتمر بن سليمان عن
أبيه قال سمعت أبا تيمة يحدث عن أبي عثمان النهدي يحدثه أبو عثمان
عن أسامة بن زيد قال كان نبي الله ص يأخذني فيقعدني
على فخذه ويقعد الحسن بن علي على فخذه الأخرى ثم يضمنا ثم يقول
اللهم ارحمهما فإني أرحمهما
قال أخبرنا عبد الله بن الزبير الحميري قال حدثنا سفيان بن
عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم أن النبي صلى
الله عليه وسلم حين بلغه أن الراية صارت إلى خالد بن الوليد قال النبي
صلى الله عليه وسلم فهلا إلى رجل قتل أبو ه يعني أسامة بن زيد
62

قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد
عن قيس بن أبي حازم قال قام أسامة بن زيد بعد مقتل أبيه بين يدي رسول
الله صلى الله عليه وسلم فدمعت عيناه ثم جاء من الغد فقام مقامه بالأمس
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ألاقي منك اليوم ما لاقيت منك أمس
قال أخبرنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت
دخل مجزز المدلجي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى أسامة
وزيدا عليهما قطيفة قد غطيا رؤوسهما وبدت أقدامهما فقال إن هذه
الاقدام بعضها من بعض قالت فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم
مسرورا قال سفيان وحدثونا عن الزهري أنه قال تبرق أسارير
وجهه
قال أخبرنا هشام بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا
الليث بن سعد عن بن شهاب عن عروة عن عائشة قالت دخل علي رسول
الله صلى الله عليه وسلم مسرورا تبرق أسارير وجهه فقال ألم تري
أن مجززا أبصر آنفا إلى زيد بن حارثة وأسامة بن زيد فقال إن بعض هذه
الاقدام لمن بعض قال محمد بن سعد قال غير هشام أبي الوليد فسر
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يشبه أسامة زيدا
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن هشام
بن عروة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخر الإفاضة من
عرفة من أجل أسامة بن زيد ينتظره فجاء غلام أفطس أسود فقال أهل
اليمن إنما حبسنا من أجل هذا قال فلذلك كفر أهل اليمن من أجل هذا
قال محمد بن سعد قلت ليزيد بن هارون ما يعني بقوله كفر أهل اليمن من
أجل هذا فقال ردتهم حين ارتدوا في زمن أبي بكر إنما كانت
لاستخفافهم بأمر النبي صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة عن قيس
63

بن سعد عن عطاء عن بن عباس عن أسامة بن زيد أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم أفاض من عرفة وهو رديف النبي صلى الله عليه وسلم
وهو يكبح راحلته حتى إن ذفراها ليكاد يصيب قادمة الرحل
وربما قال حماد ليمس قادمة الرحل ويقول يا أيها الناس عليكم
السكينة والوقار فإن البر ليس في ايضاع الإبل
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة قال
أخبرنا علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن بن عباس قال جاءنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم ورديفه أسامة بن زيد فسقيناه من هذا النبيذ فشرب
ثم قال أحسنتم فهكذا فاصنعوا
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا همام بن يحيى قال
حدثنا قتادة قال حدثني عروة أن عامرا الشعبي حدثه أن أسامة
قال إنه كان ردف النبي صلى الله عليه وسلم عشية عرفة فلما أفاض
لم ترفع راحلته رجلها عادية حتى بلغ جمعا
قال أخبرنا يحيى بن عباد قال حدثنا حماد بن سلمة عن أيوب
عن نافع بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح
ورديفه أسامة بن زيد فأناخ في ظل الكعبة قال بن عمر فسبقت الناس
فدخل النبي صلى الله عليه وسلم وبلال وأسامة الكعبة فقلت لبلال وهو
وراء الباب أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بحيالك
بين الساريتين
قال أخبرنا عبد الملك بن عمرو وأبو عامر العقدي وموسى بن مسعود
وأبو حذيفة النهدي قالوا حدثنا زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد
بن عقيل عن بن أسامة بن زيد عن أسامة بن زيد قال كساني رسول الله
صلى الله عليه وسلم قبطية كثيفة كانت مما أهدى دحية الكلبي
فكسوتها امرأتي فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لك لم تلبس
64

القبطية قال قلت يا رسول الله كسوتها امرأتي قال فقال النبي صلى
الله عليه وسلم مرها فلتجعل تحتها غلالة إني أخاف أن تصف
حجم عظامها
قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال حدثنا عبيد الله بن عمر
عن بن عقيل عن محمد بن أسامة بن زيد عن أبيه عن النبي صلى الله عليه
وسلم مثله
قال أخبرنا هشام بن الوليد الطيالسي قال حدثنا ليث بن سعد
قال حدثني عبيد الله بن المغيرة أن حكيم بن حزام أهدى إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم حلة كانت لذي يزن وهو يومئذ مشرك
اشتراها بخمسين دينارا فقال رسول الله إنا لا نقبل من مشرك ولكن
إذ بعثت بها فنحن نأخذها بالثمن بكم أخذتها قال بخمسين دينارا
قال فقبضها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لبسها رسول الله صلى
الله عليه وسلم وجلس على المنبر للجمعة ثم نزل رسول الله صلى الله
عليه وسلم فكسا الحلة أسامة بن زيد
قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا مالك بن أنس قال وأخبرنا
أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس وخالد بن مخلد قال حدثنا سليمان بن
بلال قال وأخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال حدثنا عبد العزيز
بن مسلم جميعا عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر قال بعث رسول
الله صلى الله عليه وسلم بعثا وأمر عليهم أسامة بن زيد فطعن بعض
الناس في إمارته فقال رسول الله ص إن تطعنوا في إمارته
فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل وأيم الله إن لخليقا للامارة
وان كان لمن أحب الناس إلي وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا وهيب بن خالد قال وأخبرنا
المعلى بن أسد قال حدثنا عبد العزيز بن المختار قال حدثنا موسى بن
65

عقبة قال حدثني سالم عن أبيه أنه كان يسمعه يحدث عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم حين أمر أسامة فبلغه أن الناس عابوا أسامة وطعنوا
في إمارته فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فقال كما
حدثني سالم ألا إنكم تعيبون أسامة وتطعنون في إمارته وقد فعلتم ذلك
بأبيه من قبل وإن كان لخليقا للامارة وإن كان لأحب الناس كلهم إلي
وإن ابنه هذا من بعده لأحب الناس إلي فاستوصوا به خيرا فإنه من خياركم
قال سالم ما سمعت عبد الله يحدث هذا الحديث قط الا قال ما حاشا
فاطمة
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثني صالح بن
أبي الأخضر قال حدثنا الزهري عن عروة عن أسامة بن زيد أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم وجهه وجها فقبض رسول الله صلى الله
عليه وسلم قبل أن يتوجه في ذلك الوجه واستخلف أبو بكر قال فقال
أبو بكر لأسامة ما الذي عهد إليك رسول الله قال عهد إلي أن أغير
على أبنى صباحا ثم أخرق
قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال أخبرنا العمري عن نافع
عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية فيهم أبو بكر
وعمر فاستعمل عليهم أسامة بن زيد وكان الناس طعنوا فيه أي في صغره
فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه
وقال إن الناس قد طعنوا في إمارة أسامة بن زيد وقد كانوا طعنوا في إمارة
أبيه من قبله وإنهما لخليقان لها أو كانا خليقين لذلك فإنه لمن أحب
الناس إلي وكان أبو ه من أحب الناس إلي الا فاطمة فأوصيكم بأسامة خيرا
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا حنش قال سمعت
أبي يقول استعمل النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد وهو بن
ثماني عشرة سنة
66

قال أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة قال حدثنا هشام بن عروة
قال أخبرني أبي قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن
زيد وأمره أن يغير على أبني من ساحل البحر
قال هشام وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر الرجل
أعلمه وندب الناس معه قال فخرج معه سروات الناس وخيارهم ومعه
عمر قال فطعن الناس في تأمير أسامة قال فخطب رسول الله عليه السلام
فقال إن ناسا طعنوا في تأميري أسامة كما طعنوا في تأميري أباه وإنه
لخليق للامارة وإن كان لأحب الناس إلي من بعد أبيه وإني لأرجو أن
يكون من صالحيكم فاستوصوا به خيرا
قال ومرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول في
مرضه أنفذوا جيش أسامة أنفذوا جيش أسامة قال فسار حتى بلغ
الجرف فأرسلت إليه امرأته فاطمة بنت قيس فقالت لا تعجل فإن رسول
الله صلى الله عليه وسلم ثقيل فلم يبرح حتى قبض رسول الله صلى
الله عليه وسلم فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع إلى
أبي بكر فقال إن رسول الله بعثني وأنا على غير حالكم هذه وأنا أتخوف
أن تكفر العرب فإن كفرت كانوا أول من يقاتل وإن لم تكفر مضيت
فإن معي سروات الناس وخيارهم قال فخطب أبو بكر الناس فحمد الله
وأثنى عليه ثم قال والله لان تخطفني الطير أحب إلي من أن أبدأ بشئ
قبل أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فبعثه أبو بكر إلى آبل
واستأذن لعمر أن يتركه عنده قال فأذن أسامة لعمر قال فأمره أبو بكر
أن يجزر في القوم قال هشام بقطع الأيدي والأرجل والأوساط في القتال
حتى يفزع القوم قال فمضى حتى أغار عليهم ثم أمرهم أن يعظموا
الجراحة حتى يرهبوهم قال ثم رجعوا وقد سلموا وقد غنموا قال وكان
عمر يقول ما كنت لاجئ أحدا بالامارة غير أسامة لان رسول الله
67

صلى الله عليه وسلم قبض وهو أمير قال فساروا دنوا من الشام
أصابتهم ضبابة شديدة فسترهم الله بها حتى أغاروا وأصابوا حاجتهم قال
فقدم بنعي رسول الله صلى الله عليه وسلم على هرقل وإغارة أسامة
في ناحية أرضه خبرا واحدا فقالت الروم ما بالي هؤلاء بموت صاحبهم
أن أغاروا على أرضنا
قال عروة فما رئي جيش كان أسلم من ذلك الجيش
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن هشام
بن عروة عن أبيه بنحو حديث أبي أسامة عن هشام وزاد في الجيش الذي
استعمله عليهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح
قال وكتبت إليه فاطمة بنت قيس إن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قد ثقل وإني لا أدري ما يحدث فإن رأيت أن تقيم فأقم فدوم
أسامة بالجرف حتى مات رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وأمر أن
يعظم فيهم الجراح يجزل فكفرت العرب
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن يزيد بن قسيط
عن أبيه عن محمد بن أسامة بن زيد عن أبيه قال بلغ النبي صلى الله عليه
وسلم قول الناس استعمل أسامة بن زيد على المهاجرين والأنصار فخرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس على المنبر فحمد الله وأثنى
عليه ثم قال أيها الناس أنفذوا بعث أسامة فلعمري إن قلتم في إمارته
لقد قلتم في إمارة أبيه من قبله وإنه لخليق للامارة وإن كان أبو ه لخليقا لها
قال فخرج جيش أسامة حتى عسكروا بالجرف وتتام الناس إليه فخرجوا
وثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقام أسامة والناس لينظروا ما الله
قاض في رسوله قال أسامة فلما ثقل هبطت من عسكري وهبط الناس
معي وغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يتكلم فجعل
يرفع يده إلى السماء ثم نصبها إلي فأعرف أنه يدعو لي
68

قال أخبرنا كثير بن هشام قال أخبرنا جعفر بن برقان قال
حدثنا الحضرمي رجل من أهل اليمامة قال بلغني أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم بعث أسامة بن زيد وكان يحبه ويحب أباه قبله بعثه على
جيش وكان ذلك من أول ما جرب أسامة في قتال فلقي فقاتل فذكر منه
بأس قال أسامة فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وقد أتاه البشير بالفتح
فإذا هو متهلهل وجهه فأدناني منه ثم قال حدثني فجعلت أحدثه
فقلت فلما انهزم القوم أدركت رجلا وأهويت إليه بالرمح فقال لا إله إلا الله
فطعنته فقتلته فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال
ويحك يا أسامة فكيف لك بلا إله إلا الله ويحك يا أسامة فكيف لك بلا إله إلا الله
فلم يزل يرددها علي حتى لوددت أني انسلخت من كل عمل
عملته واستقبلت الاسلام يومئذ جديدا فلا والله لا أقاتل أحدا قال لا إله إلا الله
بعدما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا أبو عوانة عن سليمان
الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال قال ذو البطن أسامة بن زيد
لا أقاتل رجلا قال لا إله إلا الله أيدا فقال سعد بن مالك وأنا والله
لا أقاتل رجلا يقول لا إله إلا الله أبدا فقال لهما رجل ألم يقل الله وقاتلوهم
حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فقالا قد قاتلنا حتى
لم تكن فتنة وكان الدين لله
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا حفص بن غياث عن
جعفر بن محمد عن أبيه قال كان أسامة يأتي النبي صلى الله عليه وسلم
في الشئ فيشفعه فيه فأتاه مرة في حد فقال يا أسامة لا تشفع في حد
قال أخبرنا هشام بن عبد الملك أبو وليد الطيالسي قال حدثنا
ليث بن سعد عن بن شهاب عن عروة عن عائشة أن قريشا أهمهم شأن
المرأة التي سرقت فقالوا من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم
69

فقالوا ومن يجترئ عليه الا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه
وسلم فكلمه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تشفع
في حد من حدود الله ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم فاختطب فقال
إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق
فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت
لقطعت يدها
قال أخبرنا محمد بن إسماعيل عن أبي فديك عن هشام بن سعد عن
زيد بن أسلم أن عمر بن الخطاب فضل المهاجرين الأولين وأعطى أبناءهم
دون ذلك وفضل أسامة بن زيد على عبد الله بن عمر فقال عبد الله بن
عمر فقال لي رجل فضل عليك أمير المؤمنين من ليس بأقدم منك سنا
ولا أفضل منك هجرة ولا شهد من المشاهد ما لم تشهد قال عبد الله
وكلمته فقلت يا أمير المؤمنين فضلت علي من ليس هو بأقدم مني سنا
ولا أفضل مني هجرة ولا شهد من المشاهد ما لم أشهد قال ومن هو
قلت أسامة بن زيد قال صدقت لعمر الله فعلت ذلك لان زيد بن
حارثة كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من عمر وأسامة
بن زيد كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبد الله بن
عمر فلذلك فعلت
قال أخبرنا خالد بن مخلد البجلي قال حدثنا عبد الله بن عمر
عن نافع عن بن عمر قال فرض عمر بن الخطاب لأسامة بن زيد كما
فرض للبدريين أربعة آلاف وفرض لي ثلاثة آلاف وخمس مائة فقلت
لم فرضت لأسامة أكثر مما فرضت لي ولم يشهد مشهدا الا وقد شهدته
فقال إنه كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك وكان
أبو ه أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيك
قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا قرة بن خالد قال حدثنا
70

محمد بن سيرين قال بلغت النخلة على عهد عثمان بن عفان ألف درهم
قال فعمد أسامة إلى نخلة فنقرها وأخرج جمارها فأطعمها أمه فقالوا
له ما يحملك على هذا وأنت ترى النخلة قد بلغت ألف درهم قال
إن أمي سألتنيه ولا تسألني شيئا أقدر عليه الا أعطيتها
قال أخبرنا كثير بن هشام قال حدثنا جعفر بن برقان قال
سمعت يزيد بن الأصم يقول كان لميمونة قريب فرأته وقد أرخى إزارة
بطنه فلامته في ذلك ملامة شديدة فقال لها إني قد رأيت أسامة بن زيد
يرخي إزاره قالت كذبت ولكن كان ذا بطن فلعل إزاره كان يسترخي
إلى أسفل بطنه
قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي عن هشام الدستوائي
عن يحيى بن أبي كثير عن عمر بن الحكم بن ثوبان أن مولى لقدامة بن
مظعون حدثه أن مولى لأسامة بن زيد بن الحارثة قال كان أسامة يركب إلى
مال له بوادي القرى فيصوم يوم الاثنين ويوم الخميس فقلت له أتصوم
في السفر وقد كبرت ورفعت قال رأيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يصوم يوم الاثنين ويوم الخميس وقال إن الأعمال تعرض يوم
الاثنين ويوم الخميس
قال أخبرنا علي بن عبد الله بن جعفر قال أخبرنا سفيان بن عيينة
عن عمر قال أخبرني أبو جعفر محمد بن علي قال حدثني حرملة مولى
أسامة قال عمر وقد رأيت حرملة قال أرسلني أسامة إلى علي فقال
اقرأه السلام وقل له إنك لو كنت في شدق الأسد لأحببت أن أدخل
معك فيه ولكن هذا أمر لم أره قال فأتيت عليا فلم يعطني شيئا فأتيت
الحسن وابن جعفر فأوقرا لي راحلتي
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه قال تزوج
أسامة بن زيد هند بنت الفاكه بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم
71

ودرة بنت عدي بن قيس بن حذافة بن سعد بن سهم فولدت له محمدا وهند
وتزوج أيضا فاطمة بنت قيس أخت الضحاك بن قيس الفهري فولدت له
جبيرا وزيدا وعائشة وتزوج أم الحكم بنت عتبة بن أبي وقاص وبنت
أبي حمدان السهمي وتزوج برزة بنت ربعي من بني عذرة ثم من
بني رزاح فولدت له حسنا وحسينا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا يعقوب بن عمر عن نافع
العدوي عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم قال كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يحب أسامة بن زيد فلما بلغ وهو بن أربع عشرة
سنة تزوج امرأة يقال لها زينب بنت حنظلة بن قسامة فطلقها أسامة فجعل
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أدله على الوضيئة الغنين
وأنا صهره فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى نعيم بن
عبد الله النحام فقال نعيم كأنك تريدني يا رسول الله قال أجل
فتزوجها فولدت له إبراهيم بن نعيم فقتل إبراهيم يوم الحرة
قال محمد والغنين القليلة الاكل قال محمد بن عمر لم يبلغ أولاد
أسامة من الرجال والنساء في كل دهر أكثر من عشرين إنسانا قال محمد
بن عمر وقبض النبي صلى الله عليه وسلم وأسامة بن عشرين سنة
وكان قد سكن وادي القرى بعد النبي صلى الله عليه وسلم ثم نزل إلى
المدينة فمات بالجرف في آخر خلافة معاوية بن أبي سفيان
قال أخبرنا أنس بن عياض أبو ضمرة عن يونس بن زيد عن بن
شهاب قال حمل أسامة بن زيد حين مات من الجرف إلى المدينة
72

أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
واسمه أسلم وكان عبدا للعباس بن عبد المطلب فوهبه للنبي صلى
الله عليه وسلم فلما بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلام العباس
أعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا رؤيم بن يزيد المقرئ قال حدثنا هارون بن أبي
عيسى وأخبرنا أحمد بن محمد بن أيوب قال أخبرنا إبراهيم بن سعد عن
محمد بن إسحاق قال حدثني حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس عن
عكرمة مولى بن عباس قال قال أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه
وسلم كنت غلاما للعباس بن عبد المطلب وكان الاسلام قد دخلنا أهل
البيت فأسلم العباس وأسلمت أم الفضل وأسلمت وكان العباس يهاب
قومه ويكره خلافهم وكان يكتم إسلامه وكان ذا مال كثير متفرق في
قومه وكان أبو لهب عدوا لله قد تخلف عن بدر وبعث مكانه العاص بن
هشام بن المغيرة وكذلك كانوا صنعوا لم يتخلف رجل الا بعث مكانه رجلا
فلما جاء الخبر عن مصاب أصحاب بدر من قريش كبته الله وأخزاه ووجدنا
في أنفسنا قوة وعزا وكنت رجلا ضعيفا وكنت أعمل الاقداح أنحتها
في حجرة زمزم فوالله إني لجالس فيها أنحت أقداحي وعندي أم الفضل
جالسة وقد سرنا ما كان من الخبر إذ أقبل الفاسق أبو لهب يجر رجليه بشر
حتى جلس على طنب الحجرة وكان ظهره إلى ظهري فينا هو جالس
إذ قال الناس هذا أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب قد قدم قال
فقال أبو لهب هلم إلي يا بن أخي فعندك لعمري الخبر قال فجلس إليه
والناس قيام عليه فقال يا بن أخي أخبرني كيف كان أمر الناس قال
لا شئ والله إن هو الا أن لقينا القوم فمنحناهم أكتافنا يقتلوننا كيف شاءوا
ويأسروننا كيف شاءوا وأيم الله مع ذلك ما لمت الناس لقينا رجالا
73

بيضا على خيل بلق بين السماء والأرض والله ما تليق شيئا ولا يقوم لها شئ
قال أبو رافع فرفعت طنب الحجرة بيدي ثم قلت تلك والله الملائكة
قال فرفع أبو لهب يده فضرب وجهي ضربة شديدة فثاورته فاحتملني
فضرب بي الأرض ثم برك علي يضربني وكنت رجلا ضعيفا فقامت
أم الفضل إلى عمود من عمد الحجرة فأخذته فضربته به ضربة فلقت
في رأسه شجة منكرة وقالت تستضعفه إن غاب عنه سيده فقام
موليا ذليلا فوالله ما عاش الا سبع ليال حتى رماه الله بالعدسة فقتله
فلقد تركه ابناه ليلتين أو ثلاثا ما يدفنانه حتى أنتن في بيته وكانت قريش
تتقي العدسة وعدواها كما يتقي الناس الطاعون حتى قال لهما رجل
من قريش ويحكما ألا تستحيان إن أباكما قد أنتن في بيته لا تغيبانه
قالا إنا نخشى هذه القرحة قال انطلقا فأنا معكما فما غسلوه الا
قذفا بالماء عليه من بعيد ما يمسونه ثم احتملوه فدفنوه بأعلى مكة إلى جدار
وقذفوا عليه الحجارة حتى واروه قالوا فلما كان بعد بدر هاجر أبو رافع
إلى المدينة وأقام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد أحد والخندق
والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجه رسول الله
صلى الله عليه وسلم سلمى مولاته وشهدت معه خيبر وولدت لأبي
رافع عبيد الله بن أبي رافع وكان كاتبا لعلي بن أبي طالب عليه السلام
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا حمزة الزيات عن الحكم
قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أرقم بن أبي الأرقم ساعيا
على الصدقة فقال لأبي رافع هل لك أن تعينني وأجعل لك سهم العاملين
فقال حتى أذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فذكره للنبي عليه
السلام فقال يا أبا رافع إنا أهل بيت لا تحل لنا الصدقة وإن مولى القوم
من أنفسهم
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي وقبيصة بن عقبة قالا حدثنا
74

سفيان عن عبد الله بن عفان بن خشيم عن إسماعيل بن عبيد الله بن رفاعة
الزرقي عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خليفتنا
منا ومولانا منا وابن أختنا منا
قال محمد بن عمر مات أبو رافع بالمدينة بعد قتل عثمان بن عفان
وله عقب
سلمان الفارسي
قال أخبرنا أبو معاوية الضرير قال حدثنا الأعمش عن أبي ظبيان
عن جرير يعني بن عبد الله والأعمش عن أبي سفيان عن أشياخه أن سلمان الفارسي
كان يكنى أبا عبد الله
قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن عوف عن أبي عثمان
النهدي قال قال لي سلمان أتعلم مكان رام هرمز قلت نعم قال
فإني من أهلها
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال حدثنا سفيان عن عبيد
أبي العلاء عن عامر بن واثلة عن سلمان قال أنا من أهل جي
قال أخبرنا يوسف بن البهلول قال حدثنا عبد الله بن إدريس
قال حدثنا محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن
لبيد عن بن عباس قال حدثني سلمان الفارسي حديثه من فيه قال
كنت رجلا من أهل أصبهان من قرية يقال لها جي وكان أبي دهقان
أرضه وكنت من أحب عباد الله إليه فما زال في حبه إياي حتى حبسني
في البيت كما تحبس الجارية قال فاجتهدت في المجوسية حتى كنت قاطن
النار التي نوقدها لا نتركها تخبو وكانت لأبي ضيعة في بعض عمله وكان
75

يعالج بنيانا له في داره فدعاني فقال أي بني إنه قد شغلني بنياني كما
ترى فانطلق إلى ضيعتي فلا تحبس علي فإنك إن فعلت شغلتني عن
كل ضيعة وكنت أهم عندي مما أنا فيه فخرجت فمررت بكنيسة للنصارى
فسمعت صلاتهم فيها فدخلت عليهم أنظر ما يصنعون فلم أزل عندهم
وأعجبني ما رأيت من صلاتهم وقلت في نفسي هذا خير من ديننا الذي
نحن عليه فما برحتهم حتى غابت الشمس وما ذهبت إلى ضيعة أبي ولا
رجعت إليه حتى بعث الطلب في أثري وقد قلت للنصارى حين أعجبني
ما رأيت من أمرهم وصلاتهم أين أصل هذا الدين قالوا بالشام قال
ثم خرجت فرجعت إلى أبي فقال أي بني أين كنت قد كنت
عهدت إليك وتقدمت الا تحتبس قال قلت إني مررت على ناس يصلون
في كنيسة لهم فأعجبني ما رأيت من أمرهم وصلاتهم ورأيت أن دينهم خير
من ديننا قال فقال لي أي بني دينك ودين آبائك خير من دينهم قال
قلت كلا والله قال فخافني فجعل في رجلي حديدا وحبسني وأرسلت
إلى النصارى أخبرهم أني قد رضيت أمرهم وقلت لهم إذا قدم عليكم ركب
من الشام فآذنوني فقدم عليهم ركب منهم من التجار فأرسلوا إلى فأرسلت
إليهم إن أرادوا الرجوع فآذنوني فلما أرادوا الرجوع أرسلوا إلى فرميت
بالحديد من رجلي ثم خرجت فانطلقت معهم إلى الشام فلما قدمت سألت
عن عالمهم فقيل لي صاحب الكنيسة أسقفهم قال فأتيته فأخبرته خبري
وقلت أني أحب أن أكون معك أخدمك وأصلي معك وأتعلم منك فإني
قد رغبت في دينك قال أقم فكنت معه وكان رجل سوء في دينه
وكان يأمرهم بالصدقة ويرغبهم فيها فإذا جمعوا إليه الأموال اكتنزها لنفسه
حتى جمع سبع قلال دنانير ودراهم ثم مات فاجتمعوا ليدفنوه قال
قلت تعلمون أن صاحبكم هذا كان رجل سوء فأخبرتهم ما كان يصنع
في صدقتهم قال فقالوا فما علامة ذلك قال قلت أنا أدلكم على
76

ذلك فأخرجته فإذا سبع قلال مملوءة وورقا فلما رأوها قالوا
والله لا تغيبه أبدا ثم صلبوه على خشبة ورجموه بالحجارة وجاؤوا بآخر
فجعلوه مكانه قال سلمان فما رأيت رجلا لا يصلي الخمس كان
خيرا منه أعظم رغبة في الآخرة ولا أزهد في الدنيا ولا أدأب ليلا ولا نهارا
منه وأحببته حبا ما علمت أني أحبت شيئا كان قبله فلما حضره قدره
قلت له إنه قد حضرك من أمر الله ما ترى فماذا تأمرني والى من توصي
بي قال أي بني ما أرى أحدا من الناس على مثل ما أنا عليه الا رجلا
بالموصل فأما الناس فقد بدلوا وهلكوا فلما توفي أتيت صاحب الموصل
فأخبرته بعهده إلي أن ألحق به وأكون معه قال أقم فأقمت معه ما شاء
الله أن أقيم على مثل ما كان عليه صاحبه ثم حضرته الوفاة فقلت إنه
قد حضرك من أمر الله ما ترى فإلى من توصي بي قال أي بني والله ما
أعلم أحدا على أمرنا الا رجلا بنصيبين وهو فلان فالحق به قال فأتيت
على رجل على مثل ما كان عليه صاحباه فأخبرته خبري فأقمت معه ما شاء
الله أن أقيم فلما حضرته الوفاة قلت له إن فلانا كان أوصى بي إلى فلان
وفلان إلى فلان وفلان إليك فإلى متوصي بي قال أي بني والله
ما أعلم أحدا من الناس على ما نحن عليه الا رجلا بعمورية من أرض الروم
فإن استطعت أن تلحق به فالحق فلما توفي لحقت بصاحب عمورية فأخبرته
خبري وخبر من أوصى بي حتى انتهيت إليه فقال أقم فأقمت عنده
فوجدته على مثل ما كان عليه أصحابه فمكثت عنده ما شاء الله أن أمكث
وثاب لي شئ حتى اتخذت بقرات وغنيمة ثم حضرته الوفاة فقلت له
إلى من توصي بي فقال لي أي بني والله ما أعلم أنه أصبح في الأرض
أحد على مثل ما كنا عليه آمرك أن تأتيه ولكنه قد أظلك زمان نبي
يبعث بدين إبراهيم الحنفية يخرج من أرض مهاجره وقراره ذات نخل
بين حرتين فإن استطعت أن تخلص إليه فأخلص وإن به آيات لا تخفى
77

إنه لا يأكل الصدقة وهو يأكل الهدية وإن بين كتفيه خاتم النبوة إذا رأيته
عرفته قال ومات فمر بي ركب من كلب فسألتهم عن بلادهم
فأخبروني عنها فقلت أعطيكم بقراتي هذه وغنمي على أن تحملوني حتى
تقدموا بي أرضكم قالوا نعم فاحتملوني حتى قدموا بي وادي القرى
فظلموني فباعوني عبدا من رجل من يهود فرأيت بها النخل وطمعت أن
تكون البلدة التي وصفت لي وما حقت لي ولكني قد طمعت حين رأيت
النخل فأقمت عنده حتى قدم رجل من يهود بني قريظة فابتاعني منه ثم
خرج بي حتى قدمت المدينة فوالله ما هو الا أن رأيتها فعرفتها بصفة صاحبي
وأيقنت أنها هي البلدة التي وصفت لي فأقمت عنده أعمل له في نخله في بني
قريظة حتى بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم وخفي على امره حتى
قدم المدينة ونزل بقباء في بني عمرو بن عوف فوالله إني لفي رأس نخلة
وصاحبي جالس تحتي إذ أقبل رجل من يهود من بني عمه حتى وقف عليه
فقال أي فلان قاتل الله بني قيلة إنهم آنفا ليتقاصفون على رجل
بقباء قدم من مكة يزعمون أنه نبي قال فوالله إن هو إلا أن قالها فأخذتني
العرواء فرجفت النخلة حتى ظننت لأسقطن على صاحبي ثم نزلت سريعا
أقول ماذا تقول ما هذا الخبر قال فرفع سيدي يده فلكمني لكمة
شديدة ثم قال ما لك ولهذا أقبل على عملك قلت لا شئ إنما
أردت أن أستثبته هذا الخبر الذي سمعته يذكر قال أقبل على شأنك
قال فأقبلت على عملي ولهيت منه فلما أمسيت جمعت ما كان عندي ثم
خرجت حتى جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بقباء فدخلت
عليه ومعه نفر من أصحابه فقلت إنه بلغني أنك ليس بيدك شئ وأن
معك أصحابا لك وأنكم أهل حاجة وغربة وقد كان عندي شئ وضعته
للصدقة فلما ذكر لي مكانكم رأيتكم أحق الناس به فجئتكم به ثم
وضعته له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلوا وامسك هو
78

قال قلت في نفسي هذه والله واحدة ثم رجعت وتحول رسول الله صلى
الله عليه وسلم إلى المدينة وجمعت شيئا فسلمت عليه وقلت له
إني قد رأيتك لا تأكل الصدقة وقد كان عندي شئ أحب أن أكرمك به
من هدية أهديتها كرامة لك ليست بصدقة فأكل وأكل أصحابه قال
قلت في نفسي هذه أخرى قال ثم رجعت فمكثت ما شاء الله ثم أتيته
فوجدته في بقيع الغرقد قد تبع جنازة وحوله أصحابه وعليه شملتان
مؤتزرا بواحدة مرتديا بالأخرى قال فسلمت عليه ثم عدلت لأنظر في
ظهره فعرف أني أريد ذلك واستثبته قال فقال بردائه فألقاه عن ظهره
فنظرت إلى خاتم النبوة كما وصف لي صاحبي قال فأكببت عليه أقبل
الخاتم من ظهره وأبكي قال فقال تحول عنك فتحولت فجلست بين
يديه فحدثته حديثي كما حدثتك يا بن عباس فأعجبه ذلك فأحب
أن يسمعه أصحابه ثم أسلمت وشغلني الرق وما كنت فيه حتى فاتني بدر
وأحد ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتب فسألت
صاحبي ذلك فلم أزل حتى كاتبني على أن أحيي له بثلاثمائة نخلة وأربعين
أوقية من ورق ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعينوا أخاكم
بالنخل فأعانني كل رجل بقدره بالثلاثين والعشرين والخمس عشرة
والعشر ثم قال يا سلمان اذهب ففقر لها فإذا أنت أردت أن تضعها
فلا تضعها حتى تأتيني فتؤذنني فأكون أنا الذي أضعها بيدي فقمت في
تفقيري فأعانني أصحابي حتى فقرنا شربا ثلاثمائة شربة جاء كل رجل
بما أعانني به من النخل ثم جاء رسول الله فجعل يضعها بيده يسوي
عليها شربها ويبرك حتى فرغ منها رسول الله جميعا فلا والذي نفس سليمان
بيده ما ماتت منه ودية وبقيت الدراهم فبينا رسول الله صلى الله عليه
وسلم ذات يوم في أصحابه إذ أتاه رجل من أصحابه بمثل البيضة من ذهب
أصابها من بعض المعادن فتصدق بها إليه فقال رسول الله صلى الله عليه
79

وسلم ما فعل الفارسي المسكين المكاتب ادعوه لي فدعيت له فجئت
فقال اذهب بهذا فأدها عنك مما عليك من المال قال وقلت وأين يقع
هذا مما علي يا رسول الله قال إن سيؤدي عنك
قال بن إسحاق فأخبرني يزيد بن أبي حبيب أنه كان في هذا الحديث
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضعها يومئذ على لسانه ثم قلبها
ثم قال لي اذهب فأدها عنك ثم عاد حديث بن عباس ويزيد أيضا
قال سلمان فوالذي نفسي بيده لوزنت له منها أربعين أوقية حتى وفيته
الذي له وعتق سلمان وشهد الخندق وبقية مشاهد رسول الله صلى الله
عليه وسلم حرا مسلما حتى قبضه الله
قال أخبرنا يوسف بن البهلول قال حدثنا عبد الله بن إدريس
قال حدثنا محمد بن إسحاق قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن
رجل من عبد القيس أنه سمع عمر بن عبد العزيز يقول حدثني من
حدثه سلمان أنه كان في حديثه حين ساقه لرسول الله صلى الله عليه وسلم
أن صاحب عمورية قال له أرأيت رجلا بكذا وكذا من أرض الشام
بين غيضتين يخرج من هذه الغيضة إلى هذه الغيضة في كل سنة ليلة ثم
يخرج مثلها من العام القابل ليلة من السنة المعلومة فيتعرضه الناس يداوي
الأسقام يدعو لهم فيشفون فأت فسله عن هذا الذي تلتمس قال فجئت
حتى أقمت مع الناس بين تينك الغيضتين فلما كان الليلة التي يخرج فيها
من الغيضة إلى الغيضة التي يدخل خرج وغلبوني عليه حتى دخل الغيضة
الأخرى وتوارى مني الا منكبه فتناولته فأخذت بمنكبه فلم يلتفت
إلى وقال ما لك قلت أسألك عن دين إبراهيم الحنيفية قال إنك
تسأل عن شئ ما يسأل عنه الناس اليوم قد أظلك نبي يخرج من عند هذا
البيت يأتي بهذا الدين الذي تسأل عنه فالحق به ثم انصرفت قال فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حدثه بهذا الحديث لئن كنت
80

صدقتني يا سلمان لقد لقيت عيسى بن مريم
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا
علي بن زيد عن أبي عثمان النهدي عن سلمان قال كاتبت أهلي على أن
أغرس لهم خمسمائة فسيلة فإذا علقت فأنا حر فذكرت ذلك للنبي
صلى الله عليه وسلم فقال إذا أردت أن تغرس فآذني قال فأذنته
فغرس رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده الا واحدة غرستها بيدي
فعلقن جمع الا واحدة التي غرست
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل
عن أبي إسحاق عن أبي قرة الكندي عن سلمان الفارسي قال كنت من أبناء أساورة
فارس وكنت في كتاب كان معي غلامان فكانا إذا رجعا من عند
معلمهما أتيا قسا فدخلا عليه فدخلت معهما فقال لهما ألم أنهكما أن
تأتياني بأحد قال فجعلت أختلف إليه حتى كنت أحب إليه منهما فقال لي
إذا سألك أهلك ما حبسك فقل معلمي إذا سألك معلمك ما حبسك
فقل أهلي ثم إنه أراد أن يتحول فقلت أنا أتحول معك فتحولت معه
فنزل قرية فكانت امرأة تأتيه فلما حضر قال يا سلمان احفر عند رأسي
فحفرت فاستخرجت جرة من دراهم فقال لي صبها على صدري
فصببتها على صدره ثم إنه مات فهممت بالدراهم أن أحويها أو أحولها
شك عبيد الله ثم إني ذكرت ثم آذنت القسيسين والرهبان به فحضره
فقلت إنه قد ترك مالا فقام شباب في القرية فقالوا هذا مال أبينا كانت
سريته تأتيه فأخذوه فقلت للرهبان أخبروني برجل عالم أتبعه فقالوا
ما نعلم اليوم في الأرض رجلا أعلم من رجل بحمص فانطلقت إليه
فلقيته فقصصت عليه القصة فال وما جاء بك الا طلب العلم قال فإني
لا أعلم اليوم في الأرض أحدا أعلم من رجل يأتي بيت المقدس كل سنة
وإن انطلقت الان وافقت حماره قال فانطلقت فإذا بحماره على باب بيت
81

المقدس فجلست عنده حتى خرج فقصصت عليه القصة قال وما جاء بك الا
طلب العلم قلت نعم قال اجلس فانطلق فلم أره حتى الحول فجاء
فقلت يا عبد الله ما صنعت بي قال وإنك هاهنا قلت نعم قال
فإني والله ما أعلم اليوم في الأرض رجلا أعلم من رجل خرج بأرض تيماء
وان تنطلق الان توافقه فيه ثلاث آيات يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة
وعند غضروف كتفه اليمنى خاتم النبوة مثل بيضة الحمامة لونها لون جلده
قال فانطلقت ترفعني أرض وتخفضني أخرى حتى مررت على قوم من
الاعراب فاستعبدوني فباعوني فاشترتني امرأة بالمدينة فسمعتهم يذكرون
النبي صلى الله عليه وسلم وكان العيش عزيزا فقلت لها هبي لي يوما
فقالت نعم فانطلقت فاحتطبت حطبا فبعته فأتيت به النبي صلى الله
عليه وسلم وكان يسيرا فوضعته بين يديه فقال ما هذا فقلت
صدقة فقال لأصحابه كلوا ولم يأكل قلت هذه من علامته فمكثت
ما شاء الله ان أمكث ثم قلت لمولاتي هبي لي يوما فقالت نعم فانطلقت
فاحتطبت حطبا فبعته بأكثر من ذلك وصنعت طعاما فأتيت به النبي وهو جالس
بين أصحابه فوضعته بين يديه فقال ما هذا قلت هدية فوضع يده
وقال لأصحابه خذوا بسم الله فقمت خلفه فوضع رداءه فإذا خاتم النبوة
فقلت أشهد أنك رسول الله قال وما ذاك فحدثته عن الرجل ثم
قلت أيدخل الجنة يا رسول الله فإنه حدثني أنك نبي قال لن
يدخل الجنة الا نفس مسلمة
قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن يونس عن الحسن قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمان سابق فارس
قال أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك قال حدثني كثير
بن عبد الله المزني عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
خط الخندق من أجم الشيخين طرف بني حارثة عام ذكرت الأحزاب
82

خطة من المذاد فقطع لكل عشرة أربعين ذراعا فاحتج المهاجرون والأنصار
في سلمان الفارسي وكان رجلا قويا فقال المهاجرون سلمان منا
وقالت الأنصار لا بل منا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
سلمان منا أهل البيت
قال عمرو بن عوف فدخلت أنا وسلمان وحذيفة بن اليمان ونعمان
بن مقرن المزني وستة من الأنصار تحت أصل ذباب فضربنا حتى بلغنا
الندى فأخرج الله صخرة بيضاء مروة من بطن الخندق فكسرت حديدنا
وشقت علينا فقلت لسلمان أرق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو ضارب عليه قبة تركية فرقى إليه سلمان فقال يا رسول الله صخرة
بيضاء خرجت من بطن الخندق فكسرت حديدنا وشقت علينا فإما أن
نعدل عنها والمعدل قريب أو تأمرنا فيها بأمرك فإنا لا نحب أن نجاوز
خطك فقال أرني معولك يا سلمان فقبض معوله ثم هبط علينا فكنا
على شقة الخندق فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتحا فضرب
ضربة صدعها وبرق منها برقة أضاء ما بين لابتيها فكبر رسول الله
صلى الله عليه وسلم تكبير فتح فكبرنا ثم ضرب الثانية فبرق منها
برقة أضاء ما بين لابتيها حتى كأن مصباحا في جوف بيت مظلم
فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم تكبير فتح فكبرنا ثم ضرب الثالثة
فكسرها وبرق منها برقة أضاء ما بين لابتيها فكبر تكبير فتح فكبرنا
ثم رقي حتى إذا كان في مقعد سلمان قال سلمان يا رسول الله لقد رأيت
شيئا ما رأيت مثله قط فالتفت إلى القوم فقال هل رأيتم قالوا نعم
بأبينا أنت وأمنا يا رسول الله رأيناك تضرب فتخرج برق كالموج فتكبر
فنكبر لا نرى ضياء غير ذلك قال صدقتم ضربت ضربتي الأولى فبرق
الذي رأيتم فأضاء لي منها قصور الحيرة ومدائن كسرى كأنها أنياب الكلاب
وأخبرني جبرائيل أن أمتي ظاهرة عليها ثم ضربت ضربتي الثانية فبرق
83

الذي رأيتم أضاء لي معها قصور الحمر من أرض الروم كأنها أنياب الكلاب
وأخبرني جبرائيل أن أمتي ظاهرة عليها ثم ضربت الثالثة فبرق الذي
رأيتم أضاء لي معها قصور صنعاء كأنها أنياب الكلاب وأخبرني جبرائيل
أن أمتي ظاهرة عليها يبلغهم النصر فأبشروا يرددها ثلاثا فابتشر
المسلمون وقالوا موعود صادق بار وعدنا النصر بعد الحصر والفتوح
فتراؤوا الأحزاب فقال الله ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما
وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايمانا وتسليما
من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه إلى آخر الآية
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني سفيان بن عيينة عن أيوب
عن بن سيرين أن النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين سلمان الفارسي
وأبي الدرداء وكذلك قال محمد بن إسحاق
قال أخبرنا أبو عامر العقدي قال أخبرنا شعبة عن سليمان بن
المغيرة عن حميد بن هلال قال أوخي بين سلمان وأبي الدرداء فسكن أبو
الدرداء الشام وسكن سلمان الكوفة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا سفيان بن عيينة عن عاصم
الأحول عن أنس قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة
آخى بين سلمان وحذيفة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم
بن الحارث عن أبيه قال وأخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن عبد
الله عن الزهري أنهما كانا ينكران كل مؤاخاة كانت بعد بدر ويقولان
قطعت بدر المواريث وسلمان يومئذ في رق وانما عتق بعد ذلك
وأول غزوة غزاها الخندق سنة خمس من الهجرة
قال أخبرنا عبد الله بن نمير قال حدثنا الأعمش عن أبي صالح
قال نزل سلمان على أبي الدرداء وكان أبو الدرداء إذا أراد أن يصلي
84

منعه سلمان وإذا أراد أن يصوم منعه فقال أتمنعني أن أصوم
لربي وأصلي لربي فقال إن لعينك عليك حقا وإن لأهلك عليك حقا فصم وأفطر
وصل ونم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لقد
أشبع سلمان علما
قال أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق قال أخبرنا بن عون عن
محمد بن سيرين قال دخل سلمان على أبي الدرداء في يوم جمعة فقيل له
هو نائم قال فقال ما له قالوا إنه إذا كان ليلة الجمعة أحياها ويصوم
يوم الجمعة قال فأمرهم فصنعوا طعاما في يوم جمعة ثم أتاهم فقال كل
قال إني صائم فلم يزل به حتى أكل ثم أتيا النبي صلى الله عليه وسلم
فذكرا له ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم عويمر سلمان أعلم
منك وهو يضرب على فخذ أبي الدرداء عويمر سلمان أعلم منك ثلاث
مرات لا تخص ليلة الجمعة بقيام بين الليالي ولا تخص يوم الجمعة بصيام
بين الأيام
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا أبو عوانة قال حدثنا
قتادة أن سلمان أتى أبا الدرداء فشكت إليه أم الدرداء أنه يقوم الليل ويصوم
النهار فبات عنده فلما أراد القيام حبسه حتى نام فلما أصبح صنع له
طعاما فلم يزل به حتى أفطر فأتى أبو الدرداء النبي صلى الله عليه وسلم
فقال النبي عويمر سلمان أعلم منك تحقحق فتقطع ولا تحبس
فتسبق اقصد تبلغ سير الركابات تطأ فيها البردين والخفقتين
من الليل
أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال حدثنا مسعر عن عمرو بن
مرة عن أبي البختري قال سئل علي عن سلمان فقال أوتي العلم
الأول والعلم الاخر لا يدرك ما عنده
قال أخبرنا حجاج بن محمد عن بن جريج عن زاذان قال سئل
85

علي عن سلمان الفارسي فقال ذاك امرؤ منا والينا أهل البيت من
لكم بمثل لقمان الحكيم علم العلم الأول والعلم الاخر وقرأ الكتاب
الأول وقرأ الكتاب الاخر وكان بحرا لا ينزف
قال أخبرنا حماد بن عمرو النصيبيني قال حدثنا زيد بن رفيع
عن معبد الجهني عن يزيد بن عميرة السكسكي وكان تلميذا لمعاذ أن
معاذا أمره أن يطلب العلم من أربعة أحدهم سلمان الفارسي
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن الأعمش عن شمر بن عطية
عن رجل من بني عامر عن خال له أن سلمان لما قدم على عمر قال للناس
أخرجوا بنا نتلق سلمان
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن إسماعيل
بن سميع عن عمار الدهني عن سالم بن أبي الجعد أن عمر جعل عطاء
سلمان ستة آلاف
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن إسماعيل
بن سميع عن مالك بن عمير قال كان عطاء سلمان الفارسي أربعة آلاف
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا إسرائيل عن إسماعيل
بن سميع عن مسلم البطين قال كان عطاء سلمان أربعة آلاف
قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي عن مسلم البطين قال كان
عطاء سلمان أربعة آلاف
قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال حدثنا أبو المليح عن ميمون
قال كان عطاء سلمان الفارسي أربعة آلاف وعطاء عبد الله بن عمر ثلاثة
آلاف وخمسمائة فقلت ما شأن هذا الفارسي في أربعة آلاف وابن أمير
المؤمنين في ثلاثة آلاف وخمسمائة قالوا إن سلمان شهد مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم مشهدا لم يشهده بن عمر
قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الجرمي قال حدثنا
86

جعفر بن سليمان قال حدثنا هشام بن حسان عن الحسن قال كان عطاء
سلمان خمسة آلاف وكان على ثلاثين ألفا من الناس يخطب في عباءة يفترش
نصفها ويلبس نصفها وكان إذا خرج عطاؤه أمضاه ويأكل من سفيف
يديه
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا يزيد بن مردانية عن
خليفة بن سعيد المرادي عن ع ه قال رأيت سلمان الفارسي بالمدائن في
بعض طرقها يمشي فزحمته حملة من قصب فأوجعته فتأخر إلى صاحبها
الذي يسوقها فأخذ بعضده فحركه ثم قال لا مت حتى تدرك إمارة
الشباب
قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا سلام بن مسكين عن
ثابت أن سلمان كان أميرا على المدائن وكان يخرج إلى الناس في أندرورد
وعباءة فإذا رأوه قالوا كرك آمذ كرك آمذ فيقول سلمان ما يقولون
قالوا يشبهونك بلعبة لهم فيقول سلمان لا عليهم فإنما الخير فيما
بعد اليوم
قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال حدثنا أبو المليح عن حبيب
بن أبي مرزوق عن هريم قال رأيت سلمان الفارسي على حمار عري
وعليه قميص سنبلاني قصير ضيق الأسفل وكان رجلا طويل الساقين
كثير الشعر وقد ارتفع القميص حتى بلغ قريبا من ركبتيه قال ورأيت
الصبيان يحضرون خلفه فقلت ألا تنحون عن الأمير فقال دعهم
فإنما الخير والشر بعد هذا اليوم
قال أخبرنا كثير بن هشام قال حدثنا جعفر بن برقان عن حبيب
بن أبي مرزوق عن ميمون بن مهران عن رجل من عبد القيس قال كنت
مع سلمان الفارسي وهو أمير على سرية فمر بفتيان من فتيان الجند فضحكوا
وقالوا هذا أميركم فقلت يا أبا عبد الله ألا ترى هؤلاء ما يقولون
87

قال دعهم فإنما الخير والشر فيما بعد هذا اليوم إن استطعت أن تأكل من
التراب فكل منه ولا تكونن أميرا على اثنين واتق دعوة المظلوم المضطر
فإنها لا تحجب
قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا سلام بن مسكين قال
حدثنا ثابت قال كان سلمان أميرا على المدائن فجاء رجل من أهل الشام
من بني تيم الله معه حمل تين وعلى سلمان أندرورد وعباءة فقال
لسلمان تعال احمل وهو لا يعرف سلمان فحمل سلمان فرآه الناس
فعرفوه فقالوا هذا الأمير قال لم أعرفك فقال سلمان لا حتى
أبلغ منزلك
قال أخبرنا وهب بن جرير بن حازم قال حدثنا أبي قال
سمعت شيخا من بني عبس عن أبيه قال أتيت السوق فاشتريت علفا
بدرهم فرأيت سلمان ولا أعرفه فسخرته فحملت عليه العلف فمر بقوم
فقالوا نحمل عنك يا أبا عبد الله فقلت من هذا قالوا هذا سلمان
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لم أعرفك ضعه عافاك
الله فأبى حتى أتى منزلي فقال قد نويت فيه نية فلا أضعه حتى أبلغ
بيتك
قال أخبرنا عفان بن مسلم وروح بن عبادة قالا حدثنا حماد
بن سلمة عن خالد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن ميسرة أن سلمان
كان إذا سجدت له العجم طأطأ رأسه وقال خشعت لله
قال أخبرنا كثير بن هشام قال حدثنا جعفر بن برقان قال بلغني
أنه قيل لسلمان الفارسي ما يكرهك الامارة قال حلاوة رضاعتها
ومرارة فطامها
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن هشام بن الغازي عن عبادة بن
نسي أن سلمان كان له حبى من عباء وهو أمير الناس
88

قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا مالك بن أنس أن سلمان
الفارسي كان يستظل بالفئ حيث ما دار ولم يكن له بيت فقال له رجل
ألا أبني لك بيتا تستظل به من الحر وتسكن فيه من البرد فقال له سلمان
نعم فلما أدبر صاح به فسأله سلمان كيف تبنيه فقال أبنيه إن قمت
فيه أصاب رأسك وإن اضطجعت فيه أصاب رجلك فقال سلمان نعم
قال أخبرنا أبو داود سليمان بن داود الطيالسي ويحيى بن عباد قالا
أخبرنا شعبة عن سماك قال سمعت النعمان بن حميد يقول دخلت مع
خالي على سلمان بالمدائن وهو يعمل الخوص فسمعته يقول أشتري خوصا
بدرهم فأعمله فأبيعه بثلاثة دراهم فأعيد درهما فيه وأنفق درهما على عيالي
وأتصدق بدرهم ولو أن عمر بن الخطاب نهاني عنه ما انتهيت
قال أخبرنا وهب بن جرير قال حدثنا شعبة عن حبيب بن الشهيد
عن عبد الله بن بريدة قال كان سلمان إذا أصاب الشئ اشترى به لحما
ثم دعا المحدثين فأكلوه معه
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا أبو الأحوص عن حصين
عن إبراهيم التيمي قال كان سلمان إذا وضع الطعام بين يديه قال
الحمد لله الذي كفانا المؤونة وأحسن الرزق
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا سفيان عن الأعمش عن
إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد قال كان سلمان إذا أكل قال
الحمد لله الذي كفانا المؤونة وأوسع علينا في الرزق
قال أخبرنا هشام بن الوليد الطيالسي قال حدثنا شعبة قال أبو
إسحاق أنبأني قال سمعت حارثة بن مضرب قال سمعت سلمان يقول
إني لأعد العراقة على الخادم خشية الظن
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال حدثنا سفيان عن أبي
جعفر الفراء عن أبي ليلى الكندي قال قال غلام سلمان كاتبني قال
89

ألك شئ قال لا قال فمن أين قال أسأل الناس قال
تريد أن تطعمني غسالة الناس
قال أخبرنا هشام بن الوليد الطيالسي قال حدثنا شعبة عن أبي
جعفر قال سمعت أبا ليلى قال قال غلام سلمان كاتبني قال
ألك مال قال لا قال أتأمرني أن آكل غسالة أيدي الناس قال
وسرق علف دابته فقال لجاريته أو لغلامه ولولا أني أخاف القصاص
لضربتك
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا وهيب بن خالد قال
حدثنا أيوب عن أبي قلابة أن رجلا دخل على سلمان وهو يعجن قال
فقال أين الخادم قال بعثناها لحاجة فكرهنا ان نجمع عليها عملين
قال إن فلانا يقرئك السلام فقال له سلمان منذ كم قدمت قال
منذ ثلاثة أيام قال أما إنك لو لم تؤدها لكانت أمانة لم تؤديها
قال أخبرنا عبد الله بن نمير عن حجاج عن أبي إسحاق عن عمرو
بن أبي قرة قال قال سلمان لا نؤمكم في مساجدكم ولا ننكح
نساءكم يعني العرب
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا إسرائيل عن
أبي إسحاق وغيره قالوا كان سلمان يقول لنفسه سلمان بمير
يقول مت
قال أخبرنا أبو معاوية الضرير قال حدثنا الأعمش عن أبي سفيان
عن أشياخه قالوا دخل سعد بن أبي وقاص على سلمان يعوده قال
فبكى سلمان فقال له سعد ما يبكيك يا أبا عبد الله توفي رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض وتلقى أصحابك وترد عليه
الحوض قال سلمان والله ما أبكي جزعا من الموت ولا حرصا على الدنيا
ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلينا عهدا فقال لتكن
90

بلغة أحدكم من الدنيا مثل زاد الراكب وحولي هذه الأساود قال وإنما
حوله جفنة أو مطهرة أو إجانة قال فقال له سعد يا أبا عبد الله
أعهد إلينا بعدك فقال يا سعد أذكر الله عند همك إذا هممت
وعند حكمك إذا حكمت وعند يدك إذا قسمت
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة قال
أخبرنا علي بن زيد عن سعيد بن المسيب أن سعد بن مسعود وسعد بن مالك
دخلا على سلمان يعودانه فبكى فقالا له ما يبكيك يا أبا عبد الله قال
عهد عهده إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحفظه منا أحد
قال ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة قال
أخبرنا جبلة بن عطية عن رجاء بن حياة قال قال أصحاب سلمان
لسلمان أوصينا فقال من استطاع منكم أن يموت حاجا أو معتمرا
أو غازيا أو في نقل القراءة فليمت ولا يموتن أحدكم فاجرا ولا
خائنا
قال أخبرنا حفص بن عمر الحوضي قال حدثنا يزيد بن إبراهيم
قال حدثنا الحسن قال وأخبرنا عمرو بن عاصم قال حدثنا أبو الأشهب
قال حدثنا الحسن قال لما حضر سلمان الفارسي ونزل به الموت بكى
فقيل له ما يبكيك قال أما والله ما أبكي جزعا من الموت ولا حرصا
على الرجعة ولكن إنما أبكي لأمر عهده إلينا رسول الله صلى الله عليه
وسلم أخشى أن لا نكون حفظنا وصية نبينا صلى الله عليه وسلم
إنه قال لنا ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب
قال حدثنا عمرو بن عاصم قال حدثنا أبو الأشهب قال حدثنا
الحسن قال عاد الأمير سلمان في مرضه فقال له سلمان أما أنت أيها
الأمير فاذكر الله عند همك إذا هممت وعند لسانك إذا حكمت وعند
91

يدك إذا قسمت قم عني والأمير يومئذ سعد بن مالك
قال أخبرنا أبو معاوية الضرير قال حدثنا محمد بن سوقة عن الشعبي
قال لما حضرت سلمان الوفاة قاله لصاحبة منزله هلمي خبيك الذي
استخبأتك قالت فجئته بصرة مسك قال فقال ائتيني بقدح فيه ماء
فنثر المسك فيه ثم مائه بيده ثم قال انضحيه حولي فإنه يحضرني خلق
من خلق الله يجدون الريح ولا يأكلون الطعام ثم اجفئي علي الباب وانزلي
قالت ففعلت وجلست هنيهة فسمعت هسهسة قالت ثم صعدت فإذا
هو قد مات
قال أخبرنا عبد الله بن نمير عن الأجلح عن عامر الشعبي قال
أصاب سلمان صرة مسك يوم فتحت جلولاء فاستودعها امرأته
فلما حضرته الوفاة قال هاتي هذه المسكة فمرسها في ماء ثم قال
انضحيها حولي فإنه يأتيني زوار الان قال ففعلت فلم يمكث بعد ذلك
إلا قليلا حتى قبض
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال حدثنا شيبان عن فراس
عن الشعبي قال حدثني الجزل عن امرأة سلمان بقيرة أنه لما حضرته
الوفاة يعني سلمان دعاني وهو في علية له لها أربعة أبو أب فقال
افتحي هذه الأبواب يا بقيرة فإن لي اليوم زوارا لا أدري من أي هذه الأبواب
يدخلون علي ثم دعا بمسك له فقال أديفيه في تنور ففعلت ثم قال
انضحيه حول فراشي ثم انزلي فامكثي فسوف تطلعين فتري على فراشي
فاطلعت فإذا هو قد أخذ روحه فكأنما هو نائم على فراشه ونحوا من هذا
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد قال
وأخبرنا المعلى بن أسد قال حدثنا وهيب بن خالد قالا حدثنا عطاء
بن السائب أن سلمان حين حضرته الوفاة دعا بصرة من مسك كان أصابها
من بلنجر فأمر بها أن تداف وتجعل حول فراشه وقال فإنه يحضرني
92

الليلة ملائكة يجدون الريح ولا يأكلون الطعام
قال أخبرنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن
علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن عبد الله بن سلام أن سلمان قال له
أي أخي أينا مات قبل صاحبه فليتراء له قال عبد الله بن سلام
أو يكون ذلك قال نعم إن نسمة المؤمن مخلاة تذهب في الأرض
حيث شاءت ونسمة الكافر فيسجن فمات سلمان فقال عبد الله
فينما أنا ذات يوم قائل بنصف النهار على سرير لي فأغفيت إغفاءة إذ
جاء سلمان فقال السلام عليكم ورحمة الله فقلت السلام عليك ورحمة
الله أبا عبد الله كيف وجدت منزلك قال خيرا وعليك بالتوكل فنعم
الشئ التوكل وعليك بالتوكل فنعم الشئ التوكل وعليك بالتوكل
فنعم الشئ التوكل
قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا أبو معشر عن محمد بن
كعب قال حدثني المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن سلمان
مات قبل عبد الله بن سلام فرآه عبد الله بن سلام في المنام فقال له كيف
أنت أبا عبد الله قال بخير قال أي الأعمال وجدتها أفضل قال
وجدت التوكل شيئا عجيبا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال توفي سلمان الفارسي في خلافة
عثمان بن عفان بالمدائن
93

ومن بني عبد الشمس بن عبد مناف
خالد بن سعيد بن العاص
بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وأمه أم خالد
بنت خباب بن عبد يا ليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر
بن عبد مناة بن كنانة وكان لخالد بن سعيد من الولد سعيد ولد بأرض
الحبشة درج وأمه بنت خالد ولدت بأرض الحبشة تزوجها الزبير بن
العوام فولدت له عمرا وخالد ثم خلف عليها سعيد بن العاص وأمهما
همينة بنت خلف بن أسعد بن عامر بن بياضة بن سبيع بن جعشمة بن
سعد بن مليح بن عمرو من خزاعة وليس لخالد بن سعيد اليوم عقب
قال محمد بن عمر قال حدثني جعفر بن محمد بن خالد بن الزبير
عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان قال كان إسلام خالد بن سعيد
قديما وكن أول إخوته أسلم وكان بدء إسلامه أنه رأى في النوم أنه واقف
على شفير النار فذكر من سعتها ما الله به أعلم ويرى في النوم كأن أباه
يدفعه فيها ويرى رسول الله آخذا بحقويه لئلا يقع ففزع من نومه فقال
أحلف بالله إن هذه لرؤيا حق فلقي أبا بكر بن أبي قحافة فذكر ذلك
له فقال أبو بكر أريد بك خيرا هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاتبعه فإنك ستتبعه وتدخل معه الاسلام الذي يحجزك من أن تقع
فيها وأبو ك واقع فيها فلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
بأجياد فقال يا محمد إلى ما تدعو قال ادعو إلى الله وحده لا شريك
له وأن محمدا عبده ورسوله وخلع ما أنت عليه من عبادة حجر لا يسمع
ولا يبصر ولا يضر ولا ينفع ولا يدري من عبده ممن لم يعبده قال خالد
فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله فسر رسول الله بإسلامه
94

وتغيب خالد وعلم أبو ه بإسلامه فأرسل بطلبه من بقي من ولده ممن
لم يسلم ورافعا مولاه فوجدوه فأتوا به إلى أبيه أبي أحيحة فأنبه وبكته
وضربه بمقرعة في يده حتى كسرها على رأسه ثم قال أتبعت محمدا
وأنت ترى خلافه قومه وما جاء به من عيب آلهتهم وعيب من مضى
من آبائهم فقال خالد قد صدق والله واتبعته فغضب أبو أحيحة ونال
من ابنه وشتمه ثم قال اذهب يا لكع حيث شئت فوالله لأمنعك القوت
فقال خالد إن منعتني وإن الله يرزقني ما أعيش به فأخرجه وقال لبنيه
لا يكلمه أحد منكم الا صنعت به ما صنعت به فانصرف خالد إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم فكان يلزمه ويكون معه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الحكيم بن عبد الله بن
أبي فروة قال سمعت عبد الله بن عمرو بن سعيد بن العاص يحدث عمرو
بن شعيب قال كان إسلام خالد بن سعيد بن العاص ثالثا أو رابعا وكان
ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو سرا وكان يلزم رسول
الله صلى الله عليه وسلم ويصلي في نواحي مكة خاليا فبلغ ذلك أبا أحيحة
فدعاه كلمه أن يدع ما هو عليه فقال خالد لا أدع دين محمد حتى أموت
عليه فضربه أبو أحيحة بقراعة في يده حتى كسرها على رأسه ثم أمر به
إلى الحبس وضيق عليه وأجاعه وأعطشه حتى لقد مكث في حر مكة ثلاثا
ما يذوق ماء فرأى خالد فرجة فخرج فتغيب عن أبيه في نواحي مكة
حتى حضر خروج أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحبشة
في الهجرة الثانية فلهو أول من خرج إليها
قال أخبرنا الوليد بن عطاء بن الأعز المكي وأحمد بن محمد بن
الوليد الأزرقي قالا حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد الأموي عن جده عن
عمه خالد بن سعيد أن سعيد بن العاص بن أمية مرض فقال لئن رفعني
الله من مرضي هذا لا يعبد إله بن أبي كبشة ببطن مكة فقال
95

خالد بن سعيد عند ذلك اللهم لا ترفعه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا جعفر بن محمد بن خالد
بن الزبير بن العوام عن إبراهيم بن عقبة قال سمعت أم خالد بنت خالد
بن سعيد بن العاص تقول كان أبي خامسا في الاسلام قلت فمن تقدمه
قالت بن أبي طالب وابن أبي قحافة وزيد بن حارثة وسعد بن أبي وقاص
وأسلم أبي قبل الهجرة الأولى إلى أرض الحبشة وهاجر في المرة الثانية وأقام
بها بضع عشرة سنة ولدت أنا بها وقدم على النبي صلى الله عليه وسلم
بخيبر سنة سبع فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين فأسهموا
لنا ثم رجعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وأقمنا
وخرج أبي مع رسول الله في عمرة القضية وغزا معه إلى الفتح هو وعمي
يعني عمرا وخرجا معه إلى تبوك وبعث رسول الله صلى الله عليه
وسلم أبي عاملا على صدقات اليمن فتوفي رسول الله صلى الله عليه
وسلم وأبي باليمن
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني جعفر بن محمد بن خالد
عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان قال أقام خالد بعد أن
قدم من أرض الحبشة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة وكان
يكتب له وهو الذي كتب كتاب أهل الطائف لوفد ثقيف وهو الذي
مشى في الصلح بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إبراهيم بن جعفر عن أبيه
قال سمعت عمر بن عبد العزيز في خلافته يقول توفي رسول الله
صلى الله عليه وسلم وخالد بن سعيد عامله على اليمن قال أخبرنا محمد
بن عمر قال حدثني محمد بن صالح قال حدثني موسى بن عمران بن
مناح قال توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وخالد بن سعيد عامله
على صدقات مذحج
96

قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني جعفر بن محمد عن خالد
بن الزبير بن العوام عن عقبة عن أم خالد بنت خالد بن سعيد
بن العاص قالت خرج خالد بن سعيد إلى أرض الحبشة ومعه امرأته همينة
بنت خلف بن أسعد الخزاعية فولدت له هناك سعيدا وأم خالد وهي أمة
امرأة الزبير بن العوام وهكذا كان أبو معشر يقول همينة بنت خلف
وأما في رواية موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق فقالا أمينة بنت خلف
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني جعفر بن محمد بن خالد
بن الزبير بن العوام عن إبراهيم بن عقبة قال سمعت أم خالد بنت خالد
بن سعيد بن العاص تقول قدم أبي من اليمن إلى المدينة بعد أن بويع لأبي
بكر فقال لعلي وعثمان أرضيتم بني عبد مناف ان يلي هذا الامر عليكم
غيركم فنقلها عمر إلى أبي بكر فلم يحملها أبو بكر على خالد وحملها
عمر عليه وأقام خالد ثلاثة أشهر لم يبايع أبا بكر ثم مر عليه أبو بكر بعد
ذلك مظهرا وهو في داره فسلم عليه فقال له خالد أتحب أن أبايعك
فقال أبو بكر أحب أن تدخل في صلح ما دخل فيه المسلمون قال
موعدك العشية أبايعك فجاء وأبو بكر على المنبر فبايعه وكان رأى أبي
بكر فيه حسنا وكان معظما له فلما بعث أبو بكر الجنود على الشام
عقد له المسلمين وجاء باللواء إلى بيته فكلم عمر أبا بكر وقال
تولي خالدا وهو القائل ما قال فلم يزل به حتى أرسل أبا أروى الدوسي
فقال إن خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك أردد إلينا
لواءنا فأخرجه فدفعه إليه وقال والله ما سرتنا ولايتكم ولا ساءنا عزلكم
وإن المليم غيرك فما شعرت الا بأبي بكر داخل على أبي يعتذر إليه
ويعزم عليه ألا يذكر عمر بحرف فوالله ما زال أبي يترحم على عمر
حتى مات
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن يزيد عن سلمة
97

بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال لما عزل أبو بكر خالدا ولي
يزيد بن أبي سفيان جنده ودفع لواءه إلى يزيد
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرني موسى بن محمد بن إبراهيم
بن الحارث عن أبيه قال لما عزل أبو بكر خالد بن سعيد أوصى به شرحبيل
بن حسنة وكان أحد الامراء فقال انظر خالد بن سعيد فاعرف له
من الحق عليك مثل ما كنت تحب أن يعرفه لك من الحق عليه لو خرج
واليا عليك وقد عرفت مكانه من الاسلام وأن رسول الله صلى الله
عليه وسلم توفي وهو له وال وقد كنت وليته ثم رأيت عزله
وعسى أن يكون ذلك خيرا له في دينه ما أغبط أحدا بالامارة وقد
خيرته في أمراء الأجناد فاختارك على غيرك على بن عمه فإذا نزل بك
أمر تحتاج فيه إلى رأي التقي الناصح فيكن أول من تبدأ به أبو عبيدة بن
الجراح ومعاذ بن جبل وليك خالد بن سعيد ثالثا فإنك واجد عندهم
نصحا وخيرا وإياك واستبداد الرأي عنهم أو تطوي عنهم بعض الخبر
قال محمد بن عمر فقلت لموسى بن محمد أرأيت قول أبي بكر قد
اختارك على غيرك قال أخبرني أبي أن خالد بن سعيد لما عزله أبو بكر
كتب إليه أي الامراء أحب إليك فقال بن عمي أحب إلي في قرابته
وهذا أحب إلي في ديني فإن هذا أخي في ديني على عهد رسول الله صلى
الله عليه وسلم وناصري على بن عمي فاستحب أن يكون مع شرحبيل
بن حسنة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الحميد بن جعفر عن
أبيه قال شهد خالد بن سعيد فتح أجنادين وفحل ومرج الصفر
وكانت أم الحكيم بنت الحارث بن هشام تحت عكرمة بن أبي جهل فقتل
عنها بأجنادين فأعدت أربعة أشهر وعشرا وكان يزيد بن أبي سفيان
يخطبها وكان خالد بن سعيد يرسل إليها في عدتها يتعرض للخطبة
98

فحطت إلى خالد بن سعيد فتزوجها على أربعمائة دينار فلما نزل المسلمون
مرج الصفر أراد خالد أن يعرس بأم حكيم فجعلت تقول لو أخرت
الدخول حتى يفض الله هذه الجموع فقال خالد إن نفسي تحدثني أني
أصاب في جموعهم قالت فدونك فأعرس بها عند القنطرة التي بالصفر
فبها سميت قنطرة أم حكيم وأولم عليها في صبح مدخله فدعا أصحابه
على طعام فما فرغوا من الطعام حتى صفت الروم صفوفها صفوفا خلف
صفوف وبرز رجل منهم معلم يدعو إلى البراز فبرز إليه أبو جندل
بن سهيل بن عمرو العامري فنهاه أبو عبيدة فبرز حبيب بن مسلمة
فقتله حبيب ورجع إلى موضعه وبرز خالد بن سعيد فقاتل فقتل وشدت
أم حكيم بنت الحارث عليها ثيابها وعدت وإن عليها لدرع الحلوق في
وجهها فاقتتلوا أشد القتال على النهر وصبر الفريقان جميعا وأخذت السيوف
بعضها بعضا فلا يرمى بسهم ولا يطعن برمح ولا يرمى بحجر ولا يسمع
الا وقع السيوف على الحديد وهام الرجال وأبدانهم وقتلت أم حكيم
يومئذ سبعة بعمود الفسطاط الذي بات فيه خالد بن سعيد معرسا بها وكانت
وقعة مرج الصفر في المحرم سنة أربع عشرة في خلافة عمر بن الخطاب
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا موسى بن عبيدة قال
أخبرنا أشياخنا أن خالد بن سعيد بن العاص وهو من المهاجرين قتل رجلا
من المشركين ثم لبس سلبه ديباجا أو حريرا فنظر الناس إليه وهو مع عمر
فقال عمر ما تنظرون من شاء فليعمل مثل عمل خالد ثم يتلبس
لباس خالد
قال أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي قال حدثنا عمرو
بن يحيى عن جده عن عمه عن خالد بن سعيد بن العاص أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم بعثه في رهط من قريش إلى ملك الحبشة فقدموا عليه
ومع خالد امرأة له قال فولدت له جارية وتحركت وتكلمت هناك
99

ثم إن خالدا أقبل هو وأصحابه وقد فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم
من وقعة بدر فأقبل يمشي ومعه ابنته فقال يا رسول الله لم نشهد معك
بدرا فقال أوما ترضى يا خالد أن يكون للناس هجرة ولكم هجرتان
ثنتان قال بلى يا رسول الله قال فذاك لكم ثم إن خالدا قال
لابنته اذهبي إلى عمك اذهبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فسلمي عليه فذهبت الجويرية حتى أتته من خلفه فأكبت عليه وعليها
قميص اصفر فأشارت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تريه
سنه سنه سنه يعني حسن يعني بالحبشية أبلي وأخلفي ثم أبلي
وأخلفي
عمرو بن سعيد
بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وأمه
صفية بنت المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ولم يكن له عقب
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الحكيم بن عبد الله بن
أبي فروة عن عبد الله بن عمرو بن سعيد بن العاص قال لما أسلم خالد بن
سعيد وصنع به أبو ه أحيحة ما صنع فلم يرجع خالد عن دينه ولزم رسول
الله صلى الله عليه وسلم حتى خرج إلى الحبشة في الهجرة الثانية غاظ ذلك
أبا أحيحة وغمه وقال لأعتزلن في مالي لا أسمع شتم آبائي ولا عيب
آلهتي هو أحب إلي من المقام مع هؤلاء الصباة فاعتزل في ماله بالظريبة
نحو الطائف وكان ابنه عمرو بن سعيد على دينه وكان يحبه ويعجبه
فقال أبو ه أحيحة قال محمد بن عمر فيما أنشدني المغيرة بن عبد الرحمن
الحزامي
ألا ليت شعري عنك يا عمرو سائلا إذا شب واشتدت يداه وسلحا
100

أتترك أمر قوم فيه بلابل وتكشف غيظا كان في الصدر موجحا
ثم رجع إلى حديث عبد الحكيم عن عبد الله بن عمرو بن سعيد قال
فلما خرج أبو أحيحة إلى ماله بالظريبة أسلم عمرو بن سعيد ولحق بأخيه
خالد بن سعيد بأرض الحبشة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا جعفر بن محمد بن خالد عن
محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان قال أسلم عمرو بن سعيد بعد خالد
بن سعيد بيسير وكان من مهاجرة الحبشة في الهجرة الثانية معه امرأته فاطمة
بنت صفوان بن أمية بن محرث بن شق بن رقبة بن مخدج الكنانية
وكان محمد بن إسحاق أيضا يسميها وينسبها هكذا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني جعفر بن محمد بن خالد
عن إبراهيم بن عقبة عن أم خالد بنت خالد قالت قدم علينا عمي عمرو
بن سعيد بأرض الحبشة بعد مقدم أبي بسنتين فلم يزل هناك حتى حمل في
السفينتين مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدموا على النبي
صلى الله عليه وسلم وهو بخيبر سنة سبع من الهجرة فشهد عمرو مع
النبي صلى الله عليه وسلم الفتح وحنين والطائف وتبوك فلما خرج
المسلمون إلى الشام فكان فيمن خرج فقتل يوم أجنادين شهيدا في خلافة
أبي بكر الصديق في جمادي الأولى سنة ثلاث عشرة وكان على الناس
يومئذ عمرو بن العاص
101

ومن حلفاء بني عبد شمس بن عبد مناف
أبو أحمد بن جحش
بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان
بن أسد بن خزيمة واسمه عبد الله وأمه أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم
بن عبد مناف بن قصي
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا محمد بن صالح عن يزيد
بن رومان قال أسلم أبو أحمد بن جحش مع أخويه عبد الله وعبيد الله
قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم يدعو فيها
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عمر بن عثمان الجحشي عن
أبيه قال هاجر أبو أحمد بن جحش مع أخيه عبد الله وقومه إلى المدينة
فنزلوا على مبشر بن عبد المنذر فعمد أبو سفيان بن حرب إلى دار أبي
أحمد فباعها من بن علقمة العامري بأربعمائة دينار فلما قدم رسول الله
صلى الله عليه وسلم مكة عام الفتح وفرغ من خطبته قام أبو أحمد على
باب المسجد على جمل له فجعل يصيح أنشد بالله يا بني عبد مناف حلفي
وأنشد بالله يا بني عبد مناف داري فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم
عثمان بن عفان فساره بشئ فذهب عثمان إلى أبي أحمد فساره فنزل أبو
أحمد عن بعيره وجلس مع القوم فما سمع ذكراها حتى لقي الله وقال
آل أبي أحمد إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له لك بها دار
في بيع داره لأبي سفيان
أقطعت عقدك بيننا * والجاريات إلى ندامة
ألا ذكرت ليالي العشر * التي فيها القسامة
عقدي وعقدك قائم * أن لا عقوق ولا أثامه
102

دار بن عمك بعتها * تشري بها عنك الغرامة
اذهب بها اذهب بها * طوقتها طوق الحمامة
وجريت فيه إلى العقوق * وأسوأ الخلق الزعامه
قد كنت آوي إلى ذرى * فيه المقامة والسلامة
ما كان عقدك مثل ما * عقد بن عمرو لابن مامه
وقال أيضا أبو أحمد بن جحش في ذلك
أني أمامة كيف أخذل فيكم * وأنا ابنكم وحليفكم في العشر
ولقد دعاني غيركم فأتيته * وخبأتكم لنوائب الدهر
قال وكان الأسود بن المطلب قد دعا أبا أحمد إلى أن يحالفه وقال
دمي دون دمك ومالي دون مالك فأبى وحالف حرب بن أمية وكانوا
يتحالفون في العشر من ذي الحجة قياما يتماسحون كما يتماسح البيعان
وكانوا يتواعدون لذلك قبل العشر
عبد الرحمن بن رقيش
بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان
بن أسد بن خزيمة شهد أحدا وهو أخو يزيد بن رقيش الذي شهد
بدرا
103

عمرو بن محصن
بن حرثان بن قيس بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن
خزيمة شهد أحدا وهو أخو عكاشة بن محصن الذي شهد بدرا
قيس بن عبد الله
من بني أسد بن خزيمة وهو قديم الاسلام بمكة وهاجر إلى أرض
الحبشة في الهجرة الثانية ومعه امرأته بركة بنت يسار الأزدي وهي أخت
أبي تجراه وكان قيس بن عبد الله ظئرا لعبيد الله بن جحش فهاجر معه
إلى أرض الحبشة فتنصر عبيد الله بن جحش ومات هناك بأرض الحبشة
وثبت قيس بن عبد الله على الاسلام
صفوان بن عمرو
وهو من بني سليم بن منصور من قيس عيلان حلفاء بني كبير بن
غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة حلفاء بني عبد شمس شهد أحدا وهو
أخو مالك ومدلاج وثقف بني عمرو الذين شهدوا بدرا
104

أبو موسى الأشعري
واسمه عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب بن عامر بن
عنز بن بكر بن عامر بن عذر بن وائل بن ناجية بن الجماهر بن الأشعر
وهو نبت بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ
بن يشجب بن يعرب بن قحطان وأم أبي موسى ظبية بنت وهب من
عك وقد كانت أسلمت وماتت بالمدينة
قال أخبرنا محمد بن عمرو وغيره من أهل العلم أن أبا موسى الأشعري
قدم مكة فحالف سعيد بن العاص بن أمية أبا أحيحة وأسلم بمكة وهاجر
إلى أرض الحبشة ثم قدم مع أهل السفينتين ورسول الله صلى الله عليه
وسلم بخيبر
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي بردة
عن أبي موسى عن أبيه قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم أن ننطلق مع جعفر بن أبي طالب إلى أرض النجاشي فبلغ ذلك
قريشا فبعثوا عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد وجمعوا للنجاشي هدية
فقدمنا وقدموا على النجاشي
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا خالد بن إلياس عن أبي
بكر بن عبد الله بن أبي الجهم قال ليس أبو موسى من مهاجرة الحبشة
وليس له حلف في قريش وقد كان أسلم بمكة قديما ثم رجع إلى بلاد
قومه فلم يزل بها حتى قدم هو وناس من الأشعريين على رسول الله صلى
الله عليه وسلم فوافق قدومهم قدوم أهل السفينتين جعفر وأصحابه من
أرض الحبشة ووافقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر فقالوا
قدم أبو موسى مع أهل السفينتين وكان الامر على ما ذكرنا أنه وافق قدومه
قدومهم ولم يذكره موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبو معشر فيمن
105

هاجر إلى أرض الحبشة
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري و عبد الله بن بكر بن حبيب
السهمي قالا حدثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قالك قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقدم عليكم أقوام هم أرق منكم قال محمد
بن عبد الله قلوبا وقال عبد الله بن بكر أفئدة فقدم الأشعريون
فيهم أبو موسى فلما دنوا من المدينة جعلوا يرتجزون
غدا نلقى الأحبة محمد وحزبه
قال محمد بن سعد أخبرت عن أبي أسامة قال حدثني يزيد بن
عبد الله بن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري قال هاجرنا من اليمن في
بضعة وخمسين رجلا من قومي ونحن إخوة أبو موسى وأبو رهم
وأبو بردة فأخرجتهم سفينتهم إلى النجاشي وعنده جعفر بن أبي طالب
وأصحابه فأقبلوا جميعا في سفينة إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين
افتتح خيبر قال فما قسم لاحد غاب عن فتح خيبر منها شيئا الا لمن شهد
معه إلا أصحاب السفينة جعفر وأصحابه قسم لهم معهم وقال لكم الهجرة
مرتين هاجرتم إلى النجاشي وهاجرتم إلي
قال أبو موسى كنت وأصحابي من أهل السفينة إذ رسول الله
صلى الله عليه وسلم بالمدينة وهم نازلون في بقيع بطحان فكان يتناوب
رسول الله صلى الله عليه وسلم عند كل صلاة العشاء كل ليلة نفر منهم
قال أبو موسى فوافقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأصحابي
وله بعض الشغل في بعض أمره حتى أعتم بالصلاة حتى ابهار الليل ثم
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بهم فلما قضى صلاته
قال لمن حضره على رسلكم أكلمكم وأبشركم أن من نعمة الله عليكم
أنه ليس من الناس أحد يصلي هذه الساعة غيركم أو قال ما صلى هذه
106

الصلاة غيركم فرجعنا فرحين بما سمعنا من رسول الله صلى الله
عليه وسلم
قال أبو موسى وولد لي غلام فأتيت به رسول الله صلى الله عليه
وسلم فسماه إبراهيم وحنكه بتمرة
قال وكان أكبر ولد أبي موسى
قال أخبرنا عبد الله بن إدريس وعفان بن مسلم قالا حدثنا شعبة
عن سماك قال سمعت عياضا الأشعري في قوله فسوف يأتي الله
بقوم يحبهم ويحبونه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم هم
قوم هذا يعني أبا موسى
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا نعيم بن يحيى
التميمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الفوارس أبو
موسى
قال أخبرنا عبد الله بن نمير عن مالك بن مغول عن عبد الله بن
بريدة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن عبد الله
بن قيس أو الأشعري أعطى مزمارا من مزامير آل داود
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو عن أبي
سلمة عن أبي هريرة قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد
فسمع قراءة رجل فقال من هذا قيل عبد الله بن قيس فقال لقد
أوتي هذا من مزامير آل داود
قال أخبرنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن عائشة أو
عمرة عن عائشة سمع النبي صلى الله عليه وسلم قراءة أبي موسى
قال لقد أوتي هذا من مزامير آل داود
قال أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا ليث بن سعد
عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك أن رسول الله صلى الله
107

عليه وسلم سمع أبا موسى يقرأ فقال لقد أوتي أخوكم من مزامير
آل داود
قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن سليمان التيمي قال
إسماعيل أو نبئت عنه قال حدثنا أبو عثمان قال كان أبو موسى
الأشعري يصلي بنا فلو قلت إني لم أسمع صوت صنج قط ولا بربط
قط كان أحسن منه
قال أخبرنا يزيد بن هارون وعفان بن مسلم قالا حدثنا حماد
بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك أن أبا موسى الأشعري قام ليلة
يصلي فسمع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم صوته وكان حلو
الصوت فقمن يستمعن فلما أصبح قيل له إن النساء كن يستمعن
فقال لو علمت لحبرتكن تحبيرا ولشوقتكن تشويقا
قال أخبرنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي قال أخبرنا شعبة قال
أخبرني سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم
بعثه ومعاذا إلى اليمن
قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال أخبرنا سعيد عن قتادة
عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه قال قال لي أبي يعني أبا موسى يا بني
لو رأيتنا ونحن مع نبينا صلى الله عليه وسلم إذا أصابتنا السماء وجدت
منا ريح الضأن من لباسنا الصوف
قال أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة ووهب بن جرير بن حازم
قالا حدثنا هشام الدستوائي عن قتادة عن أنس بن مالك قال بعثني
الأشعري إلى عمر فقال عمر كيف تركت الأشعري فقلت له تركته
يعلم الناس القران فقال أما إنه كبير ولا تسمعها إياه ثم قال
كيف تركت الاعراب قلت الأشعريين قال بل أهل البصرة
قلت أما إنهم لو سمعوا هذا لشق عليهم قال فلا تبلغهم فإنهم
108

أعراب إلا أن يرزق الله رجلا جهادا قال وهب في حديثه في سبيل
الله
قال أخبرنا عثمان بن عمر قال حدثنا يونس عن الزهري عن أبي
سلمة أن عمر كان إذا رأى أبا موسى قال ذكرنا يا أبا موسى فيقرأ
عنده
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب
عن محمد قال قال عمر بن الخطاب بالشام أربعون رجلا ما منهم رجل
كان يلي أمر الأمة إلا أجزاه فأرسل إليهم فجاء رهط منهم فيهم أبو موسى
الأشعري فقال أني أرسلت إليكم لأرسلك إلى قوم عسكر الشيطان بين
أظهرهم قال فلا ترسلني فقال إن بها جهادا أو إن بها رباطا
قال فأرسله إلى البصرة
قال أخبرنا مالك بن إسماعيل النهدي قال حدثنا حبان عن
مجالد عن الشعبي أن عمر أوصى أن يترك أبو موسى بعده سنة يعني
على عمله
قال أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قطن قال حدثنا شعبة عن أبي
مسلمة عن أبي نضرة قال قال عمر لأبي موسى شوقنا إلى ربنا
فقرأ فقالوا الصلاة فقال عمر أو لسنا في صلاة
قال أخبرنا كثير بن هشام قال حدثنا جعفر بن برقان قال
حدثنا حبيب بن أبي مرزوق قال بلغنا أن عمر بن الخطاب ربما قال
لأبي موسى الأشعري ذكرنا ربنا فقرأ عليه أبو موسى وكان حسن
الصوت بالقرآن
قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي قال حدثنا حميد الطويل
عن أبي رجاء عن أبي المهلب قال سمعت أبا موسى على منبره وهو
يقول من علمه الله علما فليعلمه ولا يقولن ما ليس له به علم فيكون
109

من المتكلفين ويمرق من الدين
قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال أخبرنا محمد بن الزبير عن
بلال بن أبي بردة عن أبيه وعمه عن سرية لأبي موسى قالت قال أبو
موسى ما يسرني أن أشرب نبيذ الجر ولي خراج السواد سنتين
قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال حدثنا عوف عن قسامة
بن زهير أن أبا موسى خطب الناس بالبصرة فقال أيها الناس ابكوا فإن
لم تبكوا فتباكوا فإن أهل النار يبكون الدموع حتى تنقطع ثم يبكون
الدماء حتى لو أجري فيها السفن لسارت
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن سلمة قال
حدثنا حميد عن عبد الله بن عبيد بن عمير ان عمر بن الخطاب كتب
إلى أبي موسى الأشعري أن العرب هلكت فابعث إلى بطعام فبعث إليه
بطعام وكتب إليه إني قد بعثت إليك بكذا وكذا من الطعام فإن رأيت يا أمير
المؤمنين أن تكتب إلى أهل الأمصار فيجتمعون في يوم النحر فيخرجون فيه فيستسقون
فكتب عمر إلى أهل الأمصار فخرج أبو موسى فاستسقى ولم يصل
قال أخبرنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا سليمان بن مسلم اليشكري
قال حدثني خالي بشير بن أبي أمية عن أبيه أن الأشعري نزل بأصبهان
فعرض عليهم الاسلام فأبوا فعرض عليهم الجزية فصالحوه على ذلك فباتوا
على صلح حتى إذا أصبحوا أصبحوا على غدر فبارزهم القتال فلم يكن
أسرع من أن أظهره الله عليهم
قال أخبرنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا سليمان بن مسلم اليشكري
قال حدثتني والدتي أم عبد الرحمن بنت صالح عن جدها وكان قد نازل
أبا موسى الأشعري بأصبهان وكان صديقا له قال كان أبو موسى إذا مطرت
السماء قام فيها حتى تصيبه السماء قال كأنه يعجبه ذلك
قال أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة ويزيد بن هارون و عبد الصمد
110

بن عبد الوارث قالوا حدثنا أبو هلال عن أبي غلاب
يونس بن جبير عن أنس بن مالك قال قال الأشعري وهو على البصرة
جهزني فاني خارج يوم كذا وكذا فجعلت أجهزه فجاء ذلك اليوم وقد
بقي من جهازه شئ لم أفرغ منه فقال يا أنس إني خارج فقلت لو
أقمت حتى أفرغ من بقية جهازك فقال إني قد قلت لأهلي إني خارج
يوم كذا وكذا وإني إن كذبت أهلي كذبوني وإن خنتهم خانوني وإن
أخلفتهم أخلفوني فخرج وقد بقي من حوائجه بعض شئ لم يفرغ منه
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد
بن هلال عن أبي بردة قال حدثتني أمي قالت خرج أبو موسى حين
نزع عن البصرة وما معه الا ستمائة درهم عطاء عياله
قال أخبرنا يزيد بن هارون وعفان بن مسلم قالا أخبرنا حماد
بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك قال كان أبو موسى الأشعري إذا
نام لبس ثيابا عند النوم مخافة أن تنكشف عورته
قال أخبرنا عفان بن مسلم وسليمان بن حرب وموسى بن إسماعيل
قالوا حدثنا حماد بن يزيد عن الزبير بن الخريت عن أبي لبيد قال
ما كنا نشبه كلام أبي موسى سلا بالجزار الذي لا يخطئ المفصل
قال أخبرنا عفان بن مسلم وأحمد بن إسحاق الحضرمي قالا حدثنا
عبد الواحد بن زياد قال حدثنا عاصم الكلابي الأحول عن كريب بن
الحارث عن أبي بردة بن قيس قال قلت لأبي موسى الأشعري في طاعون
وقع اخرج بنا إلى وابق نبدو بها فقال أبو موسى إلى الله آبق لا إلى
وابق
قال أخبرنا عفان بن مسلم وعمرو بن عاصم الكلابي ويعقوب بن
إسحاق الحضرمي قالوا حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن
أبي بردة قال قال أبو موسى كتب إلي معاوية سلام عليك أما بعد
111

فإن عمرو بن العاص قد بايعني على الذي قد
بايعني عليه وأقسم بالله لئن بايعتني على ما بايعني عليه لأبعثن ابنيك أحدهما على البصرة والاخر على
الكوفة ولا يغلق دونك باب ولا تقضى دونك حاجة وإني كتبت
إليك بخط يدي فاكتب إلي بخط يدك فقال يا بني إنما تعلمت المعجم
بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وكتب إليه مثل العقارب
أما بعد فإنك كتبت إلي في جسيم أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم
لا حاجة لي فيما عرضت علي قال فلما ولي أتيته فلم يغلق دوني باب
ولم تكن لي حاجة الا قضيت
قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي وعفان بن مسلم قالا حدثنا
سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن أبي بردة قال دخلت على معاوية
بن أبي سفيان حين أصابته قرحته فقال هلم يا بن أخي تحول فانظر
قال فتحولت فنظرت فإذا هي قد سبرت يعني قرحته فقلت ليس
عليك بأس يا أمير المؤمنين قال إذ دخل يزيد بن معاوية فقال له معاوية
إن وليت من أمر الناس شيئا فاستوص بهذا فإن أباه كان أخا لي أو خليلا
أو نحو هذا من القول غير أني قد رأيت في القتال ما لم ير
قال أخبرنا عمرو بن عاصم قال حدثنا سليمان بن المغيرة قال
حدثنا حميد بن هلال عن أبي بردة قال كان لأبي موسى تابع فقذفه
في الاسلام فقال لي يوشك أبو موسى أن يذهب ولا يحفظ حديثه
فاكتب عنه قال قلت نعم ما رأيت قال فجعلت أكتب حديثه
قال فحدث حديثا فذهبت أكتبه كما كنت أكتب فارتاب بي وقال لعلك
تكتب حديثي قال قلت نعم قال فأتني بكل شئ كتبته قال
فأتيته به فمحاه ثم قال احفظ كما حفظت
قال أخبرنا سليمان بن حرب وموسى بن إسماعيل قالا حدثنا
أبو هلال قال حدثنا قتادة قال بلغ أبا موسى أن قوما يمنعهم من الجمعة
112

أن ليس لهم ثياب قال فخرج على الناس في عباءة
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا قيس بن الربيع عن
يونس بن عبد الله الجرمي عن أشياخ منهم قال أتى أبو موسى معاوية وهو
بالنخيلة وعليه عمامة سوداء وجبة سوداء ومعه عصا سوداء
قال أخبرنا معاذ بن معاذ قال أخبرنا أبو عون عن الحسن قال
كان الحكمان أبو موسى وعمرو بن العاص وكان أحدهما يبتغي الدنيا
والاخر يبتغي الآخرة
قال أخبرنا روح بن عبادة قال حدثني المثنى القصير عن محمد
بن المنتشر عن مسروق بن الأجدع قال كنت مع أبي موسى أيام الحكمين
وفسطاطي إلى جانب فسطاطه فأصبح الناس ذات يوم قد لحقوا بمعاوية
من الليل فلما أصبح أبو موسى رفع رفرف فسطاطه فقال يا مسروق
بن الأجدع قلت لبيك أبا موسى قال إن الامرة ما اؤتمر
فيها وإن الملك ما غلب عليه بالسيف
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن قتادة
أن أبا موسى قال لا ينبغي للقاضي أن يقضي حتى يتبين له الحق كما
يتبين الليل من النهار فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فقال صدق أبو موسى
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثنا عمران بن
حدير عن السميط بن عبد الله السدوسي قال قال أبو موسى وهو يخطب
إن باهلة كانت كراعا فجعلناها ذراعا قال فقام رجل فقال ألا أنبئك
بألأم منهم قال من قال عك والأشعريون قال أولئك وأبيك
آبائي يا ساب أميره تعال قال فضرب عليه فسطاطا فراحت عليه قصعة
وغدت أخرى فكان ذاك سجنه
قال أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا حماد بن سلمة
عن قتادة عن أبي مجلز أن أبي موسى قال إني لاغتسل في البيت المظلم
113

فأحني ظهري حياء من ربي
قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال أخبرنا سعيد عن قتادة
قال كان أبو موسى إذا اغتسل في بيت مظلم تجاذب وحنى ظهره حتى
يأخذ ثوبه ولا ينتصب قائما
قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء عن إسماعيل بن مسلم عن بن
سيرين قال قال أبو موسى إني لاغتسل في البيت الخالي فيمنعني الحياء
من ربي أن أقيم صلبي
قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال حدثنا سفيان عن المغيرة بن زياد
عن عبادة بن نسي قال رأى أبو موسى قوما يقفون في الماء بغير أزر فقال
لان أموت ثم أنشر ثم أموت ثم أنشر ثم أموت ثم أنشر أحب إلي
من أن أفعل مثل هذا
قال أخبرنا جرير بن عبد الحميد عن منصور عن أبي عمرو الشيباني
قال قال أبو موسى لان يمتلئ منخري من ريح جيفة أحب إلي
من أن يمتلئ من ريح امرأة
قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال قال أخبرنا سعيد عن
قتادة عن قزعة مولى زياد عن عبد الرحمن مولى بن برثن قال قدم
أبو موسى وزياد على عمر بن الخطاب فرأى في يد زياد خاتما من ذهب
فقال اتخذتم حلق الذهب فقال أبو موسى أما أنا فخاتمي حديد
فقال عمر ذاك أنتن أو أخبث شك سعيد من كان منكم متختما
فليتختم بخاتم من فضة
قال أخبرنا الفضل بن دكين وأحمد بن عبد الله بن يونس قالا
حدثنا زهير بن معاوية عن عبد الملك بن عمير قال رأيت أبا موسى داخلا
من هذا الباب وعليه مقطعة ومطرف حيري
قال أحمد بن يونس قال زهير وأشار عبد الملك إلى باب كندة
114

قلت لزهير أبو موسى الأشعري قال فايش
قال أخبرنا روح بن عبادة قال حدثنا حسين المعلم عن عبد الله
بن بريدة أنه وصف الأشعري فقال رجل خفيف الجسم قصير أثط
قال أخبرنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن
عاصم عن أبي وائل عن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
اللهم اجعل عبيدا أبا عامر فوق أكثر الناس يوم القيامة فقتل يوم أوطاس
فقتل أبو موسى قاتله قال أبو مائل إني لأرجو أن لا يجتمع أبو موسى
وقاتل عبيد في النار
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا غسان بن برزين قال
حدثنا سيار بن سلامة قال لما حضر أبا موسى الأشعري الموت دعا بنيه
فقال انظروا إذا أنا مت فلا تؤذين بي أحدا ولا يتبعني صوت ولا
نار وليكن ممسى أحدكم بحذاء ركبتي من السرير
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا شعبة قال حدثنا بن عمير
قال سمعت ربعي بن حراش يقول إن أبا موسى لما أغمي عليه بكت
عليه ابنة الدومي أم أبي بردة فقال أبرأ إليكم ممن حلق وسلق وخرق
حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا شعبة عن منصور عن إبراهيم
عن يزيد بن أوس قال أغمي على أبي موسى فبكوا عليه فقال أما علمتم
ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فذكروا ذلك لامرأته فسألته
فقال من حلق وخرق وسلق
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا شعبة عن عوف عن خالد
الأحدب عن صفوان بن محرز قال أغمي على أبي موسى فبكوا عليه
فأفاق وقال إني أبرأ إليكم مما برئ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم
من حلق وخرق وسلق
قال أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا أبو عوانة عن عبد
115

الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن أبي موسى قال أغمي عليه
في مرضه فصاحت عليه أم أبي بردة فأفاق فقال إني برئ ممن حلق
وسلق وشق يقول للخامشة وجهها
قال أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق قال حدثنا الجريري عن
أبي العلاء بن الشجير قال حدثني بعض حفرة الأشعري أن الأشعري
قال إذا حفرتم لي فأعمقوا لي قعره
قال أخبرنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة قال
أخبرنا سعيد الجريري عن قسامة بن زهير عن أبي موسى الأشعري أنه قال
أعمقوا لي قبري
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا خالد بن إلياس عن أبي
بكر بن عبد الله بن أبي جهم قال مات أبو موسى سنة ثنتين وخمسين
قال محمد بن سعد وسمعت بعض أهل العلم يقول إنه مات قبل
هذا الوقت بعشر سنين سنة ثنتين وأربعين
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا قيس بن الربيع عن أبي
بردة بن عبد الله قال مات أبو موسى سنة ثنتين وخمسين في خلافة معاوية
بن أبي سفيان
معيقيب بن أبي فاطمة الدوسي
من الأزد حليف في بني عبد شمس بن عبد مناف بن قصي حليف
سعيد بن العاص أو عتبة بن ربيعة وأسلم بمكة قديما وهو من مهاجرة
الحبشة في الهجرة الثانية في رواية موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبي
معشر ومحمد بن عمر
116

قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني خالد بن إلياس عن أبي
بكر بن عبد الله بن أبي جهم أنه أنكر أن يكون لمعيقيب حلف في آل
عتبة بن ربيعة
قال محمد بن عمر وخرج معيقيب من مكة بعد أن أسلم فبعضهم
يقول هاجر إلى أرض الحبشة وبعضهم يقول رجع إلى بلاد قومه ثم
قدم مع أبي موسى الأشعري حين قدم الأشعريون ورسول الله صلى الله
عليه وسلم بخيبر فشهد خيبر وبقي إلى خلافة عثمان بن عفان
قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن إسحاق قال
حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد قال أمرني يحيى بن
الحكم على جرش فقدمتها فحدثني أن عبد الله بن جعفر حدثهم أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لصاحب هذا الوجع الجذام اتقوه
كما يتقى السبع إذا هبط واديا فاهبطوا غيره فقلت لهم والله لئن كان
بن جعفر حدثكم هذا ما كذبكم فلما عزلني عن جرش قدمت المدينة
فلقيت عبد الله بن جعفر فقلت يا أبا جعفر ما حديث حدثني به عنك أهل
جرش قال فقال كذبوا والله ما حدثتهم هذا ولقد رأيت عمر بن
الخطاب يؤتي بالاناء فيه الماء فيعطيه معيقيبا وكان رجلا قد أسرع فيه ذلك
الوجع فيشرب منه ثم يتناوله عمر من يده فيضع فمه موضع فمه حتى شرب
منه فعرفت أنما يصنع عمر ذلك فرارا من أن يدخله شئ من العدوى
قال وكان يطلب له الطب من كل من سمع له بطب حتى قدم عليه
رجلان من أهل اليمن فقال هل عندكما من طب لهذا الرجل الصالح
فأن هذا الوجع قد أسرع فيه فقالا أما شئ يذهبه فإنا لا نقدر
عليه ولكنا سنداويه دواء يقفه فلا يزيد قال عمر عاقبة عظيمة أن
يقف فلا يزيد فقالا له هل تنبت أرضك الحنظل قال نعم
قالا فاجمع لنا منه فأمر من جمع لهما منه مكتلين عظيمين فعمدا إلى كل
117

حنظلة فشقاها بثتين ثم أضجعا معيقيبا ثم أخذ كل رجل منهما بإحدى
قدميه ثم جعلا يدلكان قدميه بالحنظلة حتى إذا أمحقت أخذا
أخرى حتى رأينا معيقيبا يتنخم أخضر مراء ثم أرسلاه فقالا لعمر لا يزيد
وجعه بعد هذا أبدا
قال فوالله ما زال معيقيب متماسكا لا يزيد وجعه حتى مات
قال أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن صالح
بن كيسان قال قال أبو زياد حدثني خارجة بن زيد أن عمر بن الخطاب
دعاهم لغدائه فهابوا وكان فيهم معيقيب وكان له جذام فأكل معيقيب
معهم فقال له عمر خذ مما يليك ومن شقك فلو كان غيرك ما آكلني
في صحفة ولكان بيني وبينه قيد رمح
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الرحمن بن أبي زياد
عن أبيه عن خارجة بن زيد أن عمر وضع له العشاء مع الناس يتعشون
فخرج فقال لمعيقيب بن أبي فاطمة الدوسي وكان له صحبة وكان من
مهاجرة الحبشة ادن فاجلس وأيم الله لو كان غيرك به الذي بك لما
اجلس مني أدنى من قيد رمح
صبيح مولى أبي أحيحة سعيد بن العاص بن أمية
بن عبد شمس
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا بعض أصحابنا أن صبيحا
مولى سعيد بن العاص تجهز يريد الخروج إلى بدر فاشتكى فتخلف وحمل
على بعيره أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي ثم شهد صبيح بعد ذلك
أحدا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك قال
محمد بن إسحاق وأبو معشر و عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري
118

ومن بني أسد عبد العزى بن قصي
السائب بن العوام
بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وأمه صفية بنت
عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وهو أخو الزبير بن العوام
وشهد أحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقتل يوم اليمامة شهيدا سنة ثنتي عشرة في خلافة أبي بكر الصديق
وليس له عقب
خالد بن حزام
بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وأمه أم حكيم واسمها
فاختة بنت زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن قصي كان قديم
الاسلام بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني المغيرة بن عبد الرحمن
الحزامي قال أخبرني أبي قال خرج خالد بن حزام مهاجرا إلى أرض
الحبشة في المرة الثانية فنهش بالطريق فمات قبل أن يدخل أرض الحبشة
فنزلت فيه ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم
يدركه الموت فقد وقع أجره على الله
قال محمد بن عمر ولم أر أصحابنا يجمعون على أن خالد بن حزام
من مهاجرة الحبشة ولم يذكره أيضا موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبو
معشر فيمن هاجر إلى أرض الحبشة فالله أعلم ومن ولده الضحاك بن عثمان
والمغيرة بن عبد الرحمن الحزامي وكلاهما قد حمل العلم ورواه
119

الأسود بن نوفل
بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وأمه أم ليث بنت
أبي ليث وهو مسافر بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس كان قديم
الاسلام بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة في المرة الثانية ذكره موسى بن
عقبة ومحمد بن إسحاق ومحمد بن عمر ولم يذكره أبو معشر الا أن
موسى بن عقبة أخطأ في اسمه جعله نوفل بن خويلد وإنما هو الأسود بن
نوفل بن خويلد الذي أسلم وهاجر إلى أرض الحبشة من ولده محمد بن
عبد الرحمن بن نوفل بن الأسود بن نوفل بن خويلد ويكنى أبا الأسود
وهو الذي يقال له يتيم عروة بن الزبير وكانت له رواية وعلم ولم
يبق للأسود بن نوفل عقب
عمرو بن أمية
بن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن قصي وأمه عاتكة بنت
خالد بن عبد مناف بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة كان قديم الاسلام
بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة في المرة الثانية فمات هناك في روايتهم جميعا
وليس له عقب
120

يزيد بن زمعة
بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي وأمه قريبة
الكبرى بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وكان قديم
الاسلام بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة في المرة الثانية في روايتهم جميعا
وقتل يوم الطائف شهيدا ليس له عقب جمح به فرسه يومئذ وكان
يقال له الجناح إلى حصن الطائف فقتلوه ويقال بل قال لهم آمنوني حتى
أكلمكم فآمنوه ثم رموه بالنبل حتى قتلوه
ومن بني عبد الدار بن قصي
أبو الروم بن عمير بن هاشم
بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي وأمه رومية وهو أخو
مصعب بن عمير لأبيه
قال محمد بن عمر وكان قديم الاسلام بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة
في الهجرة الثانية وقد ذكره أيضا موسى بن عقبة محمد بن إسحاق في
روايتهما فيمن هاجر إلى أرض الحبشة في المرة الثانية وشهد أحدا وتوفي
وليس له عقب
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد
عن أبيه قال ليس أبو الروم من مهاجرة الحبشة ولو كان منهم لشهد بدرا
مع من شهدها ممن قدم من أرض الحبشة قبل بدر ولكنه قد شهد أحدا
121

فراس بن النضر
بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي
وأمه زينب بنت النباش بن زرارة من بني أسد بن عمرو بن تميم وكان
قديم الاسلام بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة في المرة الثانية في روايتهم جميعا
إلا أن موسى بن عقبة وأبا معشر كانا يغلطان في أمره فيقولان النضر
بن الحارث بن علقمة والنضر بن الحارث قتل كافرا يوم بدر صبرا
والذي أسلم وهاجر إلى أرض الحبشة في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن
عمر ابنه فراس بن النضر بن الحارث وقتل يوم اليرموك شهيدا وليس
له عقب
جهم بن قيس
بن عبد بن شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي
وأمه رهيمة وأخوه لامه جهيم بن الصلت بن مخرمة بن المطلب بن عبد
مناف بن قصي وكان جهم بن قيس قديم الاسلام بمكة وهاجر إلى أرض
الحبشة في المرة الثانية في روايتهم جميعا ومعه امرأته حريملة بنت عبد الأسود
بن خزيمة بن قيس بن عامر بن بياضة الخزاعية ومعه ابناه منها عمر
وخزيمة ابنا جهم وتوفيت حريملة بنت عبد الأسود بأرض الحبشة
122

ومن حلفاء بني عبد الدار
أبو فكيهة
يقال إنه من الأزد وقال بعضهم كان مولى لبني عبد الدار فأسلم
بمكة فكان يعذب ليرجع عن دينه فيأبى وكان قوم من بني عبد الدار
يخرجونه نصف النهار في حر شديد في قيد من حديد ويلبس ثيابا ويبطح
في الرمضاء ثم يؤتى بالصخرة فتوضع على ظهره حتى لا يعقل فلم يزل
كذلك حتى هاجر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أرض
الحبشة فخرج معهم في الهجرة الثانية
ومن بني زهرة بن كلاب
عامر بن أبي وقاص
بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب وأمه حمنة بنت
سفيان بن أمية بن عبد شمس وهو أخو سعد لأبيه وأمه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا أبو بكر بن إسماعيل بن
محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال أسلم عامر بن أبي وقاص بعد
عشرة فكان حادي عشر فلقي من أمه ما لم يلق أحد من قريش من
الصياح به والأذى له حتى هاجر إلى أرض الحبشة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر عن إسماعيل بن محمد
بن سعد عن عامر بن سعد عن أبيه قال جئت من الرمي فإذا الناس
123

مجتمعون على أمي حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس وعلى أخي
عامر حين أسلم فقلت ما شأن الناس قالوا هذه أمك قد أخذت أخاك
عامرا تعطي الله عهدا ألا يظلها ظل ولا تأكل طعاما ولا تشرب
شرابا حتى يدع الصباوة فأقبل سعد حتى تخلص إليها فقال علي يا أمه
فاحلفي قالت لم قال لان لا تستظلي في ظل ولا تأكلي طعاما
ولا تشربي شرابا حتى تري مقعدك من النار فقالت إنما أحلف
على ابني البر فأنزل الله تعالى وإن جاهداك على أن تشرك بي
ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا
إلى آخر الآية وقد شهد عامر بن أبي وقاص أحدا
المطلب بن أزهر
بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب وأمه
البكيرة بنت عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي أسلم
بمكة قديما وهاجر إلى أرض الحبشة في المرة الثانية ومعه امرأته رملة بنت
أبي عوف بن ضبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم وكان للمطلب من الولد
عبد الله وأمه رملة بنت أبي عوف ولدته بأرض الحبشة في الهجرة الثانية
وأخوه طليب بن أزهر
بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب فأمه البكيرة
بنت عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي وكان قديم
الاسلام بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة في رواية محمد بن إسحاق ومحمد
124

بن عمر ولم يذكره موسى بن عقبة وأبو معشر وكان لطليب بن أزهر
من الولد محمد وأمه رملة بنت أبي عوف بن ضبيرة بن سعيد بن سعد بن
سهم كان طليب خلف على رملة بعد أخيه المطلب بن أزهر
عبد الله الأصغر
بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب وأمه بنت
عتبة بن مسعود بن رئاب بن عبد العزى بن سبيع بن جعشمة بن سعد
بن مليح من خزاعة وكان عبد الله يسمى عبد الجان فلما أسلم سماه
رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله وهو الأصغر بن شهاب
أسلم قديما بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة في رواية محمد بن عمر وهشام
بن محمد بن السائب الكلبي ثم قدم مكة فمات بها قبل الهجرة إلى المدينة
وهو جد الزهري من قبل أمه وأما جده من قبل أبيه فهو عبد الله الأكبر
بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب وأمه أيضا بنت
عتبة بن مسعود بن رئاب بن عبد العزى بن سبيع بن جعثمة بن سعد بن
مليح من خزاعة وليست له هجره وشهد بدرا مع المشركين وكان
أحد النفر الأربعة الذين تعاهدوا وتعاقدوا يوم أحد لئن رأوا رسول الله
صلى الله عليه وسلم ليقتلنه أو ليقتلن دونه عبد الله بن شهاب
وأبي بن خلف وابن قميئة وعتبة بن أبي وقاص
125

وأخوه عبد الله بن شهاب
بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب وأمه بنت عتبة بن
مسعود بن رئاب بن عبد العزى بن سبيع بن جعثمة بن سعد بن مليح
من خزاعة أسلم بمكة ومات بها قديما قبل الهجرتين إلى أرض الحبشة
من ولده الزهري الفقيه واسمه محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله
بن شهاب
ومن حلفاء بني زهرة بن كلاب
عتبة بن مسعود
بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فأر بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل
بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة وأمه أم عبد بنت
عبد ود بن سوي بن قريم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد
بن هذيل وأمها هند بنت عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب وهو
أخو عبد الله بن مسعود لأبيه وأمه وكان قديم الاسلام بمكة وهاجر إلى
أرض الحبشة في الهجرة الثانية في روايتهم جميعا ثم قدم المدينة فشهدا أحدا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي
حبيبة عن داود بن الحصين أن عتبة بن مسعود شهد أحدا
قال محمد بن عمر وشهد بعد ذلك المشاهد كلها ومات في خلافة
عمر بن الخطاب بالمدينة وصلى عليه عمر
قال أخبرنا عبد الله بن إدريس ويزيد بن هارون قالا أخبرنا المسعودي
بن عبد الرحمن بن عبد الله قال سمعت القاسم بن عبد الرحمن يذكر
126

أن عمر بن الخطاب انتظر أم عبد بالصلاة على عتبة بن مسعود قال
يزيد بن هارون في حديثه وكانت خرجت عليه فسبقت بالجنازة
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا حفص بن غياث عن
الأعمش عن خيثمة قال لما جاء عبد الله نعي أخيه عتبة دمعت عيناه فقال
إن هذه رحمة جعلها الله لا يملكها بن آدم
شرحبيل بن حسنة
وهي أمه وهي عدوية وهو بن عبد الله بن المطاح بن عمرو بن
كندة حليف لبني زهرة ويكنى أبا عبد الله وهو من مهاجرة الحبشة
في الهجرة الثانية وكان محمد بن إسحاق يقول كانت حسنة أم شرحبيل
امرأة سفيان بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح وكان
له منها من الولد خالد وجنادة ابنا سفيان فهاجر سفيان بن معمر إلى أرض
الحبشة فخرج بامرأته حسنة معه وخرج بولده خالد وجنادة معه وأخرج
معهم أخاهم لأمهم شرحبيل بن حسنة في الهجرة الثانية إلى أرض الحبشة
وكان محمد بن عمر يقول بل كان سفيان بن معمر بن حبيب الجمحي
أخا شرحبيل بن حسنة لامه وكانت أم سفيان لم تكن امرأته وهاجر
إلى أرض الحبشة ومعه أخوه شرحبيل ومعه أمه حسنة ومعه ابناه جنادة
وخالد وكان أبو معشر يذكر شرحبيل بن حسنة وأمه فيمن هاجر من
بني جمح إلى أرض الحبشة ولا يذكر سفيان بن معمر ولا أحدا من ولده
ولم يذكر موسى بن عقبة أحدا منهم ولا ذكر شرحبيل في روايته فيمن هاجر
إلى أرض الحبشة
قال محمد بن عمر حلف شرحبيل وأبيه لبني زهرة وإنما ذكر
127

في بني جمح لسبب سفيان بن معمر الجمحي وكان شرحبيل من علية
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وغزا معه غزوات وهو أحد
الامراء الذين عقد لهم أبو بكر الصديق بالشام ومات شرحبيل بن حسنة
في طاعون عمواس بالشام سنة ثماني عشرة في خلافة عمر بن الخطاب
وهو بن سبع وستين سنة
ومن بني تيم بن مرة
الحارث بن خالد
بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة وأمه من
اليمن وكان الحارث قديم الاسلام بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة
الثانية ومعه امرأته ريطة بنت الحارث أخت صبيحة بن الحارث بن جبيلة
بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم وولدت له هناك بأرض الحبشة موسى
وعائشة وزينب وفاطمة بني الحارث ومات موسى بن الحارث بأرض الحبشة
في روايتهم جميعا
وقال موسى بن عقبة وأبو معشر إنهم خرجوا من أرض الحبشة
يريدون المدينة فوردوا على ماء من مياه الطريق فشربوا منه فلم يبرحوا حتى
توفيت ريطة وولدها غير فاطمة بنت الحارث
عمرو بن عثمان
بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة كان قديم الاسلام
بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية وقتل بالقادسية شهيدا
128

ومن بني مخزوم بن يقظة بن مرة
عياش بن أبي ربيعة
بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه أسماء بنت مخربة
بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم من بني تميم وهو أخو أبي جهل
لامه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا محمد بن صالح عن يزيد بن
رومان قال أسلم عياش بن أبي ربيعة قبل دخول رسول الله صلى الله
عليه وسلم دار الأرقم وقبل أن يدعو فيها
قال محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر وهاجر عياش بن أبي ربيعة
إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية ومعه امرأته أسماء بنت سلمة بن مخربة
بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم فولدت له بأرض الحبشة عبد الله
بن عياش ولم يذكره موسى بن عقبة وأبو معشر في كتابهما فيمن خرج
إلى أرض الحبشة
قال محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر ثم قدم عياش بن أبي ربيعة
من أرض الحبشة إلى مكة فلم يزل بها حتى خرج أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم إلى الهجرة إلى المدينة فخرج معهم وصاحب عمر بن الخطاب
فلما نزل قباء قدم عليه أخواه لامه أبو جهل والحارث بنا هشام
فلم يزالا به حتى رداه إلى مكة فأوثقاه وحبساه ثم أفلت بعد ذلك فقدم
المدينة فلم يزل بها إلى أن قبض النبي صلى الله عليه وسلم فخرج إلى
الشام فجاهد ثم رجع إلى مكة فأقام بها حتى مات ولم يبرح ابنه عبد الله
من المدينة
129

سلمة بن هشام
بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه ضباعة بنت عامر
بن قرط بن سلمة بن قشير بن كعب بن ربيعة وهو قديم الاسلام بمكة
وهاجر إلى أرض الحبشة في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر ولم
يذكره موسى بن عقبة وأبو معشر
قال محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر ثم رجع سلمة بن هشام من
أرض الحبشة إلى مكة فحبسه أبو جهل وضربه وأجاعه وأعطشه فدعا له
رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة قال
أخبرنا علي بن زيد عن عبيد الله بن إبراهيم القرشي وإبراهيم بن عبيد الله
القرشي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو في
دبر صلاة اللهم أنج سلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة
والوليد وضعفة المسلمين الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا بن عيينة عن الزهري
عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال لما رفع النبي صلى الله عليه
وسلم رأسه من الركعة من صلاة الفجر قال اللهم أنج الوليد بن الوليد
وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين بمكة اللهم اشدد
وطأتك على مضر اللهم اجعلها سنين كسني يوسف
قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال حدثنا إبراهيم
بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم دعا في الصبح اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة والوليد بن
الوليد وسلمة بن هشام اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين لعن الله
عضلا ولحيان ورعلا وذكوان وعصية عصت الله ورسوله
130

قال محمد بن عمر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو
لسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة وكانا محبوسين بمكة وكانا من
مهاجرة الحبشة وكان الوليد بن الوليد على دين قومه وشهد بدرا مع المشركين
فأسر وافتدى ثم أسلم ورجع إلى مكة فوثب عليه قومه فحبسوه مع عياش
بن أبي ربيعة وسلمة بن هشام فألحقه رسول الله صلى الله عليه وسلم
بهما في الدعاء ثم أفلت سلمة بن هشام فلحق برسول الله صلى الله عليه
وسلم بالمدينة وذلك بعد الخندق فقالت أمه ضباعة
اللهم رب الكعبة المسلمة أظهر على كل عدو سلمه
له يدان في الأمور المبهمة كف بها يعطى وكف منعمه
فلم يزل معه إلى أن قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج
مع المسلمين إلى الشام حين بعث أبو بكر الجيوش بجهاد الروم فقتل سلمة
بن هشام بمرج الصفر شهيدا في المحرم سنة أربع عشرة وذلك في أول
خلافة عمر بن الخطاب
الوليد بن الوليد بن المغيرة
بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه أميمة بنت الوليد بن عشي
بن أبي حرملة بن عريج بن جرير بن شق بن صعب من بجيلة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا إبراهيم بن جعفر عن أبيه قال
لم يزل الوليد بن الوليد بن المغيرة على دين قومه وخرج معهم إلى بدر فأسر
يومئذ أسره عبد الله بن جحش ويقال سليط بن قيس من الأنصار
المازني فقدم في فدائه أخواه خالد وهشام ابنا الوليد بن المغيرة فتمنع عبد
131

الله بن جحش حتى افتكاه بأربعة آلاف فجعل خالد يريد الا يبلغ ذلك
فقال هشام لخالد إنه ليس بابن أمك والله لو أبى فيه إلا كذا وكذا
لفعلت ويقال إن النبي صلى الله عليه وسلم أبى أن يفديه إلا بشكة
أبيه الوليد بن المغيرة فأبى ذلك وطاع به هشام بن الوليد لأنه أخوه
لأبيه وأمه وكانت الشكة درعا فضفاضة وسيفا وبيضة فأقيم ذلك
مائة دينار وطاعا به وسلماه فلما قبض ذلك خرجا بالوليد حتى بلغا
به ذا الحليفة فأفلت منهما فاتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم فقال
له خالد هلا كان هذا قبل أن تفتدي وتخرج مأثرة أبينا من أيدينا
فاتبعت محمدا إذ كان هذا رأيك فقال ما كنت لأسلم حتى أفتدي
بمثل ما افتدى به قومي ولا تقول قريش إنما اتبع محمدا فرارا من الفدى
ثم خرجا به إلى مكة وهو آمن لهما فحبساه بمكة مع نفر من بني مخزوم
كانوا أقدم إسلاما منه عياش بن أبي ربيعة وسلمة بن هشام وكانا
من مهاجرة الحبشة فدعا لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بدر
ودعا بعد بدر للوليد بن الوليد معهما فدعا ثلاث سنين لهؤلاء الثلاثة جميعا
قال ثم أفلت الوليد بن الوليد من الوثاق فقدم المدينة فسأله رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن عياش بن أبي ربيعة وسلمة بن هشام فقال
تركتهما في ضيق وشدة وهما في وثاق رجل أحدهما مع رجل
صاحبه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلق حتى تنزل
بمكة على القين فإنه قد أسلم فتغيب عنده واطلب الوصول إلى عياش
وسلمة فأخبرهما أنك رسول رسول الله بأن تأمرهما أن ينطلقا حتى
يخرجا قال الوليد ففعلت ذلك فخرجا وخرجت معهما فكنت أسوق بهما
مخافة من الطلب والفتنة حتى انتهيا إلى ظهر حرة المدينة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني يحيى بن المغيرة بن عبد
الرحمن بن الحارث بن هشام قال لما خرج الوليد بن الوليد من المدينة إلى
132

عياش بن أبي ربيعة وسلمة بن هشام خرجا جميعا معه وجاء الخبر قريشا
فخرج خالد بن الوليد معه نفر من قومه حتى بلغوا عسفان فلم يصيبوا
أثرا ولا خبرا عنهم وكان القوم قد أخذوا على يد بحر حتى خرجوا على
أمج طريق النبي صلى الله عليه وسلم التي سلك حين هاجر إلى المدينة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري
عن عروة قال محمد بن سعد قال محمد بن عمر وأخبرنا إبراهيم بن جعفر
عن أبيه قالا خرج سلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والوليد بن الوليد
مهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلبهم ناس من قريش
ليردوهم قال فلم يقدروا عليهم فلما كانوا بظهر الحرة قطعت إصبع
الوليد بن الوليد فدميت فقال
هل أنت إلا إصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت
قال وانقطع فؤاده فمات بالمدينة فبكته أم سلمة بنت أبي أمية
فقالت
يا عين فابكي للوليد بن الوليد بن المغيرة
كان الوليد بن الوليد أبو الوليد في العشيرة
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقولي هكذا يا أم سلمة
ولكن قولي وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني يحيى بن المنذر من ولد
أبي دجانة قال قالت أم سلمة بنت أبي أمية جزعت حين مات
الوليد بن الوليد جزعا لم أجزعه على ميت فقلت لأبكين عليه بكاء
تحدث به نساء الأوس والخزرج وقلت غريب توفي في بلاد غربة
فاستأذنت رسول الله ص فأذن لي في البكاء فصنعت
133

طعاما وجمعت النساء فكان مما ظهر من بكائها
يا عين فابكي للوليد بن الوليد بن المغيرة
مثل الوليد بن الوليد أبو الوليد كفى العشيرة
فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما اتخذوا الوليد
الا حنانا
قال محمد بن عمر ووجه آخر في أمر الوليد أو من قاله منهم ورواه
إلا أن الأول الذي ذكرنا أثبت من هذا وقالوا إن الوليد بن الوليد أفلت
هو وأبو جندل بن سهل بن عمرو من الحبس بمكة فخرجا حتى انتهيا
إلى أبي بصير وهو بالساحل على طريق عير قريش فأقاما معه وسألت
قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم بأرحامهما ألا أدخلت أبا بصير
وأصحابه فلا حاجة لنا بهم فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى أبي بصير أن يقدم ويقدم أصحابه معه فجاءه الكتاب وهو يموت
فجعل يقرأه فمات وهو في يده فقبره أصحابه هناك وصلوا عليه وبنوا
على قبره مسجدا وأقبل أصحابه إلى المدينة وهم سبعون رجلا فيهم الوليد
بن الوليد بن المغيرة فلما كان بظهر الحرة عثر فانقطعت إصبعه فربطها
وهو يقول
هل أنت إلا إصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت
فدخل المدينة فمات بها وله عقب منهم أيوب بن سلمة بن عبد
الله بن الوليد بن الوليد وكان الوليد بن الوليد سمى ابنه الوليد فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ما اتخذتم الوليد الا حنانا فسماه عبد الله
قال محمد بن عمر والحديث الأول أثبت عندنا من قول من قال
إن الوليد كان مع أبي بصير
134

هاشم بن أبي حذيفة
بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه أم حذيفة بنت
أسد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وليس له عقب وكان قديم الاسلام
بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية في رواية محمد بن إسحاق
ومحمد بن عمر إلا أن محمد بن إسحاق كان يقول هشام بن أبي حذيفة
وهذا منه وهل إنما هو هاشم بن أبي حذيفة في رواية هشام بن محمد
بن السائب الكلبي ومحمد بن عمر وبني مخزوم ولم يذكره موسى بن عقبة
وأبو معشر فيمن هاجر عندهما إلى أرض الحبشة وتوفي وليس له عقب
هبار بن سفيان
بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه بنت
عبد بن أبي قيس بن عبد ود بن نضر بن مالك بن حسل بن عامر بن
لؤي وهي أخت عمرو بن عبد ود الذي قتله علي بن أبي طالب رضي
الله عنه يوم الخندق وكان هبار بن سفيان قديم الاسلام بمكة وهاجر
إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية في روايتهم جميعا وقتل يوم أجنادين
بالشام
وأخوه عبد الله بن سفيان
بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه بنت
عبد بن أبي قيس بن عبد ود بن نضر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي
135

وليس له عقب وكان قديم الاسلام بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة في
الهجرة الثانية في روايتهم جميعا وقتل يوم اليرموك شهيدا في خلافة عمر
بن الخطاب
ومن حلفاء بني مخزوم ومواليهم
ياسر بن عامر بن مالك
بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبة بن عوف بن
حارثة بن عامر الأكبر بن يام بن عنس وهو زيد بن مالك بن أدد بن
يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب
بن قحطان وإلى قحطان جماع أهل اليمن وبنو مالك بن أدد من
مذحج وكان ياسر بن عامر وأخواه الحارث ومالك قدموا من اليمن إلى
مكة يطلبون أخا لهم فرجع الحارث ومالك إلى اليمن وأقام ياسر بمكة وحالف
أبا حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وزوجه أبو حذيفة
أمة له يقال له سمية بنت خياط فولدت له عمارا فأعتقه أبو حذيفة
ولم يزل ياسر وعمار مع أبي حذيفة إلى أن مات وجاء الله بالاسلام فأسلم
ياسر وسمية وعمار وأخواه عبد الله بن ياسر وكان لياسر بن آخر أكبر
من عمار و عبد الله يقال له حريث فقتله بنو الديل في الجاهلية وكان ياسر
لما أسلم أخذته بنو مخزوم فجعلوا يعذبونه ليرجع عن دينه
قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم وعمرو بن الهيثم أبو قطن قالا
حدثنا القاسم بن الفضل قال حدثنا عمرو بن مرة الجملي عن سالم بن
أبي الجعد عن عثمان بن عفان قال أقبلت أنا ورسول الله صلى الله عليه
وسلم آخذ بيدي نتماشى في البطحاء حتى أتينا على أبي عمار وعمار
136

وأمه وهم يعذبون فقال ياسر الدهر هكذا فقال له رسول الله
صلى الله عليه وسلم اصبر اللهم اغفر لآل ياسر وقد فعلت
قال أخبرنا الفضل بن عنبسة الخزاز الواسطي قال حدثنا شعبة
عن أبي بشر عن يوسف المكي أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بعمار
وأبي عمار وأمه وهم يعذبون بالبطحاء فقال اصبروا يا آل عمار
فإن موعدكم الجنة
الحكم بن كيسان
مولى لبني مخزوم وكان الحكم في عير قريش التي أصابها عبد الله
بن جحش بنخلة فأسر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني علي بن يزيد عن أبيه عن
عمته عن أمها كريمة بنت المقداد عن أبيها المقداد بن عمرو قال أنا
أسرت الحكم بن كيسان فأراد أميرنا ضرب عنقه فقلت دعه نقدم
به على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدمنا فجعل رسول الله صلى
الله عليه وسلم يدعوه إلى الاسلام فأطال فقال عمر علام تكلم
هذا يا رسول الله لا يسلم هذا آخر الأبد دعني أضرب
عنقه ويقدم إلى أمه الهاوية فجعل النبي لا يقبل على عمر حتى أسلم
الحكم فقال عمر فما هو إلا أن رأيته قد أسلم حتى أخذني ما تقدم وما تأخر
وقلت كيف أرد على النبي صلى الله عليه وسلم أمرا هو أعلم به مني
ثم أقول إنما أردت بذلك النصيحة لله ولرسوله فقال عمر فأسلم والله
فحسن إسلامه وجاهد في الله حتى قتل شهيدا ببئر معونة ورسول الله
صلى الله عليه وسلم راض عنه ودخل الجنان
137

قال محمد بن عمر وحدثني محمد بن عبد الله عن الزهري قال
قال الحكم وما الاسلام قال تعبد الله وحده لا شريك له وتشهد
أن محمدا عبده ورسوله فقال قد أسلمت فالتفت النبي صلى الله
عليه وسلم إلى أصحابه فقال لو أطعتكم فيه آنفا فقتلته دخل النار
ومن بني عدي بن كعب
نعيم النحام بن عبد الله بن أسيد
بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب وأمه بنت
أبي حرب بن خلف بن صداد بن عبد الله من بني عدي بن كعب وكان
لنعيم من الولد إبراهيم وأمه زينب بنت حنظلة بن قسامة بن قيس بن عبيد
بن طريف بن مالك بن جدعان بن ذهل بن رومان من طئ وأمه
بنت نعيم ولدت للنعمان بن عدي بن نضلة من بني عدي بن كعب وأمها
عاتكة بنت حذيفة بن غانم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني يعقوب بن عمر عن نافع
العدوي عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم العدوي قال أسلم نعيم
بن عبد الله بعد عشرة وكان يكتم إسلامه وإنما سمي النحام لان رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال دخلت الجنة فسمعت نحمة من نعيم
فسمي النحام ولم يزل بمكة يحوطه قومه لشرفه فيهم فلما هاجر المسلمون
إلى المدينة أراد الهجرة فتعلق به قومه فقالوا دن بأي دين شئت وأقم
عندنا فأقام بمكة حتى كانت سنة ست فقدم مهاجرا إلى المدينة ومعه أربعون
من أهله فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما فاعتنقه وقبله
قال أخبرنا محمد بن عمار قال أخبرني عبد الرحمن بن أبي الزناد
138

عن هشام بن عروة عن أبيه قال كان نعيم بن عبد الله النحام يقوت بني
عدي بن كعب شهرا شهرا لفقرائهم
قال محمد بن عمر وكان نعيم هاجر أيام الحديبية فشهد مع النبي
صلى الله عليه وسلم ما بعد ذلك من المشاهد وقتل يوم اليرموك شهيدا في
رجب سنة خمس عشرة
معمر بن عبد الله
بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب وأمه
الأشعرية وكان قديم الاسلام بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية
في روايتهم جميعا ثم قدم مكة وأقام بها وتأخرت هجرته إلى المدينة ثم
هاجر بعد ذلك ويقولون إنه لحق النبي صلى الله عليه وسلم بالحديبية
يختلفون فيه وفي خراش بن أمية الكعبي وهو الذي كان يرجل للنبي
صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وقد روى عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم حديثا
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن إسحاق عن محمد
بن إبراهيم عن سعيد بن المسيب عن معمر بن عبد الله بن نضلة قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يحتكر إلا خاطئ
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن
محمد بن يحيى بن حبان أن الذي حلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في
عمرة القضية معمر بن عبد الله العدوي
139

عدي بن نضلة
بن عبد العزى بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عويج بن عري
بن كعب وأمه بنت مسعود بن حذافة بن سعد بن سهم وكان لعدي
بن نضلة من الولد النعمان ونعيم وآمنة وأمهم بنت نعجة بن خويلد
بن أمية بن المعمور بن حيان بن غنم بن مليح من خزاعة وكان عدي
بن نضلة قديم الاسلام بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة في روايتهم جميعا
ومات هناك بأرض الحبشة وهو أول من مات ممن هاجر وأول من ورث في
الاسلام ورثه ابنه النعمان بن عدي وكان عمر بن الخطاب قد استعمل
النعمان على ميسان وكان يقول الشعر فقال
ألا هل أتى الخنساء أن خليلها بميسان يسقى في زجاج وحنتم
إذا شئت غنتني دهاقين قرية ورقاصة تجثو على كل منسم
فإن كنت ندماني فبالأكبر اسقني ولا تسقني بالأصغر المتثلم
لعل أمير المؤمنين يسوءه تنادمنا في الجوسق المتهدم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال فحدثنا خالد بن أبي بكر بن عبيد
الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال سمعت سالم بن عبد الله ينشده
هذه الأبيات قال فلما بلغ عمر بن الخطاب قوله قال نعم والله
إنه ليسوءني من لقيه فليخبره أني قد عزلته فقدم عليه رجل من
قومه فأخبره بعزله فقدم على عمر فقال والله ما صنعت شيئا مما قلت
ولكن كنت امرأ شاعرا وجدت فضلا من قول فقلت فيه الشعر فقال
عمر أيم الله لا تعمل لي على عمل ما بقيت وقد قلت ما قلت
140

عروة بن أبي أثاثة
بن عبد العزى بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي
بن كعب هكذا في رواية محمد بن عمر عروة بن أبي أثاثة وأمه
النابغة بنت خزيمة من عنزة وأخوه لامه عمرو بن العاص بن وائل السهمي
وكان عروة قديم الاسلام بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة في رواية موسى
بن عقبة وأبي معشر ومحمد بن عمر ولم يذكره محمد بن إسحاق فيمن
هاجر عنده إلى أرض الحبشة
مسعود بن سويد
بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب
وأمه عاتكة بنت عبد الله بن نضلة بن عوف وكان قديم الاسلام وقتل
يوم مؤتة شهيدا في جمادي الأولى سنة ثمان من الهجرة
عبد الله بن سراقة
بن المعتمر بن أنس بن أذاة بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح
بن عدي بن كعب بن لؤي وأمه بنت عبد الله بن عمير بن أهيب بن
حذافة بن جمح
141

قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الجبار بن عمارة عن
عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال هاجر عبد الله بن
سراقة مع أخيه عمرو من مكة إلى المدينة فنزلا على رفاعة بن عبد المنذر
قال محمد بن إسحاق وحده وشهد عبد الله بن سراقة بدرا مع أخيه
عمرو بن سراقة وقال موسى بن عقبة وأبو معشر ومحمد بن عمر وعبد
الله بن عمر لم يشهد عبد الله بن سراقة بدرا ولكنه قد شهد أحدا والخندق
والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال محمد بن إسحاق وتوفي عبد الله بن سراقة وليس له عقب
عبد الله بن عمر بن الخطاب
بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح
بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر وأمه زينب بنت مظعون
بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص وكان
إسلامه بمكة مع إسلام أبيه عمر بن الخطاب ولم يكن بلغ يومئذ وهاجر
مع أبيه إلى المدينة وكان يكنى أبا عبد الرحمن وكان لعبد الله بن عمر
من الولد اثنا عشر وأربع بنات أبو بكر وأبو عبيدة وواقد وعبد الله وعمر
وحفصة وسودة وأمهم صفية بنت أبي عبيد بن مسعود بن عمرو بن
عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن كسي وهو ثقيف
وعبد الرحمن وبه كان يكنى وأمه أم علقمة بنت علقمة بن ناقش بن
وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر وسالم
وعبيد الله وحمزة وأمهم أم ولد وزيد وعائشة وأمهما أم ولد وبلال
وأمه أم ولد وأبو سلمة وقلابة وأمهما أم ولد ويقال إن أم زيد بن
142

عبد الله سهلة بنت مالك بن الشحاج من بني زيد بن جشم بن حبيب بن
عمرو بن غنم بن تغلب
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال حدثنا أبو معشر عن نافع عن
بن عمر قال عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر
وأنا بن ثلاث عشرة سنة فردني وعرضت عليه يوم أحد وأنا بن أربع
عشرة فردني وعرضت عليه يوم الخندق وأنا بن خمس عشرة سنة فقبلني
قال يزيد بن هارون وهو في الخندق ينبغي أن يكون بن ست عشرة سنة
لان بين أحد والخندق بدرا الصغرى
قال أخبرنا عبد الله بن نمير الهمداني ومحمد بن عبيد الطنافسي
قالا حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر قال عرضني رسول
الله صلى الله عليه وسلم في القتال يوم أحد وأنا بن أربع عشرة سنة
فلم يجزني فلما كان يوم الخندق عرضني وأنا بن خمس عشرة سنة
فأجازني
قال نافع فقدمت على عمر بن عبد العزيز وهو يومئذ خليفة فحدثته
بهذا الحديث فقال إن هذا الحد بين الكبير والصغير وكتب إلى عماله
أن يفرضوا لابن خمس عشرة سنة ويلحقوا ما دون ذلك في العيال
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن العمري عن نافع عن بن عمر
قال عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وأنا بن أربع
عشرة فلم يجزني وعرضت عليه يوم الخندق وأنا بن خمس عشرة
فأجازني
قال أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قطن قال حدثنا المسعودي
عن القاسم بن عبد الرحمن قال قال رجل لابن عمر من أنتم قال
ما تقولون قال نقول إنكم سبط وإنكم وسط فقال سبحان
الله إنما كان السبط في بني إسرائيل والأمة الوسط أمة محمد جميعا ولكنا
143

أوسط هذا الحي من مضر فمن قال غير ذلك فقد كذب وفجر
قال أخبرنا عبد الله بن نمير عن عاصم الأحول عن من حدثه قال
كان بن عمر إذا رآه أحد كان به شئ من اتباعه آثار النبي صلى الله
عليه وسلم
قال أخبرنا الفضل بن دكين ومالك بن إسماعيل النهدي وموسى
بن داود قالوا حدثنا زهير بن معاوية قال سمعت محمد بن سوقة يذكر
عن أبي جعفر محمد بن علي قال لم يكن من أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم أحد أحذر إذا سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم
شيئا ألا يزيد فيه ولا ينقص منه ولا ولا من عبد الله بن عمر
قال أخبرنا عبد الله بن نمير عن هشام بن عروة عن أبيه قال
سئل بن عمر عن شئ فقال لا علم لي به فلما أدبر الرجل قال
لنفسه سئل بن عمر عما لا علم له فقال لا علم لي به
قال أخبرنا أبو معاوية الضرير ويعلي ومحمد ابنا عبيد قالوا
حدثنا الأعمش عن إبراهيم قال قال عبد الله إن أملك شباب قريش
لنفسه عن الدنيا بن عمر
قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن محمد قال نبئت
أن بن عمر كان يقول إني لقيت أصحابي على أمر وإني أخاف إن خالفتهم
خشية ألا ألحق بهم
قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن محمد قال قال
رجل اللهم أبق عبد الله بن عمر ما أبقيتني أقتدي به فإني لا أعلم أحدا
على الامر الأول غيره
قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن محمد قال قال
رجل ما أحد منا أدركته الفتنة إلا لو شئت لقلت فيه غير بن عمر
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا شعبة عن عبد الله بن أبي
144

السفر عن الشعبي قال جالست بن عمر سنة فما سمعته يحدث عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا
قال أخبرنا يزيد بن هارون وروح بن عبادة قالا أخبرنا عمران
بن حدير عن أبي مجلز عن بن عمر قال أيها الناس إليكم عني فإني
قد كنت مع من هو أعلم مني ولو علمت أني أبقى فيكم حتى تقضوا إلي
لتعلمت لكم
قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا عبد الله بن المؤمل عن
عبد الله بن أبي مليكة عن عائشة قالت ما كان أحد يتبع آثار النبي صلى
الله عليه وسلم في منازله كما كان يتبعه بن عمر
قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا مالك بن أنس عن يحيى
بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال كان أشبه ولد عمر بعمر عبد
الله وأشبه ولد عبد الله بعبد الله سالم
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا زهير بن معاوية عن يزيد
بن أبي زياد أن عبد الرحمن بن أبي ليلى حدثه أن بن عمر حدثه أنه
كان في سرية من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاص يعني
الناس حيصة فكنت فيمن حاص فقلنا كيف نصنع وقد فررنا من
الزحف وبؤنا بالغضب فقلنا ندخل المدينة فنبيت بها ثم نذهب فلا يرانا
أحد ثم دخلنا فقلنا لو عرضنا أنفسنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فإن كانت لنا توبة أقمنا وإن كان غير ذلك ذهبنا قال فجلسنا إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم قبل صلاة الفجر فلما خرج قمنا إليه فقلنا
يا رسول الله نحن الغرارون فقال لا بل أنتم العكارون قال فدنونا
فقبلنا يده فقال صلى الله عليه وسلم إنا فئة المسلمين
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال حدثنا سفيان عن عبد
الله بن محمد بن عقيل عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كساه
145

حلة سيراء وكسا أسامة قبطيتين ثم قال ما مس الأرض فهو
النار
قال أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا ليث بن سعد
عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية
قبل نجد فيهم بن عمر وأن سهامهم بلغت اثني عشر بعيرا اثني عشر
بعيرا ثم نفلوا سوى ذلك بعيرا فلم يغيره رسول الله صلى الله
عليه وسلم
قال أخبرنا روح بن عبادة قال حدثنا الأسود بن شيبان قال
حدثنا خالد بن سمير عن موسى بن طلحة قال يرحم الله عبد الله بن عمر
إما سماه وإما كناه والله إني لأحسبه على عهد رسول الله صلى الله
عليه وسلم الذي عهده إليه لم يفتن بعده ولم يتغير والله ما استغرته
قريش في فتنتها الأولى فقلت في نفسي إن هذا ليزري على أبيه في مقتله
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة قالك
أخبرنا أبو سنان عن يزيد بن موهب أن عثمان قال لعبد الله بن عمر
اقض بين الناس فقال لا أقضي بين اثنين ولا أؤم اثنين قال فقال
عثمان أتقضيني قال لا ولكنه بلغني أن القضاة ثلاثة رجل قضى
بجهل فهو في النار ورجل حاف ومال به الهواء فهو في النار ورجل
اجتهد فأصاب فهو كفاف لا أجر له ولا وزر عليه فقال فإن أباك
كان يقضي فقال إن أبي كان يقضي فإذا أشكل عليه شئ سأل النبي
صلى الله عليه وسلم وإذا أشكل على النبي سأل جبرائيل وإني لا أجد
من أسأل أما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من عاذ بالله فقد
عاذ بمعاذ فقال عثمان بلى فقال فإني أعوذ بالله أن تستعملني
فأعفاه وقال لا تخبر بهذا أحدا
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب
146

عن نافع عن بن عمر قال رأيت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
كأن بيدي قطعة استبرق وكأني لا أريد مكانا من الجنة إلا طارت
بي إليه قال ورأيت كأن اثنين أتياني أرادا أن يذهبا بي إلى النار فتلقاهما
ملك فقال لا ترع فخليا عني قال فقصت حفصة على النبي صلى
الله عليه وسلم رؤياي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم
الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل قال فكان عبد الله يصلي من الليل
فيكثر
قال أخبرنا يحيى بن عباد قال حدثنا حماد بن سلمة قال
أخبرنا أيوب عن نافع عن بن عمر أنه كان يجلس في مسجد رسول الله
صلى الله عليه وسلم حتى يرتفع الضحى ولا يصلي ثم ينطلق إلى السوق
فيقضي حوائجه ثم يجئ إلى أهله فيبدأ بالمسجد فيصلي ركعتين ثم يدخل
بيته
قال أخبرنا محمد بن مصعب القرقساني قال حدثنا الأوزاعي
عن خصيف عن مجاهد قال ترك الناس أن يقتدوا بابن عمر وهو شاب
فلما كبر اقتدوا به
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا مالك بن أنس قال قال
لي أبو جعفر أمير المؤمنين كيف أخذتم قول بن عمر من بين الأقاويل
فقلت له بقي يا أمير المؤمنين وكان له فضل الناس ووجدنا من تقدمنا
أخذ به فأخذنا به قال فخذ بقوله وإن خالف عليا وابن عباس
قال أخبرنا كثير بن هشام قال حدثنا جعفر بن برقان قال حدثنا
الزهري عن سالم عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما
حق امرئ له ما يوصي فيه يبيت ثلاثا الا ووصيته عنده مكتوبة قال بن
عمر فما بت ليلة منذ سمعتها إلا ووصيتي عندي
قال أخبرنا كثير بن هشام قال حدثنا جعفر بن برقان قال
147

حدثنا ميمون بن مهران عن نافع قال أتي بن عمر ببضعة وعشرين
ألفا فما قام من مجلسه حتى أعطاها وزاد عليها قال لم يزل يعطي حتى
أنفذ ما كان عنده فجاءه بعض من كان يعطيه فاستقرض من بعض من
كان أعطاه قال ميمون وكان يقول له القائل بخيل وكذبوا والله
ما كان بخيل فيما ينفعه
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن حماد بن سلمة عن أبي ريحانة
قال كان بن عمر يشترط على من صحبه في السفر الفطر والاذان
والذبيحة يعني الجزرة يشتريها للقوم
قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن نافع قال كان
بن عمر لا يصوم في السفر ولا يكاد يفطر في الحضر إلا أن يمرض أو
أيام يقدم فإنه كان رجلا كريما يحب أن يؤكل عنده
قال وكان يقول ولإن أفطر في السفر فآخذ برخصة الله أحب إلي
من أن أصوم
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن خالد
الحذاء قال كان بن عمر يشترط على من صحبه أن لا تصحبنا ببعير
جلال ولا تنازعنا الاذان ولا تصوم إلا بإذننا
قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا جويرية بن أسماء عن
نافع أن عبد الله بن عمر لم يكن يصوم في السفر وكان معه صاحب له
من بنيي ليث يصوم فلم يكن عبد الله ينهاه وكان يأمره أن يتعاهد سحوره
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا هشام بن سعد عن أبي
جعفر القارئ قال خرجت مع بن عمر من مكة إلى المدينة وكان له جفنة
من ثريد يجتمع عليها بنوه وأصحابه وكل من جاء حتى يأكل بعضهم قائما
ومعه بعير له عليه مزادتان فيهما نبيذ وماء مملوءتان فكان لكل رجل
قدح من سويق بذلك النبيذ حتى يتضلع منه شبعا
148

قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا مسعر عن معن قال
كان بن عمر إذا صنع طعاما فمر به رجل له هيئة لم يدعه ودعاه بنوه أو
بنو أخيه وإذا مر انسان مسكين دعاه ولم يدعوه وقال يدعون من لا يشتهيه
ويدعون من يشتهيه
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا سفيان عن رجل عن مجاهد
أن بن عمر كان يستحب أن يطيب زاده قال أخبرنا محمد بن عمر
قال أخبرنا يحيى بن عمر قال قلت
لنافع أكان بن عمر يصيب دق هذا الطعام فقال كان بن عمر يأكل
الدجاج والفراخ والخبيص في البرمة
قال أخبرنا يزيد بن هارون عن محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم
أن بن عمر كان في زمان الفتنة لا يأتي أمير إلا صلى خلفه وأدى إليه
زكاة ماله
قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا حميد بن مهران الكندي
قال أخبرنا سيف المازني قال كان بن عمر يقول لا أقاتل في الفتنة
وأصلي وراء من غلب
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل وأخبرنا الفضل
بن دكين قال حدثنا زهير بن معاوية جميعا عن جابر عن نافع قال
كان بن عمر يصلي مع الحجاج بمكة فلما أخر الصلاة ترك أن يشهدها
معه وخرج منها
قال أخبرنا سليمان أبو داود الطيالسي قال أخبرنا شعبة عن سعد
بن إبراهيم قال سمعت حفص بن عاصم يقول ذكر بن عمر مولاة
لهم فقال يرحمها الله إن كانت لتقوتنا من الطعام بكذا وكذا
قال أخبرنا المعلى بن أسد قال حدثنا محمد بن حمران قال
حدثنا أبو كعب عن أنس بن سيرين قال أتى رجل بن عمر بصرة فقال
149

ما هذه قال هذا شئ إذا أكلت طعامك فكربك أكلت من هذا شيئا
فهضمه عنك قال فقال بن عمر ما ملأت بطني من طعام منذ أربعة
أشهر
قال أخبرنا عمرو بن الهيثم قال مالك بن مغول حدثنا عن نافع
قال جاء رجل إلى بن عمر بجوارش فقال ما هذا قال هذا يهضم
الطعام قال إنه ليأتي علي شهر ما أشبع من الطعام فما أصنع بهذا
قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أويس المدني عن سليمان بن
بلال عن جعفر بن محمد عن نافع قال كان يرسل إلى عبد الله بن عمر
بالمال فيقبله ويقول لا أسأل أحدا شيئا ولا أرد ما رزقني الله
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا حاتم بن إسماعيل عن
جعفر بن محمد عن نافع قال كان المختار يبعث بالمال إلى بن عمر فيقبله
ويقول لا أسأل أحدا شيئا ولا أرد ما رزقني الله
قال أخبرنا حماد بن مسعدة عن بن عجلان عن القعقاع بن
حكيم قال كتب عبد العزيز بن هارون إلى بن عمر أن ارفع إلي حاجتك
قال فكتب إليه عبد الله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
ابدأ بمن تعول واليد العليا خير من اليد السفلى واني لا أحسب
اليد العليا إلا المعطية والسفلى إلا السائلة واني غير سائلك ولا راد رزقا
ساقه الله إلي منك
أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم
عن أبيه أنه قيل له كيف ترى عبد الله بن عمر لو ولي من أمر الناس شيئا
فقال أسلم ما رجل قاصد لباب المسجد داخل أو خارج بأقصد من عبد
الله لعمل أبيه
قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا مالك بن أنس أنه بلغه أن
عبد الله بن عمر قال لو اجتمعت علي أمة محمد الا رجلين ما قاتلتهما
150

قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا مالك بن أنس قال بلغني
أن عبد الله بن عمر قال لرجل إنا قاتلنا حتى كان الدين لله ولم تكن فتنة
وإنكم قاتلتم حتى كان الدين لغير الله وحتى كانت فتنة
قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا سلام بن مسكين قال
سمعت الحسن يحدث قال لما قتل عثمان بن عفان قالوا لعبد الله بن عمر
إنك سيد الناس وابن سيد فاخرج نبايع لك الناس قال إني والله لئن
استطعت لا يهراق في سبي محجمة من دم فقالوا لتخرجن أو
لنقتلنك على فراشك فقال لهم مثل قوله الأول قال الحسن فأطعموه
وخوفوه فما استقبلوا منه شيئا حتى لحق بالله
قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا الأسود بن شيبان قال
حدثنا خالد بن سمير قال قيل لابن عمر لو أقمت للناس أمرهم فإن
الناس قد رضوا بك كلهم فقال لهم أرأيتم إن خالف رجل بالمشرق
قالوا إن خالف رجل قتل وما قتل رجل في صلاح الأمة فقال
والله ما أحب لو أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم أخذت بقائمة
رمح وأخذت بزجه فقتل رجل من المسلمين ولي الدنيا وما فيها
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا وهيب قال حدثنا أيوب
عن أبي العالية البراء قال كنت أمشي خلف بن عمر وهو لا يشعر وهو
يقول واضعين سيوفهم على عواتقهم يقتل بعضهم بعضا يقولون يا عبد
الله بن عمر أعط بيدك
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا أبو عوانة عن مغيرة عن
قطن قال أتى رجل بن عمر فقال ما أحد شر لامة محمد منك فقال
لم فوالله ما سفكت دماءهم ولا فرقت جماعتهم ولا شققت عصاهم
قال إنك لو شئت ما اختلف فيك اثنان قال ما أحب أنها أتتني ورجل
يقول لا وآخر يقول بلى
151

قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا مالك بن أنس عن نافع
عن بن عمر أنه كان لا يروح إلى الجمعة إلا ادهن وتطيب إلا أن يكون
حراما
قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا بن أبي ذئب عن بن شهاب
أن بن عمر كان يتطيب للعيد
قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا مالك بن أنس عن ربيعة
بن عبد الرحمن أن عبد الله بن عمر كان في ثلاثة آلاف يعني في العطاء
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا سعيد بن عبيد عن بشير
بن يسار قال ما كان أحد يبدأ أو يبدر بن عمر بالسلام
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا العمري عن نافع عن
بن عمر أنه كان يقول لغلمانه إذا كتبتم إلي فابدأوا بأنفسكم وكان
إذا كتب لم يبدأ بأحد قبله
قال أخبرنا روح بن عبادة قال حدثنا أسامة بن زيد عن نافع
قال كان بن عمر يكتب إلى مملوكيه بخيبر يأمرهم أن يبدؤوا بأنفسهم إذا
كتبوا إليه
قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال حدثنا أبو المليح عن ميمون
بن مهران قال كتب بن عمر إلى عبد الملك بن مروان فبدأ باسمه فكتب
إليه اما بعد فالله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب
فيه إلى آخر الآية وقد بلغني أن المسلمين اجتمعوا على البيعة لك وقد دخلت
فيما دخل فيه المسلمون والسلام
قال أخبرنا بن هشام قال حدثنا جعفر بن برقان قال
حدثنا حبيب بن أبي مرزوق قال بلغني أن عبد الله بن عمر كتب إلى عبد
الملك بن مروان وهو يومئذ خليفة من عبد الله بن عمر إلى عبد الملك بن
مروان فقال من حول عبد الملك بدأ باسمه قبل اسمك فقال عبد
152

الملك إن هذا من أبي عبد الرحمن كثير
قال أخبرنا كثير بن هشام قال حدثنا جعفر بن برقان قال
حدثنا ميمون بن مهران قال كان عبد الله بن عمر إذا كتب إلى أبيه كتب
من عبد الله بن عمر إلى عمر بن الخطاب
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا العمري عن نافع قال
كنت أطلي بن عمر في البيت إزاره فإذا فرغت خرجت وطلي هو
ما تحت الثوب
قال أخبرنا روح بن عبادة قال حدثنا أسامة بن زيد عن نافع
قال كنت أطلي بن عمر في البيت فإذا بلغ العورة وليها بنفسه
قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال حدثنا همام بن يحيى
قال حدثنا نافع أن بن عمر لم يتنور قط إلا مرة واحدة أمرني ومولى
له فطلبناه
قال أخبرنا خالد بن مخلد قال حدثنا عبد الله بن عمر عن نافع
قال كان بن عمر لا يدخل الحمام ولكن يتنور في بيته
قال أخبرنا محمد بن عمر بن ربيعة الكلاي قال حدثنا عبد الله
بن سعيد بن أبي هند عن نافع قال كان بن عمر يطليه صاحب الحمام
فإذا بلغ العانة وليها بيده
قال أخبرنا الحجاج بن نصير قال حدثنا سالم بن عبد الله العتكي
عن بكر بن عبد الله قال ذهبت مع بن عمر إلى الحمام فاتزر بشئ
واتزرت انا بشئ قال فدخلت ودخل على أثري ثم فتحت الباب الثاني
فدخلت ودخل على أثري فلما فتحت الباب الثالث رأى رجالا عراة
فوضع يده على عينيه ثم قال سبحان الله أمر عظيم فظيع في الاسلام
فخرج عودا على بدء فلبس ثيابه وذهب قال فقال لصاحب الحمام
فطرد الناس وغسل الحمام ثم أرسل إليه فقال يا أبا عبد الرحمن ليس في
153

الحمام أحد قال فجاء وجئت معه فدخلت ودخل على أثري فدخلت البيت
الثاني فدخل على أثري فدخلت البيت الثالث فدخل على أثري فلما مس
الماء جسده وجده حارا جدا فقال بئس البيت نزع منه الحياء ونعم البيت يتذكر
من أراد أن يتذكر
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن سلمة قال
حدثنا محمد بن إسحاق عن دينار أبي كثير أن بن عمر مرض فنعت
له الحمام فدخله بإزار فإذا هو بغراميل الرجال فنكس وقال أخرجوني
قال أخبرنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي قال أخبرنا سكين بن
عبد العزيز العبدي قال حدثنا أبي قال دخلت على عبد الله بن عمر وإذا
جارية تحلق عنه الشعر فقال إن النورة ترق الجلد
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا مندل عن أبي سنان
قال حدثني زيد بن عبد الله الشيباني قال رأيت بن عمر إذا مشى إلى
الصلاة دب دبيبا لو أن نملة مشت معه قلت لا يسبقها
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا سفيان وزهير بن معاوية
عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد قال كنت عند بن عمر فخدرت
رجله فقلت يا أبا عبد الرحمن ما لرجلك قال اجتمع عصبها من
هاهنا هذا في حديث زهير وحده قال قلت ادع أحب الناس إليك
قال يا محمد فبسطها
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا عبيد بن عبد الملك
الأسدي قال حدثني أبو شعيب الأسدي قال رأيت بن عمر بمنى
قد حلق رأسه والحلاق يحلق ذراعيه فلما رأى الناس ينظرون إليه قال
أما إنه ليس بسنة ولكني رجل لا أدخل الحمام فقال رجل ما يمنعك
من الحمام يا أبا عبد الرحمن قال إني أكره أن ترى عورتي قال
فإنما يكفيك من ذلك إزار قال فإني أكره أن أرى عورة غيري
154

قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال حدثنا عمرو بن ثابت
عن حبيب بن أبي ثابت قال رأيت بن عمر حلق رأسه ثم لطخه بخلوق
قال أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا أبو عوانة عن
أبي بشر عن يوسف بن ماهك قال رأيت بن عمر حلق رأسه على المروة
ثم قال للحلاق إن شعري كثير وإنه قد آذاني ولست أطلي أفتحلقه
قال نعم قال فقام فجعل يحلق صدره واشرأب الناس ينظرون إليه
فقال يا أيها الناس إن هذا ليس بسنة ولكن شعري كان يؤذيني
قال أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسي قال حدثنا عبيد الله بن عمر
عن نافع أن بن عمر كان يسمع بعض ولده يلحن فيضربه
قال أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسي قال حدثنا عبيد الله بن عمر
عن نافع عن بن عمر أنه وجد مع بعض أهله الأربع عشرة فضرب بها رأسه
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا أبو إسرائيل عن فضيل
أن أبا الحجاج أخبره أن بن عمر حلق رأسه بمنى ثم أمر الحجام فحلق
عنقه فاجتمع الناس ينظرون فقال أيها الناس إنه ليس بسنة ولكني
تركت الحمام إنه أو فإنه رقيق العيش
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا حاتم بن إسماعيل عن
عيسى بن أبي عيسى عن أمه قالت استسقاني بن عمر فأتيته بقدح من
قوارير فأبى أن يشرب فأتيته بقدح من عيدان فشرب وسأل طهورا
فأتيته بتور وطست فأبى أن يتوضأ وأتيته بركوة فتوضأ
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا حفص بن غياث عن
شيخ قال أتى بن عمر شاعر فأعطاه درهمين فقالوا له فقال إنما
أفتدي به عرضي
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا أبو معشر عن سعيد المقبري
قال قال بن عمر إني لأخرج إلى السوق مالي حاجة إلا أن أسلم
155

ويسلم علي
قال أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا شريك عن محمد
بن قيس قال رأيت بن عمر واضعا إحدى رجليه على الأخرى وهو
جالس
قال أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا أبو عوانة عن
أبي بشر عن نافع قال لما غزا بن عمر نهاوند أخذه ربو فجعل ينظم
الثوم في الخيط ثم يجعله في حسوه فيطبخه فإذا طعم الثوم طرحه
ثم حساه
قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا بشر بن كثير الأسدي
قال حدثنا نافع قال كان عبد الله بن عمر إذا قدم من سفر بدأ بقبر النبي
صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر فيقول السلام عليك يا رسول الله
السلام عليك يا أبا بكر السلام عليك يا أبتاه
قال أخبرنا عبد الرحمن بن مقاتل القشيري قال حدثنا عبد الله
بن عمر العمري عن نافع قال كان عبد الله بن عمر إذا قدم من سفر
بدأ بالمسجد ثم أتى القبر فسلم عليه
قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا هشام الدستوائي قال
أخبرنا القاسم بن أبي بزة عن عبد الله بن عطاء أن بن عمر كان لا يمر
على أحد إلا سلم عليه فمر بزنجي فسلم عليه فلم يرد عليه فقالوا
يا أبا عبد الرحمن إنه زنجي طمطماني قال وما طمطماني قالوا
أخرج من السفن الان قال إني أخرج من بيتي ما أخرج إلا لأسلم
أو ليسلم علي
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري وروح بن عبادة قالا
حدثنا بن عون عن نافع أن بن عمر لبس الدرع يوم الدار مرتين
قال أخبرنا حماد بن مسعدة عن بن عجلان عن أبي جعفر
156

القارئ أنه كان يجلس مع بن عمر فإذا سلم عليه الرجل رد عليه بن عمر
سلام عليكم
قال أخبرنا حماد بن مسعدة عن بن عجلان عن محمد بن يحيى
بن حبان عن عمه واسع بن حبان قال كان بن عمر يحب أن يستقبل
كل شئ منه القبلة إذا صلى حتى كان يستقبل بإبهامه القبلة
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة عن يحيى
بن سعيد عن محمد بن مينا أن عبد العزيز بن مروان بعث إلى بن عمر بمال
في الفتنة فقبله
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا جويرية بن أسماء قال
حدث عبد الرحمن السراج عند نافع قال كان الحسن يكره الترجل كل
يوم قال فغضب نافع وقال كان بن عمر يدهن في اليوم مرتين
قال أخبرنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب
عن نافع قال ما رد بن عمر على أحد وصية ولا رد على أحد هدية
الا على المختار
قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال حدثنا سلام بن مسكين
قال حدثني عمران بن عبد الله قال أرسلت عمتي رملة إلى بن عمر
بمائتي دينار فقبلها ودعا لها بالخير
قال أخبرنا أزهر بن سعد السمان عن بن عون عن نافع أن بن
عمر سار من مكة إلى المدينة ثلاثا وذلك أنه استصرخ على صفية
قال أخبرنا عمرو بن عاصم قال أخبرنا همام عن نافع أن بن
عمر رقي من العقرب ورقي بن له واكتوى من اللقوة وكوى ابنا له من
اللقوة
قال أخبرنا عارم بن الفضيل قال حدثنا حماد بن زيد عن سلمة بن
علقمة عن نافع قال دفعت صفية لابن عمر ليلة عرفات رغيفين حتى
157

إذا أراد أن يأخذ مضجعه جاءته به ليأكله قال فأرسل إلي وقد نمت
فأيقظني فقال اجلس فكل
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن يحيى
بن عتيق عن محمد أن بن عمر قال أفطرت على ثلاث ولو أصبت طريقا
لازددت
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا
صاحب لنا عن أبي غالب أن بن عمر كان إذا قدم مكة نزل على آل عبد
الله بن خالد بن أسيد ثلاثا في قراهم ثم يرسل إلى السوق فيشتري له
حوائجه
قال أخبرنا عارم بن الفضيل قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا
الحجاج الصواف عن أيوب عن نافع قال كانت عامة جلسة بن عمر
هكذا ووضع رجله اليمنى على اليسرى
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن يحيى
بن أبي إسحاق قال سألت سعيد بن المسيب عن صوم يوم عرفة فقال
كان بن عمر لا يصومه قال قلت هل غيره قال حسبك به شيخا
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب
عن نافع ان بن عمر كان لا يكاد يتعشى وحده
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب
عن نافع أن بن عمر قال إني أشتهي حوتا قال فشووها ووضعوها
بين يديه فجاء سائل قال فأمر بها فدفعت إليه
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب
عن نافع أن بن عمر اشتكى مرة فاشتري له ست عنبات أو خمس بدرهم
فأتي بهن قال وجاء سائل فأمر بهن له قال قالوا نحن نعطيه قال فأبى
قال فاشتريناهن منه بعد
158

قال أخبرنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا عبد الله بن مبارك عن
معمر عن عبد الله بن مسلم أخي الزهري قال رأيت بن عمر وجد تمرة
في الطريق فأخذها فعض منها ثم رأى سائلا فدفعها إليه
أخبرنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا الفضل بن ميمون قال أخبرني
معاوية بن قرة عن سالم بن عبد الله بن عمر أن أباه قال ما كنت بشئ
بعد الاسلام أشد فرحا من أن قلبي لم يشربه شئ من هذه الأهواء المختلفة
قال أخبرنا المعلى بن أسد قال حدثنا عبد العزيز بن المختار
عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال قال لي عبد الله بن عمر هل
تدري لم سميت ابني سالما قال قلت لا قال باسم سالم مولى أبي
حذيفة قال فهل تدري لم سميت ابني واقدا قال قلت لا
قال باسم واقد بن عبد الله اليربوعي قال هل تدري لم سميت ابني
عبد الله قال قلت لا قال باسم عبد الله بن رواحة
قال أخبرنا المعلى بن أسد قال حدثنا وهيب بن خالد عن موسى
بن عقبة عن سالم بن عبد الله أنه قال إنه كان من شأن عبد الله بن عمر
أنه كان يأمر بثيابه فتجمر كل جمعة وإذا حضر منه خروج مكة حاجا
أو معتمرا تقدم إليهم ألا يجمروا ثيابه
قال أخبرنا حفص بن عمر الحوضي قال حدثنا الحكم بن ذكوان
عن شهر بن حوشب أن الحجاج كان يخطب الناس وابن عمر في المسجد
فخطب الناس حتى أمسى فناداه بن عمر أيها الرجل الصلاة فاقعد
ثم ناداه الثانية فاقعد ثم ناداه الثالثة فاقعد فقال لهم في الرابعة أرأيتم إن
نهضت أتنهضون قالوا نعم فنهض فقال الصلاة فإني لا أرى لك فيها
حاجة فنزل الحجاج فصلى ثم دعا به فقال ما حملك على ما صنعت
فقال إنما نجئ للصلاة فإذا حضرت الصلاة فصل بالصلاة لوقتها ثم
بقبق بعد ذلك ما شئت من بقبقة
159

قال أخبرنا عبد الله بن عمر وأبو معمر المنقري قال حدثنا علي
بن العلاء الخزاعي قال حدثنا أبو عبد الملك مولى أم مسكين بنت عاصم
بن عمر قال رأيت عبد الله بن عمر خرج فجعل يقول السلام عليكم
السلام عليكم فمر على زنجي فقال السلام عليك يا جعل قال وأبصر
جارية متزينة فجعلت تنظر إليه قال فقال لها ما تنظرين إلى شيخ كبير
قد أخذته اللقوة وذهب منه الأطيبان
قال أخبرنا يحيى بن عباد قال حدثنا يعقوب بن عبد الله قال
حدثنا جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عمر قال
اشتهى عنبا فقال لأهله اشتروا لي عنبا فاشتروا له عنقودا من عنب
فأتي به عند فطره قال ووافى سائل بالباب فسأل فقال يا جارية
ناولي هذا العنقود هذا السائل قال قالت المرأة سبحان الله شيئا اشتهيته
نحن نعطي السائل ما هو أفضل من هذا قال يا جارية أعطيه العنقود
فأعطته العنقود
قال أخبرنا يحيى بن عباد قال حدثنا يعقوب بن عبد الله قال
حدثنا جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير أن بن عمر تصدق على أمه
بغلام فمر في السوق على شاة حلوب تباع فقال للغلام أبتاع هذه الشاة
من ضريبتك فابتاعها وكان يعجبه أن يفطر على اللبن فاتي بلبن عند
فطره من الشاة فوضع بين يديه فقال اللبن من الشاة والشاة من ضريبة
الغلام والغلام صدقة على أمي ارفعوه لا حاجة لي فيه
قال أخبرنا يحيى بن عباد قال حدثنا حماد بن سلمة عن سماك
بن حرب قال أتي بن عمر بإنجانة من خزف فتوضأ منها قال وأحسبه
كان يكره أن يصب عليه
قال أخبرنا يحيى بن عباد قال حدثنا فليح بن سليمان عن نافع
قال أجمرت لابن عمر ثوبين يوم الجمعة بالمدينة فلبسهما يوم الجمعة
160

ثم أمر بهما فرفعا فخرج من الغد إلى مكة فلما أراد أن يدخل مكة دعا
بهما فوجد منهما ريح الطيب فأبى أن يلبسهما وهما حلة برود
قال أخبرنا يحيى بن عباد قال حدثنا فليح عن نافع قال كان
بن عمر يغتسل لاحرامه ولدخوله مكة ولوقوفه بعرفة
قال أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قطن قال حدثنا شعبة عن خبيب
بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن بن عمر خذوا بحظكم من
العزلة
قال أخبرنا عمرو بن الهيثم عن المسعودي عن عبد الملك بن عمير عن
قزعة قال أهديت إلى بن عمر أثواب هروي فردها وقال إنه لا
يمنعنا من لبسها إلا مخافة الكبر
قال أخبرنا عمرو بن الهيثم قال حدثنا عبد الله بن عون عن نافع
قال قبل بن عمر بنية له فمضمض
قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال حدثنا سفيان عن عبد الله بن جابر
عن نافع قال كان بن عمر يصلي الصلوات بوضوء واحد قال وقال
بن عمر ورثت من أبي سيفا شهد به بدرا نعله كثيرة الفضة
قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال حدثنا سفيان عن أبي الوازع
قال قلت لابن عمر لا يزال الناس بخير ما أبقاك الله لهم قال فغضب
وقال إني لأحسبك عراقيا وما يدريك ما يغلق عليه بن أمك بابه
قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال حدثنا سفيان عن زيد بن أسلم
قال أرسلني أبي إلى بن عمر فرأيته يكتب بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد
قال أخبرنا يحيى بن حليف بن عقبة قال حدثنا بن عون عن
محمد قال كتب إنسان عند بن عمر بسم الله الرحمن الرحيم لفلان
فقال مه إن اسم الله هو له
قال أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا أبو عوانة عن
161

أبي بشر عن يوسف بن ماهك قال انطلقت مع بن عمر إلى عبيد بن
عمير وهو يقص على أصحابه فنظرت إلى بن عمر فإذا عيناه تهرقان
قال أخبرنا موسى بن مسعود أبو حذيفة النهدي قال حدثنا
عكرمة بن عمار عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه أنه قرأ فكيف
إذا جئنا من كل أمة بشهيد حتى ختم الآية فجعل بن عمر يبكي
حتى لثقت لحيته وجيبه من دموعه قال عبد الله فحدثني الذي كان
إلى جنب بن عمر قال لقد أردت أن أقوم إلى عبيد بن عمير فأقول له
اقصر عليك فإنك قد آذيت هذا الشيخ
قال أخبرنا خالد بن مخلد قال حدثنا سليمان بن بلال قال حدثنا
يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد قال رأيت بن عمر عند العاص رافعا
يديه يدعو حتى تحاذيا منكبه
قال أخبرنا خالد بن مخلد قال حدثنا عبد الله بن عمر عن نافع
عن بن عمر أنه أقام بآذربيجان ستة أشهر حبسه بها الثلج فكان يقصر
الصلاة
قال أخبرنا خالد بن مخلد قال حدثنا عبد الله بن عمر عن سالم
أبي النضر قال سلم رجل على بن عمر فقال من هذا قالوا جليسك
قال ما هذا متى كان بين عينيك صحبت رسول الله صلى الله عليه
وسلم وأبا بكر من بعده وعمر وعثمان فهل ترى هاهنا من شئ يعني
بين عينيه
قال أخبرنا خالد بن مخلد قال حدثنا عبد الله بن عمر عن نافع
قال كان بن عمر لا يدع عمرة رجب
قال أخبرنا خالد بن مخلد قال حدثنا عبد الله بن عمر عن نافع
قال تصدق بن عمر بداره محبوسة لا تباع ولا توهب ومن سكنها
من ولده لا يخرج منها ثم سكنها بن عمر
162

قال أخبرنا خالد بن مخلد قال حدثنا عبد الله بن عمر عن نافع
قال مر بن عمر على يهود فسلم عليهم فقيل له إنهم يهود فقال
ردوا علي سلامي
قال أخبرنا خالد بن مخلد قال حدثنا عبد الله بن عمر عن نافع
قال كان بن عمر إذا قام له رجل من مجلسه لم يجلس فيه
قال أخبرنا خالد بن مخلد قال حدثنا عبد الله بن عمر عن نافع
قال كان بن عمر يقذر القثاء والبطيخ فلم يكن يأكله للذي كان يصنع
فيه من العذرة
قال أخبرنا الوليد بن مسلم قال حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن
سليمان بن موسى عن نافع مولى بن عمر أن بن عمر سمع صوت زمارة
راع فوضع إصبعه في أذنيه وعدل براحلته عن الطريق وهو يقول
يا نافع أتسمع وأقول نعم فيمضي حتى قلت لا قال فوضع يديه
عن أذنيه وعدل إلى الطريق وقال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وسمع صوت زمارة راع فصنع مثل هذا
قال أخبرنا زيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي قال حدثنا أبو معيد
حفص بن غيلان قال حدثنا سليمان بن موسى عن نافع عن بن عمر قال
لما قتل زيد باليمامة دفع إليهم عمر بن الخطاب ماله قال نافع فكان
عبد الله بن عمر يقرض منه ويستقرض لنفسه فيتجر لهم به في غزوه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا معاوية بن أبي مزرد قال
رأيت بن عمر يغدو كل سبت ماشيا إلى قباء ونعليه في يديه فيمر
بعمرو بن ثابت العتواري بطن من كنانة فيقول يا عمرو اغد بنا
فيغدوان جميعا يمشيان
قال أخبرنا خلف بن تميم قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن
المهاجر قال سمعت أبي ذكره عن مجاهد قال كنت أسافر مع عبد الله
163

بن عمر فلم يكن يطيق شيئا من العمل إلا عمله لا يكله إلينا ولقد
رأيته يطأ على ذراع ناقتي حتى أركبها
قال أخبرنا محمد بن مصعب القرقساني عن عبد الله بن عمر عن
نافع قال كان بن عمر يكسر النرد والأربعة عشر
قال أخبرنا محمد بن مصعب قال حدثنا الأوزاعي أن بن عمر
قال لقد بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فما نكثت ولا بدلت
إلى يومي هذا ولا بايعت صاحب فتنة ولا أيقظت مؤمنا من مرقده
قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال حدثنا أبو المليح عن
ميمون قال قال بن عمر كففت يدي فلم أندم والمقاتل على الحق
أفضل
قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا أبو المليح عن ميمون
أن بن عمر تعلم سورة البقرة في أربع سنين
قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا أبو المليح عن ميمون
قال دس معاوية عمرو بن العاص وهو يريد أن يعلم ما في نفس بن عمر
يريد القتال أم لا فقال يا أبا عبد الرحمن ما يمنعك أن تخرج فنبايعك
وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن أمير المؤمنين وأنت
أحق الناس بهذا الامر قال وقد اجتمع الناس كلهم على ما تقول قال
نعم إلا نفير يسير قال لو لم يبق إلا ثلاثة أعلاج بهجر لم يكن لي فيها
حاجة قال فعلم أنه لا يريد القتال قال هل لك أن تبايع لمن قد كاد
الناس أن يجتمعوا عليه ويكتب لك من الأرضين ومن الأموال ما لا تحتاج
أنت ولا ولدك إلى ما بعده فقال أف لك أخرج من عندي ثم لا تدخل
علي ويحك إن ديني ليس بديناركم ولا درهمكم وإني أرجو أن أخرج
من الدنيا ويدي بيضاء نقية
قال أخبرنا كثير بن هشام قال حدثنا الفرات بن سلمان عن
164

ميمون قال وأخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا أبو المليح عن ميمون
قال سألت نافعا هل كان بن عمر يجمع على المأدبة قال ما فعل ذلك
إلا مرة انكسرت ناقة له فنحرها ثم قال لي أحشر علي أهل المدينة
فقلت يا سبحان الله على أي شئ تحشرهم وليس عندك خبر فقال
اللهم أغفر تقول هذا لحم وهذا مرق فمن شاء أكل ومن شاء ترك
قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا أبو المليح عن ميمون
بن مهران قال دخلت على بن عمر فقومت كل شئ في بيته من فراش
أو لحاف أو بساط وكل شئ عليه فما وجدته يساوي مائة درهم قال
ودخلت إليه مرة أخرى فما وجدته يسوى ثمن طيلساني هذا قال أبو
المليح فبيع طيلسان ميمون حين مات في ميراثه بمائة درهم قال أبو المليح
كانت الطيالسة كردية يلبس الرجل الطيلسان ثلاثين سنة ثم يقلبه أيضا
قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا أبو المليح عن ميمون
عن نافع أن بن عمر كان يجمع أهل بيته على جفنته كل ليلة قال فربما
سمع بنداء مسكين فيقوم إليه بنصيبه من اللحم والخبز فإلي أن يدفعه إليه
ويرجع قد فرغوا مما في الجفة فان كنت أدركت فيها شيئا فقد أدرك فيها
ثم يصبح صائما
قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا أبو المليح عن حبيب بن
أبي مرزوق أن بن عمر اشتهى سمكا قال فطلبت له صفية امرأته
فأصابت له سمكة فصنعتها فأطابت صنعتها ثم قربتها إليه قال وسمع
نداء مسكين على الباب فقال ادفعوها إليه فقالت صفية أنشدك الله
لما رددت نفسك منها بشئ فقال ادفعوها إليه فقالت نحن نرضيه
منها قال أنتم أعلم فقالوا للسائل إنه قد اشتهى هذه السمكة قال
وأنا والله اشتهيتها قال فماكسهم حتى أعطوه دينارا قالت إنا قد
أرضيناه قال لذلك قد أرضوك ورضيت وأخذت الثمن قال نعم
165

قال ادفعوها إليه
قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا معتمر بن سليمان عن
قرة بن خالد عن بن سيرين أن بن عمر كان يتمثل بهذا البيت
يحب الخمر من مال الندامى ويكره أن تفارقه الفلوس
قال أخبرنا كثير بن هشام قال حدثنا جعفر بن برقان قال
حدثنا ميمون بن مهران أن امرأة بن عمر عوتبت فيه فقيل لها ما
تلطفين بهذا الشيخ قالت وما أصنع به لا يصنع له طعام إلا دعا
عليه من يأكله فأرسلت إلى قوم من المساكين كانوا يجلسون بطريقه إذا
خرج من المسجد فأطعمتهم وقالت لا تجلسوا بطريقه ثم جاء إلى بيته
فقال أرسلوا إلى فلان والى فلان وكانت امرأته قد أرسلت إليهم بطعام
وقالت إن دعاكم فلا تأتوه فقال أردتم أن لا أتعشى الليلة فلم
يعتش تلك الليلة
قال أخبرنا كثير بن هشام قال حدثنا حماد بن سلمة عن أبي
الزبير عن عطاء مولى بن سباع قال أقرضت بن عمر ألفي درهم فبعث
إلي بألفي واف فوزنتها فإذا هي تزيد مائتي درهم فقلت ما أرى بن عمر
إلا يجربني فقلت يا أبا عبد الرحمن إنها تزيد مائتي درهم قال
هي لك
قال أخبرنا محمد بن يزيد بن خنيس المكي قال سمعت عبد العزيز
بن أبي رواد قال حدثني نافع أن عبد الله بن عمر كان إذا اشتد عجبه
بشئ من ماله قربه لربه قال فلقد رأيتنا ذات عشية وكنا حجاجا وراح
على نجيب له قد أخذه بمال فلما أعجبته روحته وسره إناخته
ثم نزل عنه ثم قال يا نافع انزعوا زمامه ورحله وجللوه وأشعروه
وأدخلوه في البدن
166

قال أخبرنا محمد بن يزيد بن خنيس قال سمعت عبد العزيز بن
أبي رواد قال أخبرني نافع أن عبد الله بن عمر كانت له جارية فلما اشتد
عجبه بها أعتقها وزوجها مولى له
قال محمد بن يزيد قال بعض الناس هو نافع فولدت غلاما قال
نافع فلقد رأيت عبد الله بن عمر يأخذ ذلك الصبي فيقبله ثم يقول واها
لريح فلانة يعني الجارية التي أعتق
قال أخبرنا محمد بن يزيد بن خنيس عن عبد العزيز بن أبي رواد
قال أخبرني نافع أن عبد الله بن عمر كان إذا رأى من رقيقه امرأ يعجبه
أعتقه فكان رقيقه قد عرفوا ذلك منه قال نافع فلقد رأيت بعض غلمانه
ربما شمر ولزم المسجد فإذا رآه على تلك الحال الحسنة أعتقه فيقول له
أصحابه والله يا أبا عبد الرحمن ما هم إلا يخدعونك قال فيقول عبد الله
من خدعنا بالله ان خدعنا له
قال أخبرنا محمد بن يزيد بن خنيس عن عبد العزيز بن أبي رواد
قال حدثني نافع أنه دخل الكعبة مع عبد الله بن عمر قال فسجد فسمعته
يقول في سجوده اللهم إنك تعلم لولا مخافتك لزاحمنا قومنا قريشا في
أمر هذه الدنيا
قال أخبرنا محمد بن يزيد بن خنيس قال سمعت عبد العزيز بن
أبي رواد قال حدثني نافع أن عبد الله بن عمر أدركه عروة بن الزبير
في الطواف فخطب إليه ابنته فلم يرد عليه بن عمر شيئا فقال عروة
لا أراه وافقه الذي طلبت منه لا جرم لأعاودنه فيها قال نافع فقدمنا
المدينة قبله وجاء بعدنا فدخل على بن عمر فسلم عليه فقال له بن عمر
إنك أدركتني في الطواف فذكرت لي ابنتي ونحن نتراءى الله بين أعيننا
فذلك الذي منعني أن أجيبك فيها بشئ فما رأيك فيما طلبت ألك به
حاجة قال فقال عروة ما كنت قط أحرص على ذلك مني الساعة
167

قال فقال له بن عمر يا نافع ادع لي أخويها قال فقال لي عروة ومن
وجدت من ابني الزبير فادعه لنا قال فقال بن عمر لا حاجة لنا بهم
قال عروة فمولانا فلان فقال بن عمر فذلك أبعد فلما جاء أخواها
حمد الله بن عمر وأثنى عليه ثم قال هذا عندكم عروة وهو ممن قد
عرفتما وقد ذكر أختكما سودة فأنا أزوجه على ما أخذ الله به على الرجال
للنساء إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان وعلى ما يستحلبه الرجال
فروج النساء لكذلك يا عروة قال نعم قال فقد زوجتكها على
بركة الله
قال قال عبد العزيز قال لي نافع فلما أولم عروة بعث إلى عبد
الله بن عمر يدعوه قال فجاء فقال له لو كنت تقدمت إلي أمس لم
أصم اليوم فما رأيك أقعد أو انصرف قال بل انصرف راشدا
قال فانصرف
قال أخبرنا محمد بن يزيد بن خنيس قال حدثنا عبد العزيز بن
أبي رواد قال أخبرني نافع أن رجلا سأل بن عمر عن مسألة فطأطأ بن
عمر رأسه ولم يجبه حتى ظن الناس أنه لم يسمع مسألته قال فقال له
يرحمك الله أما سمعت مسألتي قال بلى ولكنكم كأنكم ترون
أن الله ليس بسائلنا عنه اتركنا يرحمك الله حتى نتفهم
في مسألتك فإن كان لها جواب عندنا وإلا أعلمناك أنه لا علم لنا به
قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدني قال حدثني
أبي عن عاصم بن محمد عن أبيه قال ما سمعت بن عمر ذاكرا رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلا ابتدرت عيناه تبكيان
قال أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي قال حدثني
مالك بن أنس عن حميد بن قيس عن مجاهد قال كنت مع بن عمر فجعل
الناس يسلمون عليه حتى انتهى إلى دابته فقال لي بن عمر يا مجاهد إن
168

الناس يحبونني حبا لو كنت أعطيهم الذهب والورق ما زدت
قال أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال حدثنا مالك عن
حميد بن قيس عن مجاهد أن بن عمر كانت عليه دراهم فقضى أجود
منها فقال الذي قضاه هذه خير من دراهمي فقال قد عرفت ولكن
نفسي بذلك طيبة
قال أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال حدثنا مالك بن
أنس عن شيخ قال لما كان زمن بن الزبير انتهب تمر فاشترينا منه فجعلناه
خلا فأرسلت أمي إلى بن عمر وذهبت مع الرسول فسأل بن عمر عن ذلك
فقال أهريقوه
قال أخبرنا يحيى بن عباد قال حدثنا شعبة عن أبي بشر عن
يوسف بن ماهك قال رأيت بن عمر عند عبيد بن عمير وهو يقص
وعيناه تهراقان جميعا
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا أبو بكر بن
عياش عن عاصم بن أبي النجود قال مروان لابن عمر هلم يدك نبايع
لك فإنك سيد العرب وابن سيدها قال قال له بن عمر كيف أصنع
بأهل المشرق قال تضربهم حتى يبايعوا قال والله ما أحب أنها
دانت لي سبعين سنة وأنه قتل في سببي رجل واحد قال يقول مروان
إني أرى فتنة مراجلها والملك بعد
أبي ليلى لمن غلبا أبو ليلى معاوية بن يزيد بن معاوية وكان بعد يزيد أبيه أربعين ليلة
بايع له أبو ه الناس
قال أخبرنا أحمد بن يونس قال حدثنا أبو شهاب عن يونس
عن نافع قال قيل لابن عمر زمن بن الزبير والخوارج والخشبية أتصلي
مع هؤلاء ومع هؤلاء وبعضهم يقتل بعضا قال فقال من قال حي على
الصلاة أجبته ومن قال حي على الفلاح أجبته ومن قال حي على
169

قتل أخيك وأخذ ماله قلت لا
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا أبو شهاب
عن حجاج بن أرطاة عن نافع عن بن عمر أنه غزا العراق فبارز دهقانا
فقتله وأخذ سلبه فسلم ذلك له ثم أتى أباه فسلمه له
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا أبو شهاب
قال أخبرني حبيب بن الشهيد قال قيل لنافع ما كان يصنع بن عمر
في منزله قال لا يطيقونه الوضوء لكل صلاة والمصحف فيما
بينهما
قال أخبرنا سعيد بن منصور قال حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو
بن دينار عن بن عمر قال ما وضعت لبنة على لبنة ولا غرست نخلة
منذ توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا سعيد بن منصور قال حدثنا سفيان عن عمرو بن
دينار قال أراد بن عمر ألا يتزوج فقالت له حفصة تزوج فإن ماتوا
أجرت فيهم وإن بقوا دعوا الله لك
قال أخبرنا أحمد بن محمد الأزرقي قال حدثنا عمرو بن يحيى
عن جده قال سئل بن عمر عن شئ فقال لا أدري فلما ولى الرجل
أفتى نفسه فقال أحسن بن عمر سئل عما لا يعلم فقال لا أعلم
قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال أخبرنا بن عون قال
كانت لابن عمر حاجة إلى معاوية فأراد أن يكتب إليه فبدأ بنفسه فلم يزالوا
به حتى كتب بسم الله الرحمن الرحيم إلى معاوية
قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال أخبرنا أسامة بن زيد عن
نافع عن بن عمر أنه قال إني لأخرج إلى السوق وما بي من حاجة إلا
لأسلم أو يسلم علي
قال أخبرنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا كثير بن نباتة الحداني
170

قال حدثنا أبي أنه أتى بن عمر بهدية من البصرة فقبلها فسألت مولى له
أيطلب الخلافة قال لا هو أكرم على الله من ذاك قال ورأيته صائما
في ثوبين ممشقين يصب عليه الماء
قال أخبرنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد عن عبد
الرحمن السراج عن نافع قال استسقى بن عمر يوما فأتي بماء في قدح
من زجاج فلما رآه لم يشرب
قال أخبرنا سليمان بن حرب قال حدثنا جرير بن حازم قال
شهدت سالما استسقى فأتي بماء في قدح مفضض فلما مد يديه إليه فرآه
كف يديه ولم يشرب فقلت لنافع ما يمنع أبا عمر أن يشرب قال
الذي سمع من أبيه في الاناء المفضض قال قلت أوما كان بن عمر يشرب
في الاناء المفضض قال فغضب وقال بن عمر يشرب في المفضض
فوالله ما كان بن عمر يتوضأ في الصفر قلت في أي شئ كان يتوضأ
قال في الركاء وأقداح الخشب
قال أخبرنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد
بن زيد عن علي بن زيد عن الحسن عن الحنتف بن السجف قال قلت لابن عمر ما
يمنعك من أن تبايع هذا الرجل أعني بن الزبير قال إني والله ما وجدت
بيعتهم إلا ققة أتدري ما ققة أم رأيت الصبي يسلح ثم يضع
يده في سلحه فتقول له أمه ققة
قال أخبرنا قبيصة بن عقبة عن هارون البربري عن عبد الله بن عبيد
بن عمير قال قال بن عمر إنما كان مثلنا في هذه الفتنة كمثل قوم
كانوا يسيرون على جادة يعرفونها فبينا هم كذلك إذ غشيتهم سحابة وظلمة
فأخذ بعضنا يمينا وبعضنا شمالا فأخطأنا الطريق وأقمنا حيث أدركنا ذلك
حتى تجلى عنا ذلك حتى أبصرنا الطريق الأول فعرفناه فأخذنا فيه إنما
هؤلاء فتيان قريش يتقاتلون على هذا السلطان وعلى هذه الدنيا والله ما أبالي
171

ألا يكون لي ما يقتل فيه بعضهم بعضا بنعلي
قال أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي قال حدثنا سفيان
يعني بن عيينة عن بن أبي نجيح عن مجاهد قال شهد بن عمر فتح مكة
وهو بن عشرين سنة وهو على فرس جرور ومعه رمح ثقيل وعليه بردة
فلوت قال فأبصره النبي صلى الله عليه وسلم وهو يختلي لفرسه فقال
إن عبد الله إن عبد الله يعني أثنى عليه خيرا
قال أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي قال حدثنا مسلم
بن خالد عن بن أبي نجيح عن مجاهد قال شهد بن عمر فتح مكة وهو
بن عشرين سنة
قال أخبرنا محمد بن ربيعة الكلابي عن موسى المعلم قال رأيت
بن عمر دعي إلى دعوة فجلس على فراش عليه ثوب مورد قال فلما وضع
الطعام قال بسم الله ومد يده ثم رفعها وقال إني صائم وللدعوة حق
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا أبو جعفر الرازي عن
يحيى البكاء قال رأيت بن عمر يصلي في إزار ورداء وهو يقول بيديه
هكذا ويخل أبو جعفر يده في إبطه ويقول بإصبعه هكذا فأدخل
أبو جعفر إصبعه في أنفه
قال أخبرنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد
عن قزعة العقيلي أن بن عمر وجد البرد وهو محرم فقال ألق علي
ثوبا فألقيت عليه مطرفا فلما استيقظ جعل ينظر إلى طرائقه وعلمه
وكان علمه إبريسما فقال لولا هذا لم يكن به بأس
قال أخبرنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا جويرية بن أسماء
عن نافع قال رأيت على بن عمر المطرف ثمن خمس مائة
قال أخبرنا مطرف بن عبد الله قال حدثنا عبد الله بن عمر عن
نافع عن بن عمر أنه كان لا يلبس الخز وكان يراه على بعض ولده فلا
172

ينكره
قال أخبرنا عمرو بن الهيثم قال قرأت على مالك بن أنس عن نافع
عن بن عمر أنه كان يلبس المصبوغ بالمشق والمصبوغ بالزعفران
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال حدثنا أسامة بن زيد عن نافع
قال كان بن عمر لا يدخل حماما ولا ماء إلا بإزار
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا زهير عن أبي إسحاق
أنه رأى على بن عمر نعلين في كل واحدة شسعان قال ورأيته بين
الصفا والمروة عليه ثوبان فرأيته إذا أتى المسيل يرمل رملا هنيئا
فوق المشي وإذا جاوزه مشى وكلما أتى على كل واحد منهما قام مقابل
البيت
قال أخبرنا الفضل بن دكين وأحمد بن عبد الله بن يونس قالا
حدثنا زهير عن زيد بن جبير أنه دخل على بن عمر فرأى له فسطاطين
وسرادقا ورأى عليه نعلين بقبالين أحد الزمامين بين الأربع من نعال ليس
عليها شعر ملسنه كنا نسميها الحمصية
قال أخبرنا عفان بن مسلم وهشام أبو الوليد الطيالسي قالا حدثنا
شعبة عن جبلة بن سحيم قال رأيت بن عمر اشترى قميصا فلبسه
فأراد أن يرده فأصاب القميص صفرة من لحيته فأمسكه من أجل تلك
الصفرة قال عفان ولم يرده
قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال حدثنا همام بن يحيى
عن عبيد الله بن عمر عن نافع أو سالم أن بن عمر كان يتزر فوق القميص
في السفر
قال أخبرنا المعلى بن أسد قال حدثنا عبد الرحمن بن العريان
قال سمعت الأزرق بن قيس قال قل ما رأيت بن عمر إلا وهو محلول
الإزار
173

قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حفص بن غياث قال
حدثنا الأعمش عن ثابت بن عبيد قال ما رأيت بن عمر يزر قميصه قط
قال أخبرنا القاسم بن مالك المزني الكوفي عن جميل بن زيد الطائي
قال رأيت إزار بن عمر فوق العرقوبين ودون عضلة ورأيت عليه ثوبين
أصفرين ورأيته يصفر لحيته
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن موسى المعلم عن أبي المتوكل
التاجي قال كأني أنظر إلى بن عمر يمشي بين ثوبين كأني أنظر إلى عضلة
ساقه تحت الإزار والقميص فوق الإزار
قال أخبرنا خالد بن مخلد قال حدثنا يحيى بن عمير قال رأيت
سالم بن عبد الله وقف على أبي وعليه قميص مشمر فأمسك أبي بطرف قميصه
ونظر إلى وجهه ثم قال لكأنه قميص عبد الله بن عمر
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا صدقة بن سليمان العجلي
قال حدثني والدي قال نظرت إلى بن عمر فإذا رجل جهير يخضب
بالصفرة عليه قميص دستواني إلى نصف الساق
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن موسى بن دهقان قال رأيت
بن عمر يتزر إلى أنصاف ساقيه
قال أخبرنا وكيع عن العمري عن نافع عن بن عمر أنه اعتم
وأرخاها بين كتفيه
قال أخبرنا وكيع عن العمري عن نافع عن بن عمر أنه كان يخرج
يديه من البرنس إذا سجد
قال أخبرنا وكيع عن النضر أبي لؤلؤة قال رأيت على بن عمر
عمامة سوداء
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا شعبة عن حيان البارقي
قال رأيت بن عمر يصلي في إزار مؤتزرا به أو سمعته يفتي أو يصلي
174

في إزار وليس عليه غيره
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا شريك عن عمران النخلي
قال رأيت بن عمر يصلي في إزار
قال أخبرنا عبد الله بن نمير عن عثمان بن إبراهيم الحاطبي قال
رأيت بن عمر يحفي شاربه ويعتم ويرخيها من خلفه
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال سألت عبد الله بن أبي
عثمان القرشي قلت رأيت بن عمر يرفع إزاره إلى نصف ساقه قال
لا أدري ما نصف ساقه ولكني قد رأيته يشمر قميصه تشميرا شديدا
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا أبو عوانة عن عبد الله بن
حنش قال رأيت على بن عمر بردين معافرين ورأيت إزاره إلى
نصف ساقه
قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا حمران بن عبد العزيز
القيسي قال حدثنا أبو ريحانة قال رأيت بن عمر بالمدينة مطلقا إزاره
يأتي أسواقها فيقول كيف يباع ذا كيف يباع ذا
قال أخبرنا خلاد بن يحيى الكوفي قال حدثنا سفيان عن كليب
بن وائل قال رأيت بن عمر يرخي عمامته خلفه
قال أخبرنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي قال حدثنا الوليد
بن مسلم عن زهير بن محمد عن زيد بن أسلم قال رأيت بن عمر يصلي
محلول الإزار وقال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم محلول الإزار
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عثيم بن نسطاس قال
رأيت بن عمر لا يزر قميصه
قال أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا أبو عوانة عن
أبي بشر عن نافع عن بن عمر أنه كان له خاتم فكان يجعله عند ابنه أبي
عبيد فإذا أراد أن يختم أخذه فختم به
175

قال أخبرنا يحيى بن خليف بن عقبة البصري قال حدثني بن عون
قال ذكروا عند نافع خاتم بن عمر فقال كان بن عمر لا يتختم إنما
كان خاتمه يكون عند صفية فإذا أراد أن يختم أرسلني فجئت به
قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن خالد الحذاء عن بن
سيرين قال كان نقش خاتم عبد الله بن عمر عبد الله بن عمر
قال أخبرنا عبد الله بن إدريس عن حصين عن مجاهد عن عبد الله
بن عمر أنه كان خاتمه عبد الله بن عمر
قال أخبرنا المعلى بن أسد قال حدثنا عبد العزيز بن المختار عن
خالد عن بن سيرين أن نقش خاتم بن عمر كان عبد الله بن عمر
قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال حدثنا همام قال
حدثنا أبان عن أنس أن عمر بن الخطاب نهى أن ينقش في الخاتم بالعربية
قال أبان فأخبرت بذلك محمد بن سيرين فقال كان نقش خاتم
عبد الله بن عمر الله
قال أخبرنا عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني قال حدثنا جعفر
بن برقان عن ميمون بن مهران عن بن عمر أنه كان يحفي شاربه
وإزاره إلى أنصاف ساقيه
قال أخبرنا عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني قال حدثنا عثمان
بن إبراهيم الحاطبي قال رأيت بن عمر إزاره إلى نصف ساقيه ورأيته
يحفي شاربه
قال أخبرنا محمد بن كناسة الأسدي قال حدثنا عثمان بن إبراهيم
بن محمد بن حاطب قال رأيت عبد الله بن عمر يحفي شاربه قال
وأجلسني في حجره قال محمد بن كناسة وأم عثمان بن إبراهيم ابنة
قدامة بن مظعون
قال أخبرنا يعلى ومحمد ابنا عبيد الطنافسيان قالا حدثنا عثمان
176

بن إبراهيم الحاطبي قال رأيت بن عمر يحفي شاربه حتى كنت أظنه
ينتفه
قال أخبرنا يعلى بن عبيد قال حدثنا الحاطبي قال ما رأيت
بن عمر إلا محلل الإزار
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال عاصم بن محمد أخبرنا عن أبيه
قال رأيت بن عمر يحفي شاربه قال يزيد لا أعلمه إلا قال حتى
أرى بياض بشرته أو يستبين بياض بشرته
قال أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن الضحاك بن عثمان
أنه سأل يحيى بن سعيد أتعلم أحدا كان يحفي شاربيه من أهل العلم
فقال لا إلا عبد الله بن عمر و عبد الله بن عامر بن ربيعة فإنهما كانا يفعلان
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا عاصم بن محمد بن زيد
العمري عن أبيه قال كان بن عمر يحفي شاربه حتى تنظر إلى بياض
الجلدة
قال أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا عبد الرحمن بن
عبد الله بن دينار عن أبيه أن بن عمر كان يجز شاربه حتى يحفيه ويفشو
ذلك في وجهه
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال سألت عبد الله بن أبي
عثمان القرشي هل رأيت بن عمر يحفي شاربه قال نعم قلت أنت
رأيته قال نعم
قال أخبرنا خالد بن مخلد البجلي
قال حدثني سليمان بن بلال قال حدثني عبد الله بن دينار قال رأيت بن عمر يحفي شاربيه
قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال حدثنا أبو المليح قال
كان ميمون يحفي شاربه ويذكر أن بن عمر كان يحفي شاربه
قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الجرمي الرقي قال
177

حدثنا خالد بن الحارث عن بن عون عن نافع عن بن عمر أنه كان يأخذ
هاتين السبلتين يعني ما طال من الشارب
قال أخبرنا كثير بن هشام قال حدثنا جعفر بن برقان قال حدثنا
حبيب بن الريان قال رأيت بن عمر جز شاربه حتى كأنما قد حلقه
ورفع إزاره إلى أنصاف ساقيه قال فذكرت ذلك لميمون بن مهران فقال
صدق حبيب كذلك كان بن عمر
قال أخبرنا أزهر بن سعد السمان عن بن عون عن نافع قال
كان بن عمر يأخذ من هذا ومن هذا وأشار أزهر إلى شاربيه
قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال حدثنا سفيان عن محمد بن عجلان
عن عثمان بن عبيد الله بن أبي رافع قال رأيت بن عمر يحفي شاربه أخي
الحلق
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عيسى بن جعفر وحفص
عن نافع قال كان بن عمر يعفي لحيته إلا في حج أو عمرة
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا بن أبي ليلى عن نافع
قال كان بن عمر يقبض على لحيته ثم يأخذ ما جاوز القبضة
قال أخبرنا محمد بن عمر عن عبد الله بن عمر عن نافع قال كان
بن عمر يقبض هكذا ويأخذ ما فضل عن القبضة ويضع يده عند الذقن
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا الثوري عن عبد الكريم
الجزري قال أخبرني الحجام الذي كان يأخذ من لحية بن عمر ما فضل عن
القبضة
قال أخبرنا أنس بن عياض الليثي قال حدثني الحارث بن عبد
الرحمن بن أبي ذباب الدوسي أنه رأى عبد الله بن عمر يصفر لحيته
قال أخبرنا أنس بن عياض عن نوفل بن مسعود قال رأيت عبد
الله بن عمر يصفر لحيته بالخلوق ورأيت في رجليه نعلين فيهما قبالان
178

قال أخبرنا عبد الله بن نمير قال أخبرنا عبيد الله بن عمر عن نافع
عن بن عمر أنه كان يصفر لحيته
قال أخبرنا عبد الله بن نمير قال حدثنا عبد الله العمري عن نافع
عن بن عمر انه كان يدهن بالخلوق يغير به شيبه
قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس قال حدثنا سليمان
بن بلال عن زيد بن أسلم أن عبد الله بن عمر كان يصفر لحيته بالصفرة
حتى تملأ ثيابه من الصفرة فقيل له لم تصبغ بالصفرة فقال إني
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبغ بها
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن عبد العزيز
بن حكيم قال رأيت بن عمر يخضب بالصفرة
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا شريك عن محمد بن قيس
قال رأيت بن عمر أصفر اللحية ورأيته محللا أزرار قميصه ورأيته
واضعا إحدى رجليه على الأخرى ورأيته معتما قد أرسلها من بين
يديه ومن خلفه فما أدري الذي بين يديه أطول أو الذي خلفه
قال أخبرنا الفضل بن دكين عن سفيان بن عيينة قال سمعت
سليمان الأحول قال رأيت بن عمر يصفر لحيته حتى قد ردغ ذا منه
وأشار إلى جيب قميصه
قال أخبرنا عبد الله بن نمير قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن سعيد
المقمري عن بن جريج يعني عبيد بن جريج قلت لابن عمر رأيتك
تصفر لحيتك قال أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصفر
لحيته قلت ورأيتك تلبس هذه النعال السبتية قال إني رأيت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يلبسها ويستحبها ويتوضأ فيها
قال أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي قال حدثنا
عبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيه عن بن عمر أنه كان يصبغ بالزعفران
179

فقيل له فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبغ به أو قال
رأيته أحب الصبغ إليه
قال أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال حدثنا عبد العزيز
بن محمد الدراوردي عن زيد بن أسلم أن بن عمر كان يصبغ لحيته بالصفرة
حتى تمتلئ ثيابه من الصفرة فقيل له لم تصبغ بالصفرة فقال إني
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبغ بها ولم يكن شئ من الصبغ
أحب إليه منها ولقد كان يصبغ بها ثيابه كلها حتى عمامته
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عثيم بن نسطاس قال
رأيت بن عمر يصفر لحيته ورأيته لا يزر قميصه ورأيته مر فسها
أن يسلم فرجع فقال إني سهوت السلام عليكم
قال أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا عبد الرحمن
بن عبد الله بن دينار عن أبيه أن بن عمر كان يصفر لحيته بخلوق الورس
حتى يملا منه ثيابه
قال أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال حدثنا عبد العزيز
بن محمد عن محمد بن زيد أنه رأى عبد الله بن عمر يصفر بالخلوق والزعفران
لحيته
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري وعبد الوهاب بن عطاء
قالا حدثنا بن جريج قال حدثني عطاء قال رأيت بن عمر يصفر
قال أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قطن عن بن أبي ذئب عن عثمان
بن عبيد الله قال رأيت بن عمر يصفر لحيته ونحن في الكتاب
قال أخبرنا خالد بن مخلد البجلي قال حدثنا عبد الله بن عمر
عن نافع قال كان بن عمر يصفر لحيته بالزعفران والورس فيه مسك
قال أخبرنا كثير بن هشام قال حدثنا جعفر بن برقان قال
حدثنا موسى بن أبي مريم قال كان عبد الله بن عمر يخضب بالصفرة
180

حتى ترى الصفرة على قميصه من لحيته
قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال أخبرنا عبد الله العمري
عن سعيد بن أبي سعيد عن عبيد يعني بن جريج أنه قال لابن عمر
أراك تصفر لحيتك وأرى الناس يصبغون ويلونون فقال رأيت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يصفر لحيته
قال أخبرنا القاسم بن مالك المزني عن جميل بن زيد الطائي قال
رأيت بن عمر يصفر لحيته
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال سألت عبد الله بن
أبي عثمان القرشي قلت رأيت بن عمر يصفر لحيته قال لم أره
يصفرها ولكني قد رأيت لحيته مصفرة ليست بالشديدة وهي يسيرة
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال حدثنا سفيان عن محمد
بن عجلان عن نافع قال كان بن عمر يعفي لحيته إلا في حج
أو عمرة
قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي قال حدثنا بن جريج
عن نافع قال ترك بن عمر الحلق مرة أو مرتين فقصر نواحي مؤخر
رأسه قال وكان أصلع قال فقلت لنافع أفمن اللحية قال كان
يأخذ من أطرافها
قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال أخبرنا العمري عن نافع
أن بن عمر لم يحج سنة فضحى بالمدينة وحلق رأسه
قال أخبرنا عبد الله بن نمير وأبو أسامة قالا حدثنا هشام بن
عروة قال رأيت بن عمر له جمة قال بن نمير في حديثه طويلة
وقال أبو أسامة جمة مفروقة تضرب منكبيه قال هشام فأتي به
إليه وهو على المروة فدعاني فقبلني وأراه قصر يومئذ
قال أخبرنا عمرو بن عاصم قال حدثنا همام قال حدثنا قتادة
181

عن علي بن عبد الله البارقي قال رأيت صلعة بن عمر وهو يطوف
بالبيت
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا العوام بن حوشب عن
حبيب بن أبي ثابت عن بن عمر قال لما كان من موعد علي ومعاوية
بدومة جندل ما كان أشفق معاوية أن يخرج هو وعلي منها فجاء معاوية
يومئذ على بختي عظيم طويل فقال ومن هذا الذي يطمع في هذا الامر
أو يمد إليه عنق قال بن عمر فما حدثت نفسي بالدنيا إلا يومئذ فإني
هممت أن أقول يطمع فيه من ضربك وأباك عليه حتى أدخلكما
فيه ثم ذكرت الجنة ونعيمها وثمارها فأعرضت عنه
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال أخبرنا مسعر بن كدام
عن أبي حصين أن معاوية قال ومن أحق بهذا الامر منا فقال عبد الله
بن عمر فأردت أن أقول أحق منك من ضربك وأباك عليه ثم ذكرت
ما في الجنان فخشيت أن يكون في ذاك فساد
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن معمر
عن الزهري قال لما اجتمع على معاوية قام فقال ومن كان أحق بهذا
الامر مني قال بن عمر فتهيأت أن أقوم فأقول أحق به من ضربك
وأباك على الكفر فخشيت أن يظن بي غير الذي بي
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب
عن نافع أن معاوية بعث إلى بن عمر بمائة ألف فلما أراد أن يبايع ليزيد
بن معاوية قال أرى ذاك أراد إن ديني عندي إذا لرخيص
قال أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي قالا
حدثنا سفيان عن محمد المنكدر قال لما بويع يزيد بن معاوية فبلغ ذاك
بن عمر فقال إن كان خيرا رضينا وإن كان بلاء صبرنا
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثنا صخر بن
182

جويرية قال حدثنا نافع أن بن عمر لما ابتز أهل المدينة بيزيد بن معاوية
وخلعوه دعا عبد الله بن عمر بنيه وجمعهم فقال إنا بايعنا هذا الرجل
على بيع الله ورسوله وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة فيقول هذه غدرة فلان
وإن من أعظم الغدر إلا أن يكون الشرك بالله ان يبايع رجل رجلا على
بيع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ثم ينكث بيعته فلا يخلعن
أحد منكم يزيد ولا يسرعن أحد منكم في هذا الامر فتكون الصيلم
بيني وبينه
قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن أيوب عن نافع قال
لما قدم معاوية المدينة حلف على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليقتلن بن عمر فلما دنا من مكة تلقاه الناس وتلقاه عبد الله بن صفوان
فيمن تلقاه فقال إيهن ما جئتنا به جئتنا لتقتل عبد الله بن عمر قال
ومن يقول هذا ومن يقول هذا ومن يقول هذا ثلاثا
قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن بن عون عن نافع قال لما
قدم معاوية المدينة حلف على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقتلن
بن عمر قال فجعل أهلنا يقدمون علينا وجاء عبد الله بن صفوان إلى بن
عمر فدخلا بيتا وكنت على باب البيت فجعل عبد الله بن صفوان يقول
أفتتركه حتى يقتلك والله لو لم يكن إلا أنا وأهل بيتي لقاتلته دونك
قال فقال بن عمر أفلا أصبر في حرم الله قال وسمعت نجيه تلك
الليلة مرتين فلما دنا معاوية تلقاه الناس وتلقاه عبد الله بن صفوان فقال
إيهن ما جئتنا به لتقتل عبد الله بن عمر قال والله لا أقتله
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال حدثنا سفيان عن عبد الله
بن دينار قال لما أجمع الناس على عبد الملك بن مروان كتب إليه بن عمر
أما بعد فإني قد بايعت لعبد الله بن عبد الملك أمير المؤمنين بالسمع والطاعة على
183

سنة الله وسنة رسوله فيما استطعت وإن بني قد أقروا بذلك
قال أخبرنا معاذ بن معاذ العنبري قال حدثنا بن عون قال
سمعت رجلا يحدث محمدا قال كانت وصية عمر عند أم المؤمنين
يعني حفصة فلما توفيت صارت إلى بن عمر فلما حضر بن عمر
جعلها إلى ابنه عبد الله بن عبد الله وترك سالما وكان الناس عنفوه بذلك
قال فدخل عبد الله بن عبد الله و عبد الله بن عمرو بن عثمان على الحجاج
بن يوسف قال فقال الحجاج لقد كنت هممت أن أضرب عنق بن
عمر
قال فقال له عبد الله بن عبد الله أما والله إن لو فعلت لكوسك
الله في نار جهنم رأسك أسفلك قال فنكس الحجاج قال وقلت
يأمر به الان قال ثم رفع رأسه وقال أي قريش أكرم بيتا وآخذ في
حديث غيره
قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا الأسود بن شيبان قال
حدثنا خالد بن سمير قال خطب الحجاج الفاسق على المنبر فقال إن
بن الزبير حرف كتاب الله فقال له بن عمر كذبت كذبت كذبت
ما يستطيع ذلك ولا أنت معه فقال له الحجاج اسكت فإنك شيخ قد
خرفت وذهب عقلك يوشك شيخ أن يؤخذ فتضرب عنقه فيجر
قد انتفخت خصيتاه يطوف به صبيان أهل البقيع
قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن أيوب عن نافع أن
بن عمر لم يوص
قال أخبرنا أزهر بن سعد السمان عن بن عون عن نافع قال
لما ثقل بن عمر قالوا له أوص قال وما أوصي قد كنت أفعل في
الحياة ما الله أعلم به فأما الان فإني لا أجد أحدا أحق به من هؤلاء لا أدخل
عليهم في رباعهم أحدا
184

قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب
عن نافع أن بن عمر اشتكى فذكروا له الوصية فقال الله أعلم ما كنت
أصنع في مالي وأما رباعي وأرضي فإني لا أحب أن أشرك مع ولدي
فيها أحدا
قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس قال حدثنا سليمان
بن بلال عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عتيق عن نافع أن بن عمر
كان يقول اللهم لا تجعل منيتي بمكة
قال أخبرنا يزيد بن هارون والفضل بن دكين قالا أخبرنا فضيل
بن مرزوق عن عطية العوفي قال سألت مولى لعبد الله بن عمر عن موت
عبد الله بن عمر قال فقال أصابه رجل من أهل الشام بزجه في رجله
قال فأتاه الحجاج يعوده فقال لو أعلم الذي أصابك لضربت عنقه فقال
عبد الله أنت الذي أصبتني قال كيف قال يوم أدخلت حرم
الله السلاح
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا العوام بن حوشب قال
حدثني عياش العامري عن سعيد بن جبير قال لما أصاب بن عمر الخبل
الذي أصابه بمكة فرمي حتى أصاب الأرض فخاف أن يمنعه الألم فقال
يا بن أم الدهماء اقض بي المناسك فلما اشتد وجعه بلغ الحجاج فأتاه
يعوده فجعل يقول لو أعلم من أصابك لفعلت وفعلت فلما أكثر عليه
قال أنت أصبتني حملت السلاح في يوم لا يحمل فيه السلاح فلما
خرج الحجاج قال بن عمر ما آسى من الدنيا إلا على ثلاث ظم ء
الهواجر ومكابدة الليل وألا أكون قاتلت هذه الفئة الباغية التي حلت بنا
قال أخبرنا وهب بن جرير بن حازم قال حدثنا أبي قال سمعت
أبا بكر بن عبد الله بن عوذ الله شيخا من بني مخزوم يحدث قال لما أصيبت
رجل بن عمر أتاه الحجاج يعوده فدخل فسلم عليه وهو على فراشه
185

فرد عليه السلام فقال الحجاج يا أبا عبد الرحمن هل تدري من أصاب
رجلك قال لا قال أما والله لو علمت من أصابك لقتلته فأطرق
بن عمر فجعل لا يكلمه ولا يلتفت إليه فلما رأى ذلك الحجاج وثب
كالمغضب فخرج يمشي مسرعا حتى إذا كان في صحن الدار التفت إلى
من خلفه فقال إن هذا يزعم أنه يريد أن نأخذ بالعهد الأول
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا إسحاق بن سعيد عن
سعيد يعني أباه قال دخل الحجاج يعود بن عمر وعنده سعيد يعني
سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص وقد أصاب رجله قال كيف تجدك
يا أبا عبد الرحمن أما إنا لو نعلم من أصابك عاقبناه فهل تدري من
أصابك قال أصابني من أمر بحمل السلاح في الحرم لا يحل فيه
حمله
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا أشرس بن عبيد قال
سألت سالم عن عبد الله بن عمر عما أصاب عبد الله بن عمر من جراحته
فقال سالم قلت يا أبت ما هذا الدم يسيل على كتف النجيبة فقال ما
شعرت به فأنخ فأنخت فنزع رجله من الغرز وقد لزقت قدمه بالغرز
فقال ما شعرت بما أصابني
قال أخبرنا سليمان بن حرب قال حدثنا هاد بن زيد عن أيوب
قال قلت لنافع ما كان بدء موت بن عمر قال أصابته عارضة
محمل بين إصبعين من أصابعه عند الجمرة في الزحام فمرض قال فأتاه
الحجاج يعوده فلما دخل عليه فرآه غمض بن عمر عينيه قال فكلمه
الحجاج فلم يكلمه قال فقال له من ضربك من تتهم قال
فلم يكلمه بن عمر فخرج الحجاج فقال إن هذا يقول إني على الضرب
الأول
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا عبد العزيز بن سياه
186

قال حدثني حبيب بن أبي ثابت قال بلغني عن بن عمر في مرضه الذي
مات فيه قال ما أجدني آسى على شئ من أمر الدنيا إلا أني لم أقاتل الفئة
الباغية
قال أخبرنا سليمان بن حرب قال حدثنا شعبة عن عبد العزيز
بن أبي رواد عن نافع أن بن عمر أوصى رجلا أن يغسله فجعل يدلكه
بالمسك
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا خالد بن أبي بكر عن سالم
بن عبد الله قال مات بن عمر بمكة ودفن بفخ سنة أربع وسبعين وكان
يوم مات بن أربع وثمانين سنة
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال توفي عبد الله بن عمر سنة
ثلاث وسبعين
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن نافع عن أبيه
قال كان زج رمح رجل من أصحاب الحجاج قد أصاب رجل بن
عمر فاندمل الجرح فلما صدر الناس انتفض على بن عمر جرحه
فلما نزل به دخل الحجاج عليه يعوده فقال يا أبا عبد الرحمن الذي
أصابك من هو قال أنت قتلتني قال وفيم قال حملت السلام
في حرم الله فأصابني بعض أصحابك فلما حضرت بن عمر الوفاة أوصى
أن لا يدفن في الحرم وأن يدفن خارجا من الحرم فغلب فدفن في
الحرم وصلى عليه الحجاج
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني شرحبيل بن أبي عون
عن أبيه قال قال بن عمر عند الموت لسالم يا بني إن أنا مت فادفني
خارجا من الحرم فإني أكره أن أدفن فيه بعد أن خرجت منه مهاجرا
فقال يا أبت إن قدرنا على ذلك فقال تسمعني أقول لك وتقول إن
قدرنا على ذلك قال أقول الحجاج يغلبنا فيصلي عليك قال فسكت
187

بن عمر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر عن الزهري عن
سالم قال أوصاني أبي أن أدفنه خارجا من الحرم فلم نقدر فدفناه في الحرم
بفخ في مقبرة المهاجرين
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن عمر عن نافع
قال لما صدر الناس ونزل بابن عمر أوصى عند الموت أن لا يدفن في
الحرم فلم يقدر على ذلك من الحجاج فدفناه بفخ في مقبرة المهاجرين
نحو ذي طوى ومات بمكة سنة أربع وسبعين
خارجة بن حذافة
بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب
وأمه فاطمة بنت عمرو بن بجرة بن خلف بن صداد من بني عدي بن
كعب ويقال بل أمه فاطمة بنت علقمة بن عامر بن بجرة بن خلف بن صداد
وكان لخارجة من الولد عبد الرحمن وأبان وأمهما امرأة من كندة وعبد
الله وعون وأمهما أم ولد وكان خارجة بن حذافة قاضيا بمصر لعمرو
بن العاص فلما كان صبيحة يوم وافي الخارجي ليضرب عمرو بن العاص
فلم يخرج عمرو يومئذ للصلاة وأمر خارجة يصلي بالناس فتقدم الخارجي
فضرب خارجة وهو يظن أنه عمرو بن العاص فأخذ فأدخل على عمرو
وقالوا والله ما ضربت عمرا وإنما ضربت خارجة فقال أردت عمرا
وأراد الله خارجة فذهبت مثلا
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال حدثنا محمد بن إسحاق عن يزيد
بن أبي حبيب عن عبد الله بن راشد الزوفي عن عبد الله بن مرة الزوفي عن
188

خارجة بن حذافة العدوي قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
لصلاة الغداة فقال لقد أمدكم الله الليلة بصلاة لهي خير لكم من حمر
النعم قلنا وما هي يا رسول الله قال الوتر فيما بن صلاة العشاء
إلى طلوع الفجر
ومن بني سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب
عبد الله بن حذافة
بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص وأمه
تميمة بنت حرثان من بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة وهو أخو خنيس
بن حذافة زوج حفصة بنت عمر بن الخطاب قبل رسول الله صلى الله
عليه وسلم وشهد خنيس بدرا ولم يشهد عبد الله بدرا ولكنه قديم الاسلام
بمكة وكان من مهاجرة الحبشة الهجرة الثانية في رواية محمد بن إسحاق
ومحمد بن عمر ولم يذكره موسى بن عقبة وأبو معشر وهو
رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتابه إلى كسرى
قال أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن صالح
بن كيسان قال قال بن شهاب أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة
أن بن عباس أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بكتابه
إلى كسرى مع عبد الله بن حذافة السهمي فأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين
فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى فلما قرأه خرقه قال بن شهاب
فحسبت أن المسيب قال فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن يمزقوا كل ممزق
قال أخبرنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا أبو عوانة عن مغيرة
189

عن أبي وائل قال قام عبد الله بن حذافة فقال يا رسول الله من أبي
قال أبو ك حذافة أنجبت أم حذافة الولد للفراش فقالت أمه
أي بني لقد قمت اليوم بأمك مقاما عظيما فكيف لو قال الأخرى
قال أردت أن أبدي ما في نفسي
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا بن أبي ذئب عن الزهري
قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن حذافة السهمي
ينادي في الناس بمنى أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال إنها أيام أكل وشرب وذكر الله
قال محمد بن عمر وكانت الروم قد أسرت عبد الله بن حذافة فكتب
فيه عمر بن الخطاب إلى قسطنطين فخلى عنه ومات عبد الله بن حذافة
في خلافة عثمان بن عفان
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو عن أبي
سلمة عن أبي هريرة قال قام عبد الله بن حذافة فقال من أبي يا رسول
الله قال أبو ك حذافة بن قيس
قال أخبرنا عثمان بن عمر البصري قال أخبرنا يونس عن الزهري
عن أبي سلمة أن عبد الله بن حذافة قام يصلي فجهر بالقراءة فقال له النبي
صلى الله عليه وسلم لا يا أبا حذافة لا تسمعني وسمع الله
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو عن عمر
بن الحكم بن ثوبان عن أبي سعيد الخدري أن عبد الله بن حذافة كان
من أصحاب بدر وكانت فيه دعابة
قال محمد بن عمر لم يشهد عبد الله بن حذافة بدرا
190

وأخوه قيس بن حذافة
بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم وأمه تميمة بنت حرثان من
بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة هكذا قال محمد بن عمر قيس بن
حذافة وأما هشام بن محمد بن السائب الكلبي فقال هو أبو قيس بن
حذافة واسمه حسان
قال محمد بن عمر وهو قديم الاسلام بمكة وكان من مهاجرة
الحبشة في الهجرة الثانية في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر ولم يذكره
موسى بن عقبة وأبو معشر
هشام بن العاص
بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم وأمه أم حرملة بنت هشام
بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وكان قديم الاسلام بمكة وهاجر
إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية ثم قدم مكة حين بلغه مهاجر النبي
صلى الله عليه وسلم إلى المدينة يريد اللحاق به فحبسه أبو ه وقومه بمكة
حتى قدم بعد الخندق على النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فشهد ما بعد
ذلك من المشاهد وكان أصغر سنا من أخيه عمرو بن العاص وليس له
عقب
قال أخبرنا عفان بن مسلم وعمرو بن عاصم الكلابي قالا
حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي
هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابنا العاص مؤمنان
هشام وعمرو
191

قال أخبرنا عمرو بن حكام بن أبي الوضاح قال حدثنا شعبة
عن عمرو بن دينار عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمه عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال ابنا العاص مؤمنان
قال أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال حدثنا عبد العزيز
بن أبي حازم عن أبيه عمرو بن شعيب عن أبيه عن أبني العاص انهما
قالا ما جلسنا مجلسا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كنا به
أشد اغتباطا من مجلس جلسناه يوما جئنا فإذا أناس عند حجر رسول الله
صلى الله عليه وسلم يراجعون في القرآن فلما رأيناهم اعتزلناهم ورسول
الله صلى الله عليه وسلم خلف الحجر يسمع كلامهم فخرج علينا
رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا يعرف الغضب في وجهه حتى
وقف عليهم فقال أي قوم بهذا ضلت الأمم قبلكم باختلافهم على
أنبيائهم وضربهم الكتاب
بعضه ببعض إن القران لم ينزل لتضربوا بعضه ببعض ولكن يصدق بعضه بعضا فما عرفتم منه فاعملوا به وما تشابه
عليكم فآمنوا به ثم التفت إلي والى أخي فغبطنا أنفسنا أن لا يكون رآنا
معهم
قال أخبرنا علي بن عبد الله بن جعفر قال قال سفيان بن عيينة
قالوا لعمرو بن العاص أنت خير أم أخوك هشام بن العاص قال أخبركم
عني وعنه عرضنا أنفسنا على الله فقبله وتركني قال سفيان وقتل في
بعض تلك المشاهد اليرموك أو غيره
قال أخبرنا عفان بن مسلم ووهب بن جرير بن حازم وسليمان بن
حرب قالوا حدثنا جرير بن حازم قال سمعت عبد الله بن عبيد الله بن
عمير قال بينما حلقة من قريش جلوس في هذا المكان من المسجد في
دبر الكعبة إذ مر عمرو بن العاص يطوف فقال قوم هشام بن العاص
أفضل في أنفسكم أم أخوه عمرو بن العاص فلما قضي عمرو طوافه جاء
192

إلى الحلقة فقام عليهم فقال ما قلتم حين رأيتموني فقد علمت أنكم قلتم
شيئا فقال القوم ذكرناك وأخاك هشام فقلنا هشام أفضل أو عمرو
فقال على الخبير سقطتم سأحدثكم عن ذاك إني شهدت أنا وهشام
اليرموك فبات وبت ندعو الله أن يرزقنا الشهادة فلما أصبحنا رزقها وحرمتها
فهل في ذلك ما يبين لكم فضله علي ثم قال ما لي أراكم قد نحيتم
هؤلاء الفتيان عن مجلسكم لا تفعلوا أوسعوا لهم وأدنوهم وحدثوهم
وأفهموهم الحديث فإنهم اليوم صغار قوم ويوشكون أن يكونوا كبار
قوم وإنا قد كنا صغار قوم ثم أصبحنا اليوم كبار قوم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني ثور بن يزيد عن زيد عن
زياد قال قال هشام بن العاص يوم أجنادين يا معشر المسلمين إن هؤلاء
القلفان لا صبر لهم على السيف فاصنعوا كما أصنع قال فجعل يدخل
وسطهم فيقتل النفر منهم حتى قتل
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني مخرمة بن بكير عن
أم بكر بنت المسور بن مخرمة قالت كان هشام بن العاص بن وائل
رجلا صالحا لما كان يوم أجنادين رأى من المسلمين بعض النكوص عن
عدوهم فألقى المغفر عن وجهه وجعل يتقدم في نحر العدو وهو يصيح
يا معشر المسلمين إلي إلي أنا هشام بن العاص أمن الجنة تفرون حتى
قتل
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الملك بن وهب عن
جعفر بن يعيش عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال حدثني
من حضر هشام بن العاص ضرب رجلا من غسان فأبدى سحره فكرت
غسان على هشام فضربوه بأسيافهم حتى قتلوه فلقد وطئته الخيل حتى
كر عليه عمرو فجمع لحمه فدفنه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني ثور بن يزيد عن خلف
193

بن معدان قال لما انهزمت الروم يوم أجنادين انتهوا إلى موضع لا يعبره
إلا إنسان وجعلت الروم تقاتل عليه وقد تقدموه وعبروه وتقدم هشام بن
العاص بن وائل فقاتل عليه حتى قتل ووقع على تلك الثلمة فسدها فلما
انتهى المسلمون إليها هابوا أن يوطئوه الخيل فقال عمرو بن العاص أيها
الناس إن الله قد استشهده ورفع روحه وإنما هو جثة فأوطئوه الخيل ثم
أوطأه هو وتبعه الناس حتى قطعوه فلما انتهت الهزيمة ورجع المسلمون
إلى العسكر كر إليه عمرو بن العاص فجعل يجمع لحمه وأعضاءه وعظامه
ثم حمله في نطع فواراه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن عمر عن زيد
بن أسلم قال لما بلغ عمر بن الخطاب قتله قال رحمه الله فنعم العون
كان للاسلام
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن يزيد بن أبي مالك عن أبي
عبيد الله الأودي قال محمد بن عمر وحدثني نجيح أبو معشر عن محمد
بن قيس قال محمد بن عمر وحدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان
قالوا كانت أول وقعة بين المسلمين والروم أجنادين وكانت في جمادى
الأولى سنة ثلاث عشرة في خلافة أبي بكر الصديق وكان على الناس يومئذ
عمرو بن العاص
أبو قيس بن الحارث
بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم وأمه أم ولد حضرمية وهو
قديم الاسلام بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية ثم قدم فشهد
194

أحدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وما بعد ذلك من المشاهد
وقتل يوم اليمامة شهيدا سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر الصديق
عبد الله بن الحارث
بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم وأمه أم الحجاج من بني شنوق
بن مرة بن عبد مناة بن كنانة
قال محمد بن إسحاق وكان عبد الله بن الحارث شاعرا وهو المبرق
وسمي بذلك ببيت قاله
إذا أنا لم أبرق فلا يسعني من الأرض بر ذو فضاء ولا بحر
وكان من مهاجرة الحبشة وقتل يوم اليمامة شهيدا سنة اثنتي عشرة
في خلافة أبي بكر الصديق
السائب بن الحارث
بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم وأمه أم الحجاج من بني شنوق
بن مرة بن عبد مناة بن كنانة وكان من مهاجرة الحبشة في الهجرة الثانية
وخرج يوم الطائف وقتل بعد ذلك يوم فحل بسواد الأردن ولا عقب
له وكانت فحل في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة في أول خلافة عمر
بن الخطاب
195

الحجاج بن الحارث
بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم وأمه أم الحجاج من بني شنوق
بن مرة بن عبد مناة بن كنانة وكان من مهاجرة الحبشة في الهجرة الثانية
وقتل باليرموك شهيدا في رجب سنة خمس عشرة ولا عقب له
تميم ويقال نمير بن الحارث
بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم وأمه ابنة حرثان بن حبيب
بن سواءة بن عامر بن صعصعة
وقال محمد بن إسحاق وحده وهو بشر بن الحارث بن قيس وكان
من مهاجرة الحبشة في الهجرة الثانية سعيد بن الحارث
بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم وأمه ابنة عروة بن سعد بن
حذيم بن سلامان بن سعد بن جمح ويقال بل هي ابنة عبد عمرو بن
عروة بن سعد وكان سعيد من مهاجرة الحبشة في الهجرة الثانية وقتل يوم
اليرموك شهيدا في رجب سنة خمس عشرة
196

معبد بن الحارث
بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم وأمه ابنة عروة بن سعد بن
حذيم بن سلامان بن سعد بن جمح ويقال بل هي ابنة عبد عمرو بن
عروة بن سعد هكذا قال هشام بن محمد معبد بن الحارث وقال محمد
بن عمر معمر بن الحارث
سعيد بن عمرو التميمي
حليف لهم وأخوهم لأمهم أمه ابنة حرثان بن حبيب بن سواءة
بن عامر بن صعصعة هكذا قال موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق سعيد
بن عمرو وقال أبو معشر ومحمد بن عمر معبد بن عمرو وكان
من مهاجرة الحبشة الهجرة الثانية
عمير بن رئاب
بن حذافة بن سعيد بن سهم هكذا قال محمد بن عمر وقال هشام
بن محمد بن السائب هو عمير بن رئاب بن حذيفة بن مهشم
بن سعد بن سهم وأمه أم وائل بنت معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن
جمح
قال محمد بن عمر وكان عمير بن رئاب من مهاجرة الحبشة في الهجرة
الثانية ذكروه جميعا في روايتهم وقتل بعين التمر شهيدا لا عقب له
197

ومن حلفاء بني سعد
محمية بن جزء
بن عبد يغوث بن عويج بن عمرو بن زبيد الأصغر واسمه منبه
وإنما سمي زبيدا لأنه لما كثر عمومته وبنو عمه قال من يزيدني نصره
يعني يعطيني نصره على بني أود فأجابوه فسموا كلهم زبيدا ما بين
زبيدا الأصغر إلى زبيد الأكبر وزبيد الأصغر بن ربيعة بن سلمة بن مازن
بن ربيعة بن منبه وهو زبيد للأكبر وإليه جماع زبيد بن صعب بن سعد
العشيرة من مذحج وأم محمية بن جزء هند وهي خوله بنت عوف بن
زهير بن الحارث بن حماطة من ذي حليل من حمير ومحمية بن جزء
أخو أم الفضل لبابة بنت الحارث أم بني العباس بن عبد المطلب لأمها
قال محمد بن عمر وعلي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف القرشي
كان محمية حليفا لبني سهم وقال هشام بن محمد بن السائب الكلبي كان
محمية حليفا لبني جمح وكانت ابنته عند الفضل بن العباس بن عبد المطلب
فولدت أم كلثوم وأسلم محمية بن جزء بمكة قديما وهاجر إلى أرض
الحبشة في الهجرة الثانية في روايتهم جميعا وأول مشاهده المريسيع وهي
غزوة بني المصطلق
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم قال أستعمل رسول الله
صلى الله عليه وسلم على مقسم الخمس وسهمان المسلمين يوم المريسيع
محمية بن جزء الزبيدي فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الخمس
من جميع المغنم فكان يليه محمية بن جزء
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري
198

عن عروة بن الزبير و عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل قالا جعل
رسول الله صلى الله عليه وسلم على خمس المسلمين محمية بن جزء الزبيدي
وكانت تجمع إليه الأخماس
نافع بن بديل بن ورقاء
ومن بني جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب
عمير بن وهب بن خلف
بن وهب بن حذافة بن جمح ويكنى أبا أمية وأمه أم سخيلة
بنت هاشم بن سعيد بن سهم وكان لعمير من الولد وهب بن عمير وكان
سيد بني جمح وأمية وأبي وأمهم رقيقة ويقال خالدة بنت كلدة
بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح وكان عمير بن وهب قد شهد
بدرا مع المشركين وبعثوه طليعة ليحزر أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم ويأتيهم بعددهم وعدتهم ففعل وقد كان حريصا على
رد قريش عن لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر فلما التقوا
كان ابنه وهب بن عمير فيمن أسر يوم بدر أسره رفاعة بن رافع بن مالك
الزرقي فرجع عمير إلى مكة فقال له صفوان بن أمية وهو معه في الحجر
دينك علي وعيالك علي أمونهم ما عشت وأجعل لك كذا وكذا إن
أنت خرجت إلى محمد حتى تقتله فوافقه على ذلك قال إن لي عنده
عذرا في قدومي عليه أقول جئت في فدى ابني فقدم المدينة ورسول
الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فدخل وعليه السيف فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لما رآه إنه ليريد غدرا والله حائل بينه وبين ذلك
199

ثم ذهب ليحني على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ما لك
والسلاح فقال أنسيته علي لما دخلت قال ولم قدمت قال
قدمت في فدى ابني قال فما جعلت لصفوان بن أمية في الحجر فقال
وما جعلت له قال جعلت له أن تقتلني على أن يعطيك كذا وكذا
وعلى أن يقضي دينك ويكفيك مؤونة عيالك فقال عمير أشهد
أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فوالله يا رسول الله ما اطلع على هذا
أحد غيري وغير صفوان وإني أعلم أن الله أخبرك به فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم يسروا أخاكم وأطلقوا له أسيره فأطلق له ابنه
وهب بن عمير بغير فدى فرجع عمير إلى مكة ولم يقرب صفوان بن
أمية فعلم صفوان أنه قد أسلم وكان قد حسن إسلامه ثم هاجر إلى المدينة
فشهد أحدا مع النبي صلى الله عليه وسلم وما بعد ذلك من المشاهد
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا
ثابت عن عكرمة أن عمير بن وهب خرج يوم بدر فوقع في القتلى فأخذ
الذي جرحه السيف فوضعه في بطنه حتى سمع صريف السيف في الحصى
حتى ظن أنه قد قتله فلما وجد عمير برد الليل أفاق إفاقة فجعل يحبو
حتى خرج من بين القتلى فرجع إلى مكة فبرأ منه
قال بينا هو يوما في الحجر هو وصفوان بن أمية فقال والله إني
لشديد الساعد جيد الحديدة جواد السعي ولولا عيالي ودين علي لاتيت
محمدا حتى أفتك به فقال صفوان فعلي عيالك وعلي دينك فذهب
عمير فأخذ سيفه حتى إذا دخل رآه عمر بن الخطاب فقام إليه فأخذ بحمائل
سيفه فجاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنادى فقال هكذا
تصنعون بمن جاءكم يدخل في دينكم فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم دعه يا عمر قال أنعم صباحا قال إن الله قد أبدلنا بها
ما هو خير منها السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم شأنك
200

وشأن صفوان ما قلتما فأخبره بما قالا قلت لولا عيالي ودين علي لاتيت
محمدا حتى افتك به قال صفوان علي عيالك ودينك قال من
أخبرك هذا فوالله ما كان معنا ثالث قال أخبرني جبرائيل قال كنت
تخبرنا عن أهل السماء فلا نصدق وتخبرنا عن أهل الأرض أشهد أن
لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله
قال محمد بن عمر وبقي عمير بن وهب بعد عمر بن الخطاب
حاطب بن الحارث
بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح وأمه قتيلة
بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح وكان قديم الاسلام
بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية ومعه امرأته فاطمة بنت المحلل
بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر
بن لؤي وكان موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وهشام بن محمد بن
السائب يقولون فاطمة بنت المحلل وكان هشام يقول أم جميل
وكان مع حاطب في الهجرة إلى أرض الحبشة ابناه محمد والحارث ابنا حاطب
بن الحارث فمات حاطب بأرض الحبشة وقدم بامرأته وابنيه في إحدى
السفينتين سنة تسع من الهجرة ذكر ذلك كله موسى بن عقبة ومحمد بن
إسحاق وأبو معشر ومحمد بن عمر في رواياتهم جميعا وكان لحاطب من
الولد أيضا عبد الله وأمه جهيرة أم ولد
201

وأخوه خطاب بن الحارث
بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح وأمه قتيلة
بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح وكان قديم الاسلام
وهاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية ومعه امرأته فكيهة بنت يسار
الأزدي وهي أخت تجراة ومات خطاب بأرض الحبشة فقدم بامرأته
في إحدى السفينتين وكان لخطاب من الولد محمد
سفيان بن معمر
بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح
قال هشام بن محمد بن السائب وأم سفيان من أهل اليمن لم يزد
على ذلك ولم ينسبها وقال محمد بن عمر أم سفيان بن معمر حسنة
أم شرحبيل بن حسنة وقال محمد بن إسحاق بل كانت حسنة أم
شرحبيل امرأة سفيان بن معمر وله منها من الولد خالد وجنادة ابنا سفيان
بن معمر وكان سفيان قديم الاسلام بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة في
الهجرة الثانية ومعه ابناه خالد وجنادة وشرحبيل بن حسنة وأمه حسنة هاجر
بها أيضا إلى أرض الحبشة هذا في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر
على ما ذكرنا من رواية كل واحد منهما ولم يذكر موسى بن عقبة وأبو
معشر سفيان بن معمر ولا أحدا من ولده في الهجرة إلى أرض الحبشة
202

نبيه بن عثمان
بن ربيعة بن وهبان بن حذافة بن جمح
قال محمد بن عمر وكان قديم الاسلام بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة
في الهجرة الثانية وأما في رواية محمد بن إسحاق فإن الذي هاجر إلى أرض
الحبشة أبو ه عثمان بن ربيعة والله أعلم ولم يذكر موسى بن عقبة وأبو معشر
واحدا منهما في روايتهما فيمن هاجر إلى أرض الحبشة
ومن بني عامر بن لؤي
سليط بن عمرو
بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر
بن لؤي وأمه خولة بنت عمرو بن الحارث بن عمرو من عبس من
اليمن وكان لسليط بن عمرو من الولد سليط بن سليط وأمه قهطم بنت
علقمة بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل
بن عامر بن لؤي وكان سليط من المهاجرين الأولين قديم الاسلام بمكة
وهاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية ومعه امرأته فاطمة بنت علقمة في
رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر ولم يذكره موسى بن عقبة وأبو
معشر في الهجرة إلى أرض الحبشة وشهد سليط أحدا والمشاهد كلها مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
وجهه بكتابه إلى هوذة بن علي الحنفي وذلك في محرم سنة سبع من الهجرة
وقتل سليط بن عمرو يوم اليمامة شهيدا سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر
الصديق
203

وأخوه السكران بن عمرو
بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر
بن لؤي وأمه حبى بنت قيس بن ضبيس بن ثعلبة بن حبان بن غنم
بن مليح بن عمرو من خزاعة وكان للسكران بن عمرو من الولد عبد
الله وأمه سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر
بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وكان السكران بن عمرو قديم الاسلام
بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية ومعه امرأته سودة بنت
زمعة وأجمعوا كلهم في روايتهم على ذلك أن السكران بن عمرو فيمن
هاجر إلى أرض الحبشة ومعه امرأته سودة بنت زمعة
قال موسى بن عقبة وأبو معشر مات السكران بأرض الحبشة
وقال محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر رجع السكران إلى مكة فمات بها
قبل الهجرة إلى المدينة وخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأته
سودة بنت زمعة فكانت أول امرأة تزوجها بعد موت خديجة بنت خويلد
بن أسد بن عبد العزى بن قصي
مالك بن زمعة
بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن
عامر بن لؤي وهو أخو سودة بنت زمعة زوج النبي صلى الله عليه
وسلم وكان قديم الاسلام وهاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية ومعه
امرأته عميرة بنت السعدي بن وقدان بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر
بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي أجمعوا على ذلك كلهم في روايتهم
جميعا وتوفي مالك بن زمعة وليس له عقب
204

بن أم مكتوم
أما أهل المدينة فيقولون اسمه عبد الله وأما أهل العراق وهشام
بن محمد بن السائب فيقولون اسمه عمرو ثم اجتمعوا على نسبه فقالوا
بن قيس بن زائدة بن الأصم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن
عامر بن لؤي وأمه عاتكة وهي أم مكتوم بنت عبد الله بن عنكشة
بن عامر بن مخزوم بن يقظة أسلم بن أم مكتوم بمكة قديما وكان ضرير
البصر وقدم المدينة مهاجرا بعد بدر بيسير فنزل دار القراء وهي دار مخرمة
بن نوفل وكان يؤذن للنبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة مع بلال
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستخلفه على المدينة يصلي بالناس
في عامة غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن سالم عن الشعبي
قال غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة غزوة ما منها
غزوة إلا يستخلف بن أم مكتوم على المدينة وكان يصلي بهم وهو أعمى
قال أخبرنا وكيع بن الجراح ومحمد بن عبد الله الأسدي ويحيى بن
عباد قالوا حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن الشعبي قال استخلف
رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أم مكتوم يؤم الناس وكان
ضرير البصر
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال حدثنا سفيان عن إسماعيل
وجابر عن الشعبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استخلف بن أم
مكتوم في غزوة تبوك يؤم الناس
قال أخبرنا عمرو بن عاصم قال حدثنا همام عن قتادة قال
استخلف النبي صلى الله عليه وسلم بن أم مكتوم مرتين على المدينة
وهو أعمى
205

قال أخبرنا عفان بن مسلم قال
حدثنا عبد الواحد بن زياد قال حدثنا مجالد قال حدثنا الشعبي قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي
قال حدثنا عيسى بن يونس عن مجالد عن الشعبي قال استخلف رسول
الله صلى الله عليه وسلم بن أم مكتوم حين خرج إلى بدر فكان يصلي
بالناس وهو أعمى
قال أبو عبد الله محمد بن سعد وقد روي لنا أن بن أم مكتوم هاجر
إلى المدينة قبل أن يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وقبل بدر
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق
عن البراء قال كان أول من قدم علينا من المهاجرين مصعب بن عمير
أخو بني عبد الدار بن قصي فقلنا له ما فعل رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال هو مكانه وأصحابه على أثري ثم أتانا عمرو بن أم
مكتوم الأعمى فقالوا له ما فعل من وراءك رسول الله وأصحابه فقال
هم أولى على أثري
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا شعبة قال أنبأنا أبو إسحاق
قال سمعت البراء يقول أول من قدم علينا من أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير وابن أم مكتوم فجعلا يقرئان
الناس القرآن
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة قال
حدثنا أبو ظلال قال كنت عند أنس بن مالك فقال متى ذهبت عينك
قال ذهبت وأنا صغير فقال أنس إن جبرائيل أتى رسول الله صلى
الله عليه وسلم وعنده بن أم مكتوم فقال متى ذهب بصرك قال
وأنا غلام فقال قال الله تبارك وتعالى إذا ما أخذت كريمة عبدي لم أجد
له بها جزاء إلا الجنة
قال أخبرنا أنس بن عياض الليثي عن هشام بن عروة عن أبيه عن
206

بن أم مكتوم أنه كان مؤذنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أعمى
قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال حدثنا عبد
العزيز بن محمد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن بن أم مكتوم
كان مؤذنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أعمى
قال أخبرنا يزيد بن هارون عن الحجاج قال حدثني شيخ من
أهل المدينة عن بعض بني مؤذني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
كان بلال يؤذن ويقيم بن أم مكتوم وربما أذن بن أم مكتوم وأقام
بلال
قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا مالك بن شهاب عن سالم
بن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن بلالا
ينادي بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي بن أم مكتوم
قال وكان بن أم مكتوم رجلا أعمى لا ينادي حتى يقال له أصبحت
أصبحت
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا بن عيينة عن الزهري
عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن بن أم مكتوم
قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا مالك بن أنس عن عبد
الله بن دينار عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن
بلالا ينادي بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي بن أم مكتوم
قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال حدثنا عبد
العزيز بن محمد الدراوردي عن موسى بن عبيدة أبي عبد العزيز الربذي
عن نافع عن بن عمر قال كان يؤذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم
بلال بن رباح وابن أم مكتوم قال فكان بلال يؤذن بليل ويوقظ الناس
وكان بن أم مكتوم يتوخى الفجر فلا يخطئه فكان يقول كلوا
207

واشربوا حتى يؤذن بن أم مكتوم
قال أخبرنا يحيى بن عباد قال حدثنا يعقوب بن عبد الله قال
حدثنا عيسى بن جارية عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال جاء بن أم
مكتوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن منزلي شاسع
وأنا مكفوف البصر وأنا أسمع الاذان قال فإن سمعت الاذان فأجب ولو زحفا أو قال
ولو حبوا قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن زياد بن
فياض عن إبراهيم قال أتى عمرو بن أم مكتوم رسول الله فشكا قائده
وقال إن بيني وبين المسجد شجرا فقال له رسول الله صلى الله عليه
وسلم تسمع الإقامة قال نعم فلم يرخص له
قال أخبرنا يحيى بن عباد قال حدثنا يعقوب بن عبد الله قال
حدثنا عيسى بن جارية عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال أمر رسول
الله صلى الله عليه وسلم بقتل كلاب المدينة فأتاه بن أم مكتوم فقال
يا رسول الله إن منزلي شاسع وأنا مكفوف البصر ولي كلب قال فرخص
له أياما ثم أمره بقتل كلبه
قال أخبرنا أبو معاوية الضرير قال حدثنا هشام بن عروة عن
أبيه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا مع رجال من قريش فيهم
عتبة بن ربيعة وناس من وجوه قريش وهو يقول لهم أليس حسنا أن جئت
بكذا وكذا قال فيقولون بلى والدماء قال فجاء بن أم مكتوم وهو
مشتغل بهم فسأله عن شئ فأعرض عنه فأنزل الله تعالى عبس وتولى
أن جاءه الأعمى يعني بن أم مكتوم أما من استغنى يعني عتبة
وأصحابه فأنت له تصدى وأما من جاءك يسعى وهو يخشى
فأنت عنه تلهى يعني بن أم مكتوم
208

قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا جويبر عن الضحاك في
قوله عبس وتولى أن جاءه الأعمى قال كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم تصدى لرجل من قريش يدعوه إلى الاسلام فأقبل عبد
الله بن أم مكتوم الأعمى فجعل يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض عنه ويعبس في وجهه
ويقبل على الآخر وكلما سأله عبس في وجهه وأعرض عنه فغير
الله رسوله فقال عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله
يزكى إلى قوله فأنت عنه تلهى فلما نزلت هذه الآية دعاه
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكرمه واستخلفه على المدينة مرتين
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن جابر قال
سألت عامرا أيوم الأعمى القوم فقال استخلف رسول الله ص
عمرو بن أم مكتوم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن نوح الحارثي عن
أبي عفير يعني محمد بن سهل بن أبي حشمة قال استخلف رسول
الله صلى الله عليه وسلم على المدينة بن أم مكتوم حين خرج في غزوة
قرقرة الكدر إلى بني سليم وغطفان وكان يجمع بهم ويخطب إلى
جنب منبر يجعل المنبر عن يساره واستخلفه أيضا حين خرج في غزوة
بني سليم ببحران ناحية القرع واستخلفه حين خرج إلى غزوة أحد
وحين خرج إلى حمراء الأسد والى بني النضير والى الخندق والى بني قريظة
وفي غزوة بني لحيان وغزوة الغابة وفي غزوة ذي قرد وفي عمرة الحديبية
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا أسامة بن زيد الليثي عن عبد
الله بن يزيد مولى الأسود عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن زيد بن
ثابت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن بن أم مكتوم ينادي
بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي بلال
209

قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن
أبي إسحاق عن عبد الله بن معقل قال نزل بن أم مكتوم على يهودية
بالمدينة عمة رجل من الأنصار فكانت ترفقه وتؤذيه في الله ورسوله
فتناولها فضربها فقتلها فرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أما
والله يا رسول الله إن كانت لترفقني ولكنها آذتني في الله ورسوله فضربتها
فقتلتها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبعدها الله تعالى فقد
أبطلت دمها
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن زياد بن
فياض عن أبي عبد الرحمن قال لما نزلت لا يستوي القاعدون من
المؤمنين فقال بن أم مكتوم يا رب ابتليتني فكيف أصنع فنزلت
غير أولي الضرر
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة قال
أخبرنا ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال نزلت لا يستوي القاعدون
من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله فقال عبد الله بن أم مكتوم
أي رب أنزل عذري أنزل عذري فأنزل الله غير أولي الضرر
فجعلت بينهما وكان بعد ذلك يغزو فيقول ادفعوا إلي اللواء فإني
أعمى لا أستطيع أن أفر وأقيموني بين الصفين
قال أخبرنا عفان بن مسلم ووهب بن جرير قالا حدثنا شعبة
قال عفان قال شعبة أبو إسحاق أنبأني قال سمعت البراء وقال وهب
عن أبي إسحاق عن البراء قال لما نزلت هذه الآية لا يستوي القاعدون
من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله دعا رسول الله صلى الله
عليه وسلم زيدا وأمره فجاء بكتف وكتبها فجاء بن أم مكتوم فشكا
ضرارته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت غير أولي الضرر
قال أخبرنا سليمان أبو داود الطيالسي قال أخبرنا شعبة عن سعد
210

بن إبراهيم عن أبيه عن رجل عن زيد بن ثابت قال لما نزلت هذه الآية
لا يستوي القاعدون من المؤمنين دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالكتف ودعاني وقال اكتب وجاء بن أم مكتوم فذكر ما به من
الضرر فنزلت غير أولي الضرر
قال أخبرنا سعيد بن منصور قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزياد
عن أبيه عن خارجة بن زيد عن زيد بن ثابت قال كنت إلى جنب رسول
الله صلى الله عليه وسلم فغشيته السكينة فوقعت فخذه على فخذي
فما وجدت شيئا أثقل من فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سري
عنه فقال له اكتب يا زيد فكتبت في كتف لا يستوي القاعدون
من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله فقام عمرو بن أم مكتوم
وكان أعمى لما سمع فضيلة المجاهدين فقال يا رسول الله فكيف بمن
لا يستطيع الجهاد فما انقضى كلامه حتى غشيت رسول الله صلى
الله عليه وسلم السكينة فوقعت فخذه على فخذي فوجدت من ثقلها
ما وجدت في المرة أولى ثم سري عنه فقال اقرأ يا زيد فقرأت
لا يستوي القاعدون من المؤمنين فقال اكتب غير أولي الضرر
قال زيد أنزلها الله وحدها فكأني أنظر إلى ملحقها عند صدع
الكتف
قال أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن صالح بن
كيسان قال قال بن شهاب حدثني سهل بن سعد الساعدي أنه قال
رأيت مروان بن الحكم جالسا في المسجد فأقبلت حتى جلست إلى جنبه فأخبرنا
أن زيد بن ثابت أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أملى عليه
لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله قال
فجاءه بن أم مكتوم وهو يمليها فقال يا رسول الله لو أستطيع الجهاد
لجاهدت وكان رجلا أعمى قال فأنزل الله تعالى على رسوله صلى الله
211

عليه وسلم وفخذه على فخذي فثقلت حتى هممت ترض فخذي
ثم سري عنه فأنزل الله تعالى عليه غير أولي الضرر
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا بشر بن المفضل قال
حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن سهل بن سعد عن مروان
بن الحكم عن زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا يزيد بن زريع قال
حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك أن عبد الله بن أم
مكتوم يوم القادسية كانت معه راية سوداء وعليه درع له
قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا أبو هلال الراسبي عن
قتادة عن أنس بن مالك أن بن أم مكتوم خرج يوم القادسية عليه درع
سابغة
قال أخبرنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا أبو هلال عن قتادة
عن أنس أن عبد الله بن زائدة وهو بن أم مكتوم كان يقاتل يوم
القادسية وعليه درع له حصينة سابغة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا معمر بن قتادة عن أنس
أن بن أم مكتوم شهد القادسية ومعه الراية
قال محمد بن عمر ثم رجع إلى المدينة فمات بها ولم يسمع له بذكر
بعد عمر بن الخطاب
212

ومن بني فهر بن مالك
سهل بن بيضاء
وهي أمه وأبو ه وهب بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن
الحارث بن فهر بن مالك وأمه البيضاء وهي دعد بنت جحدم بن
عمرو بن عائش بن ظرب بن الحارث بن فهر أسلم بمكة وكتم إسلامه
فأخرجته قريش معها في نفير بدر فشهد بدرا مع المشركين فأسر يومئذ
فشهد له عبد الله بن مسعود أنه رآه يصلي بمكة فخلي عنه والذي روى
هذه القصة في سهيل بن البيضاء قد أخطأ سهيل بن بيضاء أسلم قبل عبد الله
بن مسعود ولم يستخف بإسلامه وهاجر إلى المدينة وشهد بدرا مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما لا شك فيه فغلط من روى ذلك
الحديث ما بينه وبين أخيه لان سهيلا أشهر من أخيه سهل والقصة في
سهل وأقام سهل بالمدينة بعد ذلك وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم
بعض المشاهد وبقي بعد النبي صلى الله عليه وسلم
عمرو بن الحارث بن زهير
بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبه بن الحارث بن
فهر بن مالك وأمه هند بنت المضرب بن عمرو بن وهب بن حجير بن
عبد بن معيص بن عامر بن لؤي وكان قديم الاسلام بمكة وهاجر إلى أرض
الحبشة في الهجرة الثانية في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر ولم يذكره
موسى بن عقبة وأبو معشر فيمن هاجر إلى أرض الحبشة
213

عثمان بن عبد غنم بن زهير
بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث بن
فهر بن مالك وكان هشام بن محمد يقول في كتاب النسب هو عامر بن
عبد غنم ويكنى أبا نافع وأمه بنت عبد عوف بن عبد بن الحارث
بن زهرة عمة عبد الرحمن بن عوف وكان له من الولد نافع وسعيد وأمهما
برزة بنت مالك بن عبيد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة
وكان قديم الاسلام بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية في رواية
موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبي معشر ومحمد بن عمر ومات بعد
ذلك ولا عقب له
سعيد بن عبد قيس
بن لقيط بن عامر بن أمية بن الحارث بن فهر بن مالك وكان قديم
الاسلام بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية في رواية موسى بن
عقبة ومحمد بن إسحاق وأبي معشر ومحمد بن عمر
ومن سائر العرب
عمرو بن عبسة
بن خالد بن حذيفة بن عمرو بن خلف بن مازن بن مالك بن ثعلبة
بن بهثة بن سليم بن منظور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان
بن مضر ويكنى أبا نجيح
214

قال أخبرنا يزيد بن مروان قال أخبرنا جرير بن عثمان قال
حدثنا سليم بن عامر عن عمرو بن عبسة قال أتيت رسول الله صلى
الله عليه وسلم وهو بعكاظ فقلت من تبعك في هذا الامر قال
حر وعبد وليس معه إلا أبو بكر وبلال فقال انطلق حتى يمكن
الله لرسوله
قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا معاوية بن صالح عن أبي
يحيى سليم بن عامر وضمرة وأبي طلحة أنهم سمعوا أبا أمامة الباهلي يحدث
عن عمرو بن عبسة قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
نازل بعكاظ قال قلت يا رسول الله من معك في هذا الامر قال
معي رجلان أبو بكر وبلال قال فأسلمت عند ذلك قال فلقد رأيتني
ربع الاسلام قال فقلت يا رسول الله أمكث معك أم ألحق بقومي
قال الحق بقومك قال فيوشك الله تعالى أن يفي بمن ترى ويحيي
الاسلام قال ثم أتيته قبل فتح مكة فسلمت عليه قال وقلت يا رسول
الله أنا عمرو بن عبسة السلمي أحب أن أسألك عما تعلم وأجهل وينفعني
ولا يضرك
قال أخبرنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن سلمة عن
يعلي بن عطاء عن يزيد بن طلق عن عبد الرحمن بن البيلماني عن عمرو
بن عبسة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله
من أسلم قال حر وعبد أو قال عبد وحر يعني أبا بكر وبلال
قال فأنا رابع الاسلام
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الرحمن بن عثمان الأشجعي
عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن عمرو بن عبسة أنه كان ثالثا أو رابعا
في الاسلام
قال أخبرنا هشام بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا
215

عكرمة بن عمار قال حدثنا شداد بن عبد الله أبو عمار وكان قد أدرك
نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال أبو أمامة
يا عمرو بن عبسة لصاحب العقل رجل من بني سليم بأي شئ تدعي
أنك ربع الاسلام قال أني كنت في الجاهلية أرى الناس على ضلالة
ولا أرى الأوثان بشئ ثم سمعت عن رجل يخبر أخبارا بمكة ويحدث
بأحاديث فركبت راحلتي حتى قدمت مكة فإذا أنا برسول الله صلى الله
عليه وسلم مستخفيا وإذا قومه عليه جزءان فتلطفت حتى دخلت عليه
فقلت ما أنت قال أنا نبي فقلت وما نبي قال رسول الله
قلت الله أرسلك قال نعم قلت فبأي شئ قال بأن يوحد
الله ولا يشرك به شئ وكسر الأوثان وصلة الأرحام فقلت له من
معك على هذا قال حر وعبد وإذا معه أبو بكر وبلال فقلت له
إني متبعك قال إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا ولكن ارجع
إلى أهلك فإذا سمعت لي قد ظهرت فالحق بي قال فرجعت إلى أهلي وخرج
النبي صلى الله عليه وسلم مهاجرا إلى المدينة وقد أسلمت قال فجعلت
أتخبر الاخبار حتى جاء ركبه من يثرب فقلت ما فعل هذا الرجل المكي
الذي أتاكم فقالوا أراد قومه قتله فلم يستطيعوا ذاك وحيل بينهم
وبينه وتركت الناس إليه سراعا فركبت راحلتي حتى قدمت عليه المدينة
فدخلت عليه فقلت يا رسول الله تعرفني قال نعم الست الذي أتيتني
بمكة فقلت بلى فقلت يا رسول الله علمني مما علمك الله وأجهل
فقال إذا صليت الصبح فأقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس فإذا
طلعت فلا تصل حتى ترتفع فإنها تطلع بين قرني شيطان وحينئذ يسجد
لها الكفار فإذا ارتفعت قيد رمح أو رمحين فصل فإن الصلاة
مشهودة محضورة حتى يستقبل الرمح بالظل ثم أقصر عن الصلاة فإنها
حينئذ تسجد جهنم فإذا فاء الفئ فصل فإن الصلاة مشهودة محضورة
216

حتى تصلي العصر ثم أقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس فإنها
تغرب بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار قال قلت يا رسول
الله أخبرني عن الوضوء فقال ما منكم من رجل يقرب وضوءه فيمضمض
ويمج ثم يستنشق وينثر إلا جرت خطايا فيه وخياشيمه مع الماء ثم يغسل
وجهه كما أمره الله إلا جرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء
ثم يغسل يديه إلى المرفقين إلا جرت خطايا يديه من أطراف أنامله مع الماء
ثم يمسح رأسه رأسه كما أمره الله إلا جرت خطايا رأسه من أطراف شعره
مع الماء ثم يغسل قدميه إلى الكعبين كما أمره الله إلا جرت خطايا قدميه
من أطراف أصابعه مع الماء ثم يقوم ويحمد الله ويثني عليه الذي هو له أهل
ثم يركع ركعتين إلا انصرف من ذنوبه كهيئته يوم ولدته أمه فقال أبو
أمامة يا عمرو بن عبسة انظر ماذا تقول أأنت سمعت هذا من رسول
الله صلى الله عليه وسلم ويعطى الرجل هذا كله في مقامه فقال عمرو
بن عبسة يا أبا أمامة لقد كبرت سني ورق عظمي واقترب أجلي وما بي
من حاجة أكذب على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم لو لم أسمعه من
رسول الله إلا مرة أو مرتين أو ثلاثا لقد سمعته سبعا أو ثمانيا أو أكثر من ذلك
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني الحجاج بن صفوان عن
بن أبي حسين عن شهر بن حوشب عن عمرو بن عبسة السلمي قال
رغبت عن آلهة قومي في الجاهلية وذلك أنها باطل فلقيت رجلا من الكتاب
من أهل تيماء فقلت أني امرؤ ممن يعبد الحجارة فينزل الحي ليس معهم
إله فخرج الرجل منهم فيأتي بأربعة أحجار فينصب ثلاثة لقدره ويجعل
أحسنها إلها يعبده ثم لعله يجد ما هو أحسن منه قبل أن يرتحل فيتركه ويأخذ
غيره إذا نزل منزلا سواه فرأيت أنه إله باطل لا ينفع ولا يضر فدلني على
خير من هذا فقال يخرج من مكة رجل يرغب عن آلهة قومه ويدعو
إلى غيرها فإذا رأيت ذلك فاتبعه فإنه يأتي بأفضل الدين فلم تكن لي
217

همة من ذلك إلا مكة فآتي فأسأل هل حدث فيها حدث فيقال
لا ثم قدمت مرة فسألت فقالوا حدث فيها رجل يرغب عن آلهة قومه
ويدعو إلى غيرها فرجعت إلى أهلي فشددت راحلتي برحلها ثم قدمت
منزلي الذي كنت أنزل بمكة فسالت عنه فوجدته مستخفيا ووجدت قريشا
عليه أشداء فتلطفت حتى دخلت عليه فسألته فقلت أي شئ أنت
قال نبي قلت ومن أرسلك قال الله قلت وبم أرسلك
قال بعبادة الله وحده لا شريك له ويحقن الدماء وبكسر الأوثان
وصلة الرحم وأمان السبيل فقلت نعم ما أرسلت به قد آمنت بك
وصدقتك أتأمرني أمكث معك أو أنصرف فقال ألا ترى كراهة
الناس ما جئت به فلا تستطيع أن تمكث كن في أهلك فإذا سمعت
بي قد خرجت مخرجا فاتبعني فمكثت في أهلي حتى إذا خرج إلى المدينة
سرت إليه فقدمت المدينة فقلت يا نبي الله أتعرفني قال نعم أنت
السلمي الذي أتيتني بمكة فسألتني عن كذا وكذا فقلت لك كذا وكذا
فاغتنمت ذلك المجلس وعلمت أن لا يكون الدهر أفرغ قلبا لي منه في ذلك
المجلس فقلت يا نبي الله أي الساعات أسمع قال الثلث الاخر
فإن الصلاة مشهودة مقبولة حتى تطلع الشمس فإذا رأيتها طلعت حمراء
كأنها الحجفة فأقصر عنها فإنها تطلع بين قرني شيطان فيصلي لها الكفار
فإذا ارتفعت قيد رمح أو رمحين فإن الصلاة مشهودة مقبولة حتى يساوي
الرجل ظله فأقصر عنها فإنها حينئذ تسجد جهنم فإذا فاء الفئ
فصل فإن الصلاة مشهودة مقبولة حتى تغرب الشمس فإذا رأيتها غربت
حمراء كأنها الحجفة فأقصر ثم ذكر الوضوء فقال إذا توضأت
فغسلت يديك ووجهك ورجليك فإن جلست كان ذلك لك طهورا وإن قمت
فصلت وذكرت ربك بما هو أهله انصرفت من صلاتك كهيئتك يوم
ولدتك أمك من الخطايا
218

قال محمد بن عمر لما أسلم عمرو بن عبسة بمكة رجع إلى بلاد
قومه بني سليم وكان ينزل بصفة وحاذة وهي من أرض بني سليم
فلم يزل مقيما هناك حتى مضت بدر وأحد والخندق والحديبية وخيبر
ثم قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك المدينة
أبو ذر واسمه جندب
بن جنادة بن كعيب بن صعير بن الوقعة بن حرام بن سفيان بن
عبيد بن حرام بن غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة
بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر
قال أخبرنا محمد بن بن عمر قال سمعت موسى بن عبيدة يخبر
عن نعيم بن عبد الله المجمر عن أبيه قال اسم أبي ذر جندب بن جنادة
وكذلك قال محمد بن عمر وهشام بن محمد بن السائب الكلبي وغيرهما من
أهل العلم
قال محمد بن عمر وسمعت أبا معشر نجيحا يقول واسم أبي ذر
برير بن جنادة
قال أخبرنا هاشم بن القاسم الكناني أبو النضر قال حدثنا سليمان
بن المغيرة
عن حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت الغفاري عن أبي
ذر قال خرجنا من قومنا غفار وكانوا يحلون الشهر الحرام فخرجت
أنا وأخي أنيس وأمنا فانطلقنا حتى نزلنا على خال لنا فأكرمنا خالنا وأحسن
إلينا قال فحسدنا قومه فقالوا له إنك إذا خرجت عن أهلك خالف
إليهم أنيس قال فجاء خالنا فنثا علينا ما قيل له فقلت أما ما مضى من
معروف فقد كدرت ولا جماع لك فيما بعد قال فقربنا صرمتنا فاحتملنا
219

عليها وتغطى خالنا بثوبه وجعل يبكي فانطلقنا حتى نزلنا بحضرة مكة
فنافر أنيس عن صرمتنا وعن مثلها فأتيا الكاهن فخبر أنيسا بما هو عليه
قال فأتانا بصرمتنا ومثلها معها وقد صليت بابن أخي قبل أن ألقى رسول
الله صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين فقلت لمن قال لله فقلت
أين توجه قال أتوجه حيث يوجهني الله أصلي عشاء حتى
إذا كان من آخر السحر ألقيت كأني خفاء حتى تعلوني الشمس فقال
أنيس إن لي حاجة بمكة فاكفني حتى آتيك فانطلق أنيس فراث علي
يعني أبطأ ثم جاء فقلت ما حبسك قال لقيت رجلا بمكة على دينك
يزعم أن الله أرسله قال فما يقول الناس له قال يقولون شاعر كاهن
ساحر وكان أنيس أحد الشعراء فقال أنيس والله لقد سمعت قول الكهنة
فما هو بقولهم ولقد وضعت قوله على أقراء الشعر فلا يلتئم على لسان
أحد بعيد أنه شعر والله إنه لصادق وإنهم لكاذبون فقلت اكفني
حتى أذهب فأنظر قال نعم وكن من أهل مكة على حذر فإنهم
قد شنعوا له وتجهموا له فانطلقت فقدمت مكة فاستضعفت رجلا منهم
فقلت أين هذا الذي تدعون الصابئ قال فأشار إلي فقال هذا الصابئ
فمال على أهل الوادي بكل مدرة وعظم فخررت مغشيا علي فارتفعت
حين ارتفعت كأني نصب أحمر فأتيت زمزم فشربت من مائها وغسلت
عني الدماء فلبثت بها يا بن أخي ثلاثين من بين ليلة ويوم ما لي طعام إلا ماء
زمزم فسمنت حتى تكسرت عكن بطني وما وجدت على كبدي
سخفة جوع قال فبينا أهل مكة في ليلة قمراء إضحيان إذ ضرب
الله على أصمختهم فما يطوف بالبيت أحد منهم غير امرأتين فأتتا علي
وهما تدعوان إسافا ونائلة قال فقلت أنكحا أحدهما الاخر فما ثناهما
ذاك عن قولها قال فاتتا علي فقلت هنا مثل الخشبة غير أني لم أكن
فانطلقتا تولولان وتقولان لو كان هاهنا أحد من أنفارنا قال فاستقبلهما
220

رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وهما هابطان من الجبل فقال
ما لكما قالتا الصابئ بين الكعبة وأستارها قال فما قال لكما
قالتا قال لنا كلمة تملأ الفم فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم
وصاحبه فاستلما الحجر وطافا بالبيت ثم صلى فأتيته حين قضى صلاته
فكنت أول من حياه بتحية السلام فقال وعليك رحمة الله ممن أنت
قال قلت من غفار فأهوى بيده على جبهته هكذا قال قلت في
نفسي كره أني انتميت إلي غفار فذهبت آخذ بيده فقد عنى صاحبه
وكان أعلم به مني فقال متى كنت هاهنا قلت كنت هاهنا منذ ثلاثين
من بين ليلة ويوم قال فمن كان يطعمك قال قلت ما كان لي
طعام إلا ماء زمزم فسمنت حتى تكسرت عكن بطني فما وجدت على
كبدي سخفة جوع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها مباركة
إنها طعام طعم قال أبو بكر يا رسول الله ائذن لي في طعامه الليلة
قال ففعل فانطلق النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وانطلقت معهما
ففتح أبو بكر بابا فجعل يقبض لنا من زبيب الطائف فقال أبو ذر فذاك
أول طعام أكلته بها قال فغبرت ما غبرت فلقيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال إنه قد وجهت إلى أرض ذات نخل ولا أحسبها
إلا يثرب فهل أنت مبلغ عني قومك عسى الله أن ينفعهم بك ويأجرك
فيهم فانطلقت حتى لقيت أخي أنيسا فقال ما صنعت قلت صنعت
أني قد أسلمت وصدقت قال أنيس ما بي رغبة عن دينك فإني قد
أسلمت وصدقت قال فأتينا أمنا فقالت ما بي رغبة عن دينكما فإني
قد أسلمت وصدقت قال فاحتملنا فأتينا قومنا فأسلم نصفهم قبل أن يقدم
رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وكان يؤمهم إيماء بن رخصة
وكان سيدهم وقال بقيتهم إذا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم
المدينة أسلمنا فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم بقيتهم وجاءت
221

أسلم فقالوا يا رسول الله نسلم على الذي أسلم إخوتنا فأسلموا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غفار غفر الله لها وأسلم سالمها الله
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن يحيى بن شبل عن خفاف بن إيماء بن رحضة قال كان أبو
ذر رجلا يصيب الطريق وكان شجاعا يتفرد وحده يقطع الطريق ويغير
على الصرم في عماية الصبح على ظهر فرسه أو على قدميه كأنه السبع
فيطرق الحي ويأخذ ما أخذ ثم إن الله قذف في قلبه الاسلام وسمع النبي
صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ بمكة يدعو مختفيا فأقبل يسأل عنه حتى
أتاه في منزله وقبل ذلك قد طلب من يوصله إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فلم يجد أحدا فانتهى إلى الباب فاستأذن فدخل وعنده أبو
بكر وقد أسلم قبل ذلك بيوم أو يومين وهو يقول يا رسول الله والله
لا نستسر بالاسلام ولنظهرنه فلا يرد عليه رسول الله صلى الله عليه
وسلم شيئا فقلت يا محمد إلى م تدعو قال إلى الله وحده لا شريك
له وخلع الأوثان وتشهد أني رسول الله فقلت اشهد أن لا إله إلا الله
وأشهد أنك رسول الله ثم قال أبو ذر يا رسول الله إني منصرف إلى أهلي
وناظر متى يؤمر بالقتال فألحق بك فإني أرى قومك عليك جميعا فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبت فانصرف فكان يكون بأسفل
ثنية غزال فكان يعترض لعيرات قريش فيقتطعها فيقول لا أرد إليكم
منها شيئا حتى تشهدوا ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإن فعلوا رد
عليهم ما أخذ منهم وإن أبو ا لم يرد عليهم شيئا فكان على ذلك حتى هاجر
رسول الله صلى الله عليه وسلم ومضى بدر وأحد ثم قدم فأقام بالمدينة
مع النبي صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني نجيح أبو معشر قال
كان أبو ذر يتأله في الجاهلية ويقول لا إله إلا الله ولا يعبد الأصنام
222

فمر عليه رجل من أهل مكة بعدما أوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال يا أبا ذر إن رجلا بمكة يقول مثل ما تقول لا إله إلا الله ويزعم
أنه نبي قال ممن هو قال من قريش قال فأخذ شيئا من بهش
وهو المقل فتزوده حتى قدم مكة فرأى أبا بكر يضيف الناس ويطعمهم
الزبيب فجلس معهم فأكل ثم سأل من الغد هل أنكرتم على أحد من
أهل مكة شيئا فقال رجل من بني هاشم نعم بن عم لي يقول لا إله إلا الله
ويزعم أنه نبي قال فدلني عليه قال فدله والنبي صلى
الله عليه وسلم راقد على دكان قد سدل ثوبه على وجهه فنبهه أبو ذر
فانتبه فقال أنعم صباحا فقال له النبي عليك السلام قال له أبو ذر
أنشدني ما تقول فقال ما أقول الشعر ولكنه القران وما أنا قلته
ولكن الله قاله قال اقرأ علي فقرأ عليه سورة من القران فقال أبو ذر
أشهد الا إله الا الله وأشهد أن محمدا رسوله فسأله النبي ص
ممن أنت فقال من بني غفار قال فعجب النبي صلى الله
عليه وسلم أنهم يقطعون الطريق فجعل النبي صلى الله عليه وسلم
يرفع بصره فيه ويصوبه تعجبا من ذلك لما كان يعلم منهم ثم قال إن
الله يهدي من يشاء فجاء أبو بكر وهو عند رسول الله صلى الله عليه
وسلم فأخبره بإسلامه فقال له أبو بكر أليس ضيفي أمس فقال
بلى قال فانطلق معي فذهب مع أبي بكر إلى بيته فكساه ثوبين ممشقين
فأقام أياما ثم رأى امرأة تطوف بالبيت وتدعو بأحسن دعاء في الأرض
تقول أعطني كذا وكذا وافعل بي كذا وكذا ثم قالت في آخر ذلك
يا إساف ويا نائلة قال أبو ذر أنكحي أحدهما صاحبه فتعلقت به
وقالت أنت صابئ فجاء فتية من قريش فضربوه وجاء ناس من
بني بكر فنصروه وقالوا ما لصاحبنا يضرب وتتركون صباتكم فتحاجزوا
فيما بينهم فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أما
223

قريش فلا أدعهم حتى أثأر منهم ضربوني فخرج حتى أقام بعسفان
وكلما أقبلت عير لقريش يحملون الطعام ينفر بهم على ثنية غزال فتلقى
أحمالها فجمعوا الحنط قال يقول أبو ذر لقومه لا يمس أحد حبة
حتى تقولوا لا إله إلا الله فيقولون لا إله إلا الله ويأخذون الغرائر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن موسى بن عقبة عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه عن أبي ذر قال
كنت في الاسلام خامسا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني نجيح أبو معشر عن محمد
بن قيس عن حكام بن أبي وضاح البصري قال كان إسلام أبي ذر رابعا
أو خامسا
قال أخبرنا عمرو بن حكام البصري قال حدثنا المثنى بن سعيد
القسام القصير قال أخبرنا أبو جمرة الضبعي أن بن عباس أخبرهم
ببدء إسلام أبي ذر قال لما بلغه أن رجلا خرج بمكة يزعم أنه نبي
أرسل أخاه فقال اذهب فأتني بخبر هذا
الرجل وبما تسمع منه فانطلق الرجل حتى أتى مكة فسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع
إلى أبي ذر فأخبره أنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويأمر بمكارم
الأخلاق فقال أبو ذر ما شفيتني فخرج أبو ذر ومعه شنة فيها ماؤه
وزاده حتى أتى مكة ففرق أن يسأل أحدا عن شئ ولما يلق رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأدركه الليل فبات في ناحية المسجد فلما أعتم
مر به فقال ممن الرجل قال رجل من غفار قال قم
إلى منزلك قال فانطلق به إلى منزله ولم يسأل واحد منهما صاحبه عن شئ
وغدا أبو ذر يطلب فلم يلقه وكره أن يسأل أحدا عنه فعاد فنام حتى
أمسى فمر بي علي فقال أما ان للرجل أن يعرف منزله فانطلق به فبات
حتى أصبح لا يسأل واحد منهما صاحبه عن شئ فأصبح اليوم الثالث
224

فأخذ على علي لئن أفشي إليه الذي يريد ليكتمن عليه وليسترنه ففعل
فأخبره أنه بلغه خروج هذا الرجل يزعم أنه نبي فأرسلت خي ليأتيني
بخبره وبما سمع منه فلم يأتني بما يشفيني من حديثه فجئت بنفسي لألقاه
فقال له علي إني غاد فاتبع أثري فإني إن رأيت ما أخاف عليك اعتللت
بالقيام كأني أهريق الماء فأتيك وإن لم أر أحدا فاتبع أثري حتى تدخل
حيث أدخل ففعل حتى دخل على أثر علي على النبي صلى الله عليه وسلم
فأخبره الخبر وسمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم من
ساعته ثم قال يا نبي الله ما تأمرني قال ترجع إلى قومك حتى يبلغك
أمري قال فقال له والذي نفسي بيده لا أرجع حتى أصرخ بالاسلام
في المسجد قال فدخل المسجد فنادى بأعلى صوته أشهد أن لا إله إلا الله
وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم قال فقال المشركون
صبأ الرجل صبأ الرجل فضربوه حتى صرع فأتاه العباس فأكب عليه
وقال قتلتم الرجل يا معشر قريش أنتم تجار طريقكم على غفار
فتريدون أن يقطع الطريق فأمسكوا عنه ثم عاد اليوم الثاني فصنع
مثل ذلك ثم ضربوه حتى صرع فأكب عليه العباس وقال لهم مثل ما قال
في أول مرة فأمسكوا عنه وكان ذلك بدء إسلام أبي ذر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا من سمع إسماعيل بن أبي
حكيم يخبر عن سليمان بن يسار قال قال أبو ذر حدثني أن إسلامه لابن
عمه يا بن الأمة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما ذهبت عنك
أعرابيتك بعد
قال محمد بن إسحاق آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين
أبي ذر الغفاري والمنذر بن عمرو أحد بني ساعدة وهو المعنق ليموت
وأنكر محمد بن عمر هذه المؤاخاة بين أبي ذر والمنذر بن عمرو وقال
لم تكن المؤاخاة إلا قبل بدر فلما نزلت اية المواريث انقطعت المؤاخاة
225

وأبو ذر حين أسلم رجع إلى بلاد قومه فأقام بها حتى مضت بدر وأحد والخندق
ثم قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة بعد ذلك
قال أخبرنا محمد بن الفضيل عن مطرف عن أبي الجهم عن خالد
بن وهبان وكان بن خالة أبي ذر عن أبي ذر قال قال النبي صلى الله
عليه وسلم يا أبا ذر كيف أنت إذا كانت عليك أمراء يستأثرون بالفئ
قال قلت إذا والذي بعثك بالحق أضرب بسيفي حتى ألحق به فقال
أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك اصبر حتى تلقاني
قال أخبرنا هشيم قال أخبرنا حصين عن زيد بن وهب قال
مررت بالربذة فإذا أنا بأبي ذر قال فقلت ما أنزلك منزلك هذا قال
كنت بالشام فاختلفت أنا ومعاوية في هذه الآية والذين يكنزون الذهب
والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله وقال معاوية نزلت في أهل
الكتاب قال فقلت نزلت فينا وفيهم قال فكان بيني وبينه في ذلك
كلام فكتب يشكوني إلى عثمان قال فكتب إلي عثمان أن أقدم المدينة
فقدمت المدينة وكثر الناس علي كأنهم لم يروني قبل ذلك قال فذكر
ذلك لعثمان فقال لي إن شئت تنحيت فكنت قريبا فذاك أنزلني هذا المنزل
ولو أمر علي حبشي لسمعت ولأطعت قال أخبرنا يزيد بن هارون
قال أخبرنا هشام بن حسان عن محمد
بن سيرين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذر إذا بلغ
النبأ سلعا فاخرج منها ونحا بيده نحو الشام ولا أرى أمراءك يدعونك
قال يا رسول الله أفلا أقاتل من يحول بيني وبين أمرك قال لا قال
فما تأمرني قال اسمع وأطع ولو لعبد حبشي
قال فلما كان ذلك خرج إلى الشام معاوية إلى عثمان إن أبا
ذر قد أفسد الناس بالشام فبعث إليه عثمان فقدم عليه ثم بعثوا أهله من
بعده فوجدوا عنده كيسا أو شيئا فظنوا أنه دراهم فقالوا ما شاء الله
226

فإذا هي فلوس فلما قدم المدينة قال له عثمان كن عندي تغدو عليك
وتروح اللقاح قال لا حاجة لي في دنياكم ثم قال أئذن لي حتى
أخرج إلى الربذة فأذن له فخرج إلى الربذة وقد أقيمت الصلاة وعليها
عبد لعثمان حبشي فتأخر فقال أبو ذر تقدم فصل فقد أمرت أن
أسمع وأطيع ولو لعبد حبشي فأنت عبد حبشي
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا العوام بن حوشب قال
حدثني رجل من أصحاب الاجر عن شيخين من بني ثعلبة رجل وامرأته
قالا نزلنا الربذة فمر بنا شيخ أشعث أبيض الرأس واللحية فقالوا هذا
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذناه أن نغسل رأسه
فأذن لنا واستأنس بنا فبينا نحن كذلك إذ أتاه نفر من أهل العراق حسبته
قال من أهل الكوفة فقالوا يا أبا ذر فعل ربك هذا الرجل وفعل فهل أنت
ناصب لنا راية فلنكمل برجال ما شئت فقال يا أهل الاسلام
لا تعرضوا على ذاكم ولا تذلوا السلطان فإنه من أذل السلطان فلا توبة
له والله لو أن عثمان صلبني على أطول خشبة أو أطول جبل لسمعت وأطعت
وصبرت واحتسبت ورئيت أن ذاك خير لي ولو سيرني ما بين الأفق إلى
الأفق أو قال ما بين المشرق والمغرب لسمعت وأطعت وصبرت واحتسبت
ورئيت أن ذاك خير لي ولو ردني إلى منزلي لسمعت وأطعت وصبرت
واحتسبت ورئيت أن ذاك خير لي
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا جعفر بن برقان عن ثابت
بن الحجاج عن عبد الله بن سيدان السلمي قال تناجى أبو ذر وعثمان
حتى ارتفعت أصواتهما ثم انصرف أبو ذر متبسما فقال له الناس ما لك
ولأمير المؤمنين قال سامع مطيع ولو أمرني أن آتي صنعاء أو عدن
ثم استطعت أن أفعل لفعلت وأمره عثمان أن يخرج إلى الربذة
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سفيان بن حسين عن الحكم
227

بن عيينة عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال كنت ردف رسول
الله صلى الله عليه وسلم وهو على حمار وعليه بردعة أو قطيفة
قال أخبرنا عبد الله بن نمير قال أخبرنا الأعمش عن عثمان بن
عمير عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي عن عبد الله بن عمرو قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما أقلت الغبراء ولا
أظلت الخضراء من رجل أصدق من أبي ذر
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا أبو أمية بن يعلى عن أبي
الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي
ذر من سره أن ينظر إلى تواضع عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذر
قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا سلام بن مسكين قال
حدثنا مالك بن دينار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أيكم يلقاني
على الحال التي أفارقه عليها فقال أبو ذر أنا فقال له النبي صلى الله
عليه وسلم صدقت ثم قال ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء
على ذي لهجة أصدق من أبي ذر من سره أن ينظر إلى زهد عيسى
بن مريم فلينظر إلى أبي ذر
قال أخبرنا سليمان بن حرب والحسن بن موسى قالا حدثنا حماد
بن سلمة عن علي بن زيد عن بلال بن أبي الدرداء عن أبي الدرداء قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أظلت الخضراء ولا أقلت
الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر
قال أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي قال حدثنا أبو حرة
عن محمد بن سيرين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أقلت
الغبراء ولا أظلت الخضراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو قال
228

سمعت عراك بن مالك يقول قال أبو ذر إني لأقربكم مجلسا من رسول
الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة وذلك أني سمعته صلى الله عليه
وسلم يقول أقربكم مني مجلسا يوم القيامة من خرج من الدنيا كهيئة ما
تركته فيها وإنه والله ما منكم من أحد إلا وقد تشبث منها بشئ غيري
قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا أبو كعب صاحب الحرير
قال حدثنا أبو الأصفر عن الأحنف بن قيس قال أتيت المدينة ثم أتيت
الشام فجمعت فإذا أنا برجل لا ينتهي إلى سارية إلا خر أهلها يصلي
ويخف صلاته قال فجلست إليه فقلت له يا عبد الله من أنت قال
أنا أبو ذر فقال لي فأنت من أنت قال قلت أنا الأحنف بن قيس
قال قم عني لا أعدك بشر فقلت له كيف تعدني بشر قال
إن هذا يعني معاوية نادى مناديه ألا يجالسني أحد
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا سلام أبو المنذر عن محمد
بن واسع عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال أوصاني خليلي بسبع
أمرني بحب المساكين والدنو منهم وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني
ولا أنظر إلى من هو فوقي وأمرني أن لا أسأل أحدا شيئا وأمرني أن
أصل الرحم وإن أدبرت وأمرني أن أقول الحق وإن كان مرا
وأمرني أن لا أخاف في الله لومة لائم وأمرني أن أكثر من لا حول
ولا قوة إلا بالله فإنهن من كنز تحت العرش
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا همام قال أخبرنا قتادة
عن سعيد بن أبي الحسن عن عبد الله بن الصامت أنه كان مع أبي ذر فخرج
عطاؤه ومعه جارية له قال فجعلت تقضي حوائجه قال ففضل معها
سلع قال فأمرها أن تشتري به فلوسا قال قلت لو ادخرته للحاجة
تبوء بك أو للضيف ينزل بك قال إن خليلي عهد إلي أن أي مال ذهب
أو فضة أوكي عليه فهو جمر على صاحبه حتى يفرغه في سبيل الله
229

قال أخبرنا سليمان بن حرب قال حدثنا أبو هلال قال حدثنا
قتادة عن سعيد بن أبي الحسن أن أبا ذر كان عطاؤه أربعة آلاف فكان إذا
أخذ عطاءه دعا خادمه فسأله عما يكفيه لسنة فاشتراه له ثم اشترى فلوسا
بما بقي وقال إنه ليس من وعى ذهبا أو فضة يوكي عليه إلا وهو يتلظى
على صاحبه
قال أخبرنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي قال حدثنا حماد بن
سلمة عن أبي نعامة السعدي عن الأحنف بن قيس قال قال لي أبو ذر
خذ العطاء ما كان متعة فإذا كان دينا فارفضه
قال أخبرنا عبد الله بن عمرو أبو معمر المنقري قال حدثنا عبد
الوارث بن سعيد عن الحسين المعلم عن أبي بريدة قال لما قدم أبو موسى
الأشعري لقي أبا ذر فجعل أبو موسى يلزمه وكان الأشعري رجلا خفيف
اللحم قصيرا وكان أبو ذر رجلا أسود كث الشعر فجعل الأشعري
يلزمه ويقول أبو ذر إليك عني ويقول الأشعري مرحبا بأخي ويدفعه
أبو ذر ويقول لست بأخيك إنما كنت أخاك قبل أن تستعمل قال
ثم لقي أبا هريرة فالتزمه وقال مرحبا بأخي فقال أبو ذر إليك عني
هل كنت عملت لهؤلاء قال نعم قال هل تطاولت في البناء أو
اتخذت زرعا أو ماشية قال لا قال أنت أخي أنت أخي
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا صالح بن رستم أبو
عامر عن حميد بن هلال عن الأحنف بن قيس قال رأيت أبا ذر رجلا
طويلا آدم أبيض الرأس واللحية
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا شريك عن إبراهيم بن
مهاجر عن كليب بن شهاب الجرمي قال سمعت أبا ذر يقول ما يوئسني
رقة عظمي ولا بياض شعري أن ألقى عيسى بن مريم
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال حدثنا موسى بن عبيدة عن
230

عبد الله بن خراش قال رأيت أبا ذر في مظلة وتحته امرأة سحماء
قال محمد بن سعد وقال غير عبيد الله في هذا الحديث مظلة شعر
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا محمد بن دينار قال حدثنا
يونس عن محمد قال سألت بن أخت لأبي ذر ما ترك أبو ذر فقال
ترك أتانين وعفوا وأعنزا وركائب قال العفو الحمار الذكر
قال أخبرنا عبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن المقرئ قال حدثنا
سعيد بن أبي أيوب عن عبد الله بن أبي جعفر القرشي عن سالم بن أبي سالم
الجيشاني عن أبيه عن أبي ذر أنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه
وسلم يا أبا ذر إني أراك ضعيفا وإني أحب لك ما أحب لنفسي لا تأمرن
على اثنين ولا تولين مال يتيم
قال أخبرنا خالد بن مخلد البجلي قال حدثني سليمان بن بلال
قال حدثني يحيى بن سعيد قال أخبرني الحارث بن يزيد الحضرمي
أن أبا ذر سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم الامارة فقال إنك
ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها
وأدى الذي عليه فيها
قال أخبرنا كثير بن هشام قال حدثنا جعفر بن برقان قال
حدثنا غالب بن عبد الرحمن قال لقيت رجلا قال كنت أصلي مع أبي
ذر في بيت المقدس فكان إذا دخل خلع خفيه فإذا بزق أو تنخع تنخع عليهما أو
قال ولو جمع ما في بيته لكان رداء هذا الرجل أفضل من جميع ما في
بيته قال جعفر فذكرت هذا الحديث لمهران بن ميمون فقال ما أراه
كان ما في بيته يسوى درهمين
قال أخبرنا مالك بن إسماعيل أبو غسان النهدي قال حدثنا
مسعود بن سعد الجعفي عن الحسن بن عبيد الله عن رياح بن الحارث عن
ثعلبة بن الحكم عن علي أنه قال لم يبق اليوم أحد لا يبالي في الله لومة
231

لائم غير أبي ذر ولا نفسي ثم ضرب بيده على صدره
قال أخبرنا حجاج بن محمد عن بن جريج قال أخبرني أبو
حرب بن أبي الأسود قال بن جريج ورجل عن زاذان
قالا سئل علي عن أبي ذر فقال وعى علما عجز فيه وكان شحيحا
حريصا شحيحا على دينه حريصا على العلم وكان يكثر السؤال فيعطى
ويمنع أما أن قد ملئ له في وعائه حتى امتلأ فلم يدروا ما يريد
بقوله وعى علما عجز فيه أعجز عن كشف ما عنده من العلم أم عن طلب
ما طلب من العلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا عفان بن مسلم وعمرو بن عاصم الكلابي قالا حدثنا
سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال حدثنا عبد الله بن الصامت
قال دخلت مع أبي ذر في رهط من غفار على عثمان بن عفان من الباب
الذي لا يدخل عليه منه قال وتخوفنا عثمان عليه قال فانتهى إليه
فسلم عليه قال ثم ما بدأه بشئ إلا أن قال أحسبتني منهم يا أمير
المؤمنين والله ما أنا منهم ولا أدركهم لو أمرتني أن آخذ بعرقوتي
قتب لاخذت بهما حتى أمرت قال ثم استأذنه إلى الربذة قال فقال
نعم نأذن لك ونأمر لك بنعم من نعم الصدقة فتصيب من رسلها فقال
فنادى أبو ذر دونكم معاشر قريش دنياكم فاعذموها لا حاجة لنا فيها
قال فما نراه بشئ قال فانطلق وانطلقت معه حتى قدمنا الربذة قال
فصادفنا مولى لعثمان حبشيا يؤمهم فنودي بالصلاة فتقدم فلما رأى
أبا ذر نكص فأومأ إليه أبو ذر تقدم فصل فصلى خلفه
أبو ذر
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا وهيب بن خالد قال حدثنا
عبد الله بن عثمان بن خيثم عن مجاهد عن إبراهيم يعني بن الأشتر أن
أبا ذر حضره الموت وهو بالربذة فبكت امرأته فقال وما يبكيك
232

فقالت أبكي أنه لا يد لي بتغيبك وليس عندي ثوب يسعك كفنا
فقال لا تبكي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم
وأنا عنده في نفر يقول ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض تشهده
عصابة من المؤمنين قال فكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة
وقرية فلم يبق منهم غيري وقد أصبحت بالفلاة أموت فراقبي الطريق
فإنك سوف ترين ما أقول لك فإني والله ما كذبت ولا كذبت قالت
وأني ذلك وقد انقطع الحاج قال راقبي الطريق فبينا هي كذلك إذا
هي بالقوم تجد بهم رواحلهم كأنهم الرخم قال عفان هكذا قال
تجد بهم والصواب تخد بهم رواحلهم فأقبل القوم حتى وقفوا عليها
قالوا ما لك قالت امرؤ من المسلمين تكفنونه وتؤجرون فيه
قالوا ومن هو قالت أبو ذر ففدوه بآبائهم وأمهاتهم ووضعوا سياطهم
في نحورهم يبتدرونه فقال أبشروا أنتم النفر الذين قال فيكم رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما قال أبشروا سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول ما من امرأين من المسلمين هلك بينهما ولدان أو ثلاثة فاحتسباه
وصبرا فيريان النار أبدا ثم قال قد أصبحت اليوم حيث ترون ولو أن
ثوبا من ثيابي يسعني لم أكفن إلا فيه أنشدكم الله إلا يكفني رجل
منكم كان أميرا أو عريفا أو بريدا فكل القوم كان نال من ذلك شيئا إلا
فتى من الأنصار كان مع القوم قال أنا صاحبك ثوبان في عيبتي من
غزل أمي وأحد ثوبي هذين اللذين علي قال أنت صاحبي فكفني
قال أخبرنا إسحاق بن أبي إسرائيل قال حدثنا يحيى بن سليم
عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن مجاهد عن إبراهيم بن الأشتر عن أبيه أنه
لما حضر أبا ذر الموت امرأته فقال لها ما يبكيك قالت أبكي
لأنه لا يدان لي بتغييبك وليس لي ثوب يسعك قال فلا تبكي فإني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنفر أنا فيهم ليموتن منكم
233

رجل بفلاة من الأرض تشهده عصابة من المؤمنين وليس من أولئك النفر
رجل إلا قد مات في قرية وجماعة من المسلمين وأنا الذي أموت بفلاة والله
ما كذبت ولا كذبت فأبصري الطريق فقالت أني وقد انقطع الحاج
وتقطعت الطرق فكانت تشد إلى كثيب تقوم عليه تنظر ثم ترجع
إليه فتمرضه ثم ترجع إلى الكثيب فبينا هي كذلك إذا هي بنفر تخد
بهم رواحلهم كأنهم الرخم على رحالهم فألاحت بثوبها فاقبلوا حتى
وقفوا عليها قالوا ما لك قالت امرؤ من المسلمين يموت تكفنونه
قالوا ومن هو قالت أبو ذر ففدوه بآبائهم وأمهاتهم ووضعوا
السياط في نحورها يستبقون إليه حتى جاؤوه فقال أبشروا فحدثهم
الحديث الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال إني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يموت بين امرأين مسلمين
ولدان أو ثلاثة فيحتسبان ويصبران فيريان النار أنتم تسمعون لو كان لي
ثوب يسعني كفنا لم أكفن إلا في ثوب هو لي أو لامرأتي ثوب يسعني
لم أكفن إلا في ثوبها فأنشدكم الله والاسلام ألا يكفني رجل منكم
كان أميرا أو عريفا أو نقيبا أو بريدا فكل القوم قد كان قد قارف بعض
ذلك إلا فتى من الأنصار قال أنا أكفنك فإني لم أصب مما ذكرت
شيئا أكفنك في ردائي هذا الذي علي وفي ثوبين في عيبتي من غزل
أمي حاكتهما لي قال أنت فكفني قال فكفنه الأنصاري في النفر الذين
شهدوه منهم حجر بن الأدبر ومالك الأشتر في نفر كلهم يمان
قال أخبرنا أحمد بن محمد بن أيوب قال حدثنا إبراهيم بن سعد
عن محمد بن إسحاق قال حدثني بريدة بن سفيان الأسلمي عن محمد بن
كعب القرظي عن عبد الله بن مسعود قال لما نفى عثمان أبا ذر إلى الربذة
وأصابه بها قدره ولم يكن معه أحد إلا امرأته وغلامه فأوصاهما أن اغسلاني
وكفناني وضعاني على قارعة الطريق فأول ركب يمر بكم فقولوا هذا أبو
234

ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعينونا على دفنه فلما
مات فعلا ذلك به ثم وضعاه على قارعة الطريق وأقبل عبد الله بن مسعود
في رهط من أهل العراق عمارا فلم يرعهم إلا بالجنازة على ظهر الطريق
قد كادت الإبل تطأها فقام إليه الغلام فقال هذا أبو ذر صاحب رسول
الله صلى الله عليه وسلم فأعينونا على دفنه فاستهل عبد الله يبكي ويقول
صدق رسول الله تمشي وحدك وتموت وحدك وتبعث وحدك ثم
نزل هو وأصحابه فواروه ثم حدثهم عبد الله بن مسعود وما قال
له رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيره إلى تبوك
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا سعيد بن عطاء بن أبي مروان
عن أبيه عن أبي ذر أنه رآه في نمرة مؤتزرا بها قائما يصلي فقلت يا أبا
ذر أما لك ثوب غير هذه النمرة قال لو كان لي لرأيته علي قلت
فإني رأيت عليك منذ أيام ثوبين فقال يا بن أخي أعطيتهما من هو
أحوج إليهما مني قلت والله إنك لمحتاج إليهما قال اللهم غفرا
إنك لمعظم الدنيا أليس ترى على هذه البردة ولي أخرى للمسجد ولي
أعنز نحلبها ولي أحمرة نحتمل عليها ميرتنا وعندنا من يخدمنا ويكفينا
مهنة طعامنا فأي نعمة أفضل مما نحن فيه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا سفيان الثوري عن عمار
الدهني عن أبي شعبة قال جاء رجل من قومنا أبا ذر يعرض عليه فأبى أبو
ذر أن يأخذ وقال لنا أحمرة نحتمل عليها وأعنز نحلبها ومحررة تخدمنا
وفضل عباءة عن كسوتنا وإني لأخاف أن أحاسب بالفضل
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا يزيد بن علي الأسلمي قال
حدثني عيسى بن عميلة الفزاري قال أخبرني من رأى أبا ذر يحلب غنيمة
له فيبدأ بجيرانه وأضيافه قبل نفسه ولقد رأيته ليلة حلب حتى ما بقي في
ضروع غنمه شئ إلا مصره وقرب إليهم تمرا وهو يسير ثم تعذر
235

إليهم وقال لو كان عندنا ما هو أفضل من هذا لجئنا به قال وما رأيته
ذاق تلك الليلة شيئا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا خالد بن حيان قال كان
أبو ذر وأبو درداء في مظلتين من شعر بدمشق
قال أخبرنا محمد بن عمر عن موسى بن عبيدة قال حدثني عبد
الله بن خراش الكعبي قال وجدت أبا ذر في مظلة شعر بالربذة
تحته امرأة سحماء فقلت يا أبا ذر تزوج سحماء قال أتزوج من تضعني
أحب إلي ممن ترفعني ما زال لي الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
حتى ما ترك لي الحق صديقا
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا همام بن يحيى قال حدثنا
قتادة عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرحبي أنه دخل على أبي ذر وهو بالربذة
وعنده امرأة له سوداء مشنفة ليس عليها أثر المجاسد ولا الخلوق قال
فقال ألا تنظرون ما تأمرني به هذه السويداء تأمرني أن آتي العراق
فإذا أتيت العراق مالوا علي بدنياهم ألا وإن خليلي عهد إلي أن دون
جسر جهنم طريقا ذا دحض ومزلة وأنا أن نأتي عليه وفي أحمالنا
اقتدار أحرى أن ننجو من أن نأتي عليه ونحن مواقير
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة قال
أخبرنا عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي قال رأيت أبا ذر يميد على
راحلته وهو مستقبل مطلع الشمس فظننته نائما فدنوت منه فقلت أنائم
أنت يا أبا ذر فقال لا بل كنت أصلي
قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا أبو عقيل قال حدثنا
يزيد بن عبد الله أن أبا ذر تبعته جويرية سوداء فقيل له يا أبا ذر هذه
ابنتك قال تزعم أمها ذاك
قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا قرة بن خالد قال حدثنا
236

عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال كسي أبو ذر بردين فأتزر
بأحدهما وارتدي بشملة وكسا أحدهما غلامه ثم خرج على القوم فقالوا
له لو كنت لبستها جميعا كان أجمل قال أجل ولكني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أطعموهم مما تأكلون وألبسوهم
مما تكسون
قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا قرة بن خالد قال
حدثنا بديل بن ميسرة عن مطرف عن رجل من أهل البادية قال صحبت
أبا ذر فأعجبتني أخلاقه كلها إلا خلق واحد قلت وما ذاك الخلق
قال كان رجلا فطنا فكان إذا خرج من الخلاء انتضح
الطفيل بن عمرو
بن طريف بن العاص بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس
بن عدنان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد
الله بن مالك بن نصر بن الأزد
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر عن عبد
الواحد بن أبي عون الدوسي وكان له حلف في قريش قال كان الطفيل
بن عمرو الدوسي رجلا شريفا شاعرا كثير الضيافة فقدم مكة ورسول
الله صلى الله عليه وسلم بها فمشى إليه رجال من قريش فقالوا يا طفيل
إنك قدمت بلادنا وهذا الرجل الذي بين أظهرنا قد أعضل بنا وفرق جماعتنا
وشتت أمرنا وإنما قوله كالسحر يفرق بين الرجل وبين أبيه وبين الرجل
وبين أخيه وبين الرجل وبين زوجته إنما نخشى عليك وعلى قومك مثل
ما دخل علينا فلا تكلمه ولا تسمع منه قال الطفيل فوالله ما زالوا
237

بي حتى أجمعت أن لا أسمع منه شيئا ولا أكلمه فغدوت إلى المسجد وقد
حشوت أذني كرسفا يعني قطنا فرقا من أن يبلغني شئ من قوله
حتى كان يقال لي ذو القطنتين قال فغدوت يوما إلى المسجد فإذا رسول
الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي عند الكعبة فقمت قريبا منه فأبى
الله إلا أن يسمعني بعض قوله فسمعت كلاما حسنا فقلت في نفسي
وا ثكل أمي والله إني لرجل لبيب شاعر ما يخفى على الحسن
من القبيح فما يمنعني من أن أسمع من هذا الرجل ما يقول فإن كان الذي
يأتي به حسنا قبلته وإن كان قبيحا تركته فمكثت حتى انصرف إلى بيته
ثم اتبعته حتى إذا دخل بيته دخلت معه فقلت يا محمد إن قومك قالوا
لي كذا وكذا للذي قالوا لي فوالله ما تركوني يخوفوني أمرك حتى سددت
أذني بكرسف لان لا أسمع قولك ثم إن الله أبى إلا أن يسمعنيه فسمعت
قولا حسنا فاعرض علي أمرك فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه
وسلم الاسلام وتلا عليه القران فقال لا والله ما سمعت قولا قط أحسن
من هذا ولا أمرا أعدل منه فأسلمت وشهدت شهادة الحق فقلت يا نبي
الله إني امرؤ مطاع في قومي وأنا راجع إليهم إلى الاسلام فادع
الله أن يكون لي عونا عليهم فيما أدعوهم إليه فقال اللهم اجعل له
اية قال فخرجت إلى قومي حتى إذا كنت بثنية تطلعني على الحاضر
وقع نور بين عيني مثل المصباح فقلت اللهم في غير وجهي فإني أخشى
أن يظنوا أنها مثلة وقعت في وجهي لفراق دينهم فتحول النور فوقع
في رأس سوطي فجعل الحاضر يتراءون ذلك النور في سوطي كالقنديل
المعلق فدخل بيته قال فأتاني أبي فقلت له إليك عني يا أبتاه فلست
مني ولست منك قال ولم يا بني قلت إني أسلمت واتبعت دين
محمد قال يا بني ديني دينك قال فقلت فاذهب فاغتسل وطهر ثيابك
ثم جاء فعرضت عليه الاسلام فأسلم ثم أتتني صاحبتي فقلت لها إليك
238

عني فلست منك ولست مني قالت ولما بأبي أنت قلت فرق بيني
وبينك الاسلام إني أسلمت وتابعت دين محمد قالت فديني دينك
قلت فاذهبي إلي حسي ذي الشرى فتطهري منه وكان ذو الشرى
صنم دوس والحسي حمى له يحمونه وبه وشل من ماء يهبط
من الجبل فقالت بأبي أنت أتخاف على الصبية من ذي الشرى شيئا
قلت لا أنا ضامن لما أصابك قال فذهبت فاغتسلت ثم جاءت فعرضت
عليها الاسلام فأسلمت ثم دعوت دوسا إلى الاسلام فأبطأوا علي ثم
جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فقلت يا رسول الله قد
غلبتني دوس فادع الله عليهم فقال اللهم اهد دوسا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر عن الزهري عن أبي
سلمة قال قال أبو هريرة قيل يا رسول الله ادع على دوس فقال
اللهم اهد دوسا وأت بها رجع الحديث إلى حديث طفيل قال فقال
لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اخرج إلى قومك فادعهم وارفق بهم
فخرجت إليهم فلم أزل بأرض دوس أدعوها حتى هاجر رسول الله صلى
الله عليه وسلم إلى المدينة ومضى بدر وأحد والخندق ثم قدمت على
رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن أسلم من قومي ورسول الله
صلى الله عليه وسلم بخيبر حتى نزلت المدينة بسبعين أو ثمانين بيتا من
دوس ثم لحقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر فأسهم لنا مع
المسلمين وقلنا يا رسول الله اجعلنا ميمنتك واجعل شعارنا مبرورا
ففعل فشعار الأزد كلها إلى اليوم مبرور قال الطفيل ثم لم أزل مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم حتى فتح الله مكة فقلت يا رسول الله
ابعثني إلى ذي الكفين صنم عمرو بن حممة حتى أحرقه فبعثه
إليه فأحرقه وجعل الطفيل يقول وهو يوقد النار عليه وكان من خشب
239

يا ذا الكفين لست من عبادك ميلادنا أقدم من ميلادك
أنا حششت النار في فؤادك
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن محمد
بن إسحاق أن الطفيل بن عمرو كان له صنم يقال له ذو الكفين فكسره
وحرقه بالنار وقال
يا ذا الكفين لست من عبادك ميلادنا أقدم من ميلادك
أنا حشوت النار في فؤادك
رجع الحديث إلى حديث الطفيل الأول قال فلما أحرقت ذا الكفين
بان لمن بقي ممن تمسك به أنه ليس على شئ فأسلموا جميعا ورجع الطفيل
بن عمرو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان معه بالمدينة حتى
قبض فلما ارتدت العرب خرج مع المسلمين فجاهد حتى فرغوا من
طليحة وأرض نجد كلها ثم سار مع المسلمين إلي اليمامة ومعه ابنه عمرو
بن الطفيل فقتل بن الطفيل بن عمرو باليمامة شهيدا وجرح ابنه عمرو
بن الطفيل وقطعت يده ثم استبل وصحت يده فبينا هو عند عمر
بن الخطاب إذ أتي بطعام فتنحي عنه فقال عمر ما لك لعلك تنحيت
لمكان يدك قال أجل قال والله لا أذوقه حتى تسوطه بيدك فوالله
ما في القوم أحد بعضه في الجنة غيرك ثم خرج عام اليرموك في خلافة
عمر بن الخطاب فقتل شهيدا
240

ضماد الأزدي
من أزد شنوءة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني خارجة بن عبد الله وإبراهيم
بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن بن عباس
قال قدم رجل من أزد شنوءة يقال له ضماد مكة معتمرا فسمع كفار
قريش يقولون محمد مجنون فقال لو أتيت هذا الرجل فداويته فجاءه
فقال له يا محمد إني أداوي من الريح فإن شئت داويتك لعل الله ينفعك
فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمد الله وتكلم بكلمات
فأعجب ذلك ضمادا فقال أعدها علي فأعادها عليه فقال لم أسمع
مثل هذا الكلام قط لقد سمعت كلام الكهنة والسحرة والشعراء فما
سمعت مثل هذا قط لقد بلغ قاموس البحر يعني قعره فاسلم وشهد
شهادة الحق وبايعه على نفسه وعلى قومه فخرج علي بن أبي طالب بعد
ذلك في سرية إلى اليمن فأصابوا إداوة فقال ردوها فإنها إداوة قوم
ضماد ويقال بل أصابوا عشرين بعيرا بموضع فاستوفوها فبلغ عليا أنها
لقوم ضماد فقال ردوها إليهم فردت إليهم
بريدة بن الحصيب
بن عبد الله بن الحارث بن الأعرج بن سعد بن رزاح بن عدي بن
سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أفصى وأسلم فيمن
انخزع من بطون خزاعة هو وأخوه مالك وملكان ابنا أفصى بن حارثة
بن عمرو بن عامر وهو ماء السماء وكان بريدة يكنى أبا عبد الله وأسلم
241

حين مر به رسول الله صلى الله عليه وسلم للهجرة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال فحدثني هاشم بن عاصم الأسلمي
عن أبيه قال لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة
فانتهى إلى الغمم أتاه بريدة بن الحصيب فدعاه رسول الله صلى الله عليه
وسلم إلى الاسلام فأسلم هو ومن معه وكانوا زهاء ثمانين بيتا فصلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء فصلوا خلفه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال فحدثني هاشم بن عاصم الأسلمي
قال حدثني المنذر بن جهم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قد علم بريدة بن الحصيب ليلتئذ صدرا من سورة مريم وقدم
بريدة بن الحصيب بعد أن مضت بدر وأحد على رسول الله
ص المدينة فتعلم بقيتها وأقام مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم فكان من ساكني المدينة وغزا مغازيه بعد ذلك
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم قال أمر رسول الله بأسارى
المريسيع فكتفوا وجعلوا ناحية واستعمل بريدة بن الحصيب عليهم
قال محمد بن عمر وعقد رسول الله صلى الله عليه وسلم في
غزوة فتح مكة لواءين فحمل أحدهما بريدة بن الحصيب وحمل الاخر
ناجية بن الأعجم وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بريدة بن
الحصيب على أسلم وغفار يصدقهم وبعثه رسول الله
ص حين أراد غزوة تبوك إلى أسلم يستفزهم إلى عدوهم ولم يزل
بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم مقيما بالمدينة حتى فتحت البصرة
ومصرت فتحول إليها واختط بها ثم خرج منها غازيا إلى خراسان فمات
بمرو في خلافة يزيد بن معاوية وبقي ولده بها وقدم منهم قوم فنزلوا
بغداد فماتوا بها
242

قال أخبرنا هاشم بن القاسم أبو النضر الكناني
قال حدثنا شعبة قال حدثنا محمد بن أبي يعقوب الضبي قال حدثني من سمع بريدة
الأسلمي من وراء نهر بلخ وهو يقول لا عيش إلا طراد الخيل الخيل
قال أخبرنا فهد بن حيان أبو بكر القيسي قال حدثنا قرة بن
خالد السدوسي عن أبي علاء بن الشخير عن رجل من بكر بن وائل لم
يسمه لنا قال كنت مع بريدة الأسلمي بسجستان قال فجعلت أعرض
بعلي وعثمان وطلحة والزبير لأستخرج رأيه قال فاستقبل القبلة فرفع يديه
فقال اللهم اغفر لعثمان واغفر لعلي بن أبي طالب واغفر لطلحة بن عبيد
الله واغفر للزبير بن العوام قال ثم أقبل علي فقال لي لا أبا لك أتراك
قاتلي قال فقلت والله ما أردت قتلك ولكن هذا أردت منك قال
قوم سبقت لهم من الله سوابق فإن يشأ يغفر لهم بما سبق لهم فعل وإن
يشأ يعذبهم بما أحدثوا فعل حسابهم على الله
مالك ونعمان ابنا خلف
بن عوف بن دارم بن عنز بن وائلة بن سهم بن مازن بن الحارث
بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن حارثة
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي بأسمائهما ونسبهما
هكذا وقال كانا طليعتين للنبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد
فقتلا يومئذ شهيدين فدفنا في قبر واحد
243

أبو رهم الغفاري
واسمه كلثوم بن الحصين بن خلف بن عبيد بن معشر بن زيد بن
أحيمس بن غفار بن مليك بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة أسلم
بعد قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وشهد معه أحدا ورمي
يومئذ بسهم فوقع في نحره فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فبصق عليه فبرأ فكان أبو رهم يسمى المنحور
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الرحمن بن الحارث
عن عبيد بن أبي عبيد عن أبي رهم الغفاري قال كنت ممن أسوق
الهدي وأركب على البدن في عمرة القضية
قال محمد بن عمر وبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير
من الطائف إلى الجعرانة وأبو رهم الغفاري إلى جنب رسول الله صلى
الله عليه وسلم على ناقة له وفي رجليه نعلان له غليظتان إذ زحمت
ناقته ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو رهم فوقع حرف
نعلي على ساقه فأوجعه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوجعتني
أخر رجلك وقرع رجلي بالسوط قال فأخذني ما تقدم من أمري وما
تأخر وخشيت أن ينزل في قران لعظيم ما صنعت فلما أصبحنا بالجعرانة
خرجت أرعى الظهر وما يومي فرقا أن يأتي للنبي عليه السلام رسول
يطلبني فلما روحت الركاب سألت فقالوا طلبك النبي صلى الله عليه
وسلم فقلت إحداهن والله فجئته وأنا أترقب فقال إنك أوجعتني
برجلك فقرعتك بالسوط وأوجعتك فخذ هذه الغنم عوضا من ضربتي
قال أبو رهم فرضاه عني كان أحب إلي من الدنيا وما فيها قال وبعث
رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا رهم حين أراد الخروج إلى تبوك إلى
قومه يستفزهم إلى عدوهم وأمره أن يطلبهم ببلادهم فأتاهم إلى مجالهم
244

فشهد تبوك جماعة كثيرة ولم يزل أبو رهم مع النبي صلى الله عليه
وسلم بالمدينة يغزو معه إذا غزا وكان له منزل ببني غفار وكان أكثر
ذلك ينزل الصفراء وغيقة وما والاها وهي أرض كنانة
عبد الله وعبد الرحمن ابنا الهبيب
من بني سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة وأمهما أم
نوفل بنت نوفل بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي أسلما قديما
وشهدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا وقتلا يومئذ شهيدين
في شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة
جعال بن سراقة الضمري
ويقال الثعلبي ويقال إنه عديد لبني سواد من بني سلمة من الأنصار
وكان من فقراء المهاجرين وكان رجلا صالحا دميما قبيحا وأسلم قديما
وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا أسامة بن زيد عن أبيه قال
قال جعال بن سراقة وهو يتوجه إلى أحد يا رسول الله إنه قيل لي إنك
تقتل غدا وهو يتنفس مكروبا فضرب النبي صلى الله عليه وسلم
بيده على صدره وقال أليس الدهر كله غدا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني يحيى بن عبد العزيز عن
عاصم بن عمر بن قتادة قال كان جعيل بن سراقة رجلا صالحا وكان
دميما قبيحا وكان يعمل مع المسلمين في الخندق فكان رسول الله صلى
245

الله عليه وسلم قد غير اسمه يومئذ فسماه عمرا فجعل المسلمون يرتجزون
ويقولون
سماه من بعد جعيل عمر * وكان للبائس يوما ظهر
فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقول من ذلك شيئا إلا
أن يقول عمر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال فحدثني يزيد بن فراس الليثي
عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر قال وجعل جعيل يقول مع المسلمين
سماه من بعد جعيل عمر وهو يضحك مع المسلمين فعرفوا أنه لا يبالي
قال محمد بن عمر هو جعال بن سراقة فصغر فقيل جعيل وسماه
رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرا ولكن هكذا جاء الشعر عمر
وشهد أيضا جعال المريسيع والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤلفة قلوبهم بالجعرانة
من غنائم خيبر فقال سعد بن أبي وقاص يا رسول الله أعطيت عيينة
بن حصن والأقرع بن حابس وأشباههما مائة مائة من الإبل وتركت
جعيل بن سراقة الضمري فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما
والذي نفسي بيده لجعيل بن سراقة خير من طلاع الأرض كلها مثل
عيينة والأقرع ولكني تألفتهما ليسلما ووكلت جعيل بن سراقة إلى
إسلامه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الملك بن محمد بن عبد
الرحمن عن عمارة بن غزية قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
جعال بن سراقة بشيرا إلى المدينة بسلامة رسول الله صلى الله عليه وسلم
والمسلمين في غزوة ذات الرقاع
246

وهب بن قابوس المزني
أقبل ومعه بن أخيه الحارث بن عقبة بن قابوس بغنم لهما من جبل
مزينة فوجدا المدينة خلوفا فسألا أين الناس فقالوا بأحد خرج رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقاتل المشركين من قريش فقالا لا نسأل أثرا
بعد عين فأسلما ثم خرجا حتى أتيا النبي صلى الله عليه وسلم بأحد
فيجدان القوم يقتتلون والدولة لرسول الله وأصحابه فأغاروا مع المسلمين
في النهب وجاءت الخيل من ورائهم خالد بن الوليد وعكرمة بن أبي
جهل فاختلطوا فقاتلا أشد القتال فانفرقت فرقة من المشركين فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من لهذه الفرقة فقال وهب بن قابوس
أنا يا رسول الله فقام فرماهم بالنبل حتى انصرفوا ثم رجع فانفرقت
فرقة أخرى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لهذه الكتيبة
فقال المزني أنا يا رسول الله فقام فذبها بالسيف حتى ولوا ثم رجع
المزني ثم طلعت كتيبة أخرى فقال من يقوم لهؤلاء فقال المزني
أنا يا رسول الله فقال قم وأبشر بالجنة فقام المزني مسرورا يقول
والله لا أقيل ولا أستقيل فقام فجعل يدخل فيهم فيضرب بالسيف حتى
يخرج من أقصاهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون ينظرون
إليه ورسول الله يقول اللهم ارحمه ما زال كذلك وهم محدقون
به حتى اشتملت عليهم أسيافهم ورماحهم فقتلوه فوجد به يومئذ عشرون
طعنة برمح كلها قد خلصت إلى مقتل ومثل به يومئذ أقبح المثل
ثم قام بن أخيه الحارث بن عقبة فقاتل كنحو من قتاله حتى قتل فوقف
عليهما رسول الله وهما مقتولان فقال رضي الله عنك فإني عنك راض
يعني وهبا ثم قام على قدميه وقد ناله عليه السلام من الجراح ما ناله
وإن القيام ليشق عليه فلم يزل قائما حتى وضع المزني في لحده عليه بردة
247

لها أعلام حمر فمد رسول الله صلى الله عليه وسلم البردة على رأسه
فخمره وأدرجه فيها طولا وبلغت نصف ساقيه وأمرنا فجمعنا الحرمل
فجعلناه على رجليه وهو في اللحد ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه
وسلم فكان عمر بن الخطاب وسعد بن أبي وقاص يقولان فما حال
نموت عليها أحب إلينا من أن نلقى الله على حال المزني
عمرو بن أمية
بن خويلد بن عبد الله بن إياس بن عبد بن ناشرة بن كعب بن جدي
بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة وكانت عنده سخيلة بنت عبيدة
بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي فولدت له نفرا وشهد
عمرو بن أمية بدرا وأحدا مع المشركين ثم أسلم حين انصرف المشركون
عن أحد وكان رجلا شجاعا له إقدام ويكنى أبا أمية وهو الذي يروي
عنه أبو قلابة الجرمي عن أبي أمية
قال أخبرنا عبد الله بن نمير قال حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن
أبي كثير عن أبي قلابة في حديث رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال لعمرو بن أمية الضمري يا أبا أمية
قال محمد بن عمر فكان أول مشهد شهده عمرو بن أمية مسلما
بئر معونة في صفر على رأس ستة وثلاثين شهرا من الهجرة فأسرته بنو
عامر يومئذ فقال له عامر بن الطفيل إنه قد كان علي أمي نسمة فأنت
حر عنها وجز ناصيته وقدم المدينة فأخبر رسول الله بقتل من قتل من
أصحابه ببئر معونة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت من بينهم
يعني أفلت ولم تقتل كما قتلوا ولما دنا عمرو من المدينة منصرفا من
248

بئر معونة لقي رجلين من بني كلاب فقاتلهما ثم قتلهما وقد كان لهما
من رسول الله صلى الله عليه وسلم أمان فوداهما رسول الله صلى الله
عليه وسلم وهما القتيلان اللذان خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
بسببهما إلى بني النضير يستعينهم في ديتهما
قال وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية ومعه
سلمة بن أسلم بن حريش الأنصاري سرية إلى مكة إلى أبي سفيان بن
حرب فعلم بمكانهما فطلبا فتواريا وظفر عمرو بن أمية في تواريه ذلك
في الغار بناحية مكة بعبيد الله بن مالك بن عبيد الله التيمي فقتله وعمد إلى
خبيب بن عدي وهو مصلوب فأنزله عن خشبته وقتل رجلا من المشركين
من بني الديل أعور طويلا ثم قدم المدينة فسر رسول الله صلى الله
عليه وسلم بقدومه ودعا له بخير وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى النجاشي بكتابين كتب بهما إليه في أحدهما أن يزوجه أم حبيبة بنت
أبي سفيان بن حرب وفي الاخر يسأله أن يمل إليه من بقي عنده من
أصحابه فزوجه النجاشي أم حبيبة وحمل إليه أصحابه في سفينتين وكانت
لعمرو بن أمية دار بالمدينة عند الحداكين يعني الخراطين ومات بالمدينة
في خلافة معاوية بن أبي سفيان
دحية بن خليفة
بن فروة بن فضالة بن زيد بن امرئ القيس بن الخزرج وهو زيد
مناة بن عامر بن بكر بن عامر الأكبر بن عوف بن بكر بن عوف بن عذرة
بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان
بن عمران بن الحاف بن قضاعة وأسلم دحية بن خليفة قديما ولم يشهد
249

بدرا وكان يشبه بجبرائيل
قال أخبرنا يعلى بن عبيد وعبيد الله بن موسى والفضل بن دكين
قالوا حدثنا زكريا بن أبي زائدة عن عامر الشعبي قال شبه رسول
الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة نفر من أمية فقال دحية الكلبي يشبه
جبرائيل وعروة بن مسعود الثقفي يشبه عيسى بن مريم و عبد العزى
يشبه الدجال
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا أبو عوانة عن مغيرة عن
يزيد بن الوليد عن أبي وائل قال كان دحية الكلبي يشبه بجبرائيل
وكان عروة بن مسعود مثله كمثل صاحب يس وكان عبد العزى
بن قطن يشبه بالدجال
قال أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن بن
شهاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أشبه من رأيت بجبرائيل
دحية الكلبي
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة عن إسحاق
بن سويد عن يحيى بن يعمر عن بن عمر عن النبي قال كان جبرائيل
يأتي النبي في صورة دحية الكلبي
قال أخبرنا خالد بن مخلد قال حدثنا عبد الله بن عمر عن يحيى
بن سعيد عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت وثب رسول الله وثبة
شديدة فنظرت فإذا معه رجل واقف على برذون وعليه عمامة بيضاء قد
سدل طرفها بين كتفيه ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع يده
على معرفة برذونه فقلت يا رسول الله لقد راعتني وثبتك من هذا
قال ورأيته قلت نعم قال ومن رأيت قلت رأيت دحية
الكلبي قال ذاك جبرائيل عليه السلام
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن سفيان بن عيينة عن بن أبي نجيح
250

عن مجاهد قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم دحية الكلبي
سرية وحده
قال أخبرنا يعقوب بن إبراهيم عن سعد الزهري عن أبيه عن صالح
بن كيسان قال قال بن شهاب أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة
بن مسعود أن عبد الله بن عباس أخبره أن رسول الله عليه السلام
كتب إلى قيصر يدعوه إلى الاسلام وبعث بكتابه مع دحية الكلبي وأمره
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدفعه إلى عظيم بصرى ليدفعه إلى
قيصر فدفعه عظيم بصرى إلى قيصر
قال محمد بن عمر لقيه بحمص فدفع إليه كتاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم وذلك في محرم سنة سبع من الهجرة وشهد دحية مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد بعد بدر وبقي إلى خلافة معاوية
بن أبي سفيان
251

الصحابة الذين أسلموا قبل فتح مكة
خالد بن الوليد
أصاحب فلقيت عثمان بن طلحة فذكرت له الذي أريد فأسرع
الإجابة وخرجنا جميعا فأدلجنا سحرا فلما كنا بالهل إذا عمرو بن العاص
فقال مرحبا بالقوم قلنا وبك قال أين مسيركم فأخبرناه وأخبرنا
أنه يريد أيضا النبي صلى الله عليه وسلم ولنسلم فاصطحبنا حتى
قدمنا المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أول يوم من صفر سنة
ثمان فلما اطلعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمت عليه
بالنبوة فرد علي السلام بوجه طلق فأسلمت وشهدت شهادة الحق
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كنت أرى لك عقلا رجوت
ألا يسلمك إلا إلى خير وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلت
استغفر لي كل ما أوضعت فيه من صد عن سبيل الله فقال إن الاسلام
يجب ما كان قبله قلت يا رسول الله على ذلك فقال اللهم اغفر
لخالد بن الوليد كل ما أوضع فيه من صد عن سبيلك فقال خالد وتقدم
عمرو بن العاص وعثمان بن طلحة فأسلما وبايعا رسول الله صلى الله عليه
وسلم فوالله ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من يوم أسلمت
يعدل بي أحدا من أصحابه فيما يجزيه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا محمد بن عبد الله عن الزهري
252

عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال أقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم
خالد بن الوليد موضع داره
قال محمد بن عمر والمناء أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعد خيبر وبعد قدوم خالد عليه وكانت دورا لحارثة بن لنعمان ورثها من
آبائه فوهبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأقطع منها رسول الله
صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد وعمار بن ياسر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إسماعيل بن مصعب
عن إبراهيم بن يحيى بن زيد بن ثابت قال لما كان يوم مؤتة وقتل الامراء
أخذ اللواء ثابت بن أقرم وجعل يصيح يا آل الأنصار فجعل الناس
يثوبون إليه فنظر إلى خالد بن الوليد فقال خذ اللواء يا أبا سليمان قال
لا آخذه أنت أحق به لك سن وقد شهدت بدرا قال ثابت خذه
أيها الرجل فوالله ما أخذته إلا لك وقال ثابت للناس أصطلحتم على خالد
قالوا نعم فأخذ خالد اللواء فحمله ساعة وجعل المشركون يحملون عليه
فثبت حتى تكركر المشركون وحمل بأصحابه ففض جمعا من جمعهم ثم
دهم منهم بشر كثير فانحاش بالمسلمين فانكشفوا راجعين
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن الحارث بن الفضل
عن أبيه قال لما أخذ خالد بن الوليد الراية قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم الان حمى الوطيس
قال أخبرنا وكيع بن الجراح و عبد الله بن عمير ومحمد بن عبيد
الطنافسي عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال سمعت
خالد بن الوليد بالحيرة يقول قد انقطع في يدي يوم مؤتة تسعة
أسياف
253

عمرو بن العاص
وأسلم لي في ديني وأما أنت يا محمد فأمرتني بالذي أنبه
لي في دنياي وأشر لي في آخرتي وإن عليا قد بويع له وهو يدل بسابقته
وهو غير مشركي في شئ من أمره ارحل يا وردان ثم خرج ومعه
ابناه حتى قدم على معاوية بن أبي سفيان فبايعه على الطلب بدم عثمان وكتبا
بينهما كتابا نسخته بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما تعاهد عليه معاوية
بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ببيت المقدس من بعد مقتل عثمان بن عفان
وحمل كل واحد منهما صاحبه الأمانة إن بيننا عهد الله على التناصر
والتخالص والتناصح في أمر الله والاسلام ولا يخذل أحدنا صاحبه بشئ
ولا يتخذ من دونه وليجة ولا يحول بيننا ولد ولا والد أبدا ما حيينا
فيما استطعنا فإذا فتحت مصر فإن عمرا على أرضها وإمارته التي أمره
عليها أمير المؤمنين وبيننا التناصح والتوازر والتعاون على ما نابنا من الأمور
ومعاوية أمير على عمرو بن العاص في الناس وفي عامة الامر حتى يجمع الله
الأمة فإذا اجتمعت الأمة فإنهما يدخلان في أحسن أمرها على أحسن الذي
بينهما في أمر الله الذي بينهما من الشرط في هذه الصحيفة وكتب وردان
سنة ثمان وثلاثين
قال وبلغ ذلك عليا فقام فخطب أهل الكوفة فقال أما بعد
فإنه قد بلغني أن عمرو بن العاص الأبتر بن الأبتر بايع معاوية على الطلب
بدم عثمان وحضهم عليه فالعضد والله الشلاء عمرو ونصرته
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا هشام بن الغاز وإبراهيم
بن موسى عن عكرمة بن خالد وغيرهما قالوا كان عمرو بن العاص
يباشر القتال في القلب أيام صفين بنفسه فلما كان يوم من تلك الأيام
اقتتل أهل العراق وأهل الشام حتى غابت الشمس فإذا كتيبة خشناء من خلف
254

صفوفها أراهم خمسمائة فيها عمرو بن العاص ويقبل علي في كتيبة
أخرى نحو من عدد الذي مع عمرو بن العاص فاقتتلوا ساعة من الليل حتى
كثرت القتلى بينهم ثم صاح عمرو بأصحابه الأرض يا أهل الشام فترجلوا
ودب بهم وترجل أهل العراق فنظرت إلى عمرو بن العاص يباشر القتال
وهو يقول
وصبرنا على مواطن ضنك وخطوب تري البياض الوليدا
ويقبل رجل من أهل العراق فخلص إلى عمرو وضربه ضربة جرحه
على العاتق وهو يقول أنا أبو السمراء ويدركه عمرو فضربه ضربة
أثبته وانحاز عمرو في أصحابه وانحاز أصحابه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إسماعيل بن عبد الملك عن
يحيى بن شبل عن أبي جعفر عن عبيد الله بن أبي رافع قال نظرت إلى
عمرو بن العاص يوم صفين وقد وضعت له الكراسي يصف الناس بنفسه
صفوفا ويقول كقص الشارب وهو حاسر وأسمعه وأنا منه قريب
يقول عليكم بالشيخ الأزدي أو الدجال يعني هاشم بن عتبة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر بن راشد عن الزهري
قال اقتتل الناس بصفين قتالا شديدا لم يكن في هذه الأمة مثله قط حتى
كره أهل الشام وأهل العراق القتال وملوه من طول تباذلهم السيف فقال
عمرو بن العاص وهو يومئذ على القتال لمعاوية هل أنت مطيعي فتأمر
رجالا بنشر المصاحف ثم يقولون يا أهل العراق ندعوكم إلى القران والى
ما في فاتحته إلى خاتمته فإنك إن تفعل ذلك يختلف أهل العراق ولا يزيد
ذلك أمر أهل الشام الا استجماعا فأطاعه معاوية ففعل وأمر عمرو رجالا
من أهل الشام فقرئ المصحف ثم نادى يا أهل العراق ندعوكم إلى القران
فاختلف أهل العراق فقالت طائفة أو لسنا على كتاب الله وبيعتنا وقال
255

آخرون كرهوا القتال أجبنا إلى كتاب الله فلما رأى علي عليه السلام
وهنهم وكراهتهم للقتال قارب معاوية فيما يدعوه إليه واختلف بينهم الرسل
فقال علي عليه السلام قد قبلنا كتاب الله فمن يحكم بكتاب الله بيننا
وبينك قال نأخذ رجلا منا نختاره وتأخذ منكم رجلا تختاره فاختار
معاوية عمرو بن العاص علي أبا موسى الأشعري
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا منصور بن أبي الأسود عن
مجالد عن الشعبي عن زياد بن النضر أن عليا عليه السلام بعث أبا موسى
الأشعري ومعه أربعمائة رجل عليهم شريح بن هانئ ومعهم عبد الله بن
عباس يصلي بهم ويلي أمرهم وبعث معاوية عمرو بن العاص في أربعمائة
من أهل الشام حتى توافوا بدومة جندل
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن عمرو بن الحكم قال
لما التقى الناس بدومة جندل قال بن عباس للأشعري احذر عمرا فإنما
يريد أن يقدمك ويقول أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأسن مني فكن متدبرا لكلامه فكانا إذا التقيا يقول عمرو إنك صحبت
رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلي وأنت أسن مني فتكلم ثم
أتكلم وإنما يريد عمرو أن يقدم أبا موسى في الكلام ليخلع عليا
فاجتمعا على أمرهما فأداره عمرو على معاوية فأبى وقال أبو موسى عبد
الله بن عمر فقال عمرو أخبرني عن رأيك فقال أبو موسى أرى
أن نخلع هذين الرجلين ونجعل هذا الامر شورى بين المسلمين فيختارون
لأنفسهم من أحبوا
قال عمرو الرأي ما رأيت فأقبلا على الناس وهم مجتمعون فقال
له عمرو يا أبا موسى أعلمهم بأن رأينا قد اجتمع فتكلم أبو موسى
فقال أبو موسى إن رأينا قد اتفق على أمر نرجو أن يصلح به أمر هذه
256

الأمة فقال عمرو صدق وبر ونعم الناظر للاسلام وأهله فتكلم
يا أبا موسى فأتاه بن عباس فخلا به فقال أنت في خدعة ألم أقل
لك لا تبدأه وتعقبه فإني أخشى أن يكون أعطاك أمرا خاليا ثم ينزع
عنه على ملا من الناس واجتماعهم فقال الأشعري لا تخش ذلك قد
اجتمعنا واصطلحنا فقام أبو موسى فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها
الناس قد نظرنا في أمر هذه الأمة فلم نر شيئا هو أصلح لأمرها ولا ألم
لشعثها من أن لا نبتز أمورها ولا نعصبها حتى يكون ذلك عن رضى
منها وتشاور وقد اجتمعت أنا وصاحبي على أمر واحد على خلع علي
ومعاوية وتستقبل هذه الأمة هذا الامر فيكون شورى بينهم يولون
منهم من أحبوا عليهم وإني قد خلعت عليا ومعاوية فولوا أمركم من
رأيتم ثم تنحى فأقبل عمرو بن العاص فحمد الله وأثنى عليه ثم قال
إن هذا قد قال ما قد سمعتم وخلع صاحبه وإني أخلع صاحبه كما خلعه
وأثبت صاحبي معاوية فإنه ولي عثمان بن عفان والطالب بدمه وأحق الناس
بمقامه فقال سعد بن أبي وقاص ويحك يا أبا موسى ما أضعفك عن عمرو
ومكائده فقال أبو موسى فما أصنع جامعني على أمر ثم نزع عنه
فقال بن عباس لا ذنب لك يا أبا موسى الذنب لغيرك للذي قدمك
في هذا المقام فقال أبو موسى رحمك الله غدرني فما أصنع وقال
أبو موسى لعمرو إنما مثلك كالكلب إن تحمل عليه يلهث
أو تتركه يلهث فقال له عمرو إنما مثلك مثل الحمار يحمل
أسفارا فقال بن عمر إلى م صيرت هذه الأمة إلى رجل لا يبالي ما
صنع وآخر ضعيف وقال عبد الرحمن بن أبي بكر لو مات الأشعري
من قبل هذا كان خيرا له
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز
عن الزهري قال كان عمرو يقول لمعاوية حين خرجت الخوارج على علي
257

كيف رأيت تدبيري لك حيث ضاقت نفسك مستهزئا على فرسك الورد
تستبطئه فأشرت عليك أن تدعوهم إلى كتاب الله وعرفت أن أهل العراق
أهل شبه وأنهم يختلفون عليه فقد اشتغل عنك علي بهم وهم آخر هذا
قاتلوه ليس جند أوهن كيدا منهم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني مفضل بن فضالة عن يزيد
بن أبي حبيب قال وحدثني عبد الله بن جعفر عن عبد الواحد بن أبي
عون قالا لما صار الامر في يدي معاوية استكثر طعمة مصر لعمرو
ما عاش ورأى عمرو أن الامر كله قد صلح به وبتدبيره وعنائه وسعيه
فيه وظن أن معاوية سيزيده الشام مع مصر فلم يفعل معاوية فتنكر
عمرو لمعاوية فاختلفا وتغالطا وتميز الناس وظنوا أنه لا يجتمع أمرهما
فدخل بينهما معاوية بن حديج فأصلح أمرهما وكتب بينهما كتابا وشرط
فيه شروطا لمعاوية وعمرو خاصة وللناس عليه وأن لعمرو ولاية مصر
سبع سنين وعلى أن على عمرو السمع والطاعة لمعاوية وتواثقا وتعاهدا
على ذلك وأشهد عليهما به شهودا ثم مضى عمرو بن العاص على مصر
واليا عليها وذلك في آخر سنة تسع وثلاثين فوالله ما مكث بها إلا سنتين
أو ثلاثا حتى مات
قال أخبرنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم الشيباني النبيل قال
حدثنا حياة بن شريح قال حدثنا يزيد بن أبي حبيب عن بن شماسة
المهري قال حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياقة الموت فحول وجهه
إلى الحائط يبكي طويلا وابنه يقول له ما يبكيك أما بشرك رسول
الله صلى الله عليه وسلم بكذا أما بشرك بكذا قال وهو في ذلك
يبكي ووجهه إلى الحائط قال ثم أقبل بوجهه إلينا فقال إن أفضل مما
تعد علي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه
وسلم ولكني قد كنت على أطباق ثلاث قد رأيتني ما من الناس أحد
258

أبغض إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحب إلى من أن
أستمكن منه فأقتله فلو مت على تلك الطبقة لكنت من أهل النار
ثم جعل الله الاسلام في قلبي فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبايعه
فقلت ابسط يمينك يا رسول الله قال فبسط يده ثم إني قبضت
يدي فقال ما لك يا عمرو قال فقلت أردت أن أشترط فقال
تشترط ماذا فقلت اشترط أن يغفر لي فقال أما علمت يا عمرو
أن الاسلام يهدم ما كان قبله وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها وأن الحج
يهدم ما كان قبله فقد رأيتني ما من الناس أحد أحب إلي من رسول الله
صلى الله عليه وسلم ولا أجل في عيني منه ولو سئلت أن أنعته ما
أطقت لأني لم أكن أطيق أن أملا عيني إجلالا له فلو مت على تلك الطبقة
رجوت أن أكون من أهل الجنة ثم ولينا أشياء بعد فلست أدري ما أنا
فيها أو ما حالي فيها فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة ولا نار فإذا دفنتموني
فسنوا علي التراب سنا فإذا فرغتم من قبري فامكثوا عند قبري قدر
ما ينحر جزور ويقسم لحمها فإني أستأنس بكم حتى أعلم ماذا أراجع
به رسل ربي
قال أخبرنا روح بن عبادة قال حدثنا عوف عن الحسن قال
بلغني أن عمرو بن العاص لما كان عند الموت دعا حرسه فقال أي صاحب
كنت لكم قالوا كنت لنا صاحب صدق تكرمنا وتعطينا وتفعل
وتفعل قال فإني إنما كنت أفعل ذلك لتمنعوني من الموت وإن الموت
ها هو ذا قد نزل بي فأغنوه عني فنظر القوم بعضهم إلى بعض فقالوا
والله ما كنا نحسبك تكلم بالعوراء يا أبا عبد الله قد علمت أنا
لا نغني عنك من الموت شيئا فقال أما والله لقد قلتها وإني لاعلم
أنكم لا تغنون عني من الموت شيئا ولكن والله لان أكون لم أتخذ منكم
رجلا قط يمنعني من الموت أحب إلى من كذا وكذا فيا ويح بن أبي
259

طالب إذ يقول حرس أمراء أجله ثم قال عمرو اللهم لا برئ
فأعتذر ولا عزيز فأنتصر وإلا تدركني برحمة أكن من الهالكين
قال أخبرنا عبيد الله بن أبي موسى قال أخبرنا إسرائيل عن عبد
الله بن المختار عن معاوية بن قرة المزني قال حدثني أبو حرب بن أبي
الأسود عن عبد الله بن عمرو أنه حدثه أن أباه أوصاه قال يا بني إذا
مت فاغسلني غسلة بالماء ثم جففني في ثوب ثم اغسلني الثانية بماء
قراح ثم جففني في ثوب ثم اغسلني الثالثة بماء فيه شئ من الكافور ثم
جففني في ثوب ثم إذا ألبستني الثياب فأزر علي فإني مخاصم ثم
إذا أنت حملتني على السرير فامش بي مشيا بين المشيتين وكن خلف
الجنازة فإن مقدمها للملائكة وخلفها لبني آدم فإذا أنت وضعتني في
القبر فسن علي التراب سنا ثم قال اللهم إنك أمرتنا فركبنا ونهيتنا
فأضعنا فلا برئ فأعتذر ولا عزيز فأنتصر ولكن لا إله إلا الله ما زال
يقولها حتى مات
قال أخبرنا علي بن محمد القرشي عن علي بن حماد وغيره قال
قال معاوية بن حديج عدت عمرو بن العاص وقد ثقل فقلت كيف
تجدك قال أذوب ولا أثوب وأجد نجوي أكثر من رزئي فما بقاء
الكبير على هذا
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن عوانة بن الحكم
قال عمرو بن العاص يقول عجبا لمن نزل به الموت وعقله معه كيف
لا يصفه فلما نزل به قال له ابنه عبد الله بن عمرو يا أبت إنك كنت
تقول عجبا لمن نزل به الموت وعقله معه كيف لا يصفه فصف لنا الموت
وعقلك معك فقال يا بني الموت أجل من أن يوصف ولكني سأصف
لك منه شيئا أجدني كأن على عنقي جبال رضوى وأجدني كأن في
جوفي شوك السلاء وأجدني كأن نفسي يخرج من ثقب إبرة
260

قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الله بن أبي يحيى عن
عمرو بن شعيب قال توفي عمرو بن العاص يوم الفطر بمصر سنة اثنتين
وأربعين وهو وال عليها قال محمد بن عمر وسمعت من يذكر أنه
توفي سنة ثلاث وأربعين قال محمد بن سعد وسمعت بعض أهل العلم
يقول توفي عمرو بن العاص سنة إحدى وخمسين
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا زهير عن ليث عن مجاهد
قال أعتق عمرو بن العاص كل مملوك له
قال أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا ليث بن سعد
عن يزيد بن أبي حبيب عن من أدرك ذلك أن عمر بن الخطاب كتب
إلى عمرو بن العاص انظر من كان قبلك ممن بايع رسول الله صلى الله عليه
وسلم تحت الشجرة فأتم له مائتي دينار وأتم لنفسك بإمارتك مائتي
دينار ولخارجة بن حذافة بشجاعته ولقيس بن العاص بضيافته
قال أخبرنا محمد بن سليم العبدري قال حدثنا هشيم عن عبد
الرحمن بن يحيى عن حيان بن أبي جبلة قال قيل لعمرو بن العاص ما
المروءة فقال يصلح الرجل ما له ويحسن إلى إخوانه
عبد الله بن عمرو بن العاص
بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم وأمه ريطة بنت منبه بن
الحجاج بن عامر بن حذيفة بن سعد بن سهم وكان لعبد الله بن عمرو
من الولد محمد وبه كان يكنى وأمه بنت محمية بن جزء الزبيدي وهشام
وهاشم وعمران وأم إياس وأم عبد الله وأم سعيد وأمهم أم هاشم
الكندية من بني وهب بن الحارث
261

قال وأخبرنا محمد بن عمر قال أسلم عبد الله بن عمرو قبل أبيه
قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس عن سليمان بن بلال
عن صفوان بن سليم عن عبد الله بن عمرو قال استأذنت النبي صلى
الله عليه وسلم في كتابة ما سمعته منه قال فأذن لي فكتبته فكان
عبد الله يسمي صحيفته تلك الصادقة
قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا إسحاق بن يحيى عن مجاهد
قال رأيت عند عبد الله بن عمرو صحيفة فسألته عنها فقال هذه الصادقة
فيها ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بيني وبينه
فيها أحد
قال أخبرنا سعيد بن محمد الثقفي عن إسماعيل بن رافع عن خالد
بن يزيد الإسكندراني قال بلغني أن عبد الله بن عمرو بن العاص قال
يا رسول الله إني أسمع منك أحاديث أحب أن أعيها فأستعين بيدي مع
قلبي يعني اكتبها قال نعم
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال حدثنا مسعر بن كدام
عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو بن العاص
قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألم أنبأ أنك تقوم الليل
وتصوم النهار قال قلت إني أقوى قال فإنك إذا فعلت ذلك هجمت
العين وتنفه النفس صم من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صوم الدهر
أو كصوم الدهر قال قلت إني أجد قوة قال فصم صوم داود كان
يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر إذا لاقى
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا سليمان بن حيان قال لي
رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا عبد الله بن عمرو بلغني أنك تصوم
النهار وتقوم الليل فلا تفعل فإن لجسدك عليك حظا وإن لزوجك عليك
حظا وإن لعينيك عليك حظا صم وأفطر صم من كل شهر ثلاثة
262

فذلك صوم الدهر قال قلت يا رسول الله إني أجد بي قوة قال
صم صوم داود صم يوما وأفطر يوما قال فكان عبد الله يقول فيا ليتني
أخذت بالرخصة
قال أخبرنا محمد بن مصعب القرقساني قال حدثنا الأوزاعي
عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألم أخبر أنك تصوم النهار
وتقوم الليل قال قلت يا رسول الله بلى قال فقال صم وأفطر وصل
ونم فإن لجسدك عليك حقا وإن لزورك عليك حقا وإن لزوجك
عليك حقا وإن بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام قال فشددت
فشدد علي فقلت يا رسول الله إني أجد قوة قال فصم من كل شهر
ثلاثة أيام فقال فشددت فشدد علي فقلت يا رسول الله فإني أجد قوة
قال فقال فصم صيام نبي الله داود لا تزد عليه قال قلت يا رسول
الله وما كان صيام داود عليه السلام قال كان يصوم يوما ويفطر يوما
قال أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن صالح
بن كيسان عن بن شهاب أن سعيد بن المسيب وأبا سلمة بن عبد الرحمن
بن عوف أخبراه ان عبد الله بن عمرو بن العاص قال أخبر رسول الله
صلى الله عليه وسلم أني أقول لأصومن الدهر ولأقومن الليل فقال لي
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت الذي تقول لأصومن النهار ولأقومن
الليل ما عشت قال قد قلت ذلك يا رسول الله فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم إنك لا تستطيع ذلك فأفطر وصم ونم وقم وصم
من الشهر ثلاثة أيام فإن الحسنة بعشر أمثالها وذلك مثل صيام الدهر قال
قلت إني أطيق أفضل من ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
صم يوما وأفطر يومين قال إني أطيق أفضل
من ذلك فقال لا أفضل من ذلك
263

قال أخبرنا عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي من باهلة قال حدثنا
حاتم بن أبي صغيرة عن عمرو بن دينار قال قال عبد الله بن عمرو لما أسن
ليتني كنت أخذت برخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وكان
من تلك الأيام يوم من أيام التشريق فدعاه عمرو فقال هلم إلى الغداء
قال إني صائم قال ليس لك ذلك لأنها أيام أكل وشرب قال
وسأله كيف تقرأ القران قال أقرأه كل ليلة قال فلا تقرأه في
كل عشر قال أنا أقوى من ذلك قال فاقرأه في كل ست
قال أخبرنا محمد بن بكر البرساني قال حدثنا بن جريج قال
أخبرني سعيد بن كثير أن جعفر بن المطلب أخبره أن عبد الله بن عمرو
بن العاص دخل على عمرو بن العاص في أيام منى فدعاه إلى الغداء فقال
إني صائم ثم الثانية فكذلك ثم دعاه الثالثة فقال لا إلا أن تكون سمعته
من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فإني سمعت من رسول الله
صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا عبيدة بن حميد عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد
الله بن عمرو قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عبد الله
بن عمر في كم تقرأ القران قال قلت في يوم وليلة قال فقال لي
ارقد وصل وصل وارقد واقرأ في كل شهر فما زلت أناقضه ويناقضني
حتى قال اقرأه في سبع ليال قال ثم قال لي كيف تصوم قال قلت
أصوم ولا أفطر قال فقال لي صم وأفطر وصم ثلاثة أيام من كل شهر
فما زلت أناقضه ويناقضني حتى قال لي صم أحب الصيام إلى الله صيام
أخي داود صم يوما وأفطر يوما قال فقال عبد الله بن عمرو فلان أكون
قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي من أن يكون
لي حمر النعم حسبته
قال أخبرنا أبو معاوية الضرير قال حدثنا الأعمش عن خيثمة
264

قال انتهيت إلى عبد الله بن عمرو بن العاص وهو يقرأ في المصحف
قال فقلت أي شئ تقرأ قال جزئي الذي أقوم به الليلة
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال حدثنا بن المبارك عن
الأوزاعي قال حدثنا يحيى بن أبي كثير قال حدثني أبو سلمة بن عبد
الرحمن قال حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال لي رسول
الله صلى الله عليه وسلم يا عبد الله بن عمرو لا تكن مثل فلان كان
يقوم الليل فترك قيام الليل
قال أخبرنا وهب بن جرير بن حازم قال حدثنا هشام الدستوائي
عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم عن خالد بن معدان عن جبير
بن نفير عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى
عليه ثوبين معصفرين فقال إن هذه الثياب ثياب الكفار فلا تلبسها
قال أخبرنا محمد بن كثير العبدي قال أخبرنا إبراهيم بن نافع
قال سمعت سليمان الأحول يذكر عن طاوس قال رأى النبي صلى
الله عليه وسلم على عبد الله بن عمرو ثوبين معصفرين فقال أمك أمرتك
بهذا فقال أغسلهما يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم حرقهما
قال أخبرنا سعيد بن محمد الثقفي عن رشدين بن كريب قال
رأيت عبد الله بن عمرو يعتم بعمامة حرقانية ويرخيها شبرا وأقل من شبر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا بن أبي ذئب قال أخبرنا
عمرو بن عبد الله شويفع قال أخبرني من رأى عبد الله بن عمرو
بن العاص أبيض الرأس واللحية
قال أخبرنا عفان بن مسلم ويحيى بن عباد قالا حدثنا حماد
بن سلمة قال أخبرنا علي بن زيد عن العريان بن الهيثم قال وفدت
مع أبي إلى يزيد بن معاوية فجاء رجل طوال أحمر عظيم البطن فسلم ثم
265

جلس فقال أبي من هذا فقيل عبد الله بن عمرو
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة قال
أخبرنا علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة أنه وصف عبد الله بن
عمرو فقال رجل احمر عظيم البطن طوال
قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال حدثنا حوشب قال
حدثنا مسلم مولى بني مخزوم قال طاف عبد الله بن عمرو بالبيت
بعدما عمي
قال أخبرنا عمرو بن عاصم قال حدثنا همام بن يحيى قال
حدثنا قتادة عن الحسن عن شريك بن خليفة قال رأيت عبد الله بن عمرو
يقرأ بالسريانية
قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا
عبد الله بن المؤمل عن عبد الله بن أبي مليكة قال كان عبد الله بن عمرو يأتي الجمعة من المغمس
فيصلي الصبح ثم يرتفع إلى الحجر فيسبح ويكبر حتى تطلع الشمس
ثم يقوم في جوف الحجر فيجلس إليه الناس فقال يوما ما أفرق على نفسي
إلا من ثلاث مواطن في دم عثمان فقال له عبد الله بن صفوان إن كنت
رضيت قتله فقد شركت في دمه وإني آخذ فأقول أقرضه الله في
هذه الليلة فيصبح في مكانه فقال بن صفوان أنت امرؤ لم توق شح
نفسك قال ويوم صفين
قال أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا نافع بن عمر
عن بن أبي مليكة قال قال عبد الله بن عمرو ما لي ولصفين ما لي
ولقتال المسلمين لوددت أني مت قبله بعشر سنين أما والله على ذلك
ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم وما رجل أجهد
مني من رجل لم يفعل شيئا من ذلك
قال نافع حسبته ذكر أنه كانت بيده الراية فقدم الناس منزلة
266

أو منزلتين
قال أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة ومحمد بن عبد الله الأسدي
قالا حدثنا مسعر قال حدثنا زياد بن سلامة قال قال عبد الله بن
عمرو لوددت أني هذه السارية
قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا السري بن يحيى عن الحسن
قال ربما ارتجز عبد الله بن عمرو بن العاص بسيفه في الحرب
قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا القاسم بن الفضل قال
حدثنا طلحة بن عبيد الله بن كريز الخزاعي قال كان عبد الله بن عمرو
إذا جلس لم تنطق قريش قال فقال يوما كيف أنتم بخليفة بملكك ليس
هو منكم قالوا فأين قريش يومئذ قال يفنيها السيف
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا همام بن يحيى قال
حدثنا قتادة عن عبد الله بن بريدة عن سليمان بن الربيع قال انطلقت
في رهط من نساك أهل البصرة إلى مكة فقلنا لو نظرنا رجلا من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم فتحدثنا إليه فدللنا على عبد الله بن
عمرو بن العاص فأتينا منزله فإذا قريب من ثلاثمائة راحلة قال فقلنا
على كل هؤلاء حج عبد الله بن عمرو قالوا نعم هو ومواليه وأحباؤه
قال فانطلقنا إلى البيت فإذا نحن برجل أبيض الرأس واللحية بين بردين
قطريين عليه عمامة ليس عليه قميص قال فقلنا أنت عبد الله بن عمرو
وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل من قريش وقد
قرأت الكتاب الأول وليس أحد نأخذ عنه أحب إلينا أو قال أعجب إلينا
منك فحدثنا بحديث لعل الله أن ينفعنا به فقال لنا ممن أنتم فقلنا
من أهل العراق فقال إن من أهل العراق يكذبون ويكذبون
ويسخرون قال قلنا ما كنا لنكذبك ولا نكذب عليك ولا
نسخر منك حدثنا بحديث لعل الله أن ينفعنا به فحدثهم بحديث في بني
267

قنطور بن كركر
قال أخبرنا كثير بن هشام قال حدثنا الفرات بن سليمان عن عبد
الكريم عن مجاهد أن عبد الله بن عمرو بن العاص كان يضرب فسطاطه في
الحل ويجعل مصلاه في الحرم فقيل له لم تفعل ذلك قال لان
الاحداث في الحرم أشد منها في الحل
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا حبان بن علي
عن أبي سنان عن عبد الله بن أبي الهذيل عن عبد الله بن عمرو قال لو
رأيت رجلا يشرب الخمر لا يراني إلا الله فاستطعت أن أقتله لقتلته
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا داود بن عبد
الرحمن عن عمرو بن دينار قال باع قيم الوهط فضل ماء الوهط
فرده عبد الله بن عمرو بن العاص
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا أسامة بن زيد عن عبد
الرحمن بن السلماني قال التقى كعب الأحبار وعبد الله بن عمرو فقال
كعب أتطير قال نعم قال فما تقول قال أقول اللهم لا طير
إلا طيرك ولا خير إلا خيرك ولا رب غيرك ولا حول ولا قوة إلا بك
فقال أنت أفقه العرب إنها لمكتوبة في التوراة كما قلت
قال أخبرنا محمد بن عمر قال توفي عبد الله بن عمرو بن العاص
بالشام سنة خمس وستين وهو يومئذ بن اثنتين وسبعين سنة وقد روى
عن أبي بكر وعمر
268

ومن بني جمح بن عمرو
سعيد بن عامر بن حذيم
بن سلامان بن ربيعة بن سعد بن جمح بن عمرو بن هصيص بن
كعب وأمه أروى بنت أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس
بن عبد مناف ولم يكن لسعيد ولد ولا عقب والعقب لأخيه جميل
بن عامر بن حذيم من ولده سعيد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن جميل
ولي القضاء ببغداد في عسكر المهدي وأسلم سعيد بن عامر قبل خيبر
وهاجر إلى المدينة وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر وما
بعد ذلك من المشاهد ولا نعلم له بالمدينة دارا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي
قال لما مات عياض بن غنم ولى عمر بن الخطاب سعيد بن عامر بن حذيم
عمله وكان على حمص وما يليها من الشام وكتب كتابا يوصيه
فيه بتقوى الله والقيام بالحق الذي يجب عليه ويأمره بوضع
الخراج والرفق بالرعية فأجابه سعيد بن عامر على نحو من كتابه
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن
الحجاج بن علاط
لن نقتله حتى نبعث به إلى أهل مكة قال فصاحوا بمكة
وقالوا قد جاءكم الخبر فقلت أعينوني على جمع ما لي على غرمائي
فإني أريد أن أقدم فأصيب من غنائم محمد وأصحابه قبل أن يسبقني التجار
إلى ما هناك فقاموا فجمعوا لي مالي كأحث جمع سمعت به وجئت صاحبتي
269

وكان لي عندها مال فقلت لها مالي لعلي ألحق بخيبر فأصيب من البيع
قبل أن يسبقني التجار وسمع بذلك العباس بن عبد المطلب فانخزل ظهره
فلم يستطع القيام فدعا غلاما له يقال له أبو زبيبة فقال اذهب إلى الحجاج
فقل يقول لك العباس الله أعلى وأجل من أن يكون الذي تخبره حقا
فجاءه فقال الحجاج قل لأبي الفضل أخلني في بعض بيوتك حتى آتيك
ظهرا ببعض ما تحب واكتم عني فأتاه ظهرا فناشده الله ليكتمن عليه ثلاثة
أيام فواثقه العباس على ذلك قال فإني قد أسلمت ولي مال عند امرأتي
ودين على الناس ولو علموا بإسلامي لم يدفعوا إلي شيئا تركت رسول
الله صلى الله عليه وسلم قد فتح خيبر وجرت سهام الله ورسوله فيها
وتركته عروسا بابنة حيي بن أخطب وقتل بني أبي الحقيق فلما أمسى
الحجاج من يومه ذلك خرج وأقبل العباس بعدما مضى الاجل وعليه
حلة وقد تخلق بخلوق وأخذ في يده قضيبا وأقبل يخطر حتى وقف على باب
الحجاج بن علاط فقرعه وقال أين الحجاج فقالت امرأة انطلق إلى
غنائم محمد وأصحابه ليشتري منها فقال العباس فإن الرجل ليس لك
بزوج إلا أن تتبعي دينه إنه قد أسلم وحضر الفتح مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم ثم انصرف العباس إلى المسجد وقريش يتحدثون بحديث
الحجاج بن علاط فقال العباس كلا والذي حلفتم به لقد افتتح رسول
الله صلى الله عليه وسلم خيبر وترك عروسا على ابنة حيي بن أخطب
فضرب أعناق بني أبي الحقيق البيض الجعاد الذين رأيتموهم سادة النضير من
يثرب وخيبر وهرب الحجاج بمال الذي عند امرأته قالوا من أخبرك
هذا قال الصادق في نفسي الثقة في صدري الحجاج فابعثوا إلى أهله
فبعثوا فوجدوا الحجاج قد انطلق بماله ووجدوا كل ما قال لهم العباس
حقا فكبت المشركون وفرح المسلمون ولم تلبث قريش خمسة أيام حتى
جاءهم الخبر بذلك هذا كله حديث محمد بن عمر عن رجاله الذين روى
270

عنهم غزوة خيبر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني سعيد بن عطاء بن أبي مروان
عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يغزو
مكة بعث إلى الحجاج بن علاط والعرباض بن سارية السلمي يأمرهما
بقدوم المدينة
قال محمد بن عمر وهاجر الحجاج بن علاط وسكن المدينة ببني
أمية بن زيد وبنى بها دارا ومسجدا يعرف به وهو أبو نصر بن الحجاج
وله حديث
العباس بن مرداس
بن أبي عامر بن حارثة بن عبد بن عيسى بن رفاعة بن الحارث بن
بهشة بن سليم أسلم قبل فتح مكة ووافى رسول الله صلى الله عليه
وسلم في تسعمائة من قومه على الخيول والقنا والدروع الظاهرة ليحضروا
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عكرمة بن فروخ السلمي
عن معاوية بن جاهمة بن عباس بن مرداس قال قال عباس بن مرداس
لقيته صلى الله عليه وسلم وهو يسير حين هبط من المشلل ونحن في آلة
الحرب والحديد ظاهر علينا والخيل تنازعنا الأعنة فصففنا لرسول الله
صلى الله عليه وسلم والى جنبه أبو بكر وعمر فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم يا عيينة هذه بنو سليم قد حضرت بما ترى من العدة والعدد
فقال يا رسول الله جاءهم داعيك ولم يأتني أما والله إن قومي لمعدون
مؤدون في الكراع والسلاح وإنهم لاحلاس الخيل ورجال الحرب
271

ورماة الحدق فقال عباس بن مرداس أقصر أيها الرجل فوالله إنك
لتعلم أنا أفرس على متون الخيل وأطعن بالقنا وأضرب بالمشرفية منك
ومن قومك فقال عيينة كذبت وخنت لنحن أولى بما ذكرت منك
قد عرفته لنا العرب قاطبة فأومى إليهما النبي صلى الله عليه وسلم
بيده حتا سكتا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد
قال أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم العباس بن مرداس مع من
أعطى من المؤلفة قلوبهم فأعطاه أربعة من الإبل فعاتب النبي صلى الله
عليه وسلم في شعر قاله
كانت نهابا تلافيتها * وكري على القوم بالأجرع
وحشي الجنود لكي يدلجوا * إذا هجع القوم لم أهجع
فأصبح نهبي ونهب العبيد * بين عيينة والأقرع
إلا أفائل أعطيتها * عديد قوائمه الأربع
وما كان بدر ولا حابس * يفوقان مرداس في المجمع
وقد كنت في الحرب ذا تدرأ * فلم أعط شيئا ولم أمنع
وما كنت دون امرئ منهما * ومن تضع اليوم لا يرفع
قال فرفع أبو بكر أبياته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي
صلى الله عليه وسلم للعباس أرأيت قولك
فأصبح نهبي ونهب العبيد بين الأقرع وعيينة
فقال أبو بكر بأبي وأمي يا رسول الله ليس هكذا قال فقال
كيف قال فأنشده أبو بكر كما قال عباس فقال النبي صلى الله عليه
272

وسلم سواء ما يضرك بدأت بالأقرع أو بعيينة فقال أبو بكر بأبي أنت
ما أنت بشاعر ولا راوية ولا ينبغي لك فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم اقطعوا عني لسانه ففزع منها أناس وقالوا أمر بعباس يمثل
به فأعطاه مائة من الإبل ويقال خمسين من الإبل
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن سلمة عن هشام
بن عروة عن عروة أن عباس بن مرداس قال أيام خيبر لما أعطى رسول
الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان وعيينة والأقرع بن حابس ما أعطى
أتجعل نهبي ونهب العبيد بين عيينة والأقرع
وقد كنت في القوم ذا ثروة فلم أعط شيئا ولم أمنع
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأقطعن لسانك وقال
لبلال إذا أمرتك أن تقطع لسانه فأعطه حلة ثم قال يا بلال اذهب
به فقطع لسانه فأخذ بلال بيده ليذهب به فقال يا رسول الله أيقطع لساني
يا معشر المهاجرين أيقطع لساني يا للمهاجرين أيقطع لساني وبلال يجره
فلما أكثر قال إنما أمرني أن أكسوك حلة أقطع بها لسانك فذهب
به فأعطاه حلة
قال محمد بن عمر ولم يسكن العباس بن مرداس مكة ولا المدينة
وكان يغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم ويرجع إلى بلاد قومه وكان ينزل
بوادي البصرة وكان يأتي البصرة كثيرا وروى عنه البصريون وبقية
ولده ببادية البصرة وقد نزل قوم منهم البصرة
273

جاهمة بن العباس بن مرداس
وقد أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه أحاديث
قال أخبرنا حجاج بن محمد عن بن جريج قال أخبرني محمد
بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه طلحة عن معاوية بن جاهمة
السلمي ان جاهمة جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله
أردت أن أغزو وقد جئتك أستشيرك فقال هل لك من أم قال نعم
قال فالزمها فإن الجنة تحت رجلها ثم الثانية ثم الثالثة في مقاعد شتى
وكمثل هذا القول
يزيد بن الأخنس بن حبيب
بن جرة بن زغب بن مالك بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة
بن سليم وهو أبو معن بن يزيد السلمي الذي روى عنه أبو الجويرية
قال بايعت النبي صلى الله عليه وسلم أنا وأبي وجدي وخاصمت
إليه فافلجني وعقد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليزيد بن الأخنس
يوم فتح مكة لواء من الألوية الأربعة التي عقدها لبني سليم وسكن يزيد
الكوفة بهد ذلك هو وولده وشهد معن بن يزيد يوم المرج مرج راهط
الضحاك بن سفيان بن الحارث
بن زائدة بن عبد الله بن حبيب بن مالك بن خفاف بن امرئ القيس
بن بهثة بن سليم أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وعقد
له لواء يوم فتح مكة
274

عتبة بن فرقد
وهو يربوع بن حبيب بن مالك بن أسعد بن رفاعة بن ربيعة بن رفاعة
بن الحارث بن بهثة بن سليم كان شريفا بالكوفة يقال لهم الفراقدة
خفاف بن عمير بن الحارث
بن شريد واسمه عمرو بن رباح بن يقظة بن عصية بن خفاف
بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم وكان شاعرا وهو الذي يقال له خفاف
بن ندبة وهي أمة بها يعرف وهي ابنة الشيطان بن قنان سبية من
بني الحارث بن كعب ويقال إن ندية كانت سوداء وشهد خفاف
فتح مكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان معه لواء بني سليم
الاخر
بن أبي العوجاء السلمي
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري
قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بن أبي العوجاء السلمي في
ذي الحجة سنة سبع في خمسين رجلا سرية إلى بني سليم فكثرهم
القوم فقاتلوا قتالا شديدا حتى قتل عامة المسلمين وأصيب صاحبهم بن أبي
العوجاء جريحا مع القتلى ثم تحامل حتى بلغ رسول الله صلى الله عليه
وسلم المدينة في أول يوم من صفر سنة ثمان
275

الورد بن خالد بن حذيفة
بن عمرو بن خلف بن مازن بن مالك بن ثعلبة بن بهثة بن سليم
أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وكان على ميمنته يوم الفتح
هوذة بن الحارث بن عجرة
بن عبد الله بن يقظة بن عصية بن خفاف بن امرئ القيس بن
بهثة بن سليم أسلم وشهد فتح مكة وهو الذي يقول لعمر بن الخطاب
وخاصم بن عم له في الراية
لقد دار هذا الامر في غير أهله فأبصر ولي الأمر أين تريد
العرباض بن سارية السلمي
ويكنى أبا نجيح
قال محمد بن سعد أخبرت عن أبي المغيرة الحمصي قال حدثنا
أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم قال حدثني حبيب بن عبيد قال
قال العرباض بن سارية لولا أن يقول الناس فعل أبو نجيح فعل أبو نجيح
يعني نفسه
276

أبو حصين السلمي
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الله بن أبي يحيى الأسلمي
عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن جابر بن عبد الله قال قدم أبو حصين
السلمي بذهب من معدنهم فقضى دينا كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم تحمل به عنه وفضل معه مثل بيضة الحمامة ذهب فأتى بها رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ضع هذه حيث أراك الله
أو حيث رأيت قال فجاءه عن يمينه فأعرض عنه ثم جاء عن يساره
فأعرض عنه ثم جاء بين يديه فنكس رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلما أكثر عليه أخذها من يده فحذفه بها لو أصابته لعقرته ثم أقبل عليه
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يعمد أحدكم إلى ماله فيتصدق
به ثم يقعد يتكفف الناس وإنما الصدقة عن ظهر غنى وابدأ بمن
تعول
ومن بني أشجع بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس
عيلان بن مضر
نعيم بن مسعود بن عامر
بن أنيف بن ثعلبة بن قنفذ بن خلاوة بن سبيع بن بكر بن أشجع
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الله بن عاصم الأشجعي
عن أبيه قال قال نعيم بن مسعود كنت أقدم على كعب بن أسد ببني
قريظة فأقيم عندهم الأيام أشرب من شرابهم وآكل من طعامهم ثم يحملوني
277

تمرا على ركابي ما كانت فأرجع به إلى أهلي فلما سارت الأحزاب
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سرت مع قومي وأنا على ديني ذلك
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بي عارفا فقذف الله في قلبي الاسلام
فكتمت ذلك قومي وأخرج حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم
بين المغرب والعشاء فأجده يصلي فلما رآني جلس ثم قال ما جاء بك
يا نعيم قلت إني جئت أصدقك وأشهد أن ما جئت به حق فمرني
بما شئت يا رسول الله قال ما استطعت أن تخذل عنا الناس فخذل
قال قلت ولكن يا رسول الله أني أقول قال قل ما بدا لك فأنت
في حل قال فذهبت إلى بني قريظة فقلت اكتموا عني
قالوا نفعل فقلت إن قريشا وغطفان على الانصراف عن محمد عليه
السلام إن أصابوا فرصة انتهزوها وإلا استمروا إلى بلادهم فلا تقاتلوا
معهم حتى تأخذوا منهم رهنا قالوا أشرت بالرأي علينا والنصح لنا
ثم خرج إلى أبي سفيان بن حرب فقال قد جئتك بنصيحة فاكتم عني
قال أفعل قال تعلم أن قريظة قد ندموا على ما صنعوا فيما بينهم وبين
محمد عليه السلام وأرادوا إصلاحه ومراجعته أرسلوا إليه وأنا عندهم
إنا سنأخذ من قريش وغطفان سبعين رجلا من أشرافهم نسلمهم إليك تضرب
أعناقهم ونكون معك على قريش وغطفان حتى نردهم عنك وترد جناحنا
الذي كسرت إلى ديارهم يعني بني النضير فإن بعثوا إليكم يسألونكم
رهنا فلا تدفعوا إليهم أحدا واحذروهم ثم أتى غطفان فقال لهم مثل ما قال
لقريش وكان رجلا منهم فصدقوه وأرسلت قريظة إلى قريش
إنا والله ما نخرج فنقاتل معكم محمدا صلى الله عليه وسلم حتى تعطونا
رهنا منكم يكونون عندنا فإنا نتخوف أن تنكشفوا وتدعونا ومحمدا
فقال أبو سفيان هذا ما قال نعيم وأرسلوا إلى غطفان ما أرسلوا
إلى قريش فقالوا لهم مثل ذلك وقالوا جميعا إنا والله ما نعطيكم
278

رهنا ولكن اخرجوا فقاتلوا يهود نحلف بالتوراة ان الخبر
الذي قال نعيم وجعلت قريش وغطفان يقولون الخبر ما قال نعيم
ويئس هؤلاء من نصر هؤلاء وهؤلاء من نصر هؤلاء واختلف أمرهم
وتفرقوا فكان نعيم يقول أنا خذلت بين الأحزاب حتى تفرقوا في
كل وجه وأنا أمين رسول الله صلى الله عليه وسلم على سره وكان
صحيح الاسلام بعد ذلك
قال محمد بن عمر وهاجر نعيم بن مسعود بعد ذلك وسكن المدينة
وولده بها وكان يغزوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا
وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد الخروج إلى تبوك إلى قومه
ليستنفرهم إلى غزو عدوهم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني سعيد بن عطاء بن أبي
مروان عن أبيه عن جده قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
نعيم بن مسعود ومعقل بن سنان إلى أشجع يأمرانهم بحضور المدينة لغزو مكة
قال أخبرنا محمد بن عمر عن خلف بن خليفة عن أبيه أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم نزع الأخلة بفيه عن نعيم بن مسعود
حين مات
قال محمد بن عمر وهذا الحديث وهل لم يمت نعيم بن مسعود
على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقي إلى زمن عثمان بن عفان
رضي الله تعالى عنه
279

مسعود بن رخيلة بن عائذ
بن مالك بن حبيب بن ثعلبة بن قنفذ بن خلاوة بن مسعود
بن بكر بن أشجع وهو قائد أشجع يوم الأحزاب مع المشركين ثم
أسلم بعد ذلك فحسن إسلامه
حسيل بن نويرة الأشجعي
وهو كان دليل النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر وهو الذي
قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجناب فأخبره أن جمعا
من غطفان بالجناب فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم حينئذ بشر
بن سعد ومعه ثلاثمائة من المسلمين إلى الجناب فلقوهم بيمن وخيار
عبد الله بن نعيم الأشجعي
وكان أيضا دليل النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر مع حسيل
بن نويرة
عوف بن مالك الأشجعي
قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي قال أخبرنا أبو سنان
عن بعض أصحابه ان النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين أبي الدرداء
وبين عوف بن مالك الأشجعي
280

قال محمد بن عمر وشهد عوف بن مالك خيبر مسلما وكانت
راية أشجع مع عوف بن مالك يوم فتح مكة
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى وعبد الوهاب بن عطاء قالا
أخبرنا أسامة بن زيد الليثي عن مكحول قال جاء عوف بن مالك الأشجعي
إلى عمر بن الخطاب وعليه خاتم من ذهب فضرب عمر يده وقال أتلبس
الذهب فرمى به فقال له عمر ما أرانا إلا وقد أوجعناك وأهلكنا خاتمك
فجاء من الغد وعليه خاتم من حديد فقال حلية أهل النار فجاء من
الغد وعليه خاتم من ورق فسكت عنه
قال محمد بن عمر وتحول عوف بن مالك إلى الشام في خلافة أبي
بكر فنزل حمص وبقي إلى أول خلافة عبد الملك بن مروان ومات سنة
ثلاث وسبعين وكان يكنى أبا عمرو
جارية بن حميل بن نشبة
بن قرط بن مرة بن نصر بن دهمان بن بصار بن سبيع بن بكر بن
أشجع أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم قديما
قال وذكر هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه أن جارية
بن حميل شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر ذلك أحد
من العلماء غيره وليس ذلك بثبت عندنا
281

عامر بن الأضبط الأشجعي
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الله بن يزيد بن قسيط
عن أبيه عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي عن أبيه قال
لما وجهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي قتادة الأنصاري إلى
بطن إضم إذ مر بنا عامر بن الأضبط الأشجعي فسلم علينا بتحية الاسلام
فأمسكنا عنه وحمل عليه محلم بن جثامة وكان معنا فقتله وسلبه بعيره
ومتاعا ووطبا من لبن فلما لحقنا النبي صلى الله عليه وسلم نزل فينا
القران يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا
تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا إلى آخر الآية
قال محمد بن عمر وقد حكينا قصة محلم بن جثامة حين أراد
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقيده بعامر بن الأضبط وما
كان بين عيينة بن بدر والأقرع بن حابس من الكلام بين يدي رسول
الله صلى الله عليه وسلم بحنين وما رأى رسول الله صلى الله عليه
وسلم بعد ذلك من خراج ديته خمسين في فورها هذا وخمسين إذا رجعنا
إلى المدينة يعني من الإبل ولم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالقوم حتى قبلوها في قصة محلم بن جثامة
معقل بن سنان بن مظهر
بن عركي بن فتيان بن سبيع بن بكر بن أشجع شهد الفتح
مع النبي صلى الله عليه وسلم وبقي إلى يوم الحرة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن عثمان بن
282

زياد الأشجعي عن أبيه قال كان معقل بن سنان قد صحب النبي صلى
الله عليه وسلم وحمل لواء قومه يوم الفتح وكان شابا ظريفا وبقي بعد
ذلك فبعثه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وكان على المدينة ببيعة يزيد
بن معاوية فقدم الشام في وفد من أهل المدينة فاجتمع معقل بن سنان
ومسلم بن عقبة الذي يعرف بمسرف قال فقال معقل بن سنان لمسرف
وقد كان آنسه وحادثه إلى أن ذكر معقل بن سنان يزيد بن معاوية بن أبي
سفيان فقال إني خرجت كرها ببيعة هذا الرجل وقد كان من القضاء
والقدر خروجي إليه رجل يشرب الخمر وينكح الحرم ثم نال منه
فلم يترك ثم قال لمسرف أحببت أن أضع ذلك عندك فقال مسرف
أما أن أذكر ذلك لأمير المؤمنين يومي هذا فلا والله لا أفعل ولكن لله
علي عهد وميثاق ألا تمكني يداي منك ولي عليك مقدرة إلا ضربت الذي
فيه عيناك فلما قدم مسرف المدينة أوقع بهم أيام الحرة وكان معقل يومئذ
صاحب المهاجرين فأتي به مسرف مأسورا فقال له يا معقل بن سنان أعطشت
قال نعم أصلح الله الأمير فقال خوضوا له شربة بلوز فخاضوا له فشرب فقال
له أشربت ورويت قال نعم قال أما والله لا
تستهني بها يا مفرج قم فاضرب عنقه قال ثم قال اجلس
ثم قال لنوفل بن مساحق قم فاضرب عنقه قال فقام إليه فضرب عنقه
ثم قال والله ما كنت لأدعك بعد كلام سمعته منك تطعن فيه على إمامك
قال فقتله صبرا وكانت الحرة في ذي الحجة سنة ست وستين فقال
الشاعر
ألا تلكم الأنصار تنعي سراتها وأشجع تنعي معقل بن سنان
283

أبو ثعلبة الأشجعي
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا مندل بن
علي عن بن جريج عن أبي الزبير عن عمرو بن نبهان عن أبي ثعلبة الأشجعي
قال قلت يا رسول الله مات لي ولدان في الاسلام قال فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من مات له ولدان في الاسلام أدخله الله الجنة بفضل
رحمته إياهما
أبو مالك الأشجعي
قال أخبرنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي قال حدثنا
زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن عطاء بن يسار عن أبي
مالك الأشجعي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن أعظم الغلول عند الله
ذراع من الأرض تجدون الرجلين جارين في الأرض أو في الدار فيقتطع
أحدهما من حظ أخيه ذراعا فإذا اقتطعه طوقه في سبع أرضين إلى يوم
القيامة
ومن ثقيف واسمه قسي بن منبه بن بكر بن هوازن بن
عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر
المغيرة بن شعبة بن أبي عامر
بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف
بن ثقيف وأمه أسماء بنت الأفقم بن أبي عمرو بن ظويلم بن جعيل بن
284

عمرو بن بن دهمان بن نصر ويكنى المغيرة بن شعبة أبا عبد الله وكان يقال
له مغيرة الرأي وكان داهية لا يشتجر في صدره أمران إلا وجد في أحدهما
مخرجا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن سعيد الثقفي وعبد
الرحمن بن عبد العزيز و عبد الملك بن عيسى الثقفي وعبد الرحمن
بن يعلي بن كعب ومحمد بن يعقوب بن عتبة عن أبيه وغيرهم قالوا قال
المغيرة بن شعبة كنا قوما من العرب متمسكين بديننا ونحن سدنة اللات
فأراني لو رأيت قومنا قد أسلموا ما تبعتم فأجمع نفر من بني مالك
الوفود على المقوقس وأهدوا له هدايا فأجمعت الخروج معهم فاستشرت
عمي عروة بن مسعود فنهاني وقال ليس معك من بني أبيك أحد فأبيت
إلا الخروج فخرجت معهم وليس معهم من الاحلاف غيري حتى دخلنا
الإسكندرية فإذا المقوقس في مجلس مطل على البحر فركبت زورقا حتى
حاذيت مجلسه فنظر إلي فأنكرني وأمر من يسألني من أنا وما أريد فسألني
المأمور فأخبرته بأمرنا وقدومنا عليه فأمر بنا أن ننزل في الكنيسة وأجرى
علينا ضيافة ثم دعا بنا فدخلنا عليه فنظر إلى رأس بني مالك فأدناه إليه
وأجلسه معه ثم سأله أكل القوم من بني مالك فقال نعم إلا رجل
واحد من الاحلاف فعرفه إياي فكنت أهون القوم عليه ووضعوا هداياهم
بين يديه فسر بها وأمر بقبضها وأمر لهم بجوائز وفضل بعضهم على بعض
وقصر بي فأعطاني شيئا قليلا لا ذكر له وخرجنا فأقبلت بنو مالك يشترون
هدايا لأهليهم وهم مسرورون ولم يعرض علي رجل منهم مواساة
وخرجوا وحملوا معهم الخمر فكانوا يشربون وأشرب معهم وتأبى نفسي
تدعني ينصرفون إلى الطائف بما أصابوا وما حباهم الملك ويخبرون قومي
بتقصيره بي وازدرائه إياي فأجمعت على قتلهم فلما كنا ببسا تمارضت
وعصبت رأسي فقالوا لي ما لك قلت أصدع فوضعوا شرابهم
285

ودعوني فقلت رأسي يصدع ولكني أجلس فأسقيكم فلم ينكروا
شيئا فجلست أسقيهم وأشرب القدح بعد القدح فلما دبت الكأس فيهم
اشتهوا الشراب فجعلت أصرف لهم وأنزع الكأس فيشربون ولا يدرون
فأهمدتهم الكأس حتى ناموا ما يعقلون فوثبت إليهم فقتلتهم جميعا
وأخذت جميع ما كان معهم فقدمت عي النبي صلى الله عليه وسلم
فأجده جالسا في المسجد مع أصحابه وعلي ثياب سفري فسلمت بسلام
الاسلام فنظر إلى أبي بكر بن أبي قحافة وكان بي عارفا فقال بن
أخي عروة قال قلت نعم جئت أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا
رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي هداك
للاسلام فقال أبو بكر أمن مصر أقبلتم قلت نعم قال فما فعل
المالكيون الذين كانوا معك قلت كأب بيني وبينهم بعض ما يكون
بين العرب ونحن على دين الشرك فقتلتهم وأخذت أسلابهم وجئت بها إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخمسها أو يرى فيها رأيه فإنما هي
غنيمة من مشركين وأنا مسلم مصدق بمحمد صلى الله عليه وسلم فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إسلامك فقبلته ولا آخذ من أموالهم
شيئا ولا أخمسه لان هذا غدر والغدر لا خير فيه قال فأخذني ما قرب
وما بعد وقلت يا رسول الله إنما قتلتهم وأنا على دين قومي ثم أسلمت
حيث دخلت عليك الساعة قال فإن الاسلام يجب ما كان قبله
قال وكان قتل منهم
286

عمران بن حصين
قال أخبرنا حفص بن عمر الحوضي قال حدثنا أبو خشينة
حاجب بن عمر عن الحكم يعني بن الأعرج عن عمران بن حصين
قال ما مسست ذكري بيميني منذ بايعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم
قال أخبرنا حفص بن عمر الحوضي قال حدثنا أبو خشينة حاجب
بن عمر عن الحكم يعني بن الأعرج قال استقضى عبيد الله بن زياد
عمران بن حصين فاختصم إليه رجلان قامت على أحدهما البينة فقضى عليه
فقال الرجل قضيت علي ولم تأل فوالله إنها لباطل قال الله الذي
لا إله إلا هو فوثب فدخل على عبيد الله بن زياد وقال اعزلني عن القضاء
قال مهلا يا أبا النجيد قال لا والله الذي لا إله إلا هو لا أقضي بين
رجلين ما عبدت الله
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد قال
حدثنا هشام عن محمد بن سيرين قال ما قدم من البصرة أحد من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم يفضل على عمران بن الحصين
قال أخبرنا هشام بن الوليد الطيالسي قال حدثنا شعبة قال
قتادة أخبرني قال سمعت مطرفا يقول خرجت مع عمران بن حصين
من الكوفة إلى البصرة فما أتى علينا يوم إلا ينشدنا فيه شعرا ويقول
إن لكم في المعاريض لمندوحة عن الكذب
قال أخبرنا روح بن عبادة قال حدثنا هشام بن أبي عبد الله عن
قتادة قال بلغني أن عمران بن حصين قال وددت أني رماد تذروني
الرياح
قال أخبرنا روح بن عبادة قال حدثنا أبو نعامة العدوي قال
287

حدثنا حميد بن هلال عن حجير بن الربيع أن عمران بن حصين أرسله
إلى بني عدي أن ائتهم أجمع ما يكونون في مسجدهم وذلك عند العصر
فقم قائما قال فقام قائما فقال أرسلني إليكم عمران بن حصين صاحب
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليكم السلام ورحمة الله ويخبركم
أني لكم ناصح ويحلف بالله الذي لا إله إلا هو لان يكون عبدا حبشيا
مجدعا يرعى أعنزا حضنيات في رأس جبل حتى يدركه الموت أحب
إليه من أن يرمي في أحد من الفريقين بسهم أخطأ أو أصاب فامسكوا
فدى لكم أبي وأمي قال فرفع القوم رؤوسهم وقالوا دعنا منك أيها
الغلام فإنا والله لا ندع ثفل رسول الله صلى الله عليه وسلم لشئ
أبدا فغدوا يوم الجمل فقتل بشر والله كثير حول عائشة يومئذ سبعون
كلهم قد جمع القران قال ومن لم يجمع القران أكثر
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا وهيب بن خالد قال
حدثنا أيوب عن حميد بن هلال عن أبي قتادة قال قال لي عمران بن
حصين الزم مسجدك قلت فإن دخل علي قال فالزم بيتك
قال فإن دخل علي بيتي قال فقال عمران بن حصين لو دخل علي رجل
بيتي يريد نفسي ومالي لرأيت أن قد حل لي قتاله
قال أخبرنا حفص بن عمر الحوضي قال حدثنا يزيد بن إبراهيم
قال سمعت محمدا يعني بن سيرين قال سقا بطن عمران بن الحصين
ثلاثين سنة كل ذلك يعرض عليه الكي فيأبى أن يكتوي حتى كان قبل
وفاته بسنتين فاكتوى
قال أخبرنا الخليل بن عمر العبدي البصري قال حدثني أبي
قال حدثنا قتادة أن الملائكة كانت تصافح عمران بن حصين حتى اكتوى
فتنحت
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن ثابت
288

عن مطرف عن عمران بن حصين قال اكتوينا فما أفلحن ولا أنجحن
يعني المكاوي
قال أخبرنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد قال
سمع عمرو بن الحجاج هشام بن حسان يحدث عن الحسن أن عمران بن
حصين قال اكتوينا فما أفلحنا ولا أنجحنا قال فأنكره علي هشام
وقال إنما قال فلا أفلحن ولا أنجحن
قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال أخبرنا عمران بن حدير
عن لاحق بن عبيد قال كان عمران بن حصين ينهى عن الكي فابتلي
فاكتوى فكان يعج ويقول لقد اكتويت كية بنار ما أبرأت من ألم
ولا شفيت من سقم
قال أخبرنا وهب بن جرير بن حازم قال حدثنا أبي قال سمعت
حميد بن هلال يحدث عن مطرف قال قال لي عمران بن حصين أشعرت
أنه كان يسلم علي فلما اكتويت انقطع التسليم فقلت أمن قبل
رأسك كان يأتيك التسليم أو من قبل رجلك قال لا بل من قبل رأسي
فقلت لا أرى ان تموت حتى يعود ذلك فلما كان بعد قال لي أشعرت
أن التسليم عاد لي قال ثم لم يلبث إلا يسيرا حتى مات
قال أخبرنا محمد بن واسع بن إبراهيم قال حدثنا إسماعيل بن مسلم العبدي
قال حدثنا محمد بن واسع عن مطرف بن عبد الله بن الشخير قال قال
لي عمران بن حصين إن الذي كان انقطع عني قد رجع يعني تسليم
الملائكة قال وقال لي اكتمه علي
قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي قال أخبرنا سعيد بن
أبي عروبة عن قتادة عن مطرف قال أرسل إلي عمران بن حصين في
مرضه فقال إنه كان تسلم علي يعني الملائكة فإن عشت فاكتم
علي وإن مت فحدث به إن شئت
289

قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا فهم بن يحيى قال حدثنا
قتادة عن مطرف أن عمران بن حصين كان يسلم عليه فقال إني فقدت
السلام حتى ذهب عني أثر النار قال فقلت له من أين تسمع السلام
قال من نواحي البيت قال فقلت أما إنه لو قد سلم عليك من عند
رأسك كان عند حضور أجلك فسمع تسليما عند رأسه قال فقلت
إنما قلته برأيي قال فوافق ذلك حضور أجله
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثنا سعيد بن أبي
عروبة قال حدثنا قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير أنه قال
بعث إلي عمران بن حصين في مرضه الذي توفي فيه أو في وجعه الذي توفي
فيه فقال إني كنت أحدثك أحاديث لعل الله أن ينفعك بها بعدي فإن
عشت فاكتم عني وإن مت فحدث به إن شئت انه قد سلم علي واعلم
أن نبي الله صلى الله عليه وسلم جمع بين حج وعمرة ثم لم ينزل فيها
كتاب ولم ينه عنها نبي الله صلى الله عليه وسلم قال فيها رجل برأيه
ما شاء
قال أخبرنا وهب بن جرير بن حازم قال حدثنا أبي قال سمعت
حميد بن هلال يحدث عن مطرف قال قلت لعمران بن حصين ما
يمنعني من عيادتك إلا ما أرى من حالك قال فلا تفعل فإن أحبه إلي
أحبه إلى الله
قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي و عبد الوهاب بن عطاء العجلي
قالا حدثنا أبو الأشهب عن الحسن أن عمران بن حصين اشتكى شكاة
شديدة حتى جعلوا يأوون له من ذلك فقال له بعض من يأتيه لقد كان يمنعنا
ما نرى بك من اتيانك قال فلا تفعل فوالله إن أحبه إلي لأحبه إلى الله
قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم وعبيد الله بن محمد بن حفص القرشي
التيمي قالا حدثنا حفص بن النضر السلمي قال حدثتني أمي عن أمها
290

وهي بنت عمران بن حصين أن عمران بن حصين لما حضرته الوفاة قال
إذا مت فشدوا علي سريري بعمامتي فإذا رجعتم فانحروا وأطعموا
قال أخبرنا روح بن عبادة قال حدثنا شعبة قال حدثنا الفضل
بن فضالة رجل من قريش عن أبي رجاء العطاردي قال خرج علينا عمران
بن حصين في مطرف خز لم نره عليه قبل ولا بعد فقال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إن الله إذا أنعم على عبد نعمة يحب أن يرى
أثر نعمته على عبده
قال أخبرنا عفان بن مسلم والمعلى بن أسد قالا حدثنا عبد الرحمن
بن العريان قال حدثنا أبو عمران الجوني أنه رأى على عمران بن حصين
مطرف خز
قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال حدثنا همام بن يحيى
عن قتادة أن عمران بن حصين كان يلبس الخز
قال أخبرنا محمد بن الطنافسي قال حدثنا الأعمش عن هلال
بن يساف قال قدمت البصرة فدخلت المسجد فإذا أنا بشيخ أبيض الرأس
واللحية مستند إلى أسطوانة في حلقة يحدثهم فسألت من هذا قالوا
عمران بن حصين
قال محمد بن عمر وغيره وقد روى عمران بن حصين عن أبي بكر
وعثمان وتفي بالبصرة قبل وفاة زياد بن أبي سفيان بسنة وتوفي زياد
سنة ثلاث وخمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان
291

أكثم بن أبي الجون
وهو عبد العزى بن منقذ بن ربيعة بن أصرم بن ضبيس بن حرام
بن حبشية بن كعب بن عمرو وهو الذي قال له النبي صلى الله عليه
وسلم رفع لي الدجال فإذا رجل آدم جعد وأشبه من رأيت به أكثم
بن أبي الجون فقال أكثم يا رسول الله هل يضرني شبهي إياه قال
لا أنت مسلم وهو كافر
سليمان بن صرد بن الجون
بن أبي الجون وهو عبد العزى بن منقذ بن ربيعة بن أصرم بن
ضبيس بن حرام بن حبشية بن كعب بن عمرو ويكنى أبا مطرف أسلم
وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وكان اسمه يسار فلما أسلم سماه
رسول الله صلى الله عليه وسلم سليمان وكانت له سن عالية وشرف
في قومه فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم تحول فنزل الكوفة
حين نزلها المسلمون وشهد مع علي بن أبي طالب عليه السلام الجمل
وصفين كان فيمن كتب إلى الحسين بن علي أن يقدم الكوفة فلما
قدمها أمسك عنه ولم يقاتل معه كان كثير الشك والوقوف فلما قتل
الحسين ندم هو والمسيب بن نجية الفزاري وجميع من خذل الحسين ولم
يقاتل معه فقالوا ما المخرج والتوبة مما صنعنا فخرجوا فعسكروا بالنخيلة
لمستهل شهر ربيع الاخر سنة خمس وستين وولوا أمرهم سليمان بن
صرد وقالوا نخرج إلى الشام فنطلب بدم الحسين فسموا التوابين
وكانوا أربعة آلاف فخرجوا فأتوا عين الوردة وهي ناحية قرقيسياء
292

فلقيهم جمع من أهل الشام وهم عشرون ألفا عليهم الحصين بن نمير
فقاتلوهم فترجل سليمان بن صرد فقاتل فرماه يزيد بن الحصين بن نمير
بسهم فقتله فسقط وقال فزت ورب الكعبة وقتل عامة أصحابه ورجع
من بقي منهم إلى الكوفة وحمل رأس سليمان بن صرد والمسيب بن
نجبة إلى مروان بن الحكم أدهم بن محرز الباهلي وكان سليمان بن صرد
يوم قتل بن ثلاث وتسعين سنة
خالد الأشعر بن خليف
بن منقذ بن ربيعة بن أصرم بن ضبيس بن حرام بن حبشية بن
كعب بن عمرو وهو جد حزام بن هشام بن خالد الكعبي الذي روى
عنه محمد بن عمر وعبد الله بن مسلمة بن قعنب وأبو النضر هاشم بن القاسم
وكان حزام ينزل قديدا وأسلم خالد الأشعر قبل فتح مكة وشهد مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم الفتح فسلك هو وكرز بن جابر غير طريق رسول
الله صلى الله عليه وسلم التي دخل منها مكة فأخطأ الطريق ولقيتهما
خيل المشركين فقتلا شهيدين وكان الذي قتل خالد الأشعر بن أبي الأجدع
الجمحي وكان هشام بن محمد السائب يقول هو حبيش بن خالد
الأشعر
عمرو بن سالم بن حضيرة
بن سالم من بني مليح بن عمرو بن ربيعة وكان شاعرا ولما نزل
رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديبية أهدى له عمرو بن سالم غنما
293

وجزورا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بارك الله في
عمرو وأقبل عمرو وبديل بن ورقاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ فأخبراه
عن قريش وكان عمرو يحمل أحد ألوية بني كعب الثلاثة التي عقدها رسول
الله صلى الله عليه وسلم لهم يوم فتح مكة وهو الذي يقول يومئذ
لا هم إني ناشد محمدا حلف أبينا وأبيه الا تلدا
بديل بن ورقاء بن عبد العزى
بن ربيعة بن جزي بن عامر بن مازن بن عدي بن عمرو بن ربيعة
كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم والى بسر بن سفيان يدعوهما إلى
الاسلام وابنه نافع بن بديل كان أقدم إسلاما من أبيه وشهد نافع بئر
معونة مع المسلمين وقتل يومئذ شهيدا وابنه عبد الله بن بديل قتل يوم
صفين مع علي بن أبي طالب عليه السلام وشهد بديل بن ورقاء مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة وحنين وقسم رسول الله
صلى الله عليه وسلم سبي هوازن من حنين إلى الجعرانة واستعمل عليهم
بديل بن ورقاء الخزاعي وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمرو
بن سالم وبسر بن سفيان إلى بني كعب يستنفرهم إلى عدوهم حين أراد
أن يخرج إلى تبوك وشهدوا جميعا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
تبوك وشهد بديل بن ورقاء حجة الوداع مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم
قال أخبرنا عبد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن جابر عن
محمد بن علي عن بديل بن ورقاء قال أمرني رسول الله صلى الله عليه
وسلم أيام التشريق أن أنادي إن هذه أيام أكل وشرب فلا تصوموا
294

أبو شريح الكعبي
واسمه خويلد بن عمرو بن صخر بن عبد العزى بن معاوية بن المحترش
بن عمرو بن زمان بن عدي بن عمرو بن ربيعة أسلم قبل فتح مكة وكان
يحمل أحد ألوية بني كعب من خزاعة الثلاثة يوم فتح مكة ومات أبو شريح
بالمدينة سنة ثمان وستين وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أحاديث
تميم بن أسد بن عبد العزى
بن جعونة بن عمرو بن الضرب بن رزاح بن عمرو بن سعد بن
كعب بن عمرو أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم قبل
فتح مكة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الله بن جعفر قال
حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الطفيل عن بن عباس أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم بعث عام الفتح تميم بن أسد الخزاعي فجدد
أنصاب الحرم
علقمة بن القعواء بن عبيد
بن عمرو بن زمان بن عدي بن عمرو بن ربيعة كان قديم الاسلام
وكان ينزل بئار بن شرحبيل وهي فيما بين ذي خشب والمدينة وكان
يأتي المدينة كثيرا وهو دليل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك
295

وأخوه عمرو بن القعواء
قال أخبرنا نوح بن يزيد قال أخبرنا إبراهيم بن سعد قال
حدثنيه بن إسحاق عن عيسى بن معمر عن عبد الله بن عمرو بن القعواء
الخزاعي عن أبيه قال دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أراد
أن يبعثني بمال إلى أبي سفيان يقسمه في قريش بمكة بعد الفتح فقال
التمس صاحبا قال فجاءني عمرو بن أمية الضمري فقال بلغني أنك
تريد الخروج وتلتمس صاحبا قال قلت أجل قال فأنا لك صاحب
قال فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت قد وجدت صاحبا
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا وجدت صاحبا فآذني
قال فقال من فقلت عمرو بن أمية الضمري قال فقال إذا
هبطت بلاد قومه فاحذره فإنه قد قال القائل أخوك البكري ولا تأمنه قال
فخرجنا حتى إذا جئت الأبواء قال إني أريد حاجة إلى قومي بودان فتلبث
لي قال قلت راشدا فلما ولى ذكرت قول رسول الله صلى الله
عليه وسلم فشددت على بعيري ثم خرجت أوضعه حتى إذا كنت بالأصافر
إذا هو يعارضني في رهط قال وأوضعت فسبقته فلما رآني قد فته انصرفوا
وجاءني فقال كانت لي إلى قومي حاجة قلت أجل فمضينا حتى قدمنا
مكة فدفعت المال إلى أبي سفيان
عبد الله بن أقرم الخزاعي
قال أخبرنا وكيع بن الجراح والفضل بن دكين و عبد الله بن مسلمة
بن قعنب الحارثي عن داود بن قيس الفراء عن عبيد الله بن عبد الله بن
296

أقرم عن أبيه قال كنت مع أبي بالقاع من نمرة فمر بنا ركب فأناخوا
بناحية الطريق فقال لي أبي أي بني كن في بهمك حتى آتي هؤلاء
القوم وأسائلهم فخرج وخرجت يعني فدنا ودنوت فإذا رسول الله
صلى الله عليه وسلم فحضرت الصلاة فصليت معه فكأني أنظر إلى عفرتي
إبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد
أبو لاس الخزاعي
قال أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسي قال حدثنا محمد بن إسحاق
عن محمد بن إبراهيم عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن أبي لاس الخزاعي
قال حملنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على إبل من إبل الصدقة
صعاب للحج فقلنا يا رسول الله ما نرى أن تحملنا هذه فقال ما من
بعير إلا في ذروته شيطان فاذكروا اسم الله عليها إذا ركبتم عليها كما آمركم
ثم امتهنوها لأنفسكم فإنما يحمل الله
وممن انخزع أيضا
أسلم بن أفصى بن حارثة
بن عمرو بن عامر
منهم
297

جرهد بن رزاح
بن عدي بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أفصى
وكان شريفا يكنى أبا عبد الرحمن وكان من أهل الصفة
قال أخبرنا محمد بن عبيد عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي
بكر عن الزهري قال هو جرهد بن خويلد الأسلمي
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرني الثوري عن أبي الزناد
عن زرعة بن عبد الرحمن بن جرهد الأسلمي عن جده جرهد قال مر
علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد انكشف فخذي فقال غط
فخذك فإن الفخذ عورة أو من العورة
قال محمد بن عمر جرهد بن رزاح وهكذا قال هشام بن محمد
بن السائب الكلبي ونسبه هذا النسب الذي ذكرناه إلى أسلم وكان لجرهد
دار بالمدينة في زقاق بن حنين ومات بالمدينة في آخر خلافة معاوية بن أبي
سفيان وأول خلافة يزيد بن معاوية
أبو برزة الأسلمي
واسمه فيما ذكر محمد بن عمر عن بعض ولد أبي برزة عبد الله بن
نضلة وقال هشام بن محمد بن السائب الكلبي وغيره من أهل العلم اسمه
نضلة بن عبد الله وقال بعضهم بن عبيد الله بن الحارث بن حبال بن
ربيعة بن دعبل بن أنس بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم بن أفصى
والى دعبل البيت أسلم قديما وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
فتح مكة
298

قال أخبرنا حجاج بن نصير البصري قال حدثنا شداد بن سعيد
عن أبي الوازع عن أبي برزة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يعني يوم فتح مكة يقول الناس آمنون كلهم غير عبد الله بن خطل
وبنانة الفاسقة قال أبو برزة فقتلته وهو متعلق بأستار الكعبة يعني
عبد الله بن خطل
قال محمد بن عمر وكان عبد الله بن خطل من بني الأدرم بن تيم
بن غالب بن فهر
قال أخبرنا حجاج بن نصير قال حدثنا شداد بن سعيد الراسي
عن أبي الوازع وهو جابر بن عمرو عن أبي برزة الأسلمي قال قلت
يا رسول الله مرني بعمل أعمله قال أمط الأذى عن الطريق فإنه
لك صدقة
قال وقال محمد بن عمر ولم يزل أبو برزة يغزو مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى أن قبض فتحول إلى البصرة فنزلها حين نزلها
المسلمون وبني بها دارا وله بها بقية ثم غزا خرسان فمات بها
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا معافى بن
عمران قال حدثنا الحسن بن حكيم قال حدثتني أمي أنها كانت لأبي
برزة جفنة من ثريد غدوة وجفنة عشية للأرامل واليتامى والمساكين
قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا المبارك بن فضالة قال
حدثنا سيار بن سلامة قال رأيت أبا برزة أبيض الرأس واللحية
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا همام بن يحيى عن ثابت
البناني أن أبا برزة كان يلبس الصوف فقال له رجل إن أخاك عائذ بن
عمرو يلبس الخز وهو يرغب عن لباسك قال ويحك ومن مثل عائذ
ليس مثله ثم أتى عائذا فقال إن أخاك أبا برزة يلبس الصوف وهو يرغب
عن لباسك قال ويحك ومن مثل أبي برزة ليس مثله فمات أحدهما
299

فأوصى أن يصلي عليه الاخر
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة قال
أخبرنا ثابت البناني أن عائذ بن عمرو كان يلبس الخز ويركب الخيل وكان
أبو برزة لا يلبس الخز ولا يركب الخيل ويلبس ثوبين ممصرين فأراد
رجل أن يشي بينهما فأتى عائذ بن عمرو فقال ألم تر إلى أبي برزة يرغب
عن لبسك وهيئتك ونحوك لا يلبس الخز ولا يركب الخيل فقال عائذ
يرحم الله أبا برزة من فينا مثل أبي برزة ثم أتى أبا برزة فقال ألم تر
إلى عائذ يرغب عن هيئتك ونحوك يركب الخيل ويلبس الخز فقال
يرحم الله عائذا ومن فينا مثل عائذ
قال أخبرنا حفص بن عمر الحوضي قال حدثنا المنذر بن ثعلبة
قال حدثنا عبد الله بن بريدة قال قال عبد الله بن زياد من يخبرنا
عن الحوض فقال هاهنا أبو برزة صاحب رسول الله صلى الله عليه
وسلم وكان أبو برزة رجلا مسمنا فلما رآه قال إن محمديكم
هذا لدحداح قال فغضب أبو برزة وقال الحمد لله الذي لم أمت حتى
عيرت بصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جاء مغضبا حتى
قعد على سرير عبيد الله فسأله عن الحوض فقال نعم فمن كذب به فلا
أورده الله إياه ولا سقاه الله إياه ثم انطلق مغضبا
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثنا عوف قال
حدثني أبو المنهال سيار بن سلامة قال لما كان زمن بن زياد أخرج بن
زياد فوثب بن مروان بالشام حيث وثب ووثب بن الزبير بمكة ووثب
الذين يدعون بالقراء بالبصرة قال اغتم أبي غما شديدا وكان أبو
المنهال يثني على أبيه خيرا قال قال لي انطلق معي إلى هذا الرجل من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي برزة
300

عبد الله بن أبي أوفى
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا زهير
قال حدثنا أبو خالد عن أبي يعقوب عن بن أبي أوفى قال غزونا مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات نأكل فيهن الجراد
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا الثوري عن أبي يعقوب قال
سمعت عبد الله بن أبي أوفى يقول غزوت مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم سبع غزوات نأكل معه الجراد
قال محمد بن عمر قد روى الكوفيون عن عبد الله بن أبي أوفى
ما ترى في مشاهده وأما في روايتنا فأول مشهد شهده عندنا خيبر وما بعد ذلك
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد
عن عبد الله بن أبي أوفى قال رأيت بيده ضربة فقلت ما هذه قال
ضربتها يوم حنين قلت وشهدت حنينا قال نعم وقبل ذلك
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد
قال رأيت عبد الله بن أبي أوفى خضابه أحمر
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا شريك عن أبي خالد قال
رأيت بن أبي أوفى أحمر الرأس واللحية
قال أخبرنا عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني عن أبي سعيد البقال
قال رأيت بن أبي أوفى عليه برنس من خز أدكن
قال أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي عن شعبة قال عمرو أنبأني
قال سمعت عبد الله بن أبي أوفى وكان من أصحاب الشجرة
قال أخبرنا كثير بن هشام قال حدثنا حماد بن سلمة قال
حدثني سعيد بن جمهان قال كنا نقاتل الخوارج مع عبد الله بن أبي
أوفى قال فلحق غلام له بهم فناديناه وهو من ذلك الشط يا فيروز
301

هذا مولاك عبد الله قال نعم الرجل هو لو هاجر فقال بن أبي أوفى
ما يقول عدو الله قلنا يقول نعم الرجل لو هاجر فقال هجرة
بعد هجرتي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول طوبى لمن قتلهم وقتلوه
قال محمد بن عمر ولم يزل عبد الله بن أبي أوفى بالمدينة حتى قبض
النبي صلى الله عليه وسلم فتحول إلى الكوفة فنزلها حيث نزلها المسلمون
وابتنى بها دارا في أسلم وكان قد ذهب البصرة وتوفي بالكوفة سنة
ست وثمانين
قال أخبرنا محمد بن عمر قال خليد بن دعلج عن قتادة عن
الحسن قال عبد الله بن أبي أوفى آخر من مات من أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم بالكوفة
قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن أعين أبو العلانية
المرثي قال كنت بالكوفة فرأيت عبد الله بن أبي أوفى أحرم من الكوفة
من مسجد الرمادة وجعل يلبي
الأكوع
واسمه سنان بن عبد الله بن قشير بن خزيمة بن مالك بن سلامان
بن أسلم بن أفصى أسلم قديما هو وابناه عامر وسلمة وصحبوا النبي
صلى الله عليه وسلم جميعا
302

عامر بن الأكوع
وكان شاعرا
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا الربيع بن أبي صالح
عن مجزأة بن زاهر أن عامر بن الأكوع ضرب رجلا من المشركين
يعني يوم خيبر فقتله وجرح نفسه فأنشأ يقول قتلت نفسي فبلغ ذلك
النبي صلى الله عليه وسلم فقال له أجران
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن عبد الله وموسى
بن محمد بن إبراهيم و عبد الله بن جعفر الزهري وغيرهم قالوا كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم في مسيره إلى خيبر قال لعامر بن سنان انزل
يا بن الأكوع فخذ لنا من هنياتك فاقتحم عامر عن راحلته ثم ارتجز
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول
لأهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا
فألقين سكينة علينا وثبت الاقدام إن لاقينا
إنا إذا صيح بنا أتينا وبالصباح عولوا علينا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحمك الله فقال عمر
بن الخطاب وجبت والله يا رسول الله فقال رجل من القوم لولا
متعتنا به يا رسول الله فاستشهد عامر يوم خيبر ذهب يضرب رجلا
من المشركين فرجع السيف فجرح نفسه فمات فحمل إلى الرجيع فقبر مع
محمود بن سلمة في قبر في غار فقال محمد بن سلمة يا رسول الله
أقطع لي عند قبر أخي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لك
حضر الفرس فإن عملت فلك حضر فرسين فقال أسيد بن حضير
حبط عمل عامر قتل نفسه فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم
303

فقال كذب من قال ذلك إن له لأجرين إنه قتل مجاهدا وإنه
ليعوم في الجنة عوم الدعموص
قال أخبرنا حماد بن مسعدة عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة
بن الأكوع أن رجلا قال لعامر أسمعني من هنياتك وكان عامر
رجلا شاعرا قال فنزل يحدو ويقول
اللهم لو أنت ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا
فاغفر فداء لك ما اقتنينا * وثبت الاقدام إن لاقينا
وألقين سكينة علينا * إنا إذا صيح بنا أتينا
وبالصياح عولوا علينا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الحادي قالوا بن
الأكوع قال يرحمه الله فقال رجل من القوم وجبت يا نبي الله
لولا متعتنا به
قال فأصيب يوم خيبر ذهب يضرب رجلا من اليهود فأصاب
ذباب السيف عين ركبته فقال الناس حبط عمل عامر قتل نفسه
قال فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن قدم المدينة وهو
في المسجد فقلت يا رسول الله يزعمون أن عامرا حبط عمله قال
من يقوله قلت رجال من الأنصار منهم فلان وفلان وأسيد بن حضير
قال كذب من قال إن له أجرين وقال بإصبعيه أومأ حماد
بالسبابة والوسطى إنه لجاهد مجاهد وقد عربي نشأ بها مثله
304

سلمة بن الأكوع
قال أخبرنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم النبيل قال حدثنا يزيد
بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع قال غزوت مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم سبع غزوات ومع زيد بن حارثة تسع غزوات أمره
رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا
قال أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا عكرمة بن عمار عن
إياس بن سلمة عن أبيه قال أمر علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
أبا بكر فغزونا ناسا من المشركين فبيتناهم فقتلناهم وكان شعارنا أمت
أمت فقلت بيدي تلك الليلة سبعة من أهل أبيات
قال أخبرنا حماد بن مسعدة عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن
الأكوع قال غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات
فذكر الحديبية وخيبر وحنينا ويوم القرد قال ونسيت بقيتهن
قال أخبرنا الضحاك بن مخلد عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن
الأكوع قال خرجت أريد الغابة فلقيت غلاما لعبد الرحمن بن عوف
فسمعته يقول أخذت لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
قلت من أخذها قال غطفان قال فانطلقت فناديت يا صباحاه
يا صباحا حتى أسمعت من بين لابتيها ثم مضيت فاستنقذتها منهم
قال وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فقلت يا رسول
الله إن القوم عطاش أعجلناهم أن يستقوا لشفتهم فقال يا بن
الأكوع ملكت فأسجح إنهم الان في غطفان يقرون قال وأردفني
رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه
قال أخبرنا الضحاك بن مخلد عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن
الأكوع قال بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية تحت
305

الشجرة قال ثم قال ثم تنحيت فلما خف الناس قال يا سلمة ما لك لا تبايع
قلت قد بايعت يا رسول الله قال وأيضا قال فبايعته قلت على ما
بايعتموه يا أبا مسلم قال على الموت
قال وقال محمد بن عمر قد سمعت من يذكر أن سلمة كان يكنى
أبا إياس
قال أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا عكرمة بن عامر
عن إياس بن سلمة عن أبيه قال قدمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
الحديبية ثم خرجنا راجعين إلى المدينة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
خير فرساننا اليوم أبو قتادة وخير رجالنا سلمة ثم أعطاني رسول الله
صلى الله عليه وسلم سهمين سهم الفارس وسهم الراجل جميعا
قال أخبرنا محمد بن ربيعة الكلابي عن أبي العميس عن إياس بن
سلمة بن الأكوع عن أبيه قال قام رجل من عند النبي صلى الله عليه
وسلم فأخبر أنه عين للمشركين فقال من قتله فله سلبه قال فلحقته
فقتلته فنفلني النبي صلى الله عليه وسلم سلبه
قال أخبرنا حماد بن مسعدة عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع
أنه استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في البدو فأذن له
قال أخبرنا سعيد بن منصور قال حدثنا عكاف بن خالد قال
حدثني عبد الرحمن بن زيد العراقي قال أتينا سلمة بن الأكوع بالربذة
فأخرج إلينا يده ضخمة كأنها خف بعير قال بايعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم بيدي هذه فأخذنا يده فقبلناها
قال أخبرنا يعلى بن الحارث المحاربي الكوفي قال حدثني أبي
عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه وكان من أصحاب الشجرة يعني
أنه شهد الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايع تحت الشجرة
ونزل فيهم القران لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت
306

الشجرة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا موسى بن عبيدة عن إياس
بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال كانت الحديبية في ذي القعدة سنة
ست وكنا فيها ست عشرة مائة وأهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم
جمل أبي جهل
قال أخبرنا حماد بن مسعدة عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن
الأكوع أنه كان لا يسأله أحد بوجه الله إلا أعطاه وكان يكرهها ويقول
هي الالحاف
قال أخبرنا صفوان بن عيسى البصري عن يزيد بن أبي عبيد قال
كان سلمة بن الأكوع إذا سئل بوجه الله أفف ويقول من لم يعط بوجه
الله فبماذا يعطى قال وكان يقول هي مسألة الالحاف
قال أخبرنا حماد بن مسعدة عن يزيد بن أبي عبيد قال كان
يتحرى موضع القحف يسبح فيه وذكر أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان يتحرى ذلك المكان قال وكان بين القبلة والمنبر قد ممر شاة
قال أخبرنا حماد بن مسعدة عن يزيد بن أبي عبيد قال لما ظهر
نجدة وأخذ الصدقات قيل لسلمة ألا تباعد منهم قال فقال والله
لا أتباعد ولا أبايعه قال ودفع صدقته إليهم
قال أخبرنا حماد بن مسعدة عن يزيد بن أبي عبيد أن سلمة بن الأكوع
كان يكره أن يشتري صدقة ماله
قال أخبرنا حماد بن مسعدة عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن
الأكوع أنه كان ينهى بنيه عن لعب أربعة عشر ويقول هي مأثمة
قال أخبرنا حماد بن مسعدة عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن
الأكوع أنه توضأ فمسح مقدم رأسه وغسل قدميه ونضح بيده جسده
وثيابه
307

قال أخبرنا حماد بن مسعدة عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن
الأكوع أنه كان يستنجي بالماء
قال أخبرنا حماد بن مسعدة عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة أنه
أكل حيسا ثم جاءت الصلاة فقام إلى الصلاة ولم يتوضأ
قال أخبرنا حماد بن مسعدة عن يزيد بن أبي عبيد قال أجاز
الحجاج سلمة بجائزة فقبلها
قال أخبرنا موسى بن مسعود أبو حذيفة النهدي البصري قال
حدثنا عكرمة بن عمار عن إياس بن سلمة عن أبيه قال كان عبد الملك
بن مروان يكتب لنا بجوائز من المدينة إلى الكوفة فنذهب فنأخذها
قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال حدثنا سفيان عن محمد بن عجلان
بن عمر بن عبيد الله بن رافع قال رأيت سلمة بن الأكوع يحفي شاربه
أخي الحلق
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد العزيز بن عقبة عن
إياس بن سلمة قال توفي أبو سلمة بن الأكوع بالمدينة سنة أربع وسبعين
وهو بن ثمانين سنة
قال محمد بن عمر وقد روى سلمة عن أبي بكر وعمر وعثمان
أهبان بن الأكوع
وهو مكلم الذئب في رواية هشام بن محمد بن السائب من ولده جعفر
بن محمد بن عقبة بن أهبان بن الأكوع وكان عثمان بن عفان بعث عقبة
بن أهبان بن الأكوع على صدقات كلب وبلقين وغسان
قال هشام هكذا انتسب لي بعض ولد جعفر بن محمد وكان محمد
308

بن الأشعث يقول أنا أعلم بهذا من غيري فكان يقول عقبة بن أهبان
مكلم الذئب بن عباد بن ربيعه بن كعب بن أمية بن يقظة بن خزيمة بن
مالك بن سلامان بن أسلم بن أفضى
قال وكان محمد بن عمر يقول مكلم الذئب اهبان بن أوس الأسلمي
ولم يرفع نسبه
قال وكان يسكن يين وهي بلاد أسلم فبينا هو يرعى غنما له
بحرة الوبرة فعدا الذئب على شاة منها فأخذها منه فتنحى الذئب فأقعى
على ذنبه قال ويحك لم تمنع مني رزقا رزقنيه الله فجعل أهبان الأسلمي
يصفق بيديه ويقول تالله ما رأيت أعجب من هذا فقال الذئب
إن أعجب من هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين هذه النخلات
وأومأ إلى المدينة فحدر أهبان غنمه إلى المدينة وأتى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فحدثه فعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك وأمره
إذا صلى العصر أن يحدث به أصحابه ففعل فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم صدق في آيات تكون قبل الساعة
قال وأسلم أهبان وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وكان يكنى
أبا عقبة ثم نزل الكوفة وابتنى بها دارا في أسلم وتوفي بها في خلافة
معاوية بن أبي سفيان وولاية المغيرة بن شعبة
عبد الله بن أبي حدرد
واسم أبي حدرد سلامة بن عمير بن أبي سلامة بن سعد بن مساب
بن الحارث بن عبس بن هوازن بن أسلم بن أفصى
قال بعضهم اسم أبي حدرد عبد الله ويكنى عبد الله أبا محمد
309

وأول مشهد شهده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديبية ثم
خيبر وما بعد ذلك من المشاهد
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا يحيى بن سعيد عن محمد
بن إبراهيم أن أبا حدرد الأسلمي استعان رسول الله صلى الله عليه وسلم
في مهر امرأته
قال محمد بن عمر هذا وهل إنما الحديث أن بن أبي حدرد
الأسلمي استعان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مهر امرأته فقال
كم أصدقتها قال مائتي درهم قال لو كنتم تغرفونه من بطحان
ما زدتم وتوفي عبد الله بن أبي حدرد سنة إحدى وسبعين وهو يومئذ
بن إحدى وثمانين سنة وقد روى عن أبي بكر وعمر
أبو تميم الأسلمي
أسلم بعد أن قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهو أرسل
غلامه مسعود بن هنيدة من العرج على قدميه إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم يخبره بقدوم قريش عليه وما معهم من العدد والعدة والخيل
والسلاح ليوم أحد
310

مسعود بن هنيدة
مولى أوس بن حجر أبي تميم الأسلمي
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أفلح بن سعيد عن بريدة
بن سفيان الأسلمي عن مسعود بن هنيدة قال وحدثني هاشم بن عاصم
الأسلمي عن أبيه عن مسعود بن هنيدة قال إني بالحذوات نصف النهار
إذا أنا بأبي بكر يقود بآخر فسلمت عليه وكان ذا خلة بأبي تميم فقال
لي اذهب إلى أبي تميم فاقرأه مني السلام وقل له يبعث إلي ببعير وزاد
ودليل فخرجت حتى أتيت مولاي فأعلمته رسالة أبي بكر فأعطاني جمل
ظعينة لأهله يقال له الذيال ووطبا من لبن وصاعا من تمر وأرسلني دليلا
وقال لي دله على الطريق حتى يستغني عنك فسرت بهم حتى سلكت
ركوبة فلما علوناها حضرة الصلاة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقام أبو بكر عن يمينه ودخل الاسلام قلبي فأسلمت فقمت من شقه
الاخر فدفع بيده في صدر أبي بكر فصفنا وراءه قال مسعود فلا أعلم
أحدا من بني سهم أول مني غير بريدة بن الحصيب
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن يزيد عن المنذر
بن جهم عن مسعود بن هنيدة قال لما نزلنا مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم قباء وجدنا مسجدا كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
يصلون فيه إلى بيت المقدس يصلي بهم سالم مولى أبي حذيفة فزاد
رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه وصلى بهم فأقمت معه بقباء حتى
صليت معه خمس صلوات ثم جئت أودعه فقال لأبي بكر أعطه
شيئا فأعطاني عشرين درهما وكساني ثوبا ثم انصرفت إلى مولاي ومعي
حلة الظعينة فطلعت على الحي وأنا مسلم فقال لي مولاي عجلت
311

فقلت يا مولاي إني سمعت كلاما لم أسمع أحسن منه ثم أسلم مولاي بعد
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن الحارث بن فضيل قال حدثني بن مسعود بن هنيدة عن أبيه
أنه شهد المريسيع مع النبي صلى الله عليه وسلم وقد أعتقه مولاه فأعطاه
رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرا من الإبل
سعد مولى الأسلميين
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني قائد مولى عبد الله بن علي
بن أبي رافع عن عبد الله بن سعد عن أبيه قال لما كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم بالعرج وأنا معه دليل حتى سلكنا في ركوبة فسلكت
في الجبال فلصقت بها ومر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخذوات
وهي قريب من العرج فأرسل أبو تميم إليه بزاد ودليل غلامه مسعود
فخرجنا جميعا حتى انتهينا إلى الجثجاثة وهي على بريد من المدينة
فصلى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسجده اليوم بها وتغدينا
بها بقية من سفرتنا وكنا ذبحنا بالأمس شاة فجعلناها إرة فقال النبي
صلى الله عليه وسلم من يدلنا على طريق بني عمرو بن عوف قال فأنا
نزلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على سعد بن خيشمة وأسلم
سعد مولى الأسلميين وصحب النبي ص
312

ربيعة بن كعب الأسلمي
أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم قديما وكان يلزمه
وكان محتاجا من أهل الصفة وكان يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا عمرو بن الهيثم قال حدثنا هشام الدستوائي عن يحيى
بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن ربيعة بن كعب الأسلمي
قال كنت أبيت عند باب رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيه وضوءه
فأسمع الهوي من الليل سمع الله لمن حمده وأسمع الهوي من الليل الحمد
لله رب العالمين
قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا الحارث بن عبيد قال
حدثنا أبو عمران الجوني أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطع أبا بكر
وربيعة الأسلمي أرضا فيها نخلة مائلة أصلها في أرض ربيعة وفرعها في أرض
أبي بكر فقال أبو بكر هي لي وقال ربيعة هي لي حتى أسرع
إليه أبو بكر فبلغ ذلك قوم ربيعة فجاؤوه فقال لهم ربيعة أحرج على
كل رجل منكم أن يقول له شيئا فيغضب فيغضب رسول الله صلى الله
عليه وسلم لغضبه فيغضب الله لغضب رسوله فلما ان ذهب غضب
أبي بكر قال رد علي يا ربيعة فقال لا أرد عليك فانطلق أبو بكر
إلى النبي صلى الله عليه وسلم وبدره ربيعة فقال أعوذ بالله من غضب
الله وغضب رسوله قال وما ذاك فأنبأه بالقصة فقال له النبي صلى
الله عليه وسلم أجل فلا ترد عليه قال فحول أبو بكر وجهه إلى الحائط
يبكي قال وقضى النبي صلى الله عليه وسلم بالفرع لمن له الأصل
قال وقال محمد بن عمر ولم يزل ربيعة بن كعب يلزم النبي
صلى الله عليه وسلم بالمدينة يغزو معه حتى قبض رسول الله صلى الله
عليه وسلم فخرج ربيعة من المدينة فنزل يين وهي من بلاد أسلم
313

وهي على بريد من المدينة وبقي ربيعة إلى أيام الحرة وكانت الحرة في
ذي الحجة سنة ثلاث وستين في خلافة يزيد بن معاوية
ناجية بن جندب الأسلمي
من بني سهم بطن من أسلم
شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديبية واستعمله رسول
الله صلى الله عليه وسلم على هديه حين توجه إلى الحديبية وأمره أن
يقدمها إلى ذي الحليفة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني غانم بن أبي غانم عن عبد
الله بن نيار قال جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناجية بن جندب
الأسلمي على هديه حين توجه إلى عمرة القضية فجعل يسير بالهدي
أمامه يطلب الرعي في الشجر معه أربعة فتيان من أسلم
قال محمد بن عمر وشهد بن جندب فتح مكة واستعمله رسول الله
صلى الله عليه وسلم على هديه في حجة الوداع وكان ناجية نازلا في
بني سلمة ومات بالمدينة في خلافة معاوية بن أبي سفيان
ناجية بن جندب الأسلمي
من بني سهم بطن من أسلم
شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديبية واستعمله رسول
الله صلى الله عليه وسلم على هديه حين توجه إلى الحديبية وأمره أن
يقدمها إلى ذي الحليفة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني غانم بن أبي غانم عن عبد
الله بن نيار قال جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناجية بن جندب
الأسلمي على هديه حين توجه إلى عمرة القضية فجعل يسير بالهدي
أمامه يطلب الرعي في الشجر معه أربعة فتيان من أسلم
قال محمد بن عمر وشهد بن جندب فتح مكة واستعمله رسول الله
صلى الله عليه وسلم على هديه في حجة الوداع وكان ناجية نازلا في
بني سلمة ومات بالمدينة في خلافة معاوية بن أبي سفيان
ناجية بن الأعجم الأسلمي
شهد الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني الهيثم بن وافد عن عطاء
بن أبي مروان عن أبيه قال حدثني أربعة عشر رجلا من أصحاب رسول
314

الله صلى الله عليه وسلم أن ناجية بن الأعجم هو الذي نزل بالسهم
في البئر بالحديبية فجاشت بالرواء حتى صدروا بعطن
قال وقال محمد بن عمر ويقال الذي نزل بالسهم ناجية بن جندب
ويقال البراء بن عازب ويقال عباد بن خالد الغفاري والأول أثبت
أنه ناجية بن الأعجم وعقد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة
لأسلم لواءين فحمل أحدهما ناجية بن الأعجم والاخر بريدة بن الحصيب
ومات ناجية بن الأعجم بالمدينة في آخر خلافة معاوية بن أبي سفيان وليس
له عقب
حمزة بن عمرو الأسلمي
قال أخبرنا محمد بن عمر بن أسامة بن زيد عن محمد بن حمزة
أن حمزة بن عمرو كان يكنى أبا محمد ومات سنة إحدى وستين وهو يومئذ
بن إحدى وسبعين سنة وقد روى عن أبي بكر وعمر
قال محمد بن عمر قال حمزة بن عمرو لما كنا بتبوك وأنفر المنافقون
بناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في العقبة حتى سقط بعض متاع
رحله قال حمزة فنور لي في أصابعي الخمس فأضئ حتى جعلت القط
ما شذ من من المتاع السوط والحباء وأشباه ذلك
قال وكان حمزة بن عمرو وهو الذي بشر كعب بن مالك بتوبته
وما نزل فيه من القران فنزع كعب ثوبين كانا عليه فكساهما إياه
قال كعب والله ما كان لي غيرهما قال فاستعرت ثوبين من أبي
قتادة
315

عبد الرحمن بن الأشيم الأسلمي
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا سلمة بن وردان قال رأيت
عبد الرحمن بن الأشيم الأسلمي وكان أصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم أبيض الرأس واللحية
محجن بن الأدرع الأسلمي
وهو من بني سهم وهو الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم
ارموا وأنا مع بن الأدرع وكان يسكن المدينة ومات بها في خلافة معاوية
بن أبي سفيان
عبد الله بن وهب الأسلمي
صحب النبي صلى الله عليه وسلم وكان بعمان حين قبض النبي
صلى الله عليه وسلم فأقبل هو وحبيب بن زيد المازني إلى عمرو بن العاص
من عمان حين بلغتهم وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض لهم
مسيلمة فأفلت القوم جميعا وظفر بحبيب بن زيد و عبد الله بن وهب فقال
أتشهدان أني رسول الله فأبى حبيب أن يشهد له فقتله وقطعه عضوا
عضوا وأقر له عبد الله بن هب وقلبه مطمئن بالايمان فلم يقتله وحبسه
فلما نزل خالد بن الوليد والمسلمون باليمامة وقاتلوا مسيلمة أفلت عبد الله
بن وهب فأتى أسامة بن زيد وكان مع خالد بن الوليد فلجأ وكر مع
المسلمين يقاتل مسيلمة وأصحابه قتالا شديدا
316

حرملة بن عمر الأسلمي
وهو أبو عبد الرحمن بن حرملة الذي روى عن سعيد بن المسيب
قال أخبرنا عفان بن مسلم عن وهيب عن عبد الرحمن عن يحيى
بن هند عن حرملة بن عمرو قال حججت حجة الوداع مردفي عمي
سنان بن سنة فلما وقفنا بعرفات رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وضع إحدى إصبعيه على الأخرى فقلت لعمي ماذا يقول رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال يقول ارموا الجمرة بمثل حصى الخذف
سنان بن سنة الأسلمي
وهو عم حرملة بن عمرو أبو عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي الذي
روى عن سعيد بن المسيب أسلم سنان بن سنة وصحب النبي ص
عمرو بن حمزة بن سنان الأسلمي
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني هشام بن عاصم عن المنذر
بن جهم أن عمرو بن حمزة بن سنان كان قد شهد الحديبية مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة ثم استأذن النبي ص
أن يرجع إلى باديته فأذن له حتى إذا كان بالضبوعة على بريد من المدينة
على المحجة إلى مكة لقي جارية من العرب وضيئة فنزغه الشيطان حتى
أصابها ولم يكن أحصن ثم ندم فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره
317

فأقام عليه الحد أمر رجلا أن يجلده بين الجلدين بسوط قد ركب
به ولان
حجاج بن عمرو الأسلمي
وهو أبو حجاج الذي روى عنه عروة بن الزبير وقد روى حجاج
بن حجاج عن أبي هريرة
قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن الحجاج بن أبي عثمان
قال حدثني يحيى بن أبي كثير أن عكرمة مولى بن عباس حدثه أن
الحجاج بن عمرو حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
من كسر أو عرج فقد حل وعليه حجة أخرى
قال أخبرت بذلك بن عباس وأبا هريرة فقالا صدق
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال حدثنا بن أبي ذئب عمن سمع
عروة بن الزبير يحدث عن الحجاج بن الحجاج عن أبيه قال قلت يا رسول
الله صلى الله عليه وسلم ما يذهب عني مذمة الرضاع فقال عبد أو أمة
عمرو بن عبد نهم الأسلمي
خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحديبية وهو كان
دليله على طريق ثنية ذات الحنظل انطلق أمام رسول الله صلى الله عليه
وسلم بأمره حتى وقف به عليها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
والذي نفسي بيده ما مثل هذه الثنية الليلة إلا مثل باب الذي قال الله لبني
318

إسرائيل ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة وقال لا يجوز هذه الثنية
الليلة أحد إلا غفر له
زاهر بن الأسود بن مخلع
واسمه عبد الله بن قيس بن دعبل وإليه النبت بن أنس بن خزيمة
بن مالك بن سلامان بن أفصى
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن مجزأة بن
زاهر بن الأسود الأسلمي عن أبيه وكان ممن شهد الشجرة قال إني لا وقد
بالجمر إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم ينهاكم عن لحوم الحمر
قال محمد بن عمر نزل زاهر الكوفة حين نزلها المسلمون وكان ابنه
مجزأة بن زاهر شريفا بالكوفة وكان من أصحاب عمرو بن الحمق
هانئ بن أوس الأسلمي
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال حدثنا إسرائيل عن مجزأة
عن هانئ بن أوس وكان ممن شهد الشجرة أنه اشتكى ركبته فكان
إذا سجد جعل تحت ركبته وسادة
319

أبو مروان الأسلمي
واسمه معتب بن عمرو روى عنه ابنه عطاء بن أبي مروان وروى
الناس عن عطاء بن أبي مروان
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا سعيد بن عطاء بن أبي مروان
عن أبيه عن جده معتب بن عمرو الأسلمي قال كنت جالسا عند النبي
صلى الله عليه وسلم فجاءه ماعز بن مالك فقال زنيت فأعرض عنه
ثلاثا فقالها الرابعة فأقبل عليه فقال أنكحتها فقال نعم حتى غاب
ذلك في ذلك منها كما يغيب المرود في المكحلة والرشي في البئر
بشير الأسلمي
قال أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا قيس بن الربيع
قال حدثني بشر بن بشير الأسلمي قال أخبرني أبي وكان من أصحاب
الشجرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أكل من هذه
الشجرة الخبيثة فلا يناجينا
وقد روى حميد بن عبد الرحمن الحميري عن بشير هذا أيضا حديث
طويلا سماعا من أبي عوانة عن داود الأودي عن حميد بن عبد الرحمن
في بيعة يزيد بن معاوية وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحياء
320

الهيثم بن نصر دهر الأسلمي
وكان محمد بن عمر يقول بن ذهر
قال أخبرنا محمد بن عمر عن عمر بن عقبة بن أبي عائشة الأسلمي
عن المنذر بن جهم عن الهيثم بن دهر قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم
في عنفقته وناصيته حزرته يكون ثلاثين شيبة عددا
الحارث بن حبال
بن ربيعة بن دعبل بن أنس بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن
أسلم صحب النبي صلى الله عليه وسلم وشهد معه الحديبية في رواية
هشام بن محمد
مالك بن جبير بن حبال
بن ربيعة بن دعبل صحب النبي صلى الله عليه وسلم وشهد
معه الحديبية في رواية هشام بن محمد بن السائب الكلبي
ومن بني مالك بن أفصى إخوة أسلم وهو ممن انخزع أيضا
أسماء بن حارثة
بن سعد بن عبد الله بن غياث بن سعد بن عمرو بن عامر بن ثعلبة
بن مالك بن أفصى إلى بني حارثة البيت من بني مالك بن أفصى من
321

ولد أسماء بن حارثة غيلان بن عبد الله بن أسماء بن حارثة كان من قواد
أبي جعفر المنصور كان له ذكر في دعوة بني العباس
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني سعيد بن عطاء بن أبي
مروان عن جده عن أسماء بن حارثة الأسلمي قال دخلت على النبي
صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء فقال أصمت اليوم يا أسماء فقلت
لا فقال فصم قال قد تغديت يا رسول الله قال صم ما بقي
من يومك ومر قومك يصوموه
قال أسماء فأخذت نعلي بيدي فأدخلت رجلي حتى وردت يين
على قومي فقلت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن تصوموا
قالوا قد تغدينا فقال إنه قد أمركم أن تصوموا بقية يومكم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني سعيد بن عطاء بن أبي
مروان عن أبيه عن جده قال أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم
أسماء وهند ابني حارثة إلى أسلم يقولان لهم إن رسول الله صلى الله عليه
وسلم يأمركم أن تحضروا رمضان بالمدينة وذلك حيث أراد رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن يغزو مكة
قال وقال محمد بن عمر وتوفي أسماء بن حارثة سنة ست وستين
وهو يومئذ بن ثمانين سنة قال وكان محتاجا من أهل الصفة
قال محمد بن سعد وسمعت غيره من أهل العلم يقول توفي أسماء
بالبصرة في خلافة معاوية بن أبي سفيان في ولاية زياد عليها
322

وأخوه هند بن حارثة الأسلمي
شهد الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال قال محمد بن عمر قال أبو هريرة ما كنت أرى أسماء
وهند ابني حارثة إلا خادمين لرسول الله صلى الله عليه وسلم من طول
لزومهما وخدمتهما إياه وكانا محتاجين ولهما بقية بيين ومات
هند بن حارثة بالمدينة في خلافة معاوية بن أبي سفيان
وذكر بعض أهل العلم أنهم ثمانية أخوة صحبوا النبي صلى الله
عليه وسلم وشهدوا بيعة الرضوان وهم أسماء وهند وخداش وذؤيب
وحمران وفضالة وسلمة ومالك بنو حارثة بن سعيد بن عبد الله بن
غياث
ذؤيب بن حبيب الأسلمي
وهو من بني مالك بن أفصى إخوة أسلم وكان بن عباس يقول
حدثنا ذؤيب صاحب هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى
الله عليه وآله وسلم سأله عما عطب من الهدي وله دار بالمدينة وبقي إلى
خلافة معاوية بن أبي سفيان
هزال الأسلمي
وهو أبو نعيم بن هزال وهو من بني مالك بن أفصى إخوة أسلم
وهو صاحب ماعز بن مالك الذي أمره أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم
فيقر عنده بما صنع
323

قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني هشام بن عاصم عن يزيد
بن نعيم بن هزال عن أبيه عن جده قال كان أبو ماعز قد أوصى إلي
بابنه ماعز وكان في حجري أكفله بأحسن ما يكفل به أحد أحدا فجاءني
يوما فقال لي إني كنت أطالب مهيرة امرأة كنت أعرفها حتى نلت منها
الان ما كنت أريد ثم ندمت على ما أتيت فما رأيك فأمره أن يأتي
رسول الله صلى الله عليه وسلم فيخبره فأتى رسول الله فاعترف
عنده بالزنى وكان محصنا فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى الحرة وبعث معه أبا بكر الصديق يرجمه فمسته الحجارة ففر يعدو
قبل العقيق فأدرك بالمكيمن وكان الذي أدركه عبد الله بن أنيس
بوظيف حمار فلم فلم يزل يضربه حتى قتله ثم جاء عبد الله بن أنيس إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فأخبره قال فهلا تركتموه لعله يتوب فيتوب الله
عليه ثم قال يا هزال بئس ما صنعت بيتيمك لو سترت عليه بطرف
ردائك لكان خيرا لك قال يا رسول الله لم أدر أن في الامر سعة ودعا
رسول الله صلى الله عليه وسلم المرأة التي أصابها فقال اذهبي ولم
يسألها عن شئ فقال الناس في ماعز فأكثروا فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لقد تاب توبة لو تابها طائفة من أمتي لأجزت عنهم
ماعز بن مالك الأسلمي
أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي أصاب الذنب
ثم ندم فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعترف عنده وكان محصنا
فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجم وقال لقد تاب توبة
لو تابها طائفة من أمتي لأجزت عنهم
324

قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا بن الربيع عن علقمة
بن مرثد عن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم استغفروا لماعز بن مالك
ومن سائر قبائل الأزد ثم من دوس بن عدثان بن عبد الله
بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن
نصر بن الأزد
أبو هريرة
قال محمد بن عمر كان اسمه عبد شمس فسمي في الاسلام عبد الله
وقال غيره اسمه عبد نهم ويقال عبد غنم ويقال سكين
قال وقال هشام بن محمد بن السائب الكلبي اسمه عمير بن عامر
بن عبد ذي الشرى بن طريف بن غياث بن أبي صعب بن هنية بن
سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس وأمه ابنة صفيح بن
الحارث بن شابي بن أبي صعب بن هنية بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم
بن غنم بن دوس وكان سعد بن صفيح خال أبي هريرة من أشداء بني
دوس فكان لا يأخذ أحدا من قريش إلا قتله بأبي أزيهر الدوسي
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا سفيان بن عيينة عن عثمان
بن أبي سليمان قال سمعت بن مالك قال سمعت أبا هريرة يقول
قدمت المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر فوجدت رجلا
من بني غفار يؤم الناس في صلاة الفجر فسمعته يقرأ في الركعة الأولى
بسورة مريم وفي الثانية بويل للمطففين
قال أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة عن إسماعيل بن أبي خالد
325

عن قيس بن أبي حازم عن أبي هريرة قال لما قدمت على النبي صلى الله
عليه وسلم قلت في الطريق
يا ليلة من طولها وعنائها على أنها من دارة الكفر نجت
قال وأبق مني غلام في الطريق فلما قدمت على النبي صلى الله
عليه وسلم فبايعته فبينا أنا عنده إذ طلع الغلام فقال لي رسول الله صلى
الله عليه وسلم يا أبا هريرة هذا غلامك فقلت هو لوجه الله فأعتقته
قال أخبرنا يزيد بن هارون وعفان بن مسلم قالا أخبرنا سليم
بن حيان قال سمعت أبي يقول سمعت أبا هريرة يقول نشأت يتيما
وهاجرت مسكينا وكنت أجيرا لبسرة بنت غزوان بطعام بطني وعقبة
رجلي فكنت أخدم إذا نزلوا وأحدوا إذا ركبوا فزوجنيها الله فالحمد لله
الذي جعل الدين قواما وجعل أبا هريرة إماما
قال أخبرنا هوذة بن خليفة قال أخبرنا بن عون عن محمد بن أبي
هريرة قال أكريت نفسي من ابنة غزوان على طعام بطني وعقبة رجلي
قال فكانت تكلفني أن أركب قائما وأن أدري أو أورد حافيا فلما
كان بعد ذلك زوجنيها الله فكلفتها أن تركب قائمة وأن ترد أو تردي
حافية
قال أخبرنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب
عن محمد عن أبي هريرة أنه قال كنت أجير بن عفان وابنة غزوان بطعام
بطني وعقبة رجلي أسوق بهم إذا ركبوا وأخدمهم إذا نزلوا فقالت لي يوما
لتردنه حافيا ولتركبنه قائما فزوجنيها الله بعد فقلت لتردنه حافية
ولتركبنه قائمة
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب
عن محمد قال تمخط أبو هريرة وعليه ثوب من كتان ممشق فتمخط
326

فيه فقال بخ بخ يتمخط أبو هريرة في الكتان لقد رأيتني آخرا فيما
بين منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحجرة عائشة يجئ الجائي
يرى أن بي جنونا وما بي إلا الجوع ولقد رأيتني وإني لأجير لابن عفان
وابنة غزوان بطعام بطني وعقبة رجلي أسوق بهم إذا ارتحلوا وأخدمهم إذا
نزلوا فقالت يوما لتردنه حافيا ولتركبنه قائما قال فزوجنيها الله بعد
ذلك فقلت لها لتردنه حافية ولتركبنه قائمة
قال أخبرنا عبيد الله بن محمد التيمي قال حدثنا حماد بن سلمة
عن علي بن زيد عن عمار بن أبي عمار أن أبا هريرة قال ما شهدت
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهدا قط إلا قسم لي منه إلا ما كان
من خيبر فإنها كانت لأهل الحديبية خاصة
قال وكان أبو هريرة وأبو موسى قدما بين الحديبية وخيبر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه
قال قدم أبو هريرة سنة سبع والنبي صلى الله عليه وسلم بخيبر فسار
إلى خيبر حتى قدم مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة
قال أخبرنا يزيد بن هارون و عبد الله بن نمير ويعلى بن عبيد الله قالوا
حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي هريرة قال
صحبت النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين ما كنت سنوات قط
أعقل مني ولا أحب إلى أن أعي ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
مني فهن
قال أخبرنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي وسعيد بن منصور قالا
أخبرنا أبو عوانة عن داود بن عبد الله الأودي عن حميد بن عبد الرحمن
قال صحب أبو هريرة النبي صلى الله عليه وسلم أربع سنين
قال أخبرنا أحمد بن إسحاق الحضرمي قال حدثنا وهيب قال
وحدثنا خثيم بن عراك بن مالك عن أبيه عن نفر من قومه أن أبا هريرة
327

قدم المدينة في نفر من قومه وافدين وقد خرج رسول الله صلى الله عليه
وسلم إلى خيبر واستخلف على المدينة رجلا من بني غفار يقال له سباع
بن عرفطة فأتيناه وهو في صلاة الصبح فقرأ في الركعة الأولى كهيعص
وقرأ في الركعة الثانية ويل للمطففين قال أبو هريرة فأقول في الصلاة
ويل لأبي فلان له مكيالان إذا اكتال اكتال بالوافي وإذا كال كال بالناقص
فلما فرغنا من صلاتنا أتينا سباعا فزودنا شيئا حتى قدمنا على رسول الله
صلى الله عليه وسلم وقد افتتح خيبر فكلم المسلمين فأشركونا في سهمانهم
قال أخبرنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي قال حدثنا عكرمة بن
عمار قال حدثني أبو كثير الغبري عن أبي هريرة قال والله لا يسمع
بي مؤمن ولا مؤمنة إلا أحبني قال قلت وما يعلمك ذاك قال فقال
إني كنت أدعو أمي إلى الاسلام فتأبى علي قال فدعوتها ذات يوم إلى
الاسلام فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره فجئت
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقلت يا رسول الله إني
كنت أدعو أم أبي هريرة إلى الاسلام فتأبى علي وإني دعوتها اليوم فأسمعتني
فيك ما أكره فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة إلى الاسلام ففعل فجئت
فإذا الباب مجاف وسمعت خضخضة الماء فلبست درعها وعجلت عن
خمارها ثم قالت ادخل يا أبا هريرة فدخلت فقالت أشهد أن لا إله إلا الله
وأن محمدا عبده ورسوله فجئت أسعى إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم أبكي من الفرح كما بكيت من الحزن فقلت أبشر يا رسول
الله فقد أجاب الله دعوتك قد هدى الله أم أبي هريرة إلى الاسلام
ثم قلت يا رسول الله ادع الله أن يحببني وأمي إلى المؤمنين والمؤمنات والى
كل مؤمن ومؤمنة فقال اللهم حبب عبيدك هذا وأمه إلى كل مؤمن
ومؤمنة فليس يسمع بي مؤمن ولا مؤمنة إلا أحبني
قال أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال حدثنا محمد بن هلال
328

عن أبيه عن أبي هريرة قال خرجت يوما من بيتي إلى المسجد لم يخرجني
إلا الجوع فوجدت نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالوا يا أبا هريرة ما أخرجك هذه الساعة فقلت ما أخرجني إلا
الجوع فقالوا نحن والله ما أخرجنا إلى الجوع فقمنا فدخلنا على رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال ما جاء بكم هذه الساعة فقلنا يا رسول
الله جاء بنا الجوع قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بطبق
فيه تمر فأعطى كل رجل منا تمرتين فقال كلوا هاتين التمرتين واشربوا
عليهما من الماء فإنهما ستجزيانكم يومكم هذا
قال أبو هريرة فأكلت تمرة وجعلت تمرة في حجرتي فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة لم رفعت هذه التمرة فقلت
رفعتها لأمي فقال كلها فإنا سنعطيك لها تمرتين فأكلتها فأعطاني
لها تمرتين
قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس قال حدثنا سليمان
بن بلال عن يونس بن يزيد عن بن شهاب أن أبا هريرة لم يكن يحج حتى
ماتت أمه لصحبتها
قال أخبرنا روح بن عبادة قال حدثنا أسامة بن زيد عن عبد الله
بن رافع قال قلت لأبي هريرة لم كنوك أبا هريرة قال أما تفرق
مني قال قلت بلى والله إني لأهابك قال كنت أرعى غنما لأهلي
وكانت لي هريرة صغيرة فكنت إذا كان الليل وضعتها في شجرة فإذا أصبحت
أخذتها فلعبت بها فكنوني أبا هريرة
قال أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن بن أبي ذئب عن
المقبري عن أبي هريرة قال قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم
إني سمعت منك حديثا كثيرا فأنساه فقال ابسط رداءك فبسطته فغرف
بيده فيه ثم قال ضمه فضممته فما نسيت حديثا بعده
329

قال أخبرنا أنس بن عياض الليثي قال حدثني عبد الله بن عبد
العزيز الليثي عن عمرو بن مرداس بن عبد الرحمن الجندي عن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لي ابسط ثوبك فبسطته
ثم حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم النهار ثم ضممت ثوبي
إلى بطني فما نسيت شيئا مما حدثني
قال أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي قال حدثنا
عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن أبي عمرو عن سعيد بن أبي سعيد عن
أبي هريرة أنه قال يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة
قال لقد ظننت يا أبا هريرة ألا يسألني عن هذا الحديث أول منك لما رأيت
من حرصك على الحديث إن أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا اله
إلا الله مخلصا من قبل نفسه
قال أخبرنا محمد بن حميد العبدي عن معمر عن الزهري في قوله
إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه
للناس في الكتاب قال قال أبو هريرة إنكم لتقولون أكثر أبو هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم ولله الموعد ويقولون ما للمهاجرين لا يحدثون
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الأحاديث وإن أصحابي
من المهاجرين كانت تشغلهم صفقاتهم بالسوق وإن أصحابي من
الأنصار كانت تشغلهم أرضوهم والقيام عليها وإني كنت أمرا مسكينا
وكنت أكثر مجالسة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحضر إذا غابوا
وأحفظ إذا نسوا وان النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا يوما فقال
من يبسط ثوبه أفرغ فيه من حديثي ثم يقبضه إليه فلا ينسى شيئا سمعه
مني أبدا فبسطت ثوبي أو قال نمرتي فحدثني ثم قبضته إلي
فوالله ما كنت نسيت شيئا سمعته منه وأيم الله لولا آية في كتاب الله ما
حدثتكم بشئ أبدا ثم تلا إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات
330

والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله
ويلعنهم اللاعنون
قال محمد بن حميد قال معمر وبلغني عن عطاء بن أبي رباح
عن أبي هريرة قال من سئل عن علم فكتمه أتي به يوم القيامة ملجما
بلجام من نار
قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال أخبرنا محمد بن عمر بن
علقمة بن أبي سلمة عن أبي هريرة أنه قال لولا آية في البقرة ما حدثتكم
بحديث أبدا إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من
بعد ما بيناه للناس في الكتاب للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم
اللاعنون لكن الموعد لله
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا أبو شهاب
عن ليث عن عطاء عن أبي هريرة قال من كتم علما ينتفع به ألجم
يوم القيامة بلجام من نار
قال أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن بن أبي ذئب عن
سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة أنه كان يقول حفظت من
رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءين فأما أحدهما فبثثته وأما الاخر
فلو بثثته لقطع هذا البلعوم
قال أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك وإسماعيل بن عبد الله
بن أبي أويس وخالد بن مخلد البجلي قالوا حدثنا محمد بن هلال عن أبيه
عن أبي هريرة أنه كان يقول لو أنبأتكم بكل ما أعلم لرماني الناس
بالخزف وقالوا أبو هريرة مجنون
أخبرنا سليمان بن حرب قال حدثنا أبو هلال قال الحسن قال
أبو هريرة لو حدثتكم بكل ما في جوفي لرميتموني بالبعر قال الحسن
صدق والله لو أخبرنا أن بيت الله يهدم أو يحرق ما صدقه الناس
331

قال أخبرنا كثير بن هشام قال حدثنا جعفر بن برقان قال
سمعت يزيد بن الأصم يقول أبو هريرة يقولون أكثرت يا أبا هريرة
والذي نفسي بيده أن لو حدثتكم بكل شئ سمعته من رسول الله لرميتموني
بالقشع يعني بالمزابل ثم ناظرتموني
قال أخبرنا روح بن عبادة قال حدثنا كهمس عن عبد الله
بن شقيق قال جاء أبو هريرة إلى كعب يسأل عنه وكعب في القوم
فقال كعب ما تريد منه فقال أما إني لا أعرف أحدا من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون أحفظ لحديث رسول الله
صلى الله عليه وسلم مني فقال كعب أما إنك لم تجد طالب شئ إلا
سيشبع منه يوما من الدهر إلا طالب علم أو طالب دنيا فقال أنت
كعب فقال نعم لمثل هذا جئتك
قال أخبرنا عفان بن مسلم ويحيى بن عباد قالا حدثنا حماد
بن سلمة قال أخبرني يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة
حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى على جنازة فله
قيراط ومن صلى عليها وتبعها فله قيراطان فقال عبد الله بن عمر انظر
ما تحدث فإنك تكثر الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فأخذه
بيده فذهب به إلى عائشة فسألها عن ذلك فقالت صدق أبو هريرة ثم قال
يا أبا عبد الرحمن إنه والله ما كان يشغلني عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم الصفق في الأسواق إنما كان يهمني كلمة من رسول الله صلى
الله عليه وسلم يعلمنيها أو لقمة يطعمنيها قال يحيى بن عباد
يلقمنيها
قال أخبرنا يحيى بن عباد قال حدثنا هشيم عن يعلى بن عطاء
عن الوليد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
بنحوه إلا أنه قال من خز فكساها أصحاب رسول الله صلى الله عليه
332

وسلم فكسا أبا هريرة مطرفا أغبر فكان يثنيه عليه ثلاثة أثناء من سعته
فأصابه شئ فتشبكه تشبكا لم يرفه كما يرفون فكأني أنظر إلى طرائفه
من إبريسم
قال أخبرنا خالد بن مخلد قال حدثنا عبد الله بن عمر عن وهب
بن كيسان قال رأيت أبا هريرة يلبس الخز
قال أخبرنا خالد بن مخلد قال حدثني يحيى بن عمير مولى بني
أسد قال سمعت المقبري يقول رأيت على أبي هريرة كساء من خز
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا شعبة عن محمد بن زياد
قال رأيت على أبي هريرة كساء خز
قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال حدثنا همام بن يحيى
قال حدثنا قتادة أن أبا هريرة كان يلبس الخز
قال أخبرنا يحيى بن عباد قال حدثنا فليح قال حدثنا سعيد
بن أبي سعيد قال رأيت على أبي هريرة ساجا مزررا بديباج
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا قيس بن الربيع عن أبي
الحصين عن جناب بن عروة قال رأيت أبا هريرة عليه عمامة سوداء
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال حدثنا عاصم الأحول عن محمد
بن سيرين أن أبا هريرة كان يلبس الثياب الممشقة
قال أخبرنا معاذ بن معاذ قال حدثنا بن عون عن عمير بن
إسحاق قال كانت ردية أبي هريرة التأبط
قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء و عبد الملك بن عمرو ومسلم بن
إبراهيم قالوا حدثنا قرة بن خالد قال قلت لمحمد بن سيرين أكان أبو
هريرة مخشوشنا قال لا بل كان لينا قلت فما كان لونه قال
أبيض قلت هل كان يخضب قال نعم نحو ما ترى قال وأهوى
محمد بيده إلى لحيته وهي حمراء قلت فما كان لباسه قال نحو ما
333

ترى قال وعلى محمد ثوبان ممشقان من كتان قال وتمخط يوما فقال
بخبخ أبو هريرة يتمخط في الكتان
قال أخبرنا روح بن عبادة قال حدثنا حبيب بن الشهيد عن محمد
بن سيرين أنه كان يخضب بالحناء قال فقبض يوما على لحيته فقال
كأن خضابي خضاب أبي هريرة ولحيتي مثل لحيته وشعري مثل شعره وثيابي
مثل ثيابه وعليه ممصران
قال أخبرنا بكار بن محمد بن عبد الله بن محمد بن سيرين قال
حدثنا بن عون عن محمد قال امتخط أبو هريرة في ثوبه فقال بخ
بخ يتمخط في الكتان
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا أبو هلال قال حدثنا
شيخ أظنه من أهل المدينة قال رأيت أبا هريرة يحفي عارضيه يأخذ منهما
قال ورأيته أصفر اللحية
قال أخبرنا عمرو بن عاصم قال حدثنا همام بن يحيى قال
حدثنا يحيى بن أبي كثير أن أبا هريرة كان يكره أن ينتعل قائما وأن يأتزر
فوق قميصه
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس وسعيد بن منصور قالا
حدثنا داود بن عبد الرحمن العطار قال حدثنا عبد الله بن عثمان بن خيثم
عن عبد الرحمن بن أبي لبيبة الطائفي أنه قال رأيت أبا هريرة وهو في
المسجد قال بن خيثم فقلت لعبد الرحمن صفه لي فقال رجل آدم
بعيد ما بين المنكبين ذو ضفرين أفرق الثنيتين
قال أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا عكرمة بن عمار
قال حدثني ضمضم بن جوس قال دخلت مسجدا لرسول الله صلى
الله عليه وسلم فإذا أنا بشيخ يضفر رأسه براق الثنايا قلت من أنت
رحمك الله قال أنا أبو هريرة
334

قال أخبرنا عمرو بن الهيثم عن بن أبي ذئب عن عثمان بن عبيد الله
قال رأيت أبا هريرة يصفر لحيته ونحن في الكتاب
قال أخبرنا الفضل بن دكين عن قرة بن خالد قال قلت لمحمد
بن سيرين كان أبو هريرة يخضب قال نعم خضابي هذا وهو
يومئذ بحناء
قال أخبرنا عمرو بن الهيثم قال حدثنا أبو هلال عن محمد بن سيرين
عن أبي هريرة قال كنت عاملا بالبحرين فقدمت على عمر بن الخطاب
فقال عدوا لله وللاسلام أو قال عدوا لله ولكتابه سرقت مال الله
قلت لا ولكني عدو من عاداهما خيل لي تناتجت وسهام لي اجتمعت
فأخذ مني اثني عشر ألفا قال ثم أرسل إلى بعد أن ألا تعمل قلت
لا قال لم أليس قد عمل يوسف قلت يوسف نبي بن نبي فأخشى
من عملكم ثلاثا أو اثنتين قال أفلا تقول خمسا قلت لا أخاف
أن يشتموا عرضي ويأخذوا مالي ويضربوا ظهري وأخاف ان أقول بغير
حلم وأقضي بغير علم
قال أخبرنا هوذة بن خليفة و عبد الوهاب بن عطاء ويحيى بن خليف
بن عقبة وبكار بن محمد قالوا حدثنا بن عون عن محمد بن سيرين عن
أبي هريرة قال قال لي عمر يا عدو الله وعدو كتابه أسرقت مال الله
قال فقلت ما أنا بعدو الله ولا عدو كتابه ولكني عدو من عاداهما ولا
سرقت مال الله قال فمن أين اجتمعت لك عشرة آلاف قال قلت
يا أمير المؤمنين خيلي تناسلت وسهامي تلاحقت وعطائي تلاحق قال فأمر
بها أمير المؤمنين فقبضت قال فكان أبو هريرة يقول اللهم اغفر لأمير
المؤمنين
قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال حدثنا همام بن يحيى
قال حدثنا إسحاق بن عبد الله أن عمر بن الخطاب قال لأبي هريرة
335

كيف وجدت الامارة يا أبا هريرة قال بعثتني وأنا كاره ونزعتني
وقد أحببتها وأتاه بأربعمائة ألف من البحرين فقال أظلمت أحدا
قال لا قال أخذت شيئا بغير حقه قال لا قال فما جئت به
لنفسك قال عشرين ألفا قال من أين أصبتها قال كنت أتجر
قال انظر رأس مالك ورزقك فخذه واجعل الاخر في بيت المال
قال أخبرنا يحيى بن عباد قال حدثنا فليح بن سليمان عن سعيد
بن الحارث قال كان مروان يستخلف أبا هريرة إذا حج أو غاب
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا أبو إسرائيل عن الحكم
عن أبي جعفر قال كان يكون مروان على المدينة فإذا خرج استخلف
أبا هريرة
قال أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال حدثنا سليمان بن
بلال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن عبد الله بن أبي رافع قال استخلف
مروان أبا هريرة على المدينة وخرج إلى مكة
قال أخبرنا عفان بن مسلم وعارم بن الفضل قالا حدثنا حماد
بن سلمة عن ثابت عن أبي رافع قال كان مروان ربما استخلف أبا هريرة
على المدينة فيركب حمارا قد شد عليه قال عفان قرطاطا وقال عارم
برذعة وفي رأسه خلبة من ليف فيسير فيلقى الرجل فيقول الطريق
قد جاء الأمير وربما أتى الصبيان وهم يلعبون بالليل لعبة الغراب فلا
يشعرون بشئ حتى يلي نفسه بينهم ويضرب برجليه فيفزع الصبيان فيفرون
وربما دعاني إلى عشايه بالليل فيقول دع العراق للأمير فأنظر فإذا هو
ثريد بزيت
قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال حدثنا إياس بن أبي
تميمة قال حدثنا عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة قال ما وجع أحب
إلى من الحمى لأنها تعطي كل مفصل فسطه من الوجع وإن الله
336

يعطي كل مفصل قسطه من الاجر
قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أويس عن سليمان بن بلال
عن عمرو بن أبي عمرو بن عطاء الأسلمي عن أبي هريرة
أنه سمعه وهو في مجلس أسلم ومجلسهم قريب من المنبر وأبو هريرة يخطب
الناس ثم التفت إلى مجلس أسلم فيقول موتوا سروات أسلم موتوا
ثلاث مرات يا معشر أسلم موتوا ويموت أبو هريرة
قال أخبرنا روح بن عبادة قال حدثنا بن عون عن عبيد بن باب
قال كنت أصب على أبي هريرة من إداوة وهو يتوضأ فمر به رجل فقال
أين تريد قال السوق فقال إن استطعت أن تشتري الموت من قبل
أن ترجع فافعل ثم قال أبو هريرة لقد خفت الله مما استعجل القدر
قال أخبرنا روح بن عبادة قال حدثنا الربيع بن صبيح قال
أخبرنا حبيب بن أبي فضالة أن أبا هريرة ذكر الموت فكأنه تمناه فقال
بعض أصحابه وكيف تمنى الموت بعد قول رسول الله صلى الله عليه
وسلم ليس لأحد أن يتمنى الموت لا بر ولا فاجر أما بر فيزداد برا
وأما فاجر فيستعتب فقال وكيف لا أتمنى الموت وأنا أخاف أن
تدركني ستة التهاون بالذنب وبيع الحكم وتقاطع الأرحام وكثرة
الشرط ونشو الخمر ويتخذون القران مزامير
قال أخبرنا معاذ بن هاني البهراني البصري قال حدثنا حرب
بن شداد قال حدثنا يحيى بن أبي كثير قال حدثنا أبو سلمة بن عبد
الرحمن أنه دخل على أبي هريرة وهو مريض فقال اللهم اشف أبا هريرة
فقال أبو هريرة اللهم لا ترجعني قال فأعادها مرتين فقال له أبو
هريرة يا أبا سلمة إن استطعت أن تموت فمت فوالذي نفس أبي هريرة
بيده ليوشكن أن يأتي على العلماء زمن يكون الموت أحب إلى أحدهم
من الذهب الأحمر أو ليوشكن أن يأتي على الناس زمان يأتي الرجل على قبر
337

المسلم فيقول وددت أني صاحب هذا القبر
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا
أيوب عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال مرض
أبو هريرة فأتيته أعوده فقلت اللهم اشف أبا هريرة فقال اللهم
لا ترجعها وقال يوشك يا أبا سلمة أن يأتي على الناس زمان يكون الموت
أحب إلى أحدهم من الذهب الأحمر ويوشك يا أبا سلمة إن بقيت إلى قريب
أن يأتي الرجل القبر فيقول يا ليتني مكانه أو مكانك
قال أخبرنا عفان بن مسلم وكثير بن هشام قالا حدثنا حماد بن
سلمة عن أبي المهزم عن أبي هريرة أنه كان إذا مرت به جنازة قال امضي
فانا على الأثر
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا أبو معشر عن سعيد قال
لما نزل بأبي هريرة الموت قال لا تضربوا على قبري فسطاطا ولا تتبعوني
بنار فإذا حملتموني فأسرعوا فإن أكن صالحا تأتون بي إلى ربي وإن أكن
غير ذلك فإنما هو شئ تطرحونه عن رقابكم
قال أخبرنا يزيد بن عمرو ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك ومعن
بن عيسى قالوا حدثنا بن أبي ذئب عن المقبري عن عبد الرحمن بن
مهران مولى أبي هريرة أن أبا هريرة لما حضرته الوفاة قال لا تضربوا
علي فسطاطا ولا تتبعوني بنار وأسرعوا بي إسراعا فإني سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول إذا وضع الرجل الصالح أو المؤمن على سريره
قال قدموني وإذا وضع الكافر أو الفاجر على سريره قال يا ويلتي
أين تذهبون بي
قال أخبرنا معن بن عيسى ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك قالا
حدثنا أبن أبي ذئب عن المقبري عن عبد الرحمن بن مهران أن مروان
جاء يعود أبا هريرة فوجده في غمية فقال عافاك الله فرفع أبو هريرة
338

رأسه وقال اللهم اشدد واجدد فخرج مروان فأدركه إنسان عند أصحاب
القطا فقال قد قضى أبو هريرة
قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا مالك بن أنس عن المقبري
عن أبي هريرة ان مروان دخل عليه في شكوه الذي مات فيه فقال شفاك
الله يا أبا هريرة فقال أبو هريرة اللهم إني أحب لقاءك فأحب لقائي
قال فما بلغ مروان أصحاب القطا حتى مات أبو هريرة
قال أخبرنا سعيد بن منصور قال حدثنا عبد الله بن المبارك عن
عبد الوهاب بن ورد عن سلم بن بشير بن حجل قال بكى أبو هريرة
في مرضه فقيل له ما يبكيك يا أبا هريرة قال أما إني لا أبكي على
دنياكم هذه ولكني أبكي لبعد سفري وقلة زادي أصبحت في صعود
مهبطة على جنة ونار فلا أدري إلى أيهما يسلك بي
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم
التيمي عن أبيه عن أبي سلمة قال دخلت على أبي هريرة وهو يموت
فقال لأهله لا تعمموني ولا تقمصوني كما صنع لرسول الله صلى
الله عليه وسلم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني ثابت بن قيس عن ثابت
بن مسحل قال نزل الناس من العوالي لأبي هريرة وكان الوليد بن عتبة
أمير المدينة فأرسل إليهم لا تدفنوه حتى تؤذنوني ونام بعد الظهر فقال
بن عمر وأبو سعيد الخدري وقد حضرا اخرجوا به فخرجوا به
بعد الظهر فانتهوا به إلى موضع الجنائز وقد دنا أذان العصر فقال القوم
صلوا عليه فقال رسول الوليد لا يصلى عليه حتى يجئ الأمير
فخرج للعصر فصلى بالناس ثم صلى عليه وفي الناس بن عمر وأبو سعيد
الخدري
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا يحيى بن عبد الله بن أبي
339

فروة عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال صلى عليه
الوليد بن عتبة وهو أمير المدينة ومروان بن الحكم يوم شهد أبا هريرة معزولا
من عمل المدينة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن هلال عن أبيه
قال شهدت أبا هريرة يوم مات وأبو سعيد الخدري ومروان يمشيان
أمام الجنازة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن نافع عن أبيه
قال كنت مع بن عمر في جنازة أبي هريرة وهو يمشي أمامها ويكثر
الترحم عليه ويقول كان ممن يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه
وسلم على المسلمين
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عمرو بن عبد الله بن عنبسة
عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان قال لما مات أبو هريرة
كان ولد عثمان يحملون سريره حتى بلغوا البقيع حفظا بما كان من رأيه
في عثمان
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني ثابت بن قيس عن ثابت
بن مسحل قال كتب الوليد بن عتبة إلى معاوية يخبره بموت أبي هريرة
فكتب إليه أنظر من ترك فادفع إلى ورثته عشرة آلاف درهم وأحسن
جوارهم وافعل إليهم معروفا فإنه كان ممن نصر عثمان وكان معه في الدار
فرحمه الله
قال محمد بن عمر وكان أبو هريرة ينزل ذا الحليفة وله دار بالمدينة
تصدق بها على مواليه فباعوها بعد ذلك من عمر بن بزيع
وقد روى أبو هريرة عن أبي بكر وعمر وتوفي سنة تسع وخمسين
في آخر خلافة معاوية بن أبي سفيان وكان له يوم توفي ثمان وسبعون سنة
وهو صلى على عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان
340

سنة ثمان وخمسين وهو صلى على أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه
وسلم في شوال سنة تسع وخمسين وكان الوالي على المدينة الوليد بن
عتبة فركب إلى الغابة وأمر أبا هريرة يصلي بالناس فصلى على أم سلمة
في شوال ثم توفي أبو هريرة بعد ذلك في هذه السنة
أبو الروي الدوسي من الأزد
كان ينزل ذا الحليفة من الأزد وكان عثمانيا وقد روى عن أبي
بكر الصديق ومات قبل وفاة معاوية بن أبي سفيان
سعد بن أبي ذباب الدوسي
قال أخبرنا أنس بن عياض وصفوان بن عيسى قالا حدثنا الحارث
بن عبد الرحمن بن أبي ذباب الدوسي عن أبيه عن سعد بن أبي ذباب
قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت ثم قلت
يا رسول الله اجعل لقومي ما أسلموا عليه من أموالهم قال ففعل رسول الله
صلى الله عليه وسلم واستعملني عليهم ثم استعملني عمر
قال وكان سعد من أهل السراة قال فكلمت قومي في العسل
فقلت لهم زكوه فإنه لا خير في ثمرة تزكى قال وقال صفوان
في مال لا يزكى فقالوا كم ترى قال فقلت العشر قال فأخذت
منهم العشر فأتيت به عمر بن الخطاب وأخبرته بما كان قال فقبضه
عمر فباعه
قال أنس بن عياض في حديثه ثم جعل ثمنه في صدقات المسلمين
341

عبد الله بن بحينة
وبحينة أمه وهي ابنة الأرت وهو الحارث بن المطلب بن عبد
مناف بن قصي وأبو ه مالك بن القشب وهو جندب بن نضلة بن عبد
الله بن رافع بن محضب بن مبشر بن صعب بن دهمان بن نصر بن زهران
بن كعب بن الحارث بن عبد الله بن نصر بن الأزد غضب على قومه بني
محضب في شئ فحلف ألا يجمعه وإياهم منزل فلحق بمكة فحالف
المطلب بن عبد مناف فتزوج بحينة بنت الحارث بن المطلب فولدت له
عبد الله ويكنى أبا محمد وأسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم
قديما وكان ناسكا فاضلا يصوم الدهر وكان ينزل بطن ريم على ثلاثين
ميلا من المدينة ومات به في عمل مروان بن الحكم الاخر على المدينة في
خلافة معاوية بن أبي سفيان
وأخوه لأبيه وأمه
جبير بن مالك
وأمه بحينة بنت الحارث بن عبد المطلب صحب النبي صلى الله
عليه وسلم وقتل يوم اليمامة شهيدا سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر
الصديق
342

ثم أحد لهب
الحارث بن عمير الأزدي
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني ربيعة بن عثمان عن عمر
بن الحكم قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الحارث بن عمير
الأزدي إلى ملك بصرى بكتابه فلما نزل مؤتة عرض له شرحبيل بن عمرو
الغساني فقال أين تريد قال الشام قال لعلك من رسل محمد
قال نعم أنا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر به فأوثق رباطا
ثم قدمه فضرب عنقه صبرا ولم يقتل لرسول الله صلى الله عليه وسلم
رسول غيره وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر فاشتد عليه
وندب الناس وأخبرهم بمقتل الحارث بن عمير ومن قتله فأسرعوا فكان
ذلك سبب خروجهم إلى غزوة مؤتة
ومن قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن حمير
ثم من جهينة بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم
بن الحاف بن قضاعة
عقبة بن عامر بن عبس الجهني ويكنى أبا عمرو
قال أخبرنا موسى بن إسماعيل قال حدثني جرير بن حازم أملا
علي قال بن لهيعة عن معروف بن سويد عن أبي عشانة عن عقبة بن
عامر قال بلغني قدوم النبي صلى الله عليه وسلم وأنا في غنيمة لي فرفضتها
ثم أتيته فقلت يا رسول الله جئت أبايعك فقال بيعة عربية تريد أو
343

بيعة هجرة قال فبايعته وأقمت فقال يوما من كان هنا من معد
فليقم فقام رجال وقمت معهم فقال لي اجلس قال ففعل ذاك
بي مرتين أو ثلاثا فقلت يا رسول الله ألسنا من معد قال لا قلت
ممن نحن قال أنتم من قضاعة بن مالك بن حمير
قال أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا ليث بن سعد
قال حدثني أبو عشانة قال رأيت عقبة بن عامر يصبغ بالسواد وكان
يقول
نغير أعلاها وتأبى أصولها
قال محمد بن عمر شهد عقبة بن عامر صفين مع معاوية وتحول إلى
مصر فنزلها وبنى بها دارا وتوفي في آخر خلافة معاوية بن أبي سفيان
زيد بن خالد الجهني
قال محمد بن عمر يكنى أبا عبد الرحمن وقال غيره يكنى
أبا طلحة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا أسامة بن زيد بن أسلم عن
أبيه ومحمد بن الحجازي الجهني قالا مات زيد بن خالد الجهني بالمدينة
سنة ثمان وسبعين وهو بن خمس وثمانين سنة وقد روى عن أبي بكر
وعمر وعثمان
قال محمد بن سعد سمعت غير محمد بن عمر يقول توفي زيد
بن خالد بالكوفة في آخر خلافة معاوية بن أبي سفيان
344

تميم بن ربيعة بن عوفي
بن جراد بن يربوع بن طحيل بن عدي بن الربعة بن رشدان بن
قيس بن جهينة أسلم وشهد الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبايع تحت الشجرة بيعة الرضوان
رافع بن مكيث بن عمرو
بن جراد بن يربوع بن طحيل بن عدي بن الربعة بن رشدان بن
قيس بن جهينة أسلم وشهد الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبايع تحت الشجرة بيعة الرضوان وكان مع زيد بن حارثة في سرية التي
وجهه فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حسمي وكانت في
جمادى الآخرة سنة ست وبعثه زيد بن حارثة إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم بشيرا على ناقة من إبل القوم فأخذها منه علي بن أبي طالب
في الطريق فردها على القوم وذلك حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليرد عليهم ما أخذ منهم لأنهم قد كانوا قدموا على رسول الله صلى الله
عليه وسلم فأسلموا وكتب لهم كتابا وكان رافع بن مكيث أيضا مع
كرز بن جابر الفهري حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي
الجدر وكان مع عبد الرحمن في سريته إلى دومة الجندل وبعثه بكاتبه
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيرا بما فتح الله عليه ورافع بن
مكيث أحد الأربعة الذين حملوا ألوية جهينة الأربعة التي عقدها لهم رسول
الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وبعثه رسول الله صلى الله
عليه وسلم على صدقات جهينة يصدقهم وكانت له دار بالمدينة ولجهينة
مسجد بالمدينة
345

وأخوه جندب بن مكيث بن عمرو
شهد الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايع تحت الشجرة
بيعة الرضوان وكان مع كرز بن جابر الفهري حين بعثه رسول الله
صلى الله عليه وسلم سرية إلى العرنين الذين أغاروا على لقاح رسول
الله صلى الله عليه وسلم بذي الجدر قال أخبرنا محمد بن عمر
قال حدثني سعيد بن عطاء بن أبي
مروان عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد
أن يغزو مكة بعث جنديا ورافعا ابني مكيث إلى جهينة يأمرهم أن
يحضروا رمضان بالمدينة وبعثهما أيضا حين أراد الخروج إلى تبوك إلى جهينة
يستنفرهم لغزو عدوهم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الله بن عمرو بن زهير
عن محجن بن وهب بن أبي بسرة الجهني عن جندب بن مكيث قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم الوفد لبس أحسن ثيابه وأمر
عليه أصحابه بذلك فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
قدم وفد كندة وعليه حلة يمانية وعلى أبي بكر وعمر مثل ذلك
عبد الله بن بدر بن زيد
بن معاوية بن حسان بن أسعد بن وديعة بن مبذول بن عدي بن غنم
بن الربعة بن رشدان بن قيس بن جهينة وكان اسمه عبد العزى فلما
أسلم غير اسمه فسمي عبد الله وأبو ه بدر بن زيد الذي ذكره العباس
بن مرداس في شعره وكان عبد الله بن بدر مع كرز بن جابر الفهري حين
346

بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى العرنيين الذين أغاروا
على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي الجدر وهو أحد الأربعة
الذين حملوا ألوية جهينة التي عقدها لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوم فتح مكة ونزل عبد الله بن بدر المدينة وله بها دار وكان ينزل أيضا
البادية بالقبلية جبال جهينة وقد روى عن أبي بكر ومات عبد الله بن
بدر في خلافة معاوية بن أبي سفيان
عمرو بن مرة بن عبس
بن مالك بن المحرث بن مازن بن سعد بن مالك بن رفاعة بن نصر
بن غطفان بن قيس بن جهينة أسلم قديما وصحب النبي صلى الله عليه
وسلم وشهد معه المشاهد كلها وكان أول من ألحق قضاعة باليمن فقال في ذلك
بعض البلويين
فلا تهلكوا في لجة قالها عمرو
يعني لجاجة وولده بدمشق
قال أخبرنا سليمان بن حرب قال حدثنا بشر بن السري عن
بن لهيعة عن الربيع بن سبرة عن أبيه عن عمرو بن مرة الجهني قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما من كان من معد فليقم
فقمت فقال أجلس ثم قال من كان من معد فليقم فقمت
فقال أجلس ثم قال من كان من معد فليقم فقمت فقال اجلس
فقلت يا رسول اله ممن نحن فقال أنتم من قضاعة بن مالك
بن حمير
347

سبرة بن معبد الجهني
وهو أبو الربيع بن سبرة الذي روى عنه الزهري وروى الربيع عن أبيه
قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فنهى
عن المتعة وكانت لسبرة دار بالمدينة في جهينة وكان نزل في آخر عمره
ذا المروة فعقبه بها إلى اليوم وتوفي سبرة في خلافة معاوية بن أبي سفيان
معبد بن خالد
وهو أبو زرعة الجني أسلم قديما وكان مع كرز بن جابر الفهري
حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى العرنيين الذين
أغاروا على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي الجدر وهو
أحد الأربعة الذين حملوا ألوية جهينة الأربعة التي عقدها لهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وكان ألزمهم للبادية وقد روى عن
أبي بكر وعمر ومات سنة اثنتين وسبعين وهو بن بضع وثمانين سنة
أبو ضبيس الجهني
أسلم قديما وكان مع كرز بن جابر الفهري حين بعثه رسول الله
صلى الله عليه وسلم سرية إلى العرنيين الذين أغاروا على لقاح رسول
الله صلى الله عليه وسلم بذي الجدر وذلك في شوال سنة ست من الهجرة
وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك الحديبية وبايع تحت
الشجرة بيعة الرضوان وشهد فتح مكة وكان يلزم البادية ومات في آخر
خلافة معاوية بن أبي سفيان
348

كليب الجهني
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا محمد بن مسلم الجوسق
مولى بني مخزوم عن غنيم بن كثير بن كليب الجهني عن أبيه عن جده قال
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته وقد رفع من عرفة
إلى جمع والنار توقد بالمزدلفة وهو يؤمها حتى نزل قريبا منها
سويد بن صخر الجهني
أسلم قديما وكان مع كرز بن جابر الفهري حين بعثه رسول الله
صلى الله عليه وسلم سرية إلى العرنيين الذين أغاروا على لقاح رسول
الله صلى الله عليه وسلم بذي الجدر وذلك في شوال سنة ست من الهجرة
وشهد بعد ذلك الحديبية وبايع تحت الشجرة بيعة الرضوان وهو الأربعة
الذين حملوا ألوية جهينة الأربعة التي عقدها لهم رسول الله صلى الله عليه
وسلم يوم فتح مكة
سنان بن وبر الجهني
وكان حليفا في بني سالم من الأنصار شهد المريسيع مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو الذي نازع جهجاه بن سعد يومئذ الدلو وهما
يسقيان الماء فاختلفا وتنازعا وتناديا بالقبائل فنادى سنان بالأنصار ونادى
جهجاه يا آل قريش فتكلم يومئذ عبد الله بن أبي بن سلول وقال
349

لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل في كلام له
كثير فنما زيد بن أرقم ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكر
ذلك عبد الله بن أبي فنزل القران بتصديق زيد وتكذيب بن أبي الله عز وجل
خالد بن عدي الجهني
أسلم خالد وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه
قال أخبرنا عبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن المقرئ قال حدثنا
سعيد بن أبي أيوب وحياة عن أبي الأسود عن بكير بن عبد الله عن
بشر بن سعيد أخبره عن خالد بن عدي الجهني عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال من جاءه من أخيه معروف من غير مسألة ولا إشراف
نفس فليقبله ولا يرده فإنما هو رزق ساقه الله إليه
أبو عبد الرحمن الجهمي
أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه
قال أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسي قال حدثنا محمد بن إسحاق
عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني عن أبي عبد الرحمن
الجهني قال بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع راكبان
فلما رآهما قال كنديان مذحجيان حتى أتياه فإذا رجلان من مذحج
فدنا أحدهما إليه ليبايعه فلما أخذه بيده قال يا رسول الله أرأيت من رآك
فآمن بك وصدقك واتبعك ماذا له قال طوبى له فمسح على يده
350

فانصرف
قال ثم أقبل الاخر حتى أخذ بيده ليبايعه قال يا رسول الله أرأيت
من آمن بك وصدقك واتبعك ولم يرك ماذا له قال طوبى له ثم طوبى
له قال ثم مسح على يده فانصرف
قال أخبرنا عبد الله بن نمير عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي
حبيب عن مرثد بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الجهني قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم أي راكب غدا إلى يهود فلا تبدؤوهم بالسلام
وإذا سلموا عليكم فقولوا وعليكم
عبد الله بن خبيب الجهني
أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه
قال أخبرنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم الشيباني ومحمد بن إسماعيل
بن أبي فديك المدني عن بن أبي ذئب قال أبو عاصم عن أسيد بن أبي
أسيد وقال بن أبي فديك عن أبي أسيد البراد عن معاذ بن عبد الله بن
خبيب عن أبيه أنه قال خرجنا في ليلة مطر وظلمة نطلب رسول الله
صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا قال فأدركته فقال قل فلم أقل شيئا ثم قال قل فلم أقل
شيئا ثم قال قل قلت يا رسول الله
ما أقول قال قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح
ثلاث مرات كفينك من كل شئ
351

الحارث بن عبد الله الجهني
قال أخبرنا حماد بن عمرو الضبي قال حدثنا زيد بن رفيع عن
معبد الجهني قال بعثني الضحاك بن قيس إلى الحارث بن عبد الله الجهني
بعشرين ألف درهم فقال قل له إن أمير المؤمنين أمرنا أن ننفق عليك
فاستعن بهذه فانطلقت إليه فقلت له أصلحك الله إن الأمير بعثني إليك
بهذه الدراهم وأخبره أمرها فقال من أنت قلت أنا معبد بن عبد
الله بن عويمر فقال نعم وأمرني أن أسألك عن الكلمات التي قال لك
الحبر باليمن يوم كذا وكذا قال نعم بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى اليمن ولو أو من أنه يموت لم أفارقه فانطلقت فأتاني الحبر فقال
إن محمدا قد مات فقلت له متى فقال اليوم فلو أن عندي سلاحا
لقاتلته فلم أمكث إلا يسيرا حتى أتى كتاب من أبي بكر الصديق أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قد مات وبايع الناس لي خليفة من بعده فبايع
من قبلك فقلت إن رجلا أخبرني بهذا من يومه لخليق أن يكون عنده
علم فأرسلت إليه فقلت إن ما قلت كان حقا قال ما كنت لأكذب
فقلت له من أين تعلم ذلك فقال إنه نبي نجده في الكتاب أنه يموت
يوم كذا وكذا قلت وكيف نكون بعده قال تستدير رحاكم إلى
خمس وثلاثين سنة ما زاد يوما
عوسجة بن حرملة بن جذيمة
بن سبرة بن خريج بن مالك بن المحرث بن مازن بن سعد بن مالك
بن رفاعة بن نصر بن عطفان بن قيس بن جهينة
352

قال محمد بن سعد هكذا نسبه لي هشام بن محمد بن سائب الكلبي
وذكر هشام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عقد لعوسجة بن حرملة
على ألف من الناس يوم فتح مكة وأقطعه ذا مر قال ولم أسمع ذلك من
غيره
ابنة الجهني
قال محمد بن سعد أخبرت عن الوليد بن مسلم عن بن لهيعة عن
أبي الزبير عن جابر بن عبد الله عن ابنة الجهني قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم لا يتعاطى السيف مسلولا
بن حديدة الجهني
وكان له صحبة وهو الذي أدركه عمر بن الخطاب فقال أين تريد
قال أردت صلاة العصر فقال أسرع فإنك قد طفقت
رفاعة بن عرادة الجهني
قال بعضهم بن عرابة وابن عرابة أسلم وصحب النبي صلى
الله عليه وسلم
353

ومن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة
رويفع بن ثابت البلوي
وكان ينزل الجناب أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم
وروى عنه
أبو الشموس البلوي
وكان ينزل حبقا أسلم وصحب النبي ص
طلحة بن البراء بن عمير
بن وبرة بن ثعلبة بن غنم بن سري بن سلمة بن أنيف بن جشم
بن تميم بن عوذ مناة بن ناج بن تيم بن أراشة بن عامر بن عبيلة بن قسميل
بن فران بن بلي وله حلف في بني عمرو بن عوف من الأنصار وهو
الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم اللهم ألق طلحة وأنت تضحك
إليه وهو يضحك إليك
قال أخبرني بنسب طلحة وقصته هذه هشام بن محمد بن السائب
الكلبي
354

أبو أمامة بن ثعلبة البلوي
بن عم أبي بردة بن نيار خال البراء بن عازب
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن منيب بن عبد
الله بن أبي أمامة عن أبيه عن جده أن أبا أمامة بن ثعلبة وله صحبة وهو بن
عم أبي بردة بن نيار رئي يغسل يديه من غمر بطين فقيل له ذلك
فقال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتوضأ من الغمر لا
يؤذي بعضنا بعضا
عبد الله بن صفي بن وبرة
بن ثعلبة بن غنم بن سري بن سلمة بن أنيف وهو في بني عمرو
بن عوف وشهد الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايع تحت
الشجرة بيعة الرضوان
قال أخبرني بذلك هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه
ومن بني عذرة بن سعد بن زيد بن ليث بن سود بن
أسلم بن الحاف بن قضاعة
خالد بن عرفطة
بن أبرهة بن سنان بن صيفي بن الهائلة بن عبد الله بن غيلان بن أسلم
بن حزاز بن كاهل بن عذرة وهو حليف لبني زهرة بن كلاب صحب
355

النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه وكان سعد بن أبي وقاص ولاه
القتال يوم القادسية وهو الذي قتل الخوارج يوم النخيلة ونزل الكوفة
وابتنى بها دارا وله بقية وعقب اليوم
جمرة بن النعمان بن هوذة
بن مالك بن سنان بن البياع بن دليم بن عدي بن حزاز بن كاهل
بن عذرة وكان سيد عذرة وهو أول أهل الحجاز قدم على النبي صلى
الله عليه وسلم بصدقة بني عذرة فأقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم
رمية سوطه وحضر فرسه من وادي القرى فلم يزل بوادي القرى واتخذها
منزلا حتى مات
أبو خزامة العذري
كان يسكن الجناب وهي أرض عذرة وبلي أسلم وصحب النبي
صلى الله عليه وسلم وروى عنه
356

ومن الأشعريين وهم بنو الأشعر واسمه نبت بن أدد
بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان
بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان
أبو بردة بن قيس
بن سليم بن حضار بن حرب بن عامر بن عنز بن بكر بن عامر بن
عذر بن وائل بن ناجية بن الجماهر بن الأشعر وهو أخو أبي موسى
الأشعري أسلم وهاجر من بلاد قومه فوافق قدومه المدينة مع من هاجر
من الأشعريين ويقال كانوا خمسين رجلا قدوم أهل السفينتين من أرض
الحبشة وروى أبو بردة بن قيس عن النبي ص
أبو عامر الأشعري
وكان ممن قدم من الأشعريين على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وشهد معه فتح مكة وحنين وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوم حنين في آثار من توجه إلى أوطاس من المشركين من هوازن وعقد
له رسول الله صلى الله عليه وسلم لواء فانتهى إلى عسكرهم فبرز منهم
رجل فقال من يبارز فبرز له أبو عامر فقتله أبو عامر حتى قتل منهم
تسعة مبارزة فلما كان العاشر برز له أبو عامر فضرب أبا عامر فأثبته
فاحتمل وبه رمق واستخلف أبا موسى الأشعري على مكانه وأخبر أبو
عامر أبا موسى أن قاتله صاحب العمامة الصفراء وأوصى أبو عامر إلى أبي
موسى ودفع إليه الراية وقال ادفع قوسي وسلاحي للنبي صلى الله عليه
357

وسلم ومات أبو عامر فقاتلهم أبو موسى حتى فتح الله عليه وقتل قاتل
أبي عامر وجاء بفرسه وسلاحه وتركته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فدفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ابنه ثم قال اللهم اغفر لأبي
عامر واجعله من أعلى أمتي في الجنة
وابنه عامر بن أبي عامر
وقد صحب النبي صلى الله عليه وسلم وغزا معه وروى عنه
أبو مالك الأشعري
أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وغزا معه وروى عنه
قال أخبرنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي قال حدثنا الوليد
بن مسلم قال حدثني يحيى بن عبد العزيز الأزدي عن عبد الله بن نعيم
الأزدي عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب عن أبي موسى الأشعري
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عقد لأبي مالك الأشعري على خيل
الطلب وأمره أن يطلب هوازن حين انهزمت
قال أخبرنا موسى بن إسماعيل عن أبان بن يزيد العطار عن يحيى
بن أبي كثير عن زيد عن أبي سلام عن أبي مالك الأشعري عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال الطهور شطر الايمان
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا أبان قال حدثنا قتادة
عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن أبي مالك الأشعري
358

أنه جمع أصحابه فقال هلم أصلي بكم صلاة أم نسي قال وكان رجلا
من الأشعريين وقال فدعا بجفنة من ماء فغسل يديه ثلاثا تمضمض واستنشق
وغسل وجهه ثلاثا وذراعيه ثلاثا ومسح برأسه وأذنيه وغسل قدميه قال
فصلى الظهر فقرأ فيها بفاتحة الكتاب اثنتين وعشرين تكبيرة
الحارث الأشعري
أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه
قال أخبرنا موسى بن إسماعيل عن أبان عن يحيى بن أبي كثير
عن زيد عن أبي سلام عن الحارث الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بهن وأن يأمر
بني إسرائيل أن يعملوا بهن
ومن الحضارمة وهم من اليمن
العلاء بن الحضرمي
واسم الحضرمي عبد الله بن ضماد بن سلمى بن أكبر من حضرموت
من اليمن وكان حليفا لبني أمية بن عبد شمس بن عبد مناف وأخوه ميمون
بن الحضرمي صاحب البئر التي بأعلى مكة بالأبطح يقال لها بئر ميمون مشهورة
على طريق أهل العراق وكان حفرها في الجاهلية وأسلم العلاء بن الحضرمي
قديما
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي
359

سبرة عن محمد بن يوسف عن السائب بن يزيد بن العلاء بن الحضرمي أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه منصرفه من الجعرانة إلى المنذر
بن ساوى العبدي بالبحرين وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى المنذر بن ساوى معه كتابا يدعوه فيه إلى الاسلام وخلى بين العلاء
بن الحضرمي وبين الصدقة يجتبيها وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم
للعلاء كتابا فيه فرائض الصدقة في الإبل والبقر والغنم والثمار والأموال يصدقهم
على ذلك وأمره أن يأخذ الصدقة من أغنيائهم فيردها على فقرائهم وبعث
رسول الله صلى الله عليه وسلم معه نفرا فيهم أبو هريرة وقال له
استوص به خيرا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن يزيد عن سالم
مولى بني نصر قال سمعت أبا هريرة يقول بعثني رسول الله صلى الله
عليه وسلم مع العلاء بن الحضرمي وأوصاه بي خيرا فلما فصلنا قال لي
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أوصاني بك خيرا فانظر ماذا
تحب قال قلت تجعلني أؤذن لك ولا تسبقني بأمين فأعطاه ذلك
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن موسى بن
عقبة عن الزهري عن عروة عن المسور بن مخرمة
عن عمرو بن عوف حليف بني عامر بن لؤي أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم بعث العلاء بن الحضرمي إلى البحرين ثم عزله عن البحرين
وبعث أبان بن سعد عاملا عليها
قال محمد بن عمر وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كتب
إلى العلاء بن الحضرمي أن يقدم عليه بعشرين رجلا من عبد القيس فقدم
عليهم منهم بعشرين رجلا رأسهم عبد الله بن عوف الأشج واستخلف
العلاء على البحرين المنذر بن ساوى فشكا الوفد العلاء بن الحضرمي فعزله
رسول الله صلى الله عليه وسلم وولى أبان بن سعيد بن العاص وقال له
360

استوص بعبد القيس خيرا وأكرم سراتهم
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن علي
بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى على العلاء بن الحضرمي
قميصا سنبلانيا طويل الكمين فقطعه من عند أطراف أصابعه
قال أخبرنا أنس بن عياض قال حدثني عبد الرحمن بن حميد
بن عبد الرحمن بن عوف قال سمعت عمر بن عبد العزيز سأل السائب
بن زيد ما سمعت في سكنى مكة فقال قال العلاء بن الحضرمي
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاث للمهاجر بعد الصدر
قال أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن صالح
بن كيسان عن عبد الرحمن بن حميد أنه سمع عمر بن عبد العزيز يسأل
السائب بن يزيد فقال السائب سمعت العلاء بن الحضرمي يقول سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث ليال يمكثهن المهاجر
بمكة بعد الصدر
قال ثم رجع الحديث إلى الأول قال فلم يزل أبان بن سعيد عاملا على
البحرين حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتد ربيعة بالبحرين
فأقبل أبان بن سعيد إلى المدينة وترك عمله فأراد أبو بكر الصديق أن يرده إلى
البحرين فأبى وقال لا أعمل لاحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأجمع أبو بكر بعثة العلاء بن الحضرمي فدعاه فقال إني وجدتك من
عمال رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين ولي فرأيت أن أوليك
ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولاك فعليك بتقوى الله
فخرج العلاء بن الحضرمي من المدينة في ستة عشر راكبا معه فرات بن
حيان العجلي دليلا وكتب أبو بكر كتابا للعلاء بن الحضرمي أن ينفر معه
كل من مر به من المسلمين إلى عدوهم فسار العلاء فيمن تبعه منهم حتى
نزل بحصن جواثا فقاتلهم فلم يفلت منهم أحد ثم أتى القطيف وبها جمع
361

من العجم فقاتلهم فأصاب منهم طرفا وانهزموا فانضمت الأعاجم إلى الزارة
فأتاهم العلاء فنزل الخط على ساحل البحر فقاتلهم وحاصرهم إلى أن توفي
أبو بكر رحمه الله وولي عمر بن الخطاب وطلب أهل الزارة الصلح
فصالحهم العلاء ثم عبر العلاء إلى أهل دارين فقاتلهم فقتل المقاتلة وحوى
الذراري وبعث العلاء عرفجة بن هرثمة إلى أسياف فارس فقطع في
السفن فكان أول من فتح جزيرة بأرض فارس واتخذ فيها مسجدا وأغار
على باريخان والأسياف وذلك في سنة أربع عشرة
قال أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف عن أبي إسماعيل
الهمذاني وغيره عن مجالد عن الشعبي قال كتب عمر بن الخطاب
إلى العلاء بن الحضرمي وهو بالبحرين أن سر إلى عتبة بن غزوان فقد وليتك
عمله واعلم أنك تقدم على رجل من المهاجرين الأولين الذين سبقت لهم
من الله الحسنى لم أعرفه الا يكون عفيفا صليبا شديد البأس ولكني ظننت
أنك أغنى عن المسلمين في تلك الناحية منه فاعرف له حقه وقد وليت
قبلك رجلا فمات قبل أن يصل فإن يرد الله أن تلي وليت وإن يرد
الله أن يلي عتبة فالخلق والامر لله رب العالمين واعلم أن أمر الله محفوظ
بحفظه الذي أنزله فانظر الذي خلقت له فاكدح له ودع ما سواه فإن
الدنيا أمد والآخرة أبد فلا يشغلنك شئ مدبر خيره عن شئ
باق شره واهرب إلى الله من سخطه فإن اله يجمع لم نشاء الفضيلة في
حكمه وعمله نسأل الله لنا ولك العون على طاعته والنجاة من عذابه
قال فخرج العلاء بن الحضرمي من البحرين في رهط منهم أبو هريرة
وأبو بكرة وكان يقال لأبي بكرة حين قدم البصرة البحراني وولد له
بالبحرين عبد الله بن أبي بكرة
قال فلما كانوا بلباس قريبا من الصعاب والصعاب من أرض بني
تميم مات العلاء بن الحضرمي فرجع أبو هريرة إلى البحرين وقدم أبو بكرة
362

إلى البصرة فكان أبو هريرة يقول رأيت من العلاء ثلاثة
أشياء لا أزال أحبه أبدا رأيته قطع البحر على فرسه يوم دارين وقدم من
المدينة يريد البحرين فلما كان بالدهناء نفد ماؤهم فدعا الله فنبع لهم من
تحت رملة فارتووا وارتحلوا وأنسي رجل منهم بعض متاعه فرجع
فأخذه ولم يجد الماء وخرجت معه من البحرين إلى صف البصرة فلما كنا
بلياس مات ونحن على غير ماء فأبدى الله لنا سحابة فمطرنا فغسلناه وحفرنا
له بسيوفنا ولم نلحد له ودفناه ومضينا فقال رجل من أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم دفناه ولم نلحد له فرجعنا لنلحد له فلم
نجد موضع قبره وقدم أبو بكرة البصرة بوفاة العلاء بن الحضرمي
شريح الحضرمي
قال أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة قال حدثني عبد الله بن
المبارك عن يونس بن يزيد عن الزهري عن السائب بن يزيد أن شريحا الحضرمي
ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال ذاك رجل لا يتوسد القران
عمرو بن عوف
قال محمد بن عمر هو يمان حليف لبني عامر بن لؤي وأسلم قديما
وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه
363

لبيد بن عقبة
بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل وأمه أم البنين
بنت حذيفة بن ربيعة بن سالم بن معاوية بن ضرار بن ذبيان من بني سلامان
بن سعد هذيم من قضاعة وفي لبيد بن عقبة جاءت رخصة الاطعام لمن
لا يقدر على الصوم فولد لبيد بن عقبة محمود بن لبيد الفقيه ولد في عهد
النبي صلى الله عليه وسلم ومنظور وميمون وأمهم أم منظور بنت محمود
بن مسلمة بن سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث من
الأوس وعثمان وأمية وأمة الرحمن وأمهم أم ولد وكان للبيد بن عقبة
عقب فانقرضوا جميعا فلم يبق منهم أحد
حاجب بن بريدة من أهل رابخ
وهم بنو زعوراء بن جشم إخوة عبد الأشهل بن جشم قتل يوم
اليمامة شهيدا سنة اثنتي عشرة
ومن بني حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو وهو النبيت
البراء بن عازب
بن الحارث بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث
بن الخزرج وأمه حبيبة بنت أبي حبيبة بن الحباب بن أنس بن زيد بن
مالك بن النجار بن الخزرج ويقال بل أمه أم خالد بن ثابت بن سنان
364

بن عبيد بن الأبجر وهو خدرة فولد البراء يزيد وعبيدا ويونس وعازب
ويحيى وأم عبد الله ولم تسم لنا أمهم
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن إسرائيل وأبيه عن أبي إسحاق
قال وأخبرنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق أن البراء
بن عازب كان يكنى أبا عمارة
قالوا وكان عازب قد أسلم أيضا وكانت أمه من بني سليم بن
منصور وكان له من الولد البراء وعبيد وأم عبد الله مبايعة وأمهم
جميعا حبيبة بنت أبي حبيبة بن الحباب
ويقال بل أمهم أم خالد بنت ثابت ولم نسمع لعازب بذكر في شئ
من المغازي وقد سمعنا بحديثه في الرحل الذي اشتراه منه أبو بكر
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق
عن البراء قال اشترى أبو بكر من عازب رحلا بثلاثة عشر درهما فقال
أبو بكر لعازب مر البراء فليحمله إلى رحلي فقال له عازب لا
حتى تحدثنا كيف صنعت أنت ورسول الله صلى الله عليه وسلم حين
خرجتما والمشركون يطلبونكم قال أدلجنا من مكة فأحيينا ليلتنا ويومنا
حتى أظهرنا وقام قائم الظهيرة فرميت ببصري هل أرى من ظل نأوي إليه
فإذا أنا بصخرة فانتهيت إليا فإذا بقية ظل لها فنظرت إلى بقية ظلها
فسويته ثم فرشت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيه فروة ثم قلت
اضطجع يا رسول الله فاضطجع ثم ذهبت أنفض ما حولي هل أرى
من الطلب أحدا فإذا أنا براع يسوق غنمه إلى الصخرة يريد منها مثل
الذي نريد يعني الظل فسألته لمن أنت يا غلام قال لرجل من
قريش فسماه لي فعرفته فقلت وهل في غنمك من لبن قال نعم
قلت هل أنت حالب لي قال نعم قال أمرته فاعتقل شاة من غنمه
ثم أمرته أن ينفض كفيه فقال هكذا فضرب إحدى يديه بالأخرى
365

فحلب لي كثبة من لبن وقد رويت لرسول الله صلى الله عليه وسلم
معي إداوة على فمها خرقة فصببت على اللبن حتى برد أسفله فأتيت رسول
الله صلى الله عليه وسلم فوافقته قد استيقظ فقلت اشرب يا رسول الله
فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رضيت ثم قلت قد
أنى الرحيل يا رسول الله فارتحلنا والقوم يطلبوننا فلم يدركنا أحد منم
غير سراقة بن مالك بن جعشم على فرس له فقلت هذا الطلب قد
لحقنا يا رسول الله فقال لا تحزن إن الله معنا فلما دنا فكان بينه
وبيننا قيد رمحين أو ثلاثة قلت هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله وبكيت
فقال ما يبكيك قلت أما والله ما على نفسي أبكي ولكني أبكي
عليك قال فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اللهم
اكفناه بما شئت قال فساخت به فرسه في الأرض إلى بطنها فوثب عنها
ثم قال يا محمد قد علمت أن هذا عملك فادع الله أن ينجيني مما
أنا فيه فوالله لأعمين على من ورائي من الطلب وهذه كنانتي فخذ
سهما منها فإنك ستمر على إبلي وغنمي بمكان كذا وكذا فخذ منها حاجتك
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حاجة لنا في إبلك ودعا له
رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق راجعا إلى أصحابه ومضى رسول
الله صلى الله عليه وسلم وانا معه حتى قدمنا المدينة ليلا فتنازعه القوم
أيهم ينزل عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أنزل الليلة
على بني النجار أخوال عبد المطلب أكرمهم بذلك وخرج الناس حين
دخلنا المدينة في الطريق وعلى البيوت والغلمان والخدم صارخون جاء محمد
جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء محمد جاء رسول الله فلما
أصبح انطلق فنزل حيث أمر قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يحب أن يوجه نحو الكعبة فأنزل الله قد نرى تقلب وجهك في السماء
فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام
366

فتوجه نحو الكعبة قال وقال السفهاء من الناس ما ولاهم عن
قبلتهم التي كانوا عليها فأنزل الله تعالى قل لله المشرق والمغرب
يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم
قال وصلى مع النبي رجل ثم خرج بعدما صلى فمر على قوم
من الأنصار وهم ركوع في صلاة العصر نحو البيت المقدس فقال هو يشهد
أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه وجه نحو الكعبة
فانحرف القوم حتى وجهوا نحو الكعبة
قال البراء وكان أول من قدم علينا من المهاجرين مصعب بن عمير
أخو بني عبد الدار بن قصي فقلنا له ما فعل رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال هو مكانه وأصحابه على أثري ثم أتى بعده عمرو بن أم
مكتوم أخو بني فهر الأعمى فقلنا له ما فعل من ورائك رسول الله صلى
الله عليه وسلم وأصحابه قال هم أولى على أثري قال ثم أتانا بعده
عمار بن ياسر وسعد بن أبي وقاص و عبد الله بن مسعود وبلال ثم أتانا
بعدهم عمر بن الخطاب في عشرين راكبا ثم أتانا بعدهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأبو بكر معه
قال البراء فلم يقدم علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى
قرأت سورا من المفصل ثم خرجنا نتلقى العير فوجدناهم قد حذروا
قال أخبرنا عبد الله بن نمير قال حدثنا الأعمش عن أبي إسحاق
عن البراء قال استصغرت أنا وابن عمر يوم بدر فلم نشهدها
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا شريك بن عبد الله عن أبي
إسحاق عن البراء بن عازب قال استصغرني رسول الله صلى الله عليه
وسلم أنا وابن عمر فردنا يوم بدر
قال أخبرنا وهب بن جرير بن حازم عن شعبة عن أبي إسحاق
عن البراء قال استصغرنا يوم بدر أنا وابن عمر
367

قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا شعبة قال أخبرنا أبو
إسحاق قال سمعت البراء يقول ما قدم علينا رسول الله صلى الله عليه
وسلم حتى قرأت سبح اسم ربك الاعلى في سور من المفصل
قال أخبرنا الحسن بن يونس قال حدثنا زهير عن أبي إسحاق
عن البراء قال صغرت أنا و عبد الله بن عمر يوم بدر
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق
قال سمعت البراء يقول غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
خمس عشرة غزوة وأنا وعبد الله بن عمر لدة
قال أخبرنا سعيد بن منصور قال حدثنا حديج بن معاوية عن
أبي إسحاق قال سمعت البراء بن عازب يقول غزوت مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم خمس عشرة غزوة
قال أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا ليث بن سعد
قال حدثني صفوان بن سليم عن أبي بسرة عن البراء بن عازب قال
صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية عشر سفرا فلم أره ترك
ركعتين قبل الظهر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الملك بن سليمان عن
صفوان بن سليم عن أبي بسرة الجهني قال سمعت البراء بن عازب
يقول غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثماني عشرة غزوة
ما رأيته ترك ركعتين حين تزيغ الشمس في حضر ولا سفر
قال محمد بن عمر أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم البراء
بن عازب يوم الخندق وهو بن خمس عشرة سنة ولم يجز قبلها
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا يونس بن أبي إسحاق
وشعبة ومالك عن أبي السفر قال رأيت على البراء بن عازب خاتم ذهب
قال محمد بن عمر ونزل البراء الكوفة وتوفي بها أيام مصعب بن
الزبير وله عقب وروى البراء عن أبي بكر
368

وأخوه عبيد بن عازب
بن الحارث بن عدي وهو لامه أيضا فولد عبيد بن عازب لوطا
وسليمان ونويرة وأم زيد وهي عمرة ولم تسم لنا أمهم
وكان عبيد بن عازب أحد العشرة من الأنصار الذين وجههم عمر
بن الخطاب مع عمار بن ياسر الكوفة وله بقية وعقب بالكوفة
أسيد بن ظهير
بن رافع بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج
بن عمرو وهو النبيت وأمه فاطمة بنت بشر بن عدي بن أبي بن غنم
بن عوف من بني قوقل من الخزرج حلفاء في بني عبد الأشهل فولد أسيد
ثابتا ومحمدا وأم كلثوم وأم الحسن وأمهم أمامة بنت خديج بن رافع بن بن
عدي من بني حارثة من الأوس وسعدا وعبد الرحمن وعثمان وأم رافع
وأمهم زينب بنت وبرة بن أوس من بني تميم وعبيد الله وأمه أم ولد
و عبد الله وأمه أم سلمة بنت عبد الله بن أبي معقل بن نهيك بن إساف
وكان أسيد بن ظهير يكنى أبا ثابت وكان من المستصغرين يوم أحد
وشهد الخندق وكان أبو ه ظهير بن رافع من أهل العقبة وله بقية وعقب
عرابة بن أوس
بن قيظي بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث وأمه
شيبة بنت الربيع بن عمرو بن عدي بن زيد بن جشم فولد عرابة سعيدا
369

ولم تسم لنا أمه وشهد أبو ه أوس بن قيظي وأخواه عبد الله وكباثة ابنا
أوس أحدا واستصغر عرابة يوم أحد فرد وأجيز في يوم الخندق
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عمر بن عقبة عن عاصم
بن عمر بن قتادة قال كان عرابة بن أوس سنة يوم أحد أربع عشرة
سنة وخمسة أشهر فرده رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى أن يجيزه
قال محمد بن عمر وعرابة بن أوس هو الذي مدحه الشماخ بن
ضرار الشاعر وكان قدم المدينة فأوقر له راحلته تمرا فقال
رأيت عرابة الأوسي ينمي إلى الخيرات منقطع القرين
إذا ما راية رفعت لمجد تلقاها عرابة باليمين
علبة بن يزيد الحارثي من الأنصار
وهو من المعروفين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
ونظرنا في نسب بني حارثة من الأنصار فلم نجد نسبه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بن أبي سبرة عن قطير
الحارثي واسمه يحيى بن زيد بن عبيد عن حرام بن سعد بن محيصة قال
كان علبة بن زيد الحارثي وذووه أقواما لا مال لهم ولا ثمار فلما جاء
الرطب قالوا يا رسول الله إنه لا تمر لنا ولا ذهب عندنا ولا ورق
وعندنا تمور مما ترسل به إلينا بقيت منك عام الأول فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم فاشتروا بها رطبا بخرصها ففعلوا والقوم يحبون أن
يطعموا عمالهم التمر قال محمد بن عمر هي رخصة من النبي صلى الله عليه وسلم
لهم ومكروه لغيرهم وكان علبة من الفقراء فجعل الناس يتصدقون
370

ولم يكن عنده شئ فتصدق بعرضه وقال قد جعلته حلا فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم قد قبل الله صدقتك وكان علبة أحد البكائين
الذين أتوا رسول الله ص حين أراد أن يخرج إلى تبوك
يسألونه حملانا فقال لا أجد ما أحملكم عليه فتولوا وهم يبكون غما
أن يفوتهم غزوة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عليه
فيهم ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم
عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا أن لا يجدوا ما
ينفقون وكان علبة بن يزيد منهم
مالك وسفيان ابنا ثابت
وهما من النبيت من الأنصار ذكرهما محمد بن عمر في كتابه فيمن
استشهد يوم بئر معونة ولم يذكرهما غيره وطلبنا نسبهما في كتاب
نسب النبيت فلم نجد
ومن بني عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس
يزيد بن حارثة
بن عامر بن مجمع بن العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف
بن عمرو بن عوف وأمه نائلة بنت قيس بن عبدة بن أمية بن زيد بن
مالك بن عوف بن عمرو بن عوف فولد يزيد مجمعا وأمه حبيبة بنت
الجنيد بن كنانة بن قيس بن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن مازن
371

بن الحارث بن قطيعة بن عبس بن بغيض وعبد الرحمن وأمه جميلة
بنت ثابت بن أبي الأفلح بن عصمة بن مالك بن أمة بن ضبيعة بن زيد بن
مالك بن عوف بن عمرو بن عوف أخوه لامه عاصم بن عمر بن الخطاب
وعامر بن يزيد وأمه أم ولد ومات يزيد بن حارثة بالمدينة وله عقب
مجمع بن حارثة
بن عامر بن مجمع بن العطاف بن ضبيعة بن يزيد وأمه نائلة بنت
قيس بن عبدة بن أمية فولد مجمع بن حارثة يحيى وعبيد الله قتلا يوم
الحرة وعبد الله وجميلة وأمهم سلمى بنت ثابت بن الدحداحة بن نعيم
بن غنم بن إياس من بلي
أخبرنا محمد بن عمر وغيره قالوا كان يقال لبني عامر بن العطاف
بن ضبيعة في الجاهلية كسر الذهب لشرفهم في قومهم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني مجمع بن يعقوب عن أبيه
عن مجمع بن حارثة قال كنا بصحبان راجعين من المدينة فرأيت الناس
يركضون وإذا هم يقولون انزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فركضت مع الناس حتى توافينا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
فإذا هو يقرأ إنا فتحنا لك فتحا مبينا فلما نزل بها جبرائيل قال
يهنئك يا رسول الله فلما هنأه جبرائيل هنأه المسلمون
قال محمد بن عمر كان سعد بن عبيد القارئ من بني عمرو بن
عوف إمام مسجد بني عمرو بن عوف فلما قتل بالقادسية اختصم بنو
عمرو بن عوف في الإمامة إلى عمر بن الخطاب وأجمعوا أن يقدموا مجمع
بن حارثة وكان يطعن على مجمع ويغمض عليه لأنه إمام مسجد
372

الضرار فأبى عمر أن يقدمه ثم دعاه بعد ذلك فقال يا مجمع عهدي
بك والناس يقولون ما يقولون فقال يا أمير المؤمنين كنت شابا وكانت
القالة لي سريعة فأما اليوم فقد أبصرت ما أنا فيه وعرفت الأشياء فسأل
عنه عمر فقالوا ما نعلم إلا خيرا ولقد جمع القران وما بقي عليه إلا سور
يسيرة فقدمه عمر فصيره إمامهم في مسجد بني عمرو بن عوف ولا يعلم
مسجدا يتنافس في إمامه مثل مسجد بني عمرو بن عوف ومات مجمع
بالمدينة في خلافة معاوية بن أبي سفيان وليس له عقب
ثابت بن وديعة
بن خذام بن خالد بن ثعلبة بن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف
بن عمرو بن عوف وأمه أمامة بنت بجاد بن عثمان بن عامر بن مجمع بن
العطاف بن ضبيعة بن زيد فولدت ثابت بن وديعة يحيى ومريم وأمهما
وهبة بنت سليمان بن رافع بن سهل بن عدي بن زيد بن أمية بن مازن بن
سعد بن قيس بن الأيهم بن غسان من ساكني رابخ حلفاء بني زعوراء
بن جشم أخي عبد الأشهل بن جشم ودعوتهم في بني الأشهل
وكان ثابت يكنى أبا سعد وكان أبو ه وديعة بن خذام من المنافقين
قال أخبرنا عبد الله بن نمير عن أبي معشر عن سعيد المقبري
عن أبيه عن بن أبي وديعة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اغتسل يوم الجمعة كغسله من
الجنابة ومسح من دهن أو طيب إن كان عنده ولبس أحسن ما عنده من الثياب
ولم يفر بين اثنين وأنصت للامام إذا جاءه غفر له ما بين الجمعتين
قال سعيد فذكرت ذلك لابن حزم فقال أخطأ أبو ك غفر له
ما بين الجمعتين وزيادة أربعة
373

عامر بن ثابت
بن سلمة بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف
وأمه قتيلة بنت مسعود الخطمي الذي قتل عامر بن مجمع بن العطاف
وقتل عامر بن مجمع بن العطاف يوم اليمامة شهيدا سنة اثنتي عشرة وليس
له عقب
عبد الرحمن بن شبل
بن عمرو بن زيد بن نجدة بن مالك بن لوذان بن عمرو بن عوف
وبنو مالك بن لوذان يقال لهم بنو السميعة كان يقال لهم في الجاهلية بنو
الصماء وهي امرأة من مزينة أرضعت أباهم مالك بن لوذان فسماهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم بني السميعة وأم عبد الرحمن بن شبل
أم سعيد بنت عبد الرحمن بن حارثة بن سهل بن حارثة بن قيس بن عامر
بن مالك بن لوذان فولد عبد الرحمن عزيزا ومسعودا وموسى وجميلة
ولم تسم لنا أمهم وروى عبد الرحمن بن شبل عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه نهى عن نقرة الغراب وافترش السبع
عمير بن سعد
بن عبيد بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية بن زيد بن
مالك بن عوف بن عمرو بن عوف وكان أبو ه ممن شهد بدرا وهو سعد
القارئ وهو الذي يروي الكوفيون أنه زيد الذي جمع القرآن على
374

عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل سعد بالقادسية شهيدا وصحب
ابنه عمير بن سعد النبي صلى الله عليه وسلم وولاه عمر بن الخطاب
على حمص
قال أخبرت عن عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن سعيد
بن سويد عن عمير بن سعد أنه كان يقول وهو أمير على المنبر على حمص
وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ألا إن الاسلام حائط منيع
وباب وثيق فحائط الاسلام العدل وبابه الحق فإذا نقض الحائط وحطم
الباب استفتح السلام فلا يزال الاسلام منيعا ما اشتد السلطان وليس
شدة السلطان قتلا بالسيف ولا ضربا بالسوط ولكن قضاء بالحق
وأخذا بالعدل
عمير بن سعيد
وهو بن امرأة الجلاس بن سويد بن الصامت وكان فقيرا لا مال له
وكان يتيما في حجر الجلاس وكان يكفله وينفق عليه
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن هشام
بن عروة عن أبيه أن رجلا من الأنصار يقال له الجلاس بن سويد قال
لبنيه والله لئن كان ما يقول محمد حقا لنحن شئ من الحمير قال
فسمعه غلام يقال له عمير وكان ربيبه والجلاس عمه فقال له أي
عم تب إلى الله وجاء الغلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فأرسل
النبي صلى الله عليه وسلم إليه فجعل يحلف ويقول والله ما قلته يا رسول
الله فقال الغلام يا عم بلى والله ولقد قلته فتب إلى الله ولولا أن ينزل
القران فيجعلني معك ما قلته
375

قال ونزل القران يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة
الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا إلى آخر
الآية
قال ونزلت فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم
الله عذابا أليما فقال قد قلته وقد عرض الله التوبة فأنا أتوب
فقبل ذلك منه وكان له قتيل في الاسلام فوداه رسول الله صلى الله عليه
وسلم فأعطاه ديته فاستغنى بذلك
قال وقد كان هم أن يلحق بالمشركين قال النبي صلى الله
عليه وسلم للغلام وفت أذنك
قال محمد بن عمر وكان هذا الكلام من الجلاس في غزوة تبوك
وكان قد خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك وخرج في
غزوة تبوك ناس كثير من المنافقين لم يخرجوا في غزوة قط أكثر منهم في
غزوة تبوك وتكلموا بالنفاق فقال الجلاس ما قال فرد عليه عمير
بن سعيد قوله وكان معه في هذه الغزاة وقال له عمير ما أحد من الناس
كان أحب إلي منك ولا أعظم علي منة منك وقد سمعت منك مقالة
والله لئن كتمتها لأهلكن ولئن أفشيتها لتفتضحن وإحداهما
أهون علي من الأخرى ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بما
قال الجلاس فلما نزل القرآن اعترف بذنبه وحسنت توبته
ولم ينزع عن خير كان يصنعه إلى عمير بن سعيد وكان ذلك مما عرف
به توبته
376

جدي بن مرة
بن سراقة بن الحباب بن عدي بن الجد بن عجلان من بلي قضاعة
حلفاء بني عمرو بن عوف قتل بخيبر شهيدا طعنه أحدهم بين ثدييه
بالحربة فمات وقتل أبو ه مرة بن سراقة بحنين شهيدا مع رسول الله
ص
أوس بن حبيب
من بني عمرو بن عوف قتل شهيدا قتل على حصن ناعم
أنيف بن وائلة
من بني عمرو بن عوف قتل شهيدا على حصن ناعم بخيبر
عروة بن أسماء بن الصلت السلمي
حليف لبني عمرو بن عوف
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني مصعب بن ثابت عن أبي
الأسود عن عروة قال حرص المشركون يوم بئر معونة بعروة بن الصلت
أن يؤمنوه فأبى وكان ذا خلة لعامر بن الطفيل مع أن قومه من بني سليم
حرصوا على ذلك فأبى وقال لا أقبل لكم أمانا ولا أرغب بنفسي عن
377

مصرع أصحابي ثم تقدم فقاتل حتى قتل شهيدا وذلك في صفر على رأس
ستة وثلاثين شهرا من الهجرة
جزء بن عباس
حليف بني جحجبا بن كلفة من بني عمرو بن عوف قتل يوم
اليمامة شهيدا سنة اثنتي عشرة
ومن بني خطمة بن جشم بن مالك بن الأوس
خزيمة بن ثابت
بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن غيان بن عامر بن خطمة
واسم خطمة عبد الله بن جشم بن مالك بن الأوس وأم خزيمة كبيشة
بنت أوس بن عدي بن أمية بن عامر بن خطمة فولد خزيمة بن ثابت عبد
الله وعبد الرحمن وأمهما جميلة بنت زيد بن خالد بن مالك من بني قوقل
وعمارة بن خزيمة وأمه صفية بنت عامر بن طعمة بن زيد الخطمي وكان
خزيمة بن ثابت وعمير بن عدي بن خرشة يكسران أصنام بني خطمة
وخزيمة بن ثابت هو ذو الشهادتين
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر عن الزهري عن
عمارة بن خزيمة بن ثابت عن عمه وكان من أصحاب النبي صلى الله
عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ابتاع فرسا من رجل من
الاعراب فاستتبعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعطيه ثمنه
فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم المشي وأبطأ الأعرابي فطفق رجال
378

يلقون الأعرابي يساومونه الفرس ولا يشعرون أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قد ابتاعه حتى زاد بعضهم الأعرابي في السوم على ثمن الفرس
الذي ابتاعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما زاده نادى الأعرابي
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن كنت مبتاعا هذا الفرس فابتعه
وإلا بعته فقام النبي صلى الله عليه وسلم حين سمع قول الأعرابي
حتى أتاه الأعرابي فقال صلى الله عليه وسلم ألست قد ابتعته
منك فقال الأعرابي لا والله ما بعتكه فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم بلى قد ابتعته منك فطفق الناس يلوذون بالنبي صلى الله
عليه وسلم وبالأعرابي وهما يتراجعان فطفق الأعرابي يقول هلم
شهيدا يشهد أني بعتك فما جاء من المسلمين قال للاعرابي ويلك إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن ليقول إلا حقا حتى جاء خزيمة
بن ثابت فاستمع تراجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتراجع
الأعرابي فطفق الأعرابي يقول هلم شهيدا يشهد أني بايعتك فقال
خزيمة أنا أشهد أنك قد بايعته فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم
على خزيمة بن ثابت فقال بم تشهد فقال بتصديقك يا رسول الله
فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادة خزيمة شهادة رجلين
قال محمد بن عمر لم يسم لنا أخو خزيمة بن ثابت الذي روى هذا
الحديث وكان له أخوان يقال لأحدهما وحوح ولا عقب له والآخر
عبد الله وله عقب وأمهما أم خزيمة كبيشة بنت أوس بن عدي بن أمية
الخطمي
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عاصم بن سويد عن محمد
بن عمارة بن خزيمة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا خزيمة
بم تشهد ولم تكن معنا قال يا رسول الله أنا
أصدقك بخبر السماء ولا أصدقك بما تقول فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته
379

شهادة رجلين
قال أخبرنا هشيم قال أخبرنا زكريا عن الشعبي وجويبر
عن الضحاك أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل شهادة خزيمة بن ثابت
بشهادة رجلين
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا زكريا قال سمعت
عامرا يقول كان خزيمة بن ثابت الذي أجاز رسول الله صلى الله عليه
وسلم شهادته بشهادة رجلين
قال اشترى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض البيع من رجل
فقال الرجل هلم شهودك على ما تقول فقال خزيمة أنا أشهد لك يا رسول
الله قال وما علمك قال أعلم انك لا تقول إلا حقا قد آمناك
على أفضل من ذلك على ديننا فأجاز شهادته
قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال حدثنا همام بن يحيى
قال حدثنا قتادة أن رجلا طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأنكر النبي صلى الله عليه وسلم فشهد خزيمة بن ثابت أن النبي صلى
الله عليه وسلم صادق عليه وأنه ليس له عليه حق فأجاز رسول الله
صلى الله عليه وسلم شهادته قال فقال له رسول الله صلى الله عليه
وسلم بعد ذلك أشهدتنا قال لا قد عرفت أنك لم تكذب
قال فكانت شهادة خزيمة بعد ذلك تعدل بشهادة رجلين
قال أخبرنا عثمان بن عمر قال أخبرنا يونس بن يزيد عن الزهري
عن بن خزيمة عن عمه خزيمة بن ثابت رأى فيما يرى النائم كأنه يسجد
على جبهة النبي صلى الله عليه وسلم فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم
فاضطجع له وقال صدق رؤياك فسجد على جبهته
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة عن أبي
جعفر الخطمي عن عمارة بن خزيمة بن ثابت أن أباه قال رأيت في المنام
380

كأني أسجد على جبهة النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته بذلك فقال
إن الروح لا تلقى الروح وأقنع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه هكذا
فوضع جبهته على جبهة النبي صلى الله عليه وسلم
قال محمد بن عمر وكانت راية بني خطمة مع خزيمة بن ثابت في
غزوة الفتح وشهد خزيمة بن ثابت صفين مع علي بن أبي طالب عليه
السلام وقتل يومئذ سنة سبع وثلاثين وله عقب وكان يكنى أبا عمارة
عمير بن حبيب
بن حباشة بن جويبر بن عبيد بن غيان بن عامر بن خطمة وأمه
أم عمارة وهي جميلة بنت عمرو بن عبيد بن غيان بن عامر بن خطمة
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة عن أبي
جعفر الخطمي عن أبيه عن جده عمير بن حبيب بن خماشة هكذا قال
عفان في الحديث حماشة أنه قال إن الايمان يزيد وينقص فقيل
له وما زيادته وما نقصانه قال إذا ذكرنا الله وخشيناه فذلك زيادته
وإذا غفلنا ونسينا وضيعنا فذلك نقصانه
قال عفان ثم سمعت حمادا بعد يشك يقول عن عمير بن حبيب
فقلت عن أبيه عن جده قال أحسب أنه عن أبيه عن جده
عمارة بن أوس
بن خالد بن عبيد بن أمية بن عامر بن خطمة وأمه صفية بنت
كعب بن مالك بن غطفان ثم من بني ثعلبة فولد عمارة صالحا يكنى
381

أبا واصل ورجاء وعامرا وأمهم أم ولد وعمرا وزيادا وأم خزيمة وأمهم
أم ولد
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا قيس بن الربيع قال
حدثنا زياد بن علاقة عن عمارة بن أوس الأنصاري قال صلينا إحدى
صلاة العشاء فقام رجل على باب المسجد ونحن في الصلاة فنادى إن الصلاة
قد وجهت نحو الكعبة فحول أو تحوف إمامنا نحو الكعبة والرجال والنساء
والصبيان
ومن بني السلم بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس
عبد الله بن سعد
بن خيثمة بن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط ويقال النحاط
بن كعب بن حارثة بن غنم بن السلم وأمه جميلة بنت أبي عامر الراهب
وهو عبد عمرو بن صيفي بن النعمان بن مالك بن أمية بن ضبيعة بن زيد بن
مالك بن عوف بن عمرو بن عوف من الأوس فولد عبد الله بن سعد عبد
الرحمن وأمهما أمامة بنت عبد الله بن عبد الله بن أبي
بن سلول من بلحبلى بن سالم بن عوف بن الخزرج
قال أخبرنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي ومحمد بن عبد
الله الأسدي قالا حدثنا رباح بن أبي معروف عن المغيرة بن حكيم قال
سألت عبد الله بن سعد بن خيثمة هل شهدت بدرا قال نعم والعقبة
مع أبي رديفا
قال محمد بن سعد فذكرت هذا الحديث لمحمد بن عمر فقال قد
عرفته وهذا وهل ولم يشهد عبد الله بن سعد بدرا ولا أحدا
382

قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرني خيثمة بن محمد بن عبد الله
بن سعد بن خيثمة عن آبائه قالوا شهد عبد الله بن سعد مع النبي صلى
الله عليه وسلم الحديبية وحنينا وكان يوم قبض النبي صلى الله عليه
وسلم دون بن عمر في السن ومات بالمدينة بعد أن اجتمع الناس على
عبد الملك بن مروان
قال محمد بن عمر كأنه يوم شهد الحديبية بن ثماني عشرة سنة
ومن بني وائل بن زيد بن قيس بن عامر بن مرة
بن مالك بن الأوس وولد مرة بن مالك
بن الأوس يقال لهم الجعادرة
محصن بن أبي قيس
بن الأسلت واسم أبي قيس صيفي وكان شاعرا واسم الأسلت
عامر بن جشم بن وائل ولم يكن لمحصن عقب وكان العقب لأخيه عامر
بن أبي قيس انقرضوا فلم يبق منهم أحد وكان أبو قيس قد كاد أن
يسلم وذكر الحنيفية في شعره وذكر صفة النبي صلى الله عليه وسلم
وكان يقال له بيثرب الحنيف
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن عبيدة الربذي
عن محمد بن كعب القرظي قال وأخبرنا بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين
عن أشياخهم قال وحدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال وأخبرنا
عبد الرحمن بن عبد العزيز عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن
حزم قال فكل قد حدثني من حديث أبي قيس بن الأسلت
383

بطائفة فجمعت مما حدثوني من ذلك قالوا لم يكن أحد من الأوس والخزرج
أوصف للحنيفية ولا أكثر مسألة عنها من أبي قيس بن الأسلت وكان قد
سأل من بيثرب من اليهود عن الدين فدعوه إلى اليهودية فكاد يقاربهم
ثم أبى ذلك وخرج إلى الشام إلى آل جفنة فتعرضهم فوصلوه وسأل
الرهبان والأحبار فدعوه إلى دينهم فلم يرده وقال لا أدخل في هذا أبدا
فقال له رابه بالشام أنت تريد دين الحنيفية قال أبو قيس ذلك الذي
أريد فقال الراهب هذا وراءك من حيث خرجت دين إبراهيم فقال
أبو قيس أنا على دين إبراهيم وأنا أدين به حتى أموت عليه ورجع
قيس إلى الحجاز فأقام ثم خرج إلى مكة معتمرا فلقي زيد بن عمرو بن نفيل
فقال له أبو قيس خرجت إلى الشام أسأل عن دين إبراهيم فقيل هو وراءك
فقال له زيد بن عمرو قد استعرضت الشام والجزيرة ويهود يثرب فرأيت
دينهم باطلا وإن الدين دين إبراهيم كان لا يشرك بالله شيئا ويصلي إلى
هذا البيت ولا يأكل ما ذبح لغير الله فكان أبو قيس يقول ليس على
دين إبراهيم إلا أنا وزيد بن عمرو بن نفيل فلما قدم رسول الله صلى
الله عليه وسلم المدينة وقد أسلمت الخزرج وطوائف من الأوس بنو عبد
الأشهل كلها وظفر وحارثة ومعاوية وعمرو بن عوف إلا ما كان من أوس
الله وهم وائل وبنو خطمة وواقف وأمية بن زيد مع أبي قيس بن الأسلت
وكان رأسها وشاعرها وخطيبها وكان يقودهم في الحرب وكان قد كاد
أن يسلم وذكر الحنيفية في شعره وكان يذكر صفة النبي صلى الله
عليه وسلم وما تخبره به يهود وإن مولده بمكة ومهاجره يثرب
فقال بعد أن بعث النبي صلى الله عليه وسلم هذا النبي الذي بقي وهذه
دار هجرته فلما كانت وقعة بعاث شهدها وكان بين قدوم رسول الله
صلى الله عليه وسلم ووقعة بعاث خمس سنين وكان يعرف بيثرب
يقال له الحنيف فقال شعرا يذكر الدين
384

ولو شا ربنا كنا يهودا وما دين اليهود بذي شكول
ولو شا ربنا كنا نصارى مع الرهبان في جبل الجليل
ولكنا خلقنا إذا خلقنا حنيفا ديننا عن كل جيل
نسوق الهدي ترسف مذعنات تكشف عن مناكبها الجلول
فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة قيل له يا أبا
قيس هذا صاحبك الذي كنت تصف قال أجل قد بعث بالحق
وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له إلى ما تدعو فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله
وذكر شرائع الاسلام فقال أبو قيس ما أحسن هذا وأجله أنظر
في أمري ثم أعود إليك وكان يسلم فلقيه عبد الله بن أبي فقال من
أين فقال من عند محمد عرض علي كلاما ما أحسنه وهو الذي كنا
نعرف والذي كانت أخبار يهود تخبرنا به فقال له عبد الله بن أبي
كرهت والله حرب الخزرج قال فغضب أبو قيس وقال والله لا أسلم
سنة ثم انصرف إلى منزله فلم يعد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى مات قبل الحول وذلك في ذي الحجة على رأس عشرة أشهر من الهجرة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بن أبي حبيبة عن داود
بن الحصين عن أشياخهم أنهم كانوا يقولون لقد سمع يوحد
عند الموت
قال أخبرنا محمد بن عمر قال وحدثني موسى بن عبيدة عن محمد
بن كعب القرظي قال كان الرجل إذا توفي عن امرأته كان ابنه أحق
بها أن ينكحها إن شاء إن لم تكن أمه
385