الكتاب: قاموس الرجال
المؤلف: الشيخ محمد تقي التستري
الجزء: ١٠
الوفاة: معاصر
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند الشيعة
تحقيق: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤٢٢
المطبعة: مؤسسة النشر الإسلامي
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة
ردمك: ٩٦٤-٤٧٠-٠٢٨-٧
ملاحظات:

317
قاموس الرجال
تأليف
العلامة المحقق
آية الله العظمى الشيخ محمد تقي التستري (قدس سره)
الجزء العاشر
تحقيق
مؤسسة النشر الاسلامي
التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة
1

شابك 7 - 028 - 470 - 964
ISBN 964 - 470 - 028 - 7
قاموس الرجال
(ج 10)
* المؤلف: العلامة المحقق آية الله العظمى الشيخ محمد تقي التستري (قدس سره)
* الموضوع: الرجال
* تحقيق ونشر: مؤسسة النشر الاسلامي
* الطبعة: الأولى
* عدد الصفحات: 628
* المطبوع: 1000 نسخة
* التاريخ: 1422 ه‍. ق.
* السعر: 2000 تومانا
مؤسسة النشر الاسلامي
التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة
2

بسم الله الرحمن الرحيم
[7425]
محمود بن الربيع
قال: عده الشيخ في رجاله وجمع في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو خزرجي
يكنى أبا نعيم.
أقول: كونه خزرجيا وكون كنيته أبا نعيم كل منهما قول، فقيل: إنه أوسي
وكنيته أبو محمد، كما صرح بذلك في أسد الغابة.
[7426]
محمود بن علي بن الحسن
الحمصي، الرازي، الشيخ الإمام سديد الدين
قال، قال المنتجب: علامة زمانه في الأصولين، ورع ثقة، حضرت مجلس
درسه سنين.
أقول: وفي نجوم ابن طاوس: هو من أواخر من تخلف من العلماء
الموصوفين وأفضل من انتفع بأبوابه عليه أهل العراق من المتكلمين، وكان جدي
ورام (رحمه الله) يرجحه على غيره ويفضل تصنيفه على من لا يجري مجراه من الفضلاء (1).
وفي محجة ابن طاوس: قال جدي ورام: حدثني الحمصي أنه لم يبق في
الإمامية مفت على التحقيق، بل كلهم حاك (2).

(1) فرج المهموم: 79 - 80.
(2) كشف المحجة: 127.
3

[7427]
محمود بن عمرو بن سعد
قال: عده نفر في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
[7428]
محمود بن عمير
قال: عده ابن مندة وأبو نعيم في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم). وحالهما (1) مجهول.
أقول: الأصل فيهما واحد، وليس الواحد أيضا بمتحقق، فالأصل فيه خبر
مجعول متنه، مختلف إسناده؛ متنه: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " إن الله وعدني في
ثلاثمائة من أهلي " فقال أبو بكر للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثلاث مرات: زدنا، فقال عمر في
الثالثة لأبي بكر: حسبك، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " صدق عمر ". وإسناده تارة عن
محمود بن عمرو بن سعد، وأخرى عن محمود بن عمير بن سعد، وثالثة عن أنس،
ورابعة عن عمير.
[7429]
محمود الغفاري
قال: مر في محمد الغفاري.
أقول: ومر تحقيق وهمه.
[7430]
محمود بن مسلمة
الأنصاري
قال: شهد أحدا والخندق واستشهد بخيبر.
أقول: وفي الاستيعاب: ذكر موسى بن عقبة عن ابن شهاب: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
قال في ما زعموا - والله أعلم - يومئذ: " له أجر شهيدين " روى عنه جابر.

(1) أي: حال هذا وسابقه.
4

قلت: قول ابن شهاب: " في ما زعموا " دليل على أن هذا الكلام منه (صلى الله عليه وآله وسلم)
غير ثابت، وإنما نسبوا إليه (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك، لأن الرجل لم يجاهد حتى يقتل، بل قال
محمد بن إسحاق: ألقيت عليه من حصن ناعم رحى فقتلته. وروي عن بريدة قال:
لما كان يوم خيبر أخذ اللواء أبو بكر فرجع ولم يفتح له، فلما كان الغد أخذه عمر
فرجع ولم يفتح له؛ وقتل محمود بن مسلمة (1).
[7431]
المحووج
روى الإكمال عد الأسدي له في من رأى الحجة (عليه السلام) من غير الوكلاء من
فارس (2) وفي نسخة: المحروج.
[7432]
محيصة بن مسعود
الأوسي، الحارثي
قال: عدوه في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
أقول: وفي الاستيعاب: لما أمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بقتل اليهود، فقتل محيصة رجلا
من تجارهم، جعل أخوه حويصة يضربه ويقول: قتلته! أما والله! لرب شحم في
بطنك من ماله، فقال له: لقد أمرني بقتله من لو أمرني بقتلك لضربت عنقك، قال:
الله! لو أمرك بقتلي قتلتني؟! قال: إي والله! قال: إن دينا بلغ بك هذا لعجب؛ فأسلم.
[7433]
مخارق المغني
روى الكافي: أن المأمون أمره فقعد بين يدي الجواد (عليه السلام) وشهق شهقة اجتمع
عليه أهل الدار، وجعل يضرب بعوده ساعة ويغني وأبو جعفر (عليه السلام) لا يلتفت إليه،
ثم رفع إليه رأسه وقال: " اتق الله يا ذا العثنون " فسقط المضراب من يده، فلم ينتفع

(1) أسد الغابة: 4 / 334.
(2) إكمال الدين: 443.
5

بيده إلى أن مات. فسأله المأمون عن حاله، قال: لما صاح بي أبو جعفر (عليه السلام) فزعت
فزعة لا أفيق منها أبدا (1).
وروى الأغاني: أن دعبلا لما قال في إبراهيم بن المهدي عم المأمون:
إن كان إبراهيم مضطلعا بها * فلتصلحن من بعده لمخارق
قال المأمون لدعبل: غفرت لك جميع ما هجوتني به لهذا البيت (2).
[7434]
مختار بن أبي عبيد
الثقفي
قال: روى الكشي عن حمدويه، عن يعقوب، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
المثنى، عن سدير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لا تسبوا المختار، فإنه قتل قتلتنا،
وطلب بثأرنا، وزوج أراملنا، وقسم المال فينا على العسرة.
وعن محمد بن الحسن وعثمان بن حامد، عن محمد بن يزداد، عن محمد بن
الحسين، عن موسى بن يسار، عن عبد الله بن الزبير، عن عبد الله بن شريك قال:
دخلنا على أبي جعفر (عليه السلام) يوم النحر وهو متك وقد أرسل إلى الحلاق، فقعدت بين
يديه إذ دخل عليه شيخ من أهل الكوفة، فتناول يده ليقبلها فمنعه، ثم قال: من
أنت؟ قال: أنا أبو محمد الحكم بن المختار بن أبي عبيد - وكان متباعدا عن
أبي جعفر (عليه السلام) - فمد يده إليه حتى كاد يقعده في حجره بعد منعه يده، ثم قال:
أصلحك الله! إن الناس قد أكثروا في أبي وقالوا، والقول والله قولك. قال: وأي
شيء يقولون؟ قال، يقولون: كذاب! ولا تأمرني بشيء إلا قبلته، فقال: سبحان الله!
أخبرني أبي: والله إن مهر أمي كان مما بعث به المختار، أولم يبن دورنا وقتل قاتلنا
وطلب بدمائنا؟ (رحمه الله)؛ وأخبرني والله أبي: أنه كان ليقيم عند فاطمة بنت علي (عليه السلام)
يمهد لها الفراش ويثني لها الوسائد، ومنها أصاب الحديث؛ رحم الله أباك! رحم
الله أباك! ما ترك لنا حقا عند أحد إلا طلبه، قتل قتلتنا وطلب بدمائنا.

(1) الكافي: 1 / 494 - 495.
(2) الأغاني: 18 / 60.
6

وعن جبرئيل بن أحمد، عن العبيدي، عن علي بن أسباط، عن عبد الرحمن
ابن حماد، عن علي بن حزور، عن الأصبغ قال: رأيت المختار على فخذ
أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يمسح على رأسه ويقول: يا كيس! يا كيس!
وعن إبراهيم بن محمد الجبلي، عن أحمد بن إدريس القمي، عن محمد بن
أحمد، عن الحسن بن علي الكوفي، عن العباس بن عامر، عن سيف بن عميرة،
عن جارود بن المنذر، عن الصادق (عليه السلام) قال: ما امتشطت فينا هاشمية ولا
اختضبت حتى بعث إلينا المختار برؤوس الذين قتلوا الحسين (عليه السلام).
وعن العياشي، عن أبي الحسن علي بن أبي علي الخزاعي، عن خالد بن يزيد
العمري المكي، عن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين، عن عمر بن علي بن
الحسين: أن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: لما أتي برأس عبيد الله بن زياد ورأس عمر
ابن سعد قال: فخر ساجدا وقال: الحمد لله الذي أدرك لي ثأري من أعدائي،
وجزى المختار خيرا.
وعن محمد بن الحسن وعثمان بن حامد، عن محمد بن يزداد، عن محمد بن
الحسين، عن عبد الله بن المزخرف، عن حبيب الخثعمي، عن الصادق (عليه السلام) كان
المختار يكذب على علي بن الحسين (عليه السلام).
وعن جبرئيل بن أحمد، عن العبيدي، عن محمد بن عمرو، عن يونس بن
يعقوب، عن أبي جعفر (عليه السلام) كتب المختار بن أبي عبيد إلى علي بن الحسين (عليهما السلام)
وبعث إليه بهدايا من العراق، فلما وقفوا على باب علي (عليه السلام) دخل الآذن ليستأذن
لهم، فخرج إليهم رسوله فقال: " أميطوا عن بابي فإني لا أقبل هدايا الكاذبين ولا
أقرء كتبهم " فمحوا العنوان وكتبوا: " المهدي محمد بن علي " فقال أبو جعفر (عليه السلام):
" والله! لقد كتب إليه بكتاب ما أعطاه فيه شيئا إنما كتب إليه: " يا بن خير من طشى
ومشى " فقال أبو بصير: فقلت لأبي جعفر (عليه السلام): أما المشي، فإني أعرفه فأي شيء
الطشي؟ فقال أبو جعفر (عليه السلام): الحياة.
وعن العياشي، عن ابن أبي علي الخزاعي، عن خالد بن زيد العمري، عن
7

الحسن بن زيد، عن عمر بن علي أن المختار أرسل إلى علي بن الحسين (عليهما السلام)
بعشرين ألف دينار، فقبلها وبنى بها دار عقيل بن أبي طالب ودارهم التي هدمت؛
قال: ثم إنه بعث إليه بأربعين ألف دينار بعد ما أظهر الكلام الذي أظهره، فردها
ولم يقبلها.
قال الكشي: والمختار هو الذي دعا الناس إلى محمد بن علي بن أبي طالب
- ابن الحنفية - وسموا الكيسانية وهم المختارية، وكان لقبه كيسان، ولقب بكيسان
لصاحب شرطته المكنى أبا عمرة وكان اسمه " كيسان " وقيل: إنه سمي كيسان
بكيسان مولى علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو الذي حمله على الطلب بدم
الحسين (عليه السلام) ودله على قتلته، وكان صاحب سره والغالب على أمره، وكان لا يبلغه
شيء عن رجل من أعداء الحسين (عليه السلام) أنه في دار أو موضع إلا قصده وهدم الدار
بأسرها وقتل كل من فيها من ذي روح، وكل دار بالكوفة خراب فهي مما هدمها؛
وأهل الكوفة يضربون به المثل، فإذا افتقر بها إنسان قالوا: " دخل أبو عمرة بيته "
قال فيه الشاعر:
إبليس بما فيه خير من أبي عمرة * يغويك ويطغيك ولا يعطيك كسرة (1)
ومر - في محمد بن مقلاص - خبر الكشي: " وكان أبو عبد الله الحسين بن
علي (عليه السلام) قد ابتلي بالمختار ".
وعن مختصر البصائر: بعث المختار إلى علي بن الحسين (عليه السلام) بمائة ألف
درهم فكره أن يقبلها منه وخاف أن يردها، فتركها في بيت، فلما قتل المختار كتب
إلى عبد الملك يخبره بها فكتب إليه " خذها طيبة هنيئة " فكان علي (عليه السلام) يلعن
المختار ويقول: كذب على الله وعلينا، لأن المختار يزعم أنه يوحى إليه (2).
وعن التهذيب، عن الصادق (عليه السلام): إذا كان يوم القيامة مر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بشفير
النار وأمير المؤمنين والحسن والحسين (عليهم السلام) فيصيح صائح من النار: يا رسول الله
أغثني - ثلاثا - فلا يجيبه، فينادي: يا أمير المؤمنين - ثلاثا - أغثني، فلا يجيبه،

(1) الكشي: 125 - 128.
(2) لم نعثر عليه في المختصر.
8

فينادي، يا حسين - أغثني - ثلاثا - أنا قاتل أعدائك، فيقول له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " قد
احتج عليك " قال: فينقض عليه كأنه عقاب كاسر فيخرجه من النار؛ فقلت لأبي
عبد الله (عليه السلام): ومن هذا جعلت فداك؟ قال: المختار، قلت: ولم عذب بالنار وقد فعل
ما فعل؟ قال: إنه كان في قلبه منهما شيء، والذي بعث محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) بالحق! لو أن
جبرئيل وميكائيل كان في قلبهما شيء لأكبهما الله في النار على وجوههما (1).
ورواه المنتخب، لكن قال بدل قوله: " إنه كان في قلبه منهما شيء... الخ ": إن
المختار كان يحب السلطنة وكان يحب الدنيا وزينتها وزخرفها، وأن حب الدنيا
رأس كل خطيئة، لأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: والذي بعثني بالحق نبيا! لو أن جبرئيل
وميكائيل كان في قلبهما ذرة من حب الدنيا لأكبهما الله على وجههما في النار (2).
وعن المجالس، عن المنهال بن عمرو: لما قطع المختار يدي حرملة ورجليه
وأحرقه بالنار، قلت: سبحان الله! فقال لي: يا منهال إن التسبيح حسن ففيم
سبحت؟ قلت: دخلت في سفري هذا منصرفي من مكة على علي بن الحسين (عليهما السلام)
فقال: ما فعل حرملة؟ قلت: تركته حيا بالكوفة، فرفع يديه جميعا وقال: " اللهم
أذقه حر الحديد اللهم أذقه حر النار " فقال لي المختار: أسمعت علي بن
الحسين (عليهما السلام) يقول هذا؟ فقلت: والله! لقد سمعته يقول هذا، فنزل عن دابته وصلى
ركعتين فأطال السجود، ثم قام فركب وقد احترق حرملة؛ وركبت معه وسرنا
فحاذيت داري، فقلت: أيها الأمير! إن رأيت أن تشرفني وتكرمني وتنزل عندي
وتحرم بطعامي، فقال: تعلمني أن علي بن الحسين (عليهما السلام) دعا بأربع دعوات فأجابه
الله على يدي، ثم تأمرني أن آكل! هذا يوم صوم شكرا لله على ما عملته بتوفيقه (3).
وعن رسالة ابن نما: بعث المختار برأس ابن زياد إلى السجاد (عليه السلام) فأدخل
عليه وهو يتغذى، فقال (عليه السلام): أدخلت على ابن زياد وهو يتغذى ورأس أبي بين

(1) التهذيب: 1 / 466، وما فيه أخصر مما حكي عنه في المتن، نعم أورد ابن إدريس مثله في
المستطرفات، راجع السرائر: 3 / 566.
(2) المنتخب للطريحي: 156.
(3) أمالي الطوسي: 1 / 244.
9

يديه، فقلت: " اللهم لا تمتني حتى تريني رأس ابن زياد وأنا أتغذى " فالحمد لله
أجاب دعوتي (1).
وفي إعلام الورى: حبس عبيد الله ميثما وحبس معه المختار، فقال ميثم
للمختار: إنك تفلت وتخرج ثائرا بدم الحسين (عليه السلام) فتقتل هذا الذي يقتلنا، فلما هم
عبيد الله بالمختار ليقتله طلع بريد بكتاب يزيد بتخليته (2).
أقول: وفي فرق النوبختي: فرقة قالت بإمامة محمد بن الحنفية لأنه كان
صاحب راية أبيه يوم البصرة دون أخويه، فسموا " الكيسانية " وإنما سموا بذلك،
لأن المختار كان رئيسهم وكان يلقب " كيسان " وهو الذي طلب بدم الحسين (عليه السلام)
وادعى أن محمدا أمره بذلك وأنه الإمام بعد أبيه؛ وإنما لقب المختار " كيسان " لأن
صاحب شرطته المكنى " بأبي عمرة " كان اسمه " كيسان " وكان أفرط في القول
والفعل والقتل من المختار جدا، وكان يقول: إن محمد بن الحنفية وصي علي (عليه السلام)
وأنه الإمام وأن المختار قيمه، ويكفر من تقدم عليا (عليه السلام) ويكفر أهل صفين
والجمل، وكان يزعم أن جبرئيل يأتي المختار بالوحي فيخبره ولا يراه. وروى
بعضهم أنه سمي بكيسان مولى علي (عليه السلام) وهو الذي حمله على الطلب بدم
الحسين (عليه السلام) ودله على قتلته، وكان صاحب سره والغالب على أمره (3).
وفي المروج: أتى مصعب بحرم المختار فدعاهن إلى البراءة منه، ففعلن إلا
حرمتين له، إحداهما: بنت سمرة بن جندب، والثانية: ابنة النعمان بن بشير، قالتا: كيف
نتبرء من رجل يقول: ربي الله، كان صائما نهاره قائما ليله، قد بذل دمه لله ورسوله
في طلب قتلة ابن بنت الرسول وشيعته، فأمكنه الله منهم حتى شفى النفوس؟ (4)
وفي الطبري: وتجرد المختار لقتلة الحسين (عليه السلام) فقال: مامن ديننا ترك قوم
قتلوا الحسين (عليه السلام) يمشون أحياءا في الدنيا آمنين! بئس ناصر آل محمد! أنا إذن

(1) رسالة " ذوب الغضار في شرح أخذ الثار " أوردها العلامة المجلسي (قدس سره) في بحارالأنوار،
راجع ج 45 ص 386.
(2) إعلام الورى: 176.
(3) فرق الشيعة: 23.
(4) مروج الذهب: 3 / 99.
10

الكذاب كما سموني، فإني أستعين بالله عليهم؛ الحمد لله الذي جعلني سيفا ضربهم
به ورمحا طعنهم به، وطالب وترهم والقائم بحقهم؛ إنه كان حقا على الله أن يقتل
من قتلهم وأن يذل من جهل حقهم؛ وقال: اطلبوا لي قتلة الحسين (عليه السلام) فإنه لا
يسوغ لي الطعام والشراب حتى أطهر الأرض منهم. وقال لجمع من قتلته: قتلتم
من أمرتم بالصلاة عليه في الصلاة؟! ولما قتل عمر بن سعد وابنه حفصا قال: هذا
بالحسين وهذا بعلي بن الحسين ولا سواء، والله! لو قتلت ثلاثة أرباع قريش
ما وفوا أنملة من أنامله (1).
وفي أنساب البلاذري: وقد روي عن ابن عباس: أنه ذكر عنده المختار،
فقال: صلى عليه الكرام الكاتبون (2).
وروى الطبري أيضا: أنه دعا الناس بعد استيلائه على الكوفة إلى بيعته وقال:
ما بايعتم بعد بيعة علي وآل علي (عليهم السلام) أهدى منها (3).
وروى أيضا: أن المخالفين لما أرادوا خلعه قال شبث في ما طعن عليه:
وأظهر هو وسبائيته البراءة من أسلافنا الصالحين (4).
وكان مسلم بن عقيل نزل أولا في وروده الكوفة عليه، فدعا الناس إلى بيعته،
وخرج إلى القرى لأخذ البيعة؛ وجعل مسلم بينه وبين المختار ميعادا لخروجه،
وإنما خرج مسلم قبل ميعاده لأخذ ابن زياد هانيا وحبسه؛ فرجع المختار في
ميعاده وقد كان مسلم قتل فأخذه ابن زياد وحبسه.
قال الطبري، قال له ابن زياد: أنت المقبل في الجموع لتنصر ابن عقيل؟ فقال:
لم أفعل، ولكني أقبلت ونزلت تحت راية عمرو بن حريث وبت معه وأصبحت،
فقال عمرو بن حريث: صدق؛ فرفع عبيد الله القضيب فاعترض به وجه المختار
فخبط به عينه فشترها وقال: أولى لك! أما والله! لولا شهادة عمرو لك لضربت

(1) تاريخ الطبري: 6 / 57، 61.
(2) أنساب الاشراف 6: 446 (طبعة دارالفكر - بيروت -).
(3) تاريخ الطبري: 6 / 32.
(4) تاريخ الطبري: 6 / 44.
11

عنقك، انطلقوا به إلى السجن؛ فلم يزل في السجن حتى قتل الحسين (عليه السلام) (1).
وروى الطبري عن ابن العرق مولى ثقيف: أنه سأل المختار عن شتر عينه،
فقال: خبط عيني ابن الزانية بالقضيب خبطة صارت إلى ما ترى، قتلني الله إن لم
أقطع أنامله وأباجله وأعضاءه إربا إربا! فقلت: ما علمك بذلك؟ فقال: احفظه عني
حتى ترى مصداقه؛ إن الفتنة قد أرعدت وأبرقت وكأن قد انبعثت فوطئت في
خطامها، فإذا رأيت ذلك وسمعت به بمكان قد ظهرت فيه فقيل: إن المختار في
عصابة من المسلمين يطلب بدم المظلوم الشهيد المقتول بالطف سيد المسلمين
وابن سيدهم الحسين بن علي؛ فوربك! لأقتلن بقتله عدة القتلى التي قتلت على دم
يحيى بن زكريا (عليه السلام). فقلت له: سبحان الله! وهذه أعجوبة مع [الأحدوثة] (2) الأولى؛
فقال: هو ما أقول لك، فاحفظه عني حتى ترى مصداقه. قال: فوالله ما مت حتى
رأيت كل ما قاله، فوالله لئن كان ذلك من علم ألقي إليه لقد أثبت له، ولئن كان ذلك
رأيا رآه وشيئا تمناه لقد كان. قال ابن العرق: فحدثت بهذا الحديث الحجاج
فضحك الحجاج وقال: وكان المختار يقول أيضا: " ورافعة ذيلها وداعية ويلها
بدجلة أو حولها " قال ابن العرق: فقلت للحجاج أترى هذا كان شيئا كان يخترعه
وتخرصا يتخرصه؟ (3) فقال: والله ما أدري ما هذا الذي تسألني عنه، ولكن لله دره!
أي رجل دنيا (4) ومسعر حرب ومقارع أعداء كان (5).
وأقول: إن الحجاج علم أن ما أخبر به المختار مما بلغه عن أمير المؤمنين (عليه السلام)
إلا أنه لم يكن يقر بمثله، وأما عجبه من المختار وعجبه به مع اختلافهما في أهل
البيت (عليهم السلام) فلكون كل منهما من ثقيف ولعداوة كليهما مع ابن الزبير، وقالوا: عدو
العدو صديق.
وروى الطبري أيضا: أن المختار لما كان في حبس ابن طلحة من قبل ابن

(1) تاريخ الطبري: 5 / 570.
(2) من المصدر.
(3) في المصدر زيادة: أم هو من علم كان أوتيه.
(4) كذا، وفي المصدر: دينا.
(5) تاريخ الطبري: 5 / 571 - 573.
12

الزبير بالكوفة كان كرارا يقول: أما ورب البحار! لأقتلن كل جبار حتى إذا أقمت
عمود الدين ورأبت شعب صدع المسلمين وشفيت غليل صدور المؤمنين
وأدركت بثأر النبيين لم يكبر علي زوال الدنيا ولم أحفل بالموت إذا أتى (1).
وكان عبد الله بن يزيد وإبراهيم بن محمد بن طلحة - وكانا على الكوفة من
قبل ابن الزبير - حبساه فشفع فيه ابن عمر فأطلقاه وحلفاه ألا يخرج عليهما، فإن
فعل فعليه ألف بدنة ينحرها عند الكعبة ومماليكه أحرار؛ فقال بعد خلاصه لثقاته:
ما أحمقهم يرون أني أفي لهم! إذا حلفت على يمين فرأيت خيرا منها أكفر،
وخروجي عليهم خير من كفي (2).
وفي الطبري: أن عمر بن سعد كان قال لعبد الله بن جعدة بن هبيرة - وكان أكرم
الخلق على المختار لقرابته بعلي (عليه السلام) - لا آمن هذا الرجل فخذ لي منه أمانا، ففعل،
وكان أمانه: أنه آمن على نفسه وماله وأهل بيته وولده، لا يؤاخذ بحدث كان منه
قديما ما سمع وأطاع ولزم رحله وأهله ومصره، فمن لقي عمر بن سعد فلا يعرض
له إلا بخير؛ وجعل المختار على نفسه ليفين له بأمانه إلا أن يحدث حدثا. قال:
فكان أبو جعفر محمد بن علي يقول: أمان المختار لعمر بن سعد " إلا أن يحدث
حدثا " فإنه كان يريد به إذا دخل الخلاء فأحدث (3).
وفي أنساب البلاذري: حلف ابن زياد ليقتلن المختار، فسمع ذلك أسماء بن
خارجة وعروة بن المغيرة، فدخلا عليه وأخبراه وقالا: أوصنا في مالك، فقال:
كذب والله ابن مرجانة الزانية! والله لأقتلنه ولأضعن رجلي على خده! فنهضا
مستحمقين له وبكرا إلى ابن زياد، فإذا زائدة بن قدامة الثقفي قد دخل عليه بكتاب
من يزيد يعلمه أن عبد الله بن عمر كتب إليه فيه (إلى أن قال) فقال للمختار: قد
أجلتك ثلاثا فلا تساكني؛ ففكت قيوده بالعذيب (4).

(1) تاريخ الطبري: 5 / 581.
(2) تاريخ الطبري: 6 / 8.
(3) تاريخ الطبري: 6 / 60.
(4) أنساب الأشراف: 5 / 413 (طبعة دارالفكر - بيروت -).
13

وفي الأغاني والطبري: دعا زياد المختار في الشهود على حجر فراغ (1). وفي
شرح ابن أبي الحديد: روى الأعمش عن إبراهيم التيمي قال: قال علي (عليه السلام)
لشريح - وقد قضى قضية نقم عليه أمرها -: " والله لأنفينك إلى بانقيا شهرين تقضي
بين اليهود " ثم قتل (عليه السلام) ومضى دهر، فلما قام المختار قال لشريح: ما قال لك
أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم كذا؟ قال: إنه قال كذا، قال: فلا والله! لا تقعد حتى تخرج
إلى بانقيا تقضي بين اليهود؛ فسيره إليها، فقضى بين اليهود شهرين (2).
وحيث إن الأئمة (عليهم السلام) كانوا يذمون شيعة لهم لم يكونوا أهل إمارة تقية
- كزرارة ومحمد بن مسلم وأضرابهما - ففي مثل المختار الذي نال الإمارة
باسمهم (عليهم السلام) وفعل بأعدائهم ما فعل لأجلهم كان ذمه تقية واجبا، لاسيما من
السجاد (عليه السلام) لعلمه بدولة المروانية؛ ففي ذيل الطبري: بعث المختار إلى علي بن
الحسين (عليه السلام) بمائة ألف، فكره أن يقبلها وخاف أن يردها فاحتبسها عنده، فلما
قتل المختار كتب إلى عبد الملك: " إن المختار بعث إلي بمائة ألف فكرهت أن
أردها وكرهت أن آخذها، وهي عندي، فابعث من يقبضها " فكتب إليه عبد الملك:
يا ابن عم! خذها فقد طيبتها لك (3).
وأما قولهم بكيسانيته فغير معقول، لأنه مذهب حدث بعد المختار وبعد محمد
ابن الحنفية، بل لا يمكن قوله بإمامة محمد وقد قتل في حياة محمد ولم يكن
محمد مدعيا للإمامة؛ وإن صح أنه ادعاها يوما بعد الحسين (عليه السلام) كما في خبر
تضمن ذاك الخبر أنه تاب وأناب.
وقد تضمن خبر الكشي - السابع - أنه لم يكن معتقدا بإمامة محمد، فتضمن
أن الباقر (عليه السلام) قال: كتب المختار إلى محمد كتابا ما أعطاه شيئا، لأنه كتب إليه: يا
ابن خير من مشى وطشى.
وقد روى مضمونه الطبري فقال، قال المختار: يا معشر الشيعة! إن نفرا منكم

(1) الأغاني: 16 / 10، وتاريخ الطبري: 5 / 270.
(2) شرح نهج البلاغة: 4 / 98.
(3) ذيول الطبري: 630.
14

أحبوا أن يعلموا مصداق ما جئت به، فرحلوا إلى إمام الهدى والنجيب المرتضى
ابن خير من مشى وطشى حاشا النبي المجتبى، فسألوه عما قدمت به عليكم،
فنبأهم أني وزيره وظهيره ورسوله وخليله، وأمركم باتباعي وطاعتي في ما
دعوتكم إليه من قتال المحلين والطلب بدماء أهل بيت نبيكم المصطفين (1).
وبالجملة: حيث إن السجاد (عليه السلام) لم يكن تكليفه من الله تعالى الطلب بدم أبيه
جعل المختار مرجعه في الطلب بدم الحسين (عليه السلام) أخاه، حيث إنه كان أكبر ولد
أمير المؤمنين (عليه السلام) يومئذ.
هذا، وللمصنف خبطات لم نتعرض لأكثرها، ومنها: نقله خبرا الأصل فيه
التفسير الموضوع المفترى على العسكري (عليه السلام) المتضمن: أن الحجاج أراد قتله
ثلاث مرات، وفي كل مرة يرد كتاب عبد الملك عليه بتخليته - مع ذكر منكرات
أخر - (2) فإن مصعبا قتل المختار قبل استيلاء عبد الملك على العراق وجعله
الحجاج واليا، وإنما أمر الحجاج بنزع كف المختار عن باب القصر ودفنه، وقد كان
مصعب نصبه على باب القصر بمسمار؛ وإنما كان عبيد الله حبسه بعد قضية مسلم
وأراد قتله، فورد كتاب يزيد بشفاعة ابن عمر - الذي كان أخت المختار تحته -
إليه على عبيد الله بتخليته، كما مر. وبالجملة: كون ما ذكر في الخبر موضوعا واضح
مقطوع.
هذا، ولما كان في أول أمره مع ابن الزبير كان ابن الزبير يقول - كما في أنساب
البلاذري -: ما أبالي إذا قاتل معي المختار من لقيت، فإني لم أر أشجع منه قط.
وفيه أيضا: قال المختار لما كان مع ابن الزبير في قتاله مع جند يزيد: " يا بني
الكرارين يا حماة الحقايق قاتلوا " فقتل من أهل الشام بشر كثير، فقال بعض
الشعراء:
لقد ضرب المختار ضربة حازم * أزالت يزيد عن حشاياه ضارطا (3)

(1) تاريخ الطبري: 6 / 14.
(2) تفسير العسكري: 547 - 552.
(3) أنساب الأشراف 5 / 360 و 361. (طبعة دارالفكر - بيروت -).
15

هذا، وتحريفات أخبار الكشي لا تخفى، ومنها: خبره السابع، والظاهر
كونه خلطا بين خبرين: خبر يونس بن يعقوب عن الباقر (عليه السلام) وخبر أبي بصير
عن الباقر (عليه السلام) بدليل أن في سنده " يونس عنه (عليه السلام) " وفي متنه: " قال أبو بصير
له (عليه السلام) ".
[7435]
المختار بن بلال
بن مختار بن أبي عبيدة
قال: عده الشيخ في رجاله في من لم يرو عن الأئمة (عليهم السلام) قائلا: روى عن
فتح بن يزيد الجرجاني، روى عنه الصفار.
أقول: طريق الشيخ في الفهرست إلى فتح بن يزيد - المتقدم - أيضا " عن
الصفار، عن هذا، عنه " كما قال في الرجال هنا. لكن عرفت ثمة أنه وهم، فكيف
يمكن عادة أن يروي الصفار عن ابن ابن المختار بن أبي عبيد الثقفي المعروف؟
وإنما يروي عن عبد الله بن الحسن العلوي، عن المختار بن محمد بن المختار
الهمداني، كما في أبواب أدنى معرفة الكافي (1) وآخر من معاني أسمائه (2) وجوامع
توحيده (3) ومشيئته (4) ووقوع ولد متعته (5) وقود رجال التهذيب (6). وقوله: " أبي عبيدة "
تصحيف، فالمختار المعروف ابن " أبي عبيد ".
[7436]
المختار بن محمد بن المختار
الهمداني
مر في سابقه، وفي فتح بن يزيد، المتقدم.

(1) الكافي: 1 / 86.
(2) الكافي: 1 / 118.
(3) الكافي: 1 / 137.
(4) الكافي: 1 / 151.
(5) الكافي: 5 / 464.
(6) التهذيب: 10 / 192.
16

[7437]
المختار بن زياد
العبدي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الجواد (عليه السلام) قائلا: " بصري ثقة " ونقل
الجامع رواية أحمد بن الحسن عنه، وروايته عن حماد بن عيسى.
أقول: في مواليد الكافي (1) وزيادات زكاة التهذيب (2).
[7438]
المختار بن المسيح
الثقفي
عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام). وفي بينتين متقابلتين من
التهذيب " المختار، عن الصادق (عليه السلام) " (3) يحتمله ويحتمل " المختار بن عمارة
الطائي " الذي عده في أصحاب الصادق (عليه السلام) أيضا. وقد غفل المصنف عن هذا.
[7439]
مخرش
الخزاعي، الكعبي
قال: عده بعض في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو مجهول.
أقول: بل أصله غير معلوم، فقد جعله بعضهم " محرش " بالمهملة.
[7440]
مخرمة بن نوفل
ابن عم سعد
في أسد الغابة: كان من المؤلفة، وهو أحد من أقام أنصاب الحرم في خلافة
عمر... الخ. ومن الغريب! أنه قال: وحسن إسلامه، مع أنه روى عن عائشة: أن

(1) الكافي: 1 / 387.
(2) التهذيب: 4 / 92.
(3) التهذيب: 6 / 239.
17

مخرمة جاء فلما سمع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) صوته قال: " بئس أخو العشيرة " فلما جاء
أدناه، فقلت له: قلت فيه ما قلت ثم ألنت له القول؟ فقال: يا عائشة إن من شر
الناس من تركه الناس اتقاء فحشه.
[7441]
المخزومي
قال: هو " زياد بن مروان " المتقدم.
أقول: هو غلط موضوعا وحكما، أما الأول: فلأنه محل مثله الألقاب، لا هنا.
وأما الثاني: فقد مر أن المخزومي هو " عبد الله بن الحارث " المتقدم.
[7442]
مخلد بن موسى
أبو القاسم، الرازي
قال: روى الكليني والشيخ تارة: عن أحمد بن محمد بن عيسى، عنه.
وأخرى: عن محمد بن أحمد بن عيسى، عنه.
أقول: ما قاله خلط وخبط! وإنما خبر واحد رواه قطع تلبية الكافي وزيارة
بيت التهذيب عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عنه (1) ورواه طواف نساء
الاستبصار عن أحمد بن محمد بن عيسى، عنه (2). والصحيح الأول وهو " محمد بن
أحمد بن يحيى " لا " محمد بن أحمد بن عيسى " كما قال.
هذا ما نسبه الجامع إلى الاستبصار والكافي. والذي وجدت في الأول " أحمد
ابن محمد، عن محمد بن عيسى " نسخة واحدة، وأما الكافي ففي نسخة كذلك،
وفي أخرى كما قال. وكيف كان: فالراوي في الكل العبيدي، وإنما الاختلاف في
راوي الراوي هل هو أحمد بن محمد - أي الأشعري - أو محمد بن أحمد - أي
صاحب نوادر الحكمة - وكلاهما يصح؛ ومن قال ليس بموجود.

(1) الكافي: 4 / 538، التهذيب: 5 / 254.
(2) الاستبصار: 2 / 232.
18

[7443]
مخنف بن سليم
الأزدي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي (عليه السلام) والبرقي في أصحابه (عليه السلام)
من اليمن، والثلاثة في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم). وعن الجامع: مخنف بن سليم
الأزدي ابن الحارث بن عوف بن ثعلبة بن الدول بن سعد بن مناة بن عائذ،
الغامدي؛ ولاه علي بن أبي طالب (عليه السلام) إصفهان، روى عنه ابنه أبو رملة، واسمه
عامر.
أقول: أسقط وحرف، أما إسقاطه ففي قوله: " ثعلبة بن الدول " والأصل " ثعلبة
ابن عامر بن ذهل بن مازن بن ذبيان بن ثعلبة بن الدول " وأما تحريفه ففي قوله:
" سعد بن مناة " والأصل " سعد مناة " وفي قوله: " ابنه أبو رملة " والأصل " ابنه
وأبو رملة، واسم أبي رملة عامر، واسم ابنه حبيب " كما في الاستيعاب.
وفي الاستيعاب: ومن ولده أبو مخنف لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف،
صاحب الأخبار.
وفي صفين نصر: كتب علي (عليه السلام) إلى عماله، فكتب إلى مخنف بن سليم: " سلام
عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو. أما بعد، فإن جهاد من صدف عن
الحق رغبة عنه وهب في نعاس العمى والضلال اختيارا له فريضة على العالمين،
إن الله يرضى عمن أرضاه ويسخط على من عصاه؛ وإنا قد هممنا بالمسير إلى
هؤلاء القوم الذين عملوا في عباد الله بغير ما أنزل الله، واستأثروا بالفيء، وعطلوا
الحدود، وأماتوا الحق، وأظهروا في الأرض الفساد، واتخذوا الفاسقين وليجة من
دون المؤمنين، فإذا ولي الله أعظم أحداثهم أبغضوه وأقصوه وحرموه، وإذا ظالم
ساعدهم على ظلمهم أحبوه وأدنوه وبروه؛ فقد أصروا على الظلم، وأجمعوا على
الخلاف، وقديما ما صدوا عن الحق وتعاونوا على الإثم وكانوا ظالمين؛ فإذا أتيت
بكتابي هذا فاستخلف على عملك أوثق أصحابك في نفسك وأقبل إلينا، لعلك
19

تلقى هذا العدو المحل، فتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتجامع الحق وتباين
الباطل، فإنه لاغنى بنا وبك عن أجر الجهاد؛ وحسبنا الله ونعم الوكيل " فاستعمل
مخنف على إصبهان الحارث بن أبي الحارث، وعلى همدان سعيد بن وهب،
وكلاهما من قومه؛ وأقبل حتى شهد صفين (1).
وفيه: قال ابنه محمد بن مخنف: دخلت مع أبي على علي (عليه السلام) حين قدم من
البصرة (إلى أن قال) ونظر (عليه السلام) إلى أبي فقال: ولكن مخنف بن سليم وقومه لم
يتخلفوا ولم يكن مثلهم مثل القوم الذين قال تعالى: (وإن منكم لمن ليبطئن) (2).
ومر - في قرظة - أن معاوية لما بعث النعمان بن بشير إلى عين التمر للغارة في
ألفين، وكان عامله (عليه السلام) عليها في مائة بعث العامل إلى قرظة وإلى مخنف
يستصرخهما، فقال قرظة: ليس عندي من أعينه به، وأما مخنف فبعث ابنه في
خمسين مددا، وكان ذلك سببا لنجاة عامله (عليه السلام) وأصحابه؛ فكتب العامل إليه (عليه السلام):
فنعم الفتى كان مخنف! ونعم الأنصار كانوا!
وفي شرح ابن أبي الحديد - عن غارات الثقفي - في قضية ابن الحضرمي
بالبصرة من قبل معاوية: أن شبثا قال لأمير المؤمنين (عليه السلام): ابعث إلى هذا الحي من
تميم فادعهم إلى طاعتك ولزوم بيعتك ولا تسلط عليهم أزد عمان، البعداء
البغضاء، فإن واحدا من قومك خير لك من عشرة من غيرهم. فقال له مخنف بن
سليم الأزدي: إن البعيد البغيض من عصى الله وخالف أمير المؤمنين وهم قومك،
وإن الحبيب القريب من أطاع الله ونصر أمير المؤمنين وهم قومي، واحدهم خير
لأمير المؤمنين من عشرة من قومك؛ فقال (عليه السلام): مه! تناهوا أيها الناس، وليردعكم
الإسلام ووقاره عن التباغي والتهاذي، ولتجتمع كلمتكم، والزموا دين الله الذي
لا يقبل من أحد غيره وكلمة الإخلاص التي هي قوام الدين وحجة الله على
الكافرين، واذكروا إذ كنتم قليلا مشركين متباغضين متفرقين فألف بينكم بالإسلام
فكثرتم واجتمعتم وتحاببتم، فلا تفرقوا بعد إذ اجتمعتم، ولا تتباغضوا بعد إذ

(1) وقعة صفين: 104.
(2) وقعة صفين: 7.
20

تحاببتم؛ وإذا رأيتم الناس وبينهم النائرة قد تداعوا إلى العشائر والقبائل فاقصدوا
لهامهم ووجوههم بالسيف حتى يفزعوا إلى الله تعالى وإلى كتابه وسنة نبيه، فأما
تلك الحمية فمن خطرات الشياطين فانتهوا عنها - لا أبا لكم - تفلحوا وتنجحوا (1).
وفي صفين نصر: لما ندب علي (عليه السلام) أزد العراق إلى أزد الشام، قال مخنف:
" إن من الخطب الجليل أنا صرفنا إلى قومنا، ما هي إلا أجنحتنا نحذفها بأسيافنا،
فإن لم نفعل لم نناصح صاحبنا، وإن فعلنا فنارنا أخمدنا " فقال جندب بن زهير
" والله! لو كنا آباءهم ولدناهم أو كنا أبناءهم ولدونا ثم خرجوا من جماعتنا وطعنوا
على إمامنا ووازروا الظالمين الحاكمين بغير الحق على أهل ملتنا وذمتنا، ما افترقنا
بعد إذ اجتمعنا حتى يرجعوا عما هم عليه ويدخلوا فيما ندعوهم إليه، أو تكثر
القتلى بيننا وبينهم " فقال مخنف: أما والله! ما علمتك صغيرا وكبيرا إلا مشؤوما،
والله ما ميلنا الرأي في أمرين في الجاهلية ولا بعد ما أسلمنا إلا اخترت أعسرهما (2).
وأقول: إن قوله تعالى: (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من
حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم)... الآية (3) يصدق جندبا ويكذب
مخنفا.
وفي صفين نصر أيضا عن الحكم قال: لما هرب مخنف بالمال قال علي (عليه السلام):
" عذرت القردان فما بال الحلم؟ " (4) وكلامه (عليه السلام) مثل ذكره أبو هلال في أمثاله وقال:
الحلم صغار القردان (5).
[7444]
مخول بن إبراهيم
النهدي
روى النجاشي - في أبي رافع - عن عبد الله بن أحمد بن مستورد، عنه، عن

(1) شرح نهج البلاغة: 4 / 44.
(2) وقعة صفين: 262.
(3) المجادلة: 22.
(4) وقعة صفين: 11.
(5) مجمع الأمثال: 1 / 443.
21

موسى بن عبد الله بن الحسن. وعنونه الذهبي وقال: رافضي صدوق في نفسه،
روى عن إسرائيل. قال أبو نعيم: رأى رجلا من المسودة فقال: هذا عندي أفضل
وأخير من أبي بكر وعمر.
[7445]
مخول بن يزيد
السلمي، البهزي
قال: عده جمع في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
أقول: ورووا عنه قال: نصبت حبائل لي بالأبواء، فوقع في حبل منها ظبي
فأفلت مني فانطلقت في أثره، فوجدت رجلا قد أخذه، فتنازعنا فيه إلى
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقضى بيننا نصفين، وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) لي: أقم الصلاة، وأد الزكاة، وصم
رمضان، وحج واعتمر، وزل مع الحق حيث زال (1).
[7446]
مخيريق
في فتوح البلاذري: قال الواقدي: كان مخيريق أحد بني النضير حبرا عالما،
فآمن بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وجعل ماله له، وهو سبعة حوائط، فجعلها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) صدقة،
وهي: المثيب، والصافية، والدلال، وحسنى، وبرقة، والأعواف، ومشربة أم إبراهيم
مارية القبطية (2).
[7447]
مدرك بن عمار
الطائي، الكوفي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام). أقول: وفي ميزان
الذهبي: مدرك الطائي، عداده في التابعين، مجهول.

(1) أسد الغابة: 4 / 339.
(2) فتوح البلدان: 31.
22

[7448]
مدرك بن عمارة
قال: عده أبو عمر في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وتنظر فيه ابن الأثير.
أقول: بل نقل ابن الأثير عنوان أبي عمر له ثم تنظره فيه، ولم يقل ابن الأثير
من نفسه كلمة.
[7449]
مدرك بن الهزهاز
عده الشيخ في رجاله والبرقي في أصحاب الصادق (عليه السلام) وزاد الأول " أبي "
قبل " الهزهاز " و " النخعي الكوفي " بعده والظاهر زيادة " أبي ". وروى عنه (عليه السلام) في
فضل قصد الكافي (1) والغنم يعطى الضريبة (2).
[7450]
مذكور العذري
قال: شهد مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) غزوة دومة الجندل وكان دليله إليها.
أقول: نقل أسد الغابة ما قاله عن تاريخ أبي القاسم الدمشقي، ورده بأن
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إنما أرسل خالد بن الوليد إلى دومة الجندل ولم يشهدها بنفسه.
[7451]
مراد بن خارجة
الأنصاري
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام). وقول النجاشي في
أخيه هارون: " كوفي ثقة، وأخوه مراد روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) " لا يدل على
توثيقه. وقوله - في أبي الخطاب - للصادق (عليه السلام): " جعلت فداك " لا يدل إلا على
إماميته.

(1) الكافي: 4 / 53.
(2) الكافي: 5 / 224.
23

أقول: بل هو أعم، فالناس يخاطبون مطلق الأشراف بمثله. لكن الظاهر
إماميته من وروده في أخبارنا، فورد في تطوع يوم جمعة الكافي أيضا (1) بل الظاهر
دلالة قول النجاشي على توثيقه، حيث إنه يجوز العطف على المرفوع المتصل
بدون فصل، فوقع في كلامه كرارا. ثم إن التهذيب روى في زيادات حجه بعد قوله:
" ومن بعث بهديه تطوعا " عن هارون بن خارجة قال: إن أبا مراد بعث ببدنة (2)
و " أبا " فيه زائدة، كما يشهد له رواية الكافي له في باب الرجل يبعث بالهدي
تطوعا (3). ولا يبعد أن يكون الأصل في قوله: " إن أبا مراد " " إن أخاه مرادا " فمر
عن النجاشي كون مراد - هذا - أخاه. ثم لم لم يقل النجاشي: " رويا عنه (عليه السلام) "؟
فيظهر من خبر أبي الخطاب روايتهما.
[7452]
مرارة بن الربيع
الأنصاري
قال: عده الثلاثة في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو أحد الثلاثة الذين تخلفوا
عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في تبوك، فنزل فيهم (وعلى الثلاثة الذين خلفوا) (4).
أقول: وفي الجزري: وقيل: " بن ربيعة " وقيل: " بن ربعي " وقد ذكره القمي في
تفسير الآية (5).
[7453]
مرازم بن حكيم
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: " المدائني مولى
الأزد " وفي أصحاب الكاظم (عليه السلام) قائلا: " الأزدي مولى، ثقة " وعنونه في
الفهرست.

(1) الكافي: 3 / 428.
(2) التهذيب: 5 / 425.
(3) الكافي: 4 / 540.
(4) التوبة: 118.
(5) تفسير القمي: 1 / 296.
24

والنجاشي، قائلا: الأزدي المدائني مولى، ثقة وأخواه محمد بن حكيم
وحديد بن حكيم، يكنى أبا محمد، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام) ومات
في أيام الرضا (عليه السلام) وهو أحد من بلي باستدعاء الرشيد له وأخوه، أحضرهما
الرشيد مع عبد الحميد بن عواض فقتله وسلما؛ ولهم حديث ليس هذا موضعه. له
كتاب يرويه جماعة (إلى أن قال) عن علي بن حديد عن مرازم بكتابه.
ونقل الجامع روايته عن محمد بن عمرو الكوفي.
أقول: بل رواية محمد عنه، ومورده: بداء الكافي (1). ومر في محمد بن حكيم ما
في قول النجاشي: وأخواه... الخ.
[7454]
مرثد بن أبي مرثد
قال: عدوه في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وروى ركوب عقب حج الفقيه عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين (عليه السلام) ومرثد بن أبي مرثد
يعقبون بعيرا بينهم وهم منطلقون إلى بدر (2).
وكان يحمل الأسارى من مكة إلى المدينة لشدته. وكان بمكة بغية كانت
صديقة له في الجاهلية، فدعته إلى نفسها بعد إسلامه، فأبى وقال: إن الله حرم الزنا؛
ثم استأذن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في التزوج بها، فنزل (الزاني لا ينكح إلا زانية أو
مشركة) الآية (3) واستشهد في غزوة الرجيع مع عاصم بن ثابت سنة ثلاث.
أقول: أخذ ما قاله عن أسد الغابة. ولكن في الاستيعاب: " قتل مرثد يوم
الرجيع شهيدا، أمره النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على السرية التي وجهها معه إلى مكة، وذلك في
صفر على رأس ستة وثلاثين شهرا من مهاجره. وزعم ابن إسحاق أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
أمره على السرية التي بعث فيها عاصم بن ثابت وخبيب بن عدي إلى عضل
والقارة وبني لحيان، وذلك في آخر سنة الهجرة " وعلى ما فيه فما قاله خلط.

(1) الكافي: 1 / 148.
(2) الفقيه: 2 / 293.
(3) النور: 3.
25

وفي السيرة: كان حليفا لحمزة. وكان للمشركين يوم بدر مائة فرس،
وللمسلمين ثلاثة أفراس، أحدها فرس مرثد (1).
[7455]
مرثد بن جابر
الكندي
الذي سكن البصرة ويروي عن أهلها.
عنونه المصنف في من عنونه من الصحابة إجمالا، لجهالته حالا. لكن حصل
له خلط، فإنما يعنون من عنونه من الصحابة من أسد الغابة، وهو إنما اقتصر في
عنوانه على " مرثد بن جابر الكندي " وفي ترجمته على أن أبا موسى قال: " قال
جعفر، قال ابن منيع: ذكره شيخ كان ببغداد في الجانب الشرقي يقال له: علي بن
قرين، كان ضعيف الحديث جدا وهو عندي حديث لا أصل له ". ولم يزد عليه
شيئا.
ثم ما معنى صحابي يروي عن أهل البصرة؟ فالصحابي من يروي عن
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
[7456]
مرثد بن شريح
أحد إخوة ستة من أشراف همدان، قتلوا بصفين، يأخذ كل منهم الراية بعد
الآخر؛ ذكره الطبري (2).
[7457]
مرثد بن ظبيان
السدوسي
الذي شهد مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حنينا وكتب (صلى الله عليه وآله وسلم) معه كتابا إلى بعض بني بكر
ابن وائل.

(1) السيرة لابن هشام: 2 / 334، 321.
(2) تاريخ الطبري: 5 / 20.
26

عنونه المصنف أيضا إجمالا، لجهله حالا؛ وأخذ ما قال عن أسد الغابة. لكن
أسد الغابة لا يخلو عن تهافت، فذكر بعد مثل ذاك الكلام خبرا مسندا عن مرثد بن
ظبيان قال: جاءنا كتاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فما وجدنا من يقرأ حتى قرأه رجل من بني
ضبيعة " من محمد رسول الله إلى بكر بن وائل: أسلموا تسلموا... الخ " فمقتضى
خبره: أن مرثد بن ظبيان كان بكريا، لقوله: " جاءنا " لا سدوسيا، وأن كتاب
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى بكر لم يكن معه كان هو فيهم لما أتى بالكتاب غيره إليهم. عنونه
أسد الغابة عن ابن مندة وأبي نعيم وقررهما، والحال ما عرفت.
[7458]
مرثد بن عامر
التغلبي
عنونه المصنف أيضا إجمالا، لجهله حالا. مع أن أصله غير معلوم، فأسد الغابة
الذي أخذ عنوانه عنه قال فيه مثل ما قاله في مرثد بن جابر الكندي - المتقدم -
كلمة بكلمة.
[7459]
مرثد بن عدي
الكندي، وقيل: الطائي
عنونه المصنف أيضا إجمالا، لجهله حالا. مع أن أصله أيضا غير معلوم، لكونه
مثل سابقه بلا تفاوت.
[7460]
مرثد بن عياض
عنونه المصنف أيضا إجمالا، لجهله حالا. مع أن الأصل فيه أيضا غير معلوم،
لأن من عنونه استند فيه إلى ما رووه عن عاصم بن كليب قال: " سمعت عياض بن
مرثد - أو مرثد بن عياض - يحدث رجلا أنه سأل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن عمل يدخل
الجنة... " الخبر، فإذا كان الراوي لا يدريه " مرثد بن عياض " هو من أين دراه؟
27

[7461]
مرحب
المعدود في الكوفيين من الصحابة
عنونه المصنف وقال: هو مجهول الحال.
أقول: بل مجهول الأصل، والصحيح فيه " أبو مرحب " فالأصل فيه خبر رواه
الثوري وابن عيينة بإسنادهما عن أبي مرحب بلا شك، وإنما قال زهير في إسناده:
" عن أبي مرحب، أو مرحب " (1) بالشك، والقاعدة في مثله معلومة؛ مع أن أصل
الخبر باطل، لاشتماله على ما لم يقل به أحد من نزول ابن عوف في قبر
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
[7462]
مرداس
من أهل بيعة الشجرة
قال: عدوه في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
أقول: بل قالوا: " مرداس أو ابن مرداس " لكون خبره كذلك، وهو: عن راشد
ابن سيار قال: أشهد على خمسة ممن بايع تحت الشجرة - منهم مرداس أو ابن
مرداس - أنهم كانوا يصلون قبل المغرب (2).
قلت: والظاهر أن المراد إتيانهم بالنوافل قبل المغرب في قبال حظر بعضهم
عن الصلاة في ذاك الوقت.
[7463]
مرداس
من قزوين
عده الإكمال في من رأى الحجة (عليه السلام) ووقف على معجزته (3).

(1) أسد الغابة: 4 / 346.
(2) المصدر: 347.
(3) إكمال الدين: 443.
28

[7464]
مرداس بن أثيبة
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي (عليه السلام) قائلا: خارجي لحق
بمعاوية.
أقول: بل هو " مرداس بن أدية " وهو أبو بلال - المعروف - و " أدية " جدة له
جاهلية، كما صرح به المبرد في كامله في أخيه " عروة بن أدية " قال: وهو عروة
ابن حدير (1).
كما أن قول الشيخ في الرجال: " خارجي لحق بمعاوية " خبط، فالخارجي
ينكر معاوية أكثر من إنكاره له (عليه السلام) وإنما العثمانية كانوا يخلونه ويلحقون بمعاوية؛
ولم يقل أحد بلحوقه معاوية، وكيف! وفي الطبري - بعد ذكر خطبة زياد بالبصرة
خطبته البتراء التي قال فيها: " وإني أقسم بالله لآخذن الولي بالولي والمقيم
بالظاعن والمقبل بالمدبر والصحيح منكم بالسقيم حتى يلقى الرجل منكم أخاه
فيقول: انج سعد فقد هلك سعيد " - فقام أبو بلال مرداس بن أدية يهمس وهو يقول:
أنبأ الله تعالى بغير ما قلت، قال عزوجل: (وإبراهيم الذي وفى ألا تزر وازرة وزر
أخرى وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) (2) فأوعدنا خيرا مما أوعدت يا زياد! فقال
زياد: إنا لا نجد إلى ما تريد أنت وأصحابك سبيلا حتى نخوض إليها الدماء (3).
نعم، كان ظاهره من الخوارج؛ وفي الطبري: وفي سنة 58 اشتد عبيد الله بن
زياد على الخوارج (إلى أن قال) وحبس في من حبس مرداس بن أدية، فكان
السجان يرى عبادته فيأذن له في الليل ويرجع عند الفجر؛ وكان صديق لمرداس
يسامر ابن زياد، فذكر ليلة الخوارج فعزم على قتلهم إذا أصبح، فانطلق صديقه
فأخبر منزله، وبلغ الخبر صاحب السجن فبات بليلة سوء، فإذا به في الفجر قد
طلع! فقال له هل بلغك ما عزم عليه الأمير؟ قال: نعم، ما كان جزاء إحسانك

(1) الكامل في اللغة: 2 / 153.
(2) النجم: 37 - 39.
(3) تاريخ الطبري: 5 / 221.
29

أن تعاقب بسببي (إلى أن قال) فقص السجان على ابن زياد لما أراد قتله قصته،
فأطلقه.
وفي الطبري: خرج مرداس - وهو من بني ربيعة بن حنظلة - في أربعين رجلا
إلى الأهواز، فبعث إليهم ابن زياد جيشا عليهم ابن حصن التميمي فقتلوا، فقال
رجل منهم:
أألفا مؤمن في ما زعمتم * ويقتلهم بأسك أربعونا
كذبتم ليس ذاك كما علمتم * ولكن الخوارج مؤمنونا (1)
وأما باطنه فغير معلوم، ففي كامل المبرد: كان مرداس تنتحله جماعة لقشفه
وبصيرته، تنتحله المعتزلة وتزعم أنه خرج منكرا لجور السلطان داعيا إلى الحق،
وتنتحله الشيعة وتزعم أنه كتب إلى الحسين (عليه السلام): أني لست أرى رأي الخوارج
وما أنا إلا على دين أبيك (إلى أن قال) ولما خرج إلى آسك قال: إني لا أجرد سيفا
ولا أخيف أحدا ولا أقاتل إلا من قاتلني - إلى أن قال بعد ذكر إرسال ابن زياد
إليهم ألفين وقتله في أربعين لهم - فبعث أخيرا إليهم جيشا فوادعوهم للصلاة ثم
قتلوهم في الصلاة وأتي برأسه (2).
[7465]
مرداس بن أدية
تقدم في مرداس بن أثيبة.
[7466]
مرداس الأسلمي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
أقول: وعنونه الثلاثة " مرداس بن مالك الأسلمي " وقالوا: بايع تحت الشجرة.

(1) تاريخ الطبري: 5 / 312 - 314.
(2) لم نعثر في الكامل على قوله: كان مرداس تنتحله جماعة...، انظر الكامل في اللغة
والأدب: 2 / 201 - 206.
30

[7467]
مرداس بن عمرو
الفدكي
قال: عدوه في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
أقول: وبدله ابن عبد البر ب‍ " مرداس بن نهيك الفزاري " وقال: وهو الذي قتله
أسامة، وفيه نزلت (ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا) (1). ومما ذكرنا
يظهر لك ما في عد المصنف " مرداس بن نهيك " صحابيا آخر، فإنه واحد اختلف
فيه هل هو مرداس بن عمرو، أو مرداس بن نهيك؟
[7468]
مرداس بن قيس
الأوسي
قال: عدوه في الصحابة.
أقول: بل " الدوسي " لا " الأوسي ".
[7469]
مرداس بن مالك
الغنوي
قال: عدوه في الصحابة.
أقول: إنما عنونه " بن مالك " ابن شاهين، وجعله الكلبي " بن مويلك ".
[7470]
المرزبان بن عمران
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا (عليه السلام) قائلا: الأشعري القمي.
وعنونه النجاشي، قائلا: بن عبد الله بن سعد الأشعري القمي، روى عن
الرضا (عليه السلام) (إلى أن قال) عن صفوان، عن المرزبان بكتابه.

(1) النساء: 94.
31

وروى الكشي عن إبراهيم بن محمد العباسي الختلي، عن أحمد بن إدريس،
عن الحسين بن أحمد بن يحيى بن عمران، عن محمد بن عيسى، عن الحسين بن
علي، عن المرزبان بن عمران الأشعري القمي، قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام):
أسألك عن أهم الأمور إلي، أمن شيعتك أنا؟ فقال: نعم، فقلت: اسمي مكتوب
عندكم؟ قال: نعم (1).
أقول: ورواه الصفار في بصائره (2) ومن إسناده يظهر: أن " الحسين بن أحمد بن
يحيى " في الكشي محرف " محمد بن أحمد بن يحيى ".
ويشهد لروايته عن الرضا (عليه السلام) كما عده الشيخ في الرجال - مضافا إلى خبر
الكشي - خبر أحكام طلاق التهذيب: سعد بن سعد، عن المرزبان، عنه (عليه السلام) (3).
[7471]
مرزوق
روى عن الصادق (عليه السلام) في الكشي في عنوان: ما روي في محمد بن قيس (4).
[7472]
المرقع بن ثمامة
يأتي في الآتي.
[7473]
المرقع بن قمامة
الأسدي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي (عليه السلام) قائلا: وكان كيسانيا.
وفي الكشي عن حمدويه، عن الحسن بن موسى، عن عمرو بن عثمان، عن
إسماعيل بن أبان الأزدي، عن مطهر، عن عبد الله بن شريك العامري، عن المرقع

(1) الكشي: 505.
(2) بصائر الدرجات: 173، الجزء الرابع ب 3 ح 8.
(3) التهذيب: 8 / 43.
(4) الكشي: 340.
32

ابن قمامة الأسدي قال: إذا هز محمد بن علي الراية المعلنة بين الركن والمقام
لوددت أني في ظلها مخزوم (1) الأنف والأذنين ذاهب البصر لا شيء يسددني؛ قال،
قلت: إن هذا لخطر عظيم! قال، فقال مرقع: إني سمعت عليا (عليه السلام) يقول: " إن تلك
العصابة نظراء لأهل البدر " هذا الخبر يدل على أنه كان كيسانيا (2).
أقول: الصواب: " المرقع بن ثمامة الأسدي " ولو لم تكن كيسانيته ثابتة كان
هالكا حيث إنه حضر الطف ولم يستشهد؛ ففي الطبري: فلم ينج من أصحاب
الحسين (عليه السلام) غير عقبة مولى أم سكينة؛ إلا أن المرقع بن ثمامة الأسدي كان قد نثر
نبله وجثا على ركبتيه، فجاءه نفر من قومه فقالوا له: أنت آمن أخرج إلينا، فخرج
إليهم، فلما قدم بهم عمر بن سعد على ابن زياد وأخبره خبره سيره إلى الزارة (3).
وفي تاريخ أعثم الكوفي: لم يبق بعد يوم الطف من أصحاب الحسين (عليه السلام) إلا
عبد أم سكينة والمرقع بن ثمامة (4).
وفي الأخبار الطوال للدينوري: ولم يسلم من أصحاب الحسين (عليه السلام) إلا
رجلان: أحدهما المرقع بن ثمامة الأسدي، بعث به عمر بن سعد إلى ابن زياد
فسيره إلى الربذة، فلم يزل بها حتى هلك يزيد وهرب عبيد الله إلى الشام، فانصرف
المرقع إلى الكوفة (5).
[7474]
مروان بن أسد
الكوفي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: روى عنه معاوية
ابن وهب.
أقول: لم نقف على روايته.

(1) في نسخة من الكشي: مجذوم، وفي أخرى: مجزوم.
(2) الكشي: 96.
(3) تاريخ الطبري: 5 / 454.
(4) تاريخ ابن أعثم.
(5) الأخبار الطوال: 259.
33

[7475]
مروان بن الجذع السلمي
المبايع تحت الشجرة الشاهد للحديبية
قال: ذكره الكتب الصحابية.
أقول: المصنف خلط، فإنما ذكروا ذلك لابنه مرداس، عنونه أسد الغابة وقال:
" أسلم وهو شيخ كبير، وابنه مرداس شهد الحديبية... الخ " وذكر مثله في عنوان
ابنه.
[7476]
مروان بن الحكم
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
أقول: وفي أسد الغابة والاستيعاب: نظر علي (عليه السلام) يوما إليه فقال له: " ويلك
وويل أمة محمد منك ومن بنيك!! " وكان يقال لمروان: خيط باطل، وضرب يوم
الدار على قفاه فقطع أحد علياويه فعاش بعد ذلك أوقص (والأوقص: الذي
قصرت عنقه). ولما بويع مروان بالخلافة بالشام قال أخوه عبد الرحمن - وكان
ماجنا لا يرى رأي مروان -:
فو الله! ما أدري وأني لسائل * حليلة مضروب القفا كيف تصنع
لحا الله قوما أمروا خيط باطل * على الناس يعطي ما يشاء ويمنع
وفي حياة حيوان الدميري: روى الحاكم في كتاب الفتن والملاحم من
مستدركه عن عبد الرحمن بن عوف أنه قال: كان لا يولد لأحد مولود إلا أتى به
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيدعو له، فأدخل عليه مروان بن الحكم، فقال: " هو الوزغ ابن الوزغ
الملعون ابن الملعون " وروى عن عائشة في خبر قالت: لعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
أبا مروان، ومروان في صلبه (1).

(1) حياة الحيوان: 2 / 422.
34

وفي الروضة - في خبره 324 - عن الصادق (عليه السلام) قال: خرج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من
حجرته ومروان وأبوه يستمعان إلى حديثه، فقال له: الوزغ ابن الوزغ. قال
أبو عبد الله (عليه السلام): فمن يومئذ يرون أن الوزغ يستمع (1) الحديث.
وروى بعده عن الباقر (عليه السلام) قال: لما ولد مروان عرضوا به للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن
يدعو له، فأرسلوا به إلى عائشة فلما قربته منه، قال: أخرجوا عني الوزغ ابن
الوزغ، قال زرارة: ولا أعلم إلا أنه قال: ولعنه (2).
وفي مقاتل أبي الفرج: قد كان الحسن (عليه السلام) أوصى أن يدفن مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
فمنع مروان من ذلك وجعل يقول: " يا رب هيجا هي خير من دعة " أيدفن عثمان
في أقصى البقيع ويدفن الحسن في بيت النبي؟ والله! لا يكون ذلك أبدا وأنا أحمل
السيف (إلى أن قال) وسمعت علي بن طاهر بن زيد يقول: لما أرادوا دفنه ركبت
عائشة بغلا واستعونت بني أمية ومروان (3).
وقال ابن أبي الحديد: مروان هو الذي خطب يوم وصل إليه رأس
الحسين (عليه السلام) إلى المدينة، وهو يومئذ أميرها، وقد حمل الرأس على يديه فقال:
يا حبذا بردك في اليدين * وحمرة تجري على الخدين
كأنما بت بمسجدين *
ثم رمى بالرأس نحو قبر النبي وقال: يوم يا محمد بيوم بدر؛ هكذا قال شيخنا
أبو جعفر الإسكافي، والصحيح: أن مروان لم يكن أمير المدينة يومئذ بل عمرو بن
سعيد بن العاص، ولم يحمل إليه الرأس بل كتب إليه ابن زياد يبشره بقتل
الحسين (عليه السلام)... الخ (4).
قلت: ليس مراد الإسكافي حين قتل الحسين (عليه السلام) بل بعد بإرسال يزيد له من

(1) في المصدر: يسمع.
(2) روضة الكافي: 238.
(3) مقاتل الطالبيين: 48 - 49. وفيه: واستنفرت بني أمية مروان.
(4) شرح نهج البلاغة: 4 / 71 - 72.
35

الشام، ففي تذكرة سبط ابن الجوزي: قال كاتب الواقدي: دفن رأس الحسين (عليه السلام)
بالمدينة عند أمه (1) وذكر الشعبي: أن مروان كان بالمدينة فأخذ الرأس وتركه بين
يديه وتناول أرنبة أنفه وقال:
يا حبذا بردك في العيدين * ولونك الأحمر في الخدين
والله! لكأني أنظر إلى أيام عثمان... الخ (2).
وحينئذ فابن أبي الحديد خلط وخبط، كما أنه غلط في تعبيره بالبشارة.
وفي الطبري - في قصة دعوة الوليد الحسين (عليه السلام) إلى بيعة يزيد -: فقال مروان
للوليد: احبس الرجل ولا يخرج من عندك حتى يبايع أو تضرب عنقه، فوثب عند
ذلك الحسين (عليه السلام) فقال: يا ابن الزرقاء أنت تقتلني أم هو؟! كذبت والله وأثمت، ثم
خرج. فقال مروان للوليد: عصيتني لا والله لا يمكنك من مثلها من نفسه أبدا، قال
الوليد: " يا مروان وبخ غيرك، إنك اخترت التي فيها هلاك ديني، والله! ما أحب أن
لي ما طلعت عليه الشمس وغربت عنه من مال الدنيا وملكها وأني قتلت حسينا،
سبحان الله! أقتل حسينا أن قال لا أبايع، والله! إني لأظن امرأ يحاسب بدم
الحسين لخفيف الميزان عند الله يوم القيامة " فقال له مروان: فإذا كان هذا رأيك
فقد أصبت في ما صنعت - يقول هذا وهو غير الحامد له على رأيه - (3).
وفي النهج: لما أخذ مروان أسيرا يوم الجمل استشفع الحسنان (عليهما السلام) له فخلى
سبيله، فقالا: يبايعك؟ فقال (عليه السلام): أولم يبايعني بعد قتل عثمان؟ لا حاجة لي في
بيعته، إنها كف يهودية لو بايعني بكفه لغدر بسبته، أما إن له إمرة كلعقة الكلب أنفه،
وهو أبو الأكبش الأربعة، وستلقى الأمة منه ومن ولده يوما أحمر! (4)
قال ابن أبي الحديد: روي هذا الخبر من طرق كثيرة، ورويت فيه زيادة:

(1) لم يذكر المؤلف (قدس سره) ما حكاه السبط عن كاتب الواقدي بتمامه، ففي التذكرة: قال - يعني
كاتب الواقدي -: لما وصل إلى المدينة كان سعيد بن العاص واليا عليها، فوضعه - الرأس
الشريف - بين يديه... الخ.
(2) تذكرة الخواص: 265 - 266.
(3) تاريخ الطبري: 5 / 340.
(4) نهج البلاغة: 102، الكلام 73.
36

يحمل راية ضلالة بعد ما يشيب صدغاه، وإن له إمرة كلعقة الكلب أنفه (1).
وروى المدائني خبرا طويلا في محاجة ابن عباس في مجلس معاوية مع
مروان وعمرو بن العاص وغيرهما، وفيه: فقال مروان: يا بن عباس إنك لتصرف
بنابك (2) وتوري نارك كأنك ترجو الغلبة وتؤمل العافية، ولولا حلم معاوية عنكم
لناولكم بأقصر أنامله، فأوردكم منهلا بعيدا صدره، ولعمري لئن سطا بكم ليأخذن
بعض حقه منكم، ولئن عفا عن جرائركم فقديما نسب إلى ذلك. فقال ابن عباس:
وإنك لتقول ذلك يا عدو الله و [ابن] (3) طريد رسول الله والمباح دمه، والداخل بين
عثمان ورعيته بما حملهم على قطع أوداجه وركوب أثباجه! أما والله! لو طلب
معاوية ثأره لأخذك، ولو نظر في أمر عثمان لوجدك أوله وآخره (4).
وفي الطبري - بعد ذكر خطبة عثمان وقوله للناس بأني أتوب عما عابوني -:
فلما نزل عثمان وجد في منزله مروان ونفرا من بني أمية لم يكونوا شهدوا الخطبة،
فلما جلس قال مروان لعثمان: أتكلم أم أصمت؟ فقالت نائلة: امرأة عثمان: لابل
اصمت، فإنهم والله قاتلوه! إنه قد قال مقالة لا ينبغي له أن ينزع عنها، فأقبل عليها
مروان فقال: ما أنت وذاك؟ فو الله لقد مات أبوك وما يحسن يتوضأ! فقالت له: مهلا
يا مروان عن ذكر الآباء، تخبر عن أبي وهو غائب تكذب عليه، وإن أباك لا
يستطيع أن يدفع عنه، أما والله! لولا أنه عمه وأنه يناله غمه أخبرتك عنه ما لم
أكذب عليه. فأعرض عنها مروان ثم قال لعثمان: أتكلم أم أصمت؟ قال: بل تكلم،
فقال مروان: والله! لوددت أن مقالتك هذه كانت وأنت ممتنع منيع، فكنت أول من
رضي بها وأعان عليها، ولكنك قلت ما قلت حين بلغ الحزام الطبيين وخلف السيل
الزبى، وحين أعطى الخطة الذليلة الذليل، والله! لإقامة على خطيئة تستغفر منها
أجمل من توبة تخوف عليها، وقد اجتمع إليك على الباب مثل الجبال من الناس.
فقال عثمان: فأخرج إليهم فكلمهم فأني أستحيي أن أكلمهم. فخرج مروان إلى

(1) شرح نهج البلاغة: 6 / 146.
(2) في المصدر: أنيابك.
(3) لم يرد في المصدر.
(4) شرح نهج البلاغة: 6 / 299.
37

الباب والناس يركب بعضهم بعضا، فقال: ما شأنكم قد اجتمعتم كأنكم قد جئتم
لنهب! شاهت الوجوه! كل إنسان آخذ بأذن صاحبه، جئتم تريدون أن تنزعوا
ملكنا من أيدينا؟! اخرجوا عنا، أما والله لئن رمتمونا ليمرن عليكم منا آمر لا
يسركم ولا تحمدوا غب رأيكم، ارجعوا إلى منازلكم فإنا والله ما نحن مغلوبين
على ما في أيدينا. فرجع الناس وأتى بعضهم عليا (عليه السلام) فأخبره الخبر، فجاء مغضبا
حتى دخل على عثمان فقال: أما رضيت من مروان ولا رضي منك إلا بتحرفك
عن دينك وعن عقلك، مثل جمل الظعينة يقاد حيث يساربه، والله! ما مروان بذي
رأي في دينه ولا نفسه وأيم الله! إني لأراه سيوردك ثم لا يصدرك، وما أنا بعائد
بعد مقامي هذا لمعاتبتك (1).
وفي تذكرة سبط ابن الجوزي: ذكر هشام الكلبي، عن محمد بن إسحاق قال:
بعث مروان - وكان واليا على المدينة - رسولا إلى الحسن (عليه السلام) فقال: قل له يقول
لك مروان: أبوك الذي فرق الجماعة وقتل عثمان وأباد العلماء والزهاد - يعني
الخوارج - وأنت تفخر بغيرك، فإذا قيل لك من أبوك؟ تقول: خالي الفرس، فجاء
الرسول إلى الحسن (عليه السلام) فقال له: أتيتك برسالة ممن يخاف سطوته ويحذر سيفه،
فإن كرهت لم أبلغك ووقيتك بنفسي. فقال الحسن (عليه السلام): لا بل تؤديها ونستعين
عليه بالله، فأداها. فقال له، قل لمروان: إن كنت صادقا فالله يجزيك بصدقك، وإن
كنت كاذبا فالله أشد نقمة. فخرج الرسول من عنده فلقيه الحسين (عليه السلام) فقال: من
أين أقبلت؟ فقال: من عند أخيك، فقال: وما تصنع؟ قال: أتيت برسالة من عند
مروان، فقال: وما هي؟ فامتنع الرسول من أدائها، فقال: لتخبرني أو لأقتلنك،
فسمع الحسن (عليه السلام) فخرج وقال لأخيه: خل عن الرجل، فقال: لا والله حتى
أسمعها، فأعادها الرسول عليه. فقال، قل له: يقول لك الحسين بن علي وابن
فاطمة: يا ابن الزرقاء والداعية إلى نفسها بسوق ذي المجاز صاحبة الراية بسوق
عكاظ، ويا ابن طريد رسول الله ولعينه، أعرف من أنت ومن أبوك ومن أمك. فجاء

(1) تاريخ الطبري: 4 / 361.
38

الرسول إلى مروان فأعاد عليه ما قالا، وقال له: ارجع إلى الحسن وقل له: أشهد
أنك ابن رسول الله، وقل للحسين: أشهد أنك ابن علي بن أبي طالب، فجاء الرسول
إليهما وأدى، فقال الحسين (عليه السلام) له: قل له: كلاهما لي رغما لأنفك. قال الأصمعي:
أما قول الحسين (عليه السلام): " يا بن الداعية إلى نفسها " فذكر ابن إسحاق أن أم مروان
اسمها " أمية " وكانت من البغايا في الجاهلية وكانت لها راية مثل راية البيطار
تعرف بها، وكانت تسمى " أم حنبل الزرقاء " وكان مروان لا يعرف له أب، وإنما
نسب إلى الحكم كما نسب عمرو إلى العاص. وأما قوله: " يا ابن طريد رسول الله "
يشير إلى الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، أسلم يوم الفتح وسكن
المدينة، وكان ينقل أخبار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الكفار من الأعراب وغيرهم
ويتجسس عليه. قال الشعبي: وما أسلم إلا لهذا ولم يحسن إسلامه، ورآه
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يوما - وهو يمشي - يتخلج في مشيته يحاكي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال له:
" كن كذلك " فمازال يمشي كأنه يقع على وجهه؛ ونفاه إلى الطائف ولعنه. فلما
توفي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كلم عثمان أبا بكر: أن يرده، لأنه كان عمه، فقال أبو بكر: هيهات!
شيء فعله النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والله! لا أخالفه أبدا. فلما مات أبو بكر وولي عمر كلمه فيه،
فقال: يا عثمان، أما تستحي من النبي ومن أبي بكر؟ ترد عدو الله وعدو رسوله إلى
المدينة، والله! لا كان هذا أبدا. فلما مات عمر وولي عثمان رده في اليوم الذي
تولى فيه وقربه وأدناه ودفع له مالا عظيما ورفع منزلته؛ فقام المسلمون على
عثمان وأنكروا عليه، وهو أول ما أنكروا عليه وقالوا: رددت عدو الله وعدو رسوله
وخالفت الله ورسوله، فقال: إن النبي وعدني برده، فامتنع جماعة من الصحابة عن
الصلاة خلفه لذلك. ثم توفي الحكم في خلافته، فصلى عليه ومشى خلفه، فشق
ذلك على المسلمين وقالوا: ما كفاك حتى تصلي على منافق لعنه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
ونفاه. وأعطى عثمان ابنه مروان خمس غنائم أفريقية خمسمائة ألف دينار. ولما
بلغ عائشة ذلك أرسلت إلى عثمان: أما كفاك أنك رددت المنافق حتى تعطيه
39

أموال المسلمين وتصلي عليه وتشيعه! وبهذا السبب قالت: اقتلوا نعثلا فقد كفر! (1)
وفي نسب قريش مصعب الزبيري ذكر خبرا: إن مروان قال لعمرو بن عثمان:
ما أخذ بنو حرب الخلافة إلا باسم أبيك، فما يمنعك أن تنهض بحقك، فلنحن أكثر
منهم رجالا (إلى أن قال) فكتب معاوية إلى مروان: أشهد يا مروان أني سمعت
رسول الله يقول: " إذا بلغ ولد الحكم ثلاثين رجلا، اتخذوا مال الله دولا ودين الله
دخلا وعباد الله خولا ". فكتب إليه مروان: أما بعد يا معاوية، فإني أبو عشرة وأخو
عشرة وعم عشرة (2).
وفي أنساب البلاذري: دخل حويطب بن عبد العزى على مروان وهو والي
المدينة، فقال له مروان: تأخر إسلامك يا شيخ، فقال: هممت به غير مرة، فكان
أبوك يصدني عنه (3). وكان حويطب من مسلمة الفتح.
ثم العجب! أن الذهبي عنونه وقال: وله أعمال موبقة، رمى طلحة بسهم وفعل
وفعل.
قلت: لو كان جعل رميه طلحة من المكفرة لبعض موبقاته كان أقرب إلى الحق
من جعله من موبقاته؛ أما عندنا: فلأن طلحة حارب من كان حربه حرب النبي
بشهادة قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأمير المؤمنين: " حربك حربي " خصوصا، فضلا عن شهادة
الله تعالى في قوله جل وعلا: (وأنفسنا) عموما. وأما عندهم: فلأن طلحة وإن
كان عندهم من العشرة ومن الستة، إلا أنه لم يكن إماما، وعثمان عندهم مع كونه
من الستة ومن العشرة إمامهم الثالث، وكان طلحة من قتلته، وقد رووا أن طلحة
دعا يوم الجمل بأن يأخذ الله منه لعثمان حتى يرضى، فأتاه سهم مروان وقال
مروان لما رماه: هو ثأري النقد فلم أتركه (4).

(1) تذكرة الخواص: 207 - 209.
(2) نسب قريش: 109 - 110.
(3) أنساب الأشراف: 1 / 362.
(4) انظر تاريخ الطبري: 4 / 509 والبداية والنهاية: 7 / 248.
40

[7477]
مروان بن عثمان
المدني
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
أقول: وفي تقريب ابن حجر " مروان بن عثمان بن أبي سعيد بن المعلى
الأنصاري الزرقي ضعيف، من السادسة " ومن المحتمل اتحادهما لكون الأنصار
مدنيين.
[7478]
مروان بن قيس
الدينوري، القرشي
قال: عنونه النجاشي (إلى أن قال) علي بن يعقوب بن الحسين الهاشمي، عن
مروان القرشي بكتابه.
أقول: وعدم عنوان الشيخ في الرجال والفهرست له غفلة.
[7479]
مروان بن مسلم
قال: عنونه النجاشي، قائلا: كوفي ثقة، له كتاب يرويه جماعة (إلى أن قال)
علي بن يعقوب الهاشمي قال: حدثنا مروان بكتابه.
أقول: قد غفل عن عنوان الشيخ في الفهرست له، قائلا: له كتاب رواه محمد
ابن أبي حمزة (إلى أن قال) الحسن بن علي بن فضال عن مروان بن مسلم. وحيث
إنه أنهى طريقه إليه بالحسن بن فضال، فالظاهر أنه أراد أن يقول أولا: " رواه
الحسن بن فضال " فوهم وقال: " رواه محمد بن أبي حمزة " مع أنه لم نقف على
رواية ابن فضال عنه بلا واسطة، وإنما في باب الفرق بين الرسول و [ال‍] نبي [من]
الكافي: ابن فضال، عن علي بن يعقوب الهاشمي، عن مروان بن مسلم (1).

(1) الكافي: 1 / 177.
41

ثم الصواب رواية جماعة عنه كما قال النجاشي، فروى عنه البزنطي ومحمد
ابن سليمان المصري وموسى بن عيسى، كما روى ابن فضال. وموارد رواياتهم:
الكافي في من يموت في سفينة (1) والفقيه في حد مماليكه (2) والتهذيب في زيادات
سهوه (3) والاستبصار في من خير امرأته (4).
هذا، وعدم عنوان الشيخ في الرجال له غفلة، وأما رمز ابن داود له، فالظاهر
كون " جخ " في نسخته تصحيف " جش ". وأما تبديل الخلاصة لهذا ب‍ " مروان بن
موسى " فالظاهر كونه وهما، لتصديق الفهرست والمشيخة (5) والأخبار لهذا. كما أن
رمز ابن داود له " لم " وإن كان صحيحا على أصله، لكنه غلط في أصله، فروى عن
الصادق (عليه السلام) في زيادات تلقين التهذيب (6) ووصيته (7).
[7480]
مروان بن معاوية
الفزاري
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) وظاهره كونه إماميا.
أقول: قد عرفت غير مرة كون عناوين رجال الشيخ. أعم.
ثم هذا عامي قطعا، فعنونه الذهبي وقال، قال يحيى بن معين: وجدت عند
مروان بخطه " وكيع رافضي " فقلت له: وكيع خير منك، فسبني.
وقال، قال محمد بن عبد الله بن نمير: كان يلتقط الشيوخ من السكك مات
فجأة سنة 193.
ثم الظاهر أن قول النجاشي في زياد بن المنذر أبو الجارود المتقدم: " وروى
عنه مروان بن معاوية " المراد به هذا، فقال مثله الذهبي أيضا.

(1) الكافي: 3 / 214.
(2) الفقيه: 4 / 44.
(3) التهذيب: 2 / 349.
(4) الاستبصار: 3 / 313.
(5) الفقيه: 4 / 477.
(6) التهذيب: 1 / 466.
(7) التهذيب: 9 / 213.
42

[7481]
مروان بن موسى
قال، قال العلامة: كوفي ثقة. وقال الزين: إنه في النجاشي أيضا مثله، وقال
ابنه (1): إن أباه أخذه من نقل ابن طاوس عن النجاشي مثل الخلاصة، وإن في
النجاشي " مروان بن مسلم " والتبديل بهذا من سهو ابن طاوس.
أقول: وقد عرفت في سابقه ما يشهد لصحة نسخنا أيضا.
[7482]
مروان بن يحيى
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا (عليه السلام) قائلا: مجهول.
أقول: وعده البرقي أيضا في أصحاب الرضا (عليه السلام).
[7483]
مروك بياع اللؤلؤ
يأتي في الآتي.
[7484]
مروك بن عبيد
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الجواد (عليه السلام) قائلا: " بن أبي حفصة،
مولى بني عجل " وعنونه في الفهرست.
والنجاشي، قائلا: بن سالم بن أبي حفصة مولى بني عجل. وقال بعض
أصحابنا: إنه مولى عمار بن المبارك العجلي، واسم مروك " صالح " واسم أبي
حفصة " زياد " قال أصحابنا القميون: نوادره أصل (إلى أن قال) أحمد بن محمد بن
خالد، عن مروك بكتابه.
وروى الكشي عن العياشي قال: سألت علي بن الحسن، عن مروك بن عبيد
ابن سالم بن أبي حفصة، فقال: ثقة شيخ صدوق (2).

(1) يعني الشيخ حسن صاحب المعالم (قدس سره).
(2) الكشي: 563.
43

ونقل الجامع رواية أحمد بن محمد بن عيسى ويعقوب بن يزيد والعباس بن
معروف والهيثم بن أبي مسروق وسهل وعلي بن سليمان وأحمد بن هلال، عنه.
أقول: في آداب أحداث التهذيب (1) وصيده (2) وبعد إقرار بعض ورثة الكافي (3)
وسفرجله (4) ومن يصوم تطوعه (5).
هذا، ونقل الجامع فيه رواية يحيى الحلبي، عن أبي خالد، عن مروك بياع
اللؤلؤ، عمن ذكره، عن الصادق (عليه السلام) في الرغبة ورهبة الكافي (6). لكن إرادته غير
معلومة، لعدم وصف أحد له ببياع اللؤلؤ وإن لم يذكروا في الرجال غير مروك
واحد، والطبقة أيضا لا تنافيه.
هذا، وعنون الكشي عمار الساباطي تارة وروى بإسناد عن عبد الرحمن بن
حماد الكوفي، عن مروك، عن أبي الحسن الأول (عليه السلام) (7). وعنونه أخرى بفصل كثير
وروى بإسناد آخر عنه، عن مروك بن عبيد، عن رجل قال: قال أبو الحسن (عليه السلام)...
وروى عين الخبر الأول (8). والظاهر أصحية الثاني لعدم عده في أصحاب
الكاظم (عليه السلام) وعدم الوقوف على روايته عنه (عليه السلام) في موضع آخر.
نعم، روى عن الرضا (عليه السلام) في باب بعد باب إقرار بعض ورثة الكافي (9) ولم يعده
الشيخ في رجاله في أصحابه (عليه السلام) ولم نقف على روايته عن الجواد (عليه السلام) كما عده.
هذا، وفي الكشي في " نشيط " الآتي " أنه قرابة مروك بن عبيد " وقد روى
هذا عن نشيط في لحوم طير الكافي (10). وكما قال النجاشي هنا: " اسم أبي حفصة
زياد " قاله في سالم بن أبي حفصة - المتقدم - ولكن الشيخ في الرجال قال ثمة:
اسم أبي حفصة عبيد.
هذا، وفي رجال الشيخ ليس زيادة على العنوان كما نقل، كما أن في أصل

(1) التهذيب: 1 / 35.
(2) التهذيب: 9 / 60.
(3) الكافي: 7 / 168.
(4) الكافي: 6 / 358.
(5) الكافي: 4 / 151.
(6) الكافي: 2 / 480.
(7) الكشي: 406.
(8) الكشي: 504.
(9) الكافي: 7 / 168.
(10) الكافي: 6 / 313.
44

الكشي المطبوع " سألت علي بن الحسين " وهو تحريف. والظاهر أن قول
النجاشي: " وقال بعض أصحابنا: إنه مولى عمار بن المبارك العجلي " إشارة إلى أن
بعضهم جعله مولى مولاهم.
[7485]
مرة بن سراقة
قال: استشهد بحنين.
أقول: تفرد به الاستيعاب.
[7486]
مرة بن شراحيل
كان من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا؛
ففي الحلية: قيل له: ألا تلحق بعلي بصفين؟ قال: إن عليا سبقني بخير أعماله ببدر
وذواتها، وأنا أكره أن أشركه فيما هان فيه (1). ويأتي بعنوان " مرة الهمداني ".
[7487]
مرة
مولى خالد بن عبد الله القسري
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
أقول: ورد في كفارة قمل التهذيبين (2) واستسقاء التهذيب (3). ولكن في استسقاء
الكافي " مرة مولى محمد بن خالد " (4) ولا تنافي، فمولى الأب مولى الابن أيضا.
[7488]
مرة بن كعب
السلمي، البهزي
قال: عدوه في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).

(1) الحلية: 4 / 163.
(2) التهذيب: 5 / 337، والاستبصار: 2 / 197.
(3) التهذيب: 3 / 149.
(4) الكافي: 3 / 462.
45

أقول: هو أحد الواضعين لمعاوية فقالوا: إن خطباء قامت بالشام وفيهم رجال
من الصحابة، فقام آخرهم رجل يقال له: " مرة بن كعب " فقال: " لو لا حديث
سمعته من النبي ما قمت، سمعته وذكر الفتن فقربها، فمر رجل مقنع في ثوب، فقال:
هذا يومئذ على الحق، فقمت إليه فإذا هو عثمان (1) قاتلهم الله! يروون مثل هذا
الحديث، ولازمه كون علي (عليه السلام) على الباطل ومعاوية على الحق - حشرهم الله
معه - فبايع أهل الشام معاوية على قتال أمير المؤمنين (عليه السلام) لحديث الرجل.
لكن أصل العنوان غير محقق، فقيل: إن الرجل كعب بن مرة.
[7489]
مرة
مولى محمد بن خالد
مر في مرة مولى خالد.
[7490]
مرة الهمداني
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي (عليه السلام).
وقال ابن أبي الحديد: قال الإسكافي: وفي كتاب غارات الثقفي: قد كان
بالكوفة من فقهائنا من يعادي عليا (عليه السلام) ويبغضه مع غلبة التشيع على الكوفة،
فمنهم مرة الهمداني (2). ثم نقل عنه أشياء ردية.
أقول: وروى عن فطر بن خليفة قال: سمعت مرة يقول: لئن كان علي جملا
يستقي عليه أهله كان خيرا له مما كان عليه (3).
وفي بيان الجاحظ: كان مرة يقول: لما قتل عثمان حمدت الله ألا أكون دخلت
الله في شيء من قتله، فصليت مائة ركعة؛ فلما وقع الجمل وصفين حمدت الله ألا
أكون دخلت في شيء من تلك الحروب، وزدت مائتي (4) ركعة؛ فلما كانت وقعة

(1) أسد الغابة: 4 / 351.
(2 و 3) شرح نهج البلاغة: 4 / 96 و 97.
(4) في المصدر: مائة.
46

النهروان حمدت الله إذ لم أشهدها وزدت مائة ركعة. قال الجاحظ: لا نعرف فقيها
من أهل الجماعة لا يستحل قتال الخوارج (1).
وفي فتوح البلاذري: قال مرة الهمداني، قال علي: من كره منكم أن يقاتل
معنا فليأخذ عطاه وليخرج إلى الديلم، وكنت في النخبة، وأخذنا عطياتنا وخرجنا
إلى الديلم، ونحن أربعة آلاف أو خمسة آلاف (2).
ومر بعنوان " مرة بن شراحيل " ومن الغريب! أن ابن حجر مدحه وزكاه فقال:
" مرة بن شراحيل الهمداني، وهو الذي يقال له: مرة الطيب، ثقة عابد، مات سنة 76
وقيل بعد ذلك " قاتلهم الله في دينهم المتناقض!
[7491]
مرهف بن أبي المرهف
موسى بن أبي حبيب، الطائفي
نسب الوسيط إلى رجال الشيخ عده في أصحاب الصادق (عليه السلام). ثم قال:
ويحتمل كون " موسى " ابتداء اسم آخر.
قلت: بل يتعين، فيأتي عنوان فهرست الشيخ والنجاشي ل‍ " موسى بن أبي
حبيب ".
[7492]
مزرع
صاحب علي بن أبي طالب (عليه السلام)
قال: نقل ابن أبي الحديد عن غارات الثقفي قال: روى أبو داود الطيالسي، عن
سليمان بن زريق (3)، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أبي العالية قال: حدثني مزرع
صاحب علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنه قال: " ليقبلن جيش حتى إذا كانوا بالبيداء،
خسف بهم " قال أبو العالية: فقلت له: إنك لتحدثني بالغيب! فقال: ما أقوله لك،

(1) البيان والتبين: 3 / 116.
(2) فتوح البلدان: 318.
(3) في المصدر: رزيق.
47

فإنما حدثني به الثقة علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وحدثني أيضا: " ليؤخذن رجل
فليقتلن وليصلبن بين شرافتين من شرف المسجد " فقلت له: إنك لتحدثني بالغيب!
فقال: احفظ ما أقوله لك. قال أبو العالية: فو الله! ما أتت علينا جمعة حتى أخذ
مزرع، فقتل وصلب بين شرافتين من شرف المسجد (1).
أقول: ورواه الإرشاد لكن فيه " مزرع بن عبد الله " وزاد في آخره " وقد كان
حدثني بثالثة فنسيتها " (2). وذكره الاختصاص بلفظ " مزرع مولى أمير المؤمنين (عليه السلام) "
وروى كونه من التابعين المقربين منه (عليه السلام) (3).
[7493]
مساحق بن مخرمة
في جمل المفيد عن جمل الواقدي بعد ذكر فتحه (عليه السلام): جاءه فتيان من قريش
يسألونه الأمان، فقال لهم: ويلكم! على م تقاتلونني؟ على أن حكمت فيكم بغير
عدل، أو قسمت بينكم بغير سوية، أو استأثرت عليكم أو لبعدي عن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أو لقلة بلاء مني في الإسلام؟ فقالوا: نحن إخوة يوسف فاعف
عنا. فنظر إلى أحدهم فقال: من أنت؟ قال: مساحق بن مخرمة معترف بالزلة مقر
بالخطيئة تائب من ذنبي، فقال (عليه السلام): قد صفحت عنكم (4).
وعن جمل أبي مخنف، عنه قال: لما انهزم الناس يوم الجمل اجتمع معي
طائفة من قريش فيهم مروان، فقالوا: والله! لقد ظلمنا هذا الرجل ونكثنا بيعته من
غير حدث، ولقد ظهر علينا فما رأينا قط أكرم سيرة ولا أحسن عفوا بعد
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) منه، تعالوا نعتذر إليه، فلما دخلنا عليه جعل متكلمنا يتكلم.
فقال (عليه السلام): انصتوا أكفكم إنما أنا بشر مثلكم، فإن قلت حقا فصدقوني وإن قلت
باطلا فردوا علي، أنشدكم الله أتعلمون أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قبض وأنا أولى به وبالناس
من بعده؟ قالوا: اللهم نعم. قال: فعدلتم عني وبايعتم أبا بكر فأمسكت ولم أحب أن

(1) شرح نهج البلاغة: 2 / 294.
(2) إرشاد المفيد: 172.
(3) الاختصاص: 7.
(4) الجمل: 220.
48

أشق عصا المسلمين وأفرق بين جماعاتهم؛ ثم إن أبا بكر جعلها لعمر من بعده،
فكففت ولم أهيج الناس، وقد علمت أني كنت أولى الناس بالله وبرسوله وبمقامه،
فصبرت حتى قتل وجعلني سادس ستة، فكففت ولم أحب أن أفرق بين المسلمين؛
ثم بايعتم عثمان فطعنتم عليه وقتلتموه وأنا جالس في بيتي وأتيتموني وبايعتموني
كما بايعتم أبا بكر وعمر، فما بالكم وفيتم لهما ولم تفوا لي؟ فقالوا له: كن كالعبد
الصالح إذ قال: " لا تثريب عليكم اليوم " فقال (عليه السلام): لا تثريب عليكم اليوم وأن
فيكم رجلا لو بايعني بيده لنكث بإسته! - يعني مروان (1) -.
[7494]
مسافر
مولى أبي الحسن (عليه السلام)
قال: عنونه الكشي وروى عن حمدويه وإبراهيم، عن محمد بن عيسى قال:
أخبرني مسافر قال: أمرني أبو الحسن (عليه السلام) بخراسان فقال: الحق بأبي جعفر (عليه السلام)
فإنه صاحبك (2).
وفي الكافي باب " أن الإمام (عليه السلام) متى يعلم أن الأمر صار إليه " خبر في
خدمته للرضا (عليه السلام) (3) ونقل معجزة. وفي باب مولده (عليه السلام) أيضا خبر في معجزة
له (عليه السلام) (4). وفي باب " أن الأئمة (عليهم السلام) يعلمون متى يموتون " خبر في إخباره (عليه السلام)
بوقت موته (5).
ومر - في جعفر بن عيسى - خبر فيه: خرج مسافر ودعاني وموسى وجعفر بن
عيسى ويونس فأدخلنا عليه... الخبر. والظاهر أنه المراد بمن عده الشيخ في
رجاله في أصحاب الرضا (عليه السلام) بلفظ " مسافر، يكنى أبا سلم ".
أقول: وعده الشيخ في رجاله في أصحاب الهادي (عليه السلام) أيضا بلفظ " مسافر،

(1) الجمل: 222.
(2) الكشي: 506.
(3) الكافي: 1 / 381.
(4) الكافي: 1 / 491.
(5) الكافي: 1 / 260.
49

مولاه (عليه السلام) " وكونه مولى الرضا (عليه السلام) - كما في الكشي - لا ينافي كونه مولى
الهادي (عليه السلام) - كما في رجال الشيخ - لأن مولى الأب مولى الابن أيضا.
هذا، وزيادة الترتيب في عنوانه " من أصحاب الرضا (عليه السلام) " من خلط نسخته
الحواشي بالمتن.
[7495]
المستورد الفهري
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم). وهو ابن شداد
القرشي الذي عده الثلاثة، وهو مجهول.
أقول: بل منكر، حيث رووا عنه أنه قال: رأيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يخلل أصابع
رجليه في وضوئه (1).
[7496]
المستورد بن نهيك
النخعي، الكوفي، أبو المستهل
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: " روى عنه زكريا
المؤمن " ونقل الجامع رواية علي بن الحكم عنه.
أقول: في تذاكر إخوان الكافي (2).
[7497]
مسروح أبو بكرة
مولى الحارث بن كلدة
قال: عده جمع في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
أقول: أخذه من الجزري وهو عنونه عن ابن مندة وأبي نعيم، إلا أنه وهم؛
فأبو بكرة - وهو معروف - ابن مسروح مولى الحارث.

(1) لم نعثر عليه:...
(2) الكافي: 2 / 187.
50

ففي أنساب البلاذري: وقع الحارث على سمية فولدت له على فراشه غلاما
سماه نافعا، ثم وقع عليها فجاءته بنفيع - وهو أبو بكرة - وكان أسود، فقال الحارث:
والله! ما هذا بابني ولا كان في آبائي أسود، فقيل له: إن جاريتك ذات ريبة لا تدفع
كف لامس، فنسب أبو بكرة إلى مسروح غلام الحارث (1).
وأيضا قالوا: قال أبو بكرة: أنا مولى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فإن أبى الناس إلا أن
ينتسبوني، فأنا نفيع بن مسروح (2).
والعجب من الجزري! حيث لم يتفطن وقرر من مر.
[7498]
مسرور الطباخ
مولى أبي الحسن (عليه السلام) من أهل بغداد
قال: قال في الإكمال: رأى الحجة (عليه السلام) ووقف على معجزته.
أقول: وزاد: من غير الوكلاء (3).
[7499]
مسروق بن الأجدع
قال: روى الكشي عن الفضل بن شاذان حال الزهاد الثمانية (إلى أن قال)
وأما مسروق فإنه كان عشارا لمعاوية، ومات في عمله ذلك بموضع أسفل على
دجلة يقال لها: الرصافة، وقبره هناك (4).
أقول: وروى الطبري الإمامي في مسترشده: أنه ومرة الهمداني رغبا عن
الخروج مع علي (عليه السلام) وأخذا عطياتهما منه (عليه السلام) وخرجا إلى قزوين؛ وكان مسروق
يلي الخيل لعبيد الله بن زياد، ومات عاشرا، وأوصى أن يدفن في مقابر اليهود؛
وكان ما يأوله من دفنه معهم أعظم مما فعله، فإنه ذكر أنه يخرج من قبره وليس

(1) أنساب الأشراف: 1 / 489.
(2) الطبقات الكبرى: 7 / 15 وفيه: قال أنا مسروح مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله).
(3) إكمال الدين: 442.
(4) الكشي: 97.
51

هناك من يؤمن بالله ورسوله غيره (1).
وروى الطبري كونه من محضضي الناس لنصرة عثمان من أهل الكوفة، يقول:
انهضوا إلى خليفتكم وعصمة أمركم (2).
وروى الثعلبي في تفسيره: أنه وقف في صفين بين الصفين، وتلا قوله تعالى:
(ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) (3). وكفاه خزيا تسميته جهاد
المنافقين - الذين أمر تعالى نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) به في قوله: (وجاهد الكفار والمنافقين)
فأتى به أمير المؤمنين (عليه السلام) بمقتضى قوله تعالى: (وأنفسنا) - قتل النفس.
هذا، وفي الكشي: بموضع أسفل من واسط على دجلة يقال له: الرصافة.
[7500]
مسروق بن الأجدع بن مالك
الهمداني، الكوفي، أبو عائشة
قال: قال في جامع الأصول: أسلم قبل وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وكان أحد الأعلام
والفقهاء، وهو ابن أخت عمرو بن معديكرب؛ وكانت عائشة تبنته، وشهد مع
علي (عليه السلام) حرب الخوارج؛ روى عنه الشعبي وإبراهيم النخعي وأبو وائل. مات
بالكوفة سنة 64 وقيل: 62، وربما يوجب شهوده حرب الخوارج حسنه.
أقول: هو سابقه، زيد هنا اسم جده وكنيته، ولو كان قال: " تبني عائشة له دليل
خبثه " لم يكن أبعد عن الصواب. وأما الخوارج فلا منكر لحربهم حتى الأموية؛
ومر في مرة الهمداني قول الجاحظ: " لا نعرف فقيها من أهل الجماعة لا يستحل
قتال الخوارج " مع أن شهوده حربهم أيضا غير معلوم وإن رواه الخطيب عن ابن
أبي ليلى أيضا (4). وإنما روى سلمة بن كهيل - كما في شرح المعتزلي - قال: دخلت
أنا وزبيد اليامي على امرأة مسروق بعد موته، فقالت: كان مسروق والأسود بن
يزيد يفرطان في سب علي (عليه السلام) ثم ما مات مسروق حتى سمعته يصلي عليه؛ وأما

(1) المسترشد: 157.
(2) تاريخ الطبري: 4 / 352.
(3) الكشف والبيان: لا يوجد عندنا.
(4) تاريخ بغداد: 13 / 232.
52

الأسود فمضى لشأنه، فقلنا ولم ذلك؟ قالت: لشيء سمعه من عائشة ترويه عن
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في من أصاب الخوارج (1).
وكيف كان، فقال الخطيب: يقال إنه سرق وهو صغير ثم وجد فسمي مسروقا.
[7501]
مسروق بن موسى
قال: قال ابن داود: " إنه ثقة " ولا عذر لنا في ترك الأخذ بقوله.
أقول: لا ريب أنه محرف " مروان بن موسى " الذي عنونه الخلاصة، الذي
هو محرف " مروان بن مسلم " الذي ذكره النجاشي.
[7502]
مسروق بن وائل
الحضرمي
قال: عده ابن عبد البر في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قائلا: قدم على
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في وفد حضرموت وأسلم.
أقول: تفرد به ابن عبد البر ووجوده محقق، إلا أن كونه صحابيا غير معلوم،
وإلا فروى أبو مخنف - كما في الطبري - عن عطاء بن السائب، عن عبد الجبار بن
وائل الحضرمي، عن أخيه مسروق بن وائل، قال: كنت في أوائل الخيل ممن سار
إلى الحسين، فقلت: أكون في أوائلها لعلي أصيب رأس الحسين فأصيب به منزلة
عند ابن زياد، فلما انتهينا إلى الحسين تقدم رجل من القوم يقال له: ابن حوزة،
فقال: أفيكم حسين؟ فسكت الحسين فقالها ثانية، فسكت حتى إذا كانت الثالثة
قال: قولوا له: نعم هذا حسين فما حاجتك؟ قال: يا حسين ابشر بالنار! قال: كذبت
بل أقدم على رب غفور وشفيع مطاع، فمن أنت؟ قال: ابن حوزة، فرفع الحسين
يديه حتى رأينا بياض إبطيه من فوق الثياب، ثم قال: " اللهم حزه إلى النار "
فغضب ابن حوزة، فذهب ليقحم إليه الفرس - وبينه وبينه نهر - فعلقت قدمه

(1) شرح نهج البلاغة: 4 / 98.
53

بالركاب وجالت به الفرس فسقط عنها فانقطعت قدمه وساقه وفخذه وبقي جانبه
الآخر متعلقا بالركاب؛ قال: فرجع مسروق وترك الخيل من ورائه، فسألته؟ فقال:
لقد رأيت من أهل هذا البيت شيئا لا أقاتلهم أبدا (1).
وفي أنساب البلاذري في قبائل حضرموت: ورهط مسروق بن وائل أبي
شمر الذي يقول:
وأكرم ندماني وأحفظ غيبه * وأملأ زق الشرب غير مشائط (2)
[7503]
مسطح بن أثاثة
القرشي، المطلبي، أبو عباد
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي (عليه السلام).
أقول: وهو عوف بن أثاثة الذي عنونه قبل عن الثلاثة، " عوف " اسمه،
و " مسطح " لقبه؛ وكان عليه التنبيه، لئلا يتوهم التعدد.
[7504]
مسعدة بن زياد
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر والصادق (عليهما السلام) وعنونه في
الفهرست.
وعنونه النجاشي، قائلا: الربعي، ثقة عين، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) له كتاب في
الحلال والحرام مبوب (إلى أن قال) هارون بن مسلم عن مسعدة بن زياد بكتابه.
أقول: الظاهر وهم النجاشي في وصف هذا بالربعي، كوصفه مسعدة بن صدقة
- الآتي - بالعبدي. والصواب العكس، فوصف سراري التهذيب (3) وما يحرم من
رضاعه (4) هذا بالعبدي.

(1) تاريخ الطبري: 5 / 431.
(2) أنساب الأشراف: 1 / 11.
(3) التهذيب: 8 / 198، وليس فيه الوصف المذكور.
(4) التهذيب: 7 / 314.
54

هذا، وروى عن الصادق (عليه السلام) في 8 من أخبار باب ما جاء في الاثني عشر
من أصول الكافي (1)، وفي 17 من أخبار باب القضاء في قتيل زحام التهذيب (2).
وظاهر تعبيره فيه عن الصادق (عليه السلام) عاميته؛ وخبره مشتمل على عدم سقوط الدية
في القسامة مع حلف المدعى عليه، كما هو مذهب أبي حنيفة.
[7505]
مسعدة بن صدقة
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر (عليه السلام) قائلا: " عامي " وفي
أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: بن عبس (3) - وفي نسخة العبسي - البصري أبو محمد.
وعنونه في الفهرست. والنجاشي، قائلا: العبدي يكنى أبا محمد، قاله ابن
فضال - وقيل: يكنى أبا بشر - روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام) (إلى أن
قال) هارون بن مسلم عنه.
وقال الكشي: فأما مسعدة بن صدقة بتري (4).
أقول: قلنا في السابق: إن الظاهر وهم النجاشي في وصف هذا بالعبدي
كوصف ذاك بالربعي، وإنما الصواب العكس، فوصف المشيخة (5) وباب وصية
التهذيب (6) وفضل مساجده (7) هذا بالربعي؛ وكذا في الاستبصار باب بئر غائطه يتخذ
مسجدا (8) ووهم الجامع فنقله في ربعي - المتقدم - عن مسعدة بن صدقة عن الربعي.
كما أن الظاهر كون " أبي بشر " كنية مسعدة بن اليسع - الآتي - لا هذا كما نقله
النجاشي قيلا. ثم بعد كونه ربعيا وصفه بالعبسي - كما نقله الوسيط عن رجال
الشيخ - غير صحيح.
وكيف كان: فعنونه الذهبي بدون وصف، وروى عنه، عن جعفر بن محمد،

(1) الكافي: 1 / 531.
(2) التهذيب: 10 / 206.
(3) في تنقيح المقال: بن العيس.
(4) الكشي: 390.
(5) الفقيه: 4 / 440.
(6) التهذيب: 9 / 173.
(7) التهذيب: 3 / 260.
(8) الاستبصار: 1 / 441.
55

عن آبائه، عن علي، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا كتبتم الحديث فاكتبوه بإسناده، فإن يكن
حقا كنتم شركاءه في الأجر، وإن كان باطلا كان وزره عليه.
[7506]
مسعدة بن الفرج
الربعي
قال: عنونه الشيخ - في الفهرست - والنجاشي راويين عن هارون بن مسلم،
عنه.
أقول: وعدم عنوان الشيخ في الرجال له غفلة، لكن لم نقف عليه في خبر.
[7507]
مسعدة بن اليسع
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: " البصري "
وعنونه في الفهرست والنجاشي راويين عن هارون بن مسلم، عنه.
وروى الكافي عنه قال للصادق (عليه السلام) والله! إني لأحبك، فأطرق (عليه السلام) ثم رفع
رأسه وقال: صدقت يا أبا بشر، سل قلبك عما لك في قلبي من حبك، فقد أعلمني
قلبي عما لي في قلبك (1).
واستظهر بعضهم اتحاده مع مسعدة بن صدقة - المتقدم - لما في سمك الكافي
عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة بن اليسع، عن الصادق (عليه السلام) (2). وكناه
الخبر السابق بأبي بشر، ونقل النجاشي في ذاك قولا بأنه أبو بشر.
أقول: وكيف يمكن اتحادهما وقد عنون البرقي والشيخ - في الرجال
والفهرست - والنجاشي كلا منهما؛ وحيث إن " هارون " يروي عن كل منهما،
فالظاهر أن الخبر كان " عن مسعدة بن صدقة - أو مسعدة بن اليسع - " وحرف.
وكيف كان: فعنونه الذهبي ووصفه بالباهلي، وروى عنه خبرين، عن
الصادق (عليه السلام) ثانيهما: عن جعفر، عن أبيه أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كسا عليا بردة يقال لها:

(1) الكافي 3 / 652.
(2) الكافي: 6 / 323.
56

" السحاب " فأقبل وهي عليه، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " هذا علي قد أقبل في السحاب "
قال جعفر: قال أبي: فحرفها هؤلاء وقالوا: علي في السحاب (1).
[7508]
مسعر بن كدام بن ظهير
الهلالي، أبو مسلمة، الكوفي
قال: روى مجالسة علماء الكافي، عن سفيان بن عيينة، عنه عن أبي
جعفر (عليه السلام) (2).
وفي التقريب: أنه ثقة فاضل.
أقول: هو عامي، فروى أبو الفرج مسندا أن مسعرا كتب إلى إبراهيم بن
عبد الله يدعوه إلى أن يأتي الكوفة، ويعده أن ينصره، وكان مسعر مرجئا، فلما شاع
ذلك عاتبته المرجئة (3).
ونقل الذهبي عن السليماني أنه كان مرجئا.
[7509]
مسعر بن يحيى
النهدي
عنونه الذهبي ونقل روايته عن شريك، عن أبي إسحاق، عن أبيه، عن ابن
عباس قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في
حكمته وإلى إبراهيم في حلمه فلينظر إلى علي.
[7510]
مسعود بن أبي وائل
يكنى أبا رزين
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الحسن (عليه السلام).

(1) ميزان الاعتدال: 4 / 98 - 99.
(2) الكافي: 1 / 39.
(3) مقاتل الطالبيين: 240.
57

أقول: الذي وجدت في رجال الشيخ ونقل عنه الوسيط " مسعود مولى أبي
وائل... الخ " لا " بن أبي وائل " كما قال.
وكيف كان: ففي التقريب: مسعود بن مالك أبو رزين الأسدي، ثقة فاضل،
مات سنة 85. ولعل الأصل فيهما واحد.
[7511]
مسعود بن الأسود
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي (عليه السلام). ومسعود بن الأسود من
أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) اثنان: أحدهما البلوي. والثاني القرشي العدوي الذي
استشهد في موتة، فيحتمل أن يكون من عنونه الشيخ في رجاله أحدهما أو
غيرهما.
أقول: لا مجال لاحتمال كون من في رجال الشيخ الثاني، لأن من قتل في
حياة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يعد اصطلاحا في أصحابه (عليه السلام).
[7512]
مسعود بن أوس
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي (عليه السلام) قائلا: " بدري " ومسعود بن
أوس في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) اثنان: أحدهما الخزرجي النجاري المكنى
أبا محمد، شهد بدرا وعاش حتى شهد صفين وهو مراد الشيخ في الرجال، ولكن
قيل: مات زمن عمر. والثاني مسعود بن أوس بن زيد الأنصاري.
أقول: الأصل فيهما واحد، كما حققه الجزري، وإنما توهم أبو نعيم تعددهما.
[7513]
مسعود بن الحجاج
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين (عليه السلام) وسلم عليه في الشهداء
في الناحية (1) والرجبية (2).

(1 و 2) بحارالأنوار: 101 / 273، 341.
58

أقول: وعده المناقب في من قتل معه في الحملة الأولى (1).
[7514]
مسعود بن حراش
العبسي
قال: عده الثلاثة في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
وعده الشيخ في رجاله في أصحاب علي (عليه السلام).
أقول: وفي رجال البرقي: ومن خواص علي (عليه السلام) من مضر ربعي ومسعود ابنا
خراش العبسيان. ولكن الصواب ابنا حراش - بالمهملة - فمر في أخيه " ربعي " أن
المبرد صحفه، فهجاه شاعر. وقالوا: إن البخاري عده في الصحابة وليس له صحبة.
[7515]
مسعود بن سعد أبي سعد
الجعفي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
وعن أمالي الشيخ عن ابن عقدة، عن أحمد بن يحيى، قال: سمعت أبا غسان
يقول: ما سمعت في جعفي أفضل من مسعود بن سعد، وهو سعد الجعفي (2).
أقول: بل في رجال الشيخ " أبو سعد " لا " أبي سعد " وفي الأمالي: " وهو
أبو سعد الجعفي " لا كما نقل، كما أن فيه " ما رأيت " لاما " سمعت " ومع ذلك
إماميته غير معلومة، حيث إن عنوان رجال الشيخ أعم، وأبو غسان المثنى على هذا
لم يعلم إماميته.
[7516]
مسعود بن سعد
الأوسي، الحارثي
قال: قال أبو عمر وأبو نعيم وأبو موسى: استشهد يوم خيبر.

(1) مناقب ابن شهر آشوب: 4 / 113.
(2) أمالي الطوسي: 1 / 279، وفيه: أبو سعد الجعفي.
59

أقول: العنوان غير محقق، فإنما نقلوه عن ابن إسحاق، وقالوا: بدله الواقدي
بمسعود بن عبد مسعود، وبدله أبو معشر وابن عمارة وابن عقبة ب‍ " مسعود بن
عبد سعد ".
[7517]
مسعود بن سنان
الأسلمي
[7518]
مسعود بن سنان
السلمي، المقتول يوم اليمامة
قال: عدوهما في الصحابة.
أقول: الأصل فيهما واحد، ذكر الأول ابن مندة وأبو نعيم، والثاني أبو عمر،
وهو الصحيح، فاستند للأول بخبر أعم، ويشهد للثاني كلام محمد بن إسحاق
صاحب المغازي.
[7519]
مسعود بن سويد
العدوي
قال: عده جمع في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وقالوا: إنه من السبعين الذين
هاجروا من بني عدي، واستشهد يوم مؤتة.
أقول: إنما عنونه أبو عمر وحده وقال: استشهد يوم مؤتة في ما زعم ابن
الكلبي وحده.
[7520]
مسعود الشجري
قال السروي: صنف كتابا في رواة خبر غدير خم وطرقه (1).

(1) مناقب ابن شهر آشوب: 3 / 25.
60

[7521]
مسعود بن عبد سعد
مر في مسعود بن سعد.
[7522]
مسعود بن عبد مسعود
مر في مسعود بن سعد.
[7523]
مسعود بن ناصر
السجستاني
قال علي بن طاوس في إقباله: هو غير إمامي، روى في كتابه " دراية حديث
الولاية " - وهو سبعة عشر جزءا - حديث غدير خم عن مائة وعشرين نفسا من
الصحابة، وكتابه مجلد أكثر من عشرين كراسا (1).
[7524]
مسكين
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر (عليه السلام) قائلا: ثقة.
أقول: كونه " مسكين بن عبد " الذي عده في أصحاب الباقر (عليه السلام) أيضا
غير بعيد، لعدم التنافي بين المطلق والمقيد. وأما عنوان الشيخ في رجاله لكل منهما
فلعله لاشتباه الأمر عنده.
[7525]
مسكين أبو الحسن
الأزدي، الزيدلي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: كأنه منسوب إلى
زيد الله مثل " عبدلي " الكوفي روى عنه علي بن النعمان.

(1) إقبال الأعمال: 453.
61

أقول: لم يذكر السمعاني والجزري في الأنساب واللباب زيدليا، ولا ذكر
القاموس الذي يستقصي مثل هذه الألفاظ " زيد الله " كما ذكر " تيم الله " ولا مناسبة
لأن يقال زيد الله كما في تيم الله، فإنه بمعنى عبد الله، وأما " العبدلي " فيمكن
منسوبا إلى عبدل، ففي القاموس أنهم سموا به، وإلى عبد الله. وفي السمعاني:
" العبدلي " نسبة إلى رجلين: عبد الله بطن من خولان، وأبي عبد الله بن كرام
صاحب مقالة الكرامية، وإلى موضع وهو قرية بأرض واسط يقال لها: قرية
عبد الله.
ثم الظاهر، أن قوله: " الكوفي روى عنه علي بن النعمان " راجع إلى مسكين،
لكن لم نقف على روايته.
[7526]
مسكين أبو الحكم بن مسكين
قال: عنونه النجاشي، قائلا: كوفي ثقة، ذكره سعد، له كتاب.
وعنونه العلامة وابن داود " مسكين بن الحكم " وفي الوجيزة: ضعيف.
أقول: المتبع نسختهما من النجاشي لانسخنا، ويشهد لكونه مسكين بن الحكم
خضاب الكافي " علي بن حكم، عن مسكين بن حكم " (1). وفي الوجيزة أيضا: ثقة.
[7527]
مسكين السمان
روى عن الصادق (عليه السلام) في أواخر ابتياع حيوان التهذيب (2) وهو مسكين بن
عبد الله الذي عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
[7528]
مسكين بن مهران
قال: قال الجامع: قال النجاشي في أخيه صفوان: " روى عن الصادق (عليه السلام) "

(1) الكافي: 6 / 480، وفيه: مسكين بن أبي الحكم.
(2) التهذيب: 7 / 83.
62

مع أنه ليس ثمة إلا قوله: وأخواه حكم ومسكين، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام).
أقول: " روى " محرف " رووا " لأن بعده: وكان صفوان.
[7529]
مسلم بن أبي حبة
قال: مر في أبان: أنه قال للصادق (عليه السلام): أحب أن تزودني، فقال: إئت أبان بن
تغلب فإنه سمع مني حديثا كثيرا.
أقول: مر أن النجاشي روى الخبر عن سليم بن أبي حبة، وإنما في نسخة
الكشي: مسلم (1).
[7530]
مسلم بن أبي سارة
قال: قال النجاشي في محمد بن الحسن بن أبي سارة المتقدم: " وابن عم
محمد بن الحسن معاذ بن مسلم بن أبي سارة، وهم أهل بيت فضل وأدب، وعلى
معاذ ومحمد تفقه الكسائي علم العرب؛ والكسائي والفراء يحكون في كتبهم كثيرا:
قال أبو جعفر الرواسي ومحمد بن الحسن، وهم ثقات " والضمير في قوله: " وهم
أهل بيت " وقوله " وهم ثقات " راجع إلى محمد والحسن ومعاذ ومسلم وأبي
سارة.
أقول: بل الضمير الأول راجع إلى المعنون وأبيه وابن عمه، والثاني إلى
الكسائي والفراء، فالعنوان ساقط.
[7531]
مسلم أبو الغادية
الجهني
عنونه إجمالا، لكونه مجهولا حالا.

(1) الكشي: 331.
63

أقول: بل هو أحد الخبثاء، فإنه قاتل عمار. وفي الاستيعاب: " كان أبو الغادية
إذا استأذن على معاوية أو غيره يقول قاتل عمار بالباب، وكان يصف قتله إذا سئل
عنه ". وهو معروف بالكنية، وكون اسمه " مسلم " أحد الأقوال.
[7532]
مسلم بن خالد
المكي، الزنجي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: أسند عنه.
أقول: روى الكنجي الشافعي ميلاد أمير المؤمنين (عليه السلام) بإسناده، قائلا: تفرد به
مسلم بن خالد الزنجي، وهو شيخ الشافعي، لقب " الزنجي " لحسنه وحمرة وجهه
وجماله (1).
وعنونه ابن حجر، قائلا: فقيه صدوق كثير الأوهام.
وعنونه الذهبي وقال: مولى بني مخزوم، قال ابن معين مرة: ثقة، ومرة:
ضعيف، وقال الأزرقي: كان فقيها عابدا يصوم الدهر، قال سويد: لقب بالزنجي
لسواده، وقال ابن سعد: كان أشقر ولقب بالضد. ونقل روايته عن ابن عمر قال: كنا
نبت على القاتل حتى نزلت (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن
يشاء) فأمسكنا. وعن ابن عباس: وضعت مريم لثمانية أشهر، فلذلك لا يولد مولد
لثمانية أشهر إلا مات لئلا تسب مريم بعيسى. ونقل عنه أخبارا أخر، ولابد أن مراد
الشيخ في الرجال بقوله: " أسند عنه " أحد أخباره.
[7533]
مسلم بن رستم
الكوفي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: روى عن أبي
الحسن (عليه السلام) روى عنه حنان بن سدير.

(1) كفاية الطالب: 407.
64

أقول: إنما في باب ولي نكاح الفقيه روى حنان بن سدير، عن مسلم بن بشير،
عن أبي جعفر (عليه السلام) (1)، فلعل " رستم " في رجال الشيخ محرف " بشير " و " أبي
الحسن (عليه السلام) " محرف " أبي جعفر (عليه السلام) ".
[7534]
مسلم بن زيد
السعدي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي (عليه السلام).
أقول: الظاهر كون " زيد " محرف " نذير " ففي ذيل الطبري: مسلم بن نذير
السعدي - من سعد بن زيد مناة بن تميم - وكان من الشيعة (2).
[7535]
مسلم
صاحب أحد الصحاح الستة للعامة
مر في محمد بن إسماعيل البخاري.
[7536]
مسلم بن عقرب
الأزدي
قال: عدوه في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
أقول: إنما عده أبو عمر. والظاهر أن الأصل فيه وفي " مسلم بن عمرو،
أبو عقرب " الذي عده ابن مندة وأبو نعيم واحد.
وفي تقريب ابن حجر: مسلم بن عمرو بن أبي عقرب أبو عقرب.
[7537]
مسلم بن عقيل بن أبي طالب
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الحسن (عليه السلام). وروى الأمالي عن ابن

(1) الفقيه: 3 / 396.
(2) ذيول الطبري: 666.
65

عباس قال: قال علي (عليه السلام): يا رسول الله إنك لتحب عقيلا؟ قال: إي والله! إني
لأحبه حبين: حبا له، وحبا لحب أبي طالب له، وإن ولده لمقتول في محبة ولدك،
فتدمع عليه عيون المؤمنين، وتصلي عليه الملائكة المقربون. ثم بكى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
حتى جرت دموعه على صدره، ثم قال: إلى الله أشكو ما يلقى عترتي من بعدي (1).
أقول: وروى الطبري عن عقبة بن سمعان: أن الحسين (عليه السلام) كتب إلى أهل
الكوفة: أما بعد، فإن هانئا وسعيدا قدما علي بكتبكم، وكانا آخر من قدم علي من
رسلكم، وقد فهمت كل الذي اقتصصتم وذكرتم، ومقالة جلكم: أنه ليس علينا إمام
فأقبل لعل الله أن يجمعنا بك على الهدى والحق؛ وقد بعثت إليكم أخي وابن عمي
وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل، وأمرته أن يكتب إلي بحالكم وأمركم
ورأيكم، فإن كتب إلي أنه قد أجمع رأي ملئكم وذوي الفضل والحجى منكم على
مثل ما قدمت علي به رسلكم وقرأت في كتبكم أقدم عليكم وشيكا إن شاء الله،
فلعمري! ما الإمام إلا العامل بالكتاب.
وفيه - بعد ذكره بعثه (عليه السلام) له من مكة إلى الكوفة مع قيس بن مسهر الصيداوي
وعمارة بن عبيد السلولي وعبد الرحمن الأرحبي (وهم أوساط رسل أهل الكوفة
إليه (عليه السلام)) ومجئ مسلم معهم أولا إلى المدينة وأخذه دليلين منها إلى الكوفة،
وكتابه إليه (عليه السلام) من الطريق مع قيس بن مسهر من موضع يدعى " المضيق " أن
دليليه ضلا وماتا عطشا، ولم ينج هو ومن معه إلا بحشاشة أنفسهم، فإن رأيت
أعفيتني وأنه تطير من وجهه ذاك -: وكتب الحسين (عليه السلام) إليه: " خشيت ألا يكون
حملك على الاستعفاء إلا الجبن فامض لوجهك " فقال مسلم لمن قرأ الكتاب: هذا
ما لست أتخوفه على نفسي.
وفيه - بعد ذكر إثخان مسلم بالحجارة وعجزه عن القتال وإسناده ظهره إلى
جنب دار طوعة، وأمان محمد بن الأشعث له حتى يدع القتال ويسلم نفسه، ففعل -

(1) أمالي الصدوق: 111.
66

وقال مسلم لمحمد بن الأشعث: إني أراك ستعجز عن أماني، فهل عندك خير
تستطيع أن تبعث من عندك رجلا على لساني يبلغ حسينا؟ فإني لا أراه إلا قد
خرج إليكم اليوم مقبلا أو هو يخرج غدا هو وأهل بيته، وأن ما ترى من جزعي
لذلك، فيقول: إن ابن عقيل بعثني إليك وهو في أيدي القوم أسير لا يرى أن يمشي
حتى يقتل، وهو يقول، ارجع بأهل بيتك ولا يغرك أهل الكوفة، فإنهم أصحاب
أبيك الذي كان يتمنى فراقهم بالموت أو القتل. وقد كان مسلم حين تحول إلى دار
هاني وبايعه ثمانية عشر ألفا قدم كتابا إليه (عليه السلام) مع عابس الشاكري بأنه بايعني من
أهل الكوفة ثمانية عشر ألفا فعجل الإقبال، فبعث ابن الأشعث رسولا وكتب ما
قاله، فخرج رسوله واستقبل الحسين (عليه السلام) بزبالة وبلغه الرسالة (1).
وفيه - بعد ذكر سيره (عليه السلام) من مكة إلى الكوفة - حتى انتهى (عليه السلام) إلى زبالة سقط
إليه مقتل أخيه من الرضاعة " عبد الله بن بقطر " وكان سرحه إلى مسلم بن عقيل من
الطريق... إلخ (2).
ويأتي في الآتي.
وفيه بعد ذكر قول الحسين (عليه السلام) لقيس بن الأشعث وشبث وحجار بن أبجر:
" ألم تكتبوا إلي أن قد أينعت الثمار واخضر الجناب وإنما تقدم على جند لك
مجند " فقال له قيس: أولا تنزل على حكم بنى عمك؟ فإنهم لن يروك إلا ما تحب،
فقال له الحسين (عليه السلام): أنت أخو أخيك، أتريد أن يطلبك بنو هاشم بأكثر من دم
مسلم، لا والله! لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر إقرار العبيد (3).
[7538]
مسلم بن علي البطين
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين (عليه السلام). والظاهر اتحاده مع
" مسلم البطين " الذي عده في أصحاب الحسن (عليه السلام).

(1) تاريخ الطبري: 5 / 374 - 375.
(2) تاريخ الطبري: 5 / 398.
(3) تاريخ الطبري: 5 / 425.
67

أقول: وفي التقريب: مسلم بن عمران البطين - ويقال ابن أبي عمران -
أبو عبد الله الكوفي، ثقة من السادسة. ولعل الأصل في من فيه وفي رجال الشيخ
واحد، ويكون " علي " اسم " أبي عمران " على فرض صحته، أو " علي " محرف
" عمران " على فرض عدم صحته.
[7539]
مسلم بن عوسجة
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين (عليه السلام) وفي الناحية: السلام
على مسلم بن عوسجة الأسدي القائل للحسين (عليه السلام) وقد أذن له في الانصراف:
" أنحن نخلي عنك؟ وبم نعتذر عند الله من أداء حقك؟ لا والله! حتى أكسر في
صدورهم رمحي هذا، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي، ولا أفارقك؛ ولو لم
يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة، ولم أفارقك حتى أموت معك وكنت
أول من شرى نفسه وأول شهيد شهد الله وقضى نحبه " ففزت ورب الكعبة، شكر الله
استقدامك ومواساتك إمامك إذ مشى إليك وأنت صريع، فقال: رحمك الله يا مسلم
ابن عوسجة وقرأ: (فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) لعن
الله المشتركين في قتلك: عبد الله الضبابي، وعبد الرحمن بن خشكارة البجلي،
ومسلم بن عبد الله الضبابي (1).
أقول: وفي الطبري: أن ابن زياد بعث مولاه معقلا ليتجسس على مسلم بن
عقيل، فدخل المسجد الأعظم، فوجد مسلم بن عوسجة يصلي، فقالوا: إن هذا
يبايع للحسين (عليه السلام) (2).
وفيه: أن مسلما لما خرج بعد حبس عبيد الله لهانئ وحضر أربعة آلاف ممن
بايعه عقد لمسلم بن عوسجة على ربع مذحج وأسد، وقال: أنزل في الرجال فأنت
عليهم (3).

(1) بحارالأنوار: 101 / 271 - 272.
(2) تاريخ الطبري: 5 / 362.
(3) تاريخ الطبري: 5 / 369.
68

وفيه في عرض الحسين (عليه السلام) على أصحابه فسخ بيعته وأن يذهبوا حيث
شاؤوا: قال الضحاك بن عبد الله المشرقي: فقام إليه مسلم بن عوسجة فقال: أنحن
نخلي عنك؟ ولما نعذر إلى الله في أداء حقك؟ أما والله! حتى أكسر في صدورهم
رمحي وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي، ولا أفارقك؛ ولو لم يكن معي
سلاح أقاتلهم لقذفتهم بالحجارة دونك حتى أموت معك (1).
وفيه: أن عمرو بن الحجاج حمل على الحسين (عليه السلام) في ميمنة عمر بن سعد من
نحو الفرات، فاضربوا (2) ساعة، فصرع مسلم بن عوسجة أول أصحاب الحسين (عليه السلام)
ثم انصرف عمرو بن الحجاج وأصحابه وارتفعت الغبرة، فإذا هم به صريع، فمشى
إليه الحسين (عليه السلام) فإذا به رمق، فقال: رحمك ربك يا مسلم! منهم من قضى نحبه
ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا. ودنا منه حبيب بن مظاهر، فقال: عز علي
مصرعك يا مسلم! أبشر بالجنة! فقال له مسلم قولا ضعيفا: بشرك الله بالخير، فقال
له حبيب: لولا أني أعلم أني في أثرك لاحق بك من ساعتي هذه لأحببت أن
توصيني بكل ما أهمك حتى أحفظ لك في كل ذلك بما أنت أهل له في القرابة
والدين، قال: بل أنا أوصيك يرحمك الله بهذا - وأهوى بيده إلى الحسين (عليه السلام) - أن
تموت دونه، قال: أفعل ورب الكعبة؛ فما كان بأسرع من أن مات في أيديهم،
وصاحت جارية له فقالت: يا ابن عوسجتاه! يا سيداه! فتنادى أصحاب عمرو بن
الحجاج: قتلنا مسلم بن عوسجة، فقال شبث لبعض من حوله من أصحابه: ثكلتكم
أمهاتكم! إنما تقتلون أنفسكم بأيديكم وتذللون أنفسكم لغيركم، تفرحون أن يقتل
مثل مسلم بن عوسجة، أما والذي أسلمت له لرب موقف له قد رأيته في المسلمين
كريم، لقد رأيته يوم سلق آذربيجان قتل ستة من المشركين قبل تتام خيول
المسلمين، أفيقتل منكم مثله وتفرحون؟! وكان الذي قتل ابن عوسجة مسلم بن
عبد الله الضبابي وعبد الرحمن بن أبي خشكارة البجلي (3).

(1) تاريخ الطبري: 5 / 419.
(2) وفي المصدر: فاضطربوا.
(3) تاريخ الطبري: 5 / 435 - 436.
69

[7540]
مسلم بن كثير
الأعرج
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين (عليه السلام) وسلم عليه في الناحية.
أقول: لم أقف عليه في الناحية، لكن في المناقب: " ممن قتل في أصحابه (عليه السلام)
في الحملة الأولى مسلم بن كثير " (1) وفي الرجبية وقع التسليم على " مسلم بن
كناد " (2) ولعله مصحف هذا؛ كما أن الذي وجدت في الناحية " السلام على أسلم بن
كثير الأزدي " (3) ولعله أيضا مصحف هذا.
قال المصنف: ذكر أهل السير أنه أدرك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)... الخ.
قلت: لو كان أدركه (عليه السلام) لعنونه أسد الغابة الذي ذكر كل غث وسمين.
[7541]
مسلم، مولى أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: روى الكشي، عن العياشي، عن علي بن الحسن، عن محمد بن الوليد
البجلي، عن العباس بن هلال، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: ذكر أن مسلما مولى جعفر
ابن محمد (عليه السلام) سندي وأن جعفرا (عليه السلام) قال له: " أرجو أن أكون قد وافقت الاسم "
وأنه علم القرآن في النوم فأصبح وقد علمه، قال محمد بن الوليد: كان من أولاد
السند (4).
وعنه، عن عبد الله بن محمد بن خالد، عن الرضا (عليه السلام) مثله (5). ومر في " صدقة
الأحدب " خبر التهذيب: لقي مسلم مولى أبي عبد الله (عليه السلام) صدقة - وقد قدم من
مكة - فقال له مسلم: الحمد لله (إلى أن قال) فقال أبو عبد الله (عليه السلام): نعم ما تعلمت!

(1) مناقب ابن شهر آشوب: 4 / 113.
(2) بحارالأنوار: 101 / 340.
(3) بحارالأنوار: 101 / 273.
(4) الكشي: 338، وفيه: أرجو أن تكون قد وفقت الاسم.
(5) الكشي: 339.
70

إذا لقيت أخا من إخوانك فقل له هكذا، فإن المهدي بنا هدى، وإذا لقيت هؤلاء فقل
لهم ما يقولون (1).
أقول: خبر الكشي لا يخلو عن تحريف كثير، كما لا يخفى.
[7542]
مسلم، مولى أمير المؤمنين (عليه السلام)
قال: مر في ابنه " القاسم " قول الشيخ في رجاله: القاسم بن مسلم مولى
أمير المؤمنين (عليه السلام) وكان من عتقائه، وكان يكتب بين يديه.
أقول: بل قال: وكان مسلم من عتقائه... الخ.
[7543]
مسلم مولى الحسين (عليه السلام)
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين (عليه السلام) قائلا: مجهول.
أقول: من الغريب! غفلة الخلاصة عنه، فإنه ملتزم بعنوان مثله.
[7544]
مسلم مولى عامر بن مسلم
في نسخة الرجبية: السلام على عامر بن مسلم ومولاه مسلم (2).
[7545]
مسلم بن نذير
مر في " بن زيد ".
[7546]
مسلم بن الوليد
صريع الغواني
في العقد الفريد: رمي بالتشيع عند الرشيد فأمر بطلبه، فلما أدخل عليه قال:
إيه يا مسلم! أنت القائل:

(1) مر في ج 5، الرقم 3673.
(2) بحارالأنوار: 101 / 340.
71

أنس الهوى ببني علي في الحشا * وأراه يطمح عن بني العباس
قال: بل أنا الذي أقول:
أنس الهوى ببني العمومة في الحشا * متوحشا من سائر الإيناس
وإذا تكاملت الفضائل كنتم * أولى بذلك يا بني العباس
فعجب هارون من سرعة بديهته، فقال له بعض جلسائه: استبقه فإنه من أشعر
الناس، وامتحنه فسترى منه عجبا (1).
وفي تاريخ بغداد: سماه الرشيد صريع الغواني بقوله:
هل العيش إلا أن تروح مع الصبا * وتغدو صريع الكأس والأعين النجل (2)
[7547]
مسلمة بن مخلد
الخزرجي، الساعدي
قال: كان مع معاوية بصفين وشهد قتل محمد بن أبي بكر.
أقول: وفي الاستيعاب: هو أول من جمع له مصر والمغرب أيام معاوية.
وفي الطبري: أن معاوية لما أراد بعث جيش لفتح مصر، كتب إلى مسلمة بن
مخلد الأنصاري ومعاوية بن حديج الكندي - وكانا قد خالفا عليا -: إن الله قد
ابتعثكما لأمر عظيم (إلى أن قال) والمواساة لكما في الدنيا وسلطاننا حتى ينتهى
في ذلك ما يرضيكما... الخ (3).
[7548]
مسلمة بن نميل
في المناقب: قيل له: ما لعلي (عليه السلام) رفضته العامة وله في كل خير ضرس قاطع؟
فقال: لأن ضوء عيونهم قصير عن نوره، والناس إلى أشكالهم أميل (4).

(1) العقد الفريد: 2 / 151.
(2) تاريخ بغداد: 13 / 97.
(3) تاريخ الطبري: 5 / 99.
(4) مناقب ابن شهر آشوب: 3 / 214.
72

[7549]
مسمع
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر (عليه السلام) قائلا: " كردين يكنى
أبا سيار، كوفي " وفي أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: " بن عبد الملك كردين " ومر
عنوان الشيخ في الفهرست له بلفظ " كردين بن مسمع " وقلنا بزيادة " بن ".
وعنونه النجاشي، قائلا: بن عبد الملك بن مسمع بن مالك بن مسمع بن شيبان
ابن شهاب بن قلع بن عمرو بن عباد بن جحدر - وهو ربيعة - بن سعد بن مالك بن
ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، أبو سيار
الملقب كردين؛ شيخ بكر بن وائل بالبصرة ووجهها وسيد المسامعة وكان أوجه من
أخيه عامر بن عبد الملك وابنه؛ وله بالبصرة عقب منهم... روى عن أبي جعفر (عليه السلام)
رواية يسيرة، وروى عن أبي عبد الله (عليه السلام) وأكثر واختص به. وقال له
أبو عبد الله (عليه السلام): " إني لأعدك لأمر عظيم يا أبا سيار " وروى عن أبي الحسن
موسى (عليه السلام) له نوادر كثيرة، وروى أيام البسوس.
وروى الكشي عن العياشي قال: سألت أبا الحسن علي بن فضال، عن مسمع
كردين أبي سيار، فقال: هو ابن مالك من أهل البصرة، وكان ثقة (1).
وفي المشيخة: مسمع بن مالك البصري، يقال: إنه مسمع بن عبد الملك
البصري ولقبه كردين، وهو عربي من بني قيس بن ثعلبة ويكنى أبا سيار، ويقال:
إن الصادق (عليه السلام) قال له أول ما رآه: ما اسمك؟ فقال: مسمع، فقال: ابن من؟ قال: ابن
مالك، فقال (عليه السلام): بل أنت مسمع بن عبد الملك (2).
وروى بغي الكافي: أن الصادق (عليه السلام) كتب إلى مسمع: لا تكلمن بكلمة بغي أبدا
وإن أعجبتك نفسك وعشيرتك (3).

(1) الكشي: 310.
(2) الفقيه: 4 / 451.
(3) الكافي: 2 / 327.
73

وروى ملائكته تدخل بيوتهم (عليهم السلام) عن مسمع قال: كنت لا أزيد على أكلة
بالليل والنهار، فربما استأذنت على الصادق (عليه السلام) وأجد المائدة قد رفعت، فإذا
دخلت دعا بها فأصبت معه من الطعام ولا أتأذى بذلك (1).
وروى أرضه كلها للإمام (عليه السلام) عن عمرو بن يزيد قال: رأيت مسمعا بالمدينة
وقد كان حمل إلى أبي عبد الله (عليه السلام) تلك السنة مالا، فرده (عليه السلام) فقلت له: لم رد
عليك؟ فقال: إني قلت له حين حملت إليه المال: إني كنت وليت البحرين الغوص،
فأصبت أربعمائة ألف درهم وقد جئتك بخمسها ثمانين ألف درهم، وكرهت أن
أحبسها عنك وأن أعرض لها وهي حقك الذي جعله تعالى في أموالنا، فقال: أو
مالنا من الأرض وما أخرج الله إلا الخمس؟ يا أبا سيار إن الأرض كلها لنا فما
أخرج الله منها من شيء فهو لنا. فقلت له: وأنا أحمل إليك المال كله، فقال: يا أبا
سيار قد طيبناه لك وأحللناك منه فضم إليك مالك (2).
وروى وديعة الفقيه عن مسمع أبي سيار، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إني
كنت استودعت رجلا مالا فجحدنيه وحلف لي عليه، ثم إنه جاءني بعد ذلك
بسنتين بالمال الذي استودعته، فقال: هذا مالك فخذه وهذه أربعة آلاف درهم
ربحتها في مالك فهي لك مع مالك واجعلني في حل، فأخذت منه المال وأبيت أن
آخذ الربح حتى استطلع رأيك، فقال (عليه السلام): خذ نصف الربح وأعطه النصف، فإن
هذا رجل تائب والله يحب التوابين (3).
وعن مزار ابن قولويه، عن مسمع بن عبد الملك، قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): أما
تذكر ما صنع بالحسين (عليه السلام) قلت: بلى، قال: أتجزع؟ قلت: إي والله! وأستعبر بذلك
حتى يرى أهلي أثر ذلك علي، فأمتنع من الطعام حتى يستبين ذلك في وجهي،
فقال: رحم الله دمعتك، أما إنك من الذين يعدون من أهل الجزع لنا والذين
يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا، أما أنك سترى عند موتك حضور آبائي لك

(1) الكافي: 1 / 393.
(2) الكافي: 1 / 408.
(3) الفقيه: 3 / 305.
74

ووصيتهم ملك الموت بك وما يلقونك من البشارة أفضل ولملك الموت أرق عليك
من الأم الشفيقة على ولدها (1).
ونقل ابن طاوس والخلاصة وابن داود كلام الكشي بدون ذكر توثيقه.
أقول: وأصل الكشي وترتيبه متفقان على نقله، مع أنه لو فرض خلو الكشي
عنه لا يضره بعد ثبوت جلاله من الأخبار المتقدمة؛ مضافا إلى قول النجاشي من
اختصاصه بالصادق وقوله (عليه السلام) له: " إني لأعدك لأمر عظيم ".
هذا، وفي بيان الجاحظ: قال أبو عبيدة: حدثنا مسمع بن عبد الملك، عن
أبي جعفر محمد بن علي، عن آبائه قال: أول من فتق لسانه بالعربية المبينة
إسماعيل وهو ابن أربع عشرة سنة (2).
هذا، وجعله البرقي والشيخ في الرجال والفهرست والنجاشي وخبر الكامل
وخبر البيان المتقدمان " مسمع بن عبد الملك " وجعله الكشي في عنوانه ونقله عن
ابن فضال " مسمع بن مالك ". والمفهوم من المشيخة أنه كان " مسمع بن مالك " ولم
يرض الصادق (عليه السلام) له ذلك فسماه " مسمع بن عبد الملك ".
هذا، وأما روايته عن الكاظم (عليه السلام) كما قال النجاشي ففي إتمام صلاة حرمي
التهذيبين (3)، وعن الباقر (عليه السلام) كما قال فعرفته من البيان، وعن الصادق (عليه السلام) كثيرا
فعرفتها في الأخبار المتقدمة.
وأما قول النجاشي: " وروى مسمع أيام البسوس " ففي الصحاح: البسوس
اسم خالة جساس بن مرة الشيباني، كانت لها ناقة يقال لها: سراب، فرآها كليب
وائل في حماه وقد كسرت بيض طير كان قد أجاره، فرمى ضرعها بسهم فوثب
جساس على كليب فقتله، فهاجت حرب بكر وتغلب ابني وائل بسببها أربعين سنة
حتى ضربت بها العرب المثل في الشؤم وبها سميت حرب البسوس.

(1) كامل الزيارات: 101.
(2) البيان والتبيين: 4 / 5.
(3) التهذيب: 5 / 426، والاستبصار: 2 / 330.
75

قال المصنف: نقل الجامع رواية عبد الله بن سنان عنه وروايته عن يونس بن
عبد الرحمن.
قلت: نقله عن نوادر آخر حج الكافي، لكن في ذاك الباب " عبد الله بن محمد
ابن سنان " (1) لا " عبد الله بن سنان ". و " مسمع " في الكافي محرف " منيع " والمراد
" منيع بن الحجاج " كما رواه ابن قولويه في إسنادين له (2).
[7550]
مسور بن الصلت بن ثابت
ابن وردان، أبو الحسن، مولى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
عنونه الخطيب، قائلا: من أهل المدينة، وقيل: بل كوفي، قدم بغداد وحدث بها
عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين، وعن زيد بن أسلم (إلى أن قال) قال
يحيى بن معين: سمع منه سعدويه وكان يحدث بأحاديث الشيعة (3).
[7551]
المسور بن مخرمة
الزهري
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وأصحاب علي (عليه السلام)
قائلا: كان رسوله إلى معاوية.
أقول: لم أدر إلى أي شيء استند الشيخ في كونه رسوله (عليه السلام) إلى معاوية، مع
أنهم قالوا: بعد عثمان ذهب إلى مكة وجاور، وإنما كان معين خاله عبد الرحمن بن
عوف في انتخاب عثمان من بين ستة عينهم عمر في الشورى؛ ففي الاستيعاب:
لم يزل مع خاله مقبلا ومدبرا في أمر الشورى وبقي بالمدينة إلى أن قتل عثمان،
ثم انحدر إلى مكة فلم يزل بها حتى توفي معاوية - ذكره ربيعة بن يزيد - فلم يزل

(1) الكافي: 4 / 589.
(2) كامل الزيارات: 38، ولم نقف على ثاني الإسنادين.
(3) تاريخ بغداد: 13 / 245.
76

بمكة حتى قدم الحصين بن نمير مكة لقتال ابن الزبير وحاصر مكة، فأصاب
المسور حجر من حجارة المنجنيق فقتله... الخ. مع أنه لو فرض صحة ما قاله
الشيخ في رجاله لم يكن تحته شيء كما توهمه المصنف، فجرير البجلي - المتقدم -
أيضا كان رسوله إلى معاوية.
هذا، وروى أنساب البلاذري عنه قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يخطب على
المنبر فقال: " ألا إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا ابنتهم عليا ألا
وإني لا آذن ثم لا آذن ثم لا آذن، إنما فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها " (1) ولم أدر
الوضع منه أو وضع عليه، فقالوا: كان يوم وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ابن ثمان.
هذا، وفي الجزري: " مسور " بكسر الميم وسكون السين؛ وفي تاريخ بغداد:
كان مسور لا يذكر أخيرا معاوية إلا استغفر له (2).
هذا، وفي معارف ابن قتيبة: كان المسور قال: إن يزيد بن معاوية يشرب
الخمر، فبلغه ذلك، فكتب إلى أمير المدينة فجلده الحد، فقال المسور:
أيشربها صرفا يفك ختامها * أبو خالد ويجلد الحد مسور (3)
[7552]
مسهر بن عبد الملك بن سلع
الهمداني، الخيواني، الكوفي، أبو زيد
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: أسند عنه.
أقول: خيوان بطن من همدان.
وعنونه ابن حجر والذهبي بدون " الخيواني " وقال الأول: لين الحديث من كبار
التاسعة. وقال الثاني: روى عن الأعمش، وقال أبو داود: أصحابنا لا يحمدونه.
[7553]
المسيب بن حزن
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).

(1) أنساب الأشراف: 1 / 403.
(2) تاريخ بغداد: 1 / 209.
(3) معارف ابن قتيبة: 242 - 243.
77

وقال صاحب المنهج: عده في أصحاب علي (عليه السلام) أيضا، قائلا: " يكنى أبا سعيد
أوصى إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) " مع أن في نسخة من رجال الشيخ: ميسرة بن
المسيب بن جري يكنى... الخ وتوهم المنهج فجعل " ميسرة " عنوانا مستقلا.
أقول: لا ريب أن " ميسرة " عنوان مستقل وأن الشيخ في الرجال ذكر المسيب
هذا في أصحاب علي (عليه السلام) قائلا: ما نقل عنه المنهج، لتصديق العلامة وابن داود له،
إلا أن الأول عنونه عنه " بن حزن " والثاني " بن جري " ولا يبعد تقدم نقل الثاني،
حيث إن نسخة رجاله بخط الشيخ. ولكن لا ريب أن هذا " بن حزن " وأما إيصاؤه
إليه (عليه السلام) فلم يذكره غير الشيخ في رجاله، وإنما ذكر الكشي إيصاء أبيه (1). والظاهر
أن الأصل واحد والآخر وهم هذا.
ومر في ابنه " سعيد ": أنه هجر أباه حتى مات. وحيث كان ابنه جليلا، فهو ذم
للأب.
[7554]
المسيب بن زهير
قال: هو أحد من حبس الكاظم (عليه السلام) في داره لثقة هارون به، وهو من خلص
الشيعة، وروى العيون أنه (عليه السلام) دعا له أن يثبت يقينه.
أقول: إنما روى أنه كان موكلا به، ففي بابه الثامن: ثم إنه دعا بالمسيب
- وذلك قبل وفاته بثلاثة أيام، وكان موكلا به - فقال له يا مسيب، قال: لبيك يا
مولاي، فقال: إني ظاعن في هذه الليلة إلى المدينة لأعهد إلى " علي " ابني ما عهده
إلي أبي... الخبر (2).
[7555]
المسيب بن نجبة
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي (عليه السلام) قائلا: " الفزاري الكوفي "
وفي أصحاب الحسن (عليه السلام). وعده الكشي من التابعين الكبار ورؤسائهم

(1) الكشي: 115.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 83 ب 8 ح 6.
78

وزهادهم (1). ومر في " سليمان بن صرد " نقل الجزري كونه من التوابين بعد
الحسين (عليه السلام) قتل في طلب ثأره (عليه السلام) سنة 65.
أقول: وفي تاريخ اليعقوبي: أنه لما أتى عليا (عليه السلام) الخبر بأن معاوية بعث
عبد الله بن مسعدة الفزاري لغارة مكة والمدينة، وجه المسيب (إلى أن قال) حتى
أمكنه أخذ ابن مسعدة فجعل يتحاماه (إلى أن قال) فقال له عبد الرحمن بن شبيب:
داهنت والله! يا مسيب وغششت أمير المؤمنين (عليه السلام) وقدم المسيب فقال له
علي (عليه السلام): " كنت من نصاحي ثم فعلت ما فعلت! " فحبسه أياما، ثم أطلقه وولاه
قبض الصدقة بالكوفة (2).
وأقول: وجه غشه أن ابن مسعدة كان من قومه.
ورواه الطبري وقال: وجه معاوية في سنة 39 عبد الله بن مسعدة الفزاري (إلى
أن قال) وحمل المسيب على ابن مسعدة فضربه ثلاث ضربات، كل ذلك لا يلتمس
قتله ويقول له: النجاء النجاء! (إلى أن قال) - بعد ذكر حصر المسيب له ولقومه في
حصن وإلقائه الحطب على بابه وإلقاء النيران في الحطب - أشرفوا على المسيب
فقالوا له: قومك قومك! فكره هلاكهم، فأمر بالنار فأطفئت، فخرجوا ليلا إلى
الشام، فقال له عبد الرحمن بن شبيب: سربنا في طلبهم، فأبى المسيب فقال له:
غششت أمير المؤمنين (عليه السلام) وداهنت (3).
هذا، وقال ابن حجر: نجبة بفتح النون والجيم والموحدة.
وفي الطبري: قال محمد بن بشر الهمداني: اجتمعت الشيعة في منزل سليمان
ابن صرد، فقال لهم: إن معاوية قد هلك، وإن حسينا (عليه السلام) قد تقبض على القوم
بيعته، وقد خرج إلى مكة وأنتم شيعته وشيعة أبيه، فإن كنتم تعلمون أنكم ناصروه
ومجاهدو عدوه فاكتبوا إليه، وإن خفتم الوهل والفشل فلا تغروا الرجل من نفسه.
قالوا: لا، بل نقاتل عدوه ونقتل دونه، قال: فاكتبوا إليه، فكتبوا: لحسين بن علي

(1) الكشي: 69.
(2) تاريخ اليعقوبي: 2 / 196 - 197.
(3) تاريخ الطبري: 5 / 135.
79

من سليمان بن صرد والمسيب بن نجبة ورفاعة بن شداد وحبيب بن مظاهر
وشيعته... الخ (1).
وفيه: لما نزل سليمان بجانب قرقيسيا - وقد كان زفر بن الحارث تحصن بها -
فبعث سليمان مسيبا إليه ليخرج إليهم سوقا، فقال الهذيل بن زفر لأبيه - ولم يكن
يومئذ يعرف الناس -: هذا رجل حسن الهيأة يستأذن عليك وسألناه من هو؟
فقال: المسيب بن نجبة، فقال: أما تدري أي بني! من هذا؟ هذا فارس مضر كلها،
وإذا عد من أشرافها كان أحدهم، وهو بعد رجل ناسك له دين (إلى أن قال) قال
سليمان: إن إنا قتلت فأمير الناس المسيب. (إلى أن قال) فلما قتل سليمان أخذ
الراية المسيب، وقال لسليمان: رحمك الله يا أخي! فقد صدقت ووفيت بما عليك
وبقي ما علينا، ثم أخذ الراية فشد بها فقاتل ساعة ثم رجع ثم شد بها فقاتل ثم
رجع، ففعل ذلك مرارا يشد ثم يرجع ثم قتل. قال أبو مخنف: قال شيخ: والله ما
رأيت أشجع إنسانا منه قط، ما ظننت أن رجلا واحدا يقدر أن يبلى مثل ما ابلي
ولا ينكأ في عدوه مثل ما نكأ (2).
[7556]
المشمعل بن سعد
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: " الأسدي الكوفي "
وعنونه في الفهرست، قائلا: الناشري (إلى أن قال) عن أحمد بن ميثم، عنه.
والنجاشي، قائلا: الأسدي الناشري ثقة من أصحابنا، لم يرو عنه إلا عبيس بن
هشام، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) وروى عن أبي بصير، له كتاب الديات يشترك
فيه وأخوه الحكم.
ومر في أخيه " الحكم " قول النجاشي: ومشمعل أكثر رواية منه، وشارك
الحكم أخاه مشمعلا في كتاب الديات. إلا أن في " الحكم " بدل راويه عبيسا
بعباس، ولا منافاة، فعبيس تصغير عباس.

(1) تاريخ الطبري: 5 / 352.
(2) تاريخ الطبري: 5 / 593 - 600.
80

ثم قول النجاشي: " لم يرو عنه إلا عبيس " منقوض برواية محمد بن مسكين
عنه في مواضع من الكافي (1) والتهذيب (2) ورواية الحسن بن رباط - أو الحسن بن
زيد - عنه (3).
أقول: بل رواية محمد بن مسكين وعلي بن مسكين، والأول في الأول " من
ترك امرأة " والثاني في الثاني " ميراث الأبوين مع الإخوة " والظاهر كونهما
محرف " محمد بن سكين ".
ثم قول النجاشي: " روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) وروى عن أبي بصير " لم نقف
على روايته عن غير أبي بصير في البابين وغيرهما.
[7557]
مصادف بن عقبة
الجزري
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: أسند عنه.
أقول: وفي نسخة " الجوزي " بدل: الجزري.
[7558]
مصادف مولى أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق والكاظم (عليهما السلام). وعنونه ابن
الغضائري قائلا: روى عنه (عليه السلام) ضعيف.
وروى الكشي عن العياشي، عن أحمد بن منصور الخزاعي، عن أحمد بن
الفضل الخزاعي، عن ابن أبي عمير، عن علي بن عطية، عن مصادف قال: اشترى
أبو الحسن (عليه السلام) ضيعة بالمدينة، أو قال: قرب المدينة، قال: ثم قال لي: إنما اشتريتها
للصبية - يعني ولد مصادف - وذلك قبل أن يكون من أمر مصادف ما كان (4).
والظاهر أن قوله: " وذلك... الخ " إشارة إلى ما رواه الكافي عن أبي جعفر

(1) الكافي: 7 / 126.
(2) التهذيب: 9 / 283.
(3) الفقيه: 4 / 262.
(4) الكشي: 449.
81

الفزاري قال: دعا أبو عبد الله (عليه السلام) مولى يقال له: " مصادف " فأعطاه ألف دينار،
وقال له: تجهز حتى تخرج إلى مصر، فإن عيالي قد كثروا، فتجهز بمتاع وخرج مع
التجار إلى مصر، فلما دنوا من مصر استقبلتهم قافلة خارجة من مصر فسألوهم عن
المتاع الذي كان معهم ما حاله في المدينة - وكان متاع العامة - فأخبروهم أنه
ليس بمصر منه شيء، فتحالفوا وتعاقدوا على أن لا ينقصوا متاعهم من ربح الدينار
دينارا. فلما قبضوا أموالهم انصرفوا إلى المدينة، فدخل مصادف على أبي
عبد الله (عليه السلام) ومعه كيسان كل واحد ألف دينار، فقال: جعلت فداك! هذا رأس المال
وهذا الآخر ربح، فقال: إن الربح كثير ولكن ما صنعتم؟ فحدثه فقال: سبحان الله!
تحلفون على قوم مسلمين ألا تبيعوهم إلا بربح الدينار دينارا؛ ثم أخذ أحد
الكيسين وقال: هذا رأس مالي ولا حاجة لنا في هذا الربح. ثم قال: يا مصادف
مجالدة السيوف أهون من طلب الحلال (1).
وروى الروضة عن مرازم قال: خرجنا مع أبي عبد الله (عليه السلام) حيث خرج من
عند أبي جعفر من الحيرة، فخرج ساعة أذن له وانتهى إلى السالحين في أول الليل؛
فعرض له عاشر فقال له: لا أدعك أن تجوز، فألح عليه وأنا ومصادف معه، فقال له
مصادف: جعلت فداك! إنما هو كلب قد آذاك وأخاف أن يردك أتأذن لنا أن
نضرب عنقه ثم نطرحه في النهر؟ فأبى ولم يزل مصادف يلح عليه حتى مضى أكثر
الليل، فأذن له العاشر، فقال (عليه السلام): يا مرازم هذا خير أم الذي قلتما؟ (2)
أقول: ومر في ابنه " محمد " قول ابن الغضائري: " روى عن أبيه، ضعيف ". ثم
قول ابن الغضائري هنا وجدناه كما نقل، وصدقه الخلاصة، ولكن قال ابن داود:
" قال غض: ليس بشيء " وكذلك نقل عنه في فصل " من قيل فيه: ليس بشيء ".
ثم جعل المصنف ذيل خبر الكشي إشارة إلى مضمون خبر الكافي بلا وجه،
حيث إن خبر الكشي عن الكاظم (عليه السلام) وخبر الكافي عن الصادق (عليه السلام) بل لا يعلم

(1) الكافي: 5 / 161.
(2) روضة الكافي: 87.
82

إرادة المعنون - مصادف مولى أبي عبد الله (عليه السلام) - بمن في الكشي، حيث إن خبره
كعنوانه بلفظ " مصادف " بدون وصف، كما أنه ليس في عنوانه " من أصحاب
الكاظم (عليه السلام) " ونقل ترتيبه ذلك من خلط نسخته الحواشي بالمتن.
ثم الظاهر زيادة قوله: " عن مصادف " في آخر سند خبر الكشي أو سقوط
" قال علي بن عطية " قبل قوله: " يعني... الخ " كما لا يخفى.
هذا، وعد الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) " مصادف أبو إسماعيل "
و " مصادف بن عقبة " ولم يعلم ورودهما في أخبارنا، لأعمية رجال الشيخ.
[7559]
مصبح بن هلقام بن علوان
العجلي
قال: عنونه النجاشي، قائلا: يكنى أبا محمد، قريب الأمر، أخباري، روى عن
أبي عبد الله (عليه السلام) (إلى أن قال) جعفر بن عبد الله المحمدي قال: حدثنا مصبح بن
هلقام.
أقول: قوله: " قريب الأمر " إلى الذم أقرب، فإن الظاهر أن المراد به: أنه عامي
قريب إلى الشيعة؛ فعنوان الخلاصة وابن داود له في الأول في غير محله، كما أن
عدم عنوان الشيخ في الرجال والفهرست له في غير محله. وورد في من لم يناصح
أخاه في الكافي (1) وفي زيادات صلاة سفر التهذيب (2).
ويؤيد عاميته عنوان الذهبي له ساكتا عن مذهبه، فقال: مصبح بن هلقام عن
قيس بن الربيع، وعنه ولده محمد البزاز، لا أعرفهما.
[7560]
مصدق بن صدقة
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: " المدائني وأخوه
الحسن رويا أيضا عن أبي الحسن (عليه السلام) " وعده في أصحاب الجواد (عليه السلام).

(1) الكافي: 2 / 362.
(2) التهذيب: 3 / 231.
83

ومر في " محمد بن سالم بن عبد الحميد " عد الكشي له في الفطحية ومن
أجلاء العلماء والفقهاء والعدول.
وقال العلامة: روى ابن عقدة عن علي بن الحسن قال: الحسن بن صدقة
المدائني - أحسبه أزديا - وأخوه مصدق رويا عن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام)
وكانوا ثقات.
أقول: لم أقف على عد الشيخ في الرجال له في أصحاب الصادق (عليه السلام) - وإن
سبقه الوسيط أيضا في ما قال - وإنما في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام):
مصادف بن إسماعيل المدني وأخوه الحسن رويا أيضا عن أبي الحسن (عليه السلام). كما
أنه لم نقف على روايته عن الصادق ولا الكاظم (عليهما السلام) وإنما روى عن عمار
الساباطي، عن الصادق (عليه السلام) كما في التهذيب في العقود على الإماء (1)، والرجل
يفجر بالمرأة (2)، ومن أحل الله نكاحه (3)، وضروب نكاحه (4)، والزيادات بعد
الإجارات (5)، وبيع الواحد (6) مرة، وبيع الثمار (7) مرتين.
وأما ما نقله العلامة عن كتاب ابن عقدة فالظاهر أنه نقل من نسخة محرفة،
فذكر الحسن وهذا وقال: " وكانوا ثقات " وحينئذ فلا عبرة بنقله، وكيف يكون من
أصحاب الصادق والكاظم (عليهما السلام)؟ وقد عنونه الكشي مع محمد بن الوليد ومعاوية
ابن حكيم ومحمد بن سالم، قائلا: هؤلاء كلهم فطحية من أجلة العلماء والفقهاء
والعدول، وبعضهم أدرك الرضا (عليه السلام) (8).
ثم كلام الكشي كالصريح في بقائه على الفطحية. وحمله المصنف على أنه
كان فطحيا في ما مضى، وأيده بعدم غمز علي بن فضال فيه. وهو مضحك! فعلي
ابن فضال نفسه فطحي فهل يغمز في مذهب نفسه؟!

(1) التهذيب: 7 / 346.
(2) التهذيب: 7 / 328.
(3) التهذيب: 7 / 283.
(4) التهذيب: 7 / 243.
(5) التهذيب: 7 / 231.
(6) التهذيب: 7 / 100.
(7) التهذيب: 7 / 84، 92.
(8) الكشي: 563.
84

وكيف كان: فيرد على أخباره ما يرد على أخبار عمار الساباطي لكونه في
طريقها، وقد مر مقدار من شواذها في " عمار ".
[7561]
مصعب الأسلمي
قال: عدوه في الصحابة.
أقول: الأصل فيه خبر رواه بعضهم عن مصعب الأسلمي، وآخر عن أبي
مصعب الأسلمي، فالعنوان غير محقق.
[7562]
مصعب بن سلام
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: " التميمي كوفي ".
وعنونه النجاشي، قائلا: " كوفي " والفهرست (إلى أن قال) عن محمد بن موسى
خوراء، عنه.
أقول: وعنونه الخطيب، قائلا: قال علي بن عبد الله المديني: مصعب بن سلام
الكوفي كان يروي عن جعفر بن محمد حديثا كنت أشتهي أن أسمعه منه، وكان من
الشيعة، وكان ضعيفا. ونقل عن بعضهم توثيقه (1).
وعنونه ابن حجر وقال: سلام - بتشديد اللام - وقال: هو صدوق، له أوهام.
وعنونه الذهبي وقال: روى عن ابن جريج وابن شبرمة، ولابن معين فيه قولان.
[7563]
مصعب بن شيبة
قال: عده أبو نعيم وأبو موسى من الصحابة، ومنع بعضهم صحبته.
أقول: بل هما عنوناه وقالا: " مختلف في صحبته " والأصل فيه خبر رواه
بعضهم عن شيبة وبعضهم عن مصعب بن شيبة، مع أنه على فرض كونه بالثاني
لا دلالة فيه على كونه صحابيا، لأنه بلفظ " قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) " ويصح لكل

(1) تاريخ بغداد: 13 / 110.
85

أحد أن يعبر هكذا إذا صح عنده قوله (صلى الله عليه وآله وسلم).
ثم كيف يحتمل صحابيته وجعله ابن حجر من الخامسة؟ وروى الذهبي
بإسناده عنه، عن طلق بن حبيب، عن ابن الزبير، عن عائشة: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان
يأمر بالغسل من الجنابة والحجامة... الخبر. وخبره كما ترى أيضا منكر.
[7564]
مصعب بن عبد الرحمن بن عوف
مر في أبيه.
[7565]
مصعب بن عبد الله بن مصعب
بن ثابت بن عبد الله بن الزبير، عم الزبير بن بكار
قال الجزري: " كان فقيها عالما إلا أنه كان منحرفا عن علي (عليه السلام) مات سنة
236... الخ " وهو صاحب كتاب " نسب قريش " وفيه: كان لآل طلحة شيء من دار
آل علقمة التي بين الصفا والمروة وجاؤوا في أيام الرشيد ببينة، فأمر وهب بن
وهب قاضيه أن يكتب لهم بها سجلا، فكنت في من شهد على قضائه (1).
وعنونه المصنف عن فهرست ابن النديم بتوهم أنه كفهرست الشيخ لعنوان
الإمامية، مع أنه من لم يصرح بتشيعه يكون من العامة، وكيف يكون إماميا وقد
عرفت أنه كجده ابن الزبير ناصبي؟ ثم إنه نقل عنه موته سنة 233، والصواب كونه
في سنة 236 كما مر عن الجزري، وصرح به ابن حجر والذهبي. وفي فهرست ابن
النديم تصحيف وتحريف كثير، لا عبرة بما تفرد به.
[7566]
مصعب بن عمير
القرشي، العبدري
قال: عده الثلاثة في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)... الخ.

(1) نسب قريش: 283 - 284.
86

أقول: وفي الاستيعاب: كان فتى مكة شبابا وجمالا وتيها، وكان أبواه يحبانه،
وكانت أمه تكسوه أحسن ما يكون من الثياب، وكان أعطر أهل مكة يلبس
الحضرمي من النعال، وكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: " ما رأيت بمكة أحسن لمة ولا
أرق جلة ولا أنعم نعمة من مصعب " فبلغه أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يدعو إلى الإسلام في
دار الأرقم فدخل وأسلم، وكتم إسلامه خوفا من قومه، فكان يختلف إلى
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سرا، فبصر به عثمان بن طلحة يصلي فأخبر به قومه، فأخذوه
فحبسوه فلم يزل محبوسا إلى أن خرج إلى أرض الحبشة في أول من هاجر إليها،
وبعثه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى المدينة قبل الهجرة بعد العقبة الثانية يقرئهم القرآن ويفقههم
في الدين، وكان يدعى القارئ والمقرئ، ويقال: إنه أول من جمع الجمعة بالمدينة
قبل الهجرة؛ قال خباب: قتل مصعب يوم أحد ولم يكن له إلا نمرة كنا إذا غطينا
رجليه خرج رأسه، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " غطوا بها رأسه واجعلوا على رجليه من
الإذخر " وكانت راية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم بدر ويوم أحد بيده.
وقال أبو جعفر الإسكافي - في نقض عثمانيته -: بنزول آية (وأما من أعطى
واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى) في مصعب بن عمير نقلا عن
المفسرين، ردا على الجاحظ في قوله بنزولها في أبي بكر (1).
وفي شرح ابن أبي الحديد: في الحديث نظر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى مصعب بن عمير
مقبلا وعليه إهاب كبش قد تمنطق به، فقال: انظروا إلى الرجل الذي قد نور الله
قلبه، لقد رأيته بين أبوين يغذوانه بأطيب الطعام والشراب، فدعاه حب الله ورسوله
إلى ما ترون (2).
وفي أسد الغابة - مسندا عن عبيد بن عمير -: وقف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على مصعب
وهو منجعف على وجهه يوم أحد شهيدا - وكان صاحب لواء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - فقال:
(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من

(1) انظر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 13 / 273.
(2) شرح نهج البلاغة: 10 / 156.
87

ينتظر وما بدلوا تبديلا) إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يشهد عليكم أنكم شهداء عند الله يوم
القيامة؛ ثم أقبل على الناس فقال: أيها الناس ائتوهم فزوروهم وسلموا عليهم،
فوالذي نفسي بيده! لا يسلم عليهم أحد إلى يوم القيامة إلا ردوا عليه السلام.
[7567]
مصعب بن يزيد
الأنصاري
قال: روى خراج الفقيه عنه، قال: استعملني أمير المؤمنين (عليه السلام) على أربعة
رساتيق المدائن... الخبر (1). وفي المشيخة: روى يحيى بن أبي الأشعث الكندي،
عن مصعب بن يزيد الأنصاري عامل أمير المؤمنين (عليه السلام)... الخ (2).
أقول: كان على الشيخ عنوانه في الرجال، لعموم موضوعه. وليس في المشيخة
" روى يحيى " كما قال، بل ذكر إسناده إلى مصعب (إلى أن قال) عن يحيى بن أبي الأشعث
الكندي، عن مصعب... الخ. وروى المقنعة والتهذيب الخبر في باب الخراج أيضا (3).
[7568]
مصعب بن يزيد
الأنصاري
قال: عنونه النجاشي، قائلا: قال أبو العباس: ليس بذاك (إلى أن قال) أحمد بن
محمد القلانسي، قال: حدثنا علي بن الحسن الطويل، عن مصعب بن يزيد بكتابه.
أقول: بل في طريق النجاشي " محمد بن أحمد القلانسي " لا " أحمد بن محمد
القلانسي " كما قال.
قال: جعل العلامة من في المشيخة متحدا مع هذا عجيب! فالأول كان عاملا
لأمير المؤمنين (عليه السلام) وهذا متأخر روى حياء الكافي عن مصعب بن يزيد، عن
العوام بن الزبير، عن الصادق (عليه السلام) (4) وروى حالات أئمته (عليهم السلام) عن مصعب، عن

(1) الفقيه: 2 / 48.
(2) الفقيه: 4 / 480.
(3) المقنعة: 275، التهذيب: 4 / 120.
(4) الكافي: 2 / 106.
88

مسعدة، عن أبي بصير، عنه (عليه السلام) (1).
قلت: الأصل في كلامه الوسيط ثم الجامع. لكن وجه توهم العلامة أنه استبعد
تعدد مصعب بن يزيد أنصاري وعدم ذكر النجاشي طبقة من عنونه وإن ذكر طريقه
إليه مع عدم كثرة الوسائط، فلعله جعل قلتها من علو الإسناد. ويمكن أن يكون
الأصل في وهم النجاشي حيث وصف من عنونه بالأنصاري بتوهم أنه من في
المشيخة المتقدم، وإلا فطريقه (علي بن الحسن الطويل، عن مصعب بن يزيد بكتابه)
خال عن الأنصاري، وكذا مصعب في الخبرين المتقدمين لم يوصف بالأنصاري؛
وبالجملة: مصعب بن يزيد الأنصاري غير عامل أمير المؤمنين (عليه السلام) غير معلوم.
قال المصنف: وعنونه ابن داود في الباب الأول والثاني من كتابه، ولا وجه له.
قلت: دأب ابن داود عنوان المختلف فيه في جزئي كتابه، فحيث توهم - تبعا
للعلامة - اتحاده مع من في المشيخة عنونه في الأول لقول المشيخة: " عامل
أمير المؤمنين (عليه السلام) " وعنونه في الثاني لقول أبي العباس: " ليس بذاك " ووقع في
نسخته التصحيف أيضا، فهي كثيرة التصحيف.
قال المصنف: التحقيق أن الرجل اثنان أو ثلاثة، أحدهم: عامله (عليه السلام). والثاني:
الذي قال أبو العباس: " ليس بذاك " والثالث: الذي روى عن مسعدة والعوام؛
والأخيران مجهولان والأول عدل.
قلت: كان عليه أن يقول: " مصعب بن يزيد اثنان " لا الرجل. ثم الذي روى
عن العوام وهو بلفظ " مصعب بن يزيد " عين من في النجاشي. وأما الذي روى عن
مسعدة بلفظ " مصعب " يحتمل تغايره.
ثم لا وجه لقوله بتجهيل الثاني، فقول أبي العباس: " ليس بذاك " تضعيف له،
كما أن العمالة له (عليه السلام) أعم من العدالة، وكم من عامل كان له (عليه السلام) غير عادل.
قال المصنف: وفي طريق الصدوق إلى هذا يوسف بن إبراهيم، ويحيى بن
الأشعث.

(1) الكافي: 1 / 383.
89

قلت: المفروض كون من ذكره الصدوق غير هذا، فخطأ العلامة في جعله
متحدا مع هذا؛ وليس في طريقه إلى ذاك " يوسف بن إبراهيم " بل " يونس بن
إبراهيم " وفيه " يحيى بن أبي الأشعث " لا " بن الأشعث ".
[7569]
مصقلة بن هبيرة
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي (عليه السلام) قائلا: هرب إلى معاوية.
أقول: وقال ابن قتيبة: سعى قومه لرجوعه، فقال علي (عليه السلام) لهم: كفوا عن
صاحبكم، فليس براجع حتى يموت (1).
وقال البلاذري: ولاه معاوية طبرستان، فأخذوا عليه المضايق فهلك مع
جيشه فضرب به المثل، فقالوا: حتى يرجع مصقلة من طبرستان (2).
وفي الطبري - بعد ذكر شرائه سبي بني ناجية الذين قد ارتدوا من معقل بن
قيس عامل أمير المؤمنين (عليه السلام) وأدائه نصف الثمن وعجزه عن الباقي -: قال ذهل
ابن الحارث، قال مصقلة: أما والله! لو أن ابن هند هو طالبني بها أو ابن عفان لتركها
لي، ألم تر إلى ابن عفان حيث أطعم الأشعث من خراج آذربيجان مائة ألف في كل
سنة! فقلت له: إن هذا لا يرى هذا الرأي، لا والله! ما هو بباذل شيئا كنت أخذته،
فلحق بمعاوية، فبلغ عليا (عليه السلام) ذلك فقال: " ماله برحه الله! فعل فعل السيد وفر فرار
العبد وخان خيانة الفاجر، أما والله! لو أقام فعجز ما زدنا على حبسه، فإن وجدنا له
شيئا أخذناه، وإن لم نقدر على مال تركناه " ثم سار إلى داره فنقضها وهدمها (3).
وفي المروج، قال مصقلة:
تركت نساء الحي بكر بن وائل * وأعتقت سبيا من لؤي بن غالب
وفارقت خير الناس بعد محمد * لمال قليل لا محالة ذاهب (4)

(1) الإمامة والسياسة [تاريخ الخلفاء]: 88.
(2) أنساب الأشراف: 2 / 420.
(3) تاريخ الطبري: 5 / 130.
(4) مروج الذهب: 2 / 408.
90

[7570]
مضارب العجلي
قال: عده أبو موسى من الصحابة.
أقول: لم يعده منهم، بل إنما عنونه وقال: " قال يحيى: لا أدري له صحبة أم لا،
وقال جعفر: لا صحبة له وخبره مرسل ". وعنونه ابن حجر وجعله من الثالثة.
[7571]
مطر بن أرقم
العنزي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
أقول: وورد في نوادر حد الكافي (1).
[7572]
مطر، مولى معن
قال: روى الكافي عن سعيد بن جناح، عنه، عن الصادق (عليه السلام) في سعة المنزل (2)
ومن وفق له الزوجة الصالحة (3).
أقول: إنما في الأول " مطرف مولى معن " ولا يبعد سقوط الفاء عن الثاني.
[7573]
مطر - الليثي
يأتي في الآتي.
[7574]
مطر بن ميمون
الإسكافي
روى ابن الجوزي - كما في لآلي السيوطي - خبرا هو في طريقه، قائلا:

(1) الكافي: 7 / 269.
(2) الكافي: 6 / 525.
(3) الكافي: 5 / 327 - 328.
91

" الخبر موضوع وآفته مطر " (1) والظاهر أنه طعن فيه، لتضمن خبره كون علي (عليه السلام)
خليفة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعده.
وعنونه الذهبي بلفظ " مطر بن ميمون المحاربي الإسكاف " وقال: قال
البخاري: هو مطر بن أبي مطر، وروى عنه، عن أنس قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):
" النظر إلى وجه علي عبادة ". وعنه، عنه مرفوعا " إن أخي ووزيري وخليفتي في
أهلي وخير من أترك بعدي علي ". وعنه، عنه قال: كنت عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فرأى
عليا مقبلا، فقال: " يا أنس هذا حجتي على أمتي يوم القيامة " ورواه بطريق آخر
عنه، عنه قال: " يا أنس أنا وهذا حجة الله على خلقه ".
وأخباره بعضها بلفظ " مطر بن أبي مطر " وبعضها بلفظ " مطر الإسكاف "
وبعضها بلفظ " مطر " ونقل طعنهم فيه، لروايته هذه الأخبار.
هذا، وعنون المصنف في من عنون من الصحابة إجمالا " مطر الليثي، الشاهد
حنينا " مع أن جد الراوي لقصته كان شهد حنينا، لا هذا، فالأصل فيه عنوان
أسد الغابة له عن أبي موسى بإسناده عن ابن إسحاق، عن أبي جعفر قال: سمعت
زياد بن سعد الضمري يحدث عروة بن الزبير عن أبيه، عن جده - قال: وكان شهد
حنينا مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - قال: صلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الظهر وقام إليه عيينة بن حصن
يطلب بدم عامر بن الأضبط (إلى أن قال) فقام رجل من بني ليث يقال له: " مطر
نصف من الرجال " فقال: يا رسول الله ما أجد لهذا القتيل مثلا في عزة الإسلام
إلا الغنم... الخبر.
[7575]
مطرف، مولى معن
تقدم في مطر مولى معن.
[7576]
مطرف بن عبد الله بن الشخير
عن غارات الثقفي: روى هشام بن حسان عن ابن سيرين أن عمارا دخل

(1) تذكرة الخواص: 43، واللآلي المصنوعة: 1 / 326.
92

على أبي مسعود - وعنده ابن الشخير - فذكر عليا (عليه السلام) بمالا يجوز أن يذكر به...
الخبر (1).
ومر في " عبد الله بن شفيق " أنهما مع العلاء بن زياد يتواصلون على
بغضه (عليه السلام).
وعنونه ابن حجر وضبط " الشخير " بكسر الشين وتشديد الخاء، ووصفه
بالعامري الحرشي أبو عبد الله البصري. ومن الغريب! أنه زكاه، فقال: " ثقة عابد
فاضل " مع أن ساب علي (عليه السلام) ساب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعدو علي عدو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
بالأخبار المتواترة، بل عدوه عدو الله، لقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيه: اللهم وال من والاه
وعاد من عاداه.
[7577]
المطلب بن زياد
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: " القرشي مولاهم،
كوفي " وعنونه في الفهرست (إلى أن قال) عن أحمد بن أبي عبد الله، عن المطلب.
والنجاشي، قائلا: الزهري القرشي المدني، ثقة، روى عن جعفر بن محمد (عليه السلام)
له نسخة (إلى أن قال) أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن المطلب بالنسخة.
أقول: يستشم من تعبيره " روى عن جعفر بن محمد (عليه السلام) " عاميته، كما يفهم
من طريقه نقص طريق فهرست الشيخ. ويؤيد عاميته عنوان الذهبي له ساكتا عن
مذهبه - وإن نقل اختلافهم في توثيقه وتضعيفه - فقال: المطلب بن زياد الكوفي
عن زياد بن علاقة وأبي إسحاق، وعنه أحمد وإسحاق مات سنة 185.
وكذا ابن حجر، إلا أنه قال: " المطلب بن زياد بن أبي زهير الثقفي مولاهم،
الكوفي، صدوق ربما وهم، من الثامنة، مات سنة 85 " أي بعد المائة، فجعله ثقفيا
مولاهم، والشيخ في الرجال جعله قرشيا مولاهم؛ كما أن النجاشي جعله زهريا.

(1) الغارات: 2 / 556.
93

ويبعد تغاير من ذكراه مع من في رجال الشيخ والنجاشي. وعلى الاتحاد
فالصحيح ما في رجال الشيخ من كونه كوفيا، لتصديقهما له دون " المدني " كما في
النجاشي. وعلى الاتحاد يكون القرشي، الزهري والثقفي أحدهما أيضا تحريف.
[7578]
مطير بن أبي خالد
عنونه ميزان الذهبي، قائلا: عن عائشة وأنس، قال أبو حاتم: متروك الحديث.
قلت: إنه الذي روى ابن عساكر - في تاريخه في عنوان أمير المؤمنين (عليه السلام) في
خبره / 155 - عن مطير أبي خالد، عن أنس ما محصله: أن بعد نزول سورة (إذا
جاء نصر الله) سأل سلمان الفارسي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى من يسند أمور الناس؟ فقال
له: " إن أخي ووزيري وخليفتي في أهل بيتي وخير من أترك بعدي علي بن أبي
طالب (1) " فإنه عرفه بروايته عن أنس؛ وفي الخبر روى عن أنس، ولابد أن قول أبي
حاتم فيه: " متروك الحديث " لروايته خلافة أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
وعملهم على عدم العمل بمثله وإن كان متواترا.
وأما إنه قال: " بن أبي خالد " والخبر بدون " بن " ولابد من سقوطه من
النسخة، ففي النسخة تصحيفات. كما أنه وإن روى مضمون الخبر بعده، تارة عن
مطر الإسكاف عن أنس، وأخرى عن مطير عن أنس، وثالثة عن مطر عن أنس.
لكن الأصل واحد ما مر.
[7579]
مطيع بن الأسود
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
أقول: هو من المؤلفة، كما صرح به أبو عمر، وخبره عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) " لا يقتل
بعد اليوم - يعني فتح مكة - قرشي صبرا " خبر موضوع منكر.

(1) تاريخ ابن عساكر: 1 / 130.
94

[7580]
المظفر بن أحمد
القزويني
قال: عده الشيخ في رجاله في من لم يرو عن الأئمة (عليهم السلام) قائلا: يكنى
أبا فرج، روى عن أبي جعفر الأسدي، وروى عنه الصفواني.
أقول: ويروي عن العباس بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر،
ويروي عنه محمد بن علي بن بشار أيضا - كما يظهر من العيون في بابه السادس
والعشرين - وخبره في الصلاة على المصلوب، قال الصدوق بعد خبره: لم أجده
في شئ من الأصول والمصنفات ولم أعرفه إلا بهذا الإسناد (1).
[7581]
المظفر بن جعفر بن محمد
بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب
قال: عده الشيخ في رجاله في من لم يرو عن الأئمة (عليهم السلام) قائلا: روى عنه
التلعكبري إجازة كتب العياشي محمد بن مسعود بن محمد بن عياش السلمي، عن
أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه أبا النضر، يكنى أبا طالب.
أقول: بل قال: " عن ابنه جعفر " لا " أبيه "، وقال: " أبي النضر " لا " أبا النضر "
والمراد أن التلعكبري روى عن هذا، عن ابن العياشي، عن أبيه كتبه.
ثم الظاهر وقوع سقط في رجال الشيخ وأنه المظفر بن جعفر بن المظفر
- الآتي - ويشهد للسقط أن الإكمال روى في باب من شاهد القائم (عليه السلام) في خبر
ترحيم الحجة (عليه السلام) بعد مولده بليلة لنسيم خادمة أبيه (عليه السلام) لما عطست عنده: " عن
أبي طالب المظفر بن جعفر بن المظفر بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن
عمر بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) " فهذا السند يشهد أنه سقط من رجال الشيخ
" المظفر بن جعفر " الثاني قبل " محمد بن عبد الله " (2).

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 200.
(2) إكمال الدين: 441.
95

[7582]
المظفر بن جعفر بن المظفر
العلوي، العمري
قال: روى المشيخة عنه، عن محمد بن مسعود، عن جعفر بن محمد، عن أبيه
أبي النضر.
أقول: بل عنه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه أبي النضر (1). والمراد أن المظفر هذا
روى عن ابن العياشي، عن العياشي.
قال المصنف: الظاهر أنه السابق، والمظفر الثاني لقب محمد أو تكرار.
قلت: بل سقط المظفر الثاني من السابق، فهو السابق يروي عنه الصدوق،
كما روى عنه التلعكبري.
[7583]
المظفر بن علي بن الحسين
الحمداني
قال، قال المنتجب: الشيخ الثقة أبو الفرج ثقة عين، وهو من سفراء الإمام
الصاحب (عليه السلام) أدرك الشيخ المفيد (2).
أقول: لم أفهم معنى قوله: " وهو من سفراء الصاحب (عليه السلام) " فإن سفراءه (عليه السلام)
كانوا أربعة ختموا بالسيمري، وسفراؤه (عليه السلام) كانوا في الغيبة الصغرى، والمفيد الذي
أدرك هذا أواخره كان تولده بعدها، فكيف هذا؟
وكيف كان: ففي البحار عن قبس المصباح، عن الطوسي والنجاشي والشيخ
الزكي أبي الفرج المظفر بن علي بن حمدان القزويني جميعا، عن المفيد (3).
[7584]
المظفر بن محمد
قال: عنونه الشيخ في الفهرست قائلا: الخراساني البلخي يكنى أبا الجيش،

(1) الفقيه: 4 / 492.
(2) الفهرست للمنتجب: 359.
(3) لم نعثر عليه.
96

متكلم له كتاب في الإمامة، وكان عارفا بالأخبار من غلمان أبي سهل النوبختي،
فمن كتبه: كتاب المثالب، سماه " فعلت فلا تلم " كبير، وله نقض كتاب العثمانية
للجاحظ، وله كتاب في الإمامة، وكان شيخنا أبو عبد الله (رحمه الله) قرأ عليه وأخذ عنه.
وعنونه ابن النديم، قائلا: كان شاعرا مجودا في أهل البيت (عليهم السلام) ومتكلما
بارعا (1).
والنجاشي، قائلا: بن أحمد أبو الجيش البلخي، متكلم مشهور الأمر، سمع
الحديث فأكثر (إلى أن قال) أخبرنا بكتبه شيخنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن
النعمان، ومات أبو الجيش سنة سبع وستين وثلاثمائة وقد قرأ على أبي سهل
النوبختي (رحمهما الله).
أقول: وعدم عنوان الشيخ في الرجال له غفلة.
[7585]
معاذ بن الأسود
بن قيس، العبدي، الكوفي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: تابعي أسند عنه.
أقول: وفي نسخة " معان ".
[7586]
معاذ بياع الأكسية
ورد في فضل تجارة الكافي (2) وهو معاذ بن كثير، الآتي.
[7587]
معاذ بن ثابت
الجوهري
قال: عنونه الشيخ في الفهرست (إلى أن قال) عن الحسين بن علي بن يوسف
المعروف بابن بقاح، عن معاذ.

(1) فهرست ابن النديم: 226.
(2) الكافي: 5 / 148.
97

وقال الوحيد: يروي عنه ابن أبي عمير.
أقول: إنما يروي ابن أبي عمير عن معاذ بن مسلم - الآتي - لا هذا، وأما هذا
فيروي عنه ابن بقاح، كما عرفته من فهرست الشيخ، وكما في المشيخة في طريق
عمرو بن جميع (1). - المتقدم - وكما في " خير نساء " الكافي (2) وغيره.
[7588]
معاذ بن جبل
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي (عليه السلام).
وعن كتاب سليم بن قيس: أنه كان من أصحاب الصحيفة التي كتبوا صحيفة
أن يزيلوا الإمامة عن علي (عليه السلام) (3). ونقل خبرا عن إرشاد الديلمي متضمنا أنه كان
يدعو بالويل والثبور لممالاته أبا بكر وعمر على علي (عليه السلام) حين احتضاره (4).
أقول: إنما عده الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) دون أصحاب
علي (عليه السلام) وإن سبقه الوسيط وقرره الجامع، وإنما عد في أصحاب علي (عليه السلام) " معاذ
ابن جميل " لا " جبل ". وكيف! وفي آخر رجال البرقي في خبر جمع أنكروا على
أبي بكر تقدمه عليه (عليه السلام): وسل عمر سيفه في الجمعة المقبلة وقال: " يضرب عنق
من قال مثل مقالتهم " ثم مضى هو وسالم ومعاذ بن جبل وأبو عبيدة شاهرين
سيوفهم حتى أخرجوا أبا بكر وأصعدوه المنبر.
وأما ما نقله من إرشاد الديلمي - وإرشاد الديلمي كتاب غير معتبر، أكثر
أخباره مراسيل مناكير - فليس بصحيح، فإنهم لم يكونوا يقرون بذلك قبل حضور
موتهم وبعده لم يمكن سماع غيرهم منهم.
وكيف كان: ففي الاستيعاب: كان معاذ باليمن أميرا، وكان أول من اتجر في
مال الله، فمكث حتى أصاب وحتى قبض النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فلما قدم قال عمر

(1) الفقيه: 4 / 476.
(2) الكافي: 5 / 325.
(3) كتاب سليم بن قيس: 109.
(4) إرشاد الديلمي: 391.
98

لأبي بكر: أرسل إلى هذا الرجل فدع له ما يعيشه وخذ سائره منه، فقال أبو بكر:
إنما بعثه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولست بآخذ منه شيئا إلا أن يعطيني.
وأقول: لم يبعثه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأكل مال الله ولا أجازه في التجارة به.
وفيه أيضا: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لمعاذ حين وجهه إلى اليمن بم تقضي؟ قال: بما
في كتاب الله، قال: فإن لم تجد؟ قال: بما في سنة رسول الله، قال: فإن لم تجد؟
قال: أجتهد رأيي، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما
يحب رسول الله.
وهو أيضا من أخبارهم الموضوعة.
وروى سنن أبي داود: أنه أم قومه فقرأ البقرة، فاعتزل أحدهم فصلى لنفسه،
ثم جاء إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فشكاه، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أفتان أنت يا معاذ؟ اقرأ:
سبح اسم (1).
وروي مثله في أخبارنا، لكن فيها: أم فأطال (2).
وفي السيرة - بعد ذكر بعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) له إلى اليمن، وسؤال امرأة عن حق
الزوج - قال: ويحك! إن المرأة لا تقدر على أداء حقه، فقالت: لئن كنت صاحب
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لتعلم ماحق الزوج، قال: ويحك! لو رجعت إليه فوجدته تنبعث
منخراه قيحا ودما فمصصت ذلك حتى تذهبيه ما أديت حقه (3).
قلت: ما قاله من جهله، فليس ما قاله حقا للزوج، وإنما حق الزوج ما قاله
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لامرأة سألته عن حقه: أن تطيعه ولا تعصيه، ولا تصدق من بيته إلا
بإذنه، ولا تصوم تطوعا إلا بإذنه، ولا تمنعه نفسها وإن كانت على ظهر قتب، ولا
تخرج من بيتها الا بإذنه (4).
هذا، وذكر أسد الغابة فيه أخبارا مجعولة كما في نظرائه.

(1) سنن أبي داود: 1 / 210.
(2) وسائل الشيعة: 5 / 470.
(3) سيرة ابن هشام: 4 / 237.
(4) الكافي: 5 / 507.
99

[7589]
معاذ بن جميل
مر في سابقه.
[7590]
معاذ بن الحارث
" الخزرجي، النجاري، المعروف بابن عفراء
قال: عده الثلاثة من أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) شهد بدرا والمشاهد كلها. وقول
الواقدي: " توفي أيام حرب علي (عليه السلام) ومعاوية بصفين " نظير قولهم: " ليت عينيه
سواء! " لعدم تبين أنه من أي الفريقين.
أقول: قول الواقدي: " بصفين " متعلق بقوله " حرب " لا بقوله " توفي " كما
توهم هذا.
وفي أسد الغابة: أن قول ابن مندة أنه زرقي وأنه قتل ببدر كلاهما وهم.
[7591]
معاذ بن الحارث
الخزرجي، النجاري، أبو حليمة
الذي شهد الخندق على قول، وشهد يوم الجسر وقتل يوم الحرة: عنونه
المصنف هكذا إجمالا، لجهل حاله مع أنه معلوم الذم، ففي أسد الغابة: أنه ممن
أقامه عمر يصلون بالناس التراويح.
ثم قتله يوم الحرة قاله أبو عمر، وأما ابن مندة وأبو نعيم فقالا: مات قبل زيد
ابن ثابت، كما أن كونه " أبا حليمة " قول. وفي أسد الغابة: وقال الطبري: يكنى
أبا الحارث.
[7592]
معاذ بن سعد
قال عدوه في الصحابة.
100

أقول: بل قالوا: " معاذ بن سعد، أو سعد بن معاذ " لكون خبره الذي مستنده
الذي رواه مالك في موطأه كذلك.
[7593]
معاذ بن عثمان
التيمي، القرشي
قال: عدوه في الصحابة.
أقول: هو أيضا كسابقه مختلف فيه، فمستنده خبر رواه ابن عيينة عن معاذ بن
عثمان أو عثمان بن معاذ.
[7594]
معاذ بن كثير
الكسائي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
وعد الإرشاد في شيوخ أصحاب الصادق (عليه السلام) وخاصته وبطانته وثقاته
الفقهاء الصالحين الراوين عنه النص على الكاظم (عليه السلام) معاذ بن كثير (1).
وروى التهذيب عن أسباط بن سالم، قال: سئل أبو عبد الله (عليه السلام) يوما - وأنا
عنده - عن معاذ بن كثير بياع الكرابيس، فقيل: ترك التجارة، فقال: عمل الشيطان!
من ترك التجارة ذهب ثلثا عقله (2).
وفي الروضة، عنه قال: نظرت إلى الموقف والناس فيه كثير (إلى أن قال) قال
أبو عبد الله (عليه السلام) ما الحج إلا لكم (3).
أقول: وعده البرقي أيضا في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: بياع الأكسية كوفي.
وروى النجاشي في ثبيت بن محمد - المتقدم - بإسناده عن هذا قال: كنت
مع أبي عبد الله (عليه السلام) ذات ليلة، فقلت: هل كان أحد عند أبيك مثلك؟ فقال

(1) إرشاد المفيد: 288.
(2) التهذيب: 7 / 4.
(3) روضة الكافي: 237.
101

أبو عبد الله (عليه السلام): لا... وذكر الحديث. وجعله المشيخة متحدا مع " معاذ بن مسلم "
الآتي.
[7595]
معاذ بن ماعض
الخزرجي، الزرقي
قال: عدوه في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وقتل ببئر معونة شهيدا.
أقول: إنما في الاستيعاب: أن قتله في بئر معونة قول الواقدي. وقال غيره:
جرح ببدر فمات منه بالمدينة.
مع أن كونه " بن ماعض " غير معلوم، ففي أسد الغابة، وقيل: " بن ناعض "
وقيل: " بن قيس ".
[7596]
معاذ بن المثنى
روى العيون في باب ما جاء عنه (عليه السلام) في الإيمان - وهو 22 -: عن سليمان
ابن أحمد اللخمي، عنه، عن أبي الصلت (1).
[7597]
معاذ بن مسلم
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر (عليه السلام) قائلا: " الهراء " وفي
أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: الهراء، الأنصاري، النحوي، الكوفي، أسند عنه.
وروى الكشي، عن حمدويه وإبراهيم، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي
عمير، عن حسين بن معاذ، عن أبيه معاذ بن مسلم النحوي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال لي: بلغني عنك أنك تقعد في الجامع فتفتي الناس؟ قال، قلت: نعم وقد أردت
أن أسألك عن ذلك قبل أن أخرج، إني أقعد في الجامع فيجيئني الرجل فيسألني

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 227، ب 22 ح 4.
102

عن الشيء، فإذا عرفته بالخلاف لكم أخبرته بما يقولون، ويجيء الرجل أعرفه
بحبكم ومودتكم فأخبره بما جاء عنكم، ويجيء الرجل لا أعرفه ولا أدري من
هو، فأقول جاء عن فلان كذا وجاء عن فلان كذا فأدخل قولكم في ما بين ذلك،
فقال لي: اصنع كذا، فإني كذا أصنع (1). وروى نحوه قضاء التهذيب (2).
أقول: ومر في " محمد بن الحسن بن أبي سارة " قول النجاشي: وابن عم
محمد بن الحسن معاذ بن مسلم بن أبي سارة، وهم أهل بيت فضل وأدب، وعلى
معاذ ومحمد تفقه الكسائي علم العرب، والكسائي والفراء يحكون في كتبهم كثيرا:
قال أبو جعفر الرواسي ومحمد بن الحسن؛ وهم ثقات لا يطعن عليهم بشيء.
ولكن مر عن الحموي والسيوطي كون هذا عم ذاك.
وكيف كان: فالظاهر أن الخلاصة وثقه من قول النجاشي ثمة.
قال المصنف: عن السيوطي في طبقات الشيعة: أن معاذ بن مسلم شيعي من
رواة جعفر ومن أعيان النحاة، وأول من وضع علم الصرف، وقول الكافيجي: إن
واضعه معاذ بن جبل خطأ، ويقال له: " الهراء " لأنه كان يبيع الثياب الهروية (3).
قلت: بل في طبقات النحاة لا طبقات الشيعة، وطبقات الشيعة كتاب سعد بن
عبد الله القمي، لا السيوطي.
قال المصنف: أبدل ابن داود " الهراء " بالفراء، ويساعد عليه ما في قضاء
التهذيب: عبد الله بن المغيرة عن معاذ الفراء، وكان أبو عبد الله يسميه النحوي (4).
قلت: بل كل منهما من تصحيف النساخ، فاتفق الشيخ - في الرجال - والبرقي
على الهراء وصرح السيوطي والجوهري والفيروز آبادي والزمخشري أنه كان
يبيع الهروية. ومر أخوه " عمر بن مسلم الهراء " وورد في نوادر صوم الفقيه (5).
قال المصنف: وفي نوادر صوم الفقيه: في رواية حذيفة بن منصور عن معاذ بن
كثير، ويقال له: معاذ بن مسلم الهراء.

(1) الكشي: 252.
(2) التهذيب: 6 / 225.
(3) بغية الوعاة: 393.
(4) التهذيب: 6 / 225.
(5) الفقيه: 2 / 169.
103

قلت: ورواه الخصال كذلك، ومضمون خبره: كون شهر رمضان ثلاثين لا
ينقص أبدا (1). ولو كان قوله: " ويقال له معاذ بن مسلم الهراء " كلام حذيفة - كما هو
ظاهر تعبير الصدوق - لكان قوله باتحادهما مقدما على قول غيره. لكن الظاهر
كونه من اجتهاد الصدوق، فرواه الكافي بدونه (2)، وقد عنون الشيخ - في الرجال -
والبرقي كلا منهما، وورد الخبر بكل منهما ووصف " بن كثير " ب‍ " بياع الكرابيس "
و " بياع الأكسية " ووصف " بن مسلم " ب‍ " الهراء " و " النحوي ".
هذا، والظاهر سقوط فقرة " رحمك الله " من آخر خبر الكشي، كما رواه التهذيب.
[7598]
معاذ بن يزيد بن السكن ومعاذ بن يزيد
قال: عدوهما في الصحابة.
أقول: لم يعدوا " معاذ بن يزيد " غير واحد، وإنما أسد الغابة عنونه بلفظ الأول
وذكر أخته وابن أخته، ثم للفصل كرر اسمه بلفظ الثاني.
[7599]
معاذ بن عمرو (3)
النهرواني، الكندي
قال: عده أبو موسى من الصحابة.
أقول: إنما صرح أبو موسى بأنه في النسخة غير معلوم هل هو " معاز " بالزاي
أو " معان " بالنون؟
[7600]
المعافي بن زكريا
أبو الفرج، النهرواني، القاضي، المعروف بابن طراز
عنونه الخطيب، قائلا: كان يذهب إلى مذهب ابن جرير الطبري، وكان من

(1) الخصال: 529.
(2) الكافي: 6 / 25.
(3) كذا في الملحقات، والصواب عنوانه قبل، بعد " معاذ بن عثمان ".
104

أعلم الناس في وقته بالفقه والنحو واللغة وأصناف الأدب، قال البرقاني: لكن كثير
الرواية للأحاديث التي يميل إليها الشيعة، مات سنة 390 (1).
[7601]
معافى بن عمران
قال: عنونه الشيخ في الفهرست، قائلا: له كتاب رواه محمد بن عبد الله بن
عمار.
أقول: وعنونه الخطيب، قائلا: أبو مسعود الأزدي الموصلي، رحل في
الحديث إلى البلدان النائية وجالس العلماء، ولزم سفيان الثوري فتفقه به وبآدابه
وأكثر الكتاب عنه وعن غيره، فصنف كتبا في السنن والزهد والأدب (إلى أن قال)
كان سفيان الثوري يقول للمعافى: أنت كاسمك، وكان يسميه الياقوتة، قال محمد
ابن عبد الله بن عمار: مات المعافى سنة خمس وثمانين ومائة (2).
ثم المفهوم من سكوت الخطيب عن مذهبه عاميته، ولم يعلم تصنيفه كتابا
مربوطا بالإمامية كالطبري في تأليفه طرق غدير خم، فيكون عنوان الشيخ في
الفهرست له في غير محله ولم يعنونه في الرجال، والنجاشي. بل المفهوم من
الخطيب في معاوية كونه من النصاب، فروى أن رجلا قال له: أين عمر بن
عبد العزيز من معاوية، فغضب من ذلك غضبا شديدا! وقال: لا يقاس بأصحاب
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أحد؛ معاوية صاحبه وصهره وكاتبه وأمينه على وحي الله وقد قال
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): دعوا لي أصحابي وأصهاري فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة
والناس أجمعين (3).
[7602]
معاوية بن أبي سفيان
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).

(1) تاريخ بغداد: 13 / 226 - 227 و 228 و 229.
(2) تاريخ بغداد: 13 / 226 - 229.
(3) تاريخ بغداد: 1 / 207.
105

أقول: روى نصر بن مزاحم في صفينه، عن الحكم بن ظهير، عن إسماعيل،
عن الحسن والحكم، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن ابن
مسعود، قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " إذا رأيتم معاوية يخطب على منبري فاضربوا
عنقه " قال الحسن: فما فعلوا ولا أفلحوا.
وعن عمرو بن ثابت، عن إسماعيل، عن الحسن، قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " إذا
رأيتم معاوية يخطب على منبري فاقتلوه " قال: فحدثني بعضهم قال: قال أبو سعيد
الخدري: فلم نفعل ولم نفلح (1).
قلت: ومر في عبد الرحمن بن سهل أنه قال في زمن عثمان في إمارة معاوية
من قبله على الشام: أحلف بالله! لو بقيت حتى أرى في معاوية ما سمعت من
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيه لأبقرن بطنه أو لأموتن دونه (2).
وعن عبد العزيز بن الخطاب، عن صالح بن أبي الأسود، عن إسماعيل، عن
الحسن، قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا رأيتم معاوية على منبري يخطب فاقتلوه (3).
وعن يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي
حرب بن أبي الأسود، عن رجل من أهل الشام، عن أبيه، قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
يقول: " شر خلق الله خمسة: إبليس، وابن آدم - الذي قتل أخاه - وفرعون
ذو الأوتاد، ورجل من بني إسرائيل ردهم عن دينهم، ورجل من هذه الأمة يبايع
على كفره عند باب لد " قال الرجل: " إني لما رأيت معاوية يبايع عند باب لد ذكرت
قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فلحقت بعلي (عليه السلام).
وعن يحيى بن يعلى، عن الأعمش، عن خيثمة، قال عبد الله بن عمر: إن
معاوية في تابوت في الدرك الأسفل من النار، ولولا كلمة فرعون: " أنا ربكم
الأعلى " ما كان أحد أسفل من معاوية.
وعن يحيى بن يعلى بن عبد الجبار بن عباس، عن عمار الدهني عن أبي

(1) وقعة صفين: 216.
(2) مر في: ج 6، رقم 4026.
(3) وقعة صفين: 221.
106

المثنى، عن عبد الله بن عمر قال: ما بين تابوت معاوية وتابوت فرعون إلا درجة،
وما انخفضت تلك الدرجة إلا أنه قال: أنا ربكم الأعلى.
وعن محمد بن فضيل، عن أبي حمزة الثمالي، عن سالم بن أبي الجعد، عن
عبد الله بن عمر، قال: إن تابوت معاوية في النار فوق تابوت فرعون، وذلك بأن
فرعون قال: أنا ربكم الأعلى.
وعن جعفر الأحمر، عن ليث، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمر، قال: قال
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): يموت معاوية على غير الإسلام.
وعنه، عنه عن محارب بن زياد، عن جابر بن عبد الله، قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):
يموت معاوية على غير ملتي.
وعن شريك، عن ليث، عن طاوس، عن عبد الله بن عمر، قال: أتيت
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فسمعته يقول: " يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت حين يموت
وهو على غير سنتي " فشق علي ذلك وتركت أبي يلبس ثيابه ويجيء، فطلع
معاوية.
وعن عبد الغفار بن القاسم، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب، قال:
أقبل أبو سفيان ومعه معاوية، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " اللهم العن التابع والمتبوع اللهم
عليك بالاقيعس " فقال ابن البراء لأبيه: من الأقيعس؟ قال: معاوية.
وعن بليد بن سليمان، عن الأعمش، عن علي بن الأقمر، قال: وفدنا على
معاوية وقضينا حوائجنا، ثم قلنا: لو مررنا برجل قد شهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعاينه،
فأتينا عبد الله بن عمر، فقلنا: يا صاحب رسول الله حدثنا ما شهدت ورأيت، قال:
إن هذا أرسل إلي - يعني معاوية - فقال: لئن بلغني أنك تحدث لأضربن عنقك (إلى
أن قال) رأيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أرسل إلى معاوية يدعوه - وكان يكتب بين يديه -
فجاء الرسول فقال: هو يأكل [فأعاد عليه الرسول الثانية فقال: هو يأكل، فأعاد
عليه الرسول الثالثة فقال هو يأكل] (1) فقال: لا أشبع الله بطنه! فهل ترونه يشبع؟

(1) ما بين المعقوفتين لم يرد في وقعة صفين.
107

وخرج من فج فنظر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أبي سفيان وهو راكب، ومعاوية وأخوه،
أحدهما قائد والآخر سائق، فلما نظر إليهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " اللهم العن القائد
والسائق والراكب " قلنا: أنت سمعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: نعم، وإلا فصمتا أذناي،
كما عميتا عيناي.
وعن قيس بن الربيع وسليمان بن قرم، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن
الحارث بن سعيد، عن علي (عليه السلام) قال: رأيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في النوم، فشكوت إليه
ما لقيت من أمته من الأود واللدد، فقال: " انظر " فإذا عمرو بن العاص ومعاوية
معلقين منكسين تشدخ رؤوسهما بالصخر.
وعن أبي عبد الرحمن، عن العلاء بن يزيد القرشي، عن جعفر بن محمد قال:
دخل زيد بن أرقم على معاوية، فإذا عمرو بن العاص جالس معه على السرير،
فلما رأى ذلك زيد جاء حتى رمى بنفسه بينهما، فقال له عمرو بن العاص: أما
وجدت لك مجلسا إلا أن تقطع بيني وبين معاوية، فقال زيد: إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) غزا
غزوة وأنتما معه، فرآكما مجتمعين فنظر إليكما نظرا شديدا، ثم رآكما اليوم الثاني
والثالث، كل ذلك يديم النظر إليكما، فقال في اليوم الثالث: إذا رأيتم معاوية
وعمرو بن العاص مجتمعين ففرقوا بينهما فإنهما لن يجتمعا على خير.
وعن محمد بن فضيل، عن يزيد بن أبي زياد، عن سليمان بن عمرو بن
الأحوص الأزدي قال: أخبرني أبو هلال أنه سمع أبا برزة الأسلمي أنهم كانوا مع
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فسمعوا غناءا فتشرفوا له، فقام رجل فاستمع له، وذاك قبل أن يحرم
الخمر، فأتاهم ثم رجع فقال: هذا معاوية وعمرو بن العاص يجيب أحدهما الآخر
وهو يقول:
يزول حواري تلوح عظامه * زوى الحرب عنه أن يحس فيقبرا
فرفع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يديه فقال: اللهم أركسهم في الفتنة ركسا، اللهم دعهم
إلى النار دعا (1).

(1) وقعة صفين: 217 - 220.
108

وروى أبو الفرج في مقاتله بأسانيد، عن سفيان بن الليل، عن الحسن بن
علي (عليه السلام) - في وجه بيعته مع معاوية - قال: وإني سمعت عليا (عليه السلام) يقول: سمعت
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: لا تذهب الليالي والأيام حتى يجتمع أمر هذه الأمة على رجل
واسع السرم ضخم البلعوم، يأكل ولا يشبع، ولا ينظر الله إليه، ولا يموت حتى
لا يكون له في السماء عاذر ولا في الأرض ناصر، وأنه لمعاوية.
وبإسناده عن أبي إسحاق قال: سمعت معاوية بالنخيلة يقول: ألا إن كل شيء
أعطيته الحسن بن علي تحت قدمي هاتين لا أفي به. قال أبو إسحاق: وكان والله
غدارا.
وعن سعيد بن سويد قال: صلى بنا معاوية بالنخيلة الجمعة في الصحن، ثم
خطبنا، فقال: والله إني ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولا لتحجوا ولا لتزكوا أنكم
تفعلون ذلك، إنما قاتلتكم لأتأمر عليكم، وقد أعطاني الله ذلك وأنتم كارهون. قال
شريك في حديثه: هذا هو التهتك.
وعن حبيب بن أبي ثابت قال: لما بويع معاوية خطب فذكر عليا (عليه السلام) فنال منه
ونال من الحسن (عليه السلام) فقام الحسين (عليه السلام) ليرد عليه، فأخذ الحسن (عليه السلام) بيده
فأجلسه، ثم قال، فقال: " أيها الذاكر عليا، أنا الحسن وأبي علي وأنت معاوية
وأبوك صخر، وأمي فاطمة وأمك هند، وجدي رسول الله وجدك حرب، وجدتي
خديجة وجدتك قتيلة، فلعن الله أخملنا ذكرا وألأمنا حسبا وشرنا قدما وأقدمنا
كفرا ونفاقا ". فقال طوائف من أهل المسجد: آمين، قال فقال يحيى بن معين:
ونحن نقول آمين، قال أبو عبيد: ونحن أيضا نقول: آمين (1).
قال أبو الفرج: وأنا أقول: آمين.
وفي مروج المسعودي - في سنة 212 -: نادى منادي المأمون: برئت الذمة
من أحد من الناس ذكر معاوية بخير أو قدمه على أحد من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
وتنازع الناس في السبب الذي من أجله أمر بالنداء في أمر معاوية، فقيل في ذلك

(1) مقاتل الطالبيين: 44 - 46.
109

أقاويل، منها: أن بعض سماره حدث بحديث عن مطرف بن مغيرة بن شعبة الثقفي.
وقد ذكر هذا الخبر ابن بكار في كتابه المعروف بالموفقيات التي صنفها للموفق،
قال: سمعت المدائني يقول: قال مطرف بن المغيرة بن شعبة: وفدت مع أبي على
معاوية، فكان أبي يأتيه يتحدث عنده ثم ينصرف إلي فيذكر معاوية ويذكر عقله
ويعجب مما يرى منه؛ إذ جاء ذات ليلة فأمسك عن العشاء، فرأيته مغتما، فانتظرته
ساعة وظننت أنه لشيء حدث فينا أو في عملنا، فقلت: له: مالي أراك مغتما منذ
الليلة؟ قال يا بني، إني جئت من عند أخبث الناس! قلت له: وما ذاك؟ قال: قلت له
- وقد خلوت به -: إنك قد بلغت منا، فلو أظهرت عدلا وبسطت خيرا فإنك قد
كبرت، ولو نظرت إلى إخوتك من بني هاشم فوصلت أرحامهم؛ فوالله ما عندهم
اليوم شيء تخافه، فقال لي: هيهات هيهات! ملك أخو تيم فعدل وفعل ما فعل،
فوالله ما عدا أن هلك فهلك ذكره إلا أن يقول قائل: " أبو بكر " ثم ملك أخو عدي،
فاجتهد وشمر عشر سنين، فو الله ما عدا أن هلك فهلك ذكره إلا أن يقول قائل:
" عمر " ثم ملك أخونا عثمان، فملك رجل لم يكن أحد في مثل نسبه، فعمل ما
عمل وعمل به، فو الله ما عدا أن هلك فهلك ذكره وذكر ما فعل به، وأن أخا هاشم
يصرخ به في كل يوم خمس مرات " أشهد أن محمدا رسول الله " فأي عمل يبقى
مع هذا لا أم لك! والله إلا دفنا دفنا " وأن المأمون لما سمع هذا الخبر بعثه ذلك على
أن أمر بالنداء على حسب ما وصفنا، وأنشئت الكتب إلى الآفاق بلعنه على المنابر،
فأعظم الناس ذلك وأكبروه، واضطربت العامة فأشير عليه بترك ذلك، فأعرض
عما كان هم به (1).
وفي شرح ابن أبي الحديد: روى أحمد بن أبي طاهر في كتاب أخبار الملوك:
أن معاوية سمع المؤذن يقول: " أشهد أن محمدا رسول الله " فقال: لله أبوك يا بن
عبد الله! لقد كنت عالي الهمة، ما رضيت لنفسك إلا أن يقرن اسمك باسم رب
العالمين (2).

(1) مروج الذهب: 3 / 454.
(2) شرح نهج البلاغة: 10 / 101.
110

وفيه: جاء النعمان بن بشير في جماعة من الأنصار إلى معاوية وشكوا إليه
فقرهم، وقالوا: لقد صدق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في قوله لنا: " ستلقون بعدي أثرة " فقد
لقيناها، قال معاوية: فماذا قال لكم؟ قالوا: قال لنا: " فاصبروا حتى تردوا علي
الحوض " قال: فافعلوا ما أمركم به، عساكم تلاقونه عند الحوض كما أخبركم،
وحرمهم ولم يعطهم شيئا. وبهذا الخبر كفر كثير من أصحابنا معاوية باستهزائه بخبر
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (1).
وفيه: قال أبو جعفر الإسكافي: روى الواقدي أن معاوية لما عاد من العراق
إلى الشام - بعد بيعة الحسن (عليه السلام) له - خطب، فقال: إن النبي قال لي: " إنك ستلي
الخلافة من بعدي، فاختر الأرض المقدسة فإن فيها الأبدال " وقد اخترتكم فالعنوا
أبا تراب، فلعنوه، فلما كان من الغد كتب كتابا ثم جمعهم فقرأه عليهم، فيه: هذا
كتاب كتبه أمير المؤمنين معاوية صاحب وحي الله الذي بعث محمدا نبيا، وكان
أميا لا يقرأ ولا يكتب، فاصطفى له من أهله وزيرا كاتبا أمينا، فكان الوحي ينزل
على محمد وأنا أكتبه وهو لا يعلم ما أكتب، فلم يكن بيني وبين الله أحد من خلقه.
فقال له الحاضرون كلهم: صدقت (2).
وفي تاريخ الطبري: وفي سنة 284 عزم المعتضد على لعن معاوية على
المنابر وأمر بإنشاء كتاب بذلك يقرأ على الناس (إلى أن قال) وتقدم إلى الشراب
والذين يسقون الماء في الجامعين ألا يترحموا ولا يذكروه بخير، وتحدث الناس
أن الكتاب الذي أمر المعتضد بإنشائه بلعن معاوية يقرأ بعد صلاة الجمعة على
المنبر، فلما صلى الناس الجمعة بادروا إلى المقصورة ليسمعوا قراءة الكتاب فلم
يقرأ؛ فذكر أن المعتضد أمر بإخراج الكتاب الذي كان المأمون أمر بإنشائه بلعن
معاوية، فأخرج له من الديوان، فأخذ من جوامعه نسخة هذا الكتاب، وذكر أنها
نسخة الكتاب الذي أنشئ للمعتضد بالله:

(1) شرح نهج البلاغة: 6 / 32.
(2) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 4 / 72.
111

بسم الله الرحمن الرحيم (إلى أن قال) وكان ممن عاند الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ونابذه
وكذبه وحاربه من عشيرته العدد الأكثر والسواد الأعظم (إلى أن قال) وأولهم في
كل حرب ومناصبة، لا يرفع على الإسلام راية إلا كان صاحبها وقائدها ورئيسها
في كل مواطن الحرب - من بدر وأحد والخندق والفتح - أبو سفيان بن حرب
وأشياعه من بني أمية، الملعونين في كتاب الله، ثم الملعونين على لسان رسوله في
عدة مواطن وعدة مواضع، لماضي علم الله فيهم وفي أمرهم ونفاقهم وكفر
أحلامهم، فحارب مجاهدا ودافع مكابدا وأقام منابذا حتى قهره السيف وعلا
أمر الله وهم كارهون؛ فتقول بالإسلام غير منطو عليه، وأسر الكفر غير مقلع عنه،
فعرفه بذلك الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والمسلمون وميز له المؤلفة قلوبهم، فقبله وولده على
علم منه؛ فمما لعنهم الله به على لسان نبيه وأنزل به كتابا قوله تعالى: (والشجرة
الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا) ولا اختلاف بين أحد
أنه أراد بها بني أمية.
ومنه قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) - وقد رآه مقبلا على حمار ومعاوية يقود به ويزيد
ابنه يسوق به -: لعن الله القائد والراكب والسائق.
ومنه ما يرويه الرواة من قوله: " يا بني عبد مناف! تلقفوها تلقف الكرة، فما
هناك جنة ولا نار " فهذا كفر صراح يلحقه به اللعنة من الله كما لحقت الذين كفروا
من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون.
ومنه ما يروون من وقوفه على ثنية أحد - بعد ذهاب بصره - وقوله لقائده:
هاهنا ذببنا محمدا وأصحابه.
ومنه الرؤيا التي رآها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فوجم لها فما رئي ضاحكا بعدها، فأنزل
الله (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس) فذكروا أنه رأى نفرا من بني
أمية ينزون على منبره.
ومنه طرد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الحكم بن أبي العاص لحكايته إياه وألحقه الله
بدعوة رسوله آية باقية حين رآه يتخلج، فقال له: " كن كما أنت " فبقي على ذلك
112

سائر عمره، إلى ما كان من مروان في افتتاحه أول فتنة كانت في الإسلام واحتقابه
لكل دم حرام سفك فيها أو أريق بعدها.
ومنه ما أنزل الله على نبيه في سورة القدر: (ليلة القدر خير من ألف شهر)
من ملك بني أمية.
ومنه أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دعا بمعاوية ليكتب بأمره بين يديه، فدافع بأمره واعتل
بطعامه، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " لا أشبع الله بطنه " فبقي لا يشبع، ويقول: والله ما أترك
الطعام شبعا ولكن إعياءا.
ومنه أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " يطلع من هذا الفج رجل من أمتي يحشر على غير
ملتي " فطلع معاوية.
ومنه أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه.
ومنه الحديث المرفوع المشهور أنه قال: إن معاوية في تابوت من نار في
أسفل درك منها ينادي يا حنان يا منان، الآن وقد عصيت قبل وكنت من
المفسدين.
ومنه انبراؤه بالمحاربة لأفضل المسلمين في الإسلام مكانا وأقدمهم إليه سبقا
وأحسنهم فيه أثرا وذكرا علي بن أبي طالب (عليه السلام) ينازعه حقه بباطله ويجاهد
أنصاره بضلاله وغواته، ويحاول ما لم يزل هو وأبوه يحاولانه من إطفاء نور الله
وجحود دينه، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون، يستهوي أهل الغباوة
ويموه على أهل الجهالة بمكره وبغيه اللذين قدم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الخبر عنهما، فقال
لعمار: " تقتلك الفئة الباغية تدعوهم إلى الجنة ويدعونك إلى النار " مؤثرا للعاجلة
كافرا بالآجلة، خارجا من ربقة الإسلام، مستحلا للدم الحرام حتى سفك في فتنته
وعلى سبيل ضلالته مالا يحصى عدده من خيار المسلمين الذابين عن دين الله
والناصرين لحقه، مجاهدا لله مجتهدا في أن يعصى الله فلا يطاع وتبطل أحكامه
فلا تقام ويخالف دينه فلا يدان، وأن تعلو كلمة الضلالة وترتفع دعوة الباطل
- وكلمة الله هي العليا ودينه المنصور وحكمه المتبع النافذ وأمره الغالب، وكيد من
113

حاده المغلوب الداحض - حتى احتمل أوزار تلك الحروب وما اتبعها وتطوق
تلك الدماء وما سفك بعدها، وسن سنن الفساد التي عليه إثمها وإثم من عمل بها
إلى يوم القيامة، وأباح المحارم لمن ارتكبها، ومنع الحقوق أهلها، واغتره الإملاء
واستدرجه الإمهال، والله له بالمرصاد.
ثم مما أوجب الله له به اللعنة قتله من قتل صبرا من خيار الصحابة والتابعين
وأهل الفضل والديانة - مثل عمرو بن الحمق وحجر بن عدي، فيمن قتل أمثالهم -
في أن يكون له العزة والملك والغلبة - ولله العزة والملك والقدرة - فالله عزوجل
يقول: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه
وأعد له عذابا عظيما).
ومما استحق به اللعنة من الله ورسوله ادعاؤه زياد بن سمية جرءة على الله،
والله تعالى يقول: (أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله) والرسول يقول: " ملعون
من ادعى إلى غير أبيه وانتمى إلى غير مواليه " ويقول: " الولد للفراش وللعاهر
الحجر "، فخالف حكم الله عزوجل وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) جهارا وجعل الولد لغير
الفراش، والعاهر لا يضره عهره، فأدخل بهذه الدعوة من محارم الله ومحارم
رسوله في أم حبيبة زوجة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وفي غيرها من سفور وجوه ما قد حرمه
الله وأثبت بها قربى قد باعدها الله، وأباح بها ما قد حظره الله مما لم يدخل على
الإسلام خلل مثله ولم ينل الدين تبديل شبهه.
ومنه إيثاره بدين الله ودعاؤه عباد الله إلى ابنه يزيد السكير الخمير صاحب
الديوك والفهود والقرود، وأخذه البيعة له على خيار المسلمين بالقهر والسطوة
والتوعيد والإخافة والتهدد والرهبة، وهو يعلم سفهه ويطلع على خبثه ورهقه
ويعاين سكرانه وفجوره وكفره، فلما تمكن منه ما مكنه منه ووطأه له وعصى الله
ورسوله فيه طلبه بثارات المشركين وطوائلهم عند المسلمين، فأوقع بأهل الحرة
الوقيعة التي لم يكن في الإسلام أشنع منها ولا أفحش مما ارتكب من الصالحين
فيها وشفى بذلك عند نفسه غليله، وظن أن قد انتقم من أولياء الله وبلغ النوى
114

لأعداء الله، فقال مجاهرا بكفره ومظهرا لشركه:
ليت أشياخي ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الأسل
قد قتلنا القوم من ساداتكم * وعدلنا ميل بدر فاعتدل
فأهلوا واستهلوا فرحا * ثم قالوا: يا يزيد لا تشل
لست من خندف إن لم أنتقم * من بني أحمد ما كان فعل
لعبت هاشم بالملك فلا * خبر جاء ولا وحي نزل
هذا هو المروق من الدين، وقول من لا يرجع إلى الله ولا إلى دينه ولا إلى
كتابه ولا إلى رسوله ولا يؤمن بالله ولا بما جاء من عنده.
ثم من أغلظ ما انتهك وأعظم ما اخترم سفكه دم الحسين بن علي وابن فاطمة
بنت الرسول مع موقعه من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ومكانه منه ومنزلته من الدين والفضل
وشهادة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) له ولأخيه بسيادة شباب أهل الجنة اجتراءا على الله (إلى
أن قال) خوف المعتضد بتحرك العامة فما سكت وقال: " إذن وضعت سيفي فيهم "
فخوف بالطالبيين لأن في الكتاب إطراءهم، فأمسك (1).
وفي سيرة ابن هشام: قال ابن إسحاق: وحدثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة
ابن الأخنس أن معاوية بن أبي سفيان كان إذا سئل عن مسرى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:
كانت رؤيا من الله صادقة (2).
قلت: هل كلامه إلا تكذيب لقوله تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من
المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو
السميع البصير) وقصد في وصفه الرؤيا بصادقة إخفاء تكذيبه.
وفي مقاتل الطالبيين، لأبي الفرج: وأراد معاوية البيعة لابنه يزيد، فلم يكن
شيء أثقل عليه من أمر الحسن بن علي (عليه السلام) حدثني أحمد بن عبيد الله بن عمار،
قال: حدثنا عيسى بن مهران، قال: حدثنا عبيد بن الصباح الخزاز، قال: حدثنا

(1) تاريخ الطبري: 10 / 54 - 63.
(2) السيرة النبوية: 2 / 40.
115

جرير، عن مغيرة قال: أرسل معاوية إلى ابنة الأشعث أني مزوجك بيزيد ابني على
أن تسمي الحسن بن علي، وبعث إليها بمائة ألف درهم؛ فسوغها المال ولم يزوجها
منه... الخ (1).
وفي شرح ابن أبي الحديد: روى أبو عبد الله البصري المتكلم، عن نصر بن
عاصم الليثي، عن أبيه قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - في خبر -: رب يوم لأمتي من
معاوية ذي الأستاه. قالوا: يعني العجز الكبير (2).
وفي أسد الغابة - في عنوان عاصم بن عمرو الكناني الليثي، عن ابن عبد البر
وابن مندة وأبي نعيم - روى عنه ابنه نصر أنه قال: دخلت مسجد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
وأصحابه يقولون: نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله! قلت: مم ذاك؟ قالوا:
إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يخطب آنفا فقام رجل فأخذ بيد ابنه فخرجا، فقال
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): لعن الله القائد والمقود، ويل لهذه الأمة من فلان ذي الأستاه!
وفي شرح ابن أبي الحديد: وروى الجاحظ في سفيانيته عن أبي ذر - في خبر
- قال لمعاوية: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: " است معاوية في النار " فضحك وأمر
بحبسه، فكتب إلى عثمان فيه، فكتب عثمان إلى معاوية: أن احمل جنيدبا على
أغلظ مركب وأوعره، فوجه به من سار به الليل والنهار وحمله على شارف ليس
عليها قتب حتى قدم به المدينة، وقد سقط لحم فخذيه من الجهد (3).
وفيه: نقل الفقهاء والمحدثون عن أبي الدرداء أنه قال لمعاوية: إني سمعت
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: " إن الشارب في آنية الذهب والفضة لتجرجر في جوفه نار
جهنم "، فقال معاوية: أما أنا فلا أرى بذلك بأسا، فقال أبو الدرداء: من عذيري
من معاوية! أنا أخبره عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يخبرني عن رأيه، لا أساكنك
بأرض أبدا (4).

(1) مقاتل الطالبيين: 47 - 48.
(2) شرح نهج البلاغة: 4 / 79.
(3) شرح نهج البلاغة: 8 / 258.
(4) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 5 / 130.
116

وأقول: عذيره فاروقهم حيث استعمله مع علمه بكفره ودرجة عداوته مع الله
ورسوله وحد خبثه ودهائه، ولقد كان يحتج لوجوب طاعته باستعمال عمر له، كما
أن بتدبيره الأمر لعثمان الذي كانت ولايته ولاية معاوية، بل باقي بني أمية ولاه
وولاهم.
وفي الطبري: ذم معاوية عند عمر يوما، فقال: دعونا من ذم فتى قريش من
يضحك في الغضب ولا ينال ما عنده إلا على الرضا ولا يأخذ ما فوق رأسه إلا من
تحت قدميه (1).
وفي بلاغات أحمد بن أبي طاهر: أنه لما أتى نعي يزيد بن أبي سفيان قيل لهند
- أمه -: إنا لنرجو أن يكون في معاوية خلف منه، قالت: أو مثل معاوية يكون خلفا
من أحد! والله لو جمعت العرب من أقطارها ثم رمي به فيها لخرج من أيها شاء.
وقيل لها: إن عاش معاوية ساد قومه، فقالت: ثكلته إن لم يسد إلا قومه (2).
وفي الطبري: قال عمرو بن العاص: ما رأيت معاوية متكئا قط واضعا إحدى
رجليه على الأخرى كاسرا عينه يقول لرجل تكلم إلا رحمته (3).
وفيه: قال فليح: أخبرت أن عمرو بن العاص وفد إلى معاوية ومعه أهل مصر،
فقال لهم عمرو: أنظروا إذا دخلتم على ابن هند فلا تسلموا عليه بالخلافة، فإنه
أعظم لكم في عينه، وصغروه ما استطعتم. فلما قدموا عليه قال معاوية لحجابه: إني
أعرف ابن النابغة وقد صغر أمري عند القوم، فانظروا إذا دخل الوفد فتعتعوهم أشد
تعتعة تقدرون عليها، فلا يبلغني رجل منهم إلا وقد همته نفسه بالتلف؛ فكان أول
من دخل عليه رجل من أهل مصر يقال له: " ابن الخياط " فدخل وقد تعتع، فقال:
السلام عليك يا رسول الله، فتتابع القوم على ذلك، فلما خرجوا قال لهم عمرو بن
العاص: لعنكم الله! نهيتكم أن تسلموا عليه بالإمارة فسلمتم عليه بالنبوة.
وفيه: خرج عمر إلى الشام فرأى معاوية في موكب يتلقاه وراح إليه في

(1) لم نعثر عليه.
(2) بلاغات النساء: 142.
(3) تاريخ الطبري: 5 / 335.
117

موكب، فقال له عمر: تروح في موكب وتغدو في مثله، وبلغني أنك تصبح في
منزلك وذوو الحاجات ببابك! قال: إن العدو بها قريب منا ولهم عيون وجواسيس،
فأردت أن يروا للإسلام عزا، فقال له عمر: إن هذا لكيد رجل لبيب أو خدعة رجل
أريب، فقال معاوية: مرني بما شئت أصر إليه، قال: ويحك! ما ناظرتك في أمر
أعيب عليك فيه إلا تركتني ما أدري آمرك أم أنهاك.
وفيه: قال عمر: تذكرون كسرى وقيصر ودهاءهما وعندكم معاوية (1).
ومن الغريب! أن الخطيب الناصبي قال: كان معاوية يقول: " لقيت النبي
فوضعت عنده إسلامي ". وروى عن المعافى بن عمران أن رجلا قال له: أين عمر
ابن عبد العزيز من معاوية؟ فغضب من ذلك غضبا شديدا وقال: لا يقاس بأصحاب
النبي أحد، معاوية صاحبه وصهره وكاتبه وأمينه على وحي الله، وقد قال النبي:
" دعوا لي أصحابي وأصهاري، فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس
أجمعين ". وروى عن عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني قال: قال النبي في معاوية
" اللهم اجعله هاديا واهده واهد به ". وروى عن الربيع بن نافع قال: معاوية بن
أبي سفيان ستر أصحاب النبي، فإذا كشف الرجل الستر اجترئ على ما وراءه (2).
وأقول: صدق الرجل وأن معاوية ستر الصحابة التي قال، ستر صديقهم
وفاروقهم.
ففي مروج المسعودي وصفين نصر بن مزاحم وغيرهما: كتب محمد بن
أبي بكر إلى معاوية - بعد ذكر بعث الله نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) -: فكان أول من أجاب وأناب
وصدق ووافق وأسلم وسلم أخوه وابن عمه علي بن أبي طالب (عليه السلام) فصدقه بالغيب
المكتوم وآثره على كل حميم، فوقاه كل هول، وواساه بنفسه في كل خوف،
فحارب حربه وسالم سلمه، فلم يبرح مبتذلا لنفسه في ساعات الأزل ومقامات
الروع، حتى برز سابقا لا نظير له في جهاده ولا مقارب له في فعله؛ وقد رأيتك

(1) تاريخ الطبري: 5 / 330 - 331.
(2) تاريخ بغداد: 1 / 207 - 209.
118

تساميه وأنت أنت، وهو هو المبرز السابق في كل خير، أول الناس إسلاما،
وأصدق الناس نية، وأطيب الناس ذرية، وأفضل الناس زوجة، وخير الناس ابن
عم؛ وأنت اللعين ابن اللعين، ثم لم تزل أنت وأبوك تبغيان الغوائل لدين الله،
وتجهدان على إطفاء نور الله، وتجمعان على ذلك الجموع، وتبذلان فيه المال،
وتحالفان فيه القبائل، على ذلك مات أبوك وعلى ذلك خلفته. والشاهد عليك
بذلك من يأوي ويلجأ إليك من بقية الأحزاب ورؤوس النفاق والشقاق
للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم). والشاهد لعلي (عليه السلام) مع فضله المبين وسبقه القديم أنصاره الذين
ذكروا بفضلهم في القرآن فأثنى الله عليهم، من المهاجرين والأنصار، فهم معه
عصائب وكتائب حوله، يجالدون بأسيافهم، ويهريقون دماءهم دونه، يرون الفضل
في اتباعه والشقاء في خلافه. فكيف يالك الويل! تعدل نفسك بعلي (عليه السلام) وهو
وارث الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ووصيه، وأبو ولده، وأول الناس له اتباعا وآخرهم به عهدا،
يخبره بسره ويشركه في أمره. وأنت عدوه وابن عدوه، فتمتع ما استطعت بباطلك،
وليمدد لك ابن العاص في غوايتك، فكأن أجلك قد انقضى وكيدك قد وهى،
وسوف يستبين لمن تكون العاقبة العليا؛ واعلم أنك تكايد ربك الذي قد أمنت
كيده وأيست من روحه، وهو لك بالمرصاد وأنت منه في غرور، وبالله وأهل
رسوله عنك الغنى.
فكتب إليه معاوية:
من معاوية إلى الزاري على أبيه محمد بن أبي بكر، ذكرت حق ابن أبي طالب
وقديم سوابقه وقرابته من النبي ونصرته له ومواساته إياه في كل خوف وهول،
واحتجاجك علي وعتبك لي بفضل غيرك لا بفضلك، فاحمد إلها صرف الفضل
عنك وجعله لغيرك، وقد كنا وأبوك معنا في حياة من نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) نرى حق ابن
أبي طالب لازما لنا وفضله مبرزا علينا، فلما اختار الله لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) ما عنده وأتم له
ما وعده وأظهر دعوته وأفلج حجته قبضه الله إليه، فكان أبوك وفاروقه أول من
ابتزه وخالفه، على ذلك اتفقا واتسقا، ثم دعواه إلى أنفسهم فأبطأ عنهما وتلكأ
119

عليهما، فهما به الهموم وأرادا به العظيم فبايع وسلم لهما، لا يشركانه في أمرهما
ولا يطلعانه على سرهما، حتى قبضا وانقضى أمرهما. ثم قام ثالثهما عثمان يهتدي
بهديهما ويسير بسيرتهما، فعبته أنت وصاحبك حتى طمع فيه الأقاصي، وبطنتما له
وأظهرتما عداوتكما وغلكما، حتى بلغتما منه مناكما، فخذ حذرك يا بن أبي بكر،
فسترى وبال أمرك، وقس شبرك بفترك تقصر من أن تساوي من تزن الجبال
حلمه، لا تلين على قصر قناته ولا يدرك ذو مدى أناته؛ أبوك مهد مهاده وبنى ملكه
وشاده، فإن يكن ما نحن فيه صوابا فأبوك أوله، وإن يك جورا فأبوك أسسه ونحن
شركاؤه، وبهديه أخذنا وبفعله اقتدينا؛ ولولا ما سبقنا إليه أبوك ما خالفنا ابن
أبي طالب وأسلمنا له، ولكنا رأينا أباك فعل ذلك فاحتذينا بمثاله واقتدينا بفعاله؛
فعب أباك ما بدا لك، أودع (1).
وفي مقاتل أبي الفرج - في كتاب الحسن (عليه السلام) إلى معاوية -: فلما توفي
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تنازعت سلطانه العرب، فقالت قريش: نحن قبيلته وأسرته وأولياؤه
لا يحل لكم أن تنازعونا سلطان محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في الناس وحقه، فرأت العرب أن
القول كما قالت قريش وأن الحجة لهم في ذلك، فأنعمت لهم وسلمت. ثم حاججنا
نحن قريشا بمثل ما حاجت به العرب، فلم تنصفنا قريش إنصاف العرب، إنهم
أخذوا هذا الأمر دون العرب بالانتصاف، فلما صرنا أهل بيت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)
وأولياؤه إلى محاجتهم باعدونا واستولوا بالاجتماع على ظلمنا ومراغمتنا والعنت
منهم لنا، فالموعد الله وهو الولي النصير. وقد تعجبنا لتوثب المتوثبين علينا في
حقنا وسلطان نبينا وإن كانوا ذوي فضيلة وسابقة في الإسلام، فأمسكنا عن
منازعتهم مخافة على الدين أن يجد المنافقون والأحزاب بذلك مغمزا يثلمونه به،
أو يكون لهم بذلك سبب لما أرادوا به من فساده؛ واليوم فليتعجب المتعجب من
توثبك يا معاوية على أمر لست من أهله لا بفضل في الدين معروف ولا أثر في

(1) مروج الذهب: 3 / 11 - 13، وقعة صفين: 118 - 121.
120

الإسلام محمود، وأنت ابن حزب من الأحزاب وابن أعدى قريش للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
ولكن الله حسيبك، وسترد فتعلم لمن عقبى الدار (إلى أن قال) ولا تنازع الأمر
أهله ومن هو أحق به منك (إلى أن قال في جواب معاوية) ذكرت وفاة الرسول
وتنازع المسلمين الأمر من بعده، فرأيتك صرحت بتهمة أبي بكر الصديق وعمر
الفاروق وأبي عبيدة الأمين وحواري الرسول وصلحاء المهاجرين والأنصار،
فكرهت ذلك لك، فإنك امرؤ عندنا وعند الناس غير ظنين ولا المسئ ولا اللئيم،
وأنا أحب لك القول السديد والذكر الجميل؛ إن هذه الأمة لما اختلفت بعد نبيها لم
تجهل فضلكم ولا سابقتكم ولا قرابتكم من نبيكم ولا مكانكم من الإسلام ومن
أهله، فرأت الأمة أن تخرج من هذا الأمر لقريش لمكانها من نبيها (إلى أن قال)
والحال في ما بيني وبينك اليوم مثل الحال التي كنتم عليها وأبو بكر بعد النبي، ولو
علمت أنك أضبط مني للرعية وأحوط على هذه الأمة وأحسن سياسة وأقوى
على جمع الأموال وأكيد للعدو لأجبتك... الخ (1).
ومما نقلنا تبين لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد: أن المؤسس لقتل
أمير المؤمنين (عليه السلام) - الذي كان بنص القرآن نفس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - وسيدي شباب
أهل الجنة وجميع الأحداث في الإسلام من يوم وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى يوم القيام
صديقهم وفاروقهم اللذان أسسا لعثمان وللسفيانية والمروانية الخلافة، فقتل
الحسين (عليه السلام) وأسر أهل بيته كان منهما، كما أنه وإن كان على يد يزيد كان السبب
معاوية.
فنقل محمد بن محمد بن النعمان، عن الكلبي والمدائني في مقتل
الحسين (عليه السلام): أن يزيد دعا سرجون مولى معاوية وقال له: إن حسينا قد نفذ إلى
الكوفة مسلم بن عقيل يبايع له، وقد بلغني عن النعمان ضعف وقول سيء، فمن
ترى أن أستعمل على الكوفة؟ - وكان يزيد عاتبا على عبيد الله بن زياد - فقال له
سرجون: أرأيت لو نشر لك معاوية حيا ما كنت آخذا برأيه؟ قال: بلى، فأخرج

(1) مقاتل الطالبيين: 36.
121

سرجون عهد عبيد الله على الكوفة وقال: هذا رأي معاوية، مات وقد أمر بهذا
الكتاب... الخ (1).
وكذلك وقعة الحرة، ففي الطبري: قال جورية بن أسماء: سمعت أشياخ
المدينة يحدثون أن معاوية لما حضرته الوفاة دعا يزيد، فقال له: إن لك من أهل
المدينة يوما، فإن فعلوا فارمهم بمسلم بن عقبة، فإنه رجل قد عرفت نصيحته...
الخ (2).
إلا أن إخواننا قدموا قول صديقهم وفاروقهم على قول نبيهم، فروى محمد بن
علي بن بابويه في معاني أخباره - في الصحيح - عن أبي حمزة الثمالي، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - ومعاوية يكتب بين يديه فأهوى بيده إلى
خاصرته بالسيف -: " من أدرك هذا يوما أميرا فليبقر خاصرته بالسيف " فرآه
رجل ممن سمع ذلك من النبي (صلى الله عليه وآله) يوما وهو يخطب بالشام على الناس، فاخترط
سيفه ثم مشى إليه، فحال الناس بينه وبينه، فقالوا له: مالك؟ قال: سمعت
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: " من أدرك هذا يوما أميرا فليبقر خاصرته بالسيف " فقالوا:
أتدري من استعمله؟ قال: لا، قالوا: عمر، فقال الرجل: سمعا وطاعة لعمر (3).
كما أنهم وضعوا له أيضا - مضافا إلى ما مر - في قبال قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيه:
" اللهم العنه ولا تشبعه " كما أخبره به أبوذر - على ما صرح به الجاحظ في
سفيانيته - أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب (4).
كما أنهم حرفوا قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه " -
كما عرفته في أسانيد من كتاب نصر ومن كتاب المعتضد ومن كتاب المعاني -
بقولهم: " إذا رأيتم معاوية على منبري فاقبلوه " قاتلهم الله أنى يؤفكون! وما
يفعلون بقول أبي سعيد الخدري والحسن البصري: فلم نفعل ولم نفلح.
وقد قال الحسن البصري - كما في الطبري -: أربع كن في معاوية لو لم يكن

(1) ارشاد المفيد: 205.
(2) تاريخ الطبري: 5 / 495.
(3) معاني الأخبار: 346.
(4) لم يصلنا كتابه.
122

فيه منهن إلا واحدة لكانت موبقة: انتزاؤه على هذه الأمة، واستخلافه ابنه بعده
سكيرا خميرا يلبس الحرير ويضرب بالطنابير، وادعاؤه زيادا، وقتله حجرا (1).
هذا، وفي شرح ابن أبي الحديد - بعد ذكر أن عقيلا وصف لمعاوية أنساب
جلسائه عمرو بن العاص والضحاك بن قيس وأبي موسى الأشعري -: أحب
معاوية أن يسأله عن نفسه ليقول فيه ما يعلمه، فيذهب بذلك غضب جلسائه، فقال
له فما تقول في؟ قال: دعني من هذا، قال: لتقولن، قال: أتعرف حمامة؟ قال: ومن
حمامة؟ قال: قد أخبرتك، ثم قام فمضى. فأرسل معاوية إلى نسابة فسأله، فقال:
ولي الأمان؟ قال: نعم، قال: جدتك أم أبي سفيان كانت بغيا في الجاهلية صاحبة
راية. فقال معاوية لجلسائه: قد ساويتكم وزدتكم (2).
وفيه، وفي ربيع أبرار الزمخشري: كان معاوية يعزى إلى أربعة: مسافر بن
أبي عمرو، وإلى عمارة بن الوليد بن المغيرة، وإلى العباس بن عبد المطلب، وإلى
الصباح - مغن كان لعمارة بن الوليد - كان أبو سفيان دميما قصيرا وكان الصباح
عسيفا لأبي سفيان شابا وسيما، فدعته هند إلى نفسها فغشيها (3).
وفي الطرائف عن مثالب هشام الكلبي، قال: كان معاوية لأربعة: عمارة بن
الوليد، ومسافر بن أبي عمرو، ولأبي سفيان، ولرجل سماه، وكانت هند أمه من
المغتلمات وأحب الرجال إليها السودان، وكانت إذا ولدت أسود قتلته، وكانت
حمامة إحدى جداته ذات راية بذي المجاز (4).
هذا، وفي باب مشاورة عيون ابن قتيبة: قال معاوية: لقد كنت ألقى الرجل من
العرب أعلم أن في قلبه علي ضغنا، فأستشيره فيثير إلي منه بقدر ما يجده في نفسه،
فلا يزال يوسعني شتما وأوسعه حلما، حتى يرجع صديقا أستعين به فيعينني
وأستنجده فينجدني (5). وهو غلط من ابن قتيبة، فالكلام " فأستثيره " بالثاء،

(1) تاريخ الطبري: 5 / 279.
(2) شرح نهج البلاغة: 2 / 125.
(3) شرح نهج البلاغة: 1 / 336، ربيع الأبرار: 3 / 551.
(4) الطرائف: 501.
(5) عيون الأخبار: 1 / 30.
123

لا " أستشيره " بالشين؛ ونقله في باب المشورة أيضا غلط، وإنما المراد: أن معاوية
من دهائه يحرك ما في نفس من كان واجدا عليه فيفرغ قلبه، ويحلم عنه فيجعله
بذلك صديقا له.
وفي العقد: قال معاوية: لو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت، قيل له:
وكيف ذلك؟ قال: كنت إذا مدوها أرخيتها وإذا أرخوها مددتها (1).
وفي الجهشياري: مر معاوية على سعد بن أبي وقاص في طريق مكة بعد
صلاة الصبح ومعه أهل الشام، فوقف وسلم عليه فلم يرد عليه سعد السلام، فقال
معاوية لأهل الشام: أتدرون من هذا؟ هذا سعد صاحب النبي، لا يتكلم حتى تطلع
الشمس، فبلغ سعدا كلامه، فقال: ما كان ذلك والله مني على ما قال، ولكن كرهت
أن أكلمه (2).
وروى سنن أبي داود: أن معاوية خرج على ابن الزبير وابن عامر، فقام ابن
عامر وجلس ابن الزبير، فقال معاوية لابن عامر: اجلس، فإني سمعت
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: من أحب أن يمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار (3).
قلت: عقد أبو داود السفيه بابا لهذا الخبر الذي افتعله معاوية سياسة ليبطل به
عدم اكثراث ابن الزبير به تعمدا، كما افتعل لعدم اكتراث سعد به حتى ما أجاب
سلامه بأنه لا يتكلم إلى الطلوع، فكذبه سعد. وكيف لم يتفطن أبو داود بكون الخبر
من وضع معاوية؟ وقد روى قبله في الباب 1863: أن أهل قريظة لما نزلوا على
حكم سعد بن معاذ أرسل إليه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فجاء على حمار أقمر، فقال للأنصار:
قوموا إلى سيدكم (4).
ومن الغريب! أنهم وضعوا خبرا لتصحيح خبر معاوية، فروى السنن بعد ذاك
الخبر عن أبي أمامة قال: خرج علينا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) متوكئا على عصا، فقمنا إليه،

(1) العقد الفريد: 4 / 333.
(2) الوزراء والكتاب: 43.
(3) سنن أبي داود: 4 / 358.
(4) سنن أبي داود: 4 / 355.
124

فقال: " لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضا " (1) فالقيام للشخص الجليل
فطري البشر، لا عادة العجم.
وقالوا: قال معاوية: لو لم يكن المخزومي متكبرا لم يكن بمخزومي، ولو لم
يكن الهاشمي سخيا لم يكن بهاشمي، ولو لم يكن الأموي حليما لم يكن بأموي.
قالوا: فبلغ كلامه الحسن (عليه السلام) فقال: قال ذلك من خبثه، أراد أن يسمع كلامه
الهاشمي ويبذل ما عنده فيفتقر ويذل، وأن يسمعه المخزومي فيتيه فينفر الناس
منه، وأن يسمع كلامه الأموي فيتحلم فيحبه الناس (2).
قلت: ووصفه لعلي الأكبر بأنه أحق الناس بأمر الخلافة (3) - حيث كانت أم أمه
من بني أمية أيضا - كان عن غرض باطل، أراد أن يلبس الأمر بأن أباه ليس بأهل
لها.
هذا، وفي أسد الغابة: وكان هو وأبوه من المؤلفة، وحسن إسلامهما.
قلت: حشره الله معهما.
وفيه أيضا: عن ابن عباس قال: كنت ألعب مع الصبيان، فجاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
فتواريت خلف باب، فجاء فحطاني حطاة، وقال: اذهب فادع لي معاوية، فجئت
فقلت: هو يأكل، ثم قال: اذهب فادع لي معاوية، فجئت فقلت: هو يأكل، فقال: " لا
أشبع الله بطنه ". نقله ثم قال: أخرج مسلم هذا الحديث لمعاوية وأتبعه بقول
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إني اشترطت على ربي فقلت: إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر
وأغضب كما يغضب البشر، فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة أن يجعلها له
طهورا وزكاة وقربة يقربه بها يوم القيامة.
قلت: سبحان الله! هؤلاء مدعون للفضل، إلا أن العصبية بلغت بهم إلى درجة
سلبوا بها من فطرة الإنسانية. ولقد أذكرني ما افتعلوه عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) قصة أبي العيناء
والجاحظ، سأل أبا العيناء صديق له أن يأخذ من الجاحظ كتابا إلى عامل لقضاء

(1) سنن أبي داود: 4 / 358.
(2) لم نقف على مأخذه.
(3) مقاتل الطالبيين: 52.
125

حاجته، وكان الجاحظ كتب له إلى العامل: كتابي إليك مع من لا أعرفه، وقد كلمني
فيه من لا أوجب حقه، فإن قضيت حاجته لم أحمدك، وإن رددته لم أذممك. ثم
وجه به إلى أبي العيناء، فأراد أن يرى تأكيده في أمره، ففضه وقرئ له، فمضى من
فوره إليه، فقال: علمت أنك أنكرت ما في الكتاب، فقال: أو ليس موضع نكرة؟
فقال: هذه علامة بيني وبين الرجل في من أعتني به، فقال له أبو العيناء: سبحان
الله! ما رأيت أحدا أعلم بطبعك من هذا الرجل، إنه لما قرأ الكتاب قال: (في أم
الجاحظ عشرة آلاف...) فقلت: يا هذا تشتم صديقنا، فقال هذه علامة في من
أشكره (1).
وفي أنساب البلاذري: قيل لأبي بكرة: إن الناس يزعمون أنك تجد على
معاوية وزياد في أمر الدنيا، فقال لا والله! ولكن القوم كفروا صراحية (2).
ويأتي - في ميثم التمار - خبر الكشي عن أبي خالد التمار، قال: كنت مع ميثم
بالفرات يوم الجمعة، فهبت ريح وهو في سفينة من سفن الرمان، فخرج فنظر إلى
الريح، فقال: شدوا برأس سفينتكم أن هذه ريح عاصف، مات معاوية الساعة؛ فلما
كانت الجمعة المقبلة قدم بريد من الشام فلقيته فقلت: ما الخبر؟ قال: توفي معاوية
وبايع الناس يزيد، قلت: أي يوم؟ قال: يوم الجمعة (3).
[7603]
معاوية بن جبلة
قال: عنونه الشيخ في الفهرست.
أقول: بل عنون معاوية بن وهب بن جبلة - الآتي - فالعنوان ساقط.
[7604]
معاوية بن الحارث
صاحب لواء الأشعث يوم صفين
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي (عليه السلام) وفي صفين نصر: أن

(1) تاريخ بغداد: 3 / 175.
(2) أنساب الأشراف: 1 / 494.
(3) الكشي: 80.
126

الأشعث قال له يوم الماء - وقد علا الأشتر بخيله نحو الماء -: لله أبوك! ليست
النخع بخير من كندة، قدم لواءك، فإن الحظ لمن سبق، فتقدم معاوية باللواء.
أقول: وفيه أيضا: تقدم وهو يقول:
أنعطش اليوم وفينا الأشعث * والأشعث الخير كليث يعبث (1)
وحيث إنه كان صاحب لواء الأشعث والمثني عليه وهو كان منافقا، فالظاهر
رداءته.
هذا، وفي الوسيط: " صاحب لواء الأشتر " وهو تحريف.
[7605]
معاوية بن حديج
السكوني
عنونه المصنف في من عنونه مجملا من الصحابة، لكونه مجهولا حالا. مع أن
كونه من المنافقين أمر معلوم.
قال ابن أبي الحديد، قال المدائني، قال أبو الطفيل، قال الحسن بن علي (عليهما السلام)
لمولى له: أتعرف معاوية بن حديج؟ قال: نعم، قال: إذا رأيته فأعلمني، فرآه
خارجا من دار عمرو بن حريث، فقال: هو هذا، فدعاه فقال له: " أنت الشاتم
عليا (عليه السلام) عند ابن آكلة الأكباد؟ أما والله! لئن وردت الحوض - ولن ترده - لترينه
مشمرا عن ساقيه، حاسرا عن ذراعيه يذود عنه المنافقين " ورواه قيس بن الربيع
عن بدر بن الخليل، عن مولى الحسن (عليه السلام) (2). ورواه الثقفي بلفظ " أما والله! لئن
رأيته يوم القيامة - وما أظنك تراه - لترينه كاشفا عن ساق، يضرب وجوه أمثالك
عن الحوض ضرب غرائب الإبل " (3).
وفي الطبري: كان إذا وفد على معاوية قلست له الطريق، يعني: ضربت له
قباب الريحان (4).

(1) وقعة صفين: 180.
(2) شرح نهج البلاغة: 16 / 18.
(3) شرح نهج البلاغة: 6 / 88.
(4) تاريخ الطبري: 5 / 312.
127

وهو قاتل محمد بن أبي بكر. وفي كامل الجزري: استخرجوا محمدا وقد كاد
يموت عطشا، فقال: اسقوني ماءا، فقال له معاوية بن حديج لا سقاني الله إن
سقيتك قطرة أبدا، إنكم منعتم عثمان شرب الماء، والله لأقتلنك حتى يسقيك الله
من الحميم والغساق! فقال له محمد بن أبي بكر: " يا بن اليهودية النساجة ليس ذلك
إليك، إنما ذلك إلى الله يسقي أولياءه ويظمئ أعداءه أنت وأمثالك، أما والله! لو
كان سيفي بيدي ما بلغتم مني هذا " فقال له معاوية: أتدري ما أصنع بك أدخلك
جوف حمار ثم أحرقه عليك بالنار (1).
[7606]
معاوية بن الحكم
السلمي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
أقول: وفي الاستيعاب: له عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حديث حسن في الكهانة والطيرة
والخط وتسميت العاطس في الصلاة.
ونقل أسد الغابة خبره في التسميت عنه، قال: كنت أصلي خلف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
فعطس رجل، فقلت: يرحمك الله! فحذفني الناس بأبصارهم ينظرون، فقلت: واثكل
أمياه! مالكم تنظرون إلي، فضرب القوم بأيديهم على أفخاذهم يصمتوني، فسكت،
فلما قضى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) صلاته دعاني، فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده
أحسن تعليما منه، ما كهرني ولا ضربني ولا سبني، ولكن قال: إن صلاتنا هذه
لا يصلح فيها كلام الناس، إنما الصلاة التسبيح والتحميد والتكبير وقراءة القرآن.
وعنونه المصنف مرة أخرى في من عنونه إجمالا غفلة.
[7607]
معاوية بن حكيم بن معاوية بن عمار
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الهادي (عليه السلام) ومن لم يرو عن

(1) الكامل في التاريخ: 3 / 357.
128

الأئمة (عليهم السلام) قائلا: " روى عنه الصفار ". وعده في أصحاب الجواد (عليه السلام) بلفظ
" معاوية بن حكيم ". وعنونه في الفهرست (إلى أن قال) عن أحمد بن أبي عبد الله
والصفار، عن معاوية بن حكيم (وإلى أن قال) عن حمدان القلانسي، عن معاوية
ابن حكيم.
والنجاشي، قائلا: الدهني، ثقة جليل في أصحاب الرضا (عليه السلام) قال أبو عبد الله
الحسين بن عبيد الله: سمعت شيوخنا يقولون: روى معاوية بن حكيم أربعة
وعشرين أصلا، لم يرو غيرها (إلى أن قال) علي بن الحسن بن فضال عنه بكتبه.
ومر في " محمد بن سالم بن عبد الحميد " عبارة الكشي في عد جمع منهم هذا
من الفطحية ومن أجلاء العلماء والفقهاء والعدول (1). والمراد أنه كان أولا فطحيا.
ويؤيد إماميته قول التهذيب في عدة يائسته: " والذي ذكرناه هو مذهب
معاوية بن حكيم من متقدمي أصحابنا وجميع فقهائنا المتأخرين " (2) وقول الكافي:
وكان معاوية بن حكيم يقول: ليس على اليائسات عدة (3).
أقول: بل كلام الكشي كالصريح في دوام فطحيته، وكلام الشيخ والكليني
أعم، فقال النجاشي في علي بن فضال - المتقدم -: كان فقيه أصحابنا وكان فطحيا.
هذا، وعده الشيخ في رجاله في من لم يرو عن الأئمة (عليهم السلام). وطريق
المشيخة: الصفار وسعد (4). ولكن في نزول مزدلفة التهذيب (5) ووقت إفاضة
الاستبصار: سعد، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان، عن
موسى بن الحسن، عن معاوية بن حكيم قال: سألت أبا إبراهيم (عليه السلام) (6).
والظاهر كون " معاوية بن حكيم " محرف " محمد بن حكيم " ففي زيادات
مواقيت التهذيب: ابن سماعة، عن عبيس، عن حماد، عن محمد بن حكيم، عن
العبد الصالح (عليه السلام) (7).

(1) مر في رقم 6749، ج 9.
(2) التهذيب: 8 / 138.
(3) الكافي: 6 / 86.
(4) الفقيه: 4 / 535.
(5) التهذيب: 5 / 192.
(6) الاستبصار: 2 / 257.
(7) التهذيب: 2 / 251.
129

ويشهد للتحريف - مضافا إلى رواية سعد عنه بلا واسطة، فكيف روى ثمة
بأربع وسائط، وعدم الوقوف على رواية له عنهم (عليهم السلام) كما عده الشيخ في رجاله -
أنه يروي عن صفوان كما في خيار إيلاء الكافي (1) وظهاره (2)، وثمة روى صفوان
عنه بواسطة، وقد روى عن الرضا (عليه السلام) بواسطة معمر بن خلاد في مسنون صلاة
التهذيب (3)، وفي ما تجوز الصلاة فيه من لباسه مرتين (4)، فكيف روى عن
الكاظم (عليه السلام) بلا واسطة!
[7608]
معاوية بن سعيد
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: " الكندي
الكوفي " ومر عده مع أخيه - محمد - قائلا: " معروفان " وعده في أصحاب
الرضا (عليه السلام) قائلا: الكندي.
وعنونه النجاشي، قائلا: له مسائل عن الرضا (عليه السلام) (إلى أن قال) محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب عنه، عن الرضا (عليه السلام). ونقل الجامع رواية محمد بن سنان
وصفوان عنه.
أقول: في بيع عصير الكافي (5) وبيع واحد التهذيب (6).
ثم عدم عنوان الشيخ في الفهرست له غفلة.
[7609]
معاوية بن سلمة
النضري
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
أقول: وفي تقريب ابن حجر " معاوية بن سلمة النصري - بالنون - أبو سلمة
الكوفي، نزيل دمشق، مقبول، من الثامنة " والظاهر عاميته.

(1) الكافي: 6 / 136.
(2) الكافي: 6 / 160.
(3) التهذيب: 2 / 11.
(4) التهذيب: 2 / 212 و 228.
(5) الكافي: 5 / 231.
(6) التهذيب: 7 / 117.
130

[7610]
معاوية بن شريح
قال: عنونه الشيخ في الفهرست (إلى أن قال) عن ابن أبي عمير، عنه.
وقال الوحيد: الظاهر من عنوان المشيخة لمعاوية بن شريح في صدر كلامه
وختمه بمعاوية بن ميسرة بن شريح، حيث قال: " وما كان فيه عن معاوية بن
شريح، فقد رويته عن أبي، عن عبد الله بن جعفر، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن عثمان بن عيسى، عن معاوية بن ميسرة بن شريح القاضي " اتحاده مع معاوية
ابن ميسرة بن شريح - الآتي - بنسبته تارة إلى الأب وأخرى إلى الجد.
واستدل بعضهم على الاتحاد أيضا باقتصار الشيخ - في الرجال - والنجاشي
على الآتي، وأن النجاشي قال في الآتي: " من ولده عبيد الله " مع أن في أحكام
جماعة التهذيب " عبيد الله بن معاوية بن شريح عن أبيه " (1) ومثله في أواخر حجه (2)،
وأن في غير مورد يروي الفقيه خبرا " عن معاوية بن ميسرة " (3) ويرويه التهذيب
" عن معاوية بن شريح " وأن الشيخ روى خبرا تارة " عن معاوية بن شريح "
وأخرى " عن معاوية بن ميسرة ".
أقول: أما ما نسبه إلى المشيخة فخبط وخلط، فإنه مثل فهرست الشيخ عنون
كلا منهما بدون اختلاف في افتتاح كلامه واختتامه في أحدهما، فقال: " وما كان
فيه عن معاوية بن شريح " وروى " عن أبيه، عن سعد " لا " عبد الله بن جعفر " كما
قال، وختمه بقوله: " عن معاوية بن شريح " وقال: " وما كان فيه عن معاوية بن
ميسرة ". وروى " عن أبيه، عن الحميري، عن أحمد بن محمد، عن علي بن
الحكم " لا " عثمان بن عيسى " كما قال، وختمه بقوله: " عن معاوية بن ميسرة بن
شريح القاضي " وإنما في الثاني ذكر اسم الجد في الختم ولم يذكره في الفتح - كما
عرفت - وأين هو مما قال؟

(1) التهذيب: 3 / 45.
(2) التهذيب: 5 / 376.
(3) الفقيه: 4 / 430.
131

وأما ما نسبه إلى النجاشي في الآتي فخلط أيضا، فإنما قال النجاشي في
الآتي: " ومن ولده: عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن معاوية بن ميسرة أبو محمد،
روى عنه ابن أبي الكرام " فمن ذكره النجاشي غير من في الخبر.
نعم، لازم كلام، النجاشي وجود ابن له مسمى ب‍ " عبد الله " بدون أن يعلم أنه
أهل رواية، فضلا عن روايته عن أبيه، وأي مانع لأن يكون لكل منهما ابن مسمى
ب‍ " عبد الله " ويروي ابن شريح عن أبيه دون ابن ميسرة. مع أن خبر حجه - وهو
في أواخر كفارة خطأ محرمه - بلفظ: " عبيد " لا " عبد الله " (1). ولو كان قال بدل ما
قال إن في أحكام جماعة التهذيب " عبد الله بن معاوية بن شريح عن أبيه " (2) وفي
ميراث خنثاه " روى عبد الله بن معاوية بن ميسرة بن شريح عن أبيه " (3) كان له وجه.
وأما ما قاله من رواية الفقيه خبرا عن " معاوية بن ميسرة " والتهذيب عن
" معاوية بن شريح " غير مرة، فالذي وقفنا عليه إنما في خبر كراهة استنابة
المسبوق (4) مع اختلاف في اللفظ، فلعل أحدهما اشتباه أو رواه كل واحد منهما.
ونسب العاملي إليهما رواية خبر إجزاء تكبيرة واحدة للافتتاح والركوع كذلك،
وليس كما قال، بل رواه كل منهما عن معاوية بن شريح (5).
وأما ما قاله: من أن الشيخ روى خبرا تارة عن " معاوية بن شريح " وأخرى
عن " معاوية بن ميسرة " فلم أتحققه إلا في خبر نجاسة سؤر كلب التهذيب (6)، فرواه
عن كل منهما، وهو أيضا أعم، فأي مانع من أن يكونا نفرين ورواه كل منهما، فقد
يشترك في رواية زرارة ومحمد بن مسلم وأبو بصير.
وبالجملة، الحكم بالاتحاد لتلك الوجوه كما ترى! ويدل على تغايرهما
- مضافا إلى ذكر الشيخ في الفهرست والمشيخة لكل منهما - ورود الأخبار بكل

(1) التهذيب: 5 / 376.
(2) التهذيب: 3 / 45.
(3) التهذيب: 9 / 354.
(4) الفقيه: 1 / 402، التهذيب: 3 / 42.
(5) الوسائل: 4 / 719، باب 4 من أبواب تكبيرة الاحرام.
(6) التهذيب: 1 / 225، ح 30 و 31.
132

منهما كما تعرف هنا وفي الآتي؛ ومما قلنا يظهر أن عدم عنوان الشيخ - في
الرجال - والنجاشي لهذا غفلة، كما غفلا عن كثير مما كان داخلا في موضوع
كتابهما، لاسيما الأول.
قال المصنف: نقل الجامع روايته عن أبيه شريح، عن الصادق (عليه السلام).
قلت: ما نسبه إليه وهم، فإنما نقل الجامع رواية ابنه " عبد الله " عنه، عن
الصادق (عليه السلام) في أحكام جماعة التهذيب (1)، ورواية ابنه " عبيد " عنه، عن ابن سنان،
عن الصادق (عليه السلام) في كفارة خطأ محرمه (2).
هذا، وباقي موارد وروده: مياهه (3) وتيممه (4) وزكاة حنطته (5) وكيفية صلاته (6).
[7611]
معاوية بن صالح
الأندلسي، القاضي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) وظاهره إماميته.
أقول: قد عرفت في المقدمة كون عناوينه أعم.
ثم الظاهر عاميته، لعنوان ابن حجر والذهبي له ساكتين عن مذهبه، وإنما قال
الأول فيه: " صدوق، له أوهام " وقال الثاني: " احتج به مسلم دون البخاري،
والحاكم يروي في مستدركه أحاديثه ويقول: هذا على شرط البخاري " وقال:
ومن مفاريده " ليشربن ناس الخمر يسمونها بغير اسمها "، مات سنة 58.
[7612]
معاوية بن صعصعة
ابن أخي الأحنف
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي (عليه السلام).

(1) التهذيب: 3 / 45، وفيه: عبيد الله.
(2) التهذيب: 5 / 376.
(3) التهذيب: 1 / 225.
(4) التهذيب: 1 / 191.
(5) التهذيب: 4 / 16.
(6) التهذيب: 2 / 106.
133

أقول: وفي صفين نصر: أن عمه الأحنف لما وفد على أمير المؤمنين (عليه السلام)
بالكوفة وكتب إلى قومه بني سعد يدعوهم إلى نصرته (عليه السلام) لحرب أهل الشام كتب
معاوية بن صعصعة معه إليهم أشعارا، منها:
وإن عليا خير حاف وناعل * فلا تمنعوه اليوم جدا ولا جهدا
ومن نزلت فيه ثلاثون آية * تسميه فيها مؤمنا مخلصا فردا
سوى موجبات جئن فيه وغيرها * بها أوجب الله الولاية والودا
... الخ (1). وهي ظاهرة في استبصاره.
[7613]
معاوية بن صعصعة
التميمي
عنونه المصنف إجمالا في من عنونه من الصحابة كذلك، لجهله حاله، مع أنه
معلوم الذم، فمن عنون - وهو أبو عمر - قال: " هو أحد المنادين من وراء
الحجرات " وقد قال تعالى في المنادين: (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات
أكثرهم لا يعقلون).
[7614]
معاوية بن الضحاك بن سفيان
في صفين نصر بن مزاحم: ذكروا أن عليا (عليه السلام) أظهر أنه مصبح غدا معاوية
ومناجزه، فبلغ ذلك معاوية وفزع أهل الشام لذلك وانكسروا لقوله، وكان معاوية
ابن الضحاك بن سفيان صاحب راية بني سليم مع معاوية - وكان مبغضا لمعاوية -
وكان يكتب بالأخبار إلى عبد الله بن طفيل العامري ويبعث بها إلى علي (عليه السلام)،
فبعث إلى عبد الله بن الطفيل: إني قائل شعرا أذعر به أهل الشام وأذعر به معاوية،
وكان معاوية لا يتهمه، وكان له فضل ونجدة ولسان، فقال ليلا ليسمع أصحابه:

(1) وقعة صفين: 26 - 27.
134

ألا ليت هذا الليل أطبق سرمدا * علينا وأنا لا نرى بعده غدا
ويا ليته إن جاءنا بصباحه * وجدنا إلى مجرى الكواكب مصعدا
حذار علي أنه غير مخلف * مدى الدهر ما لبى الملبون موعدا
فأما فراري في البلاد فليس لي * مقام ولو جاوزت جابلق مصعدا
كأني به في الناس كاشف رأسه * على ظهر خوار الرحالة أجردا
يخوض غمار الموت في مرجحنة * ينادون في نقع العجاج محمدا
فوارس بدر والنضير وخيبر * وأحد يروون الصفيح المهندا
ويوم حنين جالدوا عن نبيهم * فريقا من الأحزاب حتى تبددا
هنالك لا تلوي عجوز على ابنها * وإن أكثرت في القول نفسي لك الفداء
فقل لابن حرب ما الذي أنت صانع * أتثبت أم ندعوك في الحرب قعددا
وظني بأن لا يصبر القوم موقفا * يقفه وإن لم نجر في الدهر للمدى
فلا رأي إلا تركنا الشام جهرة * وإن أبرق الفجفاج فيها وأرعدا
فلما سمع أهل الشام شعره أتوا به معاوية، فهم بقتله، ثم راقب فيه قومه وطرده
عن الشام، فلحق بمصر وندم معاوية على تسييره وقال: والله! لقول السلمي أشد
على أهل الشام من لقاء علي، ماله قاتله الله! لو أصاب خلف جابلق مصعدا نفذه.
وجابلق: مدينة بالمشرق، وجابلص: مدينة بالمغرب ليس بعدهما شيء (1).
[7615]
معاوية بن عبد الله
بن عبيد الله بن رافع، المدني
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
أقول: بل بن أبي رافع.
ثم إنه يروي عنه الواقدي، ويروي عن أبيه عن جدته سلمى، كما يظهر

(1) وقعة صفين: 468.
135

من طبقات كاتب الواقدي (1) وأنساب البلاذري (2). وعن أبيه، عن أبيه، عن جد أبيه،
كما يظهر من أسد الغابة في أمير المؤمنين (عليه السلام) (3).
[7616]
معاوية بن عثمان
قال: عنونه النجاشي، قائلا: " له كتاب رواه أيوب بن نوح، عن صفوان، عنه ".
ونقل الجامع رواية ابن أبي عمير وعبد الله بن المغيرة عنه.
أقول: ما ذكره خلط وخبط، فإن الجامع إنما قال: إن فضل صوم الكافي روى
خبرا عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عثمان (4). ورواه زيادات فضل صلاة
التهذيب، عن عبد الله بن المغيرة، عن معاوية بن عمار (5).
هذا، وبعد تفرد النجاشي به وعدم وقوعه في خبر محقق لا يبعد القول بكونه
وهما من النجاشي، والأصل الآتي.
[7617]
معاوية بن عمار
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: بن أبي معاوية
البجلي الدهني مولاهم، أبو القاسم، الكوفي، واسم أبي معاوية خباب، مولى.
وعنونه في الفهرست، قائلا: الدهني (إلى أن قال) عن ابن أبي عمير وصفوان
ابن يحيى، عن معاوية بن عمار (وإلى أن قال) محمد بن سكين قال: حدثنا معاوية
ابن عمار، عن جعفر بن محمد، وذكر كتاب يوم وليلة.
وعنونه النجاشي، قائلا: بن أبي معاوية خباب بن عبد الله الدهني، مولاهم
كوفي، - ودهن من بجيلة - كان وجها من أصحابنا ومقدما كثير الشأن عظيم
المحل، وكان أبوه عمار ثقة في العامة وجها، يكنى أبا معاوية وأبا القاسم

(1) الطبقات الكبرى: 4 / 74.
(2) أنساب الأشراف: 1 / 535.
(3) أسد الغابة: 4 / 19.
(4) الكافي: 4 / 63.
(5) التهذيب: 2 / 238.
136

وأبا حكيم، وكان له من الولد القاسم وحكيم ومحمد، روى معاوية عن أبي عبد الله
وأبي الحسن موسى (عليهما السلام)، وله كتب منها: كتاب الحج، رواه عنه جماعة كثيرة من
أصحابنا، ونحن ذاكرون بعض طرقهم (إلى أن قال) ومات معاوية سنة خمس
وسبعين ومائة.
وقال الكشي: في معاوية بن عمار وذكر عمره، قال أبو عمرو الكشي: هو مولى
بني زهير، وهم من بجيلة، وكان يبيع السابري، وعاش مائة وخمسا وسبعين سنة (1).
وقال العلامة: قال علي بن أحمد العقيقي: لم يكن معاوية بن عمار عند
أصحابنا بمستقيم، كان ضعيف العقل مأمونا في حديثه.
أقول: الظاهر أنه نقل من نسخة مصحفة، وأن الأصل " كان ضعيف العقل،
متهما في حديثه " لأن قوله: " كان... الخ " تفسير لقوله: " ليس بمستقيم " ولو كان
أراد الجمع بين ضعف عقله وقوة حديثه لقال: " ضعيف العقل لكنه صحيح
الحديث " كما لا يخفى.
ثم الظاهر أن العقيقي أراد بعدم استقامته عند أصحابنا روايته " أنه دخل على
الصادق (عليه السلام) وكان أبو الخطاب عنده، فزحف حتى ضرب بيده إلى لحية أبي
عبد الله (عليه السلام) " كما مر في محمد بن أبي زينب. وقد أنكر ذلك الكشي نفسه عليه ثمة،
فتقدم أنه قال: هذا غلط ووهم في الحديث، لقد أتى معاوية بشيء منكر لا تقبله
العقول، وذلك أن مثل أبي الخطاب لا يحدث نفسه بضرب يده إلى لحية أقل عبد
لأبي عبد الله (عليه السلام) فكيف هو صلى الله عليه! (2).
هذا، وروى الخطيب عن معبد بن راشد، عن معاوية بن عمار قال: قلت لجعفر
ابن محمد: إنهم يسألوننا عن القرآن مخلوق هو؟ قال: ليس بخالق ولا مخلوق،
ولكنه كلام الله تعالى (3).
وروى ما يحل للمملوك النظر إليه من مولاة الكافي عن معاوية بن عمار

(1) الكشي: 308.
(2) الكشي: 294.
(3) تاريخ بغداد: 13 / 246.
137

ما معناه: أن أباه قال للصادق (عليه السلام): إن ابنه يزعم أن أهل المدينة يصنعون شيئا
لا يحل لهم، وهو: أن المرأة القرشية والهاشمية تركب وتضع يدها على رأس
الأسود وذراعها على عنقه، فقال (عليه السلام): يا بني أما تقرأ القرآن؟ قلت: بلى، قال: اقرأ
هذه الآية (لا جناح عليهن في آبائهن) حتى بلغ (ولا ما ملكت أيمانهن) ثم
قال: يا بني لا بأس أن يرى المملوك الشعر والساق (1).
هذا، والنجاشي والكشي قالا: " دهني، ودهن من بجيلة " وابن حجر أيضا قال
في أبيه: " الدهني البجلي ". والمشيخة والبرقي قالا: " دهني غنوي ".
لكن لم نقف على دهن في غني، ففي أنساب السمعاني: الدهني - بضم الدال -
نسبة إلى دهن بن معاوية بن أسلم بن أحمس بن الغوث بن أنمار، وهو بطن من
بجيلة، والدهني - بكسر الدال - نسبة إلى دهنة بن مالك بن غافق، وهو بطن من
غافق، ينزلون مصر... الخ. وفيه: الغنوي نسبة إلى غني بن أعصر، واسمه منبه بن
سعد بن قيس عيلان... الخ.
وبالجملة غني من قيس عيلان، ودهن - بالضم - من بجيلة، وبالكسر من
غافق. فالظاهر كون جمع المشيخة والبرقي بينهما وهما، لاسيما أن الأول جعله مع
ذلك مولى بجيلة أيضا.
وأما قول المصنف: " قول الكشي: مولى بني زهير اشتباه، وبنو زهير من
قريش، لامن بجيلة " فوهم في وهم، ففي أصل الكشي " مولى بني دهن " وإنما
حرفه القهبائي بما قال.
ثم لو فرض كونه في أصل الكشي ليس اشتباها منه، بل تصحيفا حصل في
جميع نسخته؛ ومن تصحيفه هنا قوله: " وعاش مائة وخمسا وسبعين سنة " فإنه
مصحف " ومات سنة مائة وخمس وسبعين " كما هو واضح. كما أن قوله في
عنوانه: " وذكر عمره " أيضا من زيادة المحشين خلطت بالمتن، والمحشون قالوها

(1) الكافي: 5 / 531.
138

لما رأوا في النسخة " وعاش... الخ ". كما أن قول المصنف: " وبنو زهير من
قريش " خطأ، وإنما بنو زهرة من قريش، لا زهير.
هذا، وقد عرفت من السمعاني أن الغنوي نسبة إلى غني بن أعصر بن سعد بن
قيس عيلان، ويصدقه معارف ابن قتيبة، فقال: " ولد سعد بن قيس عيلان غطفان
وأعصر، وولد أعصر غني بن أعصر " (1).
وحينئذ فما في الصحاح والقاموس " أن غني حي من غطفان " وهم، فغطفان
عم غني وليس غني منه.
هذا، ويظهر من نقل مصباح الشيخ تعقيب كل من الفرائض الخمس عنه أن له
كتابا في التعقيبات (2).
هذا، وروى الشيخ تارة عن إبراهيم بن أبي سمال عنه، كما في طواف
التهذيب (3)، والخروج إلى صفاه (4) والكفارة من خطأ محرمه (5) وفي أن المتمتع متى
يقطع تلبية الاستبصار (6). وأخرى عن إبراهيم الأسدي عنه كما في نزول مزدلفة
التهذيب (7) وزيادات فقه حجه (8) وهما واحد، فابن أبي سمال أسدي. وثالثة عن
إبراهيم النخعي عنه كما في طيب الاستبصار (9) وفيما يجب على محرم التهذيب (10).
وهل هو آخر أو محرف ذاك؟ لا يبعد الثاني، لتعدد الخبر بإبراهيم الأسدي، وليس
النخعي إلا في خبر الطيب، بل إن كان المراد به إبراهيم النخعي المعروف كان غلطا
قطعا، فإنه كان متقدما على أبي هذا فضلا عنه؛ ولعل الشيخ رأى رواية موسى بن
القاسم عن إبراهيم كما في خبر إلقاء القراد عن البعير في التهذيب (11) وكما في خبر

(1) معارف ابن قتيبة: 47.
(2) مصباح المتهجد: 217.
(3) التهذيب: 5 / 104.
(4) التهذيب: 5 / 148.
(5) التهذيب: 5 / 370، وفيه: إبراهيم بن أبي سماك.
(6) الاستبصار: 2 / 176، وفيه: إبراهيم بن أبي سماك.
(7) التهذيب: 5 / 192.
(8) التهذيب: 5 / 398.
(9) الاستبصار: 2 / 179.
(10) التهذيب: 5 / 299.
(11) التهذيب: 5 / 297.
139

طيب الاستبصار الأول، ورأى رواية موسى عن النخعي - كما يأتي في عنوانه -
حمل " إبراهيم " على النخعي؛ مع أن الصواب حمله على الأسدي، فالنخعي ذاك
أيوب بن نوح كما يأتي.
هذا، وروى موسى بن القاسم عنه بلا واسطة في حكم مسافر التهذيب في
صيامه (1) مع أنك قد عرفت روايته عنه بتوسط إبراهيم بصفات متعددة في مواضع
متعددة. وروى عنه بتوسط عباس في الرجوع إلى مناه (2)، وبتوسط أبي الحسن
النخعي في ذبحه (3)، وبتوسط زكريا المؤمن في زيادات فقه حجه (4)، وبتوسط محمد
بن أبي بكر عن زكريا في الكفارة عن خطأ محرمه (5). مع أن لفظه " فأما صوم الثلاثة
الأيام للحاجة بالمدينة فقد روى ذلك موسى بن القاسم عن معاوية بن عمار " أعم
من روايته بلا واسطة، فيمكن أن يكون مراده بإسناده.
هذا، وروى جواز أن يحج صرورة الاستبصار (6) وزيادات فقه حج التهذيب
" عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عنه " (7). وفيه سقط، والأصل " عن ابن أبي عمير،
عنه " كما رواه بعينه الرجل يموت صرورة من الكافي (8).
هذا، وقال الجامع: وفي ذبائح التهذيب " محمد بن يحيى، عن الحسن
الميثمي، عنه " والصواب بدلهما " محمد بن الحسن الميثمي، عنه " (9) كما رواه من
اضطر إلى الخمر في أشربة الكافي (10).
هذا، وفي الخبر الثالث من باب إحرام حج التهذيب " محمد بن يعقوب، عن
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن
شاذان، عن معاوية بن عمار " (11) وسقط منه بعد الفضل بن شاذان " عن ابن أبي عمير

(1) التهذيب: 4 / 232.
(2) التهذيب: 5 / 265.
(3) التهذيب: 5 / 208.
(4) التهذيب: 5 / 407.
(5) التهذيب: 5 / 370.
(6) الاستبصار: 2 / 320.
(7) التهذيب: 5 / 411.
(8) الكافي: 4 / 305.
(9) التهذيب: 9 / 113.
(10) الكافي: 6 / 414.
(11) التهذيب: 5 / 167.
140

وصفوان " كما رواه الكافي في إحرام يوم ترويته (1).
هذا، وروى طواف التهذيب " عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن معاوية بن
عمار " (2) ورواه بعينه طواف مريض الكافي، عن عبد الرحمن بن الحجاج ومعاوية
ابن عمار " (3) وهو الصواب.
وللمصنف في الترجمة دعاو باطلة لم نتعرض لها.
[7618]
معاوية بن قرة المزني
قاضي البصرة
خرج مع مصعب لقتال المختار والشيعة.
وفي الطبري عنه، قال: انتهيت إلى رجل منهم فأدخلت السنان في عينه،
فأخذت أخضخض عينه به، فقيل له: أفعلت هذا؟ فقال: نعم إنهم كانوا عندنا أحل
دماء من الترك والديلم (4).
[7619]
معاوية بن ميسرة
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: " بن شريح
القاضي الكندي الكوفي ". وعنونه في الفهرست (إلى أن قال) عن علي بن الحكم،
عنه.
والنجاشي، قائلا: بن شريح بن الحارث الكندي القاضي، من ولده عبيد الله بن
محمد بن عبيد الله بن معاوية بن ميسرة أبو محمد، روى عنه ابن أبي الكرام، وروى
معاوية عن أبي عبد الله (عليه السلام) (إلى أن قال) عن ابن أبي عمير، عنه (وإلى أن قال)
أحمد بن أبي بشير السراج، عن معاوية بكتابه. ومر اتحاده مع معاوية بن شريح.
أقول: ومر عدم تماميته وأن المشيخة والفهرست ذكرا كلا منهما، وورد كل

(1) الكافي: 4 / 454.
(2) التهذيب: 5 / 124.
(3) الكافي: 4 / 422.
(4) تاريخ الطبري: 6 / 97.
141

منهما بعنوانه في الأخبار. ومرت موارد ورود الأول فيها، وموارد الثاني: حكم
جنابة التهذيب (1) وبيع ثماره (2) وتيممه (3) ومياهه (4) وتفصيل ما تقدم من صلاته (5)
وميراث خنثاه (6) ونوادر عتق الكافي (7).
وشريح جد معاوية هذا هو شريح القاضي - المشهور المتقدم - وشريح
أبو ذاك رجل غير معروف ومتأخر عن ذاك بكثير.
[7620]
معاوية بن وهب
البجلي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: الكوفي
أبو الحسن. وعنونه في الفهرست (إلى أن قال) عن علي بن الحكم، عن معاوية بن
وهب (وإلى أن قال) عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن وهب.
والنجاشي، قائلا: أبو الحسن عربي صميم، ثقة حسن الطريقة، روى عن
أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام).
أقول: وكناه المشيخة (8) والبرقي بأبي القاسم، والشيخ - في الرجال -
والنجاشي بأبي الحسن. والظاهر كونه ذا ابنين - القاسم والحسن - يشهد للأول ما
يأتي من " موسى بن القاسم بن معاوية بن وهب " وللثاني خبر ما يسقط من خوان
الكافي، ففيه: " الحسن بن معاوية بن وهب، عن أبيه، عن الصادق (عليه السلام) " (9) والظاهر
كون الثاني بالمعنى الإضافي، والأول بالمعنى العلمي؛ ومر في عمرو بن الحمق أن
المفهوم من المشيخة: أن المراد من " ابن محبوب عن أبي القاسم " إرادة هذا به.
قال المصنف: نقل الجامع رواية الحسن بن علي الأحمري، عنه.

(1) التهذيب: 1 / 144.
(2) التهذيب: 7 / 86.
(3) التهذيب: 1 / 195.
(4) التهذيب: 1 / 225 - 226.
(5) التهذيب: 2 / 170.
(6) التهذيب: 9 / 354.
(7) الكافي: 6 / 197.
(8) الفقيه: 4 / 440.
(9) الكافي: 6 / 300.
142

قلت: بل بالعكس، ومورده: غرر التهذيب (1).
قال: نقل رواية " عمر بن بشير " عنه.
قلت: بل " عمرو بن شمر " ومورده وكالات التهذيب (2).
ويأتي في ابن ابنه موسى بن القاسم خبر في روايته عن صفوان وتحقيق
تصحيفه.
[7621]
معاوية بن معاوية المزني
ويقال: الليثي
توفي في حياة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). عنونه المصنف إجمالا، لجهله حالا، مع أنه
مجهول وجودا، فمستنده خبر عامي ضعيف عندهم أيضا، تضمن أنه مات
بالمدينة والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بتبوك، فضرب جبرئيل بجناحه الأرض حتى صلى عليه
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مع صفين من الملائكة، ورواه بعضهم بلفظ " معاوية بن مقرن
المازني ". وكيف كان: فهو خبر مجعول.
[7622]
معاوية بن وهب بن جبلة
عنونه الشيخ في الفهرست (إلى أن قال) عن عبيد الله بن أحمد بن نهيك، عنه.
ومر تبديل المصنف لهذا بمعاوية بن جبلة.
ثم تفرد الشيخ في الفهرست به غريب! بل مريب؛ ولعل الأصل " معاوية بن
وهب البجلي " المتقدم.
[7623]
معاوية بن وهب بن فضال
قال المصنف: هذا كسابقه في عنوان الشيخ في الفهرست له، ورواية كتابه
بطريقه.

(1) التهذيب: 7 / 130.
(2) التهذيب: 6 / 213.
143

أقول: المصنف قال ما قال تبعا للوسيط، إلا أن الوسيط عنون قبل هذا من
عنوناه " معاوية بن وهب بن جبلة " فيصح كلامه دون المصنف، لأنه لم يعنون قبله
إلا " معاوية بن وهب البجلي ". وقد عرفت أن الشيخ - في الرجال - والنجاشي
أيضا عنوناه، وطريق ذاك ابن أبي عمير وعلي بن الحكم، لا ابن نهيك.
وكيف كان: فتفرد الشيخ في الفهرست بهذا أيضا غريب! بل مريب؛ ولعل
الأصل فيه أيضا " معاوية بن وهب البجلي " المتقدم، فلم نقف على هذا أيضا في
خبر كما في " معاوية بن وهب بن جبلة " ونظيرهما الآتي.
[7624]
معاوية بن وهب
الميثمي
قال: عنونه الشيخ في الفهرست بعد سابقيه، وطريقه إلى كتابه ما مر في سابقيه.
أقول: يرد عليه ما مر في سابقه.
وكيف كان: فتفرد الشيخ في الفهرست بالثلاثة مريب! فكيف لم يعنونهم في
الرجال مع أعمية موضوعه والنجاشي مع اتحاد موضوعه مع فهرست الشيخ
ووقوفه على فهرسته؛ والظاهر كون الأصل في هذا أيضا " معاوية بن وهب
البجلي " المتقدم. والظاهر أنه رأى " عن الميثمي، عن معاوية بن وهب " كما في
غرر التهذيب (1) وزيادات مواقيته (2)، فقرأه " عن الميثمي معاوية بن وهب ".
وبالجملة: المحقق من عناوين معاوية بن وهب - الأربعة - الأول الذي اتفق
الكل عليه.
[7625]
معاوية بن يزيد بن معاوية
قال: هو أبو ليلى الملقب ب‍ " الراجع إلى الله " تخلف ثلاثة أشهر أو أربعين يوما.
وعن حبيب السير: تخلف أياما قلائل، ثم صعد المنبر وخلع نفسه وقال: أيها

(1) التهذيب: 7 / 130.
(2) التهذيب: 2 / 244.
144

الناس قد نظرت في أموركم وأمري فإذا أنا لا أصلح لكم والخلافة لا تصلح لي،
إذ كان غيري أحق بها، ويجب علي أن أخبركم به، هذا علي بن الحسين زين
العابدين ليس يقدر طاعن على أن يطعن فيه، وإن أردتموه فأقيموه، على أني
أعلم أنه لا يقبلها (1).
وعن مجالس المؤمنين: أنه مصداق (يخرج الحي من الميت) وهو في بني
أمية كمؤمن آل فرعون (2).
وعن كامل البهائي: أنه صعد المنبر ولعن أباه وجده وتبرأ منهما ومن فعلهما،
فقالت أمه: " ليتك كنت حيضة في خرقة " فقال: " وددت ذلك يا أماه! " ثم سقي
السم، وكان له معلم شيعي، فدفنوه حيا (3).
أقول: وفي كامل الجزري: مات وعمره 21 سنة و 18 يوما، وقال في آخر
إمارته: " إني ضعفت عن أمركم فابتغيت لكم مثل عمر بن الخطاب حين استخلفه
أبو بكر فلم أجده، فابتغيت ستة مثل ستة الشورى فلم أجدهم، فأنتم أولى بأمركم،
فاختاروا له من أحببتم "، ثم دخل منزله وتغيب حتى مات. وقيل: مات مسموما؛
وقيل له: لو استخلفت؟ فقال: لا أتزود مرارتها وأترك لبني أمية حلاوتها (4).
وفي معارف ابن قتيبة: ولي بعد يزيد - وهو ابن سبع عشرة سنة - أربعين يوما،
وقال ابن إسحاق: عشرين يوما، ويكنى أبا ليلى، وفيه قال الشاعر:
إني أرى فتنا تغلي مراجلها * والملك بعد أبي ليلى لمن غلبا (5).
وفي نسب قريش مصعب الزبيري: عاش بعد أبيه أربعين يوما ولم يعهد، وله
يقول عبد الله بن همام السلولي:
تلقفها يزيد عن أبيه * فخذها يا معاوي عن يزيدا
فإن دنياكم بكم اطمأنت * فأولوا أهلها خلقا سديدا (6)

(1) حبيب السير: 2 / 131.
(2) مجالس المؤمنين: 2 / 252.
(3) كامل البهائي: 2 / 260.
(4) الكامل في التاريخ: 4 / 130.
(5) معارف ابن قتيبة: 199.
(6) نسب قريش: 128.
145

[7626]
معبد بن زهير
بن أبي أمية
في الإرشاد - في تطوافه (عليه السلام) على قتلى الجمل مع عائشة -: مر (عليه السلام) على
معبد بن زهير بن أبي أمية فقال (عليه السلام): لو كانت الفتنة برأس الثريا لتناولها هذا
الغلام، والله! ما كان فيها بذي نخيرة، ولقد أخبرني من أدركه وأنه ليولول فرقا من
السيف (1). وهو ابن أخي أم سلمة.
[7627]
معبد بن المقداد
في الإرشاد - في طي ذكر طوافه (عليه السلام) على قتلى الجمل مع ربة الجمل - ثم
مر (عليه السلام) على معبد بن المقداد، فقال: رحم الله أبا هذا! لو كان حيا كان رأيه أحسن
من رأي هذا، فقال عمار: الحمد لله الذي أوقعه وجعل خده الأسفل، إنا والله يا
أمير المؤمنين لا نبالي من عن الحق عند من والد أو ولد. فقال (عليه السلام) له: " رحمك الله
وجزاك عن الحق خيرا " (2). ومثله في جمله (3)، ويؤيده كون المقداد مكنى بأبي معبد.
لكن في ذيل الطبري بدله بعبد الله بن المقداد (4). ولعله تصحيف، ففي أنساب
البلاذري أيضا " معبد " وزاد: وأمه ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب، وهو الذي
مر به علي فقال: لا جزاك الله من ابن أخت خيرا (5).
[7628]
معتب بن قشير
الأوسي
شهد بدرا وأحدا، وشهد العقبة. عنونه المصنف إجمالا، لجهل حاله.

(1) إرشاد المفيد: 136.
(2) إرشاد المفيد: 135.
(3) مصنفات الشيخ المفيد: 1، الجمل: 392.
(4) ذيول الطبري: 11 / 620.
(5) أنساب الأشراف: 2 / 264 - 265.
146

أقول: بل هو مذموم، فروى أسد الغابة فيه مسندا عن الزبير قال: والله! لكأني
أسمع قول معتب بن قشير - وأن النعاس ليغشاني ما أسمعها منه إلا كالحلم - وهو
يقول: لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا.
[7629]
معتب مولى أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: " مدني أسند عنه "
وفي أصحاب الكاظم (عليه السلام) قائلا: ثقة.
وروى الكشي عن حمدويه وإبراهيم، عن محمد بن عبد الحميد، عن يونس
ابن يعقوب، عن عبد العزيز بن نافع أنه سمع أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: هم عشرة - يعني
مواليه - فخيرهم وأفضلهم معتب، وفيهم خائن فاحذروه، وهو صغير.
وعن علي بن محمد، عن محمد بن أحمد، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي،
عن الحسن بن محبوب - لا أعلم إلا عن إسحاق بن عمار - عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: موالي عشرة، خيرهم معتب، وما يظن معتب إلا أني أشخر (1) من الناس.
أقول: ونقل الوسيط بدل قوله: " أشخر من الناس " " أحق الناس " ولو لم يكن
ما قاله معلوما فهو تحريف قطعا. كما أن قوله: " لا أعلم إلا عن إسحاق بن عمار "
محرف، والظاهر أن الأصل فيه: " عن أبي القاسم، قال الكشي: ولا أعلم أبا القاسم
إلا إسحاق بن عمار " فمر في عمرو بن الحمق خبر الكشي " عن ابن محبوب، عن
أبي القاسم، قال: وهو إسحاق بن عمار إن شاء الله " وقلنا ثمة: إن الكشي وإن حمل
أبا القاسم - الذي روى ابن محبوب عنه - على إسحاق بن عمار، إلا أن المفهوم من
المشيخة (2) إرادة معاوية بن وهب به.

(1) كذا في نسخة من الكشي أيضا (ط الأعلمي - كربلاء) وفيما جعلناه مصدرا للتحقيق
" أسخر " وفي هامشه ما يلي: وفي الممقاني ونسخة " ه‍ ": أحق الناس، وفي حاشيته: أسخى
الناس، وفي نسخة: أسحر الناس، راجع الكشي: 250.
(2) الفقيه: 4 / 440.
147

هذا، وعنوان الكشي هكذا: " في معتب، قال الشيخ: هو مولى الصادق (عليه السلام) "
والظاهر كونه محرفا أيضا، وكون قوله: " قال الشيخ: هو مولى الصادق (عليه السلام) "
حاشية خلطت بالمتن، والمحشي أخذه من قول الشيخ - في الرجال - في
أصحاب الصادق والكاظم (عليهما السلام)، بمعنى أن الكشي وإن أطلقه، إلا أن الشيخ في
الرجال قال: إنه مولاه (عليه السلام). ويشهد لكونه حاشية في الأصل أنه ليس في الكتاب
في موضع آخر " قال الشيخ " بل " قال أبو عمرو الكشي " وأن القدماء يعبرون
عنه (عليه السلام) بأبي عبد الله.
وأما قول القهبائي: إنه كلام الشيخ ومراده المفيد فخطأ، فإن الشيخ يقول:
" قال الشيخ " مريدا به المفيد في تهذيبه الذي شرح لمقنعة المفيد، فالقرينة
موجودة على أن مراده بالشيخ المفيد الذي صاحب المتن. وأما في هذا الكتاب
الذي اختصار من كتاب الكشي لا يجوز أن يطلق الشيخ ويريد به المفيد.
وكيف كان: ففي ذيل الطبري: " أخذ المنصور معتبا مولى جعفر بن محمد
فضربه ألف سوط حتى مات " (1). ومر في " الحسين بن المنذر " خبر الكشي عن
الحسين كان عند الصادق (عليه السلام) جالسا، فقال له معتب: خفف عنه (عليه السلام) فقال (عليه السلام) له:
دعه فإنه من فراخ الشيعة (2).
قال المصنف: نقل الجامع رواية جهم بن جهم عنه.
قلت: بل رواية جهم بن أبي جهم، ومورده تلقي الكافي (3).
قال: نقل رواية معلى بن خنيس عنه.
قلت: هو وهم فاحش! فإنه إنما قال: " روى عنه المسمعي في ترجمة المعلى "
ومراده رواية الكشي في المعلى قال حماد: وأخبرني المسمعي عن معتب فلم يزل
أبو عبد الله (عليه السلام) ليلته ساجدا وقائما... الخبر (4) في نقل معتب دعاء الصادق (عليه السلام) على
داود بن علي قاتل المعلى حتى هلك.

(1) ذيول الطبري: 11 / 652.
(2) مر في ج 3، رقم 2266.
(3) الكافي: 5 / 166، لم نقف عليه في باب تلقيه، بل وجدناه في باب آخر من حكرته.
(4) الكشي: 377.
148

[7630]
المعتقل بن عمر
الجعفي، أبو عبد الله
قال: نقل ابن داود عن ابن الغضائري عنوانه، قائلا: " هو عندي في نفسه ثقة،
ولكن أحاديثه كلها مناكير، وليس يخلص من حديثه شيء يجوز أن يعول عليه ".
وقال النقد: " كأنه المفضل ". وقال الحائري: " ليس في المفضل هذا ". والأمر كما
ذكر، إلا أن يكون في كتابه الآخر.
أقول: وحيث إن ابن داود كثير التحريف ونسخة كتابه كثيرة التصحيف
والرجل لم يذكر في رجال أو خبر لا يترتب على نقله أثر، وإن كان كونه محرف
" المفضل " غير بعيد، وكان عند ابن داود من كتاب ابن الغضائري أكثر.
[7631]
معرض بن معيقيب
اليمامي
رووا عنه أنه رأى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجة الوداع كأن وجهه دارة القمر، وأتاه
رجل من أهل اليمامة بغلام يوم ولد قد لفه بخرقة، فقال: يا غلام من أنا؟ فقال:
رسول الله، قال: بارك الله فيك، فسموه مبارك اليمامة (1).
[7632]
معرض بن علاط
السلمي
قال: عده الجزري في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قائلا: " قتل يوم الجمل " فإن
كان مراده مع عائشة فمن الضعفاء.
أقول: إطلاقهم منصرف إلى القتل مع صاحبة الجمل؛ وقد أطلق أبو عمر " معبد
ابن زهير " المتقدم.

(1) أسد الغابة: 4 / 397.
149

وروى الطبري في عنوان " ما روى في كثرة القتلى يوم الجمل " بإسنادين
عن جرير قال: قتل المعراض بن علاط يوم الجمل، فقال أخوه الحجاج:
لم أر يوما كان أكثر ساعيا * بكف شمال فارقتها يمينها (1)
[7633]
معروف بن خربوذ
قال عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين والباقر (عليهما السلام) قائلا:
فيهما " المكي " وفي أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: القرشي، مولاهم كوفي.
وقال الكشي: أجمعت العصابة على تصديق هؤلاء الأولين من أصحاب
أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) وانقادوا لهم بالفقه، فقالوا: أفقه الأولين ستة: زرارة،
ومعروف بن خربوذ... الخ (2).
وقال الكشي: ذكر أبو القاسم نصر بن الصباح، عن الفضل قال: دخلت على
محمد بن أبي عمير وهو ساجد، فأطال السجود، فلما رفع رأسه وذكر له طول
سجوده، فقال: كيف لو رأيت جميل بن دراج! ثم حدثه أنه دخل على جميل،
فوجده ساجدا فأطال السجود جدا، فلما رفع رأسه قال له محمد بن أبي عمير:
أطلت السجود، فقال له: لو رأيت معروف بن خربوذ.
طاهر بن عيسى، قال: وجدت في بعض الكتب: عن محمد بن الحسين، عن
إسماعيل بن قتيبة، عن أبي العلاء الخفاف، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): " أنا وجه الله وأنا جنب الله، وأنا الأول وأنا الآخر، وأنا الظاهر
وأنا الباطن، وأنا وارث الأرض، وأنا سبيل الله وبه عزمت عليه " فقال معروف بن
خربوذ: ولها تفسير آخر غير ما يذهب فيها أهل الغلو.
طاهر، قال: حدثني جعفر، قال: حدثني الشجاعي، عن محمد بن الحسين،
عن سلام بن بشر الرماني وعلي بن إبراهيم التيمي، عن محمد الإصبهاني قال:

(1) تاريخ الطبري: 4 / 545.
(2) الكشي: 238.
150

كنت قاعدا مع معروف بن خربوذ بمكة ونحن جماعة، فمر بنا قوم على حمير
معتمرون من أهل المدينة، فقال لنا معروف: سلوهم هل كان بها خبر؟ فسألناهم،
فقالوا: مات عبد الله بن الحسن، فأخبرناه بما قالوا، فلما جاوزوا مر بنا قوم
آخرون، فقال لنا معروف: فاسألوهم هل كان بها خبر؟ فسألناهم، فقالوا: " كان
عبد الله بن الحسن أصابته غشية وقد أفاق " فأخبرناه بما قالوا، فقال: ما أدري ما
يقول هؤلاء وأولئك، أخبرني ابن المكرمة - يعني أبا عبد الله (عليه السلام) - أن قبر عبد الله
بن الحسن وأهل بيته على شاطئ الفرات، قال: فحملهم أبو الدوانيق، فقبروا على
شاطئ الفرات.
جعفر بن معروف قال: حدثنا محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن ابن
بكير قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) أنا ومعروف بن خربوذ وكان ينشدني الشعر
وأنشده ويسألني وأسأله، وأبو عبد الله (عليه السلام) يسمع، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): إن رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " لأن يمتلئ جوف الرجل قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا " فقال
معروف: إنما يعني بذلك الذي يقول الشعر، فقال: ويحك! - أو ويلك! - قد قال
ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (1).
وفي محكي العيون والأمالي عن جابر الجعفي قال: دخلت على أبي جعفر
محمد بن علي (عليه السلام) وعنده زيد أخوه، فدخل عليه معروف بن خربوذ المكي، فقال:
يا معروف أنشدني عن طرائف ما عندك، فأنشده:
لعمرك! ما إن أبو مالك * بواه ولا بضعيف قواه
ولا بألد لدى قوله * يعادي الحكيم إذا ما نهاه
ولكنه سيد بارع * كريم الطبائع حلو ثناه
إذا سدته سدت مطواعة * ومهما وكلت إليه كفاه
فوضع (عليه السلام) يده على كتفي زيد وقال: هذه صفتك (2).

(1) الكشي: 211.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 196، ب 25 ح 5، وأمالي الصدوق: 43 م 10 ح 12.
151

وروى السيد صدر الدين، عن كتاب سلام بن أبي عمرة، عن معروف بن
خربوذ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: دخلت عليه، فأنشأت الحديث، فذكرت باب
القدر وقال: لا أراك إلا هناك أخرج عني! قلت: جعلت فداك! أني أتوب منه،
فقال: والله! حتى تخرج إلى بيتك وتغسل ثوبك وتغتسل وتتوب منه إلى الله، كما
يتوب النصراني من نصرانيته، ففعلت (1).
أقول: ما حكي له عن العيون محقق رواه في باب أخبار زيد، وما نقله عن
الصدر عن كتاب سلام موجود في أصله، وأصله عشرة أخبار وما نقل خبره الأول.
وخبره الثاني: سلام، عن معروف، عن أبي طفيل، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)
أتحبون أن يكذب الله ورسوله؟ حدثوا الناس بما يعرفون وأمسكوا عما ينكرون (2).
وخبره الثامن، عنه، عن معروف، عن أبي جعفر (عليه السلام) أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أخبر
عليا (عليه السلام) بما يلقى من أمته، فشق ذلك عليه، فقال له: أما ترضى أن تكون حيث
أكون (3).
وأخبار الكشي تحريفاتها لا تخفى، وقد روى الأول في جميل مع اختلاف،
وثمة أصح. وخبره الأخير لا تناسب فيه بين قوله: " إنما يعني بذلك الذي يقول
الشعر " وقوله: فقال ويحك... الخ.
وفي أنساب البلاذري عن هشام الكلبي قال: أنشدني معروف بن خربوذ
المكي لأبي العاص زوج زينب بنت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيها... الخ (4).
[7634]
معروف بن سويد
نقل ابن أبي الحديد عن سقيفة الجوهري، عن محمد بن قيس الأسدي، عنه
قال: كنت بالمدينة أيام بويع عثمان، فرأيت رجلا في المسجد جالسا وهو يصفق (5)

(1) مستدرك الوسائل: 2 / 512. (عن كتاب سلام).
(2) مستدرك الوسائل 12 / 402 (عن كتاب سلام).
(3) لم نعثر عليه.
(4) أنساب البلاذري: 398.
(5) وفيه: يصفن.
152

بإحدى يديه على الأخرى والناس حوله ويقول: " واعجبا من قريش!
واستئثارهم بهذا الأمر على أهل هذا البيت، معدن الفضل ونجوم الأرض ونور
البلاد، والله! إن فيهم لرجلا ما رأيت بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أولى بالحق منه ولا
أقضى بالعدل ولا آمر بالمعروف ولا أنهى عن المنكر " فسألت عنه، فقيل: هذا
المقداد، فتقدمت إليه وقلت: من الرجل الذي تذكر؟ قال: " ابن عم نبيك علي بن
أبي طالب " فلبثت ما شاء الله، ثم لقيت أباذر فحدثته ما قال المقداد، قال: صدق،
قلت: فما يمنعكم أن تجعلوا الأمر فيهم؟ قال: أبى ذلك قومهم... الخبر (1).
[7635]
معروف الكرخي
قال: وفي أربعين البهائي وشرح النخبة ومجمع البحرين: أنه روى عن
الصادق (عليه السلام) (2). ويعارضه رواية المناقب إسلامه على يد الرضا (عليه السلام) (3).
أقول: وفي فهرست ابن النديم: أخذ الخلدي عن الجنيد، والجنيد عن السري،
والسري عن معروف الكرخي، ومعروف عن فرقد، وفرقد عن الحسن البصري،
والحسن عن أنس (4).
وفي تاريخ بغداد: قال ابن المنادي: كان بالجانب الغربي من بغداد أبو محفوظ
معروف بن الفيروزان، ويعرف بالكرخي، توفي سنة مائتين (5). ونقل عنه كرامات
مجعولة.
[7636]
المعري بن الأقبل
الهمداني
في صفين نصر: كان ناسكا وكان له - في ما يذكر همدان - لسان، وكان صديقا

(1) شرح نهج البلاغة: 9 / 21.
(2) الأربعون حديثا: 266، شرح النخبة: لا يوجد لدينا، مجمع البحرين مادة " عرف ".
(3) مناقب ابن شهر آشوب: 4 / 361.
(4) فهرست ابن النديم: 235.
(5) تاريخ بغداد: 13 / 208.
153

لعمرو بن العاص، فلما غلب أهل الشام على الفرات قال لمعاوية: سبحان الله!
أن سبقتم القوم إلى الفرات تمنعونهم عنه، أما تعلمون أن فيهم العبد والأمة والأجير
والضعيف ومن لا ذنب له، هذا أول الجور، لقد شجعت الجبان وبصرت المرتاب.
فأغلظ له معاوية وقال لعمرو اكفني صديقك، فأتاه عمرو فأغلظ له، فقال الهمداني
في ذلك:
لعمر أبي معاوية بن حرب * وعمرو ما لدائهما دواء
سوى طعن يحار العقل فيه * وضرب حين يختلط الدماء
فلست بتابع دين ابن هند * طوال الدهر ما أرسى حراء
لقد ذهب العتاب فلا عتاب * وقد ذهب الولاء فلا ولاء
وقولي في حوادث كل أمر * على عمرو وصاحبه العفاء
ألا لله درك يا بن هند * لقد ذهب الحياء فلا حياء
أتحمون الفرات على رجال * وفي أيديهم الأسل الظماء
وفي الأعناق أسياف حداد * كأن القوم عندكم نساء
فترجو أن يجاوركم علي * بلا ماء وللأحزاب ماء
دعاهم دعوة فأجاب قوم * كجرب الإبل خالطها هناء
ثم سار في سواد الليل فلحق بعلي (عليه السلام) (1).
[7637]
معقل بن قيس
قال: قال ابن أبي الحديد: أوفده عمار إلى عمر مع الهرمزان في فتح تستر،
وكان من شيعة علي (عليه السلام) (2).
وفي غارات الثقفي: بعثه (عليه السلام) إلى بني ناجية بالأهواز، وكتب إلى ابن عباس
بإمداده بألفين مع أمير، فإذا لقيه فالأمير معقل (3). وأنه (عليه السلام) لما أراد الرجوع إلى

(1) وقعة صفين: 163.
(2) شرح نهج البلاغة: 15 / 92.
(3) الغارات: 1 / 348.
154

صفين قال: " أشيروا علي بناصح " فقال له سعد بن قيس: " عليك بالناصح الأريب
الشجاع الصليب معقل " قال: نعم، فوجهه مقدمة له وأوصاه بوصية ذكرت في
النهج (1).
وفي كامل المبرد: أن المستورد الخارجي ترأس على الخوارج في أيام
علي (عليه السلام) فخرج بعد مدة على المغيرة وهو والي الكوفة، فبارزه معقل، فاختلفا
بضربتين، فخر كل منهما ميتا (2).
وعده الشيخ في رجاله في أصحاب علي (عليه السلام).
أقول: وفي الطبري - في قصة خروج المستورد -: قال المغيرة لقبيصة بن
الدمون: الصق لي بشيعة علي، فأخرجهم مع معقل، فإنه كان من رؤوس أصحابه،
فإذا بعث بشيعته الذين كانوا يعرفون فاجتمعوا جميعا، استأنس بعضهم ببعض
وتناصحوا، وهم أشد استحلالا لدماء هذه المارقة وأجرأ عليهم من غيرهم (3).
[7638]
معقل بن يسار
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) شهد بيعة الرضوان،
وإليه ينسب نهر معقل الذي بالبصرة، وهو مزني يكنى أبا عبد الله.
أقول: وقيل: أبا يسار، وقيل: أبا علي، وجعل الأخير ابن حجر مشهورا.
وروى أسد الغابة: أن عبيد الله بن زياد عاده في مرض موته، فقال له: إني
محدثك حديثا لو علمت لي حياة ما حدثتك، سمعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: ما من
عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت غاشا لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة.
وروى سنن أبي داود عنه قال: كانت لي أخت تخطب إلي، فأتاني ابن عم لي،
فأنكحتها إياه، ثم طلقها طلاقا له رجعة، ثم تركها حتى انقضت عدتها، فلما خطبت

(1) شرح نهج البلاغة: 2 / 90.
(2) الكامل في اللغة والأدب: 2 / 194.
(3) تاريخ الطبري: 5 / 188.
155

إلي أتاني يخطبها، فقلت: لا والله لا أنكحها أبدا؛ قال: ففي نزلت هذه الآية (وإذا
طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن...) الآية قال:
فكفرت عن يميني فأنكحتها إياه (1).
وعن الحسن البصري: أن عمر قال: أيكم يعلم ما ورث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الجد؟
فقال معقل بن يسار: أنا، ورثه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) السدس، قال: مع من؟ قال: لا أدري،
قال: لا دريت! فما تغني إذن (2).
قلت: هو كان أولى بدعائه، حيث إنهم قالوا: إنه حكم في الجد بمائة حكم.
[7639]
معلى، أبو شهاب
قال: روى زيارة نبي الكافي عن عثمان بن عيسى، عنه، عن الحسين (عليه السلام) (3).
واحتمل الجامع إرساله.
أقول: ورواه التهذيب عن معلى بن شهاب (4). ثم الظاهر كون الخبر مرفوعا،
حيث إنه بلفظ: قال: قال الحسين (عليه السلام).
[7640]
معلى، أبو عثمان
الأحول
قال: عنونه الشيخ في الفهرست، قائلا: عن معلى بن خنيس (إلى أن قال) عن
صفوان، عن المعلى أبي عثمان، عن المعلى بن خنيس. وعده في الرجال في
أصحاب الصادق (عليه السلام).
أقول: بل عد " معلى بن عثمان " كما يأتي، ويأتي ثمة الاختلاف في هذا، هل
هو " بن عثمان " أو " بن زيد ".
وأما روايته عن معلى بن خنيس - كما قال الشيخ في الفهرست - ففي باب

(1) سنن أبي داود: 2 / 230.
(2) سنن أبي داود: 3 / 122.
(3) الكافي: 4 / 548.
(4) التهذيب: 6 / 4.
156

القيام والقعود في الصلاة من الكافي (1)، وفي ركوب البحر لتجارته (2)، وفي شرب
الماء من قيامه (3). وفي الزيادات بعد إجارات التهذيب (4).
[7641]
معلى بن أسد
قال: يأتي بعنوان " معلى بن راشد ".
أقول: الصحيح ما هنا وهو جد " أحمد بن إبراهيم بن المعلى بن أسد العمي "
المتقدم عنوانه عن الشيخ في الفهرست والنجاشي ورجال الشيخ. قال الشيخ في
الفهرست والنجاشي في " أحمد " ذاك: وكان جده المعلى بن أسد - في ما ذكره
الحسين بن عبيد الله - من أصحاب صاحب الزنج المختصين به، وروى عنه وعن
عمه أخبار صاحب الزنج.
وحينئذ، فيكفيه ضعفا كونه من المختصين بصاحب الزنج، بل الظاهر عاميته،
حيث عنونه ابن حجر ساكتا عن مذهبه، فقال: معلى بن أسد العمي أبو الهيثم
البصري، أخو بهز، ثقة ثبت لم يخطئ إلا في حديث واحد، من كبار العاشرة، مات
سنة 18 - أي بعد المائتين -.
وبدل ابن الغضائري نسخة هذا ب‍ " معمر بن راشد " كما يأتي.
[7642]
معلى بن الحسن
بن محمد بن سماعة
قال: قال النجاشي في " محمد بن سماعة بن موسى " المتقدم: وجده المعلى
ابن الحسن.
أقول: بل في نسخنا: " وجد المعلى بن الحسن ". وفي الخلاصة - الآخذ
عن النجاشي -: " وجد محمد بن الحسن " وعلى نقله العنوان ساقط، وعلى نسخنا
لا أثر له.

(1) الكافي: 3 / 336.
(2) الكافي: 5 / 257.
(3) الكافي: 6 / 383.
(4) التهذيب: 7 / 233.
157

[7643]
معلى بن خنيس
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: المدني، مولى
أبي عبد الله (عليه السلام). وعنونه ابن الغضائري، قائلا: مولى أبي عبد الله (عليه السلام) كان أول أمره
مغيريا، ثم دعا إلى محمد بن عبد الله، وفي هذه الظنة أخذه داود فقتله، والغلاة
يضيفون إليه كثيرا، ولا أرى الاعتماد على شيء من حديثه.
والنجاشي، قائلا: أبو عبد الله مولى جعفر بن محمد (عليه السلام) ومن قبله كان مولى
بني أسد، كوفي بزاز، ضعيف جدا، لا يعول عليه، له كتاب يرويه جماعة؛ قال سعد:
من غني، وابن أخيه عبد الحميد بن أبي الديلم (إلى أن قال) عن أبي عثمان معلى
ابن زيد الأحول، عن معلى بن خنيس بكتابه.
وروى الكشي عن حمدويه، عن العبيدي، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن
ابن الحجاج، عن إسماعيل بن جابر، قال: كنت مع أبي عبد الله (عليه السلام) مجاورا بمكة،
فقال لي: يا إسماعيل أخرج حتى تأتي مرا وعسفان، فتسأل هل حدث بالمدينة
حادث، فخرجت حتى أتيت مرا، فلم ألق أحدا، ثم مضيت حتى أتيت عسفان فلم
يلقني أحد، فارتحلت من عسفان، فلما خرجت منها لقيتني عير تحمل زيتا من
عسفان، فقلت لهم: هل حدث بالمدينة حدث؟ قالوا: لا إلا قتل هذا العراقي الذي
يقال له: المعلى بن خنيس! فانصرفت إلى أبي عبد الله (عليه السلام) فلما رآني قال لي: يا
إسماعيل قتل المعلى بن خنيس، فقلت: نعم، فقال: أما والله! لقد دخل الجنة.
وعن ابن أبي نجران، عن حماد الناب، عن المسمعي، قال: لما أخذ داود بن
علي المعلى بن خنيس حبسه وأراد قتله، فقال له معلى: أخرجني إلى الناس فإن
لي دينا كثيرا ومالا حتى أشهد بذلك، فأخرجه إلى السوق، فلما اجتمع الناس قال:
يا أيها الناس! أنا معلى بن خنيس، فمن عرفني فقد عرفني، اشهدوا إن ما تركت
من مال عين أو دين أو أمة أو عبد أو دار أو قليل أو كثير فهو لجعفر بن محمد (عليه السلام).
فشد عليه صاحب شرطة داود فقتله، فلما بلغ ذلك أبا عبد الله (عليه السلام) خرج
158

يجر ذيله حتى دخل على داود بن علي - وإسماعيل ابنه خلفه - فقال: يا داود
قتلت مولاي وأخذت مالي، فقال: ما أنا قتلته ولا أخذت مالك، قال: والله!
لأدعون الله على من قتل مولاي وأخذ مالي، قال: ما قتلته ولكن قتله صاحب
شرطتي، فقال: بإذنك أو بغير إذنك؟ فقال: بغير إذني، قال: يا إسماعيل شأنك به،
فخرج إسماعيل والسيف معه حتى قتله في مجلسه. قال حماد: وأخبرني المسمعي
عن معتب قال: فلم يزل أبو عبد الله (عليه السلام) ليلته ساجدا وقائما فسمعته في آخر الليل
وهو ساجد ينادي: " اللهم إني أسألك بقوتك القوية وبمحالك الشديد وبعزتك التي
كل خلقك لها ذليل، أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تأخذه الساعة، فوالله! ما
رفع رأسه من سجوده حتى سمعنا الصائحة فقالوا: مات داود بن علي، فقال
أبو عبد الله (عليه السلام): إني دعوت الله بدعوة بعث بها الله إليه ملكا، فضرب رأسه بمرزبة
انشقت منها مثانته.
وعن أحمد بن المنصور، عن أحمد بن الفضل، عن محمد بن زياد، عن
عبد الرحمن بن حجاج، عن إسماعيل بن جابر، قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام)
فقال لي: يا إسماعيل قتل المعلى؟ قلت: نعم، قال: أما والله! لقد دخل الجنة.
وعن خط جبرئيل بن أحمد، عن محمد بن عبد الله بن مهران، عن محمد بن
علي الصيرفي، عن الحسن، عن الحسين بن أبي العلاء وأبي المغراء، عن أبي بصير،
قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول - وجرى ذكر المعلى بن خنيس - فقال: يا أبا
محمد اكتم علي ما أقول لك في المعلى، قلت: أفعل، فقال: أما أنه ما كان ينال
درجتنا إلا بما ينال منه داود بن علي. قلت: وما الذي يصيبه من داود؟ قال: يدعو
به فيأمر به فيضرب عنقه ويصلبه، قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون! قال: ذاك قابل،
فلما كان قابل ولي المدينة فقصد قصد المعلى فدعاه وسأله عن شيعة
أبي عبد الله (عليه السلام) أن يكتبهم له، فقال: ما أعرف من أصحاب أبي عبد الله أحدا وإنما
أنا رجل أختلف في حوائجه وما أعرف له صاحبا، فقال: أتكتمني؟ أما إنك إن
كتمتني قتلتك، فقال له المعلى: بالقتل تهددني؟ والله! لو كانوا تحت قدمي ما رفعت
159

قدمي عنهم، ولئن قتلتني لتسعدني وأشقيك، وكان كما قال أبو عبد الله (عليه السلام) لم يغادر
منه قليلا ولا كثيرا.
وعن أبي جعفر أحمد بن إبراهيم القرشي، قال: أخبرني بعض أصحابنا قال:
كان المعلى بن خنيس (رحمه الله) إذا كان يوم العيد خرج إلى الصحراء شعثا مغبرا في زي
ملهوف، فإذا صعد الخطيب المنبر مد يده نحو السماء، ثم قال:
اللهم هذا مقام خلفائك وأصفيائك، وموضع أمنائك الذين خصصتهم بها،
ابتزوها وأنت المقدر للأشياء، لا يغالب قضاؤك ولا يجاوز المحتوم من تدبيرك،
كيف شئت وأنى شئت علمك في إرادتك كعلمك في خلقك حتى عاد صفوتك
وخلفاؤك مغلوبين مقهورين مستترين، يرون حكمك مبدلا، وكتابك منبوذا
وفرائضك محرفة عن جهات شرائعك، وسنن نبيك - صلواتك عليه - متروكة، اللهم
العن جبابرة زماننا وأشياعهم وأتباعهم وأحزابهم وأعوانهم، إنك على كل شيء
قدير.
وعن العياشي كتب إلي الفضل عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد،
عن إسماعيل بن جابر، قال: قدم أبو إسحاق (عليه السلام) من مكة، فذكر له قتل المعلى بن
خنيس، فقام مغضبا يجر ثوبه، فقال له إسماعيل ابنه: يا أبة أين تذهب؟ قال: لو
كان نازلة لأقدمت عليها، فجاء حتى دخل على داود بن علي، فقال له: يا داود لقد
أذنبت ذنبا لا يغفره الله لك! قال: وما ذاك الذنب؟ قال: قتلت رجلا من أهل الجنة،
ثم مكث ساعة (إلى أن قال) ما أنا قتلته، قال: فمن قتله؟ قال: قتله السيرافي، قال:
فأقدنا منه؛ قال: فلما كان من الغد غدا السيرافي فأخذه فقتله، فجعل يصيح يا
عباد الله! يأمروني أن أقتل لهم الناس، ثم يقتلوني.
وعن أبي علي أحمد بن علي السلولي المعروف بشقران، عن الحسين بن
عبد الله القمي، عن محمد بن أورمة، عن يعقوب بن يزيد، عن سيف بن عميرة، عن
المفضل بن عمر الجعفي، قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) يوم صلب فيه المعلى،
فقلت له: يا بن رسول الله، ألا ترى هذا الخطب الجليل الذي نزل بالشيعة في هذا
160

اليوم! قال: وما هو؟ قلت: معلى بن خنيس، قال: رحم الله معلى قد كنت أتوقع
ذلك، لأنه أذاع سرنا وليس الناصب لنا حربا بأعظم مؤنة علينا من المذيع علينا
سرنا، فمن أذاع سرنا إلى غير أهله لم يفارق الدنيا حتى يعضه السلاح أو يموت
بخبل.
وعن إبراهيم بن محمد بن العباس الختلي، عن أحمد بن إدريس القمي
المعلم، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن موسى بن
سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن حفص الأبيض التمار، قال: دخلت على
أبي عبد الله (عليه السلام) أيام طلب المعلى بن خنيس، فقال لي: يا حفص إني أمرت المعلى
فخالفني فابتلي بالحديد؛ إني نظرت إليه يوما وهو كئيب حزين، فقلت: يا معلى
كأنك ذكرت أهلك وعيالك، قال: أجل، قلت: أدن مني، فدنا مني فمسحت وجهه،
فقلت: أين تراك؟ فقال: أراني في أهلي وهوذي زوجتي وهذا ولدي، فتركته حتى
تملأ منهم، واستترت منهم حتى نال ما ينال الرجل من أهله. ثم قلت: أدن مني فدنا
مني فمسحت وجهه، فقلت: أين تراك؟ قال أراني معك في المدينة. قال، قلت:
يا معلى إن لنا حديثا من حفظه علينا حفظ الله عليه دينه ودنياه، يا معلى لا تكونوا
أسراء في أيدي الناس بحديثنا إن شاؤوا منوا عليكم وإن شاؤوا قتلوكم؛ يا معلى
أنه من كتم الصعب من حديثنا جعله الله نورا بين عينيه وزوده القوة في الناس،
ومن أذاع الصعب من حديثنا لم يمت حتى يعضه السلاح أو يموت بخبل، يا معلى
أنت مقتول فاستعد (1). ورواه البصائر (2).
وروى الكافي والتهذيب، عن الوليد بن صبيح، قال: جاء رجل إلى
أبي عبد الله (عليه السلام) يدعي على المعلى بن خنيس دينا عليه، وقال: ذهب بحقي. فقال
له أبو عبد الله (عليه السلام): ذهب بحقك الذي قتله، ثم قال للوليد: قم إلى الرجل فاقضه من
حقه فإني أريد أن أبرد عليه جلده الذي كان باردا عليه (3).

(1) الكشي: 376 - 382.
(2) بصائر الدرجات: 423، الجزء الثامن، باب 13.
(3) الكافي: 5 / 94، التهذيب: 6 / 186.
161

وروى الروضة عنه، قال: دخلت على الصادق (عليه السلام) يوما فألقى عليه ثيابه
(إلى أن قال) فقال (عليه السلام) رحم الله المعلى، ثم قال: أف للدنيا دار بلاء سلط الله فيها
عدوه على وليه! (1).
وفي الإقبال: ومن الدعوات في كل يوم من رجب ما ذكره الطرازي، فقال
أبو الفرج محمد بن موسى القزويني الكاتب (رحمه الله) عن أبي عيسى محمد بن أحمد بن
محمد بن سنان، عن أبيه، عن جده، عن يونس بن ظبيان، قال: كنت عند مولاي
الصادق (عليه السلام) إذ دخل علينا المعلى في رجب، فتذاكروا الدعاء فيه، فقال المعلى: يا
سيدي علمني دعاء يجمع كل أدعية (2) الشيعة في كتبها (إلى أن قال) يا معلى والله!
لقد جمع لك هذا الدعاء ما كان من لدن إبراهيم إلى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) (3).
وفي غيبة الشيخ: أنه كان من قوام أبي عبد الله (عليه السلام) وإنما قتله داود بن علي
بسببه، وكان محمودا عنده ومضى على منهاجه، وأمره مشهور؛ فروى عن
أبي بصير، قال: لما قتل داود بن علي المعلى وصلبه عظم ذلك على أبي عبد الله (عليه السلام)
واشتد عليه وقال: يا داود على م قتلت مولاي وقيمي في مالي وعلى عيالي،
والله! إنه لا وجه عند الله منك... في حديث طويل. وفي خبر آخر: أم والله! لقد
دخل الجنة (4).
وروى الكشي - في عبد الله بن أبي يعفور - عن البقباق قال: تذاكر ابن
أبي يعفور ومعلى، فقال ابن أبي يعفور: الأوصياء علماء أبرار أتقياء، وقال معلى:
الأوصياء أنبياء. فدخلا على أبي عبد الله (عليه السلام) فبدأ فقال: يا عبد الله أبرأ ممن قال
إنا أنبياء.
وعن ابن أبي عمير، عن ابن أبي يعفور ومعلى بن خنيس كانا بالنيل على

(1) روضة الكافي: 304.
(2) في المصدر: أو دعته.
(3) إقبال الأعمال: 643.
(4) غيبة الطوسي: 210.
162

عهد أبي عبد الله (عليه السلام) فاختلفا في ذبائح اليهود، فأكل معلى ولم يأكل ابن أبي
يعفور، فلما صارا إلى أبي عبد الله (عليه السلام) أخبراه، فرضي بفعل ابن أبي يعفور وخطأ
المعلى في أكله (1).
وفي محكي غيبة النعماني، عن الحسن بن حفص نسيب فرعان قال: دخلت
على أبي عبد الله (عليه السلام) أيام قتل المعلى مولاه، فقال لي: يا حفص إني حدثت لمعلى
بأشياء فأذاعها فابتلي بالحديد، إني قلت له: إن حديثنا من حفظه علينا حفظه الله
وحفظ عليه دينه ودنياه، ومن أذاعه علينا سلبه دينه ودنياه، يا معلى! أنه من كتم
الصعب من حديثنا لم يمت حتى يعضه السلاح، أو يموت متحيرا (2).
أقول: حرف الخبر، فرواه النعماني في غيبته في آخر بابه الأول، وفيه: من
كتم الصعب من حديثنا جعله الله نورا بين عينيه ورزقه العز في الناس، ومن أذاع
الصعب من حديثنا لم يمت حتى يعضه السلاح... الخبر. كما أن سنده، عن الحسن،
عن حفص.
هذا، وقول رجال الشيخ فيه: " المدني " لا ينافي خبر الكشي الأول " ألا قتل
هذا العراقي الذي يقال له: المعلى " لأنه يجمع بينهما بكونه عراقيا جاور المدينة،
فكان يقال له بالعراق: المدني، وبالمدينة: العراقي.
هذا، وعدم عنوان الشيخ في الفهرست له مع عنوان النجاشي له وموضوعهما
متحد، لعدم اعتقاد الشيخ له كتابا، بل لراويه " معلى أبو عثمان " المتقدم، كما عرفت
ثمة من قوله: " معلى أبو عثمان الأحول، عن المعلى بن خنيس، له كتاب "
والنجاشي عنون كلا منهما، زعما أن لكل منهما كتابا. والظاهر أصحية قول الشيخ
في الفهرست، ويشهد له طريق النجاشي هنا وطريق الشيخ ثمة، فإنهما واحد.
هذا، وما في ابن الغضائري فيه: " كان أول أمره مغيريا، ثم دعي إلى محمد بن

(1) الكشي: 247.
(2) غيبة النعماني: 24 (منشورات مؤسسة الأعلمي).
163

عبد الله... الخ " فيه: أن المغيرية كانوا داعين إلى محمد ذاك، ففي فرق النوبختي: لما
توفي الباقر (عليه السلام) قالت فرقة بإمامة محمد بن عبد الله وأنه القائم، وأنه حي لم يمت
مقيم بجبل يقال له: " العلمية " وكان المغيرة منهم، أظهر القول بذلك بعد
أبي جعفر (عليه السلام) (1).
وكيف كان: فلم نتحقق ما قاله ولم نقف له في كتب الإمامية على شاهد، ولعله
أخذ ما قاله من تواريخ العامة وأخبارهم وهي في البهتان على الأئمة (عليهم السلام)
أنفسهم مولعة، فكيف على شيعتهم!
ويشهد لكون ذلك من بهتان العامة ما في مهج ابن طاوس: دعاء الصادق لما
استدعاه المنصور مرة سادسة - وهي ثاني مرة إلى بغداد بعد قتل محمد وإبراهيم -
وجدته في الكتاب العتيق الذي قدمت ذكره بخط الحسين بن علي بن هند: حدثنا
محمد بن جعفر الرزاز، عن العبيدي، عن بشير بن حماد، عن صفوان الجمال، قال:
رفع رجل من قريش المدينة من بني مخزوم إلى المنصور بعد قتله لمحمد وإبراهيم
أن جعفر بن محمد بعث مولاه المعلى لجباية الأموال من شيعته، وأنه كان يمد بها
محمد بن عبد الله، فكاد المنصور أن يأكل كفه غيظا على جعفر (إلى أن قال) فلما
رأى الصادق (عليه السلام) قربه وأدناه، ثم استدعى قصة الرافع يقول في قصته: إن معلى بن
خنيس مولى جعفر بن محمد يجبي له الأموال من جميع الآفاق، وأنه مد بها محمد
بن عبد الله، فأقبل عليه المنصور، فقال: ما هذه الأموال التي يجبيها لك معلى...
الخ (2).
ولقد أجاد أخيرا حيث قال: " وفي هذه الظنة أخذها داود " فإن أصله أيضا
كان ظنة وتهمة، ونحن وإن قلنا إن ابن الغضائري خريت ناقد، إلا أنا لم نقل: إنه
معصوم، فيقبل قوله ما لم يقم على خلافه شاهد؛ مع أن أصل نسخته لم تصل
صحيحة، ففي النسخة " ثم دعي إلى محمد بن عبد الله " فدعي تصحيف والصواب

(1) فرق الشيعة: 62.
(2) مهج الدعوات: 198.
164

" دعا " فلعل كلمة " ثم " أيضا من زيادات النساخ، فيكون مغزى كلامه: أنه كان
في أول أمره مغيريا داعيا إلى محمد وصار إماميا أخيرا.
وأما قوله: " والغلاة يضيفون إليه كثيرا " فصحيح إلا أنه لا ذنب له، ولعله لذلك
ضعفه النجاشي.
وبالجملة: بعد اتفاق الأخبار على مدحه لا عبرة بقولهما، فليس في الأخبار
ما يستشم منه قدح فيه سوى ولعه على نشر مقاماتهم (عليهم السلام) مع كون ذلك سببا
لإضرار الجبابرة به وبهم (عليهم السلام) وعدم كمال فقهه، وهما أعم من الضعف.
هذا، وقول النجاشي: " معلى مولى جعفر بن محمد (عليه السلام) ومن قبله كان مولى
بني أسد " لم أفهم معناه، فإن المولى هو الرجل الذي أعتق هو أو أحد آبائه، وهو
لا يمكن تعدده.
كما أن قول سعد: " إنه من غني " وقول البرقي في ابن أخيه عبد الحميد بن
أبي الديلم: " إ نه من غني " لا يجمع أيضا مع كونه مولى. وبعد اتفاق الأخبار على
كونه مولاه (عليه السلام) يمكن الجمع بأن المراد من كونه مولاه: كونه من خدامه وقوامه،
كما عبر به الغيبة.
قال: نقل الجامع رواية أبي بكر، عنه.
قلت: بل سيف بن أبي بكر، ومورده: أواخر مكاسب التهذيب (1). لكن في نسخة
كما نقل، ولعله الأصح.
هذا، وتحريفات أخبار الكشي لا تخفى.
هذا، وأما ما رواه الاستبصار - باب من ترك سجدة واحدة - عن معلى بن
خنيس، قال: سألت أبا الحسن الماضي (عليه السلام) في الرجل ينسى السجدة من صلاته (2):
ففي سنده تحريف، فمعلى قتل في حياة الصادق (عليه السلام) فكيف نقل للراوي بعد وفاة
الكاظم (عليه السلام)! ورواه التهذيب (3) مثله.

(1) التهذيب: 6 / 387، وفيه: عن سيف عن أبي بكر.
(2) الاستبصار: 1 / 359.
(3) التهذيب: 2 / 154.
165

[7644]
معلى بن راشد
القمي
قال: عنونه ابن الغضائري قائلا: بصري، ضعيف، غال.
وقال: وعن عناية الله الصواب " معلى بن أسد " لما مر في " أحمد بن إبراهيم
ابن المعلي " " وأحمد بن المعلى بن أسد " التصريح عن رجال الشيخ وفهرسته
والنجاشي أنه كان من أصحاب صاحب الزنج والمختصين.
أقول: إنما مر الأول دون الثاني، والتصريح عن الأخيرين دون الأول، ومر
في " المعلى بن أسد " أن التحريف من النساخ لامن ابن الغضائري.
[7645]
المعلى بن زيد
الكوفي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) ومع اتحاده مع " بن
عثمان " الآتي - كما هو ظاهر النجاشي - يلحقه توثيقه.
أقول: ظاهر رجال الشيخ تغايرهما، حيث عنون كلا منهما إلا أن الظاهر
اتحادهما وصحة هذا، كما يأتي.
[7646]
معلى بن شهاب
مر في معلى أبو شهاب.
[7647]
المعلى بن عثمان
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: أبو عثمان
الأحول الكوفي.
وعنونه النجاشي، قائلا: أبو عثمان - وقيل: ابن زيد - الأحول، كوفي ثقة،
روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) (إلى أن قال) محمد بن زياد عن معلى.
166

ومر عنوان الشيخ في الفهرست " المعلى أبو عثمان الأحول ". والرجل واحد
" المعلى أبو عثمان " اختلف في اسم أبيه بعثمان وزيد، وظاهر النجاشي ترجيح
الأول.
أقول: والصواب ترجيح الثاني، فإنه المفهوم من صفوان راويه، ولابد أنه
أعرف، فقد قال النجاشي - في معلى بن خنيس المتقدم -: عن صفوان بن يحيى،
عن أبي عثمان معلى بن زيد الأحول، عن معلى بن خنيس. وأما ما في الثوب
يصيبه الدم من الكافي: " المعلى بن عثمان " (1) فبدله تطهير ثياب التهذيب ب‍ " المعلى
أبي عثمان " (2) وهو الصحيح.
وأما روايته عن الصادق (عليه السلام) - كما قال النجاشي - فورد في خبر رواه الفقيه
في 10 من أخبار باب من لا دية له (3). ولكن رواه التهذيب في 10 من أخبار باب
ضمان نفوسه عن معلى، عن أبي بصير، عن الصادق (عليه السلام) (4)، وفي خبر رواه التهذيب
في 52 من أخبار باب قوده (5)، وفي خبر رواه الفقيه في 14 من أخبار قوده (6). لكن
روى مضمونهما الكافي عن غيره (7).
[7648]
المعلى بن عرفان
عنونه الذهبي وقال: " كان من غلاة الشيعة " ونقل روايته عن شقيق، عن
عبد الله رأيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أخذ بيد علي وهو يقول: الله وليي وأنا وليك ومعاد من
عاداك ومسالم من سالمك.
[7649]
المعلى بن محمد
البصري
قال: عنونه الشيخ في الفهرست. والنجاشي، قائلا: أبو الحسن، مضطرب

(1) الكافي: 3 / 58، في الطبعة الجديدة: عن المعلى أبي عثمان.
(2) التهذيب: 1 / 258.
(3) الفقيه: 4 / 103.
(4) التهذيب: 10 / 223.
(5) التهذيب: 10 / 191.
(6) الفقيه: 4 / 108.
(7) الكافي: 7 / 304 و 358.
167

الحديث والمذهب، وكتبه قريبة (إلى أن قال) الحسين بن محمد بن عامر، عن
معلى بن محمد.
وقال العلامة: قال ابن الغضائري: أبو محمد يعرف حديثه وينكر، يروي عن
الضعفاء ويجوز أن يخرج شاهدا.
وعده الشيخ في رجاله في من لم يرو عن الأئمة (عليهم السلام).
أقول: أما ابن الغضائري فما نقل عن العلامة عنه فموجود في كتابه، إلا أن
النسخة بدلته ب‍ " محمد بن محمد البصري " وأما الشيخ فزاد في الرجال على عده:
روى عنه الحسين بن محمد.
قال المصنف: نقل الجامع رواية أبي علي الأشعري، عنه.
قلت: لم ينقل روايته معينا، بل قال: هو نسخة وفي أخرى بدله " أبي عبد الله
الأشعري " ومورده صبر الكافي (1). وجلوس كتاب عشرته (2).
قلت: والصحيح نسخة " أبي عبد الله الأشعري " فهو الحسن بن محمد الأشعري
الذي راويه المشهور، بل لم يعلم رواية غيره عنه محققا، وإن وردت رواية علي
بن إسماعيل عنه في مسنون صلوات التهذيب (3) والحسين بن سعيد عنه في
زيادات قضاياه (4) في أوائله. وأما أبو علي الأشعري - وهو أحمد بن إدريس
المتقدم - فلم يرو عنه في موضع.
قال: ونقل رواية محمد بن الحسن بن الوليد عنه، عن محمد بن جمهور العمي،
عنه.
قلت: مقتضى تعبيره أن ابن الوليد روى عن هذا وهذا عن العمي عن هذا، ولا
معنى له، وإنما قال الجامع برواية ابن الوليد عن هذا عن العمي في فهرست الشيخ
في أبان بن عثمان.

(1) الكافي: 2 / 87، وفيه: أبو علي الأشعري.
(2) الكافي: 2 / 661.
(3) التهذيب: 2 / 11.
(4) التهذيب: 6 / 287.
168

قلت: لكنه وهم من الشيخ في الفهرست، فابن الوليد كالكليني روى عنه
بتوسط الحسين بن محمد، ففي المشيخة: وما كان فيه عن معلى بن محمد البصري
فقد رويته، عن أبي ومحمد بن الحسن وجعفر بن محمد بن مسرور - رضي الله
عنهم - عن الحسين بن محمد بن عامر، عن المعلى بن محمد البصري (1).
وقلنا بعدم معلومية رواية غير الحسين عنه، فالكافي بدل " علي بن
إسماعيل " في خبر مسنون صلوات التهذيب به في باب " تقديم النوافل " (2) كما بدل
" الحسين بن سعيد " في خبر قضاياه ب‍ " الحسين بن محمد " (3). ولابد أن التهذيب أو
نساخه بدل " محمدا " ب‍ " سعيد " لقربهما في الخط. وأما نقل الجامع هنا ما في
فهرست الشيخ في غياث بن إبراهيم " حسين بن حمدان، عن علي بن إبراهيم
ومعلى " فلم يعلم أولا أنه أي معلى هذا؟ وثانيا من أين صحة إسناده وعدم
تحريفه؟ فلعله مثل إسناده في أبان.
[7650]
المعلى بن موسى
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: " الكندي،
الطحان، الكوفي " وعنونه في الفهرست. والنجاشي، قائلا: الكندي، كوفي، ثقة
عين، هو جد الحسن بن محمد بن سماعة، وإبراهيم أخوه روى عن أبي
عبد الله (عليه السلام) (إلى أن قال) إبراهيم بن سليمان، عن معلى بكتابه.
أقول: قوله: " هو جد الحسن... الخ " لا يخلو من شيء لفظا ومعنى، أما لفظا،
فلأن الظاهر أن قوله: " وإبراهيم " عطف على قوله: " الحسن " فكان عليه أن يقول:
" أخيه ". وأما معنى، فلأن مقتضى تعبيره " الحسن بن محمد بن سماعة " كون جده
سماعة، فكيف يكون " المعلى " هذا جده؟
وأيضا عنون " جعفر بن محمد بن سماعة بن موسى " كما مر، و " محمد بن

(1) الفقيه: 4 / 537.
(2) الكافي: 3 / 454.
(3) الكافي: 7 / 432.
169

سماعة بن موسى " كما مر، ولم يذكر بين " سماعة " و " موسى " فيهما " معلى " فلابد
إما أن نقول: إن " معلى " هذا لقب " سماعة " جد " الحسن " ولم يقله أحد، وإما أن
نقول بغلط قول النجاشي: إن " المعلى " هذا جد " الحسن " ذاك وليس ما فيه
تصحيفا، حيث صدقه الخلاصة.
[7651]
معلى بن هلال
أبو سويد، الجعفي، الكوفي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
أقول: وجعله ابن حجر والذهبي " معلى بن هلال بن سويد الطحان الكوفي "
وكناه الأول أبا عبد الله، ووصفه الثاني بالعابد. وحيث سكتا عن مذهبه فالظاهر
عاميته وإن نقلا الاتفاق على تضعيفه. ولا ظهور لعنوان رجال الشيخ في الإمامية،
كما ادعاه المصنف.
[7652]
معمر (1) بن أبي رئاب
قال: روى عمل ليلة جمعة التهذيب عن داود بن الحصين، عنه، عن
الصادق (عليه السلام) (2).
أقول: الظاهر أنه محرف " معمر بن أبي زياد " الآتي.

(*) قال العلامة المامقاني (قدس سره): ظاهر بعضهم أنه في جميع الموارد بضم الميم وفتح العين والميم
المشددة والراء المهملة وزان " معظم " ولكن الذي يظهر من كتب اللغة: أنه يسمى به تارة،
وبمعمر وزان " مسكن " أخرى، وهذا مما لا ينبغي الريب فيه، لوقوع ما هو على زنة
" مسكن " في الشعر القديم كثيرا، بحيث لا يمكن أن يراد به غيره، لاختلال وزنه حينئذ،
وعلى هذا فما يرد مسمى ب‍ " معمر " يتردد أمره في الضبط بين الهيئتين، إلا " معمر بن
عبد الله القرشي العدوي " الآتي ذكره، فإنه على زنة " مسكن " بلا ريب، و " معمر بن خلاد "
فإنه بتشديد الميم على زنة " معظم " فلاحظ وتدبر (تنقيح المقال 3: 233).
(2) التهذيب: 3 / 17.
170

[7653]
معمر بن أبي زياد
قال: روى عطاس الكافي، عن مثنى، عن إسحاق بن يزيد ومعمر بن أبي زياد
وابن رئاب، قالوا: كنا جلوسا عند أبي عبد الله (عليه السلام) (1).
أقول: قد عرفت في السابق استظهار كونه محرف هذا.
[7654]
معمر بن الحسن
الهذلي، البصري
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
أقول: وفي ميزان الذهبي: " معمر بن الحسن الهذلي عن سفيان الثوري، لا
يعرف، وقال السليماني: معمر بن حسن، عن أبان بن أبي عياش، وعنه مالك بن
سليمان، منكر الحديث " وبعد سكوته عن مذهبه الظاهر عاميته، ولا ظهور لعنوان
رجال الشيخ في الإمامية، كما قاله المصنف.
[7655]
معمر بن خلاد
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا (عليه السلام) وعنونه في الفهرست (إلى
أن قال) عن أحمد بن أبي عبد الله، عن معمر (وإلى أن قال) عن الصفار، عنه، وله
أيضا كتاب الزهد (إلى أن قال) عن محمد بن عيسى، عن معمر بن خلاد.
والنجاشي، قائلا: بن أبي خلاد أبو خلاد، بغدادي، ثقة، روى عن الرضا (عليه السلام)
له كتاب الزهد... الخ.
أقول: ظاهر النجاشي أنه ليس له سوى كتاب الزهد، والمفهوم من فهرست
الشيخ أن له كتابا آخر وهو الصحيح، ففي رسالة أبي غالب: الجزء الأول من كتاب
الزهد لمعمر بن خلاد، ومسائل معمر، حدثني أبو العباس الرزاز عن جده محمد

(1) الكافي: 2 / 653.
171

ابن عيسى، عن معمر بن خلاد (1).
ثم إن النجاشي عنون هذا و " معمر بن يحيى " الآتي في المتفرقات، فإن كان
أحدهما بالتثقيل والآخر بالتخفيف، وإلا فوهم في محله.
هذا، وذكره المشيخة، وطريقه إليه إبراهيم بن هاشم (2). ويأتي في " هشام بن
إبراهيم العباسي " ما يدل على جلاله وإرشاده مثل زكريا بن آدم. ويأتي في " معن
ابن عبد السلام " رواية هذا عنه.
[7656]
معمر بن خيثم
قال: مر في " محمد بن مقلاص " رواية الكشي عن سعد، عن ابن أبي نجران،
عن ابن سنان، عن الصادق (عليه السلام) لعن جمع، منهم: معمر. وقال العلامة - بعد نقل
الخبر -: أظنه ابن خيثم الذي كان من دعاة زيد.
أقول: الخبر الذي تضمن لعن أولئك الجمع تضمن كذبهم عليهم (عليهم السلام) أيضا،
وهو الخبر الواحد والأربعون من أخباره، ففيه - بعد ذكر الكاذبين على كل إمام -:
ثم ذكر المغيرة بن سعيد وبزيعا والسري وأبا الخطاب ومعمرا وبشار الشعيري
وحمزة البربري وصائد النهدي، فقال: لعنهم الله! فإنا لا نخلو من كذاب يكذب
علينا أو عاجز الرأي، كفانا الله مؤنة كل كذاب (3).
وكونه " ابن خيثم " - كما ظنه العلامة - غير معلوم، بل الظاهر خلافه، فإن
الغلاة الكذابين عليهم (عليهم السلام) قوم والدعاة إلى زيد من الزيدية غيرهم، ومن في
الخبر غير معلوم الأب. وقد بسط القول فيه النوبختي في فرقه، فقال: لما بلغ
أصحاب أبي الخطاب أن الصادق (عليه السلام) برئ منه ومنهم صاروا أربع فرق (إلى أن
قال) وقالت فرقة: جعفر بن محمد هو الله، والله نور يدخل في أبدان الأوصياء
فيحل فيها، فكان ذلك النور في جعفر، ثم خرج منه فدخل في أبي الخطاب فصار

(1) رسالة في آل أعين: 62.
(2) الفقيه: 4 / 472.
(3) الكشي: 305.
172

جعفر من الملائكة، ثم خرج من أبي الخطاب فدخل في معمر وصار أبو الخطاب
من الملائكة، فمعمر هو الله. فخرج ابن اللبان يدعو إلى معمر، وقال: إنه الله وصلى
له وصام، وأحل الشهوات كلها وليس عنده شيء محرم، وقال: لم يخلق الله هذا إلا
لخلقه فكيف يكون محرما، وأحل الزنا والسرقة وشرب الخمر والميتة والدم ولحم
الخنزير ونكاح الأمهات والأخوات والبنات ونكاح الرجال، ووضع عن أصحابه
غسل الجنابة، وقال: كيف أغتسل من نطفة خلقت منها! وزعم أن كل شيء أحله
الله في القرآن أو حرمه فإنما هو أسماء رجال. فخاصمه قوم من الشيعة وقالوا لهم:
إن اللذين زعمتم أنهما صارا من الملائكة قد برئا من معمر وبزيع وشهدا عليهما
أنهما كافران شيطانان وقد لعناهما، فقالوا: إن اللذين ترونهما جعفرا وأبا الخطاب
شيطانان تمثلا في صورة جعفر وأبي الخطاب، يصدان الناس عن الحق، وجعفر
وأبو الخطاب ملكان عظيمان عند الإله، الأعظم إله السماء ومعمر إله الأرض (إلى
أن قال) فلما مضى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) خرجت منه الروح وصارت في علي (عليه السلام) فلم
تزل تتناسخ في واحد بعد واحد حتى صارت في معمر (1).
وحينئذ، فنقل خبر الكشي هنا غلط، وإنما الواجب أن يقتصر في هذا العنوان
على قول النجاشي في سعيد بن خيثم المتقدم: " ضعيف هو وأخوه معمر، رويا عن
أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) وكانا من دعاة زيد ".
وفي مقاتل أبي الفرج في قصة قتل زيد ودفنه: والعبد الذي أخبر الأعداء
بموضع دفنه حتى استخرجوه - قال سعيد بن خيثم في حديثه - عبد حبشي كان
مولى لعبد الحميد الرواسي، وكان معمر بن خيثم قد أخذ صفقته لزيد.
[7657]
معمر بن راشد
الصنعاني، البصري، أبو عروة
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام). ونقل الجامع رواية

(1) فرق الشيعة: 42 - 46.
173

عبد الرزاق عنه، عن الزهري، عن محمد بن مسلم في مواضع من الكافي.
أقول: بل " عن الزهري محمد بن مسلم " وموارد روايته: ذم دنياه (1) وحب
دنياه (2) وعصبيته (3) وطمعه (4) واستغناؤه (5).
هذا، وعنونه معارف ابن قتيبة بلفظ: معمر صاحب عبد الرزاق (6).
وعنونه ابن حجر والذهبي أيضا، وإنما عرفه ابن قتيبة بكونه صاحب
عبد الرزاق، لأنه الراوي عنه كما عرفته من روايات الكافي، ولأن في ميزان
الذهبي " قال عبد الرزاق: كتبت عن معمر عشرة آلاف حديث " وأما كون رواياته
عن الزهري، ففيه أيضا " قيل لمعمر: كيف سمعت من ابن شهاب؟ فقال: كنت
مملوكا لقوم من طاحية فأرسلوني ببز أبيعه، فقدمت المدينة فرأيت شيخا والناس
يعرضون عليه العلم، فعرضت عليه معهم " وقال: مات سنة 153. وجعله ابن حجر
مولى الأزد، ووصفه بأبي عروة البصري نزيل اليمن.
ثم بعد سكوت ابن قتيبة وابن حجر والذهبي عن مذهبه وروايته عن الزهري
العامي ورواية عبد الرزاق - الذي كان مختلطا بالعامة - عنه، يكون عاميا. وعنوان
الشيخ له في رجاله أعم، ولا ظهور له في الإمامية، كما قاله المصنف.
[7658]
معمر بن زائدة
قائد الأعمش
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) وظاهره إماميته.
أقول: وفي ميزان الذهبي: معمر بن زائدة، عن الأعمش قال العقيلي: لا يتابع
على حديثه. ونقل حديثه عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " من كتم علما يعلمه ألجم بلجام من نار يوم القيامة " وحيث سكت
عن مذهبه فالظاهر عاميته، ولا ظهور لرجال الشيخ في ما قال المصنف.

(1) الكافي: 2 / 130.
(2) الكافي: 2 / 317.
(3) الكافي: 2 / 308.
(4) الكافي: 2 / 320.
(5) الكافي: 2 / 148.
(6) معارف ابن قتيبة: 283.
174

[7659]
معمر الزيات
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) ونقل الجامع رواية
إسحاق بن عمار وعلي بن أبي حمزة أو حنان، عنه.
أقول: في قرض التهذيب (1) وغرره (2).
[7660]
معمر بن عبد الله
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
وروى حج نبي الكافي عن الصادق (عليه السلام) قال: إن الذين حلق رأس
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجته معمر بن عبد الله بن حراثة بن نصر بن الغوث بن عويج بن
عدي بن كعب. ولما كان يحلقه (صلى الله عليه وآله وسلم) قالت قريش: أذنه في يدك وفي يدك
الموسى، فقال معمر: والله إني لأعده من الله فضلا عظيما علي! وكان معمر هو
الذي يرحل له (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) له: إن الرحل الليلة مسترخي، فقال له: بأبي
أنت وأمي! لقد شددته كما كنت أشده، ولكن بعض من حسد مكاني منك أراد أن
تستبدل بي، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): ما كنت لأفعل (3).
أقول: وفي أنساب البلاذري: هاجر إلى الحبشة في المرة الثانية، وقدم من
الحبشة مع جعفر، مات في خلافة عمر. ولكن ذكر نسبه هكذا: معمر بن عبد الله بن
نضلة بن عبد العزى بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي (4).
وعنونه الجزري عن الثلاثة أيضا مثله، وزاد: وقال ابن المديني: هو معمر بن
عبد الله بن نافع بن نضلة، وهو معمر بن أبي معمر.
وكيف كان: فرووا عن محمد بن إبراهيم، عن سعيد بن المسيب، عن معمر بن

(1) التهذيب: 6 / 202.
(2) التهذيب: 7 / 127 - 128.
(3) الكافي: 4 / 250.
(4) أنساب الأشراف: 1 / 216.
175

عبد الله بن نضلة قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: " لا يحتكر إلا خاطئ " قلت
لسعيد: إنك تحتكر، قال: ومعمر كان يحتكر (1).
[7661]
معمر بن عطا
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر (عليه السلام) وقال في أصحاب
الصادق (عليه السلام): معمر بن عطاء بن وشيكة الكوفي.
أقول: الظاهر أن " عطاء " أبوه و " وشيكة " أمه، ففي الكافي - باب: أن الناس
لا يستقيمون على الطلاق إلا بالسيف - " معمر بن وشيكة عن أبي جعفر (عليه السلام) " (2).
فكان عليه أن يقول: " معمر بن عطاء وهو معمر بن وشيكة " ولو كانت وشيكة أم
أبيه صح تعبيره.
[7662]
معمر بن عمر
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: عنهما.
أقول: بل قائلا: " روى عنهما (عليهما السلام) " وروايته عن الصادق (عليه السلام) في ما يلزم من
إيمان الكافي (3)، وعن الباقر (عليه السلام) في كفارة يمينه (4).
ثم تعبير الشيخ في الرجال " عنهما " ليس بجيد، وكان حق العبارة أن يقول:
" روى عنه وعن أبيه " كما لا يخفى.
[7663]
معمر الغالي
مر في " معمر بن خيثم " (5) ويأتي بعنوان " معمر " من أصحاب أبي الخطاب.

(1) أسد الغابة: 4 / 401.
(2) الكافي: 6 / 56.
(3) الكافي: 7 / 441.
(4) الكافي: 7 / 453.
(5) مر في ج الرقم.
176

[7664]
معمر بن كلاب
الزماني
قال: عده أبو عمر في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قائلا: كان ممن وعظ مسيلمة
ونهاه عما أتاه.
أقول: أخذ كلامه من الجزري إلا أنه خبط، ففي الجزري: قاله الغساني
مستدركا على أبي عمر.
[7665]
معمر بن المثنى
أبو عبيدة
في النجاشي في " أبان بن عثمان " المتقدم: قد أخذ عن أبان أهل البصرة
أبو عبيدة معمر بن المثنى وأبو عبد الله محمد بن سلام، وأكثروا الحكاية عنه في
أخبار الشعراء والنسب والأيام.
وفي معارف ابن قتيبة: كان الغريب أغلب عليه وأخبار العرب وأيامهم؛ وكان
مع معرفته ربما لم يقم البيت إذا أنشده حتى يكسره، ويخطئ إذا قرأ القرآن نظرا؛
وكان يبغض العرب وألف في مثالبها كتابا، وكان يرى رأي الخوارج، مات
سنة 210 (1).
وفي اللهوف: " روى معمر بن المثنى في مقتل الحسين (عليه السلام): أنه لما كان يوم
التروية قدم عمر بن سعد بن أبي وقاص إلى مكة في جند كثيف، قد أمره يزيد أن
يناجز الحسين (عليه السلام) القتال إن قدر عليه، فخرج الحسين (عليه السلام) يوم التروية " (2) هكذا
في النسخة، والظاهر كون " عمر بن سعد " محرف " عمرو بن سعيد " لقربهما في
الخط وكون " بن أبي وقاص " من زيادات المحشين اجتهادا.

(1) معارف ابن قتيبة: 302.
(2) اللهوف: 27.
177

وفي أدباء الحموي: هو أول من صنف غريب الحديث، وأخذ عنه أبو عبيد
القاسم بن سلام والمازني، وكان أبو نواس يتعلم منه ويمدحه ويذم الأصمعي؛
وقال بعضهم: كان الطلبة إذا أتوا مجلس الأصمعي اشتروا البعر في سوق الدر، وإذا
أتوا مجلس أبي عبيدة اشتروا الدر في سوق البعر؛ لأن الأصمعي كان حسن
الزخرفة قليل الفائدة، وأبو عبيدة بضد ذلك. ولم يحضر جنازته أحد؛ لأنه لم يكن
يسلم من لسانه أحد (1).
قال الجاحظ: لم يكن في الأرض أعلم بجميع العلوم من أبي عبيدة (2).
وفي تاريخ بغداد: أخبر أبو نواس بأن الخليفة عمل على أن يجمع بين
الأصمعي وأبي عبيدة، قال: أما أبو عبيدة فعالم ما ترك مع أسفاره يقرؤها،
والأصمعي بمنزلة بلبل في قفص يسمع من نغمه لحونا ويرى كل وقت من ملحه
فنونا (3).
[7666]
معمر
من أصحاب أبي الخطاب
مر في معمر بن خيثم.
[7667]
معمر بن وشيكة
مر في معمر بن عطا.
[7668]
معمر بن يحيى بن بسام
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر (عليه السلام) قائلا: دجاجي كوفي.
أقول: إنما يصح في من كان منسوبا إلى بيع الدجاج وصفه بالدجاجي، لا

(1) معجم الأدباء: 19 / 155، 160.
(2) لم نقف على مأخذه.
(3) تاريخ بغداد: 13 / 256.
178

الإخبار عنه بكونه " دجاجيا ". وابن داود الذي نسخة رجاله بخط الشيخ نقل
أصل العنوان عن خط الشيخ بدون زيادة، ولعل قوله: " دجاجي " محرف " عجلي "
لأن ابن داود عنون تبعا للخلاصة " معمر بن يحيى بن مسافر العجلي الكوفي "
وقال ما قال منكرا لاسم الجد. وأما وصف العجلي كالكوفي فقرره. وكيف كان:
فيأتي " بن سام " عن النجاشي.
[7669]
معمر بن يحيى بن بسام
الضبي، مولاهم، كوفي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
أقول: وفي تقريب ابن حجر: " معمر بن يحيى بن سام الضبي ينسب لجده،
ويقال: معمر - بالتشديد - مقبول، من السادسة " والأصل واحد، مع أن الوسيط نقله
عن رجال الشيخ أيضا بلفظ: بن سام.
[7670]
معمر بن يحيى بن بسام
العجلي
قال: عنونه النجاشي، قائلا: كوفي عربى صميم، ثقة متقدم، روى عن
أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) له كتاب يرويه ثعلبة بن ميمون.
وأبدله الخلاصة ب‍ " معمر بن يحيى بن مسافر العجلي " والإيضاح ب‍ " معمر بن
يحيى بن سالم العجلي ".
أقول: بل في النجاشي والإيضاح أخذا عنه " معمر بن يحيى بن سام " وإنما
" بن بسام " في رجال الشيخ كما مر، ولا ريب في كون " بن مسافر " في الخلاصة
وهما، لعدم وروده في خبر أو رجال، وقد أخذ عنوانه عن النجاشي، ولا ريب أن
النجاشي بلفظ " بن سام " كما في النسخ الصحيحة وتصديق إيضاحه الذي مختص
بضبط ما في النجاشي له، ولكن ذكر " بن سام " في النسخة ولم يصرح بضبطه.
وأما كون الأصح " بن سام " كما في النجاشي أو " بن بسام " - كما في رجال
179

الشيخ - فالظاهر الأول، لورود الأخبار به نسخة واحدة، كما قال الجامع في من
طلق لغير سنة الكافي (1) وطلاق معتوهه (2) وفي أحكام طلاق التهذيب ثلاثا (3) وكيفية
تسليم الاستبصار (4) ولا قراءة في صلاة ميته (5). وأما الثاني فلم يرد إلا في نسخة في
أحكام طلاق التهذيب مرة (6).
وقد نقل الوسيط " بن سام " عن البرقي في أصحاب الباقر (عليه السلام) وفي أصحاب
الصادق (عليه السلام) إلا أني لم أتحقق ما قال الجامع ولا الوسيط، إلا أن الذي يهون
الخطب عدم ترتب أثر على اسم الجد، وأن أكثر الأخبار بلفظ " معمر بن يحيى "
كما في صلاة عيدي الكافي (7) وفرض صيام التهذيب (8) وقبلته (9) وكيفية صلاته (10)
ومواضع أخرى.
وبين رجال الشيخ والنجاشي اختلاف آخر وهو: أن الأول جعله في أصحاب
الصادق (عليه السلام) ضبيا ولاء، والثاني عجليا نسبا، وهو أيضا كسابقه بلا أثر.
ويمكن أن يقال بتغاير " الضبي " و " العجلي " وأن الأول عامي، لعنوان ابن
حجر له - كما مر - ساكتا عن مذهبه وأعمية عناوين رجال الشيخ. والثاني إمامي،
لكون موضوع النجاشي - كفهرست الشيخ - عنوان الإمامي إلا من صرح بعاميته،
والثاني هو الوارد في أخبارنا، لكن يرد على رجال الشيخ لم لم يذكر الثاني مع
عموم موضوعه؟
[7671]
معمر بن يحيى بن سام
العجلي
مر في سابقه مشروحا.

(1) الكافي: 6 / 60.
(2) الكافي: 6 / 125.
(3) التهذيب: 8 / 28، 52.
(4) الاستبصار: 1 / 346.
(5) الاستبصار: 1 / 476.
(6) التهذيب: 8 / 47.
(7) الكافي 3 / 459.
(8) التهذيب: 4 / 153.
(9) التهذيب: 2 / 46.
(10) التهذيب: 2 / 93.
180

[7672]
معمر بن يحيى بن مسافر
مر في سابقه أيضا.
هذا، وعنون المصنف أخذا عن أسد الغابة جمعا إجمالا، لكونهم مجهولين
حالا، مع أن فيهم من هو مجهول وجودا، منهم: " معمر الأنصاري " فمستنده خبر
بلفظ " عبد الله بن عبد الرحمن، عن معمر الأنصاري " وقال أبو موسى وهو عنونه:
أظن أن الأصل فيه " عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري ". ومنهم " معمر بن
الحارث القرشي " نقلوه عن ابن إسحاق، وبدله الكلبي ب‍ " معبد بن الحارث ".
ومنهم " معمر والد أبي خزيمة السعدي " فقيل: إنه " يعمر ". ومنهم " معمر بن أبي
سرح القرشي الفهري " سماه هكذا الواقدي وأبو معشر، ولكن ابن إسحاق وابن
الكلبي وموسى بن عقبة سموه عمرا.
[7673]
معن بن خالد
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا (عليه السلام) قائلا: له كتاب، ثقة.
أقول: إذا كان ذا كتاب فلم لم يعنونه في فهرسته؟ ولم لم يعنونه النجاشي؟
وموضوعهما من كان ذا كتاب.
[7674]
معن بن عبد السلام
قال: عنونه الشيخ في الفهرست قائلا: له كتاب (إلى أن قال) عن الحسن بن
محمد بن سماعة، عنه.
والنجاشي، قائلا: له كتاب الزهد (إلى أن قال) عن معمر بن خلاد، عنه بكتابه.
أقول: وعدم عنوان الشيخ له في رجاله غفلة. ثم إن النجاشي أثبت كتاب
الزهد لهذا وأثبته في راويه معمر بن خلاد - المتقدم - لذاك، فيحتمل أن يكون لكل
منهما كتاب مترجم بكتاب الزهد، ويحتمل أن يكون لذاك فقط، لتفرد النجاشي
هنا بما قال.
181

[7675]
معن بن عدي
الأنصاري
قال: انحاز هو وصاحبه عويم بن ساعدة إلى المهاجرين من قريش بعد وفاة
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقومه بعد مختلفة في ما بينها، ولم يبايع أبا بكر، وله في ذلك شعر
يؤثر.
أقول: لم أدر من أين أخذ قوله: " ولم يبايع أبا بكر وله في ذلك شعر يؤثر "؟
ومر في صاحبه " عويم " عن الزبير بن بكار: أنه قد كان مالا أبا بكر وعمر على
نقض أمر سعد وإفساد حاله رجلان من الأنصار ممن شهد بدرا: عويم بن ساعدة،
ومعن بن عدي.
ومر ثمة عن المدائني والواقدي: أن معن بن عدي اتفق هو وعويم بن ساعدة
على تحريض أبي بكر وعمر على طلب الأمر، وأن معن بن عدي كان يشخصهما
إشخاصا ويسوقهما سوقا عنيفا إلى السقيفة مبادرة إلى الأمر قبل فواته.
ومر ثمة قول ابن أبي الحديد: كان عويم ومعن ذوي حب لأبي بكر في حياة
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) واتفق مع ذلك بغض وشحناء كان بينهما وبين سعد بن عبادة، لها سبب
مذكور في قبائل أبي عبيدة (1).
ومما ذكرنا يظهر لك ما في تعبيره " انحاز هو ومعن إلى المهاجرين من قريش
وقومه بعد مختلفة في ما بينها " فإنه تعبير أصله من العامة في لبس الحق بالباطل.
وفي خطبة عمر في شرح قصة السقيفة: تخلف عنا علي والزبير ومن معهما في
بيت فاطمة، وتخلفت عنا الأنصار واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر، فقلت
لأبي بكر: انطلق بنا إلى الأنصار، فانطلقنا فلقينا رجلان منهم، فقالا لنا: ارجعوا
فاقضوا أمركم بينكم (2).
وفي أنساب البلاذري عن الزهري: بينا المهاجرون في حجرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)

(1) مر في ج 8، رقم 5763.
(2) تاريخ الطبري: 3 / 205.
182

وقد قبض وعلي والعباس متشاغلان بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ جاء معن وعويم، فقالا
لأبي بكر: باب فتنة إن لم يغلق بك فلن يغلق أبدا، هذا سعد بن عبادة الأنصاري في
سقيفة بني ساعدة يريدون أن يبايعوه، فمضى أبو بكر وعمر وأبو عبيدة حتى جاؤوا
السقيفة... الخ (1).
وفي الطبري، قال الناس: وددنا متنا قبل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال معن: ما أحب
ذلك حتى أصدقه ميتا أيضا (2).
قلت: إنما كان تصديقه له (صلى الله عليه وآله وسلم) بعده بمساعدة أبي بكر وفتنته.
وفي أسد الغابة: آخى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بينه وبين زيد بن الخطاب - أي أخي
عمر - وقتلا يوم اليمامة في خلافة أبي بكر.
[7676]
معن بن عدي
البلوي، حليف بني عمرو بن عوف
قال: عدوه في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) شهد المشاهد كلها.
أقول: هو الأنصاري السابق أصله، كان بلويا، وقيل له: الأنصاري، لأنه كان
حليف بني عمرو من الأوس.
[7677]
معن بن نضالة
الأوسي
قال: له صحبة، واستعمله معاوية على اليمن.
أقول: بل " بن فضالة " بالفاء، نقله أسد الغابة عن ابن الكلبي.
[7678]
معن بن يزيد
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد عد الثلاثة في

(1) أنساب الأشراف: 1 / 581.
(2) تاريخ الطبري: 3 / 207.
183

أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) " معن بن يزيد السلمي " شهد صفين مع معاوية، وقالوا:
شهد بدرا هو وأبوه وجده، ولا يعرف ذلك في غيره. وعد جمع " معن بن يزيد
الخفاجي " ولم يعلم إرادة الشيخ في رجاله أيهما.
أقول: الظاهر إرادة الشيخ الأول الذي ذكره الكل، ولم يذكر الثاني ابن مندة
ولا أبو عمر، وإنما تفرد به أبو نعيم، والشيخ في رجاله يتبع غالبا في أصحاب
الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ابن مندة.
ثم كونه شهد بدرا هو وأبوه وجده غير صحيح، وإنما ورد عنه: " بايعت أنا
وأبي وجدي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) " قال ذلك أبو عمر.
[7679]
معوذ بن عفراء
قال: قتل يوم بدر أبا جهل، ثم استشهد.
أقول: وعفراء أمه وأبوه الحارث وهو خزرجي ومن أهل العقبة الأولى، كما
في أنساب البلاذري، وفيه: قتله أبو جهل (1). ولكن في الطبري أيضا: ضرب معوذ
أبا جهل حتى أثبته وتركه وبه رمق، فأجهز عليه ابن مسعود (2).
[7680]
معيقيب
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
أقول: مراده معيقيب بن أبي فاطمة الدوسي، وقالوا: استعمله عمر على
بيت المال، وسقط من يده خاتم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أيام عثمان في بئر أريس. وأما
معيقيب بن معرض اليامي فوهم من ابن مندة، كما صرح به أبو نعيم.
ومما ذكرنا يظهر لك ما في قول المصنف: " عده ابن مندة وأبو نعيم " فإنما عده
ابن مندة، وأما أبو نعيم فإنما عنونه للرد على ابن مندة، وقال: الصواب في رواية

(1) أنساب الأشراف: 1 / 239 و 296.
(2) تاريخ الطبري: 2 / 455.
184

خبره الذي مستنده " معرض بن معيقيب " لا " معيقب بن معرض " وقال: وذكره ابن
مندة صحيحا في معرض.
كما أن كون الأول من مهاجرة الحبشة ليس بثبت كما قاله الواقدي، وإنما قدم
مع أبي موسى الأشعري، وأول مشاهده خيبر.
[7681]
مغارك بن سويد
مولى بني أسد
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام). واحتمل بعضهم كونه
" مفارك " بالفاء من: فركت المرأة زوجها، وأما " مغارك " فلا معنى له. ويرده
عنوان علماء الرجال له هنا في الميم بعده الغين.
أقول: إن عنوان مثل الوسيط له هنا لا أثر له، لأنه يرى في النسخة شيئا
فيعنونه كما رآه، والنسخ كثيرة التصحيف، ورجال الشيخ الذي هو الأصل لم يراع
غير الحرف الأول. ونقول: يحتمل كونه " معارك " بالعين المهملة، فله معنى
وتعارفت التسمية به، فعنون ابن حجر والذهبي في كتابيهما " معارك بن عباد " وأما
" مفارك " - بالفاء - فلم نر التسمية به.
[7682]
مغيث بن عبيد
البلوي
قال: عنونه أبو عمر، قائلا: استشهد يوم الرجيع.
أقول: وبدله ابن مندة وأبو نعيم ب‍ " معتب بن عبيد ".
[7683]
مغيث بن عمرو
أبو ثوران، الأسلمي
قال: عد من الصحابة وحاله مجهول.
185

أقول: بل أصله مجهول، فقيل: إنه " مغيث " وقيل: إنه " معتب " بسكون العين،
وقيل: إنه " معتب " بفتح العين.
[7684]
المغيرة بن الأخنس بن شريق
الثقفي
قال: قال أبو عمر: قتل يوم الدار، قاتل يوم أحرقوا باب عثمان حتى قتل.
أقول: وفي النهج: ومن كلام له (عليه السلام) وقد وقعت مشاجرة بينه وبين عثمان،
فقال المغيرة بن أخنس: أنا أكفيكه، فقال (عليه السلام):
يا بن اللعين الأبتر والشجرة التي لا أصل لها ولا فرع! أنت تكفيني، والله! ما
أعز الله من أنت ناصره، ولا قام من أنت منهضه، أخرج عنا أبعد الله نواك، ثم ابلغ
جهدك (1).
ورواه تاريخ أعثم (2).
ثم إنه وضعت الأموية له: أن قاتله رأى ثلاث ليال: بشر قاتل المغيرة بالنار.
[7685]
المغيرة بن توبة
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
وقال الكشي: جعفر بن أحمد قال: حدثني محمد بن أبي عمير، عن حماد بن
عثمان، عن المغيرة بن توبة المخزومي، قلت لأبي الحسن (عليه السلام): قد حملت هذا
الفتى في أمورك، فقال: إني حملته ما حملنيه أبي (عليه السلام) (3).
وتوهم النقد والوجيزة: أن " المخزومي " الذي قال الإرشاد: روى النص على
الرضا (عليه السلام) من ثقات الكاظم (عليه السلام) هو هذا، مع أن خبره غير هذا الخبر، فخبره
" محمد بن الفضيل، حدثني المخزومي - وكانت أمه من ولد جعفر بن أبي طالب -

(1) نهج البلاغة: 193، الكلام 135.
(2) لا يوجد لدينا.
(3) الكشي: 426.
186

قال: بعث إلينا أبو الحسن موسى (عليه السلام) فجمعنا ثم قال: أتدرون لم دعوتكم؟ فقلنا:
لا، قال: اشهدوا أن ابني هذا وصيي " (1) مع أن العيون رواه عن محمد بن الفضل، عن
عبد الله بن الحارث. وأمه من ولد جعفر بن أبي طالب (2).
أقول: ومثل النقد والوجيزة الوسيط. وتوهموا ذلك، لأن الكشي عنونه بلفظ
" المغيرة بن توبة المخزومي " كما تضمنه خبره، ولم ينقل المصنف عنوانه،
والإرشاد قال: إن المخزومي ممن روى ذلك. وكون خبره بلفظ آخر لا يدل على
التغاير، وإنما يدل على التغاير رواية العيون المتضمنة لكون اسم المخزومي
" عبد الله بن الحارث " أي المبدلة له به.
ومر في " زياد بن مروان " أن المصنف توهم في المخزومي - الذي قاله
الإرشاد - وهما آخر، فتوهم أن المراد به " زياد بن مروان " مع أن الإرشاد عطف
" المخزومي " على " زياد " والمراد بزياد هو القندي.
وكيف كان: لا يبعد زيادة لفظ " المخزومي " في عنوان الكشي وخبره، حيث
لم يصدقه الشيخ في رجاله فلم يوصف " المغيرة بن توبة " بالمخزومي. ولا عبرة
بما في الكشي إذا لم يكن له شاهد، ولعل زيادة " المخزومي " في خبره وعنوانه
كان اجتهادا من بعض المحشين خلط بالمتن، نظير توهم الوسيط ومن مر.
وكيف كان: فالظاهر وقوع سقط في السند، فالكشي لا يروي بواسطة واحدة
عن ابن أبي عمير.
[7686]
المغيرة بن حكيم
قال: عنونه ابن داود، قائلا: كشي، فطحي.
أقول: بل عنون " معاوية بن حكيم " المتقدم، وقال ما نقل.

(1) إرشاد المفيد: 306.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 22 ب 4 ح 14، وفيه: محمد بن الفضيل.
187

[7687]
المغيرة بن سعيد
قال: روى الكشي عن سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي يحيى
زكريا بن يحيى الواسطي، حدثنا محمد بن عيسى، عن أخيه جعفر، وأبو يحيى
الواسطي قال أبو الحسن الرضا (عليه السلام): كان المغيرة بن سعيد يكذب على
أبي جعفر (عليه السلام) فأذاقه الله حر الحديد.
وعن سعد، عن محمد بن الحسن والحسن بن موسى، عن صفوان، عن ابن
مسكان، عمن حدثه من أصحابنا، عن الصادق (عليه السلام): لعن الله المغيرة بن سعيد! إنه
كان يكذب على أبي فأذاقه الله حر الحديد، لعن الله من قال فينا مالا نقوله في
أنفسنا، ولعن الله من أزالنا عن العبودية لله الذي خلقنا وإليه مآبنا ومعادنا وبيده
نواصينا.
وعن محمد بن قولويه والحسين بن الحسن بن بندار، عن سعد، عن محمد بن
عيسى، عن يونس: أن بعض أصحابنا سأله وأنا حاضر، فقال له: يا أبا محمد! ما
أشدك في الحديث وأكثر إنكارك لما يرويه أصحابنا، فما الذي يحملك على رد
الأحاديث؟ فقال: حدثني هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لا تقبلوا
علينا حديثا إلا ما وافق القرآن والسنة، أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا
المتقدمة، فان المغيرة بن سعيد دس في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدث بها
أبي؛ فاتقوا الله ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا تعالى وسنة نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)
فإنا إذا حدثنا قلنا: قال الله عزوجل وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). قال يونس: وافيت
العراق فوجدت بها قطعة من أصحاب أبي جعفر (عليه السلام) ووجدت أصحاب أبي
عبد الله (عليه السلام) متوافرين، فسمعت منهم وأخذت كتبهم، فعرضتها من بعد على أبي
الحسن الرضا (عليه السلام) فأنكر منها أحاديث كثيرة أن تكون من أحاديث أبي
عبد الله (عليه السلام) وقال لي: إن أبا الخطاب كذب على أبي عبد الله (عليه السلام) لعن الله أبا
الخطاب وكذلك أصحاب أبي الخطاب، يدسون هذه الأحاديث إلى يومنا في كتب
188

أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام) فلا تقبلوا علينا خلاف القرآن، فإنا إذا تحدثنا حدثنا
بموافقة القرآن وموافقة السنة إنا عن الله وعن رسوله نحدث، ولا نقول: قال فلان
وفلان، فيتناقض كلامنا، أن كلام أولنا مثل كلام آخرنا، وكلام أولنا مصدق لكلام
آخرنا، وإذا أتاكم من يحدثكم بخلاف ذلك فردوه عليه وقولوا: أنت أعلم وما
جئت به، فإن مع كل قول منا حقيقة وعليه نور، فمالا حقيقة له ولا نور عليه فذلك
قول الشيطان.
وعنه، عن يونس، عن هشام بن الحكم، عن الصادق (عليه السلام) كان المغيرة بن
سعيد يتعمد الكذب على أبي ويأخذ كتب أصحابه، وكان أصحابه المستترون
بأصحاب أبي يأخذون الكتب من أصحاب أبي فيدفعونها إلى المغيرة، فكان يدس
فيها الكفر والزندقة ويسندها إلى أبي (عليه السلام) ثم يدفعها إلى أصحابه فيأمرهم أن
يبثوها في الشيعة، فكل ما كان في أصحاب أبي من الغلو فذلك مما دسه المغيرة بن
سعيد في كتبهم.
وبهذا الإسناد عن الحسن بن موسى الخشاب، عن على بن حسان، عن عمه
عبد الرحمن بن كثير، قال أبو عبد الله (عليه السلام) يوما لأصحابه: لعن الله المغيرة بن سعيد
ولعن يهودية! كان يختلف إليها يتعلم منها السحر والشعبدة والمخاريق، أن المغيرة
كذب على أبي (عليه السلام) فسلبه الله الإيمان، وأن قوما كذبوا علي، مالهم أذاقهم الله حر
الحديد! فوالله ما نحن إلا عبيد الذي خلقنا واصطفانا، ما نقدر على ضر ولا نفع، إن
رحمنا فبرحمته وإن عذبنا فبذنوبنا، والله مالنا على الله حجة، ولا معنا من الله
براءة، وإنا لميتون مقبورون ومنشرون ومبعوثون وموقوفون ومسؤولون، ويلهم!
مالهم لعنهم الله، فلقد آذوا الله وآذوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في قبره وأمير المؤمنين
وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي - صلوات الله عليهم
- وها أنا ذا بين أظهركم لحم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وجلد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أبيت على
فراشي خائفا وجلا مرعوبا، يأمنون وأفزع، وينامون على فرشهم وأنا خائف
ساهر وجل، أتقلقل بين الجبال والبراري؛ أبرأ إلى الله مما قال في الأجدع البراد
189

عبد بني أسد أبو الخطاب لعنه الله، والله لو ابتلوا بنا وأمرناهم بذلك لكان الواجب
ألا يقبلوه، فكيف وهم يروني خائفا وجلا أستعدي الله عليهم وأتبرأ إلى الله منهم!
أشهدكم أني امرؤ ولدني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وما معي براءة من الله، إن أطعت
رحمني، وإن عصيته عذبني عذابا شديدا أو أشد عذابه.
وعن محمد بن الحسن وعثمان بن حامد، عن محمد بن يزداد، عن محمد بن
الحسين، عن المزخرف، عن حبيب الخثعمي، عنه (عليه السلام) كان للحسن (عليه السلام) كذاب
يكذب عليه - ولم يسمه - وكان للحسين كذاب يكذب عليه - ولم يسمه - وكان
المختار يكذب على علي بن الحسين (عليه السلام) وكان المغيرة بن سعيد يكذب على
أبي (عليه السلام).
وعن حمدويه، عن محمد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن الحسين بن
أبي العلاء، عنه (عليه السلام) قال: سألته عن المغيرة وهو بالبقيع ومعه رجل يقول: إن
الأرواح تتناسخ، فكرهت أن أسأله وكرهت أن أمشي فيتعلق بي، فرجعت إلى أبي
ولم أمض، فقال: يا بني! لقد أسرعت، فقلت: يا أبه إني رأيت المغيرة مع فلان،
فقال أبي: لعن الله المغيرة قد حلف أن لا يدخل علي أبدا. وذكرت أن رجلا من
أصحابه تكلم عندي ببعض الكلام، فقال: وأشهد الله أن الذي حدثك لمن
الكاذبين، وأشهد الله أن المغيرة عند الله لمن المدحضين، ثم ذكر صاحبهم الذي
بالمدينة، فقال: والله ما رآه أبي، وقال: والله ما صاحبكم بمهدي ولا بمهتدي،
فذكرت لهم أن فيهم غلمانا أحداثا لو سمعوا كلامك لرجوت أن يرجعوا، قال، ثم
قال: ألا يأتوني فأخبرهم.
وعنه، عن أيوب، عن محمد بن فضيل، عن أبي خالد القماط، عن سليمان
الكناني قال أبو جعفر (عليه السلام): هل تدري ما مثل المغيرة؟ قال، قلت: لا، قال مثله مثل
البلعم، قلت: ومن بلعم؟ قال: الذي قال الله عزوجل: (الذي آتيناه آياتنا فانسلخ
منها فأتبعه الشيطان وكان من الغاوين).
وعن العياشي، عن ابن المغيرة، عن الفضل، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن
190

حريز، عن زرارة قال: قال - يعني أبا عبد الله (عليه السلام) -: إن أهل الكوفة قد نزل فيهم
كذاب، أما المغيرة فإنه يكذب على أبي (عليه السلام) قال: حدثني أن نساء آل محمد إذا
حضن قضين الصلاة وكذب والله، عليه لعنة الله، ما كان من ذلك شيء ولا حدثه.
وأما أبو الخطاب فكذب علي وقال: إني أمرته أن لا يصلي هو وأصحابه المغرب
حتى يروا كوكب كذا يقال له: القنداني، والله إن ذلك الكوكب لا أعرفه.
قال الكشي: كتب إلي محمد بن أحمد بن شاذان، عن الفضل، عن أبيه، عن
علي بن إسحاق القمي، عن يونس، عن محمد بن الصباح، عن الصادق (عليه السلام): لا
يدخل المغيرة وأبو الخطاب الجنة إلا بعد ركضان في النار (1).
ومر في " محمد بن مقلاص " (2) خبر بريد عن الصادق (عليه السلام): المغيرة بن سعيد
من السبعة الذين ورد فيهم قوله تعالى: (هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل
على كل أفاك أثيم).
أقول: وقال ابن داود: غض، خرج عليه أبو جعفر (عليه السلام) أنه يكذب علينا، وكان
يدعو إلى محمد بن عبد الله بن الحسن في أول أمره.
وفي زيادات أحداث التهذيب عن أبي هلال، سألت الصادق (عليه السلام) أينقض
الرعاف والقيء ونتف الإبط الوضوء؟ فقال: وما تصنع بهذا؟ هذا قول المغيرة بن
سعيد، لعن الله المغيرة (3).
وروى الكافي عن إسماعيل الجعفي قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): إن المغيرة بن
سعيد روى عنك أنك قلت له: إن الحائض تقضي الصلاة؟ فقال: ماله لا وفقه الله...
الخبر (4).
وفي ميزان الذهبي: كثير النوا، سمعت أبا جعفر يقول: برئ الله ورسوله من
المغيرة بن سعيد وبنان بن سمعان، فإنهما كذبا علينا أهل البيت.
وفي فرق النوبختي: لما توفي الباقر (عليه السلام) قالت فرقة من أصحابه بإمامة محمد

(1) الكشي: 223 - 228.
(2) مر في ج 9، الرقم 7293.
(3) التهذيب: 1 / 349.
(4) الكافي: 3 / 105.
191

ابن عبد الله بن الحسن، زعموا أنه حي لم يمت، قالوا: لقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " القائم
المهدي اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي " كان المغيرة بن سعيد منهم، فبرئت منه
الشيعة فسماهم رافضة، وقالوا: لا إمامة في بني علي بعد الباقر (عليه السلام) وأن الإمامة
في المغيرة إلى خروج المهدي محمد بن عبد الله بن الحسن، ثم زعم أنه رسول،
وقال بالتناسخ، وكذلك قول أصحابه إلى اليوم؛ كان مولى خالد القسري (1).
وفي شرح ابن أبي الحديد: روى علي بن محمد النوفلي قال: جاء المغيرة بن
سعيد، فاستأذن على أبي جعفر (عليه السلام) وقال له: أخبر الناس أني أعلم الغيب وأنا
أطعمك العراق، فزجره أبو جعفر زجرا شديدا وأسمعه ما كره. فانصرف عنه فأتى
أبا هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية، فقال له مثل ذلك - وكان أبو هاشم أيدا -
فوثب عليه فضربه ضربا أشفى به على الموت، فتعالج حتى برئ. ثم أتى محمد بن
عبد الله بن الحسن - وكان محمد سكيتا - فقال له كما قال لهما، فسكت محمد ولم
يجبه، فخرج وقد طمع فيه بسكوته، وقال: أشهد أن هذا هو المهدي الذي بشربه
النبي وأنه قائم أهل البيت، وادعى أن علي بن الحسين (عليه السلام) أوصى إلى محمد. ثم
قدم المغيرة الكوفة وكان مشعبذا، فدعا الناس إلى قوله فاستهواهم، فاتبعه خلق
كثير، وادعى على محمد بن عبد الله أن أذن له في خنق الناس وإسقائهم السموم،
وبث أصحابه في الأسفار يفعلون ذلك بالناس، فقال له بعض أصحابه: إنا نخنق من
لا نعرف، فقال: " لا عليكم، إن كان من أصحابكم عجلتموه إلى الجنة، وإن كان من
عدوكم عجلتموه إلى النار " ولهذا السبب كان المنصور يسمي محمد بن عبد الله
" الخناق " وينحله ما ادعاه عليه المغيرة (2).
وفي معارف ابن قتيبة: كان سبائيا، وكان يقول: لو شاء علي لأحيى عادا
وثمود والقرون بينهما، وخرج على خالد فقتله وصلبه بواسط عند قنطرة العاشر (3).
وفي الطبري: كان ساحرا، خرج بظهر الكوفة في سبعة نفر، فأخبر خالد

(1) فرق الشيعة: 62 - 63.
(2) شرح نهج البلاغة: 8 / 121.
(3) معارف ابن قتيبة: 340.
192

القسري بخروجه وهو على المنبر، فقال: " أطعموني ماء " فقال ابن نوفل في خالد:
وكنت لدى المغيرة عبد سوء * تبول من المخافة للزئير
وقلت لما أصابك: أطعموني * شرابا ثم بلت على السرير
لأعلاج ثمانية وشيخ * كبير السن ليس بذي نصير (1)
وفي أنساب السمعاني: المغيرة هو الذي وصف معبوده بالأعضاء على مثال
حروف الهجاء، ويقال لأصحابه: " مغيرية " وهم من غلاة الشيعة.
وفي كامل الجزري: كان المغيرة يقول: إن الله على صورة رجل على رأسه
تاج، وأن أعضاءه على عدد حروف الهجاء، ولما أراد أن يخلق تكلم باسمه
الأعظم، ثم كتب بإصبعه على كفه أعمال عباده من المعاصي والطاعات، فلما رأى
المعاصي ارفض عرقا، فاجتمع من عرقه بحران: أحدهما ملح مظلم، والآخر
عذب نير، ثم اطلع في البحر فرأى ظله، فذهب ليأخذه فطار، فأدركه فقلع عيني
ذلك الظل ومحقه، فخلق من عينيه الشمس وسماء أخرى، وخلق من البحر الملح
الكفار، ومن البحر العذب المؤمنين. وكان يقول بتحريم ماء الفرات وكل نهر أو
عين أو بئر وقعت فيه نجاسة. وكان يخرج إلى المقبرة فيتكلم فيرى أمثال الجراد
على القبور (2).
هذا، وتحريفات أخبار الكشي - سند الأولين والرابع والخامس والسادس،
ومتن كثير منها ولا سيما السابع - لا تخفى.
هذا، وفي الصحاح والقاموس: " البترية أصحاب المغيرة بن سعيد ولقبه
الأبتر " وهو غلط منهما، فأصحاب المغيرة يقال لهم: " المغيرية " كما اتفق عليه
الخاصة والعامة. وأما البترية فأصحاب كثير النوا وابن حي وجمع آخر، خلطوا
ولاية أبي بكر وعمر بولاية علي (عليه السلام) يتبرؤون من أعداء أبي بكر وعمر، فسماهم
زيد بن علي " البترية " لكون لازم قولهم التبرؤ من فاطمة (عليها السلام) لأن كونها عدوة
لهما وموتها غضبى عليهما اتفاقي.

(1) تاريخ الطبري: 7 / 129.
(2) الكامل في التاريخ: 5 / 208.
193

[7688]
المغيرة بن شعبة
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
وروى البحار عن الغارات، قال: ذكر عند علي (عليه السلام) جد المغيرة مع معاوية،
فقال (عليه السلام): وما المغيرة إنما كان إسلامه لفجره وغدره (1) بنفر من قومه، فهرب فأتى
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كالعائذ بالإسلام؛ والله ما رئي عليه منذ ادعى الإسلام خضوعا ولا
خشوعا! ألا وأمه كانت من ثقيف فراعنة قبل يوم القيامة يجانبون الحق ويوقدون
الحرب ويوازرون الظالمين (2).
وعن الخصال، عن الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى: (قل هل أنبئكم على من
تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم) قال: هم المغيرة بن شعبة وبنان...
الخبر (3).
أقول: إنما في الخصال " هم سبعة: المغيرة وبنان... الخبر ". والمراد بالمغيرة
فيه " مغيرة بن سعيد " الغالي - المتقدم - لا هذا، وتقدم رواية الكشي للخبر في ذاك،
ورواه الكشي في أبي الخطاب مرتين (4).
وروى المفيد في أماليه مسندا، عن أنس بن مالك، عن عمه أبي سهل، عن
أبيه، قال: إني لواقف مع المغيرة عند نهوض علي (عليه السلام) من المدينة إلى البصرة إذ
أقبل عمار، فقال للمغيرة: هل لك في الله عزوجل؟ فقال: وأين هو لي؟ قال: تدخل
في هذه الدعوة (إلى أن قال) فطلع عليهما أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال لعمار: ما يقول
لك الأعور! فإنه والله دائما يلبس الحق بالباطل، ويموه فيه، ولن يتعلق من الدين
إلا بما يوافق الدنيا (5). ورواه خلفاء ابن قتيبة (6).
وفي نقض عثمانية الإسكافي، قال المغيرة يوما في مجلس معاوية لإرضائه:

(1) في الغارات: لفجرة، وغدرة.
(2) الغارات: 2 / 516.
(3) الخصال: 402.
(4) مر في ج 9، الرقم 7293.
(5) الأمالي: 217.
(6) الإمامة والسياسة: 1 / 50.
194

إن النبي لم ينكح عليا ابنته حبا له، ولكنه أراد أن يكافئ بذلك إحسان أبي طالب
إليه (1).
وفي الطبري عن قبيصة الأسدي: لو أن المغيرة جعل في مدينة لا يخرج من
أبوابها كلها إلا بالغدر لخرج منها (2).
وفي الطبري والأغاني: افتعل المغيرة - في العام الذي قتل علي (عليه السلام) - كتابا
على لسان معاوية، فأقام للناس الحج سنة أربعين، ويقال: إنه عرف يوم التروية
ونحر يوم عرفة خوفا أن يفطن بمكانه، فقال الراجز:
سيري رويدا وابتغي المغيرة * كلفتها الأدلاج بالظهيرة (3)
وفي أدب كاتب الصولي: كان يقال لأبي بكر خليفة رسول الله، ثم قيل لعمر:
خليفة خليفة رسول الله، فدخل المغيرة على عمر، فقال: " السلام عليك يا
أمير المؤمنين " قال عمر: ما هذه؟ قال: ألسنا المؤمنين وأنت أميرنا؟ فكان أخف
من الأول، فجروا عليه (4).
وفي أسد الغابة: هو أول من رشا في الإسلام، أعطى " يرفا " حاجب عمر شيئا
حتى أدخله إلى دار عمر (5).
وهو معدن كل شر ومنبعه، فهو الذي أشار على أبي بكر وعمر على تصدي
الأمر، حتى يكون لأمثاله حظ، كما أنه أشار عليهما بجعل نصيب للعباس لتضعيف
أمر أمير المؤمنين (عليه السلام)، وأشار على معاوية باستلحاق زياد به حتى يكمل
استيلاؤه، وأشار عليه باستخلافه ابنه السكير الخمير لئلا يعزله معاوية عن الأمارة.
أما الأول، ففي سقيفة الجوهري - كما في شرح المعتزلي - في خبر عن
أبي زيد، قال: مر المغيرة بأبي بكر وعمر وهما جالسان على باب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)

(1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 4 / 70.
(2) تاريخ الطبري: 5 / 337.
(3) تاريخ الطبري: 5 / 160، والأغاني: 14 / 142.
(4) أدب الكتاب: 144.
(5) أسد الغابة: 4 / 407.
195

حين قبض، فقال: ما يقعدكما؟ قالا: ننتظر هذا الرجل يخرج فنبايعه - يعنيان
عليا (عليه السلام) - فقال: " أتريدون أن تنتظروا خيل الحلبة من أهل هذا البيت؟ وسعوها
في قريش تتسع " فقاما إلى سقيفة بني ساعدة (1).
وفي الخبر عن جابر: تمثل إبليس أربع صور: تصور يوم قبض النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
في صورة المغيرة بن شعبة، فقال: أيها الناس لا تجعلوها كسرانية ولا قيصرانية
وسعوها تتسع، فلا تردوها في بني هاشم فينتظر بها الحبالى... الخبر (2). وفيه: تصور
يوم بدر بصورة سراقة بن مالك المدلجي، ويوم العقبة في صورة منبه بن الحجاج،
ويوم اجتماع قريش في دار الندوة في صورة شيخ من أهل نجد (3).
وأما الثاني، ففي خلفاء ابن قتيبة: قال المغيرة لأبي بكر: أترى أن تلقوا
العباس فتجعلوا له في هذا الأمر نصيبا يكون له ولعقبه، وتكون لكما الحجة على
" علي " وبني هاشم إذا كان العباس معكم، فانطلق أبو بكر وعمر وأبو عبيدة حتى
دخلوا على العباس... الخ (4).
ولقد شكر له عمر فعله، فلما شهد عليه أبو بكرة ونافع بن الحارث بن كلدة
وشبل بن معبد بزناه كالميل في المكحلة منع عمر زيادا أن يشهد فيرجم، فقال لما
رآه - كما في الأغاني -: " إني لأرى رجلا لن يخزي الله على لسانه رجلا من
المهاجرين (5) " مع أن نفاقه كان معلوما عند كل أحد. وقد صرح بنفاقه عثمان
وعبد الرحمن بن عوف، ففي الطبري - بعد ذكر إنكار الناس على عثمان توليته ابن
عامر - فقال عثمان: وليت شبيها بمن كان عمر يولي، أنشدك الله يا علي! هل تعلم
أن المغيرة بن شعبة ليس هناك؟ قال: نعم، قال: فتعلم أن عمر ولاه؟ قال: نعم، قال:
فلم تلومني أن وليت ابن عامر (6).
وفي الطبري - بعد ذكر بيعة عبد الرحمن لعثمان - قال المغيرة بن شعبة لعبد

(1) شرح نهج البلاغة: 6 / 43 - 44.
(2) بحارالأنوار: 63 / 233.
(3) شرح نهج البلاغة: 14 / 101.
(4) الإمامة والسياسة: 1 / 15.
(5) الأغاني: 14 / 146.
(6) تاريخ الطبري: 4 / 338.
196

الرحمن بن عوف: قد أصبت إذ بايعت عثمان، وقال لعثمان: لو بايع عبد الرحمن
غيرك ما رضينا، فقال عبد الرحمن: كذبت يا أعور! لو بايعت غيره لبايعته ولقلت
هذه المقالة (1).
ومما يوضح عدم إجراء عمر الحد عليه مع ثبوته قول الحسن (عليه السلام) - وهو من
شهد الله تعالى بعصمته - في مجلس معاوية للمغيرة كما في مفاخرات الزبير بن
بكار: " وإن حد الله تعالى في الزنا لثابت عليك، ولقد درأ عمر عنك حقا الله سائله
عنه ". وقد قال (عليه السلام) له أيضا: " ولقد سألت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هل ينظر الرجل إلى المرأة
يريد أن يتزوجها؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): لا بأس بذلك يا مغيرة ما لم ينو الزنا، لعلمه بأنك
زان " (2). ومما يوضحه أن عمر كان يقول للمغيرة - كما في الأغاني -: والله! ما أظن
أبا بكرة كذب عليك، وما رأيتك إلا خفت أن أرمى بحجارة من السماء (3).
ثم إنه عزله عن البصرة، وكان زنى فيها لكلام الناس إلا أنه ولاه الكوفة فصار
مثلا، ففي عيون ابن قتيبة: كان الرجل يقول: غضب الله عليك، كما غضب عمر
على المغيرة، عزله عن البصرة واستعمله على الكوفة (4).
وروى الأغاني عن عبد الكريم بن رشيد، عن أبي عثمان النهدي قال: لما شهد
عند عمر الشاهد الأول على المغيرة تغير لذلك لون عمر، ثم جاء آخر فشهد
فانكسر لذلك انكسارا شديدا، ثم جاء رجل شاب يخطر بين يديه، فرفع عمر
رأسه إليه وقال له: ما عندك يا سلح العقاب! - وصاح أبو عثمان صيحة تحكي
صيحة عمر، قال عبد الكريم: لقد كدت أن يغشى علي - وقال آخرون: قال المغيرة:
فقمت فقلت: يا زياد أذكر الله، فإن الله وكتابه ورسله وأمير المؤمنين قد حقنوا دمي
إلى أن تتجاوزه إلى ما لم تر، فوالله لو كنت بين بطني وبطنها ما رأيت أين سلك
ذكري منها... الخبر (5). وافهم منه الخبر.

(1) تاريخ الطبري: 4 / 234.
(2) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 6 / 294.
(3) الأغاني: 14 / 147.
(4) عيون الأخبار: 2 / 216.
(5) الأغاني: 14 / 146.
197

وفي الطبري: لما ولى معاوية المغيرة الكوفة قال له: وقد أردت إيصاءك
بأشياء كثيرة فأنا تاركها اعتمادا على بصرك بما يرضيني ويسعد سلطاني ويصلح
به رعيتي، ولست تاركا إيصاءك بخصلة لا تتحم عن شتم علي وذمه والترحم على
عثمان والاستغفار له والعيب على أصحاب علي والإقصاء لهم وترك الاستماع
منهم وبإطراء شيعة عثمان والإدناء لهم والاستماع منهم، فقال المغيرة: قد جربت
وجربت وعملت قبلك لغيرك فلم يذمم بي دفع ولا رفع ولا وضع، فستبلو فتحمد
أو تذم (إلى أن قال) أقام المغيرة عاملا لمعاوية على الكوفة سبع سنين وأشهرا،
وهو من أحسن شيء سيرة وأشده حبا للعافية، غير أنه لا يدع ذم علي (عليه السلام)
والوقوع فيه والعيب لقتلة عثمان واللعن لهم والدعاء لعثمان بالرحمة والاستغفار
له والتزكية لأصحابه، فكان حجر بن عدي إذا سمع ذلك قال: " بل إياكم فذمم الله
ولعن " ثم قام فقال: إن الله عزوجل يقول: (كونوا قوامين بالقسط شهداء لله) وأنا
أشهد أن من تذمون وتعيرون لأحق بالفضل، وأن من تزكون وتطرون أولى بالذم
(إلى أن قال) حتى كان في آخر إمارته قام المغيرة فقال في علي وعثمان كما كان
يقول، وكانت مقالته: " اللهم ارحم عثمان بن عفان وتجاوز عنه واجزه بأحسن
عمله، فإنه عمل بكتابك واتبع سنة نبيك وجمع كلمتنا وحقن دماءنا وقتل مظلوما،
اللهم فارحم أولياءه والطالبين بدمه " ويدعو على قتلته، فقام حجر فنعر نعرة
بالمغيرة سمعها من كان خارجا من المسجد، وقال: إنك لا تدري بمن تولع من
هرمك، وقد أصبحت مولعا بذم أمير المؤمنين (عليه السلام) وتقريظ المجرمين... الخ (1).
وفي الطبري أيضا: أن صعصعة لما قال للمغيرة: ابعثني إلى المستورد
الخارجي قال له: " اجلس فإنما أنت خطيب " فكان أحفظه ذلك، وإنما قال له
ذلك، لأنه بلغه أنه يعيب عثمان ويكثر ذكر علي (عليه السلام) ويفضله. وقد كان دعاه
فقال: إياك أن يبلغني عنك أنك تظهر من فضل علي شيئا علانية، فإنك لست بذاكر

(1) تاريخ الطبري: 5 / 254.
198

من فضل علي شيئا أجهله، بل أنا أعلم بذلك، ولكن هذا السلطان قد ظهر وقد
أخذنا بإظهار عيبه للناس، فنحن ندع كثيرا مما أمرنا به ونذكر الشيء الذي لا نجد
بدا منه، ندافع به هؤلاء القوم عن أنفسنا، فإن كنت ذاكرا فضله فاذكره بينك وبين
أصحابك وفي منازلكم سرا... الخ (1).
وفي نقض عثمانية الإسكافي، عن عبد الله بن ظالم: لما بويع معاوية أقام
المغيرة خطباء يلعنون عليا (عليه السلام) (2).
وفي الطبري: قال رجل للمغيرة: ما أرى معاوية إلا قد قلاك، رأيت ابن
خنيس كاتبك عند سعيد بن العاص يخبره أن معاوية يوليه الكوفة (إلى أن قال)
فقال: رويدا أدخل على يزيد، فدخل عليه فعرض له بالبيعة فأدى ذلك يزيد إلى
أبيه، فرد معاوية المغيرة إلى الكوفة، فأمره أن يعمل في بيعة يزيد... الخ (3).
وفي البلاذري - في دفن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) -: وسقط خاتم المغيرة في القبر، فقال
له علي (عليه السلام): إنما أسقطته عمدا لتنزل فتأخذه، وتقول: كنت آخر من نزل في قبر
النبي وأقربهم عهدا به، فنزل قثم بن العباس وأخرج خاتم المغيرة (4).
وفي الأغاني: كان بين المغيرة وبين مصقلة بن هبيرة تنازع، فضرع له المغيرة
وتواضع في كلامه حتى طمع فيه مصقلة واستعلى عليه فشتمه وقذفه، فقدمه
المغيرة إلى شريح وهو القاضي يومئذ فأقام عليه البينة فضربه الحد، فآلى مصقلة
ألا يقيم ببلدة فيها المغيرة ما دام حيا، وخرج إلى بني شيبان إلى أن مات المغيرة،
فدخل الكوفة وانطلق حتى وقف على قبره، فقال: ما مثلك إلا كما قال مهلهل في
أخيه كليب:
إن تحت الأحجار حزما وعزما * وخصيما ألد ذا مغلاق
حية في الوجار أربد لا ينفع * منه السليم نفث الراقي (5)

(1) تاريخ الطبري: 5 / 188 - 189.
(2) شرح نهج البلاغة: 13 / 230.
(3) تاريخ الطبري: 5 / 302.
(4) أنساب الأشراف: 1 / 577.
(5) الأغاني: 14 / 144.
199

وفي شرح المعتزلي: يروى أنه لما مات المغيرة أقبل رجل راكب ظليم، فوقف
قريبا منه، ثم قال:
أمن رسم دار من مغيرة تعرف * عليها زواني الإنس والجن تعزف
فإن كنت قد لاقيت فرعون بعدنا * وهامان فاعلم أن ذا العرش منصف
فطلبوه فغاب عنهم ولم يروا أحدا، فعلموا أنه من الجن (1) ومن الغريب! أن
الجزري قال: اعتزل الفتنة بعد قتل عثمان (2)
فسمى - قاتله الله - خلافة أمير المؤمنين (عليه السلام) فتنة.
ومر في الأحنف: أن رجلا قال لأمير المؤمنين (عليه السلام) - لما اعتزله الأحنف في
الجمل -: إنى أمثل بينه وبين المغيرة لزم الطائف، أقام بها ينتظر على من تستقيم
الأمة، وإني لأحسب أن الأحنف لأسرع إلى ما تحب من المغيرة، فقال (عليه السلام):
أجل! ما يبالي المغيرة أي لواء رفع ضلالة أو هدى (3).
ومر في " عبد الله بن عباس " أن المغيرة قال له في مجلس معاوية: أما والله!
لقد أشرت على علي بالنصيحة فآثر رأيه ومضى على غلوائه - أي في إبقاء معاوية
على الشام - فكانت العاقبة عليه لاله، وإني لأحسب أن خلفه ليقتدون منهجه،
فقال ابن عباس: كان والله أمير المؤمنين (عليه السلام) أعلم بوجوه الرأي ومعاقد الحزم
وتصاريف الأمور من أن يقبل مشورتك في ما نهى الله عنه، قال سبحانه: (لا تجد
قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله) ولقد وقفك على
ذكر متين قوله تعالى: (وما كنت متخذ المضلين عضدا) وهل كان يسوغ له أن
يحكم في دماء المسلمين من ليس بمأمون عنده... إلى آخر ما مر (4).
[7689]
المغيرة، مولى أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: مدني، روى عنه
عيسى بن عبد الله.

(1) شرح نهج البلاغة: 4 / 71.
(2) أسد الغابة: 4 / 407.
(3) مر في ج 1، الرقم 633.
(4) مر في ج 6، الرقم 4383 ص 431.
200

أقول: لم نقف على رواية عيسى عنه، وعده الشيخ في رجاله مرة أخرى بلفظ
" المغيرة مولى جعفر بن محمد ".
[7690]
المغيرة بن نوفل بن الحرث
بن عبد المطلب، الهاشمي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي (عليه السلام). وهو الذي أوصى
أمير المؤمنين (عليه السلام) بتزوجه بأمامة حتى لا يتزوج بها معاوية. وهو الذي قبض ابن
ملجم. ويأتي في " أمامة " خبر يلوح منه ذمه، من حيث كراهته ما ارتكبه
الحسنان (عليهما السلام) من استعلام وصاياها.
أقول: وفي أنساب البلاذري: استخلفه الحسن (عليه السلام) على الكوفة حين سار إلى
المدائن (1). وفي معارف ابن قتيبة: كان قاضيا بالمدينة في خلافة عثمان (2).
هذا، وعنون المصنف من الصحابة جمعا مسمين بمغيرة أخذا عن أسد الغابة
إجمالا، لكونهم مجهولين حالا، منهم: " المغيرة بن الحارث " ابن عم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
مع أنه مجهول شخصا، هل هو أبو سفيان بن الحارث المعروف، أو أخوه الذي لم
يذكر فيه شيء؟ والصحيح الأول، ذهب إليه مصعب الزبيري (3) والزبير بن بكار وابن
الكلبي وابن مندة وأبو نعيم. وأما الثاني فلم يذهب إليه إلا معارف ابن قتيبة
واستيعاب أبي عمر.
[7691]
مفروق بن عمرو
الأصم، الشيباني
قال: عده ابن مندة وأبو نعيم من الصحابة، وقال أبو موسى: لا أعرف له
إسلاما.

(1) أنساب الأشراف: 1 / 400.
(2) معارف ابن قتيبة: 76.
(3) نسب قريش: 85.
201

أقول: بل عده ابن مندة ولم يعنونه أبو موسى أصلا، وعنونه أبو نعيم للرد على
ابن مندة بما نسبه إلى أبي موسى.
[7692]
المفضل بن أبي قرة
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
أقول: بل في أصحاب الباقر (عليه السلام).
قال: قال الجامع: كأني أراه الفضل.
قلت: بل الوسيط، وأشار إلى عده الشيخ في رجاله في فاء أصحاب
الصادق (عليه السلام) " الفضل بن أبي قرة التفليسي " فيكون هذا محرف ذاك، وما ظنه غير
بعيد.
[7693]
المفضل بن سعيد بن صدقة
الحنفي، أبو حماد
قال: عنونه النجاشي، قائلا: كوفي روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) له نسخة جمعها
أبو العباس. (إلى أن قال) أحمد بن محمد بن سعيد، عن رجاله، عن أبي حماد.
ونقل الجامع رواية هارون بن الجهم عنه، وروايته عن سعد بن طريف كثيرا.
أقول: ما ذكره خلط وخبط، فإنما نقل الجامع عن ظلمة قلب منافق الكافي
رواية " هارون عن المفضل بن سعيد " في نسخة، وقال: إن في نسخة أخرى
" هارون، عن المفضل، عن سعد " (1) وحكم بصحتها، بأن يكون المراد بالمفضل فيه
" المفضل بن صالح " الآتي وبسعد " سعد بن طريف " الماضي، لرواية المفضل بن
صالح عن سعد بن طريف كثيرا.
وحيث لم يرد في خبر محقق ولم يصدقه غيره، وبدله الشيخ في الرجال

(1) الكافي: 2 / 422.
202

بالمفضل بن صدقة بن سعيد - الآتي - فأصل وجوده غير محقق. والصواب ما في
رجال الشيخ، فذاك " أبو حماد " الذي أنهى الطريق إليه، كما يأتي.
[7694]
المفضل بن سلم
عنونه الخطيب وروى عنه، عن الأعمش، عن عباية الأسدي، عن الأصبغ،
عن ابن عباس، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة
(إلى أن قال) وأخي وابن عمي وصهري علي على ناقة من نوق الجنة (إلى أن قال)
فينادي مناد من لدنان العرش ليس هذا ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ولا حامل
عرش رب العالمين، هذا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر
المحجلين إلى جنان رب العالمين، أفلح من صدقه وخاب من كذبه، ولو أن عابدا
عبد الله بين الركن والمقام ألف عام حتى يكون كالشن البالي ولقي الله مبغضا لآل
محمد أكبه الله على منخره في نار جهنم (1).
[7695]
المفضل بن صالح
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: أبو علي مولى بني
أسد، يكنى بأبي جميلة أيضا، مات في حياة الرضا (عليه السلام).
وعنونه في الفهرست، قائلا: يكنى أبا جميلة، له كتاب، وكان نخاسا يبيع
الرقيق وكان يقال: إنه كان حدادا (إلى أن قال) عن الحسن بن علي بن فضال، عنه.
وابن الغضائري، قائلا: أبو جميلة الأسدي النخاس مولاهم، ضعيف كذاب
يضع الحديث، حدثنا أحمد بن عبد الواحد قال: حدثنا علي بن محمد بن الزبير
قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال قال: سمعت معاوية بن حكيم يقول: سمعت
أبا جميلة يقول: أنا وضعت رسالة معاوية إلى محمد بن أبي بكر، وقد روى مفضل
عن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام).

(1) تاريخ بغداد: 13 / 122.
203

وقال النجاشي في جابر بن يزيد - المتقدم -: روى عنه جماعة غمز فيهم
وضعفوا، منهم عمر بن شمر ومفضل بن صالح.
ونقل الجامع رواية سلمة والد الخطاب عنه، عن ابن بكير، ورواية محمد بن
الحسين، عنه، عن إسحاق بن عمار.
أقول: ما قاله خلط وخبط، فإن الجامع إنما نقل رواية سلمة بن الخطاب في
زيادات أذان التهذيب عنه في نسخة، وعن ابن جبلة في أخرى (1) واستصح
الأخيرة، لأن ابن جبلة يروي عن ابن بكير كثيرا. ونقل رواية محمد بن الحسين
عنه في زيادات صوم التهذيب (2)، ورواه ارتماس الاستبصار عن ابن جبلة (3)
واستصحه، لأن ابن جبلة يروي عن إسحاق بن عمار كثيرا.
هذا، وروايته عن الصادق (عليه السلام) كثيرة، ومنها: في " من لم يناصح أخاه " من
الكافي (4). وأما عن الكاظم (عليه السلام) - كما قال ابن الغضائري - فلم أقف عليه ولم يذكر
هو وغيره روايته عن الرضا (عليه السلام) وقد وردت في وصية مبهمة التهذيب (5) والرجل
يوصي بسيفه من الفقيه (6).
ومقتضى قول الشيخ في الرجال: " مات في حياة الرضا (عليه السلام) " عدم روايته
عن الجواد (عليه السلام) وقد روى عن أبي جعفر (عليه السلام) في الزيادات بعد إجارات التهذيب (7).
وعنونه ابن حجر، قائلا: " الأسدي النخاس الكوفي، ضعيف، من الثامنة "
والذهبي، قائلا: " أبو جميلة الكوفي النخاس " وروى عنه أخبارا مضمون أكثرها
صحيح. ومما روى عنه من المنكر: روايته عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي
شمر، عن عمر، قال: قال لي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): كيف أنت إذا كنت في أربعة ذراع في
ذراعين ورأيت منكرا ونكيرا؟ قلت: وما منكر ونكير؟ قال: فتانا القبر يبحثان
الأرض بأنيابهما، ويطآن في أشعارهما، أصواتهما كالرعد القاصف، وأبصارهما

(1) راجع التهذيب: 2 / 279.
(2) التهذيب: 4 / 324.
(3) الاستبصار: 2 / 84.
(4) الكافي: 2 / 363.
(5) التهذيب: 9 / 211.
(6) الفقيه: 4 / 217.
(7) التهذيب: 9 / 232.
204

كالبرق الخاطف، معهما مرزبة لو اجتمع عليها أهل منى لم يطيقوا رفعها، هي أيسر
عليهما من عصاي هذه، قلت: وأنا على حالتي هذه؟ قال: نعم، قلت: إذن أكفيكهما (1).
[7696]
المفضل بن صدقة بن سعيد
الحنفي، أبو حماد
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: " أسند عنه ".
ولا يبعد اتحاده مع " المفضل بن سعيد بن صدقة " المتقدم عن النجاشي، وكون
أحدهما اشتباها.
أقول: بل لا ريب، ولم يرد خبر بواحد منهما، كما مر ثمة. لكن الصحيح هذا،
لتصديق الذهبي له، فقال: " مفضل بن صدقة أبو حماد الحنفي، كوفي " ونقل رواية
زيد بن أبي الزرقاء عن أبي حماد الكوفي، عن زياد بن علاقة، عن جرير، عن
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " من لا يرحم لا يرحم، ومن لا يغفر لا يغفر له، ومن لا يتوب
لا يتاب عليه ". ورواية ابن نمير، عن أبي حماد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل،
عن جابر قال: لما جرد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حمزة فلما رأى ما مثل به شهق.
قلت: ولعل مراد الشيخ في الرجال بقوله " أسند عنه " أحد هذين الخبرين
أو كلاهما.
وكيف كان، فقال أيضا: وكان أحمد بن محمد بن شعيب يثني عليه ثناء تاما،
وقال الأهوازي: كان عطاء بن مسلم يوثقه (إلى أن قال) ثم ذكر وفاة مفضل
أبي حماد في سنة 161 وأنه قرأ القرآن على عاصم بن بهدلة.
[7697]
المفضل بن عمر
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: " الجعفي
الكوفي " وفي أصحاب الكاظم (عليه السلام) قائلا: لقي أبا عبد الله (عليه السلام).

(1) ميزان الاعتدال: 4 / 167.
205

وعده الإرشاد في شيوخ أصحاب الصادق (عليه السلام) وخاصته وبطانته وثقاته
الفقهاء الصالحين ممن روى عنه النص على ابنه الكاظم (عليه السلام) (1).
وعن غيبة الشيخ: كان من قوام الأئمة (عليهم السلام) وكان محمودا عندهم ومضى
على منهاجهم، وروى مسندا عن هشام بن أحمر قال: حملت إلى أبي إبراهيم (عليه السلام)
إلى المدينة أموالا، فقال: ردها وادفعها إلى المفضل بن عمر، فرددتها إلى جعفي
فحططتها على باب المفضل.
وعن موسى بن بكر، قال: كنت في خدمة أبي الحسن (عليه السلام) فلم أكن أرى شيئا
يصل إليه إلا من ناحية المفضل، وربما رأيت الرجل يجيء بالشيء فلا يقبله،
ويقول: أوصله إلى المفضل (2).
وروى العيون في نصوصه عن محمد بن سنان، عن الكاظم (عليه السلام) قال: يا
محمد! إن المفضل كان أنسي ومستراحي. وعنه، عنه (عليه السلام) يا محمد! إن المفضل
كان أنسي وأنت أنسهما - أي الرضا والجواد (عليهما السلام) - (3).
وروى الكافي في صبره، عن يونس بن يعقوب، قال: أمرني أبو عبد الله (عليه السلام)
أن آتي المفضل وأعزيه بإسماعيل، وقال: اقرأ المفضل السلام، وقل له: إنا قد
أصبنا بإسماعيل فصبرنا، فاصبر كما صبرنا (4).
وروى أيضا عن المفضل، عنه (عليه السلام) قال: اكتب وبث علمك في إخوانك، فإن
مت فأورث كتبك بنيك (5).
وعن أبي حنيفة سابق الحاج قال: مر بنا المفضل وأنا وختني نتشاجر في
ميراث، فوقف علينا ساعة، ثم قال: تعالوا إلى المنزل، فأتيناه، فأصلح بيننا
بأربعمائة درهم فدفعها إلينا من عنده، حتى إذا استوثق كل واحد منا من صاحبه
قال: أما إنها ليست من مالي ولكن أبو عبد الله (عليه السلام) أمرني إذا تنازع رجلان من

(1) إرشاد المفيد: 288.
(2) غيبة الطوسي: 210.
(3) عيون أخبار الرضا: 1 / 33.
(4) الكافي: 2 / 92.
(5) الكافي: 1 / 52.
206

أصحابنا في شيء أن أصلح بينهما وأفتديهما من ماله (1).
وعن المفضل، عنه (عليه السلام): إذا رأيت بين اثنين من شيعتنا منازعة فافتدها
من مالي (2).
وروى الكشي، عن العياشي، عن عبد الله بن محمد بن خلف، عن علي بن
حسان الواسطي، عن موسى بن بكر، عن أبي الحسن (عليه السلام) لما أتاه موت المفضل
قال: رحمه الله كان الوالد بعد الوالد، أما إنه قد استراح.
وعنه، عن إسحاق بن محمد البصري، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن
سنان، عن بشير الدهان قال أبو عبد الله (عليه السلام) لمحمد بن كثير الثقفي: ما تقول في
المفضل؟ قال: ما عسيت أن أقول فيه لو رأيت في عنقه صليبا وفي وسطه كسحا (3)
لعلمت أنه على الحق بعد ما سمعتك تقول فيه ما تقول. قال (رحمه الله): لكن حجر بن
زائدة وعامر بن جذاعة أتياني فشتماه عندي، فقلت لهما: لا تفعلا فإني أهواه، فلم
يقبلا، فسألتهما وأخبرتهما أن الكف عنه حاجتي، فلم يفعلا فلا غفر الله لهما، أما
إني لو كرمت عليهما لكرم عليهما من يكرم علي، ولقد كان كثير عزة في مودته لها
أصدق منهما في مودتهما لي، حيث يقول:
لقد علمت بالغيب أني أخونها * إذا هو لم يكرم علي كريمها
أما أني لو كرمت عليهما لكرم عليهما من يكرم علي.
وعن نصر بن الصباح - قال: وكان غاليا - قال: حدثني أبو يعقوب إسحاق بن
محمد البصري - قال: وهو غال ركن من أركانهم أيضا - قال: حدثني محمد بن
الحسن بن شمون - وهو أيضا منهم - قال: حدثني محمد بن سنان - وهو كذلك -
عن بشير النبال قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) لمحمد بن كثير الثقفي - وهو أيضا من
أصحاب المفضل بن عمر أيضا -: ما تقول في المفضل؟ وذكر مثل حديث إسحاق
ابن محمد البصري سواء.

(1 و 2) الكافي: 2 / 209 ح 4 و 3.
(3) كستيجا، كشطيحا، خ ل.
207

وعن إبراهيم بن محمد، عن سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن
أبي عمير، عن الحسين بن أحمد، عن أسد بن أبي العلا، عن هشام بن أحمر قال:
دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) - وأنا أريد أن أسأله عن المفضل، وهو في ضيعة له
في يوم شديد الحر، والعرق يسيل على صدره - فابتدأني، فقال: نعم العبد - والله
الذي لا إله إلا هو -! المفضل بن عمر الجعفي، حتى أحصيت بضعا وثلاثين مرة
يقولها ويكررها ويقول: إنما هو والد بعد الوالد (1).
وعن محمد بن قولويه، عن سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن البرقي،
عن عثمان بن عيسى، عن خالد بن نجيح الجوان، قال لي أبو الحسن (عليه السلام): ما
يقولون في المفضل بن عمر؟ قلت: يقولون فيه: هيئة (2) يهوديا أو نصرانيا وهو يقوم
بأمر صاحبكم، قال: ويلهم ما أخبث ما أنزلوه! ما عندي كذلك ومالي فيهم مثله.
وعن علي بن محمد، عن سلمة بن الخطاب، عن علي بن حسان، عن موسى
ابن بكر، قال: كنت في خدمة أبي الحسن (عليه السلام) ولم أكن أرى شيئا يصل إليه إلا من
ناحية المفضل، وربما رأيت الرجل يجيء بالشيء فلا يقبله منه، ويقول: أوصله
إلى المفضل.
وعن علي بن محمد، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن كليب، عن محمد بن
الحسين، عن صفوان قال: قد بلغ شفقة المفضل أنه كان يشتري لأبي الحسن (عليه السلام)
الحيتان، فيأخذ رؤوسها فيبيعها ويشتري بها حيتانا شفقة عليه.
وعن نصر، عن إسحاق بن محمد، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن عيسى
ابن سليمان، عن أبي إبراهيم (عليه السلام) قال: قلت: جعلت فداك! خلفت مولاك المفضل
عليلا فلو دعوت الله له، فقال: رحم الله المفضل قد استراح، قال: فخرجت إلى
أصحابنا، فقلت: قد والله مات المفضل، قال: ثم دخلت الكوفة فإذا هو مات قبل
ذلك بثلاثة أيام.
وعن علي بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن بعض

(1) الكشي: 321.
(2) هبة، خ ل.
208

أصحابنا، عن يونس بن ظبيان قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك! لو كتبت إلى
هذين الرجلين بالكف عن هذا الرجل فإنهما له مؤذيان، فقال: إذن أغريهما به،
كان كثير عزة في مودتها أصدق منهما في مودتهما، حيث يقول:
ألا علمت بالغيب ألا أحبها * إذا هو لم يكرم علي كريمها
أما والله! لو كرمت عليهم لكرم عليهم من أقرب وأوقر.
وعن نصر رفعه، عن محمد بن سنان، عن عدة من أهل الكوفة كتبوا إلى
الصادق (عليه السلام) فقالوا له: إن المفضل يجالس الشطار وأصحاب الحمام وقوما
يشربون الشراب، فينبغي أن تكتب إليه فتأمره أن لا يجالسهم، فكتب إلى المفضل
كتابا وختمه ودفع إليهم، وأمرهم أن يدفعوا الكتاب من أيديهم إلى يد المفضل،
فجاءوا بالكتاب إلى المفضل، منهم: زرارة وعبد الله بن بكير ومحمد بن مسلم
وأبو بصير وحجر بن زائدة، ودفعوا الكتاب إلى المفضل، ففكه وقرأه فإذا فيه:
" بسم الله الرحمن الرحيم، اشتر كذا وكذا واشتر كذا وكذا " ولم يذكر فيه قليلا ولا
كثيرا مما قالوا فيه، فلما قرأ الكتاب دفعه إلى زرارة، ودفع زرارة إلى محمد بن
مسلم، حتى دار الكتاب على الكل، فقال المفضل: ما تقولون؟ قالوا: هذا مال
عظيم حتى ننظر ونجمع ونحمل إليك، ثم لم ندرك الأنزال (1) بعد نظر في ذلك،
وأرادوا الانصراف. فقال المفضل: حتى تغدوا عندي، فحبسهم لغدائه ووجه
المفضل إلى أصحابه الذين سعوا بهم، فجاءوا فقرأ عليهم كتاب أبي عبد الله (عليه السلام)
فرجعوا من عنده وحبس المفضل هؤلاء ليتغدوا عنده، فرجع الفتيان وحمل كل
واحد منهم على قدر قوته ألفا وألفين وأقل وأكثر، فحضروا وأحضروا ألفي دينار
وعشرة آلاف درهم قبل أن يفرغ هؤلاء من الغداء، فقال لهم المفضل: تأمروني أن
أطرد هؤلاء من عندي، تظنون أن الله تعالى يحتاج إلى صلاتكم وصومكم.
وحكى نصر عن ابن أبي عمير بإسناده: أن الشيعة حين أحدث أبو الخطاب
ما أحدث خرجوا إلى أبي عبد الله (عليه السلام) فقالوا: أقم لنا رجلا نفزع إليه في أمر ديننا

(1) في تنقيح المقال: ثم ندرك الأنذال. واختلفت نسخ الكشي في هذه، فراجع.
209

وما نحتاج إليه من الأحكام، قال: لا تحتاجون إلى ذلك، متى ما احتاج أحدكم
عرج إلي وسمع مني وينصرف، فقالوا: لابد، فقال: قد أقمت عليكم المفضل،
اسمعوا منه واقبلوا عنه، فإنه لا يقول على الله وعلي إلا الحق، فلم يأت عليه كثير
شيء حتى شنعوا عليه وعلى أصحابه، وقالوا: أصحابه لا يصلون ويشربون النبيذ،
وهم أصحاب الحمام ويقطعون الطريق، والمفضل يقربهم ويدنيهم.
وعن حمدويه، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن عمر بن سعيد الزيات، عن
محمد بن حبيب قال: حدثني بعض أصحابنا من كان عند أبي الحسن الثاني (عليه السلام)
جالسا، فلما نهضوا قال لهم: ألقوا أبا جعفر (عليه السلام) فسلموا عليه وأحدثوا به عهدا،
فلما نهض القوم التفت إلي وقال: رحم الله المفضل! إن كان ليكتفي بدون هذا (1).
ومر في " عبد الله بن أبي يعفور " خبر الكشي عن الصادق (عليه السلام) يا مفضل!
عهدت إليك عهدي كان إلى عبد الله بن أبي يعفور صلوات الله عليه (2).
ومر في " زرارة " خبر الكشي عن الفيض بن المختار: إني لأجلس في حلقهم
فأكاد أن أشك في اختلافهم في حديثهم، حتى أرجع إلى المفضل بن عمر فيقضي
من ذلك على ما تستريح إليه نفسي ويطمئن إليه قلبي. فقال أبو عبد الله (عليه السلام): أجل
كما هو ذكرت (3).
وقال الكشي بعد رواية هشام بن أحمر - المتقدم -: لعل هذا الخبر إنما ورد
في حال استقامة المفضل قبل أن يصير خطابيا (4).
وروى عن جبرئيل بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن حماد بن
عثمان، سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول للمفضل بن عمر الجعفي: يا كافر يا مشرك؛
مالك ولابني - يعني إسماعيل بن جعفر - وكان منقطعا إليه يقول فيه مع الخطابية،
ثم رجع بعده (5).

(1) الكشي: 326 - 329.
(2) مر في ج 6، الرقم 4189.
(3) مر في ج 4، الرقم 2916.
(4) الكشي: 323.
(5) الكشي: 321.
210

وعن حمدويه، عن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان،
عن إسماعيل بن عامر، قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فوصفت له الأئمة (عليهم السلام)
حتى انتهيت إليه، فقلت: وإسماعيل من بعدك، فقال: أما ذا فلا، قال حماد: فقلت
لإسماعيل: وما دعاك إلى أن تقول وإسماعيل من بعدك؟ قال: أمرني المفضل بن
عمر (1).
وعنه، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم وحماد بن
عثمان، عن إسماعيل بن جابر، قال أبو عبد الله (عليه السلام): ائت المفضل فقل له: يا كافر يا
مشرك! ما تريد إلى ابني؟ تريد أن تقتله.
وعن الحسين بن الحسن بن بندار القمي، عن سعد، عن محمد بن الحسين
والحسن بن موسى، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الله بن مسكان، قال: دخل
حجر بن زائدة وعامر بن جذاعة الأزدي على أبي عبد الله (عليه السلام) فقالا له: جعلنا الله
فداك! إن المفضل بن عمر يقول: إنكم تقدرون أرزاق العباد، فقال: والله! ما يقدر
أرزاقنا إلا الله، ولقد احتجت إلى طعام لعيالي، فضاق صدري فأبلغت الفكرة في
ذلك حتى أحرزت قوتهم فعندها طابت نفسي، لعنه الله وبرئ منه. قالا: أفتلعنه
وتبرأ منه؟ فقال: نعم، فالعناه وابرئا منه، برئ الله ورسوله منه.
وعن حمدويه وإبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن
المفضل بن عمر، أنه كان يبشر (2) أبا الخطاب وفلان أنكما لمن المرسلين.
وعن خط جبرئيل بن أحمد الفاريابي في كتابه، عن محمد بن عيسى، عن ابن
أبي عمير، عن معاوية بن وهب وإسحاق بن عمار، قالا: خرجنا نريد زيارة
الحسين (عليه السلام) فقلنا: لو مررنا بأبي عبد الله المفضل بن عمر فعساه يجيء معنا، فأتينا
الباب فاستفتحناه، فخرج إلينا فركب وركبنا، فطلع لنا الفجر على أربعة فراسخ من

(1) الكشي: 326.
(2) كذا في تنقيح المقال أيضا، وفي الكشي: يشير.
211

الكوفة، فنزلنا فصلينا والمفضل واقف لم ينزل يصلي، فقلنا: يا أبا عبد الله،
ألا تصلي؟ فقال: صليت قبل أن أخرج من منزلي.
وعن العياشي، عن إسحاق بن محمد البصري، عن عبد الله بن القاسم، عن
خالد الجوان، قال: كنت أنا والمفضل بن عمر وناس من أصحابنا بالمدينة وقد
تكلمنا في الربوبية، قال فقال: مروا إلى باب أبي عبد الله (عليه السلام) حتى نسأله، قال:
فخرج إلينا وهو يقول: بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون.
قال الكشي: إسحاق وعبد الله وخالد من أهل الارتفاع.
وذكرت الطيارة الغالية في بعض كتبها عن المفضل أنه قال: لقد قتل مع أبي
إسماعيل - يعني أبا الخطاب - سبعون نبيا كلهم رأى وهلك نبينا فيه، وأن المفضل
قال: دخلنا على أبي عبد الله (عليه السلام) ونحن اثنا عشر رجلا، قال: فجعل أبو عبد الله (عليه السلام)
يسلم على رجل رجل منا ويسمي كل رجل منا باسم نبي، وقال لبعضنا: " السلام
عليك يا نوح " وقال لبعضنا: " السلام عليك يا إبراهيم " وكان آخر من سلم عليه
قال: " السلام عليك يا يونس " ثم قال: لا تخاير بين الأنبياء.
قال أبو عمرو الكشي: قال يحيى بن عبد الحميد الحماني - في كتابه المؤلف
في إثبات إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) - قلت لشريك: إن أقواما يزعمون أن جعفر بن
محمد ضعيف في الحديث، فقال: أخبرك القصة، كان جعفر بن محمد رجلا صالحا
مسلما ورعا، فاكتنفه قوم جهال يدخلون عليه ويخرجون ويقولون: حدثنا جعفر
ابن محمد، ويحدثون بأحاديث كلها منكرات كذب موضوعة على جعفر ليستأكلوا
الناس بذلك ويأخذون منهم الدراهم، وكانوا يأتون من ذلك بكل منكر، فسمعت
العوام بذلك منهم، فمنهم من هلك ومنهم من أنكر، وهؤلاء مثل المفضل بن عمر،
وبنان، وعمرو النبطي، وغيرهم؛ ذكروا أن جعفرا حدثهم: أن معرفة الإمام تكفي
من الصلاة والصوم، وحدثهم عن أبيه، عن جده، وأنه حدثهم قبل (1) يوم القيامة
وأن عليا (عليه السلام) في السحاب يطير مع الريح، وأنه كان يتكلم بعد الموت، وأنه كان

(1) في تنقيح المقال زيادة: ع ه، كذا.
212

يتحرك على المغتسل، وأن إله السماء هو الله وإله الأرض الإمام، فجعلوا لله
شريكا جهال، والله ما قال جعفر شيئا من هذا قط! كان جعفر أتقى لله وأورع من
ذلك، فسمع الناس ذلك فضعفوه؛ ولو رأيت جعفرا لعلمت أنه واحد الناس (1).
وعنونه ابن الغضائري، قائلا: الجعفي أبو عبد الله، ضعيف متهافت مرتفع القول،
خطابي، وقد زيد عليه شيء كثير، وحمل الغلاة في حديثه حملا عظيما، ولا يجوز
أن يكتب حديثه، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام).
والنجاشي، قائلا: أبو عبد الله - وقيل: أبو محمد - الجعفي كوفي، فاسد المذهب
مضطرب الرواية لا يعبأبه، وقيل: إنه كان خطابيا، وقد ذكرت له مصنفات لا يعول
عليها، وإنما ذكرنا للشرط الذي قدمناه، له كتاب " ما افترض الله على الجوارح من
الإيمان " وهو كتاب " الإيمان والإسلام " والرواة له مضطربون الرواية له (إلى أن
قال) عن أبي عمرو، عن الزبيري، عن المفضل (وإلى أن قال) عن محمد بن سنان،
عن المفضل.
أقول: وقال النجاشي في أحمد بن الحرث - المتقدم -: كوفي، غمز أصحابنا
فيه، وكان من أصحاب المفضل.
وفي الاختصاص في عنوان " المجهولين من أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام) ": عمر
الكردي، روى عنه المفضل (2). وروى الاختصاص أيضا عن محمد بن علي، عن
ابن المتوكل، عن القمي، عن اليقطيني، عن أبي أحمد الأزدي، عن عبد الله بن
الفضل الهاشمي، قال: كنت عند الصادق (عليه السلام) إذ دخل المفضل، فلما بصر به ضحك
إليه، ثم قال: يا مفضل فوربي إني لأحبك وأحب من يحبك! يا مفضل لو عرف
جميع أصحابي ما تعرف ما اختلف اثنان. فقال له المفضل: يا بن رسول الله، لقد
خشيت (3) أن أكون قد أنزلت فوق منزلتي، فقال (عليه السلام): بل أنزلت المنزلة التي أنزلك
الله بها... الخبر (4).

(1) الكشي: 321 - 326.
(2) الاختصاص: 196.
(3) في المصدر: حسبت.
(4) الاختصاص: 216.
213

وروى الغيبة غير ما نقل عنه المصنف خبر هشام بن أحمر - المتقدم - عن
الكشي.
وما قال المصنف: إن الغيبة قال في هذا: " كان من قوامهم (عليهم السلام) وكان محمودا
ومضى على منهاجهم " ليس كذلك، فلم يقله في هذا، بل في المعلى بن خنيس
- المتقدم - وأما هذا فقال فيه: نذكر طرفا من أخبار من كان يختص بكل إمام
ويتولى له الأمر على وجه الإيجاز، ونذكر من كان ممدوحا منهم (إلى أن قال)
ومن الممدوحين المفضل بن عمر " (1). ثم روى الأخبار الثلاثة.
وروى الكشي أيضا في إسحاق بن محمد البصري - المتقدم - عن العياشي أنه
سأل إسحاق كتابا ينسخه، فأخرج إليه كتابا من أحاديث المفضل في التفويض،
فلم يرغب فيه (2).
وروى في هشام بن سالم - الآتي - عن هشام قال: كنا بالمدينة بعد وفاة
الصادق (عليه السلام) والناس مجتمعون على أن عبد الله صاحب الأمر بعد أبيه (إلى أن قال
بعد ذكر دخوله على الكاظم (عليه السلام) ومشاهدته دلائل الإمامة منه) ثم لقيت المفضل
وأبا بصير فدخلوا وسلموا وسمعوا كلامه وسألوه، ثم قطعوا عليه (عليه السلام).
وتبين مما تقدم اختلاف الأقوال والأخبار فيه، فقد عرفت قول المفيد في
إرشاده بجلاله، وكذا في الاختصاص على خبره؛ وكذاك الشيخ في غيبته، وهو
المفهوم من تهذيبه، فقال في مهوره بعد نقل خبر لم يروه غير محمد بن سنان عن
المفضل: " ومحمد بن سنان مطعون عليه ضعيف جدا " فمع كونه بصدد الطعن خص
الطعن بابن سنان. كما عرفت قول ابن الغضائري بضعفه وتبعه النجاشي.
والظاهر أن منشأ طعن ابن الغضائري فيه حمل الغلاة في حديثه حملا عظيما،
كما اعترف به نفسه. وكما عرفت من الكشي من قوله: " وذكرت الطيارة الغالية في
بعض كتبه عن المفضل... الخ " وزاد الشبهة فيه والتهمة له افتراء العامة عليه، شأنهم
مع أجلة الشيعة، كما عرفت من قول الكشي: " قال يحيى بن عبد الحميد... الخ " بل

(1) غيبة الطوسي: 209 - 210.
(2) تقدم في ج 1، الرقم 730.
214

الواقفة أيضا افتروا عليه: أنه روى الوقف، فنقل الغيبة عن كتاب علي بن أحمد
الموسوي في نصرة الواقفة: أنه ذكر إسنادا عن المفضل، عن الصادق (عليه السلام) قال: إن
بني العباس سيعبثون بابني هذا ولن يصلوا إليه (1).
هذا، وأما الكشي فلا يعلم هل هو اختار مدحه أو القدح؟ فإنه وإن قال في
رواة خبر بشير النبال المتقدم: " إنهم من الغلاة " وقال بعد خبر أسد بن أبي العلا
المتقدم " أسد بن أبي العلا يروي المناكير ": لعل هذا الخبر إنما روى في حال
استقامة المفضل إلا أن أخبار مدح الكشي لم تنحصر بهما وقد سكت في باقيها، مع
أنه روى مضمون الأول هنا عن يونس بن ظبيان، وفي حجر بن زائدة - المتقدم -
عن عبد الله بن الوليد، وروى مضمون الثاني عن موسى بن بكر.
ثم الروايات عن الصادق (عليه السلام) وإن كانت فيه مختلفة، إلا أنها عن الكاظم (عليه السلام)
متفقة في مدحه، ومنها: خبراه (عليه السلام) أنه والد بعد الوالد، وخبره في ترحمه (عليه السلام) عليه
وإخباره بموته، وكذا ترحم الرضا (عليه السلام) عليه في خبر محمد بن عمر بن سعيد
الزيات عن محمد بن حريز، ورواه الكافي (2) والإرشاد عن محمد بن الوليد، عن
يحيى بن حبيب الزيات (3).
والظاهر تحريف ما في الكشي ككثير من أخباره هنا وفي مواضع أخر.
وكتابه المعروف بتوحيد المفضل، الذي عبر عنه النجاشي بقوله: " كتاب فكر "
أقوى شاهد عملي على استقامته، فإنه يقهر كل ملحد على أن يكون موحدا.
وبالجملة: الحق كون مدحه محققا وقدحه غير محقق.
هذا، وطريق النجاشي " أبي عمرو، عن الزبيري " وجدناه كما نقل. لكن
الظاهر كونه محرف " أبي عمرو الزبيري " كما يشهد له باب من يجب عليه جهاد
الكافي (4)، والإيمان مبثوثه (5)، والسبق إلى إيمانه (6).

(1) غيبة الطوسي: 40.
(2) الكافي: 1 / 320.
(3) إرشاد المفيد: 319.
(4) الكافي: 5 / 13.
(5) الكافي: 2 / 33.
(6) الكافي: 2 / 40.
215

هذا، ونقل الجامع رواية الخيبري، عن يونس بن ظبيان ومفضل بن عمر في
مولد صادق الكافي (1)، ورواية المفضل عن الخيبري ويونس بن ظبيان في صلة
إمامه (2)، وجعله من الرواية المتعاكسة. لكن الظاهر صحة الأول، فروى الخيبري
عن المفضل أيضا في زيادات فقه نكاح التهذيب (3).
هذا، وظاهر الشيخ - في الرجال - والنجاشي وابن الغضائري كونه من نفس
جعفي، وقال المشيخة: إنه مولاهم (4).
هذا، وفي آخر تحف عقول ابن أبي شعبة الحلبي: وصية المفضل بن عمر ثقة
الصادق (عليه السلام) لجماعة الشيعة: أوصيكم بتقوى الله... وذكر كلامه. واستناده في أكثر
فقرات وصاياه إلى قول الصادق (عليه السلام) (إلى أن قال) ولا تبغضوا أهل الحق إذا
صدعوكم به، فإن المؤمن لا يغضب من الحق إذا صدع به؛ وقال أبو عبد الله (عليه السلام)
مرة: يا مفضل كم أصحابك؟ فقلت: قليل، فلما انصرفت إلى الكوفة أقبلت علي
الشيعة فمزقوني كل ممزق، يأكلون لحمي ويشتمون عرضي، حتى أن بعضهم
استقبلني فوثب في وجهي، وبعضهم قعد لي في سكك الكوفة يريد ضربي،
ورموني بكل بهتان، حتى بلغ ذلك أبا عبد الله (عليه السلام) فلما رجعت إليه في السنة الثانية
كان أول ما استقبلني - بعد تسليمه - أن قال: يا مفضل ما هذا الذي بلغني أن هؤلاء
يقولون لك وفيك؟ قلت: وما علي من قولهم، قال: أجل، بل ذلك عليهم، أيغضبون -
بؤسا لهم - أنك قلت: إن أصحابك قليل، لا والله! ما هم لنا شيعة، ولو كانوا لنا شيعة
ما غضبوا من قولك وما اشمأزوا منه، لقد وصف الله شيعتنا بغير ما هم عليه، وما
شيعة جعفر إلا من كف لسانه وعمل لخالقه ورجا لسيده وخاف الله حق خيفته،
ويحهم! أفيهم من صار كالحنايا من كثرة الصلاة، أو صار كالتايه من شدة الخوف،
أو كالضرير من الخشوع، أو كالضني من الصيام، أو كالأخرس من طول الصمت
والسكوت، أو هل فيهم من قد أدأب ليله من طول القيام وأدأب نهاره من الصيام،

(1) الكافي: 1 / 474.
(2) الكافي: 1 / 537.
(3) التهذيب: 7 / 470.
(4) الفقيه: 4 / 435.
216

أو منع نفسه لذات الدنيا ونعيمها خوفا من الله وشوقا إلينا أهل البيت، أنى يكونون
لنا شيعة! وأنهم ليخاصمون عدونا فينا حتى يزيدوهم عداوة، وأنهم ليهرون هرير
الكلب ويطمعون طمع الغراب، أما لولا أنني أتخوف أن أغريهم بك لأمرتك أن
تدخل بيتك وتغلق بابك ثم لا تنظر إليهم ما بقيت، ولكن إن جاؤوك فاقبل منهم،
فإن الله قد جعلهم حجة على أنفسهم، واحتج بهم على غيرهم... الخ (1).
وفيه الجواب عن كل ما نقل فيه من القدح وأنه من الأجلة وصح ما ورد فيه
من المدح.
وفي آخر توحيده المعروف ب‍ " توحيد المفضل " أن الصادق (عليه السلام) قال له: يا
مفضل! خذ ما آتيتك واحفظ ما منحتك، وكن لربك من الشاكرين ولآلائه من
الحامدين ولأوليائه من المطيعين، فقد شرحت لك من الأدلة على الخلق
والشواهد على صواب التدبير والعمد قليلا من كثير وجزء من كل، فتدبره وفكر
فيه واعتبر به. فقلت: بمعونتك يا مولاي، فوضع يده على صدري، فقال: احفظ
بمشيئة الله ولا تنس إن شاء الله، فخررت مغشيا علي، فلما أفقت قال: كيف ترى
نفسك يا مفضل؟ فقلت: قد استغنيت بمعونة مولاي وتأييده عن الكتاب الذي كتبته
وصار ذلك بين يدي كأنما أقرأه من كفي، فلله الحمد والشكر كما هو أهله
ومستحقه. فقال: يا مفضل فرغ قلبك واجمع إليك ذهنك وعقلك وطمأنينتك،
فسألقي إليك من علم ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله بينهما وفيهما من
عجائب خلقه وأصناف الملائكة وصفوفهم ومقاماتهم ومراتبهم إلى السدرة
المنتهى وسائر الخلق من الجن والإنس إلى الأرض السابعة السفلى وما تحت
الثرى، حتى يكون ما وعيته جزء من أجزاء؛ انصرف إذا شئت مصاحبا مكلوءا،
فأنت منا بالمكان الرفيع وموضعك من قلوب المؤمنين موضع الماء من الصدى،
ولا تسألن عما وعدتك حتى أحدث لك منه ذكرا. قال: فانصرفت من عند مولاي
بما لم ينصرف أحد بمثله؛ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين (2).

(1) تحف العقول: 513 - 515.
(2) توحيد المفضل: 122.
217

قلت: ولابد أنه (عليه السلام) ألقى إليه ما وعده من شرح السماوات السبع وما فيها
وباقي الأرضين السبع غير أرضنا، ولكنه من الأسف أنه لم يصل إلينا، لضياع
أغلب كتبنا النفيسة، وقد نقل في الكتاب الذي ألفه جمع من أساتيذ دار علوم
الأروبا والأمريكا في ما أخبر الصادق (عليه السلام) من المستكشفات العصرية باللاتينية،
وقد ترجم بالفارسية (بعنوان مغز متفكر شيعة جعفر صادق (عليه السلام)) كلاما كثيرا مما
قاله للمفضل وجابر بن حيان وغيرهما، ولم نقف عليها في ما وصل إلينا.
[7698]
المفضل بن قيس بن رمانة
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر وفي أصحاب الصادق (عليهما السلام)
قائلا: مولى الأشعريين، أسند عنه.
وروى الكشي عن محمد بن إبراهيم العبيدي، عن مفضل بن قيس بن رمانة،
قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فذكرت له بعض حالي، فقال: يا جارية هاتي
ذلك الكيس، هذه أربعمائة دينار وصلني أبو جعفر الدوانيق بها، خذها فتفرج بها.
قال: قلت: جعلت فداك! ما هذا دعوتي، ولكني أحببت أن تدعو الله تعالى لي،
قال: فقال: إني سأفعل، ولكن إياك أن تعلم الناس بكل حالك فتهون عليهم.
وعن محمد بن بشر، عن محمد بن عيسى، عن أبي أحمد - وهو ابن أبي عمير
- عن مفضل بن قيس بن رمانة وكان خيارا.
وعن طاهر بن عيسى، عن جعفر بن أحمد، عن أبي الحسين، عن علي بن
الحسن، عن العباس بن عامر، عن مفضل بن قيس بن رمانة، قال: دخلت على
أبي عبد الله (عليه السلام) فشكوت إليه بعض حالي وسألته الدعاء. فقال: يا جارية هاتي
الكيس الذي وصلنا به أبو جعفر، فجاءت بكيس، فقال: هذا كيس فيه أربعمائة
دينار فاستعن به. قال: قلت: لا والله جعلت فداك! ما أردت هذا ولكن أردت
الدعاء لي، فقال لي: ولا أدع الدعاء، ولكن لا تخبر الناس بكل ما أنت فيه فتهون
عليهم.
218

وعن حمدويه، عن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن مفضل بن قيس
ابن رمانة - قال: وكان خيرا - قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن أصحابنا يختلفون
في شيء، وأقول: قولي فيها قول جعفر بن محمد (عليه السلام) فقال: بهذا نزل جبرئيل. قال
أبو أحمد: لو كان شاطرا ما أخبرني على هذا إلا بحقيقته (1).
أقول: هكذا نقله النقد. ونقله الوسيط " قال أبو أحمد: لو كان شاهدا ما اجترأ
على هذا إلا بحقيقته ". وكلاهما تحريف، فلا محصل له.
ثم إن خبر الكشي الأول والثالث واحد، كما أن سند الأول " محمد بن إبراهيم
العبيدي " محرف " محمد بن إبراهيم الصيرفي " وهو آخر سند الثالث، فروى
الكافي في باب كراهة مسألة زكاته الخبر عن علي بن الحسن، عن العباس بن
عامر، عن محمد بن إبراهيم الصيرفي، عن مفضل بن قيس بن رمانة، قال: دخلت
على أبي عبد الله (عليه السلام)... الخبر (2). كما أن الظاهر أن الثاني كان جزء الرابع.
ومر عنوان الكشي أباه " قيس بن رمانة " وروايته فيه مثل هذا الخبر. ولعل
الأصل واحد، وأصحية هذا الذي صدقه الكافي.
[7699]
المفضل بن محمد
الضبي، الكوفي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: نزل البصرة.
وروى أبو الفرج، عن يونس بن أرقم العنزي - وكان من أصحاب إبراهيم بن
عبد الله - قال: إن المفضل له غاشية على التشيع، وكان إبراهيم إذا اجتمعنا عنده
يجمعنا عند المفضل. وعن يزيد بن ذريع: أن المفضل كان من دعاة إبراهيم زمن
تواريه، وكان لا يزال يدس ويحتال لكل من أمكنه أن يجوزه إلى مذهبه (3).
وهو مجهول.

(1) الكشي: 183 - 184.
(2) الكافي: 4 / 21.
(3) مقاتل الطالبيين: 250.
219

أقول: بل واضح زيديته، وعنوان رجال الشيخ أعم من الإمامية.
ثم الظاهر أنه " المفضل بن محمد بن يعلى الضبي الكوفي " الذي عنونه
الخطيب، قائلا: كان علامة رواية للآداب والأخبار وأيام العرب، موثقا في
روايته، يروي عن عاصم القراءات والحديث، ويروي عنه الكسائي والفراء، قدم
بغداد في أيام الرشيد، قال له الرشيد: ما أحسن ما قيل في الذئب؟ ولك هذا الخاتم
الذي في يدي وشراؤه ألف وستمائة دينار، فقال قول الشاعر:
ينام بإحدى مقلتيه ويتقي * بأخرى المنايا، فهو يقظان هاجع
فقال: ما ألقى هذا على لسانك إلا لذهاب الخاتم - وحلق به إليه - فاشترته أم
جعفر بألف وستمائة دينار وبعثت به إليه، وقالت: " قد كنت أراك تعجب به " فألقاه
إلى الضبي، وقال: خذه وخذ الدنانير، فما كنا نهب شيئا فنرجع فيه (1).
وفي أسد الغابة: روى عن ابن الأعرابي عن المفضل، قال: إن الله حجب اسم
الحسن والحسين حتى سمى بهما النبي ابنيه، فقلت له: فاللذين باليمن؟ قال: ذاك
حسن بسكون السين وحسين بسكونها وفتح الحاء، ولا يعرف قبلهما إلا اسم رملة
في بلاد ضبة، قال ابن عثمة: غلاة (2) أضر بالحسن السبيل (3).
[7700]
المفضل بن مرثد
يأتي في الآتي.
[7701]
المفضل بن مزيد
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر (عليه السلام).
وروى الكشي، عن العياشي، عن أحمد بن منصور، عن أحمد بن الفضل، عن
محمد بن زياد، عن المفضل بن مزيد أخو شعيب الكاتب، قال أبو عبد الله (عليه السلام):

(1) تاريخ بغداد: 3 / 121.
(2) في المصدر: غداة.
(3) أسد الغابة: 2 / 9.
220

انظر ما أصبت فعد به على إخوانك، فإن الله عزوجل يقول: (إن الحسنات يذهبن
السيئات) قال مفضل: كنت خليفة أخي على الديوان؛ قال: وقد قلت: قد ترى
مكاني من هؤلاء القوم، فما ترى؟ قال: لو لم تكن كيت.
وعن العياشي، عن أحمد بن جعفر بن أحمد، عن العمركي، عن محمد بن علي
وغيره، عن ابن أبي عمير، عن مفضل بن مزيد أخي شعيب الكاتب، قال دخل علي
أبو عبد الله (عليه السلام) وقد أمرت أن أخرج لبني هاشم جوائز، فلم أعلم إلا وهو على
رأسي وأنا مستخلي، فوثبت إليه، فسألني عما أمر لهم، فناولته الكتاب، قال: ما
أرى لإسماعيل هاهنا. فقلت: هذا الذي خرج إلينا، ثم قلت له: جعلت فداك!
قد ترى مكاني من هؤلاء القوم، فقال لي: انظر ما أصبت به فعد به على أصحابك،
فإن الله جل وعلا يقول: (إن الحسنات يذهبن السيئات) (1).
وروى النهي عن القول بغير علم الكافي، عنه، عن الصادق (عليه السلام) قال: أنهاك
عن خصلتين هلك فيهما الرجال: أنهاك أن تدين الله بالباطل، وتفتي الناس بما لا
تعلم (2).
أقول: خبر الكشي الأول مبدل الصدر والذيل، كما يشهد له الثاني والمعنى.
وعده البرقي في أصحاب الباقر (عليه السلام)، قائلا: " أخو شعيب الكاتب ". بل عده الشيخ
في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) أيضا. و " بن يزيد " في النسخة تصحيف.
قال المصنف: قال الوحيد: " مضى في محمد بن مقلاص رواية تشير إلى
حسنه في الجملة " لكن إنما ثمة في خبره الخامس عشر " المفضل بن يزيد " لا
هذا، وفي عاشره " المفضل " مجردا، والمظنون بقرينة الخامس عشر إرادة " بن
يزيد " أيضا.
قلت: ليس لنا " بن يزيد " كما ستعرف، وليس " الخامس عشر " ثمة كما قال
محققا، بل في نسخة، وفي أخرى " بن مزيد " كما قال الوحيد، والعاشر ليس

(1) الكشي: 374.
(2) الكافي: 1 / 42.
221

مضمونه متحدا مع الخامس عشر حتى يكون قرينة لإرادته على فرض تغايره، بل
المنصرف منه المفضل بن عمر، المتقدم.
هذا، ومر " شعيب بن مرثد " ف‍ " مزيد " أيضا محرف.
[7702]
المفضل بن مهلهل
التميمي، السعدي، الكوفي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام). وقال الذهبي: إنه إمام
عابد ورع قانت صدوق، توفي سنة 167. وقال ابن حجر: " ثقة ثبت نبيل عابد، من
السابعة " فيكون حسنا.
أقول: الأصل في النقل عن الذهبي وابن حجر الوسيط، وما فرع المصنف
على عنوان رجال الشيخ وقول الرجلين - من كونه حسنا - غير حسن، والصواب
كونه موثقا، فعنوان الشيخ في الرجال أعم، وظاهر سكوت الرجلين العاميين عن
مذهبه عاميته.
ثم ما عن الذهبي لابد أنه في غير ميزانه، وأما فيه فقال، قال العجلي: كان ثقة
ثبتا، صاحب سنة وفقه وفضل.
[7703]
المفضل بن يزيد
الكوفي، أخو شعيب الكاتب
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
ومر في " محمد بن مقلاص " في خبره الخامس عشر، عن الصادق (عليه السلام) -
وذكر أصحاب أبي الخطاب والغلاة - قال: لا تقاعدوهم ولا تؤاكلوهم (1). وروى
" القول بغير علم الكافي " عنه، قال: قال (عليه السلام): أنهاك عن خصلتين... الخبر (2).

(1) مر في ج 9، الرقم 7293.
(2) الكافي: 1 / 42.
222

أقول: العنوان بلا بنيان، فالأصل فيه " بن مزيد " - المتقدم - وقلنا: لا يبعد كون
مزيد محرف " مرثد " لما مر في أخيه شعيب بن مرثد الكاتب. وخبر الكافي ليس
كما قال، بل بلفظ " بن مزيد " كما أن خبر الكشي في محمد بن مقلاص مختلف
النسخ، كما مر في " بن مزيد " كما أن عنوان الشيخ له في أصحاب الصادق (عليه السلام)
محرف بقرينة عنوانه في أصحاب الباقر (عليه السلام) وقد عرفت أن الكشي عنون ذاك
محققا.
وقد نقل الجامع العنوان عن إنكار منكر الكافي (1) وبعد حديث صيحة
الروضة (2). ولابد من كونهما محرف " مرثد " كما أنه نقل هنا ورود " المفضل "
مجردا في دعاء علل الكافي (3) وتحميده (4) وألطاف مؤمنه (5) وإدخال سروره (6).
وهو خطأ، فالمراد بالمطلق " مفضل بن عمر " الذي مر.
[7704]
مقاتل بن حيان
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
أقول: وعنونه ابن حجر والذهبي، وقالا: أبو بسطام النبطي البلخي الخزاز.
قال المصنف: ظاهر الشيخ في رجاله إماميته.
قلت: قد عرفت في المقدمة كون عناوينه أعم، بل هو عامي بعد عدم نسبة
الذهبي وابن حجر تشيعا إليه، بل صرح الأول بكونه صاحب سنة.
[7705]
مقاتل بن سليمان
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر (عليه السلام) قائلا: " بتري " وفي
أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: الخراساني.

(1) الكافي: 5 / 60.
(2) روضة الكافي: 212.
(3) الكافي: 2 / 565.
(4) الكافي: 2 / 503.
(5) الكافي: 2 / 207.
(6) الكافي: 2 / 192.
223

وعنونه الكشي، قائلا: " البجلي - وقيل: البلخي - بتري " (1). وفي الخلاصة: قال
البرقي: عامي المذهب.
وعن ملحقات الصراح: الإمام أبو الحسن مقاتل بن سليمان بن زيد بن أدرك
ابن بهمن الرازي، تفسيره مجلدان، ولما قيل لأبي حنيفة: قدم مقاتل بن سليمان،
قال: إذن يجيئك بكذب كثير! ثم إذا كان سئل عن التفسير، يقول: عليكم بتفسير
ابن الدوال دوز (2).
وعن تاريخ اليافعي: أنه الأزدي بالولاء الخراساني، حكى عن الشافعي:
الناس كلهم عيال على ثلاثة: مقاتل في التفسير، وزهير في الشعر، وأبي حنيفة
في الكلام، وثقه بعض وطعن فيه كثير من الأئمة ونسبوه إلى الكذب؛ توفي سنة
150 (3).
أقول: وعنونه ابن النديم، قائلا: من الزيدية والمحدثين والقراء (4). وفي اللآلي،
قال وكيع: كذاب (5). وورد في وصية الفقيه (6).
وعنونه ابن حجر وقال: كذبوه وهجروه، ورمي بالتجسيم. وعنونه الذهبي،
وقال: قال أبو حنيفة: أفرط جهم في نفي التشبيه حتى قال: إنه تعالى ليس بشيء،
وأفرط مقاتل حتى جعله مثل خلقه. ونقل روايته عن الضحاك عن ابن عباس: إذا
كان يوم القيامة ينادي مناد: أين حبيب الله، فيتخطى صفوف الملائكة حتى يصير
إلى العرش، حتى يجلسه معه على العرش حتى يمس ركبته!. وعن عمرو بن
شعيب، عن أبيه، عن جده: من نام جالسا فلا وضوء عليه. وقال سفيان بن عيينة:
سمعت مقاتلا يقول: إن لم يخرج الدجال في سنة خمسين ومائة فاعلموا أني
كذاب.
وقال الجوزجاني: كان دجالا جسورا، سمعت أبا اليمان يقول: قدم هاهنا

(1) الكشي: 390.
(2) ملحقات الصراح: لا يوجد لدينا.
(3) مرآة الجنان: 1 / 309.
(4) فهرست ابن النديم: 227.
(5) اللآلي المصنوعة: لم أجده في المكتبة.
(6) الفقيه: 4 / 174.
224

فأسند ظهره إلى القبلة، فقال: سلوني عما دون العرش. وحدثت أنه قال مثلها
بمكة، فقام رجل فقال: أخبرني عن النملة أين أمعاؤها؟ فسكت. قال وكيع: مات
سنة خمسين ومائة، وقيل: بعد ذلك.
هذا، وأما قول الكشي " البجلي، وقيل: البلخي " فالظاهر عدم صحة البجلي،
لعدم ذكر أحد كونه بجليا، واقتصر الذهبي فيه على " البلخي " ومثله الذهبي،
ووصفه بالأزدي أيضا.
[7706]
مقاتل بن مقاتل
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا (عليه السلام) قائلا: بن قياما واقفي
خبيث، أظن اسمه خشيش.
وعنونه النجاشي، قائلا: البلخي، روى عن الرضا (عليه السلام) (إلى أن قال) الحسن
بن علي بن يوسف عن مقاتل بكتابه.
وروى الكشي عن نصر، عن إسحاق بن محمد، عن القاسم بن يحيى، عن
الحسين بن عمر بن يزيد قال: دخلت على الرضا (عليه السلام) وأنا شاك في إمامته، وكان
زميلي في طريقي رجلا يقال له: مقاتل بن مقاتل، وكان قد مضى على إمامته
بالكوفة، فقلت له: عجلت؟ فقال: عندي في ذلك برهان وعلم، قال الحسين: فقلت
للرضا (عليه السلام): مضى أبوك؟ قال: إي والله! (إلى أن قال) ثم قال: ما فعل صاحبك؟
فقلت من؟ قال: " مقاتل بن مقاتل، المسنون الوجه، الطويل اللحية، الأقنى الأنف "
وقال: " إني ما رأيته ولا دخل علي، ولكن آمن وصدق فاستوص به " قال:
فانصرفت من عنده إلى رحلي، فإذا مقاتل راقد، فحركته ثم قلت: لك بشارة
عندي لا أخبرك بها حتى تحمد الله مائة مرة، ففعل ثم أخبرته بما كان (1).
وقال الوحيد: حيث إن النجاشي قال: روى عن الرضا (عليه السلام) والكشي روى
رجوعه إليه، فالظاهر وهم الشيخ في الرجال أنه رأى في الأخبار " أن ابن قياما

(1) الكشي: 614.
225

واقفي خبيث " فتوهمه هذا، مع أن المراد الحسين بن قياما - المتقدم - ولعله
عم هذا.
أقول: بل الظاهر أن الشيخ رأى في كتب رجال المتقدمين - ولم تكن على
التهجي - عنوانين " مقاتل بن مقاتل " ثم " ابن قياما " قائلة في الثاني: " وأظن اسمه
الحسين " فتوهمهما عنوانا واحدا، فجعل " قياما " جد هذا، وحرف قوله: " وأظن
اسمه الحسين " - أي اسم ابن قياما - بقوله: " وأظن اسمه خشيش " وإلا فأي معنى
لقوله: " أظن اسم مقاتل خشيش ". وحينئذ فكما وهم في مذهبه كذلك في اسم
جده، فكون " قياما " جد " مقاتل بن مقاتل " لم يذكره أحد، حتى النجاشي الذي
يرفع الأنساب غالبا، وعليه فاحتمال كون " ابن قياما " عم هذا ساقط.
وكيف كان: فيدل على عدم وقفه - مضافا إلى خبر الكشي - أخبار أخر،
كخبره: قلت للرضا (عليه السلام): " جعلت فداك! علمني دعاء لقضاء الحوائج " (1). وخبره
الآخر عنه (عليه السلام) في جواز نافلة المغرب في المحمل، فإن الواقفة ما يروون عنه (عليه السلام)
تسليما وإذعانا (2).
وروى العيون - في باب الأخبار المنثورة - عن مقاتل قال: رأيت أبا الحسن
الرضا (عليه السلام) في يوم الجمعة في وقت الزوال على ظهر الطريق يحتجم وهو محرم.
وقال: في الخبر فوائد: إحداها إطلاق الحجامة في يوم الجمعة عند الضرورة،
والثانية: الإطلاق في الحجامة وقت الزوال، والثالثة: يجوز للمحرم أن يحتجم إذا
اضطر ولا يحلق مكان الحجامة (3).
[7707]
المقداد
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قائلا: " بن عمرو بن
الأسود " وفي أصحاب علي (عليه السلام) قائلا: بن الأسود الكندي، وكان اسم أبيه عمرو

(1) الكافي: 3 / 477.
(2) الكافي: 3 / 441.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 16 باب 30 ح 38.
226

البهرائي، وكان الأسود بن عبد يغوث قد تبناه فنسب إليه، يكنى أبا معبد، ثاني
الأركان الأربعة.
وقال ابن داود: قول الشيخ في الرجال في أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهم،
والصحيح قوله في أصحاب علي (عليه السلام) (1). وزوجه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ضباعة بنت الزبير
عمه لأبويه.
وهو من شرطة الخميس الذين شرط لهم أمير المؤمنين (عليه السلام) الجنة؛ ومن
حواري النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الذين لم ينقضوا العهد، ومر في " جندب " أخبار في كون
المقداد وسلمان وأبي ذر من الذين لم يرتدوا بعده (صلى الله عليه وآله وسلم) (2).
وروى الكشي عن حمدويه، عن محمد بن عيسى، وعن العياشي، عن
جبرئيل بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن النضر بن سويد، عن محمد بن بشير،
عمن حدثه قال: ما بقي أحد إلا وقد جال جولة إلا المقداد بن الأسود، فإن قلبه
كان مثل زبر الحديد.
وعن طاهر بن عيسى الوراق - رفعه إلى محمد بن سنان - عن محمد بن
سليمان الديلمي، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن الصادق (عليه السلام) عن
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يا سلمان! لو عرض علمك على مقداد لكفر، يا مقداد! لو عرض
علمك على سلمان لكفر.
وعن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي، قال
أبو جعفر (عليه السلام): ارتد الناس إلا ثلاثة نفر: سلمان وأبو ذر والمقداد؛ قال، قلت:
فعمار؟ قال: قد كان حاص حيصة ثم رجع، ثم قال: إن أردت الذي لم يشك ولم
يدخله شيء فالمقداد. فأما سلمان فإنه عرض في قلبه عارض: أن عند
أمير المؤمنين (عليه السلام) اسم الله الأعظم لو تكلم به لأخذتهم الأرض - وهو هكذا -

(1) يعني ما قاله الشيخ في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) من أنه " مقداد بن عمرو بن الأسود " وهم،
والصواب ما قاله في أصحاب علي (عليه السلام) من أن اسم أبيه " عمرو " و " الأسود " متبنيه - لا جده -.
(2) مر في ج 2، رقم 1598.
227

فلبب ووجئت عنقه حتى تركت كالسلعة، فمر به أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له: يا
أبا عبد الله هذا من ذاك بايع، فبايع. فأما أبوذر فأمره أمير المؤمنين (عليه السلام) بالسكوت
- ولم تأخذه في الله لومة لائم - فأبى إلا أن يتكلم، فمر به عثمان فأمر به. ثم أناب
الناس بعد، وكان أول من أناب أبو ساسان الأنصاري، وأبو عمرة، وشتيرة، وكان
سبعة فلم يعرف حق أمير المؤمنين (عليه السلام) إلا هؤلاء السبعة (1).
وعن قرب الحميري: عن الصادق (عليه السلام) لما نزلت (قل لا أسألكم عليه أجرا
إلا المودة في القربى) قام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: إن الله تعالى قد فرض لي عليكم
فرضا فهل أنتم مؤدوه؟ فلم يجبه أحد فانصرف، فلما كان من الغد قام فقال مثل
ذلك، ثم قام وقال مثل ذلك في اليوم الثالث، فلم يتكلم أحد، فقال: أيها الناس
ليس من ذهب ولا فضة ولا مطعم ولا مشرب، قالوا: فألقه إذن، قال: إن الله تعالى
أنزل هذه الآية، قالوا: أما هذه فنعم، قال الصادق (عليه السلام): فو الله! ما وفى بها إلا
سبعة: سلمان وأبو ذر والمقداد وعمار وجابر الأنصاري ومولى للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) للبيت
وزيد بن أرقم (2).
وروى الخصال بطرق عن بريدة، عن أبيه قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أمرني الله
بحب أربعة، قلنا: من هم؟ سمهم لنا، قال: علي منهم وسلمان وأبو ذر والمقداد
أمرني بحبهم، وأخبرني أنه يحبهم (3).
أقول: بل روى الخصال " عن ابن بريدة ".
وفي الاستيعاب: روى سليمان وعبد الله ابنا بريدة عن أبيهما قال: قال
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله عزوجل أمرني بحب أربعة من أصحابي، وأخبرني أنه يحبهم،
فقيل: من هم؟ قال: علي والمقداد وسلمان وأبو ذر.
وفي الطبري: أن عبد الرحمن بن عوف لما بايع عثمان، قال المقداد لعبد
الرحمن: أما والله! لقد تركت عليا من الذين يقضون بالحق وبه يعدلون، فقال:

(1) الكشي: 10 - 12.
(2) قرب الاسناد: 38.
(3) الخصال: 253 باب الأربعة ح 126.
228

يا مقداد! لقد اجتهدت للمسلمين، فقال المقداد: ما رأيت مثل ما أوتي إلى أهل
هذا البيت بعد نبيهم، إني لأعجب من قريش أنهم تركوا رجلا ما أقول: إن أحدا
أعلم ولا أقضى منه بالعدل، أما والله! لو أجد عليه أعوانا... الخ (1).
وفي تاريخ اليعقوبي: روى بعضهم، قال: دخلت المسجد فرأيت رجلا جاثيا
على ركبتيه، يتلهف تلهف من كأن الدنيا كانت له فسلبته، وهو يقول: " واعجبا
لقريش ودفعهم هذا الأمر عن أهل بيت نبيهم! وفيهم أول المؤمنين ابن عم
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأعلم الناس وأفقههم في دين الله، وأعظمهم عناء في الإسلام،
وأبصرهم بالطريق وأهداهم للصراط المستقيم، والله! لقد زووها عن الهادي
المهتدي الطاهر النقي، وما أرادوا إصلاحا للأمة ولا صوابا في المذهب، ولكنهم
آثروا الدنيا على الآخرة، فبعدا وسحقا للقوم الظالمين " قال، فقلت: من أنت ومن
هذا الرجل؟ فقال: أنا المقداد وهذا الرجل " علي " فقلت: ألا تقوم فأعينك؟ فقال
يا ابن أخي، هذا الأمر لا يجزي فيه الرجل ولا الرجلان، ثم خرجت فلقيت أباذر
فذكرت له ذلك، فقال: صدق أخي المقداد، ثم أتيت ابن مسعود فذكرت له ذلك،
فقال: لقد اخترنا فلم نأل (2).
ورواه سقيفة الجوهري عن معروف بن سويد، كما مر في معروف (3).
وفي ذيل الطبري: لما نزلت (أدعوهم لآبائهم) دعي زيد بن حارثة لأبيه
وكان يقال له: زيد بن محمد، ودعي مقداد بن عمرو لأبيه، وكان يقال له: مقداد بن
الأسود. وروي أنه شرب دهن الخروج فمات (4).
وفي الجزري: عن الواقدي فتق بطنه فخرج منه الشحم.
وفي الاستيعاب في " بسر بن أرطاة " قال المقداد: والله لا أشهد لأحد أنه من
أهل الجنة حتى أعلم ما يموت عليه، فإني سمعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: لقلب ابن
آدم أسرع انقلابا من القدر إذا استجمعت غليانه.

(1) تاريخ الطبري: 4 / 233.
(2) تاريخ اليعقوبي: 2 / 163.
(3) مر في الرقم 7634 من هذا الجزء.
(4) ذيول تاريخ الطبري: 497 و 506.
229

وفيه: عن أحمد بن حنبل مسندا عن المقداد، قال: لما نزلنا المدينة عشرنا
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عشرة عشرة، فكنت في العشرة الذين كانوا مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يكن
إلا شاة نتجزى لبنها.
وفيه: عن أنس سمع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رجلا يقرأ ويرفع صوته بالقرآن فقال:
أواب، وسمع آخر يرفع صوته فقال: " مراء " فنظر فإذا الأول المقداد. وعن ابن
مسعود قال: أول من أظهر الإسلام سبعة، فذكر منهم المقداد.
وفي الجزري: عن سليم بن عامر قال: قال المقداد: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول:
إذا كان يوم القيامة أدنيت الشمس من العباد، حتى تكون قيد ميل أو اثنين - قال
سليم: لا أدري أي الميلين عنى، أمسافة الأرض، أم الميل الذي تكحل به العين -
فتصهرهم الشمس، فيكونون في العرق كقدر أعمالهم، فمنهم من يأخذه إلى عقبيه
ومنهم إلى ركبتيه ومنهم إلى حقويه ومنهم من يلجمه إلجاما، فرأيت النبي يشير
بيده إلى فيه، أي يلجمه إلجاما (1).
وفي أنساب البلاذري: كانت أمه عند الأسود بن عبد يغوث خلف عليها بعد
أبيه عمرو، فتبناه فنسب إليه، هاجر إلى الحبشة في المرة الثانية في رواية ابن
إسحاق، ثم قدم فهاجر مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى المدينة، وشهد بدرا والمشاهد كلها،
وتوفي في خلافة عثمان سنة 33 بالجرف - على ثلاثة أميال من المدينة - فحمل
على رقاب الرجال حتى دفن بالمدينة، يكنى أبا معبد، آخى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بينه
وبين جبار بن صخر فأقطعه في بني جديلة، وكان في بدر مع المسلمين فرسان
فرس للزبير وفرس للمقداد. ويقال: لم يكن للزبير فرس بل لمرثد بن أبي مرثد،
ولم يختلفوا في فرس المقداد، وكان يقال له: سبحة. وكان من الرماة المذكورين
في أحد، وفي غزاة ذي قرد التي أغار عيينة بن حصن على لقاح النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
بالغابة - على بريد من المدينة - وجه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مقدادا - ويقال: سعد بن زيد
الأشهلي - في عدة، فتخلصوا عشرا منها وكانت عشرين (2).

(1) أسد الغابة: 4 / 410.
(2) أنساب الأشراف: 1 / 205، 289، 348.
230

وفي الأغاني: عن ابن مسعود، شهدت من المقداد مشهدا لأن أكون صاحبه
أحب إلي مما في الأرض من كل شيء، كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا غضب احمارت
وجنتاه، فأتاه المقداد في تلك الحال - في مسيره إلى بدر - فقال: أبشر يا
رسول الله، فوالله! لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك
فقاتلا إنا هاهنا قاعدون (1).
وعن البخاري: إن المقداد لما قال للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك أشرق وجهه وسره
قوله (2).
وروى الاختصاص بعض أخبار الكشي وأخبارا أخر فيه (3).
هذا، وفي المروج: ابتنى المقداد أيام عثمان دارا بالجرف، وجعل أعلاها
شرفات، وجعلها مجصصة الظاهر والباطن (4) فإن صح ما قال دل على أن المقداد لم
يكن متقشفا مثل سلمان وأبي ذر، وقد قال تعالى: (قل من حرم زينة الله التي
أخرج لعباده والطيبات من الرزق).
هذا، وفي الطبري: أن عمر قال للمقداد: إذا وضعتموني في حفرتي فأجمع
هؤلاء - أي ستة الشورى - في بيت حتى يختاروا رجلا (إلى أن قال) فلما دفن
عمر جمعهم المقداد في بيت المسور بن مخرمة، ويقال: في بيت المال (5). فإن صح
ما ذكر ففعل عمر ذلك سياسة لئلا يخل في أمر عثمان، وقبل ذلك تقية، ومرت
محاجته في ذلك.
وفي أسد الغابة - في خارجة بن حذافة العدوي - يقال: إن خارجة يعدل بألف
فارس، كتب عمرو بن العاص إلى عمر يستمده بثلاثة آلاف فارس، فأمده
بخارجة بن حذافة والزبير والمقداد.
قلت: لازم كلامه أن كلا من الثلاثة كان معادلا لألف فارس.

(1) الأغاني: 4 / 20.
(2) صحيح البخاري: 5 / 93.
(3) اختصاص المفيد: 10 و 11 و 61 و 97 و 222 و 223.
(4) مروج الذهب: 2 / 333.
(5) تاريخ الطبري: 4 / 229 و 230.
231

وروى سنن أبي داود، عن ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب: أن المقداد
ذهب لحاجته ببقيع الخبخبة، فإذا جرذ يخرج من جحر دينارا، ثم لم يزل يخرج
دينارا دينارا حتى أخرج سبعة عشر دينارا، ثم أخرج خرقة حمراء - يعني فيها
دينار - فكانت ثمانية عشر دينارا، فذهب بها إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال له: خذ
صدقتها، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): هل هويت إلى الجحر؟ قال: لا، فقال (عليه السلام) له: بارك
الله لك فيها (1).
[7708]
المقدام بن معديكرب
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
أقول: روى سنن أبي داود أن معاوية قال له: أعلمت أن الحسن توفي؟ فرجع،
فقال له رجل: أتراها مصيبة؟ فقال: ولم لا أراها وقد وضعه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجره
وقال: هذا مني. وفي خبره أنه قرر معاوية على نهي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن لبس الذهب
والحرير وجلود السباع، وأن معاوية ارتكب جميع ذلك (2).
[7709]
مقرن بن عبد الرحمن
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: مولاهم كوفي.
أقول: ذكر الضمير بدون تقدم مرجع غير جائز، ولعله راجع إلى " بكر " فعنون
قبله: معلى بن شداد البكري.
هذا، وتقدم في " سنان " - أخيه - تعريفه بهذا.
[7710]
مقرن
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).

(1) سنن أبي داود: 3 / 181.
(2) سنن أبي داود: 4 / 68.
232

أقول: أسد الغابة الذي جمع كل غث وسمين ليس فيه منه أثر، والقاموس إنما
قال في قرن: " وعبد الله وعبد الرحمن وعقيل ومعقل والنعمان وسويد وسنان أولاد
مقرن كمحدث صحابيون " ولم يعد نفس مقرن.
[7711]
مقرن الفتياني
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: " روى عنه
أبو سعيد المكاري ". ونقل الجامع رواية محمد بن سنان والهيثم بن واقد، عنه.
أقول: بل " عن مقرن " بدون اسم أب، وكما عد الشيخ في الرجال هذا عد
" مقرن بن سويد " و " مقرن بن صالح " و " مقرن بن عبد الرحمن " أيضا.
هذا، ومر في " ربيعة بن سميع " رواية عبد الله بن المغيرة، عن مقرن، عن جده
ربيعة بن سميع، ولعله هذا. والأولان في اقتصاد عبادة الكافي (1) ومولد نبيه (2).
[7712]
مقسط بن عبد الله
أخو قاسط
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين (عليه السلام) ومن شهداء الطف، ولم
أفهم وجه التسليم على أخويه قاسط وكردوس في الرجبية والناحية دون هذا، مع
تنصيص السير بكونه من شهداء الطف.
أقول: لم يذكر أي سيرة ذكرت ما قال، فليس كل كتاب بمعتبر، كما أن رجال
الشيخ إنما عده في أصحاب الحسين (عليه السلام) دون ما نسب إليه من ذكر شهادة له.
[7713]
المقطع العامري
قال: شهد صفين وهو شيخ كبير؛ وروي أنه (عليه السلام) قال له: ما اسمك؟ قال:

(1) الكافي: 2 / 86.
(2) الكافي: 1 / 447.
233

المقطع، قال: ما معنى ذلك؟ قال: كنت أدعى هشيما، فأصابتني جراحة منكرة
فدعيت المقطع (1).
وفي صفين نصر: أن معاوية استقدمه إليه عام الجماعة فأدخل عليه وهو شيخ
كبير، فقال له: لولا أنك على مثل هذه الحال لما أفلت مني، على أن لي إليك
حاجة، قال: ما هي؟ قال: أحب أن تواخيني، قال: أنا وإياكم افترقنا في الله،
فلا نجتمع حتى يحكم الله بيننا في الآخرة، قال: فزوجني ابنتك، قال: قد منعتك
ما هو أهون علي من ذلك، قال: فاقبل مني صلة، قال: لا حاجة لي في ما قبلك،
فخرج من عنده ولم يقبل منه شيئا (2).
أقول: وفيه أيضا: خرج ابن مقيدة الحمار الأسدي من فرسان الشام - وكان ذا
بأس وشجاعة - فطلب البراز، فقام المقطع - وكان شيخا كبيرا - فقال (عليه السلام) له: أبعد
هذا السن؟! قال: لا تردني يا أمير المؤمنين، إما يقتلني فأتعجل الجنة أو أقتله
فأريحك منه، فقال (عليه السلام): أخرج وقال: " اللهم انصر المقطع " فحمل المقطع فأدهشه
لشدة الحملة، فهرب وهو يتبعه حتى مر بمضرب معاوية حيث يراه والمقطع على
أثره، فجاوزا معاوية بكثير، فنادى معاوية ابن مقيدة الحمار: لقد شخص بك
العراقي! قال: أما أنه قد فعل، ثم عاد المقطع فوقف في موقفه (3).
[7714]
مقسم زوج بريرة
قال: عده أبو موسى في الصحابة.
أقول: إنما قال: ورد بالاسم في خبر، لكن المشهور في اسمه: مغيث.
[7715]
مكحول
قال: عده أبو موسى في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قائلا: مولى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).

(1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 5 / 223.
(2) وقعة صفين: 278.
(3) وقعة صفين: 277 - 278.
234

وعده ابن أبي الحديد في المبغضين لأمير المؤمنين، وروى عن زهير بن
معاوية، عن الحسن بن الحسن، قال: لقيت مكحولا فإذا هو مطبوع - يعني مملوء
بغضا له (عليه السلام) - فلم أزل به حتى لان وسكن (1).
أقول: جعله من عده أبو موسى في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) متحدا مع من
ذكره ابن أبي الحديد خطأ، فالأول صحابي والثاني تابعي.
كما أن قول أبي موسى في من عده: " مولى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) " غلط، بل كان أولا
عبدا للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم وهبه لآخر، و " مولى فلان " عبد أعتقه ذلك الفلان. بل أصل
عده في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يعلم صحته، فالأصل فيه: أن الشيماء بنت
حليمة أخته (صلى الله عليه وآله وسلم) من الرضاعة، سبيت يوم حنين فوهب (صلى الله عليه وآله وسلم) لها جارية
وغلاما يقال له: مكحول. ذكر ذلك البلاذري (2) وغيره، وهل كان مكحول مسلما
حتى يصح عده صحابيا؟ غير معلوم.
ثم إن معارف ابن قتيبة عد في التابعين مكحولين: الأول " مكحول الشامي "
مولى امرأة من هذيل أو قيس، قائلا: كان سنديا لا يفصح وكان يقول بالقدر، مات
سنة 113. والثاني " مكحول الأزدي " قائلا: قال الأصمعي: هو وأبو العالية
حميلان، وكان هذا فصيحا يروي عن ابن عمر (3). وفي الصحاح: الحميل الذي
يحمل من بلده صغيرا، ولم يولد في الإسلام. والظاهر أن الثاني المراد؛ ويأتي
صاحبه أبو العالية.
[7716]
مكلبة بن ملكان
قال: عده غير واحد من الصحابة، غزا مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أربعا وعشرين غزوة.
أقول: مستنده خبر مجعول فخبره روى المظفر العجلي سنة 311، قال: حدثنا
مكلبة وذكر أنه غزا مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)... الخ. فكيف يمكن عادة رواية من كان حيا

(1) شرح نهج البلاغة: 4 / 103. وفيه: عن الحسن بن الحر.
(2) أنساب الأشراف: 1 / 93.
(3) معارف ابن قتيبة: 257.
235

بعد الثلاثمائة عمن كان من أول أمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى غزا معه 24 غزوة؛ ولذا قال
الجزري: أخرجه أبو موسى، ولو تركه كان أصلح.
[7717]
مكي بن علي
بن سختويه
قال: عده الشيخ في رجاله في من لم يرو عن الأئمة (عليهم السلام) قائلا: فاضل.
أقول: وحيث إن ابن داود قال: " بن شختويه " - بالشين المعجمة - ونسخته
من رجال الشيخ بخط مصنفه فالمتبع ما قاله.
[7718]
ملحان بن زياد
الطائي
قال: صحابي شهد صفين مع معاوية.
أقول: وشهد أخوه لأمه عدي بن حاتم الطائي مع أمير المؤمنين (عليه السلام).
[7719]
مليك بن أعين
مر في مالك بن أعين أن رسالة أبي غالب بدلت ذاك بهذا (1).
[7720]
ممويه
قال: عده الشيخ في رجاله في من لم يرو عن الأئمة (عليهم السلام) مع جمع، قائلا:
ضعفاء، روى عنهم محمد بن أحمد بن يحيى.
أقول: هو " ممويه بن معروف " والأصل في تضعيفه ابن الوليد، فمر في راويه
استثناؤه من رواياته ما رواه عن ممويه بن معروف، ومر تصديق ابن بابويه وابن
نوح له وتقرير الشيخ في الفهرست والنجاشي له أيضا.

(1) مر في ج 8، الرقم 6199.
236

[7721]
ممويه بن معروف
مر في سابقه.
[7722]
منبه بن عبد الله
أبو الجوزا، التميمي
قال: عنونه النجاشي، قائلا: صحيح الحديث.
أقول: بل غير صحيح الحديث، كيف وقد روى حرمة المتعة (1)، وغسل
الرجلين في الوضوء (2)، وسقوط الغسل عن الشهيد مع موته في الغد (3)، وسقوط
الكراء عمن جاز بالدابة الوقت وهلكت (4)، وكون الرضعة الواحدة موجبة لنشر
الحرمة (5)، وإجزاء التطهر من غسل المس (6)، وجواز غسل الأجنبية للميت (7)،
وسقوط أجل الصداق بالدخول (8)، وأن نذرا لم يكن لله كفارته كفارة يمين (9)، وأن
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) صلى خمسا سهوا فسجد سجدتي السهو (10).
وتوثيق العلامة في الخلاصة له في فوائد كتابه ساقط بعد هدم أساسه، فإنه
استند إلى قول النجاشي فيه: " صحيح الحديث " وكيف وصرح التهذيبان بزيديته
في شهداء الأول بلفظ " أبي الجوزاء " (11) ومسح رجلي الثاني بلفظ " عبد الله بن
المنبه " (12)، مقلوبا.
هذا، وقد وقع فيه أوهام وغفلات غير ما مر، منها: أن النجاشي عنونه في
الكنى أيضا وغفل عن عنوانه هنا، ومنها: غفلة الشيخ في الفهرست والرجال عن

(1) التهذيب: 7 / 251.
(2) التهذيب: 1 / 93.
(3) التهذيب: 1 / 332.
(4) التهذيب: 7 / 223.
(5) التهذيب: 7 / 317.
(6) التهذيب: 1 / 464.
(7) التهذيب: 1 / 441.
(8) التهذيب: 7 / 358.
(9) التهذيب: 8 / 310.
(10) التهذيب: 2 / 349.
(11) التهذيب: 1 / 93.
(12) الاستبصار: 1 / 215.
237

عنوانه رأسا، ومنها: قول الجامع: عنه سعد والصفار في فهرست الشيخ في
ترجمته، ومنها: أن مكاسب التهذيب وصفة وضوئه، وأجر تعليم قرآن الاستبصار
ومسح رجليه بدله بعبد الله بن المنبه، كما مر في باب عبد الله (1).
[7723]
منتجع
قال: عده أبو موسى في الصحابة وهو مجهول.
أقول: قالوا: كان من أهل نجد، له مائة وعشرون سنة، وروى عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
أنه قال: أوحى الله إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل إذا أصبحت فشمر ذيلك، فأول
شيء تلقاه فكله، والثاني فادفنه، والثالث فأوه، والرابع فاطعمه... الخبر. وروي
نظيره في أخبارنا.
[7724]
المنتذر
قال: عد في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو مجهول.
أقول: بل أصله غير معلوم، فقيل بدله: " المنذر الأسلمي ".
[7725]
المنتفق
قال: عد في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو مجهول.
أقول: بل أصله غير معلوم، فقيل: " المنتفق " أو " ابن المنتفق ".
[7726]
منجاب بن راشد
الناجي
قال: صحابي عثماني، استعمله على كور فارس.
أقول: وهرب من أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد التحكيم.

(1) مر كل ذلك في ج 6، الرقم 4548.
238

[7727]
منجح مولى الحسين (عليه السلام)
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين (عليه السلام) قائلا: قتل معه.
وعن ربيع أبرار الزمخشري: أن أمه حسينية كانت جارية له (عليه السلام) اشتراها من
نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، ثم تزوجها سهم فولدت منه منحجا (1). وورد
التسليم عليه في الناحية والرجبية (2).
أقول: وعده الطبري في من قتل معه (عليه السلام) من موالي بني هاشم (3).
[7728]
منخل بن جميل
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: " الكوفي ".
وعنونه في الفهرست (إلى أن قال) عن محمد بن سنان، عن منخل بن جميل،
وروى حميد عن أحمد بن ميثم، عنه.
والنجاشي، قائلا: الأسدي بياع الجواري، ضعيف فاسد الرواية، روى عن
أبي عبد الله (عليه السلام).
وابن الغضائري، قائلا: بياع الجواري، روى عن أبي عبد الله وأبي
الحسن (عليهما السلام) كوفي، ضعيف في مذهبه غلو.
وقال الكشي: قال العياشي: سألت علي بن الحسن عن المنخل بن جميل،
فقال: هو لا شيء، متهم بالغلو (4).
أقول: وقال النجاشي في جابر بن يزيد الجعفي - المتقدم -: يروي عنه جماعة
غمز فيهم وضعفوا، منهم: عمرو بن شمر، ومفضل بن صالح، ومنخل بن جميل.
والظاهر أن الأصل في قول الكشي: " هو لا شيء، متهم بالغلو " ليس هو
بشيء، وهو متهم بالغلو.

(1) لم أعثر عليه.
(2) بحارالأنوار: 101 / 271 و 341.
(3) تاريخ الطبري: 5 / 469.
(4) الكشي: 368.
239

[7729]
مندل بن علي
العنزي
قال: عنونه النجاشي، قائلا: واسمه عمرو وأخوه حيان ثقتان، رويا عن
أبي عبد الله (عليه السلام) (إلى أن قال) الحسن بن محمد بن علي الأزدي قال: حدثنا مندل
بكتابه.
وعده البرقي في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: عامي عربي كوفي.
وفي تقريب ابن حجر: " مندل " مثلث الميم ساكن الثاني بفتح المهملة والنون
ثم الزاي أبو عبد الله الكوفي اسمه عمرو، ومندل لقبه، ضعيف، من السابعة سنة
103، ومات سنة سبع أو ثمان وستين ومائة.
أقول: ما نقله عن التقريب زاد عليه ونقص عنه، ففيه: بعد " الثاني " " ابن علي
العنزي " وفيه: بعد " الكوفي " " ويقال " وليس في آخر كلامه " ومائة " وإن كان
مراده، ويفهم منه أنه العنزي بالنون لا العتري بالتاء، ونونه مفتوحة لا ساكنة، كما
قالوا. ولولا السقط لما كان لقوله " ثم الزاي " في ضبط " مندل " معنى.
وعده الشيخ في رجاله أيضا في أصحاب الصادق (عليه السلام) لكن بلفظ " عمر
ويعرف بمندل " كما مر، وغفل عنه في الفهرست.
وعنونه الخطيب، قائلا: قال أحمد بن عبد الله العجلي: مندل جائز الحديث،
وكان يتشيع قال يحيى بن معين: ولد سنة 103، ومات سنة 167 (1).
هذا، وغاية ما يدل عليه كلام الخطيب عدم نصبه وعصبيته فإنه معنى التشيع
عندهم دون إماميته فلا ينافي قول البرقي بعاميته، كما أن عنوان الشيخ في الرجال
أعم، كما أن سكوت ابن حجر العامي عن مذهبه ظاهر في عاميته.
وحينئذ فتوثيق النجاشي له في غير محله، كما أن أخاه " حبان " بالموحدة
لا " حيان " بالمثناة، وعنونه الخطيب أيضا وسكت عن مذهبه.

(1) تاريخ بغداد: 13 / 449.
240

[7730]
مندلف الكوفي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: روى عنه يونس.
أقول: لم نقف على روايته.
[7731]
منذر بن أبي طريفة
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر (عليه السلام) مع " منذر السراج " الآتي،
قائلا: " مجهولان " وفي أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: البجلي مولاهم كوفي، روى
عنهما ابنه الحسين.
وقال النجاشي في محمد بن علي بن النعمان - المتقدم -: وعم أبيه المنذر بن
أبي طريفة، روى عن علي بن الحسين وأبي جعفر وأبي عبد الله (عليهم السلام).
أقول: لكن عرفت ثمة أن الشيخ في الرجال قال ثمة: " ابن عم المنذر بن أبي
طريفة " ثم في قول الشيخ " عنهما " شيء.
وكيف كان: ففي ميزان الذهبي: منذر بن أبي طريفة شيخ لعلي بن عابس،
مجهول.
[7732]
منذر الأسلمي
عنونه إجمالا في الصحابة مع أنه غير محقق، فهو الذي عنونه قبل بعنوان
" المنتذر " ثم عدم تنبيهه على الأصل يجعل الواحد اثنين.
[7733]
منذر الثوري
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
أقول: الظاهر أنه الذي عنونه ابن حجر بلفظ " المنذر بن يعلى الثوري أبو يعلى
الكوفي " قائلا: " ثقة من السادسة ". وظاهره عاميته، ولا ظهور لعنوان رجال
الشيخ في الإمامية، كما ادعاه المصنف.
241

[7734]
المنذر بن الجارود
العبدي
قال: استعمله علي (عليه السلام) على بعض النواحي، فخان فكتب (عليه السلام) إليه كتابا ذمه
ومدح أباه.
أقول: والكتاب مذكور في نهج البلاغة (1) ولما كتب الحسين (عليه السلام) إلى جماعة
من أشراف البصرة يدعوهم إلى نصرته وفيهم هذا فكلهم كتم كتابه (عليه السلام) إلا هذا،
فأخبر به عبيد الله بن زياد - وكان متزوجا بابنته - فقتل رسوله (عليه السلام) (2).
وفي بيان الجاحظ: أن عليا (عليه السلام) لما قال في المنذر ما قال، قال صعصعة: لئن
قلت ذلك إنه لنظار في عطفيه تفال في شراكيه تعجبه حمرة برديه (3). إلا أنه وهم من
الجاحظ، فإن القائل ذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال الرضي - بعد كتابه وهو 71 من
كتبه -: والمنذر هذا هو الذي قال فيه أمير المؤمنين (عليه السلام): إنه لنظار في عطفيه
مختال في برديه تفال في شراكيه (4).
وتفصيل ذلك مذكور في تاريخ اليعقوبي، فنقل كتابه (عليه السلام) إليه بعزله، قائلا:
فأقبل المنذر فعزله وأغرمه ثلاثين ألفا (إلى أن قال) فقال صعصعة: يا
أمير المؤمنين هذه ابنة الجارود تعصر عينيها كل يوم لحبسك أخاها المنذر،
فأخرجه وأنا أضمن ما عليه من أعطيات ربيعة، فقال (عليه السلام): ولم تضمنها وزعم لنا
أنه لم يأخذها؟ فليحلف نخرجه، فقال صعصعة: أراه والله سيحلف، قال (عليه السلام):
" وأنا والله أظن ذلك، أما أنه نظار في عطفيه مختال في برديه تفال في شراكيه،
فليحلف بعد أو ليدع " فحلف فخلى سبيله (5).

(1) نهج البلاغة: 461، الكتاب 71.
(2) اللهوف في قتلى الطفوف: 19.
(3) البيان والتبيين: 4 / 105. وفيه: جمرة.
(4) نهج البلاغة: 462، ذيل الكتاب 71.
(5) تاريخ اليعقوبي: 2 / 203 و 204.
242

[7735]
منذر بن جيفر
العبدي
قال: عنونه الشيخ في الفهرست (إلى أن قال) عن صفوان، عنه.
وقال النجاشي: منذر بن جفير بن الحكيم العبدي، عربي صميم، روى أبوه
عن أبي عبد الله (عليه السلام) (إلى أن قال) إسماعيل بن مهران عنه.
وعد الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) منذر بن جفير مثل النجاشي.
أقول: بل في رجال الشيخ أيضا " منذر بن جيفر " مثل فهرسته وهو الصحيح،
لتصديق المشيخة (1) والأخبار له، كما في الروضة بعد حديث فقهائه (2) وبعد حديث
إسلام علي (عليه السلام) (3)، وإن كان النجاشي عنون أباه أيضا " جفير " كما مر (4).
[7736]
منذر بن الزبير
أحد من كتب شهادته على حل دم حجر بن عدي كما في الطبري (5)، وقتل مع
أخيه ابن الزبير كما في معارف القتيبي (6)، وأمه أسماء بنت أبي بكر كما في
البلادزي (7).
[7737]
منذر السراج
قال: عده الشيخ في رجاله مع منذر بن أبي طريفة - المتقدم - قائلا: مجهولان.
وعنونه العلامة في الخلاصة: منذر بن السراج.
أقول: بل منذر السراج أيضا.

(1) الفقيه: 4 / 499.
(2) روضة الفقيه: 313.
(3) روضة الفقيه: 360.
(4) مر في ج 2، الرقم 1632.
(5) تاريخ الطبري: 5 / 269.
(6) معارف ابن قتيبة: 131.
(7) أنساب الأشراف: 1 / 422.
243

[7738]
منذر بن سعيد
بن أبي الجهم
قال: استظهر الوحيد حسنه، مما يأتي في " منذر بن محمد " أنه من بيت
جليل.
أقول: غاية ما يستفاد مما يأتي كون هذا جد ذاك، وأما كونه راويا حتى
يكون حسنا أو غير حسن فلا، وكذا لا يستفاد شيء مما مر من عنوان أبيه.
[7739]
المنذر بن عائذ
العبدي
ذكره المصنف إجمالا في مجهولي الصحابة، مع أنه يمكن القول بحسنه.
روى سنن أبي داود عن زارع العبدي - وكان في وفد عبد القيس على
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - قال: فجعلنا نتبادر من رواحلنا فنقبل يد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ورجله،
وانتظر المنذر الأشج حتى أتى عيبته فلبس ثوبيه، ثم أتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال له: إن
فيك خلتين يحبهما الله: الحلم والأناة، قال: أتخلق بهما أم الله جبلني عليهما؟ قال:
بل الله جبلك عليهما، قال: الحمد لله الذي جبلني على خلتين يحبهما الله ورسوله (1).
ولم يعلم دركه الفتنة. ويأتي في الأشج.
[7740]
المنذر بن عباد
الساعدي
قال: قتل يوم الطائف شهيدا.
أقول: الأصل فيه وفي الآتي واحد.

(1) سنن أبي داود: 4 / 357.
244

[7741]
المنذر بن عبد الله
الساعدي
قال: قتل يوم الطائف شهيدا.
أقول: قد عرفت في سابقه كون الأصل فيهما واحدا، نقل أبو عمر جعل ابن
إسحاق له كما هنا والواقدي كما مر.
[7742]
المنذر بن عمرو
الساعدي
قال: شهد بدرا وأحدا، كان يكتب في الجاهلية بالعربية، قتل يوم بئر معونة
شهيدا، آخى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بينه وبين طليب بن عمير أو أبي ذر.
أقول: وفي الاستيعاب: هو من السبعين ومن النقباء الاثني عشر، وهو
المعروف بالمعنق للموت، وكان على الميسرة يوم أحد، وكان أمير السرية في بئر
معونة، وأنكر الواقدي مواخاته لأبي ذر، لأن المواخاة كانت قبل بدر وأبو ذر قدم
على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد بدر.
[7743]
منذر بن قابوس
يأتي في " المنذر بن محمد بن المنذر " عن الكشي.
[7744]
منذر بن محمد بن عقبة
الأوسي
قال: شهد بدرا وأحدا، واستشهد يوم بئر معونة.
أقول: نقله الجزري عن الثلاثة.
245

[7745]
منذر بن محمد بن قابوس
يأتي في الآتي.
[7746]
منذر بن محمد بن المنذر
بن سعيد بن أبي الجهم، القابوسي، أبو القاسم
قال: عنونه النجاشي، قائلا: من ولد قابوس بن النعمان بن المنذر، ناقلة إلى
الكوفة، ثقة من أصحابنا، من بيت جليل (إلى أن قال) أحمد بن محمد بن سعيد،
قال: حدثنا المنذر بن محمد القابوسي.
وروى الكشي، عن العياشي، عن عبد الله بن محمد بن خالد، قال: حدثنا منذر
ابن قابوس، وكان ثقة (1).
أقول: من في الكشي غير من في النجاشي، فمن في الكشي: " منذر بن
قابوس " ومن في النجاشي: " منذر بن محمد القابوسي " وبينه وبين " قابوس بن
النعمان " الذي نسب إليه آباء كثيرة.
وأيضا من في النجاشي متأخر، روى عنه ابن عقدة الذي معاصر الكشي،
ومن في الكشي متقدم، روى الكشي، عن العياشي، عن الطيالسي، عنه، كما
عرفت. والأصل في الوهم العلامة في الخلاصة، حيث جمع بين قول النجاشي
وخبر الكشي. لكن يمكن أن يقال: إنه لا عبرة بنسخة الكشي لكثرة تصحيفها وأن
الأصل فيه " منذر بن محمد بن قابوس " ففي باب في الغيبة في الكافي: " علي بن
محمد، عن عبد الله بن محمد بن خالد، قال: حدثني منذر بن محمد بن قابوس...
الخبر " (2) ولا ريب في اتحاده مع من في الكشي، إلا أن إرادة من في النجاشي به
أيضا غير معلومة، لأن من في الخبر قابوس جده الأدنى، ومن في النجاشي بينه
وبين قابوس آباء كثيرة.

(1) الكشي: 566.
(2) الكافي: 1 / 338.
246

وحينئذ فنقل الجامع للخبر في عنوان النجاشي في غير محله، وتبين مما
شرحنا أن منذر بن محمد بن قابوس رجل آخر راويه الطيالسي وهو ثقة، وكان
على الشيخ عنوانه في الرجال، لعموم موضوعه كما كان عليه عنوان هذا.
قال: نقل الجامع رواية سعيد بن المنذر بن محمد عن جده.
قلت: بل عن أبيه، عن جده، ومورده خطبته (عليه السلام) في آخر الروضة (1)، إلا أن
الظاهر أن السند مصحف، فالسند هكذا " أحمد بن محمد عن سعيد بن المنذر بن
محمد " ولابد أن الأصل " أحمد بن محمد بن سعيد، عن المنذر بن محمد " كما
عرفته من طريق النجاشي، والمراد أن ابن عقدة يروي عن هذا.
وبالجملة: يعلم هنا تحريف سند الروضة من سند النجاشي، كما عرفت
تحريف ما في الكشي من سند خبر الكافي.
[7747]
منذر بن المشمعل
الأسدي
مر في: عبد الله بن سليم الأسدي (2).
[7748]
منذر النصري
قال عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي (عليه السلام) وهو: منذر بن مالك أبو نضرة.
أقول: بل غيره، كما يأتي في أبو نضرة العبدي.
[7749]
منصور بن أبي الأسود
الليثي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: مولاهم الكوفي
الخياط.

(1) روضة الكافي: 386.
(2) مر في ج 6، الرقم 4348.
247

وعنونه النجاشي، قائلا: كوفي، ثقة، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) (إلى أن قال)
عن الحسين بن محمد بن علي الأزدي، قال: حدثنا منصور بن أبي الأسود، عن
جعفر بن محمد (عليه السلام).
أقول: وعده النوبختي في الزيدية الأقوياء كأبي الجارود (1). ويؤيد زيديته
تعبيره عن الصادق (عليه السلام) بالاسم.
وعنونه ابن حجر والذهبي، وقال الأول: صدوق رمي بالتشيع، يقال: اسم أبيه
حازم. وقال الثاني: قال ابن معين: كان من الشيعة الكبار.
قلت: وكلامهما لا ينافي زيديته، لأن التشيع أعم.
[7750]
منصور بن البختري
روى الاستبصار عنه، عن الصادق (عليه السلام) قال: الرجل يشتري الأمة فيقول إني
لم أطأها... الخبر (2).
لكن الظاهر كونه محرف " حفص بن البختري " المتقدم، كما رواه الكافي (3).
[7751]
منصور بن حازم
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: البجلي مولاهم،
كوفي، أسند عنه ". وعنونه في الفهرست (إلى أن قال) عن ابن أبي عمير وصفوان،
عن منصور.
والنجاشي، قائلا: أبو أيوب البجلي كوفي، ثقة عين صدوق، من جملة
أصحابنا وفقهائهم، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن موسى (عليهما السلام) له كتب منها:
أصول الشرايع، لطيف (إلى أن قال) يونس بن عبد الرحمن عن منصور (وإلى أن
قال) عن محمد بن الحسين الطائي، عن منصور به.

(1) فرق الشيعة: 58.
(2) الاستبصار: 3 / 359.
(3) الكافي: 5 / 472.
248

وعده العددية في فقهاء أصحابهم (عليهم السلام)، الذين لا مطعن عليهم ولا طريق
إلى ذمهم (1).
وروى الكشي، عن جعفر بن أحمد بن أيوب، عن صفوان، عنه، قلت
لأبي عبد الله (عليه السلام): إن الله أجل وأكرم أن يعرف بخلقه، بل الخلق يعرفون بالله، قال:
صدقت، قال: قلت له: إن من عرف أن له ربا، فقد ينبغي له أن يعرف أن لذلك الرب
رضى وسخطا، وأنه لا يعرف رضاه وسخطه إلا بوحي أو رسول لمن لم يأته
الوحي، فينبغي أن يطلب الرسل، فإذا لقيهم عرف أنهم الحجة وأن لهم الطاعة
المفترضة. فقلت للناس: أليس تعلمون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان هو الحجة من الله
على خلقه؟ قالوا: بلى، قلت: فحين مضى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) من كان الحجة؟ قالوا:
القرآن، فنظرت في القرآن فإذا هو يخاصم به المرجي والقدري والزنديق الذي لا
يؤمن به، حتى يغلب الرجال بخصومته، فعرفت أن القرآن لا يكون حجة إلا بقيم،
ما قال فيه من شيء كان حقا، فقلت لهم: من قيم القرآن؟ فقالوا: ابن مسعود قد كان
يعلم وعمر يعلم وحذيفة يعلم، قلت: كله؟ قالوا: لا، فلم أجد أحدا، فقالوا: إنه ما
كان يعرف ذلك كله إلا علي (عليه السلام). قلت: وإذا كان الشيء بين القوم وقال هذا: لا
أدري، وقال هذا: لا أدري، وقال هذا: أدري، ولم ينكر عليه كان القول قوله،
وأشهد أن عليا (عليه السلام) كان قيم القرآن، وكانت طاعته مفروضة، وكان حجة على
الناس بعد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنه ما قال في القرآن فهو حق، فقال: رحمك الله!
فقلت: إن عليا (عليه السلام) لم يذهب حتى ترك حجة من بعده كما ترك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
وأن الحجة بعد علي (عليه السلام) الحسن بن علي (عليه السلام) وأشهد على الحسن (عليه السلام) أنه كان
حجة وأن طاعته كانت مفروضة، فقال: رحمك الله! فقمت وقبلت رأسه وقلت:
وأشهد على الحسن (عليه السلام) أنه لم يذهب حتى ترك حجة من بعده كما ترك أبوه
وجده وأن الحجة بعد الحسن الحسين (عليهما السلام) وكانت طاعته مفروضة، فقال: رحمك
الله! فقبلت رأسه وقلت: وأشهد على الحسين (عليه السلام) أنه لم يذهب حتى ترك حجة

(1) مصنفات الشيخ المفيد: 9، جوابات أهل الموصل في العدد والرؤية: 25، 32.
249

من بعده وأن الحجة من بعده علي بن الحسين (عليهما السلام) وكانت طاعته مفروضة، فقال:
رحمك الله! وقبلت رأسه وقلت: وأشهد أن علي بن الحسين (عليه السلام) لم يذهب حتى
ترك حجة من بعده وأن الحجة من بعده محمد بن علي أبو جعفر (عليه السلام) وكانت طاعته
مفروضة، فقال: رحمك الله! فقلت: أعطني رأسك أقبله، فقبلت رأسه فضحك.
فقلت: أصلحك الله! علمت أن أباك لم يذهب حتى ترك حجة من بعده كما ترك
أبوه، وأشهد بالله إنك أنت الحجة وأن طاعتك مفترضه، فقال: كف رحمك الله!
قلت: أعطني رأسك أقبله، فقبلت رأسه فضحك، ثم قال: سلني عما شئت فلا
أنكرك بعد اليوم أبدا (1).
أقول: ورواه في أول كتاب حجة الكافي (2) مختصرا، وفي باب فرض طاعة
أئمته (عليهم السلام) (3) كاملا.
وذكره المشيخة قائلا: عن سيف بن عميرة، عن منصور بن حازم الأسدي (4).
وحينئذ فيتعارض المشيخة مع النجاشي، فهو جعله أسديا والنجاشي بجليا،
وكذا رجال الشيخ على نقل المصنف والوسيط. وكما في المطبوعة الحيدرية في
الرقم 533 من الميم.
قال: نقل الجامع رواية القاسم بن أبان، عنه.
قلت: بل القاسم، عن أبان، عنه. ومورده حكم إيلاء التهذيب (5) ولحوق
أولاده (6). وخبر الكشي لا يخلو عن تصحيف.
[7752]
منصور بن الحاكم
الهروي
عنونه الثعالبي، قائلا: قد حسن الله شمائله وكثر فضائله، وهو من أعيان هراة

(1) الكشي: 420.
(2) الكافي: 1 / 168.
(3) الكافي: 1 / 188.
(4) الفقيه: 4 / 434.
(5) التهذيب: 8 / 8.
(6) التهذيب: 8 / 171.
250

وآحادها ومفاخرها وأفرادها، ونقل من شعره:
فأنت من المكارم والمعالي * بمنزلة الوصي من النبي (1)
[7753]
منصور بن خالد
البرقي
قال المصنف: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم (عليه السلام).
أقول: المصنف خلط، فإن الشيخ إنما عد في أصحاب الكاظم (عليه السلام) " منصور
ابن أبي بصير مولى أبي الحسن (عليه السلام) " ثم محمد بن خالد البرقي - المتقدم - ولم يقل
أحد في محمد بن خالد أن له أخا مسمى بمنصور، بل قالوا: له أخوان: الحسن
والفضل.
[7754]
منصور بن دينار
الأسدي، الكوفي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا " أسند عنه "
وظاهره إماميته.
أقول: قد عرفت في المقدمة أن عنوان رجال الشيخ أعم.
[7755]
منصور الدوانيقي
قال: وقع في الفقيه " الرجل يقتل الرجلين " (2). وظاهر الشيخ في الرجال أن
المنصور لقبه وأن اسمه عبيد الله، فعد في أصحاب الصادق (عليه السلام): عبيد الله بن محمد
ابن علي بن عبد الله بن العباس.
أقول: كون المنصور لقب الدوانيقي مقطوع، لكن اسمه " عبد الله " كما مر،
لا " عبيد الله ".

(1) يتيمة الدهر: 4 / 399، 401.
(2) الفقيه: 4 / 117.
251

[7756]
منصور الرازي
قال السروي: استخرج في كتابه أسماء رواة خبر الغدير على حروف المعجم.
[7757]
منصور بن سلمة
بن عبد العزيز، أبو سلمة، البغدادي
قال: عنونه ابن حجر، قائلا: ثقة ثبت حافظ... الخ.
أقول: هو عنوان غلط بعد عدم ربطه بنا.
[7758]
منصور الصيقل
قال: روى الكافي عن الصادق (عليه السلام) قال له: الحمد لله ذهب بالناس يمينا
وشمالا وسميتم آل رسول الله وشيعتهم (1).
أقول: وعده البرقي في أصحاب الصادق (عليه السلام)، وذكره المشيخة وطريقه إليه
ابنه محمد (2).
ويأتي " منصور بن الوليد الصيقل " عن رجال الشيخ في أصحاب الباقر
والصادق (عليهما السلام).
[7759]
منصور بن العباس
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الجواد (عليه السلام) قائلا: كوفي أو بغدادي،
كان داره بباب الكوفة ببغداد. وعده في أصحاب الهادي (عليه السلام) وفي من لم يرو عن
الأئمة (عليهم السلام) قائلا: له كتاب روى عنه البرقي.
وعنونه في الفهرست (إلى أن قال) عن أحمد بن أبي عبد الله، عن منصور.

(1) روضة الكافي: 333.
(2) الفقيه: 4 / 501.
252

والنجاشي، قائلا: أبو الحسين الرازي، سكن بغداد ومات بها، وكان مضطرب
الأمر (إلى أن قال) أحمد بن مابنداذ قال: حدثنا منصور به. والعلامة في الخلاصة:
أبو الحسن الرازي... الخ.
أقول: ونسخته من النجاشي هي الصحيحة دون نسخنا؛ ثم عد الشيخ في
الرجال له في من لم يرو عن الأئمة (عليهم السلام) دليل على أن مراده بالعد في أصحاب
الجواد والهادي (عليهما السلام) مجرد المعاصرة دون الرواية، كما صرح به في أول رجاله.
[7760]
منصور بن محمد
عنونه الشيخ في الفهرست (إلى أن قال) عن الحسن بن محمد بن سماعة، عنه.
والنجاشي، قائلا: " بن عبد الله الخزاعي " روى عن أبي عبد الله (عليه السلام)؛ وهو الذي
يقال لأخيه: " سلمة بن محمد أخي منصور " ثقتان رويا عن أبي عبد الله (عليه السلام) له
كتاب يرويه جماعة (إلى أن قال) الحسن بن محمد بن سماعة، قال: حدثنا أحمد
ابن المفضل، عن المنصور بكتابه.
أقول: كأن النجاشي عرض في طريقه بطريق الشيخ في الفهرست. ثم عدم
عنوان الشيخ له في الرجال غفلة.
[7761]
منصور بن المعتمر
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر (عليه السلام) قائلا: أبو غياث السلمي
الكوفي، تابعي.
وروى المقاتل عن أحمد بن عمران بن أبي ليلى، قال: كان محمد بن أبي ليلي
ومنصور بن المعتمر تابعا (1) زيد بن علي.
وعن ليث قال: جاء منصور يدعو إلى الخروج مع زيد وبيعته (2).

(1) في المصدر: بايعا.
(2) مقاتل الطالبيين: 99 - 100.
253

وعن أبي نعيم أنه أبطأ عن زيد لما بعثه يدعو إليه، فقتل زيد ومنصور غائب،
فصام سنة يرجو أن يكفر الله عنه، ثم خرج مع عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن
جعفر (1). وروى خروجه مع محمد بن عبد الله أيضا (2).
أقول: وروى الطبري في ذيله عن جرير قال: صام منصور سنين وقامها حتى
سقم، وكان خلق الثياب خلق الجلد، وكان في مرضه إذا شرب الماء يرى مجراه
في صدره.
وعن زائدة قال: كان منصور يبكي الليل، فتقول له أمه: قتلت قتيلا؟ فيقول: أنا
أعلم بما صنعت بنفسي، فإذا أصبح كحل عينيه ودهن رأسه وبرق شفتيه بالدهن
وخرج إلى الناس، وأراده يوسف بن عمر - عامل الكوفة - على القضاء فامتنع،
فأرسل إليه بقيد فقيده، فقيل له: لو نثرت لحم هذا الشيخ ما جلس على عمل، فأتي
خصمان فجلسا، فتكلما فلم يجبهما، فأعفاه.
وعن جرير قال: أراده ابن هبيرة على القضاء، فأبى فحبسه شهرين، كان من
الشيعة، توفي بالكوفة سنة 132 (3).
وعنونه ابن حجر، قائلا: بن عبد الله السلمي أبو عثاب - بمثلثة ثقيلة ثم موحدة
- الكوفي، ثقة ثبت لا يدلس، من طبقة الأعمش، مات سنة 132.
هذا، ولم يقل الشيخ في الرجال في أصحاب الباقر (عليه السلام) ما نسب إليه، بل قال
بعد عده " بتري " وإنما عده في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: أبو عتاب السلمي
الكوفي، تابعي.
قال المصنف: عبد الله بن معاوية خرج أيام الوليد بن يزيد الذي يقال له
الناقص.
قلت: بل يزيد بن الوليد. ثم قوله برواية أبي الفرج خروج هذا مع محمد أيضا
وهم، فقال المصنف: روى أبو الفرج في أخبار محمد خروج جمع معه منهم هذا،

(1) مقاتل الطالبيين: 99.
(2) مقاتل الطالبيين: 195.
(3) ذيول الطبري: 648 - 649.
254

ومنهم سلمة بن كهيل وحبيب بن أبي ثابت وأبو إسحاق السبيعي والأعمش وأبو
الحجاف. مع أنه إنما روى ثمة أن هؤلاء كانوا من الشيعة، لا أنهم خرجوا مع
محمد؛ وهذا نصه: عن محمد بن إسماعيل بن رجاء سألني سفيان الثوري سنة
140 عن محمد بن عبد الله، فقلت: في عافية، فقال: إن يرد الله بهذه الأمة خيرا
يجمع أمرها على هذا الرجل، قلت: ما علمتك إلا قد سررتني، قال: سبحان الله!
وهل أدركت خيار الناس إلا الشيعة - ثم ذكر زبيدا وسلمة بن كهيل وحبيب بن
أبي ثابت وأبا إسحاق السبيعي ومنصور بن المعتمر والأعمش - فقلت له: وأبو
الحجاف؟ قال: ذاك الضرب... الخ (1).
وكيف يعد هذا ممن خرج مع محمد وقد كان مات سنة 132، كما مر عن
الطبري وابن حجر سنة انتقال الأمر إلى السفاح، فكيف خرج مع محمد على
المنصور وكان خروجه سنة 145، ومر أن سلمة مات سنة 122 وأن حبيبا مات
سنة 119 وأن أبا إسحاق مات قبل الثلاثين، فكيف خرجوا مع محمد سنة 145.
ويأتي في الأعمش إباؤه عن الخروج.
[7762]
منصور بن الوليد
الصيقل
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر وفي أصحاب الصادق (عليهما السلام)
قائلا: يكنى أبا محمد، روى عنهما.
أقول: ومر بعنوان " منصور الصيقل ".
[7763]
منصور بن يونس
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: القرشي مولاهم،

(1) مقاتل الطالبيين: 195.
255

كوفي، يكنى أبا يحيى، يقال له: بزرج، روى عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام). وفي
أصحاب الكاظم (عليه السلام) قائلا: بزوج، له كتاب، واقفي.
وعنونه في الفهرست قائلا: بزرج (إلى أن قال) علي بن حديد ومحمد بن
إسماعيل بن بزيع وابن أبي عمير، عن منصور بن يونس.
والنجاشي، قائلا: بزرج أبو يحيى - وقيل: أبو سعيد - كوفي، ثقة، روى عن
أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام) (إلى أن قال) عن عبيس، عن منصور بكتابه.
وروى الكشي، عن حمدويه، عن الحسن بن موسى، عن محمد بن الأصبغ،
عن إبراهيم، عن عثمان بن القاسم قال: قال منصور بزرج: قال لي أبو الحسن (عليه السلام)
- ودخلت عليه - يوما: يا منصور! أما علمت ما أحدثت في يوم هذا؟ قال، قلت:
لا، قال: قد صيرت عليا ابني وصيي والخلف من بعده، فادخل عليه فهنئه بذلك،
وأعلمه أني أمرتك بهذا؛ قال: فدخلت عليه فهنأته بذلك وأعلمته أن أباه أمرني
بذلك. قال الحسن بن موسى: ثم جحد منصور هذا بعد ذلك لأموال كانت في يده
فكسرها، وكان منصور أدرك أبا عبد الله (عليه السلام) (1).
أقول: ورواه العيون، عن أبيه، عن الحسن بن محمد بن عبد الله بن عيسى، عن
أبيه، عن الحسن بن موسى، عن محمد بن الأصبغ، عن أبيه، عن عثمان بن القاسم
(إلى قوله) أن أباه أمرني بذلك؛ ثم قال: ثم جحد منصور بعد ذلك وأخذ الأموال
التي كانت في يديه وكسرها (2) ولم يذهب إلى علي الرضا (عليه السلام).
ومنه يظهر سقوط " عن أبيه " في خبر الكشي بين " محمد بن الأصبغ " و " عن
عثمان " كما أن من خبر الكشي يعلم أن ما في العيون " ثم جحد منصور... الخ "
ليس كلام عثمان الراوي، بل كلام ابن بابويه أو كلام الحسن بن موسى إن كان
أخذ الخبر من كتابه، وإنما ذكر أباه والحسن بن محمد وأباه لبيان إسناده إليه،
وهو الظاهر.

(1) الكشي: 468.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 18 باب 4 ح 5، وليس فيه: ولم يذهب... الخ.
256

ثم بعد اتفاق رجال الشيخ والعيون والكشي على وقفه يسقط قول النجاشي
بوثاقته. وفي رجال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) " روى عن أبي الحسن (عليه السلام)
أيضا " والمراد به الكاظم (عليه السلام) لا كما نقل، ولم نتعرض لتطويلات المتن.
[7764]
منظور بن زبان
القراي
قال: تزوج امرأة أبيه فأنفذ إليه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خال البراء ليقتله حدا.
أقول: بل " الفزاري " لا " القراي " عنونه الجزري عن ابن ماكولا، وقال:
هو جد الحسن المثنى لأمه.
[7765]
منقذ بن الأنقع
قال: عده الوجيزة ممدوحا.
أقول: الذي وجدت " منقذ بن الأبقع ". وكيف كان: فلابد أنه استند إلى خبر،
ولعله محرف " منقذ ابن أخت الأشج ".
ففي طبقات كاتب الواقدي - في وفود عبد القيس على النبي (عليه السلام) -: قدم عليه
منهم عام الفتح عشرون رجلا، رأسهم عبد الله بن عوف الأشج ومنقذ بن حيان ابن
أخت الأشج، وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيهم: مرحبا بهم، نعم القوم عبد القيس اللهم اغفر
لعبد القيس أتوني لا يسألوني مالا، هم خير أهل المشرق (إلى أن قال) ومسح
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وجه منقذ (1).
[7766]
منقذ بن حيان
مر في سابقه.

(1) الطبقات الكبرى: 1 / 314.
257

[7767]
منقذ بن لبابة
الأسدي
قال: صحابي مجهول الحال.
أقول: بل أصله غير معلوم، فقيل بدل منقذ: معبد، وبدل بن لبابة: بن نباتة.
[7768]
المنقع بن مالك
السلمي
قال: لما أخبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بوفاته ترحم عليه.
أقول: قال الجزري - وقد ذكرناه في قدد -: والمستفاد من عنوان قدد بن
عمار أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إنما ترحم على ذاك، فالأصل فيه: أن أبا موسى روى أن
بني سليم قدموا على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بقديد عام الفتح، وفقد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) غلاما كان
قد قدم عليه، فقال: ما فعل الغلام الحسان الطليق اللسان الصادق الإيمان!؟ قالوا:
ذاك قدد بن عمار توفي، فترحم عليه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وكان قدد وفد وعاهده (صلى الله عليه وآله وسلم)
أن يأتيه بألف من بني سليم، فأتى قومه وأخبرهم الخبر، فخرج في تسعمائة
وخلف في الحي مائة وأقبل بهم، فنزل به الموت (إلى أن قال بعد ذكر قدومهم
وسؤاله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن الغلام) قال لهم: أين تكملة الألف؟ قالوا: تخلف في الحي مائة
رجل، فأمرهم أن يبعثوهم، فأحضروهم وعليهم المنقع بن مالك (1).
والأصل في الوهم أبو موسى، ولم يتفطن له الجزري كالمصنف.
[7769]
المنكدر بن محمد بن المنكدر
التميمي، المدني، القرشي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: مات سنة 182.

(1) أسد الغابة: 4 / 200.
258

أقول: ومثله نقل الوسيط عن رجال الشيخ ووجدت في نسخة خطية منه،
لكن في المطبوعة الحيدرية منه " التيمي " عنونه في الرقم 656 وهو الصحيح،
فليس في قريش " تميم " بل " تيم " والرجل من رهط أبي بكر. وأما تاريخ فوته
ففي الكل كما نقل، لكن ابن حجر والذهبي قالا: مات سنة 180. ثم يظهر من
سكوتهما عن مذهبه عاميته، وإنما قالا: إنه يهم في الحديث.
[7770]
المنهال أبو عبد الملك
القيسي
قال: صحابي روى عن النبي، ولم أستثبت حاله.
أقول: بل لم يثبت أصله، فالأصل فيه خبر في صيام أيام البيض، رواه بعضهم
عن هذا، وبعضهم عن قتادة، وبعضهم عن ملحان، وصححه ابن معين (1). كما أنه قيل
بدل " القيسي " فيه: " البكري " وبدل " أبو عبد الملك ": " أبو عبد الرحمن " فلم
أرسله إرسالا مسلما؟
[7771]
المنهال بن عمرو
الأسدي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين وعلي بن الحسين
والباقر (عليهما السلام) وعده في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: مولاهم كوفي، روى عن علي
ابن الحسين وأبي جعفر وأبي عبد الله (عليهم السلام).
أقول: ونقل السيوطي في لآليه عن ابن معين توثيقه (2)، وعن ابن الجوزي
تضعيفه. وابن الجوزي ناصبي يضعف من روى لهم (عليهم السلام) فضيلة؛ ثم ليس في
أصحاب الصادق وأبي جعفر وأبي عبد الله (عليهم السلام) كما نقل.
وعنونه ابن حجر وقال: " صدوق ربما وهم ". وعنونه الذهبي وقال، قال

(1) أسد الغابة: 4 / 414 و 422.
(2) اللآلي المصنوعة: 1 / 321.
259

الجوزجاني له: سيء المذهب، وتكلم فيه ابن حزم ولم يحتج بحديثه الطويل في
فتان القبر... الخ.
[7772]
منهال القصاب
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
أقول: وذكره المشيخة، وطريقه إليه الحسن بن محبوب (1).
وروى كل من عبد الرحمن بن الحجاج ومثنى الحناط وعبد الله بن يحيى
الكاهلي عنه، عن الصادق (عليه السلام) في تلقي الكافي (2) والأخيران عن الحسن بن
محبوب، عنهما، عنه. فالظاهر عدم صحة طريق المشيخة، فلم نقف على روايته
عنه بلا واسطة في خبر، كما أن نقل الجامع رواية الأول عنه في سلم رقيق الكافي
أيضا غير صحيح، بل في باب بعده (3).
[7773]
منهال بن مقلاص
القماط، الكوفي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) ونقل الجامع رواية
عبد الرحمن بن الحجاج، عنه.
أقول: في أن العقيقة ليست بمنزلة الأضحية من الكافي بلفظ: منهال القماط (4).
[7774]
منهال بن المهلب
الزنبقي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: " مولى ". ونقل
الجامع رواية حماد بن عيسى، عن منهال هذا.

(1) الفقيه: 4 / 528.
(2) الكافي: 5 / 168 - 169.
(3) الكافي: 5 / 223.
(4) الكافي: 6 / 29 - 30.
260

أقول: بل " عن منهال " بدون نسب ولقب، فإرادة هذا به غير معلومة، ومورده
في الكافي باب أن الإمامة عهد من الله تعالى (1).
[7775]
منيب الأزدي
أبو مدرك
قال: صحابي مجهول الحال.
أقول: الأصل فيه وفي " مدرك بن الحارث الأزدي " الذي عدوه أيضا فيهم
واحد، فمستنده خبر روي بلفظ كل منهما (2).
[7776]
منيذر الأسلمي
قال: صحابي مجهول.
أقول: الأسلمي واحد جعله المصنف ثلاثة رجال في ذكره هنا بهذا اللفظ،
وفي ما مر تارة بلفظ " منتذر الأسلمي " وأخرى بلفظ " منذر الأسلمي " بدون
تنبيه؛ وأسد الغابة وإن عنون الثلاثة إلا أنه نبه.
[7777]
منير بن عمرو
الأحدب
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين (عليه السلام).
أقول: وفي نسخة " بن الأحدب " كما أن عن نسخة " بن عمر ".
[7778]
منيع
قال: نقل الجامع رواية محمد بن حسان عنه بعد زيارة أربعين التهذيب (3).

(1) الكافي: 1 / 278.
(2) أسد الغابة: 4 / 340 و 422.
(3) التهذيب: 6 / 20.
261

أقول: هو " منيع بن الحجاج " كما عرفت في " مسمع بن الحجاج " وقد وقع
كرارا في أخبار كامل ابن قولويه (1).
[7779]
منيع بن رقاد
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين (عليه السلام) ولكن في الرجبية وقع
التسليم على منيع بن زياد (2).
أقول: الظاهر كون " زياد " مصحف " رقاد " لقربهما خطا.
[7780]
موزع مولى أمير المؤمنين (عليه السلام)
قال: وفي البحار عن محمد بن جعفر المؤدب عده في الأركان من التابعين (3).
أقول: الأصل في البحار الاختصاص. لكن فيه " مزرع " وفيه: عده من
التابعين المقربين منه (عليه السلام) (4). وهو مزرع صاحب علي (عليه السلام) المتقدم عن غارات
الثقفي، ومر عن الإرشاد بلفظ: مزرع بن عبد الله.
[7781]
موسى بن إبراهيم
البزوفري
قال: روى جنايات حيوان التهذيب عنه، عن الكاظم (عليه السلام) (5).
أقول: " البزوفري " فيه محرف " المروزي " كما رواه الكافي (6)، وحينئذ فهو
الآتي.

(1) كامل الزيارات: 38 ب 10 في ثواب زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام)، 144 ب 57 في من زار
الحسين (عليه السلام) احتسابا.
(2) بحارالأنوار: 101 / 341.
(3) بحارالأنوار: 34 / 274.
(4) الاختصاص: 7.
(5) التهذيب: 10 / 310.
(6) الكافي: 7 / 368.
262

[7782]
موسى بن إبراهيم
المروزي
قال: عنونه الشيخ في الفهرست، قائلا: له روايات يرويها عن الإمام موسى
ابن جعفر (عليه السلام).
والنجاشي، قائلا: أبو حمران روى عن موسى بن جعفر (عليه السلام) له كتاب، وذكر
أنه سمعه وأبو الحسن (عليه السلام) محبوس عند السندي بن شاهك، وهو معلم ولد السندي
ابن شاهك (إلى أن قال) حدثنا محمد بن خلف بن عبد السلام أبو عبد الله يوم
الجمعة بعد الصلاة لست بقين من المحرم سنة ثمان وسبعين ومائتين في جامع
المدينة، قال: حدثنا موسى بن إبراهيم بالكتاب.
أقول: وعنونه الخطيب، قائلا: سكن بغداد وحدث بها عن عبد الله بن لهيعة
وإبراهيم بن سعد وإسماعيل بن جعفر وموسى بن جعفر (إلى أن قال) سئل إبراهيم
الحربي عن حديث موسى بن إبراهيم، عن ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر،
عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) " من قال: القرآن مخلوق فقد كفر " فقال: موسى - هذا - كان
صاحب شرطة قنطرة السماكين في الكرخ، ثم ترك الشرطية فجاء إلى مسجد
الجامع فقعد مع قوم يدعون، يدعو، ثم جاء بكتاب معه يقرأ فيه في مسجد الجامع
في أصحاب الحديث، فقالوا له: أمل علينا، فأملى عليهم عن ابن لهيعة وغيره شيئا
لم يسمعه قط، لا أدري إيش قصة ذلك الكتاب اشتراه أو استعاره أو وجده (1).
وروى ثواب الأعمال، عنه، عنه (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حديث " من حفظ
من أمتي أربعين حديثا " (2). وبدله الخصال ب‍ " إبراهيم بن موسى المروزي " (3). وهو
تحريف منه، ومر في سابقه تحريف التهذيب لوصفه.

(1) تاريخ بغداد: 13 / 38.
(2) ثواب الأعمال: 162.
(3) الخصال: 541، أبواب الأربعين ح 15.
263

كما أنه " أبو عمران " كما في تاريخ بغداد (1) وميزان الذهبي. وقول النجاشي
" أبو حمران " تحريف.
ثم الظاهر عاميته، حيث لم ينسب الخطيب إليه تشيعا وإن نقل عن الدار قطني
وابن معين أيضا تضعيفه، كما نقل عن إبراهيم الحربي، ومثله الذهبي ونقل روايته
خبرين: أحدهما: عن الليث، عن أبي قبيل، عن عبد الله بن عمرو: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
دعا لقباح نساء أمته بالرزق. والثاني: عن ابن مسعود، عنه (عليه السلام) في شرب ماء دعاء
يكتبه ويغسله بماء مطر للحفظ.
هذا، وقد ورد في بيع مراعي الكافي (2) وظلمه (3) وفي ما يصاب من بهائمه (4).
[7783]
موسى أبو الحسن
الأشعري
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر (عليه السلام).
أقول: عنون تقريب ابن حجر " موسى بن أبي موسى الأشعري " وقال: مقبول
من الثالثة، ومراده من كان في طبقة الحسن وابن سيرين فيحتمل إرادة الشيخ في
الرجال له.
[7784]
موسى أبو الحسن
العجلي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: روى عنهما روى
عنه علي بن شجرة.
أقول: لم نقف على روايته. ثم قوله: " روى عنهما " ليس بجيد، وكان حق
العبارة أن يقول: " روى عنه وعن أبيه " أو يقول: وروى عن أبيه أيضا.

(1) تاريخ بغداد: 13 / 38.
(2) الكافي: 5 / 277.
(3) الكافي: 2 / 334.
(4) الكافي: 7 / 368.
264

[7785]
موسى بن أبي حبيب
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: " الطائفي ".
وعنونه في الفهرست.
وعنونه النجاشي، قائلا: كوفي، له كتاب صغير (إلى أن قال) إبراهيم بن
سليمان، عن موسى بن أبي حبيب بالكتاب.
أقول: يمكن الجمع بين رجال الشيخ والنجاشي بكونه كوفيا، سكن الطائف
فاشتهر بها.
وكيف كان: فعنونه الذهبي وقال: روى عن علي بن الحسين، ضعفه أبو حاتم
ونقل خبرا عنه بلفظ " موسى بن أبي حبيب الطائفي عن الحكم بن عمير، وكان
بدريا... الخبر " وقال: إنه مع ضعفه متأخر عن لقي صحابي كبير.
ثم إن الشيخ - في الفهرست - والنجاشي جعلا راويه إبراهيم بن سليمان، وقال
الذهبي: " يروي عنه إبراهيم بن إسحاق الصيني " ولا يبعد أن يكون الأصل واحدا.
[7786]
موسى بن أبي عمير
أبو هارون، المكفوف
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام). ويأتي بعنوان " موسى
ابن عمير " أيضا.
أقول: ذاك أيضا عنوان رجال الشيخ، وهو الصحيح، لتصديق الخطيب
والذهبي وابن حجر لذاك، ويأتي أيضا بعنوان " أبو هارون المكفوف ".
[7787]
موسى بن أبي موسى
الكوفي
قال: عده الشيخ في رجاله في من لم يرو عن الأئمة (عليهم السلام) قائلا: روى عن
265

محمد بن أيوب بن ضريس والحسن بن علي بن زياد عن يحيى بن عبد الحميد،
روى عنه موسى بن المتوكل.
أقول: يصدق ما ذكره مرويا عنه طريق فهرست الشيخ في يحيى بن
عبد الحميد - الآتي - لكن فيه: " والحسين " وطريقه في ابن أبي أويس - الآتي -
وفيه أيضا: " والحسين ".
وأما راويه فإنه وهم هنا، فليس " موسى بن المتوكل " بل " محمد بن موسى
ابن المتوكل " شيخ الصدوق الماضي، كما يظهر من الطريقين.
كما أن رواية الرجلين ليست منحصرة عن " يحيى " كما هو ظاهره، بل
يرويان عن " ابن أبي أويس " أيضا.
[7788]
موسى بن أحمد بن إبراهيم
بن محمد بن عبد الله، الأفطح
روى الإكمال في باب " من شاهد القائم (عليه السلام) " في خبره 23 عن ابنه علي قال:
وجدت في كتاب أبي (1). وخبره منكر.
[7789]
موسى بن أحمد بن سعد
بن سعد الشيباني، أبو هارون بن موسى، التلعكبري - الآتي -
مر في " محمد بن محمد بن الأشعث " عن رجال الشيخ عن ابنه أن والده أخذ
له إجازة من محمد ذاك في سنة 313 (2).
[7790]
موسى بن إسحاق
الأنماطي
حكي عن غيبة النعماني إسناد هكذا: محمد بن همام، عن أبي الحسن علي بن

(1) إكمال الدين: 465.
(2) مر في ج 9، الرقم 7223.
266

عيسى القوهستاني، عن موسى بن إسحاق الأنماطي، وكان شيخا تقيا من إخواننا
الفاضلين (1).
[7791]
موسى بن إسماعيل
قال: عنونه الشيخ في الفهرست (إلى أن قال) رواه عنه محمد بن محمد بن
الأشعث. والنجاشي (إلى أن قال) روى هذه الكتب محمد بن الأشعث.
أقول: هو " موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر (عليه السلام) " كما يظهر من رجال
الشيخ في محمد بن محمد بن الأشعث - المتقدم - فكان عليه تقييده بالموسوي.
وما في النجاشي " محمد بن الأشعث " تصحيف أو تحريف.
وروى التهذيب في 115 من أخبار بيناته عن محمد بن محمد بن الأشعث
عنه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن جده، عن علي (عليه السلام) (2).
[7792]
موسى بن إسماعيل
السودكي، المقري، أبو سلمة
قال: نقل النجاشي في وهيب بن خالد - الآتي - رواية محمد بن إدريس
الحنظلي عنه، عن وهيب.
أقول: وعنونه الإيضاح: موسى بن إسماعيل السودك. وكلاهما تحريف،
والصواب " التبوذكي " عنونه ابن حجر والذهبي، قال الأول: موسى بن إسماعيل
المنقري أبو سلمة التبوذكي - بفتح المثناة وضم الموحدة وسكون الواو وفتح
المعجمة - مشهور بكنيته وباسمه... الخ.
وقال الثاني: موسى بن إسماعيل أبو سلمة المنقري التبوذكي البصري الحافظ
الحجة، أحد الأعلام، قال ابن معين: ما جلست إلى أحد إلا و هابني أو عرف لي

(1) غيبة النعماني: 58. وفيه: بدر بن إسحاق بن بدر الأنماطي.
(2) التهذيب: 6 / 266.
267

ما خلا هذا التبوذكي. قال الذهبي: ما ذكرته للين فيه، لكن قول ابن خراش:
صدوق وتكلم الناس فيه، وقال: تكلموا فيه بأنه ثقة ثبت رافضي، مات سنة 223.
[7793]
موسى بن إسماعيل بن عبد الله
بن العباس بن علي بن أبي طالب
قال: حكي عن الكافي روايته عنه.
أقول: من حكى وهم، وإنما هو " موسى بن محمد بن إسماعيل " (1) كما يأتي.
[7794]
موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر
مر بعنوان موسى بن إسماعيل.
[7795]
موسى بن أشيم
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر (عليه السلام).
وروى الكشي عن حمدويه، عن أيوب بن نوح، عن حنان بن سدير، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إني لأنفس على أجساد أصيبت معه - يعني أبا الخطاب -
النار، ثم ذكر ابن الأشيم، فقال: كان يأتيني فيدخل علي هو وصاحبه وحفص بن
ميمون فيسألوني فأخبرهم الحق، ثم يخرجون من عندي إلى أبي الخطاب،
فيخبرهم بخلاف قولي، فيأخذون بقوله ويذرون قولي (2).
والخبر وإن كان بلفظ " ابن أشيم " إلا أن ذكر الكشي له في عنوان " موسى بن
أشيم " يدل على إرادته، ولكن تصدى الوحيد لإصلاحه، فقال: روى تفويض
رسول الكافي عن موسى بن أشيم قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فسأله رجل عن
آية، فأخبره بها، فدخل داخل فسأله عن تلك الآية، فأخبره بخلاف ما أخبر
الأول، فدخلني من ذلك ما شاء الله حتى كاد قلبي يشرح بالسكاكين، فقلت في

(1) الكافي: 1 / 355.
(2) الكشي: 344.
268

نفسي: تركت أبا قتادة بالشام لا يخطئ في الواو وشبهه وجئت إلى هذا يخطئ هذا
الخطأ كله، فبينا أنا كذلك إذ دخل عليه آخر، فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف
ما أخبرني كذا وأخبر صاحبي، فسكنت نفسي وعلمت أن ذلك منه تقية، ثم التفت
إلي فقال: يا ابن أشيم إن الله عزوجل فوض إلى سليمان، فقال: هذا عطاؤنا (1).
ورواه البصائر (2). ويرده أن مقتضى الجمع بين الخبرين كونه أولا مستقيما
وصيرورته أخيرا خطابيا، لقتله مع أبي الخطاب في أصحابه.
أقول: وحيث إنه لم يذكر في خبر آخر ذمه ولم يغمز فيه الشيخ في الرجال،
وقد عده البرقي في أصحاب الباقر والصادق (عليهما السلام) بدون غمز وليست نسخة
الكشي مما به وثوق، فلعل " ابن أشيم " في خبره و " موسى بن أشيم " في عنوانه
من تحريفاته الشائعة الذائعة. ومر في عنوان " جعفر بن ميمون " وعنوان " حفص
ابن ميمون " المذكورين مع هذا في عنوان الكشي تقريب تحريفه. وقد روى عتق
التهذيب (3) وزيادات إجاراته (4) وزيادات وصيته عن ابن أشيم، عن أبي جعفر (عليه السلام)
في عبد مأذون له في التجارة... الخبر (5)، وهو أيضا ظاهر في استقامته.
[7796]
موسى بن أكيل
النميري
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
وعنونه النجاشي، قائلا: كوفي، ثقة، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) له كتاب يرويه
جماعة (إلى أن قال) الحسن بن محمد بن سماعة، عن ابن رباط، عن موسى.
وعنونه الشيخ في الفهرست (إلى أن قال) عن الحسن بن محمد بن سماعة،
عن موسى.

(1) الكافي: 1 / 265.
(2) بصائر الدرجات: 385، الجزء الثامن ح 8.
(3) التهذيب: 8 / 249.
(4) التهذيب: 7 / 234.
(5) التهذيب: 9 / 243.
269

أقول: كأن النجاشي عرض بطريق فهرست الشيخ في سقوط ابن رباط منه،
إلا أن الجامع نقل رواية علي بن عقبة وذبيان بن حكيم الأودي عنه كرارا في
بينات التهذيب (1) وزيادات تلقينه (2).
[7797]
موسى بن بريد
قال: عنونه النجاشي، قائلا: أخو القاسم كوفي (إلى أن قال) صفوان عن
موسى بكتابه.
أقول: وبدله الشيخ في الفهرست بما يأتي من " موسى بن يزيد " وكأن
النجاشي عرض به في قوله " أخو القاسم " فقاسم بن بريد بالاتفاق، كما مر.
[7798]
موسى بن بكر
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: " الواسطي " وفي
أصحاب الكاظم (عليه السلام) قائلا: الواسطي أصله كوفي، واقفي، له كتاب روى عن
أبي عبد الله (عليه السلام).
وعنونه في الفهرست (إلى أن قال) عن ابن أبي عمير، عن موسى بن بكر؛
ورواه صفوان بن يحيى عن موسى بن بكر.
والنجاشي، قائلا: الواسطي روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام) وعن
الرجال: له كتاب يرويه جماعة (إلى أن قال) عن علي بن الحكم، عنه.
وروى الكشي عن جعفر بن أحمد، عن خلف بن حماد، عن موسى بن بكر
الواسطي قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: قال أبي (عليه السلام): سعد امرؤ لم يمت حتى
يرى منه خلفا تقر به عينه، وقد أراني الله عزوجل من ابني هذا خلفا - وأشار بيده
إلى العبد الصالح (عليه السلام) - ما تقر به عيني (3).

(1) التهذيب: 6 / 241.
(2) التهذيب: 1 / 447.
(3) الكشي: 438.
270

وعن حمدويه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن سنان، عن موسى بن بكر
الواسطي قال: أرسل إلي أبو الحسن (عليه السلام) فأتيته، فقال لي: مالي أراك مصفرا؟ وقال
لي ألم آمرك بأكل اللحم؟ قال، فقلت: ما أكلت غيره منذ أمرتني، فقال: كيف
تأكله؟ قلت: طبيخا، قال: كله كبابا، فأكلت فأرسل إلي بعد جمعة فإذا الدم قد عاد
في وجهي، فقال لي: نعم، ثم قال لي: يخف عليك أن نبعثك في بعض حوائجنا؟
فقلت: أنا عبدك فمرني بم شئت! فوجهني في بعض حوائجه إلى الشام (1).
أقول: وروى الغيبة خبر الكشي الأول عن أحمد بن إدريس، عن القتيبي، عن
الفضل، عن ابن سنان وصفوان وعثمان بن عيسى، عنه. لكن فيه: " ثم أومأ بيده إلى
ابنه علي (عليه السلام) " (2) وهو الصحيح. وروى ثانيه الكافي في باب شواه (3).
وروى قرب الإسناد عن محمد بن الحسين، عن علي بن حسان الواسطي،
عن موسى بن بكر، قال: دفع إلي أبو الحسن (عليه السلام) رقعة فيها حوائج، وقال لي: اعمل
بما فيها، فوضعتها تحت المصلى وتوانيت عنها، فمررت فإذا الرقعة في يده،
فسألني عن الرقعة؟ فقلت: في البيت، فقال يا موسى! إذا أمرتك بالشيء فاعمله
وإلا غضبت عليك. فعلمت أن الذي دفعها إليه بعض صبيان الجن (4).
ثم إن الشيخ - في الفهرست - والنجاشي وإن سكتا عن وقفه والكشي روى
روايته النص على الرضا (عليه السلام) إلا أن ذلك كله أعم لا يعارض نص رجال الشيخ
على وقفه، فالبطائني والقندي وبزرج أيضا رووا النص عليه (عليه السلام) ووقفوا عنه (عليه السلام)
ويؤيد عدم المنافاة أن الغيبة رواه عن عثمان بن عيسى، وعثمان عند الأكثر
واقفي، كما مر.
كما لا يدل على عدم وقفه أيضا ما لفقه المصنف من قول الحلي في آخر
سرائره: " مما استطرفته من كتب المشيخة المصنفين والرواة المحصلين، فمن ذلك

(1) الكشي: 438.
(2) غيبة الطوسي: 28.
(3) الكافي: 6 / 318.
(4) قرب الإسناد: 142، وفيه: موسى بن بكير.
271

ما أورده موسى بن بكر الواسطي في كتابه " (1) وما في ميراث ولد الكافي مع زوجه:
" عن حميد، عن ابن سماعة: دفع إلي صفوان كتابا لموسى بن بكر عن العبد
الصالح (عليه السلام) " (2) لأن ذلك أعم، وإنما يثبت عدم وقفه بتصريح الكشي أو فهرست
الشيخ أو النجاشي به، أو وجود روايات له عن الرضا (عليه السلام) وليس.
قال: نقل الجامع رواية علي بن حنظلة، عنه.
قلت: بل بالعكس، ومورده زيادات فقه نكاح التهذيب (3).
قال: نقل روايته عن موسى بن أكيل.
قلت: هو خبط، فإن الجامع إنما نقل رواية " محمد بن عمرو بن سعيد، عنه،
عن عبد الأعلى مولى آل سام " في أواخر حج الكافي في باب منبره (4).
وقال: تقدم في " موسى بن أكيل " أن بناء مسجد نبي الكافي (5) وفضل مساجد
التهذيب بدل " موسى بن بكر " بموسى بن أكيل (6).
[7799]
موسى بن بكر بن دأب
قال: روى ما يفصل بين دعوى محق الكافي عنه، عمن حدثه، عن
أبي جعفر (عليه السلام) أن زيد بن علي... الخبر (7).
أقول: لا يبعد كونه محرف " موسى بن بكر، عن ابن دأب ". ويأتي " ابن دأب "
في الكنى. فالعنوان غير محقق، وقد نقل عن المرآة أن النسخ في اسم أبيه واسم
جده مختلفة (8).

(1) السرائر: 3 / 549.
(2) كذا في تنقيح المقال أيضا، وليس في الكافي " عن العبد الصالح (عليه السلام) " راجع الكافي:
7 / 97.
(3) التهذيب: 7 / 470.
(4) الكافي: 4 / 555.
(5) الكافي: 3 / 296.
(6) التهذيب: 3 / 261.
(7) الكافي: 1 / 356.
(8) لم نعثر عليه في مرآة العقول، انظر: 4 / 111.
272

[7800]
موسى بن جعفر
أبو الحسن، الحائري
قال: روى الشيخ في الفهرست في " إبراهيم بن سليمان النهمي " - المتقدم -
عنه، عن حميد.
أقول: وحيث حميد واقفي يحتمل وقفه.
[7801]
موسى بن جعفر
البغدادي
قال: عده الشيخ في رجاله في من لم يرو عن الأئمة (عليهم السلام). وعنونه في
الفهرست (إلى أن قال) عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن موسى بن جعفر
البغدادي.
ويمكن أن يكون " موسى بن جعفر بن وهب البغدادي " الآتي.
أقول: بل هو مقطوع، وذاك عنوان النجاشي زاد اسم جده. والظاهر اتحاده مع
" موسى بن جعفر البغدادي " الذي عنونه الخطيب، قائلا: حدث ببلخ عن شعبة بن
الحجاج (1).
[7802]
موسى بن جعفر
الكمنداني، أبو علي
قال: عنونه النجاشي، قائلا: - كمندان قرية من قرى قم - كان مرتفعا في
القول، ضعيفا في الحديث (إلى أن قال) عن أحمد بن محمد بن يحيى، قال: حدثنا
أبي عن موسى بن جعفر بكتابه.

(1) تاريخ بغداد: 13 / 37.
273

أقول: هو أبو علي بن موسى بن جعفر الكمنداني - المتقدم - الذي يروي عنه
الكليني. وعدم عنوان الشيخ في الرجال والفهرست له غفلة.
[7803]
موسى بن جعفر
المدائني
روى صيام ثلاثة أيام التهذيب " عن محمد بن أحمد بن يحيى، عنه " (1). وزعم
الجامع اتحاده مع " البغدادي " لاتحاد راويه، لكن يمكن أن يكون محرف " موسى
ابن جعفر، عن المدائني " ففي موت الموصى له من الكافي: موسى بن جعفر، عن
عمرو بن سعيد المدائني (2).
[7804]
موسى بن جعفر بن وهب
البغدادي، أبو الحسن
قال: عنونه النجاشي (إلى أن قال) محمد بن أحمد بن أبي قتادة قال: حدثنا
موسى بن جعفر (وإلى أن قال) عمران بن موسى، عن موسى بن جعفر بكتابه.
ويمكن اتحاده مع " موسى بن جعفر البغدادي " المتقدم.
أقول: قد عرفت ثمة أنه مقطوع، وأن ذاك عنوان رجال الشيخ وفهرسته
مقتصرين على اسم أبيه، وهذا عنوان النجاشي زاد اسم جده وكنيته، والنجاشي
ذكر طريقين والشيخ في الفهرست ثالثا.
[7805]
موسى بن حبيب
قال: عده الشيخ في رجاله في من لم يرو عن الأئمة (عليهم السلام). ونقل الجامع
رواية أحمد بن يوسف بن عقيل عنه في باب الغنى بعد أشربة الكافي (3).

(1) التهذيب: 4 / 304.
(2) الكافي: 7 / 13.
(3) الكافي: 6 / 434.
274

أقول: بل " عن أبيه، عنه ". وفي باب " الغناء " لا " الغنى ".
ثم لم ينقل الجامع في هذا الذي من " من لم يرو عن الأئمة (عليهم السلام) " خبرا، وإنما
عنون من نفسه " موسى بن حبيب " آخر، ونقل فيه الخبر عنه، عن السجاد (عليه السلام).
[7806]
موسى بن حسان
قال الشيخ في الفهرست - في المسعودي الآتي -: " له كتاب رواه موسى بن
حسان " وهو ظاهر في معروفيته.
[7807]
موسى بن الحسن
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم (عليه السلام). ونقل الجامع رواية
صفوان، عنه.
أقول: في نزول مزدلفة التهذيب (1) ووقت مستحب إفاضة الاستبصار (2). لكن
الظاهر تحريف الخبر، فصفوان أقدم من المروي عنه له " معاوية بن حكيم " فكيف
صار راويه؟ وقد روى سعد بن عبد الله عنه، عن معاوية بن حكيم في من يصلي
وحده في صلاة عيدي الاستبصار (3).
والصواب كون " معاوية بن حكيم " في التهذيبين محرف " معاوية بن عمار "
فإنه الذي يروي عنه صفوان، كما في المشيخة (4) ويروي عن الكاظم (عليه السلام) كما في
النجاشي، وسند الخبر: " صفوان بن يحيى، عن موسى بن الحسن، عن معاوية بن
حكيم، عن أبي إبراهيم (عليه السلام) ". ويحتمل كون معاوية بن حكيم فيه محرف محمد
ابن حكيم، كما مر فيه.

(1) التهذيب: 5 / 192.
(2) الاستبصار: 2 / 257، وفيه: موسى بن القاسم.
(3) الاستبصار: 1 / 446.
(4) الفقيه: 4 / 454.
275

[7808]
موسى بن الحسن بن عامر
بن عبد الله بن سعد الأشعري، القمي، أبو الحسن
قال: عنونه النجاشي، قائلا: ثقة عين جليل، صنف ثلاثين كتابا.
أقول: أسقط المصنف من عنوان النجاشي بين " عامر " و " عبد الله " عمران.
ثم عدم عنوان الشيخ له في الرجال والفهرست غفلة، وقد ذكره أبو غالب في
رسالته في ثبت كتبه، فقال: كتاب الحج تصنيف موسى بن الحسن بن عامر،
روايتي عن الحميري عنه، وروى الحميري لنا ما رواه موسى عن رجال سماهم
لنا بالسماع في آخر الكتاب بخط جدي (رحمه الله) (1).
[7809]
موسى بن الحسن بن محمد
بن العباس بن إسماعيل بن أبي سهل بن نوبخت،
أبو الحسن، المعروف بابن كبرياء
قال: عنونه النجاشي، قائلا: كان حسن المعرفة بالنجوم، وله فيها كلام كثير،
وكان مفوها عالما، وكان مع هذا يتدين، حسن الاعتقاد، وله مصنفات في النجوم،
وكان أبو الحسن بن كبرياء - هذا - مع حسن معرفته بعلم النجوم حسن العبادة
والدين؛ وله كتاب الكافي في أحداث الأزمنة، يقال: إن اسم " أبي سهل بن
نوبخت " طيماوث.
أقول: وقوله: " وكان أبو الحسن - إلى قوله - والدين " لا يخلو من تكرار، لقوله
أولا: " وكان مع هذا يتدين، حسن الاعتقاد " بل لاوجه لقوله: " أبو الحسن بن
كبرياء " أصلا، لأن المقام كان مقام إضمار، ولعل " وكان الثاني... الخ " كان نسخة
بدلية فخلط؛ ويشهد له أن العلامة في الخلاصة - المعبر بما فيه - اقتصر على الأول.

(1) رسالة في آل أعين: 51، وقد ذكره باختلاف.
276

وكيف كان: فعدم عنوان الشيخ له في الرجال والفهرست غفلة.
[7810]
موسى بن الحسن بن موسى
وقع في النجاشي في جعفر بن يحيى بن العلاء - المتقدم - راويا عنه.
[7811]
موسى بن الحسن الوشا
وقع في طريق النجاشي إلى " خالد بن يزيد " المتقدم.
[7812]
موسى بن حماد
الدارع، أو الذراع
يأتي في الآتي.
[7813]
موسى بن حماد
الطيالسي
قال: عنونه النجاشي، قائلا: ذكره ابن نوح وقال: ذكره محمد بن الحسين بن
أبي الخطاب في الواقفة، وقال: هو موسى بن حماد الذراع.
وفي نسخة " الدارع " بدل: الذراع.
أقول: وهو الصحيح، لتصديق الإيضاح له. ثم عدم عنوان الشيخ له في
الرجال والفهرست غفلة.
[7814]
موسى بن حماد
اليزيدي
وقع في طريق النجاشي في دعبل راويا عنه.
277

[7815]
موسى الخياط
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر والصادق (عليهما السلام) قائلا: روى
عنهما، روى عنه علي بن أبي المغيرة.
أقول: لم نقف على روايته عنه.
[7816]
موسى بن داود
اليعقوبي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الجواد والهادي (عليهما السلام).
أقول: ومر عنوان أبيه داود بن علي وإخوته إبراهيم وجعفر والحسين وعلي.
[7817]
موسى بن زنجويه
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا (عليه السلام) وعده في من لم يرو عن
الأئمة (عليهم السلام) قائلا: الأرمني يكنى أبا عمران، روى عن عبد الله بن الحكم؛ روى
أحمد بن إدريس، عن محمد بن حسان، عن أبي عمران.
وعنونه النجاشي، قائلا: أبو عمران الأرمني ضعيف، له كتاب أكثره عن عبد الله
ابن الحكم.
وحكي عن ابن الغضائري أيضا عنوانه، قائلا: أبو عمران الأرمني ضعيف، له
كتاب.
أقول: الحكاية محققة عنونه بعد " محبوب بن حكيم " المتقدم. وما قاله الشيخ
في رجاله أحد طريقي المشيخة إليه في عبد الله بن الحكم، وله طريق آخر إليه:
أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن سهل، عن سفيان الجريري، عنه.
ثم ضبط الإيضاح لاسم أبيه " بالزاي " مقدم على ضبط الخلاصة " بالراء " لأن
الأول موضوعه الضبط.
278

[7818]
موسى بن زيد
العلوي
قال الشيخ في رجاله - في عوانة بن الحسين - المتقدم -: روى عنه حميد،
مات سنة 234 وصلى عليه موسى بن زيد العلوي.
[7819]
موسى بن سابق
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) وفي من لم يرو عن
الأئمة (عليهم السلام). وعنونه في الفهرست (إلى أن قال) عن أبي محمد الحسن بن علي
السعدي اللؤلؤي، عن موسى بن سابق.
والنجاشي، قائلا: كوفي.
أقول: وجعل الوسيط من في من لم يرو عن الأئمة (عليهم السلام) غير من في أصحاب
الصادق (عليه السلام) لزعمه المنافاة، مع أنه لا منافاة كما مر في المقدمة.
[7820]
موسى بن سالم
الأسدي، مولاهم
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
أقول: وقال النجاشي - في ابنه الحسين المتقدم -: مولى بني أسد، ثم بني
والبة، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) وعن أبيه عن أبي عبد الله (عليه السلام).
[7821]
موسى بن سعدان
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم (عليه السلام). وعنونه في الفهرست.
وعنونه النجاشي، قائلا: الحناط، ضعيف في الحديث.
وابن الغضائري، قائلا: الحناط كوفي، روى عن أبي الحسن (عليه السلام) ضعيف،
في مذهبه غلو.
279

أقول: وفي رسالة أبي غالب - في ثبت كتبه - كتاب الطرائف لموسى بن
سعدان، حدثني به جدي أبو طاهر، عن محمد بن الحسين، عن موسى بن سعدان (1).
وروى عن عبد الله بن أيوب في الكافي باب " أن الأئمة (عليهم السلام) يزدادون ليلة
الجمعة " (2). وقد قال ابن الغضائري في " عبد الله بن أيوب ": روى الغلاة عنه.
قال: نقل الجامع روايته عن علي بن أسباط.
قلت: بل بالعكس، ومورده من يحرم نكاحهن بأسباب التهذيب (3).
قال: مر في " خالد بن نجيح " روايته عن عبد الله بن القاسم، عن خالد بن
نجيح، ما يدل على منع الصادق (عليه السلام) إياه من الغلو، وحلفه بأن لا يغلو فيه أبدا.
قلت: روايته: أن الصادق (عليه السلام) نهى خالدا عن قوله بألوهيته - كما تقدم ثمة -
لا تنافي قول ابن الغضائري بغلوه، لأن للغلو درجات، فنفي درجة لا ينفي كله.
[7822]
موسى بن سلمة
قال: عنونه النجاشي، قائلا: له كتاب عن الرضا (عليه السلام) (إلى أن قال) محمد بن
سالم بن عبد الرحمن، قال: حدثنا موسى بن سلمة عن الرضا (عليه السلام).
أقول: وعدم عنوان الشيخ له في الرجال والفهرست غفلة.
[7823]
موسى السواق
قال: روى الكشي عن نصر قال: موسى السواق له أصحاب علياوية، يقعون
في السيد محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) (4).
أقول: عنونه مع " محمد بن موسى الشريقي " و " علي بن حسكة " المتقدمين،
والظاهر سقوط كلمة " ومنهم " - أي من الغلاة في وقت الهادي (عليه السلام) - من عنوانه،
كما يشهد له عناوين قبله وبعده.

(1) رسالة في آل أعين: 68.
(2) الكافي: 1 / 253.
(3) التهذيب: 7 / 310.
(4) الكشي: 521.
280

كما أن الظاهر أن قوله في الخبر " يقعون في السيد محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) " محرف
" يقولون: إن محمدا رسول علي " فالعلياوية - كما قال الكشي في بشار الشعيري
المتقدم - أقاموا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مقام ما أقامت المخمسة سلمان، فلا يمكن أن يقعوا
فيه (صلى الله عليه وآله وسلم). ومر أنهم جعلوا سلمان رسول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
[7824]
موسى بن سهل
الراسبي
روى الخطيب بإسناده عن دعبل، عنه بإسناده، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من
أحبني فليحب عليا، ومن أبغض عليا فقد أبغضني... الخبر (1).
[7825]
موسى بن صالح
قال: مر في " جعفر بن بشير " خبر في كونه من خيار الشيعة ومن أصحاب
الكاظم (عليه السلام).
أقول: عنونه الكشي مع هشام المشرقي وجعفر اليقطيني وأبي الأسد ختن
علي بن يقطين، وروى فيهم خبرا، وفيه: " خرج مسافر ودعاني وموسى...
الخبر " (2) كما تقدم ثمة.
[7826]
موسى بن طريف
روى المجالس عن الأعمش، عنه، عن حارثة بن ربعي، عن علي (عليه السلام) أنه
قسيم النار؛ قال الأعمش: ما رأيت أسديا خيرا منه (3).
وعنونه الذهبي، قائلا: الأسدي الكوفي (إلى أن قال) وقال الخريبي: كنا عند
الأعمش فقال: ألا تعجبون من موسى بن طريف يحدث عن عباية، عن علي

(1) تاريخ بغداد: 13 / 32.
(2) الكشي: 498.
(3) أمالي الطوسي: 2 / 241، وفيه: " عباية " بدل " حارثة ".
281

أنه قال: أنا قسيم النار هذا لي وهذا لك! وروى مخول عن سلام الخياط عن
موسى بهذا، ثم قال سلام: كان ابن طريف يرى رأي أهل الشام، وكان يتحدث بهذا
يشنع به (1).
[7827]
موسى بن طلحة
قال: عده الشيخ في رجاله في من لم يرو عن الأئمة (عليهم السلام) قائلا: روى عنه
البرقي. وعنونه في الفهرست.
والنجاشي، قائلا: القمي، قريب الأمر، ذكر ذلك أبو العباس (إلى أن قال) عن
البرقي أحمد بن محمد، عنه.
أقول: ويروي عنه الأشعري أحمد بن محمد أيضا، كما يعلم من الكشي في
عمران بن عبد الله - المتقدم - ويروي محمد بن حسين عنه، كما في صلاة أموات
الكافي (2).
[7828]
موسى بن طلحة
التيمي
أحد الشهود على حجر بن عدي بحلية دمه. ومن الغريب! أن ابن حجر
الناصبي قال فيه: ثقة جليل.
[7829]
موسى بن عامر
قال: عده الشيخ في رجاله في من لم يرو عن الأئمة (عليهم السلام) قائلا: روى عنه
الحميري. وعنونه في الفهرست.
واحتمل الناقد كونه موسى بن الحسن بن عامر - المتقدم - بنسبته إلى الجد،
ويشهد له ذكر كتاب الحج لكل منهما ووقوع الحميري في طريقهما.

(1) ميزان الاعتدال: 4 / 208.
(2) الكافي: 3 / 182.
282

أقول: واقتصار النجاشي على ذاك والشيخ في الرجال والفهرست على هذا،
إلا أن الأخبار كلها بلفظ " موسى بن الحسن " ولم نقف على خبر بلفظ " موسى بن
عامر " في طبقته. وأما خبر موسى بن عامر في زيادات فقه حج التهذيب (1) فهو غير
هذا الذي يروي عنه الحميري وهو من من لم يرو عن الأئمة (عليهم السلام) فإن ذاك يروي
عنه ابن أبي عمير وهو من من لم يرو عن الأئمة (عليهم السلام).
[7830]
موسى بن عبد السلام
قال: مر في " بكر بن محمد الأزدي " أنه من بيت جليل بالكوفة.
أقول: من آل نعيم الغامديين، وأنه ابن عم بكر ذاك، وهو بكر بن محمد بن
عبد الرحمن بن نعيم.
[7831]
موسى بن عبد الله
الأشعري، القمي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: روى عنهما.
وقال الوحيد: " أنه أخو عمران الجليل، ومر فيه ما يشير إلى حسنه في
الجملة " إلا أنه لم يمض ثمة إلا " أن عمران من أهل البيت النجباء " وفسر
" أهل البيت " في الخبر بأهل قم (2).
أقول: إنما في خبر: " هذا من أهل البيت النجباء ما أرادهم جبار من الجبابرة
إلا قصمه الله ". وفي آخر: هذا نجيب قوم نجباء وما نصب لهم جبار إلا قصمه الله!
[7832]
موسى بن عبد الله بن الحسن
بن الحسن بن علي بن أبي طالب، المدني
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).

(1) التهذيب: 5 / 444.
(2) مر في ج 8، الرقم 5684.
283

وفي المقاتل: أن المنصور بعث إلى عبد الله بن الحسن - وقد حشر مع بني
الحسن بالربذة يراد بهم الكوفة - أن أرسل إلي أحدكم واعلم أنه غير عائد إليكم،
فأرسل له ولده موسى، فأمر بضربه بالسياط حتى بلغت منه وغشي عليه، فقال له
المنصور: هذا فيض فاض مني فأفرغت عليك منه سجلا لم أستطع رده، ومن ورائه
الموت أو تفتدي مني بالدلالة على أخويك. ثم سرحه إلى المدينة (1).
أقول: وروى الكافي - في ما يفصل بين دعوى المحق والمبطل - عن موسى
هذا: أن الصادق (عليه السلام) أخبر أباه بما يجري عليهم لخروج ابنيه محمد وإبراهيم (إلى
أن قال) قال موسى هذا: قال الصادق (عليه السلام): والله! أن محمدا - أي أخوه - لمقتول
بسدة أشجع بين دورها، والله! لكأني به صريعا مسلوبا بزته، بين رجليه لبنة، ولا
ينفع هذا الغلام ما يسمع - قال موسى: يعنيني - وليخرجن معه فيهزم ويقتل
صاحبه، ثم يمضي فيخرج معه راية أخرى فيقتل كبشها ويهزم جيشها، فإن
أطاعني فليطلب الأمان من بني العباس عند ذلك (إلى أن قال) قال موسى بن
عبد الله: فانطلقت حتى لحقت بإبراهيم بن عبد الله، فوجدت عيسى بن زيد مكمنا
عنده فأخبرته بسوء تدبيره، وخرجنا معه حتى أصيب، ثم مضيت مع ابن أخي
الأشتر حتى أصيب بالسند؛ فلما ضاقت علي الأرض ذكرت ما قال أبو عبد الله (عليه السلام)
فجئت إلى المهدي وقد حج وهو يخطب الناس في ظل الكعبة، فما شعر إلا وأني
قد قمت من تحت المنبر، فقلت له: لي الأمان وأدلك على نصيحة لك عندي؟ فقال:
نعم، ما هي؟ قلت: أدلك على موسى بن عبد الله بن الحسن، فقال: نعم لك الأمان،
فقلت: أعطني ما أثق به، فأخذت منه عهودا ومواثيق ووثقت لنفسي، ثم قلت: أنا
موسى بن عبد الله، فقال لي: إذن تكرم وتحبى (إلى أن قال) ثم قلت للمهدي: لقد
أخبرني بهذا المقام أبو هذا الرجل - وأشرت إلى موسى بن جعفر (عليه السلام) - قال موسى
ابن عبد الله: وكذبت على جعفر (عليه السلام) كذبة، فقلت: " وأمرني أن أقرئك السلام وقال:
إنه إمام عدل وسخاء " وأمر لموسى بن جعفر (عليه السلام) خمسة آلاف دينار، فأمر لي

(1) مقاتل الطالبيين: 259 - 260.
284

موسى منها بألفي دينار ووصل عامة أصحابه ووصلني فأحسن صلتي؛ فحيثما
ذكر ولد محمد بن علي بن الحسين فقولوا: صلى الله عليهم وملائكته وحملة عرشه
والكرام الكاتبون، وخصوا أبا عبد الله (عليه السلام) بأطيب ذلك، وجزي موسى بن
جعفر (عليه السلام) عني خيرا، فأنا والله مولاهم بعد الله (1).
وفي عمدة الطالب: عاش إلى أيام الرشيد، ودخل عليه ذات يوم، فلما قام من
عنده عثر بطرف البساط فسقط، فضحك الرشيد، فالتفت إليه موسى وقال له: " إنه
ضعف صوم، لا ضعف سكر " وكان أسود اللون، فلقبته أمه هند " الجون " وكانت
ترقصه وتقول:
إنك أن تكون جونا أفزعا * يوشك أن تسودهم وتبرعا (2)
وهو في الحسنيين في كثرة الأعقاب كموسى الكاظم (عليه السلام) في الحسينيين.
[7833]
موسى بن عبد الله
النخعي
قال: روى التهذيب في زيارته الجامعة عنه، عن الهادي (عليه السلام) (3).
أقول: ورواه العيون عن " موسى بن عمران النخعي " (4). والأول أصح، حيث إن
الفقيه (5) رواه أيضا مثل التهذيب.
[7834]
موسى بن عبد الملك
قال: روى مكاسب التهذيب عن إسحاق بن إبراهيم، عنه، عن أبي
جعفر (عليه السلام) (6).
أقول: وروى العيون في " باب علة قبوله (عليه السلام) ولاية العهد " عن إسماعيل بن

(1) الكافي: 1 / 358 - 366.
(2) عمدة الطالب: 111.
(3) التهذيب: 6 / 95.
(4) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 272 (زيارة أخرى جامعة للرضا ولجميع الأئمة (عليهم السلام)).
(5) الفقيه: 2 / 609.
(6) التهذيب: 6 / 348.
285

الخطيب (1) قال: ما شرب " إبراهيم بن العباس " ولا " موسى بن عبد الملك " النبيذ
قط حتى ولي المتوكل فشرباه، وكانا يتعمدان أن يجمعا الكراعات والمخنثين
ويشربا بين أيديهم في كل يوم ثلاثا ليشيع الخبر بشربهما (2).
وفي معجم الحموي في عنوان محمد بن أحمد العباسي الناصبي - المعروف
بأبي العبر -: دفع أبو العبر إلى موسى بن عبد الملك توقيعا بصلة من المتوكل، فدافعه
موسى وماطله مدة، فوقف له يوما، فلما ركب أنشده:
حتى متى نبترد وكم وكم أتردد * موسى أدر لي كتابي بحق ربك الأسود
وأشار في قوله: " ربك الأسود " إلى قوله بإمامة الجواد (عليه السلام) فجزع موسى من
قوله وسأله كتم الحال وقضى شغله.
[7835]
موسى بن عبيد
يأتي في موسى بن عيسى.
[7836]
موسى بن عبيدة
أبو حسان، العجلي، الكوفي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: روى عنه صفوان
الجمال.
أقول لم نقف على روايته.
[7837]
موسى بن عبيدة بن نشيط
الزيدي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام). و " الزيدي " نسبة إلى

(1) في العيون: أحمد بن إسماعيل بن الخصيب.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 149 باب 40 ح 20.
286

جده الأعلى: زيد بن علي.
أقول: لم يكن لزيد ابن مسمى ب‍ " نشيط " حتى يكون الجد الأعلى لهذا، مع أن
زيدا كان معاصر الصادق (عليه السلام) فكيف يمكن عادة أن يكون ابنه الرابع أو أكثر من
أصحابه (عليه السلام) مع أن الشيخ في الرجال لم يقل " الزيدي " بل " الربذي " كما في
الوسيط. وقد روى أنساب البلاذري خبرا في كون النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ذا أسماء خمسة:
محمد وأحمد والماحي والعاقب والحاشر؛ ثم قال: قال الواقدي: وحدثني موسى
ابن عبيدة الربذي عن عطاء مثله (1). وفي السمعاني: عبد الله بن عبيدة الربذي، روى
عنه أخوه موسى.
وبالجملة: كونه منسوبا إلى الربذة مقطوع.
وعنونه ابن حجر مثل رجال الشيخ مع ضبط " الربذي " قائلا: أبو عبد العزيز
المدني، ضعيف... الخ.
وعنونه الذهبي ونقل تضعيف أكثرهم له (إلى أن قال) قال عباس الدوري: عن
زيد بن حباب قال: كنا عند موسى بن عبيدة بالربذة فأقمنا عنده ومرض ومات،
فأتينا قبره ومعي رفيق لي، فجعل ريح المسك يفوح من قبره، فجعلت أقول له: أما
تشم أما تشم وليس بالربذة يومئذ مسك ولا عنبر؟! وقال: مات سنة 153.
[7838]
موسى بن عثمان
الحضرمي
قال الذهبي: غال في التشيع، ونقل روايته عن أبي إسحاق، عن الحارث سمع
عليا يقول: " سبق الكتاب المسح على الخفين " وعن الأعمش، عن مجاهد، عن
ابن عباس في قوله: (سلام على آل ياسين) قال: نحن هم آل محمد.
قلت: حيث إن ابن عباس كان تبعا لأمير المؤمنين (عليه السلام) فما يقول " نحن "
مراده هو (عليه السلام) وأهل بيته، لا العباسية.

(1) أنساب الأشراف: 1 / 392.
287

[7839]
موسى بن عقبة بن أبي عياش
المدني، تابعي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام). وظاهره إماميته.
أقول: بل عناوينه أعم، بل الظاهر عاميته، فعنونه ابن حجر والذهبي ساكتين
عن مذهبه، قال الأول: " موسى بن عقبة بن أبي عياش الأسدي مولى آل الزبير،
ثقة فقيه، إمام في المغازي، مات سنة إحدى وأربعين - أي ومائة - وقيل: بعد
ذلك ". وقال الثاني: موسى بن عقبة صاحب المغازي ثقة حجة من صغار التابعين،
وقد قال ابن معين مرة: فيه بعض الضعف.
[7840]
موسى بن عقيل بن أبي طالب
قال: أمه أم البنين بنت أبي بكر بن كلاب العامري، من شهداء الطف.
أقول: لم يذكر أحد ولدا لعقيل مسمى بموسى، فضلا عن كونه من شهداء
الطف.
[7841]
موسى بن عمر بن بزيع
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الجواد (عليه السلام) قائلا: " ثقة " وفي
أصحاب الهادي (عليه السلام).
وعنونه النجاشي، قائلا: مولى المنصور ثقة كوفي (إلى أن قال) يحيى بن
زكريا قال: حدثنا موسى.
وقال الشيخ في الفهرست: موسى بن عمر، له كتاب نوادر (إلى أن قال) عن
عبد الرحمن بن حماد، عن موسى بن عمر.
أقول: " موسى بن عمر " اثنان: هذا، و " موسى بن عمر بن يزيد " الآتي عن
النجاشي وفهرست الشيخ، وحيث إن الفهرست قيد الآتي وأطلق هذا جعل هذا
288

المنصرف إليه من الإطلاق. لكن الظاهر العكس، فروى محمد بن علي بن محبوب
عن موسى بن عمر في زيادات كيفية صلاة التهذيب (1) وزيادات مائه (2) وفي
الاستبصار " الماء يقع فيه شيء " (3) ومحمد بن علي بن محبوب راوي الآتي في
الفهرست.
وكأن الفقيه والتهذيب أيضا جعلا هذا المنصرف إليه، فروى فضل زيارة
حسين الكافي " عن محمد بن الحسين عن موسى بن عمر " (4) خبرا، وروياه عن
موسى بن عمر بن بزيع. والصواب فعل الاستبصار، فرواه في كراهة مئزره عن
موسى بن عمر بن يزيد (5).
[7842]
موسى بن عمر
البغدادي
قال: قال الوحيد: روى العيون والأمالي عن محمد بن أحمد بن يحيى، عنه (6)
ولم يستثن.
أقول: لم يعين مورد روايته، ولا يبعد كونه محرف " موسى بن جعفر
البغدادي " المتقدم، لقربهما خطا.
[7843]
موسى بن عمر بن يزيد
قال: عنونه الشيخ في الفهرست، قائلا: الصيقل (إلى أن قال) عن محمد بن
علي بن محبوب، عن موسى بن عمر بن يزيد.
والنجاشي، قائلا: بن ذبيان الصيقل، مولى بني نهد أبو علي، وله ابن اسمه

(1) التهذيب: 2 / 298.
(2) التهذيب: 1 / 413.
(3) الاستبصار: 1 / 29.
(4) الكافي: 4 / 482.
(5) الاستبصار: 1 / 388.
(6) أمالي الصدوق: 277، ولم نقف على مورده في العيون.
289

" علي " وبه كان يكنى، له كتاب طرائف النوادر، وكتاب النوادر (إلى أن قال) عن
سعد، عن موسى بكتبه.
أقول: وعدم عنوان الشيخ له في الرجال غفلة. ثم إنه في الفهرست أطلق
كتاب هذا وجعل كتاب سابقه " نوادر ". والنجاشي عكس. وقلنا ثمة: إن المنصرف
إليه من " موسى بن عمر " هذا، وظاهر فهرست الشيخ العكس.
[7844]
موسى بن عمران
النخعي
قال: روى رهن الفقيه عنه، عن عمه الحسين بن يزيد (1).
أقول: وكذا في أول وصيته (2) وآخر ميراثه (3).
[7845]
موسى بن عمير
أبو هارون المكفوف، مولى آل جعدة بن هبيرة
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
وروى الكشي: عن الحسين بن الحسن بن بندار، عن سعد، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن يعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير،
عن بعض أصحابنا، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): زعم أبو هارون المكفوف أنك
قلت له: " إن كنت تريد القديم فذاك لا يدركه أحد، وإن كنت تريد الذي خلق
ورزق فذلك محمد بن علي (عليه السلام) " فقال: كذب، عليه لعنة الله! والله ما من خالق إلا
هو وحده لا شريك له، حق على الله أن يذيقنا الموت، والذي لا يهلك هو الله خالق
الخلق بارئ البرية (4). والخبر وإن كان بلفظ " أبي هارون المكفوف " إلا أن الكشي
نقله تحت العنوان.

(1) الفقيه: 3 / 313.
(2) الفقيه: 4 / 179.
(3) الفقيه: 4 / 351.
(4) الكشي: 222.
290

أقول: بل عنوانه كخبره، كما أن رجال الشيخ في أصحاب الباقر (عليه السلام) وفهرسته
أيضا عنوناه بالكنية، عنونه في الفهرست قائلا: " له كتاب رواه عنه عبيس بن
هشام ". ومر أن الشيخ في الرجال في أصحاب الصادق (عليه السلام) عنونه تارة أخرى
بلفظ " موسى بن أبي عمير ". والصواب هذا الذي صدقه الخطيب.
هذا، وروى الكافي عن أبي هارون المكفوف، قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام):
أيسرك أن يكون لك قائد يا أبا هارون؟ قلت: نعم جعلت فداك! فأعطاني ثلاثين
دينارا، فقال: اشتر خادما كوفيا (1)، فاشتريته؛ فلما أن حج دخلت عليه، فقال: كيف
رأيت قائدك يا أبا هارون؟ فقلت: خيرا، فأعطاني خمسة وعشرين دينارا، فقال
اشتر له جارية شبانية، فإن أولادهن فره، فاشتريتها وزوجتها منه فولدت ثلاث
بنات، فأهديت واحدة منهن إلى بعض ولد أبي عبد الله (عليه السلام) وأرجو أن يجعل الله
ثوابي منها الجنة... الخبر (2).
وحينئذ فمن تعارض خبر الكشي وخبر الكافي يبقى مجهولا. ثم الظاهر أن
قوله: " عن يعقوب " في سند الكشي محرف " ويعقوب "
هذا، وعنونه الخطيب ونقل عن النسائي وأبي زرعة ويحيى بن معين
تضعيفه (3). وكذا عنونه ابن حجر والذهبي وضعفاه، ووصفه الأخير بالجعدي،
والمراد كونه مولى جعدة بن هبيرة.
[7846]
موسى بن عمير
الهذلي
قال: عنونه النجاشي، قائلا: عامي روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) وعن الرجال
(إلى أن قال) عن عباد، عنه.
أقول: وعدم عنوان الشيخ له في الرجال والفهرست غفلة.

(1) في المصدر: كسوميا، وفيه اختلافات أخرى أيضا.
(2) الكافي: 5 / 480.
(3) تاريخ بغداد: 13 / 20.
291

هذا، وعنون الخطيب في سابقه " موسى بن عمير التميمي العنبري " الذي
روى عنه وكيع (1).
[7847]
موسى بن عيسى
قال: قال السروي: " إنه مختلط، له خصال الملوك " ويظهر من أواخر طواف
التهذيب أن لقبه " اليعقوبي " ففيه: العباس بن معروف، عن موسى بن عيسى
اليعقوبي (2).
أقول: اتحاد من عنونه السروي - وذكره في آخر المسمين بموسى من
معالمه - مع من في الخبر غير معلوم.
كما أن ما قاله المصنف من كون لقبه " اليعقوبي " أيضا غير معلوم، وإن رواه
مثله نوادر طواف الكافي (3). ولا يبعد أن يكون الصحيح " العباس بن معروف، عن
اليعقوبي، عن موسى بن عيسى " كما في تعجيل دفن الكافي (4) وصلاة مصلوبه (5)
وفي زيادات تلقين التهذيب (6) وسراريه (7).
وحينئذ، فاليعقوبي راويه لا وصفه، والمراد باليعقوبي " داود بن علي " المتقدم،
كما مر ثمة.
[7848]
موسى بن عيسى
الهاشمي
روى أمالي ابن الشيخ عن يوحنا المتطبب النصراني، قال: وجه إلي سابور
الكبير الخادم الرشيدي في الليل، فصرت إليه فمضى وأنا معه حتى دخلنا على

(1) تاريخ بغداد: 13 / 21.
(2) التهذيب: 5 / 135.
(3) الكافي: 4 / 429.
(4) الكافي: 3 / 138.
(5) الكافي: 3 / 216.
(6) التهذيب: 1 / 335.
(7) التهذيب: 8 / 215.
292

موسى بن عيسى فوجدناه زائل العقل، متكئا على وسادة وإذا بين يديه طست فيه
حشو جوفه، وكان الرشيد أحضره من الكوفة، فقال سابور لخادم له: ما خبره؟
قال: كان من ساعته جالسا وحوله ندماؤه وهو من أصح الناس جسما، إذ جرى
ذكر الحسين (عليه السلام) فقال موسى: إن الرافضة لتغلو فيه حتى أنهم في ما عرفت
يجعلون تربته دواء، فقال له رجل هاشمي: قد كانت لي علة غليظة، فتعالجت بكل
علاج فما نفعني، حتى وصف لي كاتبي أن آخذ من هذه التربة فأخذت فنفعني الله
بها، قال موسى: فبقي عندك منها شيء؟ قال: نعم، فوجه من جاء منها بقطعة فناولها
موسى، فأخذها واستدخلها دبره استهزاء، فما هو إلا أن استدخلها حتى صاح:
النار النار! الطست الطست! فجئناه بطست فأخرج فيها ما ترى. فقال لي سابور:
انظر هل ترى من حيلة، فدعوت بشمعة فإذا كبده وطحاله ورئته وفؤاده خرج منه
في الطست، فقلت: ما لأحد في هذا إلا أن يكون لعيسى الذي يحيى الموتى، فمات
في السحر (إلى أن قال) وكان يوحنا يزور قبر الحسين (عليه السلام) وهو على دينه، ثم
أسلم وحسن إسلامه (1).
[7849]
موسى بن عيسى بن عبيد بن يقطين
أخو محمد بن عيسى
قال: روى طلاق التهذيب: وعن محمد بن عيسى بن عبيد، قال: بعث إلي
أبو الحسن الرضا (عليه السلام) رزم ثياب وغلمانا ودنانير وحجة لي وحجة لأخي موسى
ابن عيسى بن عبيد، وحجة ليونس بن عبد الرحمن وأمرنا أن نحج عنه (2).
أقول: رواه وكالة طلاق التهذيب والاستبصار (3). وليس الخبر كما ذكر من قوله
" لأخي موسى بن عيسى بن عبيد " بل بلفظ " لأخي موسى بن عبيد " وقلنا في
" محمد بن عيسى ": إن الظاهر وقوع تحريف في الخبر في قوله " عن محمد بن

(1) أمالي الشيخ الطوسي: 1 / 328.
(2) التهذيب: 8 / 40.
(3) الاستبصار: 3 / 279.
293

عيسى " وأنه محرف " عن محمد بن عبيد " بدليل قوله: لأخي موسى بن عبيد،
فيكون العنوان ساقطا.
[7850]
موسى بن فرات
يروي التلعكبري عن فاطمة بنت هارون بن موسى بن فرات، عن جدها
موسى بن فرات، عن ابن أبي عمير كتاب أبي عبد الله الحلبي، كما يعلم من رجال
الشيخ في " فاطمة ".
[7851]
موسى بن القاسم
التغلبي
روى تاريخ ابن عساكر في أمير المؤمنين (عليه السلام) في خبره 134 بإسناده عن
ليلى الغفارية التي قالت: كنت أخرج مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في مغازيه لمداواة الجرحى
خبرا في فضله (عليه السلام) وقال: إنه معروف بالغلو في الرفض (1).
[7852]
موسى بن القاسم بن معاوية بن وهب
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا (عليه السلام) قائلا: " عربي بجلي كوفي
ثقة " وفي أصحاب الجواد (عليه السلام) قائلا: البجلي من أصحاب الرضا (عليه السلام).
وعنونه في الفهرست، قائلا: البجلي، له ثلاثون كتابا مثل كتب الحسين بن
سعيد مستوفاة حسنة، وزيادة كتاب الجامع (إلى أن قال) عن الفضل بن عامر
وأحمد بن محمد، عن موسى بن القاسم، عن رجاله.
والنجاشي، قائلا: البجلي أبو عبد الله، يلقب المجلي، ثقة ثقة جليل، واضح
الحديث حسن الطريقة (إلى أن قال) عن أحمد بن محمد بن عيسى، قال: حدثني

(1) تاريخ ابن عساكر: 1 / 95، في خبره 132.
294

موسى بن القاسم بكتبه؛ وله مسائل الرجال، فيه مسائل ثمانية عشر رجلا (إلى أن
قال) عن عبد الله بن محمد بن عيسى، عنه بها.
ووقعت رواية " موسى بن القاسم عن معاوية بن وهب، عن صفوان " وأنكره
المنتقى بروايته عنه بلا واسطة (1). ويرده أنه لا منافاة بينه وبين أن يروي عنه مع
الواسطة.
أقول: لم لم يستشكل المنتقى برواية معاوية بن وهب عن صفوان؟ مع أن
صفوان يروي عنه، كما في " من يحل له أن يأخذ من زكاة " الكافي (2) و " ما يجب
على محرم " التهذيب (3). والصواب كونه محرف " موسى بن القاسم بن معاوية بن
وهب عن صفوان ". وقد نقل ذلك المنتقى عن نسخة من الاستبصار، ومورد ما قال
أول حج التهذيبين (4).
قلت: بل " موسى بن القاسم " فيه محرف " القاسم بن يحيى " فورد في مواضع
كثيرة " القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد " وروى الخبر ثواب الأعمال (5)
وليس في إسناده " موسى " ولا " الحسن " بل: الحسن بن محبوب عن معاوية
وهب.
قال: روى آخر توبة الكافي " عن موسى بن القاسم، عن جده الحسن بن
راشد، عن معاوية بن وهب، عن الصادق (عليه السلام) " (6) مع أن جده معاوية. ويمكن حمله
على كون الحسن جده لأمه، فيكون روى عن جده لأمه عن جده لأبيه. ورواه أول
توبة الكافي (7) مثله، وما نقله ليس في آخر التوبة، بل في خبر قبل الآخر. ثم لم
يعلم وجه تكراره في الكافي.
هذا، ونقل الجامع عن طواف التهذيب " موسى بن القاسم عن عبد الرحمن بن

(1) منتقى الجمان: 3 / 13.
(2) الكافي: 3 / 561.
(3) التهذيب: 5 / 308.
(4) التهذيب: 5 / 3، الاستبصار: 2 / 140.
(5) لم نعثر عليه.
(6) الكافي: 2 / 436.
(7) الكافي: 2 / 430.
295

سيابة " (1) وحكم بكون " عبد الرحمن بن سيابة " محرف " عبد الرحمن بن نجران "
بشهادة مواضع كثيرة.
قلت: ورعاية الطبقة أيضا تشهد بذلك، فإن ابن سيابة من أصحاب
الصادق (عليه السلام) فلا تناسب روايته عنه (عليه السلام) بواسطتين، بخلاف " ابن أبي نجران " فإنه
من أصحاب الرضا (عليه السلام).
هذا، وفي أواسط زيادات حج التهذيب: " روى موسى بن القاسم قال:
أخبرني بعض أصحابنا أنه سأل أبا جعفر (عليه السلام) في عشر من شوال... الخبر " (2)
وخلطه - في ضروب حجه (3) وكذا في باب فرض من كان ساكن الحرم من
استبصاره (4) - بخبر عبد الرحمن بن الحجاج وعبد الرحمن بن أعين عن
الكاظم (عليه السلام) (إلى أن قال) واليوم العاشر عنك يا سيدي وهؤلاء الذين أدين الله
بولايتهم، فقال: إذن والله! تدين الله بالدين الذي لا يقبل من عباده غيره (5).
[7853]
موسى بن قيس الحضرمي
أبو محمد، الفراء، الكوفي، الملقب عصفور الجنة
عنونه ابن حجر وقال: " صدوق، رمي بالتشيع، من السادسة ". وكذا عنونه
الذهبي، وقال: قال العقيلي: من الغلاة في الرفض، ونقل روايته عن سلمة بن كهيل،
عن عياض بن عياض، عن مالك بن جعونة: سمعت أم سلمة تقول: " علي على
الحق من تبعه فهو على الحق ومن تركه ترك الحق، عهدا معهودا قبل يومه هذا "
وقال: وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: لا بأس به.

(1) التهذيب: 5 / 110.
(2) التهذيب: 5 / 436.
(3) التهذيب: 5 / 33.
(4) الاستبصار: 2 / 158. وفيه: عبد الله بن حجاج وعبد الرحمن بن أعين.
(5) هذه الفقرة لم ترد فيما أورده في البابين المشار إليهما من التهذيب والاستبصار، بل وردت
في رواية أخرى بسند آخر عن موسى بن القاسم في الزيادات في فقه حج التهذيب، راجع
التهذيب: 5 / 450 - 451.
296

[7854]
موسى بن محمد بن إبراهيم
بن الحرث التيمي
روى عن أبيه: أن عليا (عليه السلام) فضل على سائر الصحابة بمائة منقبة وشاركهم في
مناقبهم. نقل الكنجي الشافعي خبره في مناقبه، قائلا: ثقة وابن ثقة، أسند عنه
العلماء والأثبات (1).
[7855]
موسى بن محمد
أخو الهادي (عليه السلام)
قال: روى ميراث خنثى التهذيب عن الحسن بن علي بن كيسان، عنه،
عنه (عليه السلام) (2).
أقول: ويأتي بعنوان " موسى بن محمد بن علي الرضا ".
[7856]
موسى بن محمد بن إسماعيل
بن عبيد الله بن العباس بن علي
روى ما يفصل بين دعوى محق الكافي بواسطتين عن محمد بن إبراهيم، عنه،
عن جعفر بن زيد بن موسى الكاظم (عليه السلام) (3).
[7857]
موسى بن محمد الأشعري، القمي
المؤدب، ساكن شيراز، ابن بنت سعد بن عبد الله
قال: عنونه النجاشي، قائلا: ثقة من أصحابنا (إلى أن قال) محمد بن عبد الله
قال: حدثنا موسى بشيراز بكتابه.
أقول: وعدم عنوان الشيخ له في الرجال والفهرست غفلة.

(1) كفاية الطالب: 230.
(2) التهذيب: 9 / 355.
(3) الكافي: 1 / 355.
297

[7858]
موسى بن محمد
الحضيني
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الهادي (عليه السلام).
أقول: وكذا البرقي.
[7859]
موسى بن محمد بن علي الرضا (عليه السلام)
قال: روى الإرشاد - في الهادي (عليه السلام) - عن يعقوب بن ياسر قال: كان المتوكل
يقول: ويحكم! قد أعياني ابن الرضا، جهدت أن يشرب معي وأن ينادمني فامتنع،
وجهدت أن أجد فرصة في هذا المعنى فلم أجدها، فقال له بعض من حضر: إن لم
تجد من ابن الرضا ما تريده من هذه الحال فهذا أخوه موسى، قصاف عراف، يأكل
ويشرب ويعشق ويتخالع، فأحضره وأشهره، فإن الخبر يشيع عن ابن الرضا بذلك
فلا يفرق الناس بينه وبين أخيه. ومن عرفه اتهم أخاه بمثل فعاله. فقال: اكتبوا
بإشخاصه مكرما، فأشخص مكرما، فتقدم المتوكل أن يلقاه جميع بني هاشم
والقواد وسائر الناس، وعمل على أنه إذا وافى أقطعه قطيعة وبنى له فيها وحول
إليها الخمارين والقيان؛ وتقدم بصلته وبره، وأفرد له منزلا سريا يصلح أن يزوره
هو فيه، فلما وافى موسى تلقاه أبو الحسن (عليه السلام) في قنطرة وصيف - وهو موضع
يتلقى فيه القادمون - فسلم عليه ووفاه حقه ثم قال له: إن هذا الرجل قد أحضرك
ليهتكك ويضع منك، فلا تقر له أنك شربت نبيذا قط. واتق الله يا أخي أن ترتكب
محظورا! فقال له موسى: وإنما دعاني لهذا فما حيلتي؟ قال: فلا تضع من قدرك
ولا تعص ربك ولا تفعل ما يشينك، فما غرضه إلا هتكك، فأبى عليه موسى، فكرر
عليه أبو الحسن (عليه السلام) القول والوعظ وهو مقيم على خلافه. فلما رأى أنه لا يجيب
قال: أما إن المجلس الذي تريد الاجتماع معه عليه لا تجتمع أنت وهو أبدا. قال:
فأقام موسى ثلاث سنين يبكر كل يوم إلى باب المتوكل، فيقال له: قد تشاغل
298

اليوم، فيروح فيقال له: قد سكر، فيبكر فيقال له: قد شرب دواء، فمازال على هذا
ثلاث سنين حتى قتل المتوكل ولم يجتمع معه على شراب (1).
أقول: والأصل في روايته الكافي في مولد الهادي (عليه السلام) (2).
وورد في ميراث خنثى الكافي (3) ويقال له: " موسى المبرقع ". قال في عمدة
الطالب: مات بقم ويقال لولده: " الرضويون " وأعقب من أحمد بن موسى
المبرقع (4)، وروى الاختصاص عنه خبرا طويلا (5).
[7860]
موسى بن محمد بن القاسم
بن حمزة بن موسى بن جعفر
روى تسمية من رأى حجة الكافي عنه، عن حكيمة عمة أبيه مولده (عليه السلام) (6).
[7861]
موسى بن محمد
الغازي
وصفه إثبات الوصية بكونه من الشيوخ العلماء، وروى عنه مولد
الحجة (عليه السلام) (7). وروى غيبة النعماني " عن موسى بن محمد القمي " (8). ولعلهما
متحدان.
[7862]
موسى المشرقي
قال: روى الكشي - في هشام بن الحكم - عن حمدويه، عن محمد بن عيسى،
عن جعفر بن عيسى، قال موسى المشرقي لأبي الحسن الثاني (عليه السلام): جعلت فداك!

(1) إرشاد المفيد: 331.
(2) الكافي: 1 / 502.
(3) الكافي: 7 / 158.
(4) عمدة الطالب: 201.
(5) الاختصاص: 91.
(6) الكافي: 1 / 330.
(7) إثبات الوصية: 218.
(8) الغيبة للنعماني: 42.
299

روى عنك موسى بن صالح وأبو الأسد: أنهما سألاك عن هشام بن الحكم، فقلت:
ضال مضل شرك في دم أبي الحسن (عليه السلام) فما نقول يا سيدي فيه، نتولاه؟ قال: نعم،
فأعاد عليه " نتولاه على جهة الاستقطاع؟ " قال: نعم، تولوه إذا قلت لك فاعمل به
ولا تريد أن تغالب به، أخرج الآن فقل لهم: قد أمرني بولاية هشام بن الحكم. فقال
المشرقي لنا بين يديه - وهو يسمع - ألم أخبركم أن هذا رأيه في هشام بن الحكم
غير مرة؟ (1)
أقول: لم يعلم تحقق العنوان، وليس الخبر كما ذكر، بل هكذا " قال موسى بن
الرقي لأبي الحسن الثاني (عليه السلام): جعلت فداك! روى عنك المشرقي وأبو الأسود...
الخ " وإنما نقله القهبائي " قال موسى المشرقي " مع أنه استظهر كونه محرف
" هشام المشرقي ". ويشهد لعدم تحقق العنوان عدم ذكر الوسيط له أصلا.
[7863]
موسى بن مطين
القرشي، الكوفي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
أقول: وعنون ميزان الذهبي " موسى بن مطير " ولم أدر هل الأصل فيهما
واحد أم لا؟ فالفرق بينهما في الخط في غاية القلة، لكنه نقل له روايات منكرة
عن أبيه عن أبي هريرة ولم يصفه بالقرشي، لكن نقل في رواياته " ليأتين على
الناس زمان يجد الرجل نعل القرشي فيقبلها، ثم يبكي ويقول: كانت هذه النعل
لقرشي " والظاهر أن مراده ب‍ " القرشي " مثل أبي بكر، فمن أخباره قال أبو بكر
لابنه: إن حدث حدث فأت الغار الذي كنت فيه حتى يأتيك رزقك بكرة
وعشيا.

(1) الكشي: 268.
300

[7864]
موسى
مولى أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: نسب الجامع إلى رجال الشيخ عده في أصحاب الصادق (عليه السلام).
أقول: عنونه في أواخر ميمه.
[7865]
موسى بن نصير
فاتح الأندلس لعبد الملك والوليد
في خلفاء ابن قتيبة: كان سليمان بن عبد الملك حنقا على موسى بن نصير،
فلما استخلف قال لعمر بن عبد العزيز: إني صالب غدا موسى، فبعث عمر إلى
موسى فأتاه، فقال له: إني أحبك لأربع خصال: بعد أثرك في سبيل الله، وحبك لآل
محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)... الخ (1).
وفي كامل الجزري: قحطت أفريقية، فاستسقى موسى بالناس وخطبهم ولم
يذكر الوليد، وقيل له في ذلك، فقال: " هذا مقام لا يدعى فيه لأحد ولا يذكر إلا الله
عزوجل " فسقي الناس (2).
[7866]
موسى بن هلال
النخعي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: " أسند عنه "
وظاهره إماميته.
أقول: قد عرفت في المقدمة أن عناوين رجال الشيخ أعم. بل الظاهر عاميته،
لعنوان الذهبي له ساكتا عن مذهبه، فقال: موسى بن هلال النخعي عن أبي إسحاق
السبيعي، قال أبو زرعة: ضعيف.

(1) الإمامة والسياسة: 2 / 91.
(2) الكامل في التاريخ: 4 / 540.
301

[7867]
موسى بن يزيد
قال: عنونه الشيخ في الفهرست. وأما النجاشي فعنون " موسى بن بريد " كما
مر.
أقول: مر ثمة أن قول النجاشي ثمة " أخو القاسم " دال على أن الصحيح ذاك.
[7868]
موسى بن يسار
القطان
روى باب من يجب مصاحبته من الكافي عنه، عن المسعودي (1).
ولكن قال الشيخ في الفهرست في المسعودي - الآتي -: " روى كتابه موسى
ابن حسان " فأحدهما تحريف، ولعل الأصح هذا.
[7869]
موسى بن يقطين
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا (عليه السلام).
أقول: يحتمل كونه محرف " موسى بن عبيد بن يقطين " المتقدم.
[7870]
موفق بن هارون
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا (عليه السلام) ومر في " محمد بن سنان "
خبر الكشي - في حمله مع البزنطي مكتوب الرضا (عليه السلام) إلى الجواد (عليه السلام) - فقلنا
للموفق: أخرجه إلينا، فأخرجه (عليه السلام) إلينا وهو في صدر موفق (2). وفي " زكريا بن
آدم " خبره عن عبد الله بن الصلت، عن الجواد (عليه السلام) قال: " جزى الله صفوان ومحمد
ابن سنان وزكريا بن آدم عني خيرا، فقد وفوا لي " ولم يذكر سعد بن سعد، فخرجت

(1) الكافي: 2 / 638.
(2) مر في الرقم:...
302

فلقيت موفقا، قلت له: إن مولاي ذكر صفوان... الخبر. ويظهر منهما عدالته.
أقول: هو كما ترى!
[7871]
موقع بن ثمامة بن أثال
الأسدي، الصيداوي
قال: ذكرت السير: أنه قاتل بين يدي الحسين (عليه السلام) إلى أن نفد نبله، ثم جثا
على ركبتيه... إلخ.
أقول: عنوانه وهم، وإنما هو " مرقع بن ثمامة " المتقدم عن الطبري والدينوري
وغيرهما (1).
[7872]
مهاجر، الأسدي
يأتي في ابن كثير.
[7873]
المهاجر بن خالد بن الوليد
المخزومي
قال: كان مع أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم الجمل وقتل بصفين معه، وكان أخوه
عبد الرحمن عثمانيا مع معاوية.
أقول: وقالوا: فقئت عينه يوم الجمل (2).
[7874]
مهاجر بن زياد
الحارثي
قال: عده ابن عبد البر في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وتنظر فيه أبو عمرو.

(1) تقدم في ص 33 الرقم 7473.
(2) انظر شرح ابن أبي الحديد: 11 / 69.
303

أقول: بل " أبو عمر " وهو ابن عبد البر. ثم في الاشتقاق (1): قتل يوم تستر مع
أبي موسى.
[7875]
مهاجر بن كثير
الأسدي، الكوفي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام). وروى حب دنيا
الكافي عن عبد الحميد بن علي الكوفي، عنه، عن الصادق (عليه السلام) (2).
أقول: بل " عن مهاجر الأسدي " ومن أين إرادة هذا به؟ وكما عد الشيخ في
رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) هذا، عد " مهاجر بن زيد الأسدي " ولا شاهد
لأحدهما.
وكيف كان: ففي ميزان الذهبي: مهاجر بن كثير عن الحكم بن مصقلة، قال
أبو حاتم: متروك الحديث.
[7876]
مهجع بن الصلت بن عقبة
بن سمعان بن غانم بن أم غانم
اليمانية، صاحبة الحصاة
قال: يأتي في " أم غانم " ما يدل على كونه حسنا، لتعظيم العسكري (عليه السلام) له
وختمه له الحصاة.
أقول: روى الخبر الكافي في باب ما يفصل به بين دعوى المحق والمبطل (3).
ورواه الغيبة في معجزات العسكري (عليه السلام) (4).

(1) المراد به ظاهرا اشتقاق ابن دريد.
(2) الكافي: 2 / 318.
(3) الكافي: 1 / 347.
(4) غيبة الطوسي: 122.
304

[7877]
مهجع، مولى عمر
قال: أول قتيل من المسلمين يوم بدر، أتاه سهم غرب وهو بين الصفين فقتله.
أقول: إنما في أنساب البلاذري يقال: إنه أول قتيل يوم بدر، قتله عامر
الحضرمي (1).
قال: قيل فيه وفي أصحابه نزل قوله تعالى: (ولا تطرد الذين يدعون ربهم)
وهم بلال وصهيب... الخ.
قلت: هو من موضوعات العامة، فصهيب كان من المنافقين، كما مر فيه.
قال: شهادته تكفي في حسن حاله.
قلت: قتله بسهم غرب ليس بشهادة.
[7878]
المهدي، مولى عثمان
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي (عليه السلام) قائلا: كان محمودا، وهو
الذي بايع أمير المؤمنين (عليه السلام) على البراءة من الأولين.
وروى الكشي عن العياشي، عن علي بن الحسن، عن عباس بن عامر، عن
أبان بن عثمان، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) أن المهدي مولى عثمان أتى فبايع
أمير المؤمنين (عليه السلام) ومحمد بن أبي بكر جالس، قال: " أبايعك على أن الأمر كان لك
أولا وأبرأ من فلان وفلان " فبايعه (2).
أقول: الظاهر أن الأصل في ذيل الخبر " من فلان وفلان وفلان " ليكون إشارة
إلى الثلاثة. لكن ذكر معارف ابن قتيبة مواليهم (3) ولم يذكره. وعنون أسد الغابة
" مهدي الجزري " وروى عنه، قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاثة يعذرون بسوء الخلق:
المريض والمسافر والصائم (4). ولعل الأصل واحد.

(1) أنساب الأشراف: 1 / 296.
(2) الكشي: 104.
(3) يعني موالي الثلاثة.
(4) أسد الغابة: 4 / 424.
305

[7879]
مهران بن أبي بصير
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم (عليه السلام). واحتمل الجامع كونه
مصحف " مهران بن أبي نصر ". وفي الكافي - في شرط من أذن له في أعمال
الظلمة -: عثمان بن عيسى، عن مهران بن محمد بن أبي نصر، عن الصادق (عليه السلام)
مامن جبار إلا ومعه مؤمن... الخبر (1).
أقول: الاحتمال للوسيط، وقد نقل الجامع شاهد العنوان خبر النهي عن
الإشراف على قبر نبي الكافي (2) وما يجب على محرم التهذيب (3). لكن فيهما
" مهران بن أبي نصر " وفي الثاني روى عن الكاظم (عليه السلام) وفي الأول عن
الصادق (عليه السلام) ففيه: من منكم له موعد يدخل على أبي عبد الله (عليه السلام) الليلة؟ فقال
مهران بن أبي نصر: أنا... الخبر.
[7880]
مهران بن أبي نصر
مر في سابقه، وفي إحرام دون وقت الكافي: أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن
مهران بن أبي نصر (4).
[7881]
مهران بن محمد بن أبي نصر
يأتي في الآتي.
[7882]
مهران بن محمد بن مهران
أبي نصر، السكوني
قال: عنونه النجاشي (إلى أن قال) عن محمد بن أبي عمير، عن مهران بن
محمد بكتابه.

(1) الكافي: 5 / 111.
(2) الكافي: 1 / 452.
(3) التهذيب: 5 / 306.
(4) الكافي: 4 / 322.
306

أقول: بل عنون " مهران بن محمد بن أبي نصر السكوني " ولم أدر من أين أتى
المصنف ب‍ " مهران " الثاني؟ وفي شرط من أذن له في أعمالهم من الكافي: عثمان
ابن عيسى، عن مهران بن محمد بن أبي نصر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) (1).
هذا، والأصل فيه وفي " مهران بن أبي بصير " - المتقدم عن رجال الشيخ -
و " مهران بن أبي نصر " - المتقدم عن الخبر - واحد، والأصل هذا يروي عن جد
البزنطي، ويروي عنه البزنطي كما في نوادر جهاد التهذيب (2)، والظاهر كونه ابن عم
أبي البزنطي: أحمد بن محمد بن عمرو بن أبي نصر المتقدم.
[7883]
مهران
عنونه القهبائي، قائلا: " مر في علي بن أبي حمزة " مشيرا إلى نقله خبر الكشي
ثمة " قال محمد بن الفضل للرضا (عليه السلام): إني تركت ابن أبي حمزة وابن مهران،
ومهران أشد الناس عداوة لك " (3). لكن في الأصل بدل قوله: " ومهران " " وابن
أبي سعيد " وهو الصحيح فعنوانه ساقط.
[7884]
مهران مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
وقيل: مولى آل أبي طالب
قال: صحابي لم أتحقق حاله.
أقول: بل أصله، فقيل فيه أسماء أخر: كيسان وطهمان وذكوان وميمون وهرمز.
[7885]
مهزم الأسدي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر والصادق (عليهما السلام). وعده في
أصحاب الكاظم (عليه السلام) قائلا: " روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) ". وقال في أصحاب

(1) الكافي: 5 / 111.
(2) التهذيب: 6 / 174.
(3) الكشي: 405.
307

الصادق (عليه السلام) أيضا: مهزم بن أبي بردة الأسدي، كوفي أبو إبراهيم.
وقال النجاشي - في ابنه إبراهيم -: روى مهزم عن أبي عبد الله (عليه السلام) وعن
رجل عن أبي عبد الله (عليه السلام).
وروى الكافي في خبر: قال مهزم لأبي عبد الله (عليه السلام): هذا الأمر الذي ننتظر
متى هو؟ قال: يا مهزم! كذب الوقاتون وهلك المستعجلون ونجا المسلمون (1).
وعن البصائر: غمز مهزم ثدي جارية صاحب منزله، فدخل على
الصادق (عليه السلام) فقال له: إن أمرنا لا يتم إلا بالورع (2).
أقول: رواه في باب أنهم (عليهم السلام) يخبرون شيعتهم بأفعالهم.
[7886]
مهزيار
روى النجاشي نوادر " فضالة " - المتقدم - عن محمد بن الحسن بن مهزيار،
عن أبيه، عن أبيه، عن فضالة.
[7887]
مهشم أبو حذيفة بن عتبة
قال: صحابي مجهول الحال.
أقول: أبو حذيفة العبشمي أبو " محمد بن أبي حذيفة " ومولى (3) سالم مولى
" أبي حذيفة " معروف وحاله حال عامة الصحابة، لكن كون اسمه مهشما قول.
[7888]
المهلب بن أبي صفرة
كان مع مصعب في قتل المختار.
وفي الطبري: أنه قال لمصعب - بعد قتل محمد بن الأشعث في ذاك القتال -:

(1) الكافي: 1 / 368.
(2) بصائر الدرجات: 243، الجزء الخامس ب 11 ح 2.
(3) كذا، والظاهر زيادة كلمة " مولى ".
308

يا له فتحا ما أهناه! لو لم يكن محمد بن الأشعث قتل (1).
[7889]
مياح المدائني
قال: عنونه النجاشي، قائلا: ضعيف جدا، له كتاب يعرف برسالة مياح،
وطريقها أضعف منها، وهو محمد بن سنان.
وابن الغضائري، قائلا: روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) ومفضل بن عمر، ضعيف
جدا، غال المذهب.
أقول: بل قال: روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) ومفضل بن صالح ومفضل بن عمر...
الخ.
ثم الذي وقفنا في طريقه رواية ابنه " الحسين " لا " ابن سنان " كما قال
النجاشي، كما في بدع الكافي (2) وفي النهي عن الكلام في كيفيته (3)، وكذا في صلة
إمامه (4)، وفي طلب رئاسته (5).
[7890]
ميثم بن علي بن ميثم
البحراني
قال، قال المجلسي: كتاب شرح نهج البلاغة وكتاب الاستغاثة في بدع
الثلاثة له.
أقول: بل الاستغاثة لعلي بن أحمد الكوفي الغالي، المتقدم. ولابن ميثم في
شرح نهجه خبطات تاريخية، الأصل فيها الراوندي، وهو إمامي إلى العامة أقرب
عكس المعتزلي، كما لا يخفى على من راجع شرحيهما.

(1) تاريخ الطبري: 6 / 104.
(2) الكافي: 1 / 58.
(3) الكافي: 1 / 93.
(4) الكافي: 1 / 537.
(5) الكافي: 2 / 298.
309

[7891]
ميثم بن يحيى
التمار
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي والحسن والحسين (عليهم السلام).
وعد في خبر الكشي في حواري الأول (عليه السلام) (1) وفي أصفيائه (2).
وروى الكشي عن حمدويه وإبراهيم، عن أيوب بن نوح، عن صفوان، عن
عاصم بن حميد، عن ثابت الثقفي قال: لما مر بميثم ليصلب، قال رجل: يا ميثم لقد
كنت عن هذا غنيا! قال: فالتفت إليه ميثم ثم قال: والله! ما نبتت هذه النخلة إلا لي
ولا اغتذيت إلا لها.
وعن العياشي، عن علي بن محمد، عن محمد بن أحمد النهدي، عن العباس
ابن معروف، عن صفوان، عن يعقوب بن شعيب، عن صالح بن ميثم، عن أبي خالد
التمار، قال: كنت مع ميثم التمار بالفرات يوم الجمعة فهبت ريح وهو في سفينة من
سفن الرمان، قال: فخرج فنظر إلى الريح، فقال: شدوا برأس سفينتكم، إن هذه ريح
عاصف، مات معاوية الساعة! قال: فلما كانت الجمعة المقبلة قدم بريد من الشام
فلقيته فاستخبرته، قلت: يا عبد الله ما الخبر؟ قال: الناس على أحسن حال، توفي
معاوية وبايع الناس يزيد، قال: قلت: أي يوم توفي؟ قال: يوم الجمعة.
وعنه، عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي، عن الحسن بن
علي بن بنت إلياس الوشاء، عن عبد الله بن خراش المهري، عن علي بن إسماعيل،
عن فضيل الرسان، عن حمزة بن ميثم، قال: خرج أبي إلى العمرة فحدثني، قال:
استأذنت على أم سلمة (رحمهما الله) فضربت بيني وبينها خدرا، فقالت لي: أنت ميثم؟
فقلت: أنا ميثم، فقالت: كثيرا رأيت الحسين بن علي بن فاطمة (عليه السلام) ذكرك، قلت:
فأين هو؟ قالت: خرج في غنم له آنفا، قلت: أنا والله أكثر ذكره فاقرئيه السلام
فإني مبادر؛ فقالت: يا جارية أخرجي فادهنيه، فخرجت فدهنت لحيتي ببان،

(1) الكشي: 9.
(2) لم نقف عليه في الكشي.
310

فقلت: أما والله! لئن دهنتها لتخضبن فيكم بالدماء؛ فخرجت فإذا ابن عباس
جالس، فقلت لابن عباس: سلني عما شئت من تفسير القرآن، فإني قرأت تنزيله
عند أمير المؤمنين (عليه السلام) وعلمني تأويله، فقال: يا جارية! الدواة والقرطاس، فأقبل
يكتب؛ فقلت: يا ابن عباس! كيف بك إذا رأيتني مصلوبا تاسع تسعة أقصرهم
خشبة وأقربهم بالمطهرة، فقال لي: أتكهن أيضا؟! خرق الكتاب، فقلت: مه!
احتفظ بما سمعت، فإن يك ما أقول لك حقا أمسكته وإن يك باطلا خرقته، قال: هو
ذاك. فقدم أبي علينا، فما لبث يومين حتى أرسل عبيد الله بن زياد فصلبه تاسع
تسعة أقصرهم خشبة وأقربهم إلى المطهرة، فرأيت الذي جاء إليه ليقتله - وقد
أشار إليه بالحربة - وهو يقول: أما والله! ما علمتك إلا قواما، ثم طعنه في خاصرته
فأجافه فاحتقن الدم فمكث يومين، ثم إنه في اليوم الثالث بعد العصر قبل المغرب
انبعث منخراه دما، فخضب لحيته بالدماء.
قال العياشي: حدثني أيضا بهذا الحديث علي بن فضال، عن أحمد بن محمد
الأقرع، عن داود بن مهزيار، عن علي بن إسماعيل، عن فضيل، عن عمران بن
ميثم. قال علي بن الحسن: هو " حمزة بن ميثم " خطأ، وقال علي: أخبرنا به الوشاء
بإسناده مثله، غير أنه ذكر " عمران بن ميثم ".
وعن حمدويه وإبراهيم، عن أيوب، عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن جده
قال لي ميثم التمار ذات يوم: يا أبا حكيم! إني أخبرك بحديث وهو حق، قال:
فقلت: يا أبا صالح بأي شيء تحدثني؟ قال: إني أخرج العام إلى مكة فإذا قدمت
القادسية راجعا أرسل إلي هذا الدعي ابن زياد رجلا في مائة فارس حتى يجيء
بي إليه، فيقول لي: أنت من هذه السبائية الخبيثة المحترقة التي قد يبست عليها
جلودها، وأيم الله لأقطعن يدك ورجلك! فأقول: لا رحمك الله، فوالله! لعلي (عليه السلام)
كان أعرف بك من حسن حين ضرب رأسك بالدرة، فقال له الحسن: يا أبه لا
تضربه فإنه يحبنا ويبغض عدونا، فقال له علي (عليه السلام) - مجيبا له -: أسكت يا بني
فوالله لأنا أعلم به منك، فو الذي فلق الحبة وبرء النسمة! إنه لولي لعدوك وعدو
لوليك؛ قال: فيأمر بي عند ذلك فأصلب، فأكون أول هذه الأمة ألجم بالشريط في
311

الإسلام، فإذا كان اليوم الثالث فقلت: غابت الشمس أو لم تغب ابتدر منخراي دما
على صدري ولحيتي؛ قال: فرصدناه فلما كان اليوم الثالث غابت الشمس أولم
تغب ابتدر منخراه على صدره ولحيته دما، فاجتمعنا سبعة من التمارين فاتفقنا
بحمله، فجئنا إليه ليلا والحراس يحرسونه وقد أوقدوا النار، فحالت النار بيننا
وبينهم فاحتملناه بخشبته حتى انتهينا به إلى فيض - من ماء في مراد - فدفناه فيه
ورمينا بخشبته في مراد في الخراب وأصبح فبعث الخيل فلم يجد شيئا. قال، وقال
يوما: يا أبا حكيم! ترى هذا المكان ليس يؤدى فيه طسق - والطسق أداء الأجر -
ولئن طالت بك الحياة لتؤدين طسق هذا المكان إلى رجل في دار الوليد ابن عقبة،
يقال له: زرارة.
وعن جبرئيل بن أحمد، عن محمد بن عبد الله بن مهران، عن محمد بن علي
الصيرفي، عن علي بن محمد، عن يوسف بن عمران الميثمي، سمعت ميثما
النهرواني يقول: دعاني أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال لي: كيف أنت يا ميثم إذا دعاك
دعي بني أمية عبيد الله بن زياد إلى البراءة مني؟ فقلت: يا أمير المؤمنين والله! لا
أبرأ منك، قال: إذن والله! يقتلك ويصلبك، قلت: أصبر فذاك في الله قليل، فقال: يا
ميثم إذن تكون معي في درجتي. قال: وكان ميثم يمر بعريف قومه ويقول: يا
فلان! كأني بك وقد دعاك دعي بني أمية وابن دعيها فيطلبني منك أياما، فإذا
قدمت عليك ذهبت بي إليه حتى يقتلني على باب دار عمرو بن حريث، فإذا كان
اليوم الرابع ابتدر منخراي دما عبيطا؛ وكان ميثم يمر بنخلة في سبخة فيضرب بيده
عليها ويقول: يا نخلة ما غذيت إلا لك وما غذيت إلا لي. وكان يمر بعمرو بن
حريث ويقول: يا عمرو! إذا جاورتك فأحسن جواري، وكان عمرو يرى أنه
يشتري دارا أو ضيعة لزيق ضيعته، فيقول عمرو: ليتك قد فعلت. ثم خرج ميثم
النهرواني إلى مكة، فأرسل الطاغية عدو الله ابن زياد إلى عريف ميثم فطلبه منه،
فأخبره أنه بمكة، فقال: لئن لم تأتني به لأقتلنك، فأجله أجلا، وخرج العريف إلى
القادسية ينتظر ميثما. فلما قدم ميثم قال له: أنت ميثم؟ قال: نعم أنا ميثم، قال: تبرأ
من أبي تراب، قال: لا أعرف أبا تراب، قال: تبرأ من علي بن أبي طالب، فقال له:
312

فإن لم أفعل؟ قال: إذن والله لأقتلنك! قال: أما لقد كان يقول لي: إنك ستقتلني
وتصلبني علي باب دار عمرو بن حريث، فإذا كان يوم الرابع ابتدر منخراي دما
عبيطا. فأمر به فصلب على باب دار عمرو بن حريث، فقال للناس: سلوني - وهو
مصلوب - قبل أن أقتل، فوالله! لأخبرنكم بعلم ما يكون إلى أن تقوم الساعة وما
يكون من الفتن. فلما سأله الناس، حدثهم حديثا واحدا إذ أتاه رسول من قبل
ابن زياد فألجمه بلجام من شريط، وهو أول من ألجم بلجام وهو مصلوب.
قال الكشي: وروي عن أبي الحسن الرضا، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام) قال: أتى
ميثم التمار دار أمير المؤمنين (عليه السلام) فقيل له: إنه نائم، فنادى بأعلى صوته انتبه أيها
النائم! فوالله لتخضبن لحيتك من رأسك، فانتبه أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: أدخلوا
ميثما، فقال: أيها النائم والله لتخضبن لحيتك من رأسك! فقال: صدقت! وأنت
والله! لتقطعن يداك ورجلاك ولسانك، ولتقطعن النخلة التي بالكناسة فتشق أربع
قطع، فتصلب أنت على ربعها، وحجر بن عدي على ربعها، ومحمد بن أكثم على
ربعها، وخالد بن مسعود على ربعها؛ قال ميثم: فشككت في نفسي وقلت: إن
عليا (عليه السلام) ليخبرنا بالغيب، فقلت له: أو كائن ذاك يا أمير المؤمنين؟ فقال: إي ورب
الكعبة! كذا عهده إلي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قلت: لم يفعل ذلك بي يا أمير المؤمنين؟ فقال:
ليأخذنك العتل الزنيم ابن الأمة الفاجرة عبيد الله بن زياد. قال: وكان يخرج إلى
الكناسة وأنا معه فيمر بالنخلة، فيقول لي: يا ميثم! إن لك ولها شأنا من الشأن، قال:
فلما ولي عبيد الله بن زياد الكوفة ودخلها تعلق علمه بالنخلة التي بالكناسة
فتخرق، فتطير من ذلك، فأمر بقطعها، فاشتراها رجل من النجارين فشقها أربع
قطع، قال ميثم: فقلت لصالح ابني: فخذ مسمارا من حديد فانقش عليه اسمي
واسم أبي ودقه في بعض تلك الأجذاع. قال: فلما مضى بعد ذلك أيام أتى قوم من
أهل السوق، فقالوا: يا ميثم! انهض معنا إلى الأمير نشكو إليه عامل السوق ونسأله
أن يعزله عنا ويولي علينا غيره، قال: وكنت خطيب القوم، فنصت لي وأعجبه
منطقي؛ فقال له عمرو بن حريث: أصلح الله الأمير! تعرف هذا المتكلم؟ قال: ومن
هو؟ قال: هذا ميثم التمار الكذاب مولى الكذاب علي بن أبي طالب! قال: فاستوى
313

جالسا، فقال لي: ما يقول؟ فقلت: كذب أصلح الله الأمير، بل أنا الصادق مولى
الصادق علي بن أبي طالب أمير المؤمنين حقا، فقال: لتبرأن من علي ولتذكرن
مساويه وتتولى عثمان وتذكر محاسنه، أم لأقطعن يديك ورجليك ولأصلبنك
فبكيت، فقال لي: بكيت من القول دون الفعل! فقلت: والله! ما بكيت من القول ولا
من الفعل، ولكني بكيت من شك كان دخلني يوم خبرني سيدي ومولاي، فقال لي:
وما قال مولاك؟ قال، قلت: أتيت الباب، فقيل: إنه نائم، فناديت انتبه أيها النائم!
فوالله لتخضبن لحيتك من رأسك، فقال: صدقت وأنت والله! لتقطعن يداك
ورجلاك ولسانك ولتصلبن، فقلت: ومن يفعل ذلك بي يا أمير المؤمنين؟ فقال:
" يأخذك العتل الزنيم ابن الأمة الفاجرة عبيد الله بن زياد " قال: فامتلأ غيظا، ثم
قال: والله لأقطعن يديك ورجليك ولأدعن لسانك حتى أكذبك وأكذب مولاك،
فأمر به فقطعت يداه ورجلاه؛ ثم أخرج فأمر به أن يصلب، فنادى بأعلى صوته:
أيها الناس من أراد أن يسمع الحديث المكنون عن علي بن أبي طالب (عليه السلام)؟ قال:
فاجتمع الناس وأقبل يحدثهم بالعجائب، قال: وخرج عمرو بن حريث - وهو
يريد منزله - فقال: ما هذه الجماعة؟ فقالوا: ميثم التمار يحدث الناس عن علي بن
أبي طالب، قال: فانصرف مسرعا، فقال: أصلح الله الأمير بادره فابعث إلى هذا من
يقطع لسانه، فإني لست آمن أن تتغير قلوب أهل الكوفة فيخرجوا عليك؛ قال:
فالتفت إلى حرسي فوق رأسه، فقال: اذهب فاقطع لسانه، قال: فأتاه الحرسي،
فقال: يا ميثم! قال: ما تشاء؟ قال: أخرج لسانك فقد أمرني الأمير بقطعه؛ قال
ميثم: ألا زعم ابن الأمة الفاجرة يكذبني ويكذب مولاي، هاك لساني! قال: فقطع
لسانه وتشحط ساعة في دمه، ثم مات، وأمر به فصلب. قال صالح: فمضيت بعد
ذلك بأيام، فإذا هو قد صلب على الربع الذي كنت دققت فيه المسمار (1).
ومر في " حبيب بن مظاهر " إخباره حبيبا بما يجري عليه بعد إخبار حبيب
إياه بما يجري عليه (2).

(1) الكشي: 79 - 87.
(2) مر في ج 3، الرقم 1768.
314

أقول: وفي إرشاد المفيد: روى العلماء أن ميثم التمار كان عبدا لامرأة من
بني أسد، فاشتراه أمير المؤمنين (عليه السلام) منها فأعتقه، فقال له: ما اسمك؟ فقال: سالم،
فقال: أخبرني النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن اسمك الذي سماك به أبواك في العجم ميثم، قال:
صدق الله ورسوله وصدقت يا أمير المؤمنين، والله! إنه لأسمي، قال: فارجع إلى
اسمك الذي سماك به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ودع سالما، فرجع إلى " ميثم " واكتنى بأبي
سالم. فقال له علي (عليه السلام) ذات يوم: إنك تؤخذ بعدي فتصلب وتطعن بحربة، فإذا
كان اليوم الثالث ابتدر منخراك وفمك دما يخضب لحيتك، فانتظر ذلك الخضاب،
فتصلب على باب دار عمرو بن حريث، عاشر عشرة أنت أقصرهم خشبة وأقربهم
من المطهرة، وامض حتى أريك النخلة التي تصلب على جذعها، فأراه إياها. وكان
ميثم يأتيها فيصلي عندها، ويقول: بوركت من نخلة! لك خلقت ولي غذيت، ولم
يزل يتعاهدها حتى قطعت وحتى عرف الموضع الذي يصلب عليها بالكوفة؛ قال:
وكان يلقى عمرو بن حريث، فيقول له: إني مجاورك فأحسن جواري، فيقول له
عمرو: أتريد أن تشتري دار ابن مسعود أو دار ابن حكيم؟ وهو لا يعلم ما يريد.
وحج في السنة التي قتل فيها، فدخل على أم سلمة - رضي الله عنها - فقالت: من
أنت؟ قال: أنا ميثم، قالت: والله! لربما سمعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يذكرك ويوصي بك
عليا (عليه السلام) في جوف الليل، فسألها عن الحسين (عليه السلام)؟ فقالت: هو في حائط له، قال:
أخبريه أنني قد أحببت السلام عليه ونحن ملتقون عند رب العالمين إن شاء الله
تعالى؛ فدعت أم سلمة بطيب وطيبت لحيته وقالت له: أما إنها ستخضب بدم! فقدم
الكوفة فأخذه عبيد الله بن زياد فأدخل عليه، فقيل له: هذا كان من آثر الناس عند
علي، قال: ويحكم! هذا الأعجمي؟ قيل له: نعم، قال له عبيد الله: أين ربك؟ قال:
بالمرصاد لكل ظالم وأنت أحد الظلمة، قال: إنك على عجمتك لتبلغ الذي تريد،
ما أخبرك صاحبك أني فاعل بك؟ قال: أخبرني أنك تصلبني عاشر عشرة أنا
أقصرهم خشبة وأقربهم إلى المطهرة، قال: لنخالفنه، قال: كيف تخالفه؟ فوالله! ما
أخبرني إلا عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن جبرئيل عن الله تعالى، فكيف تخالف هؤلاء؟
ولقد عرفت الموضع الذي أصلب عليه أين هومن الكوفة، وأنا أول خلق الله ألجم
315

في الإسلام! فحبسه وحبس معه المختار بن أبي عبيد، قال له ميثم: إنك تفلت
وتخرج ثائرا بدم الحسين (عليه السلام) فتقتل هذا الذي يقتلنا. فلما دعا عبيد الله بالمختار
ليقتله طلع بريد بكتاب يزيد إلى عبيد الله يأمره بتخلية سبيله، فخلاه. وأمر بميثم أن
يصلب، فأخرج، فقال له رجل: ما أغناك عن هذا يا ميثم؟ فتبسم وقال - وهو
يومئ إلى النخلة - لها خلقت ولي غذيت؛ فلما رفع على الخشبة اجتمع الناس
حوله على باب عمرو بن حريث، قال عمرو: قد كان والله يقول: إني مجاورك،
فلما صلب أمر جاريته بكنس تحت خشبته ورشه وتجميره، فجعل ميثم يحدث
بفضائل بني هاشم. فقيل لابن زياد: قد فضحكم هذا العبد، فقال: ألجموه، وكان
أول خلق الله ألجم في الإسلام - وكان قتل ميثم (رحمه الله) قبل قدوم الحسين (عليه السلام) العراق
بعشرة أيام - فلما كان اليوم الثالث من صلبه طعن ميثم بالحربة فكبر، ثم انبعث في
آخر النهار فمه وأنفه دما (1).
ورواه ابن أبي الحديد عن كتاب غارات الثقفي مع زيادات، ومنها: وقد كان
علي (عليه السلام) قد أطلعه على علم كثير وأسرار خفية من أسرار الوصية، فكان ميثم
يحدث ببعض ذلك، فيشك فيه قوم من أهل الكوفة، وينسبون عليا (عليه السلام) في ذلك
إلى المخرفة والإيهام والتدليس (2).
وفي خلاصة العلامة: روى العقيقي: أن أبا جعفر (عليه السلام) كان يحبه حبا شديدا،
وأنه كان مؤمنا شاكرا في الرخاء صابرا في البلاء.
وعده خبر رسائل الكليني في أصفياء أمير المؤمنين (عليه السلام) (3).
وروى الكافي عن الصادق (عليه السلام) قال: ما منع ميثم (رحمه الله) من التقية، فو الله! لقد
علم أن هذه الآية نزلت في عمار وأصحابه (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان) (4).
هذا، ومر في " عبيد الله بن زياد " ما في خبر الكشي الرابع. ومر في " حجر بن

(1) الإرشاد: 170.
(2) شرح نهج البلاغة: 2 / 291.
(3) لم يصل إلينا رسائل الكليني، وقد ذكره المفيد في الاختصاص: 3.
(4) الكافي: 2 / 220.
316

عدي " ما في خبر الكشي الأخير من تضمنه صلب حجر على ربع النخلة التي
صلب عليها ميثم، بأن حجرا قتل صبرا في مرج عذراء من دمشق سنة 51 في
خلافة معاوية، وإمارة زياد على العراق، وقتل ميثم كان صلبا في الكوفة في سنة
60 في خلافة يزيد وإمارة عبيد الله، فإن أريد بحجر فيه غير الكندي المعروف
فكيف أهمل في التاريخ وفي كتب الرجال؟ وكذلك كيف أهمل صاحباه " محمد
ابن أكثم " و " خالد بن مسعود " في التاريخ والرجال؟ فالخبران لا عبرة بهما. وأما
تحريفات أخباره - الخبرين وباقيها - فلا تخفى.
هذا، ولا ريب أن ميثما ابن يحيى للاتفاق عليه في الأخبار والرجال. وعنوان
الشيخ في الفهرست ابنه الرابع (1) " أحمد بن الحسن بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم
بن عبد الله التمار " كما مر وهم.
هذا، ولم يعنونه فهرست الشيخ والنجاشي لعدم وقوفهما له على كتاب
وموضوعهما عنوان ذوي الكتب. لكن المفهوم من خبر رواه أمالي الشيخ في حال
محبي أهل البيت (عليهم السلام) كونه ذا كتاب، ففي ذاك الخبر: عن صالح بن ميثم قال:
وجدت في كتاب ميثم... الخ (2).
[7892]
ميسر بن عبد العزيز
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر (عليه السلام) قائلا: " النخعي المدائني "
وفي أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: بياع الزطي.
وقال النجاشي في ابنه " محمد ": روى أبوه عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام).
وقال الكشي: قال علي بن الحسن: إن ميسر بن عبد العزيز كان كوفيا
وكان ثقة.
وروى الكشي عن العياشي، عن عبد الله بن محمد بن خالد، عن الوشاء،

(1) يعني: " بن عبد الله " الواقع في المرتبة الرابعة من النسب.
(2) أمالي الطوسي: 1 / 147.
317

عن بعض أصحابنا، عن ميسر، عن أحدهما (عليهما السلام) قال لي: يا ميسر! إني لأظنك
وصولا لقرابتك، قلت: نعم جعلت فداك! لقد كنت في السوق وأنا غلام وأجرتي
درهمان، وكنت أعطي واحدا عمتي وواحدا خالتي، فقال: أما والله! لقد حضر
أجلك مرتين كل ذلك يؤخر.
وعن إبراهيم بن علي الكوفي، عن إسحاق بن إبراهيم الموصلي، عن يونس،
عن حنان وابن مسكان، عن ميسر قال: دخلنا على أبي جعفر (عليه السلام) ونحن جماعة
فذكروا صلة الرحم والقرابة، فقال أبو جعفر (عليه السلام): يا ميسر! أما إنه قد حضر أجلك
غير مرة ولا مرتين، كل ذلك يؤخر الله بصلتك قرابتك (1).
وروى تذاكر إخوان الكافي عنه قال: قال الباقر (عليه السلام) لي: تخلون وتتحدثون
وتقولون ما شئتم؟ فقلت: إي والله! إنا لنخلو ونتحدث ونقول ما شئنا، فقال: أما
والله! إني لوددت أني معكم في بعض تلك المواطن، أما والله! لأحب ريحكم
وأرواحكم، وأنكم على دين الله ودين ملائكته، فأعينونا بورع واجتهاد (2).
وعنه قال: قال الصادق (عليه السلام): كيف أصحابك؟ قلت: جعلت فداك! لنحن عندهم
شر من اليهود (إلى أن قال) لا والله! لا يدخل النار منكم اثنان لا والله! ولا واحد (3).
ومر في " عبد الله بن عجلان " رواية صحيحة عن الباقر (عليه السلام) قال: رأيت كأني
على رأس جبل والناس يصعدون عليه من كل جانب إذا كثروا عليه تطاول بهم
السماء، وجعل الناس يتساقطون عنه من كل جانب حتى لم يبق منهم إلا عصابة
يسيرة، يفعل ذلك خمس مرات، وكل ذلك يتساقط الناس عنه وتبقى تلك العصابة
عليه، أما أن ميسر بن عبد العزيز وعبد الله بن عجلان في تلك العصابة (4).
وفي خلاصة العلامة: " قال العقيقي: أثنى عليه آل محمد (عليهم السلام) وهو ممن
يجاهد (5) في الرجعة " والمراد من جهاده في الرجعة - كما قال المجلسي - إصراره
على إثبات رجعتهم (عليهم السلام) بالبرهان.

(1) الكشي: 244.
(2) الكافي: 2 / 187.
(3) روضة الكافي: 78.
(4) مر في ج 6، الرقم 4411.
(5) في الخلاصة المطبوعة (المطبعة الحيدرية): ممن يجاهر - بالراء -.
318

أقول: بل المراد أن ميسرا يرجع في الرجعة ويجاهد المخالفين مع أصحاب
القائم (عليه السلام) فروى الاختصاص عن أبي بصير المرادي، عن الصادق (عليه السلام) قال: كأني
بحمران بن أعين وميسر بن عبد العزيز يخبطان الناس بأسيافهما بين الصفا
والمروة (1).
ومر في " عبد الله بن عجلان " خبر آخر، عنه، عن الصادق (عليه السلام) قال: رأيت
كأني على جبل، فيجيء الناس فيركبونه فإذا ركبوا عليه تصاعد بهم الجبل
فينتثرون عنه ويسقطون، فلم يبق معي إلا عصابة يسيرة أنت منهم وصاحبك
الأحمر، يعني: عبد الله بن عجلان (2).
عنونه الكشي مع عبد الله بن عجلان - المتقدم - وروى الخبرين (3). ومر
تحريفاتهما. والشيخ في الرجال قال في أصحاب الصادق (عليه السلام): " مات في حياة
أبي عبد الله (عليه السلام) ". وغفل المصنف عن نقله، ولكن في وجوب رد مبيع الفقيه " محمد
بن أبي عمير، عن ميسر بن عبد العزيز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) " (4). وابن أبي عمير
لم يرو عن الصادق (عليه السلام) ولا عن أصحابه الذين ماتوا في حياته (عليه السلام).
وفي فضل دعاء الكافي رواية صفوان عنه (5). وصفوان بن يحيى مثل ابن
أبي عمير في تأخره عن أن يروي عمن مات في حياة الصادق (عليه السلام) وصفوان في
الخبر وإن كان مطلقا إلا أن كون راويه محمد بن عبد الجبار ينفي كونه الجمال. فإما
موته في حياته (عليه السلام) ليس بصحيح. وإما " بن عبد العزيز " في الخبرين زائد.
وأما رواية الحسن بن فضال " عن ميسر، عن الصادق (عليه السلام) " في نوادر آخره (6)
فيمكن حمله على غير هذا، فعد الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام)
" ميسر بن أبي البلاد " و " ميسر بن عبد الله النخعي " أيضا.

(1) لم نقف عليه في الاختصاص. ونقله البحار عن منتخب البصائر: 53 / 40.
(2) مر في ج 6، الرقم 4411.
(3) الكشي: 242.
(4) الفقيه: 3 / 270.
(5) الكافي: 2 / 466.
(6) الفقيه: 4 / 418.
319

[7893]
ميسرة، أبو طيبة
الحجام
قال: صحابي حاله غير متضح.
أقول: المحقق أبو طيبة الحجام. وأما اسمه فقيل: ميسرة، وقيل: نافع.
[7894]
ميسرة، بياع الزطي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام). وفي الخبر: أن
الباقر (عليه السلام) أفضى إليه بأسرار الإمامة. واحتمل الجامع كونه السابق، ولا شاهد له.
أقول: شاهده أنه ذكر في كل منهما أنه " بياع الزطي " وزيادة الهاء في هذا أو
نقصه من ذاك. وأن الكافي روى خبرا في من يكره معاملته " عن ميسر بن
عبد العزيز " (1) ورواه فضل تجارة التهذيب " عن ميسرة بن عبد العزيز " (2). وأن نوادر
ميراث الفقيه روى خبرا " عن ميسر " (3) ورواه ميراث أزواج التهذيب (4) والنساء
لا يرثن من عقار الكافي " عن ميسرة بياع الزطي " (5).
[7895]
ميسرة بن حبيب
أبو حازم، النهدي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) وظاهره إماميته.
أقول: بل الظاهر عاميته، لعنوان ابن حجر له ساكتا عن مذهبه، وأعمية
عناوين رجال الشيخ. عنونه ابن حجر وقال: صدوق، من السابعة.

(1) الكافي: 5 / 158.
(2) التهذيب: 7 / 10.
(3) الفقيه: 4 / 347.
(4) التهذيب: 9 / 299.
(5) الكافي: 7 / 130.
320

[7896]
ميسرة بن شريح القاضي
روى ميراث خنثى التهذيب عنه، عن أبيه قصة الخنثى الذي كان له زوج
وزوجة وقضاء أمير المؤمنين (عليه السلام) بكونه رجلا (1).
[7897]
ميسرة الكوفي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
أقول: لا يبعد كونه " ميسرة بن حبيب " المتقدم، فقال ابن حجر في عنوان
ذاك: ميسرة بن حبيب النهدي أبو حازم الكوفي.
[7898]
ميسرة بن مسروق
العبسي
قال: أسلم في حجة الوداع ولم أستثبت حاله.
أقول: يعلم حاله مما قالوا فيه: إنه كان له من أبي بكر منزلة حسنة (2).
[7899]
ميسرة بن المسيب بن حري
قال عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي (عليه السلام) قائلا: يكنى أبا سعيد، أوصى
إلى أمير المؤمنين (عليه السلام).
أقول: هو عنوان غلط، محرف وخلط بين عنوان " مسيب بن حزن " المتقدم
و " ميسرة " الآتي.
[7900]
ميسرة
عده البرقي في مجهولي أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام). وعده الشيخ في رجاله

(1) التهذيب: 9 / 354.
(2) أسد الغابة: 4 / 427.
321

في أصحابه (عليه السلام) كما عرفت في سابقه. والظاهر أنه الذي عنونه الخطيب بلفظ
" ميسرة أبو صالح " وروى مسندا عن عطاء بن السائب قال: دعاني ميسرة
أبو صالح وأرسل إلى رجل يقال له: " أبو عياش، مولى أبي جحيفة السوائي " قال:
فحدثنا قال: ما رأيت مثل جزع علي (عليه السلام) يوم النهروان، جعل يقول: " أطلبوا ذا
الثدية " وكنا نلتمسه وأنا في من يلتمسه فلا نجده، فآتيه فيقول: ما اسم هذا
المكان؟ فنقول: نهروان، فيجزع، ثم يقول: " صدق الله ورسوله وكذبتم والله إنه
لفيهم " ثم يعرق من شدة الجزع في غير حين عرق، وأعاد ذلك مرارا، نلتمسه فلا
نجده ونعود إليه، فيقول: أي مكان هذا؟ وأي نهر هذا؟ ثم قال: " على يده حلمة
كحلمة الثدي، عليه سبع شعرات - أو خمس شعرات - عددا " فوجدناه كما قال،
وقال: يعد في الكوفيين (1). والظاهر أنه الآتي:
[7900] (2)
ميسرة مولى كندة
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي (عليه السلام).
أقول: عنونه في الرقم 10، والظاهر اتحاده مع " ميسرة " بدون زيادة في الرقم
37 على ما استظهرنا من خلط النسخة له بعنوان " المسيب بن حزن " كما مر في
عنوان " ميسرة بن المسيب " وقد قال الوسيط ثمة أيضا بعد عنوان ميسرة بن
المسيب... الخ عن رجال الشيخ في أصحاب علي (عليه السلام): وقد يعد " المسيب... إلخ "
كلاما برأسه.
كما أن الظاهر اتحاده مع " ميسرة " بدون زيادة الذي عده البرقي في مجهولي
أصحابه (عليه السلام) كما مر. وكذلك الظاهر اتحاده مع " ميسرة أبو صالح " الذي مر في
سابق ذا عنوان الخطيب له. ويشهد للاتحاد قول ابن حجر: " ميسرة أبو صالح
الكندي الكوفي، مقبول، من الثالثة " فجمع بين كنية ذكرها الخطيب ولقب ذكره
الشيخ في الرجال.

(1) تاريخ بغداد: 13 / 222. (*) قد وقعت الغفلة عن ترقيم هذا العنوان، فكررنا الرقم السابق.
322

وعلى الاتحاد فالظاهر عاميته بعد سكوتهما عن مذهبه، وأعمية عناوين
رجال الشيخ، وتصريح البرقي بجهله الظاهر في عدم معلومية إماميته.
[7901]
ميمون أبو بردة
مولى فزارة
قال الشيخ في الفهرست في أبان بن تغلب - المتقدم -: كان فصيحا، لازم أبان
وأخذ عنه.
[7902]
ميمون أبو عبد الله
البصري أبو " عبد الرحمن بن أبي عبد الله "
مر في ابنه نقل الكشي عن العياشي، عن علي بن فضال، قال: أبو عبد الله رجل
من أهل البصرة اسمه ميمون.
ومر ثمة قول الشيخ في رجاله: واسم أبي عبد الله ميمون حدث عنه سلمة بن
كهيل، فيقول: عن أبي عبد الله الشيباني وكثير النوا أيضا، عن أبي عبد الله. وحدث
عنه خالد الحذاء وشعبة وعوف بن أبي جميلة، فسموه كلهم " ميمون " روى عن
عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر والبراء بن عازب وعبد الله بن بريدة (1).
وعنونه الذهبي بلفظ " ميمون، مولى عبد الرحمن بن سمرة " ثم نقل رواية
شعبة عنه بلفظ: عن ميمون أبي عبد الله، عن زيد بن أرقم - مرفوعا - " من كنت
مولاه فعلي مولاه " ورواية عوف عنه أيضا بلفظ: عن ميمون أبي عبد الله، عن زيد
ابن أرقم والبراء: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لعلي: " أنت مني كهارون من موسى غير أنك
لست بنبي " وروايته أيضا عنه بذاك اللفظ قال: حدثنا زيد بن أرقم أنه كان لنفر من
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أبواب شارعة في المسجد وأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال يوما:
" سدوا هذه الأبواب غير باب علي " فتكلم في ذلك أناس، فقام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)

(1) مر في ج 6، الرقم 3982.
323

فحمد الله وأثنى عليه وقال: أما بعد فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي،
فقال فيه قائلكم، وإني والله! ما فتحت شيئا ولا سددته ولكني أمرت بشيء
فاتبعته... إلخ (1).
وفيه تصديق لقول رجال الشيخ برواية شعبة وعوف عنه، ولقوله بروايته عن
البراء، وفيه زيادة روايته عن زيد بن أرقم. لكن ما قاله الشيخ في الرجال من
رواية سلمة بن كهيل عنه بلفظ " عن أبي عبد الله الشيباني " لم يعلم إرادته، فقد
عرفت أن الذهبي قال: " إنه مولى عبد الرحمن بن سمرة " ومثله ابن حجر، عنونه
وقال: " إنه مولى ابن سمرة " وابن سمرة كان من بني عبد شمس، فالرجل
" عبشمي " مولاهم، لا " شيباني " كما قال، ولا هو " كندي " أو مولاهم، كما مر في
ابنه عن البرقي والنجاشي.
[7903]
ميمون البان
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين والباقر
والصادق (عليهم السلام) قائلا في الأخير: الكوفي روى عنهما.
أقول: لكن لم نقف على روايته عن غير الصادق (عليه السلام) روى عنه (عليه السلام) في معاني
أسماء الكافي (2) وراويه محمد بن حكيم، وفي لواطه وراويه محمد بن سليمان في
الباب 186 من نكاحه (3).
[7904]
ميمون الجبان
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام). وفي نسخة " الحيان "
وفي ثالثة: الخباز.
أقول: الظاهر أنه الذي عنونه الذهبي بلفظ " ميمون بن جابان " قائلا: عن

(1) ميزان الاعتدال: 4 / 235.
(2) الكافي: 1 / 116.
(3) الكافي: 5 / 548.
324

أبي رافع الصائغ، عن أبي هريرة... الخ. ونقل توثيق بعضهم له وتضعيف آخر.
وعنونه ابن حجر، قائلا: ميمون بن جابان - بجيم وموحدة - أبو الحكم، مقبول
من السادسة.
وأما قول الشيخ في الرجال " كوفي " وقول ابن حجر " البصري " فلا تنافي
بينهما، فيمكن أن يكون كوفيا سكن البصرة أو اختلف إليها فقيل له في الكوفة:
البصري.
وعلى الاتحاد، فالظاهر عاميته، لسكوتهما عن مذهبه، وأعمية عناوين
رجال الشيخ. كما أن الصحيح فيه " جابان " وتصحيف نسخ رجال الشيخ.
[7905]
ميمون بن ديصان
أبو شاكر
في كامل الجزري - في عنوان " ابتداء الدولة العلوية بإفريقية " -: أبو شاكر
ميمون بن ديصان صاحب كتاب " الميزان في نصرة الزنادقة " (1). لكن مر عبد الله
الديصاني الزنديق.
[7906]
ميمون الصيقل
قال: روى التهذيبان عنه، عن الصادق (عليه السلام) (2) وأبدله الكافي - في بعض
النسخ - في الرجل يصلي في ثوب ب‍ " منصور الصيقل " (3).
أقول: وهو الصواب، لتحقق منصور الصيقل - كما مر - دون هذا، والجامع عكس.
مع أن ما نسبه إلى التهذيبين ليس كذلك، بل في التهذيب فقط في أحكام سهو
صلاته، وكذا في زيادات تطهير بدنه لا ثيابه (4) كما قال الجامع. وأما الاستبصار
- ومورده " باب الرجل يصلي في ثوب فيه نجاسة " من كتاب طهارته - فهو عن

(1) الكامل في التاريخ: 8 / 28.
(2) التهذيب: 2 / 202.
(3) الكافي: 3 / 406.
(4) التهذيب: 1 / 424.
325

" منصور الصيقل " نسخة واحدة (1). وإن كان الجامع نسب إليه كونه مثل التهذيب.
قال المصنف: في التهذيب والاستبصار روايات عن سيف تارة وسعد أخرى
عن أبي عبد الله (عليه السلام).
قلت: أراد أن يقول: " عنه عن أبي عبد الله (عليه السلام) " حتى يكون ذا ربط، فوهم
وأسقط كلمة " عنه " مع أن كلامه مأخوذ من الجامع وهو لم ير التهذيب ولا
الاستبصار. مع أن الجامع لم ينسب ذلك إليهما، بل قال: إن التهذيب رواه في
الموضعين " عن سيف، عنه " والاستبصار رواه ثمة " عن سعد، عنه " مع أنه ليس
كما قال الجامع أيضا، ففي الاستبصار أيضا " عن سيف، عنه ".
[7907]
ميمون بن عبد الله
قال: مر في " سفيان الثوري " كونه من خواص الصادق (عليه السلام).
أقول: روى الكشي ثمة عن ميمون بن عبد الله قال: أتى قوم أبا عبد الله (عليه السلام)
يسألونه عن الحديث (إلى أن قال) فضحكت من حديثه، فغمزني أبو عبد الله (عليه السلام)
أن كف حتى نسمع (إلى أن قال) وغمزني (عليه السلام) فقال لي: لا تبرح، فقام القوم
فانصرفوا وقد كتبوا الحديث الذي سمعوا منه؛ ثم إنه (عليه السلام) خرج ووجهه منقبض،
فقال: أما سمعت ما يحدث به هؤلاء... الخبر (2).
[7908]
ميمون القداح
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين (عليه السلام) وعده في
أصحاب الباقر (عليه السلام) قائلا: " مولى بني مخزوم، مكي " وفي أصحاب الصادق (عليه السلام)
قائلا: المكي مولى بني هاشم، روى عنهما.
أقول: وهو " ميمون بن الأسود القداح " كما يظهر من النجاشي في ابنه عبد الله

(1) الاستبصار: 1 / 182.
(2) الكشي: 393 - 397.
326

ابن ميمون بن الأسود - المتقدم - وقال النجاشي ثمة: روى أبوه عن أبي جعفر
وأبي عبد الله (عليهما السلام).
ثم إن الشيخ في الرجال جعله في أصحاب الباقر (عليه السلام) " مولى مخزوم " وفي
أصحاب الصادق (عليه السلام) " مولى هاشم " والأصح الأول، فصدقه البرقي فعده في
أصحاب الصادق (عليه السلام) ممن أدركه من أصحاب الباقر (عليه السلام) قائلا: " مكي مولى
مخزوم " وصدقه النجاشي في ابنه " عبد الله " المتقدم.
ولعل الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) استند إلى خبر رواه الكافي
في باب " ليس شيء مما في أيدي الناس إلا من عندهم (عليهم السلام) " عن سعيد بن سلام (1)
قال: بينا أنا جالس عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ دخل عليه عباد بن كثير عابد أهل
البصرة وابن شريح فقيه أهل مكة، وعند أبي عبد الله (عليه السلام) ميمون القداح مولى
أبي جعفر (عليه السلام) (إلى أن قال) فلما خرجوا من عنده قال عباد لابن شريح: والله! ما
أدري ما هذا المثل الذي ضربه لي أبو عبد الله (عليه السلام)؟ فقال ابن شريح: هذا الغلام
- يعني ميمونا - يخبرك فإنه منهم (2). فجعله مولى الباقر (عليه السلام). لكن يمكن أن يراد به
ولاء الدين، لقوله في آخره: فإنه منهم.
[7909]
ميمون بن مهران
قال: وقع في اعتكاف الفقيه (3). وفي الخلاصة قال البرقي: إنه من خواص
علي (عليه السلام) من مضر.
وذكر ابن الكلبي قصة له في شأن امرأة حلف زوجها بطلاقها أن عليا (عليه السلام)
خير هذه الأمة وأولاها بالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) (4). ويظهر منها كونه قاضيا من قبل عمر بن
عبد العزيز، وأنه توقف عن الحكم ورفعها إليه.

(1) في المصدر: سلام بن سعيد.
(2) الكافي: 1 / 400.
(3) الفقيه: 2 / 189.
(4) شرح نهج البلاغة: 20 / 222.
327

أقول: وروى الكشي عنه قصة ضيافة أمير المؤمنين (عليه السلام) للحارث الأعور (1)
ويظهر من خبر الفقيه كونه من أصحاب الحسن (عليه السلام) أيضا.
ثم إما عد البرقي له في خواص أمير المؤمنين (عليه السلام) من مضر غير صحيح، وإما
ما رواه العامة عنه، فروى حلية أبي نعيم عنه قال: أربع لا يكلم فيهن: علي وعثمان
والقدر والنجوم.
وعن فرات بن السائب قال: قلت لميمون: " علي عندك أفضل أم أبو بكر
وعمر؟ " فارتعد حتى سقطت عصاه من يده، ثم قال: ما كنت أظن أن أبقى إلى
زمان يعدل بهما، ذرهما كانا رأسي الإسلام ورأسي الجماعة؛ فقلت: فأبو بكر كان
أول إسلاما أو علي؟ قال: والله! لقد آمن أبو بكر بالنبي زمن بحيراء الراهب حين
مر به واختلف في ما بينه وبين خديجة حتى أنكحها إياه، وذلك كله قبل أن
يولد علي.
وعن ميمون أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) " قال: اقتلوا الرافضة ". وعنه أن النبي كبر على
جنازة أربعا، وأن أبا بكر كبر على فاطمة أربعا.
وعنه أن عليا قال لعبد الرحمن بن عوف: قال النبي لك: أنت أمين في أهل
السماء، أمين في أهل الأرض (2).
وأبو نعيم وإن كان من حفاظهم إلا أنه من حمقائهم، حيث إنه يلتزم بالمتضاد
وبالمتناقض، وأن أهل الجمل وصفين الطائفتان منهما على الحق والقاتل والمقتول
في الجنة، ويقول بكل رواية، فيقال له في خبره الأول: إذا كان عثمان لا يتكلم فيه
فالصحابة كلهم كفروا، حيث إنهم كانوا بين قاتل له وخاذل له. ويقال له في خبر
ارتعاده من عدله (عليه السلام) بهما: إن مخزوما أيضا كانت ترتعد لو كان محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)
يعدل بأبي حكمهم. وإذا كانا رأسي الإسلام فمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكن مسلما. نعم،
كونهما رأسي الجماعة القاتلة لأهل بيت نبيهم صحيح، فلعمر الله! لولاهما لما قتل

(1) الكشي: 89.
(2) حلية الأولياء: 4 / 92 - 96.
328

يزيد سيد شباب أهل الجنة، ولما سبي بنات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد اعترف معاوية
بكونهما مؤسسين له وكونه متأسيا بهما.
ثم كيف آمن أبو بكر بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) زمن بحيراء الراهب والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان
يومئذ عندهم كافرا! وأما وساطة أبي بكر بينه (صلى الله عليه وآله وسلم) وبين خديجة فلعله رأى
نوما، وإلا ففي التاريخ لا أثر له في صدر الإسلام فكيف قبله، فأين كان أبو فصيلهم
وعجلهم يوم كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يخرج إلى الشعاب مع أمير المؤمنين (عليه السلام) للصلاة
ويوم إنذار عشيرته؟
وأما خبره أن النبي قال: اقتلوا الرافضة، فرأس الرافضة أمير المؤمنين (عليه السلام)
حيث رفض سنة شيخيهما لما عرضوا عليه يوم الشورى البيعة معه إذا كان عاملا
بسنتهما، فتجافى عن سلطان ابن أمه ليدل على أن سنتهما بدعة، وأراد صديقهم
وفاروقهم قتله، كما اعترف به معاوية في كتابه إلى محمد بن أبي بكر، فقال: لقد هما
به الهموم وأرادا به العظيم، وقتله إن لم يتيسر لهما إلا أنهما سبباه وأسساه (1).
وأما خبر تكبيره على فاطمة (عليها السلام) فالمكابر لا يجاب.
وأما خبر ابن عوف، فإنما كان أمين فاروقهم لنصب ذي نوريهم.
وخبر اعتكاف الفقيه لا ينافي عاميته، بل يشعر بها فإنه تضمن أن الحسن (عليه السلام)
لما لبس نعله في اعتكافه لقضاء حاجة مسلم قال له ميمون: أنسيت اعتكافك؟
قال: لا، ولكني سمعت أبي يحدث عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من سعى في حاجة أخيه...
الخبر (2). فروايته (عليه السلام) له الخبر بالإسناد إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ظاهر في عدم استبصاره.
[7910]
ميمون بن ياسين
في أسد الغابة: كان رأس اليهود بالمدينة فأسلم وقال له (صلى الله عليه وآله وسلم): اجعل بينك
وبينهم حكما فإنهم سيرضون بي، فبعث (صلى الله عليه وآله وسلم) إليهم فأحضروا وأدخل بيتا، فقال

(1) تقدم في عنوان " معاوية " راجع ص 120.
(2) الفقيه: 2 / 189.
329

لهم: اجعلوا حكما، قالوا: رضينا بميمون فأخرجه إليهم، فقال لهم: أشهد أنه على
الحق وأنه رسوله، فأبوا أن يصدقوا، فأنزل تعالى (قل أرأيتم إن كان من عند الله
وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله...) الآية (1).
[7911]
ميمون بن يوسف
النخاس
قال: روى عنه محمد بن الفرج.
أقول: بل بالعكس، وإنما روى عنه " محمد بن عبد الجبار " ومورده: زيادات
مواقيت التهذيب (2).
هذا، وأما خبر الكشي في زكريا بن آدم، - المتقدم - المتضمن لقول أحمد
الأشعري للجواد (عليه السلام): قال لي زكريا: إن وصلت إليه (عليه السلام) فأعلمه أن الذي منعني
من بعث المال اختلاف ميمون ومسافر... " الخبر، فكون المراد بميمون فيه هذا
- كما احتمله الوحيد - بلا شاهد.
[7912]
مينا
مولى عبد الرحمن بن عوف
روى الغيبة عنه خبر أم سليم صاحبة الحصاة (3). وروى ابن الجوزي خبرا
" مينا " في طريقه: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " لو أطاعوا عليا ليدخلن الجنة أجمعين "
وقال: " مينا غال في التشيع " (4) أنكر ابن الجوزي خبر مينا في إطاعة علي (عليه السلام) لأنه
لم يطعه كأسلافه.

(1) الأحقاف: 10.
(2) التهذيب: 2 / 250.
(3) لم نعثر عليه في الغيبة، ووجدناه في بحارالأنوار، انظر ج 25 / 188.
(4) لم نقف على مصدره.
330

" حرف النون "
[7913]
ناجية أبو حبيب
يأتي في الآتي.
[7914]
ناجية بن أبي عمارة
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر (عليه السلام).
وروى الكشي عن العياشي قال: سألت علي بن الحسن بن فضال عن نجية،
فقال: هو نجية، وله اسم آخر أيضا هو " ناجية بن أبي عمارة الصيداوي " قال:
وأخبرني بعض ولده: أن أبا عبد الله (عليه السلام) كان يقول: " انج نجية " فسمي بهذا الاسم.
وعن حمدويه قال: الصيداء بطن من بني أسد، قال: وكان رجل من أصحابنا
يقال له: " نجية القواس " وليس هو معروف (1).
أقول: لكن عنوان الكشي " ناجية بن عمارة الصيداوي " ولذا عنونه الخلاصة
" ناجية بن عمارة ". لكن خبر الكشي وعنوان رجال الشيخ دليلان على سقوط
كلمة " أبي " من عنوان الكشي.
كما أن الظاهر أن الأصل في قوله: " وله... الخ ": " وله اسم آخر ناجية وهو ابن

(1) الكشي: 216.
331

أبي عمارة " كما أن الظاهر أن الأصل في قوله: " وليس هو معروف ": " وليس
هو المعروف " بمعنى أن " نجية القواس " غير ناجية المعروف هذا.
قال: الظاهر اتحاده مع " أبي حبيب النياحي " الآتي في الكنى.
قلت: بل الظاهر كونه غيره، إلا أن نقول أن " النياحي " محرف " ناجية "
ولو كان قال: الظاهر اتحاده مع " ناجية أبي حبيب " الذي عنونه المشيخة (1) وورد
في خشوع صلاة الكافي سؤاله الصادق (عليه السلام) (2) كان له وجه.
[7915]
ناجية بن جندب
الخزاعي، الأسلمي
قال: عده جماعة في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قيل: كان اسمه ذكوان، فسماه
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) " ناجية " إذ نجا من قريش. وروى الكافي عنه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
في حج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
أقول: ما ذكره خلط، فكيف يمكن رواية صحابي عن الصادق (عليه السلام)؟ وإنما
روى حج نبي الكافي عن الصادق (عليه السلام) قال: الذي كان على بدن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
ناجية بن جندب الخزاعي (3).
كما أن جمعه في العنوان بين " الخزاعي " و " الأسلمي " خلط، فخزاعة بطن
من الأزد، وأسلم بطن آخر؛ وإنما عنونت الكتب الصحابية " ناجية بن جندب
الأسلمي " و " ناجية بن الحارث الخزاعي " وجعل بعضهم الأول صاحب بدن
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وبعضهم الثاني، إلا أنه يرد الأول أن خبرا رووه في صاحب
بدنه (صلى الله عليه وآله وسلم) بلفظ " ناجية الخزاعي ". ومن خبر الكافي يظهر خلطهم في نسبهما
أيضا.

(1) الفقيه: 4 / 464.
(2) الكافي: 3 / 301.
(3) الكافي: 4 / 250.
332

[7916]
ناجية بن رمح
مر في " علي بن أصمع " أن الحجاج أمره بمحو كل مصحف يخالف مصحف
عثمان (1).
[7917]
ناجية بن عمرو
الخزاعي
عنونه الجزري عن أبي نعيم وأبي موسى، وروى بإسناده عن عمرو بن عبد الله
ابن يعلى بن مرة، عن أبيه، عن جده يعلى قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: " من
كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " فلما قدم علي (عليه السلام)
الكوفة نشد الناس، فانتشد له بضعة عشر رجلا، فيهم: أبو أيوب صاحب منزل
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وناجية بن عمرو الخزاعي (2).
[7918]
ناجية
القرشي
روى الطبري عنه، عن أبيه قال: كنا قياما على باب القصر إذ خرج علي (عليه السلام)
علينا، فلما رأيناه تنحينا عن وجهه هيبة له، فلما جاز صرنا خلفه، فبينا هو كذلك إذ
نادى رجل يا غوثا بالله! فإذا رجلان يقتتلان، فلكز صدر هذا وصدر هذا وقال
لهما: تنحيا، فقال أحدهما: إن هذا اشترى مني شاة وقد شرطت عليه ألا يعطيني
مغموزا، فأعطاني فرددته فلطمني، فقال للآخر: ما تقول؟ قال: صدق، قال: فأعطه
شرطه، ثم قال للاطم: اجلس، وقال للملطوم: اقتص، قال: أو أعفو؟ قال: ذاك
إليك، ثم ضربه خمس عشرة درة، وقال له: هذا نكال انتهاكك حرمته (3).

(1) مر في ج 7، الرقم 5047.
(2) أسد الغابة: 5 / 6.
(3) تاريخ الطبري: 5 / 157.
333

[7919]
نادر الخادم
قال: روي عنه أن الرضا (عليه السلام) كان إذا آكل أحدنا لا يستخدمه حتى يفرغ من
طعامه (1). وروى نوادر بعد تسمية الكافي عن نوح بن شعيب، عنه (2). وروى حمصه
عن الحسين بن سعيد عنه (3).
أقول: الأخير عنه في نسخة، وفي ثانية " عن زادان الخادم " وثالثة: عن
" زياد الخادم ".
[7920]
ناصح البقال
قال: عنونه الشيخ في الفهرست. وعنونه النجاشي، قائلا: كوفي، مولى، ثقة،
روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) (إلى أن قال) جعفر بن بشير، عن ناصح بكتابه.
أقول: وعدم عنوان الشيخ له في الرجال غفلة. اللهم إلا أن يقال باتحاده مع
" ناصح بن عبد الله أبو عبد الله المحلمي " الذي عده في أصحاب الصادق (عليه السلام).
[7921]
ناصح بن عبد الله
أبو عبد الله المحلمي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
أقول: وعنونه الذهبي ونقل عن جمع منهم تضعيفه، وعن الحسن بن صالح
مدحه وأنه قال فيه: " رجل صالح، نعم الرجل " ونقل روايته عن سماك، عن جابر
قالوا: يا رسول الله من يحمل رأيتك يوم القيامة؟ قال: من عسى أن يحملها إلا من
حملها في الدنيا يعني عليا. وعن سماك، عن أبي سعيد الخدري، عن سلمان قلت:
يا رسول الله! لكل نبي وصي، فمن وصيك؟ فسكت عني، فلما كان بعد قال: يا

(1) الكافي: 6 / 298.
(2) المصدر السابق: ح 10.
(3) الكافي: 6 / 342.
334

سلمان! إن وصيي وموضع سري وخير من أترك بعدي ينجز موعدي ويقضي
ديني علي بن أبي طالب (1).
وعنونه ابن حجر ووصفه بالتميمي المحلمي - بالمهملة وتشديد اللام - ومن
كلامه يفهم أنه منسوب إلى محلم بن تميم، فلا يبقى مجال لقول المصنف: هل
هومن محلم تميم، أو شيبان، أو إلى محلم عين بالبحرين، أو محلم جده، أو هو
الحلمي نسبة إلى بني حلمة؟
ثم تضعيفهم له إنما هو لروايته مثل الخبرين، فقال الذهبي بعد نقل الأخير:
" خبر منكر " مع أنه خبر يشهد له الدراية. ثم بعد ذلك المعلوم عدم نصبه، وأما
عاميته فمحتملة.
[7922]
نافع بن الأزرق
قال: روى كون الكافي عنه، عن أبي جعفر (عليه السلام).
أقول: لكنه من المخالفين، ففي خبره: قال أبو حمزة: سأل نافع بن الأزرق
أبا جعفر (عليه السلام) فقال: أخبرني عن الله متى كان؟ فقال (عليه السلام): " متى لم يكن حتى
أخبرك متى كان " (2). ولا يبعد كونه غلام " ابن عمر " الآتي.
لكن عنونه الذهبي وقال: هو من رؤوس الخوارج، ذكره الجوزجاني في
كتاب الضعفاء.
[7923]
نافع بن بديل بن ورقاء
قال: من فضلاء الصحابة وجلتهم، وقتل يوم بئر معونة.
أقول: وفي أسد الغابة: قال عبد الله بن رواحة يبكي نافعا:
رحم الله نافع بن بديل * رحمة المبتغي ثواب الجهاد

(1) ميزان الاعتدال: 4 / 240.
(2) الكافي: 1: 88.
335

صابرا صادق اللقاء إذا ما * أكثر القوم قال قول السداد
ومر أن ابن مندة حرفه ب‍ " رافع بن بديل ".
[7924]
نافع بن جبير
قال: روى المناقب أنه قال لعلي بن الحسين (عليه السلام): إنك تجالس قوما دونا،
فقال (عليه السلام) له: إني أجالس من أنتفع بمجالسته في ديني (1)
أقول: قول نافع له (عليه السلام) نظير قول الكفار لنبيهم: وما نراك اتبعك إلا الذين هم
أراذلنا.
وعنونه ابن حجر، قائلا: نافع بن جبير بن مطعم النوفلي، أبو محمد - أو أبو
عبد الله - المدني، ثقة فاضل، من الثالثة، مات سنة تسع وتسعين.
ولا غرو من ابن حجر في توثيقه له، فإنه مصر على توثيق النصاب، كما
لا غرو من نصب الرجل، فالنوفليون إخوة عبد شمس في عداد بني أمية.
[7925]
نافع بن الحارث بن كلدة
هو أحد الشهود على زنا المغيرة كأخيه أبي بكرة.
وفي أسد الغابة: روى عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لعلي (عليه السلام): أنت مني بمنزلة هارون
من موسى (2).
[7926]
نافع بن عتبة
قال: عده الشيخ في رجاله تارة في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وأخرى في
أصحاب علي (عليه السلام) بإبدال " عتبة " بعتيبة.
أقول: الثاني غير الأول، لكنه تبع الوسيط، والأول " نافع بن عتبة بن أبي

(1) مناقب ابن شهرآشوب: 4 / 161.
(2) أسد الغابة: 5 / 8.
336

وقاص " ابن عم عمر بن سعد، ولم يك من أصحابه (عليه السلام) وإنما كان أخوه " هاشم
المرقال " من خواصه (عليه السلام).
[7927]
نافع غلام ابن عمر
قال: روى الكافي أن هشاما سأله أن يسأل الباقر (عليه السلام) عن مسألة لا يعرفها (1).
وخبره دال على أنه كان ضالا، وإن كان قال لهشام - بعد إفحامه منه (عليه السلام) -: دعونا
منكم يا بني أمية! فإن هذا أعلم أهل الأرض بما في السماء.
أقول: وفي معارف ابن قتيبة: " يكنى أبا عبد الله " (2). وهو معروف بمولى ابن
عمر، ولعله " نافع بن الأزرق " المتقدم.
لكن مر عن الذهبي كون ذاك من الخوارج، فهو غيره. وعنون هذا ابن حجر
أيضا، فقال: نافع أبو عبد الله المدني، مولى ابن عمر، ثقة ثبت، فقيه مشهور، من
الثالثة مات سنة 117 أو بعد ذلك.
[7928]
نافع المخدج
يأتي في ذي الخويصرة.
[7929]
نافع - مولى ابن عمر
مر بعنوان نافع غلام ابن عمر.
[7930]
نافع بن هلال
الجملي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين (عليه السلام) ووقع التسليم عليه في

(1) روضة الكافي: 120.
(2) معارف ابن قتيبة: 110.
337

الرجبية (1) والناحية (2)، استقدم باللواء أمام أبي الفضل (عليه السلام) وعشرين رجلا أرسلهم
الحسين (عليه السلام) للماء وحمل مع أبي الفضل (عليه السلام) على القوم للماء، فطعنه رجل من
أصحاب ابن سعد طعنة ظن هلال أنها ليست بشيء، ثم إنها انتقضت بعد ذلك
فمات منها؛ وروي أنه أخذ أسيرا إلى عمر فقتله شمر (3). وعلى التقديرين هو من
المستشهدين.
أقول: ما قاله من أن رجلا من أصحاب ابن سعد طعنه طعنة مات منها خبط،
بل هذا طعن رجلا من أصحاب ابن سعد في حملة الماء فمات ذاك الرجل، كما
أنه (عليه السلام) أرسله مع أخيه في خمسين، لا عشرين.
ففي الطبري: لما اشتد على الحسين (عليه السلام) وأصحابه العطش دعا العباس أخاه،
فبعثه في ثلاثين فارسا وعشرين راجلا، وبعث معهم بعشرين قربة، فجاءوا حتى
دنوا من الماء ليلا، واستقدم أمامهم باللواء نافع بن هلال الجملي (إلى أن قال) قال
عمرو بن الحجاج لهلال: فاشرب هنيئا، قال: لا والله! لا أشرب منه قطرة وحسين
عطشان (إلى أن قال) ثم إن رجلا من صداء طعن - من أصحاب عمرو بن الحجاج -
طعنه نافع بن هلال فظن أنها ليست بشيء؛ ثم إنها انتقضت بعد ذلك فمات منها (4).
كما أن هذا إنما كانت شهادته بجهاده حتى أخذ أسيرا فقتله شمر قولا واحدا،
ففي الطبري: كان نافع قد كتب اسمه على أفواق نبله، فجعل يرمي بها مسمومة
وهو يقول:
أنا الجملي * أنا على دين علي
فقتل اثني عشر من أصحاب ابن سعد سوى من جرح، فضرب حتى كسرت
عضداه وأخذ أسيرا، فأخذه شمر ومعه أصحاب له يسوقون نافعا حتى أتى به
عمر، فقال له: ويحك! ما حملك على ما صنعت بنفسك؟ قال: " إن ربي يعلم ما
أردت " والدماء تسيل على لحيته وهو يقول: والله! لقد قتلت منكم اثني عشر

(1 و 2) بحارالأنوار: 101 / 340 و 272.
(3) تاريخ الطبري: 5 / 442.
(4) تاريخ الطبري: 5 / 412.
338

سوى من جرحت، وما ألوم نفسي على الجهد، ولو بقيت لي عضد وساعد ما
أسرتموني، فقال شمر لعمر: اقتله، قال: أنت جئت به فإن شئت فاقتله، فانتضى
شمر سيفه، فقال له نافع: أما والله! إن لو كنت من المسلمين لعظم عليك أن تلقى الله
بدمائنا، فالحمد لله الذي جعل منايانا على أيدي شرار خلقه، فقتله (1). قال يحيى بن
هاني بن عروة: كان نافع يقاتل يومئذ وهو يقول:
أنا الجملي * أنا على دين علي
فخرج إليه رجل يقال له: مزاحم بن حريث، فقال: " أنا على دين عثمان "
فقال له نافع: " أنت على دين شيطان " وحمل نافع عليه فقتله، فصاح عمرو بن
الحجاج بالناس: يا حمقى! أتدرون من تقاتلون؟ فرسان المصر قوما مستميتين،
لا يبرزن لهم منكم أحد فإنهم قليل وقلما يبقون، والله! لو لم ترموهم إلا بالحجارة
لقتلتموهم (2).
وفي الطبري: أن أربعة نفر من الكوفة لحقوا الحسين (عليه السلام) بعذيب الهجانات،
كانوا يجنبون فرسا لنافع بن هلال يقال له: الكامل (3).
وفيه أيضا: لما قتل عمرو بن قرظة معه (عليه السلام) كان أخوه علي بن قرظة مع
ابن سعد، فنادى يا حسين يا كذاب ابن الكذاب! أضللت أخي وغررته حتى
قتلته، قال: إن الله لم يضل أخاك ولكنه هدى أخاك وأضلك، قال: قتلني الله إن لم
أقتلك أو أموت دونك، فحمل عليه فاعترضه نافع بن هلال فطعنه فصرعه، فحمله
أصحابه فاستنقذوه فدوي بعد فبرأ (4).
وأما قول المصنف: لحق الحسين (عليه السلام) في عذيب الهجانات فغلط، وإنما
لحقه (عليه السلام) ثمة أربعة يجنبون فرسا لهذا معهم كما مر من الطبري، كقوله: " قام بعد
تضييق الحر عليه (عليه السلام) ونطق " فالناطق ذاك الوقت إنما كان زهير بن القين، لا هذا.

(1) تاريخ الطبري: 5 / 441.
(2) المصدر السابق: 435.
(3) المصدر السابق: 404.
(4) المصدر السابق: 434.
339

هذا، وبدله محمد بن أبي طالب في مقاتله ب‍ " هلال بن نافع البجلي " (1) فحرف
وقدم وأخر، وإنما هلال بن نافع البجلي رجل من أصحاب ابن سعد. وقول
المصنف هنا - في ما مر -: " وظن هلال... إلخ " لعله من تصحيف النسخة، وإلا فهذا
ابن هلال.
هذا، وعنون المصنف عن أسد الغابة عدة مسمين بنافع إجمالا، لجهلهم حالا،
منهم: " نافع أبو طيبة الحجام " مع أن المحقق كنيته ولقبه، وأما اسمه فقيل فيه أيضا
" دينار " وقيل: " ميسرة " أيضا، ومنهم: " نافع بن عمرو المزني " مع أنه إنما عنونه
أبو موسى، وقال: الصحيح أنه " رافع " لا " نافع ".
[7931]
نبهان التمار، أبو مقبل
قال: صحابي مجهول.
أقول: إن صح ماروت العامة فيه - أنه أتته امرأة حسناء تبتاع منه تمرا،
فضرب على عجيزتها، فقالت: والله! ما حفظت غيبة أخيك، فسقط في يده فذهب
إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأعلمه، فقال: إياك أن تكون امرأة غاز، فذهب يبكي، فقام ثلاثة
أيام يصوم النهار ويقوم الليل فلما كان اليوم الرابع أنزل (والذين إذا فعلوا
فاحشة... الآية)، فأرسل إليه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخبره، فقال له (صلى الله عليه وآله وسلم): هذه توبتي
قبلها فكيف لي حتى يقبل شكري؟ فأنزل تعالى (أقم الصلاة طرفي النهار...
الآية) - كان حسنا، ولم يعلم دركه الفتنة.
[7932]
نبيه
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
أقول: الظاهر أن مراده " نبيه بن صواب الجهني " الذي عده ابن مندة وغيره،

(1) لا يوجد لدينا.
340

دون من تفرد به أبو عمر من " نبيه بن حذيفة العدوي " أو " نبيه بن عثمان
الجمحي " أو " نبيه الجهني " مع أنه قيل: إنه " بينه الجهني " بالباء والياء أولا، ولا
" نبيه مولاه (صلى الله عليه وآله وسلم) " مع أنه قيل فيه: إنه النبيه بضم النون أو فتحها، فإن الغالب في
عناوين رجال الشيخ في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) من عنونه ابن مندة.
[7933]
نجاح بن سلمة
عن الأغاني: أن المتوكل لما حبس علي بن أبي الجهم الشاعر قال:
تظافرت الروافض والنصارى * وأهل الاعتزال على هجائي
يعني بالروافض " نجاح بن سلمة " وكان من كتاب الدولة العباسية، ففي
تحريض علي بن أبي الجهم له يحرضه على عمر بن فرج: أبلغ نجاحا فتى الكتاب
مألكة... إلخ (1).
وفي كامل الجزري: كان الحسن بن مخلد وموسى بن عبد الملك قد انقطعا إلى
عبيد الله بن يحيى بن خاقان وزير المتوكل، وكان الحسن على ديوان الضياع،
وموسى على ديوان الخراج، فكتب نجاح رقعة فيهما إلى المتوكل أنهما خانا، وأنه
يستخرج منهما أربعين ألف ألف، فقال له المتوكل: بكر علي غدا حتى أدفعهما
إليك، فغدا وقد رتب أصحابه لأخذهما، فلقيه عبيد الله وقال له: أنا أشير عليك
بمصالحتهما وتكتب رقعة " أنك كنت شاربا وتكلمت ناسيا " وأنا أصلح بينكما
وأصلح الحال عند الخليفة، ولم يزل يخدعه حتى كتب خطه بذلك، فصرفه،
وأحضر الحسن وموسى، وعرفهما الحال وأمرهما أن يكتبا في نجاح وأصحابه
بألفي ألف دينار، ففعلا وأخذ الرقعتين وأدخلهما على المتوكل، وقال: قد رجع
نجاح عما قال، وهذه رقعة موسى والحسن يتقبلان بما كتبا، فخذ ما ضمنا عليه،

(1) الأغاني: 9 / 106 - 114. وفيه: فتى الفتيان.
341

ثم تعطف عليهما فتأخذ منهما قريبا منه، فأمر المتوكل بدفعه إليهما، فأخذاه
وأولاده فأقروا بنحو مائة وأربعين ألف دينار سوى الغلات والغرس والضياع،
فقبض ذلك أجمع وضرب، ثم عصرت خصيتاه حتى مات (1).
[7934]
نجات بن ثعلبة
قال: صحابي، بلوي، حليف الأنصار، شهد بدرا، وقيل: إنه " بحاث " بالموحدة
أولا والمثلثة آخرا.
أقول: لم يعنونه أحد " نجات " بالنون والجيم والمثناة أخيرا كما عنونه أولا
بشهادة محل عنوانه، بل " نحات " بالحاء المهملة عنونه أبو عمر، وعنونه أبو نعيم
وأبو موسى " نجاب " بالنون والجيم والموحدة آخرا، وبحاث بالموحدة أولا لابن
الكلبي.
[7935]
النجاشي
الحارثي، الشاعر
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي (عليه السلام) وكان شاعر أهل العراق
بصفين، وكان (عليه السلام) يأمره بمحاورة شعراء الشام، مثل كعب بن جعيل وغيره،
فشرب الخمر أول يوم من شهر رمضان مع أبي سماك الأسدي، فجيء به إليه (عليه السلام)
فأقامه في سراويل، فضربه ثمانين للخمر ثم زاده عشرين لجرأته على الإفطار
بالمحرم، فغضب ولحق بمعاوية وقال:
ألا من مبلغ عني عليا * بأني قد أمنت فلا أخاف
عمدت لمستقر الحق لما * رأيت أموركم فيها اختلاف
أقول: هو " حارث بن عبد الله " والنجاشي لقبه، لا أن النجاشي اسمه والحارثي
لقبه، فعن المناقب: أن طارق بن عبد الله أخا النجاشي قال له (عليه السلام) في ضربه أخاه

(1) الكامل في التاريخ: 7 / 88.
342

الحد: " حتى ما كان من صنيعك بأخي الحارث " يعني النجاشي... الخبر (1). والشيخ
في الرجال إنما قال: النجاشي الشاعر.
[7936]
نجم بن أعين
قال: قال العلامة: روى العقيقي عن أبيه، عن عمران بن أبان، عن عبد الله بن
بكير، عن أبي عبد الله (عليه السلام): أنه يجاهد في الرجعة (2).
أقول: الظاهر أن العلامة حرف على العقيقي، وأنه روى جهاد " حمران بن
أعين " فبدله ب‍ " نجم بن أعين " فمر في " ميسر بن عبد العزيز " خبر أبي بصير: عن
الصادق (عليه السلام) قال: كأني بحمران بن أعين وميسر بن عبد العزيز يخبطان الناس
بأسيافهما بين الصفا والمروة (3).
والدليل على تحريفه: أن العلامة لم يذكر ذلك في " حمران " مع ذكره في
" ميسرة " وأيضا " نجم بن أعين " لا أثر منه في خبر، ولا خبر منه في أثر.
[7937]
نجم بن حطيم
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر (عليه السلام) قائلا: " قيل: أبو حطيم
العبدي " وفي أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: العجلي الكوفي أبو علي، مات في حياة
أبي الحسن (عليه السلام) روى عن أبي جعفر (عليه السلام).
أقول: " العبدي " و " العجلي " لا يجتمعان، وقد جعلهما الوسيط نفرين وفي
أصحاب الباقر (عليه السلام) " وقيل " لا " قيل " كما قال. مع أن الظاهر عدم صحتهما، وأن
الصحيح " الغنوي " كما في استغناء الكافي (4).

(1) نقله صاحب البحار عن كتاب الغارات: 33 / 273.
(2) في الخلاصة: " يجاهر في الرجعة " كما تقدم في " ميسر بن عبد العزيز ".
(3) نقله المؤلف (قدس سره) في " ميسر بن عبد العزيز " عن الاختصاص، لكن لم نظفر عليه فيه.
(4) الكافي: 2 / 149.
343

هذا، ومر في المفضل خبر عن المفضل، قال: كنت أنا وشريكي القاسم ونجم
ابن الحطيم وصالح بن سهل بالمدينة فتناظرنا في الربوبية، فقال بعضنا لبعض: ما
تصنعون بهذا ونحن بالقرب منه وليس منا في تقية، فقمنا إليه فو الله! ما بلغنا الباب
إلا وقد خرج علينا بلا حذاء ولا رداء، وقد قام كل شعرة من رأسه وهو يقول: لا يا
مفضل ويا قاسم ويا نجم، بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون.
وقد روى عن الباقر (عليه السلام) في فضل إفطار الكافي (1) وفضل كوفة التهذيب بلفظ
" نجم بن حطيم " (2).
[7938]
نجم بن حطيم
الغنوي
قال: روى استغناء الكافي " عنه، عن أبي جعفر (عليه السلام) " (3) ولا يبعد اتحاده مع
سابقه، لاتحاد " الغنوي " و " العبدي " نسبا.
أقول: بل لكون " العبدي " كالعجلي محرف " الغنوي " وكيف يتحد من قال:
والغنوي من قيس عيلان من مضر، والعبدي من عبد القيس من ربيعة؟ وقد مر في
سابقه. والعجلي وإن كان أيضا من ربيعة، إلا أنه ينتهي إلى هنب بن أفصى أخي
عبد القيس.
[7939]
نجيح أبو معسر
السندي، المدني
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
أقول: بل " أبو معشر " وهو الذي عنونه النجاشي في باب من اشتهر بكنيته،

(1) الكافي: 4 / 150.
(2) التهذيب: 6 / 32.
(3) الكافي: 2 / 149.
344

قائلا: أبو معشر المدني، أحمد بن كامل قال: حدثنا داود بن محمد بن أبي معشر
المدني، قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبو معشر بكتابه الحرة، تصنيفه.
وعنونه الخطيب، قائلا: نجيح بن عبد الرحمن أبو معشر، السندي المدني،
أقدمه المهدي من المدينة إلى بغداد، وكان من أعلم الناس بالمغازي. قال محمد
بن أبي معشر: كان أصل أبيه من اليمن وكان سبي في وقعة يزيد بن المهلب باليمامة
والبحرين. توفي سنة 170 في خلافة هارون؛ رأى أبا أمامة بن سهل بن حنيف
الذي ولد في عصر النبي (عليه السلام) وروى عنه الواقدي، وثقه بعض وضعفه بعض (1).
وحيث لم ينسب إليه تشيعا ولم ينقله عن أحد فالظاهر عاميته، وعنوان
رجال الشيخ أعم؛ وأما النجاشي فمثل الشيخ في الفهرست قد يعنون العامي إذا
كان ذا كتاب مفيد لنا. ويؤيده أنه اقتصر فيه على روايته كتابه الحرة، والحرة وقعة
يزيد بالمدينة، وإن كان ظاهر سكوته عن مذهبه إماميته.
وقد سكت ابن النديم أيضا عن مذهبه وهو ظاهر في عاميته، فقال: أبو معشر،
واسمه " نجيح " المدني، مولى، وكان مكاتبا لامرأة من بني مخزوم وعتق؛ عارف
بالأحداث والسير، وأحد المحدثين، توفي أيام الهادي، وله من الكتب كتاب
المغازي (2).
وعنونه ابن حجر والذهبي وسكتا عن مذهبه، لكنهما قالا: الهاشمي مولاهم.
[7940]
نجيح بن عبد الرحمن
مر في سابقه.
[7941]
نجيح بن قباء
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: " المدني ". ونقل

(1) تاريخ بغداد: 13 / 457 - 465.
(2) فهرست ابن النديم: 105.
345

عنوان النجاشي له، قائلا: الغافقي، قال ابن عياش: حدثنا أبو الحسين صالح بن
الحسين النوفلي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا نجيح بن قبا عن أبي عبد الله (عليه السلام)
وعن الرجال.
أقول: موضوع النجاشي من كان ذا كتاب لا مجرد رواية، ولعله لذا لم يعنونه
الشيخ في الفهرست.
[7942]
نجيح بن مسلم
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر (عليه السلام) قائلا: " روى عن يونس
ابن يعقوب ". وفي أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: الكوفي، روى عنهما (عليهما السلام) روى
عنه يونس بن يعقوب.
أقول: نقله الوسيط " روى عن يونس بن يعقوب " وهو وإن كان يشهد له قوله
في أصحاب الباقر (عليه السلام) إلا أنه يأباه قوله قبله: " روى عنهما (عليهما السلام) " فلو كان بلفظ
" عن " لقال: " روى عنهما (عليهما السلام) وعن يونس بن يعقوب " فلابد أن قوله في
أصحاب الباقر (عليه السلام): " روى عن " محرف " روى عنه ".
وكيف كان: فلم نقف عليه رأسا.
[7943]
نجية
روى أواخر زيادات خمس التهذيب عن الحرث بن المغيرة النصري، قال:
دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) فإذا نجية قد استأذن عليه (إلى أن قال) قال: يا نجية!
إن لنا الخمس في كتاب الله ولنا الأنفال ولنا صفو المال، وهما والله! أول من ظلمنا
حقنا (إلى أن قال) اللهم قد أحللنا ذلك لشيعتنا (إلى أن قال) يا نجية! ما على فطرة
إبراهيم غيرنا وغير شيعتنا (1). والظاهر كونه نجية العطار - الآتي - الراوي عن
الباقر (عليه السلام).

(1) التهذيب: 4 / 145.
346

[7944]
نجية بن الحارث
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: " القواس " وعده
في أصحاب الكاظم (عليه السلام).
وروى الكشي عن حمدويه، قال محمد بن عيسى: نجية بن الحارث شيخ
صادق، كوفي، صديق علي بن يقطين (1).
أقول: وقد عرفت في " ناجية بن أبي عمارة " نقل الكشي عن حمدويه قال:
وكان رجل من أصحابنا يقال له: " نجية القواس " وليس هو معروف.
ويصدق عد رجال الشيخ له في أصحاب الكاظم (عليه السلام) صيد التهذيب: صفوان،
عن نجية بن الحارث، عن أبي الحسن (عليه السلام) (2).
ثم لم نقف على وصفه بالقواس في خبر، بل بالعطار، كما في نوادر آخر فروع
الكافي (3) وفي صوم عرفته (4) وفيهما روى عن أبي جعفر (عليه السلام).
[7945]
نجية العطار
عده البرقي في أصحاب الصادق (عليه السلام) وقد مر موارد وروده في الأخبار
في سابقه.
[7946]
نجية القواس
مر في " ناجية بن أبي عمارة " ونجية بن الحارث.
[7947]
نسيم خادم أبي محمد (عليه السلام)
قال: روى الكليني - رفعه عنه - قال: دخلت على الصاحب (عليه السلام) بعد تولده

(1) الكشي: 452.
(2) التهذيب: 9 / 17.
(3) الكافي: 7 / 461.
(4) الكافي: 4 / 146. وفيه: نجبة، بالموحدة.
347

بعشرة أيام فعطست عنده، فقال: يرحمك الله! ففرحت بذلك، فقال: ألا أبشرك
بالعطاس، هو أمان من الموت ثلاثة أيام.
أقول: الخبر ليس في الكافي، بل في الغيبة (1) وقد حرفه الشيخ، فنسيم كانت
امرأة خادمة أبي محمد (عليه السلام) لا رجلا خادمه (عليه السلام). روى الإكمال الخبر مسندا عن
إبراهيم بن محمد العلوي قال: حدثتني نسيم خادمة أبي محمد (عليه السلام) قالت: دخلت
على صاحب الأمر (عليه السلام) بعد مولده بليلة فعطست عنده، فقال لي: يرحمك الله!
قالت نسيم: ففرحت... الخبر (2).
[7948]
نشيط بن صالح
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: العجلي مولاهم
كوفي. وعده في أصحاب الكاظم (عليه السلام) قائلا: بن عبد الله. وعنونه في الفهرست.
وعنونه النجاشي قائلا: بن لفافة، مولى بني عجل، روى عن أبي الحسن
موسى (عليه السلام) ثقة (إلى أن قال) أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عنه بكتابه.
وعنونه الكشي، قائلا: حمدويه عن الحسن بن موسى قال: كان نشيط وخالد
يخدمانه - يعني أبا الحسن (عليه السلام) - قال: فذكر الحسن عن يحيى بن إبراهيم، عن
نشيط، عن خالد الجوان قال: لما اختلف الناس في أمر أبي الحسن (عليه السلام) قلت
لخالد: أما ترى ما قد وقعنا فيه من اختلاف الناس؟ فقال لي خالد: قال لي
أبو الحسن (عليه السلام): عهدي إلى ابني " علي " أكبر ولدي، خيرهم وأفضلهم.
محمد بن مسعود عن علي بن الحسن قال: نشيط قرابة لمروك بن عبيد بن
سالم بن أبي حفصة (3).
أقول: يمكن الجمع بين قول رجال الشيخ في أصحاب الكاظم (عليه السلام): " نشيط
ابن صالح بن عبد الله " وقول النجاشي: " نشيط بن صالح بن لفافة " بكون " عبد الله "
جده و " لفافة " جدته. لكن يأتي أن رجال الشيخ عنون " نشيط بن عبد الله بن

(1) الغيبة: 139.
(2) إكمال الدين: 430.
(3) الكشي: 452.
348

لفافة " فإن كانا متغايرين، وإلا فالصحيح ما هنا، لاتفاق النجاشي والشيخ - في
الفهرست - والكشي في عناوينها والشيخ في الرجال - في أصحاب الصادق
والكاظم (عليهما السلام) - عليه.
ومر في " خالد الجوان " - الذي عنونه الكشي مع هذا - ما في الكشي من
التحريف.
[7949]
نشيط بن عبد الله بن لفافة
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم (عليه السلام) قائلا: " كوفي روى عن
أبي عبد الله (عليه السلام) " ويبعد اتحاده مع سابقه.
أقول: بل يقرب مع كون الصحيح في التعبير ذاك، لما عرفت من الاتفاق على
كونه " نشيط بن صالح " وإنما اختلف الشيخ - في الرجال - والنجاشي في اسم
جده، مع إمكان الجمع، بما مر.
ومما يشهد لكون الأصل " نشيط بن صالح بن عبد الله " في هذا الذي عده في
أصحاب الكاظم (عليه السلام) أن فضل مساجد التهذيب روى عن مروك بن عبيد، عن
نشيط بن صالح، عن أبي الحسن الأول (عليه السلام) (1) وكذا في لحوم طير الكافي (2).
[7950]
نصر بن أبي نيزر
قال: ذكر في السير أنه جاهد مع الحسين (عليه السلام) حتى عقر فرسه، ثم استشهد.
أقول: لم يذكر أي سيرة ذكرته، فليس كل كتاب بمعتبر.
[7951]
نصر بن أحمد
الخبز أرزي
عنونه الخطيب ونقل رواية جمع عنه، منهم: أبو الحسن بن الجندي (3).

(1) التهذيب: 3 / 273.
(2) الكافي: 6 / 313.
(3) تاريخ بغداد: 13 / 296.
349

وعنونه أدباء الحموي وقال: " شاعر أمي مجيد " ونقل أبياتا له ومنها:
ولو كان التعزز فيه خير * لما كني الوصي أبا تراب
[7952]
نصر بن حزن
النصري
قال: عده الثلاثة في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله).
أقول: إنهم وإن عنونوه إلا أنهم رددوا في كونه " نصر بن حزن " أو " بشر بن
حزن " أو " عبدة بن حزن " لأن مستنده خبر روي مختلفا، وجعل أبو عمر " عبدة
ابن حزن " هو الصواب، فلم أرسله إرسالا مسلما؟
[7953]
نصر
الخادم
قال: شهد على وصية أبي جعفر (عليه السلام) ووقع في اتخاذ سفرة الفقيه (1)، واحتمل
بعضهم كونه " نصر بن قابوس " الآتي.
أقول: بل لا مجال له، لأن ذاك عربي. ولم أقف على مستند قوله: " شهد على
وصية أبي جعفر (عليه السلام) " ويأتي في عنوان " نصير أبو حمزة الخادم " أيضا.
[7954]
نصر
الخفاف
روى مقاتل أبي الفرج عنه قال: أصابتني ضربة وأنا مع " حسين بن علي
صاحب فخ " فبترت اللحم والعظم، فبت ليلتي أعوي منها وأنا أخاف أن يجيئوني
فيأخذوني إذا سمعوا الصوت، فغلبتني عيني فرأيت النبي (صلى الله عليه وآله) وقد جاء فأخذ
عظما فوضعه على عضدي، فأصبحت وما أجد من الوجع قليلا ولا كثيرا (2).

(1) الفقيه: 2 / 281.
(2) مقاتل الطالبيين: 305.
350

[7955]
نصر بن دهر
الأسلمي
قال: عده الثلاثة في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله) يعد في أهل المدينة، استشهد في
خيبر، وهو دليل حسنه.
أقول: لم يقولوا: إنه استشهد، بل قالوا: روى شهادة عامر بن الأكوع في خيبر،
وهذا نص أسد الغابة أخذا عن ابن مندة أو أبي نعيم أو كليهما - وليس في كتاب أبي
عمر -: عن نصر أنه سمع النبي (صلى الله عليه وآله) يقول في مسيره إلى خيبر لعامر بن الأكوع:
انزل يا ابن الأكوع واحد لنا من هناتك، فنزل فقال:
والله! لولا الله ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا
إنا إذا قوم بغوا علينا * وإن أرادوا فتنة أبينا
فأنزلن سكينة علينا * وثبت الأقدام إن لا قينا
فقال النبي (صلى الله عليه وآله): يرحمك ربك! قال: فقتل يوم خيبر شهيدا.
[7956]
نصر بن صباح
قال: عده الشيخ في رجاله في من لم يرو عنهم (عليهم السلام) قائلا: يكنى أبا القاسم،
من أهل بلخ، لقي جملة من كان في عصره من المشايخ والعلماء وروى عنهم، إلا
أنه قيل: كان من الطيارة، غال.
وقال الكشي فيه: " كان غاليا ". وعنونه النجاشي قائلا: أبو القاسم البلخي غال
المذهب، روى عنه العياشي، له كتب منها: كتاب معرفة الناقلين (إلى أن قال)
محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي عنه (1).
وقال الحائري: وفي توقيعات الإكمال عن ابن الوليد، عن سعد، عن علي بن
محمد الرازي، عن نصر قال: كان بمرو كاتب للخوزستاني - سماه لي نصر -

(1) الكشي: 322.
351

واجتمع عنده ألف دينار للناحية فاستشارني، فقلت: ابعث بها إلى الحاجزي،
فقال: هو في عنقك إن سألني الله عزوجل عنه يوم القيامة؟ فقلت: نعم؛ قال نصر:
ففارقته على ذلك ثم انصرفت إليه بعد سنتين فلقيته فسألته عن المال، فذكر أنه
بعث من المال بمائتي دينار إلى الحاجزي فورد عليه وصولها والدعاء له، وكتب
إليه: كان المال ألف دينار فبعثت بمائتي دينار، فإن أحببت أن تعامل أحدا فعامل
الأسدي بالري؛ قال: وورد علي يعني حاجز، فجزعت من ذلك جزعا شديدا
واغتممت! فقلت له: ولم تغتم وتجزع وقد من الله عليك بدلالتين قد أخبرك بمبلغ
المال وقد نعى إليك حاجزا مبتدئا.
وعن نصر بن الصباح قال: أنفذ رجل من أهل بلخ خمسة دنانير وكتب فيها
رقعة غير فيها اسمه، فخرج إليه الوصول باسمه ونسبه والدعاء له (1).
أقول: أما رجال الشيخ ففيه: " لقي جلة " لا " جملة " كما نقل. وأما النجاشي
فوجدنا فيه: " روى عنه العياشي " كما نقل، لكن الظاهر كونه مصحف " الكشي "
كما يشهد به كتاب الكشي من أوله إلى آخره، ويشهد به طريق النجاشي، ولم نقف
على رواية العياشي عنه في موضع، وإنما يروي الكشي عن العياشي كما يروي
عن نصر.
وأما خبر الإكمال الأول فحرفه هو أو الحائري، ففيه: " إلى حاجز " لا " إلى
الحاجزي " وفيه: " وورد علي نعي حاجز " لا " وورد علي يعني حاجز ". ثم رواية
الإكمال الخبرين عنه لا تنافي غلوه، كما رامه.
قال، قال الحائري: أبو القاسم البلخي كان شيخ المعتزلة ببغداد، وقد أكثر ابن
أبي الحديد النقل عنه، وذكر أن ابن قبة كان من تلاميذه. وظن المجمع أن أبا القاسم
البلخي كنية " نصر " هذا.
قلت: يمكن أن يكون مائة يقال لهم: " أبو القاسم البلخي " والقرائن تميزهم،
فأبو القاسم البلخي في العامة " عبد الله بن أحمد بن محمود الكعبي " ويقال

(1) إكمال الدين: 488.
352

لأصحابه: الكعبية، وعندنا " نصر بن الصباح " هذا؛ ألم يقل النجاشي في عنوانه:
" أبو القاسم البلخي "؟ ألم يقل الشيخ في الرجال فيه: " يكنى أبا القاسم من أهل
بلخ "؟ فلم نسب ذلك إلى ظن المجمع؟
كما أن ما قاله: من أن " ابن قبة كان من تلاميذه " غير معلوم، وإنما كان بينهما
مناقضة، فمر في " ابن قبة محمد بن عبد الرحمن " أن البلخي نقض " إنصاف " ابن
قبة في الإمامة ب‍ " المسترشد في الإمامة " فنقضه ابن قبة ب‍ " المستثبت في
الإمامة " فنقضه ب‍ " نقض المستثبت " فمات ابن قبة.
[7957]
نصر بن ظريف
أخو جزي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام). واستظهر بعضهم من
مقاتل أبي الفرج: أنه " جرى " بالمهملة، وأن نصرا يكنى " أبو جري " أيضا، وأنه من
ثقات محدثي البصرة، خرج مع إبراهيم بن عبد الله فأصابت يده جراحة فعطلتها، ولما
قتل إبراهيم استخفى. إلا أن تكنيته ب‍ " أبي جري " لا يمنع من تكنيته " أخا جزي ".
أقول: المقاتل لم يذكر ضبطا حتى ينسب إليه أنه بالمهملة، وعدم وجود نقطة
في نسخته بلا عبرة، ومعلوم أن الأصل في " أبو جرى " و " أخو جزى " واحد،
وبقاعدة أعرفية أبي الفرج بهذه الأمور يقدم قوله.
وكيف كان؛ فلفظ المقاتل هكذا: وقد روى عن أبي العوام القطان أبو جري
نصر بن ظريف، كلهم من ثقات محدثي البصرة ومشاهيرهم (1).
لكن الذهبي قال: " نصر بن طريف أبو جزء القصاب " وهو وإن لم يذكر ضبطا
إلا أن نسخته صحيحة ليس مثل نسخة المقاتل.
وكيف كان: فالرجل إما عامي لسكوت الذهبي عن مذهبه وإن نقل عنهم
ضعفه بل كذابيته، وإما زيدي بتري لخروجه مع إبراهيم.

(1) مقاتل الطالبيين: 246.
353

[7958]
نصر بن عامر بن وهب
أبو الحسن، السنجاري
قال: عنونه النجاشي قائلا: من ثقات أصحابنا (إلى أن قال بعد ذكر كتبه)
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله قال: قرأت عليه أكثرها وأجازني الباقي.
أقول: وعدم عنوان الشيخ له في الرجال والفهرست غفلة.
[7959]
نصر بن عبد الرحمن
أبو الوليد، العبدي، الكوفي
عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: " أسند عنه ". وعده
أخرى بلفظ " نصر بن عبد الرحمن العبدي الكوفي ".
[7960]
نصر بن عبد الرحمن
البارقي، الكوفي
عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: أسند عنه.
والمصنف عنون هذا ومن قبله عن رجال الشيخ بدون نقل " أسند عنه " غفلة،
والأول في الرقم 11 والثاني في 12.
[7961]
نصر بن علي
الجهضمي
نقل إقبال ابن طاوس عن كتاب مواليد نصر بن علي الجهضمي فوت
العسكري (عليه السلام) في ثامن ربيع الأول (1).

(1) إقبال الأعمال: 598.
354

وفي البحار قال ابن طاوس: لنصر بن علي الجهضمي كتاب في أحوال
الوكلاء الأربعة من طريق المخالفين (1).
[7962]
نصر بن علي بن نصر
بن علي بن صهبان بن أبي، أبو عمرو الجهضمي، البصري
عنونه الخطيب ونقل روايته عن جمع، منهم: سفيان بن عيينة والأصمعي،
ونقل رواية جمع عنه، منهم: مسلم في صحيحه وعبد الله بن أحمد بن حنبل؛ وقال:
بصري قدم بغداد. وروى مسندا عنه، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن
جعفر (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام): أن النبي (صلى الله عليه وآله) أخذ بيد الحسن والحسين (عليهما السلام) وقال:
" من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة " وقال:
ولما حدث نصر بهذا الحديث أمر المتوكل بضربه ألف سوط؛ وكلمه جعفر بن
عبد الواحد وجعل يقول له: هذا الرجل من أهل السنة، ولم يزل به حتى تركه.
وروى مسندا عن أبي بكر بن أبي داود قال: كان المستعين بعث إلى نصر بن
علي يشخصه للقضاء، فدعاه أمير البصرة فأمره بذلك، فقال: أرجع فأستخير الله،
فرجع إلى بيته نصف النهار فصلى ركعتين وقال: " اللهم إن كان لي عندك خير
فاقبضني إليك " فنام فأنبهوه فإذا هو ميت! مات سنة خمسين ومائتين (2).
وهذا وإن يصدق عليه - مع عدم رفع نسبه أيضا - " نصر بن علي الجهضمي "
إلا أنه غير سابقه، فإن هذا أقدم مات سنة 250 وذاك روى أحوال الوكلاء الأربعة،
وكانت وفاة آخرهم سنة 329، ولعل السابق ابن ابن هذا.
[7963]
نصر بن قابوس
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: " اللخمي
الكوفي، أسند عنه " وعده في أصحاب الكاظم (عليه السلام).

(1) لم نعثر عليه.
(2) تاريخ بغداد: 13 / 287 - 289.
355

وعده الإرشاد في خاصة الكاظم (عليه السلام) وثقاته وأهل الورع والعلم والفقه
من شيعته (1).
وعنونه النجاشي، قائلا: اللخمي القابوسي، روى عن أبي عبد الله وأبي إبراهيم
وأبي الحسن الرضا (عليهم السلام) وكان ذا منزلة عندهم (إلى أن قال) محمد بن مفضل بن
إبراهيم بن مفضل بن قيس بن رمانة الأشعري، قال: حدثنا أبي قال: حدثنا نصر
بن قابوس بكتابه. الحسن بن نصر روى عن أبيه. محمد بن علي بن نصر روى عن
أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام).
وروى الكشي عن حمدويه، عن الحسن بن موسى، عن سليمان بن العبدي (2)،
عن نصر بن قابوس قال: كنت عند أبي الحسن (عليه السلام) في منزله، فأخذ بيدي فوقفني
على بيت من الدار، فدفع الباب فإذا علي (عليه السلام) ابنه وفي يده كتاب ينظر فيه، فقال
لي: يا نصر! تعرف هذا؟ قلت: نعم، هذا علي ابنك، قال: يا نصر! فتدري ما هذا
الكتاب الذي ينظر فيه؟ قلت: لا، قال: " هذا الجفر الذي لا ينظر فيه إلا نبي أو
وصي نبي " قال الحسن بن موسى: فلعمري! ما شك نصر ولا ارتاب حين أتاه
وفاة أبي الحسن (عليه السلام).
وعنه، عنه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن سعيد بن أبي الجهم، عن نصر
ابن قابوس قلت لأبي الحسن الأول (عليه السلام): إني سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الإمام
بعده، فأخبرني أنك أنت هو، فلما توفي ذهب الناس عنك يمينا وشمالا وقلت
فيك أنا وأصحابي، فأخبرني عن الإمام من ولدك؟ قال: " ابني علي " فدل هذا
الحديث على منزلة الرجل من عقله واهتمامه بدينه إن شاء الله (3).
وقال العلامة: قال في الغيبة: إنه كان وكيلا لأبي عبد الله (عليه السلام) عشرين سنة، ولم
يعلم أنه وكيل، وكان خيرا فاضلا " (4). ومثله قال ابن داود، لكن لاوجه لردهما قول
الشيخ: " كان وكيلا له (عليه السلام) " بقولهما: ولم يعلم أنه وكيل.

(1) إرشاد المفيد: 304.
(2) كذا في تنقيح المقال أيضا، وفي الكشي: الصيدي.
(3) الكشي: 450.
(4) الغيبة: 210.
356

أقول: المصنف خلط وخبط، فإن فقرة " ولم يعلم أنه وكيل " كلام الشيخ،
بمعنى أنه كان وكيله (عليه السلام) مدة ولم يعلم الناس ذلك لخفائه، لا أنها رد من العلامة
وابن داود على الشيخ.
هذا، وروى خبر الكشي الثاني الكافي (1) والعيون (2) والإرشاد (3) والغيبة (4)، وفيها:
" وقلت بك " ومنه يظهر أن ما في الكشي " وقلت فيك " تحريف، كما أن قوله في
آخره: " فدل... " الأصل فيه: قال الكشي: فدل...
هذا، وما نقله عن النجاشي في آخر كلامه من قوله: " الحسن بن نصر... الخ "
وجدناه كما نقل. لكنه كما ترى بلا محصل، بل قوله: " محمد بن علي بن نصر روى
عن أبيه " بلا ربط.
هذا، وورد نصر بن قابوس في النص على الرضا (عليه السلام) في الكافي (5) وفي إطعام
مؤمنه (6) وفي إخبار الرجل أخاه بحبه في عشرته (7) وفي كسب مغنيته (8).
وأما قول الجامع: إن الأخير بلفظ النضر - بالضاد - وروى خبره التهذيبان
أيضا " النضر " فليس كما قال، فالذي وجدت في الكل نصر - بدون لام وبدون
نقطة على الصاد - سوى في نسخة الكافي زاد النساخ نقطة، والدليل على زيادتها
أن نضرا " بالضاد " لا يستعمل بدون لام، كما أن نصرا " بالصاد " لا يستعمل معها.
[7964]
نصر بن محمد بن عبد العزيز بن سيرزاد
أبو القاسم الدلال، المعروف بالباقرحي
عنونه الخطيب وصرح برواية جمع عنه، وعد فيهم: " أحمد بن محمد بن

(1) الكافي: 1 / 313.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 31 ب 4 ح 26.
(3) إرشاد المفيد: 306.
(4) غيبة الطوسي: 27.
(5) تقدم آنفا.
(6) الكافي: 2 / 204.
(7) الكافي: 2 / 644.
(8) الكافي: 5 / 120.
357

عمران الجندي " (1). وأحمد أستاذ النجاشي الذي ألحقه بالشيوخ في زمانه،
كما مر فيه. و " باقرح " قرية من نواحي بغداد، كما في أنساب السمعاني.
[7965]
نصر بن كثير
الأسدي، الكوفي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) وروى صفوان وابن
أبي عمير عنه.
أقول: في ثواب حج التهذيب بلفظ " نصير بن كثير " (2).
[7966]
نصر بن مزاحم
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر (عليه السلام). وعنونه في الفهرست
قائلا: المنقري (إلى أن قال) محمد بن علي الصيرفي، عن نصر بن مزاحم، عن
لوط بن يحيى وغيره؛ ورواها ابن الوليد عن الصفار، عن محمد بن عيسى بن عبيد،
عن نصر بن مزاحم (إلى أن قال) عن يونس بن علي العطار، عن نصر بن مزاحم.
والنجاشي، قائلا: المنقري العطار أبو المفضل، كوفي، مستقيم الطريقة صالح
الأمر، غير أنه يروي عن الضعفاء، كتبه حسان (إلى أن قال) كتاب الجمل رواية
يحيى بن زكريا بن شيبان عن نصر (إلى أن قال) جعفر بن محمد بن سعيد
الأحمسي قال: حدثنا نصر بن مزاحم بكتابه صفين.
أقول: اختلف في عاميته وإماميته، فقال أبو الفرج وابن أبي الحديد بعاميته،
ففي مقاتل الأول - في عنوان سبب خروج أبي السرايا -: أخبرني علي بن أحمد
ابن أبي قربة العجلي قال: حدثنا يحيى بن عبد الرحمن الكاتب قال: حدثنا نصر
ابن مزاحم المنقري بما شاهد من ذلك (إلى أن قال) وأخبرني أحمد بن عبيد الله بن
عمار، عن علي بن محمد بن سليمان النوفلي بأخباره، فربما ذكرت اليسير منها

(1) تاريخ بغداد: 13 / 299.
(2) التهذيب: 5 / 22.
358

والمعنى الذي يحتاج إليه، لأن علي بن محمد كان يقول: بالإمامة فيحمله التعصب
لمذهبه على الحيف في ما يرويه (إلى أن قال) فاعتمدت على رواية من كان بعيدا
عن فعله في هذا، وهي رواية نصر بن مزاحم، إذ كان ثبتا في الحديث والنقل (1).
وفي شرح الثاني: ونحن نورد ما أورده نصر بن مزاحم في كتاب صفين في
هذا المعنى، فهو في نفسه ثبت صحيح النقل، غير منسوب إلى هوى ولا إدغال،
وهو من رجال أصحاب الحديث (2).
وهو ظاهر سكوت ابن النديم عن مذهبه وعدم ذكره في مصنفي الشيعة، فقال
في الفن الأول من مقالته الثالثة: نصر بن مزاحم أبو الفضل، من طبقة أبي مخنف من
بني منقر، وكان عطارا... الخ (3).
وقال الخطيب والحموي بإماميته، عنونه الأول في تاريخ بغداد، فقال: كوفي
سكن بغداد وحدث بها عن سفيان الثوري وشعبة وحبيب بن حسان وعبد العزيز
ابن سياه ويزيد بن إبراهيم التستري وأبي الجارود زياد بن المنذر؛ روى عنه ابنه
الحسين ونوح بن حبيب القومسي وأبو الصلت الهروي وأبو سعيد الأشج وعلي بن
المنذر الطريقي، وجماعة من الكوفيين (إلى أن قال) قال إبراهيم بن يعقوب
الجوزجاني: " كان نصر زائغا عن الحق مائلا " أراد بذلك غلوه في الرفض (وإلى
أن قال) قال أبو الفتح الحافظ: نصر غال في مذهبه، غير محمود في حديثه (4).
وقال الثاني في أدبائه: نصر شيعي من الغلاة جلد في ذلك، روى عنه أبو سعيد
الأشج وروى هو عن شعبة بن الحجاج، واتهمه جماعة من المحدثين بالكذب
وضعفه آخرون.
وهو ظاهر سكوت الشيخ في الفهرست والنجاشي عن مذهبه، وأما عنوان رجال
الشيخ له فأعم فقد عرفت في المقدمة أن عنوانه للعامي أكثر من عنوانه للإمامي.

(1) مقاتل الطالبيين: 344.
(2) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 2 / 206.
(3) فهرست ابن النديم: 106.
(4) تاريخ بغداد: 13 / 282.
359

وهو ظاهر رواية بصائر الصفار في عنوان " باب في الأئمة (عليهم السلام) يعرفون بما
رأوا في الميثاق " عن نصر بن مزاحم، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن
الباقر (عليه السلام): إن الله أخذ ميثاق شيعتنا من صلب آدم، فنعرف بذلك المحب وإن
أظهر خلافه، وبغض المبغض وإن أظهر حبنا (1).
والصواب: كونه كأبي مخنف من العامة قريبا من الإمامية، والشاهد لذلك
كتبهما، وكيف يكون إماميا وقد روى في صفينه: أن ابن الحنفية لما بارز عبيد الله
ابن عمر دعا علي (عليه السلام) ابنه ومشى إلى عبيد الله بنفسه، فقال له عبيد الله: ليس لي في
مبارزتك حاجة، ورجع فقال محمد لأبيه: يا أبه أتبرز بنفسك إلى هذا الفاسق
اللئيم؟ والله! لو أبوه يسألك المبارزة لرغبت بك عنه فقال: يا بني! لا تقل لأبيه إلا
خيرا، يرحم الله أباه (2).
وروى أن رجلا سأل عليا (عليه السلام) عن وضوء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فتوضأ ثلاثا ثلاثا
ومسح برأسه واحدة، وقال: هكذا رأيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يتوضأ (3).
وروى نزول قوله تعالى: " ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله " في
صهيب بن سنان (4). مع أنه كان عبد سوء، وإنما نزلت الآية في أمير المؤمنين (عليه السلام) لما
بات على فراش النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
وروى أنه (عليه السلام) حين أراد أن يبعث جريرا إلى معاوية قال له: إن حولي من
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من أهل الدين والرأي من قد رأيت وقد اخترتك عليهم،
لقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيك: إنك من خير ذي يمن (5).
وكيف كان: فرواياته معتبرة حتى أنه لم يرو عن سيف - لكونه وضاعا - إلا
في ما كان له شريك كما في تاريخ الطبري في عنوان " قول عائشة: والله! لأطلبن
بدم عثمان ": فروى نصر قولها عن سيف وعن غيره، أو ماله شاهد صدق، كروايته
عنه كلام جارية بن قدامة لعائشة في الخروج بأنه أشد من قتل عثمان، وكلام

(1) بصائر الدرجات: 90، الجزء الثاني ب 16 ح 3.
(2) وقعة صفين: 221.
(3 و 4 و 5) وقعة صفين: 146، 324، 28.
360

شاب من سعد لطلحة والزبير في عدم إخراج نسائهما وإخراجهما لعائشة، وسؤال
غلام جهني عن محمد بن طلحة عن دم عثمان، وجوابه بأن ثلثه على أبيه وثلثه
على عائشة وثلثه على علي (عليه السلام) (1). وكما في كتابه في روايته عنه إتمام
أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم دخل الكوفة من البصرة لقصده الإقامة وخطبته (عليه السلام) في
يوم الجمعة في الكوفة والمدينة، ونزوله على جعدة بن هبيرة ولم ينزل القصرين،
وعتابه سليمان بن صرد لتخلفه عنه في الجمل (2).
ومن رواياته الشاذة في التاريخ: روايته في آخر كتابه قتل ألف وثلاثمائة من
أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) في النهروان (3) مع أنه لم يبلغوا عشرة. لكن نسخته ثمة
مختلطة.
كما أن الظاهر أن من نسب إليه التشيع نسبه لروايته رجوع الشمس له (عليه السلام)
خارج بابل في ذهابه (عليه السلام) إلى صفين لصلاة عصره (4). لكن رواه من طرقهم.
هذا، وورد في أخبارنا، كما في الجامع في مولد السجاد (عليه السلام) في الكافي (5)
وفي ما يفصل بين دعوى محقه ومبطله (6) وفي شارب خمره (7) وفي علامة أول شهر
رمضان التهذيب (8).
ثم الصواب زيديته، فروى مقاتل أبي الفرج: أن محمد بن محمد بن زيد فرق
عماله بعد بيعة أبي السرايا له وولى نصر بن مزاحم السوق (9).
ثم عد الشيخ في الرجال له في أصحاب الباقر (عليه السلام) غير صحيح، وإنما روى
عن عمرو بن شمر، عن جابر، عنه (عليه السلام) كما عرفته في خبر البصائر، وكيف! ووفاة
الباقر (عليه السلام) كانت سنة 114 ونصر هذا قال الخطيب والحموي: مات سنة 212،
والرجل إنما كان في عصر الرضا (عليه السلام).

(1) تاريخ الطبري: 4 / 458، 465.
(2) وقعة صفين: 3 - 6.
(3) وقعة صفين: 559.
(4) وقعة صفين: 136.
(5) الكافي: 1 / 466.
(6) الكافي: 1 / 345.
(7) الكافي: 6 / 398.
(8) التهذيب: 4 / 162.
(9) مقاتل الطالبيين: 355.
361

وعن الخرائج في خبر عنه قال للرضا (عليه السلام): ما تقول في جعفر بن محمد؟
فقال: ما أقول في إمام شهدت الأمة قاطبة أنه كان أعلم أهل زمانه (1). وروى عن
أبي خالد الواسطي في علامة رمضان التهذيب (2).
وما في طريق فهرست الشيخ الأول إليه " ابن الوليد عن أحمد بن أبي عبد الله
البرقي " الظاهر أن فيه سقطا، وأن الأصل " ابن الوليد عن الصفار عن أحمد ". كما
أن قوله فيه أيضا: " عن نصر بن مزاحم عن لوط بن يحيى وغيره " (3) ظاهر في أن
الكتب ليست له، بل للوط وغيره، وإنما كان حق العبارة أن يقول: يروي عن لوط
وغيره وينهي الإسناد إليه في كتبه.
[7967]
نصر بن مفلس
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
أقول: بل في أصحاب الرضا (عليه السلام) وفي نسخة " بن مغلس " بالغين.
[7968]
نصر الله بن يحيى
يأتي في " حيص بيص ".
[7969]
نصير أبو " موسى بن نصير "
في كامل الجزري: كان على حرس معاوية فلما سار معاوية إلى صفين لم
يسر معه، فقال: ما يمنعك من المسير معي إلى قتال علي ويدي عندك معروفة؟
فقال: لا أشكرك بكفر من هو أولى بالشكر منك، وهو الله عزوجل، فسكت عنه
معاوية (4).

(1) الخرائج والجرائح: 1 / 350.
(2) التهذيب: 4 / 161.
(3) في نسخة من الفهرست (منشور جامعة مشهد كلية الإلهيات والمعارف الإسلامية) لم ترد
عبارة " عن لوط بن يحيى وغيره ".
(4) الكامل في التاريخ: 4 / 539.
362

[7970]
نصير بن أبي الأشعث
أبو الوليد، الكوفي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) بهذا اللفظ في بعض
النسخ وفي بعضها بلفظ " نصر ".
أقول: الصحيح هذا اللفظ الذي بالتصغير، كما عنونه ابن حجر وزاد على
العنوان " الأسدي، ثقة، من السابعة " فالظاهر عاميته.
[7971]
نصير أبو حمزة الخادم
قال: روى مولد أبي محمد العسكري (عليه السلام) عن إسحاق، عن أحمد بن محمد بن
الأقرع قال: سمعت أبا محمد (عليه السلام) غير مرة يكلم غلمانه بلغاتهم... إلخ (1).
أقول: سقطت بعد " الأقرع " كلمة " عنه " منه أو من النسخة، والخبر في
مولده (عليه السلام) في الكافي.
قال: ومر " نصر الخادم أبو حمزة " ولعله هذا.
قلت: إنما مر " نصر الخادم " وإنما قال نفسه ثمة: " والظاهر أن كنيته أبو حمزة "
وهو وهم منه، فلم يقل أحد في ذاك: إنه أبو حمزة، بل في هذا. واتحادهما كما
احتمله غلط، فذاك روى عن الكاظم (عليه السلام) وهذا عن العسكري (عليه السلام) ولو قلنا بأن
هذا أيضا " نصر الخادم " فاختلفت النسخ في خبر المولد بنصر ونصير.
[7972]
النضر بن جابر
الجرجاني
قال: مر في " جعفر بن الشريف الجرجاني " خبر في كونه مورد عناية
العسكري (عليه السلام) في دعائه لرفع عمى ابنه.
أقول: لكن سند ذاك الخبر ليس بمعتبر.

(1) الكافي: 1 / 509.
363

[7973]
النضر بن الحارث
الأوسي، الظفري
قال: شهد جميع المشاهد مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
أقول: هو الذي عنونه قبل بلفظ " نصر بن حارث الأوسي الظفري " فلم جعل
الواحد نفرين، وأسد الغابة وإن عنونهما إلا أنه نبه على الأصل، وأن هذا عنوان
" ابن ماكولا " وذاك عنوان غيره.
[7974]
النضر بن الحارث
القرشي، العبدي
قال: قال ابن مندة وأبو نعيم: شهد حنينا مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). وغلطه ابن الأثير
وقال: أسر يوم بدر كافرا فقتله علي بن أبي طالب (عليه السلام) بأمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأنه كان
شديدا عليه (عليه السلام) وعلى المسلمين.
أقول: بل " العبدري " لا " العبدي " فكان من بني عبد الدار.
ثم لم أدر كيف روياه عن ابن إسحاق على ما نسب إليهما الجزري؟ ولابد
أنهما رأيا في كلامه " النضير بن الحارث " فقرآه " النضر بن الحارث " والشاهد له
عدم عنوانهما للنضير - أخيه - مع إسلام ذاك قطعا، كما يأتي.
[7975]
النضر بن الربيع بن سعيد
الجعفي، الكوفي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: " أسند عنه "
وظاهره إماميته.
أقول: قد عرفت في المقدمة أن عناوين رجال الشيخ أعم.
364

[7976]
النضر بن سويد
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم (عليه السلام) قائلا: له كتاب وهو ثقة.
وعنونه في الفهرست (إلى أن قال) عن محمد بن عيسى عن النضر (وإلى أن قال)
عن أبي عبد الله محمد بن خالد البرقي والحسين بن سعيد جميعا، عن النضر بن
سويد.
والنجاشي، قائلا: الصيرفي، كوفي، ثقة صحيح الحديث، انتقل إلى بغداد، له
كتاب نوادر رواها عنه جماعة (إلى أن قال) عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن
أبيه، عن النضر بن سويد.
أقول: عنونه النجاشي " نصر بن سويد " لا " النضر " وليس تصحيف النسخة،
حيث عنونه بين " نصر بن قابوس " و " نصر بن مزاحم " المتقدمين. والصواب
" النضر " كما عليه الكل حتاه في جراح المدائني، فقال ثمة: له كتاب يرويه
جماعة، منهم: النضر بن سويد.
كما أن قوله هنا: " رواها " بلا وجه، لأن المرجع الكتاب لا النوادر، كما أن
قوله: " عن محمد بن عيسى، عن أبيه، عنه " كذلك، فالمشيخة (1) والفهرست: عن
محمد بن عيسى، عنه.
ثم إن الشيخ - في الرجال - عده في أصحاب الكاظم (عليه السلام) وفي خبر ما يجوز
لمحرمة الكافي " عنه، عن أبي الحسن (عليه السلام) " (2) والمنصرف منه هو (عليه السلام).
قال: نقل الجامع رواية أحمد البرقي، عنه.
قلت: في نسخة الجامع: أحمد بن محمد بن خالد، عن يحيى بن عمران
الحلبي في الكافي في باب " أن الإيمان مبثوث بجوارح البدن " وقد سقط من
النسخة بعد " خالد " " عنه " قطعا ليحصل الربط؛ ولعله سقط قبل " عنه " " عن أبيه "
أيضا، ففي ذاك الباب روى أحمد في خبرين عن أبيه، عن النضر، عن يحيى؛

(1) الفقيه: 4 / 496.
(2) الكافي: 4 / 344.
365

الأول في الثاني (1) هكذا: " عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه
ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا، عن البرقي، عن النضر
ابن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي " (2) وفيه إما: " عن أبيه " زائد أو " جميعا "
كما لا يخفى. والثاني في الخامس (3) هكذا: " عنه، عن أبيه، عن النضر، عن يحيى " (4)
وقوله فيه: " عنه " الأصل فيه " وعن أحمد " لأن في الرابع " عدة عن أحمد " ودأبه
في مثله الإتيان باسم الثاني ظاهرا لا مضمرا.
قال: وفي مشتركات الكاظمي: وفي التهذيب " محمد بن يحيى، عن أحمد ابن
محمد بن خالد، عن النضر بن سويد ". وصوابه " محمد بن خالد " بلا أحمد.
قلت: بل صوابه " محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد " (5)
كما يشهد له قول الشيخ في الفهرست هنا: " ورواه محمد بن علي بن الحسين عن
أبيه، ومحمد بن الحسن عن سعد، والحميري ومحمد بن يحيى وأحمد بن إدريس
عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد " والمراد بأحمد فيه الأشعري، لا البرقي.
وأيضا كما لا يروي أحمد البرقي عن النضر هذا لا يروي محمد بن يحيى عن
محمد بن خالد. ثم إنه لم يعين مورده حتى ينظر فيه.
[7977]
النضر بن شعيب
قال: وقع في الوصية بعتق الفقيه (6) وفي المشيخة في خالد بن ماد (7).
أقول: وفي دعاء ولد الكافي (8) وفي آخر أصوله (9) وفي ليس في ترك حجه (10)

(1) يعني الخبر الأول في الحديث الثاني من باب أن الإيمان مبثوث بجوارح البدن.
(2) الكافي: 2 / 37.
(3) يعني: الخبر الثاني في الحديث الخامس من الباب.
(4) الكافي: 2 / 38.
(5) التهذيب: 3 / 3، ح 6.
(6) الفقيه: 4 / 213.
(7) الفقيه: 4 / 444.
(8) الكافي: 6 / 9.
(9) الكافي: 2 / 673.
(10) الكافي: 4 / 270.
366

وفي ما فرض الله من الكون مع أئمته (1) وفي فيه نكتة (2) وفي فضل شهر رمضان
التهذيب (3) وفي زيارة بيته (4) وفي زيادات فقه حجه (5).
[7978]
النضر بن شميل
في الأدباء: أخذ عن الخليل، ضاقت عليه الأسباب بالبصرة فسار إلى مرو
فأثرى؛ كان من أهل السنة، وهو أول من أظهرها بخراسان.
وروى أبو داود في سننه عن عبد الله بن حكيم: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كتب إلى
جهينة: " ألا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب ". ثم قال، قال النضر: يسمى إهابا
ما لم يدبغ، فإذا دبغ لا يقال له: إهاب، إنما يسمى شنا وقربة (6).
قلت: ما قاله مغالطة، فإذا نهى (صلى الله عليه وآله وسلم) عن الانتفاع بإهاب الميتة لا يجوز
دباغه للانتفاع به بقي اسمه أولا، لكنه قال ذلك لتصحيح مذهبه الفاسد.
[7979]
النضر بن عثمان النوى
قال: قال العلامة وابن داود: قال العقيقي: إنه مات متحيرا.
أقول: الظاهر كونه محرف " كثير النوى " المتقدم، والظاهر أن نسخة العلامة
من كتاب العقيقي كانت غير مصححة، وأن ابن داود قال ما قال تبعا له، فلم نقف
على من عنون في خبر ولا وجدله أثر؛ والفرق بين " النضر " و " كثير " في الخط
غير كثير، وتقدم نظيره في " نجم بن أعين " الذي عنونه العلامة أيضا عن العقيقي
بكونه محرف " حمران بن أعين ". ومما يشهد لما قلنا من كونه محرف
" كثير النوى " ما مر ثمة في خبر: أنه مات تائها (7).

(1) الكافي: 1 / 208.
(2) الكافي: 1 / 416.
(3) التهذيب: 3 / 61.
(4) التهذيب: 5 / 258.
(5) التهذيب: 5 / 467.
(6) سنن أبي داود: 4 / 67.
(7) مر في ج 8، الرقم 6117.
367

[7980]
النضر بن قرواش
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر (عليه السلام) قائلا: " الخزاعي " وفي
أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: الكوفي الجمال.
وظاهره إماميته، إلا أن الخرائج روى أن الباقر (عليه السلام) جعل يحدث أصحابه
بأحاديث شداد وقد دخل رجل يقال: " النضر بن قرواش " فاغتم لذلك أصحابه
لمكان الرجل مما يسمع حتى نهض، فقالوا: قد سمع ما سمع وهو خبيث، قال:
لو سألتموه عما تكلمت به اليوم ما حفظه، قال: بعضهم فلقيته بعد، فقلت:
الأحاديث التي سمعتها من أبي جعفر (عليه السلام) أحب أن أسمعها، قال: لا والله! ما فهمت
منه قليلا ولا كثيرا (1). لكن يمكن حمله لإطلاقه على غيره.
ومر في " الحسين بن علي صاحب فخ " خبر عن المقاتل أنه (عليه السلام) أفضى إليه
ببعض الأسرار الغيبية المقتضي لإماميته.
أقول: بل خبر المقاتل أعم كعنوان رجال الشيخ، فإنه إنما تضمن إخبار
الصادق (عليه السلام) إياه بقتل رجل من أهل بيته في فخ (2)، والعامة رووا عنه (عليه السلام) كثيرا من
نظائره، ويحملونه على أنه سمعه من آبائه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
[7981]
النضر بن محمد
الهمداني
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الهادي (عليه السلام) قائلا: ثقة.
أقول: ونقل الجامع رواية سهل بن زياد، عن نصر بن محمد، عنه (عليه السلام) في لحم
ظبي الكافي، فالظاهر كون " النضر " في رجال الشيخ محرف " نصر " والخبر في
لحوم الحمر الوحشية (3) لا الظبي.

(1) الخرائج والجرائح: 1 / 278.
(2) مر في ج 3، الرقم 2207.
(3) الكافي: 6 / 313.
368

[7982]
النضر بن الوراس
الخزاعي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: " كوفي روى عنه
العلاء بن رزين " واحتمال اتحاده مع " النضر بن قرواش الخزاعي " - المتقدم -
بلا شاهد.
أقول: بل شاهده قرب " قرواش " و " ورأس " خطا، والاحتمال للوسيط.
[7983]
نضرة بن أكثم
الخزاعي
قال: عد من الصحابة.
[7984]
نضلة الأنصاري
قال: عد من الصحابة.
أقول: الأصل فيهما واحد، فخبره في " من تزوج بكرا فلما دخل بها وجدها
حبلى " (1) روى بعضهم كون صاحبه " نضرة " وبعضهم " نضلة ".
[7985]
نضلة بن طريف
الحرمازي، ثم المازني
قال: عدوه في الصحابة.
أقول: في أنساب السمعاني: " الحرمازي نسبة إلى حرماز بن مالك بن عمرو
ابن تميم، والمازني نسبة إلى مازن بن عمرو بن تميم " ولا يجتمعان إلا بأن يكون
" مازن " و " مالك " واحدا، ولم يقولوه.

(1) أسد الغابة: 5 / 18.
369

[7986]
نضلة بن عبيد
يأتي في الآتي.
[7987]
نضلة بن عبيد الله
يكنى أبا برزة، الأسلمي، الخزاعي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي (عليه السلام) قائلا: " عربي مدني " وعده
البرقي في أصفياء علي (عليه السلام)، والظاهر اتحاده مع " نضلة بن عبيد " الذي عده الشيخ
في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أيضا، قائلا: " يكنى أبا برزة " وذلك لأنهم
نقلوا الخلاف في اسم أبيه بعبيد وعبد الله.
أقول: اتحادهما مقطوع ولم يختلف في اسم أبيه فقط، بل اختلف في اسمه
أيضا، وإنما المتفق عليه كنية الرجل " أبو برزة " فقيل: إنه " سلمة بن عبيد " وقيل:
إنه " عبد الله بن نضلة " وقيل: " خالد بن نضلة " وقيل: " عبد الله بن عائذ " أيضا؛ مع
أن أحدا لم يقل في أبيه: " عبيد الله " بل " عبد الله ".
وكيف كان: فروى الخطيب عن عمران بن حدير قال، قال أبو مجلز: كان
الذين خرجوا على علي (عليه السلام) بالنهروان أربعة آلاف في الحديد، فركبهم المسلمون
ولم يقتل من المسلمين إلا تسعة رهط، فإن شئت فاذهب إلى أبي برزة فاسأله، فإنه
قد شهد ذلك.
وعن قتادة: أن أبا برزة الأسلمي كان يحدث أن النبي مر على قبر وصاحبه
يعذب، فأخذ جريدة فغرسها إلى القبر وقال: " عسى أن يرفه عنه ما دامت رطبة "
فكان أبو برزة يوصي إذا مت فضعوا في قبري معي جريدتين، فمات في مفازة
بين كرمان وقومس، فقالوا: كان يوصينا أن نضع في قبره جريدتين وهذا موضع
لا نصيبهما فيه، فبيناهم كذلك طلع عليهم ركب من قبل سجستان فأصابوا معهم
370

سعفا! فأخذوا منه جريدتين فوضعوهما معه في قبره (1).
وروى الجزري عنه قال: كان النبي (عليه السلام) يكره النوم قبل العشاء والحديث
بعدها. وعنه: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يقرأ في صلاة الغداة بالستين إلى المائة. وعنه
قال: أنا قتلت ابن خطل يوم الفتح وهو متعلق بأستار الكعبة، وكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
أمر بقتله ولو كان بها (2).
ثم رواية الطبري، عن أبي مخنف، عن أبي حمزة الثمالي، عن عبد الله الثمالي،
عن القاسم بن نحيت " أن أبا برزة كان عند يزيد لما أتي برأس الحسين (عليه السلام) فلما
رآه ينكت بقضيب ثغره قال له: لقد أخذ قضيبك من ثغره مأخذا ربما رأيت
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يرشفه " (3) تبطل قول من قال: إنه مات قبل معاوية، ويصحح قول من
قال: إنه مات سنة 64.
وكذلك رواية حلية أبي نعيم، عن أبي المنهال قال: لما أخرج ابن زياد وثب
مروان بالشام، وابن الزبير بمكة، والذين يدعون القراء بالبصرة، غم أبي غما
شديدا فانطلق إلى أبي برزة وأنشأ يستطعمه الحديث وقال: يا أبا برزة ألا ترى!
فكان أول شيء تكلم به أن قال: إني أحتسب عند الله عزوجل أني أصبحت
ساخطا على أحياء قريش، وإنكم معشر العرب كنتم على الحال الذي قد علمتم،
وإن الله تعالى نعشكم بالإسلام وبمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) خير الأنام حتى بلغ بكم ما ترون!
وإن هذه الدنيا هي التي أفسدت بينكم، وإن ذاك الذي بالشام والله إن يقاتل إلا
على الدنيا (إلى أن قال) فلما لم يدع أحدا قال له أبي: بم تأمر إذن؟ قال: " لا أرى
خير الناس اليوم إلا عصابة ملبدة، خماص البطون من أموال الناس، خفاف
الظهور من دمائهم " (4) فإنه صريح في بقائه بعد يزيد، فكيف يصح موته قبل معاوية؟
ولعل من قاله أراد المغالطة، حيث أنكر صديقهم وفاروقهم كذي نوريهم باحتسابه

(1) تاريخ بغداد: 1 / 182.
(2) أسد الغابة: 5 / 19، 147.
(3) تاريخ الطبري: 5 / 465، وفيه: عن القاسم بن بخيت.
(4) حلية الأولياء: 2 / 32.
371

عنده تعالى بسخطه على أحياء قريش، ومن أحيائهم تيم وعدي كأمية، كما أنه
كنى عن أهل البيت (عليهم السلام) بقوله: لا أرى خير الناس إلا عصابة ملبدة... الخبر.
[7988]
النضير بن الحارث
القرشي، العبدري
قال: كان من المهاجرين، وقيل: كان من مسلمة الفتح وأمر له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
بمائة من الإبل يوم حنين.
أقول: أمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) له بمائة من الإبل دليل على كونه من المسلمة ومن
المؤلفة، فإنما كان (صلى الله عليه وآله وسلم) يأمر لهم بالمال تأليفا فكيف قال: كان من المهاجرين؟
ولو كان نسبه إلى قائله لم يرد عليه شيء، فنقل ذلك أسد الغابة عن أبي عمر ورده
بما قلنا.
ثم المسلم قبول " النضر " مكبرا اللام للمح الأصل، وأما " نضير " مصغرا فلا،
كما هو الأصل في الأعلام، وإن كان أسد الغابة أيضا ذكره مع اللام، وقد استعمله
رجال الشيخ والميزان (1) بدونها، كما يأتي.
[7989]
نضير بن زياد
الضبي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: ويقال نصير
" بالصاد " كوفي.
أقول: بل قال: " بالصاد المهملة " كما في المطبوعة الحيدرية ونقله الوسيط،
ويقال: بالصاد غير المعجمة.
هذا، وعنون الذهبي " نضير بن زياد " وقال: شيخ حدث عنه يحيى الحماني،
قال الأزدي: منكر الحديث.

(1) يعني: ميزان الاعتدال للذهبي.
372

والمحتمل اتحادهما، وعليه فالظاهر عاميته، لسكوته عن مذهبه، وعدم
ظهور لعنوان رجال الشيخ في الإمامية وإن قاله المصنف.
[7990]
نعثل
روى كفاية أبي المفضل الشيباني بإسناده عن ابن عباس قال: قدم يهودي
على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقال له: " نعثل " فقال: يا محمد! إني سائلك عن أشياء تلجلج
في صدري منذ حين، فإن أنت أجبتني عنها أسلمت على يدك، قال: سل يا
أبا عمارة (إلى أن قال) قال نعثل للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أخبرني عن قولك: " إنه واحد لا
شبيه له " أليس الله واحدا والإنسان واحدا؟ فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): الله واحد
واحدي المعنى، والإنسان واحد ثنوي المعنى جسم وعرض وبدن وروح، فإنما
التشبيه في المعاني لا غير، قال: صدقت (1).
وظاهر الخبر إسلامه، ولكن عدم عنوان الكتب الصحابية له ظاهر في بقائه
على اليهودية، وكذا تعبير الناس عن عثمان بنعثل.
[7991]
النعمان بن بارية
قال: صحابي مجهول.
أقول: بل عنوانه غير محقق، فقيل: إنه النعمان بن راذية، وقيل: إنه ابن الزارع.
[7992]
النعمان بن بزرج
قال: صحابي مجهول.
أقول: إنما عنونه ابن مندة، وقال أبو نعيم: أصل إسلامه غير معلوم.

(1) كفاية الأثر: 11، والكتاب لأبي القاسم علي بن محمد بن علي الخزاز، روى هذه الرواية
عن أبي المفضل الشيباني.
373

[7993]
النعمان بن بشير
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم). وقال ابن أبي
الحديد: قال النعمان:
لقد طلب الخلافة من بعيد * وسارع في الضلال أبو تراب
معاوية الإمام وأنت منها * على وتح بمنقطع السراب (1)
أقول: وفي المروج: بعثت أم حبيبة بقميص عثمان مخضبا بدمائه إلى أخيها
معاوية مع النعمان بن بشير (2).
وفي صفين نصر: لم يكن مع معاوية من الأنصار غير مسلمة والنعمان، وسأل
معاوية النعمان، فخرج حتى وقف بين الصفين، فقال: يا قيس! ألستم معشر
الأنصار تعلمون أنكم أخطأتم في خذل عثمان يوم الدار، وقتلتم أنصاره يوم
الجمل، وأقحمتم خيولكم على أهل الشام بصفين، فلو كنتم إذ خذلتم عثمان
خذلتم عليا لكانت واحدة بواحدة، ولكنكم خذلتم حقا ونصرتم باطلا (إلى أن
قال) فضحك قيس وقال: ما كنت أراك يا نعمان تجترئ على هذه المقالة! إنه لا
ينصح أخاه من غش نفسه، وأنت والله الغاش الضال المضل! أما ذكرك عثمان فإن
كانت الأخبار تكفيك فخذها مني واحدة، قتل عثمان من لست خيرا منه وخذله
من هو خير منك، وأما أصحاب الجمل فقاتلناهم على النكث، وأما معاوية فوالله
لو اجتمعت عليه العرب لقاتلته الأنصار، وأما قولك: إنا لسنا كالناس فنحن في
هذه الحرب كما كنا مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نتقي السيوف بوجوهنا والرماح بنحورنا حتى
جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون، ولكن أنظر يا نعمان هل ترى مع معاوية إلا
طليقا أو أعرابيا أو يمانيا مستدرجا بغرور، أنظر أين المهاجرون والأنصار
والتابعون بإحسان الذين رضي الله عنهم، ثم انظر هل ترى مع معاوية غيرك

(1) شرح نهج البلاغة: 13 / 241.
(2) مروج الذهب: 2 / 353.
374

وصويحبك، ولستما والله ببدريين ولا أحديين ولا لكما سابقة في الإسلام ولا آية
في القرآن، ولعمري! لئن شغبت علينا لقد شغب علينا أبوك (1).
وفي الطبري: لما بلغ النعمان بيعة أهل الكوفة لمسلم - وكان عاملا ليزيد عليها
- صعد المنبر وقال: إني لم أقاتل من لم يقاتلني ولا أثب على من لا يثب علي،
ولا أشاتمكم ولا أتحرش بكم، ولا آخذ بالقرف ولا الظنة ولا التهمة، ولكنكم إن
أبديتم صفحتكم لي ونكثتم بيعتكم وخالفتم إمامكم، فوالله! الذي لا إله إلا هو
لأضربنكم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي ولو لم يكن لي منكم ناصر، فقام إليه
عبد الله بن مسلم الحضرمي حليف بني أمية، فقال: إنه لا يصلح ما ترى إلا الغشم،
إن هذا الذي أنت عليه في ما بينك وبين عدوك رأي المستضعفين، فقال: أن أكون
من المستضعفين في طاعة الله أحب إلي من أن أكون من الأعزين في معصية الله (2).
وفيه: أن يزيد لما أراد إرجاع أهل بيت الحسين (عليه السلام) قال للنعمان: جهزهم بما
يصلحهم وابعث معهم رجلا من أهل الشام أمينا صالحا، ابعث معه خيلا وأعوانا
فيسير بهم إلى المدينة (3).
وفي الاستيعاب: كان النعمان أميرا على الكوفة لمعاوية سبعة أشهر، ثم على
حمص، ثم ليزيد، فلما مات يزيد صار زبيريا فخالفه أهل حمص، فأخرجوه منها
وأتبعوه وقتلوه؛ وذلك بعد وقعة مرج راهط.
وفيه: روي أنه أهدي للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عنب من الطائف، فقال له: خذ هذا العنقود
فأبلغه أمك، قال: فأكلته، فلما كان بعد ليال قال: ما فعل العنقود هل بلغت؟ قلت: لا،
فسماني غدرا. وفي خبر: فأخذ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بأذني وقال لي: يا غدر.
ومر في " كعب بن مالك " (4) وقالوا: إنه أول مولود الأنصار وابن الزبير أول
مولود المهاجرين، كان تولدهما في سنة 2 وكانا مولودين مشؤومين.

(1) وقعة صفين: 445، 449.
(2) تاريخ الطبري: 5 / 356.
(3) تاريخ الطبري: 5 / 462.
(4) مر فيه عن الأغاني: أن كعبا وحسان بن ثابت ونعمان بن بشير كانوا عثمانية يقدمون بني
أمية على بني هاشم ويقولون: الشام خير من المدينة... الخ، راجع ج 8 الرقم 6144.
375

[7994]
النعمان بن ثابت
أبو حنيفة التيملي، الكوفي، مولاهم
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
وقال: أبو حامد الغزالي في منخوله: قلب أبو حنيفة الشريعة ظهر البطن،
وشوش مسلكها، وغير نظامها، وأردف جميع قواعد الشريعة بأصل هدم به شرع
محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
وعن منتظم ابن الجوزي: اتفق الكل على الطعن فيه، فقوم طعنوا فيه بما يرجع
إلى العقائد وكلام في الأصول، وقوم طعنوا في روايته وقلة حفظه وضبطه، وقوم
طعنوا فيه بقوله بالرأي في ما يخالف الأحاديث الصحاح.
روى عن أبي إسحاق الفزاري قال: سألت أبا حنيفة عن مسألة، فأجاب فيها،
فقلت: إنه يروى عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كذا وكذا، فقال: حك هذا بذنب الخنزير.
وعن عبد الرحمن بن محمد قلت لأبي حنيفة: روى نافع عن ابن عمر عن
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " البيعان بالخيار ما لم يفترقا " قال: هذا رجز (1)، وذكر حديث
آخر، فقال: هذا هذيان.
وعن عبد الصمد، عن أبيه ذكر لأبي حنيفة قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " أفطر الحاجم
والمحجوم " فقال هذا سجع (2).
وقال تارة: " لولا جعفر بن محمد ما علم الناس مناسك حجهم " (3) وقال
أخرى: إني خالفت جعفرا في جميع ما قال، ولم أدر أنه يغمض عينيه في السجود
أو يفتحهما، ففتحت واحدة وغمضت أخرى.
وروى الكافي أنه كان يقول: " قال علي، وقلت " (4). وقيل: إن المنصور سقاه

(1) في المصدر: زجر.
(2) المنتظم: 8 / 131 - 136.
(3) الفقيه: 2 / 519.
(4) الكافي: 1 / 56.
376

السم، لأنه كان يفتي بإمامة إبراهيم ومحمد (1). وألف المفيد رسالة (2) في مخالفته
لنص الكتاب والسنة من الطهارة إلى الديات.
أقول: وفي تاريخ بغداد قال عمر بن حماد بن أبي حنيفة: هو النعمان بن ثابت
ابن زوطي، وكان زوطي مملوكا لبني تيم الله بن ثعلبة فأعتق، وقال محمد بن
معاوية الزيادي: سمعت أبا جعفر يقول: كان أبو حنيفة اسمه " عتيك بن زوطرة "
فسمى نفسه النعمان وأباه ثابتا (3).
وفي بيان الجاحظ: إن شريكا سئل عن أبي حنيفة، فقال: أعلم الناس بما لا
يكون، وأجهل الناس بما يكون (4).
وفي ذيل الطبري قال ابن عيينة: ما رأيت أحدا أجرأ على الله من أبي حنيفة،
أتاه رجل من أهل خراسان بمائة ألف مسألة، فقال له: إني أريد أن أسألك عنها،
فقال: هاتها. وعن الشافعي سئل مالك عن أبي حنيفة قال: لو جاء إلى أساطينكم
هذه وقايسها لجعلها من خشب (5).
وفي معارف ابن قتيبة: قال بعض أصحاب الحديث في جواب مساور الذي
مدح ابن ابنه إسماعيل بن حماد قاضي البصرة من قبل المأمون:
إذا ذو الرأي خاصم عن قياس * وجاء ببدعة هنة سخيفة
أتيناهم بقول الله فيها * وآثار مبرزة شريفة
فكم من فرج محصنة عفيف * أحل حرامه بأبي حنيفة (6)
وفي مختلف حديث ابن قتيبة: جاء رجل من أهل المشرق إلى أبي حنيفة
بكتاب وهو بمكة، فعرضه عليه مما سمعه منه عاما أول، فرجع عن ذلك كله،
فوضع الرجل التراب على رأسه، ثم قال: يا معشر الناس! أتيت هذا الرجل عاما
أول فأفتاني بهذا الكتاب، فأهرقت به الدماء وأنكحت به الفروج ثم رجع عنه

(1) تاريخ بغداد: 13 / 329 - 330.
(2) أي: المسائل الصاغانية، انظر مصنفات الشيخ المفيد: 3.
(3) تاريخ بغداد: 13 / 324.
(4) البيان والتبيين: 2 / 192.
(5) ذيول تاريخ الطبري: 654.
(6) معارف ابن قتيبة: 278.
377

العام! فقال له: كيف هذا؟ قال: كان رأيا رأيته فرأيت العام غيره، قال: فتؤمنني أن
لا ترى من قابل شيئا آخر؟ قال: لا أدري، فقال الرجل: لكني أدري أن عليك
لعنة الله.
وكان الأوزاعي يقول: إنا لا ننقم على أبي حنيفة أنه يرى، ولكنا ننقم عليه أنه
يجيئه الحديث عن النبي فيخالفه إلى غيره.
وقال أبو عوانة: كنت عند أبي حنيفة فسئل عن رجل سرق وديا، فقال: عليه
القطع، فقلت له: حدثنا يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن رافع بن
خديج، قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " لا قطع في ثمر ولا كثر " فقال: ما بلغني هذا، قلت له:
فالرجل الذي أفتيته رده، قال: دعه فقد جرت به البغال الشهب.
وقال ابن راهويه: إن أبا حنيفة تحكم في الدين، كقوله: أقطع في الساج والقنا
ولا أقطع في الخشب والحطب، وأقطع في النورة ولا أقطع في الفخار والزجاج.
وكان أبو حنيفة لا يدي لولي المقتول عمدا، قال: ليس له إلا أن يعفو أو يقتص
وليس له أن يأخذ الدية، والله تعالى يقول: (كتب عليكم القصاص في القتلى الحر
بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف
وأداء إليه باحسان) يريد فمن عفا عن الدم فليتبع بالدية اتباعا بالمعروف، أي:
يطالب مطالبة جميلة لا يرهق المطلوب، وليؤد المطالب المطلوب أداء بإحسان
لا مطل فيه ولا دفاع عن الوقت؛ ثم قال: (ذلك تخفيف من ربكم ورحمة) يعني:
تخفيفا عن المسلمين مما كان بنو إسرائيل ألزموه، فإنه لم يكن للولي إلا أن يقتص
أو يعفو؛ ثم قال: (فمن اعتدى بعد ذلك) - أي: بعد أخذ الدية فقتل - (فله عذاب
أليم) قالوا: يقتل ولا تؤخذ منه الدية، وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " لا أعافي أحدا قتل
بعد أخذ الدية ".
وهذا وأشباهه من مخالفة القرآن لا عذر فيه، ولا عذر له في مخالفة
الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد العلم بقوله (1).

(1) تاريخ بغداد: 13 / 332.
378

وفي تاريخ بغداد: قال إبراهيم الحربي: كان أبو حنيفة طلب النحو في أول
أمره، فذهب يقيس فلم يجئ فقال: قلب وقلوب وكلب وكلوب، فقيل له: كلب
وكلاب، فتركه ووقع في الفقه فكان يقيس ولم يكن له علم بالنحو. فسأله رجل
بمكة عن رجل شج رجلا بحجر، فقال: هذا خطأ ليس عليه شيء، لو أنه حتى
يرميه بأبا قبيس لم يكن عليه شيء. وعن أبي يوسف قال لي أبو حنيفة: إنهم
يقرؤون حرفا في " يوسف " يلحنون فيه، قلت: ما هو؟ قال، قوله: " لا يأتيكما
طعام ترزقانه " قلت: فكيف هو؟ قال: ترزقانه.
وفيه: عن محمد الباغندي قال: كنت عند عبد الله بن الزبير الحميدي، فأتاه
كتاب أحمد بن حنبل: اكتب إلي بأشنع مسألة عن أبي حنيفة، فكتب إليه: حدثني
الحارث بن عمير، قال: سمعت أبا حنيفة يقول: لو أن رجلا قال: أعلم أن
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد مات ولا أدري أدفن بالمدينة أو غيرها، أمؤمن هو؟ قال: نعم.
وسمعته يقول: لو أن شاهدين شهدا عند قاض أن فلان بن فلان طلق امرأته وعلما
جميعا أنهما شهدا بالزور، ففرق القاضي بينهما، ثم لقيها أحد الشاهدين فله أن
يتزوج بها؟ قال: نعم. قال: ثم علم القاضي بعد، أله أن يفرق بينهما؟ قال: لا.
وعن سفيان الثوري، عن عباد بن كثير قال: قلت لأبي حنيفة: رجل قال أعلم
أن الكعبة حق وأنها بيت الله، ولكن لا أدري هي التي بمكة أو هي بخراسان،
أمؤمن هو؟ قال: نعم مؤمن. قلت له: فما تقول في رجل قال أنا أعلم أن محمدا
رسول الله، ولكن لا أدري هو الذي كان بالمدينة من قريش، أو محمد آخر، أمؤمن
هو؟ قال: نعم. قال سفيان: وأنا أقول: من شك في هذا فقد كفر.
وعن شريك قال: كفر أبو حنيفة بآيتين من كتاب الله تعالى: (ويقيموا الصلاة
ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة) (ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم) وزعم أبو حنيفة
أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، وزعم أن الصلاة ليست من دين الله.
379

وعن الفزاري قال: قال أبو حنيفة: إيمان آدم وإيمان إبليس واحد، قال
إبليس: " رب بما أغويتني " وقال: " رب فأنظرني إلى يوم يبعثون " وقال آدم: ربنا
ظلمنا أنفسنا.
وعن القاسم بن عثمان قال: مر أبو حنيفة بسكران يبول قائما، فقال أبو حنيفة:
لو بلت جالسا، فنظر السكران في وجهه وقال: ألا تمر يا مرجئ، فقال له أبو حنيفة:
هذا جزائي منك صيرت إيمانك كإيمان جبريل.
وعن يحيى بن حمزة قال، قال أبو حنيفة: لو أن رجلا عبد هذه النعل يتقرب
بها إلى الله لم أر بذلك بأسا!
وعن القاسم بن حبيب قال: وضعت نعلي في الحصى، ثم قلت لأبي حنيفة:
أرأيت رجلا صلى لهذه النعل حتى مات إلا أنه يعرف الله بقلبه؟ فقال: مؤمن،
فقلت: لا أكلمك أبدا.
وعن وكيع قال: اجتمع سفيان الثوري وشريك والحسن بن صالح وابن أبي
ليلى، فبعثوا إلى أبي حنيفة فأتاهم، فقالوا له: ما تقول في رجل نكح أمه وقتل أباه
وشرب الخمر في رأسه؟ فقال: مؤمن، فقال له ابن أبي ليلى: لا قبلت لك شهادة،
وقال له سفيان الثوري: لا كلمتك أبدا، وقال له شريك: لو كان لي من الأمر شيء
لضربت عنقك.
وعن محمد بن سعيد، عن أبيه قال: كنت مع الهادي بجرجان ومعنا أبو يوسف،
فسألته عن أبي حنيفة، فقال: وما تصنع به وقد مات جهميا.
وعن أبي يحيى بن المقري، عن أبيه قال: رأيت رجلا سأل أبا حنيفة فقال:
رجل لزم غريما له فحلف له بالطلاق أن يعطيه غدا إلا أن يحول بينه وبينه قضاء
الله عزوجل، فلما كان من الغد جلس على الزنا وشرب الخمر، قال: لم يحنث ولم
تطلق امرأته.
وعن أبي يوسف قال: قال أبو حنيفة: إذا كلمت القدري فإنما هو حرفان: إما
أن يسكت وإما أن يكفر، يقال له: هل علم الله في سابق علمه أن تكون هذه
380

الأشياء كما هي؟ فإن قال: لا فقد كفر، وإن قال نعم يقال له: أفأراد أن تكون
كما علم أو أراد أن تكون بخلاف ما علم؟ فإن قال: أراد أن تكون كما علم فقد أقر
أنه أراد من المؤمن الإيمان ومن الكافر الكفر، وإن قال: أراد أن تكون بخلاف
ما علم فقد جعل ربه متمنيا متحسرا، لأن من أراد أن يكون ما علم أنه لا يكون
أولا يكون ما علم أنه يكون، فإنه متمن متحسر، ومن جعل ربه متمنيا متحسرا
فهو كافر (1).
يقول مصنف الكتاب: علمه تعالى بالأشياء ليس بعلة لها نظير علم المتفرسين
بالوقائع قبل وقوعها وعلم الطبيب بحدوث الأمراض ووقوع الموت لأشخاص،
ولم يرد تعالى أن يطيعه الناس بإكراه نظير إطاعة السوقة للسلطان المقتدر،
ولا يعصى بغلبة نظير معصية العبد لمولى عاجز.
وعن ابن أبي ليلى (2) أنه كان يتمثل بهذه الأبيات:
إلى شنآن المرجئين ورأيهم * عمر بن ذر، وابن قيس الماصر
وعتيبة الدباب لا يرضى به * وأبا حنيفة شيخ سوء كافر
وعن شريك بن عبد الله قاضي الكوفة: أن أبا حنيفة استتيب من الزندقة مرتين.
وعن أبي بكر بن أبي داود السجستاني قال لأصحابه: ما تقولون في مسألة
اتفق عليها مالك وأصحابه، والشافعي وأصحابه، والأوزاعي وأصحابه، والحسن
ابن صالح وأصحابه، وسفيان الثوري وأصحابه، وأحمد بن حنبل وأصحابه؟
فقالوا: لا تكون مسألة أصح من هذا، فقال: هؤلاء كلهم اتفقوا على تضليل
أبي حنيفة.
وعن أبي بكر الختلي قال: أملى علينا أبو العباس الآبار ذكر القوم الذين ردوا
على أبي حنيفة: أيوب السختياني، وجرير بن حازم، وهمام بن يحيى، وحماد بن
سلمة، وحماد بن زيد، وأبو عوانة، وعبد الوارث، وسوار العنبري القاضي، ويزيد

(1) تاريخ بغداد: 13 / 373 - 383.
(2) هذه وما يأتي من الحكايات من تاريخ بغداد أيضا.
381

ابن زريع، وعلي بن عاصم، ومالك بن أنس، وجعفر بن محمد، وعمر بن قيس،
وأبو عبد الرحمن المقري، وسعيد بن عبد العزيز، والأوزاعي، وعبد الله بن المبارك،
وأبو إسحاق الفزاري، ويوسف بن أسباط، ومحمد بن جابر؛ وسفيان الثوري،
وسفيان بن عيينة، وحماد بن أبي سليمان، وابن أبي ليلى، وحفص بن غياث
وأبو بكر بن عياش، وشريك بن عبد الله، ووكيع، ورقبة، والفضل بن موسى،
وعيسى بن يونس، والحجاج بن أرطاة، ومالك بن مغول، والقاسم بن حبيب،
وابن شبرمة.
وعن مالك بن أنس كانت فتنة أبي حنيفة أضر على هذه الأمة من فتنة إبليس
في الوجهين جميعا: في الإرجاء، وما وضع من نقض السنن.
وعن عبد الرحمن بن مهدي قال: ما أعلم في الإسلام فتنة بعد فتنة الدجال
أعظم من رأي أبي حنيفة.
وعن شريك قال: لأن يكون في كل حي من الأحياء خمار خير من أن يكون
فيه رجل من أصحاب أبي حنيفة.
وعن الأوزاعي وسفيان الثوري قالا - لما جاءهما نعي أبي حنيفة -:
الحمد لله! لقد كان ينقض عرى الإسلام عروة عروة.
وعن الشافعي: ما ولد في الإسلام مولود شر عليهم من أبي حنيفة.
وعن مالك بن أنس: أبو حنيفة كاد الدين كاد الدين.
وعن حماد بن سلمة يكني أبا حنيفة أبا جيفة.
وعن يزيد بن هارون: ما رأيت قوما أشبه بالنصارى من أصحاب أبي حنيفة.
وعن أبي شيبة: أراه كان يهوديا.
وعن أحمد بن حنبل: ما قول أبي حنيفة والبعر عندي إلا سواء.
وعن محمد بن جعفر الأسامي: كان أبو حنيفة يتهم شيطان الطاق بالرجعة
وكان شيطان الطاق يتهم أبا حنيفة بالتناسخ، فخرج أبو حنيفة يوما إلى السوق
فاستقبله شيطان الطاق ومعه ثوب يريد بيعه، فقال له أبو حنيفة: أتبيع هذا الثوب
382

إلى رجوع علي؟ فقال: إن أعطيتني كفيلا أن لا تمسخ قردا بعتك! فبهت أبو حنيفة.
وعن الشافعي: نظرت في كتب لأصحاب أبي حنيفة فإذا فيها مائة وثلاثون
ورقة، فعددت منها ثمانين ورقة خلاف الكتاب والسنة.
وعن أبي بكر بن أبي داود قال: جميع ما روى أبو حنيفة من الحديث مائة
وخمسون حديثا أخطأ في نصفها. وضعفه ابن المديني ومسلم والنسائي.
وعن أبي مطيع البلخي سمعت أبا حنيفة قال: إن كانت الجنة والنار خلقتا
فإنهما تفنيان، قال النجاد: وكذب والله! قال تعالى: أكلها دائم.
وعن يوسف بن أسباط قال أبو حنيفة: لو أدركني النبي وأدركته لأخذ بكثير
من قولي.
وعن يحيى بن آدم ذكر لأبي حنيفة حديث: أن الوضوء نصف الإيمان قال:
لتتوضأ مرتين حتى تستكمل الإيمان.
وعن الفضل بن موسى السيناني سمعت أبا حنيفة يقول: " من أصحابي من
يبول قلتين " يرد على النبي (صلى الله عليه وآله): " إذا كان الماء قلتين لم ينجس ".
وعن يوسف بن أسباط: رد أبو حنيفة على النبي (صلى الله عليه وآله) أربعمائة حديث أو أكثر
فقال أبو صالح الفراء لابن أسباط: أخبرني بشيء منها قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله):
" للفرس سهمان وللرجل سهم " فقال أبو حنيفة: أنا لا أجعل سهم بهيمة أكثر من
سهم المؤمن، وقال النبي (صلى الله عليه وآله): " البيعان بالخيار ما لم يفترقا " قال أبو حنيفة: إذا
وجب البيع فلا خيار، وكان النبي (صلى الله عليه وآله) يقرع بين نسائه إذا أراد أن يخرج في سفر
وقال أبو حنيفة: القرعة قمار.
وعن أبي حمزة السكري، سمعت أبا حنيفة يقول: لو أن ميتا مات فدفن ثم
احتاج أهله إلى الكفن فلهم أن ينبشوه فيبيعوه.
وعن عبد الله بن المبارك قال: من نظر في كتاب الحيل لأبي حنيفة أحل ما
حرم الله وحرم ما أحل الله. وعن النضر بن شميل قال: في كتاب الحيل كذا كذا
مسألة كلها كفر.
383

وعن أبي إسحاق الطالقاني قيل لابن المبارك: إن في كتاب حيل أبي حنيفة:
إذا أرادت المرأة أن تختلع من زوجها ارتدت عن الإسلام حتى تبين ثم تراجع
الإسلام؛ فقال: من وضع هذا فهو كافر بانت منه امرأته، فقال له خاقان المؤذن: ما
وضعه إلا إبليس، قال: الذي وضعه عندي أبلس من إبليس (1).
وفي خلاف الشيخ: روي عن أبي حنيفة - في ما رواه سليمان بن منصور عن
علي بن عاصم في قصة - قال لزوج المرأة: قبل أمها بشهوة، فإن نكاح زوجتك
ينفسخ (2).
وفي المسائل الصاغانية للشيخ المفيد: حكي عن أبي حنيفة أن من حلف
بالطلاق أن يطأ زوجته في شهر رمضان نهارا وهما صائمان من غير سفر ولا
مرض، أنه يلف على ذكره حريرة ويجامعها فلا يحنث بذلك، ولا ينقض صومه.
ومن حلف بالطلاق الثلاث ليتزوجن في يومه، فعقد على أمه أو أخته أو بنته
أو على وثنية أو امرأة في عدة فقد بر في يمينه.
وفيها: زعم أبو حنيفة من كان محدثا حدثا يوجب الطهارة بالوضوء أو
الغسل، فاغتسل على طريق التبرد أو اللعب ولم يقصد بذلك الطهارة ولا نوى به
القربة، أو غسل وجهه على طريق الحكاية أو اللعب وغسل يديه كذلك ومسح
رأسه وغسل رجليه وجعل ذلك علامة بينه وبين امرأة في الاجتماع معه على
الفجور أو أمارة على قتل مؤمن أو استهزاء به، فإن ذلك على جميع ما ذكرناه مجز
له عن الطهارة التي جعلها الله قربة. وفرض على العبد أن يعبده ويخلص له النية
فيها بقوله عزوجل: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء) فخالف
القرآن نصا، ورد على النبي (صلى الله عليه وآله) في قوله: " إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل
امرئ ما نوى " وخالف بذلك العلماء وشذ به عن الإجماع (3).

(1) تاريخ بغداد: 13 / 370 - 451.
(2) الخلاف: 4 / 492، م 61.
(3) مصنفات الشيخ المفيد: 3، المسائل الصاغانية: 141، 117.
384

وفيها: وأمر الله بالصيام قربة إليه وفرض صيام شهر رمضان، فقال: (شهر
رمضان الذي أنزل فيه القرآن... فمن شهد منكم الشهر فليصمه) وزعم أبو حنيفة
أن من تعمد الخلاف على الله عزوجل فنوى بصيام شهر رمضان في نذر عليه
أجزأه عن شهر رمضان، أو كان عليه كفارة صيام ثلاثة أيام فتعمد أن يصوم ثلاثة
أيام من شهر رمضان ينوي بها صيام الكفارة أجزأه ذلك عن صيام ثلاثة أيام من
شهر رمضان (1).
وقال ابن أبي الحديد: قال أبو حنيفة: لا صلاه للاستسقاء، وقال باقي الفقهاء
بخلاف ذلك، قالوا: روي أن النبي (صلى الله عليه وآله) صلى بالناس جماعة في الاستسقاء،
فصلى بالناس ركعتين جهر بالقراءة فيهما وحول رداءه ورفع يديه واستسقى (2).
وليس مخالفته الإجماع منحصرة بإنكار صلاة الاستسقاء، فأنكر تكبيرات
أيام التشريق في غير الأمصار (3) وأنكر العقيقة وقال: هي من عمل الجاهلية (4).
وروى الكافي: أن رجلا اكترى بغلا إلى قصر ابن هبيرة في طلب غريم له من
الكوفة، فلما صار قرب القنطرة أخبر أن صاحبه توجه إلى النيل فصار إلى النيل،
فأخبر أنه توجه إلى بغداد فصار إليه، ورجع بعد خمسة عشر يوما، فبذل لصاحب
البغل خمسة عشر درهما ليحلله فأبى وتراضيا بأبي حنيفة، فقال له: ما أرى لك
حقا، لأنه اكتراه إلى القصر فخالف وركب إلى النيل وبغداد فضمن القيمة وسقط
الكراء فلما رده سليما لم يلزمه شيء، فخرجا وجعل صاحب البغل يسترجع مما
أفتى به أبو حنيفة، ثم حج الرجل فأخبر أبا عبد الله (عليه السلام) بما أفتى، فقال (عليه السلام): في
مثل هذا القضاء وشبهه تحبس السماء ماءها وتمنع الأرض بركتها، عليك مثل كراء
البغل ذاهبا من الكوفة إلى النيل ومن النيل إلى بغداد ومن بغداد إلى الكوفة،

(1) مصنفات الشيخ المفيد: 3، المسائل الصاغانية: 127.
(2) شرح نهج البلاغة: 7 / 267.
(3) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 19 / 120.
(4) المغني: 11 / 120، الحاوي الكبير: 15 / 126، الشرح الكبير: 3 / 586.
385

قال: أعطيته دراهم فرضي فقال (عليه السلام): إنما رضي حين قضى عليه أبو حنيفة
بالجور والظلم (1).
وحكاية شافعي صلى عند محمود الغزنوي - وكان على مذهب أبي حنيفة -
صلاة على مذهبه، وكان توضأ بالنبيذ وجعل ساتره جلد كلب مدبوغ، وسجد على
فضلة كلب، وجعل قراءته قول: " دو برگ سبز " ترجمة: (مدهامتان) وأحدث
عوض سلامه، معروفة (2).
ومر في " حبيب بن البزاز " أن أبا حنيفة قال لأصحابه: لا تقروا لهم بحديث
غدير خم فيخصموكم (3).
وفي عيون المفيد: حكى زكريا بن يحيى الساجي عن أبي حنيفة، قال: إذا
أدخل الجنب يده في بئر بنية الوضوء فسد الماء كله، وإن لم ينو الوضوء كان
طاهرا (4). ويأتي بعنوان " أبو حنيفة ".
هذا، وما قاله المصنف من رسالة للمفيد في مخالفته للكتاب والسنة من
الطهارة إلى الديات لم أتحققه، ولعله أراد به ما في أول الجزء الثاني من الفصول
المختارة من عيونه، إلا أنه نقل مناقضة بين حجازي العامة وعراقيهم.
[7995]
النعمان بن ثابت
أبو الضياح
قال: من مجهولي الصحابة.
أقول: بل من أجلائهم، لأنه من شهداء خيبر وبدري أحدي
[7996]
نعمان بن ثعلبة
يأتي في نعمان بن مالك.

(1) الكافي: 5 / 290.
(2) وفيات الأعيان: 4 / 267.
(3) بل مر في حبيب بن أبي ثابت، انظر ج 3، الرقم 1746.
(4) مصنفات الشيخ المفيد: 2، الفصول المختارة: 191.
386

[7997]
نعمان بن خلف
الخزاعي
عده المصنف في مجهولي الصحابة، مع أنه من أجلائهم، ففي أسد الغابة: قال
ابن الكلبي: كان هو وأخوه مالك طليعتي النبي (صلى الله عليه وآله) يوم أحد، فقتلا.
[7998]
النعمان الرازي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
أقول: وذكره المشيخة، وطريقه إليه محمد بن سنان (1).
قال: وفي التعليقة: يروي عنه جعفر بن بشير وابن أبي عمير بواسطة حماد.
قلت: بل يروي جعفر بن بشر عنه - كما في عدد فصول أذان التهذيبين -
بلا واسطة (2).
[7999]
النعمان بن ربعي
عده المصنف في مجهولي الصحابة، مع أن أصله غير معلوم - أي بالعنوان -
فالأصل فيه " أبو قتادة الأنصاري " الذي قيل فيه: اسمه النعمان، وقيل: عمرو،
وقيل: الحارث، وهو أشهر.
[8000]
النعمان بن الزارع
عده المصنف في مجهولي الصحابة، مع أن أصله غير معلوم، فقيل: إنه " النعمان
ابن بارية " الذي مر عنوانه له أيضا، وقيل: إنه " النعمان بن راذية ".

(1) الفقيه: 4 / 462.
(2) التهذيب: 2 / 62، الاستبصار: 1 / 308، بل فيهما: جعفر بن بشير.
387

[8001]
النعمان بن زيد بن أكال
عده المصنف في مجهولي الصحابة، مع أن أصله غير معلوم، فالأصل فيه من
أسره أبو سفيان، وقال: لا أفكه إلا بفك ابني عمرو المأسور في بدر، فقيل: إنه " سعد
ابن النعمان " أيضا.
[8002]
النعمان بن سعيد
صاحب أمير المؤمنين (عليه السلام)
قال: وقع في المشيخة (1).
أقول: بل " بن سعد " لا " سعيد " وراويه سعيد بن جبير، وورد في ثواب زيارة
نبي الفقيه أيضا (2).
وفي ميزان الذهبي: النعمان بن سعيد عن علي رضي الله عنه، ما روى عنه
سوى ابن أخته عبد الرحمن بن إسحاق.
وفي تقريب ابن حجر: النعمان بن سعد بن حبتة - بفتح المهملة وسكون
الموحدة ثم مثناة، ويقال: آخره راء - أنصاري كوفي، مقبول، من الثالثة.
[8003]
النعمان بن صهبان
قال عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي (عليه السلام) قائلا: إنه الذي قال
أمير المؤمنين يوم الجمل: من دخل داره فهو آمن.
أقول: بل " الذي " لا " أنه الذي ".
[8004]
النعمان بن عبد السلام
قال: روى حد نكاح بهائم التهذيب (3) ومن أتى ميتة الكافي، عنه.

(1) الفقيه: 4 / 511.
(2) الفقيه: 2 / 584.
(3) التهذيب: 10 / 63.
388

أقول: بل من أتى ميتة الاستبصار (1).
[8005]
النعمان بن عبد عمرو
الأنصاري
قال: مجهول.
أقول: بل جليل من شهداء أحد، كما عنونه الجزري عن الثلاثة، وصرح به
أنساب البلاذري (2).
[8006]
النعمان بن عجلان
من بني زريق
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي (عليه السلام) قائلا: " كان عامل
أمير المؤمنين (عليه السلام) على البحرين وعمان ". وعن الاستيعاب: كان لسان الأنصار
وشاعرهم وكبير قومه، ونقل عنه أشعار في تخطئة قريش في نصبهم أبا بكر
وخذلانهم أمير المؤمنين (عليه السلام).
أقول: بل يذكر مفاخر قومه الأنصار، وأن قريشا لم يترضوا (3) بتأمير سعد بن
عبادة ونصبوا أبا بكر، وأن الأنصار كان هواهم في علي (عليه السلام) وأنه كان عندهم أولى
لكن ما فعلوا كان حسنا. ومدح أبا بكر بمدائح جليلة؛ وهذه أبياته، ذكرها الجزري
وأبو عمر:
فقل لقريش نحن أصحاب مكة * ويوم حنين والفوارس في بدر
وأصحاب أحد والنضير وخيبر * ونحن رجعنا من قريظة بالذكر
ويوم بأرض الشام إذ قتل جعفر * وزيد وعبد الله في علق يجري

(1) الاستبصار: 4 / 225.
(2) أنساب الأشراف: 1 / 333.
(3) كذا، والظاهر: لم يرضوا.
389

نصرنا وآوينا النبي ولم نخف * صروف الليالي والعظيم من الأمر
وقلنا لقوم هاجروا مرحبا بكم * وأهلا وسهلا قد أمنتم من الفقر
نقاسمكم أموالنا وديارنا * كقسمة أيسار الجزور على الشطر
إلى أن قال:
وقلتم حرام نصب سعد ونصبكم * عتيق بن عثمان حلال أبا بكر
وأهل أبو بكر لها خير قائم * وأن عليا كان أخلق للأمر
وكان هوانا في علي وأنه * لأهل لها من حيث ندري ومن حيث لا ندري
وهذا بحمد الله يشفي من العمى * ويفتح آذانا ثقلن من الوقر
نجي رسول الله في الغار وحده * وصاحبه الصديق في سالف الدهر
ولما استعمله (عليه السلام) على البحرين جعل مال الله نهبا بين قومه، فلما أراد (عليه السلام)
عزله حمل البقية ولحق بمعاوية.
قال الجزري: استعمله علي (عليه السلام) على البحرين فجعل يعطي كل من جاءه من
بني زريق، فقال فيه الشاعر:
أرى فتنة قد ألهت الناس عنكم * فندلا زريق المال من كل جانب
فإن ابن عجلان الذي قد علمتم * يبدد مال الله فعل المناهب
يمرون بالدهنا خفافا عيابهم * ويخرجن من دارين بجر الحقائب
ونقل بعضهم قوله: " فندلا... الخ " فندلا زريق المال ندل الثعالب.
وفي تاريخ اليعقوبي: بلغ أمير المؤمنين (عليه السلام) أن النعمان قد ذهب بمال
البحرين فكتب (عليه السلام) إليه: " أما بعد، فإنه من استهان بالأمانة ورغب في الخيانة
390

ولم ينزه نفسه ودينه أخل بنفسه في الدنيا، وما يشقى (1) عليه بعد أمر وأشقى
وأطول، فخف الله إنك من عشيرة ذات صلاح، فكن عند صالح الظن بك، وراجع
إن كان حقا ما بلغني عنك " فلما جاءه كتابه (عليه السلام) وعلم أنه (عليه السلام) قد علم حمل المال
لحق بمعاوية (2).
ومما شرحنا يظهر لك ما في اغترارهم بعناوين رجال الشيخ وبالتولية من
قبله (عليه السلام) ففهم العلامة من عنوان رجال الشيخ له إماميته ومن توليته على البحرين
حسنه، فعنونه في القسم الأول من كتابه المختص بالإماميين الممدوحين، فإنه
يهمل كثيرا من الأجلاء ويعنون مثله، أما رأى أنه عد " زيادا " و " ابن زياد " في
أصحابه (عليه السلام)؟ وإن كان لم يفهم المراد من " زياد " كما مر. وظهر لك مما بينا سقوط
تطويلات المصنف هنا.
هذا، ومع ما مر كان أحد بضعة عشر رجلا شهدوا بيوم غدير خم، كما مر عن
الجزري في عبد الرحمن بن عبد رب (3).
هذا، وفي أنساب السمعاني الزرقي - بضم الزاي وفتح الراء - نسبة إلى بني
زريق، بطن من الأنصار من الخزرج.
[8007]
النعمان بن عدي
العدوي
عده المصنف في مجهولي الصحابة، مع أنه مذموم، قالوا: استعمله عمر على
ميسان ولم يستعمل من قومه غيره، فكتب إلى زوجته أبياتا، منها:
لعل أمير المؤمنين يسوؤه * تنادمنا في الجوسق المتهدم
يريد بأمير المؤمنين: عمر.

(1) في المصدر يشفي.
(2) تاريخ اليعقوبي: 2 / 201.
(3) راجع ج 6، الرقم 4032.
391

[8008]
النعمان بن عمار
العجلي، الكوفي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: " أسند عنه "
وظاهره إماميته.
أقول: قد عرفت في سابقه ما في كلامه.
[8009]
النعمان بن عمرو
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين (عليه السلام) ووقع التسليم عليه
في الرجبية (1).
أقول: وعده المناقب في من قتل من أصحابه (عليه السلام) في الحملة الأولى، واصفا
له بالراسبي (2).
[8010]
النعمان بن عمر
الجعفي، الكوفي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: أسند عنه.
أقول: ونقله الوسيط " بن عمرو ".
[8011]
نعمان بن غصن
البلوي
عده المصنف في مجهولي الصحابة، مع أن الأصل فيه وفي نعمان بن عصر
البلوي - المتقدم - واحد. وحكم الجزري بأن هذا محرف ذاك.

(1) بحارالأنوار: 101 / 341.
(2) مناقب ابن شهر آشوب: 4 / 113.
392

[8012]
نعمان بن قتادة
بن ربعي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي (عليه السلام) قائلا: وكان عامله (عليه السلام)
على مكة.
أقول: الأصل في عنوان رجال الشيخ هذا " أبو قتادة الأنصاري " اختلف
في اسمه ونسبه، فقيل: إنه " الحارث بن ربعي " وقيل: " النعمان بن ربعي " وقيل:
غير ذلك.
وخبط الشيخ في الرجال فيه خبطات، الأول: عنوانه هذا خلط بين كنيته
ونسبه، فإنه " أبو قتادة نعمان بن ربعي " على قول. الثاني: أنه عنونه في أصحاب
الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بعنوان " الحارث بن ربعي أبو قتادة الأنصاري " كما مر. الثالث: أنه
عده في كنى أصحاب علي (عليه السلام) أيضا قائلا: " أبو قتادة الأنصاري " فجعل نفرا
واحدا ثلاثة. وبالجملة العنوان ساقط.
[8013]
نعمان بن قوقل
يأتي في الآتي.
[8014]
نعمان بن مالك
الخزرجي، القوقلي
قال: استشهد يوم أحد.
أقول: عنون الاستيعاب " النعمان بن قوقل " وقال: ويقال: النعمان بن ثعلبة،
وثعلبة يدعى قوقلا؛ أحسبه مع " النعمان بن مالك بن ثعلبة " واحدا.
وحينئذ، فالظاهر أن الأصل في " بن ثعلبة " و " بن قوقل " و " بن مالك " واحد.
وكيف كان، ففي البلاذري: ومن شهداء أحد، النعمان الأعرج بن مالك بن
393

ثعلبة من بني قوقل (1).
[8015]
النعمان بن محمد بن منصور
أبو حنيفة، المغربي
قال: قال ابن خلكان وابن كثير: كان من الفضلاء المشهورين، كان مالكيا ثم
انتقل إلى مذهب الإمامية (2).
وقال صاحب تاريخ مصر: كان من العلم والفقه والدين والنبل على مالا مزيد
عليه، وكتابه " الدعائم " كتاب حسن جيد يصدق ما قيل فيه، إلا أنه لم يرو عمن
بعد الصادق (عليه السلام) من الأئمة (عليهم السلام) خوفا من الخلفاء الإسماعيلية، حيث كان قاضيا
منصوبا من قبلهم بمصر، لكنه قد أبدى من وراء ستر التقية مذهبه بمالا يخفى.
أقول: بل روى عن الجواد (عليه السلام) بلفظ " أبي جعفر " موهما إرادة الباقر (عليه السلام) به،
يظهر ذلك من خبره في آخر كتاب وقف دعائمه (3).
[8016]
النعمان بن مقرن
المزني
في فتوح البلاذري: كان على رجالة عمار يوم تستر (4). وروى الجزري قتله
بنهاوند.
[8017]
النعمان بن المنذر
قال: وقع في طريق فضل مساجد الفقيه، ولا يبعد أن يكون من ولد " النعمان
ابن المنذر " وليس به قطعا.
أقول: كلامه كله خبط! إنما قال الصدوق في فضل مساجد فقيهه: " قال

(1) أنساب الأشراف: 1 / 331.
(2) وفيات الأعيان: 5 / 48.
(3) دعائم الاسلام: 2 / 344.
(4) فتوح البلدان: 373.
394

الصادق (عليه السلام): أول من غير مسجد الكوفة عن خطته الطوفان في زمن نوح، ثم
غيره أصحاب كسرى والنعمان، ثم غيره زياد " (1). والمراد بالنعمان فيه " النعمان بن
المنذر " ملك الحيرة من قبل كسرى.
[8018]
نعيم بن أبي هند
قال الذهبي، قال الثوري: كان يتناول عليا رضي الله عنه، وقال النسائي: ثقة.
قلت: ومتناوله متناول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والمتناول له متناول الله، ومع ذلك وثقوه!
قبحهم الله.
[8019]
نعيم البصري
قال: روى الذبائح والأطعمة والأشربة من التهذيب عن هاشم بن خالد، عنه،
عن الصادق (عليه السلام) (2).
أقول: ما ذكره خلط، فليس في التهذيب " أشربة " جعل الأشربة جزء
الأطعمة، وإنما ورد أيضا في باب آخر من مدمن خمر أشربة الكافي (3).
[8020]
نعيم بن خارجة
يأتي في الآتي.
[8021]
نعيم بن دجاجة الأسدي
ويقال: نعيم بن خارجة
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي (عليه السلام).
وروى الكشي عن حمدويه، عن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب،

(1) الفقيه: 1 / 230.
(2) التهذيب: 9 / 110.
(3) الكافي: 6 / 405.
395

عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: بعث علي بن أبي طالب (عليه السلام) إلى بشر بن
عطارد التميمي في كلام بلغه عنه، فمر به رسول علي (عليه السلام) إلى بني أسد، فقام إليه
نعيم بن دجاجة الأسدي فأفلته، فبعث إليه علي (عليه السلام) فأتوا به، فأمر به أن يضرب،
فقال له نعيم: أما والله! إن المقام معك لذل وإن فراقك لكفر، قال: فلما سمع ذلك
علي (عليه السلام) قال له: قد عفوت عنك، إن الله تعالى يقول: (ادفع بالتي هي أحسن
السيئة) أما قولك: " إن المقام معك لذل " فسيئة اكتسبتها، وأما قولك: " إن فراقك
لكفر " فحسنة اكتسبتها فهذه بهذه (1).
أقول: الظاهر أن قوله: " إلى بني أسد " محرف " على بني أسد ".
ثم إن الشيخ - في رجاله - وإن احتمل كون الأصل " نعيم بن خارجة " إلا أن
الصحيح هذا، لاقتصار الكشي عليه، ولتصديق ابن حجر له، فقال: نعيم بن دجاجة
الأسدي الكوفي، مقبول، من الثانية.
[8022]
نعيم بن ربيعة بن كعب
الأسلمي
عده من الصحابة، مع أنه لا وجود له، وإنما الصحابي " ربيعة بن كعب
الأسلمي ".
[8023]
نعيم بن سهيل بن ثعلبة
في صفين نصر بن مزاحم - بعد ذكر شهادته -: وكان ابن عمه " نعيم بن
الحارث " مع معاوية، فأتاه فقال له: إن هذا القتيل ابن عمي فهبه لي أدفنه، فقال: لا،
ليسوا أهلا لذلك، فو الله! ما قدرنا على دفن عثمان معهم إلا سرا، قال: والله!
لتأذنن لي في دفنه أو لألحقن بهم، فقال له: ترى أشياخ العرب لا نواريهم وأنت
تسألني دفن ابن عمك! ثم أذن له (2).

(1) الكشي: 90.
(2) وقعة صفين: 259.
396

وذكره الطبري والجزري، لكن قالا: " نعيم بن صهيب بن العلية " (1). فأحدهما
تصحيف.
[8024]
نعيم بن صهيب
البجلي
مر بالعنوان السابق.
[8025]
نعيم بن عبد الله
قال: مر في " سفيان الثوري " خبر عن محدث مجهول عنه، عن جعفر بن
محمد قال: ود علي أنه بنخيلات ينبع يستظل بظلهن ويأكل من حشفهن ولم يشهد
يوم الجمل (2).
أقول: روى الكشي ذاك الخبر في سفيان عن محدث سفيه، وحيث إن ذاك
المحدث روى أكثر المفتريات عن سفيان وبعضها عن هذا لابد من كونه كسفيان
من الوضاعين عليهم (عليهم السلام).
وعنون ابن حجر " نعيم بن عبد الله بن همام القيتي كاتب عمر بن عبد العزيز "
وقال: " مقبول، من السادسة ". ولعله هذا. وعنون الذهبي " نعيم بن عبد الله القيني "
مع جمع، وقال: لا يعرفون.
[8026]
نعيم بن عجلان
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين (عليه السلام) وسلم عليه في الناحية
والرجبية (3).
أقول: وعده المناقب من المقتولين في الحملة الأولى (4).

(1) تاريخ الطبري: 5 / 26.
(2) في ج 5، الرقم 3273.
(3) بحارالأنوار: 101 / 272، 340.
(4) مناقب ابن شهر آشوب: 4 / 113.
397

قال المصنف: أدرك هو وأخواه: " النظر " و " النعمان " النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهما ماتا
في خلافة الحسن (عليه السلام) وهذا مع الحسين (عليه السلام).
قلت: لم أدر إلى أي شيء استند في ما قال؟ ولو كان هذا أدرك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
لعنونه الجزري الذي يعنون كل محقق وغير محقق. وأما أخ له مسمى بالنظر فلم
نقف على مسمى بالنظر، فضلا عما قال؛ نعم مر " نعمان بن عجلان الزرقي " ومن
أين أنه أخو هذا؟
[8027]
نعيم القابوسي
قال: عده الإرشاد في من روى من ثقات الكاظم (عليه السلام) النص على
الرضا (عليه السلام) (1) وروى الكافي خبره (2).
أقول: ورواه الإرشاد، لكن رواه العيون بلفظ " نعيم بن قابوس " (3) فالظاهر
كونه أخا " نصر بن قابوس " المتقدم الذي كان أيضا روى النص.
[8028]
نعيم بن ميسرة
أبو عمرو، النحوي، الكوفي، سكن الري
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
أقول: وقال ابن حجر: نعيم بن ميسرة الكوفي نزل الري، يكنى أبا عمر،
صدوق، نحوي، من الثامنة، مات سنة أربع وسبعين ومائة.
وقال السيوطي في طبقات نحاته: نعيم بن ميسرة النحوي المروزي، قال
الحاكم: حدث بنيسابور... الخ (4).
وظاهر سكوتهما عن مذهبه عاميته، ولا ظهور لعنوان رجال الشيخ في
الإمامية، كما ادعاه المصنف.

(1) إرشاد المفيد: 304.
(2) الكافي: 1 / 311.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 31 ب 4 ح 27.
(4) بغية الوعاة: 405.
398

[8029]
نعيمان بن عمرو بن رفاعة
البخاري، أبو عمر
قال: شهد العقبة والمشاهد كلها، وكان كثير المزاح يضحك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وحاله
غير متبين.
أقول: في أسد الغابة الذي أخذ كلامه عنه: كان يشرب الخمر فيضربه بنعله
ويأمر أصحابه فيضربونه بنعالهم ويحثون عليه التراب؛ قال: وعنونه أبو نعيم
" نعيمان صاحب سويبط ".
[8030]
نفير بن جبير
الحضرمي
[8031]
نفير بن مجيب
الثمالي
قال: صحابيان مجهولان.
أقول: بل أصلهما غير معلوم، فمستند الأول خبر رواه بعضهم عنه، ورواه آخر
عن " النواس بن سمعان " مع أن خبره في الدجال منكر. ومستند الثاني أيضا خبر
رواه بعضهم عنه، ورواه آخر عن " سفيان بن مجيب " وجعل أبو نعيم الأول
تحريفا (1).
[8032]
نفيع
يكنى أبا بكرة
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ولكن ذكر المرتضى

(1) راجع أسد الغابة: 5 / 37.
399

في أماليه قصة عن " نفيع الأنصاري " (1) تدل على شدة بغضه للكاظم (عليه السلام) ويبعد أن
يكون من في رجال الشيخ.
أقول: بل لا مجال لاحتماله، فهذا " أبو بكرة " أخو زياد لأمه صحابي معروف،
فأين هو من نفيع أنصاري قال؟
ومر في زياد: أن أم أبي بكرة هذا " سمية " كانت أمة الحرث بن كلدة الثقفي
فولدته عنده، فلم يقر الحرث بأبي بكرة لاتهام أمه، وإنما أقر بأخيه " نافع " بعد
نزول هذا إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خوفا أن ينزل هو أيضا، ثم ولدت زيادا بعد تزويج
الحرث إياها من عبده عبيد، واستلحقه معاوية لزنا أبيه بها لما كانت عند عبيد،
فصار زياد قرشيا أمويا، ونافع عربيا ثقفيا، وهذا عبدا ومولى! ولذا قال خالد
النجاري:
إن زيادا ونافعا وأبا * بكرة عندي من أعجب العجب
إن رجالا ثلاثة خلقوا * من رحم أنثى مخالفي النسب
ذا قريشي في ما يقول وذا * مولى وذا ابن عمه عربي
وفي الاستيعاب، قال أبو بكرة: أنا من إخوانكم في الدين وأنا مولى
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فإن أبى الناس إلا أن ينتسبوني فأنا نفيع بن مسروح. نزل يوم الطائف
إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأسلم في غلمان من الطائف، فأعتقهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو الذي
شهد على المغيرة فبت الشهادة وجلده عمر حد القذف إذ لم تتم الشهادة، ثم قال له
عمر: تب تقبل شهادتك، قال: تستتيبني لتقبل شهادتي، لاجرم أني لا أشهد بين
اثنين ما بقيت.
وفي أنساب البلاذري عن بعض آل أبي بكرة: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) له لما نزل
إليه: كيف جئت؟ قال: تدليت ببكرة، فقال: فأنت أبو بكرة، ويقال: إنه كان يعرف
بالطائف ب‍ " أبي بكرة " لأنه كانت له بكرة يعلقها ويركبها.
وفيه: أن أنس بن مالك انطلق إلى أبي بكرة - وكان به عرق النساء - يعوده

(1) أمالي المرتضى: 1 / 275.
400

فقال له أنس: فيم تجد على أخيك زياد؟ فإن كان في شأن الدنيا فإنه استعمل
بنيك، وإن كان في شأن الآخرة فإنه والله مجتهد؟ فقال أبو بكرة: الحرورية أيضا
يزعمون أنهم قد اجتهدوا.
وفيه: ولما قدم بسر البصرة - وكان معاوية بعثه لقتل من خالفه - صعد المنبر
فذكر عليا (عليه السلام) بالقبيح، ثم قال: أيها الناس أنشدكم بالله! هل صدقت؟ فقال
أبو بكرة: إنك تنشد عظيما والله ما صدقت، فأمر بأبي بكرة فضرب حتى غشي
عليه، فأفاق فقال له ابنه: ألم تعلم أن القوم أعداء الرجل؟ فقال له: لعلك تظن أن
أباك قال هذه المقالة رغبة منه في علي، لأن أكون ذبابا أنتقل على الجيف أحب
إلي أن أدخل في ما دخل فيه علي، ولكنه قال فيه غير الحق وسألنا بالله، فأخبرناه
أنه لم يصدق، وأن عليا غير مطعون عليه في بطن ولا فرج ولا نسب ولا سابقة (1).
وفي الاستيعاب: اعتزل في الجمل الفريقين.
[8033]
نفيع بن الحارث
أبو داود، السبيعي، الهمداني
قال: قال العلامة في الخلاصة: قال ابن الغضائري في ما حكي عنه: إنه روى
عن أبي برزة نضلة بن عبد الله الأسلمي، روى عن أبي جعفر (عليه السلام) وفي حديثه
مناكير، والذي أراه التوقف في حديثه ويجوز أن يخرج شاهدا.
أقول: بل قال: قال ابن الغضائري: روى عن أبي برزة نضلة بن أبي عبد الله
الأسلمي، وروى... الخ. لكن مر أن نضلة ابن " عبيد " أو " عبد الله ".
وفي ميزان الذهبي: نفيع بن الحارث أبو داود النخعي الكوفي القاص الهمداني
الأعمى، عن أنس بن مالك وابن عباس وعمران بن حصين وزيد بن أرقم، وعنه
سفيان وشريك وهمام. قال العقيلي: كان يغلو في الرفض. وقال النسائي: متروك.

(1) أنساب الأشراف: 1 / 490 - 494.
401

ويقال لأبي داود هذا: السبيعي، لأنهم مواليه... الخ. وروى عنه عدة أخبار ليس
فيها منكر.
[8034]
نقب بن فروة بن البدن
الأنصاري، الساعدي
قال: استشهد يوم أحد.
أقول: الأصل في عنوانه أبو نعيم وهو تحريف منه، فإنما عد البلاذري في
شهداء أحد " عبد الله بن فروة الساعدي " قائلا: وكان يقال لعبد الله: ثقب (1).
ولم يتفطن له أسد الغابة أيضا، مع أنه عنونه في حرف الثاء " ثقب بن فروة "
عن الواقدي وكذا عن ابن القداح الذي هو أعلم الناس بأنساب الأنصار.
[8035]
نقيدة بن عمرو
الخزاعي، الكعبي
قال: عده ابن عبد البر وأبو نعيم في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
أقول: بل ابن مندة وأبو نعيم كما في الجزري عنهما، وقال: لم يعلم صحبته.
[8036]
النمر بن تولب
العكلي
قال: كان شاعر الرباب في الجاهلية ولا مدح أحدا ولا هجى، وأدرك
الإسلام وهو كبير، وكان فصيحا جوادا.
أقول: وقال الأصمعي: كان أبو عمرو بن العلا يسميه الكيس (2). وقال المبرد:
كل " نمر " في العرب - كالنمر بن قاسط وغيره - مكسور النون مجزوم الميم
إلا النمر بن تولب (3).

(1) أنساب البلاذري: 1 / 330.
(2) أسد الغابة: 5 / 40.
(3) نقله عن نفس المعنون، راجع الكامل في اللغة والأدب: 1 / 180.
402

[8037]
نمير بن أوس
الأشجعي، وقيل: الأشعري
قال: عده ابن عبد البر من الصحابة، وتأمل فيه أبو عمرو.
أقول: المصنف خلط " أبو عمر " لا " أبو عمرو " هو " ابن عبد البر " لا غيره،
والأصل أنه عنونه وقال: ذكره بعضهم في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وليس بصحيح.
والمصنف لم ير كتابه فينقل ما في الجزري عنه، وهو يرمز له أولا بكنيته الإبنية
ويعبر عنه في الترجمة بكنيته الأبية.
ثم كونه الأشجعي ليس بصحيح، فوصفه كاتب الواقدي وأبو القاسم الدمشقي
بالأشعري، وقالا: كان قاضي دمشق مات سنة 122 ولم يبق صحابي بعد المائة.
[8038]
نمير بن الحارث
الأوسي، الظفري
قال: صحابي حاله مجهول.
أقول: بل أصله غير معلوم، فقيل: إنه نصر بن الحارث، وقيل: إنه النضر بن
الحارث، فلم أرسله مسلما؟
[8039]
نمير بن عريب
قال: صحابي مجهول حاله.
أقول: بل أصله، فالأصل فيه خبر رواه " نمير عن عامر بن مسعود " فليس هو
بصحابي، أو رواه " عريب عن عامر " فليس بموجود.
[8040]
نميلة بن عبد الله
يأتي في الآتي.
403

[8041]
نميلة الهمداني
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي (عليه السلام) قائلا: يكنى أبا مارية.
أقول: بل " أبا ماوية ". ثم الظاهر أن الشيخ في الرجال خلط، فالبرقي عد في
أصحاب علي (عليه السلام) " نميلة الهمداني " بدون كنية، ثم بعد أسماء عد في مجهولي
أصحابه (عليه السلام) " أبو ماوية ".
ثم لعله من عنونه الجزري عن أبي موسى بلفظ " نميلة " بدون زيادة راويا عنه
قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: " الإيمان هاهنا والنفاق هاهنا " وأشار إلى الصدر.
ولعله الذي روى في عنوان " نميلة بن عبد الله الليثي الكلبي " بإسناده عن
العجلان الأنصاري قال: حدثني من سمع نميلة - وكان من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) -
يقول: إن أم سلمة كتبت إلى أهل العراق: إن الله تعالى بريء وبرئ رسوله ممن
شايع وفارق فلا تفارقوا. بل الظاهر أن هذا هو الذي عد في أصحابه (عليه السلام) فإن
أم سلمة رضي الله عنها لابد إنما كتبت ذلك في الجمل. وهل هو نميلة بن عبد الله
الذي قتل مقيس بن صبابة يوم الفتح، لأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان أمر بقتله، فقالت أخت
مقيس فيه: " لعمري لقد أخزى نميلة رهطه " أو غيره؟ فإن صح كون الأول من
همدان فهو غيره، لأن نميلة بن عبد الله كان من كنانة.
[8042]
النواس بن سمعان
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وعده الثلاثة في
أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
أقول: وفي الاستيعاب: معدود في الشاميين. ومر في نفير بن جبير: أن الأصل
في خبرهما واحد، والصحيح هذا.
وكيف كان، فقيل: إن الكلابية المتعوذة من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عمة هذا.
404

[8043]
نوح بن أبي مريم
أبو عصمة
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام). وعن التقريب: نوح بن
أبي مريم أبو عصمة المروزي، القرشي مولاهم، مشهور بكنيته، ويعرف بالجامع
لجمعه العلوم، لكن كذبوه في الحديث.
أقول: وحيث إن عنوان رجال الشيخ أعم وسكت التقريب عن مذهبه
فالظاهر عاميته، وعن الزين (1) أنه من الوضاعين.
وعنونه الذهبي وقال: هو نوح الجامع، لأنه أخذ الفقه عن أبي حنيفة وابن
أبي ليلى، والحديث عن حجاج بن أرطاة، والتفسير عن الكلبي ومقاتل، والمغازي
عن ابن إسحاق، وروى عن الزهري وابن المنكدر؛ ولي قضاء مرو في خلافة
المنصور. قال الحاكم: وضع حديث فضائل القرآن الطويل، مات سنة 173.
[8044]
نوح بن تغلب
الجريري، القيسي، أخو أبان بن تغلب
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام). والقبسي - بالباء
الموحدة - نسبة إلى قيس بن ثعلبة... الخ.
أقول: كأنه أراد أن يقول: " القيسي - بالياء المثناة - نسبة إلى قيس بن ثعلبة "
فوهم وقال ما قال.
[8045]
نوح بن الحرث بن عمرو
بن عثمان، المخزومي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي (عليه السلام) قائلا: دفع إليه راية

(1) الشهيد الثاني (قدس سره).
405

المهاجرين يوم خروجه إلى صفين.
أقول: هو أعم من إماميته.
[8046]
نوح بن الحكم
أبو اليقظان
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: الهمداني المرهبي
الكوفي.
وعنونه النجاشي، قائلا: كوفي، ثقة، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) (إلى أن قال)
أبو سمينة عن نوح بكتابه.
وعنونه الشيخ في الفهرست بلفظ: نوح يكنى أبا اليقظان (إلى أن قال) عن
أحمد بن ميثم، عن أبي نعيم الفضل بن دكين، عنه.
أقول: بل " عن أحمد بن ميثم بن أبي نعيم الفضل بن دكين، عنه ". لكن الظاهر
وقوع سقط في طريقه، فيبعد رواية أحمد بن ميثم بن أبي نعيم عمن في أصحاب
الصادق (عليه السلام). وكذا طريق النجاشي (أبو سمينة).
قال المصنف: سمعت من النجاشي رواية أبي علي بن همام، عنه.
قلت: بل رواية " أبي علي بن همام، عن محمد بن خاقان النهدي، عن
أبي سمينة، عنه " وإنما كرر النجاشي طريقه إلى " أبي علي " فوهم المصنف.
قال المصنف: ذكر الشيخ في الفهرست في " الحسن بن محبوب " روايته
عن هذا.
قلت: رواية الحسن بن محبوب عنه ليس في فهرست الشيخ، بل في دعوات
موجزات الكافي (1) وإنما نقل الجامع رواية " أحمد بن ميثم عنه " في الفهرست في
ترجمته، ورواية الحسن في دعوات الكافي، فخلط المصنف.

(1) الكافي: 2 / 592.
406

[8047]
نوح بن دارم
مولاهم، الكوفي، القاضي
قال: عده الشيخ في رجاله بهذا العنوان في أصحاب الصادق (عليه السلام).
أقول هذا وهم عجيب! فليس في رجال الشيخ إلا الآتي " نوح بن دراج
النخعي مولاهم الكوفي القاضي " فبدل " دراج " بقوله: " دارم " وأسقط " النخعي "
وأتى بالباقي.
[8048]
نوح بن دراج
النخعي، مولاهم، الكوفي، القاضي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام). وعن العدة: أنه من
العامة لكن الطائفة عملت بروايته إذا لم يكن عندهم خلافه (1). لكن مر في أخيه
" جميل " رواية الكشي عن العياشي، عن حمدان بن أحمد الكوفي قال: كان نوح
من الشيعة وكان قاضي الكوفة. ومر أيضا قول النجاشي في " جميل ": وأخوه نوح
ابن دراج القاضي كان أيضا من أصحابنا وكان يخفي أمره (2).
أقول: وقال النجاشي في ابنه " أيوب " أيضا: وأبوه نوح بن دراج كان قاضيا
بالكوفة وكان صحيح الاعتقاد وأخوه جميل بن دراج، أخبرنا أحمد بن محمد بن
هارون، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن غالب قال: حدثنا الطاطري، قال، قال
محمد بن سكين: نوح بن دراج دعاني إلى هذا الأمر.
وعنونه الكشي مع أخيه جميل وروى بعدما نقل قال حمدان: فقيل له - أي
لنوح -: لم دخلت في أعمالهم؟ فقال: لم أدخل في أعمال هؤلاء حتى سألت أخي
جميلا يوما، فقلت له: لم لا تحضر المسجد؟ فقال: " ليس لي إزار ". قال حمدان:
مات جميل عن مائة ألف. قال حمدان: كان دراج بقالا وكان نوح مخارجه من

(1) عدة الأصول: 1 / 380.
(2) مر في ج 2، الرقم 1580.
407

الذين يقتتلون في العصبية التي تقع بين المجالس؛ قال: وكان يكتب الحديث؛
وكان أبوه يقول: لو ترك القضاء لنوح أي رجل كان ثقة (1).
وروى الشيخ - في خبر - قيل لأبي بكر بن عياش: ما تدري ما أحدث نوح
ابن دراج في القضاء! إنه ورث الخال وطرح العصبة وأبطل الشفعة، فقال: ما عسى
أن أقول لرجل قضى بالكتاب والسنة، إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لما قتل حمزة بعث
عليا (عليه السلام) فأتاه بابنة حمزة فسوغها الميراث كله (2).
وفي العيون في باب " جمل من أخبار موسى بن جعفر (عليه السلام) مع هارون " - في
خبر - قال هارون له (عليه السلام): لم ادعيتم أنكم ورثتم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والعم يحجب ابن
العم (إلى أن قال) قال (عليه السلام): إن في قول علي بن أبي طالب (عليه السلام) " ليس مع ولد
الصلب ذكرا كان أو أنثى لأحد سهم إلا للأبوين والزوج أو الزوجة " لم يثبت للعم
مع ولد الصلب ميراث ولم ينطق به الكتاب، إلا أن تيما وعديا وأمية قالوا: العم
والد رأيا منهم بلا حقيقة ولا أثر عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن قال بقول علي (عليه السلام) من
العلماء فقضاياهم خلاف قضايا هؤلاء، هذا نوح بن دراج يقول في هذه المسألة
بقول علي (عليه السلام) وقد حكم به، وقد ولاه الخليفة المصرين: البصرة والكوفة، وقد
قضى به وأنهى إلى الخليفة، فأمر بإحضاره وإحضار من يقول بخلاف قوله، منهم:
سفيان الثوري وإبراهيم المدني والفضيل بن عياض، فشهدوا أنه قول علي (عليه السلام) في
هذه المسألة، فقال لهم: فلم لا تفتون به وقد قضى به نوح بن دراج؟ فقالوا: جسر
نوح وجبنا (3).
وفي تشريف علي بن طاوس: وفي مجموع محمد بن الحسين المرزبان: مات
مولى للمهدي وخلف ضياعا كثيرة وأثاثا ومتاعا ولم يدع إلا ابنة واحدة، فأمر
المهدي نوح بن دراج القاضي أن ينظر في أمر الميراث ليحرز له النصف، فقضى
نوح أن المال كله للابنة وسلمه لها، وبلغ ذلك المهدي فغضب ودعا نوحا وقال له:

(1) الكشي: 251.
(2) التهذيب: 6 / 311.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 81 ب 7 ح 9.
408

ما حملك على ما صنعت؟ فقال: قضيت بقضاء علي بن أبي طالب، فإنه قضى للابنة
بالمال كله، فقيل له في ذلك، فقال: أعطيتها النصف بفريضة الله، وأعطيتها الآخر
بقوله تعالى: (وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) فقال له المهدي:
لتأتين بمن يعلم ذلك أو لأفعلن! فقال: سل الفقهاء والقضاة عن هذا، فإن كنت
كاذبا فافعل ما شئت، فكتب المهدي إلى شريك وابن أبي ليلى وجماعة من فقهاء
الكوفة ممن يتولى القضاء وغيرهم، فأحضروا ببغداد فسألهم عما قال نوح،
فصدقوه ورووا ذلك له عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) بأسانيد كثيرة؛ فقال لنوح:
قد أجزت حكمك في هذه المرة، فإن عدت قتلتك (1).
هذا، وقد عرفت من نقل الكشي عن حمدان: أن أباه كان بقالا، ونقل مثله
الخطيب عن أحمد بن عبد الله العجلي. ولكن روى عن بعض آخر: أن أباه كان
حائكا من النبط، له بنون أربعة كلهم ولي القضاء.
هذا، وفي تاريخ بغداد أيضا: أن رجلا ادعى قراحا فيه نخل، فأتى ابن شبرمة
بشهود شهدوا له بذلك، فسألهم ابن شبرمة كم في القراح نخلة؟ فقالوا: لا نعلم، فرد
شهادتهم، فقال له نوح: أنت تقضي في هذا المسجد مذ ثلاثين سنة ولا تعلم فيه كم
أسطوانة، فقال للمدعي: أردد علي شهودك، وقضى له بالقراح، وقال:
كادت تزل بها من حالق قدم * لولا تداركها نوح بن دراج (2)
وعنونه الذهبي، قائلا: قاضي الكوفة، ثم بغداد بالجانب الشرقي، وحكم بين
الناس ثلاثة أعوام وهو ضرير، ثم ظهر أمره فصرف. قيل: مات سنة 182.
هذا، وللمصنف تطويلات ساقطة لم نتعرض لها.
[8049]
نوح بن شعيب
البغدادي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الجواد (عليه السلام) قائلا: ذكر الفضل بن

(1) الملاحم والفتن: 188.
(2) تاريخ بغداد: 13 / 316، 315.
409

شاذان أنه كان فقيها عالما صالحا مرضيا، وقيل: إنه " نوح بن صالح ".
وعبر العلامة في الخلاصة بما في رجال الشيخ إلى قوله: فقيها.
أقول: الظاهر أن الشيخ في الرجال استند إلى عنوان الكشي " نوح بن صالح
البغدادي " الآتي ونقله في ترجمته رواية متضمنة لنوح بن شعيب البغدادي مع
النقل عن الفضل قصة تدل على كون نوح فقيها - كما يأتي في عنوانه - لكن الظاهر
عدم تحقق هذا ولا ذاك، بل " نوح بن شعيب الخراساني النيسابوري " الآتي،
بتصديق الأخبار للآتي دونهما.
[8050]
نوح بن شعيب
الخراساني
قال: نقل الجامع رواية صوم عرفة الكافي " عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
نوح بن شعيب النيسابوري، عن ياسين الضرير " (1) ورواية تطهير مياهه " عن أبي
إسحاق، عن نوح بن شعيب الخراساني، عن ياسين، عن حريز " قائلا: الظاهر
اتحاده مع " البغدادي " السابق، لاتحاد طبقتهما واحتمال كونه بغداديا سكن
خراسان، مع أنا لم نر مع التتبع التام " البغدادي " في موضع.
أقول: بل نقل الثاني عن تطهير مياه التهذيب (2)، لا الكافي. ثم إنه وإن لم
يوصف في خبر بالخراساني النيسابوري، بل في بعضها بالأول وفي بعضها بالثاني
- كما عرفت - إلا أن اتحادهما لا ريب فيه، لكون نيسابور من خراسان واتحادهما
راويا ومرويا عنه، ف‍ " أبو إسحاق " في التطهير هو " إبراهيم " في الصوم.
وأما البغدادي - المتقدم - فالظاهر أن الشيخ في رجاله استند فيه إلى خبر
الكشي - في الآتي - عن الفضل قال: كنت بالعراق (إلى أن قال) فشكوت إلى فقيه
هناك يقال له: " نوح بن شعيب ". لكنه قاصر دلالة.
والصحيح عدم وجوده، لأن الأخبار بين مقيد بالنيسابوري أو الخراساني

(1) الكافي: 4 / 146.
(2) التهذيب: 1 / 241.
410

- كما مر - ومطلق كما في حكم جنابة التهذيب (1) وزيادات أغساله (2) وزيادات
قضاياه (3) وقسمة أزواجه (4) وزيادات فقه نكاحه (5)، وكما في نوادر جنائز الكافي (6)
وما يستحب من تزويجه (7) وتمشطه (8) وسعة منزلة (9) ونوادر بعد تسمية طعامه
- مرات (10) - وفي سمكه (11) وألبان إبله (12)، وأصول كفره (13) وشدة ابتلاء مؤمنه (14)
وفضل فقرائه (15).
[8051]
نوح بن صالح
البغدادي
قال: عنونه الكشي، قائلا: سأل أبو عبد الله الشاذاني أبا محمد الفضل بن
شاذان، أنا ربما صلينا مع هؤلاء صلاة المغرب، فلا نحب أن ندخل البيت عند
خروجنا من المسجد، فيتوهموا علينا أن دخولنا المنزل ليس إلا لإعادة الصلاة
التي صليناها معهم فنتدافع بصلاة المغرب إلى صلاة العتمة؟ فقال: لا تفعلوا، هذا
من ضيق صدوركم، ما عليكم لو صليتم معهم فتكبروا في مرة واحدة ثلاثا أو
خمس تكبيرات وتقرأوا في كل ركعة الحمد وسورة أي سورة شئتم بعد أن تتموها
عندما يتم إمامهم، وتقول في الركوع: " سبحان ربي العظيم وبحمده " بقدر ما يتأتى
لكم معهم، وفي السجود كمثل ذلك، وتسلموا معهم وقد تمت صلاتكم لأنفسكم،
ولكن الإمام عندكم والحائط بمنزلة واحدة، فإذا فرغ من الفريضة فقوموا معهم
فصلوا السنة بعدها أربع ركعات. فقال: يا أبا محمد فليس يجوز إذا فعلت ما

(1) التذهيب: 1 / 142.
(2) التهذيب: 1 / 371.
(3) التهذيب: 6 / 310.
(4) التهذيب: 7 / 420.
(5) التهذيب: 7 / 457.
(6) الكافي: 3 / 250.
(7) الكافي: 5 / 338.
(8) الكافي: 6 / 489.
(9) الكافي: 6 / 526.
(10) الكافي: 6 / 297، 298.
(11) الكافي: 6 / 323.
(12) الكافي: 6 / 338.
(13) الكافي: 2 / 289.
(14) الكافي: 2 / 256.
(15) الكافي: 2 / 261.
411

ذكرت؟ قال: نعم، قال: فهل سمعت أحدا من أصحابنا يفعل هذه الفعلة؟ قال: نعم
كنت بالعراق وكان صدري يضيق عن الصلاة معهم كضيق صدوركم، فشكوت ذلك
إلى فقيه هناك يقال له: " نوح بن شعيب " فأمرني بمثل الذي أمرتكم به، فقلت: هل
يقول هذا غيرك؟ قال: نعم، فاجتمعت معه في مجلس فيه نحوا من عشرين رجلا
من مشائخ أصحابنا، فسألته - يعني نوح بن شعيب - أن يجري بحضرتهم ذكرا مما
سألته من هذا، فقال نوح بن شعيب: يا معشر من حضر! ألا تعجبون من هذا
الخراساني الغمر! يظن في نفسه أنه أكبر من هشام بن الحكم ويسألني هل يجوز
الصلاة مع المرجئة في جماعتهم؟ فقال جميع من كان حاضرا من المشائخ كقول
نوح بن شعيب، فعندها طابت نفسي وفعلته (1).
وعنوان الكشي " نوح بن صالح " وذكره ما يتعلق ب‍ " نوح بن شعيب " يكشف
عن اتحادهما.
أقول: ما قاله خارج عن طريق تكلم العقلاء، فلابد أن ما في نسخنا من
تحريفها الشائع الذائع، فلو كان رجل اختلف في اسم أبيه أو كان التعبير عنه
بالنسبة إلى الأب تارة وإلى الجد أخرى مختلفا كان اللازم التنبيه على ذلك، لا أن
يذكر عنوانا لنسب ويذكر ترجمة لآخر، وحيث إن نوح بن شعيب متفق عليه لابد
أن العنوان كان كذلك وحرف، كما أن " البغدادي " أيضا محرف " الخراساني "
أو " النيسابوري " كما عرفت تحققه من الأخبار، والفضل الوارد في خبر الكشي
في طبقة إبراهيم القمي أو أحمد الأشعري الراويين عن ذاك. وتحريفات خبره
أيضا لا تخفى.
[8052]
نوح بن المختار
النخعي، الكوفي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) وظاهره كونه إماميا.

(1) الكشي: 558.
412

أقول: بل الظاهر عاميته، لعنوان الذهبي له، قائلا: " نوح بن المختار، ذكره
ابن الجوزي وقال: وثقه ابن معين " ساكتا عن مذهبه، وأعمية عناوين رجال
الشيخ كما مر في المقدمة.
[8053]
نوف بن فضالة
البكالي
قال: روى عن أمير المؤمنين (عليه السلام) خبرا طويلا، وفيه: يا نوف! إن سرك أن
تكون معي يوم القيامة فلا تكن للظالمين معينا، يا نوف! من أحبنا كان معنا، ولو
أن رجلا أحب حجرا حشره الله معه (1).
أقول: وفي النهج: وعن نوف البكالي قال: رأيت أمير المؤمنين (عليه السلام) ذات ليلة
وقد خرج من فراشه، فنظر في النجوم فقال لي: يا نوف أراقد أنت أم رامق؟ فقلت:
بل رامق، قال: يا نوف! طوبى للزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة... الخ (2).
وفي مروج المسعودي: كان محمد بن علي الربعي ممن يكثر ملازمة
المهتدي، فقال له ذات ليلة: أتعرف خبر نوف الذي حكاه عن علي (عليه السلام) حين كان
يأتيه؟ قال: نعم، ذكر نوف قال: رأيت عليا (عليه السلام) قد أكثر الخروج والدخول والنظر
إلى السماء، ثم قال: يا نوف أنائم أنت؟ قلت: بل رامق (إلى أن قال) قال الربعي:
فوالله! لقد كتب المهتدي هذا الخبر بخطه ولقد كنت أسمعه في جوف الليل وقد
خلا بربه ويقول: " يا نوف! طوبي للزاهدين " ويمر في الخبر إلى آخره، إلى أن
قتله الأتراك (3).
هذا، وفي ذيل الطبري: أنه ابن امرأة كعب (4).
قال المصنف: وفي القاموس: بنو بكال - ككتاب - بطن من حمير منهم نوف،
فما عن ثعلب " أنه منسوب إلى بكال، قبيلة في همدان " اشتباه، فإن بكيل من
همدان لابكال، فإنه من حمير.

(1) أمالي الصدوق: 174.
(2) نهج البلاغة: 486، الحكمة: 104.
(3) مروج الذهب: 4 / 106.
(4) ذيل الطبري: 664.
413

قلت: ومثل القاموس شرحه وأنساب السمعاني، وقبل القاموس قال به
الصحاح. وما نسبه إلى ثعلب ليس بصحيح، فإنه إنما قال: بكال قبيلة.
وكيف كان: فلم يعلم صحته، بل الظاهر كون بكال من همدان، فقالوا: إن أبا
الوداك جبر بن نوف بن نوف البكالي كما في المغرب، وقد روى الطبري في عنوان
" ذكر خبر الخوارج " مسندا عن جبر بن نوف أبي وداك الهمداني قال: إن عليا (عليه السلام)
لما نزل بالنخيلة... الخبر (1). والأغلب أطلقوا بكالا كالصراح والكنز والشمس
والمغرب، كما أن الأساس والنهاية والمصباح أهملوه رأسا، وإنما قال ابن دريد
في جمهرته: بنو بكيل وبنو بكال بطنان من العرب أحسبهما من همدان، أو يكون
بكال من حمير وبكيل من همدان، منهم نوف البكالي صاحب علي (عليه السلام).
ومما نقلنا يظهر كون ما ظنه أولا حقا، إلا أن المفهوم من خليفة كون بكال
لا من حمير ولا من همدان، فحمير هو حمير بن سبأ، وهمدان هو همدان بن ربيعة
ابن خيار بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ - كما في المعارف (2) - وقال خليفة
في عمر والبكالي الصحابي: هو من بني بكال بن دعمي بن سعد بن عوف بن عدي
ابن مالك بن زيد بن كهلان، كما في الاستيعاب. فلا يكون من حمير لأنه جعله
من أخيه كهلان، ولا من همدان لأن همدان من خيار بن مالك وبكال من عدي
ابن مالك.
[8054]
نوفل بن ثعلبة
الخزرجي
قال: شهد بدرا واستشهد في أحد.
أقول: هو وهم من أبي عمر، فذكر البلاذري " نوفل بن عبد الله " (3). وكذا نقله
الجزري عن ابن إسحاق في أسانيد، وعن ابن مندة وأبي نعيم.

(1) تاريخ الطبري: 5 / 78.
(2) المعارف: 63 - 66.
(3) أنساب الأشراف: 1 / 372.
414

[8055]
نوفل بن الحارث
بن عبد المطلب
قال: عده الأربعة في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كان أسن من إخوته ومن سائر
من أسلم من بني هاشم، أسر يوم بدر كافرا وفداه العباس ثم أسلم، وقيل: أسلم
وهاجر أيام الخندق وشهد مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فتح مكة وحنينا والطائف، وكان ممن
ثبت يوم حنين وأعان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بثلاثة آلاف رمح، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): كأني
أنظر إلى رماحك تقصف أصلاب المشركين.
أقول: وفي الاستيعاب: روي أنه لما أسر قال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أفد نفسك قال:
مالي شيء، قال (صلى الله عليه وآله وسلم): " أفد نفسك برماحك التي بجدة " قال: والله! ما علم أحد أن
لي بجدة رماحا غيري بعد الله، أشهد أنك رسول الله، ففدى نفسه بها وكانت ألف رمح.
وفي الجزري: آخى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بينه وبين العباس، وكانا شريكين في
الجاهلية متفاوضين متحابين، وكان أسن من عميه: حمزة والعباس.
وفي أول الإرشاد: أن بني هاشم قاطبة كانوا قائلين بإمامة أمير المؤمنين (عليه السلام)
بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (1).
[8056]
نوفل بن عبد الله
الخزرجي
مر في سابقه.
وعنونه المصنف بلفظ " نوفل بن عبد الله العجلاني " وعجلان بطن من الخزرج،
وقال: لم يتبين لي أمره.
قلت: لم يتبين له أصله، وإلا فالأصل فيه وفي " بن ثعلبة " - المتقدم - واحد،
وهذا عنوان ابن مندة وأبي نعيم، وذاك عنوان أبي عمر، ومر أن الصحيح هذا،
فالكل نقلوا عن ابن إسحاق هذا العنوان. ومر حسنه، لشهادته في أحد.

(1) إرشاد المفيد: 10.
415

[8057]
نوفل بن عبيد الله بن المكنون
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي (عليه السلام).
أقول: وفي الوسيط: وفي نسخة " نوفل بن عبيد بن الكنود ". وفي نسختي:
" نوفل بن عبد الله المكفوف ".
[8058]
نوفل بن فروة
الأشجعي، أبو فروة
قال: عده الثلاثة في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم). والشيخ في رجاله في أصحاب
علي (عليه السلام) قائلا: خارجي ملعون.
أقول: لم يخرج نوفل عليه (عليه السلام) ولم يكن خارجيا، ولو كان خارجيا لم يعنونه
الكتب الصحابية، لأن الخوارج عندهم أيضا كفار، وإنما صار ابنه فروة خارجيا،
لكنه لم يخرج عليه (عليه السلام) بل اعتزله، وإنما خرج بعده على معاوية.
ففي الطبري: قدم معاوية قبل أن يبرح الحسن (عليه السلام) من الكوفة حتى نزل
النخيلة، فقالت الحرورية - الخمسمائة التي كانت اعتزلت بشهر زور مع فروة بن
نوفل الأشجعي -: قد جاء الآن مالا شك فيه، فسيروا إلى معاوية فجاهدوه،
فأقبلوا وعليهم فروة بن نوفل حتى دخلوا الكوفة، فأرسل إليهم معاوية خيلا من
أهل الشام فكشفوا أهل الشام، فقال معاوية لأهل الكوفة: لا أمان لكم عندي حتى
تكفوا بوائقكم (إلى أن قال) وأخذت أشجع صاحبهم فروة بن نوفل - وكان سيد
القوم - واستعملوا عليهم عبد الله بن أبي الحر - رجلا من طيء - فقاتلوهم فقتلوا (1).
كما أن كونه صحابيا أيضا غير معلوم، لأنهم استندوا فيه إلى خبر عن ابنه
فروة بن نوفل - في إسناد - عن أبيه: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال له: اقرأ (قل يا أيها
الكافرون) ثم نم على خاتمتها، فإنها براءة من الشرك. وفي إسناد آخر: " عن

(1) تاريخ الطبري: 5 / 165.
416

فروة، عن جبلة بن حارثة " وعليه فلا مستند لصحابيته.
[8059]
نيار بن عياض
روى الطبري: أنه لما مضت أيام التشريق أطافوا بدار عثمان وأبى عثمان إلا
الإقامة على أمره، وأرسل إلى حشمه وخاصته فجمعهم، فقام رجل من أصحاب
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقال له: " نيار بن عياض " - وكان شيخا كبيرا - فنادى يا عثمان!
فأشرف عليه من أعلى داره، فناشده الله نيار وذكره الله لما اعتزلهم، فبينا هو
يراجعه الكلام إذ رماه رجل من أصحاب عثمان فقتله بسهم - وزعموا أن الذي
رماه كثير بن الصلت الكندي - فقالوا لعثمان عند ذلك: ادفع إلينا قاتل نيار فلنقتله
به، فقال: لم أكن لأقتل رجلا نصرني وأنتم تريدون قتلي، فلما رأوا ذلك ثاروا إلى
بابه فأحرقوه (1).
وكتبهم الصحابية يعنونون في أصحابه كل من وجدوا منه سوادا على بياض
ولو لم يكن محققا - كما عرفته في نوفل بن فروة - لكن لم يعنونوا هذا مع تصريح
التاريخ بكونه من كبراء الصحابة آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر، ولابد أنهم
جعلوه مرتدا بخروجه على عثمان؛ كما لم يعنونوا " مالك بن نويرة " - المتقدم -
بقوله لخالد بن وليد معبرا عن أبي بكر: " صاحبك " ولكنهم عنونوا طلحة والزبير
وأصحابهما الذين قاتلوا أمير المؤمنين (عليه السلام) وأرادوا قتله، فكان الواجب عليهم أن
لا يعنونوا عمارا، لأنه سعى في قتل عثمان أكثر من هذا وكفره، بل كان مريدا
لإحراق جنازته. أف لهم ولدينهم! فمن نصب عثمان إماما لهم استحل دمه.
[8060]
نيار بن مكرم
قال: صحابي مجهول.
أقول: بل عثماني مدخول، فإنه أحد أربعة أو خمسة دفنوا عثمان.

(1) تاريخ الطبري: 4 / 382.
417

" حرف الواو "
[8061]
وابصة بن معبد
الجهني
من أهل صفة الرقة، في المناقب: قال لأمير المؤمنين (عليه السلام): فتنت أهل العراق
وجئت تفتن أهل الشام، فدعا (عليه السلام) عليه بالعمى والخرس والصمم وداء السوء،
فأصابه في الحال؛ والناس إلى اليوم يرجمون المنارة التي كان يؤذن عليها (1).
والأصل فيه وفي " وابصة بن معبد الأسدي " من أسد خزيمة، الذي عنونه
المصنف آخذا عن أسد الغابة قائلا: " سكن الكوفة ثم انتقل إلى الرقة ومات بها،
قبره عند منارة المسجد الجامع، وكان كثير البكاء لا يملك دمعته " واحد، ولعل
المناقب قرأ " خزيمة " جهينة، وإلا فالثلاثة جعلوه من أسد خزيمة.
وكيف كان: ففي التقريب عمر إلى قرب سنة تسعين.
[8062]
واثلة بن الأصقع
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كنيته: أبو شداد، أو
أبو الأصقع، أو أبو قرصافة؛ قالوا: خدم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثلاث سنين، وكان من
أصحاب الصفة، سكن البصرة ثم الشام بقرية البلاد.

(1) المناقب: 2 / 280.
419

أقول: إنما في رجال الشيخ " واثلة بن الأسقع " كما نقل عنه الوسيط، لا
" الأصقع ".
وعنونه ابن حجر أيضا " بن الأسقع " كالثلاثة والواقدي.
كما أن أحد الأقوال في كنيته " أبو الأسقع " لا " أبو الأصقع " سكن أخيرا قرية
البلاط، لا البلاد.
ثم القول بكون كنيته " أبا قرصافة " غير صحيح، وإن نقله أبو عمر عن يحيى
بن معين والواقدي، بل أبو قرصافة رجل آخر، ففي البلاذري: " قالوا: وكان من
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قوم فقراء لا منازل لهم وكانوا في صفة يأوون إليها في
المسجد، منهم: واثلة بن الأسقع الكناني وأبو قرصافة وأبو هريرة " (1). ولعل العاطف
كان ساقطا في مثل العبارة، فتوهم كونه كنيته.
وكيف كان: فروى أحمد بن حنبل في فضائله - كما في تذكرة سبط ابن
الجوزي - عنه، قال: أتيت فاطمة (عليها السلام) أسألها عن علي (عليه السلام) فقالت: توجه إلى
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فجلست أنتظره، فإذا بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أقبل ومعه علي والحسن
والحسين (عليهم السلام) قد أخذ بيد كل واحد حتى دخل الحجرة، فأجلس الحسن (عليه السلام)
على فخذه اليمنى والحسين (عليه السلام) على اليسرى وأجلس عليا وفاطمة (عليهما السلام) بين
يديه، ثم لف عليهم كساه - أو ثوبه - ثم قرأ: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس
أهل البيت ويطهركم تطهيرا) ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي (2).
وفي أسد الغابة: روى الأوزاعي عن شداد بن عبد الله، قال: سمعت واثلة بن
الأسقع - وقد جيء برأس الحسين (عليه السلام) فلعنه رجل من أهل الشام ولعن أباه - فقام
واثلة وقال: والله! لا أزال أحب عليا والحسن والحسين وفاطمة بعد أن سمعت
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول فيهم ما قال، جئته يوما في بيت أم سلمة، فجاء الحسن فأجلسه
على فخذه اليمنى فقبله، ثم جاء الحسين (عليه السلام) فأجلسه على فخذه اليسرى وقبله،

(1) أنساب الأشراف: 1 / 272.
(2) تذكرة الخواص: 233.
420

ثم جاءت فاطمة فأجلسها بين يديه، ثم دعا بعلي، ثم قال: (إنما يريد الله ليذهب
عنكم الرجس أهل بيت ويطهركم تطهيرا) قلت لواثلة: ما الرجس؟ قال: الشك
في الله عزوجل (1).
وروى البلاذري في أنسابه عنه قال: كنت في محرس يقال له: الصفة، ونحن
عشرون رجلا وكنت أحدث أصحابي سنا، فبعثوني إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أشكو
جوعهم، فالتفت في بيته، فقال: هل من شيء؟ قالوا: نعم، هاهنا كسرة - أو كسر -
وشئ من لبن، قال: فأتوني به، ففت الكسر فتا دقيقا، ثم صب عليه اللبن، ثم جبله
بيده حتى جعله كالثريد، ثم قال: يا واثلة ادع عشرة من أصحابك وخلف عشرة،
ففعلت فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): اجلسوا بسم الله، فجلسوا فقال: كلوا بسم الله من حواليها
واعفوا رأسها فإن البركة تأتي من فوقها، فرأيتهم يأكلون حتى تملوا شبعا، ثم قال
لهم: انصرفوا إلى مكانكم وابعثوا أصحابكم، فأمرهم بمثل الذي أمر به الأولين
فأكلوا حتى ملوا شبعا وأن فيها لفضلة، وقمت متعجبا مما رأيت (2).
وروى الخطيب - في منصور بن عمار - عنه قال: لما أسلمت أتيت
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال لي: اذهب فاحلق عنك شعر الكفر واغتسل بماء وسدر (3). وفي
التقريب: وعاش إلى سنة 85 وله مائة وخمس سنين.
[8063]
واثلة بن الخطاب
القرشي، العدوي
قال: صحابي سكن دمشق، وحاله غير مبين.
أقول: بل أصله، فالأصل فيه وفي واصلة بن حباب القرشي - الآتي - واحد.

(1) أسد الغابة: 2 / 20.
(2) أنساب البلاذري: 1 / 272.
(3) تاريخ بغداد: 13 / 71.
421

[8064]
واسع بن حبان بن منقذ
الأنصاري
قال: صحابي شهد بيعة الرضوان والمشاهد بعدها وقتل يوم الحرة، ولم يظهر
لي حاله.
أقول: بل أصله غير معلوم، فلم يعنونه الثلاثة وقال البغوي: صحبته مقال،
وخبره " مسح النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رأسه بماء غير فضل يديه " منكر، رووه تارة عنه
عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بلا واسطة، وأخرى معها.
[8065]
واصل الخراساني
قال: روى الكشي عن العياشي، عن أبي علي المحمودي، قال: حدثني
واصل، قال: طليت أبا الحسن (عليه السلام) بالنورة، فسددت مخرج الماء من الحمام في
البئر، ثم جمعت ذلك الماء والنورة وذلك الشعر فشربته كله (1).
أقول: عنوان الكشي هكذا: ما روي في واصل وأبي الفضل الخراساني
ثم روى ذاك الخبر، ثم روى عن العياشي، عن حمدان، عن معاوية بن حكيم قال:
حدثني أبو الفضل الخراساني، وكان له انقطاع إلى أبي الحسن الثاني (عليه السلام) وكان
يخالط القراء، ثم انقطع إلى أبي جعفر (عليه السلام) (2). وحيث ليس في العنوان ولا في خبره
" الخراساني " لاوجه لأخذه في العنوان، ولذا عنونه العلامة في الخلاصة والوسيط
بدون وصف، وكذلك ورد بدون وصف في الأخبار، كما في مرابطة التهذيب (3) وبعد
استدراج الكافي (4) وضيافته (5).
ثم " أبو الحسن (عليه السلام) " في خبره أيضا يحتمل الكاظم والرضا والهادي (عليهم السلام)
وحمله ابن داود على الأول، والوجيزة على الأخير، وبعض محشي الكشي
على الثاني. ثم خلطت الحاشية بالمتن في بعض النسخ - ومنها نسخة القهبائي -

(1 و 2) الكشي: 614.
(3) التهذيب: 6 / 126.
(4) الكافي: 2 / 458.
(5) الكافي: 6 / 283.
422

فنقل منها في ترتيبه، فقال في عنوانه: ما روي في واصل الخراساني من أصحاب
الرضا (عليه السلام). ونسبة المصنف له إلى الكشي وهم، فقوله: " من أصحاب الرضا (عليه السلام) "
كقوله: " الخراساني " ليس في الكشي.
ثم إن الكشي وإن كان قد يجمع في عنوانه بين اثنين أو أكثر، إلا أن ذلك في
ما لو كان أخباره كلها أو بعضها راجعة إلى الجميع، لا في ما كان كل خبر مختصا
بواحد كما هنا، وحيث إن نسخته كثير التصحيف يحتمل زيادة " الواو " في العنوان،
فيكون " أبو الفضل " كنية واصل، ويؤيده أيضا اقتصار الشيخ في الرجال مع عموم
موضوعه على عنوان " أبي الفضل الخراساني " في كنى أصحاب الرضا (عليه السلام) دون
هذا، وعليه فيتعين كون المراد بأبي الحسن (عليه السلام) في الأول الثاني، للتصريح به
في الثاني.
[8066]
واصل بن عطا
في أدباء الحموي: كان في أول أمره يجلس إلى الحسن البصري، فلما ظهر
الاختلاف وقالت الخوارج بتكفير مرتكبي الكبائر وقالت الجماعة بإيمانهم،
خرج واصل عن الفريقين وقال بمنزلة بين المنزلتين، فطرده الحسن عن مجلسه،
فاعتزل عنه وتبعه عمرو بن عبيد، ومن ثم سموا جماعتهم المعتزلة.
وفي فرق النوبختي: قال واصل: مثل " علي " ومن خالفه مثل المتلاعنين
لا يدرى من الصادق منهما ومن الكاذب، وأجمعوا جميعا على أن يتولوا القوم في
الجملة، وأن إحدى الفرقتين ضالة لا شك من أهل النار، وأن عليا وطلحة والزبير
إن شهدوا بعد اقتتالهم على درهم لم يجيزوا شهادتهم، وإن انفرد " علي " مع رجل
من عرض الناس أجازوا شهادته، وكذلك طلحة والزبير، وزعموا أنهم يسمونهم
باسم الإيمان على الأمر الأول ما اجتمعوا فإذا انفردوا لم يسموا واحدا منهم على
الانفراد... الخ (1).

(1) فرق الشيعة: 12.
423

وأقول: هذا التحير لازم دينهم المتناقض، بل كان الواجب على كلهم أن
يكونوا كذلك، فالجمع بين المتضادين محال.
وفي بيان الجاحظ: " كان بشار كثير المديح لواصل قبل أن يدين بالرجعة " (1).
وفسر بعض محشيه " الرجعة " برجوع الأموات إلى الدنيا. وهو وهم منه في الفهم،
بل مراده رجوع الناس عن الدين، ففي الأغاني: كان بشار صديقا لواصل قبل أن
يدين بالرجعة ويكفر جميع الأمة، فلما دان بالرجعة زعم أن الناس كلهم كفروا بعد
الرسول (صلى الله عليه وآله) فقيل له: وعلي بن أبي طالب؟ فقال:
وما شر الثلاثة أم عمرو * بصاحبك الذي لا تصحبينا (2)
[8067]
واصلة بن حباب
القرشي
قال: صحابي مجهول.
أقول: بل أصله غير معلوم، فقد عرفت في " واثلة بن الخطاب القرشي " أنهما
واحد، وأحدهما تحريف الآخر، وقد حكم الجزري بتحريف هذا.
[8068]
واقد بن عبد الله
التميمي، الحنظلي، اليربوعي
[8069]
واقد بن عبد الله
اليربوعي
قال: هما صحابيان مجهولان.
أقول: هما واحد، فبعد كون الأول يربوعيا أيضا يكون الثاني تميميا حنظليا،
فيربوع ابن حنظلة وحنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، وهو واقد الذي قتل

(1) البيان والتبيين: 1 / 21.
(2) الأغاني: 3 / 61.
424

ابن الحضرمي، وقالوا: واقد أول من قاتل من المسلمين وابن الحضرمي أول
مقتول من المشركين، وإياه أراد من قال:
سقينا من ابن الحضرمي رماحنا * بنخلة لما أوقد الحرب واقد
والمصنف إن أراد أن يستقصي ما في أسد الغابة فلم يقتصر على رؤية عناوينه
ولا يلاحظ تراجمه؟ حتى يرى أنه قال: إن ابن مندة عنونهما مع وضوح
وحدتهما، وهو من أعجب ما يحكى عن عالم!
[8070]
وائل بن حجر
قال: عده الشيخ في رجاله والثلاثة في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كان قيلا من
أقيال حضرموت، وكان أبوه من ملوكهم بشر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بمجيئه قبل وصوله
وأكرمه عند وصوله، وشهد مع أمير المؤمنين (عليه السلام) صفين، وكان على راية
حضرموت.
أقول: ما قاله أخذه من الجزري، وهو يوهم حسنه، مع أنه عثماني خبيث،
فارق أمير المؤمنين (عليه السلام) كما صرح به ابن أبي الحديد (1) ورواه الثقفي في غاراته،
ففيه: كان وائل بن حجر بالكوفة وكان يرى رأي عثمان، فاستأذن عليا (عليه السلام)
ليذهب إلى بلاده ثم يرجع، فخرج فلما دخل بسر صنعاء كتب إليه: " أن شيعة
عثمان ببلادنا شطر أهلها فأقدم علينا فإنه ليس بحضرموت رجل يردك عنها "
فأقبل بسر إليها بمن معه حتى دخلها (2).
وحينئذ فشهوده صفين نظير شهود الأشعث. وأما ما رواه سنن أبي داود عن
سويد بن حنظلة " قال: خرجنا نريد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومعنا وائل بن حجر، فأخذه عدو
له، فتحرج القوم أن يحلفوا، وحلفت أنه أخي، فخلي سبيله، ثم أخبرت
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بذلك، فقال: صدقت، المسلم أخو المسلم " (3) فأعم.

(1) شرح نهج البلاغة: 4 / 94.
(2) الغارات: 2 / 630.
(3) سنن أبي داود: 3 / 224.
425

وقد رووا عنه قال: إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال بعد " ولا الضالين ": آمين مد بها
صوته. وهو خبر منكر.
[8071]
وثاب
روى الطبري عن الحسن البصري عنه قتل عثمان، قال الحسن: كان ممن
أدركه عتق عمر، ورأيت بحلقه أثر طعنتين طعنهما يوم الدار (1).
[8072]
وحشي بن حرب
الحبشي، أبو دسمة
قال: عده الشيخ في رجاله والثلاثة في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قتل حمزة
قبل إسلامه، وشرك في قتل مسيلمة يوم اليمامة.
أقول: وفي البلاذري: قتل حمزة وأخذ كبده فأتى بها هند بنت عتبة فمضغتها
ثم لفظتها، وجاءت فمثلت به واتخذت مما قطعت منه مسكين ومعضدتين
وخدمتين، وأعطت وحشيا حليا كان عليها من ورق وجزع ظفار - وظفار جبل
باليمن - وأعطته خواتيم ورق كانت في أصابيع رجلها (2). وكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر
في فتح مكة بقتل وحشي فهرب إلى الطائف، ثم قدم في وفدها، فدخل على
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يقول الشهادتين، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أوحشي؟ قال: نعم، قال:
أخبرني كيف قتلت حمزة؟ فأخبره، فقال: غيب عني وجهك. قال الواقدي: فأول
من ضرب في الخمر وحشي، وأول من لبس المعصفر المصقول بالشام وحشي (3).
وفي الجزري: عن الزهري مات وحشي في الخمر، قال وحشي: قال لي
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): غيب عني وجهك فلا أراك، فكنت أتنكبه حيث كان، فلم يرني حتى
قبضه الله (4).

(1) تاريخ الطبري: 4 / 371.
(2) أنساب الأشراف: 1 / 322.
(3) أنساب الأشراف: 1 / 363.
(4) أسد الغابة: 5 / 84.
426

[8073]
وداعة بن أبي زيد
الأنصاري
قال: صحابي شهد صفين معه (عليه السلام) فهو يشهد بحسنه.
أقول: الخوارج أيضا شهدوا صفين معه وشمر وشبث شهداه.
وفي فرق النوبختي: أكثر من شهدوا صفين معه (عليه السلام) صاروا بعده (عليه السلام) مرجئة (1).
وغاية ما يستفاد منه عدم كونه ناصبيا.
[8074]
وداعة بن جذام
قال: صحابي مجهول.
أقول: إن صح ما رووا فيه - من كونه مع أبي لبابة وأوس بن ثعلبة ممن تخلف
عن تبوك فأوثقوا أنفسهم بسواري المسجد وأقسموا ألا يحلوا أنفسهم حتى
يحللهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فنزل فيهم (والذين اعترفوا بذنوبهم - إلى - خذ من
أموالهم...) الآية، فأحلهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأخذ ثلث أموالهم وتصدق بها - كان
حسنا، لكن الكلام في صحة الخبر. وأما قول المستغفري بعد نقل رواية الكلبي
للخبر: " والصحيح عند أهل الحديث أن الثلاثة كعب وهلال ومرارة " فخلط، فإنما
رووا نزول (وعلى الثلاثة الذين خلفوا) في أولئك، لا هذه الآية؛ مع أن ذاك ليس
بصحيح، لكون كعب خبيثا.
[8075]
وديعة بن جذام
قال: صحابي مجهول.
أقول: بل عنوانه غير محقق، فالأصل فيه ما في أسد الغابة بعد عنوانه: روى
عبد الرحمن بن يزيد أن وديعة أنكح ابنته فجاءت إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت: إن أبي

(1) فرق الشيعة: 6.
427

أنكحني رجلا لم يوافقني، فأرسل إلى أبيها فذكر له ذلك، فقال: أنكحتها بابن عم
لها كفؤا ورجل صدق، فقال: استأمرتها؟ قال: لا، قال: فرد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك
النكاح ولم يجزه. وقال: اختلف في اسم الرجل في هذا الحديث.
[8076]
ورام بن أبي فراس
جد ابن طاوس لأمه
قال: وعن فلاح السائل: كان جدي ممن يقتدى بفعله، قد أوصى أن يجعل في
فمه فص عقيق عليه أسماء الأئمة (عليهم السلام) (1).
وفي فهرست منتجب الدين: الأمير الزاهد أبو الحسين ورام فقيه صالح
شاهدته بحلة ووافق الخبر الخبر، قرأ على شيخنا الإمام سديد الدين محمود
الحمصي.
وفي البحار: ورام بن حمدان بن حولان بن إبراهيم بن هاشم بن مالك الأشتر.
أقول: بل فيه: كتاب تنبيه الخاطر ونزهة الناظر للشيخ الزاهد ورام بن عيسى
ابن أبي النجم بن ورام بن حمدان بن خولان بن إبراهيم بن مالك الأشتر (2).
[8077]
الورد بن زيد
الأسدي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر (عليه السلام) قائلا: " أخو الكميت بن
زيد ". وعده في أصحاب الصادق (عليه السلام).
وأورد ابن عياش في مقتضبه له قصيدة في مدح الباقر (عليه السلام) مذكورة في البحار
يذكر من مخزون الغيب ميلاد القائم (عليه السلام) وغيبته وكون سامراء مسكنه.
أقول: وروى الكشي في الكميت عن الورد قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام):
جعلني الله فداك! قدم الكميت، فقال: أدخله، فسأله الكميت عن الشيخين؟ فقال له

(1) فلاح السائل: 75.
(2) بحارالأنوار: 1 / 10.
428

أبو جعفر (عليه السلام): ما أهريق دم ولا حكم بحكم غير موافق لحكم الله وحكم
رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولحكم علي (عليه السلام) إلا وهو في أعناقهما، فقال الكميت: الله أكبر
حسبي حسبي!! (1)
[8078]
وردان
قال: قال الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين (عليه السلام) " كنكر يكنى
أبا خالد الكابلي، وقيل: إن اسمه وردان ". وقال في أصحاب الباقر (عليه السلام): " وردان
أبو خالد الكابلي الأصغر، روى عنه وعن أبي عبد الله (عليه السلام) والكبير اسمه كنكر ".
وقال في أصحاب الصادق (عليه السلام): كنكر أبو خالد القماط الكوفي.
وعده الكشي في خبر الحواريين من حواري السجاد (عليه السلام) (2).
وروى الكشي عن العياشي، عن أبي عبد الله الحسين بن أشكيب، عن محمد
ابن أورمة، عن الحسين بن سعيد، عن علي بن النعمان، عن ابن مسكان، عن
ضريس قال لي أبو خالد الكابلي: أما إني سأحدثك بحديث إن رأيتموه وأنا حي
فقلت: صدقني، وإن مت قبل أن تراه ترحمت علي ودعوت لي، سمعت علي بن
الحسين (عليه السلام) يقول: إن اليهود أحبوا عزيرا حتى قالوا فيه ما قالوا فلا عزير منهم
ولاهم من عزير، وإن النصارى أحبوا عيسى حتى قالوا فيه ما قالوا فلا عيسى
منهم ولاهم من عيسى، وإنا على سنة من ذلك، إن قوما من شيعتنا سيحبونا حتى
يقولوا فينا ما قالت اليهود في عزير وما قالت النصارى في عيسى، فلا هم منا ولا
نحن منهم.
وعن خط جبرئيل بن أحمد، عن محمد بن عبد الله بن مهران، عن محمد بن
علي، عن محمد بن عبد الله الحناط، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه،
عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: كان أبو خالد الكابلي يخدم محمد
ابن الحنفية دهرا، وما كان يشك في أنه إمام حتى إذا أتاه ذات يوم، فقال له:

(1) الكشي: 205.
(2) الكشي: 115.
429

جعلت فداك! إن لي حرمة ومودة وانقطاعا، فأسألك بحرمة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
وأمير المؤمنين (عليه السلام) إلا أخبرتني أنت الإمام الذي فرض الله طاعته على خلقه؟
قال: فقال يا أبا خالد حلفتني بالعظيم، الإمام علي بن الحسين علي وعليك وعلى
كل مسلم. فأقبل أبو خالد لما أن سمع ما قاله محمد بن الحنفية جاء إلى علي بن
الحسين (عليهما السلام) فلما استأذن عليه أخبر أن أبا خالد بالباب، فأذن له، فلما دخل عليه
دنا منه قال: مرحبا يا كنكر! ما كنت لنا زائرا، ما بدا لك فينا؟ فخر أبو خالد ساجدا
شاكرا لله تعالى مما سمع من علي بن الحسين (عليه السلام) فقال: الحمد لله الذي لم يمتني
حتى عرفت إمامي، فقال له علي (عليه السلام): وكيف عرفت إمامك يا أبا خالد؟ قال: إنك
دعوتني باسمي الذي سمتني أمي التي ولدتني، وقد كنت في عمياء من أمري،
ولقد خدمت محمد بن الحنفية دهرا من عمري، ولا أشك إلا أنه إمام، حتى إذا كان
قريبا سألته بحرمة الله وحرمة رسوله وحرمة أمير المؤمنين (عليه السلام) فأرشدني إليك
وقال: هو الإمام علي وعليك وعلى جميع خلق الله كلهم، ثم أذنت لي فجئت
فدنوت منك سميتني باسمي الذي سمتني أمي، فعلمت أنك الإمام الذي فرض الله
طاعته علي وعلى كل مسلم. ابن مهران والحسن وأبوه كلهم كذا روى.
وعن خطه عنه، عنه، عن علي بن محمد، عن الحسن بن علي، عن أبيه، عن
أبي الصباح الكناني، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: خدم أبو خالد الكابلي
علي بن الحسين (عليه السلام) دهرا من عمره، ثم إنه أراد أن ينصرف إلى أهله، فأتى علي
ابن الحسين (عليهما السلام) فشكى إليه شدة شوقه إلى والديه، فقال: يا أبا خالد يقدم غدا
رجل من أهل الشام له قدر ومال كثير وقد أصاب بنتا له عارض من أهل الأرض،
ويريدون أن يطلبوا من يعالجها، فإذا أنت سمعت قدومه فأته وقل له: أنا أعالجها
لك على ديتها عشرة آلاف درهم، فلا تطمئن إليهم، وسيعطونك ما تطلب منهم؛
فلما أصبحوا قدم الرجل ومن معه بها - وكان رجلا من عظماء أهل الشام في المال
والمقدرة - فقال: أما من معالج يعالج بنت هذا الرجل؟ فقال أبو خالد: أنا أعالجها
على عشرة آلاف درهم، فإن وفيتم وفيت لكم على أن لا يعود إليها أبدا، فشرطوا
430

أن يعطوه عشرة آلاف درهم، ثم أقبل على علي بن الحسين (عليهما السلام) فأخبره الخبر،
فقال: إني لأعلم أنهم سيغدرون بك فلا يفون لك، انطلق يا أبا خالد فخذ بأذن
الجارية اليسرى، ثم قل: يا خبيث! يقول لك علي بن الحسين أخرج من هذه
الجارية ولا تعود، ففعل أبو خالد ما أمره وخرج منها فأفاقت الجارية، وطلب
أبو خالد الذي شرطوا له فلم يعطوه، فرجع أبو خالد مغتما كئيبا فقال له علي بن
الحسين (عليه السلام): مالي أراك كئيبا يا أبا خالد؟ ألم أقل لك: إنهم يغدرون بك، دعهم
فإنهم سيعودون إليك فإذا لقوك فقل لهم: لست أعالجها حتى تضعوا المال على
يدي علي بن الحسين فإنه لي ولكم ثقة، فرضوا ووضعوا المال على يدي علي بن
الحسين (عليه السلام) فرجع أبو خالد إلى الجارية فأخذ بأذنها اليسرى ثم قال: يا خبيث!
يقول لك علي بن الحسين (عليهما السلام): أخرج من هذه الجارية ولا تعرض لها إلا بسبيل
خير، فإنك إن عدت أحرقتك بنار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة، فخرج منها
ولم يعد إليها ودفع المال إلى أبي خالد فخرج إلى بلاده (1).
ويأتي - في يحيى بن أم الطويل - خبر وفيه: وأما أبو خالد الكابلي فهرب إلى
مكة وأخفى نفسه فنجا.
وعن إعلام الورى: قال الصادق (عليه السلام): كان أبو خالد يقول بإمامة محمد بن
الحنفية فقدم من كابل إلى المدينة، فسمع محمدا يخاطب علي بن الحسين (عليه السلام)
فيقول: يا سيدي! فقال له: أتخاطب ابن أخيك بمالا يخاطبك بمثله، فقال: إنه
حاكمني إلى الحجر الأسود... الخبر (2).
وروى مولد صادق الكافي عنه (عليه السلام) قال: كان سعيد بن المسيب والقاسم بن
محمد بن أبي بكر وأبو خالد الكابلي من ثقات علي بن الحسين (عليهما السلام) (3).
أقول: وقال الشيخ في رجاله في آخر الواو من أصحاب الصادق (عليه السلام):
وردان أبو خالد الكابلي الأصغر، روى عنهما (عليهما السلام) والأكبر كنكر.

(1) الكشي: 120 - 123.
(2) إعلام الورى: 254.
(3) الكافي: 1 / 472.
431

وروى الكشي في يحيى بن أم الطويل - الآتي - عن الصادق (عليه السلام) قال: ارتد
الناس بعد قتل الحسين (عليه السلام) إلا ثلاثة: أبو خالد الكابلي ويحيى بن أم الطويل...
الخبر (1).
ومر خبر الكشي - في سعيد بن المسيب - عن الفضل قال: لم يكن في زمن
علي بن الحسين (عليه السلام) في أول أمره إلا خمسة أنفس: سعيد بن جبير (إلى أن قال)
أبو خالد الكابلي واسمه وردان ولقبه كنكر... الخبر (2).
وقال البرقي في أصحاب علي بن الحسين (عليه السلام): أبو خالد الكابلي كنكر
ويقال: اسمه وردان. ومثله الاختصاص (3).
وفي رسالة أبي غالب - بعد ذكر إسناد له في ولد أعين - وبغير هذا الإسناد لهم
أخت يقال لها: " أم الأسود " ويقال: إنها أول من عرف هذا الأمر منهم من جهة
أبي خالد الكابلي (4).
وروى الخرائج خبر الكشي الثاني، وفيه: قال: ولدتني أمي وسمتني وردان،
فدخل عليها والدي فقال: سميه كنكر، ووالله! ما سماني به أحد من الناس إلى
يومي هذا غيرك، فأشهد أنك إمام من في الأرض ومن في السماء (5).
هذا، وما يفهم من رجال الشيخ في أصحاب الباقر والصادق (عليهما السلام): من كون
" أبي خالد الكابلي " اثنين: أصغر مسمى ب‍ " وردان " روى عن الباقر
والصادق (عليهما السلام) وأكبر مسمى ب‍ " كنكر " روى عن السجاد (عليه السلام) لا شاهد له، وظاهر
جميع من تقدم عليه اتحاده، وإنما اختلف في اسمه " كنكر " و " وردان " وقد
عرفت أن الكشي جمع بينهما بكونهما اسما ولقبا.
بل أصل عده في أصحاب الباقر والصادق (عليهما السلام) كما فعل الشيخ في رجاله
غير صحيح، فإن ظاهر خبري الكشي الأخيرين عن الباقر (عليه السلام) قال: " كان

(1) الكشي: 123.
(2) مر في ج 5، الرقم 3256.
(3) الاختصاص: 8.
(4) رسالة في آل أعين: 21.
(5) الخرائج والجرائح: 1 / 262.
432

أبو خالد يخدم محمد بن الحنفية... الخ " " خدم أبو خالد الكابلي علي بن
الحسين (عليهما السلام) " فوته وقت الحكاية عنه وعدم دركه له (عليه السلام).
وأما رواية الكشي في أبي جعفر الأحول محمد بن علي بن النعمان مؤمن
الطاق - المتقدم - عن أبي خالد الكابلي قال: رأيت أبا جعفر صاحب الطاق (إلى
أن قال) فقلت: إن أبا عبد الله (عليه السلام) ينهانا عن الكلام، فالكابلي فيه محرف " القماط "
قطعا، ومثله في نسخة الكشي يسير من كثير.
كما أن عد الشيخ في الرجال في أصحاب الصادق (عليه السلام) " كنكر أبو خالد
القماط " أغلط، فالقماط غير الكابلي واسم القماط " يزيد " كما صرح به الكشي
والنجاشي، لا " كنكر " وإن نقله في كنى الفهرست عن ابن عقدة، كما يأتي.
ثم إن " ابن مهران " و " الحسن بن علي بن أبي حمزة " و " علي بن أبي حمزة "
- أباه - كما وردوا في طريق خبر الكشي الثاني، كذلك وردوا في طريق خبره
الثالث، فالظاهر أن قول الكشي بعد الخبر الثاني: " ابن مهران والحسن وأبوه كلهم
كذا رووا " حرف عن موضعه وفي لفظه. أما تحريفه عن موضعه: فإنه كان بعد
الثالث، لأن مضمونه مضمون منكر لا يشبه باقي أخبارهم (عليهم السلام) فإنهم (عليهم السلام) لم
يكونوا أطباء حتى يعالجوا بالأجرة، وأما الثاني فمضمونه مضمون معروف
فلاوجه للخدش فيه. وأما تحريفه في لفظه: فالظاهر أن الأصل فيه: " ابن مهران
والحسن وأبوه كلهم كذابون " فقد طعن فيهم الكشي في غير موضع بالغلو
والكذابية، ولا معنى لأن يقول: " إنهم كلهم كذا رووا " مع كونهم في الطريق بالطول،
وإنما تسند الرواية إلى الراوي الأول أو من تفرد بنقل إسناد، و " كذا رووا "
و " كذابون " قريبان خطا. وفي نسخة الكشي تحريفات عظيمة وقد عرفت في
" ليث بن البختري " أنموذجا منها بالكيفيتن، ويأتي في الآتي.
[8079]
وردان
أبو خالد الكابلي، الأصغر
روى عن الباقرين (عليهما السلام) قال: قاله الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر (عليه السلام).
433

أقول: قد عرفت في سابقه أن الشيخ في الرجال قال في أصحاب الباقر (عليه السلام):
" وردان أبو خالد الكابلي الأصغر، روى عنه وعن أبي عبد الله (عليهما السلام) والكبير اسمه
كنكر ". وقال في أصحاب الصادق (عليه السلام): " وردان أبو خالد الكابلي الأصغر، روى
عنهما (عليهما السلام) والأكبر كنكر " وعرفت ثمة وهمه وأن أبا خالد الكابلي واحد اختلف
في اسمه ب‍ " كنكر " و " وردان " وأن الكشي جمع بكون " وردان " اسما و " كنكر "
لقبا ويأتي في الآتي.
[8080]
وردان
قال: روى من جاوز ميقات الكافي " عنه، عن أبي الحسن الأول (عليه السلام) " (1).
ويحتمل أن يكون سابقه.
أقول: بل لا مجال له، وقد عرفت ثمة عدم دركه الصادق (عليه السلام) بل ولا
الباقر (عليه السلام) فكيف الكاظم (عليه السلام) بل لا يعبر عن ذاك بغير كنيته وأن كنيته صارت اسما
له، وأن السجاد (عليه السلام) خاطبه باسمه في صغره " كنكر " آية ودلالة على إمامته، وأن
القول بكون اسمه " وردان " عليل نسبه الأكثر إلى قيل، وأنه كان اسما سمته أمه
ساعة فلم يرتضه أبوه، كما عرفت من خبر الخرائج.
هذا، وعد المصنف في مجهولي الصحابة " وردان بن إسماعيل التميمي "
و " وردان بن مخرم التميمي العنبري " والأصل فيهما خبر رووه، وفيه: " وردان بن
محرز " لا " بن إسماعيل " ولا " بن مخرم " كما نقله الجزري عن أبي نعيم في رد
ابن مندة.
[8081]
ورقاء بن سمي
البجلي
أحد أصحاب حجر الذين نجوا من القتل، شفع له جرير البجلي، كما في
الأغاني (2).

(1) الكافي: 4 / 326.
(2) الأغاني: 16 / 10 - 11.
434

[8082]
ورقة بن نوفل
القرشي
قال: صحابي مجهول.
أقول: بل أصل صحابيته غير معلوم، وأما جلاله فمعلوم وكان ابن عم خديجة،
وروى الجزري خبرا: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سأل عن ورقة، فقالت له خديجة: إنه كان
صدقك وأنه مات قبل أن تظهر، فقال: أريته في المنام وعليه ثياب بياض، ولو كان
من أهل النار لكان عليه لباس غير ذلك.
وروى خبرا آخر: أن أخا لورقة تساب مع رجل فسب الرجل ورقة، فقال
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأخيه: هل علمت أني رأيت لورقة جنة أو جنتين ونهى عن سبه (1).
وذكره معارف ابن قتيبة في " من كان على دين قبل مبعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) "
وقال: كان رغب عن عبادة الأوثان وتنصر، وذكرت له خديجة شيئا من أمر
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: إنه ليأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى (2).
وفي أنساب البلاذري قال الواقدي: أقام ورقة على النصرانية فكان يدعى
" القس " وعاش حتى بعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فلقيه ببعض طرق مكة فقال له: يا محمد
إنه لم يبعث نبي إلا له آية وعلامة، فما آيتك؟ فدعا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سمرة فأقبلت
تخد الأرض خدا، فقال ورقة: " اشهد لئن أمرت بالقتال لأقاتلن معك ولأنصرنك
نصرا مؤبدا " ثم مات، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " رأيت القس وعليه حلة خضراء يرفل
في الجنة " وقال الواقدي: أثبت خبره أنه خرج إلى الشام، فلما بلغه أن
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد امر بالقتال بعد الهجرة أقبل يريده، حتى إذا كان ببلاد لخم وجذام
قتلوه وأخذوا ما كان معه، فكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يترحم عليه (3). وفيه: كانت خديجة
مسماة لورقة فآثر الله تعالى بها نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) 4.
هذا، وفي الجزري: عنون ابن مندة " ورقة بن نوفل القرشي " وروى بإسناده

(1) أسد الغابة: 5 / 88.
(2) المعارف: 35.
(3 و 4) أنساب الأشراف: 1 / 106، و 407.
435

عن ابن عباس، عن ورقة بن نوفل قال: قلت: يا محمد أخبرني عن هذا الذي
يأتيك - يعني جبرئيل (عليه السلام) - فقال: يأتيني من السماء جناحاه لؤلؤ وباطن قدميه
أخضر. وعنون أبو نعيم " ورقة بن نوفل الديلي وقيل: الأنصاري " وروى أيضا
بإسناده عن ابن عباس، عن ورقة الأنصاري قال: قلت: يا محمد كيف يأتيك...
الخبر. وهو كما ترى، والظاهر كون أصل الخبر موضوعا (1).
هذا، وفي نسب قريش مصعب الزبيري: مر ورقة ببلال وهو يعذب برمضاء
مكة فيقول: " أحد أحد " فوقف عليه فقال: " أحد أحد، والله يا بلال " ونهاهم عنه
فلم ينتهوا، فقال: " والله لئن قتلتموه لأتخذن قبره حنانا " (2). والظاهر كونه مثل
أبي طالب في إيمانه سرا.
[8083]
وريزة بن محمد
الغساني
قال: عنونه النجاشي، قائلا: له كتاب عن الرضا (عليه السلام) (إلى أن قال) علي بن
محمد العمي، عن أبيه قال: حدثنا وريزة بن محمد بكتابه، قال شيخنا أبو الحسن
الجندي: حدثنا وريزة بن محمد بن وريزة بالبصرة سنة خمس وعشرين
وثلاثمائة وله ثمانون سنة، قال: ولدت سنة خمس وأربعين ومائتين قال: حدثني
جدي قال: حدثنا الرضا (عليه السلام) سنة تسعين ومائة.
أقول: وعدم عنوان الشيخ في الرجال والفهرست له غفلة.
[8084]
وريزة بن محمد بن وريزة
بن محمد، الغساني
يروي عنه شيخ النجاشي أبو الحسن الجندي، ويروي عن جده، عن
الرضا (عليه السلام) - كما عرفت في سابقه - وقد ذكر ثمة مولده وعمره.

(1) أسد الغابة: 5 / 88.
(2) نسب قريش: 208.
436

[8085]
وصيف التركي
يأتي في يحيى بن هرثمة.
[8086]
وقاص بن مجزز
المدلجي
قال: استشهد في غزوة ذي قرد.
أقول: قال الجزري: " أخرجه أبو موسى " مع أنه أخرجه أبو عمر أيضا، قائلا:
لكن لم يذكره ابن إسحاق.
[8087]
وكيع
روى النجاشي في خالد بن أبي كريمة - المتقدم - عنه عن خالد. وقال في
خالد بن طهمان - المتقدم - قال البخاري: سمع منه وكيع.
وفي رجال العامة: وكيع اثنان: وكيع بن الجراح، ووكيع بن سفيان، والمراد
هنا الأول، فإنه هو المشهور. وفي تاريخ بغداد: أنه يحل النبيذ ويشربه (1).
[8088]
الوليد بن بشير
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر (عليه السلام) قائلا: مجهول.
أقول: من الغريب! غفلة العلامة في الخلاصة عنه، وقد صدقه ابن داود لكنه
رمز " كش " وهو من تصحيف نسخته.
[8089]
الوليد، بياع الإسقاط
يأتي في الوليد صاحب الإسقاط.

(1) تاريخ بغداد: 13 / 496 - 500.
437

[8090]
الوليد بن جابر بن ظالم
بن ظالم، الطائي، البحتري
قال: وفد على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأسلم. ثم شهد مع أمير المؤمنين (عليه السلام) صفين وكان
من رجاله المشهورين. ثم وفد على معاوية بعد صلح الحسن (عليه السلام) فقال له: أنت
صاحب ليلة الهرير؟ والله ما تخلو مسامعي من رجزك تلك الليلة في مدح " علي "
والتحريض علي! قال: نعم لأنا كنا مع رجل لا نعلم خصلة توجب الخلافة
والتقدمة إلا وهي مجموعة فيه، فلما ابتلانا الله بفقده دخلنا في ما دخل فيه الناس.
ثم جرى بينهما كلام في ذكر أهل العراق، فقال له الوليد: " هم الذين لذت منهم
بالمصاحف ودعوت إليها من صدق بها وكذبت وآمن بمنزلها وكفرت وعرف من
تأويلها ما أنكرت " فغضب معاوية وهم به فخلصه عفير بن سيف بن ذي يزن. هذا
ملخص ما ذكره المرزباني وذكره مفصلا شرح النهج (1).
أقول: " ظالم " الثاني في عنوانه زائد فليس في الشرح ولا في الاستيعاب،
وفيه: " وفد على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وكتب له كتابا فهو عندهم " والشرح نقله عند
قوله (عليه السلام): " وأكرم عشيرتك " في وصيته (عليه السلام) إلى ابنه.
[8091]
الوليد صاحب الإسقاط
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) والظاهر اتحاده مع
" الوليد بياع الإسقاط " الذي روى ابن مسكان عنه، عن الصادق (عليه السلام) في الكافي
في باب المرأة يزوجها وليان (2).
أقول: الأصل في الاستظهار الجامع.

(1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 16 / 129.
(2) الكافي: 5 / 396، وفيه: بياع الأسفاط.
438

[8092]
الوليد بن صبيح
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: الأسدي مولاهم
الكوفي.
وعنونه النجاشي قائلا: أبو العباس كوفي ثقة روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) (إلى
أن قال) عن العباس بن الوليد، عن أبيه.
وروى الكشي عن محمد بن قولويه، عن سعد، عن إبراهيم بن هاشم، عن بكر
ابن صالح، عن الحسن بن علي، عن إسماعيل بن عبد العزيز قال: دخلت أنا
وأبو بصير على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له أبو بصير: جعلني الله فداك! إن لنا صديقا
وهو رجل صدوق يدين الله بما ندين به، فقال: من هذا يا أبا محمد الذي تزكيه؟
قال: العباس بن الوليد بن صبيح، فقال: رحم الله الوليد بن صبيح (1). ورواه الكافي،
كما مر في ابنه العباس.
أقول: رواه في باب من يحل له أن يأخذ من الزكاة (2)، وروى في حد مرض
إفطاره عنه قال: حممت بالمدينة يوما في شهر رمضان فبعث إلي أبو عبد الله (عليه السلام)
بقصعة فيها خل وزيت وقال: أفطر وصل وأنت قاعد (3).
وذكره المشيخة، وطريقه إليه الحسين بن المختار (4). وعدم عنوان الشيخ له في
الفهرست غفلة.
[8093]
الوليد بن عبد الله بن أبي ثور
الهمداني
قال الخطيب: قال يعقوب بن سفيان: الوليد بن أبي ثور وأبو حمزة الثمالي
ضعيفان (5). وجمعه مع أبي حمزة الثمالي مشعر بأن تضعيفه لتشيعه.

(1) الكشي: 319.
(2) الكافي: 3 / 562.
(3) الكافي: 4 / 118.
(4) الفقيه: 4 / 482.
(5) تاريخ بغداد: 13 / 470.
439

[8094]
الوليد بن عقبة
قال: الفاسق بنص قوله تعالى: (إن جاءكم فاسق بنبأ).
أقول: وبنص قوله تعالى: (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا). ففي
الاستيعاب: نزلت في الوليد وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) في قصة ذكرها ابن عباس.
ونزول (إن جاءكم فاسق بنبأ) فيه إنما كان لأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعثه إلى بني
المصطلق مصدقا فرجع وأخبر كذبا أنهم ارتدوا وأبوا من أداء الصدقة. وكان أخا
عثمان لأمه ولاه الكوفة فصلى بهم الصبح سكران أربعا، وقال الفضل بن العباس
فيه:
وقد أنزل الرحمن أنك فاسق * فمالك في الإسلام سهم تطالبه
وفي مروج المسعودي: هو ممن أخبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه من أهل النار، وكان
يشرب مع ندمائه ومغنيه من أول الليل إلى الصباح، فلما آذنه المؤذنون بالصلاة
خرج منفصلا (1) في غلائله، فتقدم إلى المحراب في صلاة الصبح فصلى بهم أربعا،
وقال: أتريدون أن أزيدكم؟ وقيل: إنه قال في سجوده وقد أطال: اشرب واسقني،
فقال له بعض من كان في الصف الأول: ما تريد لا زادك الله مزيد الخير، والله لا
أعجب إلا ممن بعثك إلينا وولاك علينا! وكان هذا القائل عتاب بن غيلان الثقفي.
وأشاعوا بالكوفة فعله وظهر فسقه ومداومته شرب الخمر، فهجم عليه جماعة
من المسجد منهم: أبو زينب ابن عوف الأزدي وجندب بن زهير الأزدي
وغيرهما، فوجدوه سكران مضطجعا على سريره لا يعقل، فأيقظوه من رقدته فلم
يستيقظ، ثم تقايأ عليهم ما شرب من الخمر، فانتزعوا خاتمه من يده وخرجوا من
فورهم إلى المدينة فأتوا عثمان، فشهدوا عنده على الوليد أنه شرب الخمر، فقال
عثمان: وما يدريكما؟ فقالا: هي الخمر التي كنا نشربها في الجاهلية، وأخرجا

(1) في المصدر: متفضلا.
440

خاتمه فدفعاه إليه، فرزأهما (1) ودفع في صدرهما وقال: تنحيا عني! فخرجا وأتيا
علي بن أبي طالب (عليه السلام) وأخبراه بالقصة، فأتى عثمان وهو يقول: " دفعت الشهود
وأبطلت الحدود! " فقال له عثمان: فما ترى؟ قال: أرى أن تبعث إلى صاحبك، فإن
أقاما الشهادة عليه ولم يدل بحجة أقمت عليه الحد.
فلما حضر الوليد دعاهما عثمان فأقاما الشهادة ولم يدل بحجة، فألقى عثمان
السوط إلى علي (عليه السلام) فقال علي (عليه السلام) لابنه الحسن: قم يا بني فأقم عليه حدا أوجب
الله عليه، فقال: يكفيه بعض من ترى، فلما نظر إلى امتناع الجماعة عن إقامة الحد
عليه توقيا لغضب عثمان لقرابته منه، أخذ علي (عليه السلام) السوط ودنا منه، فلما أقبل
نحوه سبه الوليد وقال: يا صاحب مكس! فقال عقيل بن أبي طالب - وكان ممن
حضر -: إنك لتتكلم يا ابن أبي معيط كأنك لا تدري من أنت! أنت علج من أهل
صفورية - قرية بين عكا واللجون من أعمال الأردن من بلاد طبرية، ذكر أن أباه
كان يهوديا منها - فأقبل الوليد يروغ من علي (عليه السلام) فاجتذبه فضرب به الأرض
وعلاه بالسوط، فقال عثمان: ليس لك أن تفعل به هذا، قال: بلى وشر من هذا إذا
فسق ومنع حق الله تعالى أن يؤخذ منه (2).
وفي الاستيعاب عن ابن شوذب قال: صلى الوليد بأهل الكوفة صلاة الصبح
أربع ركعات، ثم التفت إليهم فقال: أزيدكم؟ فقال عبد الله بن مسعود: ما زلنا معك
في زيادة منذ اليوم!
وعن الشعبي قال: قال الحطيئة حين شهدوا عليه بالشرب:
شهد الحطيئة يوم يلقى ربه * أن الوليد أحق بالغدر
نادى، وقد تمت صلاتهم * أأزيدكم سكرا وما يدري
فأبوا أبا وهب ولو أذنوا * لقرنت بين الشفع والوتر
كفوا عنانك إذ جريت ولو * تركوا عنانك لم تزل تجري

(1) في المصدر: فزجرهما.
(2) مروج الذهب: 2 / 334.
441

وقال الحطيئة أيضا:
تكلم في الصلاة وزاد فيها * علانية وجاهر بالنفاق
ومج الخمر في سنن المصلى * ونادى والجميع إلى افتراق
أزيدكم على أن تحمدوني * فما لكم ومالي من خلاق
وفي شرح النهج: كتب الوليد إلى معاوية يحرضه في الطلب بدم عثمان
ويستبطئه:
قطعت الدهر كالسدم المعنى * تهدر في دمشق ولا تريم
فإنك والكتاب إلى علي * كدابغة وقد حلم الأديم
فلو كنت القتيل وكان حيا * لشمر لا ألف ولا سؤوم (1)
وكتب إليه أيضا يوقظه ويشير عليه بالحرب وألا يكتب جواب جرير:
فإن عليا غير ساحب ذيله * على خدعة ما سوغ الماء شاربه
إلى أن قال:
فالق إلى الحي اليمانين كلمة * تنال بها الأمر الذي أنت طالبه
تقول أمير المؤمنين أصابه * عدو ومالاهم عليه أقاربه
أفانين منهم قائل ومحرض * بلا ترة كانت وآخر سالبه
وكنت أميرا قبل بالشام فيكم * فحسبي وإياكم من الحق واجبه
تجيبوا (2) ومن أرسى ثبيرا مكانه * تدافع بحر لا ترد غواربه (3)
وفي صفين نصر بن مزاحم: اجتمع عتبة بن أبي سفيان ومروان والوليد بن
عقبة عند معاوية، فقال عتبة: إن أمرنا وأمر علي لعجيب، ليس منا إلا موتور (إلى
أن قال) فقال معاوية: هذا الإقرار فأين الغير؟ (إلى أن قال) فقال الوليد:
يقول لنا معاوية بن حرب * أما فيكم لواتركم طلوب
يشد على أبي حسن علي * بأسمر لا تهجنه الكعوب

(1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 16 / 17.
(2) في المصدر: فجيئوا.
(3) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 3 / 85.
442

فيهتك مجمع اللبات منه * ونقع القوم مطرد يثوب
فقلت له أتلعب يا ابن هند * كأنك وسطنا رجل غريب
أتأمرنا بحية بطن واد * إذا نهشت فليس لها طبيب
وما ضبع يدب ببطن واد! * أتيح له به أسد مهيب
بأضعف حيلة منا إذا ما * لقيناه وذا منا عجيب
دعا للقاه في الهيجاء لاق * فأخطأ نفسه الأجل القريب
سوى عمرو وقته خصيتاه * نجا ولقلبه منها وجيب
كأن القوم لما عاينوه * خلال النقع ليس لهم قلوب (1)
وقول من قال: " لم يشهد صفين واعتزل عليا ومعاوية " غلط، كيف! وقد كتب
إلى معاوية ما مر، وكتب إليه أيضا: وملاة بطني علي حرام حتى أفري أوداج قتلة
عثمان فري الأهب بشبا الشفار (إلى أن قال) حتى انصب لهم حربا تضع الحوامل
لها أطفالها.
[8095]
الوليد بن العلاء
الوصافي
نقل عنوان فهرست الشيخ له (إلى أن قال) عن محمد بن أبي عمير، عن الحسن
ابن محبوب، عنه.
والنجاشي قائلا: كوفي عجلي (إلى أن قال) عن ابن أبي عمير والحسن بن
محبوب، عنه.
أقول: وعدم عنوان الشيخ له في الرجال غفلة.
ثم الظاهر أصحية قول النجاشي: " والحسن " من قول الشيخ في الفهرست:
" عن الحسن " لكون ابن أبي عمير وابن محبوب في طبقة واحدة، وإن لم نقف
على رواية واحد منهما عنه، بل " محمد بن سنان " في شدة ابتلاء مؤمن الكافي (2)

(1) وقعة صفين: 417.
(2) الكافي: 2 / 253.
443

" وعلي ابن يحيى " في إدخال سروره (1).
قال المصنف: نقل الجامع رواية أبي جميلة عنه.
قلت: لم ينقل روايته عنه، بل عن الوصافي، وإرادته غير معلومة، حيث إن
هذا روى بواسطة واحدة عن الصادق (عليه السلام) وبواسطتين عن الباقر (عليه السلام) في
الموضعين، ورواية الوصافي عن السجاد (عليه السلام) بلا واسطة، وهو في صلة رحمه (2).
[8096]
الوليد بن مدرك
الكوفي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) ونقل الجامع رواية
الحسن بن علي عنه، عن إسحاق، عن الصادق (عليه السلام).
أقول: في مكاسب التهذيب (3).
[8097]
الوليد بن عمر
أبو العباس
قال: حكي عن غارات إبراهيم الثقفي، عن يحيى بن صالح الحريزي قال:
أخبرنا أبو العباس الوليد بن عمر، وكان ثقة.
أقول: وعلى فرض صحة الحكاية لا يفيدنا توثيقه بعد عدم معلومية مذهبه،
والثقفي يروي ما يروي من رجال العامة.
[8098]
الوليد بن الوليد بن المغيرة
المخزومي
قال: عدوه في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله) وهو ضعيف.

(1) الكافي: 2 / 192.
(2) الكافي: 2 / 156.
(3) التهذيب: 6 / 352.
444

أقول: بل قوي قوي، ففي الاستيعاب: أسر يوم بدر كافرا، فقدم في فدائه
أخواه خالد وهشام (إلى أن قال) فلما افتكاه أسلم، فقيل له: هلا قبل أن تفتدي،
قال: كرهت أن تظنوا بي أني جزعت من الإسار، فحبسوه بمكة، فكان النبي (صلى الله عليه وآله)
يدعو له في من دعا له من مستضعفي المؤمنين بمكة. ثم أفلت من إسارهم ولحق
بالنبي (صلى الله عليه وآله). وقيل: لما أفلت خرج على رجليه فطلبوه ولم يدركوه شدا ونكبت
إصبع من أصابعه، فجعل يقول:
هل أنت إلا إصبع دميت * وفي سبيل الله ما لقيت
فمات ببئر أبي عنبسة - على ميل من المدينة - وقالت أم سلمة تبكيه:
يا عين فابكي الوليد بن الوليد بن المغيرة * قد كان غيثا في السنين ورحمة فينا وميرة
ضخم الدسيعة ماجدا يسموا إلى طلب الوتيرة * مثل الوليد بن الوليد أبي الوليد كفى العشيرة (1)
ورواه ذيل الطبري، وزاد، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تقولي هكذا يا أم سلمة،
ولكن قولي: (وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد) (2).
وروى البلاذري: أن الوليد أفلت ولحق بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأمره بالسعي في
خلاص نفرين آخرين كانا أسلما ويعذبونهما، فذهب إليهما وخرجا وكانا موثقين
رجل هذا مع رجل صاحبه في قيد واحد، وخرج يسوق بهما مخافة الطلب حتى
انتهى إلى ظهر حرة المدينة، فعثر فانقطعت إصبعه، فقال ما مر، ثم مات بالمدينة
بعد قليل (3).
[8099]
الوليد بن هشام المرادي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم (عليه السلام).

(1) الاستيعاب: 4 / 1558.
(2) ذيل الطبري: 532.
(3) أنساب الأشراف: 1 / 210.
445

وورد في أمهات أولاد الفقيه (1). وروى إيمان التهذيب مسندا عنه قال: قدمت
من مصر ومعي رقيق لي، فمررت بالعاشر، فسألني، فقلت: هم أحرار كلهم، فقدمت
المدينة فدخلت على أبي الحسن (عليه السلام) فأخبرته بقول العاشر فقال: ليس عليك
شيء (2).
أقول: بل بقولي للعاشر.
[8100]
وهب أبو جحيفة
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
ويأتي في " وهب بن عبد الله " عده في أصحاب علي (عليه السلام) أيضا، وهو مجهول.
أقول: بل ممدوح، كما يأتي ثمة.
[8101]
وهب أبو عثمان بن وهب
عنونه أسد الغابة وروى عن ابنه عنه، قال: صلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الصبح، فقال:
أهاهنا من بني فلان أحد؟ فلم يقم أحد، ثم قال أخرى، فقام رجل فقال: ما منعك
أن تقوم أول مرة؟ فقال: خشيت أن يكون قد نزل فيهم شيء، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): لا،
ولكن صاحبكم الذي توفي أمس قد حبس بدين عليه، فإن استطعتم أن تخلصوا
صاحبكم وتفكوا عنه فافعلوا (3).
[8102]
وهب بن أجدع بن راشد
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي (عليه السلام).
أقول: وفي البرقي - في عنوان مجهولي أصحابه (عليه السلام) - " أبو ماوية وهب بن
الأجدع " إلا أنه لما كانت أسماؤه وكناه مختلطة يحتمل أن يكون قوله:

(1) الفقيه: 3 / 140.
(2) التهذيب: 8 / 289.
(3) أسد الغابة: 5 / 96.
446

" أبو ماوية " عنوانا، وقوله: " وهب بن الأجدع " عنوانا آخر. ومر أن الشيخ في
رجاله جعل " نميلة " مكنى بأبي ماوية.
وفي تقريب ابن حجر " وهب بن الأجدع الهمداني الكوفي ثقة من الثانية ".
وعدم نسبة تشيع إليه ظاهر في عاميته.
[8103]
وهب
جد جد الحسن بن محبوب
مر في " الحسن " عن ابن ابنه " جعفر بن محمد " نسب جده إليه، قائلا: وكان
وهب عبدا سنديا مملوكا لجرير بن عبد الله زرادا، فصار إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)
وسأله أن يبتاعه من جرير، فكره جرير أن يخرجه من يده، فقال: الغلام حر
أعتقته، فلما صح عتقه صار في خدمة أمير المؤمنين (عليه السلام) (1).
[8104]
وهب الجريري
يأتي في وهب الحريري.
[8105]
وهب بن جميع
مولى إسحاق بن عمار
قال: روى الكشي عن العياشي قال: حدثني علي بن الحسن - وسألته عن
وهب بن جميع - فقال: ما سمعت فيه إلا خيرا (2).
أقول: وعد البرقي في أصحاب الصادق (عليه السلام) " وهب بن جامع " ولابد أن
الأصل واحد وأحدهما تصحيف، كما أن الظاهر سقوط " مولى إسحاق " من
الكشي في الترجمة أو زيادته في العنوان.

(1) مر في ج 3، الرقم 2013.
(2) الكشي: 346.
447

[8106]
وهب بن جناب
الكلبي
عده لهوف ابن طاوس ومثير ابن نما من شهداء الطف، قالا: وكان معه امرأته
وأمه، إلى أن قالا - بعد ذكر خروجه إلى الجهاد وقتاله -: فرجع إليهما وقال: يا أمه
أرضيت أم لا؟ فقالت الأم: ما رضيت حتى تقتل بين يدي الحسين (عليه السلام)! وقالت
امرأته: بالله عليك لا تفجعني بنفسك! فقالت له أمه: يا بني اعزب عن قولها وارجع
فقاتل بين يدي ابن بنت نبيك تنل شفاعة جده، فرجع فلم يزل يقاتل حتى قطعت
يداه، فأخذت امرأته عمودا فأقبلت نحوه وهي تقول: فداك أبي وأمي! قاتل دون
الطيبين حرم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأقبل كي يردها إلى النساء، فأخذت بجانب ثوبه
وقالت: لن أعود دون أن أموت معك، فقال الحسين (عليه السلام): جزيتم من أهل بيتي
خيرا ارجعي إلى النساء، رحمك الله، فانصرفت إليهن، ولم يزل الكلبي يقاتل
حتى قتل (1).
وقد بدله ابن شهر آشوب في مناقبه ب‍ " وهب بن عبد الله الكلبي " كما يأتي.
وبدلته رواية أمالي الصدوق ب‍ " وهب بن وهب الكلبي " كما يأتي. والثلاثة كلها
تحريف، والأصل في الجميع " عبد الله بن عمير الكلبي " المتقدم، الذي ذكره
الطبري (2) والمفيد (3)؛ ولم يكن معه إلا امرأته المكناة ب‍ " أم وهب " وتوهموا أن " أم
وهب " بالإضافة، فتوهموا أن الكلبي نفسه اسمه " وهب " وأن له أما، وأخذا
" جناب " اسم أبيه من كنية " أبي جناب " راوي قصة " الكلبي عبد الله بن عمير "
المتقدم.
ويأتي وجه اسم أبي الأخيرين. وقد ناقض ابن طاوس وابن نما هنا، حيث
قالا: إن زوجته قالت له: " لا تفجعني بنفسك " على خلاف أمه، ثم قالت له: فداك
أبي وأمي! قاتل دون الطيبين حرم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).

(1) اللهوف: 45 (وفيه: وهب بن جناح) مثير الأحزان: 62.
(2) تاريخ الطبري: 5 / 429 - 430.
(3) إرشاد المفيد: 236.
448

[8107]
وهب الجيشاني
قال: صحابي مجهول.
أقول: بل أصله غير معلوم، والصحيح " أبو وهب الجيشاني " كما عنونه ابن مندة
وأبو نعيم، وكذا أبو عمر. وقال أبو أحمد العسكري: قال أحمد بن الحباب الحميري:
قدم أبو وهب الجيشاني ديلم بن الهميسع على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فسأله عن الأشربة.
[8108]
وهب الحريري
قال: روى شراء عقار الكافي عنه، عن الصادق (عليه السلام) (1). وعنونه الجامع
الجريري بالجيم.
أقول: وورد في أواخر مكاسب التهذيب (2)، والصحيح كونه بالجيم. ويحتمل
كونه جد الحسن بن محبوب، ومر " وهب " جد جده، ومر أنه كان مملوكا لجرير
البجلي فأعتقه.
[8109]
وهب بن حمزة
عنونه الجزري عن ابن مندة وأبي نعيم، وروى مسندا عنه قال: صحبت عليا
من المدينة إلى مكة فرأيت منه بعض ما أكره، فقلت: لئن رجعت إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
لأشكونك إليه، فلما قدمت لقيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقلت: رأيت من علي كذا وكذا،
فقال: لا تقل هذا، فهو أولى الناس بعدي (3).
[8110]
وهب بن سعد بن أبي سرح العامري
قال: عده الثلاثة في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) شهد أحدا والخندق والحديبية
وخيبر، وقتل يوم مؤتة شهيدا.

(1) الكافي: 5 / 92.
(2) التهذيب: 6 / 388.
(3) أسد الغابة: 5 / 94.
449

أقول: قتل معه أخيه العقدي " سويد بن عمرو " كما قيل، وشتان بينه وبين
أخيه النسبي " عبد الله " المتقدم.
[8111]
وهب بن عبد ربه
قال: عنونه الشيخ في الفهرست. والنجاشي قائلا: بن أبي ميمونة بن يسار
الأسدي، مولى بني نصر بن قعين أخو شهاب بن عبد ربه وعبد الخالق، ثقة روى
عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام)، له كتاب يرويه جماعة (إلى أن قال) عن الحسن
بن محبوب عنه بكتابه.
ومر في " إسماعيل بن عبد الخالق " رواية الكشي عن حمدويه قال: سأل
بعض مشائخه عن وهب وشهاب وعبد الرحمن بني عبد ربه وإسماعيل بن
عبد الخالق بن عبد ربه قال: كلهم خيار فاضلون كوفيون (1).
ومر في " شهاب " قول الكشي: شهاب وعبد الرحيم وعبد الخالق ووهب ولد
عبد ربه من موالي بني أسد من صلحاء الموالي (2).
أقول: وعنوانه في الأول: " في وهب بن عبد ربه وعبد الرحمن أخيه
وإسماعيل بن عبد الخالق " ومر ثمة تحريفاته.
ثم عدم عنوان الشيخ له في الرجال غفلة. وروى عنه يونس في قنوت
الكافي (3) وابن أبي عمير في الحج عن مخالفه (4) وفي ظلمه (5).
[8112]
وهب بن عبد الله
الكلبي
عنونه ابن شهر آشوب، فقال - في ذكر الثالث من أصحاب الحسين (عليه السلام) -:

(1) مر في ج 2، الرقم 839.
(2) مر في ج 5، الرقم 3593.
(3) الكافي: 3 / 339.
(4) الكافي: 4 / 309.
(5) الكافي: 2 / 331.
450

ثم برز وهب بن عبد الله الكلبي وهو يرتجز:
إن تنكروني فأنا ابن كلب * سوف تروني وترون ضربي
وحملتي وصولتي في الحرب * أدرك ثاري بعد ثاري صحبي
وأدفع الكرب أمام الكرب * ليس جهادي في الوغى باللعب
فلم يزل يقاتل حتى قتل جماعة، ثم قال لأمه: أرضيت؟ فقالت: ما أرضى أو
تقتل بين يدي الحسين (عليه السلام) فرجع قائلا:
إنى زعيم لك أم وهب * بالطعن فيهم تارة والضرب
ضرب غلام موقن بالرب * حتى يذوق القوم مر الحرب
إني امرؤ ذو مرة وعضب * حسبي إلهي من عليم حسبي
فلم يزل يقاتل حتى قتل تسعة عشر فارسا واثنى عشر راجلا، ثم قطعت
يمينه وأخذ أسيرا (1).
وقد عرفت في " وهب بن جناب الكلبي " المعنون عن ابن نما وابن طاوس:
أن الأصل في ذاك وهذا ووهب بن وهب - الآتي - " عبد الله بن عمير الكلبي "
المتقدم ذو امرأة مكناة بأم وهب، وتوهم هذا مثلهما إثبات أم له من كنية امرأته
" أم وهب " ككون اسمه " وهب " منها، وهذا أخذ اسم أبيه من عين اسم الكلبي
" عبد الله بن عمير " وذانك أخذا اسم أبيه " جناب " من كنية راويه " أبي جناب "
وهذا لم يذكر له غير أم، حيث إن في التاريخ لم يذكر غير " أم وهب " وذانك قد
عرفت أثبتا له أما وزوجة، حيث صرح في التاريخ بزوجة له والمراد المكناة بأم
وهب فتوهماها أمه؛ وقد عرفت في " عبد الله بن عمير " أنه أول من برز للقتال
وقتل مولى زياد وابن زياد، ثم قتل في الميسرة ثانيا ومسلم بن عوسجة في
الميمنة أولا. وأما فردا فالأول برير والثاني عمرو بن قرظة. والدليل على أن
الأصل ما قلنا نقله رجز ذاك " إني زعيم لك أم وهب " في هذا، وأنه لم يذكر ذاك

(1) مناقب ابن شهرآشوب: 4 / 101.
451

المتفق عليه، كما لم يذكر ذاك ابن طاوس وإن كان ابن نما ذكر عبد الله أيضا.
ثم أغرب المحدث القمي المعاصر! فخلط بين عنوان المناقب وعنوان ابن
طاوس، فقال: " وهب بن عبد الله بن جناب الكلبي " وذكر كلامهما (1).
[8113]
وهب بن عبد الله
السوائي، يكنى أبا جحيفة
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي (عليه السلام).
وفي أسد الغابة: أنه من صغار الصحابة توفي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو لم يبلغ الحلم،
لكنه سمع منه وجعله علي (عليه السلام) على بيت المال بالكوفة، وشهد معه مشاهده كلها،
وكان يحبه ويثق إليه ويسميه " وهب الخير " و " وهب الله " وكان على شرطة
علي (عليه السلام) وكان يقوم تحت منبره، واستعمله على خمس المتاع الذي كان في
حزبه. وروى عنه عون أنه أكل ثريدة بلحم وأتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يتجشأ، فقال:
" اكفف عليك جشأك، فإن أكثرهم شبعا في الدنيا أكبرهم جوعا يوم القيامة " فما
أكل أبو جحيفة ملاء بطنه حتى فارق الدنيا؛ كان إذا تعشى لا يتغدى وإذا تغدى لا
يتعشى، مات سنة 72.
أقول: وروى الخطيب عنه، قال: قال علي (عليه السلام) - حين فرغنا من الحرورية -:
إن فيهم رجلا مخدجا ليس في عضده عظم - أو عضده حلمة كحلمة الثدي عليها
شعرات طوال عقف - فالتمسوا فلم يوجد وأنا في من يلتمس، قال: فما رأيت
عليا (عليه السلام) جزع جزعا قط أشد من جزعه يومئذ، فقالوا: ما نجده، فقال: ويلكم! ما
اسم هذا المكان؟ قالوا: النهروان، قال: كذبتم أنه لفيهم، فثورنا القتلى فلم نجده،
فعدنا إليه فقلنا: ما نجده، قال: " صدق الله ورسوله وكذبتم أنه لفيهم " فوجدناه
في ساقية (2).
هذا، ومر عد الشيخ في الرجال له في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بلفظ

(1) منتهى الآمال: 1 / 662.
(2) تاريخ بغداد: 1 / 199.
452

" وهب أبو جحيفة " ولم يذكر ثمة اسم أبيه للاختلاف فيه، فقيل: " جابر " وقيل:
" وهب " أيضا.
هذا، ووضع العامة على لسانه خبرا في الفضل للشيخين. وعنونه ابن حجر،
وقال: مات سنة 74.
[8114]
وهب بن عمر
الأسدي، الكاهلي مولاهم
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: أسند عنه روى
عنهما (عليهما السلام).
أقول: كان حق العبارة أن يقول: روى عنه وعن أبيه (عليه السلام).
[8115]
وهب بن قابوس
المزني
في البلاذري: أقبل مع ابن أخيه من جبل مزينة ومعهما غنم، فإذا المدينة (1)
خلوف، فقالا: أين الناس؟ فقيل: بأحد، فخرجا فقاتلا حتى قتلا (2). وغفل عنه
ابن مندة وأبو نعيم وأبو موسى.
[8116]
وهب بن كريب
أبو القلوص
في الطبري وصفين نصر: أخذ الراية بعد أحد عشر رئيسا من همدان استقتلوا
وقتلوا، فأراد هو أيضا الاستقتال، فقال له رجل من قومه: انصرف بهذه الراية فقد
قتل أشراف قومك حولها، فلا تقتل نفسك ولا بقي من قومك، فانصرفوا وهم
يقولون: ليت لنا عدتنا من العرب يحالفوننا على الموت (3).

(1) أنساب الأشراف: 1 / 326.
(2) في أنساب الأشراف: فإذا الناس....
(3) تاريخ الطبري: 5 / 21، وقعة صفين: 252.
453

[8117]
وهب الكلبي
مر بعنوان " وهب بن جناب الكلبي " من ابن نما وابن طاوس، وبعنوان " وهب
ابن عبد الله الكلبي " من ابن شهر آشوب. وقلنا: كلاهما وهم.
[8118]
وهب بن محمد
البزاز
قال: عنونه الشيخ في الفهرست قائلا: يكنى أبا نصر. والنجاشي، قائلا: أبو نصر
القمي، ثقة عين (إلى أن قال) عن محمد بن علي بن محبوب عنه.
أقول: وعدم عنوان الشيخ له في الرجال غفلة.
[8119]
وهب بن مسعود
الخثعمي
روى غارات الثقفي: أنه (عليه السلام) لما حض الناس في غارة بسر قام هذا بعد
" جارية " وقال: أنا أنتدب إليهم يا أمير المؤمنين، قال: فانتدب بارك الله فيك (1).
[8120]
وهب بن منبه
قال: مر عن الشيخ في الفهرست والنجاشي أن القميين استثنوه من رجال
نوادر الحكمة.
أقول: نقله النجاشي عن ابن الوليد وابن نوح والشيخ في الفهرست عن ابن
بابويه وقرراهم، ووجه استثنائهم كون أخباره منكرات:
ومنها: قصة جرجيس التي نقلها الطبري عن كتابه " المبتدأ والسير " وأن ملك
الموصل قتله أربع مرات (2).

(1) الغارات: 2 / 627.
(2) تاريخ الطبري: 2 / 24.
454

ومن أخباره المنكرة: ما رواه الحلية عنه، أنه قال: مسخ بخت نصر أسدا فكان
ملك السباع، ثم مسخ نسرا فكان ملك الطير، ثم مسخ ثورا فكان ملك الدواب،
وهو في ذلك يعقل عقل الإنسان، وكان ملكه قائما يدبر، ثم رد الله روحه فدعا إلى
التوحيد، فقيل له: أمؤمنا مات؟ فقال: قد اختلف أهل الكتاب، بعضهم قال: نعم،
وبعضهم قال: قتل الأنبياء وحرق الكتب وخرب بيت المقدس فلم تقبل منه
التوبة (1).
ومن أقواله المنكرة: ما نقله الطبري عنه، أنه قال: جميع مدة الدنيا عنده ستة
آلاف سنة (2) مضى عنده من ذلك إلى زمانه 5600 سنة، ومات سنة 114، فعلى ما
قاله كان عمر الدنيا في سنة 514 منقضيا، وما مضى بعد ويمضي زائد.
ومن أخباره الموضوعة: ما رواه عنه الحلية: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إن أبا بكر
وعمر من الإسلام بمنزلة السمع والبصر من الإنسان، وأنه لذلك لم يبعثهما
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) للدعوة إلى الإسلام؛ وأن عكاشة لما تصدى للاقتصاص عن
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قالا له: اقتص منا، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): امضيا عرف الله مكانكما
ومقامكما؛ وأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لبلال: مر أبا بكر يصلي بالناس (3).
هذا، وقال الطبري: إنه وعطاء بن مركبود أول من جمع القرآن بصنعاء اليمن (4).
وفي معارف ابن قتيبة: هو من أبناء الفرس الذين بعث بهم كسرى إلى اليمن،
قال: قرأت من كتب الله اثنين وسبعين كتابا (5). وكان مهاجرا لطاوس.
وقال الحموي: كان كثير النقل من الكتب القديمة المعروفة بالإسرائيليات.
قال وهب: " كنت أقول بالقدر حتى قرأت بضعة وسبعين كتابا من كتب الأنبياء في
كلها: من جعل لنفسه شيئا من المشية فقد كفر، فتركت قولي " مات وهو على قضاء
صنعاء.

(1) حلية الأولياء: 4 / 64.
(2) تاريخ الطبري: 1 / 10.
(3) حلية الأولياء: 4 / 73 - 74.
(4) تاريخ الطبري: 3 / 158.
(5) المعارف: 260.
455

[8121]
وهب بن وهب
روى ابن بابويه في أماليه في مجلسه الثلاثين وقعة الطف مختصرة، وفيه:
وبرز وهب بن وهب وكان نصرانيا أسلم على يدي الحسين (عليه السلام) هو وأمه فأتبعوه
إلى كربلا، فركب فرسا وتناول عمود الفسطاط فقاتل وقتل من القوم سبعة أو
ثمانية، ثم استؤسر فأتي به عمر بن سعد، فأمر بضرب عنقه ورمي به إلى عسكر
الحسين (عليه السلام) فأخذت أمه سيفه وبرزت، فقال لها الحسين (عليه السلام): يا أم وهب اجلسي
فقد وضع الله الجهاد عن النساء، إنك وابنك مع جدي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في الجنة (1).
والكلام فيه كما في " وهب بن جناب " المتقدم و " وهب بن عبد الله " المتقدم
في كون الأصل " عبد الله بن عمير الكلبي " المتقدم. وهذا وإن لم يوصف بالكلبي،
إلا أن اشتماله على خروج أم وهب للقتال ومنعه (عليه السلام) لها دليل على ما قلنا.
والنسخة مشحونة من التصحيف، فقبله ذكر " زياد بن مهاصر " مع أنه " يزيد بن
زياد بن مهاصر " وقد رأيت تضمنه أن وهبا أخذ عمودا للقتال وأم وهب سيفا مع
أن الأمر كان بالعكس، فمن أين أن الأصل لم يكن بلفظ " الكلبي زوج أم وهب "
وحرف " بوهب بن وهب " والزيادات كانت ممن لم يعض على العلم بضرس قاطع
فخلطت بالمتن. والكلبي الذي كان نصرانيا فأسلم إنما هو " امرؤ القيس " أبو رباب
أم سكينة. وروضة الواعظين وإن ذكر بعينه مثل ما في الأمالي، إلا أن الظاهر أخذه
منه مع تحريفه (2).
[8122]
وهب بن وهب
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: " أبو البختري
القرشي المدني " وعنونه في الفهرست قائلا: أبو البختري، ضعيف، وهو عامي
المذهب (إلى أن قال) عن إبراهيم بن هاشم والسندي بن محمد عن أبي البختري،

(1) أمالي الصدوق: 137.
(2) روضة الواعظين: 1 / 187.
456

وله كتاب مولد أمير المؤمنين (عليه السلام) وخبره مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (إلى أن قال) عن
سهل بن رجاء الصنعاني، عن وهب بن وهب، عن جعفر بن محمد (عليه السلام)، وذكره
بطوله.
وعنونه النجاشي، قائلا: بن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن
عبد العزى أبو البختري، روى عن أبي عبد الله. وكان كذابا، وله أحاديث مع الرشيد
في الكذب؛ قال سعد: تزوج أبو عبد الله (عليه السلام) بأمه، له كتاب يرويه جماعة.
وعنونه ابن النديم، قائلا: بن كثير بن عبد الله (إلى أن قال) وكان فقيها أخباريا
ناسبا، وولاه هارون القضاء بعسكر المهدي، ثم عزله وولاه مدينة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
بعد بكار بن عبد الله، وجعل إليه حربها مع القضاء ثم عزل فقدم بغداد وتوفي بها؛
وكان ضعيفا في الحديث (1).
وضعفه الفقيه (2). وفي الاستبصار: عامي متروك العمل في ما يختص به (3). وفي
التهذيب: ضعيف جدا عند أصحاب الحديث (4).
وقال الكشي: ذكر أبو الحسن علي بن قتيبة بن محمد بن قتيبة القتيبي عن علي
ابن سلمة الكوفي: أبو البختري اسمه وهب بن وهب بن كثير بن زمعة بن الأسود
صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو رباه؛ وقال علي أيضا: كان أبو البختري من أكذب
البرية.
محمد بن مسعود قال: حدثني علي بن الحسن بن علي بن فضال، قال:
حدثني محمد بن الوليد البجلي، قال: حدثنا العباس بن هلال عن أبي الحسن
الرضا (عليه السلام) قال العباس: سمعت رجلا يخبر أن أبا البختري كان يحدث أن النار
تستأمر في قرشي سبع مرات، قال: فقال له أبو الحسن (عليه السلام): قد كذب على الله
وملائكته ورسله. ثم ذكر أبو الحسن (عليه السلام) عن أبيه أنه خرج مع أبي عبد الله جعفر
جده (عليه السلام) إلى نخلة، حتى إذا كان ببعض الطريق لقيته أم أبي البختري، فوقف وعدل

(1) فهرست ابن النديم: 113.
(2) الفقيه: 4 / 34.
(3) الاستبصار: 4 / 89.
(4) التهذيب: 9 / 77.
457

بوجه دابته فأرسلت إليه بالسلام فرد عليها السلام، فلما انصرف أبوه وجده إلى
المدينة أتى قوم جعفرا، فذكروا له خطبة أم أبي البختري، فقال لهم: ما أفعل (1).
وذكر أبو الفرج: أن عبد الله بن مصعب الزبيري ووهب بن وهب أبا البختري
ونفرا غيرهم تحالفوا على السعاية عند الرشيد بيحيى بن عبد الله بن الحسن
والشهادة عليه بأنه يدعو إلى نفسه وأن أمانه منتقض (إلى أن قال) فجمع الرشيد
الفقهاء وفيهم: محمد بن الحسن صاحب أبي يوسف والحسن بن زياد اللؤلؤي
وأبو البختري، فجمعوا في مجلس وعرض عليهم الأمان، فبدأ محمد بن الحسن
فنظر فيه وقال: هذا أمان مؤكد لا حيلة فيه، وكان من قبل عرض بالمدينة على
مالك وابن الدرداوردي (2) وغيرهم، فقالوا: إنه مؤكد لا علة فيه، ثم عرض على
اللؤلؤي، فقال بصوت ضعيف: هو أمان، فاستلبه أبو البختري وهب بن وهب وقال:
هذا أمان باطل منتقض، قد شق العصا وسفك الدماء يقتل صاحبه ودمه في عنقي،
فقيل له: خرقه بيدك، فأبى، ثم أخذه فخرقه، فوهب له الرشيد ألف ألف وستمائة
ألف وولاه القضاء وصرف الآخرين، ومنع محمد بن الحسن من الفتيا مدة طويلة،
وأجمع على إنفاذ ما أراد في يحيى بن عبد الله (3).
أقول: وعنونه ابن الغضائري قائلا: بن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب
ابن عبد العزى أبو البختري القاضي، كذاب عامي، إلا أن له عن جعفر بن
محمد (عليه السلام) أحاديث كلها لا يوثق بها.
وأقول: قوله: " كلها لا يوثق بها " نظير قول الشاعر " كله لم أصنع " في قوله:
قد أصبحت أم الخيار تدعي * علي ذنبا كله لم أصنع
فالمراد: لا يوثق بشيء من حديثه.
وقال الشيخ في الفهرست في عبد الله بن يحيى - المتقدم -: له كتاب عن
أبي البختري وهب بن وهب، وكان قاضي القضاة ببغداد من قبل الرشيد

(1) الكشي: 309.
(2) في المصدر: الدراوردي.
(3) مقاتل الطالبيين: 318.
458

وهو ضعيف لا يعول على ما ينفرد به.
وعنونه الخطيب وروى عن أبي سعيد العقيلي، قال: لما قدم الرشيد المدينة
أعظم أن يرقى منبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في قباء أسود ومنطقة، فقال أبو البختري: حدثني
جعفر بن محمد عن أبيه قال: نزل جبرئيل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعليه قباء ومنطقة
مخنجرا فيها بخنجر، فقال المعافي التيمي:
ويل وعول لأبي البختري * إذا ثوى الناس في المحشر
من قوله الزور وإعلانه * بالكذب في الناس على جعفر
والله ما جالسه ساعة * للفقه في بدو ولا محضر
ولا رآه الناس في دهره * يمر بين القبر والمنبر
يا قاتل الله ابن وهب لقد * أعلن بالزور وبالمنكر
يزعم أن المصطفى أحمدا * أتاه جبريل التقي السري
عليه خف وقباء أسود * مخنجرا في الحقو بالخنجر
وقال: وقف يحيى بن معين على حلقة أبي البختري، فإذا هو يحدث بهذا
الحديث عن جعفر، عن أبيه، عن جابر، فقال له: كذبت يا عدو الله على رسوله!
قال: فأخذني الشرط، فقلت لهم: إن هذا يزعم أن رسول رب العالمين نزل على
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعليه قباء، فقالوا: هذا والله قاض كذاب، وأفرجوا عني.
وقال زكريا الساجي: بلغني أن البختري دخل على الرشيد - وهو قاض -
وهارون إذ ذاك يطير الحمام، فقال: هل تحفظ في هذا شيئا! فقال: حدثني هشام
ابن عروة عن أبيه عن عائشة: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يطير الحمام، فقال: اخرج
عني! لولا أنه رجل من قريش لعزلته.
وقيل لأحمد بن حنبل: تعلم أحدا روى " لا سبق إلا في خف أو حافر أو
جناح؟ " فقال: ما روى هذا إلا ذاك الكذاب أبو البختري.
وقال عثمان بن أبي شيبة: إنه دجال أرى أنه يبعث دجالا، وقال علي بن
المديني وأبو بكر بن عياش وإبراهيم الجوزجاني وأبو داود: إنه كذاب.
وفي أدباء الحموي: كان فقيها أخباريا نسابا، لكنه متهم في الحديث،
459

توفي ببغداد في سنة مائتين (1).
وفي نسب قريش مصعب الزبيري: تظلم إبراهيم محمد بن طلحة إلى هشام
ابن عبد الملك في دار آل علقمة التي بين الصفا والمروة، وكان لآل طلحة شيء
منها فلم ينصفهم، فطلب ولده ردها في أيام الرشيد وجاءوا ببينة تشهد لهم على
حقهم من هذه الدار، فرد على ولد طلحة وأمر وهب بن وهب قاضيه أن يكتب لهم
بها سجلا، فكنت في من شهد على قضاء أبي البختري بردها عليهم (2).
هذا، ونسبه الصحيح: " وهب بن وهب بن كثير بن عبد الله بن زمعة بن الأسود
ابن المطلب بن أسد بن عبد العزى " كما يفهم من نسب قريش مصعب الزبيري
وتاريخ الخطيب وفهرست ابن النديم واستيعاب أبي عمر وأدباء الحموي.
وقد وقع الوهم لجمع في نسبه، منهم: ابن قتيبة في معارفه، فجعل جده أيضا
وهبا فذكره في عنوان " ثلاثة أسماء في نسق واحد " " كبهرام بن بهرام بن بهرام "
في ملوك فارس، و " الحرث بن الحرث بن الحرث " في ملوك غسان، و " الحسن
بن الحسن بن الحسن " في الطالبيين، فقال: " ووهب بن وهب بن وهب
أبو البختري القاضي " (3) فإنه تفرد به.
ومنهم النجاشي وابن الغضائري فإنهما أسقطا جده الأول " كثيرا " وأسقط
الثاني " أسدا " قبل " عبد العزى " جده الأخير، ويمكن أن يكون من تصحيف
النسخة فلم تصل مصححة.
كما أنه سقط من طريق فهرست الشيخ الثاني - وقد غفل عن نقله المصنف -
" عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبي البختري " بعد " عن أحمد " " عن أبيه " كما
يشهد له طريق المشيخة (4)، ولقطة الفقيه (5)، وفضل مساجد التهذيب (6)، والزيادات بعد
إجاراته (7).

(1) تاريخ بغداد: 13 / 482 - 486.
(2) نسب قريش: 283.
(3) المعارف: 325.
(4) الفقيه: 4 / 478.
(5) الفقيه: 3 / 291.
(6) التهذيب: 3 / 256.
(7) التهذيب: 7 / 234.
460

كما أنه وقع في الكشي تحريفات:
الأول قوله: " علي بن قتيبة بن محمد بن قتيبة " والأصل: " علي بن محمد بن
قتيبة " المتقدم.
الثاني قوله: " اسمه وهب بن وهب بن كثير بن زمعة " والأصل: " وهب بن
وهب بن كثير بن عبد الله بن زمعة " كما عرفت.
الثالث قوله: " صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ". والأصل: وجد أبيه " عبد الله بن
زمعة " صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فعنون الاستيعاب في الصحابة " عبد الله بن
زمعة " قائلا: ومن ولده " كثير " جد أبي البختري القاضي وهب بن وهب بن كثير
ابن عبد الله بن زمعة.
الرابع قوله " وهو رباه " والأصل: " وهو زوج ربيبته (صلى الله عليه وآله وسلم) " ففي الاستيعاب:
كانت تحت عبد الله بن زمعة زينب بنت أم سلمة وكانت أم سلمة خالته.
الخامس قوله: " ما أفعل " والأصل: " أفعل " فقد عرفت نقل النجاشي عن سعد
ابن عبد الله أن الصادق (عليه السلام) كان متزوجا بأم أبي البختري. والظاهر أنه (عليه السلام) تزوج
بها لكونها من أقاربه (عليه السلام) أما وأبا، فأمها كانت زينب بنت عقيل بن أبي طالب،
وأبوها كان من ولد المطلب بن عبد مناف، يفهم ما قلنا من نسب قريش الزبيري.
[8123]
وهبان بن صيفي
الغفاري
قال: دعاه أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الخروج معه في حرب البصرة، فقال: إن ابن
عمك عهد إلي أنه إذا اختلف الناس أن أتخذ سيفا من خشب.
أقول: هو " أهبان بن صيفي " - المتقدم في الألف - فمر أنه اختلف فيه بكونه
" أهبان " أو " وهبان ". وقد عنونه الشيخ في الرجال ثمة قائلا: " كان سيء الرأي
في علي (عليه السلام) ". وكان على المصنف التنبيه على المطلب حتى لا يتوهم التعدد، إلا
أنه لم يتفطن له حتى ينبه عليه.
461

وقلنا ثمة: إنه يكنى ب‍ " أبي مسلم " ولذلك خلطه ب‍ " أبي مسلم الخولاني "
وتوهم اتحادهما.
[8124]
وهيب بن حفص
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام). وعنونه في الفهرست
(إلى أن قال) عن محمد بن الحسين، عن حفص.
وعنونه النجاشي، قائلا: أبو علي الجريري مولى بني أسد، روى عن
أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام) ووقف، وكان ثقة (إلى أن قال) عن الحسن بن
سماعة، عنه.
أقول: وقال الشيخ في رجاله في حماد بن صحمة - المتقدم -: روى عنه
وهيب بن حفص، وكان ثقة.
وفي المشيخة: محمد بن علي الهمداني، عن وهيب بن حفص الكوفي
المعروف بالمنتوف (1).
وعده البرقي في أصحاب الصادق (عليه السلام). وعدم عنوان العلامة في الخلاصة
وابن داود له - مع التزامهما بعنوان مثله - غريب!
قال: نقل الجامع رواية سماعة عنه، وروايته عن أبي بصير.
قلت: بل رواية كل منهما عن أبي بصير، فنقل عن بداء الكافي خبرا سنده:
سماعة عن أبي بصير، ووهيب بن حفص عن أبي بصير (2).
وفي أضاحي الفقيه: وروى وهيب بن حفص، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
" البقرة والبدنة تجزيان عن سبعة نفر، إذا كانوا من أهل البيت أو من غيرهم " (3)
إلا أن الظاهر سقوط " أبي بصير " بعده، فروى الخبر التهذيب عن وهيب، عن

(1) الفقيه: 4 / 465.
(2) الكافي: 1 / 147.
(3) الفقيه: 2 / 491.
462

أبي بصير، عنه (عليه السلام) (1). وقد رواه نفسه كذلك في علله (2) وخصاله (3).
وقد روى وهيب عن أبي بصير في حكم ظهار التهذيب (4) وزيادات كيفية
صلاته (5) وفي " إذا عقد الرجل على امرأة حرمت عليه أمها " من الاستبصار (6) وفي
بداء الكافي (7) وفي منع زكاته (8) وفي محرمه يقبل امرأته (9). ولم نقف على رواية له
عنه (عليه السلام) بلا واسطة، وإنما روى عن أبي جعفر (عليه السلام) في آخر رهون التهذيب (10)
والمراد به الجواد (عليه السلام).
هذا، ووصف في حكم ظهار التهذيب بالنخاس (11). ويأتي في الآتي.
[8125]
وهيب بن حفص
الكوفي، المعروف بالمنتوف
قال: وقع في المشيخة (12). وقال جمع: إن " المنتوف " سالم مولى علي بن
أبي طالب (عليه السلام) كما في مناقب ابن مردويه.
أقول: كلامه خلط، فقال في سابقه: إن في المشيخة أنه المعروف
ب‍ " المسوف " وهنا قال ما قال، ومفهومه: أن في المشيخة كلا من " المسوف " و
" المنتوف " مع أنه ليس فيه إلا واحد، والنسخ فيه مختلفة بالمسوف والمنتوف.
ثم لا ريب أنه المطلق السابق، حيث إنه قال: وما كان فيه عن وهيب بن
حفص فقد رويته (إلى أن قال) عن وهيب بن حفص الكوفي المعروف بالمسوف.
فجعل المطلق هو المقيد.

(1) التهذيب: 5 / 208.
(2) علل الشرائع: 441، ب 184 ح 2.
(3) الخصال: 356، باب السبعة ح 38.
(4) التهذيب: 8 / 24.
(5) التهذيب: 2 / 307.
(6) الاستبصار: 3 / 157، وفيه: وهب.
(7) الكافي: 1 / 147.
(8) الكافي: 3 / 504.
(9) الكافي: 4 / 377.
(10) لم نعثر عليه.
(11) التهذيب: 8 / 23، وفيه: وهب.
(12) الفقيه: 4 / 465.
463

ثم كون " المنتوف " لقب " سالم " على فرض صحة نقله وتسليمه لا يمنع
من كون لقب آخرين، فعنون معارف ابن قتيبة في النسابين " ابن عياش " وقال:
هو " عبد الله بن عياش " ويعرف بالمنتوف، لأنه كان ينتف لحيته وكان خاصا
بالمنصور (1). وعنون أنساب السمعاني " المنتوف " وقال: هو لقب أبي عبد الله محمد
ابن عبد الله بن يزيد بن حيان الأعسم المعروف بالمنتوف مولى بني هاشم، ومثله
قال في " أعسم ".
[8126]
وهيب بن حفص
النخاس
قال: عنونه النجاشي، قائلا: له كتاب ذكره سعد.
أقول: وورد في لقطة التهذيب.
ثم الظاهر اتحاده مع المطلق السابق، فروى هذا عن أبي بصير في لقطة
التهذيب (2)، كما روى المطلق في بداء الكافي (3). ويشهد له عدم عنوان الشيخ في
الرجال الذي موضوعه الاستيعاب لغير المطلق كالفهرست الذي موضوعه متحد
مع النجاشي، وإطلاقهما له كالبرقي؛ وقد أطلقه المشيخة في بدء كلامه (4) وقيده في
ختمه بمالا ينافي مع قيد " النخاس " الذي ذكر في هذا، كعدم منافاته مع الجريري
الذي ذكر في الأول.
وبالجملة: المحقق من " وهيب بن حفص " واحد، و " الجريري مولى بني
أسد " الذي ذكر في الأول، و " المنتوف " الذي ذكر في الثاني، و " النخاس " الذي
ذكر في الأخير لا تمنع من الاتحاد، فهل ترى مانعا من أن يعنون: وهيب بن حفص
الجريري الأسدي النخاس المعروف بالمنتوف؟

(1) المعارف: 299.
(2) التهذيب: 6 / 395.
(3) الكافي: 1 / 147.
(4) الفقيه: 4 / 465.
464

[8127]
وهيب بن خالد
البصري
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
وعنونه النجاشي، قائلا: ثقة روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) نسخة (إلى أن قال)
أبو سلمة موسى بن إسماعيل السودكي المقري قال: حدثنا وهيب بكتابه.
أقول: الذي وجدت في رجال الشيخ " وهب بن خالد البصري " والإيضاح
المختص بضبط ما في النجاشي قال بعد عنوانه: وقيل: بغير ياء.
لكن الصحيح كونه بالتصغير، ففي التقريب: وهيب - بالتصغير - ابن خالد بن
عجلان الباهلي، مولاهم أبو بكر البصري، ثقة ثبت، لكن تغير قليلا بآخره، مات
سنة خمس وستين وقيل: بعدها، أي: بعد المائة.
ثم بعد سكوت ابن حجر عن مذهبه، الظاهر عاميته، ومثله قول أبي نعيم في
ما نقل عنه من روايته عن الصادق (عليه السلام) كما قاله في وهب بن خالد، فالأصل
واحد، وإن كان ظاهر سكوت النجاشي أيضا عن مذهبه إماميته.
ومر في عنوان " موسى بن إسماعيل السودكي المقري " - وقد جعله النجاشي
راوي هذا - كون " السودكي " محرف " التبودكي " وكون " المقري " محرف
" المنقري ".
465

" حرف الهاء "
[8128]
هارون بن أبي بردة
في رسالة أبي غالب: كتاب صغير (1) عن هارون بن أبي بردة، حدثني به عم أبي
علي بن سليمان، عن يحيى بن زكريا (2).
[8129]
هارون الجبلي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر (عليه السلام) قائلا: مجهول.
أقول: وفي الوسيط: وفي نسخة: البجلي
[8130]
هارون بن الجهم
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: بن ثوير بن
أبي فاختة، القرشي الكوفي. وعنونه في الفهرست.
وعنونه النجاشي، قائلا: بن ثوير بن أبي فاختة سعيد بن جهمان مولى أم هاني
بنت أبي طالب، وابن الجهم روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) كوفي ثقة (إلى أن قال)
عن محمد بن خالد البرقي، عن هارون بكتابه.

(1) في المصدر: كتاب صفين.
(2) رسالة آل أعين: 66.
467

وعنونه ابن داود مثل النجاشي وقال: " كذا رأيته بخط الشيخ " وأشار إلى
اختلاف كلام النجاشي في اسم أبي " أبي فاختة " فجعله هنا " جهمان " وفي جده
" علاقة " وفي الحسين عمه " حمران ".
أقول: أي ربط بين كلام ابن داود ذاك وما قاله من الاختلاف؟ والظاهر أن ابن
داود لم يقل " بن جهمان " بتقديم الهاء مثل النجاشي، بل " بن جمهان " بتقديم
الميم، كما تقدم عن رجال الشيخ في جده " ثوير " فقال ما قال، ولو كان عبر كما
في النجاشي لما احتاج إلى أن يقول: كذا رأيته.
هذا، وقلنا في تلك المواضع في الجمع بين الأربعة بأن علاقة أمه و " حمران "
أو " جهمان " أو " جمهان " أبوه، والأصل واحد والآخران تحريف، والصواب
الأخير، ففي البلاذري: سعيد بن جمهان عن سفينة مولى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (1). وفي
القاموس: جمهان - كعثمان - تابعي محدث.
ثم قول النجاشي " مولى أم هاني " راجع إلى " أبي فاختة " بدليل قوله بعد:
" وابن الجهم " إلا أن عبارته قاصرة، كما لا يخفى.
وعنونه الذهبي بلفظ " هارون بن الجهم بن ثوير " وقال: حدث عنه سعد بن
الصلت، عن عبد الملك بن عمير، عن محارب بن دثار، عن ابن عمر: شاهد الزور
لا تقر قدماه حتى يقذف به في النار. قال العقيلي: يخالف في حديثه... الخ.
[8131]
هارون بن الحسن بن محبوب
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الجواد (عليه السلام). وعنونه النجاشي، قائلا:
ابن وهب بن جعفر بن وهب البجلي مولى جرير بن عبد الله، ثقة صدوق، روى عن
أبيه وعن الرجال (إلى أن قال) أحمد بن أبي زاهرة ومحمد بن أبي القاسم جميعا
عن هارون بكتابه.

(1) أنساب الأشراف: 480.
468

أقول: وعدم عنوان الشيخ له في الفهرست غفلة. وممن روى عنه من الرجال
يحيى بن المبارك، كما في العاجز عن صيام التهذيب (1).
[8132]
هارون بن حكيم الأرقط
خال أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: روى دخول حمام التهذيب عنه قال: أتيته (عليه السلام) في حاجة... الخبر (2).
أقول: الظاهر أن الخبر محرف وأن الأصل: " هارون بن الجهم عن ابن الأرقط
الذي أبو عبد الله (عليه السلام) خاله " ففي خبر صلاة حوائج التهذيب (3) وصلاة مرغب
التهذيب عن إسماعيل بن الأرقط، وأمه أم سلمة أخت أبي عبد الله (عليه السلام) (4).
و " الأرقط " محمد بن عبد الله الباهر، ابن عم الصادق (عليه السلام). وفي مباشرة أشياء
الكافي: هارون بن الجهم، عن الأرقط، عن الصادق (عليه السلام) (5). ولعله مصحف: عن ابن
الأرقط.
وبالجملة، العنوان غير محقق من أوله إلى آخره.
[8133]
هارون بن حمزة
الغنوي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر والصادق (عليهما السلام).
وعنونه النجاشي، قائلا: الصيرفي، كوفي، ثقة عين، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام)
له كتاب يرويه جماعة (إلى أن قال) عن يزيد بن إسحاق شعر، عن هارون.
أقول: وعنونه الشيخ في الفهرست، قائلا: له كتاب رواه يزيد بن إسحاق
شعر عنه.

(1) التهذيب: 4 / 239، وفيه: عن هارون، عن الحسن بن محبوب.
(2) التهذيب: 1 / 375.
(3) كذا. والظاهر الكافي: 3 / 478.
(4) التهذيب: 3 / 313.
(5) الكافي: 5 / 91.
469

وفي رسالة أبي غالب: كتاب هارون بن حمزة حدثني به جدي أبو طاهر (رحمه الله)
عن علي بن فضال، عن يزيد بن إسحاق شعر، عنه (1).
وممن روى عنه غير " شعر " محمد بن علي في رزق الكافي (2) ومكاسب
التهذيب (3). وأما رواية علي بن فضال عنه في علة غسل ميت الكافي (4) فالظاهر
سقوط " شعر " بينهما، كما عرفته من أبي غالب.
قال: نقل الوحيد عن المفيد عده في فقهاء أصحابهم (عليهم السلام) الأعلام، مع أن
المفيد إنما عد إبراهيم بن حمزة الغنوي، لا هذا.
قلت: بل عد هذا ولا وجود لمن قال، وقد روى الخبر العددية (5) والتهذيب (6)
عن هذا، وإنما كانت نسخة المصنف من العددية مصحفة.
ثم لم نقف على روايته عن الباقر (عليه السلام) أصلا، وأما عن الصادق (عليه السلام) وإن ورد
في فضل تجارة التهذيب في خبره 26 (7)، لكن فيه سقط يشهد له رواية الكافي
للخبر في آداب تجارته (8).
[8134]
هارون بن خارجة
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: الصيرفي مولى
كوفي أبو الحسن، وأخوه مراد صيرفي وابنه الحسن.
وعنونه الشيخ في الفهرست (إلى أن قال) عن الحسن بن محمد بن سماعة،
عن هارون بن خارجة.
وعنونه النجاشي قائلا: كوفي ثقة، وأخوه مراد، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) له
كتب تختلف الرواة (إلى أن قال) عن علي بن النعمان، عن هارون.

(1) رسالة آل أعين: 57.
(2) الكافي: 5 / 84.
(3) التهذيب: 6 / 323.
(4) الكافي: 3 / 163.
(5) مصنفات الشيخ المفيد: 9، جوابات أهل الموصل في العدد والرؤية: 25، 40.
(6) التهذيب: 4 / 165.
(7) التهذيب: 7 / 8.
(8) الكافي: 5 / 153.
470

وقال الميرزا باتحاده مع " هارون بن خارجة الأنصاري " الذي عده الشيخ
في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) لأنهم وصفوا مرادا بالأنصاري.
أقول: ويشهد له إطلاقه في الفهرست والنجاشي والمشيخة، وطريقه إليه:
عثمان بن عيسى (1).
قال: نقل الجامع رواية صامت عنه.
قلت: بل رواية هذا عن صامت، ومورده صلاة المسجد الحرام من الكافي (2)
وإنما راويه علي بن أبي سلمة. واستصوب الجامع كون الأصل " علي بن الحكم
عن أبي سلمة " كما في باب منبره.
[8135]
هارون بن رئاب
قال: روى الخرائج عنه، أنه قال للصادق (عليه السلام) - لما سأله عن أخيه الجارودي
-: إنه مرضي عند القاضي والجيران، غير أنه لا يقر بولايتكم، فقال: ما يمنعه من
ذلك؟ قلت: يزعم أنه يتورع، قال: فأين كان ورعه ليلة نهر بلخ... الخبر (3).
أقول: وفي التقريب: " هارون بن رئاب التميمي أبو بكر - أو أبو الحسن - ثقة
عابد، من السادسة، اختلف في سماعه من أنس " ويحتمل اتحادهما.
[8136]
هارون بن سعد
العجلي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
وروى الكشي عن العياشي، عن عبد الله بن محمد بن خالد، عن الحسن بن
علي الخزاز، عن علي بن عقبة، عن داود بن فرقد، قال أبو عبد الله (عليه السلام): عرضت لي
إلى ربي حاجة، فهجرت فيها إلى المسجد - وكذلك كنت أفعل إذا عرضت لي إلى

(1) الفقيه: 4 / 475.
(2) الكافي: 4 / 526.
(3) الخرائج والجرائح: 2 / 617.
471

ربي تعالى حاجة - فبينا أنا أصلي في الروضة إذا رجل على رأسي، فقلت: ممن
الرجل؟ قال: من أهل الكوفة، فقلت: ممن الرجل؟ قال: من أسلم، قلت: ممن
الرجل؟ قال: من الزيدية، قلت: يا أخا أسلم من تعرف منهم؟ قال: أعرف خيرهم
وسيدهم وأفضلهم هارون بن سعد، قلت: يا أخا أسلم رأس العجلية، أما سمعت
قولا لله عزوجل يقول: (إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة
في الحياة الدنيا) وإنما الزيدي حقا محمد بن سالم بياع القصب (1). ورواه العياشي
أيضا.
وعن داود بن فرقد، قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك! كنت أصلي عند
القبر، وإذا رجل من خلفي يقول: (أتريدون أن تهدوا من أضل الله والله أركسهم
بما كسبوا) فالتفت إليه - وقد تأول على هذه الآية وما أدري من هو - وأنا أقول:
(إن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون)
فإذا هو هارون بن سعد، فضحك أبو عبد الله (عليه السلام) ثم قال: إذن أصاب الجواب قل
الكلام (2).
وروى الغيبة عن هارون بن خارجة، قال لي هارون بن سعد العجلي: قد مات
إسماعيل الذي كنتم تمدون إليه أعناقكم، وجعفر شيخ كبير يموت غدا أو بعد غد،
فتبقون بلا إمام... الخبر (3).
وروى أبو الفرج: أن هارون بن سعد دخل على إبراهيم بن عبد الله حين خرج
بالبصرة، فقال له: استكفني أهم أمرك إليك، فاستكفاه واسطا واستعمله عليها (4).
أقول: وفي فرق النوبختي: قال بعض الزيدية: إن آل محمد كلهم في العلم
كمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) صغيرهم وكبيرهم. وقالت الزيدية: الأقوياء والضعفاء أنهم والعوام
سواء، والأقوياء: أصحاب أبي الجارود وأبي خالد وفضيل الرسان ومنصور بن

(1) الكشي: 231.
(2) الكشي: 345.
(3) غيبة الطوسي: 28.
(4) مقاتل الطالبيين: 238.
472

أبي الأسود، والضعفاء - وسموا العجلية - هم أصحاب هارون بن سعد العجلي (1).
وفي عيون ابن قتيبة قال هارون بن سعد:
ألم تر أن الرافضين تفرقوا * فكلهم في جعفر قال منكرا
فإن كان يرضى ما يقولون جعفر * فإني إلى ربي أفارق جعفرا
ومن عجب لم أقضه جلد جفرهم * برئت إلى الرحمن ممن تجفرا
برئت إلى الرحمن من كل رافض * بصير بباب الكفر في الدين أعورا
... الخ (2).
وأقول: إنكاره على جعفر (عليه السلام) ومن قال بقول جعفر نظير إنكار من أنكر على
محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن قال بقوله، فقالوا: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر
علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم.
هذا، والكشي اقتصر في عنوانه على الخبر الأول، وأما خبره الثاني فرواه في
داود بن فرقد بإسنادين مع اختلاف ما، وفي عنوانه وخبره الأول " هارون بن
سعيد " وهو محرف " هارون بن سعد " كما في خبره الثاني، وكما في المقاتل وخبر
الغيبة، ورواه الإكمال (3).
وقال ابن حجر فيه: صدوق رمي بالرفض، ويقال: رجع عنه.
[8137]
هارون بن عبد العزيز
أبو علي، الأراجني، الكاتب
قال: عنونه النجاشي، قائلا: مصري كان وجها في زمانه، مدحه المتنبي، وله
ابن اسمه " علي " وكان حسن التخصيص بمذهبنا، وهو جد أبي الحسن علي بن
الحسين المغربي الكاتب، والد الوزير أبي القاسم، له كتاب الرد على الواقفة.
أقول: وعدم عنوان الشيخ له في الرجال والفهرست غفلة.

(1) فرق الشيعة: 55 - 58.
(2) عيون الأخبار: 2 / 145.
(3) إكمال الدين: 657.
473

[8138]
هارون بن عمرو
الشعيري
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
أقول: وكذا البرقي.
[8139]
هارون بن عمر بن عبد العزيز
بن محمد، أبو موسى، المجاشعي
قال: عنونه النجاشي، قائلا: صحب الرضا (عليه السلام) (إلى أن قال) قال أبو المفضل:
حدثنا الفضيل بن محمد بن المسيب الشعراني أبو محمد بجرجان عنه.
أقول: وعدم عنوان الشيخ له في الرجال والفهرست غفلة. وأما عنوان ابن
داود له في الأول فإنه يعنون فيه المهملين كالممدوحين، وليس كالخلاصة، فقول
المصنف بحسنه لعنوانه وهم.
[8140]
هارون بن عمران
الهمداني
قال: قال النجاشي في محمد بن علي بن إبراهيم الهمداني - المتقدم - بعد ذكر
القاسم وبسطام والعزيز: ثلاثتهم وكلاء في موضع واحد بهمدان، وكانوا يرجعون
في هذا إلى أبي محمد الحسن بن هارون بن عمران الهمداني وعن رأيه يصدرون،
ومن قبله عن رأي أبيه أبي عبد الله هارون، وكان أبو عبد الله وابنه أبو محمد وكيلين.
وروى التهذيب عن أبي الحسن علي بن الحسن بن الحجاج بن حفصة، قال:
كنا جلوسا في مجلس ابن عمي أبي عبد الله بن عمران بن الحجاج... الخبر (1).
والمراد ب‍ " أبي عبد الله بن عمران " فيه هذا.

(1) التهذيب: 6 / 111.
474

أقول: حرف الخبر، فإنه بلفظ " أبي عبد الله محمد بن عمران " رواه في آخر
زيادات مزاره، فكيف يكون هذا؟ هذا هارون وذاك محمد. ثم عدم عنوان الشيخ
له في الرجال غفلة.
[8141]
هارون بن عمر
النخعي، الكوفي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: أسند عنه.
أقول: بل عد " هارون بن عمير " لا: عمر.
[8142]
هارون بن عمير
النخعي
مر في سابقه
[8143]
هارون بن عيسى
قال: عنونه النجاشي، قائلا: ذكره ابن بطة وقال: حدثنا بكتابه محمد بن
أحمد، عن أبيه، عن علي بن وهبان، عن عمه وقال: روى عيسى عن أبي
عبد الله (عليه السلام). وفي نسخة: روى ابن عيسى.
وورد في الكافي روايات بهذا السند: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد،
عن أبيه، عن علي بن وهبان، عن عمه، عن هارون بن عيسى (1).
أقول: بل لم يرد إلا رواية وموردها: " الصدقة تزيد المال " وفيها " عن عمه
هارون بن عيسى " لا كما قال. وليس في أول سندها " محمد بن يحيى " كما قال،
بل " أحمد " والمراد عدته عن أحمد البرقي بقرينة ما قبله.

(1) الكافي: 4 / 9.
475

وفي فهرست الشيخ في علي بن وهبان - المتقدم -: " روى عن عمه هارون
ابن عيسى صاحب أبي عبد الله (عليه السلام) ". ومنه يظهر جلاله، فقلنا في المقدمة: إن
وصف رجل بصاحبهم (عليهم السلام) مدح جليل؛ ومنه يظهر صحة نسخة " روى ابن
عيسى " أيضا وكذلك من خبر الكافي، ففيه: " عن عمه هارون بن عيسى قال:
قال أبو عبد الله (عليه السلام) لمحمد ابنه... الخبر " وأيضا لو أراد رواية أبيه لجعل تعبيره:
روى أبوه.
ولكن الذي وجدنا في المصححة ونقله الوسيط " روى عيسى ".
ثم الظاهر أن ما نقله النجاشي عن ابن بطة " محمد بن أحمد " محرف " أحمد
ابن محمد بن خالد " فإنه الذي يروي عن أبيه، وبشهادة خبر الكافي - المتقدم -.
واما " محمد بن أحمد " وهو محمد بن أحمد بن يحيى فلم نقف على روايته
عن أبيه.
كما أن قوله: " وقال: روى عيسى، أو ابن عيسى " كلام مختل، وكان حق
الكلام أن يقول بعد " عمه ": هارون بن عيسى عن أبي عبد الله (عليه السلام)، كما يشهد له
خبر الكافي وكلام الشيخ في الفهرست المتقدمان.
[8144]
هارون الفراء
عده الإكمال في من رأى الحجة (عليه السلام) من غير الوكلاء ببغداد (1).
وفي نسخة: هارون القزاز.
[8145]
هارون بن الفضل
قال: روى أبو الفضل الشيباني عنه، عن الهادي (عليه السلام) في الكافي (2).
أقول: بل " الميشاني " لا " الشيباني " ومورده باب أن الإمام متى يعلم أن
الأمر صار إليه.

(1) إكمال الدين: 442.
(2) الكافي: 1 / 381.
476

[8146]
هارون القزاز
مر في هارون الفراء.
[8147]
هارون بن مسلم
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب العسكري (عليه السلام) قائلا: بن سعدان،
الأصل كوفي تحول إلى البصرة، ثم إلى بغداد ومات بها.
وعنونه في الفهرست، قائلا: له روايات عن رجال أبي عبد الله (عليه السلام) ذكر ذلك
ابن بطة عن أبي عبد الله محمد بن أبي القاسم عنه (إلى أن قال) عبد الله بن جعفر
الحميري، عن هارون بن مسلم.
وعنونه النجاشي، قائلا: بن سعدان الكاتب السر من رائي كان نزلها وأصله
الأنبار، يكنى أبا القاسم، ثقة وجه، وكان له مذهب في الجبر والتشبيه، لقي أبا محمد
وأبا الحسن (عليهما السلام) (إلى أن قال) وله مسائل لأبي الحسن الثالث (عليه السلام) (إلى أن قال)
سعد، عن هارون بها. ونقل الجامع رواية عبد الله بن عمر عنه.
أقول: بل بالعكس، ومورده فهرست الشيخ في عبد الله بن عمر - المتقدم -.
ثم قول النجاشي: " السر من رائي " أصح من قول الشيخ في الرجال:
" الأصل كوفي " فالخطيب أيضا وصفه به (1).
وأما قول الشيخ في الفهرست: " له روايات عن رجال أبي عبد الله (عليه السلام) "
فيصدقه روايته عن مسعدة بن زياد، ومسعدة بن صدقة، ومسعدة بن الفرج،
ومسعدة بن اليسع - المتقدمين - وهم من أصحابه (عليه السلام) فروى في الفهرست كتبهم
عنه عنهم، كما مر فيهم.
وأما قول النجاشي: " له مذهب في الجبر والتشبيه " فيمكن حمله على أنه
روى أخبارهما بدون اعتقاد بها، ففي العدة - في الجواب عن العمل بأخبارهم -

(1) تاريخ بغداد: 14 / 23.
477

" إنا لا نعلم أنهم مجبرة ولا مشبهة، وأكثر ما معنا أنهم كانوا يروون ما يتضمن
الجبر والتشبيه، وليس روايتهم لها دليلا على أنهم كانوا معتقدين لصحتها " (1)
أو على أفراد مشتبهة منهما. وهو الأقرب بقوله: " له مذهب " وقلنا بحمله لقوله
أولا: " ثقة وجه " وإلا فظاهر سكوت الخطيب عن مذهبه عاميته، كما أن المساعدة
الذين روى كتبهم أكثرهم عاميون، كما مر.
[8148]
هارون بن موسى التلعكبري
قال: عده الشيخ في رجاله في من لم يرو عن الأئمة (عليهم السلام) قائلا: يكنى
أبا محمد، جليل القدر عظيم المنزلة، واسع الرواية، عديم النظير، ثقة، روى جميع
الأصول والمصنفات، مات سنة خمس وثمانين وثلاثمائة؛ أخبرنا عنه جماعة
من أصحابنا.
وقال النجاشي: هارون بن موسى بن أحمد بن سعيد بن سعيد أبو محمد
التلعكبري من بني شيبان، كان وجها في أصحابنا، ثقة معتمدا لا يطعن عليه، له
كتب منها: كتاب الجوامع في علوم الدين، كنت أحضر في داره مع ابنه أبي جعفر
والناس يقرؤون عليه.
أقول: وفي كثير من عناوين رجال الشيخ في من لم يرو عن الأئمة (عليهم السلام) من
الألف إلى الياء " روى عنه التلعكبري " وهو شاهد قوله هنا: روى جميع الأصول
والمصنفات.
وروى عن العامة أيضا، فعنونه الذهبي وقال: سمع البغوي وأبا بكر الباغندي.
قال المصنف: وفي الإيضاح: التلعكبري باللام المشددة وضم العين والباء عن
فضل الله الراوندي.
قلت: بل هو بفتح الباء، حيث إن التل فيه منسوب إلى " عكبرا " على عشرة
فراسخ من بغداد، صرح بالفتح السمعاني في أنسابه والحموي في بلدانه، قال

(1) عدة الأصول: 1 / 351.
478

الثاني: " عكبرا: بضم أوله وسكون ثانيه وفتح الباء ". وقال أيضا: تل عكبرا موضع
عند عكبرا يقال له: التل.
[8149]
هارون بن موسى الأعور
البصري، القاري
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) وظاهره إماميته.
أقول: قد عرفت في المقدمة أعمية عناوين رجال الشيخ.
ثم الظاهر عاميته، لعنوان ابن حجر له وعدم نسبة تشيع إليه، فقال: هارون بن
موسى الأزدي العتكي مولاهم الأعور النحوي البصري، ثقة مقري، إلا أنه رمي
بالقدر، من السابعة.
[8150]
هارون بن موسى
روى الإكمال في توقيعاته: أنه كتب من الفرات في أشياء وخط بالقلم من
غير مداد، يسأل الدعاء لابني أخيه - وكانا محبوسين - فورد عليه جواب كتابه
وفيه دعاء للمحبوسين باسمهما (1).
وأقول: الظاهر أن المراد بقوله: " كتب من الفرات " كتابته بماء الفرات.
[8151]
هارون بن موسى بن فرات
يأتي في بنته فاطمة.
[8152]
هارون بن موفق
قال: روى حلواء الكافي عنه قال: بعث إلي الماضي (عليه السلام) يوما فأكلت عنده
- وأكثر من الحلواء - فقلت: ما أكثر هذه الحلواء! فقال (عليه السلام): إنا وشيعتنا خلقنا

(1) إكمال الدين: 494.
479

من الحلاوة (1). وفي البصائر في خبر " وكان هارون بن موفق مولى أبي
الحسن (عليه السلام) " (2) والمولوية تستدعي الحسن.
أقول: بل لا تفيد، وإنما للأول ظهور في الحسن. وأما المولوية فليست
باختيارية، فلا تفيد حسنا ولا قبحا؛ ثم في الخبر الأول وصف بالمديني.
[8153]
هارون بن يحيى البزاز
قال: عده الشيخ في رجاله في من لم يرو عن الأئمة قائلا: يكنى أبا الحسن،
روى عنه ابن نوح.
أقول: لم نقف على روايته.
[8154]
هاشم بن إبراهيم العباسي
الذي يقال له: المشرقي
قال: عنونه النجاشي، قائلا: روى عن الرضا (عليه السلام) له كتاب يرويه جماعة (إلى
أن قال) عن صفوان، عن يونس، عن هاشم، عن الرضا (عليه السلام) بالنسخة. والصواب
أنه هشام بن إبراهيم الآتي.
أقول: ويأتي أن " العباسي " غير " المشرقي ".
[8155]
هاشم بن أبي هاشم
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر (عليه السلام) قائلا: مجهول.
وروى الكشي: عن محمد بن قولويه والحسين بن الحسن بن بندار، عن سعد،
عن إبراهيم بن مهزيار ومحمد بن عيسى، عن علي بن مهزيار: سمعت
أبا جعفر (عليه السلام) يقول - وقد ذكر عنده أبو الخطاب -: لعن الله أبا الخطاب (إلى أن
قال) هذا أبو الغمر وحفص بن واقد وهاشم بن أبي هاشم استأكلوا بنا الناس،

(1) الكافي: 6 / 321.
(2) بصائر الدرجات: 349، الجزء السابع ح 9.
480

وصاروا دعاة يدعون الناس إلى ما دعا إليه أبو الخطاب لعنه الله ولعنهم معه ولعن
من قبل ذلك منهم، يا علي لا تتحرجن من لعنهم - لعنهم الله - فإن الله قد لعنهم؛
ثم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من تأثم أن يلعن من لعنه الله فعليه لعنة الله (1).
و " أبو جعفر " في الخبر هو الجواد (عليه السلام) فالظاهر وهم الشيخ في الرجال في
عده في أصحاب الباقر (عليه السلام).
أقول: التحقيق أن " هاشم بن أبي هاشم " اثنان: أحدهما من أصحاب
الباقر (عليه السلام) مجهول، والثاني من أصحاب الجواد (عليه السلام) معلول، والشيخ أجل من ألا
يعرف أن علي بن مهزيار الراوي من أصحاب الجواد (عليه السلام) كما أنه أجل من أن
يجهل منكرية الثاني فيقول: " مجهول " ولا يقول: " مبتدع ملعون " ووصل ذم خبر
الكشي إلينا بتوسطه.
ومع أنه لم ينحصر ذمه بما ذكر من الخبر، بل قال الكشي في محمد بن بشير -
المتقدم - بعد ذكر شعبذاته ومخاريقه: وكان هاشم بن أبي هاشم قد تعلم منه بعض
تلك المخاريق فصار داعية إليه من بعده (2).
وحينئذ، فالصواب أن يعنون مرة ويقتصر على نقل قول الشيخ في الرجال،
وأخرى وينقل فيه خبر الكشي وقوله. وسبق المصنف في وهم الاتحاد ابن طاوس
والعلامة.
[8156]
هاشم بن البريد
عنون الخطيب عليا ابنه وقال: قال الجوزجاني: " هاشم بن البريد وابنه علي
ابن هاشم غاليان في سوء مذهبهما " (3) وهو دليل إماميته.
وقال ابن حجر: " ثقة إلا أنه رمي بالتشيع ". وقال الذهبي: وثقه ابن معين وغيره،
إلا أنه يترفض، روى عنه ابنه والخريبي، وروى عن زيد بن علي ومسلم البطين.

(1) الكشي: 528.
(2) الكشي: 482.
(3) تاريخ بغداد: 12 / 117.
481

وروى عن السجاد (عليه السلام) في استعمال علم الكافي (1) والرضا بقضاه (2) وذم دنياه (3)،
وعن الباقر (عليه السلام) في " انه من عرف إمامه " (4) وراويه في الكل ابنه.
[8157]
هاشم الحناط
يأتي في هاشم بن المثنى.
[8158]
هاشم بن حيان
أبو سعيد، المكاري
قال: عنونه النجاشي، قائلا: " روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) له كتاب يرويه
جماعة ". وقال في ابنه " الحسين بن أبي سعيد " أو " الحسن بن أبي سعيد ": كان
هو وأبوه وجهين في الواقفة.
وعنونه الشيخ في الفهرست في الكنى، قائلا: أبو سعيد المكاري (إلى أن قال)
عن أبي محمد القاسم بن إسماعيل القرشي، عن أبي سعيد.
وعده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) مع تبديله بهشام، قائلا:
هشام بن حيان الكوفي مولى بني عقيل أبو سعيد المكاري.
وروى الكشي عن حمدويه، عن الحسن بن موسى - قال: رواه علي بن عمر
الزيات - عن أبي سعيد المكاري قال: دخل على الرضا (عليه السلام) فقال له: فتحت بابك
للناس وقعدت للناس تفتيهم ولم يكن أبوك يفعل هذا! قال: ليس علي من هارون
بأس؛ وقال له: أطفأ الله نور قلبك، وأدخل الله الفقر بيتك (5)...
ورواه الصدوق في محكي العيون (6) والطبرسي في المجمع بزيادة قوله: " وكان

(1) الكافي: 1 / 44.
(2) الكافي: 2 / 62.
(3) الكافي: 2 / 128.
(4) الكافي: 1 / 372.
(5) الكشي: 465.
(6) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 308، باب 28 ح 71.
482

واقفيا " بعد قوله: " دخل أبو سعيد " وفي آخره: فخرج أبو سعيد وذهب بصره (1).
أقول: ما نسبه إلى الكشي خبط، فإن الكشي إنما عنون " ابن أبي سعيد " وروى
الخبر بلفظ " عن ابن المكاري " كما روى خبرا آخر أيضا عن " ابن المكاري ".
ورواه نوادر عتق الكافي (2) وباب " ما جاء من الأخبار المتفرقة " في العيون أيضا
بلفظ " ابن أبي سعيد " (3) وروى الأول في باب دلالاته أيضا، وفيه: دخل على
الرضا (عليه السلام) جماعة من الواقفة (إلى أن قال) والحسن بن أبي سعيد المكاري...
الخبر (4). ولا ريب في واقفية ابنه وكونه من أركان الوقف كالبطائني والقندي.
وحينئذ فيبقى القول بواقفية هذا منحصرا بالنجاشي في ابنه، والظاهر توهمه
كما تقدم ثمة، بدليل سكوته هنا، ولعدم عده في غير أصحاب الصادق (عليه السلام)
والواقفي من بقي بعد الكاظم (عليه السلام).
والظاهر أن العلامة في الخلاصة وإن تبعه في ابنه، إلا أنه هنا لما رأى سكوته
مع تفرده تردد، وإلا فهو ملتزم بعنوان مثله.
وللمصنف خبطات وتطويلات مع الداماد والوحيد لم نتعرض لها، كما أن
استدلالهما عليل.
هذا، وأما كون اسمه " هاشما " كما قال النجاشي، أو " هشاما " - كما قال
الشيخ في الرجال - فغير معلوم، وقد روى في باب الصلاة التي تصلى في كل وقت
من الكافي خبرا عنه بالاسم بدون نسب، مع اختلاف النسخ فيه بهاشم وهشام،
ونقله الجامع بلفظ " هاشم " عن طلاق غائب الاستبصار (5) وأحكام طلاق
التهذيب (6)، إلا أن الذي وجدت في الثاني باختلاف النسخ، كما أن الذي وجدت

(1) مجمع البيان: ذيل الآية 20 من سورة يس.
(2) الكافي: 6 / 195.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 308، باب 28 ح 71.
(4) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 214.
(5) الاستبصار: 3 / 294.
(6) التهذيب: 8 / 62.
483

فيهما: " هاشم بن حيان عن أبي سعيد المكاري " والظاهر زيادة كلمة " عن " فيهما؛
ولا ضير فيه بعد اشتهاره بكنيته.
[8159]
هاشم الرماني
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر (عليه السلام) قائلا: مجهول. وتبعه ابن
داود في الثاني.
أقول: بل في الأول، وهو غريب منه! حيث إن الأول منه مختص بممدوح
اتفاقي أو اختلافي، وبمهمل، وإنما عنون في الثاني " هشام الرماني " الآتي. كما أن
عدم عنوان الخلاصة له لا بلفظ " هشام " ولا " هاشم " أيضا غريب!
[8160]
هاشم بن سعيد
الجعفي، الكوفي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: أسند عنه.
أقول: الظاهر أنه الذي عنونه الذهبي بلفظ " هاشم بن سعيد الكوفي " وقال:
روى عن هشام بن عروة، قال ابن معين: ليس بشيء... الخ.
كما أن الظاهر أن مراد الشيخ في الرجال بقوله: " أسند عنه " ما رواه الذهبي
عنه، عن زيد بن عطية، عن أسماء بنت عميس، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): بئس العبد عبد
تجبر واعتدى ونسي الجبار الأعلى... الخبر.
[8161]
هاشم صاحب البريد
قال: روى ضلال الكافي إصراره حتى عند الصادق (عليه السلام) أن من لم يعرف هذا
الأمر فهو كافر (1).
أقول: النسخ فيه مختلفة بهاشم وهشام.

(1) الكافي: 2 / 401.
484

[8162]
هاشم الصيدناني
قال: روى أدب تجارة الكافي عنه، عن الصادق (عليه السلام) (1). وزيادات قضاء
التهذيب عن موسى بن خنيس، عن عمه هاشم الصيداني (2).
أقول: وعد البرقي في أصحاب الصادق (عليه السلام) " هاشم الصيدلاني ". ويأتي
" هاشم بن المنذر الصيدلاني " والظاهر كون الأصل واحدا. كما أن في فصول
المرتضى عده في أصحاب الصادق (عليه السلام): هشام الصيداني (3).
[8163]
هاشم بن عتبة بن أبي وقاص
المرقال
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي (عليه السلام) قائلا: وسمي المرقال، لأنه
كان يرقل في الحرب، وكان صاحب رايته ليلة الهرير.
أقول: لم أقف في رجال الشيخ على ما نقل من قوله: " وكان صاحب رايته
ليلة الهرير " في نسخة خطية، وإن صدق نقله الوسيط والمطبوعة الحيدرية، بل لا
يصح، لأن المستفاد من السير شهادته قبل ليلة الهرير، وإنما في الاستيعاب: وبيده
كان راية علي (عليه السلام) على الرجالة يوم صفين، وهو القائل يوم صفين:
أعور يبغي أهله محلا * قد عالج الحياة حتى ملا
لابد أن يفل أو يفلا
وقطعت رجله يومئذ فجعل يقاتل من دنا منه وهو بارك ويقول: " الفحل يحمي
شوله معقولا " وقاتل حتى قتل، وفيه يقول أبو الطفيل.
يا هاشم الخير جزيت الجنة * قاتلت في الله عدو السنة
أفلح بما فزت به من منة

(1) الكافي: 5 / 153.
(2) التهذيب: 6 / 310.
(3) الفصول المختارة: 29.
485

وفي صفين نصر: دعا علي (عليه السلام) هاشما ومعه لواؤه - وكان أعور - فقال له:
يا هاشم، حتى متى تأكل الخبز وتشرب الماء؟ فقال هاشم: لأجهدن ألا أرجع إليك
أبدا! قال علي (عليه السلام): إن بإزائك ذا الكلاع وعنده الموت الأحمر، فتقدم هاشم، فقال
معاوية: من هذا المقبل؟ فقيل: هاشم المرقال، فقال: أعور بني زهرة، قاتله الله!
وقال: إن حماة اللواء ربيعة فأجيلوا القداح فمن خرج سهمه عبيته لهم، فخرج سهم
ذي الكلاع، فقال: ترحك الله من سهم كرهت الضراب، فأقبل هاشم وهو يقول:
أعور يبغي نفسه خلاصا * مثل الفتيق لابسا دلاصا
قد جرب الحرب ولا أناصا * لا دية يخشى ولا قصاصا
إلى أن قال: وحمل ذو الكلاع فاجتلد الناس فقتلا جميعا، وأخذ ابن هاشم
اللواء وهو يقول:
أهاشم بن عتبة بن مالك * أعزز بشيخ من قريش هالك
تخبطه الخيلات بالسنابك * في أسود من نقعهن حالك
أبشر بحور العين في الأرائك * والروح والريحان عند ذلك
وفيه أيضا: قد كان علي (عليه السلام) قال له كهيئة المازح: أبا هاشم أما تخشى من
نفسك أن تكون أعور جبانا! قال: ستعلم يا أمير المؤمنين والله لألفن بين جماجم
القوم لف رجل ينوي الآخرة! فأخذ رمحا فهزه فانكسر، ثم أخذ آخر فوجده
جاسيا فألقاه، ثم دعا برمح لين فشد به لواه.
وفيه: جعل عمار يتناوله بالرمح ويقول: أقدم يا أعور " لا خير في أعور
لا يأتي الفزع " فيتقدم فيركز الراية، فإذا شامت إليه الصفوف قال عمار: أقدم يا
أعور لا خير في أعور لا يأتي الفزع؛ فجعل عمرو بن العاص يقول: إني لأرى
لصاحب الراية السوداء عملا لئن دام على هذا لتفنين العرب!
وفيه: قال هاشم له (عليه السلام): والله ما أحب أن لي ما في الأرض مما أقلت وما
تحت السماء مما أظلت وإني واليت عدوا لك أو عاديت وليا لك! فقال (عليه السلام): اللهم
486

ارزقه الشهادة في سبيلك والمرافقة لنبيك (صلى الله عليه وآله) (1).
وفي الجزري - في حبيب بن بديل -: روى ذر بن حبيش أن عليا (عليه السلام) خرج
من القصر فاستقبله ركبان، فقال: من هاهنا من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)؟ فقام اثنا عشر،
منهم: هاشم بن عتبة، فشهدوا أنهم سمعوا النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: من كنت مولاه فعلي
مولاه (2).
وفي البلاذري: أن عليا (عليه السلام) صلى على عمار وهاشم بن عتبة، فجعل عمارا
مما يليه وهاشما أمام ذلك، وكبر عليهما تكبيرا واحدا (3).
وروى الكشي في محمد بن أبي بكر - المتقدم - أنه كان مع معاوية من قريش
ثلاث عشرة قبيلة، ولم يكن مع أمير المؤمنين (عليه السلام) منهم إلا خمسة نفر (4) وعد فيهم
هاشما، لأنه كان من بني زهرة.
وفي صفين نصر: مر علي (عليه السلام) على هاشم وعلى عصابة من أسلم من القراء
أصيبوا معه، فقال:
جزى الله خيرا عصبة أسلمية * صباح الوجوه صرعوا حول هاشم
... الخ.
وفيه: لما طعن هاشم فسقط وكان بطنه منشقا رفع رأسه، فإذا بعبيد الله بن عمر
ابن الخطاب قتيلا إلى جانبه، فجثا حتى دنا منه فعض على ثديه حتى تبينت فيه
أنيابه، ثم مات وهو على صدر عبيد الله، ولما قتل جزع الناس عليه جزعا شديدا (5).
وفي الاستيعاب: فقئت عينه يوم اليرموك، وهو الذي افتتح جلولا من بلاد
الفرس - وكانت تسمى فتح الفتوح - بلغت غنائمها ثمانية عشر ألف ألف، وشهد
القادسية وأبلى فيها بلاء حسنا، وقام منه في ذلك ما لم يقم أحد وكان سبب الفتح
على المسلمين.

(1) وقعة صفين: 346، 326، 228، 112.
(2) أسد الغابة: 1 / 368.
(3) أنساب الأشراف: 1 / 174.
(4) الكشي: 63.
(5) وقعة صفين: 355 - 356.
487

وفيه: وهو الذي امتحن مع سعيد بن العاص زمن عثمان، إذ شهد في رؤية
الهلال وأفطر وحده فأقصه عثمان من سعيد على يد سعد بن أبي وقاص، في خبر
فيه طول.
[8164]
هاشم بن المثنى
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: الحناط الكوفي.
وعنونه النجاشي، قائلا: كوفي ثقة، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) له كتاب يرويه
جماعة (إلى أن قال) عن ابن أبي عمير بكتابه.
أقول: وذكره المشيخة بلفظ " هاشم الحناط " وطريقه إليه إبراهيم بن هاشم
وأحمد بن إسحاق (1). ولكن في فصول المرتضى عن المفيد عده في أصحاب
الصادق (عليه السلام) هشام بن المثنى الكوفي (2).
[8165]
هاشم بن المنذر بن حسان بن عبد الله
الصيدلاني، النخعي، أبو نصر، الكوفي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
أقول: وعد البرقي في أصحاب الصادق (عليه السلام) " هاشم الصيدلاني " ومر " هاشم
الصيدناني " عن الأخبار، والأصل واحد.
[8166]
هاشم بن الوليد بن المغيرة
نقل المعتزلي عن الجوهري: أنه نادى عمار يوم الشورى يا معشر قريش!
إلى متى تصرفون هذا الأمر عن أهل بيت نبيكم (إلى أن قال) فقال له هاشم بن
الوليد: يا ابن سمية لقد عدوت طورك وما عرفت قدرك ما أنت وما رأت قريش
لأنفسها إنك لست في شيء من إمارتها وأمرها فتنح عنها، وتكلمت قريش

(1) الفقيه: 4 / 449.
(2) الفصول المختارة: 29.
488

بأجمعها فصاحوا بعمار وانتهروه، فقال عمار: الحمد لله ما زال أعوان الحق أذلاء!
ثم قام فانصرف (1).
[8167]
هالة بن أبي هالة
التميمي، الأسدي
قال: عده جمع في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله).
أقول: في الجزري: عنونه ابن مندة وروى فيه حديث هند بن أبي هالة
ولا ربط له، وعنونه أبو عمر ولم يرو فيه خبرا، وعنونه أبو موسى وروى مسندا عن
هالة بن أبي هالة أنه دخل على النبي (صلى الله عليه وآله) وهو راقد فاستيقظ وضم هالة إلى
صدره وقال: " هالة هالة هالة! " قال أبو موسى: وعنونه جعفر وقال: " هو ابن
خديجة ". والصحيح عندي: هالة بنت خويلد أخت خديجة.
وصدق الطبري في ذيله كون هالة بن أبي هالة من خديجة، إلا أنه لم يجعله
صحابيا لموته قبل الإسلام، فقال: فولدت خديجة لأبي هالة هندا وهالة - رجلين -
فمات هالة وأدرك هند الإسلام فأسلم (2). ولكن في نسب قريش مصعب: وهالة
بنت أبي هالة (3).
وبالجملة: العنوان حاله كما ترى أصلا وفرعا.
[8168]
الهامة بن أبي زهير
قال: عدوه في الصحابة، وهو مجهول.
أقول: بل عدوا " الهامة أبو زهير " لا " الهامة بن أبي زهير " وفي خبره:
أن رجلا جاء إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وكان يقال له: " الهامة " وكان يذكر من كثرة ماله،
فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): مالك أحب إليك أم مال مواليك؟ قال: ما لي، قال: كلا أبا زهير!

(1) شرح نهج البلاغة: 9 / 58.
(2) ذيل الطبري: 539.
(3) نسب قريش: 22.
489

إنما لك من مالك كذا وكذا وأما ما تركت فهو لوارثك لا يحمدك.
[8169]
هاني بن أيوب
الجعفي، الكوفي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) وظاهره إماميته.
أقول: قد عرفت في المقدمة عدم ظهور عناوين رجال الشيخ فيها. بل الظاهر
عاميته، لعنوان الذهبي وابن حجر له ساكتين عن مذهبه، قال الأول: " هاني بن
أيوب الجعفي عن محارب بن دثار وطاوس، صدوق، وقال ابن سعد: فيه ضعف ".
وقال الثاني: " هاني بن أيوب الحنفي الكوفي، مقبول، من السادسة " ولابد أن
" الحنفي " فيه من تصحيف النسخة.
[8170]
هاني بن الخطاب
في الطبري عن السري، عن شعيب، عن سيف، عن المقدام الحارثي، قال:
كان منا رجل يدعى " هاني بن الخطاب " وكان ممن غزا عثمان ولم يشهد الجمل،
فلما سمع برجز القائل: " نحن بنو ضبة أصحاب الجمل " نقض عليه وهو بالكوفة:
أبت شيوخ مذحج وهمدان * ألا يردوا نعثلا كما كان
خلقا جديدا بعد خلق الرحمن (1)
[8171]
هاني بن عروة
قال: قال في المروج: كان شيخ مراد وزعيمها، يركب في أربعة آلاف دارع
وثمانية آلاف راجل، وإذا أجابتها أحلافها من كندة وغيرها كان في ثلاثين
ألف دارع (2).
أقول: وفي المروج أيضا: لما سأل ابن زياد هانيا عن مسلم وأغلظ له، قال له:

(1) تاريخ الطبري: 4 / 524.
(2) مروج الذهب: 3 / 59.
490

إن لزياد أبيك عندي بلاء حسنا، وأنا أحب مكافأته به، فهل لك في خير؟ قال:
تشخص إلى الشام أنت وأهل بيتك سالمين بأموالكم، فإنه قد جاء حق من هو
أحق من حقك وحق صاحبك، فقال: أدنوه مني، فأدنوه فضرب وجهه بقضيب كان
في يده كسر أنفه وشق حاجبه ونثر لحم وجنته، وكسر القضيب على وجهه
ورأسه (1).
قال المصنف، قال بحر العلوم: ما في روضة الصفاء وحبيب السير: إن هانيا
قال لمسلم حين دخل عليه: " لقد أوقعتني في عناء وتكلف، ولو لا أنك دخلت
داري لرددتك " لم أجده في غيرهما، وسائر الكتب المعتبرة خالية عنه.
قلت: بل رواه الطبري عن أبي مخنف، ومقتله أصح مقتل، وهذا نصه: لما دخل
مسلم باب هاني فخرج إليه فكره مكانه حين رآه، فقال له مسلم: أتيتك لتجيرني
وتضيفني، فقال: رحمك الله! لقد كلفتني شططا، ولو لا دخولك داري لأحببت
لشأنك أن تخرج عني، غير أنه يأخذني من ذلك ذمام، وليس مردود مثلي عن
مثلك عن جهل، أدخل... الخ (2). وذكره أبو الفرج الإصبهاني في مقاتله (3) وحاله
معلوم. وذكره أبو حنيفة الدينوري في أخبار طواله، وهو من ثقات المؤرخين؛
وزاد: فأدخله دار نسائه وأفرد له ناحية منها (4).
قال، قال: ما قاله ابن أبي الحديد في شرح قوله (عليه السلام): " آلة الرئاسة سعة
الصدر ": " إن أهل الكوفة وفدوا على معاوية حين خطب لابنه بالعهد بعدة وفيهم
هاني، فقال يوما في مسجد دمشق والناس حوله: العجب لمعاوية! يريد أن يقسرنا
على بيعة ابنه وحاله حاله، وما ذاك بكائن (إلى أن قال) ثم قال معاوية بعد أيام
للوفد: ارفعوا حوائجكم، وهاني فيهم، فعرض عليه كتابا فيه ذكر حوائجه، فقال:
يا هاني ما صنعت شيئا! زد، فلم يدع حاجة عرضت له إلا ذكرها ثم عرض عليه
الكتاب، فقال: أراك قصرت في ما طلبت! فقام هاني ولم يدع حاجة لقومه

(1) مروج الذهب: 3 / 57.
(2) تاريخ الطبري: 5 / 362.
(3) مقاتل الطالبيين: 64.
(4) الأخبار الطوال: 233.
491

ولا لأهل مصره إلا ذكرها ثم عرض عليه الكتاب، فقال: ما صنعت شيئا! فقال:
حاجة بقيت، أتولى أخذ البيعة لابن الخليفة بالعراق، قال: افعل، فما زلت لذلك
أهلا. فلما قدم العراق قام بأمر البيعة ليزيد بمعونة من المغيرة بن شعبة وهو الوالي
بالعراق يومئذ (1) " شيء تفرد بنقله بلا ذكر مستند، مع أن جبرانه تفريطه أخيرا
يجعله صالحا.
قلت: الصواب في الجواب هو الأخير، لأنه كان عنده أسانيد لم تصل إلينا،
وكثير من الكتب التي يصرح بالنقل منها وأنها مستنده لم نقف عليها، وقد عد
المسعودي في أول مروجه (2) كتبا من التاريخ لم نقف مما قال إلا على واحد من
مائة، وإنما يصح لنا رده ورد غيره كائنا من كان إذا قام برهان على خلاف قوله.
فمر في " مالك بن ضمرة " أنه قال: روى محمد بن موسى العنزي أن مالكا - وكان
ممن استبطن من أمير المؤمنين (عليه السلام) علما كثيرا - كان يقول أيام بني أمية: " اللهم
لا تجعلني أشقى الثلاثة " فيقال له ومن الثلاثة؟ فيقول: " رجل يرمى من فوق
طمار، ورجل تقطع يداه ورجلاه ولسانه ويصلب، ورجل يموت على فراشه "
فكان من الناس من يهزأ به ويقول: هذا من أكاذيب أبي تراب. قال محمد بن
موسى: والذي رمي به من طمار هاني (3)، فإن تفسير " من يرمى من طمار " بهاني
وهم، وإنما المراد به عبد الله بن بقطر أو قيس بن مسهر الصيداوي - المتقدمان -
فمر أنهما ألقيا من فوق القصر ومن طمار القصر، أو مسلم الذي ألقي بجسده من
فوق القصر، وأما هاني فلم يلق به من قصر، بل قتل صبرا.
ففي الطبري: قام محمد بن الأشعث إلى عبيد الله فكلمه في هاني وقال: إنك قد
عرفت منزلة هاني في المصر وبيته في العشيرة، وقد علم قومه أني وصاحبه سقناه
إليك فأنشدك الله لما وهبته لي، فأني أكره عداوة قومه، هم أعز أهل المصر وعدد
أهل اليمن. فوعده أن يفعل، فلما كان من أمر مسلم ما كان بداله فيه وأبى أن يفي له

(1) شرح نهج البلاغة: 18 / 407.
(2) مروج الذهب: 1 / 21.
(3) مر في ج 8، الرقم 6218.
492

بما قال، فأمر بهاني - حين قتل مسلم - أن يخرج إلى السوق ويضرب عنقه،
فأخرج به حتى انتهى إلى مكان من السوق - كان يباع فيه الغنم - وهو مكتوف،
فجعل يقول: وامذحجاه! وأين مني مذحج؟ فلما رأى أن أحدا لا ينصره جذب
يده فنزعها من الكتاف، ثم قال: أما من عصا أو سكين أو حجر أو عظم يجاحش
به رجل عن نفسه، ووثبوا إليه فشدوه وثاقا، ثم قيل له: أمدد عنقك، فقال: ما أنا بها
مجد سخي، وما أنا بمعينكم على نفسي، فضربه مولى لعبيد الله - تركي يقال له:
رشيد - بالسيف، فلم يصنع سيفه شيئا، فقال هاني: " إلى الله المعاد، اللهم إلى
رحمتك ورضوانك " ثم ضربه أخرى فقتله، فبصر به عبد الرحمن بن الحصين
المرادي بخازر وهو مع عبيد الله، فقال الناس: هذا قاتل هاني، فقال: قتلني الله إن
لم أقتله أو أقتل دونه، فحمل عليه بالرمح فقتله (1).
ولعل محمد بن موسى العنزي توهمه من قول الشاعر:
إذا كنت لا تدرين من الموت فانظري * إلى هانئ في السوق وابن عقيل
إلى بطل قد هشم السيف وجهه * وآخر يهوي من طمار قتيل
فظن أن المراد بقوله: " وآخر يهوي من طمار " هاني، مع أن المراد به مسلم،
وإنما المراد بهاني قوله: " إلى بطل قد هشم السيف وجهه " فهشم عبيد الله وجهه
بقضيب - وهو السيف الدقيق الذي يأخذه الأمراء بأيديهم - كما مر؛ ومن تلك
الأبيات في خصوص هاني وحض قومه على طلب ثأره من أسماء بن خارجة:
فتى هو أحيى من فتاه حيية * وأقطع من ذي شفرتين صقيل
أيركب " أسماء " الهماليج آمنا * وقد طلبته مذحج بذحول
تطيف حواليه مراد وكلهم * على رقبة من سائل ومسول
فإن أنتم لم تثأروا بأخيكم * فكونوا بغايا أرضيت بقليل
قال، قال: وأما منعه من قتل ابن زياد في داره فالأخبار فيه مختلفة، وفي
بعضها: أنه هو الذي أشار بقتله وتمارض لابن زياد حتى يأتيه عائدا فيقتله مسلم.

(1) تاريخ الطبري: 5 / 378.
493

تضمن ما قاله من إشارة هاني بقتل ابن زياد مقاتل أبي الفرج (1) ومثير ابن نما (2)
وسياسة ابن قتيبة (3).
قلت: إنما هو في سياسة ابن قتيبة، لكن فيه ما لم يقل به أحد، ففيه: أن ابن زياد
ضرب عنق هاني لما أدخل عليه، ثم أرسل جماعة إلى مسلم. وأما أبو الفرج فقال:
" إن ابن زياد عاد شريكا ومنع هاني مسلما أن يقتله في داره ". وكذلك الدينوري
في أخباره (4)، بل روى الطبري عن أبي مخنف عيادة ابن زياد أولا لهاني وثانيا
لشريك، وقال في كل منهما: إن هانيا منع من قتله، فقال - بعد ذكر بعث ابن زياد
مولاه معقلا للفحص ورؤيته مسلم بن عوسجة وقبل وروده على مسلم -: مرض
هاني فجاءه عبيد الله عائدا له، فقال له عمارة بن عبيد السلولي: إنما جماعتنا
وكيدنا قتل هذا الطاغية، فقد أمكنك الله منه فاقتله، قال هاني: ما أحب أن يقتل في
داري، فخرج فما مكث إلا جمعة حتى مرض شريك بن الأعور، وكان كريما على
ابن زياد (إلى أن قال) فقام مسلم ليدخل، وقال له شريك: لا يفوتنك إذا جلس،
فقام هاني إليه فقال: إني لا أحب أن يقتل في داري، كأنه استقبح ذلك (5).
وأما ابن نما فإنما نسب المنع إلى جارية هاني، فقال: قال شريك لمسلم: ما
منعك من الخروج؟ قال: هممت بالخروج فتعلقت بي امرأة وقالت: نشدتك الله! إن
قتلت ابن زياد في دارنا، وبكت في وجهي، فرميت السيف وجلست، قال هاني:
يا ويلها! قتلتني وقتلت نفسها، والذي فرت منه وقعت فيه (6).
وأما الطريحي، فإن صح ما نسب إليه فليست بكتابه عبرة، ففيه أمور منكرة
كثيرة.
وفي الطبري: لما نزل الحسين (عليه السلام) في الطريق الثعلبية قال الأسديان - اللذان
كانا يسايرانه في الطريق -: أخبرنا الراكب الذي استقبلك أمس أنه لم يخرج من

(1) مقاتل الطالبيين: 65.
(2) مثير الأحزان: 31.
(3) الإمامة والسياسة: 2 / 5.
(4) الأخبار الطوال: 234.
(5) تاريخ الطبري: 5 / 363.
(6) مثير الأحزان: 32.
494

الكوفة حتى قتل مسلم وهاني، وحتى رآهما يجران في السوق بأرجلهما، فقال:
" إنا لله وإنا إليه راجعون! رحمة الله عليهما " يردد ذلك مرارا (1).
هذا، وفي كامل المبرد: نمي إلي أن معاوية ولى كثير بن شهاب المذحجي
خراسان، فاختال مالا كثيرا ثم هرب فاستتر عند هاني، فنذر معاوية دم هاني،
فخرج وحضر مجلسه ومعاوية لا يعرفه، فقال له: أنا هاني، فقال: إن هذا اليوم
ليس بيوم يقول فيه أبوك:
أرجل جمتي وأجر ذيلي * وتحمل شكتي أفق كميت
أمشي في سراة بني غطيف * إذا ما سامني ضيم أبيت
فقال هاني: أنا اليوم أعز مني ذلك اليوم، قال معاوية: بم؟ قال: بالإسلام، فقال
له: أين كثير؟ قال: عندي في عسكرك، فقال: أنظر إلى ما اختانه فخذ منه بعضا
وسوغه بعضا (2).
[8172]
هاني بن محمد بن محمود
العبدي، أبو أحمد
روى العيون في بابه السابع - في أخبار هارون مع الكاظم (عليه السلام) - عنه، عن أبيه
مرفوعا، عنه (عليه السلام) في خبرين، وفي الثاني ترضى عليه (3) كما في النسخة.
[8173]
هاني بن محمود بن هاني
العبدي، أبو أحمد
روى الخصال في أول باب التسعة عشر عنه، عن أبيه (4). والظاهر كونه سابقه
ووقوع التصحيف أو التجوز في أحدهما، ولا يبعد عاميته لطريقه.

(1) تاريخ الطبري: 5 / 397.
(2) الكامل للمبرد: 1 / 160.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 80 - 81 باب 7 ح 8 و 9.
(4) الخصال: 510.
495

[8174]
هاني بن النمر
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي (عليه السلام).
أقول: وفي صفين نصر عن شيخ حضرمي، قال: كان منا رجل يدعى ب‍ " هاني
ابن نمر " وكان هو الليث، فخرج رجل من أهل الشام يدعو إلى المبارزة، فلم
يخرج إليه أحد، فقال: سبحان الله! ما يمنعكم أن يخرج رجل منكم إلى هذا؟ فلولا
أني موعوك وأني لأجد لذلك ضعفا لخرجت إليه، فما رد عليه رجل من أصحابه
شيئا، فوثب فقال له أصحابه: سبحان الله! تخرج وأنت موعوك؟ قال: والله!
لأخرجن إليه ولو قتلني، فلما رآه عرفه وإذا الرجل من قومه يقال له: " يعمر بن
أسيد الحضرمي " وبينهما قرابة من قبل النساء، فقال له: يا هاني ارجع يخرج
غيرك، أني لست أريد قتلك، فقال هاني: أنا ما خرجت إلا وموطن نفسي على
القتل، ما أبالي قتلتني أو غيرك، ثم مشى نحوه فقال: " اللهم في سبيلك وسبيل
رسولك ونصرا لابن عم نبيك " ثم اختلفا ضربتين، فقتل هاني صاحبه، وشد
أصحابه نحوه، وشد أصحاب هاني نحوه، ثم اقتتلوا وانفرجوا عن اثنين وثلاثين
قتيلا (1).
[8175]
هاني بن نيار
أبو بردة، البلوي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
أقول: بل بدون " البلوي " وإنما البلوي ذكر في الكتب الصحابية.
قال: في بعض النسخ " بن يسار " والصواب الأول.
قال ابن حجر في تقريبه: نيار - بكسر النون بعدها ياء تحتانية خفيفة -
البلوي، حليف الأنصار، صحابي اسمه: هاني.

(1) وقعة صفين: 393.
496

قلت: أما أن في رجال الشيخ " بن نيار " أو " بن يسار " فغير معلوم، وإنما نقل
الوسيط والحيدرية عنه الثاني بدون اختلاف، لكن لا ريب في أن الصحيح " بن
نيار " بعد اتفاق الكتب الصحابية عليه. وأما ما نقله عن ابن حجر فنقل ناقص جعل
الكلام بلا معنى، وإنما قال ابن حجر في كناه: أبو بردة بن نيار، بكسر النون... الخ.
[8176]
هاني بن هاني
السبيعي
يأتي في الهمداني.
[8177]
هاني بن هاني
المرادي
قال: عده الشيخ - في رجاله - في أصحاب علي (عليه السلام) قائلا: كان يروي أبو
إسحاق عنه.
أقول: روى الجزري - في عبد الرحمن بن مدلج - بإسناده عن أبي إسحاق
عن هذا وجمع آخر: أن عليا (عليه السلام) نشد الناس في الرحبة من سمع قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
" من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " فشهد قوم وكتم
قوم، فما ماتوا حتى عموا وأصابتهم آفة، منهم: عبد الرحمن ويزيد بن وديعة (1).
وروى - في الحسين (عليه السلام) - عن أبي إسحاق عنه، عن علي (عليه السلام) قال: الحسن
أشبه بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما بين الصدر إلى الرأس، والحسين أشبه به ما كان أسفل
من ذلك (2).
[8178]
هاني بن هاني الهمداني
عده البرقي في أصحاب علي (عليه السلام) من اليمن.

(1) أسد الغابة: 3 / 321.
(2) أسد الغابة: 2 / 19.
497

وأقول: هو السبيعي الذي كان هو مع سعيد بن عبد الله الحنفي آخر رسل أهل
الكوفة إلى الحسين (عليه السلام) فكتب معهما إليهم: " أما بعد، فإن هانيا وسعيدا قدما علي
بكتبكم، وكانا آخر من قدم علي من رسلكم... الخ " فسبيع بطن من همدان اليمن.
وروى كامل الزيارة عن هاني بن هاني قال: قال علي (عليه السلام): ليقتلن
الحسين (عليه السلام) قريبا من النهرين (1).
[8179]
هاني بن يسار
مر في هاني بن نيار.
[8180]
هبار بن الأسود
القرشي
قال: صحابي مجهول الحال ضعيف، لأنه هو الذي روع زينب بنت خديجة
فأسقطت، فأهدر دمه.
أقول: الجمع بين كونه ضعيفا ومجهولا تناقض، وترويعه كان قبل إسلامه.
وفي البلاذري: أنه لما جاء للإسلام قالت سلمى مولاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) له: لا أنعم الله
بك عينا! فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " مهلا! فقد محا الإسلام ما قبله " (2) نعم، لما كان
إسلامه بعد الفتح لم يعلم كون إسلامه عن حقيقة. ثم قول المصنف " زينب بنت
خديجة " معناه: أنه لم تكن بنت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو قول بعض الغلاة.
[8181]
هبار بن سفيان
المخزومي
قال: صحابي مجهول، وشهادته بأجنادين في عهد أبي بكر لا تفيده شيئا.

(1) كامل الزيارات: 72.
(2) أنساب الأشراف: 1 / 358.
498

أقول: لم قال: شهادته ولم يقل: قتله؟ كما أن هجرته إلى الحبشة أيضا لا
تفيده. لكن قيل: قتل في مؤتة، نقله البلاذري (1) وأبو عمر، ولو ثبت كان حسنا.
[8182]
هبة الله أحمد بن محمد بن الكاتب
أبو نصر، المعروف بابن برنية
قال: عنونه النجاشي، قائلا: كان يذكر أن أمه أم كلثوم بنت أبي جعفر محمد بن
عثمان العمري سمع حديثا كثيرا، وكان يتعاطى الكلام ويحضر مجلس
أبي الحسين بن شيبة العلوي الزيدي المذهب، فعمل له كتابا، وذكر أن الأئمة ثلاثة
عشر مع زيد بن علي بن الحسين، واحتج بحديث في كتاب سليم بن قيس
الهلالي: " أن الأئمة اثنا عشر من ولد أمير المؤمنين (عليه السلام) " له كتاب في الإمامة،
وكتاب في أخبار أبي عمر وأبي جعفر العمريين. ورأيت أبا العباس بن نوح قد
عول عليه في الحكاية في كتابه " أخبار الوكلاء " وكان هذا الرجل كثير الزيارات،
وآخر زيارة حضرها معنا يوم الغدير بمشهد أمير المؤمنين (عليه السلام).
أقول: حرف المصنف على النجاشي في مواضع: إنما في النجاشي: " هبة الله
ابن أحمد بن محمد بن الكاتب " وفيه: " كان يذكر أن أم أمه كلثوم " وفيه: " يوم
الغدير سنة أربعمائة بمشهد أمير المؤمنين (عليه السلام) " كما في النسخة المصححة من
النجاشي. إلا أن النجاشي وهم في مواضع: فإنه " هبة الله بن محمد بن أحمد ابن
بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري " كما يظهر من مواضع متعددة من غيبة الشيخ،
نقلا عن ابن نوح في أخبار سفرائه (2).
ثم الظاهر أن الرجل إمامي غير ورع، أراد استمالة جانب ابن شيبة الزيدي
بدرج زيد في الأئمة (عليهم السلام) لا أنه زيدي، وكيف يكون زيديا؟ والزيدي لا يرى
إمامة السجاد ومن بعده (عليهم السلام) لأنهم يشترطون في الإمامة الخروج بالسيف.

(1) أنساب الأشراف: 1 / 207.
(2) غيبة الطوسي: 214، 227، 248.
499

قال، قال التفريشي: ليس في كتاب سليم: أن الأئمة (عليهم السلام) اثنا عشر من
ولده (عليه السلام) بل فيه: " أنهم (عليهم السلام) ثلاثة عشر من ولد إسماعيل (عليه السلام) " أي: الاثنا عشر
مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فكأنه اشتبه على النجاشي أو غيره.
قلت: نسخ كتاب سليم مختلفة بالزيادة والنقصان شديدا، والخبر الذي قال
هبة الله وإن لم يك في ما وصل إلينا من نسخته، إلا أنه نقله المسعودي في كتابه
" تنبيه الأشراف " (1) فقال: إن في كتاب سليم الذي رواه عنه أبان: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
قال لأمير المؤمنين (عليه السلام): أنت واثنا عشر من ولدك أئمة الحق (2).
والصواب في الجواب: ما تقدم في " سليم " عن المفيد: أن الكتاب دس فيه،
فالعمل منه بما لم يقم على صحته شاهد غير جائز.
[8183]
هبيرة بن شريح
في الطبري: أنه أحد من أحد عشر رئيسا من همدان قتلوا بصفين (3).
[8184]
هبيرة بن مريم
الحميري
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي (عليه السلام) قائلا: عربي كوفي.
أقول: وقال ابن أبي الحديد: " هبيرة بن مريم ممن نسب إلى مذهب
الخوارج " وزعم ابن قتيبة: أنه من غلاة الشيعة (4).
وفي مقاتل أبي الفرج: عن هبيرة بن مريم، قال: خطب الحسن (عليه السلام) بعد أبيه،
فقال: لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون بعمل، ولا يدركه الآخرون
بعمل، ولقد كان يجاهد مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيقيه بنفسه، ولقد كان يوجهه برايته
فيكتنفه جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره فلا يرجع حتى يفتح الله عليه،

(1) كذا، واسم الكتاب: التنبيه والإشراف.
(2) التنبيه والإشراف: 198 - 199.
(3) تاريخ الطبري: 5 / 20.
(4) شرح نهج البلاغة: 5 / 77.
500

ولقد توفي في هذه الليلة التي عرج فيها بعيسى، ولقد توفي فيها يوشع بن نون
وصي موسى (عليه السلام)، وما خلف صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم بقيت من عطائه
أراد أن يبتاع بها خادما لأهله؛ ثم خنقته العبرة فبكى وبكى الناس معه.
ثم قال: أيها الناس! من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن
محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أنا ابن البشير أنا ابن النذير أنا ابن الداعي إلى الله بإذنه، وأنا ابن
السراج المنير، وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا،
والذين افترض الله مودتهم في كتابه، إذ يقول: (ومن يقترف حسنة نزد له فيها
حسنا) فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت (1).
هكذا في نسخ رجال الشيخ " بن مريم " بالميم أولا، لكن الصحيح كونه " بن
يريم " بالياء أولا. قال ابن حجر: هبيرة بن يريم - وزان عظيم - الشيباني - ويقال:
" الخارفي " - أبو الحارث الكوفي، لا بأس به، وقد عيب بالتشيع، من الثانية.
قلت: إن قال: " عيب بالتشيع " فقد قال تعالى: (وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا
بالله العزيز الحميد). وفي ميزان الذهبي: هبيرة بن يريم عن علي، ما روى عنه
سوى أبي إسحاق وأبي فاختة، قال أحمد: لا بأس به. وقال ابن خراش: ضعيف،
كان يجهز على قتلى صفين. وقال الجوزجاني: كان مختاريا يجهز على القتلى يوم
الخازر.
وفي نسخة المقاتل في موضعين " بن بريم " بالباء. وأما ما في رجال الشيخ
" الحميري " وابن حجر جعله شيبانيا أو خارفيا، فلا يعلم الأصح ولا يجتمعان،
فشيبان من عدنان وخارف من كهلان بن سبأ من قحطان، وحمير هو حمير بن سبأ
من قحطان.
[8185]
هدم بن مسعود
يأتي في هرم بن مسعدة.

(1) مقاتل الطالبيين: 32.
501

[8186]
هذيل بن حيان
مر في أخيه " جعفر " تعريفه بهذا، وروى الحسن بن محبوب عنه بلفظ " هذيل
ابن حيان " أخي جعفر بن حيان الصيرفي، عن الصادق (عليه السلام) في هدية غريم
الكافي (1) وقرض التهذيبين (2).
[8187]
هذيل بن صدقة
الأسدي مولاهم، الطحان، الكوفي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: روى عنه أبو
أيوب، هذيل ويونس رويا عنه.
أقول: لعل قوله: " هذيل ويونس رويا عنه " عنوان آخر، بمعنى أنه ورد رواية
هذيل ويونس عن الصادق أيضا، وإلا فلا ربط له بما قبله؛ مع أنه أيضا بلا ربط، أما
أولا: فحيث إن كتابه على التهجي لم ذكر " يونس " هنا عطفا على " هذيل " ولم لم
يذكره في الياء، مع أنه ذكر فيه ثمانية مسمين بيونس، أربعة من 44 وأربعة من 67.
وأما ثانيا: فلأن بعد قوله في حق رجاله: " يشتمل على أسماء الرجال الذين رووا
عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعن الأئمة (عليهم السلام) من بعده " يكون قوله: " رويا عنه " لغوا. وأما
ثالثا: فأي فائدة في ذكر اسمين بلا نسب مع وجود السمي لهما؟ ولو أراد أن يقول
هذيل مجرد أيضا روى عن الصادق (عليه السلام) ولم يعلم من هو - كما في باب القول عند
ما يشتري لتجارة الكافي (3) - فعبارته أيضا غير مفيدة لهذا.
وكيف كان: فلم نقف على رواية أبي أيوب عنه، بل رواية ابن مسكان في بيع
نقد التهذيب (4).

(1) الكافي: 5 / 103.
(2) التهذيب: 6 / 202، الاستبصار: 3 / 10.
(3) الكافي: 5 / 157.
(4) التهذيب: 7 / 59.
502

[8188]
هذيل بن عمير بن أبي العريف
الهمداني
في تاريخ بغداد: قال أبو بكر بن خلف: إنه صدوق، إلا أنه يتشيع (1).
[8189]
هذيم بن عبد الله بن علقمة
بن عبد المطلب بن عبد مناف
قال: صحابي قتل يوم اليمامة.
أقول: بل " بن المطلب " لا " بن عبد المطلب ". ثم كونه " هذيم " أيضا
غير معلوم، فقيل: إنه " هريم " كما يأتي.
[8190]
هرثمة بن أعين
قال في خبر العيون عنه: فإذا أنا بالمأمون قد أشرف علي فصاح بي: يا
هرثمة! أليس زعمتم أن الإمام لا يغسله إلا الإمام مثله، فأين محمد بن علي؟
فقلت له: إنا نقول: إنه لا يجب للإمام أن يغسله إلا إمام مثله، فإن تعدى متعد فغسل
الإمام لا تبطل إمامة الإمام لتعدي غاسله، ولا بطلت إمامة الإمام الذي بعده (2).
ولكن في السير عد من قواد المأمون، وقالوا: بعثه الحسن بن سهل لقتال محمد بن
محمد بن زيد.
أقول: نقل العيون الخبر في باب ما حدث به أبو حبيب هرثمة بن أعين من
ذكر وفاته (عليه السلام) وفي خبره: أن الرضا (عليه السلام) أخبره بجميع خصوصيات وفاته، وأن
المأمون يقول له في غسله كذا وليجبه كذا.
وأما ما قاله من السير: فروى مقاتل أبي الفرج بعث الحسن بن سهل له، وفيه:

(1) تاريخ بغداد: 14 / 79.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 248 باب 64 ح 1.
503

لما قرأ كتاب الحسن تغيظ وقال: نوطئ نحن لهم الخلافة ونمهد لهم أكتافها ثم
يستبدون بالأمور (إلى أن قال) صاح هرثمة: يا أهل الكوفة! على م تسفكون
دماءنا ودماءكم؟ إن كان قتالكم إيانا كراهية لإمامنا فهذا " منصور بن المهدي "
رضي لنا ولكم نبايعه، وإن أحببتم إخراج الأمر من ولد العباس فانصبوا إمامكم
واتفقوا معنا نتناظر فيه، فأمسك أهل الكوفة عن الحملة، وناداهم أبو السرايا: أن
هذه حيلة... الخ (1).
ومر - في طاهر بن الحسين - قول الرضا (عليه السلام) لأحمد بن عمر: أيسرك أن
تكون مثل طاهر وهرثمة وإنك على خلاف ما أنت عليه؟ قال: لا والله... الخبر (2).
وفي دلالات العيون: نظر الرضا (عليه السلام) إلى هرثمة بالمدينة فقال: " كأني به وقد
حمل إلى مرو فضربت عنقه " فكان كما قال (3).
وبالجملة: خبر الوفاة رواية على خلاف الدراية.
[8191]
هرثمة بن سليم
في صفين نصر بن مزاحم مسندا عنه قال: غزونا مع علي (عليه السلام) غزوة صفين،
فلما نزلنا بكر بلاء صلى بنا صلاة، فلما سلم رفع إليه من تربتها فشمها ثم قال:
" واها لك أيتها التربة! ليحشرن منك قوم يدخلون الجنة بغير حساب " فلما رجعت
قلت لامرأتي " جرداء بنت سمير " - وكانت شيعة لعلي (عليه السلام) -: ألا أعجبك من
صديقك أبي الحسن لما نزلنا كربلا؟ رفع إليه من تربتها وقال... - ما مر - وما علمه
بالغيب؟ فقالت: دعنا منك أيها الرجل! فإن أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يقل إلا حقا؛
قال: فلما بعث عبيد الله بعثا إلى الحسين كنت فيهم، فلما انتهيت إلى القوم عرفت
المنزل الذي نزل بنا علي (عليه السلام) فيه والبقعة التي رفع إليه من ترابها والقول الذي قاله؛
فكرهت مسيري فأقبلت على فرسي حتى وقفت على الحسين، فسلمت عليه

(1) مقاتل الطالبيين: 356 - 363.
(2) مر في ج 5، الرقم 3741.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 210 باب 47 ح 14.
504

وحدثته بالذي سمعت من أبيه في هذا المنزل، فقال الحسين (عليه السلام): معنا أنت
أو علينا؟ فقلت: لا معك ولا عليك، تركت أهلي وولدي وأخاف عليهم من ابن
زياد، فقال: فول هربا حتى لا ترى لنا مقتلا، والذي نفس حسين (1) بيده! لا يرى
مقتلنا اليوم رجل ولا يغيثنا إلا أدخله الله النار؛ فأقبلت هاربا في الأرض حتى
خفي علي مقتله (2).
ورواه أمالي الصدوق عن هرثمة بن أبي سليم (3).
[8192]
هرم بن حيان
العبدي
قال: مر خبر الكشي: سئل الفضل بن شاذان عن الزهاد الثمانية؟ فقال: الربيع
ابن خثيم وهرم بن حيان وأويس القرني وعامر بن قيس، وكانوا مع علي (عليه السلام)
ومن أصحابه، وكانوا زهادا أتقياء (4).
وفي السير: كان هرم بن حيان صاحب أويس وأنهما أول ما التقيا، قال له
هرم: السلام عليك يا أويس بن عامر، فقال: وعليك السلام يا هرم بن حيان، فقال
هرم: أما أني قد عرفتك بالصفة، فكيف عرفتني؟ قال: إن أرواح المؤمنين لتشام
كما تشام الخيل، فتعرف بعضها بعضا (5).
أقول: وفي الحلية، عن مالك بن دينار قال: استعمل هرم فظن أن قومه
سيأتونه، فأمر بنار فأوقدت بينه وبين من يأتيه، فجاءه قومه يسلمون عليه من
بعيد، فقال: مرحبا بقومي! ادنوا، قالوا: ما نستطيع لقد حال النار بيننا وبينك، قال:
وأنتم تريدون أن تلقوني في نار أعظم منها، نار جهنم! قال: فرجعوا (6).
وفي الاستيعاب: قال أبو عبيدة: وفي سنة ثمان عشرة حاصر هرم بن حيان

(1) في المصدر: نفس محمد.
(2) وقعة صفين: 140.
(3) أمالي الصدوق: 117 - 118، وفيه: هرثمة بن أبي مسلم.
(4) الكشي: 97.
(5) لم نعثر عليه.
(6) حلية الأولياء: 2 / 120.
505

أهل أبو شهر، فرأى ملكهم امرأة تأكل ولدها من شدة الجوع والحصار! فقال: الآن
أصالح العرب، وصالح هرم على أن خلى له المدينة ومنها نزل الناس الكوفة.
[8193]
هرم بن خنيس
قال: صحابي مجهول العاقبة:
أقول: بل أصله غير معلوم، فالأصل فيه خبر رواه بعضهم فيه: " هرم بن
خنيس " ورواه آخر وفيه: " وهب بن خنيس " ولم يعلم صحة الأول.
[8194]
هرم بن عبد الله
الأنصاري، من بني عمرو بن عوف
قال: أحد البكائين الذين نزلت فيهم: (تولوا وأعينهم تفيض من الدمع).
أقول: ما قاله ذكره أبو عمر، وبدله أبو نعيم ب‍ " هرمي بن عبد الله الواقفي "
ولكن في تفسير القمي: البكاؤون سبعة: من بني عمرو بن عوف " سالم بن عمير "
ومن بني واقف " هرمي بن عمير " (إلى أن قال) وإنما سأل هؤلاء البكاؤون نعلا
يلبسونها (1).
[8195]
هرم بن مسعدة
قال: صحابي مجهول.
أقول: الأصل فيه خبر رواه ابن شاهين بلفظ هذا، ورواه غيره بلفظ " هدم بن
مسعود " عنون المصنف كلا منهما وقال فيه: " صحابي مجهول " مع أنه رجل واحد.
ثم قال أسد الغابة: غالب الظن أن هذا تصحيف، فذكر ذاك ابن ماكولا الذي إمام
في الفن، وذكره هشام الكلبي.
قلت: وذاك نسبه إلى هشام الكلبي، فيعلم وهمه.

(1) تفسير القمي: 1 / 320، في تفسير الآية (91 - 93) من سورة التوبة.
506

[8196]
هرمي بن عبد الله
الواقفي، من واقف الأنصار
مر في سابقه.
وعنونه المصنف وعنون سابقه بدون أن يشير إلى أن الأصل فيهما واحد،
فجعل الواحد اثنين.
[8197]
هرمي بن عمير
الواقفي، من واقف الأنصار
مر في سابقه.
[8198]
الهرمزان
ملك تستر
في جمل المفيد: لما طالب أمير المؤمنين (عليه السلام) عثمان بالقود من عبيد الله بن
عمر - الذي كان قتل هرمزان بغير حق باتهام شركته في قتل عمر - تعلل عثمان
بأن أباه قتل ولا يرى قتله اليوم، لئلا يتواتر على المسلمين الهموم والغموم،
فرد (عليه السلام) عليه بأن حدود الله لا تسقط بمثل هذا الاعتلال، فعدل عثمان إلى تعلل
آخر، فقال: هرمزان رجل غريب لا ولي له وأنا ولي من لا ولي له، وقد رأيت العفو
عن قاتله، فقال (عليه السلام) له: ليس للإمام أن يعفو عن حق يتعلق بالمخلوقين إلا أن يعفو
الأولياء عنه (إلى أن قال) فلما رأى (عليه السلام) دفاع عثمان عن الحد الواجب وتعلله في
ذلك، قال له: " أما أنت فمطالب بدم هرمزان يوم يعرض الله الخلق للحساب، وأما
أنا فأقسم بالله! لئن وقعت عيني على عبيد الله لأخذت حق الله منه، وإن رغم أنف
من رغم " فاستدعى عثمان عبيد الله ليلا وأمره بالهرب منه (عليه السلام) فخرج من المدينة
ليلا وقد أصحبه عثمان كتابا أقطعه فيه قرية من قرى الكوفة - وهي كوفية ابن
507

عمر - فلم يزل بها حتى ولي (عليه السلام) ففر (1).
وفي تاريخ اليعقوبي: خطب عثمان، فقال: إني ولي دم الهرمزان وقد وهبته لله
ولعمر، فقام المقداد فقال: إن هرمزان مولى لله ولرسوله، وليس لك أن تهب ما كان
لله ولرسوله، فقال عثمان: ننظر وتنظرون، فقال بعضهم:
أبا عمرو! عبيد الله رهن * فلا تشكك بقتل الهرمزان (2)
وفي صفين نصر وطوال الدينوري: دخل عبيد الله في صفين عسكر علي (عليه السلام)
فقال له علي (عليه السلام): أنت قاتل الهرمزان وقد كان أسلم على يدي عمي العباس،
وفرض له أبوك في ألفين، فقال له ابن عمر: الحمد لله الذي جعلك تطلبني بدم
هرمزان وأطلبك بدم عثمان، فقال له علي (عليه السلام): لا عليك، سيجمعني وإياك الحرب
غدا (3).
وفي فتوح البلاذري عن أنس: حاصرنا تستر فنزل الهرمزان، فكنت الذي
أتيت به إلى عمر بعث بي أبو موسى، فقال له عمر: تكلم، فقال: أكلام حي أم كلام
ميت؟ فقال: " تكلم لا بأس " فقال الهرمزان: كنا معشر العجم ما خلى الله بيننا
وبينكم نقصيكم (4) ونقتلكم، فلما كان الله معكم لم يكن لنا بكم يدان، فقال عمر،
ما تقول يا أنس؟ قلت: تركت خلفي شوكة شديدة وعدوا كلبا، فإن قتلته يئس
القوم من الحياة فكان أشد لشوكتهم، وإن استحييته طمع القوم في الحياة، فقال
عمر: يا أنس قاتل البراء بن مالك ومجزاة بن ثور السدوسي، قلت: فليس لك إلى
قتله سبيل، قال: ولم أعطاك، قلت: لا ولكنك قلت له: لا بأس، فقال: متى لتجيئن
معك بمن شهد والا بدأت بعقوبتك، قال أنس: فخرجت فإذا الزبير قد حفظ الذي
حفظت فشهد لي، فخلى سبيله، فأسلم وفرض له.

(1) مصنفات الشيخ المفيد: 1 / 175، الجمل، وفيه: فلم يزل بها حتى ولي (عليه السلام) فكان عبيد الله
في جملة المباينين له، واجتهد في حربه مع جند الشام فقتله الله ببغيه ولقاه أعماله وكفى
المسلمين شره.
(2) تاريخ اليعقوبي: 2 / 163 - 164.
(3) وقعة صفين: 186، الأخبار الطوال: 169.
(4) في المصدر: نقضيكم.
508

وفيه: اتهم بممالأة أبي لؤلؤة، فقال له عبيد الله بن عمر: امض بنا ننظر إلى
فرس لي، فمضى وعبيد الله خلفه، فضربه بالسيف وهو غافل فقتله (1).
وفي الطبري: كان زياد بن لبيد البياضي إذا رأى عبيد الله بن عمر قال:
أصبت دما والله في غير حله * حراما وقتل الهرمزان له خطر
على غير شيء غير أن قال قائل * أتتهمون الهرمزان على عمر
فقال سفيه - والحوادث جمة - * نعم أتهمه قد أشار وقد أمر
وكان سلاح العبد في جوف بيته * يقلبها والأمر بالأمر يعتبر
فشكاه عبيد الله إلى عثمان، فدعاه عثمان فنهاه، فأنشأ زياد يقول في عثمان:
أبا عمرو! عبيد الله رهن * فلا تشكك بقتل الهرمزان
فإنك إن غفرت الجرم عنه * وأسباب الخطا فرسا رهان
أتعفو إذ عفوت بغير حق * فمالك بالذي تحكي يدان
وأشار بقوله: " فقال سفيه " إلى عبد الرحمن بن أبي بكر، فإنه قال - كما في
الطبري - غداة طعن عمر: مررت على أبي لؤلؤة عشي أمس، ومعه جفينة
والهرمزان وهم نجي، فلما رهقتهم ثاروا، وسقط منهم خنجر له رأسان نصابه في
وسطه، فانظروا بأي شيء قتل، وجاء من خرج في طلب أبي لؤلؤة بالخنجر الذي
وصف عبد الرحمن بن أبي بكر (2).
[8199]
هريم بن سفيان
يأتي في هزيم بن سفيان.
[8200]
هريم بن عبد الله
بن علقمة بن المطلب بن عبد مناف
قال: صحابي قتل يوم اليمامة.

(1) فتوح البلدان: 374.
(2) تاريخ الطبري: 4 / 239 - 240.
509

أقول: هو الذي جعله أولا " هذيم بن عبد الله " ذاك عنوان ابن ماكولا، وهذا
عنوان أبي عمر، والمصنف جعل الواحد اثنين.
[8201]
هزال بن ذئاب
الأسلمي
قال: صحابي مجهول.
أقول: بل لم يعلم أصله، فبدله ابن مندة وأبو نعيم ب‍ " هزال بن يزيد ".
[8202]
هزال
صاحب الشجرة
في الاستيعاب: روى عنه معاوية بن قرة، قال: إنكم تأتون ذنوبا هي أدق في
أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من الموبقات.
[8203]
هزيم بن جرير
الكوفي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
أقول: كونه هزيم - بالزاي - غير معلوم، ولعله هريم - بالراء - مثل الآتي.
[8204]
هزيم بن سفيان
البجلي، الكوفي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
أقول: ونقله الوسيط أيضا هزيم - بالزاي - والذي في المطبوعة الحيدرية
هريم - بالراء - وهو الصحيح؛ ففي تقريب ابن حجر عنونه بالراء فقال: " هريم بن
سفيان البجلي أبو محمد الكوفي، صدوق، من كبار التاسعة " وفي القاموس في هرم
- بالراء - وكزبير، ابن سفيان، محدث.
510

ثم الظاهر عاميته، كما هو مقتضى سكوت التقريب والقاموس عن مذهبه.
وعناوين رجال الشيخ أعم، ولا ظهور لها في الإمامية كما يدعيه المصنف دائما.
[8205]
هشام أبو عبد الله
البزار
في فصول المرتضى عن المفيد: أنه ممن روى عن الصادق (عليه السلام) (1).
[8206]
هشام بن إبراهيم، الأحمر
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا (عليه السلام).
أقول: وعده البرقي في أصحاب الكاظم (عليه السلام). وفي المشيخة: " إبراهيم بن
هاشم، عن هشام بن إبراهيم صاحب الرضا (عليه السلام) " (2). وهو دليل جلاله.
وفي بدء أذان الكافي: محمد بن راشد، عن هشام بن إبراهيم، عن
الرضا (عليه السلام) (3). ويأتي بعنوان " هشام بن إبراهيم الختلي " و " هشام بن إبراهيم
المشرقي ".
[8207]
هشام بن إبراهيم
الختلي
روى الكشي - في زرارة - عن حمدويه وإبراهيم، عن العبيدي، عن هشام بن
إبراهيم الختلي - وهو المشرقي - قال: قال لي أبو الحسن الخراساني (عليه السلام): كيف
تقولون في الاستطاعة بعد يونس تذهب فيها مذهب زرارة ومذهب زرارة هو
الخطأ؟... الخبر (4).
ويأتي في " هشام بن إبراهيم المشرقي " أيضا روايته عن العبيدي قال:

(1) الفصول المختارة: 29.
(2) الفقيه: 4 / 456.
(3) الكافي: 3 / 308.
(4) الكشي: 145.
511

سمعت هشام بن إبراهيم الختلي - وهو المشرقي - يقول: استأذنت لجماعة على
أبي الحسن (عليه السلام) في سنة 199... الخبر (1). ويأتي ثمة.
[8208]
هشام بن إبراهيم
الراشدي، الهمداني، العباسي
قال: روى العيون: أنه كان هشام بن إبراهيم الراشدي الهمداني من أخص
الناس عند الرضا (عليه السلام) من قبل أن يحمل، وكان عالما أديبا لبيبا، وكانت أمور
الرضا (عليه السلام) تجري من عنده وعلى يده، وتصير الأموال من النواحي كلها إليه قبل
حمله (عليه السلام) فلما حمل (عليه السلام) اتصل هشام بن إبراهيم بذي الرئاستين، فقربه وأدناه
وكان ينقل أخباره (عليه السلام) إليه وإلى المأمون، فحظي بذلك عندهما، وكان لا يخفى
عليهما من أخباره شيئا، فولاه المأمون حجابة الرضا (عليه السلام) فكان لا يصل إليه (عليه السلام)
من أحب، وضيق عليه، فكان من يقصد من مواليه لا يصل إليه، وكان (عليه السلام) لا يتكلم
في داره بشيء إلا أوصله هشام إلى المأمون وذي الرئاستين، وجعل المأمون
العباس ابنه في حجر هشام، وقال: أدبه فسمي " هشام العباسي " لذلك (2).
وروى أنه قصد الفضل بن سهل مع هشام بن إبراهيم الرضا (عليه السلام) فقال: جئتك
في سر، وقالا: قد علمنا أن الإمرة إمرتكم والحق حقكم، والذي نقوله بألسنتنا
عليه ضمائرنا، وإلا فعتق ما نملك والنساء طوالق وعلي ثلاثين حجة راجلا، إنا
على أن نقتل المأمون ويخلص لك الأمر حتى يرجع الحق إلى أهله! فلم يسمع
منهما وشتمهما ولعنهما، وقال: كفرتما النعمة، فلا يكون لكما سلامة ولا لي إن
رضيت بما قلتما، فلما سمع ذلك الفضل منه مع هشام علم أنهما أخطأ وقصدا
المأمون، وقالا للرضا (عليه السلام): أردنا بما فعلنا أن نجربك، فقال (عليه السلام) لهما: كذبتما! فإن
قلوبكما على ما أخبرتماني إلا أنكما لم تجداني كما أردتما. فلما دخلا على

(1) الكشي: 498.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 153 باب 40 ح 22.
512

المأمون قالا له: إنا قصدنا الرضا وأردنا أن نقف على ما يضمره لك فقلنا وقال،
فقال المأمون: وفقتما؛ فلما خرجا من عنده قصده الرضا (عليه السلام) وأعلمه ما قالا
وأمره أن يحفظ بنفسه منهما، فعلم أن الرضا (عليه السلام) هو الصادق (1).
أقول: روى العيون الخبرين في باب السبب الذي قبل الرضا (عليه السلام) ولاية العهد.
ثم وصفه بالراشدي، لكون راشد أبا جده؛ فروى الطبري - في موت عبد الله
ابن الحسن المحض - عن رجل قال: فحدثت به هشام بن إبراهيم بن هشام بن
راشد - من أهل همدان وهو العباسي - أن أبا جعفر أمر بقتله، فحلف بالله ما فعل
ذلك، ولكن دس إليه من أخبره أن محمدا قد ظهر، فانصدع قلبه (2).
ويأتي تتمة الكلام فيه في " هشام بن إبراهيم العباسي ".
[8209]
هشام بن إبراهيم
صاحب الرضا (عليه السلام)
قال: ذكره المشيخة (3). وقال اللاهيجي: يعبر عنه بالعباسي.
أقول: بل العباسي مذموم كما مر ويأتي، وإنما هو المشرقي الممدوح الآتي.
[8210]
هشام بن إبراهيم
العباسي
قال، قال العلامة: عنونه ابن الغضائري، قائلا: صاحب يونس طعن عليه،
والطعن عندي في مذهبه لا في نفسه.
وروى الكشي عن محمد بن الحسن، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن
الريان بن الصلت، قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام): إن هشام بن إبراهيم العباسي زعم
أنك أحللت له الغناء؟ فقال: كذب الزنديق! إنما سألني عنه فقلت له: إن رجلا سأل

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 167 باب 40 ح 30.
(2) تاريخ الطبري: 7 / 549.
(3) الفقيه: 4 / 456.
513

أبا جعفر (عليه السلام) فقال أبو جعفر (عليه السلام): إذا فرق الله بين الحق والباطل فأينما يكون
الغناء؟ فقال الرجل: مع الباطل، فقال له أبو جعفر (عليه السلام): قد قضيت.
وعن العياشي، عن علي بن محمد، عن محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد،
عن رجل من أصحابنا، عن صفوان بن يحيى وابن سنان أنهما سمعا أبا الحسن (عليه السلام)
يقول: لعن الله العباسي! فإنه زنديق وصاحبه يونس، فإنهما يقولان بالحسن
والحسين.
وعنه، عن علي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي طالب، عن معمر بن
خلاد، عن الرضا (عليه السلام) أن العباسي زنديق وكان أبوه زنديقا.
وعنه، عن علي، عن أحمد، عن أبي طالب، قال: حدثني العباسي أنه قال
للرضا (عليه السلام): لم لا تدخل في ما سألك أمير المؤمنين؟ قال، فقال: فأنت أيضا علي يا
عباسي؟ فقال: نعم ولتجيبه إلى ما سألك أو لأعطينك القاضية، يعني السيف.
وعنه، قال: سألنا الحسين بن أشكيب عن العباسي هشام بن إبراهيم وقلنا له:
كان من ولد العباس؟ قال: لا كان من الشيعة، فطلبه فكتب كتب الزيدية وكتب
إثبات إمامة العباس، ثم دس إلى من يغمز به واختفى، واطلع السلطان على كتبه،
فقال: هذا عباسي، فآمنه وخلى سبيله (1).
أقول: وروى الكشي أيضا عن خط محمد بن الحسن بن بندار القمي في كتابه
عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن سالم، قال: لما حمل سيدي موسى بن
جعفر (عليه السلام) إلى هارون جاء إليه هشام بن إبراهيم العباسي، فقال له: يا سيدي قد
كتب لي صك إلى الفضل بن يونس فتسأله أن يروج أمري، قال: فركب إليه
أبو الحسن (عليه السلام) فدخل عليه حاجبه، فقال: يا سيدي أبو الحسن موسى (عليه السلام) بالباب،
فقال: إن كنت صادقا فأنت حر ولك كذا وكذا، فخرج الفضل بن يونس حافيا يعدو،
حتى خرج إليه فوقع على قدميه يقبلهما، ثم سأله أن يدخل فدخل، فقال له: اقض
حاجة هشام بن إبراهيم فقضاها. ثم قال: يا سيدي قد حضر الغداء فتكرمني أن

(1) الكشي: 500 - 502.
514

تتغدى عندي، فقال: هات، فجاء بالمائدة وعليها البوارد، فأجال (عليه السلام) يده في
البارد، ثم قال: البارد تجال اليد فيه، فلما رفع البارد جاءوا بالحار فقال
أبو الحسن (عليه السلام): الحار حمى (1).
وهو أول أخباره بعد عنوانه.
ومر - في هشام بن إبراهيم الراشدي العباسي - خبران من العيون في ذمه،
وإن تضمن الخبر الأول منهما أنه سمي " عباسيا " لجعل المأمون العباس ابنه في
حجره، وخبر الكشي - المتقدم - تضمن أنه سمي " عباسيا " لكتابته إمامة العباس،
فيمكن أن يكون من اختلاف النظر، فيقع في مثله كثيرا.
ومما يدل على ذمه سوى ما مر ما رواه الكافي بإسناده عن يحيى بن
أبي عمران الهمداني قال: كتبت إلى أبي جعفر (عليه السلام) ما تقول في رجل ابتدأ ببسم الله
الرحمن الرحيم في صلاته وحده في أم الكتاب، فلما صار إلى غير أم الكتاب من
السورة تركها؟ فقال العباسي: ليس بذلك بأس، فكتب (عليه السلام) بخطه: يعيدها - مرتين
- على رغم أنفه، يعني العباسي (2).
وروى خبر الكشي الثاني في سؤال الغناء أيضا (3).
وما رواه قرب الإسناد عن الريان بن الصلت قال: دخلت على العباسي يوما
فطلب دواة وقرطاسا بالعجلة، فقلت: مالك؟ فقال: سمعت من الرضا (عليه السلام) أشياء
أحتاج أن أكتبها لا أنساها فكتبها، فما كان بين هذا وبين أن جاءني بعد جمعة في
وقت الحر وذلك بمرو، فقلت: من أين جئت؟ فقال: من عند هذا، قلت: من عند
المأمون؟ قال: لا، قلت: من عند الفضل بن سهل؟ قال: لا، من عند هذا، فقلت: من
عند من تعني؟ قال: من عند علي بن موسى، فقلت: ويلك خذلت! أيش قصتك؟
فقال: دعني من هذا متى كان آباؤه يجلسون على الكراسي حتى يبايع لهم بولاية
العهد كما فعل هذا؟ فقلت: ويلك استغفر ربك! فقال: جاريتي فلانة أعلم منه، ثم

(1) الكشي: 500.
(2) الكافي: 3 / 313.
(3) الكافي: 6 / 435.
515

قال: لو قلت برأسي هكذا لقالت الشيعة برأسها، فقلت: أنت رجل ملبوس عليك،
إن من عقيدة الشيعة: أنه لو رأوه وعليه إزار مصبوغ وفي عنقه كر يضرب حول
هذا العسكر لقالوا: ما كان وقتا من الأوقات أطوع لله عزوجل من هذا الوقت، وما
وسعه غير ذلك فسكت. ثم كان يذكره عندي وقتا بعد وقت، فدخلت على
الرضا (عليه السلام) فقلت له: إن العباسي يسمعني منك (1) ويذكرك وهو كثيرا ما ينام عندي
ويقيل، فترى أن آخذ بحلقه وأعصره حتى يموت ثم أقول: مات ميتة فجأة؟ فقال
- ونفض يديه ثلاث مرات -: لا يا ريان لا يا ريان لا يا ريان! فقلت له: إن الفضل
ابن سهل هو ذا يوجهني إلى العراق في أمور له والعباسي خارج بعدي بأيام إلى
العراق، أفترى أن أقول لمواليك القميين أن يخرج منهم عشرون أو ثلاثون رجلا
كأنهم قاطعوا الطريق أو صعاليك فإذا اجتاز بهم قتلوه، فيقال: قتله الصعاليك؟
فسكت ولم يقل لي نعم ولا لا. فلما صرت إلى " الجواد " بعثت فارسا إلى زكريا بن
آدم القمي وكتبت إليه أن هاهنا أمورا لا يحتملها الكتاب، فإن رأيت أن تصير إلى
مشكاة يوم كذا وكذا فلأوافينك بها إن شاء الله، فوافيت وقد سبقني إلى مشكاة،
فأعلمته الخبر وقصصت عليه القصة وأنه يوافي الموضع يوم كذا وكذا، فقال:
دعني والرجل، فودعته وخرجت ورجع إلى قم وقد وافاها معمر فاستشاره فيما
قلت له، فقال معمر: لا ندري سكوته أمر أو نهي، ولم يأمرك بشيء فليس الصواب
أن تتعرض له، فأمسك عن التوجه إليه زكريا، واجتاز العباسي الجادة وسلم منه (2).
وأما رواية العيون عن اليقطيني سمعت هشام العباسي يقول: " دخلت على
الرضا (عليه السلام) وأنا أريد أن أسأله أن يعوذني لصداع أصابني وأن يهب لي ثوبين من
ثيابه أحرم فيهما، فلما دخلت سألت عن مسائلي فأجابني ونسيت حوائجي، فلما
قمت لأخرج قال: اجلس، فجلست بين يديه، فوضع يده على رأسي وعوذني، ثم
دعا بثوبين من ثيابه فدفعهما إلي، وقال لي: أحرم فيهما؛ قال العباسي: وطلبت

(1) في المصدر: فيك.
(2) قرب الإسناد: 148 - 150.
516

بمكة ثوبين سعيديين أحدهما لابني فلم أصب بمكة منها شيئا على نحو ما أردت،
فمررت بالمدينة في منصرفي فدخلت على الرضا (عليه السلام) فلما ودعته دعا بثوبين
سعيديين على عمل الموشى الذي كنت طلبته، فدفعهما إلي " (1) فموردها أيام كون
الرضا (عليه السلام) بالمدينة، وذاك الوقت كان مستقيما. كما أن خبر الكشي الأول كان في
زمن الكاظم (عليه السلام) قبل زيغه، مع أنه أعم.
وبالجملة: الأخبار من الكشي والكافي والعيون والقرب وغيرها متفقة على
ذمه، كما عرفت.
ومنها مضافا إلى ما مر ما رواه الكشي في هشام بن الحكم - الآتي - ذكر
الرضا (عليه السلام) العباسي فقال: " هو من غلمان أبي الحرث - يعني يونس بن
عبد الرحمن - وأبو الحرث من غلمان هشام، وهشام من غلمان أبي شاكر، وأبو
شاكر زنديق " (2) وعدم العمل به في هشام ويونس - كخبره الثاني مما مر في يونس -
لا يمنع من العمل بهما فيه، ولعل ذكرهما كان جدلا، حيث إن الخصم يقول بذمهما.
والظاهر أن ابن الغضائري استند في قوله: " صاحب يونس " إلى الخبرين،
لكن عرفت عدم العمل بهما بالنسبة إلى يونس؛ ولو كان وصفه ب‍ " صاحب الفضل
بن سهل " كما عرفته من خبري العيون في عنوانه بلفظ " هشام بن إبراهيم
الراشدي " كان أولى.
ثم تحريف خبر الكشي الثالث " لعن الله العباسي فإنه زنديق وصاحبه يونس،
فإنهما يقولان بالحسن والحسين " لا يخفى. والظاهر أن قوله: " بالحسن
والحسين " محرف " بالنور والظلمة " أو " بالتزندق " كما لا يخفى.
كما أن خبره الأخير " كان من الشيعة فطلبه فكتب كتب الزيدية وكتب إثبات
إمامة العباس " أيضا تحريفه لا يخفى، فهل كان المخالف للعباسية من اليوم الأول
إلا الزيدية؟ وإنما " الزيدية " محرف " الراوندية " فإن الراوندية هم القائلون بإمامة

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 220 باب 47 ح 36.
(2) الكشي: 278.
517

العباس. وحينئذ، فالأصل كان هكذا: كان من الشيعة، فطلبه السلطان، فكتب كتبا
مثل كتب الراوندية في إثبات إمامة العباس.
هذا، وعنوان أصل الكشي له هكذا: " ما روى في هشام بن إبراهيم العباسي " (1).
وزاد القهبائي - مرتب الكشي - على عنوانه: " وهو المشرقي من أصحاب
الرضا (عليه السلام) ". وهو خلط واجتهاد غلط من محشي نسخة نقل عنها القهبائي، فإن
" المشرقي " عنونه الكشي مستقلا، وهو ممدوح - كما يأتي - وهذا مذموم كان أولا
إماميا وبعد خلطته بالمأمون ووزيره الفضل بن سهل صار زنديقا، كما هو شأن
كثير من الناس، ولذا كانوا (عليهم السلام) يقولون لمن طلب منهم الإذن للدخول في أعمال
الظلمة: " إنهم يأخذون من دينكم أكثر مما تأخذون من دنياهم " (2).
ومما ذكرنا يظهر لك ما في اعتذاره عن عنوانه بعد ذلك المشرقي أيضا " بأنه
كان العنوان في الأصل متعددا " فبعد تغايرهما لا محل لاعتذاره.
هذا، وتقدم تبديل النجاشي له ب‍ " هاشم بن إبراهيم العباسي " وقلنا بوهمه
لاتفاق الكل على أنه " هشام " كوهم قوله: " الذي يقال له المشرقي " فقد عرفت أن
" المشرقي " غير " العباسي ".
هذا، ويأتي بعنوان " هشام الخطيب، المعروف بالعباسي ".
ويأتي في الألقاب رواية الطبري خبرا فيه: هشام بن إبراهيم بن هشام بن
راشد من أهل همدان، وهو العباسي (3).
[8211]
هشام بن إبراهيم
المشرقي
قال: قال الكشي: قال حمدويه: هشام المشرقي هو ابن إبراهيم البغدادي،
فسألته عنه وقلت له: ثقة؟ فقال: ثقة ثقة، ورأيته ببغداد.

(1) الكشي: 500.
(2) لم نعثر عليه.
(3) تاريخ الطبري: 7 / 549.
518

أقول: عنونه الكشي مع " جعفر بن عيسى بن يقطين " و " موسى بن صالح "
المتقدمين و " أبي الأسد " الآتي. وروى عن حمدويه وإبراهيم، عن العبيدي، قال:
سمعت هشام بن إبراهيم الختلي - وهو المشرقي - يقول: استأذنت لجماعة على
أبي الحسن (عليه السلام) في سنة تسع وتسعين ومائة، فحضروا وحضرنا ستة عشر رجلا
(إلى أن قال) فقلت له: يا سيدي نستعين بك على هذين الشيخين: يونس وهشام،
- وهما حاضران - وهما أدبانا وعلمانا الكلام، فإن كنا يا سيدي على هدى فقرنا،
وإن كنا على ضلال فهذان أضلانا، فمرنا بتركه ونتوب إلى الله منه، يا سيدي فادعنا
إلى دين الله نتبعك، فقال (عليه السلام): " ما أعلمكم إلا على هدى، جزاكم الله خيرا على
النصيحة القديمة والحديثة خيرا ". فتأولوا " القديمة " علي بن يقطين " والحديثة "
خدمتنا له (إلى أن قال) وقال المشرقي له: والله! ما نقول إلا ما يقول آباؤك (عليهم السلام)
وعندنا كتاب سميناه " كتاب الجامع " فيه جميع ما يتكلم الناس عليه عن
آبائك (عليهم السلام) وإنما نتكلم عليه (إلى أن قال) قال حمدويه... الخ (1). وفي آخره قال:
" ورأيت ابنه ببغداد " لا كما نقل.
ثم الغريب! إنه لم ينقل هذا الخبر ونقل بدله خبر الكشي الأول بعد " العباسي "
المتقدم - كما تقدم - باحتمال إرادته به، مع أنه لا مجال له بعد كونه بلفظ " العباسي "
ونقل الكشي له في العباسي.
كما أن نقله خبر العيون الذي نقلناه في العباس - المتضمن لنقله معجزتين عن
الرضا (عليه السلام) - هنا غلط، بعد كونه بلفظ " العباسي ". وقلنا ثمة: إن العباسي وإن كان
زنديقا إلا أنه كان أولا شيعيا وزاغ أخيرا بعد اتصاله بالفضل بن سهل والمأمون.
ثم التحقيق إنه وإن عنونا ستة مسمين بهشام بن إبراهيم: " الأحمر " و
" الختلي " و " الراشدي " و " صاحب الرضا (عليه السلام) " و " العباسي " و " المشرقي " إلا أن
الأصل فيهم اثنان: " العباسي " و " المشرقي ". وأما " الراشدي " فهو " العباسي " كما
صرح به فيه، كما أن " الختلي " هو " المشرقي " كما صرح به أيضا فيه. كما أن

(1) الكشي: 498.
519

" الأحمر " و " صاحب الرضا (عليه السلام) " أيضا هما المشرقي، لعدم ورود قدح في
" الأحمر " كالمشرقي، وكون " صاحب الرضا (عليه السلام) " مدحا والمشرقي ممدوح مع
عدم تضاد. وأما القول باتحاد الجميع كالقول بكونهم أكثر من اثنين عليل؛
وللمصنف هنا تطويلات غير طائلة لم نتعرض لها.
هذا، وزاد مرتب الكشي هنا أيضا في عنوان الكشي " من أصحاب
الرضا (عليه السلام) " تخليطا من الحواشي. هذا، ويأتي في الألقاب بلفظ " المشرقي "
أيضا.
[8212]
هشام بن أحمر
الكوفي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: روى عن أبي
الحسن (عليه السلام) أيضا.
وعده في أصحاب الكاظم (عليه السلام) مع " هشام بن الحكم " و " هشام بن سالم "
قائلا: رووا كلهم عن أبي عبد الله (عليه السلام).
أقول: لم نقف على روايته عن غير الكاظم (عليه السلام) كما في الكافي: الرجل يقتل
المملوك (1) وفي شراء العقارات (2) وفي فضل التجارة (3) وفي الشكر (4) وفي أوقات
الحد (5) وفي الرفق (6) وفي كثرة شرب الماء (7)، وفي التهذيب في زكاة مال الغائب (8)؛
وإنما روى عن سلمة عن الصادق (عليه السلام) في صدقات نبي وصية الكافي (9).
وفي 20 من أخبار 24 من أبواب ديات الكافي: " قلت: روينا عن أبي
عبد الله (عليه السلام) " (10) وهو ظاهر في عدم روايته بلا واسطة عنه (عليه السلام) أصلا.

(1) الكافي: 7 / 307.
(2) الكافي: 5 / 92.
(3) الكافي: 5 / 149.
(4) الكافي: 2 / 98.
(5) الكافي: 7 / 217.
(6) الكافي 2 / 119.
(7) الكافي: 6 / 382.
(8) التهذيب: 4 / 33.
(9) الكافي: 7 / 55.
(10) الكافي: 7 / 307.
520

[8213]
هشام بن البريد
الزبيدي، مولاهم، الخزاز، الكوفي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
أقول: لعله محرف " هشام بن يزيد " ففي فصول المرتضى: هشام بن يزيد
ممن روى عن الصادق (عليه السلام) (1).
[8214]
هشام بن الحرث بن عمرو
الخثعمي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: " كوفي ابن
أخي عبد الملك بن عمرو الأحول، روى عنه ابن رباط ". ونقل الجامع رواية
ابن بكير عنه.
أقول: في استبراء أمة الكافي (2).
[8215]
هشام بن الحكم
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: " الكندي
مولاهم، البغدادي، يكنى أبا محمد وأبا الحكم، بقي بعد أبي الحسن (عليه السلام) ". وعده
في أصحاب الكاظم (عليه السلام) كما مر في هشام بن أحمر.
وعنونه في الفهرست، قائلا: رحمه الله كان من خواص سيدنا ومولانا الإمام
موسى بن جعفر بن محمد (عليهم السلام) وكانت له مباحثات كثيرة مع المخالفين في
الأصول وغيرها (إلى أن قال) عن ابن أبي عمير وصفوان بن يحيى، عن هشام بن
الحكم (إلى أن قال) وكان هشام يكنى أبا محمد، وهو مولى بني شيبان، كوفي
وتحول إلى بغداد ولقي أبا عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) وابنه أبا الحسن موسى (عليه السلام)

(1) الفصول المختارة: 29.
(2) الكافي: 5 / 472.
521

وله عنهما روايات كثيرة، وروى عنهما فيه مدائح جليلة؛ وكان ممن فتق الكلام
في الإمامة والمذهب بالنظر، وكان حاذقا بصناعة الكلام حاضر الجواب، سئل
يوما عن معاوية بن أبي سفيان أشهد بدرا؟ فقال: نعم من ذلك الجانب! وكان
منقطعا إلى يحيى بن خالد البرمكي، وكان القيم لمجالس كلامه ونظره، وكان ينزل
الكرخ من مدينة السلام في درب الجنب؛ وتوفي بعد نكبة البرامكة بمدة يسيرة
متسترا - وقيل: في خلافة المأمون - وكان لاستتاره قصة مشهورة في المناظرات.
وعنونه ابن النديم، قائلا: البغدادي الكندي مولى بني شيبان، كنيته أبو محمد،
وقيل: أبو الحكم، أصله من الكوفة وانتقل إلى بغداد، من أجلة أصحاب أبي عبد الله
جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام). وهو من متكلمي الشيعة الإمامية وبطانتهم، وممن
دعا له الصادق (عليه السلام) فقال: أقول لك ما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لحسان: " لا تزال
مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك " وهو الذي فتق الكلام في الإمامة وهذب
المذهب، وسهل طريق الحجاج فيه، وكان حاذقا بصناعة الكلام حاضر الجواب،
وكان أولا من أصحاب الجهم بن صفوان، ثم انتقل إلى القول بالإمامة بالدلائل
والنظر؛ وكان منقطعا إلى البرامكة ملازما ليحيى، وكان القيم بمجالس كلامه
ونظره، ثم تبع الصادق (عليه السلام) فانقطع إليه، وتوفي بعد نكبة البرامكة بمدة يسيرة،
وقيل: بل في خلافة المأمون، وكان هشام يقول: ما رأيت مثل مخالفينا عمدوا إلى
من ولاه الله من سمائه فعزلوه، وإلى من عزله من سمائه فولوه. ويذكر قصة مبلغ
سورة " براءة " ومرد أبي بكر وإيراد علي (عليه السلام) بعد نزول جبرئيل، قائلا
للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن الله تعالى: " إنه لا يؤديها إلا أنت أو رجل منك " فرد أبا بكر وأنفذ
عليا (عليه السلام) (1).
وفي المشيخة: كنيته أبو محمد، مولى بني شيبان بياع الكرابيس، تحول من
بغداد إلى الكوفة (2).
وعنونه النجاشي، قائلا: أبو محمد مولى كندة، وكان ينزل بني شيبان بالكوفة،

(1) فهرست ابن النديم (التكملة): 224.
(2) الفقيه: 4 / 437.
522

انتقل إلى بغداد سنة تسع وتسعين ومائة - ويقال: إن في هذه السنة مات - له كتاب
يرويه جماعة (إلى أن قال) وأما مولده فقد قلنا الكوفة، ومنشأه واسط، وتجارته
بغداد، ثم انتقل إليها في آخر عمره ونزل قصر وضاح؛ وروى هشام عن أبي عبد الله
وأبي الحسن موسى (عليهما السلام) وكان ثقة في الروايات، حسن التحقيق بهذا الأمر.
وقال الكشي: روي عن عمر بن يزيد: وكان ابن أخي " هشام " يذهب في
الدين مذاهب الجهمية خبيثا فيهم، فسألني أن أدخله على أبي عبد الله (عليه السلام)
فاستأذنته في إدخال هشام عليه، فأذن لي، فقمت من عنده وخطيت خطوات،
فذكرت رداءته وخبثه فانصرفت إلى أبي عبد الله (عليه السلام) فحدثته رداءته وخبثه، فقال
لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا عمر تتخوف علي؟ فخجلت من قولي وعلمت أني قد
عثرت، فخرجت مستحيا إلى هشام، فسألته تأخير دخوله وأعلمته أنه قد أذن له
بالدخول عليه، فبادر هشام فاستأذن ودخل، فدخلت معه، فلما تمكن في مجلسه
سأله أبو عبد الله (عليه السلام) عن مسألة، فحار فيها هشام وبقي، فسأله هشام أن يؤجله
فيها، فأجله أبو عبد الله (عليه السلام) فذهب هشام فاضطرب في طلب الجواب أياما فلم
يقف عليه، فرجع إلى أبي عبد الله (عليه السلام) فأخبره أبو عبد الله (عليه السلام) بها؛ وسأله عن
مسائل أخرى فيها فساد أصله وعقد مذهبه؛ فخرج هشام من عنده مغتما متحيرا،
قال: فبقيت أياما لا أفيق من حيرتي، قال عمر بن يزيد: فسألني هشام أن أستأذن
له على أبي عبد الله (عليه السلام) ثالثا، فدخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فاستأذنت له، فقال
أبو عبد الله (عليه السلام): لينتظرني في موضع سماه بالحيرة لألتقي معه فيه غدا إن شاء الله
إذا راح إليها.
فقال عمر: فخرجت إلى هشام فأخبرته بمقالته وأمره، فسر بذلك واستبشر
وسبقه إلى الموضع الذي سماه، ثم رأيت هشاما بعد ذلك فسألته عما كان بينهما،
فأخبرني أنه سبق أبا عبد الله (عليه السلام) إلى الموضع الذي كان سماه له، فبينا هو إذا بأبي
عبد الله (عليه السلام) قد أقبل على بغلة له، فلما بصرت به وقرب مني هالني منظره
وأرعبني، حتى بقيت لا أجد شيئا أتفوه به، ولا انطلق لساني لما أردت من
523

مناطقته، ووقف علي أبو عبد الله (عليه السلام) مليا ينتظر ما أكلمه، وكان وقوفه علي لا
يزيدني إلا تهيبا وتحيرا! فلما رأى ذلك مني ضرب بغلته وسار حتى دخل بعض
السكك في الحيرة، وتيقنت أن ما أصابني من هيبته لم يكن إلا من قبل الله
عزوجل من عظم موقعه ومكانه من الرب الجليل. قال عمر: فانصرف هشام إلى
أبي عبد الله (عليه السلام) وترك مذهبه ودان بدين الحق، وفاق أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام)
كلهم والحمد لله.
قال: واعتل هشام بن الحكم علته التي قبض فيها، فامتنع من الاستعانة
بالأطباء، فسألوه أن يفعل ذلك، فجاءوا بهم إليه فأدخل عليه جماعة من الأطباء،
فكان إذا دخل الطبيب عليه وأمره بشيء سأله فقال: يا هذا هل وقفت على علتي؟
فمن بين قائل يقول: لا، ومن قائل يقول: نعم، فإن استوصف ممن يقول نعم
وصفها، فإذا أخبره كذبه ويقول: علتي غير هذه، فيسأل عن علته، فيقول: علتي
فزع القلب مما أصابني من الخوف، وقد كان قدم ليضرب عنقه، ففزع قلبه ذلك
حتى مات، رحمه الله.
وعن أبي الحسن أحمد بن محمد الخالدي، عن محمد بن همام البغدادي
أبي علي، عن إسحاق بن أحمد النخعي، عن أبي حفص الحداد وغيره، عن يونس
قال: كان يحيى بن خالد البرمكي قد وجد على هشام بن الحكم شيئا من طعنه
على الفلاسفة وأحب أن يغري به هارون ونصرته على القتل قال: وكان هارون
لما بلغه عن هشام مال إليه، وذلك أن هشاما تكلم يوما بكلام عند يحيى بن خالد
في إرث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فنقل إلى هارون فأعجبه، وقد كان قبل ذلك يحيى يسترق
أمره عند هارون، ويرده عن أشياء كان يعزم عليها من ايذائه، فكان ميل هارون
إلى هشام أحد ما غير قلب يحيى على هشام، فشنعه عنده وقال له: إني قد
استنبطت أمر هشام فإذا هو يزعم أن لله في أرضه إماما غيرك مفروض الطاعة،
قال: سبحان الله! قال: نعم وأنه لو أمره بالخروج لخرج، وإنما كنا نرى أنه يرى
الألباد بالأرض. فقال هارون ليحيى: أجمع عندك المتكلمين وأكون أنا من وراء
524

الستر بيني وبينهم لئلا يفطنون بي ولا يمتنع كل واحد منهم أن يأتي بأصله لهيبتي،
قال: فوجه يحيى فأشحن المجلس من المتكلمين، وكان منهم: ضرار بن عمرو،
وسليمان بن جرير، وعبد الله بن يزيد الأباضي، وموبذ بن موبذ، ورأس الجالوت؛
قال: فسألوا فتكافوا وتناظروا وتقاطعوا وتناهوا إلى شاذ من مشاذ الكلام، كل
يقول لصاحبه: لم تجب، ويقول: قد أجبت؛ وكان ذلك من يحيى حيلة على هشام،
إذ لم يعلم بذلك المجلس واغتنم ذلك لعلة كان أصابها هشام بن الحكم، فلما
تناهوا إلى هذا الموضع، قال لهم يحيى: أترضون في ما بينكم هشاما؟ قالوا: قد
رضينا أيها الوزير، وأنى لنا به وهو عليل! فقال يحيى: فأنا أوجه إليه فأسأله أن
يتجشم المشي؛ فوجه إليه فأخبره بحضورهم وأنه إنما منعه أن يحضره أول
المجلس اتقاء عليه من العلة، فإن القوم قد اختلفوا في المسائل والأجوبة
وتراضوا بك حكما بينهم، فإن رأيت أن تتفضل وتحمل على نفسك فافعل. فلما
صار الرسول إلى هشام قال لي: يا يونس قلبي ينكر هذا القول ولست آمن أن
يكون هاهنا أمر لا أقف عليه، لأن هذا الملعون يحيى بن خالد قد تغير علي لأمور
شتى، وقد كنت عزمت إن من الله علي بالخروج من هذه العلة أن أشخص إلى
الكوفة وأحرم الكلام بتة وألزم المسجد ليقطع عني مشاهدة هذا الملعون - يعني
يحيى بن خالد - قال: قلت: جعلت فداك! لا يكون إلا خيرا، فتحرز ما أمكنك،
فقال لي: يا يونس أترى التحرز عن أمر يريد الله إظهاره على لساني أنى يكون
ذلك! ولكن قم بنا على حول الله وقوته. فركب هشام بغلا كان مع رسوله وركبت
أنا حمارا كان لهشام، قال: فدخلنا المجلس فإذا هو مشحون بالمتكلمين، قال:
فمضى هشام نحو يحيى فسلم عليه وسلم على القوم وجلس قريبا منه، وجلست
أنا حيث انتهى بي المجلس، قال: فأقبل يحيى على هشام بعد ساعة، فقال: إن
القوم حضروا وكنا مع حضورهم نحب أن تحضر، لا لأن تناظر، بل لأن نأنس
بحضورك إن كانت العلة تقطعك عن المناظرة، وأنت بحمد الله صالح وليست علتك
بقاطعة من المناظرة، وهؤلاء القوم قد تراضوا بك حكما بينهم؛ قال، فقال هشام: ما
525

الموضع الذي تناهت به المناظرة؟ فأخبره كل فريق منهم بموضع مقطعه، فكان من
ذلك أن حكم لبعض على بعض، فكان من المحكومين عليه " سليمان بن جرير "
فحقدها على هشام.
قال: ثم إن يحيى بن خالد قال لهشام: إنا قد أعرضنا من المناظرة والمجادلة
منذ اليوم، ولكن إن رأيت أن تبين عن فساد اختيار الناس من الإمام وأن الإمامة
في آل بيت الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) دون غيرهم، قال هشام: أيها الوزير العلة تقطعني عن
ذلك، ولعل معترضا يعترض فيسكت المناظرة والخصومة، فقال: إن اعترض
معترض قبل أن يبلغ مرادك وغرضك فليس ذلك له، بل عليه أن يحفظ المواضع
التي له فيها مطعن فيقفها إلى فراغك ولا يقطع عليك كلامك؛ فبدأ هشام وساق
الذكر لذلك وأطال - واختصرنا منه موضع الحاجة - فلما فرغ مما قد ابتدأ فيه من
الكلام في فساد اختيار الناس الإمام، قال يحيى لسليمان بن جرير: سل أبا محمد
عن شيء من هذا الباب، قال سليمان لهشام: أخبرني عن علي بن أبي طالب
مفروض الطاعة؟ فقال هشام: نعم، قال: فإن أمرك الذي بعده بالخروج بالسيف
معه تفعل وتطيعه؟ فقال هشام: لا يأمرني، قال: ولم إذا كانت طاعته مفروضة
عليك وعليك أن تطيعه؟ فقال هشام: عد عن هذا فقد تبين منه الجواب؛ قال
سليمان: فلم يأمرك في حال تطيعه وفي حال لا تطيعه؟ فقال هشام: ويحك! لم
أقل لك: إني لا أطيعه فتقول: إن طاعته مفروضة، إنما قلت لك: لا يأمرني، قال
سليمان: ليس أسألك إلا على سبيل سلطان الجدل، ليس على الواجب أنه لا
يأمرك، فقال هشام: كم تحوم حول الحمى! هل هو إلا أن أقول لك: إن أمرني
فعلت فتنقطع أقبح الانقطاع ولا يكون عندك زيادة؟ وأنا أعلم بما يجب قولي وما
إليه يؤول جوابي. قال: فتغير وجه هارون، وقال هارون: قد أفصح! وقام الناس
واغتنمها هشام فخرج على وجهه إلى المدائن.
قال: فبلغنا أن هارون قال ليحيى: " شد يدك بهذا وأصحابه " وبعث إلى
أبي الحسن موسى (عليه السلام) فحبسه، فكان هذا سبب حبسه مع غيره من الأسباب، وإنما
526

أراد يحيى أن يهرب هشام فيموت مختفيا ما دام لهارون سلطان. قال: ثم صار
هشام إلى الكوفة وهو بعقب علته ومات في دار ابن شرف بالكوفة، رحمه الله.
قال فبلغ هذا المجلس محمد بن سليمان النوفلي وابن ميثم وهما في حبس
هارون، فقال النوفلي: ترى هشاما ما استطاع أن يعتل؟ فقال ابن ميثم: بأي شيء
يستطيع أن يعتل وقد أوجب أن طاعته مفروضة من الله؟ قال: يعتل بأن يقول:
الشرط علي في إمامته ألا يدعو أحدا إلى الخروج حتى ينادي مناد من السماء،
فمن دعاني قبل ذلك الوقت علمت أنه ليس بإمام، وطلبت من أهل هذا البيت من
لا يقول إنه يخرج، ولا يأمر بذلك حتى ينادي مناد من السماء فأعلم أنه صادق،
فقال ابن ميثم: هذا من حديث الخرافة ومتى كان هذا في عقد الإمامة؟ إنما يروى
هذا في صفة القائم (عليه السلام) وهشام أجدل من أن يحتج بهذا، على أنه لم يفصح بهذا
الذي قد شرطته أنت، إنما قال: إن أمرني المفروض الطاعة بعد علي (عليه السلام) فعلت،
ولم يسم فلان دون فلان، كما تقول: إن قال لي طلبت غيره، فلو قال هارون له -
وكان المناظر له -: من المفروض الطاعة؟ فقال له: أنت، لم يكن أن يقول له: فإن
أمرتك بالخروج بالسيف تقاتل أعدائي تطلب غيري وتنتظر المنادي من السماء،
هذا لا يتكلم به مثل هذا، لعلك لو كنت أنت تكلمت به! قال: ثم قال علي بن
إسماعيل الميثمي: إنا لله وإنا إليه راجعون! على ما يمضي من العلم أن قتل، ولقد
كان عضدنا وشيخنا والمنظور إليه فينا.
وعن العياشي، عن جبرئيل بن أحمد الفاريابي، عن العبدي، عن يونس قال:
قلت لهشام: إنهم يزعمون أن أبا الحسن (عليه السلام) بعث إليك عبد الرحمن بن الحجاج
يأمرك أن تسكت ولا تتكلم، فأبيت أن تقبل رسالته، فأخبرني كيف سبب هذا؟
وهل أرسل إليك ينهاك عن الكلام أولا؟ وهل تكلمت بعد نهيه إياك؟ فقال هشام:
إنه لما كان أيام المهدي شدد على أصحاب الأهواء، وكتب له ابن المفضل صنوف
الفرق صنفا صنفا، ثم قرأ الكتاب على الناس، فقال يونس: قد سمعت الكتاب يقرأ
على الناس على باب الذهب بالمدينة، ومرة أخرى بمدينة الوضاح، فقال: إن ابن
527

المفضل صنف لهم صنوف الفرق فرقة فرقة، حتى قال في كتابه: وفرقة يقال لهم
" الزرارية " وفرقة يقال لهم " العمارية " - أصحاب عمار الساباطي - وفرقة منهم
يقال لهم " اليعفورية " ومنهم فرقة أصحاب سليمان الأقطع، وفرقة يقال لها
" الجواليقية " قال يونس: ولم يذكر يومئذ هشام بن الحكم ولا أصحابه، فزعم
هشام ليونس أن أبا الحسن (عليه السلام) بعث إليه، فقال له: كف هذه الأيام عن الكلام فإن
الأمر شديد، قال هشام: فكففت عن الكلام حتى مات المهدي وسكن الأمر؛ فهذا
الذي كان من أمره وانتهائي إلى قوله. وروى رواية أخرى بمضمونه.
وبالإسناد عن يونس قال: كنت مع هشام بن الحكم في مسجده بالعشاء حيث
أتاه مسلم صاحب بيت الحكمة، فقال له: إن يحيى بن خالد يقول: قد أفسدت على
الرافضة دينهم! لأنهم يقولون: إن الدين لا يقوم إلا بإمام حي، وهم لا يدرون أن
إمامهم اليوم حي أو ميت! فقال هشام عند ذلك: إنما علينا أن ندين بحياة الإمام
أنه حي، حاضرا كان عندنا أو متواريا عنا حتى يأتينا موته، فما لم يأتنا موته
فنحن مقيمون على حياته؛ ومثل مثالا فقال: الرجل إذا جامع أهله وسافر إلى مكة
أو توارى عنه ببعض الحيطان فعلينا أن نقيم على حياته حتى يأتينا خلاف ذلك.
فانصرف سالم ابن عم يونس بهذا الكلام، فقصه على يحيى، فقال يحيى: ما ترى ما
صنعنا شيئا، فدخل يحيى على هارون فأخبره، فأرسل من الغد فيطلبه، فطلب في
منزله فلم يوجد، وبلغه الخبر فلم يلبث إلا شهرين أو أكثر حتى مات في منزل
محمد والحسين الحناطين، فهذا تفسير أمر هشام. وزعم يونس أن دخول هشام
على يحيى بن خالد وكلامه مع سليمان بن جرير بعد أن أخذ أبو الحسن (عليه السلام) بدهر،
إذ كان النهي في زمن المهدي ودخوله إلى يحيى بن خالد في زمن الرشيد.
وعن إبراهيم الوراق السمرقندي، عن علي بن محمد القمي، عن عبد الله بن
محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم قال أبو الحسن (عليه السلام): قولوا
لهشام يكتب إلي بما يراه القدرية، قال فكتب إليه: سل القدرية: أعصى الله من
عصى بشيء من الله، أو بشيء كان من الناس، أو بشيء لم يكن من الله ولا من
528

الناس؟ قال: فلما دفع الكتاب إليه قال لهم: ادفعوه إلى الحسن (1)، فدفعوه إليه فنظر
فيه، ثم قال: ما صنع شيئا، فقال أبو الحسن (عليه السلام): ما ترك شيئا، قال أبو أحمد:
وأخبرني أنه كان الرسول بهذا إلى الصادق (عليه السلام).
وعن حمدويه، عن محمد بن عيسى، عن جعفر بن عيسى، عن علي بن يونس
ابن بهمن، قلت للرضا (عليه السلام): جعلت فداك! إن أصحابنا قد اختلفوا، فقال في أي
شيء اختلفوا فيه، احك لي من ذلك شيئا؟ قال: فلم يحضرني إلا ما قلت جعلت
فداك! من ذلك ما اختلف فيه زرارة وهشام بن الحكم، فقال زرارة: إن المنفي (2)
ليس بشيء وليس بمخلوق، وقال هشام: إن المنفي (3) شيء مخلوق، فقال لي: قل
في هذا بقول هشام ولا تقل بقول زرارة:
وعنه، وعنه، عنه قال: قال موسى بن الرقي لأبي الحسن الثاني (عليه السلام): جعلت فداك!
روى عنك المشرقي وأبو الأسود أنهما سألاك عن هشام بن الحكم، فقلت: ضال
مضل شرك في دم أبي الحسن (عليه السلام) فما تقول فيه يا سيدي، نتولاه؟ قال: نعم، فأعادا عليه
نتولاه على جهة الاستقطاع؟ قال: نعم تولوه، إذا قلت لك فاعمل به ولا تريد أن
تغالب به، اخرج الآن فقل لهم: قد أمرني بولاية هشام بن الحكم، فقال المشرقي
لنا بين يديه - وهو يسمع -: ألم أخبرتكم إن هذا رأيه في هشام بن الحكم غير مرة.
وعنه، عنه، عن الحسن بن علي بن يقطين، قال: كان أبو الحسن (عليه السلام) إذا أراد
شيئا من الحوائج لنفسه أو مما يعتريه من أموره كتب إلى أبي - يعني عليا -:
اشتر لي كذا وكذا، واتخذ لي كذا وكذا وليتولى ذلك لك هشام بن الحكم، فإذا كان
غير ذلك من أموره كتب إليه: اشتر لي كذا وكذا، ولم يذكر هشاما إلا في ما يعني به
من أمره؛ وذكر أنه بلغ من عنايته به وحاله عنده أنه سرح إليه خمسة عشر ألف
درهم، وقال له: اعمل بها ولك أرباحها ورد إلينا رأس المال، ففعل ذلك هشام (رحمه الله)،
وصلى الله على أبي الحسن (عليه السلام).

(1) كذا في الأصل، وفي الكشي وتنقيح المقال: " الجهيمي ". ويقصد به: هشام بن الحكم.
(2 و 3) في الكشي المطبوعة بتصحيح المصطفوي بدل " المنفي ": الهواء.
529

وعن حمدويه وإبراهيم، عن محمد بن نصير، عن رجل، عن عمر بن
عبد العزيز بن أبي بشار، عن سليمان بن جعفر الجعفري، قال: سألت أبا الحسن
الرضا (عليه السلام) عن هشام بن الحكم؟ فقال لي: رحمه الله! كان عبدا ناصحا وأوذي من
قبل أصحابه حسدا منهم له.
وعنهما، عن محمد بن عيسى، عن رجل، عن أسد بن أبي العلا قال: كتب
أبو الحسن الأول (عليه السلام) إلى من وافى الموسم من شيعته في بعض السنين في حاجة
له، فما قام بها غير هشام بن الحكم، قال: فإذا هو قد كتب: صلى الله عليه جعل الله
ثوابك الجنة، يعني هشام بن الحكم.
وعنهما، عنه، عن الحسن بن علي الوشا، عن هشام بن الحكم، قال: كنت في
طريق مكة وأنا أريد شراء بعير، فمر بي أبو الحسن (عليه السلام) فلما نظرت إليه تناولت
رقعة فكتبت إليه: جعلت فداك! إني أريد شراء هذا البعير، فما ترى؟ فنظر إليه فقال:
لا أرى في شراه بأسا، فإن خفت عليه ضعفا فألقمه، فاشتريته وحملت عليه فلم
أر منكرا، حتى إذا كنت قريبا من الكوفة في بعض المنازل وعليه حمل ثقيل رمى
بنفسه واضطرب للموت، فذهب الغلمان ينزعون عنه، فذكرت الحديث فدعوت
بلقم فما ألقموه إلا سبعا حتى قام بحمله.
وعن العياشي، عن علي بن محمد بن يزيد الفيروزاني القمي، عن محمد بن
أحمد بن يحيى، عن أبي إسحاق، عن محمد بن حماد، عن الحسن بن إبراهيم، عن
يونس بن عبد الرحمن، عن يونس بن يعقوب، قال: كان عند أبي عبد الله (عليه السلام)
جماعة من أصحابه، فيهم: حمران بن أعين ومؤمن الطاق وهشام بن سالم والطيار
وجماعة وفيهم هشام بن الحكم وهو شاب، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): يا هشام، قال:
لبيك يا بن رسول الله! قال: ألا تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد وكيف سألته؟
فقال هشام: إني أجلك وأستحيي منك! فلا يعمل لساني بين يديك، قال
أبو عبد الله (عليه السلام): إذا أمرتك بشيء فافعله، قال هشام: بلغني ما كان فيه عمرو بن
عبيد وجلوسه في مسجد البصرة وعظم ذلك علي، فخرجت إليه فدخلت البصرة
530

يوم الجمعة، فأتيت مسجد البصرة فإذا أنا بحلقة كبيرة، وإذا أنا بعمرو بن عبيد،
عليه شملة سوداء من صوف متزر بها وشملة مرتدي بها فاستفرجت الناس
فأفرجوا لي، ثم قعدت في آخر القوم على ركبتي، ثم قلت: أيها العالم! أنا رجل
غريب فأذن لي فأسألك عن مسألة؟ فقال: نعم، قلت له: ألك عين؟ قال: بني، أي
شيء هذا من السؤال أرأيتك شيئا كيف تسأل؟ فقلت: هكذا مسألتي، فقال: يا بني،
سل وإن كانت مسألتك حمقاء! قلت: أجبني فيها، قال لي: سل، فقلت: ألك عين؟
فقال: نعم، قلت: فما ترى بها؟ قال: الألوان والأشخاص، قلت: فلك أنف؟ قال:
نعم، قلت: فما تصنع به؟ قال: أشم الرائحة، قلت: فلك فم؟ قال: نعم، قلت فما تصنع
به؟ قال: أذوق به الطعم، قلت: ألك قلب؟ قال: نعم، قلت: فما تصنع به؟ قال: أميز به
كل ما ورد على هذه الجوارح، قلت: أليس في هذه الجوارح غنى عن القلب؟ قال:
لا، قلت: وكيف ذاك وهي صحيحة سليمة؟ قال: يا بني، الجوارح إذا شكت في
شيء شمته أو رأته أو ذاقته ردته إلى القلب، فيتيقن اليقين ويبطل الشك، قلت:
وإنما أقام الله القلب لشك الجوارح، قال: نعم، قلت: فلابد من القلب وإلا لم
يستيقن الجوارح، قال: نعم، قلت: يا أبا مروان، إن الله لم يترك جوارحك حتى
جعل لها إماما، يصحح لها الصحيح ويتيقن لها ما شكت فيه، ويترك هذا الخلق كلهم
في حيرتهم وشكهم واختلافاتهم لا يقيم لهم إماما يردون إليه شكهم وحيرتهم،
ويقيم لك إماما لجوارحك ترد إليه حيرتك وشكك، فسكت ولم يقل لي شيئا، ثم
التفت إلي ثم قال: أنت هشام؟ قلت: لا، فقال: أجالسته؟ قلت: لا، قال: فمن أين
أنت؟ قلت من أهل الكوفة، فقال: أنت إذن هو، ثم ضمني إليه وأجلسني وأقعدني
في مجلسه وما نطق حتى قمت، فضحك أبو عبد الله (عليه السلام) فقال: يا هشام من علمك
هذا؟ قلت: يا ابن رسول الله جرى على لساني، فقال: يا هشام هذا والله مكتوب
في صحف إبراهيم وموسى.
وبالإسناد عن أبي إسحاق، عن علي بن معبد، عن هشام بن الحكم، سألت
أبا عبد الله (عليه السلام) بمنى عن خمسمائة حرف من الكلام، فأقبلت أقول يقولون كذا
531

وكذا، فيقول لي: قل كذا، فقلت: هذا الحلال والحرام، والقرآن أعلم أنك صاحبه،
فهذا الكلام من أين؟ فقال: يحتج الله على خلقه بحجة لا يكون عنده جميع ما
يحتاجون إليه.
وعن محمد بن سعيد بن يزيد الكشي، ومحمد بن أبي عوف البخاري، عن أبي
علي المحمودي، عن أبيه، عن يونس أن هشام بن الحكم كان يقول: اللهم ما
عملت وأعمل من خير مفترض وغير مفترض فجميعه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل
بيته الصادقين صلوات الله عليهم حسب منازلهم عندك، فتقبل ذلك كله مني
وأعطني من جزيل جزائك به حسب ما أنت أهله.
وعن علي بن محمد بن قتيبة، عن أبي زكريا يحيى بن أبي بكر، قال النظام
لهشام بن الحكم: إن أهل الجنة لا يبقون في الجنة بقاء الأبد، فيكون بقاؤهم كبقاء
الله ومحال يبقون كذلك، فقال هشام: إن أهل الجنة يبقون بمبق لهم، والله يبقى
بلا مبق وليس هو كذلك، فقال: محال أن يبقوا الأبد، قال: ما يصيرون؟ قال:
يدركهم الخمول، قال: فبلغك أن في الجنة ما تشتهي الأنفس؟ قال: نعم، قال: فإن
اشتهوا وسألوا ربهم بقاء الأبد؟ قال: إن الله تعالى لا يلهمهم ذلك، قال: فلو أن رجلا
من أهل الجنة نظر إلى ثمرة على شجرة، فمد يده ليأخذها فتدلت إليه الشجرة
والثمار، ثم حانت منه لفتة فنظر إلى ثمرة أخرى أحسن منها، فمد يده اليسرى
ليأخذها فأدركه الخمول ويداه متعلقة بشجرتين، فارتفعت الأشجار وبقي هو
مصلوبا، فبلغك أن في الجنة مصلوبا؟ قال: هذا محال، قال: فالذي أتيت به أمحل
أن يكون قوما قد خلقوا وعاشوا فأدخلوا الجنان يموتهم فيها يا جاهل.
وعن العياشي، عن علي بن محمد بن يزيد القمي، عن محمد بن أحمد بن
يحيى، عن أبي إسحاق إبراهيم بن هاشم (1)، عن يونس بن عبد الرحمن، عن يونس
ابن يعقوب، عن هشام بن سالم، قال: كنا عند أبي عبد الله (عليه السلام) وجماعة من
أصحابه، فورد رجل من أهل الشام فاستأذن، فأذن له فلما دخل سلم، فأمره

(1) كذا، وفي النسخ: قال: حدثني محمد بن حماد، عن الحسن بن إبراهيم...
532

أبو عبد الله (عليه السلام) بالجلوس، ثم قال له: ما حاجتك أيها الرجل؟ قال: بلغني أنك عالم
بكل ما تسأل عنه، فصرت إليك لأناظرك! فقال أبو عبد الله (عليه السلام): في ماذا؟ قال: في
القرآن وقطعه وإسكانه، وخفضه ونصبه ورفعه، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): يا حمران
دونك الرجل! فقال الرجل: إنما أريدك لا حمران، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): إن غلبت
حمران فقد غلبتني، فأقبل الشامي يسائل حمران حتى ضجر ومل وعرض،
وحمران يجيبه، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): كيف رأيت يا شامي؟ قال: رأيته حاذقا ما
سألته عن شيء إلا أجابني فيه، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): يا حمران، سل الشامي فما
تركه يكشر (1)، فقال الشامي: أريد يا أبا عبد الله أناظرك في العربية، فالتفت
أبو عبد الله (عليه السلام) فقال: يا أبان بن تغلب ناظره، فناظره فما ترك الشامي يكشر، قال:
أريد أن أناظرك في الفقه، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): يا زرارة ناظره، فناظره فما ترك
الشامي يكشر، قال: أريد أن أناظرك في الكلام، فقال: يا مؤمن الطاق ناظره،
فناظره فسجل الكلام بينهما، ثم تكلم مؤمن الطاق بكلام فغلبه به، فقال: أريد أن
أناظرك في الاستطاعة، فقال للطيار: كلمه فيها، فكلمه فيها فما تركه يكشر، ثم
قال: أريد أن أكلمك في التوحيد، فقال لهشام بن سالم: كلمه، فسجل الكلام بينهما،
ثم خصمه هشام، فقال: أريد أن أتكلم في الإمامة، فقال لهشام بن الحكم: كلمه يا
أبا الحكم، فكلمه فما تركه يريم ولا يحلي ولا يمري فبهت، فضحك
أبو عبد الله (عليه السلام) حتى بدت نواجذه، فقال الشامي: كأنك أردت أن تخبرني أن في
شيعتك مثل هؤلاء الرجال؟ قال: هو ذلك، ثم قال: يا أخا أهل الشام، أما حمران
فحرفك فخرت له فغلبك بلسانه وسألك عن حرف من الحق فلم تعرفه، وأما أبان
ابن تغلب فمغث حقا بباطل فغلبك، وأما زرارة فقاسك فغلب قياسه قياسك،
وأما الطيار فكان كالطير يقع ويقوم، وأنت كالطير المقصوص لا نهوض لك،
وأما هشام بن سالم فأحسن أن يقع ويطير، وأما هشام بن الحكم فتكلم بالحق
فما سوغك بريقك.

(1) في تنقيح المقال ونسخة من الكشي: يكثر.
533

يا أخا أهل الشام، إن الله أخذ ضغثا من الحق وضغثا من الباطل فمغثهما، ثم
أخرجهما إلى الناس، ثم بعث أنبياء يفرقون بينهما، ففرقها الأنبياء والأوصياء،
وبعث الله الأنبياء ليعرفوا ذلك وجعل الأنبياء قبل الأوصياء ليعلم الناس من يفضل
الله ومن يختص، ولو أن الحق على حده والباطل على حده كل واحد منهما قائم
لشأنه ما احتاج الناس إلى نبي ولا وصي، ولكن الله خلطهما، وجعل تفريقهما إلى
الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) من عباده، فقال الشامي: قد أفلح من جالسك، فقال
أبو عبد الله (عليه السلام): كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يجالسه جبرئيل وميكائيل وإسرافيل يصعد
إلى السماء فيأتيه بالخبر من عند الجبار، فإن كان ذلك كذلك فهو كذلك، فقال
الشامي: اجعلني من شيعتك وعلمني، فقال أبو عبد الله (عليه السلام) لهشام: علمه، فإني
أحب أن يكون تلميذا لك، قال علي بن منصور وأبو مالك الحضرمي: رأينا الشامي
عند هشام بعد موت أبي عبد الله (عليه السلام) ويأتي الشامي بهدايا أهل الشام وهشام
يزوده هدايا أهل العراق، قال علي بن منصور: وكان الشامي ذكي القلب.
وعنه، عن جعفر، عن العمركي، عن الحسين بن أبي لبابة، عن داود بن هاشم
الجعفري، قلت لأبي جعفر (عليه السلام): ما تقول في هشام بن الحكم؟ فقال: رحمه الله! ما
كان أذبه عن هذه الناحية.
وروى الكشي أيضا في ذمه عن جعفر بن معروف، عن الحسن بن النعمان،
عن أبي يحيى - وهو إسماعيل بن زياد الواسطي - عن عبد الرحمن بن الحجاج،
قال: سمعته يؤدي إلى هشام بن الحكم رسالة أبي الحسن (عليه السلام) قال: لا تتكلم، فإنه
قد أمرني أن آمرك بألا تتكلم، قال: فما بال هشام يتكلم وأنا لا أتكلم؟ قال:
أمرني أن آمرك ألا تتكلم وأنا رسوله إليك. قال أبو يحيى: أمسك هشام عن الكلام
شهرا لم يتكلم، ثم تكلم، فأتاه عبد الرحمن بن الحجاج فقال له: سبحان الله! يا
أبا محمد تكلمت وقد نهيت عن الكلام، قال: مثلي لا ينهى عن الكلام، قال
أبو يحيى: فلما كان من قابل أتاه عبد الرحمن بن الحجاج فقال له: يا هشام، قال
أيسرك أن تشرك في دم امرئ مسلم؟ قال: لا، قال: وكيف تشرك في دمي، فإن
534

سكت وإلا فهو الذبح؟ فما سكت، حتى كان من أمره ما كان صلى الله عليه.
وعن محمد بن نصير، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد،
عن أحمد بن محمد، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: أما كان لكم في أبي
الحسن (عليه السلام) عظة! ما ترى حال هشام بن الحكم فهو الذي صنع بأبي الحسن (عليه السلام)
ما صنع، وقال لهم وأخبرهم، أترى الله أن يغفر له ما ركب منا؟!
وعن علي بن محمد، عن محمد بن أحمد، عن العباس بن معروف، عن أبي
محمد الحجال، عن بعض أصحابنا، عن الرضا (عليه السلام) قال: ذكر الرضا (عليه السلام) العباسي،
فقال: هو من غلمان أبي الحرث - يعني يونس بن عبد الرحمن - وأبو الحرث من
غلمان هشام، وهشام من غلمان أبي شاكر، وأبو شاكر زنديق.
وعن علي بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي
عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال أبو الحسن (عليه السلام): ائت هشام بن الحكم فقل
له: يقول لك أبو الحسن: أيسرك أن تشرك في دم امرئ مسلم، فإذا قال لا، فقل له:
ما بالك شركت في دمي.
وعنه، عنه، عن أبي علي بن راشد، عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام) قلت: جعلت
فداك! قد اختلف أصحابنا فأصلي خلف أصحاب هشام بن الحكم؟ قال: عليك
بعلي بن حديد، فقلت: نصلي خلف أصحاب هشام بن الحكم؟ قال: لا.
وعن علي بن محمد، عن محمد بن موسى الهمداني، عن الحسن بن موسى
الخشاب، عن غيره، عن جعفر بن محمد بن حكيم الخثعمي، قال: اجتمع هشام بن
سالم وهشام بن الحكم وجميل بن دراج وعبد الرحمن بن الحجاج ومحمد بن
حمران وسعيد بن غزوان ونحو من خمسة عشر رجلا من أصحابنا، فسألوا هشام
ابن الحكم أن يناظر هشام بن سالم في ما اختلفوا فيه من التوحيد وصفة الله
عزوجل، وعن غير ذلك لينظروا أيهم أقوى حجة، فرضي هشام بن سالم أن يتكلم
عند محمد بن أبي عمير ورضي هشام بن الحكم أن يتكلم عند محمد بن هشام،
فتكالما وساقا ما جرى بينهما، وقال: قال عبد الرحمن بن الحجاج لهشام بن
535

الحكم: كفرت والله بالله العظيم وألحدت فيه، ويحك! ما قدرت أن تشبه بكلام
ربك إلا العود يضرب به، قال جعفر بن محمد بن حكيم: فكتب إلى أبي الحسن
موسى (عليه السلام) يحكي لهم مخاطبتهم وكلامهم، ويسأله أن يعلمه ما القول الذي ينبغي
أن يدين الله به من صفة الجبار، فأجابه في عرض كتابه: فهمت رحمك الله، وأعلم
رحمك الله! أن الله أجل وأعلى وأعظم من أن يبلغ كنه صفته، فصفوه بما وصف به
نفسه وكفوا عما سوى ذلك (1).
وروى الكافي عن علي بن أبي حمزة، قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): سمعت هشام
ابن الحكم يروي عنكم أن الله جسم صمدي نوري، معرفته ضرورة يمن بها على
من يشاء من خلقه، فقال (عليه السلام): سبحان من لا يعلم أحد كيف هو إلا هو! (2).
وقال المرتضى: قول هشام أنه تعالى جسم لا كالأجسام ليس بتشبيه، ولا
ناقض لأصل، ولا معترض على فرع، وأنه غلط في العبارة يرجع في إثباتها ونفيها
إلى اللغة، وأكثر أصحابنا يقولون: إنه قد أورد ذلك على سبيل المعارضة للمعتزلة،
فقال لهم: إذا قلتم إن الله تعالى شيء لا كالأشياء فقولوا: إنه جسم لا كالأجسام،
وليس كل من عارض بشيء وسأل عنه يكون معتقدا له ومتدينا به، ويجوز أن
يكون قد قصد به إلى استخراج جوابهم عن هذه المسألة ويعرفهم ما عنده فيها، أو
إلى أن يبين قصورهم عن إيراد المرضي في جوابها إلى غير ذلك (3).
وفي الملل: هشام صاحب غور في الأصول لا يجوز أن يغفل عن إلزاماته
على المعتزلة، فإن الرجل وراء ما يلزم به على الخصم ودون ما يظهره من التشبيه،
وذلك أنه ألزم على العلاف، فقال: " إنك تقول: البارئ تعالى عالم بعلم وعلمه ذاته،
فيشارك المحدثات في أنه عالم بعلم ويباينها في أن علمه ذاته، فيكون عالما
لا كالعالمين " فلم لا تقول هو جسم لا كالأجسام، وصورة لا كالصور، وقدرة
لا كالأقدار (4).

(1) الكشي: 255 - 280.
(2) الكافي: 1 / 104.
(3) الشافي في الإمامة: 1 / 84.
(4) الملل والنحل للشهرستاني: 1 / 185.
536

وعن المجلسي، قال المرتضى، قال المفيد: هشام بن الحكم من أكبر أصحاب
أبي عبد الله (عليه السلام) وكان تقيا، وروى حديثا كثيرا، وصحب أبا عبد الله (عليه السلام) وبعده
أبا الحسن موسى (عليه السلام) وكان يكنى أبا محمد وأبا الحكم، وكان مولى بني شيبان،
وكان مقيما بالكوفة، وبلغ من مرتبته وعلوه عند أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام)
أنه دخل عليه بمنى، وهو غلام أول ما اختط عارضاه وفي مجلسه شيوخ الشيعة
كحمران بن أعين وقيس الماصر ويونس بن يعقوب وأبي جعفر الأحول وغيرهم،
فرفعه على جماعتهم وليس فيه إلا من هو أكبر منه سنا، فلما رأى أبو عبد الله (عليه السلام)
أن ذلك الفعل كبر على أصحابه، قال: هذا ناصرنا بقلبه ولسانه ويده. وقال له
أبو عبد الله (عليه السلام) - وقد سأله عن أسماء الله واشتقاقها فأجابه - ثم قال له: أفهمت يا
هشام فهما تدفع به أعداءنا الملحدين مع الله تعالى؟ قال هشام: نعم، قال
أبو عبد الله (عليه السلام): نفعك الله به وثبتك، قال هشام: فوالله! ما قهرني أحد في التوحيد
حتى قمت مقامي هذا (1).
وقال الكراجكي: فإن قال قائل: أليس قد اشتهر عن أحد متكلميكم - وهو
هشام بن الحكم - أن الله جسم فكيف لم تتبرأوا منه؟ قلنا: الذي اشتهر عنه أنه كان
يقول: إن الله جسم لا كالأجسام، وأما موالاتنا له فهو لما شاع عنه واستفاض من
تركه القول بالجسم الذي كان يبصره ورجوعه عنه وإقراره بخطئه فيه، وذلك حين
قصد الإمام جعفر بن محمد (عليه السلام) إلى المدينة فحجبه، وقيل له: إنه قد آلى أن لا
يوصلك إليه ما دمت قائلا بالجسم، فقال: والله! ما قلت به إلا لأني ظننت أنه وفاق
لقول إمامي، فأما إذا أنكره فإني تائب إلى الله تعالى، فأوصله الإمام (عليه السلام) إليه
حينئذ ودعا له بالخير (2).
وفي معالم ابن شهرآشوب، قال الصادق (عليه السلام): هشام رائد حقنا وسائق قولنا
المؤيد لصدقنا والدامغ لباطل أعدائنا، من تبعه وتبع أثره تبعنا، ومن خالفه وألحد

(1) البحار: 10 / 295، باب 18 احتجاجات أصحاب الكاظم (عليه السلام) على المخالفين.
(2) كنز الفوائد: 2 / 40 - 41.
537

فقد عادانا وألحد فينا (1).
أقول: وروى الكافي - في باب الاضطرار إلى الحجة - عن يونس بن يعقوب،
قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فورد عليه رجل من أهل الشام، فقال: إني رجل
صاحب كلام وفقه وفرائض، وقد جئت لمناظرة أصحابك - إلى أن قال، بعد ذكر
إدخال حمران والأحوال والجواليقي وقيس بن الماصر - فأخرج أبو عبد الله (عليه السلام)
رأسه فإذا هو ببعير يخب، فقال (عليه السلام): هشام ورب الكعبة! فظننا أن هشاما رجل
من ولد عقيل كان شديد المحبة له، فورد هشام بن الحكم وهو أول ما اختطت
لحيته، ليس فينا إلا من هو أكبر منه سنا، فوسع له أبو عبد الله (عليه السلام) وقال: ناصرنا
بقلبه ولسانه ويده (إلى أن قال) فقال الشامي لهشام: يا غلام، كلمني في إمامة هذا،
فغضب هشام حتى ارتعد، ثم قال للشامي: يا هذا! أربك أنظر لخلقه أم خلقه
لأنفسهم؟ فقال الشامي: بل ربي، قال: ففعل بنظره لهم ماذا؟ قال: أقام لهم حجة
ودليلا، كيلا يتشتتوا أو يختلفوا، يتألفهم ويقيم أودهم ويخبرهم بفرض ربهم، قال:
فمن هو؟ قال: النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال هشام: فمن بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: الكتاب
والسنة، قال هشام: فهل نفعنا اليوم الكتاب والسنة في رفع الاختلاف عنا؟ قال
الشامي: نعم، قال: فلم اختلفت أنا وأنت وصرت إلينا من الشام في مخالفتنا إياك؟
فسكت الشامي، فقال أبو عبد الله (عليه السلام) للشامي: مالك لا تتكلم؟ قال الشامي: إن
قلت: لم نختلف كذبت، وإن قلت: إن الكتاب والسنة يرفعان الاختلاف أبطلت،
لأنهما يحتملان الوجوه، وإن قلت: قد اختلفنا وكل واحد منا يدعي الحق فلم
ينفعنا إذن الكتاب والسنة إلا أن له عليه هذه الحجة، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): سله
تجده مليا، فقال الشامي: يا هذا، من أنظر للخلق أربهم أو أنفسهم؟ فقال هشام:
ربهم أنظر منهم لأنفسهم، فقال الشامي: فهل أقام لهم من يجتمع كلمتهم ويقيم
أودهم ويخبرهم بحقهم من باطلهم؟ فقال هشام: في وقت الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أو
الساعة؟ قال الشامي: في وقت الرسول الرسول، والساعة من؟ فقال هشام: هذا

(1) معالم العلماء: 128.
538

القاعد الذي تشد إليه الرحال، ويخبرنا بأخبار السماء وراثة عن أب عن جد، قال
الشامي: فكيف لي أن أعلم ذلك؟ قال هشام: سله عما بدالك، قال الشامي: قطعت
عذري فعلي السؤال.
فقال أبو عبد الله: يا شامي، أخبرك كيف كان سفرك؟ وكيف كان طريقك؟ كان
كذا وكان كذا، فأقبل الشامي يقول: صدقت، أسلمت لله الساعة، فقال (عليه السلام): بل
آمنت بالله الساعة (إلى أن قال) ثم قال (عليه السلام): يا هشام، لا تكاد تقع تلوي رجليك،
إذا هممت بالأرض طرت، مثلك فليكلم الناس، فاتق الزلة، والشفاعة من ورائها
إن شاء الله (1).
وروى الخصال - في باب الأربع - عن محمد بن أبي عمير قال: ما سمعت ولا
استفدت من هشام بن الحكم في طول صحبتي له شيئا أحسن من هذا الكلام في
عصمة الإمام، فإني سألته يوما عن الإمام أهو معصوم؟ فقال: نعم، فقلت: فما صفة
العصمة فيه؟ وبأي شيء يعرف؟ فقال: إن جميع الذنوب أربعة أوجه لا خامس لها،
الحرص والحسد والغضب والشهوة، وهذه منفية عنه لا يجوز أن يكون حريصا
على هذه الدنيا وهي تحت خاتمه، لأنه خازن المسلمين فعلى ماذا يحرص، ولا
يجوز أن يكون حسودا، لأن الإنسان يحسد من فوقه وليس فوقه أحد فكيف
يحسد من هو دونه، ولا يجوز أن يغضب لشيء من أمور الدنيا إلا أن يكون غضبه
لله تعالى، فإن الله تعالى قد فرض عليه إقامة الحدود وألا تأخذه في الله لومة لائم
ولا رأفة في دينه حتى يقيم حدود الله تعالى، ولا يجوز له أن يتبع الشهوات ويؤثر
الدنيا على الآخرة، لأنه تعالى حبب إليه الآخرة كما حبب إلينا الدنيا، فهو ينظر
إلى الآخرة كما ننظر إلى الدنيا، فهل رأيت أحدا ترك وجها حسنا لوجه قبيح،
وترك طعاما طيبا لطعام مر، وثوبا لينا لثوب خشن، ونعمة دائمة باقية لنعمة زائلة
فانية (2).
وفي الإكمال - صحيحا - عن محمد بن أبي عمير قال: أخبرني علي

(1) الكافي: 1 / 171 - 173.
(2) الخصال: 215.
539

الأسواري قال: كان ليحيى بن خالد مجلس بداره يحضره المتكلمون من كل فرقة
يوم الأحد، فيتناظرون في أديانهم يحتج بعض على بعض، فبلغ ذلك الرشيد، فقال
ليحيى: يا عباسي ما هذا المجلس الذي بلغني في منزلك يحضره المتكلمون؟ قال:
ما شيء رفعني به الخليفة وبلغ بي من الكرامة والرفعة أحسن موقعا عندي من هذا
المجلس، يحضره كل قوم مع اختلاف مذاهبهم، فيحتج بعضهم على بعض ويعرف
المحق من بينهم ويبين لنا فساد كل مذهب من مذاهبهم، فقال له الرشيد: أنا أحب
أن أحضر هذا المجلس وأسمع كلامهم على ألا يعلموا بحضوري فيحتشمون ولا
يظهرون مذاهبهم، قال: ذلك إلى الخليفة إن شاء ومتى شاء، قال: فضع يدك على
رأسي أن لا تعلمهم بحضوري، ففعل ذلك وبلغ الخبر المعتزلة، فتشاوروا بينهم
وعزموا على ألا يتكلموا هشاما إلا في الإمامة، لعلمهم بمذهب الرشيد وإنكاره
على من قال بالإمامة، فحضروا وحضر هشام وحضر عبد الله بن يزيد الأباضي،
وكان من أصدق الناس لهشام وكان يشاركه في المحاورة، فلما دخل هشام وسلم
على عبد الله من بينهم، فقال يحيى لعبد الله: كلم هشاما في ما اختلفتم فيه من
الإمامة.
فقال هشام: أيها الوزير، ليس لهؤلاء علينا مسألة ولا جواب، فقال بنان
- وكان من الحرورية -: أنا أسألك يا هشام، أخبرني عن أصحاب علي يوم
حكموا الحكمين، كانوا مؤمنين أم كافرين؟ قال هشام: كانوا ثلاثة أصناف: صنف
مؤمنون، وصنف مشركون، وصنف ضالون؛ فأما المؤمنون: فمن قال مثل قولي: إن
عليا (عليه السلام) إمام من عند الله عزوجل ومعاوية لا يصلح لها، فآمنوا بما قال الله
عزوجل في علي (عليه السلام) وأقروا به، وأما المشركون فقوم قالوا: علي إمام ومعاوية
يصلح لها، فأشركوا إذ أدخلوا معاوية مع علي (عليه السلام)، وأما الضالون: فقوم خرجوا
بالحمية والعصبية للقبائل والعشائر فلم يعرفوا شيئا من هذا وهم جهال.
قال: فأصحاب معاوية؟ قال: " كانوا ثلاثة أصناف: صنف كافرون، وصنف
مشركون، وصنف ضالون، أما الكافرون: فالذين قالوا: إن معاوية إمام وعلي
540

لا يصلح لها، فكفروا من جهتين، إذ جحدوا إماما من الله عزوجل ونصبوا إماما
ليس من الله، وأما المشركون: فقوم قالوا: معاوية إمام وعلي يصلح لها، فأشركوا
معاوية مع علي (عليه السلام) وأما الضالون: فعلى سبيل أولئك، خرجوا بالحمية والعصبية
للقبائل والعشائر " فانقطع بنان عند ذلك.
فقال ضرار: وأنا أسألك يا هشام؟ قال: أخطأت، قال: ولم؟ قال: لأنكم كلكم
مجتمعون على رفع إمامة صاحبي، وقد سألني هذا عن مسألة وليس لكم أن تثنوا
علي بالمسألة حتى أسألك يا ضرار عن مذهبك في هذا الباب، فقال ضرار: فسل،
قال: أتقول: إن الله تعالى عدل لا يجور؟ قال: نعم، قال: فلو كلف الله المقعد المشي
إلى المساجد والجهاد في سبيله، وكلف الأعمى قراءة المصاحف والكتب، أتراه
كان عادلا؟ قال ضرار: ما كان الله ليفعل ذلك، قال هشام: قد علمت أن الله لا يفعل
ذلك ولكن ذلك على سبيل الجدال والخصومة، قال ضرار: لو فعل كان جائرا؟
قال: فأخبرني عن الله تعالى كلف العباد دينا واحدا لا اختلاف فيه لا يقبل منهم
إلا أن يأتوا به كما كلفهم؟ قال: بلى، قال: فجعل لهم دليلا على وجود ذلك الدين
أو كلفهم ما لا دليل لهم على وجوده، فيكون بمنزلة من كلف الأعمى قراءة الكتب
والمقعد المشي إلى الجهاد والمساجد؟ فسكت ضرار ساعة، ثم قال: لابد من دليل
وليس كصاحبك، فتبسم هشام، وقال: تشيع شطرك وصرت إلى الحق ضرورة،
ولا خلاف بيني وبينك إلا في التسمية، قال ضرار: فإني أرجع القول عليك في هذا،
قال: هات، قال: كيف تعقد الإمامة؟ قال: كما عقد الله النبوة، قال: فهو إذن نبي، قال
هشام: لا، لأن النبوة تعقدها أهل السماء والإمامة تعقدها أهل الأرض، فعقد النبوة
بالملائكة وعقد الإمامة بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والعقدان جميعا بأمر الله جل جلاله، قال: فما
الدليل على ذلك؟ قال هشام: الاضطرار في هذا، قال ضرار: وكيف ذلك؟ قال
هشام: لا يخلو الكلام في هذا من أحد ثلاثة وجوه: إما أن يكون الله عزوجل رفع
التكليف عن الخلق بعد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكلفهم لا يأمرهم ولا ينهاهم، فصاروا
بمنزلة السباع والبهائم التي لا تكليف عليها، أفنقول هذا يا ضرار؟ قال: لا، قال
541

هشام: فالوجه الثاني ينبغي أن الناس المكلفين استحلوا بعد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) علما في
مثل علم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) (1) حتى لا يحتاج أحد إلى أحد، قال ضرار: لا أقول هذا أيضا،
قال: فبقي الوجه الثالث، وهو: أنه لابد لهم من عالم يقيمه الرسول لهم لا يسهو ولا يغلط
ولا يحيف، معصوم من الذنوب مبرأ من الخطايا يحتاج الناس إليه ولا يحتاج إلى أحد.
قال ضرار: فما الدليل عليه؟ قال هشام: ثمان دلالات، أربع في نعت نسبه،
وأربع في نعت نفسه: فأما الأربع التي وقعت في نعت نسبه فإنه يكون معروف
الجنس، معروف القبيلة، معروف البيت، وأن يكون من صاحب الملة والدعوة
إشارة إليه، فلم تر جنسا من هذا الخلق أشهر من جنس العرب الذي منهم صاحب
الملة والدعوة الذي ينادي باسمه كل يوم خمس مرات على الصوامع: " أشهد أن لا
إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله " تصل دعوته إلى كل بر وفاجر، وعالم
وجاهل، مقر ومنكر، في شرق الأرض وغربها، ولو جاز أن يكون الحجة من الله
تعالى على هذا الخلق في غير هذا الجنس لأتى على الطالب المرتاد دهر من
عصره لا يجده، ولجاز أن يطلبه في أجناس من هذا الخلق، ولكان من حيث أراد
تعالى أن يكون صلاح يكون فساد، ولا يجوز هذا في حكمته تعالى وعدله أن
يفرض على الناس فريضة لا توجد، فلما لم يجز ذلك لم يجز أن يكون من غير
هذا الجنس لاتصاله بصاحب الملة، ولم يجز من ذلك أن يكون هذا الجنس إلا في
هذه القبيلة لقرب نسبها من صاحب الملة وهو قريش، ولما لم يجز أن يكون هذا
الجنس إلا في هذه القبيلة لم يجز أن يكون من هذه القبيلة إلا في هذا البيت لقرب
نسبه من صاحب الملة والدعوة، ولما أكثر أهل البيت التشاجر في الإمامة لعلوها
وشرفها ادعاها كل واحد، فلم يجز إلا أن يكون إليه إشارة من صاحب الملة
والدعوة بعينه واسمه ونسبه، لئلا يطمع فيها غيره.
وأما الأربع التي في نعت نفسه: فأن يكون أعلم الناس كلهم بفرائض الله
وسننه وأحكامه حتى لا يخفى عليه منها دقيق ولا جليل، وأن يكون معصوما من

(1) في إكمال الدين: استحالوا بعد الرسول (صلى الله عليه وآله) علماء في مثل حد الرسول.
542

الذنوب كلها، وأن يكون أشجع الناس وأسخى الناس، فقال عبد الله بن يزيد
الأباضي: من أين قلت: إنه أعلم الناس؟ قال: لأنه لو لم يكن عالما بجميع حدود
الله وأحكامه وشرائعه وسننه لم يؤمن عليه أن يقلب الحدود، فمن وجب عليه
القطع حده، ومن وجب عليه الحد قطعه، فلا يقيم لله تعالى حدا على أمره ومن
حيث أراد تعالى صلاحا يقع فسادا، قال: فمن أين قلت: إنه معصوم من الذنوب؟
قال: لأنه لو لم يكن معصوما من الذنوب دخل في الخطأ، فلا يؤمن أن يكتم على
نفسه ويكتم على حميمه وقريبه ولا يحتج تعالى بمثله على خلقه. قال: فمن أين
قلت: إنه أشجع الخلق؟ قال: لأنه فئة المسلمين الذين يرجعون إليه في الحرب،
وقد قال تعالى: (ومن يولهم يومئذ دبره، إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد
باء بغضب من الله) فإن لم يكن شجاعا يبوء بغضب من الله، ولا يجوز أن يكون
من يبوء بغضبه حجته على خلقه، قال: فمن أين قلت: إنه أسخى الناس؟ قال: لأنه
خازن المسلمين، فإن لم يكن سخيا فقد تاقت إلى أموالهم فأخذها فكان خائنا،
ولا يجوز أن يحتج الله على خلقه بخائن.
فعند ذلك قال ضرار: فمن بهذه الصفة في هذا الوقت؟ قال: صاحب القصر
أمير المؤمنين. وكان هارون قد سمع الكلام كله، فقال عند ذلك: أعطانا والله من
جراب النورة، ويحك يا جعفر! - وكان جعفر بن يحيى جالسا معه في الستر - من
يعني بهذا؟ قال: يعني به موسى بن جعفر، قال: ما عنى به غيره، ثم عض على شفتيه
وقال: مثل هذا حي ويبقى لي ملكي ولا ساعة (1)، فوالله! للسان هذا أبلغ في قلوب
الناس من مائة ألف سيف، وعلم يحيى أن هشاما قد أتى فدخل الستر، فقال: يا
عباسي ويحك! من هذا الرجل؟ فقال: يا أمير المؤمنين حسبك يكفى يكفى، ثم
خرج إلى هشام فغمزه، فعلم هشام أنه قد أني، فقام يوهم أنه يبول ويقضي حاجة،
فلبس نعله وانسل ومر من وقته نحو الكوفة، ونزل على بشير النبال - وكان من
حملة الحديث من أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام) - فأخبره الخبر، ثم اعتل علة شديدة،

(1) كذا في الأصل، وفي المصدر: ويبقى لي ملكي ساعة واحدة.
543

فقال له بشير: آتيك بطبيب؟ قال: لا أنا ميت، فلما حضره الموت، قال لبشير: إذا
فرغت من جهازي فاحملني في جوف الليل وضعني بالكناسة، واكتب وقل: هذا
هشام بن الحكم الذي يطلبه الخليفة مات حتف أنفه.
وكان هارون قد بعث إلى إخوانه وأصحابه فأخذ الخلق به، فلما أصبح أهل
الكوفة رأوه وحضر القاضي وصاحب المعونة والعامل والمعدلون بالكوفة، وكتب
إلى الرشيد بذاك، فقال: الحمد لله الذي كفانا أمره، فخلى عمن كان أخذ به (1).
وفي فصول المرتضى، قال المفيد: دخل ضرار بن عمرو الضبي على يحيى
البرمكي، فقال له: يا أبا عمرو هل لك في مناظرة رجل هو ركن الشيعة؟ فقال
ضرار: هلم من شئت، فبعث إلى هشام فأحضره، وقال له: يا أبا محمد، هذا ضرار
وهو من قد علمت في الكلام والخلاف لك فكلمه في الإمامة، فقال له: نعم، ثم
أقبل على ضرار، فقال: يا أبا عمرو، خبرني على ما تجب الولاية أو البراءة أعلى
الظاهر أم على الباطن؟ فقال ضرار: بل على الظاهر، فإن الباطن لا يدرك إلا
بالوحي، قال: صدقت، فأخبرني الآن أي الرجلين كان أذب عن وجه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
بالسيف وأقتل لأعداء الله بين يديه وأكثر آثارا في الجهاد، أعلي بن أبي طالب أو
أبو بكر؟ فقال: بل علي بن أبي طالب، ولكن أبا بكر كان أشد يقينا، فقال هشام: هذا
هو الباطن الذي تركنا الكلام فيه وقد اعترفت لعلي (عليه السلام) بظاهر عمله من الولاية،
وأنه يستحق بها من الولاية ما لم يجب لأبي بكر، فقال ضرار: نعم، هذا هو الظاهر،
قال هشام: أفليس إذا كان الباطن مع الظاهر فهو الفضل الذي لا يدفع؟ فقال
ضرار: بلى، فقال هشام: أفلست تعلم أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لعلي (عليه السلام): " أنت مني
بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي "؟ قال ضرار: نعم، قال هشام: أفيجوز
أن يقول هذا القول إلا وعنده في الباطن مؤمن؟ قال: كذا، قال هشام: فقد صح
لعلي (عليه السلام) ظاهره وباطنه، ولم يصح لصاحبك لا ظاهر ولا باطن (2).
وفيه: سأل يحيى البرمكي بحضرة الرشيد هشام بن الحكم، فقال له: أخبرني

(1) إكمال الدين: 362 - 368.
(2) الفصول المختارة: 9.
544

عن الحق هل يكون في جهتين مختلفتين؟ قال هشام: لا، قال: فخبرني عن نفسين
اختصما في حكم في الدين وتنازعا واختلفا هل يخلوان من أن يكونا محقين
أو مبطلين، أو يكون أحدهما مبطلا والآخر محقا؟ فقال: هشام لا يخلوان من ذلك
وليس يجوز أن يكونا محقين على ما قدمت من الجواب، قال له يحيى: فخبرني
عن علي والعباس، لما اختصما إلى أبي بكر في الميراث أيهما كان المحق، إذ كنت
لا تقول إنهما كانا محقين ولا مبطلين؟ قال هشام: فنظرت، فإن قلت: إن عليا (عليه السلام)
كان مبطلا كفرت وخرجت عن مذهبي، وإن قلت: إن العباس كان مبطلا ضرب
الرشيد عنقي، ووردت علي مسألة لم أكن سئلت عنها قبل ذلك ولا أعددت لها
جوابا، فذكرت قول أبي عبد الله (عليه السلام) لي: " يا هشام لا تزال مؤيدا بروح القدس ما
نصرتنا بلسانك " فعلمت أني لم أخذل وعن لي الجواب في الحال، فقلت له: لم يكن
من أحدهما خطأ وكانا جميعا محقين؛ ولهذا نظير قد نطق به القرآن في قصة داود (عليه السلام)
حيث يقول جل اسمه: (وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب) إلى قوله:
(خصمان بغى بعضنا على بعض) فأي الملكين كان مخطئا وأيهما كان مصيبا، أم
تقول إنهما كانا مخطئين؟ فجوابك في ذلك جوابي بعينه، فقال يحيى: لست أقول:
إن الملكين أخطأ، بل أقول: إنهما أصابا، وذلك أنهما لم يختصما في الحقيقة ولا
اختلفا في الحكم، وإنما أظهرا ذلك لينبها داود (عليه السلام) على الخطيئة ويعرفاه الحكم
ويوقفاه عليه، قال هشام: فكذلك علي (عليه السلام) والعباس لم يختلفا في الحكم ولا اختصما
في الحقيقة، وإنما أظهرا الاختلاف والخصومة لينبها أبا بكر على غلطه ويوقفاه على
خطيئته ويدلاه على ظلمه لهما في الميراث، ولم يكونا في ريب من أمرهما، وإنما
كان ذلك منهما على حد ما كان من الملكين، فلم يحر جوابا فاستحسن ذلك الرشيد.
وفيه: أحب الرشيد أن يسمع كلام هشام مع الخوارج، فأمر بإحضاره
وإحضار عبد الله بن يزيد الأباضي، وجلس بحيث يسمع كلامهما ولا يرى القوم
شخصه، وكان بالحضرة يحيى بن خالد، فقال يحيى لعبد الله: سل أبا محمد - يعني
هشاما - عن شيء، فقال هشام: إنه لا مسألة للخوارج علينا، فقال عبد الله: وكيف
545

ذلك؟ فقال: لأنكم قوم قد اجتمعتم معنا على ولاية رجل وتعديله والإقرار
بإمامته وفضله، ثم فارقتمونا في عداوته والبراءة منه، فنحن على اجتماعنا
وشهادتكم لنا، وخلافكم علينا غير قادح في مذهبنا ودعواكم غير مقبولة علينا، إذ
الاختلاف لا يقابل الاتفاق، وشهادة الخصم لخصمه مقبولة، وشهادته عليه
مردودة، فقال يحيى: لقد قربت قطعه يا أبا محمد، ولكن جاره شيئا فإن الخليفة
يحب ذلك، فقال هشام: أنا أفعل ذلك غير أن الكلام ربما انتهى إلى حد يغمض
ويدق على الأفهام فيعاند أحد الخصمين أو يشتبه عليه، فإن أحب الإنصاف
فليجعل بيني وبينه واسطة عدلا إن خرجت من الطريق ردني إليه وإن جار هو في
حكمه شهد عليه، فقال عبد الله: دعا أبو محمد إلى الإنصاف، فقال هشام: فمن
يكون هذا الواسطة وما يكون مذهبه؟ أيكون من أصحابي أو من أصحابك أو
مخالفا لنا جميعا؟ فقال عبد الله: اختر من شئت فقد رضيت به، فقال هشام: أما أنا
فأرى أنه إن كان من أصحابي لم يؤمن عليه العصبية لي، وإن كان من أصحابك لم
آمنه في الحكم علي، وإن كان مخالفا لنا جميعا لم يكن مأمونا علي ولا عليك،
ولكن يكون رجلا من أصحابي ورجلا من أصحابك لينظرا في ما بيننا ويحكما
علينا بموجب الحق ومحض الحكم بالعدل، فقال عبد الله: قد أنصفت وقد كنت
أنتظر هذا منك، فأقبل هشام على يحيى، وقال: قد قطعته أيها الوزير وأمرت عليه
مذاهبه كلها بأهون سعي ولم يبق معه شيء واستغنيت عن مناظرته، فحرك الرشيد
الستر، فأصغى يحيى فقال له: " هذا متكلم الشيعة " وافق الرجل موافقة لم تتضمن
مناظرة، ثم ادعى أنه قد قطعه وأفسد عليه مذهبه، فمره أن يبين عن صحة ما ادعاه
على الرجل، فقال يحيى لهشام: إن الخليفة يأمرك أن تكشف عن صحة ما ادعيت
على هذا الرجل، فقال هشام: " إن هؤلاء القوم لم يزالوا معنا على ولاية
أمير المؤمنين حتى كان من أمر الحكمين ما كان فأكفروه بالتحكيم وضللوه بذلك
وهم الذين اضطروه إليه، والآن قد حكم هذا الشيخ - وهو عماد أصحابه - مختارا
غير مضطر رجلين مختلفين في مذهبهما، أحدهما يكفره والآخر يعدله، فإن كان
546

مصيبا في ذلك فأمير المؤمنين (عليه السلام) أولى بالصواب وإن كان مخطئا كافرا فقد
أراحنا من نفسه بشهادته بالكفر عليها، والنظر في كفره وإيمانه أولى من النظر في
إكفاره عليا (عليه السلام) " فاستحسن ذلك الرشيد وأمر بصلته وجائزته (1).
وروى الكافي " في باب حدوث العالم " أن الصادق (عليه السلام) قال لهشام - في
الزنديق المصري الذي ناظره (عليه السلام) حتى آمن -: خذه إليك فعلمه، قال: وكان هشام
معلم أهل الشام وأهل مصر الإيمان (2).
وروى في باب قوله تعالى: (لا تدركه الأبصار) عن هشام، قال: الأشياء
لا تدرك إلا بأمرين: بالحواس والقلب، ثم الحواس إدراكها على ثلاثة: إدراكا
بالمداخلة وإدراكا بالمماسة وإدراكا بلا مداخلة ولا مماسة، فأما الإدراك الذي
بالمداخلة فالأصوات والمشام والطعوم، وأما الإدراك بالمماسة فمعرفة اللين
والخشن، والحر والبرد، وأما الإدراك بلا مماسة ولا مداخلة فالبصر، فإنه يدرك
الأشياء بلا مماسة ولا مداخلة في حيز غيره ولا في حيزه، وإدراك البصر له سبيل
وسبب، فسبيله الهواء وسببه الضياء، فإذا كان السبيل متصلا بينه وبين المرئي
والسبب قائم أدرك ما يلاقي من الألوان والأشخاص، فإذا حمل البصر على مالا
سبيل له فيه رجع راجعا فحكى ما وراءه كالناظر في المرآة لا ينفذ بصره في
المرآة، فإذا لم يكن له سبيل رجع راجعا يحكي ما وراءه، وكذلك الناظر في الماء
الصافي يرجع راجعا فيحكي ما وراءه، إذ لا سبيل له إلى إنفاذ بصره، فأما القلب
فإنما سلطانه على الهواء فهو يدرك جميع ما في الهواء ويتوهمه، فإذا حمل القلب
على ما ليس في الهواء موجودا رجع راجعا فحكى ما في الهواء، فلا ينبغي للعاقل
أن يحمل قلبه على ما ليس موجودا في الهواء من أمر التوحيد جل وعز، فإنه إن
فعل ذلك لم يتوهم إلا ما في الهواء موجود كما قلنا في أمر البصر، تعالى الله أن
يشبهه خلقه (3).

(1) الفصول المختارة: 26 - 28.
(2) الكافي: 1 / 74.
(3) الكافي: 1 / 99.
547

وروى المسعودي في مروجه إفحامه أبا الهذيل العلاف (1). وروى عيون ابن
قتيبة إفحامه موبذ المجوس ورجلا ثنويا (2).
ويأتي في " أبي منصور النمري " أنه كان خارجيا فصيره هشام إماميا.
وفي الاختصاص، عن عبد العظيم قال هارون لجعفر البرمكي: أحب أسمع
كلام المتكلمين من حيث لا يعلمون بمكاني، فأمر فأحضروا وصار هارون في
مجلس يسمع كلامهم وأرخى بينه وبينهم سترا، فدخل عليهم هشام وعليه قميص
إلى الركبة وسراويل إلى نصف الساق، فسلم على الجميع ولم يخص جعفرا بشيء،
فقال له رجل من القوم: لم فضلت عليا على أبي بكر والله يقول: (ثاني اثنين إذ هما
في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا) فقال: أخبرني عن حزنه في ذلك
الوقت أكان لله رضى أم غير رضى؟ فسكت، فقال هشام: إن كان رضى فلم نهاه
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: " لا تحزن " أنهاه على طاعته تعالى ورضاه؟ وإن كان لله غير
رضى فلم تفتخر بشيء كان لله غير رضى، وقد علمت ما قد قال تعالى: (فأنزل الله
سكينته على رسوله وعلى المؤمنين) - أي ما تفتخر به دليل على أنه كان غير
مؤمن، حيث خصت آية الغار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالسكينة - وقالت العامة: " الجنة
اشتاقت إلى أربعة نفر علي والمقداد وعمار وأبي ذر " فأرى صاحبنا قد دخل مع
هؤلاء في هذه الفضيلة وتخلف عنها صاحبكم، ففضلنا صاحبنا على صاحبكم
بهذه الفضيلة.
وقلتم وقلنا وقالت العامة: إن الذابين عن الإسلام أربعة نفر: علي بن
أبي طالب والزبير وأبو دجانة وسلمان، فأرى صاحبنا قد دخل مع هؤلاء في هذه
الفضيلة وتخلف عنها صاحبكم، ففضلنا صاحبنا على صاحبكم بهذه الفضيلة.
وقلتم وقلنا وقالت العامة: إن القراء أربعة نفر: علي وعبد الله بن مسعود
وأبي بن كعب وزيد بن ثابت، فأرى صاحبنا قد دخل مع هؤلاء في هذه الفضيلة

(1) مروج الذهب: 4 / 21.
(2) عيون الأخبار: 2 / 152 - 153، الجزء الخامس.
548

وتخلف عنها صاحبكم، ففضلنا صاحبنا على صاحبكم بهذه الفضيلة.
وقلتم وقلنا وقالت العامة: إن المطهرين من السماء أربعة نفر: علي وفاطمة
والحسن والحسين (عليهم السلام)، فأرى صاحبنا قد دخل مع هؤلاء في هذه الفضيلة
وتخلف عنها صاحبكم، ففضلنا صاحبنا على صاحبكم بهذه الفضيلة.
وقلتم وقلنا وقالت العامة: إن الأبرار أربعة نفر: علي وفاطمة والحسن
والحسين (عليهم السلام) فأرى صاحبنا قد دخل مع هؤلاء في هذه الفضيلة وتخلف عنها
صاحبكم، ففضلنا صاحبنا على صاحبكم بهذه الفضيلة.
قلتم وقلنا وقالت العامة: إن الشهداء أربعة: علي وجعفر وحمزة وعبيدة بن
الحارث بن عبد المطلب، فأرى صاحبنا قد دخل مع هؤلاء في هذه الفضيلة
وتخلف عنها صاحبكم، ففضلنا صاحبنا على صاحبكم بهذه الفضيلة.
قال فحرك هارون الستر وأمر جعفر الناس بالخروج، فخرجوا مرعوبين
وخرج هارون إلى المجلس، فقال: من هذا ابن الفاعلة، فوالله! لقد هممت بقتله
وإحراقه بالنار (1).
وفي توحيد الصدوق في " باب الرد على الذين قالوا: إن الله ثالث ثلاثة ": أن
جاثليقا يقال له: " بريهة " قد مكث في النصرانية سبعين سنة، وكان يطلب الإسلام
(إلى أن قال) وأقبل يسأل فرق المسلمين من أعلمكم؟ وكان يستقرئ فرقة فرقة
لا يجد عند القوم شيئا، فيقول: لو كانت أئمتكم على الحق لكان عندكم بعض الحق،
فوصفت له الشيعة ووصف له هشام بن الحكم، قال هشام: فبينا أنا على دكاني
على باب الكرخ وعندي قوم يقرؤون علي القرآن فإذا أنا بفوج النصارى معه ما
بين القسيسين إلى غيرهم نحو من مائة رجل عليهم السواد والبرانس، والجاثليق
الأكبر بريهة فيهم حتى نزلوا حول دكاني، وجعل لبريهة كرسي يجلس عليه،
فقامت الأساقفة على عصيهم وعلى رؤوسهم برانسهم، فقال بريهة: ما بقي من
المسلمين أحد ممن يذكر بالعلم بالكلام إلا وقد ناظرته في النصرانية فما عندهم

(1) الاختصاص: 96 - 98.
549

شيء وقد جئتك أناظرك في الإسلام (إلى أن قال) فقالت الأساقفة لبريهة: ما مر
بك مثل ذا قط فقوم (1)، فتحير بريهة وذهب ليقوم فتعلق به هشام، وقال: ما يمنعك
من الإسلام؟ أفي قلبك حزازة فقلها وإلا سألتك عن النصرانية مسألة واحدة تبيت
عليها ليلتك هذه، قال: قلها يا أبا الحكم، قال هشام: أفرأيتك الابن يعلم ما عند
الأب؟ قال: نعم، قال: أفرأيتك الأب يعلم ما عند الابن؟ قال: نعم. قال: أفرأيتك
تخبر عن الابن أيقدر على كل ما يقدر عليه الأب؟ قال: نعم، قال: أفرأيتك عن
الأب أيقدر على كل ما يقدر عليه الابن؟ قال: نعم، قال: فكيف يكون واحد منهما
ابن صاحبه وهما متساويان؟ وكيف يظلم كل واحد منهما صاحبه؟ قال: بريهة
ليس منهما ظلم، قال هشام: من الحق بينهما أن يكون الابن أبو الأب والأب ابن
الابن، بت عليها يا بريهة فافترق النصارى وهم يتمنون ألا يكونوا رأوا هشاما
(إلى أن قال) قال بريهة لهشام: ألك من تصدر عن رأيه؟ قال: نعم، قال: ما صفته؟
قال: في نسبه أو في دينه؟ قال: فيهما جميعا، قال: أما النسب رأس العرب وصفوة
قريش وفاضل بني هاشم، وكل من نازعه في نسبه وجده أفضل منه، لأن قريشا
أفضل العرب، وبنو هاشم أفضل قريش، وأفضل بني هاشم خاصهم ودينهم
وسيدهم، وكذلك ولد السيد أفضل من ولد غيره وهذا من ولد السيد، قال: فصف
دينه، قال: معصوم فلا يعصي وسخي فلا يبخل وشجاع فلا يجبن، وما استودع من
العلم فلا يجهل، حافظ للدين، قائم بما فرض عليه، من عترة الأنبياء وجامع علم
الأنبياء، يحلم عند الغضب وينصف عند الظلم ويعين عند الرضا وينصف من الولي
والعدو؛ لا يعمل شططا في عدوه ولا يمنع إفادة وليه، يعمل بالكتاب ويحدث
بالأعجوبات من أهل الطهارات، يحكي قول الأئمة الأصفياء، لم تنقض له حجة،
ولم يجهل مسألة يفتي في كل سنة ويجلو كل مدلهمة.
قال بريهة: " وصفت المسيح في صفاته وأثبته بحججه وآياته، إلا أن الشخص
بائن عن شخصه والوصف قائم بوصفه، فإن يصدق الوصف نؤمن بالشخص " قال

(1) كذا، وفي الأصل: تقوم.
550

هشام: " مامن حجة أقامها الله تعالى على أول خلقه إلا أقامها على وسط خلقه
وآخر خلقه، فلا تبطل الحجج ولا تذهب السنن " قال بريهة: ما أشبه هذا بالحق
وأقربه من الصدق، وهذه صفة الحكماء يقيمون من الحجة ما ينفون به الشبهة (إلى
أن قال) فارتحل بريهة مع هشام إلى المدينة فقصدا الصادق (عليه السلام) ولقيا في الطريق
الكاظم (عليه السلام) فحكى هشام له الأمر، فقال (عليه السلام) لبريهة: كيف علمك بكتابك
وبتأويله؟ فقال: ما أوثقني بذلك، فابتدأ الكاظم (عليه السلام) بقراءة الإنجيل، فقال بريهة:
والمسيح! لقد كان يقرأ هكذا، وما قرأ هذه القراءة إلا المسيح، فأسلم ودخلا على
الصادق (عليه السلام) فحكى هشام له (عليه السلام) الحكاية وما جرى بينه وبين الكاظم (عليه السلام)
فقال (عليه السلام) " ذرية بعضها من بعض " - إلى أن قال - فلزم بريهة الصادق (عليه السلام) ثم
الكاظم (عليه السلام) حتى مات، فغسله الكاظم (عليه السلام) وكفنه وألحده بيده... الخبر (1).
وبالجملة: الرجل كان من الأجلة، ولعمري! لم يك في أصحابهم (عليهم السلام) بعد
عبد الله بن عباس مثله في إفحام الخصوم وإرغامهم، ومن غمز فيه إما كان حسدا
فقديما أهل الفضل كانوا محسودين، ومر خبر الكشي " عن الرضا (عليه السلام): رحم الله
هشاما كان عبدا ناصحا وأوذي من قبل أصحابه حسدا منهم له " وإما التبس عليه
الأمر، وإن كان منزها عن الحقد والحسد كابن أبي عمير، فروى الكافي في " باب
أن الأرض كلها للإمام ": أن ابن أبي عمير لم يكن يعدل بهشام شيئا، وكان لا يغب
إتيانه، ثم انقطع عنه وخالفه، وكان سبب ذلك أن أبا مالك الحضرمي - وكان أحد
رجال هشام - وقع بينه وبين ابن أبي عمير ملاحاة في شيء من الإمامة، قال ابن
أبي عمير: الدنيا كلها للإمام (عليه السلام) على جهة الملك، وأنه أولى بها من الذين هي في
أيديهم، وقال أبو مالك: أملاك الناس لهم إلا ما حكم الله به للإمام من الفيء
والخمس والمغنم، فتراضيا بهشام فحكم لأبي مالك، فغضب ابن أبي عمير وهجر
هشاما " (2) فإن هشاما حكم على الظاهر وفي الظاهر لم يكن لهم (عليهم السلام) إلا ما قال
هشام تصديقا لأبي مالك، وإنما في الباطن كما قال ابن أبي عمير، حيث إن الإمام

(1) التوحيد: 270 - 275.
(2) الكافي: 1 / 409 - 410.
551

كالنبي أولى بالناس من أنفسهم وأموالهم.
كما أن ما روى عنه من أخبار التشبيه فالجواب عنها ما قال الكراجكي أو
المرتضى، وكيف لا؟ والشهرستاني مع كونه من المخالفين، قال: إن الرجل أجل
من أن يقول بالتشبيه (1).
ومن الغريب! أن سعد بن عبد الله القمي مع كونه من أجلة علمائنا التبس عليه
الأمر، ففي رجال البرقي - بعد عده في أصحاب الصادق (عليه السلام) -: وفي كتاب سعد
كان من غلمان أبي شاكر الزنديق جسمي رديء.
وعد النجاشي في كتب سعد: كتاب مثالب هشام ويونس، كتاب الرد على
علي بن إبراهيم في معنى هشام ويونس.
وكيف كان من غلمان أبي شاكر؟ وكان أبو شاكر يعترض على هشام
اعتراضات، فكان هشام يجيبها في ما يعلمه بنفسه ويتعلم من الصادق (عليه السلام) ما لا
يعلمه ويجيبه، فصار ذلك سببا لإسلام أبي شاكر أيضا.
فروى الكافي في " باب حدوث العالم " أن عبد الله الديصاني - وهو أبو شاكر -
سأل هشام بن الحكم، فقال له: ألك رب؟ فقال: بلى، قال: أقادر هو؟ قال: نعم،
قال: يقدر أن يدخل الدنيا كلها البيضة لا تكبر البيضة ولا تصغر الدنيا؟ قال هشام:
النظرة - إلى أن قال بعد ذكر دخوله على الصادق (عليه السلام) وحكايته له الأمر - قال (عليه السلام)
له: كم حواسك يا هشام؟ قال: خمس، قال: أيها أصغر؟ قال: الناظر، قال: وكم قدر
الناظر؟ قال: مثل العدسة أو أقل منها، فقال (عليه السلام): فانظر أمامك وفوقك وأخبرني
بما ترى، فقال: أرى سماء وأرضا ودورا وقصورا وبراري وجبالا وأنهارا،
فقال (عليه السلام): إن الذي قدر أن يدخل الذي تراه العدسة أو أقل منها قادر على أن يدخل
الدنيا كلها البيضة لا تصغر الدنيا ولا تكبر البيضة، فأكب هشام عليه وقبل يديه
ورأسه ورجليه، وقال: حسبي يا ابن رسول الله - إلى أن قال بعد ذكر سماع الديصاني
جوابه (عليه السلام) ودخوله عليه (عليه السلام) - قال الديصاني للصادق (عليه السلام): دلني على معبودي

(1) الملل والنحل: 1 / 185، باختلاف في الألفاظ.
552

فأخذ (عليه السلام) بيضة من يد غلام صغير، وقال له: هذا حصن مكنون له جلد غليظ
وتحت الجلد الغليظ جلد رقيق، وتحت الجلد الرقيق ذهبة مائعة وفضة ذائبة، فلا
الذهبة المائعة تختلط بالفضة الذائبة ولا الفضة الذائبة تختلط بالذهبة المائعة، فهي
على حالها لم يخرج منها خارج مصلح فيخبر عن صلاحها، ولا يدخل فيها داخل
فيخبر عن فسادها، لا يدرى أللذكر خلقت أم للأنثى، تنفلق عن مثل ألوان
الطواويس أترى لها مدبرا؟ فأطرق مليا، ثم قال: أشهد ألا إله إلا الله... الخبر (1).
والأصل في النسبة العامة المعاندون، فقال السمعاني: الهشامية فرقة من غلاة
الشيعة وهم الهشامية الأولى والهشامية الأخرى، أما الأولى فهم أصحاب هشام
ابن الحكم الرافضي المفرط في التشبيه والتجسيم، فكان يقول: إن معبوده له جسم
واحد ونهاية، وأنه طويل عريض عميق وطوله مثل عرضه وعرضه مثل عمقه،
وأنه مثل سبيكة الفضة، وأنه سبعة أشبار بشبر نفسه، وله مقالات في هذا الفن
حكيت عنه... الخ.
وأثرت إذاعة أولئك المعاندين في بعض ضعفاء العقول من الشيعة، فظنوا أن
لنسبهم حقيقة فكانوا يسألون الأئمة (عليهم السلام) عما اشتهر، فكانوا يردعونهم عما هو
المهم من نفي التجسيم، دون القول أن هشاما لم يكن كذلك، وكذلك القول في
هشام بن سالم الآتي.
ففي الكافي - في " باب النهي عن الجسم " عن محمد بن حكيم - وصفت لأبي
إبراهيم (عليه السلام) قول هشام: إنه جسم، فقال: إن الله لا يشبهه شيء، أي فحش أو خناء
أعظم من قول من يصف الخالق بجسم أو صورة.
وعنه - أيضا - وصفت لأبي الحسن (عليه السلام) قول هشام الجواليقي وما يقول في
الشاب الموفق، ووصفت له قول هشام بن الحكم، فقال: إن الله لا يشبهه شيء.
وعن محمد بن الفرج الرخجي: كتبت إلى أبي الحسن (عليه السلام) أسأله عما قال
هشام بن الحكم في الجسم وهشام بن سالم في الصورة، فكتب: دع عنك حيرة

(1) الكافي: 1 / 79.
553

الحيران واستعذ بالله من الشيطان، ليس القول ما قال الهشامان.
وعن يونس بن ظبيان، قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن هشام بن الحكم يقول قولا
عظيما، فزعم أن الله جسم لأن الأشياء جسم وفعل الجسم (إلى أن قال)
فقال (عليه السلام): ويله! أما علم أن الجسم محدود متناه.
وعن الحسن بن عبد الرحمن الحماني، قلت لأبي الحسن موسى (عليه السلام): إن
هشام بن الحكم زعم أن الله جسم ليس كمثله شيء، عالم سميع بصير قادر متكلم
ناطق، والكلام والقدرة والعلم تجري مجرى واحد ليس شيء منها مخلوقا، فقال:
قاتله الله! أما علم أن الجسم محدود والكلام غير المتكلم (1).
كما أن أخبار كونه سببا لقتل الكاظم (عليه السلام) أيضا من معانديه، وكيف وتكلمه
كان سببا لقتل نفسه من تدبير أعدائه؟ وإنما السبب في قتله (عليه السلام) سعاية ابن أخيه
علي بن إسماعيل، ولو كان تكلم هشام وإتمامه الحجة على الأنام موجبا
لقتله (عليه السلام) كان قوله (عليه السلام) لما سلم هارون على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: " السلام عليك
يا بن عم " فسلم (عليه السلام) على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: " السلام عليك يا أبه " أوجب له.
هذا، وفي المشيخة (2) وفصول المرتضى عن المفيد (3)، وفي فهرست ابن النديم (4)
ورجال البرقي، وفي فهرست الشيخ: أنه مولى شيبان (5).
وفي الكشي (6) ورجال الشيخ والنجاشي: أنه " مولى كندة " وشيبان من عدنان،
وكندة من قحطان. والظاهر أصحية الأول، وأن ما في الكشي من تحريفاته،
والشيخ في الرجال استند إليه وكذا النجاشي، والظاهر أنه التبس عليهم هذا بهشام
الكندي - الآتي - وهو غير هذا.
هذا، وفي أخبار الكشي تحريفات، ففي خبره الأول - ولم ينقله المصنف -
" قال الفضل بن شاذان: هشام بن الحكم أصله كوفي ومولده ومنشأه بواسط،

(1) الكافي: 1 / 105 - 106.
(2) الفقيه: 4 / 437.
(3) الفصول المختارة: 28.
(4) فهرست ابن النديم: 223.
(5) في جميع المصادر المذكورة: مولى بني شيبان.
(6) الكشي: 256.
554

وقد رأيت داره بواسط وتجارته ببغداد في الكرخ، وداره عند قصر وضاح في
الطريق الذي يأخذ في بركة بني ذر، حيث يباع الطرائف والخليج، وعلي بن
منصور من أهل الكوفة " فلا معنى لقوله: " والخليج " ولا ربط هنا لقوله: " وعلي بن
منصور... الخ " وإنما ورد علي بن منصور وأبو مالك الحضرمي في خبر الشامي،
وهو خبره الواحد والعشرون.
كما أن قوله في الخبر الثاني: " عن عمر بن يزيد، وكان ابن أخي هشام "
خلاف الواقع، فإن " عمر بن يزيد " جده " ذبيان " لا " الحكم " وهو مولى نهد أو
ثقيف، لا كندة أو شيبان.
كما أن نقله في رابع أخباره خبر سعاية محمد بن إسماعيل من عمه
الكاظم (عليه السلام) إلى هارون، وفي خامسها خبر أن الصادق (عليه السلام) قال لابنه الأفطح:
" إليك ابني أخيك فقد ملئاني بالسفه " بلا ربط، والظاهر أن الثاني كان مربوطا
بعنوان " الفطحية " الذي ذكره قبل " هشام " متصلا به فحرف عن موضعه.
كما أنه نقل في ذاك العنوان خبرين في " أن أصحاب الصادق (عليه السلام) وشيعته
الورعون " لا ربط لهما به، ويمكن ربط خبر السعاية أن الخبر الذي قبله لما تضمن:
أن مناظرة هشام كانت سبب حبس الكاظم (عليه السلام) رده بأن السبب السعاية، فيكون
سقط كلام الكشي قبله.
كما أن قوله في خبره السابع المتضمن: أن ما لم يعلم موت إمام يبني على
حياته " وزعم يونس أن دخول هشام على يحيى وكلامه مع سليمان بن حريز...
الخ " بلا ربط ظاهرا، ولعله كان بعد خبره الثالث المتضمن لدخول هشام على
يحيى وكلامه مع سليمان.
كما أن قوله في ذاك الخبر: " ومثل مثالا، فقال: الرجل إذا جامع أهله وسافر
إلى مكة أو توارى عنه ببعض الحيطان " لا يخلو من تحريف، إلى غير ذلك مما إذا
أردنا استقصاءها لطال الكلام.
هذا، وأما قول النجاشي: " انتقل إلى بغداد سنة تسع وتسعين ومائة، ويقال:
555

إن في هذه السنة مات " فينافيه ما في الكشي نقلا " عن الفضل بن شاذان من موته
سنة تسع وسبعين ومائة بالكوفة في أيام الرشيد ". والظاهر أصحية قول الكشي
لأعرفية الفضل، ولأن الرشيد مات سنة ثلاث وتسعين وقد كان مات قبله فزعا منه
- كما عرفته من خبري الكشي والإكمال المتقدمين، وصرح به الفضل - فلا يصح
كون موته سنة 99 فضلا عن كون انتقاله ببغداد تلك السنة، ويظهر عدم صحة قول
الشيخ في الرجال أيضا " بقي بعد أبي الحسن (عليه السلام) " فإن الكاظم (عليه السلام) إنما توفي
سنة 83.
هذا، وقول ابن النديم: " كان منقطعا إلى البرامكة ملازما ليحيى، وكان القيم
بمجالس كلامه ونظره، ثم تبع الصادق (عليه السلام) فانقطع إليه " غلط، فإن الصادق (عليه السلام)
توفي زمن المنصور، ويحيى كان زمن هارون ابن ابنه بعد المهدي والهادي، فكيف
ينقطع إلى الصادق (عليه السلام) بعد يحيى، وإنما في خبر الكشي - المتقدم - أنه كان أولا
جهميا ثم تبع الصادق (عليه السلام) والجهمية أتباع جهم بن صفوان، قال السمعاني: زعم
جهم أن وصفه تعالى بأنه شيء حي عالم ووصف غيره بذلك يقتضي التشبيه، بل
أصل قوله بانقطاعه إلى يحيى غلط.
نعم، كان القيم لمجالس كلامه والحكم في اختلاف المتكلمين في مجلسه،
وكيف! وكان عدوه وصار بذلك سبب هلاكه.
وروى الكافي " في باب ما أحل الله تعالى من النساء " مسندا عنه في خبر،
قال هشام: وأما أمر المتعة فأمر غمض على كثير لعلة نهي من نهى عنه وتحريمه
لها، وإن كانت موجودة في التنزيل ومأثورة في السنة الجامعة لمن طلب علتها
وأراد ذلك فصار تزويج المتعة حلالا للغني والفقير ليستويا في تحليل الفرج، كما
استويا في قضاء نسك الحج متعة الحج فما استيسر من الهدي للغني والفقير فدخل
في هذا التفسير الغني لعلة الفقير، وذلك أن الفرائض إنما وضعت على أدنى القوم
قوة ليسع الغني الفقير، وذلك لأنه غير جائز أن يفرض الفرائض على قدر مقادير
القوم، فلا يعرف قوة القوي من ضعف الضعيف، ولكن وضعت على قوة أضعف
556

الضعفاء، ثم رغب الأقوياء فسارعوا إلى الخيرات بالنوافل بفضل القوة في الأنفس
والأموال، والمتعة حلال للغني والفقير لأهل الجدة ممن له أربع وممن له ملك
اليمين ما شاء، كما هي حلال لمن لا يجد إلا بقدر مهر المتعة والمهر ما تراضيا عليه
في حدود التزويج للغني والفقير قل أو كثر (1).
هذا، وروى الكافي في أول كتابه عنه حديثا شريفا مفصلا في فضل العقل،
وفي خبره قال هشام بن الحكم: قال لي موسى بن جعفر (عليه السلام): يا هشام، إن الله
تعالى بشر أهل العقل والفهم في كتابه... الخبر (2). وهو من الأحاديث النفيسة،
ويأتي في هشام بن سالم.
[8216]
هشام بن حكيم بن حزام
القرشي، الأسدي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) مقتصرا على اسمه
واسم أبيه.
أقول: بل وجده أيضا.
قال: قتل بأجنادين.
قلت: قتله بأجنادين، قالوا: وهم من أبي نعيم، فقال الجزري: روى أبو نعيم
نفسه " أن هشاما هذا وجد عياض بن غنم وهو على حمص قد شمس ناسا من
النبط في أداء الجزية، فقال له هشام: إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إن الله يعذب الذين
يعذبون الناس في الدنيا " قال: وحمص فتحت بعد أجنادين بكثير، قال الجزري:
ووهم ابن مندة أيضا فيه، فساق نسبه أسديا ووصفه بالمخزومي، وهو أغرب
ما يحكى عن عالم!
وروى الجزري مسندا عن عمر، قال: مررت بهشام وهو يقرأ سورة الفرقان،
فإذا هو يقرأ على حروف لم يقرئنيها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فكدت أساوره في الصلاة،

(1) الكافي: 5 / 363 - 364.
(2) الكافي: 1 / 13.
557

فأنظرت حتى سلم فلببته بردائه، فقلت: من أقرأك هذه السورة؟ قال: النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
فقلت له: كذبت والله! إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أقرأني هذه السورة، فانطلقت أقوده إلى
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقلت: إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها،
فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أرسله يا عمر، إقرأ يا هشام، فقرأ القراءة التي سمعت، فقال
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): هكذا أنزلت، ثم قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إقرأ يا عمر، فقرأت، فقال: هكذا
أنزلت، ثم قال: إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرأوا ما تيسر منه.
[8217]
هشام بن حيان
الكوفي، مولى بني عقيل، أبو سعيد المكاري
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام). ومر عنوان النجاشي له
هاشما.
أقول: الذي يهون الخطب معروفيته بالكنية، وقد عنونه بها الشيخ في
الفهرست. ومر وهم النجاشي في حكمه بواقفيته في ابنه الحسين، وإنما الواقفي
ابنه.
[8218]
هشام الخطيب
المعروف بالعباسي
في الأغاني في " إبراهيم بن العباس الصولي ": كان هشام الخطيب المعروف
بالعباسي جريئا على المأمون، لأنه رباه وشخص إليه إلى خراسان في فتنة إبراهيم
ابن المهدي (1).
وفي العيون: أن المأمون لما بايع الرضا (عليه السلام) بالعهد أجلسه إلى جانبه، فقام
العباسي الخطيب، فتكلم فأحسن، ثم ختم بشعر فأنشد:

(1) الأغاني: 9 / 31.
558

لابد للناس من شمس ومن قمر * فأنت شمس وهذا ذلك القمر
... الخ (1).
والظاهر كونه " هشام بن إبراهيم العباسي " المتقدم.
[8219]
هشام الرماني
قال: قال ابن داود: " قرجخ مجهول " وإنما في رجال الشيخ " هاشم الرماني "
لا هشام.
أقول: الظاهر أن القدماء كانوا يكتبون " هاشما " و " هشاما " " هشما "
ويفرقون بينهما بجعل ألف صغيرة قبل الشين وبعده، وأن ابن داود كان خط الشيخ
عنده مشتبها، فعنونه في الأول هاشما وفي الثاني هشاما.
[8220]
هشام بن سالم
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: الجواليقي الجعفي
مولاهم كوفي أبو محمد. وعده في أصحاب الكاظم (عليه السلام) كما مر في هشام بن أحمر.
وعنونه في الفهرست (إلى أن قال) عن ابن أبي عمير وصفوان، عن هشام بن
سالم، ورواه أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم.
وعنونه النجاشي قائلا: الجواليقي مولى بشر بن مروان أبو الحكم، كان من
سبي الجوزجان، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام) ثقة ثقة، له كتاب يرويه
جماعة.
وعنونه الكشي قائلا: مولى بشر بن مروان، وكان من سبي الجوزجان، كوفي
ويقال له: الجواليقي، ثم صار علافا.
محمد بن الحسن البراثي وعثمان بن حامد الكشيان، عن محمد بن يزداد،
عن محمد بن الحسين، عن الحجال، عن هشام بن سالم، قال: كلمت رجلا

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 146، باب 40 ح 16.
559

بالمدينة من بني مخزوم في الإمامة، فقال: فمن الإمام اليوم؟ قلت: جعفر بن
محمد، فقال: والله! لأقولها له، فغمني ذلك غما شديدا خوفا أن يلومني
أبو عبد الله (عليه السلام) أو يبرأ مني، فأتاه المخزومي فدخل عليه، فجرى الحديث فقال له
مقالة هشام، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): أفلا نظرت في قوله: فنحن لذلك أهل؟ فبقي
الرجل لا يدري أيش يقول! وقطع به، فبلغ هشاما قول أبي عبد الله (عليه السلام) ففرح بذلك
وانجلت غمته.
جعفر بن محمد، عن الحسن بن علي بن النعمان، عن أبي يحيى، عن هشام بن
سالم، قال: كنا بالمدينة بعد وفاة أبي عبد الله (عليه السلام) أنا ومؤمن الطاق وأبو جعفر،
والناس مجتمعون على أن عبد الله صاحب الأمر بعد أبيه، فدخلنا عليه أنا
وصاحب الطاق والناس مجتمعون عند عبد الله، وذلك أنهم رووا عن
أبي عبد الله (عليه السلام) " أن الأمر في الكبير ما لم يكن به عاهة " فدخلنا نسأله عما كنا
نسأل عنه أباه، فسألناه عن الزكاة في كم تجب؟ قال: في مائتين خمسة، قلنا: ففي
مائة؟ قال: درهمان ونصف درهم، قلنا له: والله! ما تقول المرجئة هذا، فرفع يده
إلى السماء، فقال: لا والله! ما أدري ما يقول المرجئة، فخرجنا من عنده ضلالا
لا ندري إلى أين نتوجه أنا وأبو جعفر الأحول، فقعدنا في بعض أزقة المدينة باكين
حيارى لا ندري إلى من نقصد وإلى من نتوجه، نقول إلى المرجئة، إلى القدرية،
إلى الزيدية، إلى المعتزلة، إلى الخوارج! قال: فنحن كذلك إذ رأيت شيخا يومئ إلي
بيده، فخفت أن يكون عينا من عيون أبي جعفر، وذلك أنه كان له بالمدينة
جواسيس ينظرون على من اتفق شيعة جعفر فيضربون عنقه، فخفت أن يكون
منهم، فقلت لأبي جعفر: تنح فإني خائف على نفسي وعليك، وإنما يريدني ليس
يريدك فتنح عني لا تهلك وتعين على نفسك، فتنحى غير بعيد وتبعت الشيخ،
وذلك أني ظننت أني لا أقدر على التخلص منه، فما زلت أتبعه حتى ورد بي على
باب أبي الحسن موسى (عليه السلام) ثم خلاني ومضى، فإذا خادم بالباب فقال لي: أدخل
رحمك الله، فدخلت فإذا أبو الحسن (عليه السلام).
560

فقال لي - ابتداء -: لا إلى المرجئة ولا إلى القدرية ولا إلى الزيدية ولا إلى
المعتزلة ولا إلى الخوارج، إلي إلي إلي، فقلت له: جعلت فداك! مضى أبوك؟ قال:
نعم، قلت: جعلت فداك! مضى في موت؟ قال: نعم، قلت: جعلت فداك! فمن لنا
بعده؟ فقال: إن شاء الله يهديك هداك، قلت: جعلت فداك! إن عبد الله يزعم أنه من
بعد أبيه؟ فقال: يريد عبد الله أن لا يعبد الله، قلت: جعلت فداك فمن لنا بعده؟ فقال:
إن شاء الله يهدي هداك أيضا، قلت: جعلت فداك! أنت هو؟ قال: ما أقول ذلك،
قلت في نفسي: لم أصب طريق المسألة، قلت: جعلت فداك! عليك إمام؟ قال: لا؛
فدخلني شيء لا يعلمه إلا الله إعظاما له وهيبة أكثر ما يحل لي من أبيه إذا دخلت
عليه، قلت: جعلت فداك! أسألك عما كان يسأل أبوك؟ قال: سل تخبر ولا تذع
فإن أذعت فهو الذبح، فسألته فإذا هو بحر، قلت: جعلت فداك! شيعتك وشيعة أبيك
ضلال فألقي إليهم وأدعهم إليك، فقد أخذت علي بالكتمان؟ قال: من آنست منهم
رشدا فالق عليه وخذ عليهم بالكتمان، فإن أذاعوا فهو الذبح - وأشار بيده إلى
حلقه - فخرجت من عنده فلقيت أبا جعفر، فقال لي: ما وراءك؟ قلت: الهدى،
فحدثته بالقصة، ثم لقيت المفضل بن عمر وأبا بصير فدخلوا عليه وسمعوا كلامه
وسألوه، قال: نعم، ثم قطعوا عليه، ثم لقينا الناس أفواجا، قال: وكل من دخل عليه
قطع عليه إلا طائفة مثل عمار وأصحابه، فبقي عبد الله لا يدخل عليه أحد إلا قليلا
من الناس، فلما رأى ذلك وسأل عن حال الناس، فأخبر أن هشام بن سالم صد
عنه الناس فأقعد لي بالمدينة غير واحد ليضربوني.
محمد بن مسعود، عن علي بن محمد القمي، عن أحمد البرقي، عن أبي عبد الله
محمد بن موسى بن عيسى - من أهل همدان - عن أسكيب بن عبدك الكيساني،
عن عبد الملك بن هشام الخياط، قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام): أسألك جعلني الله
فداك؟! قال: سل يا جبلي عماذا تسألني؟ فقلت: جعلت فداك! زعم هشام بن
سالم أن الله عزوجل صورة، وأن آدم خلق مثل الرب، فنصف هذا ونصف هذا،
وأوميت إلى جانبي وشعر رأسي، وزعم يونس مولى آل يقطين وهشام بن الحكم
561

أن الله شيء لا كالأشياء وأن الأشياء بائنة منه وأنه بائن من الأشياء، وزعما أن
إثبات الشيء أن يقال جسم فهو لا كالأجسام شيء لا كالأشياء ثابت موجود غير
مفقود ولا معدوم خارج من الحدين حد الإبطال وحد التشبيه، فبأي القولين
أقول؟ قال: فقال (عليه السلام): أراد هذا الإثبات، وهذا شبه ربه تعالى بمخلوق تعالى الله
الذي ليس له شبه ولا مثل ولا عدل ولا نظير ولا هو بصفة المخلوقين، لا تقل بمثل
ما قال هشام بن سالم، وقل بما قال مولى آل يقطين وصاحبه، قال: قلت: فيعطى
الزكاة من خالف هشاما في التوحيد؟ فقال برأسه لا.
وعنه، عنه، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن عيسى، عن حماد بن عيسى
- رفع الحديث - قال: كان أصحابنا يروون ويتحدثون أنه كان يكسر خمسين ألف
درهم (1).
ومر في هشام بن الحكم.
أقول: وعده البرقي في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: مولى بشر بن مروان، كان
من سبي الجوزجان، كوفي يقال له " الجواليقي " ثم صار علافا، وفي كتاب سعد له
كتاب، يكنى أبا محمد.
ونقل ابن داود في " فصل من وثق مرتين " عن ابن الغضائري توثيقه له مرتين
مثل النجاشي.
ومر في هشام بن الحكم أخبار من الكافي فيهما.
وعده المرتضى في فصوله من الذين رووا عن الصادق (عليه السلام) قائلا: مولى بشر
ابن مروان، وكان من سبي الجوزجان (2).
وعده المفيد في العددية من فقهاء أصحابهم (عليهم السلام) الذين رووا نقص شهر
رمضان (3)، لكنه لم ينقل روايته كما نقل رواية بعض آخر، ونقل الجامع روايته عن
أبي حمزة في أصناف ناس علم الكافي، والمصنف عكس.

(1) الكشي: 281 - 285.
(2) الفصول المختارة: 29.
(3) مصنفات الشيخ المفيد: 9، جوابات أهل الموصل في العدد والرؤية: 25، 45.
562

هذا، وقد عرفت في هشام بن الحكم أن أصل الطعن فيهما من معاندي العامة،
ثم سرى إلى ضعفاء الشيعة فسألوا الأئمة (عليهم السلام) عنهما ناسبين إليهما التجسيم
والتشبيه، فأجابوهم بما هو المهم من نفيهما، فقال السمعاني في أنسابه: " كان
هشام بن سالم يزعم أن معبوده جسم على صورة الإنسان لكنه ليس بلحم ولا دم،
وهو نور ساطع يتلألأ بياضا، وله حواس خمس كحواس الإنسان، ونصفه الأعلى
مجوف ونصفه الأسفل مصمت " وعنه أخذ داود الجواربي قوله: " إن معبوده له
جميع أعضاء الإنسان إلا الفرج واللحية ". وهو الأصل في خبر الكشي الثالث،
وإن كان تحريفه بحيث لا يفهم منه شيء وكذا رابعه.
هذا، وقد عرفت أن البرقي والكشي والمرتضى عن المفيد والنجاشي قالوا:
إنه مولى بشر بن مروان من سبي جوزجان - وفتح جوزجان كان في سنة 33 في
خلافة عثمان فلعل أباه أو جده كان من سبيها - ولكن عرفت أن الشيخ في الرجال
جعله مولى جعفي.
[8221]
هشام بن السري
أبو ساسان، التميمي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: كوفي جد هشام
ابن يونس أبو أمه.
أقول: لعله الذي عنونه النجاشي في الكنى قائلا: أبو ساسان كوفي، روى عن
أبي عبد الله (عليه السلام) (إلى أن قال) محمد بن أبي حمزة، عن أبي ساسان بكتابه.
[8222]
هشام بن سعيد
المحاملي المدني
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
أقول: ولكن في معارف ابن قتيبة: " هشام بن سعد، يكنى أبا عباد مولى لآل
563

أبي لهب، وكان صاحب محامل وكان شيعيا لآل أبي طالب، ومات بالمدينة في
خلافة المهدي " (1). وحيث إن الشيعي أعم من الإمامي ككون عنوان رجال الشيخ
أعم فإماميته غير معلومة، كاسم أبيه سعد أو سعيد.
لكن الصحيح كون نقل المصنف عن رجال الشيخ " بن سعيد " غير صحيح،
فالوسيط نقل عنه " بن سعد " وفي المطبوعة الحيدرية من رجال الشيخ أيضا " بن
سعد " واتفق باقي الكتب عليه، المعارف والتقريب والميزان، ونقل الأخير عنه
خبرا أيضا بلفظ " بن سعد ".
ثم إن الشيخ وابن حجر لم يذكرا كونه مولى، وقد عرفت أن ابن قتيبة جعله
مولى آل أبي لهب عنونه في أصحاب الحديث، وجعله الذهبي مولى بني مخزوم،
والظاهر أصحية الأول لأعرفية ابن قتيبة.
وكيف كان: قال الذهبي: يقال له " يتيم زيد بن أسلم " صحبه وأكثر عنه، توفي
في حدود الستين ومائة.
[8223]
هشام صاحب البريد
روى باب ضلال الكافي، عنه، عن الصادق (عليه السلام) في خبر قال (عليه السلام): إن شئتم
أخبرتكم، فقلت أنا: لا، فقال: أما أنه شر عليكم أن تقولوا بشيء ما لم تسمعوه،
قال: فظننت أنه يديرنا على قول محمد بن مسلم (2).
[8224]
هشام الصيدلاني
عده البرقي في أصحاب الصادق (عليه السلام) وورد في فضل تجارة التهذيب روايته
عنه (عليه السلام) (3) إلا أن أدب تجارة الكافي بدله بهاشم الصيدلاني (4)، وقد مر، والأصل
واحد.

(1) المعارف: 282.
(2) الكافي: 2 / 401، 402.
(3) التهذيب: 7 / 8.
(4) الكافي: 5 / 153، وفيه: الصيدناني.
564

[8225]
هشام الصيدناني
ورد في سحق الكافي (1)، ومر هاشم الصيدناني، والأصل فيهما وفي سابقه واحد.
[8226]
هشام بن عتبة
بن أبي وقاص، المرقال
قال: قال ابن داود: " عده جخ في ى " مع أنه ليس في رجال الشيخ إلا هاشم
المتقدم، ومن الغريب! أنه عنون هاشما أيضا عنه.
أقول: وجه عمله ما مر في هشام الرماني.
وكيف كان: فلا ريب في غلط العنوان، فهاشم المرقال معروف.
[8227]
هشام بن عروة بن الزبير
بن العوام، القرشي، المدني
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
أقول: وفي معارف ابن قتيبة في " الزبير ": كان فقيها، قدم الكوفة فسمعوا منه،
ومات بها سنة 146 (2).
وأغلب رواياته عن أبيه عن عائشة كما يعلم من البلاذري (3)، ولابد أنه سر
جده وأبيه، وقول النجاشي في عبد الله بن هارون - المتقدم -: " الزبيريون في
أصحابنا ثلاثة " دال على عاميته كظاهر ابن قتيبة، وعنوان الشيخ في الرجال قد
عرفت غير مرة أنه أعم.
وعنونه ابن حجر وقال: ربما دلس، والذهبي، وقال: قال ابن القطان: اختلط
وتغير أخيرا.

(1) الكافي: 5 / 551.
(2) المعارف: 130.
(3) أنساب الأشراف: 1 / 131، 256، 347.
565

[8228]
هشام بن عبد الملك
قال: وقع في نوادر حدود الفقيه (1)، ملك عشرين سنة، حمل في خلافته
السجاد (عليه السلام) مصفدا.
أقول: غاية ما قيل في وفاة السجاد (عليه السلام) كونه في سنة 95 وأول خلافة هشام
كان في سنة 105 فكيف حمله؟!
[8229]
هشام القوطي
مر في " عباد بن سليمان " أنهما كانا قائلين بكون طلحة والزبير وعائشة في
الجمل على الحق كعلي (عليه السلام) وأن الجميع أرادوا الإصلاح، وإنما انشب القتال
غوغاء الفريقين.
وفي السمعاني في عنوان الهشامية: وفضائحه كثيرة، منها: أنه حرم على
الناس أن يقولوا: " حسبنا الله ونعم الوكيل " مع نطق القرآن به، وظن أن الوكيل
يقتضي موكلا، ولم يعلم أن الوكيل بمعنى الحفيظ، كقوله تعالى: (لست عليكم
بوكيل) أي بحفيظ.
وأقول: بل الوكيل بمعناه المتعارف، فالعبد يوكل ربه يكل إليه أمره: وأفوض
أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد.
[8230]
هشام الكندي
الذي روى عنه علي بن الحكم، عده البرقي في أصحاب الصادق (عليه السلام).
وفي فصول المرتضى: عن عيون المفيد عده في المسمين بهشام الذين رووا
عن الصادق (عليه السلام) (2)، وقد روى علي بن الحكم عن هشام الكندي، عن الصادق (عليه السلام)
في تقية الكافي (3).

(1) الفقيه: 4 / 74.
(2) الفصول المختارة: 29.
(3) الكافي: 2 / 219.
566

ومر في " هشام بن الحكم " كون منشأ جعل بعضهم ذاك مولى كندة الالتباس
عليه بزعم اتحاد ذاك مع هذا.
[8231]
هشام بن المثنى
الرازي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام). وعده اختصاص المفيد
في مجهولي أصحابه (عليه السلام) (1).
أقول: وعده فصول المرتضى عن عيون المفيد في المسمين ب‍ " هشام " الذين
رووا عنه (عليه السلام) (2). لكن مع تبديل الرازي بالكوفي ومر عد الشيخ في الرجال " هاشم
ابن المثنى الحناط الكوفي " في أصحاب الصادق (عليه السلام) أيضا، ومر عنوان النجاشي
" هاشم بن المثنى " قائلا: كوفي ثقة، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام). ولا يبعد كون
الأصل واحدا، فقد مر في " هشام الرماني " كون الفرق في كتابة القدماء بين
" هاشم " و " هشام " قليلا فاشتبها كثيرا. ولا يبعد أصحية هذا، فورد في الابتداء
بمكة الفقيه (3) وفي النص على صادق الكافي (4) وفي السهو في ركعتي طوافه (5)
وفي لحيته (6) وفي نوادر آخر معيشته (7) وكراهية سرفه (8).
[8232]
هشام بن محمد بن السائب
بن بشر بن زيد بن عمرو بن الحارث بن
عبد الحارث بن عبد العزى بن امرء القيس بن عامر بن
عبد ود بن عوف بن كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد

(1) الاختصاص: 196.
(2) الفصول المختارة: 29.
(3) الفقيه: 2 / 558.
(4) الكافي: 1 / 306.
(5) الكافي: 4 / 426.
(6) الكافي: 6 / 486.
(7) الكافي: 5 / 305.
(8) الكافي: 4 / 55.
567

اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة، أبو المنذر
الناسب العالم بالأيام، المشهور بالفضل والعلم
قال: عنونه النجاشي، قائلا: وكان يختص بمذهبنا، وله الحديث المشهور، قال:
اعتللت علة عظيمة نسيت علمي، فجلست إلى جعفر بن محمد (عليهما السلام) فسقاني العلم
في كأس فعاد إلي علمي، وكان أبو عبد الله (عليه السلام) يقربه ويدنيه وينشطه، له كتب كثيرة
منها كتاب المذيل الكبير في النسب وهو ضعيف (إلى أن قال) محمد بن موسى بن
حماد، قال: حدثنا هشام.
ونص الذهبي بأنه رافضي، والسمعاني بأنه في التشيع غال.
أقول: لم يقل النجاشي: وهو ضعيف، بل: وهو ضعف كتابه الجمهرة.
وفي تاريخ بغداد، قال هشام: حفظت ما لم يحفظه أحد ونسيت ما لم ينسه
أحد، دخلت بيتا وحلفت أن لا أخرج منه حتى أحفظ القرآن فحفظته في ثلاثة
أيام، ونظرت يوما في المرآة فقبضت على لحيتي لآخذ ما دون القبضة فأخذت
ما فوق القبضة (1).
وفي الطبري: ورد على المهدي كتاب من صاحب الأندلس ثلبه فيه ثلبا
عجيبا! فأراه هشاما، فقال له: فالثلب فيه وفي آبائه وأمهاته، ثم اندرأ يذكر مثالبهم
فسر المهدي بذلك، وأمره أن يملي المثالب على كاتبه ليجيب صاحب الأندلس (2).
وله كتاب في مثالب قريش ينقل عنه علي بن طاوس في طرائفه (3). وفي
تاريخ بغداد مات سنة 204 وقيل: في سنة 206 (4).
وفي أدباء الحموي: " روى عن محمد بن سعد كاتب الواقدي ". وهو وهم، بل
روى محمد بن سعد عنه، كما صرح به الخطيب والسمعاني. ويروي عن أبيه
ويروي عنه ابنه عباس، كما يظهر من البلاذري (5).

(1) تاريخ بغداد: 14 / 45.
(2) تاريخ الطبري: 8 / 172 - 173.
(3) الطرائف: 495.
(4) تاريخ بغداد: 14 / 46.
(5) أنساب الأشراف: 1 / 29، 36، 58.
568

ثم الظاهر أن " زيد " قبل " عمرو " في نسبه زيد من النجاشي، فالطبري في
ذيله (1) وابن النديم في فهرسته (2) والخطيب في تاريخه (3) والسمعاني في أنسابه ذكروا
نسب أبيه بدونه، وقال ابن قتيبة في معارفه (4) والطبري في ذيله في أبيه: وكان جده
بشر بن عمرو وبنوه: السائب وعبيد وعبد الرحمن؛ شهدوا الجمل وصفين مع
أمير المؤمنين (عليه السلام) (5).
ثم ظاهر سكوت الخطيب وابن النديم وابن قتيبة عن مذهبه عاميته، وإنما
قال السمعاني: " وكان يتشيع " لا كما نقل، وهو أعم من الإمامية.
نعم، قال الذهبي: إنه رافضي، إلا أنه ناصبي إذا رأى أحدا روى ما يخالف
مذهبه ينسب إليه الرفض، وقد نقل روايته عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس
في قوله تعالى (وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا) قال: أسر إلى حفصة أن
أبا بكر ولي الأمر من بعده، وأن عمر واليه بعد أبي بكر، فأخبرت بذلك عائشة...
الخ. والمراد أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أخبر بوقوع ذلك، كما أخبر بقتل أمير المؤمنين (عليه السلام). ولعله
لذا لم يعنونه الشيخ في الفهرست. وأما في الرجال فعدم عنوانه له غفلة قطعا بعد
عموم موضوعه.
[8233]
هشام المشرقي
مر بعنوان: هشام بن إبراهيم المشرقي.
[8234]
هشام بن يونس
قال: قال الوحيد: " مر في ابن السري ما يشير إلى معروفيته ". ولم أقف
على ما قاله.

(1) ذيول تاريخ الطبري: 651.
(2) فهرست ابن النديم: 108.
(3) تقدم آنفا.
(4) المعارف: 298.
(5) تقدم آنفا.
569

أقول: أراد به قول الشيخ في الرجال في " هشام بن السري " - المتقدم - جد
هشام بن يونس أبو أمه.
[8235]
هشام بن يزيد
عده فصول المرتضى في الذين رووا عن الصادق (عليه السلام) (1). وقلنا في " هشام بن
البريد ": أن الظاهر أن الأصل فيهما واحد.
هذا، وعنون المصنف في آخر المسمين بهشام جمعا من الصحابة لجهلهم
حالا، وعد فيهم " هشام بن عامر الأنصاري " مع أنه الذي عنونه في محله عن
رجال الشيخ.
وروى أسد الغابة عنه: أن الأنصار قالوا للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - يوم أحد في دفن
قتلاهم -: بنا قروح وجهد؟ فقال: احفروا وأوسعوا واجعلوا الرجلين والثلاثة في
قبر، فقالوا: من نقدم؟ فقال: أكثرهم قرآنا... الخبر. وعد فيهم هشام بن عتبة
العبشمي، مع أن عنوانه غير محقق. والمحقق كونه أبا حذيفة، وقد اختلف في اسمه
بهاشم ومهشم وهشيم وهو الأشهر، وقد عنونه في ما مضى بلفظ " مهشم " فجعل
الواحد اثنين.
[8236]
هشيم بن بشير
قال: عده أبو الفرج من أصحاب الحديث ممن يرى رأي الزيدية، خرج مع
" إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن يحيى بن الحسن بن الفرات الفزار " من وجوه
الزيدية (2).
بايع أبا السرايا بالكوفة وخرج معه، ثم خرج بالطالقان هو وعباد بن يعقوب
الرواجني مع محمد بن القاسم بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
وقيل: إنه ظهر منه الاعتزال ففارقاه. وقيل: إنهما ما زالا معه إلى أن أخذه عبد الله

(1) الفصول المختارة: 29.
(2) مقاتل الطالبيين: 250.
570

ابن طاهر ووجه به إلى المعتضد، فسم سنة 219. قاله أبو الفرج في مقاتله.
أقول: لابد أنه حرف على أبي الفرج، فليس لنا إبراهيم بالنسب الذي قال،
وإنما إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب.
ثم لا ريب في خروجه مع إبراهيم، وإنما خلط المصنف بين إبراهيم هذا
ويحيى بن الحسن بن فرات القزاز، الذي كان مع محمد بن القاسم، الذي كان
من ولد عمر الأشرف فجعل ذاك أبا جد هذا، وقد عرفت أن أبا جده المجتبى (عليه السلام)
ولم أدر له كيف حصل له هذا الخلط، وهذا كان في زمن المنصور ويحيى ذاك كان
زمن المعتصم.
ثم إن قوله: " بايع أبا السرايا بالكوفة وخرج معه " أيضا وهم، فإنما في
المقاتل في عنوان ذكر " من خرج مع أبي السرايا وبايعه ": يحيى بن الحسن بن
فرات القزاز، لا " هشيم بن بشير " هذا (1).
ثم إن قوله: " ثم خرج بالطالقان هو وعباد بن يعقوب الرواجني مع محمد بن
القاسم بن عمر... الخ " أيضا غلط، فإنما خرج يحيى - المتقدم - وعباد مع محمد (2)،
لا هشيم.
هذا، وعباد ومحمد هو ابن القاسم بن علي بن عمر، لا كما قال.
كما أن قوله: " وقيل: إنهما مازالا معه إلى أن أخذه عبد الله بن طاهر " - أيضا
مع خلطه - غلط، ففي المقاتل: " عن عباد بن يعقوب قال: كنت أنا ويحيى بن
الحسن بن فرات القزاز مع محمد بن القاسم في زورق نريد الرقة ومعنا جماعة من
أهل هذه الطبقة، وظهر لنا في مذهبه على أنه يقول بالاعتزال، فخرجنا وتركناه
فجعل يبكي ويسألنا الرجوع فلم نفعل " (3)، وإنما جمع آخر بقوا معه، فروى المقاتل
عن إبراهيم العطار، قال: كان محمد بن القاسم خرج إلى ناحية الرقة ومعه جماعة
من وجوه الزيدية، منهم: يحيى وعباد، فسمعوه يتكلم بشيء من مذهب المعتزلة،
فتفرق الكوفيون جميعا عنه وبقينا معه بضعة عشر رجلا... الخ (4).

(1 و 2) مقاتل الطالبيين: 367، 384.
(3) مقاتل الطالبيين: 392.
(4) مقاتل الطالبيين: 384.
571

وبالجملة، حصل هنا للمصنف خلط عجيب، ككونه من أصحاب الحديث.
وأكثر أنساب البلاذري النقل عنه بواسطة واحدة (1).
[8237]
الهفهاف بن المهند
الراسبي، البصري
قال: ذكر في السير أن أمير المؤمنين (عليه السلام) أمره في صفين على أزد البصرة،
وأنه لما بلغه خروج الحسين (عليه السلام) من مكة إلى العراق خرج من البصرة فوصل بعد
الوقعة، فلما سمع بقتله (عليه السلام) انتضى سيفه فقاتل حتى قتل.
أقول: لم يذكر مستنده، وليس كل كتاب بمعتبر.
[8238]
هلال بن إبراهيم
أبو الفتح، الدلفي، الوراق
قال: عنونه النجاشي قائلا: رجل لا بأس به، سمع الحديث وكان ثقة.
أقول: وعدم عنوان الشيخ له في الرجال والفهرست غفلة.
[8239]
هلال بن أمية
الأوسي الواقفي
قيل: فيه نزل اللعان لما رمى امرأته، وأنه أحد الثلاثة الذين تخلفوا عن تبوك،
فنزل فيهم: وعلى الثلاثة الذين خلفوا... الآية.
[8240]
هلال بن الحارث
أبو الحمراء، مولى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
في الجزري: عن أبي عمرو أبي موسى روايتهما عن أبي الحمراء، قال: أقمت

(1) أنساب الأشراف: 1 / 159، 265، 342.
572

بالمدينة شهرا، فكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يأتي منزل فاطمة وعلي كل غداة، فيقول:
الصلاة الصلاة، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا (1).
ويأتي في الكنى.
[8241]
هلال الحفار
يأتي في الآتي.
[8242]
هلال الصفار
قال: قال الشيخ في الفهرست في إسماعيل بن علي بن رزين - المتقدم -:
سمعنا هلال الصفار يروي عنه مسند الرضا (عليه السلام) وغيره، فسمعناه منه وأجاز لنا
بباقي رواياته.
وبدله الوحيد بهلال الحفار. وفي إجازة العلامة لأولاد زهرة من علماء العامة:
هلال بن محمد النكاني الحفار.
أقول: في فهرست الشيخ أيضا " هلال الحفار ". وإنما كانت نسخة المصنف
مصحفة أو هو حرف، وفي الإجازة عد من ذكر من مشائخ الشيخ، فيرتفع
الإشكال في اتحادهما.
[8243]
هلال بن العلاء
قال: قال النجاشي في العلاء بن رزين - المتقدم -: والهلال بن العلاء
روى عنه.
أقول: الظاهر كونه ابن العلاء بن رزين - المتقدم - وإن لم يقل النجاشي ثمة:
إ نه ابنه، لكن المفهوم من الذهبي كونه غيره وكونه من رجال العامة، فقال: هلال بن
العلاء بن هلال بن عمر بن هلال الباهلي الرقي أبو عمر حافظ صاحب حديث،

(1) أسد الغابة: 5 / 66.
573

من موالي قتيبة بن مسلم الأمير، يروي عن أبيه وحجاج الأعور وحجاج بن
منهال وعفان وطبقتهم، وعنه النسائي والطبراني، قال النسائي: ليس به بأس، وقد
روى أحاديث منكرة عن أبيه، مات سنة 280 عن 96 سنة.
[8244]
هلال بن محمد
قال: قال الوحيد: " مر في أحمد بن محمد بن سليمان ما يظهر منه حسنه ".
ولم أقف على ما ذكر.
أقول: أراد به قول الحسين بن عبيد الله الراوي لرسالة أبي غالب - في آخر
الرسالة بعد ذكر فوت أبي غالب -: وتوليت جهازه، وكان جهازه وحمله إلى مقابر
قريش ثم إلى الكوفة ونفذت ما أوصى بإنفاذه، وأعانه على ذلك هلال بن محمد
رضي الله عنه، ثم توفي هلال في شوال هذه السنة - أي سنة 368 - فتوليت أمره
وجهازه ووصيته (1).
[8245]
هلال بن محمد
الحفار
مر في هلال الصفار كونه من مشائخ الشيخ من العامة، وكنيته أبو الفتح، روى
أمالي ابن الشيخ في جزئه الثاني عشر من أول الخمس الرابع إلى آخر الجزء، عن
الشيخ، عنه (2).
[8246]
هلال بن نساف
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الحسن (عليه السلام).
أقول: الصواب يساف " بالياء " لا نساف " بالنون ". قال ابن حجر: " هلال بن
يساف: بكسر التحتانية ثم مهملة ثم فاء - ويقال: ابن أساف - الأشجعي، مولاهم

(1) رسالة في آل أعين: 102.
(2) أمالي الطوسي: 1 / 359.
574

كوفي ثقة، من الثالثة ". وظاهر سكوته عن مذهبه عاميته، وعنوان الشيخ في
الرجال أعم، لا كما قال المصنف.
هذا، وفي نسخة الوسيط رمزت له " ل " والظاهر كونه تصحيف: ن.
[8247]
هلال بن مقلاص
أبو أيوب، الصيرفي، الكوفي
عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: أسند عنه.
وعنونه ابن حجر " هلال بن مقلاص " وقال: هو " ابن أبي حميد " تقدم. وأشار
إلى عنوانه قبل " هلال بن أبي حميد، أو ابن حميد، أو ابن مقلاص، أو ابن عبد الله
الجهني مولاهم أبو الجهم - ويقال غير ذلك في اسم أبيه وفي كنيته - الصيرفي
الوزان الكوفي، ثقة من السادسة ". والأصل فيه وفي عنوان رجال الشيخ واحد،
ومنه يظهر كونه " بن مقلاص " وكونه " أبا أيوب " غير مقطوع، وإنما المتيقن منه
" هلال الصيرفي ". ثم ظاهر سكوته عاميته، وعنوان رجال الشيخ أعم.
[8248]
هلال بن نافع
البجلي
نقل المجلسي عن مقتل محمد بن أبي طالب عده في شهداء الطف (1)، ولكنه
محرف " نافع بن هلال البجلي " المتقدم، فنقل عنه فيه جميع ما ورد في ذاك. نعم،
للعنوان وجود في قتلته لا في أنصاره.
هذا، وعنون المصنف في الأخير جمعا مسمين بهلال أخذا عن أسد الغابة
إجمالا، لجهلهم حالا، وعد فيهم " هلال بن الحكم " مع أن من عنونه - وهو
أبو موسى - قال: رواية الخبر عن " هلال بن الحكم " وهم من الراوي، والصحيح فيه

(1) بحارالأنوار: 45 / 19.
575

" معاوية بن الحكم ". وعد فيهم " هلال بن ربيعة " مع أن أبا نعيم قال: عنوانه وهم
من ابن مندة، والأصل فيه: مالك بن ربيعة.
[8249]
هلال بن نوفل
الكندي
في المناقب: لما قال (عليه السلام): " ألا وإني أخو رسوله... الخ " قال له هلال: " كن
يا ابن أبي طالب بحيث الحقائق واحذر حلول البوائق " فقال (عليه السلام) له: هب إلى سقر،
فما تم كلامه (عليه السلام) حتى صارفي صورة الغراب الأبقع (1)!!
[8250]
هلال بن وكيع
التميمي، الدارمي
قال: قتل مع عائشة.
أقول: وروى أبو مخنف أن طلحة والزبير حملاه على البيعة وكان توارى
عنهما (2).
[8251]
هلب
الطائي والد قبيصة
قال: إنما قيل له: الهلب، لأنه كان أقرع فمسح النبي (صلى الله عليه وآله) رأسه فنبت شعر
كثير.
أقول: وفي الاستيعاب، روى ابنه عنه قال: رأيت النبي (صلى الله عليه وآله) ينصرف عن
يمينه وعن شماله في الصلاة، وهو حديث صحيح.
وأقول: بل ليس بصحيح، فالانصراف للإمام عن اليمين.

(1) مناقب ابن شهرآشوب: 2 / 281.
(2) راجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 9 / 320.
576

[8252]
هلقام
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر (عليه السلام).
وكناه الفقيه ودعاء إدبار صلوات الكافي بأبي هلقام، ولكن كناه نوادر معيشته
بأبي القمقام.
أقول: ما ذكره خلط، فإن في تعقيب الفقيه ودعاء الكافي: " هلقام بن أبي
هلقام " (1) لا: هلقام أبو هلقام.
ثم أي ربط لأبي القمقام الذي في نوادر الكافي (2) بهلقام بن أبي الهلقام الذي
في دعائه، فإنهما نفران ولا مجال لاحتمال اتحادهما، بل لا يعلم اتحاد " هلقام "
الذي في رجال الشيخ مع " هلقام بن أبي الهلقام " في الخبر، لأن من في الخبر
روى عن الكاظم (عليه السلام) وذاك عد في أصحاب الباقر (عليه السلام) ولا يبعد كونه أبا " مصبح
بن هلقام " المتقدم، وجد " محمد بن مصبح " المتقدم.
[8253]
همام بن أغفل
في صفين نصر: قال همام بن أغفل يوم صفين:
نحن قتلنا صاحب المراقي * وقائد البغاة والشقاق
عثمان يوم الدار والإحراق (3)
[8254]
همام بن سهيل
أبو بكر
مضى في ابنه " محمد " أنه كتب إلى أبي محمد (عليه السلام): يسأله أن يدعو الله له

(1) الفقيه: 1 / 328، الكافي: 2 / 550.
(2) الكافي: 5 / 315.
(3) وقعة صفين: 383.
577

في تصحيح حمل امرأته وجعله ذكرا نجيبا من مواليهم (عليهم السلام): فوقع (عليه السلام): قد جعل
الله لك ذلك فصح الحمل ذكرا (1).
[8255]
همام بن شريح
قال: قال ابن أبي الحديد: كان من شيعة علي (عليه السلام) وأوليائه، وكان ناسكا
عابدا قال له (عليه السلام): صف لي المتقين حتى أصير بوصفك كالناظر إليهم؟ فتثاقل عن
جوابه، فعزم عليه... الخ (2).
وفي الكافي عن الصادق (عليه السلام) قام رجل (إلى أن قال) فصاح همام صيحة ثم
وقع مغشيا عليه، فقال (عليه السلام): أما والله! لقد كنت أخاف عليه وهكذا تصنع المواعظ
البالغة بأهلها (3).
أقول: ورواه كتاب سليم (4) وأمالي الصدوق (5) وتذكرة سبط ابن الجوزي (6)
ومناقب ابن طلحة (7) والكل بلفظ " همام " ورواه كنز فوائد الكراجكي بلفظ " همام
ابن عبادة بن خيثم ابن أخي ربيع بن خيثم " (8) ولم أدر مستند الشارح في نسبه.
[8256]
همام بن عبادة
مر في سابقه.
[8257]
همام بن عبد الرحمن
ابن أبي عبد الله، ميمون، البصري
قال: قال النجاشي في ابنه إسماعيل: ثقة هو وأبوه وجده.

(1) راجع ج 9، الرقم 7371.
(2) شرح نهج البلاغة: 10 / 134.
(3) الكافي: 2 / 226 - 230.
(4) كتاب سليم بن قيس: 238.
(5) أمالي الصدوق: 457.
(6) تذكرة الخواص: 138 - 139، ولكن رواه بدون ذكر السند.
(7) مطالب السؤول:...
(8) كنز الفوائد: 1 / 89.
578

أقول: وبدله الخلاصة بهمامة بن عبد الرحمن، لكنه وهم منه فصدق في ابنه
كونه هماما.
[8258]
همام
مولى رسول الله
قال: صحابي مجهول الحال.
أقول: بل غير معلوم الوجود، فعنونه أبو موسى - كما في أسد الغابة - وقال:
روى أبو الزبير عنه أنه أتى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: امرأتي لا تدع يد لا مس... الخ. وهو
حرف الراوي وحرف المتن، فالراوي هشام مولى رسول الله، كما رواه الثلاثة،
والمتن " جاء رجل وقال: إن امرأتي " لا قال: هو، وقال: " لا ترد " لا " لا تدع "
فقالوا: روى أبو الزبير عن هشام مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: جاء رجل إلى
النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: إن لي امرأة لا ترد يد لا مس، فقال: طلقها، فقال: إني أحبها وأنها
تعجبني، فقال تمتع بها.
[8259]
همدان
نقل العلامة في آخر القسم الأول من كتابه مقدارا من رجال البرقي في
أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) وعده فيهم، لكنه تحريف من العلامة، فإنما عد البرقي
" جعيد الهمداني " المتقدم، وهو توهمه نفرين: جعيد وهمدان.
[8260]
هند بن أبي هالة
التميمي
قال: عده الثلاثة في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله) وهو ربيب النبي (صلى الله عليه وآله) من
خديجة، وكان وصافا لحلية النبي (صلى الله عليه وآله). وعن أبي عبيدة أنه وعمار وأبو رافع
يتحدثون عن هجرة أمير المؤمنين (عليه السلام) ومبيته على فراش النبي (صلى الله عليه وآله) وقتل هند
معه (عليه السلام) يوم الجمل.
579

أقول: روت العامة عن الحسن (عليه السلام) عن خاله لأمه هند بن أبي هالة وصفه
حلية النبي (صلى الله عليه وآله). وفي الجزري قال ابن الكلبي: أبو هالة هند بن النباش كان زوج
خديجة فولدت له هند بن هند، وابن ابن ابنه هند بن هند بن هند، شهد هند بن أبي
هالة بدرا، وقيل: بل شهد أحدا، وقتل هند بن أبي هالة مع علي (عليه السلام) يوم الجمل.
ويأتي في هند بن هند.
[8261]
هند بن الحجاج
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم (عليه السلام).
وفي الكشي: أبو الحسن محمد بن الحسين بن أحمد الفارسي، عن أبي القاسم
الحليسي، عن عيسى بن هودا، عن الحسن بن ظريف بن ناصح، فقال: قد جئتك
بحديث من يأتيك، حدثني فلان - ونسي الحليسي اسمه - عن بشار مولى السندي
ابن شاهك، قال: كنت من أشد الناس بغضا لآل أبي طالب، فدعاني السندي بن
شاهك يوما، فقال لي: يا بشار، إني أريد أن أئتمنك على ما ائتمنني عليه هارون!
قلت: إذن لا أبقي فيه غاية، قال: هذا موسى بن جعفر قد دفعه إلي وقد وكلتك
بحفظه، فجعله في دار دون حرمه، ووكلني عليه فكنت أقفل عليه عدة أقفال، فإذا
مضيت في حاجة وكلت امرأتي بالباب فلا تفارقه حتى أرجع، قال بشار: فحول
الله ما كان في قلبي من البغض حبا، فدعاني (عليه السلام) يوما فقال لي: يا بشار! امض إلى
سجن القنطرة، فادع لي هند بن الحجاج وقل له: أبو الحسن يأمرك بالمصير إليه،
فإنه سينهرك ويصيح عليك، فإذا فعل ذلك فقل له: " أنا قد قلت لك وأبلغت رسالته،
فإن شئت فافعل وإن شئت فلا تفعل " واتركه وانصرف، ففعلت ما أمرني وأقفلت
الأبواب كما كنت أفعل، وأقعدت امرأتي على الباب، وقلت لها: لا تبرحي حتى
آتيك، وقصدت إلى سجن القنطرة فدخلت إلى هند بن الحجاج، فقلت له: أبو
الحسن (عليه السلام) يأمرك بالمصير إليه، فصاح علي وانتهرني! فقلت له: أنا قد أبلغتك
وقلت لك، فإن شئت فافعل وإن شئت لا تفعل، وانصرفت وتركت وجئت إلى أبي
580

الحسن (عليه السلام) فوجدت امرأتي قاعدة على الباب والأبواب مقفلة، فلم أزل أفتح
واحدا واحدا منها حتى انتهيت إليه فوجدته وأعلمته الخبر، فقال: نعم قد جاءني
وانصرف، فخرجت إلى امرأتي فقلت لها: جاء أحد بعدي فدخل هذا الباب؟
فقالت: لا والله! ما فارقت الباب ولا فتحت الأقفال حتى جئت.
وروى لي علي بن محمد بن الحسن الأنباري أخو صندل، قال: بلغني من
جهة أخرى أنه لما صار إليه هند بن الحجاج قال له العبد الصالح (عليه السلام) عند
انصرافه: إن شئت رجعت إلى موضعك ولك الجنة، وإن شئت انصرفت إلى منزلك،
فقال: أرجع إلى موضعي من السجن، رحمه الله.
وحدثني علي بن محمد بن صالح الصيمري أن هند بن الحجاج رضي الله عنه
كان من أهل الصيمرة وأن قصره لبين، قال أبو عمرو: وهذا الخبر من جهة
أبو الحسين محمد بن البحر بن أحمد الفارسي يقول: حدثني أبو القاسم الحليسي (1).
أقول: وتحريفات أخبار الكشي سندا ومتنا لا تخفى، وأما قوله في خبره
الأول: " قد جئتك بحديث من يأتيك " فلعله إشارة إلى قول الشاعر: " ويأتيك
بالأخبار من لم تزود " فيكون الأصل فيه: قد جئتك بحديث من يأتيك ولم تزوده.
[8262]
هند بن عمرو
الجملي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي (عليه السلام).
أقول: وفي جمل المفيد: استعمله أمير المؤمنين (عليه السلام) على ساقته، وهو الذي
قال فيه عمر: سيد أهل الكوفة اسمه اسم امرأة (2).
وفي معارف ابن قتيبة: قتل في صفين، فقال قاتله: قاتل علباء وهند الجملي (3).

(1) الكشي: 438 - 440.
(2) الجمل (ضمن مصنفات الشيخ المفيد): 1 / 319.
(3) المعارف: 65.
581

[8263]
هند بن هند بن أبي هالة
قال: عده الثلاثة في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله) وعن الزبير قتل مع مصعب يوم
المختار، وقيل: مات بالبصرة فخرجوا به بين أربعة لشغل الناس بموتاهم،
فصاحت امرأة وا هند بن هنداه وابن ربيب النبي (صلى الله عليه وآله)، فازدحم الناس على
جنازته وتركوا موتاهم.
أقول: بل عده ابن مندة وأبو نعيم، واستندوا في عنوانه إلى خبر مالك بن دينار
عن هند بن خديجة زوج النبي (صلى الله عليه وآله) قال: مر النبي (صلى الله عليه وآله) بالحكم أبي مروان، فجعل
الحكم يغمز بين يديه ويشير بإصبعه، فالتفت إليه النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: " اللهم اجعل له
وزغا " فرجف مكانه - والوزغ: الارتعاش -. وهذا الخبر لا ربط له بهذا، وإنما هو
لأبيه فعدهما له في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله) غلط.
وأما أبو عمر فلم يعنونه، وإنما ذكر في أبيه كيفية موته فلا يرد عليه شيء.
[8264]
هوبجة بن بجير
الضبي
قال: قتل يوم مؤتة.
أقول: عنونه الجزري عن أبي موسى.
[8265]
هود أبو أيوب
الأنصاري، المدني
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: روى عنه أبان
الأحمر وعبد الله الكاهلي.
أقول: لم نقف على روايتهما عنه.
582

[8266]
هياج بن، بسطام
الهروي
عنونه الذهبي ونقل روايته، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن
أبي هريرة، قال: كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يؤاخي بين أصحابه، فقال: علي أخي وأنا أخوه،
اللهم وال من والاه (1).
وعن داود بن أبي هند، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال: خطبنا عمر وقال:
" إني لعلي أنهاكم عن أشياء لا تصلح لكم ". ونقل عن بعضهم تضعيفه وعن بعضهم
مدحه، وقال: قال سعيد بن هناد: ما رأيت أفصح من هياج لقد حدث ببغداد
فاجتمع عليه مائة ألف يكتبون عنه. وقال مالك بن سليمان: كان الهياج أعلم
الناس وأحلم الناس وأفقه الناس وأشجع الناس وأسخى الناس وأرحم الناس،
مات سنة 177.
[8267]
هياج بن هياج
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي (عليه السلام). وفي صدقات نبي
الكافي جعل أمير المؤمنين (عليه السلام) له من شهود وصيته (2).
أقول: إنما في خبر الصدقات " هياج بن أبي هياج " ورواه التهذيب أيضا مثله (3).
[8268]
هيثم بن أبي مسروق
قال: عده الشيخ في رجاله في من لم يرو عن الأئمة (عليهم السلام) قائلا: " النهدي
روى عنه سعد بن عبد الله ". وعنونه في الفهرست (إلى أن قال) عن محمد بن
الحسن الصفار، عن الهيثم بن أبي مسروق.

(1) ميزان الاعتدال: 4 / 318.
(2) الكافي: 7 / 51.
(3) التهذيب: 9 / 148.
583

وعنونه النجاشي، قائلا: أبو محمد - واسم أبي مسروق عبد الله النهدي - كوفي
قريب الأمر (إلى أن قال) محمد بن علي بن محبوب، عنه.
وفي الكشي: حمدويه قال: لأبي مسروق ابن يقال له: " الهيثم " سمعت
أصحابي يذكرونهما بخير، كلاهما فاضلان (1).
وعده الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر (عليه السلام) بلفظ: هيثم النهدي هو ابن
أبي مسروق.
قال في الوسيط: وبعد تصريح الشيخ في الرجال في من لم يرو عن
الأئمة (عليهم السلام) بأنه " روى عنه سعد " كان ينبغي عده في أصحاب الجواد (عليه السلام) لا
أصحاب الباقر (عليه السلام).
أقول: الظاهر أن الشيخ في الرجال استند إلى الكشي المحرف في طبقاته كما
في فقراته، فعنوانه في الكشي في طبقة أصحاب الباقر (عليه السلام).
[8269]
هيثم بن الأسود
قال ابن أبي الحديد: كان عثمانيا (2). وعنونه ابن حجر قائلا: المذحجي،
أبو العريان الكوفي شاعر صدوق، رمي بالنصب من الثالثة، مات بعد الثمانين. أي
بعد المائة.
[8270]
هيثم بن البراء
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام). ونقل الجامع رواية
عبد الله بن جبلة، عن أنس أو هيثم بن البراء، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قتل لص
الكافي (3).
أقول: بل روايته عن فزارة، عن أحدهما.

(1) الكشي: 372.
(2) شرح نهج البلاغة: 4 / 92.
(3) الكافي: 7 / 297.
584

[8271]
هيثم بن حبيب
الصيرفي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: " اسند عنه ". ومر
في حبيب بن بزاز.
أقول: مر ثمة خبر فيه: قال أبو حنيفة: قد قلت لأصحابنا: لا تقروا لهم بحديث
غدير خم فيخصموكم، فتغير وجه الهيثم بن حبيب الصيرفي وقال: لم لا يقرون به،
أما هو عندك يا نعمان؟ قال: هو عندي وقد رويته (إلى أن قال) فقال أبو حنيفة:
أفلا ترون أنه قد جرى في ذلك خوض حتى يشتد على الناس لذلك؟ فقال الهيثم:
فنحن نكذب عليا أو نرد قوله؟ فقال أبو حنيفة: ما نكذب عليا ولا نرد قوله، ولكنك
تعلم أن الناس قد غلا فيهم قوم، فقال الهيثم: يقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ويخطب به ونشفق
نحن فيه ونتقيه، لغلو غال أو قول قائل... الخبر (1).
وعنونه ابن حجر، وقال: " الكوفي صدوق من السادسة... الخ ". وفي ميزان
الذهبي: " الهيثم بن حبيب عن سفيان بن عيينة بخبر باطل في المهدي هو المتهم
به ". والظاهر إرادته الصيرفي وكون حكمه لنصبه.
[8272]
الهيثم بن سهل
التستري
في تاريخ بغداد في " جعفر بن أحمد أبي الفضل القطيعي ": حدث عن الهيثم
ابن سهل التستري. ثم روى بواسطتين: عن جعفر، عن الهيثم، عن المسيب بن
شريك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قبل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعض
نسائه وهو صائم (2). والظاهر كونه ابن " سهل بن عبد الله " المعروف، لكن الظاهر
عاميته.

(1) راجع ج 3، الرقم 1752.
(2) تاريخ بغداد: 7 / 219.
585

[8273]
الهيثم بن عبد الله
أبو كهمس
قال: عنونه النجاشي قائلا: كوفي عربي، له كتاب ذكره سعد بن عبد الله في
الطبقات.
أقول: الظاهر وهم النجاشي في جعله ابن عبد الله، والصواب كونه " ابن عبيد "
كما يأتي من رجال الشيخ، ويصدقه أحكام طلاق التهذيب (1) ومواقعة رجعة
الاستبصار (2) نسخة واحدة، ومن حفظ قرآن الكافي (3) في نسخة صحيحة.
كما مروهم الشيخ في الرجال في عنوانه " القاسم بن عبيد أبو كهمس " وإنما
أبو كهمس الهيثم؛ وورد أبو كهمس في الكشي في محمد بن مسلم، وأن
الصادق (عليه السلام) أرسله إلى ابن أبي ليلى يقول له: لم رددت شهادة محمد بن مسلم مع
كونه أعلم منك (4).
[8274]
الهيثم بن عبد الله
الرماني
قال: عنونه النجاشي قائلا: كوفي روى عن موسى والرضا (عليهما السلام).
أقول: وروى عن الرضا (عليه السلام) بلفظ " الهيثم بن عبد الله " في فضل زيارة حسين
التهذيب (5)، ولم نقف على روايته عن الكاظم (عليه السلام)، ولكن روى أيضا مطلقا عن
الصادق (عليه السلام) بواسطة واحدة في نوادر بعد جوامع توحيد الكافي (6).
وعدم عنوان الشيخ له في الرجال والفهرست غفلة.

(1) التهذيب: 8 / 93.
(2) الاستبصار: 3 / 282.
(3) الكافي: 2 / 608.
(4) الكشي: 163.
(5) التهذيب: 6 / 43.
(6) الكافي: 1 / 144.
586

[8275]
الهيثم بن عبد الله
النهدي
روى عن الحسين بن علوان في المشيخة في طريق الأصبغ وطريق سعد بن
طريف (1) وهو " الهيثم بن أبي مسروق " - المتقدم - فمر ثمة تصريح النجاشي بكون
اسم أبي مسروق " عبد الله ". وقد روى المشيخة في عمرو بن خالد عن الهيثم بن
أبي مسروق، عن الحسين بن علوان (2).
[8276]
الهيثم بن عبيد
الشيباني، أبو كهمس، الكوفي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: " أسند عنه ". ومر
بعنوان " الهيثم بن عبد الله " عن النجاشي.
أقول: قد عرفت ثمة أن الصحيح ما هنا.
[8277]
الهيثم بن عدي
قال: عده الشيخ في رجاله في من لم يرو عن الأئمة (عليهم السلام) قائلا: " روى عنه
محمد بن أحمد بن يحيى ". ومقتضى استثنائهم له من رجال نوادر الحكمة ضعفه.
أقول: إنما نقل الشيخ في الفهرست عن ابن بابويه استثناءه، ولم ينقله
النجاشي عن ابن الوليد كباقي المستثنين.
[8278]
الهيثم بن عدي
الطائي
في معارف ابن قتيبة: كان يرى رأي الخوارج مات سنة 209 (3). وقال

(1) الفقيه: 4 / 445.
(2) الفقيه: 4 / 485.
(3) المعارف: 299.
587

الحموي: كان أخباريا علامة رواية.
وروى أبو الفرج أنه ممن أدخل على الكاظم (عليه السلام) لما مات في الفقهاء ليشهدوا
عليه أنه مات ولا أثر به (1).
وفي تاريخ بغداد: روى حديث " كون أبي بكر أول الناس إسلاما " عن مجالد،
وقال يحيى بن معين: ذاك حديث باطل وهيثم ليس بثقة، وما علمته سمع من
مجالد الذي روى عنه.
وفيه قال الشاعر:
إذا نسبت عديا في بني ثعل * فقدم الدال قبل العين في النسب (2)
يعني أنه دعي فيهم.
وروى الذهبي مسندا عن جاريته قالت: كان مولاي يقوم عامة الليل يصلي
فإذا أصبح جلس يكذب (3).
[8279]
هيثم بن عروة
التميمي
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
وعنونه النجاشي قائلا: ثقة كوفي، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) (إلى أن قال) عن
صفوان، عنه.
أقول: وصرح في ابنه محمد برواية أبيه عن الصادق (عليه السلام) أيضا.
وورد في زيادات فقه حج التهذيب (4) وروى عنه جعفر بن بشير في طوافه (5)،
وعلي بن الحكم في حد وجه الكافي (6) وصفوان في نوادر طوافه (7).
ثم عدم عنوان الشيخ له في الفهرست غفلة.

(1) مقاتل الطالبيين: 336.
(2) تاريخ بغداد: 14 / 50 - 52.
(3) ميزان الاعتدال: 4 / 325.
(4) التهذيب: 5 / 398.
(5) التهذيب: 5 / 125.
(6) الكافي: 3 / 28.
(7) الكافي: 4 / 428.
588

[8280]
الهيثم بن محمد
الثمالي
قال: عنونه الشيخ في الفهرست، قائلا: كوفي ثقة (إلى أن قال) عن إبراهيم بن
سليمان، عنه به.
أقول: وعدم عنوان الشيخ له في الرجال غفلة.
قال المصنف: نقل الجامع رواية الحسين بن سعيد عنه، وروى هو في تلك
الرواية عن أبان بن عثمان.
قلت: الذي وجدت إنما هو نقل الوسيط رواية الحسين بن سعيد عنه، ولم
ينقل الجامع هنا رواية حتى يروي الهيثم هذا فيها عن أبان أو غيره.
[8281]
الهيثم بن واقد
الجزري
قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) قائلا: مولى.
وعنونه النجاشي، قائلا: روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) له كتاب يرويه محمد
بن سنان.
أقول: لا يبعد عاميته، فروى صيد التهذيب خبرا " هيثم " هذا في طريقه
في " حرمة الحمر الأهلية " (1) وقال: أكثر رجاله عامة.
وأما في نسخة كتاب ابن داود في هذا " ثقة " فكانت كلمة " ثقة " في عنوان
" الهيثم بن محمد الثمالي " الذي عنون قبل هذا، الذي قد وثقه النجاشي فحرفت
عن موضعها، لوقوع التحريف في نسخة كتابه كثيرا، وإلا فكيف ترك توثيق من
وثقه النجاشي ووثق من لم يوثقه أحد؟

(1) التهذيب: 9 / 40.
589

قال: نقل الجامع رواية حماد بن عيسى عنه، عن محمد بن مروان، عن أبي
جعفر (عليه السلام).
قلت: لم ينقل روايته عنه، بل عن الهيثم، فلعل المراد به " هيثم بن عروة "
المتقدم، لكونهما في طبقة واحدة، ومورده حكم أولاد مطلقات التهذيب (1).
وكيف كان: فنقل الجامع وروده في قناعة الكافي (2) وفي خوفه ورجائه (3) وفي
باب " فيه نكته (4) " وفي باب " جامع في دوابه (5) " وفي مولد نبيه (صلى الله عليه وآله) (6) وفي معرفة
إمامه (7) وفي صفة نفاقه (8) ومرتين في أن النعمة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه
الأئمة (عليهم السلام) (9).
هذا، ووصفه رجال الشيخ والنجاشي بالجزري، ونقل الجامع وصفه
بالحريري في ذم دنياه (10) وبالجوزي في ذنوبه (11) والأصل واحد وغيره تحريف.
إلى هنا تم الجزء العاشر - حسب تجزئتنا -
ويليه الجزء الحادي عشر إن شاء الله تعالى
وأوله: ياسر

(1) التهذيب: 8 / 110.
(2) الكافي: 2 / 138.
(3) الكافي: 2 / 68.
(4) الكافي: 1 / 428.
(5) الكافي: 6 / 243.
(6) الكافي: 1 / 447.
(7) الكافي: 1 / 184.
(8) الكافي: 2 / 396.
(9) الكافي: 1 / 217.
(10) الكافي: 2 / 128.
(11) الكافي: 2 / 274، وفيه: الجزري.
590

فهرس قاموس الرجال
الجزء العاشر
" تتمة حرف الميم "
المترجم الرقم
محمود بن الربيع 7425
محمود بن علي (سديد الدين) 7426
محمود بن عمرو 7427
محمود بن عمير 7428
محمود الغفاري 7429
محمود بن مسلمة 7430
المحووج 7431
محيصة بن مسعود 7432
مخارق المغني 7433
مختار بن أبي عبيد 7434
المختار بن بلال 7435
المختار بن محمد 7436
المختار بن زياد 7437
المختار بن المسيح 7438
591

مخرش 7439
مخرمة بن نوفل 7440
المخزومي 7441
مخلد بن موسى 7442
مخنف بن سليم 7443
مخول بن إبراهيم 7444
مخول بن يزيد 7445
مخيريق 7446
مدرك بن عمار 7447
مدرك بن عمارة 7448
مدرك بن الهزهاز 7449
مذكور العذري 7450
مراد بن خارجة 7451
مرارة بن الربيع 7452
مرازم بن حكيم 7453
مرثد بن أبي مرثد 7454
مرثد بن جابر 7455
مرثد بن شريح 7456
مرثد بن ظبيان 7457
مرثد بن عامر 7458
مرثد بن عدي 7459
مرثد بن عياض 7460
مرحب 7461
592

مرداس، من أهل الشجرة 7462
مرداس، من قزوين 7463
مرداس بن أثيبة 7464
مرداس بن أدية 7465
مرداس الأسلمي 7466
مرداس بن عمرو 7467
مرداس بن قيس 7468
مرداس بن مالك 7469
المرزبان بن عمران 7470
مرزوق 7471
المرقع بن ثمامة 7472
المرقع بن قمامة 7473
مروان بن أسد 7474
مروان (السلمي) 7475
مروان بن الحكم 7476
مروان بن عثمان 7477
مروان بن قيس 7478
مروان بن مسلم 7479
مروان بن معاوية 7480
مروان بن موسى 7481
مروان بن يحيى 7482
مروك بياع اللؤلؤ 7483
مروك بن عبيد 7484
593

مرة بن سراقة 7485
مرة بن شراحيل 7486
مرة، مولى خالد القسري 7487
مرة بن كعب السلمي 7488
مرة، مولى محمد بن خالد 7489
مرة الهمداني 7490
مرهف بن أبي المرهف 7491
مزرع 7492
مساحق بن مخرمة 7493
مسافر 7494
المستورد الفهري 7495
المستورد بن نهيك 7496
مسروح أبو بكرة 7497
مسرور الطباخ 7498
مسروق بن الأجدع 7499
مسروق بن الأجدع (الكوفي) 7500
مسروق بن موسى 7501
مسروق بن وائل 7502
مسطح بن أثاثة 7503
مسعدة بن زياد 7504
مسعدة بن صدقة 7505
مسعدة بن الفرج 7506
مسعدة بن اليسع 7507
594

مسعر بن كدام 7508
مسعر بن يحيى 7509
مسعود بن أبي وائل 7510
مسعود بن الأسود 7511
مسعود بن أوس 7512
مسعود بن الحجاج 7513
مسعود بن حراش 7514
مسعود (الجعفي) 7515
مسعود (الأوسي) 7516
مسعود بن سنان 7517
مسعود (المقتول يوم اليمامة) 7518
مسعود بن سويد 7519
مسعود الشجري 7520
مسعود بن عبد سعد 7521
مسعود بن عبد مسعود 7522
مسعود بن ناصر 7523
مسكين 7524
مسكين أبو الحسن 7525
مسكين أبو الحكم 7526
مسكين السمان 7527
مسكين بن مهران 7528
مسلم بن أبي حبة 7529
مسلم بن أبي سارة 7530
595

مسلم أبو الغادية 7531
مسلم بن خالد 7532
مسلم بن رستم 7533
مسلم بن زيد 7534
مسلم، صاحب الصحيح 7535
مسلم بن عقرب 7536
مسلم بن عقيل بن أبي طالب 7537
مسلم بن علي البطين 7538
مسلم بن عوسجة 7539
مسلم بن كثير 7540
مسلم، مولى أبي عبد الله (عليه السلام) 7541
مسلم، مولى أمير المؤمنين (عليه السلام) 7542
مسلم، مولى الحسين (عليه السلام) 7543
مسلم، مولى عامر بن مسلم 7544
مسلم بن نذير 7545
مسلم بن الوليد 7546
مسلمة بن مخلد 7547
مسلمة بن نميل 7548
مسمع 7549
مسور بن الصلت 7550
المسور بن مخرمة 7551
مسهر بن عبد الملك 7552
المسيب بن حزن 7553
596

المسيب بن زهير 7554
المسيب بن نجبة 7555
المشمعل بن سعد 7556
مصادف بن عقبة 7557
مصادف، مولى أبي عبد الله (عليه السلام) 7558
مصبح بن هلقام 7559
مصدق بن صدقة 7560
مصعب الأسلمي 7561
مصعب بن سلام 7562
مصعب بن شيبة 7563
مصعب بن عبد الرحمن 7564
مصعب بن عبد الله 7565
مصعب بن عمير 7566
مصعب بن يزيد 7567
مصعب بن يزيد الأنصاري 7568
مصقلة بن هبيرة 7569
مضارب العجلي 7570
مطر بن أرقم 7571
مطر، مولى معن 7572
مطر الليثي 7573
مطر بن ميمون 7574
مطرف، مولى معن 7575
مطرف بن عبد الله 7576
597

المطلب بن زياد 7577
مطير بن أبي خالد 7578
مطيع بن الأسود 7579
المظفر بن أحمد 7580
المظفر بن جعفر 7581
المظفر بن جعفر المظفر 7582
المظفر بن علي 7583
المظفر بن محمد 7584
معاذ بن الأسود 7585
معاذ، بياع الأكسية 7586
معاذ بن ثابت 7587
معاذ بن جبل 7588
معاذ بن جميل 7589
معاذ (المعروف بابن عفراء) 7590
معاذ (أبو حليمة) 7591
معاذ بن سعد 7592
معاذ بن عثمان 7593
معاذ بن كثير 7594
معاذ بن ماعض 7595
معاذ بن المثنى 7596
معاذ بن مسلم 7597
معاذ بن يزيد 7598
معاذ بن عمرو 7599
598

المعافى بن زكريا 7600
معافي بن عمران 7601
معاوية بن أبي سفيان 7602
معاوية بن جبلة 7603
معاوية بن الحارث 7604
معاوية بن حديج 7605
معاوية بن الحكم 7606
معاوية بن حكيم 7607
معاوية بن سعيد 7608
معاوية بن سلمة 7609
معاوية بن شريح 7610
معاوية بن صالح 7611
معاوية بن صعصعة 7612
معاوية (التميمي) 7613
معاوية بن الضحاك 7614
معاوية بن عبد الله 7615
معاوية بن عثمان 7616
معاوية بن عمار 7617
معاوية بن قرة 7618
معاوية بن ميسرة 7619
معاوية بن وهب 7620
معاوية بن معاوية 7621
معاوية بن وهب بن جبلة 7622
599

معاوية بن وهب بن فضال 7623
معاوية (الميثمي) 7624
معاوية بن يزيد 7625
معبد بن زهير 7626
معبد بن المقداد 7627
معتب بن قشير 7628
معتب، مولى أبي عبد الله (عليه السلام) 7629
المعتقل بن عمر 7630
معرض بن معيقيب 7631
معرض بن علاط 7632
معروف بن خربوذ 7633
معروف بن سويد 7634
معروف الكرخي 7635
المعري بن الأقبل 7636
معقل بن قيس 7637
معقل بن يسار 7638
معلى، أبو شهاب 7639
معلى، أبو عثمان 7640
معلى بن أسد 7641
معلى بن الحسن 7642
معلى بن خنيس 7643
معلى بن راشد 7644
المعلى بن زيد 7645
600

معلى بن شهاب 7646
المعلى بن عثمان 7647
المعلى بن عرفان 7648
المعلى بن محمد 7649
المعلى بن موسى 7650
معلى بن هلال 7651
معمر بن أبي رئاب 7652
معمر بن أبي زياد 7653
معمر بن الحسن 7654
معمر بن خلاد 7655
معمر بن خيثم 7656
معمر بن راشد 7657
معمر بن زائدة 7658
معمر الزيات 7659
معمر بن عبد الله 7660
معمر بن عطا 7661
معمر بن عمر 7662
معمر الغالي 7663
معمر بن كلاب 7664
معمر بن المثنى 7665
معمر، من أصحاب أبي الخطاب 7666
معمر بن وشيكة 7667
معمر بن يحيى 7668
601

معمر بن يحيى الضبي 7669
معمر بن يحيى (العجلي) 7670
معمر بن يحيى بن سام 7671
معمر بن يحيى بن مسافر 7672
معن بن خالد 7673
معن بن عبد السلام 7674
معن بن عدي الأنصاري 7675
معن بن عدي البلوي 7676
معن بن نضالة 7677
معن بن يزيد 7678
معوذ بن عفراء 7679
معيقيب 7680
مغارك بن سويد 7681
مغيث بن عبيد 7682
مغيب بن عمرو 7683
المغيرة بن الأخنس 7684
المغيرة بن توبة 7685
المغيرة بن حكيم 7686
المغيرة بن سعيد 7687
المغيرة بن شعبة 7688
المغيرة، مولى أبي عبد الله (عليه السلام) 7689
المغيرة بن نوفل 7690
مفروق بن عمرو 7691
602

المفضل بن أبي قرة 7692
المفضل بن سعيد 7693
المفضل بن سلم 7694
المفضل بن صالح 7695
المفضل بن صدقة 7696
المفضل بن عمر 7697
المفضل بن قيس 7698
المفضل بن محمد 7699
المفضل بن مرثد 7700
المفضل بن مزيد 7701
المفضل بن مهلهل 7702
المفضل بن يزيد 7703
مقاتل بن حيان 7704
مقاتل بن سليمان 7705
مقاتل بن مقاتل 7706
المقداد 7707
المقدام 7708
مقرن بن عبد الرحمن 7709
مقرن 7710
مقرن الفتياني 7711
مقسط بن عبد الله 7712
المقطع العامري 7713
مقسم زوج بريرة 7714
603

مكحول 7715
مكلبة 7716
مكي 7717
ملحان 7718
مليك 7719
ممويه 7720
ممويه بن معروف 7721
منبه 7722
منتجع 7723
المنتذر 7724
المنتفق 7725
منجاب 7726
منجح، مولى الحسين (عليه السلام) 7727
منخل 7728
مندل 7729
مندلف الكوفي 7730
منذر بن أبي طريفة 7731
منذر الأسلمي 7732
منذر الثوري 7733
المنذر بن الجارود 7734
منذر بن جيفر 7735
منذر بن الزبير 7736
منذر السراج 7737
604

منذر بن سعيد 7738
المنذر بن عائذ 7739
المنذر بن عباد 7740
المنذر بن عبد الله 7741
المنذر بن عمرو 7742
منذر بن قابوس 7743
منذر (الأوسي) 7744
منذر بن محمد بن قابوس 7745
منذر بن محمد بن المنذر 7746
منذر بن المشمعل 7747
منذر النصري 7748
منصور (الليثي) 7749
منصور البختري 7750
منصور بن حازم 7751
منصور بن الحاكم 7752
منصور بن خالد 7753
منصور بن دينار 7754
منصور الدوانيقي 7755
منصور الرازي 7756
منصور بن سلمة 7757
منصور الصيقل 7758
منصور بن العباس 7759
منصور بن محمد 7760
605

منصور بن المعتمر 7761
منصور بن الوليد 7762
منصور بن يونس 7763
منظور 7764
منقذ بن الأنقع 7765
منقذ بن حيان 7766
منقذ بن لبابة 7767
المنقع 7768
المنكدر 7769
المنهال 7770
المنهال 7771
منهال القصاب 7772
منهال بن مقلاص 7773
منهال بن المهلب 7774
منيب الأزدي 7775
منيذر 7776
منير 7777
منيع 7778
منيع بن رقاد 7779
موزع، مولى أمير المؤمنين (عليه السلام) 7780
موسى (البزوفري) 7781
موسى (المروزي) 7782
موسى (الأشعري) 7783
606

موسى (العجلي) 7784
موسى بن أبي حبيب 7785
موسى بن أبي عمير 7786
موسى (الكوفي) 7787
موسى (الأفطح) 7788
موسى بن أحمد بن سعد 7789
موسى بن إسحاق 7790
موسى بن إسماعيل 7791
موسى (أبو سلمة) 7792
موسى بن إسماعيل بن عبد الله 7793
موسى بن إسماعيل بن موسى 7794
موسى بن أشيم 7795
موسى بن أكيل 7796
موسى بن بريد 7797
موسى بن بكر 7798
موسى بن بكر بن دأب 7799
موسى بن جعفر (الحائري) 7800
موسى بن جعفر البغدادي 7801
موسى بن جعفر الكمنداني 7802
موسى بن جعفر المدائني 7803
موسى بن جعفر بن وهب 7804
موسى بن حبيب 7805
موسى بن حسان 7806
607

موسى بن الحسن 7807
موسى (القمي) 7808
موسى (المعروف بابن كبرياء) 7809
موسى بن الحسن بن موسى 7810
موسى بن الحسن الوشا 7811
موسى بن حماد 7812
موسى (الطيالسي) 7813
موسى (اليزيدي) 7814
موسى الخياط 7815
موسى بن داود 7816
موسى بن زنجويه 7817
موسى بن زيد 7818
موسى بن سابق 7819
موسى بن سالم 7820
موسى بن سعدان 7821
موسى بن سلمة 7822
موسى السواق 7823
موسى بن سهل 7824
موسى بن صالح 7825
موسى بن طريف 7826
موسى بن طلحة 7827
موسى بن طلحة التيمي 7828
موسى بن عامر 7829
608

موسى بن عبد السلام 7830
موسى (الأشعري، القمي) 7831
موسى (المدني) 7832
موسى (النخعي) 7833
موسى بن عبد الملك 7834
موسى بن عبيد 7835
موسى (أبو حسان) 7836
موسى (الزيدي) 7837
موسى (الحضرمي) 7838
موسى بن عقبة 7839
موسى بن عقيل 7840
موسى بن عمر 7841
موسى بن عمر البغدادي 7842
موسى بن عمر بن يزيد 7843
موسى بن عمران 7844
موسى بن عمير 7845
موسى (الهذلي) 7846
موسى بن عيسى 7847
موسى (الهاشمي) 7848
موسى بن عيسى بن عبيد 7849
موسى بن فرات 7850
موسى بن القاسم 7851
موسى بن القاسم بن معاوية 7852
609

موسى (الملقب عصفور الجنة) 7853
موسى بن محمد (التيمي) 7854
موسى، أخو الهادي (عليه السلام) 7855
موسى بن محمد بن إسماعيل 7856
موسى (ابن بنت سعد بن عبد الله) 7857
موسى بن محمد الحضيني 7858
موسى بن محمد بن علي الرضا (عليه السلام) 7859
موسى بن محمد القاسم 7860
موسى (الغازي) 7861
موسى المشرقي 7862
موسى بن مطين 7863
موسى، مولى أبي عبد الله (عليه السلام) 7864
موسى بن نصير 7865
موسى بن هلال 7866
موسى بن يزيد 7867
موسى بن يسار 7868
موسى بن يقطين 7869
موفق بن هارون 7870
موقع (الصيداوي) 7871
مهاجر 7872
المهاجر بن خالد 7873
مهاجر بن زياد 7874
مهاجر بن كثير 7875
610

مهجع الصلت 7876
مهجع، مولى عمر 7877
المهدي، مولى عثمان 7878
مهران بن أبي بصير 7879
مهران بن أبي نصر 7880
مهران بن محمد 7881
مهران (السكوني) 7882
مهران 7883
مهران، مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله) 7884
مهزم الأسدي 7885
مهزيار 7886
مهشم 7887
المهلب 7888
مياح 7889
ميثم (البحراني) 7890
ميثم (التمار) 7891
ميسر 7892
ميسرة، أبو طيبة 7893
ميسرة، بياع الزطي 7894
ميسرة (النهدي) 7895
ميسرة (القاضي) 7896
ميسرة الكوفي 7897
ميسرة بن مسروق 7898
611

ميسرة بن المسيب 7899
ميسرة (7900) 1
ميسرة مولى كندة (7900) 2
ميمون أبو بردة 7901
ميمون أبو عبد الله 7902
ميمون البان 7903
ميمون الجبان 7904
ميمون بن ديصان 7905
ميمون الصيقل 7906
ميمون بن عبد الله 7907
ميمون القداح 7908
ميمون بن مهران 7909
ميمون بن ياسين 7910
ميمون (النخاس) 7911
مينا 7912
" حرف النون "
ناجية أبو حبيب 7913
ناجية بن أبي عمارة 7914
ناجية بن جندب 7915
ناجية بن رمح 7916
ناجية بن عمرو 7917
ناجية القرشي 7918
612

نادر الخادم 7919
ناصح البقال 7920
ناصح بن عبد الله 7921
نافع بن الأزرق 7922
نافع بن بديل 7923
نافع بن جبير 7924
نافع بن الحارث 7925
نافع بن عتبة 7926
نافع غلام ابن عمر 7927
نافع المخدج 7928
نافع، مولى ابن عمر 7929
نافع بن هلال 7930
نبهان التمار 7931
نبيه 7932
نجاح بن سلمة 7933
نجات بن ثعلبة 7934
النجاشي 7935
نجم بن أعين 7936
نجم بن حطيم 7937
نجم (الغنوي) 7938
نجيح أبو معسر 7939
نجيح بن عبد الرحمن 7940
نجيح بن قباء 7941
613

نجيح بن مسلم 7942
نجية 7943
نجية بن الحارث 7944
نجية العطار 7945
نجية القواس 7946
نسيم خادم أبي محمد (عليه السلام) 7947
نشيط بن صالح 7948
نشيط بن عبد الله 7949
نصر بن أبي نيزر 7950
نصر بن أحمد 7951
نصر بن حزن 7952
نصر الخادم 7953
نصر الخفاف 7954
نصر بن دهر 7955
نصر بن صباح 7956
نصر بن ظريف 7957
نصر بن عامر 7958
نصر (الكوفي) 7959
نصر (البارقي) 7960
نصر (الجهضمي) 7961
نصر بن علي بن نصر 7962
نصر بن قابوس 7963
نصر (المعروف بالباقرحي) 7964
614

نصر بن كثير 7965
نصر بن مزاحم 7966
نصر بن مفلس 7967
نصر الله 7968
نصير 7969
نصير (الكوفي) 7970
نصير (الخادم) 7971
النضر بن جابر 7972
النضر بن الحارث 7973
النضر (القرشي) 7974
النضر بن الربيع 7975
النضر بن سويد 7976
النضر بن شعيب 7977
النضر بن شميل 7978
النضر بن عثمان 7979
النضر بن قرواش 7980
النضر بن محمد 7981
النضر بن الوراس 7982
نضرة بن أكثم 7983
نضلة الأنصاري 7984
نضلة بن طريف 7985
نضلة بن عبيد 7986
نضلة بن عبيد الله 7987
615

النضير بن الحارث 7988
نضير بن زياد 7989
نعثل 7990
النعمان بن بارية 7991
النعمان بن بزرج 7992
النعمان بن بشير 7993
النعمان بن ثابت 7994
النعمان (أبو الضياح) 7995
نعمان بن ثعلبة 7996
نعمان بن خلف 7997
النعمان الرازي 7998
النعمان بن ربعي 7999
النعمان بن الزارع 8000
النعمان بن زيد 8001
النعمان (صاحب أمير المؤمنين (عليه السلام)) 8002
النعمان بن صهبان 8003
النعمان بن عبد السلام 8004
النعمان (الأنصاري) 8005
النعمان بن عجلان 8006
النعمان بن عدي 8007
النعمان بن عمار 8008
النعمان بن عمرو 8009
النعمان بن عمر 8010
616

نعمان بن غصن 8011
نعمان بن قتادة 8012
نعمان بن قوقل 8013
نعمان بن مالك 8014
النعمان بن محمد 8015
النعمان بن مقرن 8016
النعمان بن منذر 8017
نعيم بن أبي هند 8018
نعيم البصري 8019
نعيم بن خارجة 8020
نعيم (الأسدي) 8021
نعيم بن ربيعة 8022
نعيم بن سهيل 8023
نعيم بن صهيب 8024
نعيم بن عبد الله 8025
نعيم بن عجلان 8026
نعيم القابوسي 8027
نعيم بن ميسرة 8028
نعيمان (البخاري) 8029
نفير بن جبير 8030
نفير بن مجيب 8031
نفيع 8032
نفيع (الهمداني) 8033
617

نقب (الساعدي) 8034
نقيدة 8035
النمر بن تولب 8036
نمير بن أوس 8037
نمير بن الحارث 8038
نمير بن عريب 8039
نميلة بن عبد الله 8040
نميلة الهمداني 8041
النواس 8042
نوح (أبو عصمة) 8043
نوح بن تغلب 8044
نوح (المخزومي) 8045
نوح بن الحكم 8046
نوح بن دارم 8047
نوح بن دراج 8048
نوح بن شعيب 8049
نوح (الخراساني) 8050
نوح بن صالح 8051
نوح بن المختار 8052
نوف 8053
نوفل بن ثعلبة 8054
نوفل بن الحارث 8055
نوفل بن عبد الله 8056
618

نوفل بن عبيد الله 8057
نوفل بن فروة 8058
نيار بن عياض 8059
نيار بن مكرم 8060
" حرف الواو "
وابصة 8061
واثلة بن الأصقع 8062
واثلة بن الخطاب 8063
واسع 8064
واصل الخراساني 8065
واصل بن عطا 8066
واصلة 8067
واقد (التميمي) 8068
واقد (اليربوعي) 8069
وائل بن حجر 8070
وثاب 8071
وحشي 8072
وداعة (الأنصاري) 8073
وداعة بن جذام 8074
وديعة 8075
ورام 8076
الورد 8077
619

وردان 8078
وردان الأصغر 8079
وردان 8080
ورقاء 8081
ورقة 8082
وريزة (الغساني) 8083
وريزة بن محمد بن وريزة 8084
وصيف التركي 8085
وقاص 8086
وكيع 8087
الوليد بن بشير 8088
الوليد، بياع الإسقاط 8089
الوليد بن جابر 8090
الوليد، صاحب الإسقاط 8091
الوليد بن صبيح 8092
الوليد (الهمداني) 8093
الوليد بن عقبة 8094
الوليد بن العلاء 8095
الوليد بن مدرك 8096
الوليد بن عمر 8097
الوليد بن الوليد 8098
الوليد بن هشام 8099
وهب أبو جحيفة 8100
620

وهب أبو عثمان 8101
وهب بن أجدع 8102
وهب جد جد الحسن بن محبوب 8103
وهب الجريري 8104
وهب بن جميع 8105
وهب بن جناب 8106
وهب الجيشاني 8107
وهب الحريري 8108
وهب بن حمزة 8109
وهب بن سعد 8110
وهب بن عبد ربه 8111
وهب بن عبد الله 8112
وهب (يكنى أبا جحيفة) 8113
وهب بن عمر 8114
وهب بن قابوس 8115
وهب بن كريب 8116
وهب الكلبي 8117
وهب بن محمد 8118
وهب بن مسعود 8119
وهب بن منبه 8120
وهب بن وهب 8121
وهب بن وهب 8122
وهبان 8123
621

وهيب بن حفص 8124
وهيب (المعروف بالمنتوف) 8125
وهيب (النخاس) 8126
وهيب (البصري) 8127
" حرف الهاء "
هارون بن أبي بردة 8128
هارون الجبلي 8129
هارون بن الجهم 8130
هارون بن الحسن 8131
هارون (خال أبي عبد الله (عليه السلام)) 8132
هارون بن حمزة 8133
هارون بن خارجة 8134
هارون بن رئاب 8135
هارون بن سعد 8136
هارون (الكاتب) 8137
هارون بن عمرو 8138
هارون (المجاشعي) 8139
هارون (الهمداني) 8140
هارون (الكوفي) 8141
هارون (النخعي) 8142
هارون بن عيسى 8143
هارون الفراء 8144
622

هارون بن الفضل 8145
هارون القزار 8146
هارون بن مسلم 8147
هارون (التلعكبري) 8148
هارون (البصري) 8149
هارون بن موسى 8150
هارون بن موسى بن فرات 8151
هارون بن موفق 8152
هارون (البزاز) 8153
هارون (المشرقي) 8154
هاشم بن أبي هاشم 8155
هاشم بن البريد 8156
هاشم الحناط 8157
هاشم بن حيان 8158
هاشم الرماني 8159
هاشم (الكوفي) 8160
هاشم صاحب البريد 8161
هاشم الصيدناني 8162
هاشم (المرقال) 8163
هاشم المثنى 8164
هاشم (أبو نصر) 8165
هاشم بن الوليد 8166
هالة 8167
623

الهامة 8168
هاني بن أيوب 8169
هاني بن الخطاب 8170
هاني بن عروة 8171
هاني (العبدي) 8172
هاني بن محمود 8173
هاني بن النمر 8174
هاني بن نيار 8175
هاني بن هاني 8176
هاني بن هاني المرادي 8177
هاني (الهمداني) 8178
هاني بن يسار 8179
هبار (القرشي) 8180
هبار (المخزومي) 8181
هبة الله 8182
هبيرة بن شريح 8183
هبيرة بن مريم 8184
هدم بن مسعود 8185
هذيل بن حيان 8186
هذيل بن صدقة 8187
هذيل الهمداني 8188
هذيم 8189
هرثمة بن أعين 8190
624

هرثمة بن سليم 8191
هرم بن حيان 8192
هرم بن خنيس 8193
هرم بن عبد الله 8194
هرم بن مسعدة 8195
هرمي بن عبد الله 8196
هرمي بن عمير 8197
الهرمزان 8198
هريم 8199
هريم بن عبد الله 8200
هزال بن ذئاب 8201
هزال صاحب الشجرة 8202
هزيم (الكوفي) 8203
هزيم بن سفيان 8204
هشام (البزاز) 8205
هشام (الأحمر) 8206
هشام (الختلي) 8207
هشام (الراشدي) 8208
هشام (صاحب الرضا (عليه السلام)) 8209
هشام بن إبراهيم العباسي 8210
هشام بن إبراهيم المشرقي 8211
هشام (الكوفي) 8212
هشام (الزبيدي) 8213
625

هشام (الخثعمي) 8214
هشام بن الحكم 8215
هشام (القرشي) 8216
هشام بن حيان 8217
هشام الخطيب 8218
هشام الرماني 8219
هشام بن سالم 8220
هشام بن السري 8221
هشام بن سعيد 8222
هشام صاحب البريد 8223
هشام الصيدلاني 8224
هشام الصيدناني 8225
هشام بن عتبة 8226
هشام بن عروة 8227
هشام بن عبد الملك 8228
هشام القوطي 8229
هشام الكندي 8230
هشام بن المثنى 8231
هشام بن محمد 8232
هشام المشرقي 8233
هشام بن يونس 8234
هشام بن يزيد 8235
هشيم بن بشير 8236
626

الهفهاف 8237
هلال (الوراق) 8238
هلال بن أمية 8239
هلال (مولى النبي (صلى الله عليه وآله)) 8240
هلال الحفار 8241
هلال الصفار 8242
هلال بن العلاء 8243
هلال بن محمد 8244
هلال (الحفار) 8245
هلال بن نساف 8246
هلال بن مقلاص 8247
هلال بن نافع 8248
هلال بن نوفل 8249
هلال بن وكيع 8250
هلب 8251
هلقام 8252
همام بن أغفل 8253
همام بن سهيل 8254
همام بن شريح 8255
همام بن عبادة 8256
همام بن عبد الرحمن 8257
همام، مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله) 8258
همدان 8259
627

هند (التميمي) 8260
هند بن الحجاج 8261
هند (الجملي) 8262
هند بن هند 8263
هوبجة 8264
هود (الأنصاري) 8265
هياج (الهروي) 8266
هياج بن هياج 8267
هيثم بن أبي مسروق 8268
هيثم بن الأسود 8269
هيثم بن البراء 8270
هيثم بن حبيب 8271
الهيثم بن سهل 8272
الهيثم (أبو كهمس) 8273
الهيثم (الرماني) 8274
الهيثم (النهدي) 8275
الهيثم (الكوفي) 8276
الهيثم بن عدي 8277
الهيثم (الطائي) 8278
هيثم بن عروة 8279
الهيثم (الثمالي) 8280
الهيثم بن واقد 8281
628