الكتاب: قاموس الرجال
المؤلف: الشيخ محمد تقي التستري
الجزء: ١٢
الوفاة: معاصر
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند الشيعة
تحقيق: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: شوال المكرم ١٤٢٥
المطبعة: مؤسسة النشر الإسلامي
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة
ردمك: ٩٦٤-٤٧٠-٠٢٨-٧
ملاحظات: ٩٦٤-٤٧٠-٥٥٤-٨ (ج١٢)

319
قاموس الرجال
تأليف
العلامة المحقق
آية الله العظمى الشيخ محمد تقي التستري (قدس سره)
الجزء الثاني عشر
تحقيق
مؤسسة النشر الاسلامي
التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة
1

شابك (ج 12) 8 - 554 - 470 - 964
شابك الدورة 7 - 028 - 470 - 964
ISBN 964 - 470 - 554 - 8
ISBN 964 - 470 - 028 - 7
قاموس الرجال
(ج 12)
* المؤلف: العلامة المحقق آية الله العظمى الشيخ محمد تقي التستري (قدس سره)
* الموضوع: الرجال
* تحقيق ونشر: مؤسسة النشر الاسلامي
* الطبعة: الثانية
* عدد الصفحات: 676
* المطبوع: 500 نسخة
* التاريخ: شوال 1425 ه‍. ق
مؤسسة النشر الاسلامي
التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة
2

في الألقاب المنسوبة
[1]
الآدمي
هو " سهل بن زياد " المتقدم.
[2]
الأحمري
ورد العنوان في النجاشي في " عبد الله بن حماد " المتقدم، راويا هذا عن
عبد الله.
والمراد به " إبراهيم بن إسحاق الأحمري " المتقدم، فروى النعماني كرارا عن
" إبراهيم " ذاك، عن " عبد الله " ذاك (1).
ومر في الأسماء في عنوان " إبراهيم العجمي " أيضا.
[3]
الأرجاني
قال الشيخ في رجاله في باب " من لم يسم من أصحاب الصادق (عليه السلام) ":
عجلان أبو صالح، عن الأرجاني، عن أبي عبد الله (عليه السلام).

(1) غيبة النعماني: 80، 101، 105.
3

[4]
الأردبيلي
قال: لقب أحمد المعروف.
أقول: في الفقه، وأما في الرجال ف‍ " محمد " صاحب جامع الرواة.
[5]
الأسدي
روى توقيعات الإكمال عن الحجة (عليه السلام): فإن أحببت أن تعامل أحدا فعامل
الأسدي بالري (1).
والمراد به " محمد بن أبي عبد الله جعفر بن محمد بن عون الأسدي " المتقدم.
وروى الإكمال عن محمد بن أبي عبد الله - ذاك - أنه عد في من رأى
الحجة (عليه السلام) ووقف على معجزته " الأسدي " وقال: يعني نفسه (2).
ومر فيه قول الغيبة: ومات الأسدي على ظاهر العدالة... الخ (3).
وورد في الروضة بعد حديث إسلام علي (عليه السلام) (4).
وأما نقل المصنف عن المشتركاتين: " إتيانه لابنه علي وأنه قد يأتي لابنه
الآخر جعفر " فلم نقف له على ابن مسمى ب‍ " جعفر " ولا ابن مسمى ب‍ " علي " بل ابن
مكنى ب‍ " أبي علي " ولا يعبر عنه بالأسدي فقط، بل بأبي علي الأسدي، كما مر
في عنوانه.
[6]
الإسكافي
قال: ينصرف في الروايات إلى " محمد بن همام " وفي الفقه إلى: " محمد بن
أحمد بن الجنيد ".

(1) إكمال الدين: 488.
(2) إكمال الدين: 442.
(3) غيبة الطوسي: 258.
(4) روضة الكافي: 349، وفيه: الأسيدي.
4

أقول: لم يعلم إطلاقه على الأول، وإنما يعبر عنه في الروايات ب‍ " أبي علي بن
همام " أو " ابن همام " كما مر، ويطلق على أبي جعفر المعتزلي صاحب كتاب نقض
عثمانية الجاحظ وكتاب المقامات في مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد نقل النهج
بعض كتبه (عليه السلام) عن مقاماته (1) وقد عد الشيخ في الفهرست في كتب الفضل كتاب:
النقض على الإسكافي في الجسم.
[7]
الأشعري
ينصرف إلى " علي بن إسماعيل أبو الحسين الأشعري " الذي ينسب إليه
الأشاعرة.
[8]
الإصبهاني
روى محمد بن أبي حمزة، عنه، عن الصادق (عليه السلام) في أوقات زكاة الكافي (2).
ومر في " الفضل " أن من كتبه كتابا جمع فيه مسائل متفرقة للشافعي وأبي ثور
والإصبهاني.
[9]
الإصطخري
قال الشيخ في الخلاف: إذا مات الأجير أو أحصر قبل الإحرام لا يستحق
شيئا من الأجرة وعليه جمهور أصحاب الشافعي، وأفتى الإصطخري والصيرفي
في سنة القرامطة حين صدوا الناس عن الحج " بأنه يستحق من الأجرة بقدر ما
عمل... الخ " ثم قوى أخيرا مذهبهما (3).
ولم أقف على اسمه، إلا أن ابن النديم قال: الإصطخري أبو سعيد، وكان رأسا

(1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 17 / 131.
(2) الكافي: 3 / 523.
(3) الخلاف: 2 / 389 - 390.
5

في مذهب الشافعي (1).
[10]
الأصمعي
هو: " عبد الملك بن قريب " وعن المناقب قطع علي (عليه السلام) أصمع بن مظهر جد
الأصمعي في السرقة، فكان الأصمعي يبغض عليا (عليه السلام) (2). ومر في " معمر بن المثنى
أبي عبيدة " أيضا.
وعن التوزي سألت الأصمعي عن قول الشاعر:
وأضحت رسوم الدار قفرا كأنها * كتاب تلاه الباهلي ابن أصمعا
فتغير وجهه، ثم قال: هذا كتاب عثمان ورد على ابن عامر فلم يوجد له من
يقرأه إلا جدي (3).
وله أوهام كثيرة في اللغة، فقال في قول أبي ذؤيب:
ولو أن ما عند ابن بجرة عندها * من الخمر لم تبلل لهاتي بناطل
: " الناطل كوز تكال به الخمر " ولا معنى لأن يقال: لم تبلل لهاتي بكوز من
الخمر، كما لا يصح أن يقال بزق من الخمر، بل يقال في المقام: بشيء من الخمر،
أو بجرعة (4).
وفي الأغاني قال ابن الأعرابي: قول الأصمعي ليس بشيء يقال: " ما في
الإناء ناطل " أي شئ، وقال أبو عمرو الشيباني: سمعت الأعراب يقولون: الناطل
الجرعة من الماء واللبن والنبيذ (5).
وإنكاره " أرعد وأبرق " في التهديد غلط، كما أوضحناه في شرح النهج عند
قوله (عليه السلام): " وقد أرعدوا وأبرقوا " من وروده في كلام العرب كثيرا (6).

(1) فهرست ابن النديم: 267.
(2) مناقب ابن شهرآشوب: 3 / 221.
(3) لم نظفر بمأخذه.
(4) و (5) الأغاني: 6 / 58.
(6) بهج الصباغة: 6 / 443.
6

[11]
الأنصاري
روى العبيدي عنه في ديون التهذيب (1).
[12]
الأوزاعي
ورد في أحكام أسارى التهذيب (2).
ذكره معارف ابن قتيبة في أصحاب الرأي، قائلا: أوزاع بطن من همدان
واسمه عبد الرحمن بن عمرو (3).
وروى عن الصادق (عليه السلام) في الكافي " من قال لا إله إلا الله حقا " (4) وعن
الزهري في تدليس نكاح التهذيب (5).
[13]
الباقطاني
مر في " إسحاق بن أحمر " أنه كان يدعي النيابة كذبا.
[14]
البتي
تقدم في: عثمان البتي.
[15]
البحراني
في شروح النهج: ابن ميثم وفي كتب الفقه: صاحب الحدائق، وفي كتب
التفسير: صاحب البرهان.

(1) التهذيب: 6 / 197.
(2) التهذيب: 6 / 153.
(3) المعارف: 278.
(4) الكافي: 2 / 519.
(5) التهذيب: 7 / 433.
7

[16]
البخاري
وهو: محمد بن إسماعيل
في ميزان الذهبي في عنوان الصادق (عليه السلام): لا يحتج البخاري به.
قلت: وكفاه ذلك خزيا، ولنعم ما قيل بالفارسية:
شب پره گر وصل آفتاب نخواهد * رونق بازار آفتاب نكاهد
وقال الذهبي - أيضا - في " علي بن هاشم بن البريد ": ولغلوه ترك البخاري
إخراج حديثه، فإنه يتجنب الرافضة كثيرا ولا نراه يتجنب القدرية ولا الخوارج
ولا الجهمية (1).
قلت: والإمامي يقول له ولأمثاله: لكم دينكم ولي دين.
وهو القائل: " أفعال العباد حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة "
وكفاه ذلك جهلا.
[17]
البرسي
مر في القاسم البرسي بن إبراهيم طباطبا.
[18]
البرقي
ينصرف إلى " محمد بن خالد البرقي " وقد يأتي لابنه " أحمد " كما في إسناد
ابن بطة عن البرقي.
وورد العنوان في قضاء شهر رمضان التهذيب (2) وزيادات فقه نكاحه (3).

(1) ميزان الاعتدال: 3 / 160.
(2) التهذيب: 4 / 278.
(3) التهذيب: 5 / 463.
8

[19]
البزنطي
مر بعنوان: أحمد بن محمد بن أبي نصر.
[20]
البزوفري
قال: لقب " أحمد بن جعفر بن سفيان " و " الحسن بن علي بن زكريا " و
" الحسن بن علي بن سفيان " وأخوه " الحسين " و " علي بن أحمد " و " موسى بن
إبراهيم ".
أقول: مر أن الأخير يوصف بالمروزي لا " البزوفري " ومر عدم وجود
أخوين " حسن " و " حسين " وأن الثابت: الحسين.
ومر أن الثاني " بن زفر " لا " بزوفري " فينحصر في " أحمد " و " الحسين "
والظاهر انصرافه إلى الثاني، لتعريف الأول به.
وأيضا روى الحسين بن علي بن سفيان البزوفري عن جعفر بن محمد بن
مالك في حد حرم التهذيب (1) وفي أواسط زيادات فقه حجه (2) وروى البزوفري عنه
في مكاتبته في خبر مكاتب مات ولم يؤد (3). وحينئذ، فيحمل كل مطلق عليه.
وقد ورد مطلقا في ستة أخبار في عتق التهذيب، أولها في عدم تأثير الكتابة
في الطلاق والعتاق، وفيه روى عن أحمد بن موسى، وفي الباقي عن أحمد بن
إدريس (4).
وورد في النجاشي في " الحسن بن علي بن نعمان " المتقدم.
لكن في البحار عن مصباح ابن طاوس ومزار ابن المشهدي، قال محمد بن
علي بن أبي قرة: نقلت من كتاب محمد بن الحسين بن سفيان البزوفري دعاء

(1) التهذيب: 6 / 72، باب حد حرم الحسين (عليه السلام).
(2) التهذيب: 5 / 431.
(3) التهذيب: 8 / 273.
(4) التهذيب: 8 / 248 - 249.
9

الندبة، وكناه الثاني بأبي جعفر (1).
وورد " أبو جعفر محمد بن الحسين بن سفيان البزوفري " في مشيخة التهذيب
في طريقه إلى أحمد بن إدريس، راويا عن المفيد والغضائري، عنه، عن أحمد بن
إدريس، وفي طريقه إلى محمد بن أحمد بن يحيى، راويا عنهما وعن ابن عبدون،
عنه، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد بن يحيى (2).
وحينئذ، فالبزوفري ثلاثة: أبو عبد الله البزوفري " الحسين بن علي بن سفيان "
المتقدم، الذي مر في اسمه جلالته عن النجاشي، وفي كنيته وكالته عن السفراء في
خبر الغيبة.
وأبو علي البزوفري ابن عم أبي عبد الله، كما مر في اسمه أحمد بن جعفر بن
سفيان.
وأبو جعفر البزوفري الراوي لدعاء الندبة، والوارد في طريقي التهذيب،
المتقدمين.
والظاهر كونه - أيضا - ابن عم أبي عبد الله كأبي علي، لكون جد كل منهما
سفيان وإن لم يصرح به أحد، كما في " أبي علي " وكلهم في عصر واحد، يروي
المفيد والحسين بن عبيد الله الغضائري عن كل منهم، ويروي كلهم عن أحمد بن
إدريس أبو علي في فهرست الشيخ في أحمد بن إدريس، وأبو جعفر في مشيخة
التهذيب - كما مر - وأبو عبد الله في أخبار التهذيب - المتقدمة - بلفظ " البزوفري "
وقلنا بانصرافه إليه، وبلفظ " أبو عبد الله البزوفري " في خبر " سرية لم يعتقها سيدها
ومات " في التهذيب (3) أيضا.
ويمكن استكشاف جلال أبي جعفر واتصاله بالسفراء - كأبي عبد الله - روايته
للدعاء فإنه إن لم يسمعه عنه (عليه السلام) مشافهة فلابد أنه سمعه بواسطتهم، وإن كان رفعه
إليه (عليه السلام) ففي مصباح ابن طاوس: قال محمد بن علي بن أبي قرة: نقلت من كتاب

(1) بحار الأنوار: 102 / 110.
(2) التهذيب: 10 / 35، 71.
(3) التهذيب: 8 / 239.
10

محمد بن الحسين بن سفيان البزوفري (رضي الله عنه)، وذكر أنه الدعاء لصاحب
الزمان (عليه السلام) (1).
[21]
البسامي
يأتي في الشامي.
[22]
البطيخي
روى نوادر مهر الكافي عن علي بن أسباط، عنه (2).
ومر إسحاق البطيخي.
[23]
البغوي
نقل عنه الشيخ في الرجال في أبان المحاربي.
وهو: " أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز " عامي صاحب معجمين
كبير وصغير، توفي سنة 317.
[24]
البلاذري
قال النجاشي في " أبان بن تغلب " المتقدم: ذكر البلاذري أبان في كتابه.
واسمه " أحمد بن يحيى " صاحب فتوح البلدان وأنساب الأشراف، قيل له:
البلاذري، لأنه شرب البلاذر فوسوس حتى مات.
[25]
البلالي
عنونه الكشي مع " إسحاق بن إسماعيل النيسابوري " المتقدم، و " إبراهيم بن

(1) مصباح الزائر: 446.
(2) الكافي: 5 / 382.
11

عبدة " المقتدم، و " المحمودي " و " العمري " و " الرازي " الآتين، وروى فيهم
توقيعا وفيه: ويا إسحاق، إقرأ كتابنا على البلالي (رضي الله عنه) فإنه الثقة المأمون العارف
بما يجب عليه (1).
وعده الإكمال في من رأى الحجة (عليه السلام) ووقف على معجزته من الوكلاء
ببغداد (2).
والظاهر أن المراد به " علي بن بلال " المتقدم، المتفق على جلاله، ويأتي آخر.
[26]
البلالي
مر في " محمد بن علي الشلمغاني " رواية الغيبة توقيعا عن الحجة (عليه السلام):
وأعلمهم أننا في التوقي والمحاذرة منه - يعني الشلمغاني - على مثل ما كنا عليه
ممن تقدمه من نظرائه من الشريعي والنميري والهلالي والبلالي... الخبر.
والظاهر أن المراد به من مر في الأسماء بعنوان " محمد بن علي بن بلال " وفي
الكنى بعنوان: " أبي طاهر بن بلال ".
[27]
البلوي
قال النجاشي في " محمد بن الحسن بن عبد الله الجعفري " المتقدم: روى عنه
البلوي، ومراده " عبد الله بن محمد " المتقدم، بدليل إنهاء طريقه إليه به.
[28]
البياضي
هو: فروة بن عمرو الأنصاري.
روى مالك في موطأه عنه، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (3) ولم يسمه مالك، لأنه ممن أعان
على قتل عثمان، قاله في الاستيعاب.

(1) الكشي: 579.
(2) إكمال الدين: 442.
(3) الموطأ: 1 / 80.
12

[29]
البيهقي
هو: صاحب السنن أحمد بن الحسين الشافعي.
[30]
التستري
مر في " محمد بن عيسى بن زياد التستري " - المتقدم - قول الزراري أبي
غالب في رسالته: كتب أيوب بن نوح بعد ذلك إلى الصاحب (عليه السلام)، يسأله مثل ذلك،
فكتب (عليه السلام): قد خرج منا إلى التستري ما فيه كفاية.
ويأتي آخر.
[31]
التستري
قال: لقب " الحسن بن علي " وعبد الله بن الحسين.
أقول: بل " حسن علي " لا " حسن بن على " والثاني أبو الأول والأول استاذ
المجلسي والثاني استاذ أبيه.
ثم، لو أراد الإطلاق لا يطلق على واحد منهما، ولو أراد الوصف فمن وصف
به من المعروفين لا يحصى، وأشهرهم سهل بن عبد الله.
[32]
التلعكبري
في رجال الشيخ في كثير ممن عدهم في من لم يرو عن الأئمة (عليهم السلام): روى
عنه التلعكبري.
ومر بعنوان: هارون بن موسى بن أحمد.
[33]
التيراني
قال: وقع في سند خبر في دية جوارح الفقيه.
13

أقول: لم يقع فيه في سند خبر، وإنما قال بعد ذكر دية الرسغ: " وفي خلق
الإنسان للتيراني الرسغ: گردن دست " (1) ولكن في القاموس، في التوز: " ومحمد بن
عبد الله اللغوي التوزي " والظاهر أن الأصل واحد.
وفي المعجم: " تيرانشاه " مدينة من نواحي شهرزور و " تيزان " من قرى هراة
وإصبهان أيضا (2).
[34]
الثعالبي
هو: " عبد الملك أبو منصور الثعالبي " صاحب يتيمة الدهر.
[35]
الثعلبي
هو: " أحمد بن محمد بن إبراهيم المفسر " وتفسيره أحسن تفاسير العامة.
[36]
الثقفي
هو: " إبراهيم بن محمد " المتقدم، روى في غاراته، عن المنهال، عن عبد الله
ابن الحارث قال: قال علي (عليه السلام): ما أحد جرت عليه المواسي، إلا وقد أنزل تعالى
فيه قرآنا، فقال رجل يريد تكذيبه: فما أنزل فيك؟ فقال: أقرأت في هود: (أفمن
كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه؟) قال: نعم، قال: صاحب البينة
محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) والتالي الشاهد أنا (3).
وروى عن الأعمش، عن رجاله خطب علي (عليه السلام) فقال: لو أمرتكم فجمعتم
من خياركم مائة، ثم حدثتكم من غدوة إلى أن تغيب الشمس لا أخبرتكم إلا حقا،
ثم لتخرجن فلتزعمن أني أكذب الناس وأفجرهم (4).

(1) الفقيه: 4 / 85.
(2) معجم البلدان: 2 / 65، 66.
(3) نقله عنه ابن أبي الحديد في شرحه: 2 / 287.
(4) نقله عنه ابن أبي الحديد في شرحه: 6 / 128.
14

[37]
الجازي
ورد في الوصية بعتق الفقيه (1) وكذا من أوصى بعتق الكافي (2).
ومر بعنوان: عبد الغفار بن حبيب.
[38]
الجاموراني
ورد في سحت الكافي (3) ومن لا يجوز له صيام تطوعه (4).
وورد في حد حرم حسين التهذيب بلفظ: الجاموراني (5).
ومر بعنوان " محمد بن أحمد " في الأسماء و " أبو عبد الله الجاموراني " و " أبو
عبد الله الرازي " في الكنى.
وورد - أيضا - في حق زوج الكافي (6) وحق مرأته (7) وفي التزوج يزيد في
الرزق (8).
[39]
الجبائي
ينصرف إلى " أبي هاشم عبد السلام المعتزلي " وأبيه: أبي علي محمد بن
عبد الوهاب.
وفي فهرست الشيخ في " ابن مملك " المتقدم: وله مع أبي علي الجبائي
مجلس في الإمامة (إلى أن قال) كتاب نقض الإمامة على الجبائي.
[40]
الجحدري
قال: لقب إبراهيم بن رجاء.

(1) الفقيه: 4 / 213.
(2) الكافي: 7 / 20، وفيه: المحاربي.
(3) الكافي: 5 / 127.
(4) الكافي: 4 / 152.
(5) التهذيب: 6 / 73.
(6) الكافي: 5 / 508.
(7) الكافي: 5 / 511.
(8) الكافي: 5 / 330.
15

أقول: والحسن بن الحسين بن الحسن، المتقدم.
[41]
الجرمي
في النجاشي في " إسحاق بن محمد " المتقدم: الجعابي، عن الجرمي.
والظاهر أن المراد به " علي بن الحسن الطاطري " المتقدم، كما يظهر من
الجمع بين خبري " قتل حمام الحرم " وشراء جمع صيدا.
وفي خبر محرم حك رأسه (1) وخبر كفارة قتل حمام الحرم وفرخه: موسى بن
القاسم، عن الجرمي (2).
[42]
الجريري
عنونه ابن قتيبة في التابعين، قائلا: هو سعيد بن أياس من بني جرير، ويكنى
" أبا مسعود " واختلط في آخر عمره، توفي سنة 144، ينسب إلى " جرير بن
عباد " من ضبيعة بكر بن وائل (3).
وضبطه السمعاني بالتصغير.
وفي غيبة النعماني: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن الجريري يقول لنا: إنكم
تقولون: هما بدلان فأيهما الصادق من الكاذب؟ فقال (عليه السلام): قولوا له: إن الذي
أخبرنا بذلك وأنت تنكره هو الصادق (4).
ويأتي آخر.
[43]
الجريري
في المشيخة في " عبد الله بن الحكم " المتقدم: سهل الآدمي، عن الجريري

(1) التهذيب: 5 / 337.
(2) التهذيب: 5 / 347.
(3) معارف ابن قتيبة: 271.
(4) غيبة النعماني: 177، وفيه: بدل " بدلان " " تدلان ".
16

واسمه " سفيان " عن أبي عمران الأرمني، عنه.
ويحتمل كونه الحريري بالحاء.
[44]
الجعفري
عده الإكمال في: من رأى الحجة (عليه السلام) ووقف على معجزته من اليمن (1).
ويأتي آخران، ومر أبو هاشم الجعفري.
[45]
الجعفري
في باب " أن الأئمة (عليهم السلام) خلفاء " من الكافي عن أبي مسعود، عن الجعفري (2).
والظاهر أن المراد به " عبد الله بن إبراهيم الجعفري " المتقدم، ففي مواليد
أئمته (عليهم السلام) عن أبي مسعود، عن عبد الله بن إبراهيم الجعفري (3).
[46]
الجعفري
في ألبان الكافي (4) ومجالسة أهل معاصيه: عن بكر بن صالح، عن الجعفري (5).
والظاهر أن المراد به " سليمان بن جعفر الجعفري " ففي خبر بعد حديث قوم
صالح الروضة: عن بكر، عن سليمان بن جعفر الجعفري (6).
[47]
الجلودي
روى العيون في أواخر باب " السبب الذي من أجله قبل الرضا (عليه السلام) ولاية
العهد " خبرا طويلا، وفيه: أن الجلودي من جمع كانوا نقموا ولايته (عليه السلام) فحبسهم
المأمون - إلى أن قال - بعد ذكر أمر المأمون بضرب عنق نفرين منهم بعد إخراجهم

(1) إكمال الدين: 443.
(2) الكافي: 1 / 193.
(3) الكافي: 1 / 387، وفيه: ابن مسعود.
(4) الكافي: 6 / 338.
(5) الكافي: 2 / 374، وفيه: بكر بن محمد.
(6) روضة الكافي: 194.
17

من الحبس - ثم ادخل الجلودي، وكان في خلافة الرشيد لما خرج محمد بن جعفر
بالمدينة أمره الرشيد إن ظفر به أن يضرب عنقه، وأن يغير على دور آل أبي طالب،
وأن يسلب نساءهم ولا يدع على واحدة منهن إلا ثوبا واحدا، ففعل الجلودي
ذلك " وقد كان مضى موسى بن جعفر (عليه السلام) فصار الجلودي إلى باب دار الرضا (عليه السلام) فهجم على داره مع خيله، فلما نظر إليه الرضا (عليه السلام) جعل النساء كلهن في بيت
ووقف على باب البيت، فقال الجلودي له (عليه السلام): لابد من أن أدخل البيت فأسلبهن
كما أمرني الرشيد، فقال (عليه السلام): أنا أسلبهن لك وأحلف أني لا أدع عليهن شيئا حتى
قراطهن وخلاخلهن إلا أخذته، فلم يزل يطلب إليه ويحلف له حتى سكن، فدخل (عليه السلام) عليهن فلم يدع عليهن شيئا إلا أخذه منهن وجميع ما كان في الدار من قليل وكثير " فلما كان في هذا اليوم وادخل الجلودي على المأمون قال (عليه السلام) له: هب لي هذا الشيخ، فقال المأمون: يا سيدي! هذا الذي فعل ببنات محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ما فعل من سلبهن، فنظر الجلودي إلى الرضا (عليه السلام) وهو يكلم المأمون فظن أنه يعين عليه لما كان فعله، فقال له: أسألك بالله وبخدمتي للرشيد أن لا تقبل قول هذا في، فقال المأمون له (عليه السلام): نحن نبر قسمه، ثم قال: لا والله! لا أقبل قوله فيك ألحقوه بصاحبيه، فقدم فضرب عنقه (1).
[48]
الجليني
مر في " أحمد بن عبد الله بن خلف " أنه أحمد بن عبد الله بن جلين.
[49]
الجواني
في بلدان الحموي: الجوانية موضع أو قرية قرب المدينة، إليها ينسب بنو
الجواني العلويون، منهم: أسعد بن علي يعرف ب‍ " النحوي " كان بمصر وابنه محمد

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 161 - 162.
18

ابن أسعد النسابة (1).
وفي عمدة الطالب: الجواني لقب " محمد بن عبيد الله بن الحسين الأصغر "
منسوب إلى الجوانية قرية بالمدينة، وعقبه ينتهي إلى أبي الحسن المحدث بن
الحسن بن محمد الجواني، فأعقب أبو الحسن المحدث من رجلين، وهما: أبو
محمد الحسن وأبو علي إبراهيم يقال لولدهما: بنو الجواني ولهم بقية بمصر
وواسط (2).
وفي الكافي في باب " النص على الهادي (عليه السلام) " في خبر: وكتب أحمد بن أبي
خالد شهادته بخطه، وشهد الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) - وهو الجواني - على مثل شهادة أحمد بن
أبي خالد... الخبر (3).
وعنونه الكشي، قائلا: كان الجواني خرج مع أبي الحسن (عليه السلام) إلى خراسان
وكان من قرابته (4).
وفسر القهبائي " الجواني " في عنوان الكشي وخبره ب‍ " أبي المسيح عبد الله بن
مروان " لخبر الكشي في " الكميت ": حدثنا أبو المسيح عبد الله بن مروان الجواني.
وفسره العلامة بعلي بن إبراهيم بن محمد بن الحسن بن محمد بن عبد الله بن
الحسين الأصغر.
وكلاهما وهم، أما الأول فلما مر من أنه لا عبرة بما تفرد به نسخة كتاب
الكشي أولا وعدم دلالته ثانيا. وأما الثاني فلتأخره، لما مر من كونه معاصر أبي
الفرج، وإنما المراد به ابن عمه الحسن بن محمد بن عبيد الله بن الحسين الأصغر.
والحسين الأصغر أحد ولد السجاد (عليه السلام) الستة كما عرفته من العمدة ونص عليه
خبر الكافي، إلا أن النسخة بدلت " الحسين " - الذي المراد به الأصغر - بالحسن،
ويقع مثله كثيرا كتبديل " عبد الله وعبيد الله " لقلة الفرق بينهما في الخط.

(1) معجم البلدان: 2 / 175.
(2) عمدة الطالب: 319 - 320.
(3) الكافي: 1 / 325.
(4) الكشي: 506.
19

[50]
الجوزجاني
هو: أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب.
وفي بلدان الحموي قال الدارقطني: كان الجوزجاني من الحفاظ المصنفين،
لكن كان فيه انحراف عن علي (رضي الله عنه)، قال ابن عديس: كنا عنده فالتمس من يذبح
له دجاجة، فتعذر عليه فقال: " يتعذر علي ذبح دجاجة وعلي بن أبي طالب قتل
سبعين ألفا في وقت واحد " مات سنة 259 (1).
[51]
الجوهري
هو: " أبو بكر أحمد بن عبد العزيز " من العامة، ولكن ليس بناصبي.
وروى - كما في شرح النهج - عن علي بن جرير الطائي، عن ابن فضيل، عن
الأجلح، عن حبيب بن ثعلبة بن زيد قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول: أما ورب السماء
والأرض! - ثلاثا - إنه لعهد النبي الأمي إلي لتغدرن بك الامة من بعدي (2).
وروى أيضا كما فيه عند قوله: " ومن كلام له (عليه السلام) في معنى الأنصار " عن
أحمد بن سيار، عن سعيد بن كثير الأنصاري، عن عبد الله بن عبد الرحمن: أن
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في مرض موته أمر اسامة بن زيد على جيش فيه جلة المهاجرين
والأنصار، منهم: أبو بكر وعمر وأبو عبيدة وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير،
وأمره أن يغير على مؤتة حيث قتل أبوه زيد، وأن يغزي وادي فلسطين، فتثاقل
اسامة وتثاقل الجيش بتثاقله، وجعل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يثقل ويخف ويؤكد القول في
تنفيذ ذلك البعث، حتى قال له اسامة: بأبي أنت وامي! أتأذن لي أن أمكث أياما
حتى يشفيك الله تعالى؟ فقال: اخرج وسر على بركة الله (إلى أن قال) فقال: إني
أكره أن أسأل عنك الركبان، فقال: " انفذ لما أمرتك به " ثم أغمي على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)

(1) معجم البلدان: 2 / 183.
(2) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 6 / 45.
20

وقام اسامة فجهز للخروج، فلما أفاق النبي (صلى الله عليه وآله) سأل عن اسامة والبعث، فأخبر
أنهم يتجهزون، فجعل يقول: " أنفذوا بعث اسامة، لعن الله من تخلف عنه " ويكرر
ذلك، فخرج اسامة واللواء على رأسه والصحابة بين يديه، حتى إذا كان بالجرف
نزل ومعه أبو بكر وعمر وأكثر المهاجرين، ومن الأنصار أسيد بن حضير وبشير بن
سعد وغيرهم من الوجوه، فجاءه رسول ام أيمن يقول له: ادخل فإن رسول الله
يموت، فقام من فوره فدخل المدينة واللواء معه، فجاء به حتى ركزه بباب
النبي (صلى الله عليه وآله) والنبي (صلى الله عليه وآله) قد مات في تلك الساعة، قال: فما كان أبو بكر وعمر
يخاطبان اسامة إلى أن ماتا إلا بالأمير (1).
وروى مسندا عن القاسم بن محمد قال: لما اجتمع الناس على أبي بكر قسم
قسما بين نساء المهاجرين والأنصار، فبعث إلى امرأة من بني عدي بن النجار
قسمها مع زيد بن ثابت، فقالت: ما هذا؟ قال: قسم قسمه أبو بكر للنساء، قالت:
" أتراشوني عن ديني! والله لا أقبل منه شيئا " فردته عليه (2).
قال: وحدثني المؤمل بن جعفر قال: حدثني محمد بن ميمون قال: حدثني
داود بن المبارك قال: أتينا عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن
علي بن أبي طالب ونحن راجعون من الحج في جماعة، فسألناه عن مسائل وكنت
أحد من سأله، فسألته عن أبي بكر وعمر، فقال: أجيبك ما أجاب به جدي عبد الله
بن الحسن، فإنه سئل عنهما فقال: كانت امنا فاطمة صديقة ابنة نبي مرسل وماتت
وهي غضبى على قوم، فنحن غضاب لغضبها.
قال الشارح: وقد أخذ هذا المعنى بعض شعراء الطالبيين من أهل الحجاز فقال:
يا أبا حفص ألهوينا وما * كنت مليا بذاك لولا الحمام
أتموت البتول غضبى ونرضى؟! * ما كذا يصنع البنون الكرام (3)

(1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 6 / 52.
(2) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 2 / 52 - 53.
(3) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 6 / 49.
21

[52]
الجهني
هو: " عبد الله بن أنيس " المتقدم.
وفي الاستيعاب: وهو الذي سأل النبي (صلى الله عليه وآله) عن ليلة القدر وقال: إني شاسع
الدار فمرني بليلة أنزل لها، فقال: أنزل ليلة ثلاث وعشرين، وتعرف تلك الليلة
بليلة الجهني بالمدينة.
وروى زيادات صوم التهذيب عن الباقر (عليه السلام) أن الجهني أتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
فقال: إن لي إبلا وغنما وغلمة وعملة فأحب أن تأمرني بليلة أدخل فيها فأشهد
الصلاة وذلك في شهر رمضان، فدعاه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فساره في أذنه فكان الجهني إذا
كان ليلة ثلاث وعشرين دخل بإبله وغنمه وأهله (1).
قلت: ليلة القدر اختلفت فيه الخاصة والعامة، إلا أن خبري الاستيعاب
والتهذيب المذكورين يرفعان الحجاب ويكشفان النقاب فيكون الجهني في ليلة
موضع المثل: وعند جهينة الخبر اليقين.
هذا، وروى فضل صلاة جماعة الكافي عن الباقر (عليه السلام) أن الجهني أتى
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: إني أكون في البادية ومعي أهلي وولدي وغلمتي فأؤذن وأقيم
واصلي بهم أفجماعة نحن؟ فقال: نعم، فقال: فإن الغلمة يتبعون قطر السحاب
فأبقى أنا وأهلي وولدي فأؤذن واصلي أفجماعة نحن؟ فقال: نعم، فقال: فإن
ولدي يتفرقون في الماشية فأبقى أنا وأهلي فأؤذن وأقيم واصلي أفجماعة نحن؟
فقال: نعم، فقال: إن المرأة تذهب في مصلحتها فأبقى أنا وحدي فأؤذن وأقيم
أفجماعة أنا؟ فقال: نعم، المؤمن وحده جماعة (2).
وقد عرفت في " عبد الله " أن ابن طاوس سماه عبد الرحمن.

(1) التهذيب: 4 / 330.
(2) الكافي: 3 / 371.
22

[53]
الحارثي
روى عن الصادق (عليه السلام) في عتق التهذيب (1) وفي وصية الإنسان لعبده (2).
[54]
الحراني
روى نوادر صوم الكافي عن الحسين بن محمد، عنه (3).
[55]
الحريري
مر في الجريري الأخير.
[56]
الحصيني
عده الإكمال في من رأى الحجة (عليه السلام) من غير الوكلاء من الأهواز (4).
وهو: " أحمد بن محمد الحصيني الأهوازي " المتقدم.
[57]
الحضيني
روى العبيدي عن الجلاب، عنه في ما يقال عند زرع الكافي (5).
وروى الكشي عن البزنطي، عنه قلت لأبي جعفر (عليه السلام) (6). والظاهر كونه محمد
ابن إبراهيم.
[58]
الحلبي
ورد في صفة علماء الكافي (7) وفي صمته مرتين (8) وفي إنصافه (9).

(1) التهذيب: 8 / 229، وفيه: الجازي.
(2) التهذيب: 9 / 223.
(3) الكافي: 4 / 170.
(4) إكمال الدين: 443.
(5) الكافي: 5 / 263.
(6) الكشي: 563.
(7) الكافي: 1 / 36. (8) الكافي: 2 / 114. (9) الكافي: 2 / 146.
23

وفي تلقين التهذيب (1) وفي عدد نسائه مكررا (2) وفي عتقه (3) وفي لعانه مكررا (4)
وفي أحكام طلاقه مكررا (5) وفي حكم أولاد مطلقاته (6) وفي مكاتبته (7) وفي ضروب
حجه مرتين (8) وبعد (9) زناه (10) وفي وقت مغرب الاستبصار مرتين (11). وفي صيده (12)
وفي ذبائحه (13) وفي حدود زناه (14).
وهو وصف جمع: عمر بن أبي شعبة الحلبي، وبنو أخيه علي وهم عبيد الله
وعمران ومحمد، وابنا ابني أخيه علي بن عبيد الله ويحيى بن عمران.
فإن كان الراوي ابن مسكان فالمراد به " محمد بن علي بن أبي شعبة " المتقدم،
كما يشهد له آخر طريق النجاشي وطريق المشيخة ثمة، لكن في ضروب حج
التهذيب في خبر عدم متعة لأهل مكة: ابن مسكان عن عبيد الله وسليمان بن خالد
وأبي بصير عن الصادق (عليه السلام) (15).
وإن كان الراوي يونس - كما في صمت الكافي مرتين (16) - فالمراد به " يحيى
بن عمران " لرواية يونس عن يحيى كثيرا، كما في مصافحته (17) وفي الفرائض لا
تقام إلا بالسيف منه (18) وفي المرأة تموت ولا تترك إلا زوجها منه (19) وفي النساء لا
يرثن من العقار منه (20) وفي حد محاربه (21).

(1) التهذيب: 1 / 286.
(2) التهذيب: 8 / 116، 118، 130.
(3) التهذيب: 8 / 217.
(4) التهذيب: 8 / 187، 190، 192.
(5) التهذيب: 8 / 32، 37.
(6) التهذيب: 8 / 105، 108، 116.
(7) التهذيب: 8 / 268.
(8) التهذيب: 5 / 25، 26.
(9) كذا، والظاهر: حدود.
(10) التهذيب: 10 / 4.
(11) الاستبصار: 1 / 272، 273.
(12) الاستبصار: 4 / 60.
(13) الاستبصار: 4 / 80.
(14) الاستبصار: 4 / 201.
(15) التهذيب: 5 / 32.
(16) الكافي: 2 / 114.
(17) الكافي: 2 / 180.
(18) الكافي: 7 / 77.
(19) الكافي: 7 / 125.
(20) الكافي: 7 / 129.
(21) الكافي: 7 / 246.
24

وإن كان الراوي غيرهما فالمراد به " عبيد الله بن علي بن أبي شعبة " لكونه
أوجه الحلبيين.
ومر قول الصفار ثمة: " كل ما كان في كتاب الحلبي، وفي حديث آخر... الخ "
مريدا إياه. ويشهد له أن الكافي روى في مواقيت إحرامه خبر كون المواقيت
خمسة، عن حماد، عن الحلبي (1). ورواه الصدوق، عن عبيد الله الحلبي (2).
وروى في باب " ما يجوز للمحرم بعد اغتساله " عن ابن أبي عمير، عن حماد،
عن الحلبي (3). ورواه العلل عن عبيد الله الحلبي (4).
ويشهد له - أيضا - أن المشيخة وإن كان طريقها إلى عمران الحلبي وعمر
الحلبي " حماد بن عثمان كعبيد الله " إلا أن طريقه إليهما جعفر بن بشير، عن حماد،
عنهما (5). وأما عبيد الله فطريقه: ابن أبي عمير، عن حماد، عنه (6).
وفي أخبار كثيرة " ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي " منها: في آخر
إنصاف الكافي (7) وفي كيفية التلفظ بتلبية الاستبصار (8) وفي وقت مغربه (9) وفي أنه
يجوز الإحرام بعد صلاة نافلته (10).
وأيضا، روى العلل خبر التلبية، عن حماد، عن عبيد الله (11). وروى الكافي في
باب " ما ينبغي للمحرم تركه " خبرا " عن ابن أبي عمير، عن الحلبي " (12) ورواه
المعاني عن عبيد الله (13).
وأما رواية طواف التهذيب (14) وقطع طواف الاستبصار (15) خبر بطلان طواف

(1) الكافي: 4 / 319.
(2) الفقيه: 2 / 302.
(3) الكافي: 4 / 329.
(4) علل الشرائع: 451، ب 205 ح 1.
(5) الفقيه: 4 / 506، 530.
(6) الفقيه: 4 / 429.
(7) الكافي: 2 / 148.
(8) الاستبصار: 2 / 171.
(9) الاستبصار: 1 / 272.
(10) الاستبصار: 2 / 167.
(11) علل الشرائع: 416، ب 157 ح 1.
(12) الكافي: 4 / 337.
(13) معاني الأخبار: 295، وفيه: عبد الله.
(14) التهذيب: 5 / 118.
(15) الاستبصار: 2 / 223.
25

من طاف ثلاثة أشواط ثم دخل البيت " عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي "
ورواية الكافي له في الرجل يطوف " عن الحسن بن فضال أو الحسين بن سعيد،
عن حماد بن عيسى، عن عمران الحلبي " (1) فإما أحد الاسنادين وهم وخلط وإما
الخبر متعدد.
كما أن خبرا رواه الكافي " عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي " في
المتمتع ينسى أن يقصر (2) ورواه الفقيه في تقصير متمتعة " عن عمران الحلبي،
عنه (عليه السلام) " (3) كذلك.
هذا، وفي الكافي في باب " ما يستحب من الصدقة عند الخروج من مكة ":
حماد، عن الحلبي، عن معاوية بن عمار (4).
والظاهر كون الصواب: " ومعاوية بن عمار " ففي باب " من خالف رميه ": ابن
أبي عمير، عن معاوية بن عمار وحماد، عن الحلبي جميعا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) (5).
وكذا في موارد أخر.
وروى التهذيب خبر " من خالف رمي الكافي " عن الكافي (6) باسناده وإن
خلط في متنه بدون كلمة " جميعا " فتوهم المدارك (7) والجواهر (8) كون " وحماد "
عطفا على معاوية، فجعلا الخبر خبر الحلبي فقط، بكون " معاوية " راويا عنه
كحماد، مع أنه خبر معاوية وحماد، كما يشهد له كلمة " جميعا " في الكافي
ويوضحه خبر النفر من منى الأول " ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار وعن
حماد، عن الحلبي، عن الصادق (عليه السلام) " (9) فإضافة كلمة " عن " في " وعن حماد "
تشهد أن ابن أبي عمير روى عن معاوية بلا واسطة وعن الحلبي بواسطة حماد،

(1) الكافي: 4 / 414.
(2) الكافي: 4 / 440.
(3) الفقيه: 2 / 376.
(4) الكافي: 4 / 533.
(5) الكافي: 4 / 483.
(6) التهذيب: 5 / 265.
(7) مدارك الأحكام: 8 / 230.
(8) جواهر الكلام: 20 / 21.
(9) الكافي: 4 / 520.
26

وكلاهما روى (1) عن الصادق (عليه السلام).
الحلبيون هم ثلاثة: أبو الصلاح تقي صاحب " الكافي في الفقه " وابن زهرة
صاحب " الغنية " وعلاء الدين صاحب " إشارة السبق " ومسلكهم في الفقه وأصول
الفقه واحد، والأغلب تبعية الأخيرين للأول.
[59]
الحلي
هو: " محمد بن إدريس " وهو مخلط في نقل الأخبار - كما عرفت في " أبان
بن تغلب " - وفي نقل أقوال الفقهاء، ومنها: في مسألة اشتراط الرجوع إلى كفاية
في استطاعة الحح، فنقل عن الخلاف والمبسوط عدم الاشتراط (2) مع أنهما صرحا
بالاشتراط (3) وفي أحوال الرجال كما عرفته في رفاعة.
ومن تخليطه: أنه قد يرد الأخبار التي عمل بها المشهور وقد يعمل بخبر واحد
لا دلالة فيه، فقال في الفطرة: " قدرها صاع من كل شئ إلا اللبن فيجزيه منه أربعة
أرطال بالمدني " (4) مع أن مستنده خبر مرسل ومورده عدم تمكنه، فإنه هكذا:
" سئل (عليه السلام) عن رجل لا يمكنه الفطرة، فقال: يتصدق بأربعة أرطال من اللبن " (5) ولم
يعمل به قبل الشيخ أحد ولم يتبعه سوى ابن حمزة (6) إلا أنه لما رأى أن الشيخ أفتى
به في مبسوطه (7) ونهايته (8) وكتابي خبره (9) وجعله شاهدا لتأويل خبر آخر زعمه
حكما مقطوعا مفروغا عنه.
وكذا في " عدم تجاوز وادي محسر عند الغدو من منى إلى عرفات قبل
الطلوع " (10) فإنه لم يذكره أحد قبل الشيخ ولم يتبعه إلا ابن حمزة (11).

(1) كذا، والمناسب: رويا.
(2) السرائر: 1 / 514.
(3) الخلاف: 2 / 253، المبسوط: 1 / 298.
(4) السرائر: 1 / 469.
(5) الوسائل: 6 / 236، ب 7 من أبواب زكاة الفطرة ح 3.
(6) الوسيلة: 131.
(7) المبسوط: 1 / 241.
(8) النهاية: 191.
(9) التهذيب: 4 / 82، الاستبصار: 2 / 48.
(10) السرائر: 1 / 589.
(11) الوسيلة: 177.
27

[60]
الحليسي
مر بعنوان " أبو القاسم بن أبي حليس " ومر في " الحسن بن أحمد الوكيل " أن
الحسن قال: بعث إلي بهذين الدينارين وقيل لي: إدفعهما إلى الحليسي... الخبر.
[61]
الحماني
قال: عنونه الشيخ في الفهرست (إلى أن قال) عن أحمد بن ميثم، عنه.
أقول: وروى النجاشي في " داود بن كثير " المتقدم، عن أبي عبد الله العاصمي
قال: روى عنه الحماني وغيره.
وزعم التفريشي أنه يحيى بن عبد الحميد، المتقدم.
والظاهر كونه " علي بن محمد الحماني العلوي " المتقدم، دون " محمد بن علي
الحماني " فمر عدم تحققه.
ومر ثمة: أن المتوكل سأل الهادي (عليه السلام) عن أشعر الناس فقال: أشعرهم
الحماني.
وروى البلاذري عنه بواسطة في سفينة (1).
ومر أن " حمان " محلة بالكوفة، وأن قول الحموي " بالبصرة " وهم.
[62]
الحموي
هو: " ياقوت " صاحب معجم الأدباء ومعجم البلدان، وهو ناصبي شديد! فقال
في بلدانه - بعد ذكر الخبر المتواتر في نبح كلاب الحوأب على عائشة، مجملا -:
وفي كتاب سيف (إلى أن قال) وكانت أم زمل قد سبيت أيام أم قرفة، فوهبت
لعائشة فأعتقتها، وقد كان النبي دخل عليهن فقال: إن إحداهن تستنبح كلاب
الحوأب (إلى أن قال) فكانوا يرون أنها التي عناها النبي (صلى الله عليه وآله) (2).

(1) أنساب الأشراف: 1 / 480.
(2) معجم البلدان: 2 / 314.
28

وقال في الربذة: " كان أبو ذر خرج إليها مغاضبا لعثمان، فأقام بها إلى أن مات
... الخ " (1) فاقتصر في الثاني على خبر سيف الوضاع في خروج أبي ذر بنفسه إلى
الربذة ومنع عثمان له عن ذلك لئلا يصير أعرابيا، كما مال في الأول إلى خبر سيف
- أيضا - مع كون كل خبر منهما على خلاف التاريخ المتواتر.
ولم يشر في عنوان " خم " و " غدير " إلى ورود خبر أو شعر فيهما، مع أنه
صنفت كتب من أخبارهما وأشعارهما الواردة من طرقهم مع تهالكه في كل موضع
مجهول على أن يذكر شعرا أو خبرا فيه.
ومما نقلنا عنه في الحوأب والربذة يظهر أنه عثماني لا خارجي كما نسب إليه.
[63]
الحميري
مر " عبد الله بن جعفر الحميري " والسيد الحميري.
[64]
الحوشي
قال: لقب عبد الله بن سنان.
أقول: بل عبد الله بن سويد، قال الشيخ في رجاله ثمة: لقبه الحوشي.
[65]
الحيضني
قال: لقب الحسين بن حمدان.
أقول: ما قاله خطأ، فمر أنه الخصيبي من الخصب نسبة إلى جده خصيب.
[66]
الخارفي
قال: " الفاء " أو " القاف " لقب داود بن زربي.
أقول: ورد العنوان في كيفية صلاة التهذيب (2) لكن إرادة داود به غير معلومة،

(1) معجم البلدان: 3 / 24.
(2) لم نقف عليه.
29

حيث لم يظهر منهم التعبير عنه به.
كما أنه بالقاف لا وجه له، فلم يذكروا في الأنساب خارقيا، بل خارفيا ففي
أنساب السمعاني الخارفي نسبه إلى " خارف بن عبد الله " بطن من همدان منهم
حارث الأعور الهمداني الخارفي.
[67]
الخديجي
قال: قال النجاشي في " علي بن عبد الله بن محمد بن عاصم المعروف
بالخديجي " المتقدم: وهو الأصغر، ولنا الخديجي الأكبر " علي بن عبد المنعم بن
هارون " روى عنه، وإنما قيل له: الخديجي، لأن أم " هالة بن أبي هالة " خديجة
بنت خويلد.
أقول: ومر أيضا قول الشيخ في رجاله: علي بن عبد الله المعروف بالخديجي.
وفي الخبر 16 و 17 من باب ذكر من شاهد القائم (عليه السلام) من الإكمال: الطالقاني،
عن علي بن أحمد المعروف بأبي القاسم الخديجي (1).
[68]
الخصيبي
مر في الحيضني.
[69]
الخضيب الأيادي
قال: لقب " أحمد بن علي أبو العباس " المتقدم.
أقول: وقيل: " أحمد بن علي أبو علي ". ثم " الأيادي " إن كان بمعنى
المنسوب إلى " أياد " فمحل عنوانه هنا، وإن كان جمع اليد كقوله: " تظن سخام
بأيادي غزل " فمحله غير المنسوبة.

(1) إكمال الدين: 443، 444.
30

[70]
الخلدي
هو: " أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير بن قاسم " المعروف بالخلدي.
روى أمالي ابن الشيخ في أول جزئه الرابع عشر عن أبيه، عن ابن مخلد، عن
هذا خمسة أخبار، وفي الأول سماه باسمه وفي الباقي عبر بالعنوان، ثم بعد ثمانية
أخبار عاد فروى بالإسناد عنه بالعنوان إلى عشرين (1).
[71]
الخلقاني
مر في " عبد الكريم بن هلال الجعفي " - المتقدم - قول النجاشي: ويقال له:
الخلقاني.
[72]
الخمري
قال: لقب " أحمد بن علي بن الحكم " المتقدم.
أقول: بل لقب " علي بن عبد الواحد " المتقدم، وأما أحمد ففقاعة الخمري.
[73]
الخندقي
روى عن أبي بصير في كيفية صلاة التهذيب (2).
[74]
الخيبري
عنونه الشيخ في الفهرست (إلى أن قال) عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن
الخيبري.
وهو: " خيبري بن علي الطحان " الذي عنونه النجاشي وابن الغضائري في
الأسماء بتوهم كونه اسما فنكراه، والحق مع الشيخ حيث جعله لقبا، فعرفه وعنونه

(1) أمالي الشيخ الطوسي: 2 / 3 - 11.
(2) التهذيب: 2 / 325، بل في زياداتها.
31

هنا لتصديق الأخبار له.
وفي الكافي في باب " رواية الكتب " عن أبي سعيد الخيبري (1).
وقلنا ثمة ما يرد على النجاشي وابن الغضائري وما يرد على الجامع
والوحيد.
وورد العنوان في نوادر آخر معيشة الكافي (2) ومولد صادقه (عليه السلام) (3) ومولد
فاطمته (عليها السلام) (4) وصلة إمامه (عليه السلام) (5).
ومر في الأسماء " خيبري " آخر عنونه المصنف عن أسد الغابة، وقلنا: إنه
خبط من العسكري ولم يتفطنوا له.
[75]
الخيراني
ورد في الكافي في باب " حالات الأئمة (عليهم السلام) " (6) وفي النص على
الجواد (عليه السلام) (7) وفي النص على الهادي (عليه السلام) وسنده الحسين بن محمد، عن الخيراني،
عن أبيه (8).
وعده الإرشاد في من روى النص على الجواد (عليه السلام) (9). ولعله ابن " خيران
الخادم " المتقدم.
[76]
الخيري
قال: لقب زكريا بن إبراهيم.
أقول: إنما كان ذاك حيريا، يعني من أهل الحيرة.

(1) الكافي: 1 / 52.
(2) الكافي: 5 / 308.
(3) الكافي: 1 / 474.
(4) الكافي: 1 / 461.
(5) الكافي: 1 / 537.
(6) الكافي: 1 / 384.
(7) الكافي 1: 322.
(8) الكافي: 1 / 324.
(9) إرشاد المفيد: 317.
32

[77]
الدارقطني
في تذكرة سبط ابن الجوزي: لم يخرج الحاكم في مستدركه على صحيح
مسلم والبخاري حديث الطائر، لأن " محمد بن طاهر المقدسي " و " الدارقطني "
تعصبا عليه وأخرجا لحديث الطائر طرقا ضعيفة، فإنه لما صنف المستدرك بلغ
الدارقطني فقال: " لعله يستدرك عليهما حديث الطائر " فتركه ثم رميا الحاكم
بالتشيع لأجل هذا، قال السبط: وكيف يسمع قول المقدسي مع العلم بحاله
والدارقطني في عصبيته على الحاكم (1)؟!
وفي السمعاني: ينسب إلى دار القطن - محلة كبيرة ببغداد - وهو: " أبو الحسن
علي بن عمر الحافظ " المشهور، روى عن البغوي وروى عنه البرقاني وأبو نعيم
الإصبهاني، مات سنة 385... الخ.
ومن الغريب! أن السمعاني قال: كان يحفظ كثيرا من دواوين العرب منها
ديوان السيد الحميري، فنسب إلى التشيع لذلك، فإنه كما عرفت من السبط كان
ناصبيا، ولابد أن حفظه ديوان السيد كان من حبه للأدب.
[78]
الدبيلي
قال النجاشي في " أحمد بن محمد بن عيسى " المتقدم: قال ابن نوح: رأى
كتاب الحج عند الدبيلي. وهو: " محمد بن وهبان " المتقدم.
[79]
الدراوردي
مر بعنوان: عبد العزيز بن محمد.
[80]
الدوري
روى الشيخ في الفهرست في " وهب بن وهب " المتقدم: عن ابن عبدون، عن الدوري.

(1) تذكرة الخواص: 39.
33

والمراد به " أحمد بن عبد الله " المتقدم.
[81]
الدوريسي
مر عنوان الشيخ في رجاله في من لم يرو عن الأئمة (عليهم السلام) جعفر بن محمد
الدوريسي.
[82]
الديصاني
مر بعنوان أبو شاكر الديصاني.
[83]
الديلمي
في المناقب: كان شاعر الهادي (عليه السلام) (1).
[84]
الذهلي
ورد في من أعطى في زكاة الكافي (2).
ومر حميد بن راشد الذهلي ومحمد بن بندار الذهلي. وفي العامة محمد بن
يحيى الذهلي.
[85]
الرازي
عنونه الكشي مع جمع وروى فيهم خبرا، وفيه: وليحمل ذلك إبراهيم بن عبدة
إلى الرازي (رضي الله عنه)، أو إلى من يسمي له الرازي، فإن ذلك عن أمري ورأيي إن شاء الله (3).
ولا يبعد أن يكون المراد به " أبو أحمد الرازي " المتقدم، الذي روى الكشي
عنه قال: " ورد علي بالعسكر رسول من قبل الرجل (عليه السلام) وقال: أحمد بن إسحاق
وفلان وفلان ثقات " كما مر في أحمد بن إسحاق.

(1) مناقب ابن شهرآشوب: 4 / 418. (2) الكافي: 4 / 23. (3) الكشي: 579.
34

ومما ذكرنا يظهر لك ما في قول الوسيط: إنه " أحمد بن إسحاق " - المتقدم -
وتبعه المصنف، فإن هذا راوي توثيق ذاك لا نفسه.
[86]
رأس المدري
قال: لقب " جعفر بن عبد الله " وعبد الله بن جعفر بن عبد الله بن جعفر الصادق.
أقول: ما ذكره خبط، فإن رأس المدري واحد وهو " عبد الله بن جعفر بن
عبد الله بن جعفر بن محمد بن الحنفية " كما عرفت في عنوان ابنه " جعفر " المتقدم.
وقد ورد العنوان في نوادر آخر صلاة الكافي (1).
[87]
رأس المذري
قال: لقب محمد بن عبد الله.
أقول: الأصل فيه وفي سابقه واحد، وإنما اختلفت النسخ في " المدري " كونه
بالدال أو الذال.
[88]
الراوندي
في السمعاني: " راوند من قرى قاسان بنواحي إصبهان " وينصرف إلى قطب
الدين سعيد بن هبة الله المتوفى سنة 573 أول من شرح النهج، ويطلق على
ضياء الدين فضل الله بن علي أبو الرضا الحسيني أول من علق على النهج، وعن
العماد وفاته بعد سنة 546 بقليل.
[89]
الرباطي
ورد في نوادر آخر معيشة الكافي (2) وسهو الفقيه في خبر سهو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (3)

(1) الكافي: 3 / 489.
(2) الكافي: 5 / 307.
(3) الفقيه: 1 / 358.
35

ولم يطعن فيه الشيخان مع كونهما بصدده بكل ما قدرا.
والظاهر كونه " علي بن الحسن بن رباط " المتقدم، لراويه ومن روى عنه: ابن
محجوب وسعيد الأعرج.
[90]
الرسي
مر في القاسم البرسي بن إبراهيم طباطبا.
[91]
الرفاعي
روى نوادر أحكام الكافي، عنه، عن الصادق (عليه السلام) مرتين (1).
والظاهر أن المراد به " محمد بن إبراهيم الرفاعي " المتقدم، لا " رفاعة بن
موسى " كما توهمه الجامع لرواية أبي شعيب عن رفاعة والرفاعي فإنه أعم،
وأيضا المنسوب غير المنسوب إليه.
[92]
الرواسي
قال النجاشي في " محمد بن الحسن بن أبي سارة " المتقدم: يعرف بالرواسي.
[93]
الزبيري
قال: لقب " زبير بن بكار " وابنه " عبد الله " وابنه " أحمد " و " عبد الله بن
مصعب " و " عبد الله بن هارون " و " عبد الله بن عبد الرحمن " وأبوه.
ولم يذكره النجاشي إلا لثلاثة فقال: " الزبيريون في أصحابنا ثلاثة هذان وأبو
عمرو محمد بن عمرو، وأشار بقوله: " هذان " إلى " عبد الله بن عبد الرحمن " وأبيه.
أقول: كلامه خلط، فإنما قال النجاشي: " الإمامي الزبيري ثلاثة " لا مطلق
الزبيري، وقوله: " هذان " إشارة إلى " عبد الله بن عبد الرحمن " و " عبد الله بن

(1) الكافي: 7 / 422، 433.
36

هارون " لا ما قال.
[94]
الزراري
قال: لقب " أحمد بن محمد بن أعين بن سنسن " و " سليمان بن الحسن بن
الجهم " وابنه " علي " و " علي بن أحمد بن محمد بن سليمان " و " محمد بن عبد الله
ابن أحمد ".
أقول: أحمد الذي قال هو أبو غالب، إلا أنه أخطأ في نسبه وأسقط خمس
وسائل منه قبل " أعين " وقوله: " علي بن أحمد " لا وجود له، وقوله: " وابنه علي "
كان عليه تبديله بقوله: وبنيه علي ومحمد والحسن والحسين وجعفر.
والتحقيق: أن الأصل في التلقيب " سليمان " لقبه به الهادي (عليه السلام) ثم لقب به
جميع أهل بيته.
[95]
الزنجي
هو: " مسلم بن خالد المكي " شيخ الشافعي، روى الكنجي عنه حديث مولد
أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال: لقب بالزنجي لحسنه وحمرة وجهه (1).
[96]
الزهري
روى الغيبة في باب " أخبار من رأى الحجة " أن العمري أرى الزهري
الحجة (عليه السلام) (2).
[97]
الزهري
ورد في فضل حامل قرآن الكافي (3) وفي وجوه صيامه (4) وغيرهما.

(1) كفاية الطالب: 406 - 407.
(2) غيبة الشيخ الطوسي: 164.
(3) الكافي: 2 / 605.
(4) الكافي: 4 / 83.
37

ومر في الأسماء كونه " محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب
الزهري " ومر ثمة أن زيادة الشيخ في رجاله " حارثا " قبل " شهاب " زيادة، وأن
تفسير المشيخة له ب‍ " محمد بن مسلم بن شهاب " تجوز.
ومر في " أبي جنيدة " رواية أبي أحمد العسكري، عن عبيد الله بن العلاء، عن
الزهري باسناده عن أبي جنيدة: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في غدير خم أخذ بيد علي (عليه السلام)
وقال: " من كنت مولاه فهذا وليه... الخ " وفي خبره قال عبيد الله: فقلت للزهري:
لا تحدث بهذا بالشام وأنت تسمع ملاء أذنيك سب علي (عليه السلام) فقال: والله! إن عندي
من فضائل علي (عليه السلام) ما لو تحدثت بها لقتلت (1).
وورد العنوان في الرفق بأسير الكافي (2) والدعاء إلى إسلامه (3) وإبطلال عوله (4)
وذي لسانيه (5).
وروى سنن أبي داود عنه باسناده عن ميمونة: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مر على شاة
ميتة فقال: ألا دبغتم إهابها واستنفعتم بها؟ قالوا: إنها ميتة، قال: إنما حرم أكلها.
ثم روى باسناد آخر عنه لم يذكر ميمونة: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إنما قال:
" ألا انتفعتم بإهابها " ولم يذكر الدباغ (6). وهو الصحيح، والمراد الانتفاع به بتذكيتها.
وفي العقد الفريد: قال الوليد بن عبد الملك للزهري: يحدثنا أهل الشام " أن
الله إذا استرعى عبدا رعيته كتب له الحسنات ولم يكتب عليه السيئات " فقال
الزهري: هذا حديث باطل أنبي خليفة أكرم على الله أم خليفة غير نبي؟ قال: بل
خليفة نبي، قال: فإن الله يقول لنبيه داود (عليه السلام): (يا داود إنا جعلناك خليفة في
الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين
يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب) فهذا وعيد لنبي
خليفة، فما ظنك بخليفة غير نبي! فقال: إن الناس ليغروننا عن ديننا (7).

(1) راجع ج 11، الرقم 178.
(2) الكافي: 5 / 35.
(3) الكافي: 5 / 36.
(4) الكافي: 7 / 79.
(5) الكافي: 2 / 343.
(6) سنن أبي داود: 4 / 65 - 66.
(7) العقد الفريد: 1 / 78.
38

وللسجاد (عليه السلام) إليه كتاب دال على ذمه رواه، تحف العقول (1).
[98]
السائي
روى التهذيبان في " من خلف وارثا مملوكا " عنه، عن الصادق (عليه السلام) (2).
ومر علي بن سويد السائي.
[99]
السدي
روى إخلاص الكافي، عنه، عن الباقر (عليه السلام) (3).
وفي معارف ابن قتيبة: السدي، واسمه " إسماعيل بن عبد الرحمن " كان يبيع
الخمر - أي بضمتين - في سدة المدينة فنسب إليها (4). ومن قاله السدي الكبير، ومر
محمد بن مروان السدي الصغير.
وفي أنساب السمعاني " السدي الكبير " مولى زينب بنت قيس بن مخرم، و
" السدي الصغير " مولى عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب.
وفي تاريخ ابن عساكر في عنوان " حديث الطير " برواية إسماعيل بن
عبد الرحمن السدي، عن أنس - في خبر - قال: أهدي إلى النبي (صلى الله عليه وآله) أطيارا،
فقسمها وترك طيرا فقال: " اللهم ائتني بأحب خلقك يأكل معي من هذا الطير "
فجاء علي ابن أبي طالب فدخل فأكل معه ذلك الطير.
وفي آخر: أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان عنده طير فقال: " اللهم ائتني بأحب خلقك يأكل
معي من هذا الطير " فجاء أبو بكر فرده، ثم جاء عمر فرده، ثم جاء علي فأذن له (5).
وفي خصائص النطنزي قال السدي: لم ينزل الله بعد آية (اليوم أكملت لكم
دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) حلالا ولا حراما (6).

(1) تحف العقول: 198.
(2) التهذيب: 9 / 335، الاستبصار: 4 / 176.
(3) الكافي: 2 / 16.
(4) المعارف: 329.
(5) تاريخ ابن عساكر: 2 / 125، 127.
(6) الخصائص العلوية لمحمد بن أحمد النطنزي العامي، لا يوجد لدينا هذا الكتاب.
39

[100]
السري
يروي الطبري مكاتبة عنه، عن شعيب، عن سيف روايات رجسات خزيات،
ومن رواياته ما مرت في " الحموي " و " شعيب " و " سيف ".
[101]
السري
روى الكشي في " محمد بن أبي زينب أبي الخطاب " المتقدم، عن هشام بن
الحكم أن بنانا والعمري وبزيعا لعنهم الله! تراءى لهم الشيطان في أحسن ما يكون
صورة آدمي من قرنه إلى سرته.
وعن ابن سنان، عن الصادق (عليه السلام) - في خبر - ثم ذكر المغيرة بن سعيد وبزيعا
والسري وأبا الخطاب ومعمر وأبا بشار الأشعري وحمزة اليزيدي وصائد النهدي،
فقال لعنهم الله! إنا لا نخلو من كذاب يكذب علينا (1).
هذا، وورد رواية السري عن عمار الساباطي في خبر الوصية بأكثر من
الثلث. لكن الظاهر تغايره، لتأخره.
[102]
السري الرفاء
في فهرست ابن النديم: كان السري الرفاء جارا لأبي الحسن علي بن عيسى
الرماني بسوق العطش، وكان كثيرا ما يجتاز السري به وهو جالس على باب داره
فيستجلسه ويحادثه يستدعيه إلى أن يقول بالاعتزال، وكان سري يتشيع، فلما
طال ذلك عليه أنشد: أقارع أعداء النبي وآله... (2).
[103]
السكوني
مر بعنوان " إسماعيل بن أبي زياد " وأنه عامي. ومن أخباره التي تفرد بها ما رواه

(1) الكشي: 305.
(2) فهرست ابن النديم: 218.
40

الكافي، عنه، عن الصادق (عليه السلام) عن أبيه قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في رجلين اختلفا،
فقال أحدهما: كنت إمامك، وقال الآخر، كنت أنا إمامك، فقال: صلاتهما تامة،
قلت: فإن قال كل واحد منهما: كنت أئتم بك، قال: صلاتهما فاسدة وليستأنفا (1).
ولم أقف على راد له، وهو كما ترى مع قولهم بعدم بطلان صلاة المأموم لو
تبين عدم نية الإمام الصلاة أصلا، أو كونه فاجرا أو كافرا أو غير متطهر.
[104]
السلامي
له كتاب في أخبار خراسان، نقل العيون عنه تاريخ وفاة الرضا (عليه السلام).
[105]
السلوي
في تذكرة سبط ابن الجوزي عن فضائل أحمد بن حنبل بإسناده عن السلوي
وكان قد شهد حجة الوداع، قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول في ذاك اليوم: علي مني
وأنا منه ولا يقضي ديني سواه (2).
[106]
السليلي
جمع علي بن طاوس في ملاحمه - الذي وقفنا عليه بخطه في مكتبة المحدث
الجزائري - بين فتنه وفتن زكريا بن يحيى وفتن نعيم بن حماد والثلاثة من العامة (3)
ويظهر من خبره الأول أنه أبو صالح بن أحمد بن عيسى بن شيخ، وأنه يروي
عن الطبري.
[107]
السوداني
مر في " محمد بن القاسم " - المتقدم - قول النجاشي: المعروف بالسوداني.

(1) الكافي: 3 / 375.
(2) تذكرة الخواص: 38.
(3) الملاحم والفتن: 19.
41

[108]
السوسي
في المناقب قال السوسي:
لا عذر للشيعي يرقي دمعه * ودم الحسين بكربلا أريقا
يا يوم عاشوراء لقد خلفتني * ما عشت في بحر الهموم غريقا
فيك استبيح حريم آل محمد * وتمزقت أسبابهم تمزيقا
أأذوق ري الماء وابن محمد * لم يرو حتى المنون أذيقا (1)
[109]
السياري
مر بعنوان " أحمد بن محمد بن سيار " وفي فهرست الشيخ ثمة: قال محمد بن
يحيى: حدثنا السياري.
ومر في " محمد بن أحمد بن يحيى " أنه استثنى من رواياته ما كان عن السياري.
وورد في فضل قرآن الكافي (2) وفي صفة شراب حلاله مرتين (3) وفي دهن
زنبقه (4) وفي فضل سويق حنطته (5) وفي " فيه نكت " (6) وفي نوادر آخر مروته (7) وفي
سويق عدسه (8) وفي " الرجل إذا دخل بلدة " من أطعمته (9) وفي باب بعد نادر أهلة
صيامه (10) وفي خبر. أرزه (11) وفي المؤمن كفو (12).
[110]
السياري
مر بعنوان: أحمد بن إبراهيم خال أبي عمرو الزاهد.

(1) مناقب ابن شهرآشوب: 4 / 118.
(2) الكافي: 2 / 624.
(3) الكافي: 6 / 426.
(4) الكافي: 6 / 523.
(5) الكافي: 6 / 307.
(6) الكافي: 1 / 414.
(7) لم نقف على هذا الباب من الكافي.
(8) الكافي: 6 / 307.
(9) الكافي: 6 / 282.
(10) الكافي 4 / 81.
(11) الكافي: 6 / 305.
(12) الكافي: 5 / 345.
42

ومر ثمة أنه قيل له: من السياري؟ قال: خال لي كان رافضيا، مكث أربعين
سنة يدعوني إلى الرفض.
[111]
السيرافي
قال: لقب " أحمد بن علي بن العباس بن نوح " وأحمد بن نوح.
أقول: هما واحد، والثاني نسبة إلى الجد الأعلى وهو أيضا " ابن نوح " شيخ
النجاشي يعبر عنه بتعبيرات مختلفة، وقد عرفت أن الصحيح في نسبه: أحمد بن
علي بن محمد بن أحمد بن العباس بن نوح.
والسيرافي أيضا " الحسن بن عبد الله بن مرزبان النحوي " الذي قيل: قرأ
الرضي (رضي الله عنه) عليه النحو في صغره.
وفي معجم الحموي: قال السيرافي لرجل خراساني، سأله عن المسكر: لو
كان المسكر حلالا في كتاب الله وسنة رسوله لكان يجب على العاقل تركه بحجة
العقل، فإن شاربه محمول على كل معصية مدفوع إلى كل بلية مذموم عند كل ذي
عقل ومروة، يحيله عن مراتب العقلاء والفضلاء والأدباء ويجعله من جملة
السفهاء، ومع ذلك فيضر بالدماغ والكبد والذهن ويولد القروح في الجوف
ويسلب شاربه ثوب الصلاح والمروة والمهابة حتى يصير بمنزلة المخبط الخريق،
يقول بغير فهم ويأمر بغير علم ويضحك من غير عجب ويبكي من غير سبب
ويخضع لعدوه ويصول على وليه ويعطي من لا يستحق العطية ويمنع من
يستوجب الصلة ويبذر في الموضع الذي يحتاج فيه أن يمسك، ويمسك في
الموضع الذي يحتاج فيه أن يبذر، يصير حامده ذاما وأفعاله ملاما عبده لا يوقره
وأهله لا تقربه وولده يهرب منه وأخوه يفزع منه، يتمرغ في قيئه وينقلب في سلحه
ويبول في ثيابه، وربما قتل قريبه وشتم نسيبه وطلق امرأته وكسر آلة البيت ولفظ
بالخنى وقال كل غليظة وفحش يدعو عليه جاره ويزري به أصحابه، عند الله ملوم
وعند الناس مذموم وربما يستولي عليه من حال سكره مخايل الهموم فيبكي دما
43

ويشق جيبه حزنا وينسى القريب ويتذكر البعيد، الصبيان يضحكون منه، والنسوان
يفتعلن النوادر عليه، ومع ذلك فبعيد من الله قريب من الشيطان قد خالف الرحمن
في طاعة الشيطان وتمكن من ناصيته وزين في عينه إتيان الكبائر وركوب
الفواحش واستحلال الحرام وإضاعة الصلاة والحنث في الأيمان سوى ما حل به
عند الإفاقة من الندامة ويستوجب من عذاب الله يوم القيامة (1).
[112]
الشاذاني
قال: لقب " بشر بن بشار " و " محمد بن أحمد " و " محمد بن نعيم ".
أقول: أما الأول فإنما قيل فيه: " إنه عم أبي عبد الله الشاذاني " وأما الأخيران
فقد عرفت في " أبي عبد الله الشاذاني " أن الأصل فيهما واحد.
[113]
الشادكوني
قال: لقب " جعفر بن نعيم " و " سليمان بن داود المنقري ".
أقول: إنما هو للثاني، وأما الأول فهو الشاذاني، لأنه " جعفر بن نعيم بن
شاذان " وقد عرفت في الثاني أنه يقال له: الشادكوني وابن الشادكوني.
ومر بالعنوان الثاني أيضا. ويروي عنه كاسولا، كما يأتي فيه.
[114]
الشافعي
قال: هو " محمد بن إبراهيم بن يوسف " المتقدم.
أقول: ذاك أبو بكر الشافعي، وأما الشافعي المجرد فهو " محمد بن إدريس
المطلبي " أحد أئمة العامة الأربعة، نسب إلى أحد أجداده شافع، ومذهبه أقرب إلى
الإمامية من باقيهم، ولكونه مطلبيا كان له محبة.

(1) معجم الأدباء: 8 / 167 - 169.
44

وفي فواتح الميبدي قال الإمام الشافعي:
لو أن المرتضى أبدا محله * لظل الناس طرا سجدا له
كفى في فضل مولانا علي * وقوع الشك فيه أنه الله (1)
وفيه ينسب إليه:
قالوا رفضت قلت كلا * ما الرفض ديني ولا اعتقادي
لو كان حب الوصي رفضا * فالنبي أرفض العباد (2)
وفيه أيضا له:
لو شق قلبي ليرى وسطه * خطان قد خطا بلا كاتب
الشرع والتوحيد من جانب * وحب أهل البيت من جانب (3)
ونسب المناقب إليه:
يصلى على المبعوث من آل هاشم (عليه السلام) * ويغزى بنوه أن ذالعجيب
[115]
الشامي
قال عده الإكمال في من رأى الحجة (عليه السلام) من أهل الري، وأبدله التعليقة
بالبسامي (4).
أقول: وكذا البحار (5) ووجهه اختلاف نسخ الإكمال ففي بعضها الشامي وفي
بعضها البسامي.
[116]
الشجاعي
الظاهر أنه " علي بن محمد بن شجاع " المتقدم، كما يظهر من أسانيد الكشي

(1) فواتح الميبدي (شرح الديوان المنسوب إلى الإمام علي (عليه السلام)): 113.
(2) و (3) فواتح الميبدي (شرح الديوان المنسوب إلى الإمام علي (عليه السلام)): 115.
(4) إكمال الدين: 442.
(5) بحار الأنوار: 52 / 31.
45

في " أبي بصير عبد الله " وفي " سلمان " وفي " الطيار " (1) ففي بعضها عبر عنه باسمه
ونسبه وفي بعضها بلقبه مع اتحاد الإسناد، وأما " الحسن بن الخطيب " - المتقدم -
فإنما وصف به دون أن يعبر عنه به، وأما " علي بن شجاع " فلم يوصف به فضلا عن
الإطلاق عليه.
[117]
الشريعي
في الغيبة في عنوان: " المذمومين من المدعين للسفارة " أولهم: المعروف
بالشريعي (2).
ومر بعنوان الحسن الشريعي.
[118]
الشعبي
هو " عامر بن شراحيل " المتقدم.
وفي معارف القتيبي: كان ضئيلا نحيفا، وقيل له في ذلك، فقال: إني زوحمت
في الرحم (3).
وفي العقد، قال الشعبي: كان علي (عليه السلام) في هذه الأمة مثل المسيح في بني
إسرائيل، أحبه قوم فكفروا في حبه، وأبغضه قوم فكفروا في بغضه (4).
ولكن روى الكشي في الحارث الأعور - المتقدم - عن أبي عمر البزاز قال:
سمعت الشعبي وهو يقول: وكان إذا غدا إلى القضاء جلس في مكاني فإذا رجع
جلس في مكاني، فقال لي ذات يوم: إن لك عندي حديثا أحدثك به قال: قلت له:
يا أبا عمرو ما زال لي ضالة عندك، فقال لي: لا أم لك! فأي ضالة تقع لك عندي،
قال: فأبى أن يحدثني يومئذ ثم سألته بعد فقال: سمعت الحارث الأعور وهو

(1) الكشي: 174، 15.
(2) غيبة الطوسي: 244.
(3) المعارف: 256.
(4) العقد الفريد: 4 / 287.
46

يقول: أتيت أمير المؤمنين عليا ذات ليلة فقال: يا أعور ما جاء بك؟ فقلت: جاء بي
والله! حبك، فقال: " أما أنه لا يموت عبد يحبني فتخرج نفسه حتى يراني حيث
يحب، ولا يموت عبد يبغضني فتخرج نفسه حيث تكره " ثم قال لي الشعبي بعد:
أما أن حبه لا ينفعك وبغضه لا يضرك (1).
وروى ابن أبي الحديد عن أبي إسحاق قال: ثلاثة لا يؤمنون على علي (عليه السلام)
مسروق ومرة وشريح، وروى أن الشعبي رابعهم (2).
[119]
الشعيري
مر في " إسماعيل بن أبي زياد السكوني " قول الشيخ في الفهرست " ويعرف
بالشعيري أيضا " ومعناه أن إسماعيل كما يعرف بالسكوني يعرف بالشعيري أيضا
ويشهد له رواية باب " الرجل يحج من الزكاة " في الكافي، عن إسماعيل الشعيري،
عن الحكم بن عتيبة (3).
ومر أن وصف النجاشي " أمية بن عمرو " بالشعيري وهم، وأما زكريا بن
يحيى فإنه وإن وصف بالشعيري في وصية مديون الكافي (4) إلا أنه رواه " إقرار
بعض ورثته " عن زكريا، عن الشعيري (5) ورواه الفقيه عن زكريا السعدي (6).
ورواه الإقرار في مرض وصية التهذيب (7) في نسخة عن السعدي وفي أخرى
عن الشعيري، ورواه إقرار بعض ورثة الاستبصار (8) بالثاني نسخة واحدة بدون
" زكريا " فيهما، وفي الحد في فرية التهذيب " فضالة بن أيوب، عن الشعيري " (9) كما
ورد في حق أولاد الكافي فضالة بن أيوب عن السكوني (10).

(1) الكشي: 88.
(2) شرح نهج البلاغة: 4 / 98.
(3) الكافي: 3 / 557.
(4) الكافي: 7 / 24.
(5) الكافي: 7 / 167.
(6) الفقيه: 4 / 223.
(7) التهذيب: 9 / 164.
(8) الاستبصار: 4 / 114.
(9) التهذيب: 10 / 70.
(10) الكافي: 6 / 48.
47

وفي المشيخة: وما كان فيه عن أمية بن عمرو عن الشعيري فقد رويته (إلى أن
قال) عن أمية بن عمرو، عن إسماعيل بن مسلم الشعيري (1).
ووردت رواية أمية عن الشعيري في نوادر آخر معيشة الكافي (2) وفي ثريده (3).
وبالجملة: المحقق من إطلاق الشعيري إنما هو في السكوني، وأما زكريا بن
يحيى فليس في رجال ولا خبر محقق، بل في خبر مختلف فيه ولا عبرة به.
وأما إبراهيم الشعيري في توجيه ميت الكافي (4) فأعم من الإطلاق.
[120]
الشقراني
عن إعلام الورى وعظ الصادق (عليه السلام) له تعريضا لشربه، فقال له: يا شقراني إن
الحسن من كل أحد حسن وأنه منك أحسن لمكانك منا وأن القبيح من كل أحد
قبيح وأنه منك أقبح (5).
[121]
الشلمغاني
مر بعنوان: محمد بن علي الشلمغاني.
ومر في رواية الغيبة: خرج التوقيع من الحسين بن روح في الشلمغاني...
الخبر.
[122]
الشمشاطي
عده الإكمال في من رأى الحجة (عليه السلام) من اليمن (6).
ومر بعنوان " علي بن محمد العدوي الشمشاطي " ومر تصديق الإكمال في عده.

(1) الفقيه: 4 / 528.
(2) الكافي: 5 / 306.
(3) الكافي: 6 / 318.
(4) الكافي: 3 / 126.
(5) لم نقف عليه في إعلام الورى، نقله عنه في البحار: 47 / 349.
(6) إكمال الدين: 443.
48

[123]
الشني
في صفين نصر بن مزاحم: لما عقد معاوية لرجال من مضر غضب رجل من
اليمن، فقال أشعارا فبلغ ذلك أهل العراق، فقام الشني إلى علي (عليه السلام) فقال: إنا لا
نقول لك كما قال أصحاب الشام ولكنا نقول: " زاد الله في هداك وسرورك نظرت
بنور الله فقدمت رجالا وأخرت رجالا فعليك أن تقول وعلينا أن نفعل، أنت الإمام
فإن هلكت فهذان من بعدك - يعني حسنا وحسينا - وقد قلت شيئا، قال: هات،
فقال:
أبا حسن أنت شمس النهار * وهذان في الحادثات القمر
وأنت وهذان حتى الممات * بمنزلة السمع بعد البصر (1)
وفيه: قال الشني في مقدمه (عليه السلام) البصرة:
قل لهذا الإمام: قد خبت الحرب * وتمت بذلك النعماء
وفرغنا من حرب من نقض العهد * وبالشام حية صماء (2)
وفي أنساب السمعاني: الشني بالفتح إلى شن بن أفصى بن عبد القيس
والأعور الشني الشاعر أبو منقد بشر بن منقد، كان مع علي (رضي الله عنه) يوم الجمل.
ومر عد أبي نعيم وأبي مندة " جعونة بن زياد الشني " في أصحاب
الرسول الله (صلى الله عليه وآله).
[124]
الصابوني المصري
نقل أبو غالب في رسالته عن كتابه أن يونس بن عبد الملك وجعفر بن قعنب
ممن روى عن الصادق (عليه السلام) (3).

(1) و (2) وقعة صفين: 425، 8.
(3) رسالة في آل أعين: 26.
49

[125]
الصبيحي
مر وصف " محمد بن علي بن معمر " - المتقدم - بكونه صاحب الصبيحي.
ومر بعنوان: حمدان بن المعافا.
[126]
الصفواني
مر في " محمد بن أحمد بن عبد الله بن قضاعة " قول الشيخ في رجاله:
المعروف بالصفواني. ومر في القاسم بن العلاء.
وأما " عبد الله بن عبد الرحمن " - المتقدم - وإن قيل فيه ذلك، إلا أنه قليل
الورود.
[127]
الصنابجي
روى تاريخ ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديثه 983 عنه،
عنه (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله): أنا دار الحكمة وعلي بابها (1).
وفي حديثه 984 عنه، عنه (عليه السلام) عنه (صلى الله عليه وآله): أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن
أراد العلم فليأت باب المدينة (2).
قلت: اللام في المدينة لام العهد الذكري.
[128]
الصولي (بضم الصاد)
لقب " محمد بن يحيى " - المتقدم - وعم أبيه " إبراهيم بن العباس " - المتقدم -
ينتهيان إلى صول.
قال السمعاني: كان صول أحد ملوك جرجان، أسلم على يد يزيد بن المهلب.

(1) و (2) تاريخ ابن عساكر: 2 / 459، 464.
50

وروى العيون عن البيهقي، عن محمد بن يحيى الصولي، عن أبي ذكوان
القاسم بن إسماعيل، عن إبراهيم الصولي قال: قال الرضا (عليه السلام): ليس في الدنيا نعيم
حقيقي (إلى أن قال) قال محمد بن يحيى: قال لي أبو ذكوان: إنما حدثتك لجهات
منها: أن عمك أفادنيه، ومنها: إني كنت مشغولا باللغة والأشعار، ولا أعول على
غيرهما، فرأيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في النوم فسلمت عليه فما رد علي فقلت: أما أنا من
أمتك؟ فقال: بلى، ولكن حدث الناس بحديث النعيم الذي سمعته من إبراهيم (1).
والمراد حديث إبراهيم عمه عن الرضا (عليه السلام) أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لعلي (عليه السلام):
النعيم الذي يسئل الناس عنه - كما في القرآن - هو: أنك ولي المؤمنين بما جعله
الله لك وبما جعلته لك.
[129]
الصيرفي
مر في " الإصطخري " قول الشيخ في الخلاف فيهما (إلى أن قال) ويقوى
في نفسي ما قاله الصيرفي، لأنه كما استؤجر على أفعال الحج استؤجر على
قطع المسافة (2).
إلا أن ابن النديم عنونه ابن الصيرفي، قائلا: " هو أبو بكر محمد بن عبد الله
الصيرفي الشافعي " وعد في كتبه كتاب شرح رسالة الشافعي... الخ (3).
وأما " الصيرفي " فقال: إنه " أبو علي بن حرب " من متكلمي الخوارج وكان
من بني هلال (4).
ولكن في تقريب ابن حجر: الصيرفي عمرو بن علي. وقال في عمرو: ثقة
حافظ، مات سنة 249.
وحينئذ، فلم يعلم أيهما أراد الشيخ.

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 129، ب 35 ح 8.
(2) الخلاف: 2 / 390.
(3) و (4) فهرست ابن النديم: 267، 233.
51

[130]
الطاطري
هو: " علي بن الحسن " المتقدم.
وفي أواخر طواف التهذيب (1) وأواخر كفارة خطأ محرمه: موسى بن القاسم،
عن الطاطري (2).
وفي فهرست الشيخ في " عمر بن منهال " المتقدم: ابن نهيك، عن الطاطري.
[131]
الطبراني
قال: لقب محمد بن عبد الله.
أقول: ليس لنا منه ذكر، وإنما الطبراني " سليمان بن أحمد بن أيوب " صاحب
المعجم من حفاظ العامة، وروى عنه أبو نعيم الحافظ، وقالوا عدد شيوخه ألف،
مات بإصبهان سنة 360.
[132]
الطبرسي
في الأخبار الحجاجية " أحمد بن علي بن أبي طالب " صاحب الاحتجاج،
وفي التفسير " فضل بن الحسن " صاحب مجمع البيان، وفي الأخبار المكارمية
ابنه " الحسن بن الفضل " وفي الأخبار البشارية " محمد بن أبي القاسم " صاحب:
بشارة المصطفى.
[133]
الطبري
ينصرف إلى " محمد بن جرير العامي " صاحب التاريخ المعروف. وأما
" محمد بن جرير الإمامي " فيقال فيه: " الطبري الإمامي " وبينا في الأسماء تعصب

(1) التهذيب: 5 / 139.
(2) التهذيب: 5 / 379.
52

العامي، ومنه: أن المدائني روى أن طلحة منع من دفن عثمان ثلاثة أيام وأقعد
لدافنيه ناسا بالحجارة ورجموا سريره وهموا بطرحه (1) والطبري روى مثله لكن لم
يسم طلحة (2) كما أن الواقدي روى أن طلحة قال: ليدفن عثمان بدير سلع مقابر
اليهود (3) والطبري لم يسمه وقال: قال رجل: يدفن بدير سلع (4) وكذلك في أخبار
نسبة عمر الهجر إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يذكر اسمه (5) فغير الأخبار تعصبا.
[134]
الطغاوي
قال: لقب الحسن بن راشد.
أقول: بل لقبه " الطفاوي " بالفاء لا " الطغاوي " بالغين.
[135]
الطفاوي
مر في آخر سند النجاشي إلى " الحسن بن راشد الطفاوي " - المتقدم - قوله:
" عن الطفاوي " والطفاوي عند العامة " أبو المنذر محمد بن عبد الرحمن " الذي
روى عنه ابن حنبل.
[136]
الطيالسي
قال: لقب " أحمد بن العباس النجاشي " و " الحسن بن أبي عبد الله " و " الحسن
بن محمد بن خالد ".
أقول: بل الطيالسي، إنما هو " محمد بن خالد " المتقدم. وأما " أحمد " الذي ذكر
فإنما قال الشيخ في رجاله فيه: " المعروف بابن الطيالسي " وأما الحسنان اللذان
قال فهما واحد، وإنما اختلف التعبير عن أبيه تارة بالكنية وأخرى بالاسم، كأحمد

(1) نقله عنه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: 10 / 6.
(2) تاريخ الطبري: 4 / 412.
(3) شرح نهج البلاغة: 10 / 7.
(4) تاريخ الطبري: 4 / 413.
(5) تاريخ الطبري: 3 / 193.
53

البرقي يعبر عنه تارة بأحمد بن أبي عبد الله، وأخرى بأحمد بن محمد بن خالد.
[137]
العاصمي
مر في " ابن بند " خبر الكشي وغيبة الطوسي عن الهادي (عليه السلام) بلفظ: ودعا
لابن بند والعاصمي.
والمراد به " عيسى بن جعفر بن عاصم " وقد ذكر في صدر الخبر.
[138]
العاصمي
عده الإكمال في من رأى الحجة (عليه السلام) ووقف على معجزته من الكوفة (1).
والمراد به " أحمد بن محمد بن أحمد بن طلحة " المتقدم.
وفي الروضة في صحيفة علي بن الحسين، عن أحمد بن محمد الكوفي، وهو
العاصمي (2).
وقول المصنف: المراد به " عيسى بن جعفر بن عاصم " وهم، فإن ذاك قتله
المتوكل قبل تولده (عليه السلام).
[139]
العاصمي
قال: لقب " أحمد بن محمد بن أحمد بن طلحة " و " أحمد بن محمد بن
عاصم " و " محمد بن سلامة ".
أقول: أما الأولان فالأصل فيهما واحد كما عرفت في الأسماء، وعرفت أن
الصواب العنوان الأول الذي عنوان النجاشي، دون الثاني الذي عنوان فهرست
الشيخ، والثالث غير ملقب به: وفي فهرست الشيخ في سليمان بن صالح بن همام:
عن العاصمي.

(1) إكمال الدين: 442.
(2) روضة الكافي: 17.
54

[140]
العامري
روى موسى بن القاسم عنه في زيادات فقه حج التهذيب في خبر كراهية
الصلاة في طريق مكة في ثلاثة مواضع (1).
وإرادة " الحسين بن عثمان " - المتقدم - به غير معلومة وإن ذكره الجامع،
فالحسين ذاك من أصحاب الصادق (عليه السلام) والعامري هذا روى عن صفوان الذي من
أصحاب الكاظم (عليه السلام) في تحريم مدينة التهذيب (2) وفيما مر.
[141]
العباسي
روى الكافي عن يحيى بن أبي عمران قال: كتبت إلى أبي جعفر (عليه السلام): ما تقول
في رجل ابتدأ ب‍ " بسم الله " في أم الكتاب، فلما صار إلى غير أم الكتاب من السورة
تركها؟ فقال العباسي: ليس بذلك بأس، فكتب (عليه السلام) بخطه: " يعيدها - مرتين - على
رغم أنفه " يعني العباسي (3).
وروى قرب الإسناد عن الريان قال: قلت للرضا (عليه السلام): إن العباسي أخبرني
أنك رخصت في سماع الغناء، فقال: كذب الزنديق (4).
ومر بعنوان " هشام بن إبراهيم ".
وفي الطبري في كيفية قتل المنصور لعبد الله بن الحسن قال الواقدي: حدثت
هشام بن إبراهيم بن هشام بن راشد من أهل همدان - وهو العباسي - أن أبا جعفر
أمر بقتله، فحلف أنه دس إليه من أخبره أن محمدا ظهر وقتل فانصدع قلبه (5).
[142]
العبدكي
قال: لقب محمد بن علي بن عبدك.

(1) التهذيب: 5 / 425.
(2) التهذيب: 6 / 16.
(3) الكافي: 3 / 313.
(4) قرب الإسناد: 148. (5) تاريخ الطبري: 7 / 549.
55

أقول: إنما قالوا ذاك معروف بابن عبدك.
فمر عنوان فهرست الشيخ له " ابن عبدك " وقال: " لابن عبدك كتب كثيرة "
وإن قال: أظنه يكنى أبا محمد بن علي العبدكي.
[143]
العبدي
في ثواب الأعمال قال (عليه السلام) لأبي عمارة: أنشدني للعبدي في الحسين (عليه السلام) (1).
ومر بعنوان " سفيان بن مصعب العبدي " ومر خبر الكشي عنه (عليه السلام) قال: علموا
أولادكم شعر العبدي.
[144]
العبيدي
مر بعنوان " محمد بن عيسى بن عبيد " ومر قول الكشي: إن الفضل بن شاذان
كان يحب العبيدي ويثني عليه.
[145]
العتابي
مر بعنوان: كلثوم بن عمرو.
[146]
العرزمي
روى " باب آخر من ثواب مرض " الكافي عنه، عن أبيه، عن الصادق (عليه السلام) (2).
والظاهر أن المراد به " عبد الرحمن بن محمد العرزمي " - المتقدم - ففي أحكام
جماعة التهذيب: عن عبد الرحمن العرزمي، عن أبيه.
وأما ما في بعد حديث نوح الروضة " العرزمي عن الصادق (عليه السلام) " (3) فالظاهر أن

(1) ثواب الأعمال: 109، لم ترد " للعبدي " فيه في النسخة التي بأيدينا، إلا أنها وردت في نسخة
كامل الزيارات: 105.
(2) الكافي: 3 / 116.
(3) التهذيب: 3 / 40.
56

المراد به نفس الأب " محمد بن عبيد الله " المتقدم.
[147]
العزيري
قال السمعاني: ينسب إليه أبو العباس أحمد بن عبد الله بن عمار الكاتب
العزيري الملقب ب‍ " حمار عزير " كان شيعيا غاليا وله مصنفات في مقاتل
الطالبيين.
وأقول قوله: " الملقب بحمار عزير " الظاهر كونه من باب تسميتهم مؤمن
الطاق ب‍ " شيطان الطاق " فإنه لما كان ملقبا بالعزيري سموه " حمار عزير " وإلا فلو
كان ملقبا بما قال لما كان يوصف بالعزيري كما قال.
[148]
العسكري (عليه السلام)
يطلق على الهادي (عليه السلام) وعلى ابنه الحسن (عليه السلام) والظاهر انصرافه إلى الأول،
ففي 3 من أخبار 8 من أبواب صوم الكافي، باب بلا عنوان لا باب الأهلة - كما في
الجامع -: عن السياري قال: كتب محمد بن الفرج الرخجي (1).
في أصحاب الرضا والجواد والهادي (عليهم السلام) (2).
[149]
العقيقي
الأصل فيه " محمد بن جعفر بن عبد الله بن الحسين الأصغر " ففي عمدة
الطالب - بعد ذكر أبيه -: " أعقب جعفر صحصح من ثلاثة رجال محمد العقيقي
يقال لولده: العقيقيون " وعد في ولده الموسوس والسالوس ومحمد شاهريش
والحسن ابن خالة الداعي - الذي قتله الداعي صبرا ودفنه في مقابر اليهود - وعليا
الزاهد (3).

(1) الكافي: 4 / 81.
(2) كذا، والظاهر أن في العبارة سقط.
(3) عمدة الطالب: 318، وفيه: " الشالوش " بدل " السالوس " و " سياه ريش " بدل: شاهريش.
57

عنون الشيخ في الفهرست والنجاشي ابنه " أحمد " وعدا له كتاب تاريخ
الرجال.
وعنون الشيخ في الرجال والفهرست ابن أحمد " عليا " وعد في الأخير له
كتاب رجال، وكلما ينقل العلامة عن كتاب العقيقي - كما في النضر بن عثمان وأبي
هريرة البزاز - فمراده الثاني، فصرح باسمه في صالح بن ميثم وعلباء وعبد الملك
ابن عبد الله وعيسى بن عبد الله وأم الأسود. وقال في نجم بن أعين: " عن العقيقي
عن أبيه " وإنما يروي الثاني عن أبيه. وأما نقل النجاشي عن العقيقي في " زياد بن
عيسى " فمحتمل لكل منهما.
ومما ذكرنا يظهر لك ما في قول المصنف: " العقيقي لقب أحمد بن علي بن
محمد بن الحسين، وعلي بن أحمد وينصرف إلى الأول " فوهم في نسب الأول،
وفي قوله بالانصراف إليه.
[150]
العقيلي
قال ابن الكلبي - كما في شرح المعتزلي -: بينا عمر بن عبد العزيز في مجلسه
دخل حاجبه ومعه امرأة أدماء طويلة حسنة الجسم والقامة ورجلان متعلقان بها،
ومعهم كتاب من ميمون بن مهران إليه: أن الرجلين أحدهما زوج المرأة والآخر
أبوها، يزعم أن زوجها لما حلف بطلاقها: أن عليا خير هذه الأمة وأولاهم
بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حرمت عليه ابنته كأمه، والزوج يقول له: كذبت وأثمت، لقد بر
قسمي وأنها امرأتي على رغم أنفك، فأحجمنا عن الحكم لتحكم بما أراك الله.
فجمع عمر بني هاشم وبني أمية وأفخاذ قريش، ثم قال لأبي المرأة: ما تقول؟
قال: حلف بطلاقها كاذبا ثم أراد الإقامة معها، فقال له: لعله لم يطلق كيف حلف؟
فقال: إن الذي حلف عليه لأبين حنثا من أن يختلج فيه شك، لأنه حلف " أن عليا
خير هذه الأمة " وإلا فامرأته طالق ثلاثا، فقال للزوج: أهكذا حلفت؟ قال: نعم،
فلما قال نعم كاد المجلس يرتج بأهله وبنو أمية ينظرون إليه شزرا! إلا أنهم لم
58

ينطقوا بشيء، كل منهم ينظر إلى وجه عمر، فأكب مليا ينكت الأرض بيده، ثم رفع
رأسه فقال للقوم: ما تقولون في يمين هذا الرجل؟ فسكتوا، فقال: سبحان الله!
قولوا، فقال رجل من بني أمية: هذا حكم في فرج ولسنا نجترئ على القول فيه،
قال له: قل، فإن القول ما لم يكن يحق باطلا أو يبطل حقا جائز علي في مجلسي،
قال: لا أقول شيئا، فالتفت إلى رجل من بني هاشم من ولد عقيل فقال له: ما تقول
في ما حلف به هذا الرجل يا عقيلي؟ فاغتنمها فقال: إن جعلت قولي حكما قلت
وإلا فالسكوت أوسع لي، قال: قل وحكمك ماض، فلما سمع ذلك بنو أمية قالوا: ما
أنصفتنا لأنك لم تعطنا ما أعطيت العقيلي ولا حكمتنا كما حكمته، فقال: إن كان
أصاب وأخطأتم وحزم وعجزتم فما ذنبي، لا أبا لكم! أتدرون ما مثلكم؟ قالوا:
لا، قال: لكن العقيلي يدري، فقال العقيلي: مثلهم كما قال الأول:
دعيتم إلى أمر فلما عجزتم * تناوله من لا يداخله عجز
فلما رأيتم ذاك أبدت نفوسكم * نداما وهل يغني من الحذر الحرز
فقال له عمر: أصبت فقل ما سألتك عنه، فقال العقيلي: بر قسمه ولم تطلق
امرأته، فقال له عمر: وأنى علمت ذاك؟ قال: نشدتك الله، ألم تعلم أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
قال لفاطمة (عليها السلام) - وهو عندنا في بيتها عائد لها -: ما علتك يا بنية؟ قالت: الوعك يا
أبتاه - وكان علي (عليه السلام) غائبا في بعض حوائج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - فقال لها: أتشتهين
شيئا؟ قالت: نعم، أشتهي عنبا وأنا أعلم أنه عزيز وليس وقت عنب، فقال
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله قادر على أن يجيئنا به، ثم قال: اللهم ائتنا به مع أفضل أمتي
عندك منزلة، فطرق علي (عليه السلام) الباب ودخل ومعه مكتل قد ألقى عليه طرف ردائه،
فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما هذا يا علي؟ قال: عنب التمسته لفاطمة، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):
الله أكبر الله أكبر، اللهم كما سررتني بأن خصصت عليا بدعوتي فاجعل فيه شفاء
بنيتي، ثم قال: كلي يا بنية، فأكلت، وما خرج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى استقلت وبرأت.
فقال له عمر: أصبت وبررت، أشهد لقد سمعته ووعيته يا رجل! خذ يد امرأتك فإن
عرض لك أبوها فاهشم أنفه.
59

ثم قال: يا بني عبد مناف! والله ما نجهل ما يعلمه غيرنا ولا بنا عمى في ديننا،
ولكنا كما قال الأول:
تصيدت الدنيا رجالا بفخها * فلم يدركوا خيرا بل استقبحوا الشرا
وأعماهم حب الغنى وأصمهم * فلم يدركوا إلا الخسارة والوزرا
فكأنما ألقم بني أمية حجرا ومضى الرجل بامرأته (1).
[151]
العقيلي
مر عنوان الكشي له بهذا العنوان كخبره، وأن نقل القهبائي عنوان الكشي
" عوف العقيلي " من خلط نسخته الحواشي بالمتن، وإنما نقل المحشي اسمه من
رجال الصادق.
ومر خبر الكشي أن العقيلي كان خمارا، ولكنه يؤدي الحديث كما سمع.
[152]
العماني
في الفقه " الحسن بن علي بن أبي عقيل " المتقدم. وفي الشعراء: محمد
ابن ذؤيب.
قال ابن قتيبة: لم يكن عمانيا، ولكن نظر إليه دكين الراجز فقال: " من
هذا العماني؟ " وذلك أنه كان مصفرا مطحولا وكذلك أهل عمان (2).
هذا، والسمعاني قال: العماني بتشديد الميم نسبة إلى عمان موضع بالشام،
وعمان بتخفيف الميم نسبة إلى عمان على البحر تحت البصرة.
[153]
العمركي
عنونه الشيخ في رجاله والنجاشي في الأسماء - كما مر - وكان محل عنوانه هنا،

(1) شرح نهج البلاغة: 20 / 222 - 225.
(2) معارف ابن قتيبة: 330.
60

لكن يمكن أن يقال: إنه في صورة اللقب ولكنه الاسم في الحقيقة فلم يذكرا له اسما.
ثم إنه أغرب العلامة في الخلاصة! فقال في الفائدة الأولى من خاتمة كتابه:
" أبو عبد الله العمركي يروي عن علي بن جعفر، اسمه علي البرمكي " فذكر له كنية
أبي عبد الله ولم يذكره له أحد، وإنما ذكر النجاشي له في النسخة الصحيحة " أبو
محمد " وبدلته أخرى " بن محمد " وذكر له اسما " علي " وإنما علي أبوه وجعل لقبه
" البرمكي " على ما وجدت في نسختي، مع أنه البوفكي.
[154]
العمري
عنونه الكشي مع " إسحاق بن إسماعيل " - المتقدم - وجمع آخر، وروى فيهم
عن العسكري (عليه السلام) خبرا وفيه: ولا تخرجن من البلد حتى تلقى العمري - رضي
الله عنه برضاي عنه - فتسلم عليه وتعرفه ويعرفك، فإنه الطاهر الأمين العفيف
القريب منا وإلينا... الخبر.
وروى الكشي أيضا في " فارس " المتقدم، عن يوسف بن السخت قال: كنت
بسر من رأى أتنفل في وقت الزوال إذ جاء إلى علي بن عبد الغفار فقال لي: أتاني
العمري (رحمه الله) فقال لي: يأمرك مولاك أن توجه رجلا ثقة (إلى أن قال) فأوصله
العمري وسأله عما أراد وأمر بلعن فارس.
وروى الكافي عن أحمد بن إسحاق، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: سألته وقلت:
من أعامل وعمن آخذ وقول من أقبل؟ فقال له: العمري ثقتي فما أدى إليك عني
فعني يؤدي وما قال عني فعني يقول، فاسمع له وأطع فإنه الثقة المأمون. وأخبرني
أبو علي أنه سأل أبا محمد (عليه السلام) عن مثل ذلك، فقال له: العمري وابنه ثقتان فما
أديا إليك فعني يؤديان وما قالا لك فعني يقولان، فاسمع لهما وأطعهما فهما
الثقتان المأمونان (1).

(1) الكافي: 1 / 330.
61

وروى الإكمال في باب " من شاهد القائم (عليه السلام) " باسناده عن محمد بن أبي
عبد الله الكوفي أنه ذكر عدد من انتهى إليه ممن وقف على معجزات صاحب
الزمان (عليه السلام) ورآه من الوكلاء ببغداد، وعد فيهم العمري وابنه (1).
والمراد به في الجميع " عثمان بن سعيد " المتقدم.
وأما رواية الكشي في إبراهيم بن مهزيار وابنه محمد " عن ابنه قال: لما حضر
أبي الوفاة دفع إلي مالا وأعطاني علامة (إلى أن قال) فقال: أنا العمري هات المال
الذي عندك وهو كذا وكذا ومعه العلامة، فدفعت إليه المال، والعمري حفص بن
عمرو كان وكيل أبي محمد (عليه السلام) وأما أبو جعفر محمد بن حفص بن عمرو فهو ابن
العمري وكان وكيل الناحية وكان الأمر يدور عليه " (2) فلا عبرة بها، لكثرة التصحيف
فيها، فما تفرد به لا عبرة به لعدم وجوده في خبر ولا وقف فيه على أثر.
[155]
العوفي
عده المناقب شاعر الهادي (عليه السلام).
[156]
العوني الشاعر
في أنساب السمعاني: كان رافضيا يسب الصحابة في شعره، قيل: إن عمر بن
عبد العزيز أمر به فضرب بالمدينة فمات لأجل شعره.
[157]
العياشي
قال: لقب " جعفر بن محمد بن مسعود " و " القاسم بن محمد " و " محمد
ابن مسعود ".
أقول: بل ينحصر بالأخير، وإنما الأول ابن العياشي والثاني تلميذ العياشي.

(1) إكمال الدين: 442.
(2) الكشي: 531.
62

[158]
العين زربي
مر: الحسن بن عبد الواحد العين زربي.
وفي لباب السمعاني: ينسب إلى " عين زربة " أبو القاسم حسنون بن محمد،
كانت عين زربة قديما من ثغور المسلمين الموغلة في بلاد الروم.
[159]
الغضائري
قال: لقب عبيد الله والد " الحسين " وجد " أحمد بن الحسين " المعروفين بابن
الغضائري.
أقول: بل لقب نفس " الحسين بن عبيد الله " فقال الشيخ في رجاله في " أحمد
ابن عبد الله أبي بكر الوراق " المتقدم: روى عنه الغضائري. وفي فهرسته: " روى
الحسين عنه " وابنه ابن الغضائري، كما مر.
[160]
الغفاري
عنونه الشيخ في الفهرست (إلى أن قال) عن ابن فضال، عن الغفاري.
وورد العنوان في أسعار الكافي (1) وفي صمته وفي حفظ لسانه (2) وفي مولد
رضاه (3) وهو " عبد الله بن إبراهيم " المتقدم، كما مر.
وفي إنصاف الكافي " عبد الله بن إبراهيم الغفاري، عن جعفر بن إبراهيم " (4)
وفي صمته: الغفاري، عن جعفر بن إبراهيم (5).
وأما ما في نوادر آخر معيشة الكافي " عن أبي محمد الغفاري، عن عبد الله بن
إبراهيم " (6) فالظاهر زيادة كلمة " عن " بين " الغفاري " و " عبد الله ". والخبر هكذا:

(1) الكافي: 5 / 162.
(2) الكافي: 2 / 116.
(3) الكافي: 1 / 487.
(4) الكافي: 2 / 147.
(5) الكافي: 2 / 116.
(6) الكافي: 5 / 311.
63

محمد بن عيسى بن أبي محمد الغفاري (إلى أن قال) زعم محمد بن عيسى أن
الغفاري من ولد أبي ذر.
[161]
الفارسي
ينصرف إلى الحسن بن علي أستاذ ابن جني.
[162]
الفهري
مر قول الشيخ في رجاله في أصحاب الهادي (عليه السلام): محمد بن الحصين
الفهري ملعون.
ومر في " الحسن بن محمد بن بابا " خبر الكشي عن العبيدي قال: كتب إلي
العسكري ابتداء منه " أبرأ إلى الله من الفهري والحسن بن محمد بن بابا القمي فابرأ
منهما فإني محذرك وجميع موالي وأني ألعنهما، عليهما لعنة الله! مستأكلين
يتأكلان بنا الناس، فتانين مؤذيين آذاهما الله وأركسهما في الفتنة ركسا. (1)
وأما عنوان الكشي " محمد بن نصير النميري " فإما تحريف " محمد بن
الحصين الفهري " هذا، وإما رجل آخر.
[163]
الفهفكي
روى علة تضاعف ميراث ذكر الكافي، عنه، عن العسكري (عليه السلام) (2). ومر أبو بكر
الفهفكي.
[164]
القاضي
قال: لقب جمع.
أقول: عنوانه هنا غلط، لأن ياءه ليس ياء النسبة.

(1) الكشى: 520.
(2) الكافي: 7 / 85.
64

[165]
القروي
روى الحسين بن سعيد عنه في كيفية صلاة التهذيب (1).
وهو " أحمد بن عبد الله " كما يظهر من مشيخة الفقيه (2) في جويرية بن مسهر،
ومن صلاة غدير التهذيب (3).
وفي أنساب السمعاني: القروي منسوب إلى القيروان البلد المعروف
بالمغرب.
[166]
القطعي
مر قول النجاشي في " الحسين بن محمد بن الفرزدق ": المعروف بالقطعي.
وفي السمعاني: القطعي - بكسر القاف وفتح الطاء - نسبة إلى " الحسين بن
محمد بن الفرزدق " نسب إلى بيع قطع الثياب لا الثياب الصحاح، كوفي يروي عن
بكر بن سهل الدمياطي... الخ.
[167]
القناني
مر قول الشيخ في رجاله في " أحمد بن محمد الإسكاف ": إنه تلميذ القناني.
ومر بعنوان: محمد بن جعفر.
[168]
الكابلي
قال: لقب " كنكر " و " وردان أبي خالد " و " وردان الأصغر ".
أقول: لم يقل أحد بتعدد " وردان " وإنما تفرد الشيخ في رجاله بتعدد " أبي
خالد الكابلي " أكبر (كنكر) وأصغر: (وردان).

(1) التهذيب: 2 / 70.
(2) الفقيه: 4 / 439.
(3) التهذيب: 3 / 132، بل في باب قبله.
65

[169]
الكاهلي
قال: لقب " أحمد بن زياد " و " إسحاق بن يحيى " و " إسماعيل بن زيد ".
أقول: الأول غير ملقب به والأخير مولى الكاهلي، وإنما المراد منه " عبد الله
ابن يحيى " - المتقدم - فمر ثمة خبر الكشي والنجاشي، عن الكاظم (عليه السلام): اضمن لي
الكاهلي وعياله أضمن لك الجنة.
وورد العنوان في عمل الرجل في بيته من الكافي (1) وفي يوم شكه (2) وفي إحرام
حائض الفقيه (3).
وفي المشيخة: وما كان فيه عن الكاهلي فقد رويته (إلى أن قال) عن البزنطي،
عن عبد الله بن يحيى الكاهلي (4).
[170]
الكجي
مر قول النجاشي في " الفضل بن شاذان ": قال الكجي: إن للفضل مائة
وثمانين كتابا.
وفي السمعاني: نسبة إلى الكج وهو الجص، عرف بهذه النسبة أبو مسلم
إبراهيم بن عبد الله بن مسلم، بصري، وإنما قيل له: " الكجي " لأنه كان يبني دارا
بالجص في البصرة فكان يقول: هاتوا الكج وأكثر منه، فقيل له: " الكجي " عاش
كثيرا، وآخر من حدث عنه أبو بكر القطيعي... الخ.
إلا أن المفهوم من العيون إرادة " الكشي " به، ففيه كرارا: أبو عمرو محمد بن
عمرو الكجي (5).

(1) الكافي: 5 / 86.
(2) الكافي: 4 / 81.
(3) الفقيه: 2 / 382.
(4) الفقيه: 4 / 505.
(5) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 154 ب 12 ح 1، 179 ب 13 ح 1.
66

[171]
الكراجكي
هو صاحب " الكنز " و " التعجب " و " معدن الجواهر ".
ومر بعنوان: محمد بن علي.
[172]
الكركي
قال: ينصرف في الفقه إلى عبد العالي بن علي.
أقول: بل إلى: علي بن عبد العالي.
[173]
الكسائي
هو أحد القراء السبعة. وهو " علي بن حمزة " قيل، قيل له: لم سميت الكسائي؟
فقال: لأني أحرمت في كساء.
وعن الفراء: مات الكسائي وهو لا يحسن حد " نعم وبئس " وحد " أن
المفتوحة " وحد الحكاية.
وعن اليزيدي: كنا نقيس النحو في ما مضى على لسان العرب الأول، فجاءه
قوم يقيسونه على لغى أشياخ قطربل فكلهم يعمل في نقض ما به يصاب الحق لا
يأتلي أن الكسائي وأشياعه يرقون في النحو إلى أسفل.
وعن أبي زيد: قدم الكسائي البصرة فأخذ عن علمائها علما صحيحا، ثم
خرج إلى بغداد فقدم أعراب الحطمة فأخذ عنهم شيئا فاسدا، فخلط هذا بذاك
فأفسده (1).
[174]
الكشمردي
ورد في أخبار مهج ابن طاوس.

(1) انظر معجم الأدباء للحموي: 13 / 181 - 185.
67

وفي السمعاني: الكشمردي بكسر الكاف.
[175]
الكشي
مر بعنوان: محمد بن عمر بن عبد العزيز.
[176]
الكعبي
ينصرف إلى " عبد الله بن أحمد البلخي " رئيس كعبية المعتزلة.
وفي السمعاني: ومن مقالته: أنه تعالى ليس له إرادة وأن جميع أفعاله واقعة
منه بغير إرادة ولا مشية منه لها.
[177]
الكفرثوثي
قال: لقب " إدريس بن زياد " المتقدم.
أقول: بل " الكفرتوثي " بالمثناة وهي بسكون الفاء أيضا.
وفي المعجم " كفرتوثا " قرية كبيرة من أعمال الجزيرة وهي من قرى فلسطين
أيضا. قال البلاذري: كانت حصنا قديما فمدنها ولد أبي رمثة (1).
[178]
الكفعمي
ينصرف إلى " إبراهيم بن علي " صاحب المصباح المعروف به.
[179]
الكلبي
قال: قال المازندراني: ينصرف إلى الحسن بن علوان.
أقول: بل إلى " محمد بن السائب " المتقدم، وقد عنونه الكشي مع جمع، قائلا
في محمد بن إسحاق (إلى أن قال): والحسين بن علوان والكلبي هؤلاء من رجال

(1) معجم البلدان: 4 / 468.
68

العامة، إلا أن لهم ميلا ومحبة شديدة، وقد قيل: " إن الكلبي كان مستورا ولم يكن
مخالفا " (1) فترى عطف الكلبي على ابن علوان فهو غيره، وهو الكلبي النسابة الذي
ورد في الكافي في ما يفصل بين دعوى المحق والمبطل (2).
وكيف كان: فروى الصفار في بصائره عن الأعمش قال: قال الكلبي لي: ما
أشد ما سمعت في مناقب علي (عليه السلام)؟ قلت: حدثني موسى بن ظريف بن عبادة
قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول: " أنا قسيم النار " فقال: عندي أعظم! أعطى النبي (صلى الله عليه وآله)
عليا (عليه السلام) كتابا فيه أسماء أهل الجنة وأسماء أهل النار (3).
[180]
الكليني
ثلاثة: " علي بن محمد المعروف بعلان " و " محمد بن محمد بن عصام " و
" محمد بن يعقوب " وينصرف إلى الثالث، وهو يروي عن الأول ويروي عنه
الثاني، روى عن الأول في " معنى ألفاظ وردت في الكتاب " من كتابه.
[181]
الكناني
هو: " إبراهيم بن نعيم أبو الصباح العبدي " وقد وردت رواية صفوان والقاسم
ابن محمد وفضالة، عن الكناني، عن الصادق (عليه السلام) في ثواب حج التهذيب (4).
[182]
الكندري
يأتي في قطب الدين.
[183]
الكوكبي
في أنساب السمعاني: اشتهر به جمع، منهم: " أبو علي الحسين بن القاسم

(1) الكشي: 390.
(2) الكافي: 1 / 349.
(3) بصائر الدرجات: 191، الجزء الرابع ب 5 ح 3.
(4) التهذيب: 5 / 22.
69

الكاتب " صاحب أخبار وحكايات، حدث عن أبي العيناء، مات سنة 327.
وفي مقاتل الطالبيين: وممن قتل أيام المقتدر " الكوكبي " وهو الحسين بن
أحمد بن محمد بن إسماعيل بن محمد الأرقط، قتله الحسن بن زيد لأنه بلغه عنه
أنه يريد خلافه (1).
ومر في العمركي رواية " محمد بن أحمد الكوكبي " عنه وحكم الجامع
باتحاده مع " محمد بن أحمد العلوي " لرواية محمد بن أحمد بن يحيى، عن كل
منهما، عن العمركي، لكنه أعم.
[184]
اللؤلؤي
ينصرف إلى " الحسن بن الحسين " المتقدم، دون " يحيى بن زكريا " المتقدم،
فروى موسى بن القاسم عن اللؤلؤي في أواخر طواف التهذيب (2) وروى عن الحسن
اللؤلؤي في ذبحه (3) ورجوع مناه (4) وفي أواخر كفارة خطأ محرمه (5) وفي حلقه (6).
[185]
المازني
هو " بكر بن محمد النحوي " المتقدم.
وروى أمالي المفيد له أبياتا وهي:
إذا أنا لم أقبل من الدهر كل ما * تكرهت منه طال عتبي على الدهر
تعودت مس الضر حتى ألفته * فأسلمني حسن العزاء إلى الصبر
ووسع قلبي للأذى الأنس بالأذى * وقد كنت أحيانا يضيق به صدري
وصيرني يأسي من الناس راجيا * لسرعة صنع الله من حيث لا أدري (7)

(1) مقاتل الطالبيين: 455.
(2) التهذيب: 5 / 124.
(3) التهذيب: 5 / 215.
(4) التهذيب: 5 / 263.
(5) التهذيب: 5 / 353.
(6) التهذيب: 5 / 242.
(7) أمالي المفيد: 251.
70

[186]
المجلسي
قال: لقب " مقصود علي " وابنه " محمد تقي " وابنه " محمد باقر ".
أقول: الأول كان شاعرا متخلصا به، وينصرف إلى الثالث إلا أن يقيد بالأول
فيراد به الثاني.
[187]
المحمودي
عنونه الكشي مع جمع، وروى فيهم توقيعا طويلا عن العسكري (عليه السلام) وفيه:
واقرأه على المحمودي عافاه الله فما أحمدنا له لطاعته (1).
وروى الإكمال عن أبي نعيم الأنصاري ظهور الحجة (عليه السلام) له في المستجار في
جمع معه منهم: المحمودي (2).
ومر بعنوان: محمد بن أحمد بن حماد المروزي.
[188]
المخزومي
قال: عده الإرشاد في خواص الكاظم (عليه السلام) الذي روى النص على الرضا (عليه السلام) (3).
وهو " عبد الله بن الحارث " المتقدم، لا " المغيرة بن توية " كما توهمه التفريشي.
أقول: ولا " زياد بن مروان القندي " كما توهمه المصنف ثمة، وقد ورد في
النص على الرضا (عليه السلام) من الكافي (4).
[189]
المدائني
وردت روايته عن الباقر (عليه السلام) في زكاة مبعوث الكافي (5). والظاهر أن المراد به

(1) الكشي: 575، 579.
(2) إكمال الدين: 470.
(3) إرشاد المفيد: 304.
(4) الكافي: 1 / 312.
(5) الكافي: 3 / 555.
71

" مرازم " المتقدم، كما يظهر من خبر الكشي في " بشار الشعيري " المتقدم.
[190]
المدائني
مر بعنوان " علي بن محمد المدائني " في الأسماء وبعنوان " أبو الحسن
المدائني " في الكنى عن فهرست الشيخ.
وفي شرح النهج: روى المدائني عن عبد الله بن جنادة قال: قدمت من الحجاز
أريد العراق في أول إمارة علي (عليه السلام) فمررت بمكة فاعتمرت، ثم قدمت المدينة
فدخلت مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ نودي بالصلاة جامعة، فاجتمع الناس وخرج
علي (عليه السلام) متقلدا سيفه، فشخصت الأبصار نحوه، فحمد الله وصلى على رسوله ثم
قال: أما بعد، فإن الله لما قبض نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) قلنا: نحن أهله وورثته وعترته وأولياؤه
دون الناس، لا ينازعنا سلطانه منازع ولا يطمع في حقنا طامع، إذ انبرى لنا قومنا
فغصبونا سلطان نبينا، فصارت الإمرة لغيرنا وصرنا سوقة يطمع فينا الضعيف
ويتعزز علينا الذليل، فبكت الأعين منا لذلك وخشنت الصدور وجزعت النفوس،
وأيم الله! لولا مخافة الفرقة بين المسلمين وأن يعود الكفر ويبور الدين، لكنا على
غير ما كنا لهم، فولى الأمر ولاة لم يألوا الناس خيرا، ثم استخرجتموني أيها
الناس من بيتي على شنآن مني لأمركم وفراسة تصدقني ما في قلوب كثير منكم،
وبايعني هذان رجلان في أول من بايع تعلمون ذلك (1).
وفيه: وروى المدائني في كتاب أحداثه: أن معاوية كتب نسخة واحدة إلى
عماله بعد عام الجماعة: أن برئت الذمة ممن روى شيئا من فضل أبي تراب وأهل
بيته (إلى أن قال) وكتب إليهم: انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه وأهل
ولايته والذين يروون فضائله فأدنوا مجالسهم (إلى أن قال) ثم كتب إليهم: أن
الحديث في عثمان كثر وفشا في كل مصر فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل
الصحابة والخلفاء الأولين، ولا تتركوا خبرا يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب

(1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1 / 307.
72

إلا واتوني له بمناقض له في الصحابة، فإن هذا أحب إلي وأقر لعيني وأدحض
لحجة أبي تراب وشيعته وأشد عليهم من مناقب عثمان وفضله... الخ (1).
وفيه: قال المدائني: خطب علي (عليه السلام) بعد النهروان فذكر طرفا من الملاحم
(إلى أن قال) فقال رجل من أهل البصرة لرجل من أهل الكوفة إلى جانبه: أشهد
أنه كاذب على الله ورسوله، فقال الكوفي: وما يدريك؟ فوالله ما نزل علي (عليه السلام) من
المنبر حتى فلج الرجل! فحمل إلى منزله في شق محمل، فمات من ليلته (2).
وفيه: روى المدائني أن عليا (عليه السلام) خطب فقال: " لو كسرت لي الوسادة
لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وبين أهل الفرقان
بفرقانهم، وما من آية في كتاب الله أنزلت في سهل أو جبل إلا وأنا عالم متى أنزلت
وفي من أنزلت " فقال رجل من القعود تحت منبره: يا لله وللدعوى الكاذبة! وقال
آخر إلى جانبه: أشهد أنك أنت الله رب العالمين (3).
قلت: اختلاف الرجلين فيه (عليه السلام) مصداق قوله تعالى فيه (عليه السلام): (يسألونك عن
النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون).
وفيه: قال المدائني: قال الحسن (عليه السلام) لمولى له: أتعرف معاوية بن حديج؟
قال: نعم، قال: إذا رأيته فأعلمني، فرآه خارجا من دار عمرو بن حريث فقال له:
هو هذا، فدعاه فقال له: أنت الشاتم عليا (عليه السلام) عند ابن آكلة الأكباد؟ أما والله! لئن
وردت الحوض - ولن ترده - لترينه مشمرا عن ساقيه حاصرا عن ذراعيه يذود
عنه المنافقين. وفي خبر: يضرب وجوه أمثالك عن الحوض ضرب غرائب الإبل (4).
وقال الذهبي: قال يحيى بن معين فيه: " ثقة ثقة ثقة " مات سنة أربع، أو خمس
ومائتين عن 93 سنة.
وفي أنساب السمعاني: كان عالما بأيام الناس صام ثلاثين سنة متتابعة، وهو

(1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 11 / 44.
(2) و (3) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 6 / 136.
(4) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 16 / 18.
73

بصري انتقل إلى المدائن فنسب إليها، ثم انتقل إلى بغداد وتوفي بمكة.
[191]
المرزباني
مر بعنوان: محمد بن عمران بن موسى المرزباني.
[192]
المسعودي
عنونه الشيخ في الفهرست، قائلا: " له كتاب رواه موسى بن حسان " إلا أن في
خبر مصاحبة الكافي " موسى بن يسار القطان عن المسعودي " (1) فلعل " ابن
حسان " في فهرست الشيخ محرف " بن يسار " أو بالعكس.
و " المسعودي " في المتأخرين ينصرف إلى " علي بن الحسين بن علي
المسعودي " - المتقدم - صاحب مروج الذهب عنونه ابن النديم (2) وفي المتقدمين
" المسعودي الأكبر " عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود أبو عميس، و
" المسعودي الأصغر " عبد الله بن عبد الملك بن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود،
ذكرهما معارف ابن قتيبة في جدهما: ابن مسعود (3).
[193]
المسمعي
روى حماد بن عيسى عنه في المشيخة في المعلى بن خنيس (4) وروى عنه
حماد بن عثمان في الدعاء على عدو الكافي (5) وإسحاق بن عمار في فضل شهر
رمضانه (6). والظاهر أن المراد به " عبد الله بن عبد الرحمن " المتقدم.
وأما المسمعي الذي روى عنه سعد - كما في العيون في بابه 29 (7) - فالمراد به

(1) الكافي: 2 / 638.
(2) فهرست ابن النديم: 171.
(3) المعارف: 145.
(4) الفقيه: 4 / 468 - 469.
(5) الكافي: 2 / 513.
(6) الكافي: 4 / 66.
(7) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 20 ب 30 ح 45.
74

" محمد بن عبد الله " المتقدم.
[194]
المشرقي
روى عنه محمد بن عيسى في نوادر مهر الكافي (1). والمراد به " هشام بن
إبراهيم " المتقدم، فمر ثمة خبر الكشي: عن محمد بن عيسى سمعت هشام بن
إبراهيم الختلي، وهو المشرقي (إلى أن قال) وقال المشرقي له: والله! ما نقول إلا ما
يقول آباؤك... الخبر.
وأما ما في خبر إرادة الكافي " محمد بن عيسى عن المشرقي حمزة بن
المرتفع " (2) في نسخة فليست بصحيحة، والصواب الأخرى " عن المشرقي، عن
حمزة " ومشرق بكسر الميم بطن من همدان.
وروى عن الرضا (عليه السلام) في نوادر آخر نكاح الكافي (3).
[195]
المعبدي
هو: محمد بن فارس بن حمدان.
قال السمعاني: قال الخطيب: كان يذكر أنه من ولد أم معبد الخزاعية، روى
عنه الدارقطني. قال أبو نعيم: كان رافضيا غاليا، مات سنة 361.
[196]
المقدسي
مر في الدارقطني.
[197]
المنقري
هو: " سليمان بن داود " المتقدم.

(1) الكافي: 5 / 382.
(2) الكافي: 1 / 110.
(3) الكافي: 5 / 563.
75

[198]
الميثمي
ورد في فضل خبر الكافي (1) وفي صلاة جنائز نسائه (2) كثيرا.
والظاهر كونه " علي بن إسماعيل الميثمي " المتقدم، ففي دخول حمام
التهذيب: علي بن إسماعيل عن محمد بن الحكم قال: الميثمي لا أعلمه إلا قال:
رأيت أبا عبد الله (عليه السلام)... الخبر (3).
وورد في القول عند دخول الكافي (4) وكرارا في زيادات مواقيت التهذيب (5).
ويأتي في صاحب الطاق، لكن يمكن أن يقال: إن كون المراد به علي بن
إسماعيل في خبر دخول حمام - المتقدم - بالقرينة. وإطلاقه ينصرف إلى " أحمد
ابن الحسن " ففي المشيخة: وما كان فيه عن الميثمي فقد رويته (إلى أن قال) عن
محمد بن الحسن بن زياد، عن أحمد بن الحسن الميثمي (6).
[199]
الميموني
مر بعنوان " أبو الحسن الميموني " ومر قول النجاشي في " علي بن عبد الله بن
عمران القرشي ": يعرف بالميموني.
[200]
الناشئ
قال: لقب علي بن وصيف.
أقول: مر نقل الحموي أن الراضي قال له: أنت الناشئ الرافضي، لكن ليس
محل عنوانه هنا لأنه ليس بمنسوب.

(1) الكافي: 6 / 303.
(2) الكافي: 3 / 179.
(3) التهذيب: 1 / 374.
(4) الكافي: 5 / 501.
(5) التهذيب: 2 / 244، 245، 249.
(6) الفقيه: 4 / 519.
76

ومر أن الصحيح أنه علي بن عبد الله بن وصيف، كما عنونه الحموي.
وكيف كان: ففي المعجم قال الخالع: كنت مع والدي في سنة 346 وأنا صبي
في مجلس الكبوذي في المسجد الذي بين الوراقين والصاغة وهو غاص بالناس،
وإذا رجل قد وافى وعليه مرقعة وفي يده سطيحة وركوة ومعه عكاز وهو شعث،
فسلم على الجماعة بصوت يرفعه ثم قال: أنا رسول فاطمة الزهراء صلوات الله
عليها، فقالوا مرحبا بك وأهلا ورفعوه، فقال: أتعرفون لي أحمد المزوق النائح؟
فقالوا: ها هو جالس، فقال: رأيت مولاتنا (عليها السلام) في النوم فقالت لي: امض إلى بغداد
واطلبه وقل له: نح على ابني بشعر الناشئ، الذي يقول فيه:
بني أحمد قلبي لكم يتقطع * بمثل مصابي فيكم ليس يسمع
وكان الناشئ حاضرا، فلطم لطما عظيما على وجهه وتبعه المزوق والناس
كلهم، وكان أشد الناس في ذلك الناشئ ثم المزوق، ثم ناحوا بهذه القصيدة في ذلك
اليوم إلى أن صلى الناس الظهر وتقوض المجلس، وجهدوا بالرجل - يعني
صاحب الرؤيا - أن يقبل شيئا منهم، فقال: والله! لو أعطيت الدنيا ما أخذتها فإنني
لا أرى أن أكون رسول مولاتي (عليها السلام) ثم آخذ على ذلك عوضا فانصرف ولم يقبل
شيئا، ومن هذه القصيدة:
عجبت لكم تفنون قتلا بسيفكم * ويسطو عليكم من لكم كان يخضع
كأن رسول الله أوصى بقتلكم * وأجسامكم في كل أرض توزع
وفيه: قال الخالع: اجتزت بالناشئ يوما وهو في السراجين فقال لي: قد
عملت قصيدة وأريد أن تكتبها بخطك حتى أخرجها، فقلت: أمضي في حاجة
وأعود، فذهبت وغلبتني عيني ثمة فرأيت في منامي أبا القاسم عبد العزيز
الشطرنجي النائح فقال لي: أحب أن تكتب لي قصيدة الناشئ البائية، فإنا قد نحنا
بها البارحة بالمشهد - وكان هذا الرجل توفي وهو عائد من الزيارة - فرجعت إلى
الناشئ وقلت: هات البائية حتى أكتبها، فقال: من أين علمت أنها بائية وما ذكرت
77

بها؟ فحدثته بالمنام فبكى وقال: لا شك أن الوقت قد دنا.
وفيه: قال الناشئ: كنت بالكوفة في سنة 325 وأنا أملي شعري في المسجد
الجامع والناس يكتبون، وكان في من حضر المتنبي وهو بعد لم يعرف، فأمليت
قصيدة قلت فيها:
كأن سنان ذابله ضمير * فليس عن القلوب له ذهاب
وصارمه كبيعته بخم * مقاصدها من الخلق الرقاب
فلمحته يكتب البيتين (1).
[201]
النجاشي
قال: ينصرف إلى " أحمد بن العباس " صاحب كتاب الرجال.
أقول: بل " أحمد بن علي بن أحمد بن العباس " صاحب الفهرست، كما مر فيه.
[202]
النجفي
قال: لقب شرف الدين بن علي.
أقول: بل شرف الدين علي بن محمود.
[203]
النخعي
الظاهر انصرافه إلى " أيوب بن نوح " ففي خبر استحباب تشبه أهل مكة
بالمحرمين " موسى بن القاسم، عن النخعي " (2) يعني أيوب بن نوح. وفي طواف
التهذيب في خبر من نسي صلاة الطواف حتى خرج " عن النخعي أبي الحسين " (3)
وأبو الحسين كنية أيوب بن نوح.

(1) معجم الأدباء: 13 / 292 - 294، 290.
(2) لم نعثر عليه.
(3) التهذيب: 5 / 138.
78

وأما نقل الوسائل رواية الشيخ خبر عبيد بن زرارة " قلت له: إني أطوف
طواف النافلة وأنا على غير وضوء " عن النخعي، عن أيوب بن نوح، عن ابن أبي
عمير (1) فالظاهر أن نسخته من التهذيب أو الاستبصار كانت فيه حاشية بعد
" النخعي " بلفظ " أي أيوب بن نوح " فحرف وخلط بالمتن، وإلا فرواه طواف
التهذيب (2) ومن طاف على غير طهر الاستبصار، عن النخعي، عن ابن أبي عمير (3).
ثم الذي وجدنا رواية " النخعي عن ابن أبي عمير " كما في ذاك الخبر، وكما
في خبر من أحدث في طواف الفريضة (4).
وأما رواية التهذيب لخبر الطائف إذا خرج لحاجة " عن موسى بن القاسم، عن
ابن أبي عمير، عن النخعي " (5) فالظاهر أنه حرف عن موضعه، وأن الأصل كان
" موسى، عن النخعي، عن ابن أبي عمير " ورواه الاستبصار (6) وأسقط " النخعي " رأسا،
والظاهر سقوطه منه بقرينة رواية التهذيب له معه، وتقديمه كالموضعين الأولين.
وورد العنوان في طواف التهذيب في خبر الشك بين الستة والسبعة (7) وفي خبر
جواز طواف النافلة بغير وضوء (8) وفي خبر من أحدث في الأثناء (9). وورد في
زيادات فقه حجه مرتين (10).
[204]
النسائي
ينصرف إلى " أحمد بن علي بن شعيب " صاحب السنن، وله خصائص في
مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام). منسوب إلى " نسا " قرية بخراسان، مات سنة 303 قاله
السمعاني.

(1) الوسائل: 9 / 445.
(2) التهذيب: 5 / 117.
(3) الاستبصار: 2 / 222.
(4) التهذيب: 5 / 118.
(5) التهذيب: 5 / 120.
(6) الاستبصار: 2 / 224.
(7) التهذيب: 5 / 110.
(8) تقدم آنفا.
(9) تقدم آنفا.
(10) التهذيب: 5 / 389، 401.
79

[205]
النصيبي
ورد حماد بن عمرو النصيبي في نسبة توحيد الكافي (1) وفي الإيمان مبثوثه (2).
وقال النجاشي في " محمد بن أحمد بن عبد الله بن مهران " المتقدم:
قال الصفواني: كتب الحسن بن محمد بن الوجناء أبو محمد النصيبي إلى
العسكري (عليه السلام)... الخ.
[206]
النصيري - بالضم -
قال السمعاني: النصيرية نسبوا إلى رجل اسمه " نصير " وكان في جماعة قريبا
من سبعة عشر نفسا كانوا يزعمون أن عليا (عليه السلام) هو الله تعالى، فلما سمع علي (عليه السلام)
مقالتهم أمرهم بالتوبة، فامتنعوا فأمر بهم فأحرقوا وهرب منهم نصير واشتهر عنه
هذا الكفر... الخ. هكذا قال السمعاني.
والصواب: أن النصيرية أصحاب " محمد بن نصير الفهري " الذي كان في زمن
الهادي (عليه السلام) فكتب (عليه السلام) إلى العبيدي: " أبرأ إلى الله منه " ذكره الكشي (3) ورجال
الشيخ. وأما من كان في عصر أمير المؤمنين (عليه السلام) فأحرق أصحابه فهو " عبد الله ابن
سبأ " فالظاهر أنه خلط.
[207]
النطنزي
مر في محمد بن علي الكاتب.
[208]
النعماني
ينصرف إلى " محمد بن إبراهيم بن جعفر " صاحب الغيبة، المتقدم.

(1) الكافي: 1 / 91.
(2) الكافي: 2 / 38.
(3) الكشي: 520.
80

[209]
النوفلي
قال: لقب جمع منهم " الحسين بن يزيد " الذي يروي عنه السكوني.
أقول: بل يروي عن السكوني، فقال النجاشي في طريقه إلى السكوني:
" النوفلي عن السكوني " ومثله في نوادر طواف الكافي (1) وآخر طواف التهذيب (2).
ومر " أبو محمد النوفلي " وأنه الذي يروي عن السكوني.
وورد " محمد بن إبراهيم النوفلي " في وقت صلاة يوم غيم الكافي (3) وما يقال
عند مستقبل شهر رمضانه (4) وفي خضخض نكاحه (5). وأما ما في زيادات مواقيت
التهذيب " محمد بن إبراهيم، عن النوفلي " (6) فتصحيف " محمد بن إبراهيم النوفلي "
بشهادة تلك المواضع.
وورد " النوفلي " في زيادات فقه نكاحه (7) وفي نوادر بعد المياه المنهي عنها
من الكافي (8).
ويمكن أن يكون النوفلي نسبة إلى " نوفل بن عبد مناف " عم عبد المطلب
وإلى " نوفل بن الحارث بن عبد المطلب " ابن عم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يذكر السمعاني
غيرهما، لكن مر في " الحسين بن يزيد " أنه مولى نوفل النخع.
[210]
النهدي
ورد في الكافي في خبر في باب " أنه لو لم يبق في الأرض إلا رجلان لكان
أحدهما الحجة " (9) وفي خبر في باب " شراء السرقة " (10) واستظهر الجامع في الأول

(1) الكافي: 4 / 430.
(2) التهذيب: 5 / 135.
(3) الكافي: 3 / 285.
(4) الكافي: 4 / 76.
(5) الكافي: 5 / 541.
(6) التهذيب: 2 / 255.
(7) التهذيب: 7 / 473.
(8) الكافي: 6 / 391.
(9) الكافي: 1 / 180.
(10) الكافي: 5 / 229.
81

إرادة " الهيثم بن أبي مسروق " به وفي الثاني إرادة " داود بن محمد " به.
[211]
النيلي
عده الإكمال في من رأى الحجة (عليه السلام) من غير الوكلاء من بغداد (1).
[212]
الواسطي
روى عن الصادق (عليه السلام) في ما يستحب من تزويج الكافي (2). والظاهر أن المراد
به " بسطام بن سابور " المتقدم، لقول البرقي ثمة: وهو أبو الحسن الواسطي.
[213]
الواقدي
مر بعنوان " محمد بن عمر " ومرت قصته مع صديقين له كما في يعقوب بن
شيبة، ولد سنة 130 ومات سنة 207.
وفي فهرست ابن النديم: هو الذي روى أن عليا (عليه السلام) كان من معجزات
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كالعصا لموسى (عليه السلام) وإحياء الموتى لعيسى (عليه السلام) (3).
وروى في كتاب شوراه - على نقل ابن أبي الحديد عند شرح " ومن كلام
له (عليه السلام) وقد وقعت بينه وبين عثمان مشاجرة " - عن ابن عباس قال: شهدت عتاب
عثمان لعلي (عليه السلام) يوما فقال له: نشدتك الله أن تفتح للفرقة بابا، فلعهدي بك وأنت
تطيع عتيقا وابن الخطاب ولست بدون واحد منهما، فإن كنت تزعم أن هذا الأمر
جعله النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لك فقد رأيناك حين توفي نازعت ثم أقررت (إلى أن قال)
فقال له علي (عليه السلام): أما الفرقة فمعاذ الله، ولكني أنهاك عما ينهاك الله ورسوله عنه،
وأما عتيق وابن الخطاب فإن كانا أخذا ما جعله النبي (صلى الله عليه وآله) لي فأنت أعلم بذلك
والمسلمون، ومالي ولهذا الأمر وقد تركته منذ حين (إلى أن قال) وأما التسوية

(1) إكمال الدين: 442.
(2) الكافي: 5 / 337.
(3) فهرست ابن النديم: 111.
82

بينك وبينهما فلست كأحدهما، أنهما وليا هذا الأمر فظلفا أنفسهما وأهلهما عنه
وعمت وقومك فيه عوم السابح في اللجة، فحتى متى وإلى متى لا تنهى سفهاء بني أمية
عن أعراض المسلمين وأبشارهم وأموالهم، والله! لو ظلم عامل من عمالك حيث
تغرب الشمس لكان إثمه مشتركا بينه وبينك، فقال عثمان: لك العتبى... الخبر (1).
وروى الطبري عنه أنه كان مراهقا يحفظ ما يرى حين أمر المنصور بحمل
عبد الله بن الحسن وأهل بيته إلى الحبس (2).
[214]
الوصافي
عنونه أبو غالب في ثبت كتبه وأثبت له كتابا، وطريقه إليه ابن مسكان (3).
وروى الوصافي عن الصادق (عليه السلام) في " إجلال كبير " الكافي (4) وعن أبي
جعفر (عليه السلام) في كظم غيظه (5) وفي كراهة رد سائله (6) وعن السجاد (عليه السلام) في صلة رحمه (7).
والظاهر أن المراد به " عبيد الله بن الوليد " المتقدم، لتعريف أخيه عبد الله به
- كما مر - فإن عبيد الله ذاك كان ذا كتاب يرويه عنه ابن مسكان، وقد صرح بكونه
هو خبر صنائع المعروف المروي في المجلس 26 من مجالس الشيخ (8).
وأما ما في المشيخة " وما كان فيه عن الوصافي فقد رويته (إلى أن قال) عن
ابن فضال، عن عبد الله بن الوليد الوصافي " (9) فلا يبعد كون " عبد الله " فيه مصحف
" عبيد الله " لقلة الفرق بينهما في الخط. ولم يذكر الذهبي وابن حجر والسمعاني غير
" عبيد الله " والظاهر أن الوليد بن العلاء الوصافي - المتقدم - أبوه.
ثم وجه وصفه بالوصافي كونه من ولد مالك بن عامر الوصاف، كما صرح به

(1) شرح نهج البلاغة: 9 / 15.
(2) تاريخ الطبري: 7 / 550.
(3) رسالة في آل أعين: 73.
(4) الكافي: 2 / 165.
(5) الكافي: 2 / 110.
(6) الكافي: 4 / 15.
(7) الكافي: 2 / 156.
(8) أمالي الشيخ الطوسي: 2 / 216.
(9) الفقيه: 4 / 481.
83

السمعاني.
وعن ابن دريد: سمي مالك وصافا، لأن المنذر الأكبر آلى يوم أواره أن لا
يرفع عن بكر بن وائل القتل، وكان يذبحهم على جبل حتى يبلغ الدم الأرض،
فقال له مالك: لو قتلت أهل الأرض لم يبلغ دمهم الأرض ولكن صب عليه ماء فإنه
يبلغ الأرض، فسمي وصافا لذلك (1).
[215]
الهاشمي
من وصف به لا يحصى، وقد بدل الوافي خبرا في باب " ما يجوز للمحرمة أن
تلبسه " من الكافي " عن إسماعيل بن الفضل الهاشمي " (2) بقوله: " عن الهاشمي " (3)
وهو تعبير غلط، فلم يقل أحد بأن إسماعيل صار مشهورا بالهاشمي، ولا عبر به
عنه في خبر.
[216]
الهجري
هو: رشيد - المتقدم - قال السمعاني: كان يؤمن بالرجعة وتكلم في ذلك
بالكوفة، فقطع زياد لسانه وصلبه.
وورد في خبر الكشي في إسحاق بن عمار (4).
[217]
الهلالي
مر في " أحمد بن هلال " خبر التوقيع في الشلمغاني: وأعلمهم أننا في التوقي
والمحاذرة منه على ما كنا عليه ممن تقدمه من نظرائه من الشريعي والنميري
والهلالي.

(1) لم نعثر عليه.
(2) الكافي: 4 / 346.
(3) الوافي: 12 / 586.
(4) الكشي: 409.
84

[218]
اليعقوبي
ورد في تعجيل دفن الكافي (1) وفي صلاة مصلوبه (2). والظاهر أن المراد به
" داود بن علي اليعقوبي " المتقدم.
وجعله الجامع " موسى بن عيسى " ولما كان الخبران في البابين بلفظ
" اليعقوبي عن موسى بن عيسى " حكم بأن كلمة " عن " فيهما زائدة، لأن في خبر
نوادر طواف الكافي (3) وأواخر طواف التهذيب " عن موسى بن عيسى اليعقوبي " (4)
لكنه كما ترى فحكم بتصحيف خبرين، بل تصحيف ثلاثة أخبار، فمثلها أيضا ورد
في آخر سراري التهذيب (5) لخبر، والقاعدة العكس، ومضمون خبر الطواف في
امرأة نذرت الطواف على أربع.
وكيف كان: فورد " اليعقوبي " أيضا في نوادر بعد المياه المنهي عنها من
الكافي (6) وفي النهي عن الكلام في كيفيته (7) وفي زيادات فقه نكاح التهذيب (8) وورد
أيضا في زيادات حدوده (9).
[219]
اليونسي
قال: لقب " محمد بن عيسى بن عبيد " المتقدم.
أقول: ما قاله وهم، فإنما أخبروا عن العبيدي بكونه " يونسيا " لا وصفوه به
حتى يصير لقبا له، مع أنه مر في " يحيى بن عمران " وفي " عباس بن محمد - أو -
موسى " بكونهما أيضا يونسيا.
* * *

(1) الكافي: 3 / 138.
(2) الكافي: 3 / 216.
(3) الكافي: 4 / 429.
(4) التهذيب: 5 / 135.
(5) التهذيب: 8 / 215.
(6) الكافي: 6 / 391.
(7) الكافي: 1 / 94.
(8) التهذيب: 7 / 473.
(9) التهذيب: 10 / 150.
85

في ألقاب غير منسوبة
[220]
آبي اللحم
هو " حويرث الغفاري " على نقل الاستيعاب عن ابن الكلبي، وأما على نقل
أسد الغابة عنه فجده خلف بن مالك.
[221]
الأجلح
هو " يحيى بن عبد الله الكندي " المتقدم.
ورد في باب الإشارة والنص على الحسن (عليه السلام) (1).
[222]
الأحول
ورد في علة تضاعيف ميراث ذكر الكافي (2) وغيبته (3) وما يجزي من مهر متعته (4) ونيته (5)
وبعد حديث يأجوجه (6) وفي الرجل يعطي زكاته من يظن أنه معسر (7) وفي روحه (8)
وفي فضل صوم شعبانه (9) وفي اختلاط مطره بالبول (10) وفي تعجيل زكاة التهذيب (11).
ومر بعنوان " محمد بن علي النعمان " وورد في أخبار الكشي فيه الماضية (12).
[223]
الأخرم
مر في الأسماء أنه محرز بن نضلة.

(1) الكافي: 1 / 298.
(2) الكافي: 7 / 85.
(3) لم نعثر عليه في الكافي.
(4) الكافي: 5 / 457.
(5) الكافي: 2 / 85.
(6) روضة الكافي: 227.
(7) الكافي: 3 / 545.
(8) الكافي: 1 / 133.
(9) الكافي: 4 / 94.
(10) الكافي: 3 / 13.
(11) التهذيب: 4 / 45.
(12) الكشي: 185.
86

[224]
أخطب خوارزم
قال: لقب " موفق بن أحمد " من علماء المائة الخامسة من أصحابنا.
أقول: بل من العامة، وكون كتابه في فضائل أئمتنا (عليهم السلام) لا ينافيه.
[225]
الأخير (عليه السلام)
روى الكافي في 5 من أخبار 44 من أبواب صومه عن محمد بن يحيى، عن
محمد قال: كتبت إلى الأخير (عليه السلام) (1) ورواه التهذيب في 6 من 21 من أبواب صومه
عن الكافي مثله (2).
والمراد به العسكري الأخير (عليه السلام) فرواه الفقيه في 3 من أخبار 30 من أبواب
صومه، عن الصفار، عن أبي محمد الحسن (عليه السلام) (3).
ويظهر منه أيضا أن " محمد بن يحيى عن محمد " في الكافي المراد بمحمد فيه
" محمد بن الحسن الصفار " لا " محمد بن أحمد بن يحيى " وإن كان محمد بن
يحيى يروي عن ذاك أيضا، ولا محمد بن الحسين.
ومما ذكرنا يظهر لك ما في تعليق بعض محشي التهذيب على " محمد " أنه
" ابن الحسين " وبعض محشي الكافي على " الأخير (عليه السلام) " أنه الهادي (عليه السلام).
[226]
الأرقط
قال: قال في عمدة الطالب: أعقب عبد الله الباهر من ابنه محمد الأرقط
يكنى الأرقط " أبا عبد الله " وكان محدثا من أهل المدينة أقطعه السفاح عين
سعيد بن خالد، وعمر 58 سنة وإنما لقب الأرقط لأنه كان مجدورا، قال ذلك
أبو الحسن العمري.

(1) الكافي: 4 / 124.
(2) التهذيب: 4 / 247.
(3) الفقيه: 2 / 153.
87

وقال أبو نصر البخاري: من يطعن في الأرقط فلا يطعن فيه من حيث النسب،
وإنما يطعنون فيه لشيء جرى بينه وبين الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) يقال: إنه
بصق في وجه الصادق (عليه السلام) فدعا عليه فصار أرقط الوجه به رعش كريه المنظر (1).
أقول: وقال النجاشي في " الحسين بن زيد " المتقدم: " زوجه الصادق (عليه السلام)
بنت الأرقط " والمراد به من في العمدة " محمد الأرقط " ابن عبد الله الباهر فهو ابن
عم الصادق (عليه السلام)، وهو ختن الصادق (عليه السلام) على أخته أم سلمة، وابنه " إسماعيل بن
الأرقط " منها، ففي خبر صلاة حوائج الكافي (2) وصلاة مرغب التهذيب عن
إسماعيل بن الأرقط وأمه أم سلمة أخت أبي عبد الله (عليه السلام) (3).
وفي نسب قريش مصعب الزبيري: كانت أم سلمة - أي بنت الباقر (عليه السلام) - عند
محمد الذي يقال له: " الأرقط ابن عبد الله بن علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب " فولدت له إسماعيل بن محمد (4).
وأما ما في دخول حمام التهذيب " عن هارون بن الحكيم الأرقط خال أبي
عبد الله (عليه السلام) " (5) فتصحيف، والصواب " عن هارون بن الجهم، عن ابن الأرقط الذي
أبو عبد الله (عليه السلام) خاله " فلولا تحريفه يلزم أن يكون جد الصادق (عليه السلام) لأمه " الحكيم
الأرقط " مع أنه القاسم بن محمد بن أبي بكر.
وأما ما في الإكمال في أخبار موت إسماعيل بن جعفر " عن الأرقط بن عمر
عم أبي عبد الله (عليه السلام) " فمحرف: عن الأرقط ابن عم أبي عبد الله (عليه السلام) (6).
وروى هارون بن الجهم عن الأرقط أيضا في مباشرة أشياء الكافي (7) وفي
أدب طلبه (8).

(1) عمدة الطالب: 252.
(2) الكافي: 3 / 478.
(3) التهذيب: 3 / 313.
(4) نسب قريش: 63.
(5) التهذيب: 1 / 375.
(6) إكمال الدين: 72.
(7) الكافي: 5 / 91.
(8) هو نفس الباب المذكور في بعض النسخ، كما أشار إليه المعلق في حاشيته.
88

[227]
الأشتر
مر بعنوان " مالك بن الحارث " وكان بلقبه أشهر، فقال: لو كان ابن الزبير قال
يوم الجمل: " اقتلوني والأشتر " بدل قوله: " اقتلوني ومالكا " لقتلت.
[228]
الأشج
هو: " المنذر بن عائذ العبدي " قيل: إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال له: " يا أشج " فهو أول
يوم سمي فيه الأشج.
[229]
الأصم
مر بعنوان: أبو بكر الأصم.
وفي نقض عثمانية الإسكافي: ينبغي أن ينظر أهل الإنصاف هذا الفصل
ويقفوا على قول الجاحظ والأصم في نصرة العثمانية واجتهادهما في تهجين
فضائل هذا الرجل، فمرة يبطلان معناها ومرة يتوصلان إلى حط قدرها، أليس إذا
تأملت قصصهما وسجعهما علمت أنها ألفاظ ملفقة بلا معنى، وأنها عليهما شجى
وبلاء، فما عسى أن يبلغ كيد الكائد الشانئ لمن أضاءت فضائله إضاءة الشمس (1).
وعد الشيخ في الفهرست في كتب الفضل بن شاذان كتاب: " الرد على الأصم ".
وهو: " حاتم بن عنوان أبو عبد الرحمن البلخي " قالوا: توفي سنة 237 وكان
من الصوفية.
ويطلق " الأصم " أيضا على " عبد الله بن عبد الرحمن الأصم " فروى الكافي أول
35 من أبواب دياته بإسناده " عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن مسمع " وفي

(1) شرح نهج البلاغة: 13 / 247.
89

آخره: عن الأصم، عن مسمع (1).
[230]
الأصغر
لقب " علي " و " الحسين " من بني السجاد الستة الذين أعقبوا، وأما كونه ابن
الحسين (عليه السلام) الرضيع فوهم، لأن اسم " الرضيع " كان عبد الله ولم يكن له شريك في
الاسم حتى يحتاج إلى تميز، وإنما اختلف في " علي السجاد (عليه السلام) " و " علي
المقتول " أيهما " علي الأصغر " والآخر " علي الأكبر " فالأشهر أن " السجاد (عليه السلام) "
كان الأصغر، وذهب الشيخان إلى أنه كان الأكبر (2).
[231]
أعثم الكوفي
في كشف الظنون: فتوح أعثم، وأعثم هو " محمد بن علي الكوفي " وترجم
فتوحه أحمد بن محمد المنوفي (3).
قلت: وتاريخ تأليف كتابه سنة 204 كما صرح به المنوفي، وهو من مؤرخي
العامة إلا أنه ليس من نصابهم، فروى أن أمير المؤمنين (عليه السلام) بعث ابن عباس بعد
فتح البصرة إلى عائشة يأمرها بالرجوع إلى المدينة، ثم جاءها بنفسه وأمرها
بالشخوص، ثم بعث إليها بابنه الحسن (عليه السلام) وقال له: قل لها: إن لم تشخصي
الساعة، والله! لأقولن فيك كلمة أعلمها فأبلغها، وكانت تسرح رأسها ونسجت
إحدى ذؤابتيها وبقيت أخرى، فلما سمعت ذلك قامت وقالت: قربوا راحلتي أرجع
إلى المدينة، وكانت عندها امرأة من المهالبة فقالت يا أم المؤمنين جاءك ابن
عباس وكانت بينكما كلمات شديدة وجاءك علي (عليه السلام) بنفسه وقال لك ما قال فلم
تضطرب اضطرابك من كلام هذا الغلام؟ فقالت: اضطربت من كلامه لأمرين:

(1) الكافي: 7 / 326، 328.
(2) الإرشاد: 253، رجال الطوسي: 102.
(3) كشف الظنون: 2 / 1239، وفيه: المتوفي.
90

الأول أنه ابن المصطفى فمن أراد أن ينظر إلى سواد عين المصطفى فلينظر في
سواد عين الحسن، والآخر متعلق بلسان علي لابد لي من الشخوص، فقالت
المرأة: أحلفك بالذي أرسل محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) بالحق أن تخبريني، فقالت: أخبرك لما أحلفتني، كانت قد جاؤوا بغنائم كثيرة من غزوة فقسمها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على أصحابه، فطلبت أنا وجمع من نسائه من الغنائم وألححنا، فحصر صدر
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من ذلك وكان " علي " حاضرا فلامنا على ذلك وقال: " أسكتن فقد آذيتن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فجاوبناه بكلمات شديدة، فقرأ علي: (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن) فرجعنا إلى إلحاحنا وخطاب " علي " بكلمات
شديدة، فغضب النبي وقال لعلي: قد جعلت طلاق هؤلاء النسوة بيدك، فطلق من
تشاء منهن بعدي، فخفت إن لم أشخص هذه الساعة أن يطلقني " علي " فأنقطع عن
النبي (صلى الله عليه وآله) (1).
[232]
أعشى باهلة
في شرح النهج: روى عثمان بن سعيد عن يحيى التيمي، عن الأعمش، عن
إسماعيل بن رجاء قال: قام أعشى باهلة - وهو يومئذ غلام حدث - إلى علي (عليه السلام)
وهو يخطب ويذكر الملاحم، فقال: ما أشبه هذا الحديث بحديث خرافة!
فقال (عليه السلام): " يا غلام، إن كنت آثما في ما قلت فرماك الله بغلام ثقيف " ثم سكت،
فقام رجال وقالوا: من غلام ثقيف يا أمير المؤمنين؟ قال: " غلام يملك بلدتكم هذه
لا يترك لله حرمة إلا انتهكها، يضرب عنق هذا الغلام بسيفه "، فقالوا: كم يملك؟
قال: " عشرين إن بلغها " قال إسماعيل: فو الله! لقد رأيت بعيني أعشى باهلة - وقد
أحضر في جملة الأسرى الذين أسروا من جيش ابن الأشعث - عند الحجاج
فقرعه ووبخه واستنشده شعره الذي حرض فيه ابن الأشعث على الحجاج، ثم

(1) الفتوح: 2 / 483 - 484، باختلاف في العبارات (ط دار الأضواء بيروت).
91

ضرب عنقه في ذلك المجلس (1).
[233]
الأعمش
قال: لقب " سليمان بن مهران " و " معمر بن زائدة ".
أقول: " الأعمش " إنما هو الأول، وأما الأخير فكان قائد الأعمش. ومر
في الأسماء.
وروى الخطيب عن عيسى بن يونس قال: حدثنا الأعمش بأربعين حديثا
فيها ضرب الرقاب، لم يشركني فيها غير محمد بن إسحاق، ربما قال لمحمد: من
معك؟ فيقول: عيسى، فيقول أدخلا وأجيفا الباب، وكان يسأله عن حديث الفتن (2).
وورد في ميراث أجداد الفقيه (3) وميراث من علا من آبائه (4).
وفي الطبري في عنوان " خروج محمد بن عبد الله سنة 145 " كتب المنصور
إلى الأعمش كتابا على لسان محمد يدعوه إلى نصرته، فلما قرأه قال: قد خبرناكم
يا بني هاشم فإذا أنتم تحبون الثريد، فلما رجع الرسول إلى المنصور فأخبره، قال:
أشهد أن هذا كلام الأعمش (5).
[234]
الأفطس
هو الحسن بن علي الأصغر بن السجاد (عليه السلام).
وفي عمدة الطالب: قال أبو نصر البخاري: كان بين الأفطس وبين
الصادق (عليه السلام) كلام، فتوجه الطعن عليه لذلك لا لشيء في نسبه، وكان يقال له: رمح
آل أبي طالب لطوله.

(1) شرح نهج البلاغة: 2 / 289.
(2) تاريخ بغداد: 11 / 153.
(3) الفقيه: 4 / 285.
(4) لم نقف على هذا الباب في الفقيه، وجدناه في التهذيب: 9 / 315.
(5) تاريخ الطبري: 7 / 577.
92

وقال أبو الحسن العمري: كان صاحب راية " محمد بن عبد الله " الصفراء، ولما
قتل محمد اختفى الأفطس فلما لقي الصادق (عليه السلام) المنصور قال له: تريد أن تسدى
إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يدا؟ قال: نعم، قال: تعفو عن ابن عمه " الحسن بن علي بن
علي " فعفا عنه.
وقال أبو نصر البخاري: سمعت جماعة يقولون: إن الصادق (عليه السلام) كان يوصي
بجماعة من عشيرته عند موته فأوصى للأفطس بثمانين دينارا، فقالت له عجوز في
البيت أتأمر له بذلك وقد قعد لك يريد أن يقتلك؟ فقال: " أتريدين أن أكون ممن قال
تعالى (ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل) لأصلن رحمه وإن قطع، أكتبوا له بمائة
دينار، وهذه شهادات قاطعة من الصادق (عليه السلام) أنه ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)... الخ (1).
[235]
الأقرع
قال: لقب أحمد بن محمد بن بندار مولى الربيع.
أقول: بل لقب " الربيع مولى أحمد " على قول الشيخ في رجاله، ولقب " أحمد
ابن محمد بن الربيع " على قول النجاشي.
وفي الكافي في مولد العسكري (عليه السلام): إسحاق عن " أحمد بن محمد الأقرع "
ثم في خبر بعده: إسحاق عن الأقرع قال: كتبت إلى أبي محمد (عليه السلام) (2).
[236]
الباهر
قال: لقب " عبد الله " وأمه أم أخيه الباقر (عليه السلام).
وفي العمدة، قالوا: ما جلس مجلسا إلا بهر جماله من حضر (3).
أقول: وفي نسب قريش مصعب الزبيري: أم عبد الله وأم الباقر (عليه السلام) أم عبد الله

(1) عمدة الطالب: 339 - 340.
(2) الكافي: 1 / 509.
(3) عمدة الطالب: 252.
93

بنت الحسن (عليه السلام) كأخيهما الحسين الأكبر (1). ولكن إرشاد المفيد جعل عبد الله
والحسين الأكبر من أم ولد (2).
[237]
البرذون
مر في " جعفر بن شبيب " قول الشيخ في رجاله - لا فهرسته كما قال المصنف -:
ويعرف بالبرذون.
[238]
بزرقان
قال: لقب " محمد بن سليمان " وكيل الجعفري اليماني.
أقول ما ذكره وهم، فإنما تقدم " محمد بن سليمان زرقان " لا " بزرقان ". ومر
ثمة وهمه في جعله: محمد بن سليمان بن زرقان.
ويأتي زيادة كلام في زرقان.
[239]
البطل
مر في " عبد الله بن القاسم " قول النجاشي: المعروف بالبطل.
[240]
البقباق
مر في " الفضل بن عبد الملك البقباق " خبر الكشي: " وعنده البقباق "، وورد
في نسخة في آخر سراري التهذيب (3).
[241]
بنان
قال: مر في " بنان بن محمد بن عيسى " تصريح الكشي: أن " بنانا " لقب أخي:

(1) نسب قريش: 50، 59.
(2) الإرشاد: 261.
(3) التهذيب: 8 / 215.
94

محمد بن عيسى.
أقول: بل أخي أحمد بن محمد بن عيسى.
قال: هو عبد الله بن محمد.
قلت: والأصل فيه النقد، لكن في وجوب إخراج زكاة التهذيب: بنان بن
محمد عن أخيه عبد الله بن محمد (1).
قال: كما أتى " بنان " لقبا كذلك إسما، فمر بنان التبان.
قلت: ذاك كان " بيان التبان " لا " بنان " فمر أنه كان يتأول قوله تعالى: (هذا
بيان للناس) على نفسه.
[242]
بياع الأرز
قال: لقب يوسف بن السخت.
أقول: مر كونه وهما.
[243]
بياع الأكسية
قال: لقب صابر مولى معاذ.
أقول: بل نفس معاذ، كما مر.
[244]
بيان
مر في: بنان.
[245]
تاتانة
قال: لقب الحسين بن إبراهيم.
أقول: بل اسم جدته، فإنما مر: الحسين بن إبراهيم بن تاتانة.

(1) التهذيب: 4 / 91.
95

[246]
ثعلب
في كنى طبقات السيوطي - بعد ذكر الثعالبي والثعلبي -: ثعلب اثنان (1). ومراده
" أحمد بن يحيى " المعروف، و " محمد بن عبد الرحمن ".
وفي كنى القمي: كان " أحمد " إذا سئل عن مسألة أجاب من هاهنا وهاهنا،
فشبه بثعلب أغار.
ويروي عن ابن السكيت، كما مر فيه.
[247]
ثوابا
مر قول النجاشي: محمد يلقب ثوابا.
[248]
الجاحظ
هو: " عمرو بن بحر " وفي تنبيه أشراف المسعودي: كان يؤلف الكتاب الكثير
المعاني الحسن النظم، فينسبه إلى نفسه فلا يرى الأسماع تصغى إليه ولا الإرادات
تيمم نحوه، ثم يؤلف ما هو أنقص منه رتبة وأقل فائدة ثم ينحله إلى " عبد الله بن
المقفع " أو " سهل بن هارون " أو غيرهما من المتقدمين ومن طارت أسماؤهم في
المصنفين، فيقبلون على كتبها ويسارعون إلى نسخها (2).
وفي معجم الحموي: صار الجاحظ إلى منزل بعض إخوانه فاستأذن عليه،
فخرج إليه غلام عجمي فقال: من أنت؟ قال: " الجاحظ " فدخل الغلام فقال:
الجاحد على الباب، وسمعها الجاحظ فقال صاحب الدار للغلام: أنظر من الرجل؟
فخرج وسأل عن اسمه فقال: أنا الحدقي - لأن حدقته كانت ناتئة عن محجر العين،
ولذلك لقب بالجاحظ - فدخل الغلام فقال: " الحلقي " وسمعها الجاحظ، فصاح به

(1) بغية الوعاه: 428.
(2) التنبيه والإشراف: 66.
96

في الباب ردنا إلى الأول، يريد أن قوله: " الجاحد " مكان " الجاحظ " أسهل عليه
من " الحلقي " مكان " الحدقي " (1).
وفي القاموس: أتان حلقية - محركة - تداولتها الحمر حتى أصابها داء
في رحمها.
وفي المروج: قال الجاحظ: دعاني المتوكل لتأديب بعض ولده فلما رآني
استبشع منظري، فأمر لي بشيء وصرفني (2).
وقال المسعودي: صنف الجاحظ كتابا استقصى الحجاج فيه عند نفسه،
وعضده بالأدلة في ما تصور من عقله، ترجمه بكتاب العثمانية يحل فيه عند نفسه
فضائل علي (عليه السلام) ومناقبه، طلبا لإماتة الحق ومضادة لأهله، والله متم نوره ولو كره
الكافرون، ثم لم يرض بهذا حتى أعقبه بتصنيف كتاب آخر في إمامة المروانية،
وذكر جمعا نقضوا كتابه (3).
وقال أبو جعفر الإسكافي في جملة ما نقض عثمانية الجاحظ - في ادعائه
سبق إسلام أبي بكر -: أما القول فممكن والدعوى سهلة سيما على مثل الجاحظ،
فإنه ليس على لسانه من دينه وعقله رقيب وهو من دعوى الباطل غير بعيد،
فمعناه نزر وقوله لغو ومطلبه سجع وكلامه لعب ولهو، يقول الشيء وخلافه
ويحسن القول وضده، ليس له من نفسه واعظ ولا لدعواه حد قائم، وإلا فكيف
تجاسر على القول بأن عليا (عليه السلام) حينئذ لم يكن مطلوبا ولا طالبا (إلى أن قال) لا
أشك أن الباطل أقام أبا عثمان والخطأ أقعده والخذلان أصاره إلى الحيرة، فما علم
وعرف حتى قال ما قال، فزعم أن عليا (عليه السلام) قبل الهجرة لم يمتحن ولم يكابد
المشاق (إلى أن قال) هذا هو الكذب الصراح والتحريف والإدخال في الرواية ما
ليس منها، والمعروف المنقول أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لعلي (عليه السلام): " إذهب فاضطجع في

(1) معجم الأدباء: 16 / 85.
(2) مروج الذهب: 4 / 17.
(3) مروج الذهب: 3 / 237.
97

مضجعي وتغش ببردي الحضرمي فإن القوم سيفقدونني ولا يشهدون مضجعي
فلعلهم إذا رأوك يسكنهم ذلك حتى يصبحوا، فإذا أصبحت فاغد في أداء أمانتي "
ولم ينقل ما ذكره الجاحظ، وإنما ولده أبو بكر الأصم وأخذه الجاحظ، ولا أصل له (1).
[249]
جحظة
هو: أحمد بن جعفر بن موسى بن يحيى بن خالد بن برمك.
في المعجم، قال ابن مقلة: سألته عمن لقبه، فقال " لقيني ابن المعتز يوما فقال:
ما حيوان إذا قلب صار آلة للبحرية، فقلت: " علق " فإذا عكس صار قلعا، فقال:
أحسنت يا جحظة فلزمني هذا اللقب " وهو من في عينيه نتوء جدا وكان قبيح
المنظر، وكان المعتمد يلقبه خيناكر (2).
[250]
جلال الدولة
ابن بهاء الدولة بن عضد الدولة
في كامل الجزري: كان ملكه ببغداد ست عشرة سنة وأحد عشر شهرا، وكان
يمشي حافيا قبل أن يصل إلى مشهدي علي والحسين (عليهما السلام) نحو فرسخ، يفعل
ذلك تدينا (3).
[251]
الجماز
ابن أخت سلم الخاسر
وهو: محمد بن عمرو بن حماد، مولى تيم.
قال الخطيب: دخل بغداد في أيام هارون وفي أيام المتوكل، ولما دخل على
المتوكل أنشده:

(1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 13 / 253 - 263.
(2) معجم الأدباء: 2 / 242.
(3) الكامل في التاريخ: 9 / 516.
98

ليس لي ذنب إلى الشيعة إلا خلتين * حب عثمان بن عفان وحب القمرين (1)
وروى عن عافية بن شبيب التميمي قال: كنا نكثر الحديث للمتوكل عن
الجماز فكتب في حمله، فلما دخل عليه لم يقع في قلبه، فقال له: تكلم فإني أريد
أن أستبرئك، فقال: بحيضة أو حيضتين؟ فضحكوا منه، فقال له الفتح: قد تكلمنا
الخليفة فيك حتى ولاك جزيرة القرود، فقال: أفلست في السمع والطاعة؟ فحصر
الفتح وسكت فأمر له المتوكل بعشرة آلاف فأخذها وانحدر فمات فرحا بها (2).
[252]
الحجال
ورد في نزول مزدلفة التهذيب (3) وأواخر زيادات فقه حجه (4) وحد حرم
حسينه (عليه السلام) (5) ونية الكافي (6) وترتيله (7) ونوادر حده (8) واستصغار ذنبه (9) وغسل من
غسل ميته (10) والمشي مع جنازته (11) ومن يدخل قبره (12) وأسعاره (13).
وينصرف إلى " عبد الله بن محمد الأسدي " المتقدم، فمر أن الشيخ في
الفهرست والنجاشي أنهيا طريقهما إليه بلفظ: الحجال.
[253]
حاجب الحجاب
شرح ترتب جميع المفاسد على شورى عمر، كما في شرح النهج عند قوله:
" ومن كلام له (عليه السلام) وقد وقعت بينه وبين عثمان مشاجرة فقال المغيرة بن أخنس:
أنا أكفيكه " (14) واسمه: محمد بن سليمان.

(1) في المصدر: العمرين.
(2) تاريخ بغداد: 3 / 125 - 126.
(3) التهذيب: 5 / 195.
(4) التهذيب: 5 / 469.
(5) التهذيب: 6 / 72.
(6) الكافي: 2 / 86.
(7) الكافي: 2 / 616.
(8) الكافي: 7 / 265.
(9) الكافي: 2 / 288.
(10) الكافي: 3 / 161.
(11) الكافي: 3 / 170.
(12) الكافي 3 / 193.
(13) الكافي: 5 / 163.
(14) شرح نهج البلاغة: 9 / 24.
99

[254]
حاجز
يأتي في " العطاء " كونه ممن رأى الحجة من الوكلاء ببغداد.
[255]
حسكا
مر في " الحسن بن الحسين بن بابويه " قول المنتجب: المدعو حسكا.
[256]
الحفار
هو: " أبو الفتح محمد بن هلال " روى أواخر الجزء الثاني عشر من أمالي ابن
الشيخ، عن أبيه، عنه إلى أواخر الجزء الثالث عشر (1).
[257]
الحلاج
هو: " الحسين بن منصور " المتقدم، قال ابن القارح: وكان في كتبه: إني مغرق
قوم نوح ومهلك عاد وثمود.
[258]
حيص بيص
في حياة حيوان الدميري: هو " سعد بن محمد أبو الفوارس التميمي " شاعر
مشهور يعرف ب‍ " ابن الصيفي " لقب بحيص بيص، لأنه رأى الناس يوما في حركة
مزعجة وأمر شديد فقال: " ما للناس في حيص بيص " فبقي عليه هذا اللقب، وتفقه
على مذهب الشافعي.
قال نصر الله بن يحيى - وكان من الثقات من أهل السنة -: رأيت علي بن
أبي طالب (عليه السلام) في المنام فقلت له: تفتحون مكة فتقولون: " من دخل دار

(1) أمالي الشيخ الطوسي: 1 / 364.
100

أبي سفيان فهو آمن " ثم يتم على ولدك الحسين ما تم! فقال لي: أما سمعت أبيات
ابن الصيفي في هذا؟ فقلت: لا، فقال: " أسمعها منه " ثم انتبهت فبادرت إلى حيص
بيص فذكرت له الرؤيا، فشهق وبكى وحلف بالله لم تخرج من فمه ولا خطه إلى
أحد وما نظمها إلا في ليلته، ثم أنشدني:
ملكنا فكان العفو منا سجية * فلما ملكتم سال بالدم أبطح
وحللتمو قتل الأسارى وطالما * عدونا على الأسرى فنعفو ونصفح
وحسبكمو هذا التفاوت بيننا * وكل إناء بالذي فيه ينضح (1)
[259]
الخاتون
قال: لقب محمد بن محمد باقر.
أقول: بل لقبه الخاتون آبادي.
[260]
خال أبي غالب
قال: لقب محمد بن حفص الرزاز.
أقول: بل هو: محمد بن جعفر الرزاز.
[261]
الخالع
مر في " علي بن وصيف " نومه في قصة بائية علي بن وصيف.
ومر ثمة رؤيا رجل لسيدة النساء وأمرها بطلب المزوق النائح في بغداد أن
ينوح على ابنها بشعر الناشئ.
وهو: " الحسين بن محمد بن جعفر الخالع " المتقدم. عنونه غير من مر بغية
السيوطي (2).

(1) حياة الحيوان للدميري: 1 / 186.
(2) بغية الوعاه: 235.
101

[262]
الخشاب
ورد في منع زكاة الكافي (1) وطلب مبارزته (2) ونفي الربا بين ولده (3) ونوادر
دوابه (4) وخبز أرزه (5) والرجل يحل جاريته (6) وفي فضل دعائه (7) وفي فضل قرآنه (8)
وفي فضل حامل قرآنه (9) وفي صمته (10).
والظاهر أن المراد به " الحسن بن موسى " المتقدم، ففي زيادات قضايا
التهذيب (11) " الحسن بن موسى الخشاب عن البزنطي " وفي لعانه " الخشاب عن
البزنطي " (12). وورد في صيد التهذيب (13) أيضا وفي فضل تجارته (14).
[263]
الخير
قال: لقب " محمد بن أحمد بن حماد " المتقدم، لخبر الكشي ثمة عنه قال: إنما
لقبت بالخير، لأني وهبت للحق غلاما اسمه " خير " فحمد أمره فلقبني باسمه (15).
أقول: الظاهر أن الخبر محرف، وأن الأصل " إنما لقبت بالمحمودي، لأني
وهبت لصاحب الحق غلاما اسمه " محمود " فحمد أمره فلقبني باسمه، كما لا
يخفى، فإن " محمدا " ذاك إنما كان ملقبا ب‍ " المحمودي " لا " الخير " وصدر ذاك
الخبر: عن أبي عبد الله الشاذاني قال: سمعت المحمودي يقول: إنما لقبت... الخ.
[264]
دحمان
مر في " عبد الرحمن بن أحمد بن نهيك " قول ابن الغضائري والنجاشي:

(1) الكافي: 3 / 504. (2) الكافي: 5 / 34. (3) الكافي: 5 / 147.
(4) الكافي: 6 / 539.
(5) الكافي: 6 / 305.
(6) الكافي: 5 / 470.
(7) الكافي: 2 / 467.
(8) الكافي: 2 / 621.
(9) الكافي: 2 / 604.
(10) الكافي: 2 / 114.
(11) التهذيب: 6 / 301.
(12) التهذيب: 8 / 191.
(13) التهذيب: 9 / 47.
(14) التهذيب: 7 / 18.
(15) الكشى: 511.
102

الملقب دحمان.
[265]
دكين
قال: لقب أحمد بن ميثم.
أقول: بل لقب أبي جده " عمرو " ويعبر عنه باللقب أيضا، فكثيرا ما يقال
لجده: الفضل بن دكين.
[266]
دندان
قال: لقب أحمد بن الحسين بن سعيد.
أقول: على قول ابن الغضائري والشيخ في الفهرست والنجاشي، وأما على
قول الكشي فلقب جده (1) فلعل الأصل في اختلافهم أنهم رأوا " أحمد بن الحسين
ابن سعيد الملقب بدندان " فجعل ابن الغضائري والشيخ في الفهرست والنجاشي
" الملقب " وصف " أحمد " والكشي وصف " سعيد " ومر في " عبد الله بن ميمون "
أن الجزري جعله لقب رجل يعرف بمحمد بن الحسين.
[267]
دوارا
قال: لقب أحمد بن علي القمي المعروف بشقران.
أقول: إنما أخبر عنه بأنه كان أشل دوارا.
[268]
الدهقان
قال: المراد بالدهقان في الخبر المتقدم في إبراهيم بن عبدة " محمد بن صالح "
وفي التوقيع المتقدم في " أحمد بن هلال " عروة بن يحيى.

(1) الكشي: 552.
103

أقول: قد عرفت في " محمد بن صالح " وفي " عروة بن يحيى " أن " الدهقان "
منحصر بالثاني، وأن إطلاقه على الأول كان وهما من العلامة.
كما عرفت أن خبر الكشي في " إبراهيم بن عبدة " بلفظ " فاقرأه على الدهقان
وكيلنا وثقتنا والذي يقبض من موالينا... الخ " محرف " فاقرأه على الدهان، أو
السمان وكيلنا وثقتنا والذي يقبض من موالينا " والمراد به العمري، أي " عثمان بن
سعيد " الوارد في العنوان مع " إبراهيم " ذاك.
هذا، وليس ورود الدهقان منحصرا بتوقيع " أحمد بن هلال " بل ورد في
الكشي في " الفضل بن شاذان " أيضا، ففيه: " وذلك التوقيع خرج من يد المعروف
بالدهقان " (1) وورد في " فارس " أيضا، ففيه: قرأنا في كتاب الدهقان (إلى أن قال)
وكان كتب الدهقان (2).
والمراد به في الجميع هو " عروة بن يحيى " اللعين، لعنوان الكشي له مع
" أحمد بن هلال " وروى خبرا فيه: وقد علمتم ما كان من أمر الدهقان عليه لعنة الله
وخدمته وطول صحبته فأبدله الله بالإيمان كفرا (3).
وعنونه مستقلا وروى: أن عروة بن يحيى البغدادي المعروف بالدهقان لعنه
الله كان يكذب على أبي الحسن (عليه السلام) (4).
[269]
ديك الجن
في حياة حيوان الدميري: ديك الجن لقب " عبد السلام بن رغبان " الشاعر
المشهور من شعراء الدولة العباسية، وكان يتشيع تشيعا حسنا، وله مراث في
الحسين (عليه السلام) (5).

(1) الكشي: 543.
(2) الكشي: 527 - 528.
(3) الكشي: 536.
(4) الكشي: 573.
(5) حياة الحيوان: 1 / 497.
104

[270]
ذو البجادين
في حلية أبي نعيم " كان في حجر عمه، فلما أسلم نزع عنه كل ما كان عليه
فأعطته أمه بجادا من شعر - والبجاد كساء مخطط - فشقه فاتزر به وارتدى، ثم
دخل على النبي (صلى الله عليه وآله) فقال له: ما اسمك؟ قال: عبد العزى، قال: " بل: عبد الله ذو
البجادين " مات في غزوة تبوك ودفنه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بيده (1).
[271]
ذو الثدية
نقل المعتزلي عن صفين المدائني: أن عائشة لما عرفت أن عليا (عليه السلام) قتل ذا
الثدية قالت لمسروق: لعن الله عمرو بن العاص، كتب إلي أنه هو قتله
بالإسكندرية، إلا أنه ليس يمنعني ما في نفسي أن أقول: ما سمعته من النبي (صلى الله عليه وآله)
قال: يقتله خير أمتي من بعدي.
وقال: روى العوام بن حوشب عن أبيه، عن جده يزيد بن رويم قال: قال
علي (عليه السلام) يوم النهر: يقتل اليوم أربعة آلاف من الخوارج أحدهم ذو الثدية، فلما
طحن القوم ورام استخراج ذي الثدية أمرني أن أقطع له أربعة آلاف قصبة، وركب
بغلة النبي (صلى الله عليه وآله) وقال: إطرح على كل قتيل منهم قصبة، فلم أزل كذلك أنا بين يديه
وهو راكب خلفي والناس يتبعونه حتى بقيت في يدي واحدة، فنظرت إليه وإذا وجهه
أربد ويقول: " ما كذبت ولا كذبت " فإذا خرير ماء عند موضع دالية - أي منجنون
تديرها البقرة - فقال: فتش هذا، ففعلت فإذا قتيل قد صار في الماء وإذا رجله في
يدي فجذبتها، فنزل مسرعا وجذب الرجل الأخرى وجررناه حتى صار على
التراب فإذا هو المخدج، فكبر (عليه السلام) بأعلى صوته ثم سجد فكبر الناس كلهم (2).
ويأتي في " ذي الخويصرة " وفي " المخدج ".

(1) حلية الأولياء: 1 / 365.
(2) شرح نهج البلاغة: 2 / 268، 276.
105

[272]
ذو حوشب
قال المصنف: أسلم في عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يره.
أقول: الأصل في كلامه نقل الجزري عن ابن مندة وأبي نعيم ذكره في ذي
الكلاع، قائلين: " أسلم في عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يره " إلا أن الظاهر وهمهما، وأن
الصواب: " ذو ظليم حوشب " كما في الاستيعاب.
ومن الغريب! عدم تفطن الجزري لوهمهما وكون الأصل ما قلنا.
وكيف كان: فالرجل كان خبيثا قتل في صفين مع معاوية.
[273]
ذو الخويصرة التميمي
روى الجزري مسندا عن أبي سعيد الخدري قال: بينا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقسم ذات
يوم قسما فقال ذو الخويصرة - رجل من تميم - للنبي (صلى الله عليه وآله): اعدل، فقال: ويلك!
ومن يعدل إذا لم أعدل؟ فقال عمر: ائذن لي لأضرب عنقه، قال (صلى الله عليه وآله): " لا إن له
أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يمرقون من الدين
كمروق السهم من الرمية، ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شئ، وينظر إلى رصافه فلا
يوجد فيه شئ، ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شئ سبق الفرث والدم، يخرجون
على حين فرقة من الناس، آيتهم رجل إحدى ثدييه مثل ثدي المرأة، أو مثل
البضعة تدردر، قال أبو سعيد: أشهد أني لسمعته من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأشهد أني كنت
مع علي (عليه السلام) حين قاتلهم، فالتمس في القتلى فأتى به على النعت الذي نعته
النبي (صلى الله عليه وآله) (1).
وعنه قال: بينا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقسم قسما - قال ابن عباس: كانت غنائم هوازن
يوم حنين - إذ جاءه ذو الخويصرة التميمي - وهو حرقوص بن زهير أصل
الخوارج - فقال: اعدل، فقال: ويحك! ومن يعدل إذا لم أعدل؟... الخبر مثل ما مر.

(1) أسد الغابة: 2 / 139.
106

ونقل سبط ابن الجوزي عن الواقدي اتحاد ذي الثدية وذي الخويصرة (1).
وروى الطبري نحو الخبر الأول - إلى قوله: " سبق الفرث والدم " - عن عبد الله
بن عمرو بن العاص، وقال: رواه محمد بن إسحاق عن الباقر (عليه السلام) مثله (2).
هذا، وعدم عنوان الثلاثة له، لعدم صدق الصحابي عليه بخروجه.
هذا، وفي خبر الجزري الثاني سمى ذا الخويصرة - وهو ذو الثدية -
" حرقوصا " ومثله القاموس، فقال في " خصر ": وذو الخويصرة التميمي
حرقوص. وقال في " ثدي " ذو الثدية لقب حرقوص وعمرو بن ود.
وفي كامل المبرد - بعد ذكر بيت الرهين المرادي " حتى ألاقي في الفردوس
حرقوصا " -: قال الأخفش: حرقوص ذو الثدية (3).
ولكن في الصحاح: وذو الثدية لقب رجل اسمه " ثرملة " فمن قال في الثدي
أنه مذكر يقول: إنما أدخلوا " الهاء " في التصغير، لأن معناه اليد، وذلك أن يده
كانت قصيرة مقدار الثدي يدل على ذلك أنهم كانوا يقولون فيه ذو اليدية وذو
الثدية جميعا.
وروى الطبري " عن أبي مريم قال: كان علي (عليه السلام) يحدثنا قبل ذلك " أن قوما
يخرجون من الإسلام يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، علامتهم
رجل مخدج اليد " وسمعت ذلك مرارا وسمعه نافع المخدج أيضا، حتى رأيته
يتكره طعامه من كثرة ما سمعه، يقول: وكان نافع معنا يصلي في المسجد بالنهار
ويبيت فيه بالليل... الخبر " (4) وهو كما ترى ظاهر في أن اسمه: نافع.
[274]
ذو الخويصرة
(اليماني)
نقل الجزري عن أبي موسى أنه أطلع ذو الخويصرة اليماني - وكان رجلا

(1) تذكرة الخواص: 105.
(2) تاريخ الطبري: 3 / 92.
(3) الكامل للمبرد: 2 / 211.
(4) تاريخ الطبري: 5 / 91.
107

جافيا - على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فلما نظر النبى (صلى الله عليه وآله وسلم) إليه قال: هذا الرجل الذي بال في
المسجد، فلما وقف على النبي (صلى الله عليه وآله) قال: أدخلني الله وإياك الجنة ولا أدخلها
غيرنا، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) " ويلك! احتظرت واسعا " ثم قام النبي (صلى الله عليه وآله) فدخل،
فأكشف الرجل فبال في المسجد فصاح به الناس وعجبوا لقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):
" رجل بال في المسجد " فلما سمع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كلام الناس خرج فقال: مه؟
فقالوا: بال في المسجد، فأمر رجلا ليأتي بسجل من ماء - يعني دلو - فصبه على مباله.
[275]
ذو الدمعة
قال: لقب " الحسين بن زيد " المتقدم.
أقول: لقب بذلك من كثرة بكائه على أبيه زيد وأخيه يحيى.
[276]
ذو الرأي
في الاستيعاب: عده المبرد في الأذواء من اليمن، وهو " حباب بن المنذر "
صاحب المشورة يوم بدر، أخذ النبي (صلى الله عليه وآله) برأيه يوم بدر وكانت له آراء مشهورة
في الجاهلية.
وأقول: وكانت له آراء صائبة في الإسلام منها في يوم السقيفة، كما مرت في
عنوانه باسمه (1).
وفي شرح النهج: قال أبو جعفر النقيب - بعد قرائتي عليه خبر الجوهري -: إن
حبابا قال لأبي بكر وعمر: نخاف أن يليه بعدكم من قتلنا أبناءهم وإخوانهم
وآباءهم -: صدقت فراسة الحباب، فإن الذي خافه وقع يوم الحرة وأخذ من
الأنصار ثأر المشركين يوم بدر (2).
ورأيه يوم بدر للنبي (صلى الله عليه وآله) لم يكن كآراء فاروقهم يوم الحديبية وغيره من
اعتراض وإنكار على النبي (صلى الله عليه وآله) والشك في نبوته، بل عن أدب وإيمان، فقال

(1) راجع ج 3، الرقم 1735.
(2) شرح نهج البلاغة: 2 / 53.
108

للنبي (صلى الله عليه وآله) كما في الطبري -: يا رسول الله! أرأيت هذا المنزل أمنزل أنزلكه الله
ليس لنا أن نتقدمه ونتأخره أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): بل
هو الرأي... الخ (1).
[277]
ذو الرئاستين
هو: الفضل بن سهل.
[278]
ذو الزوائد الجهني
عده الثلاثة في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله) ورووا عنه قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) في
حجة الوداع أمر الناس ونهاهم، ثم قال: هل بلغت؟ قالوا: اللهم نعم، قال: " اللهم
اشهد " ثم قال: إذا تجاحفت قريش الملك في ما بينها وعاد العطاء رشا عن دينكم
فدعوه.
وأقول: رحم الله الأنصارية امتثلت أمر النبي (صلى الله عليه وآله) فتركت عطاء كان رشا عن
دينها، فروى الجوهري في سقيفته - كما في شرح النهج -: أن أبا بكر لما بويع قسم
قسما بين نساء المهاجرين والأنصار فبعث إلى امرأة من بني عدي بن النجار
قسمها مع زيد بن ثابت، فقالت: ما هذا؟ قال: قسم قسمه أبو بكر للنساء، قالت:
أتراشوني عن ديني؟ والله لا أقبل منه شيئا، فردته عليه (2).
وصدق النبي (صلى الله عليه وآله) في قوله: " إذا تجاحفت قريش الملك " فأعطته عدي تيما
ليرده عليه وزهرة أمية بذاك المقصد، وإن دق بينهما عطر منشم.
[279]
ذو الشمالين
في البلاذري: استشهد ببدر عمير بن عبد عمرو الخزاعي - وهو ذو الشمالين -

(1) تاريخ الطبري: 2 / 440.
(2) شرح نهج البلاغة: 2 / 53.
109

حليف بني زهرة. (1)
ويأتي بعنوان: ذو اليدين.
[280]
ذو الشهادتين
مر بعنوان " خزيمة بن ثابت " ومر في " عبد الرحمن بن عبد رب " رواية
الجزري عن الأصبغ كونه أحد بضعة عشر رجلا قاموا فشهدوا لأمير المؤمنين (عليه السلام)
بيوم غدير خم وقول النبي (صلى الله عليه وآله) فيه.
ومر في " أبي أيوب الأنصاري " رواية سليمان الحنفي عن أبي الطفيل كونه
من سبعة عشر قاموا لما أنشد أمير المؤمنين (عليه السلام) الناس من شهد غدير خم ممن
سمعت أذناه ووعى قلبه وسمع قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيه، دون من قال: " نبئت أو
بلغني " فشهدوا.
ونقل الاستيعاب عن المبرد ذكره في الأذواء ورد عليه بأنه بعد شهرته باسمه
غلط عنوانه فيها.
وأقول: بل رده عليه غلط، فكما كان اسمه مشهورا كان لقبه هذا مشهورا بل
أشهر، فرثته ابنته لما استشهد في صفين كما في كتاب نصر فقالت:
قتلوا ذا الشهادتين عتوا * أدرك الله منهم بالترات (2)
[281]
ذو ظليم
مر في " ذو حوشب " خلط ابن مندة وأبي نعيم بين العنوان واسمه فإن
" حوشبا " اسم " ذي ظليم " كما عنونه أبو عمر. ومر أنه قتل بصفين مع معاوية.
ومن المضحك! أن أبا عمر روى في استيعابه: عن عمرو بن شرحبيل أنه رأى
في النوم عمارا وأصحابه في روضة وذا ظليم وذا الكلاع في روضة، فقيل: وكيف!
وقد قتل بعضهم بعضا؟ فقال: وجدوا الله واسع المغفرة.

(1) أنساب الأشراف: 1 / 295.
(2) وقعة صفين: 365.
110

ولعمري! أن هذا دين حنيفة التي أكلت ربها عام المجاعة، لا الدين الحنيف
الذي أمر الله عباده باتباعه ومدح أتباعه، وعلى قولهم كان قول النبي (صلى الله عليه وآله): " عمار
تقتله الفئة الباغية " غير صحيح.
[282]
ذو العينين
قال: لقب قتادة بن النعمان.
أقول: بل: ذو العين.
[283]
ذو الغرة
في القاموس: هو " البراء بن عازب " و " يعيش الهلالي " الصحابيان.
[284]
ذو الغصة
روى أذكياء ابن الجوزي أن عمر قال: لا تزيدوا في مهر النساء على أربعة
أوقية وإن كانت بنت ذي الغصة، فمن زاد ألقيت الزيادة في بيت المال، فقالت
امرأة من صف النساء: طويلة في أنفها فطس! ما ذاك لك، قال: ولم؟ قالت: لأنه
تعالى قال: (وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا) قال عمر: امرأة
أصابت ورجل أخطأ (1).
والمراد بذي الغصة " الحصين بن يزيد الحارثي " قيل له ذلك لغصة كانت
بحلقه، وإنما قال عمر: وإن كانت بنته لأنه رأس بني الحارث مائة سنة.
[285]
ذو الكلاع الحميري
قالوا: روى عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أتركوا الترك ما تركوكم.

(1) لا يوجد لدينا أذكياء ابن الجوزي.
111

وفي أسد الغابة: كان ذو الكلاع القيم بأمر صفين لمعاوية وقتل فيه، وبلغه أن
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لعمار: " تقتله الفئة الباغية " فقال لمعاوية: كيف نقاتل عليا وعمار
معه؟ فقال: إنه يعود إلينا ويقتل معنا، فلما قتل ذو الكلاع وقتل عمار قال معاوية: لو
كان ذو الكلاع حيا لمال بنصف الناس إلى علي.
[286]
ذو النون المصري
ذكره الحلية في العدد 456 في آخر جزئه التاسع وأطال الكلام فيه، ونقل عنه
أدعية ومناجاة حسنة باستعارات (1).
وروى العلل في الباب 189 عن محمد بن الحسن الهمداني قال: سألت
ذا النون المصري قلت: يا أبا الفيض لم صير الموقف بالمشعر ولم يصير بالحرم؟
قال: حدثني من سأل الصادق (عليه السلام) ذلك فقال: لأن الكعبة بيت الله الحرام وحجابه
والمشعر بابه، فلما أن قصده الزائرون وقفهم بالباب حتى أذن لهم بالدخول، ثم
وقفهم بالحجاب الثاني وهو مزدلفة، فلما نظر إلى طول تضرعهم أمرهم بتقريب
قربانهم، وقضوا تفثهم وتطهروا من الذنوب التي كانت لهم حجابا دونه أمرهم
بالزيارة على طهر... الخبر (2).
هكذا الخبر، ولا يخلو من تحريف، فإن الأصل في قوله: " لم صير الموقف
بالمشعر ولم يصير بالحرم " " لم صير الموقف بعرفات ولم يصير بالمسجد الحرام "
فإن المشعر وإن كان له وقوف كعرفات إلا أن " الموقف " صار كالعلم بغلبة لوقوف
عرفة، لكثرة آدابه وأدعيته، ولأنه لولا كون " بالمشعر " محرف " بعرفات " يكون
قوله: " ولم يصير بالحرم " بلا معنى، لأن المشعر من الحرم وإنما عرفات خارج من
الحرم، وكذا يكون قوله: " ثم وقفهم بالحجاب الثاني وهو مزدلفة " أيضا بلا معنى،
لأنه جعله أولا الحجاب الأول.

(1) حلية الأولياء: 9 / 331.
(2) علل الشرائع: 443، باب 190.
112

وحينئذ، فقوله: " والمشعر بابه " أيضا محرف " وعرفات بابه " وليس من
تصحيف النسخة، حيث إن عنوانه: باب العلة التي من أجلها صير الموقف بالمشعر
ولم يصير بالحرم.
كما أن قوله: " فلما نظر إلى طول تضرعهم أمرهم بتقريب قربانهم وقضوا
تفثهم " لا يخلو من تحريف أيضا كما لا يخفى، والظاهر أن الأصل: أمرهم بتقريب
قربانهم في الحجاب الثالث وهو منى، فلما قضوا تفثهم فيها وتطهروا من الذنوب
التي كانت لهم حجابا دونه أمرهم بالزيارة على طهارة.
هذا، وعنونه ابن النديم في مقالته العاشرة في أخبار الكيميائيين وقال: وكان
متصوفا وله أثر في الصنعة وكتب مصنفة، فمن كتبه " كتاب الركن الأكبر " كتاب:
الثقة في الصنعة (1).
ثم إن ابن النديم وأبا نعيم جعلا " ذو النون " كالاسم له، لكن الدميري في حياة
حيوانه - بعد نقله عنه حكاية في العقرب - قال: واسمه " ثوبان بن إبراهيم " وقيل:
الفيض بن إبراهيم (2).
قلت: وعلى كون اسمه غير ذي النون لعل وجه اشتهاره بذي النون - والنون
الحوت - ما في الحلية عنه والعهدة عليه قال - وسئل عن خيار من رأى -: ركبنا
مرة البحر إلى جدة ومعنا فتى من أبناء نيف وعشرين قد ألبس ثوبا من الهيبة،
فكنت أحب أن أكلمه فلم أستطع بينما تراه قارئا وبينما تراه قائما وبينما تراه
مسبحا، إلى أن رقد ذات يوم وقعت في المركب تهمة إلى أن بلغوا في التفتيش إلى
الفتى النائم، فقال صاحب الصرة: لم يكن أحد أقرب إلي من هذا الفتى النائم، فلما
سمعت ذلك قمت فأيقظته (إلى أن قال) فرفع الفتى يديه يدعو وخفت على أهل
المركب من دعائه وخيل إلينا أن كل حوت في البحر قد خرج في فم كل حوت
درة، فقام الفتى إلى جوهرة في حوت فأخذها وألقاها إلى صاحب الصرة، وقال:

(1) فهرست ابن النديم: 423.
(2) حياة الحيوان: 2 / 54.
113

في هذه عوض مما ذهب منك وأنت في حل (1).
[287]
ذو النمرة
في الروضة: عن الصادق (عليه السلام) كان رجل يقال له: " ذو النمرة " من قبحه، فأتى
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فسأله عما فرض عليه، فأخبره بالصلاة والزكاة والصوم والحج،
فقال: ما أزيد على ما فرض شيئا، قال: ولم؟ قال: كما خلقني قبيحا (إلى أن قال)
فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): هذا جبرئيل يأمرني أن أبلغك السلام ويقول لك ربك: أما
ترضى أن أحشرك على جمال جبريل؟ فقال: يا رب قد رضيت... الخبر (2).
[288]
ذو اليدين
قال: لقب الخرباق الأسلمي.
أقول: قد عرفت ثمة اتحاد " ذي اليدين " مع " ذي الشمالين " كما عليه
الزهري ومحمد بن إسحاق صاحب المغازي والمبرد (3) ويشهد له صحيح سعيد
الأعرج عن الصادق (عليه السلام) قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " أكذلك يا ذا اليدين - ويدعى ذا
الشمالين -... الخبر " (4) وبعد اتحادهما يكون اسمه " عمير بن عبد عمرو " كما صرح
به محمد بن إسحاق ومحمد بن بابويه وغيرهما.
ومر أن كونه " خرباقا " وهم؛ ثم " خرباق " سلمي من بني سليم، لا أسلمي كما قال.
[289]
الراضي
في الخرائج قال علي بن هارون المنجم: كان يجادلني كثيرا على خطأ
علي (عليه السلام) ثم حدثني أنه رأى في منامه أنه رفع إليه رجل رأسه رأس كلب فسأل

(1) حلية الأولياء: 9 / 357.
(2) روضة الكافي: 336.
(3) راجع ج 4، الرقم 2611.
(4) التهذيب: 2 / 345.
114

عنه، فقيل له: هذا كان يخطئ على علي بن أبي طالب (عليه السلام) فعلمت أن ذلك كان
عبرة لي (1).
[290]
الرزاز
روى عنه الكافي في التي لا تحل حتى تنكح زوجا غيره (2).
ومر بعنوان " محمد بن جعفر " وبعنوان " أبو العباس الرزاز ".
ولنا " رزاز " آخر، ففي السابع من أخبار الجزء الرابع عشر من أمالي ابن
الشيخ إلى الثالث عشر " عن أبيه، عن ابن مخلد، عن الرزاز " (3) والمراد به " أبو جعفر
محمد بن عمرو بن البختري الرزاز " كما يظهر من خبره السادس، والظاهر عاميته.
[291]
الرشيد
وهو " هارون العباسي " ويصدق فيه أن يقال فيه: " وما أمر فرعون برشيد "
فكان يدعي مثله ويقول للناس: وما أهديكم إلا سبيل الرشاد.
قال الخطيب في تاريخ بغداده في عنوان " محمد بن خازم أبو معاوية التميمي
السعدي " قال أبو معاوية: دخلت على هارون فقال لي: " هممت أنه من ثبت
خلافة علي فعلت به وفعلت به " فسكت، فقال لي: تكلم تكلم، قلت: إن أذنت لي
تكلمت؟ قال: تكلم، فقلت: قالت تيم: منا خليفة رسول الله، وقالت عدي: منا
خليفة خليفة رسول الله، وقالت بنو أمية: منا خليفة الخلفاء فأين حظكم يا بني
هاشم من الخلافة، والله! ما حظكم فيها إلا ابن أبي طالب (4).
وفي زهر آداب الحصري: كان الرشيد يقدم أبا منصور النميري لجودة شعره
ولما كان يظهر من الميل إلى إمامة العباس، ولكن كان يضمر غير ما يظهر ويعتقد

(1) الخرائج والجرائح: 1 / 221.
(2) الكافي: 6 / 76.
(3) أمالي الشيخ الطوسي: 2 / 5.
(4) تاريخ بغداد: 5 / 244.
115

الرفض وله في ذلك شعر كثير لم يظهر إلا بعد موته، وبلغ الرشيد قوله:
آل النبي ومن يحبهم * يتطامنون مخافة القتل
أمن النصارى واليهود ومن * من أمة التوحيد في أزل
ألا مصالت ينصرونهم * بظبا الصوارم والقنا الذبل
فأمر بقتله، ومضى الرسول فوجده قد مات، فقال: لقد هممت أن أنبش عظامه
فأحرقها (1).
[292]
الرضي
اثنان: " محمد بن الحسين الموسوي " صاحب نهج البلاغة و " محمد بن
الحسن " صاحب شرح الكافية الذي قال السيوطي: لم يؤلف مثل شرحه في النحو
جمعا وتحقيقا.
[293]
ركن الدولة أبو عضد الدولة
وهو " الحسن بن بويه " وكان ابن العميد الكاتب الذي لقب الصاحب
بالصاحب لمصاحبته كاتبه.
وفي كامل الجزري: من أعجب ما يحكى من حسن نيته وكرم مقدرته أن
وشمكير لما اجتمعت معه عساكر خراسان كتب إليه يتهدده بألفاظ قبيحة، فلم
يتجاسر كاتبه أن يقرأه، فأخذه وقرأه بنفسه وقال لكاتبه: أكتب إليه: " أما جمعك
فما كنت أهون منك علي الآن، وأما تهديدك فو الله! لئن ظفرت بك لأكرمنك "
فلقي حسن نيته فقتل خنزير وشمكير في صيده، وكان له عدو - أيضا - بطبرستان
لا يزال يقصد أطراف بلاده، فمات ذاك الوقت وعصى عليه أحمد بن هارون
الهمداني لما رأى خروج عساكر خراسان إليه، فلما أتاه خبر موت وشمكير مات

(1) لا يوجد عندنا مصدره.
116

لوقته فكفاه الله هم الجميع، توفي سنة 366 فأصيب به الدين والدنيا جميعا
لاستكمال جميع خلال الخير فيه (1).
[294]
زئارة
لقب " أحمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن الأفطس بن علي الأصغر "
ويقال لولده: " بنو زئارة " وإنما قيل لأحمد: " زئارة " لأنه كان إذا غضب قيل زأر
الأسد، قال ذلك العمدة (2).
[295]
الزام
قال النجاشي في " سعد بن أبي خلف " المتقدم: يعرف بالزام.
[296]
زحل
مر في " عمر بن عبد العزيز زحل " - المتقدم - قول الكشي: زحل أبو حفص
يروي المناكير وليس بغال.
[297]
الزراد
يأتي في السراد.
[298]
زرقان
قال: لقب " محمد بن آدم " وأما " محمد بن سليمان " فلقبه " برزقان " لا
" زرقان " كما توهمه الصدر.
أقول: بل " محمد بن سليمان " أيضا " زرقان " مثل " محمد بن آدم " والأول

(1) الكامل في التاريخ: 8 / 578.
(2) عمدة الطالب: 347.
117

من أصحاب الهادي (عليه السلام) والثاني من أصحاب الرضا (عليه السلام) والأول موصوف
ب‍ " وكيل جعفر اليماني " والثاني ب‍ " المدائني " ويدل على إطلاق " زرقان " على كل
منهما أن في خبر زيادات مزار التهذيب عبر عن الأول في صدره ب‍ " محمد بن
سليمان زرقان " وفي ذيله عن الهادي (عليه السلام): يا زرقان، إن تربتنا كانت واحدة فلما
كان أيام الطوفان افترقت التربة فصارت قبورنا شتى والتربة واحدة (1).
ومر خبر العيون المشتمل على التعبير عنه في صدر الخبر بزرقان المدائني،
وفي ذيله بمحمد بن آدم. والمصنف وهم هنا وفي عنوان " بزرقان " وفي عنوان
" محمد بن سليمان بن زرقان ".
[299]
زعلان
مر في " محمد بن الحسين زعلان " و " محمد بن الحسن زعلان " وهو الأصح
من " محمد بن الحسن بن علان ".
[300]
الزوج الصالح
قال: لقب " علي بن عبيد الله بن الحسين الأصغر " وزوجته: بنت عبد الله بن
الحسين الأصغر.
أقول: كما في العمدة (2) ولقب " علي بن الحسن المثلث " وزوجته " زينب بنت
عبد الله بن الحسن " كما في المقاتل (3).
[301]
الزهري
مر بعنوان " محمد بن مسلم " وبعنوان " محمد بن شهاب " وهو بهذا العنوان أشهر.

(1) التهذيب: 6 / 109 - 110.
(2) عمدة الطالب: 321.
(3) مقاتل الطالبيين: 129.
118

[302]
الزيال
قال النجاشي في " سليمان بن سفيان " المتقدم: " روى عن سفيان بن مصعب،
عن جعفر بن محمد (عليه السلام) وعن الزيال " ولعله محرف " الزبالي " فمر عد رجال
الشيخ " أبا خالد الزبالي " في أصحاب الكاظم (عليه السلام).
[303]
سائق الحاج
قال: لقب " سعيد أبو خالد " و " سعيد بن بيان ".
أقول: بل الأخير فقط.
[304]
سجادة
مر في " الحسن بن علي بن أبي عثمان سجادة " قول الكشي: على سجادة لعنة الله.
[305]
السراد
وصف الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم (عليه السلام) " الحسن بن محبوب " به،
قائلا: ويقال: " الزراد " ومثله في الفهرست في عنوانه له.
وفي خبر الكشي عن البزنطي قلت للرضا (عليه السلام): أتانا الحسن بن محبوب
الزراد برسالة، قال: صدق لا تقل الزراد، بل قل: " السراد " قال تعالى: (وقدر في
السرد) (1) وحيث إن الوصف مختص به يصح التعبير عنه به، مع أنه ورد التعبير عنه
به في خبر رواه الكافي في بيع السلاح منهم (2) والتهذيب في مكاسبه (3) والاستبصار
في كراهة حمل السلاح إلى أهل البغي (4) لكن في الأولين " عن السراد، عن

(1) الكشي: 585.
(2) الكافي: 5 / 113.
(3) التهذيب: 6 / 354.
(4) الاستبصار: 3 / 57.
119

الصادق (عليه السلام) " وفي الأخير " عن السراد، عن رجل، عنه (عليه السلام) " وهو الصحيح، لعدم
رواية ابن محبوب عنه (عليه السلام).
[306]
سرحوب
مر في " زياد بن المنذر أبو الجارود " قول الكشي: حكي أن أبا الجارود سمي
" سرحوبا " وتنسب إليه السرحوبية من الزيدية، سماه بذلك أبو جعفر (عليه السلام) وذكر أن
" سرحوب " اسم شيطان أعمى يسكن البحر.
ووجه تسميته (عليه السلام) أن " زيادا " كان أعمى فهو شيطان أعمى يسكن البر،
وذاك شيطان أعمى يسكن البحر.
[307]
سرخس
قال: لقب أحمد بن علي.
أقول: لم يمر في كتابه من ذكر، مع أنه لا معنى له، ولعله رأى " أحمد بن علي
السرخسي " وإلا ف‍ " سرخس " اسم بلد من بلاد خراسان، لا لقب إنسان.
[308]
سعدان بن مسلم
قال: لقب عبد الرحمن بن مسلم.
أقول: بعد صيرورته اسما وذكره في الأسماء لا وجه لذكره هنا.
[309]
السفاح
قال: لقب عبد الله بن محمد العباسي.
أقول: كان عليه أن يقول: الخليفة الأول، حتى يفرق بينه وبين أخيه
" المنصور " فكل منهما: عبد الله بن محمد العباسي.
120

[310]
سفرجلة
قال: لقب محمد بن الحسين.
أقول: إنما عنون النجاشي كما مر " محمد بن الحسين بن سفرجلة " فتكون
" سفرجلة " اسم جدة " محمد " لا لقبه.
[311]
سفينة
اختلف في اسمه بين " مهران " و " ردمان " و " عبس ".
وفي أسد الغابة سماه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سفينة، لأنه كان معه في سفر فكلما أعيى
بعض القوم ألقى عليه سيفه ورمحه وترسه، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " أنت سفينة "
فبقي عليه. وكان إذا قيل له: ما اسمك؟ يقول: ما أنا بمخبر سماني النبي (صلى الله عليه وآله)
" سفينة " فلا أريد غيره.
وروى في عنوان " سكينة " عنه أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " لو أن الدين معلق بالثريا
لتناوله رجال من أبناء فارس " وأن النبي (صلى الله عليه وآله) أوصى إليه أن لا يسأل أحدا.
ونقل عن أبي موسى أن الصواب فيه " سفينة " وكون " سكينة " تصحيفا.
[312]
السقاء
قال: لقب عمران.
أقول: على قول الشيخ في رجاله، ولكن في خبر أحكام طلاق الكافي (1)
والتهذيب " علي بن عمران السقاء " (2) كما أن النجاشي قال في " علي بن عمران "
المتقدم: المعروف بشفاء.

(1) الكافي: 6 / 82، وفيه: علي بن عمران الشفا.
(2) التهذيب: 8 / 73.
121

والصواب ما في الخبر من كونه وصف الابن، لا كما في رجال الشيخ، وكونه
" السقاء " لا كما في النجاشي: شفا.
[313]
السكاك
مر في " محمد بن الخليل " قول الشيخ في الفهرست: المعروف بالسكاك.
[314]
سكباج
في باب ياقوت الكافي في سند: الحسن بن علي بن الفضل - ويلقب سكباج -
عن أحمد بن محمد بن أبي نصر صاحب الأنزال، وكان يقوم ببعض أمور
الماضي (عليه السلام) (1).
[315]
سكرة
الظاهر أنه لقب " فضيل " ومر عن البرقي عده في أصحاب الصادق (عليه السلام).
[316]
السكيت
قال: لقب يعقوب بن إسحاق.
أقول: بل لقب أبيه، وإنما هو ابن السكيت.
[317]
السكن
قال: لقب أحمد بن محمد بن الحسن.
أقول: بل اسم أبي جده، فمر في " الحسن بن سعيد " قول النجاشي: أحمد بن
محمد بن الحسن بن سكن.

(1) الكافي: 6 / 471.
122

[318]
سكينة
مر في سفينة.
[319]
سمكة
قال: لقب أحمد بن إسماعيل بن عبد الله.
أقول: على قول النجاشي فقال ثمة: " يلقب سمكة " لكن الشيخ في الفهرست
عنونه أحمد بن إسماعيل بن سمكة.
[320]
السمين
قال النجاشي في " عبد الحميد بن أبي العلاء " المتقدم: يقال له: السمين.
[321]
سندل
قال الشيخ في رجاله في " عمر بن قيس المكي " المتقدم: يعرف بسندل.
[322]
سيبويه
واسمه " عمرو بن عثمان " وفي المعجم: معناه رائحة التفاح يقال: إن أمه
ترقصه بذلك في صغره (1) ومثله في الطبقات (2). ومقتضاه أن يكون أصله " سيب بو "
وعليه فليكن بسكون الواو، مع أن المشهور فتحها.
قال ثعلب: أنشد سيبويه: " يا صاح يا ذا الضامر العنس " بالرفع، فجعله بمعنى
هذا الضامر، مع أنه بالجر لأنه بمعنى صاحب العنس.

(1) معجم الأدباء: 16 / 114.
(2) بغية الوعاه: 366.
123

[323]
شاموخ
هو " محمد بن إسحاق بن مهران " المتقدم.
[324]
شاه رئيس
الأظهر كونه " أبا عبد الرحمن الكندي " لا " أبا عبد الله الكندي " فمر أن الكشي
عنون " أبو عبد الرحمن الكندي المعروف بشاه رئيس " مع " العباس بن صدقة "
و " أبي العباس الطرناني " في الغلاة في زمان الهادي (عليه السلام) لكن روى خبرا بلفظ:
أبو عبد الله الكندي المعروف بشاه رئيس.
[325]
شاه الطاق
مر في الكنى عنوان فهرست الشيخ " أبو جعفر شاه طاق " وظاهره كونه غير
" محمد بن علي بن النعمان مؤمن الطاق " المتقدم، حيث عنون ذاك في الأسماء
وهذا في الكنى، ولكن رجاله جعلهما متحدين، كما مر.
[326]
شباب الصيرفي
في تأويل صمد الكافي " عن شباب الصيرفي واسمه محمد بن الوليد " (1) ومر
في الأسماء.
[327]
الشحام
قال: لقب جمع منهم " زيد أبو أسامة " و " زيد الشحام " و " زيد بن محمد بن
يونس " و " محمد بن يزيد ".

(1) الكافي: 1 / 123.
124

أقول: هذا الكلام من غرائب الكلام! فإن الزيدين الثلاثة الأولى واحد ذكر
في الأول كنيته وفي الثاني لقبه وفي الثالث نسبه، والأخير لا وجود له. وقد
اختلف في نسب الأول ب‍ " زيد بن موسى " و " زيد بن يونس " أيضا، فكان عليه أن
يزيد زيدين آخرين.
[328]
الشخير
مر في " محمد بن عبد الله بن نجيح " قول النجاشي: المعروف بالشخير.
[329]
شرف الدين
لقب " نوشيروان بن خالد " و " علي بن محمود " والد عناية الله صاحب
ترتيب الكشي.
[330]
الشرقا
قال: لقب محمد بن إسحاق، العدوي.
أقول: قد عرفت ثمة ما فيه.
[331]
شعر
قال: لقب " محمد بن إسحاق " ويزيد بن إسحاق.
أقول: قد عرفت في " يزيد " أنه وصف أبيهما كما عليه الشيخ في الفهرست
والكشي، وأن كونه وصفا ليزيد وهم من النجاشي.
[332]
شفا
قال: لقب علي بن عمران.
أقول: قد عرفت في عنوان " السقاء " أن الصحيح ذاك وأن هذاوهم من النجاشي.
125

[333]
شقران
مر في " أحمد بن علي " قول الشيخ في رجاله: المعروف بشقران.
[334]
شلقان
قال: لقب عيسى بن صبيح أبي منصور.
أقول: قد عرفت ثمة تغاير " عيسى شلقان " مع عيسى بن صبيح.
[335]
شنبولة
مر في " محمد بن الحسن بن أبي خالد " قول الشيخ في الفهرست والنجاشي:
المعروف بشنبولة.
[336]
الشهيد
" محمد بن مكي " صاحب اللمعة و " زين الدين " صاحب شرحه، ويتميز
بينهما بالأول والثاني.
[337]
الشيخ
يطلق في المعاني على " عبد القاهر " وفي الطب والمنطق والكلام على " ابن
سينا " وفي الأصول والفقه والحديث على " محمد بن الحسن الطوسي " في كلام
من تأخر عنه، وفي كلامه على شيخه " المفيد " وصار الطوسي الشيخ بالإطلاق،
لأن له من أربعة كتب الأخبار اثنين ومن أربعة كتب الرجال كتابين، وله في الفقه
" النهاية " و " الخلاف " و " المبسوط " واشتمل الأخير على فروع لم تذكر في
كتاب حتى الشرائع، مع أنه استخرجه من تلك الكتب الثلاثة إلى غير ذلك من كتبه
في التفسير والكلام والأدعية وغيرها، إلا أنه لحرصه على الاستكثار ينقل الغث
126

والسمين كما مر في ترجمته في الأسماء.
ومما أتى به من الغث قوله في مصباحيه: " ويستحب أن يزاد الدعاء في الوتر
- إلى أن قال: - اللهم وقد عاد فيئنا دولة بعد القسمة وإمارتنا غلبة بعد المشورة
وعدنا ميراثا بعد الاختيار للأمة " (1) فإن الظاهر أنه أخذه من كتب العامة غفلة، فإن
إمارة المشورة إنما كانت إمارة عثمان بشورى عمر، واختيار الأمة إنما كان
بزعمهم نصب أبي بكر في السقيفة.
وقد ذكر المقنعة قنوتا أطول من قنوت المصباحين للوتر وليس فيه تلك
الفقرات، مع أن فيه ما قبلها: اللهم وقد شملنا زيغ الفتن... الخ (2).
كما أن له في مبسوطه وخلافه فتاو مأخوذة من أخبار العامة، فأفتى في
المبسوط في صلاة الخوف بجواز الإتيان بها كما اختاره الثوري، استنادا إلى خبر
أبي عياش الزرقي أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) صلى كذلك بعسفان ويوم بني سليم، وهو أن يصيروا
صفين ولا يسجد الصف الثاني مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بل يقومون ويحرسون ثم
يسجدون بعد قيام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الثانية، ويتبدل الصفان ويفعل الصف الثاني
الجديد كالأول، يؤخرون سجودهم ثم يسلم بهم جميعا. أو كما اختاره البصري
استنادا إلى خبر أبي بكرة أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كذلك صلى ببطن النخل وهو أن
صلى (صلى الله عليه وآله وسلم) بهم صلاتين والأولى له (عليه السلام) فرض والثانية نفل (3) روى الخبرين سنن
أبي داود (4).
وله فيهما الاختلاف في الفتوى، فأفتى في أول فصل زكاة غلات مبسوطه
باستثناء المؤنة، وفي أواسطه بعدم الاستثناء (5).
وقد ينقل في خلافه أخبارا من الخاصة، لكن ليس اعتبارها مثل اعتبار
أخبار تهذيبه، حيث إنه فيهما يراجع الأصول وينقل، وأما فيه فالظاهر أنه ينقل

(1) مصباح المتهجد: 137 - 138.
(2) المقنعة: 131.
(3) المبسوط: 1 / 166 - 167.
(4) سنن أبي داود: 2 / 11، 17.
(5) المبسوط: 1 / 214، 217.
127

عن الخارج على ما بباله فيقع الوهم، ففي المسألة 139 من طهارته نسب إلى ابن
أبي يعفور ما رواه أبو إسحاق النحوي وإلى ابن سنان ما رواه الحلبي (1).
[338]
صاحب الحصاة
عدته نسخة الإكمال في من وقف على معجزة الحجة (عليه السلام) من أهل الري (2) لكن
يحتمل كونه مصحف " ابن صاحبة الحصاة " فمر في الأسماء عن الغيبة: مهجع بن
الصلت من ولد الأعرابية صاحبة الحصاة.
[339]
صاحب الصومعة
مر في " محمد بن إسماعيل بن أحمد " قول النجاشي: المعروف بصاحب
الصومعة.
[340]
صاحب الطاق
روى باب " النهي عن صفة " الكافي عن إبراهيم بن محمد الخزاز ومحمد بن
الحسين، قلنا للرضا (عليه السلام): إن هشام بن سالم وصاحب الطاق والميثمي يقولون: إنه
أجوف (إلى أن قال) قال (عليه السلام): سبحانك ما عرفوك!... الخبر (3).
وهو: " محمد بن علي بن النعمان " المتقدم.
ويأتي بعنوان مؤمن الطاق.
[341]
صاحب بن عباد
مر بعنوان " إسماعيل الصاحب " و " إسماعيل بن عباد " ومر ثمة رميه

(1) الخلاف: 1 / 183.
(2) إكمال الدين: 443.
(3) الكافي: 1 / 100.
128

بالاعتزال.
وعد الشيخ في كتب المفيد: كتاب النقض على ابن عباد في الإمامة.
لكن في المناقب وللصاحب:
قد تبرأت من الجبتين تيم وعدي * ومن الشيخ العتل المستحل الأموي
أنا لا أعرف إلا رهن قبر بالغري * وثمانا بعد سبطيه ومنصوصا خفي (1)
وفي أخلاق الوزيرين للتوحيدي، قال الصاحب: " من أجل نعمه تعالى أنه لم
يغمسني في مذاهب الإمامية " ومع هذا كان إذا عمل قصيدة في أهل البيت غلا
وغض على الصدر، وادعى على الشيخين البهتان وعرض وصرح، وقال في
موضع آخر: وكان يدعي أنه زيدي فإذا قرض قصيدة غلا وزاد على العوفي
والناشئ (2).
والصدوق كان معتقدا بإماميته، فقال في أول عيون أخبار رضاه (عليه السلام): وقع
إلي قصيدتان من قصائد الصاحب في إهداء السلام إلى علي بن موسى الرضا (عليه السلام)
فصنفت هذا الكتاب لخزانته، إذ لم أجد شيئا عنده آثر من علوم أهل البيت، لتعلقه
بحبلهم وفرض طاعتهم وقوله بإمامتهم وإكرامه لذريتهم وإحسانه إلى شيعتهم.
ثم ذكر القصيدتين (إلى أن قال) وأجاره من كل بلاء ومكروه بمن استجار به
من حججه بقوله في بعض أشعاره: إن ابن عباد استجار بمن...
وقال: وفي قصيدة أخرى:
إن ابن عباد استجار بكم * فكل ما خافه سيكفاه
وجعل الله شفعاءه الذين أسماءهم على نقش خاتمه.
شفيع إسماعيل في الآخرة * محمد والعترة الطاهرة (3)

(1) مناقب ابن شهرآشوب: 1 / 325.
(2) لا يوجد عندنا مصدره.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 3 - 8.
129

[342]
صاحب الفراء
عده الإكمال ممن وقف على معجزة الحجة (عليه السلام) من بغداد (1).
[343]
صاحب فخ
هو الحسين بن علي بن الحسن المثلث.
[344]
الصرام
مر بعنوان أبو منصور الصرام.
وقال الشيخ في الفهرست في " أبي الطيب الرازي " المتقدم: كان أستاذ الصرام
وكان وعيديا.
[345]
الصفار
ينصرف إلى " محمد بن الحسن بن فروخ " المتقدم، أستاذ ابن الوليد.
ورد في تسمية وضوء الاستبصار (2) وفي نومه مرتين (3) وفي وجوب غسل
ميته (4) ومسافره يخرج فرسخا (5).
[346]
صهر أبي عبد الله البرقي
قال: لقب النجاشي به محمد بن أبي القاسم بن محمد بن الفضل.
أقول: بل وصف " محمد بن أبي القاسم عبد الله بن عمران البرقي " بكونه صهر
أحمد بن أبي عبد الله البرقي.

(1) إكمال الدين: 442، إلا أنه في نسخة.
(2) الاستبصار: 1 / 67.
(3) الاستبصار: 1 / 80، بل مرة واحدة، والثاني في باب بعده وفي ص 81.
(4) الاستبصار: 1 / 99.
(5) الاستبصار: 1 / 227.
130

[347]
طباطبا
هو " إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن المثنى " قيل في وجه تلقيبه:
إن أباه خيره وهو طفل بين قميص وقبا، فقال: " طباطبا " يعني قباقبا. وقيل: لقبه
أهل السواد بذلك، وطباطبا بلسان النبطية سيد السادات ذكر الوجهين عمدة
الطالب (1).
وفي نسب قريش مصعب الزبيري: أنه لأم ولد وابنه " محمد بن إبراهيم " هو
الذي خرج مع أبي السرايا (2).
[348]
الطيار
قال: لقب " محمد بن عبد الله " ويطلق على ابنه حمزة.
أقول: بل ابنه ابن الطيار كما مر. روى عن الصادق (عليه السلام) بعد حديث ناس
الروضة (3) وعن الباقر (عليه السلام) في إبلاء طلب رزق الكافي (4).
[349]
عتقويه
في طريق فهرست الشيخ إلى محمد بن علي بن عيسى - المتقدم -: " عتقويه
وأحمد بن ذكرى عنه " ولعله " منصور بن العباس " المتقدم، ففي تلقين التهذيب:
منصور بن العباس وأحمد بن زكريا عن محمد بن علي (5).
[350]
عز الدولة
هو " بختيار بن معز الدولة " كان مترفا وكان أبوه أقطع، قتله ابن عمه عضد الدولة.

(1) عمدة الطالب: 172.
(2) نسب قريش: 56.
(3) روضة الكافي: 166.
(4) الكافي: 5 / 79.
(5) التهذيب: 1 / 432.
131

قال ابن أبي الحديد: قال علي (عليه السلام) فيه: " والمترف بن الأجذم يقتله ابن عمه
على دجلة " قتله بقصر الجص على دجلة في الحرب (1).
[351]
عضد الدولة
في شرح النهج: وصفه رجل فقال: لو رأيته لرأيت رجلا له وجه فيه ألف عين
وله فم فيه ألف لسان وله صدر فيه ألف قلب (2).
وفي الكامل: لما مات عضد الدولة بلغ خبره بعض العلماء وعنده جمع من الفضلاء،
فتذاكروا الكلمات التي قالها الحكماء عند موت الإسكندر فقالوا: لو قلنا مثلها.
فقال أحدهم: وزن هذا الرجل الدنيا بغير مثقالها وأعطاها فوق قيمتها، وطلب
الربح فيها فخسر روحه فيها.
وقال الثاني: من استيقظ للدنيا فهذا نومه، ومن حلم فيها فهذا انتباهه.
وقال الثالث: ما رأيت مثله عاقلا في عقله ولا غافلا في غفلته.
وقال الرابع: من جد للدنيا هزلت به، ومن هزل راغبا عنها جدت له.
وقال الخامس: ترك هذه الدنيا شاغرة ورحل عنها بلا زاد ولا راحلة.
وقال السادس: إن ماء أطفأ هذه النار لعظيم، وإن ريحا زعزعت هذا
الركن لعصوف.
وقال السابع: إنما سلبك من قدر عليك.
وقال الثامن: لو كان معتبرا في حياته لما صار عبرة في مماته.
وقال التاسع: الصاعد في درجات الدنيا إلى استفال والنازل في دركاتها إلى تعال.
وقال العاشر: كيف غفلت عن كيد هذا الأمر حتى نفذ فيك، وهلا اتخذت دونه
جنة تقيك.
إلى أن قال الجزري: وصنف له الإيضاح في النحو والحجة في القراءات،
والملكي في الطب، والتاجي في التاريخ. مات عن سبع وأربعين من صرع يعتاده
فخنقه، وقال بيتا لم يفلح بعده وهو:

(1) شرح نهج البلاغة: 7 / 49.
(2) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 20 / 41.
132

عضد الدولة وابن ركنها * ملك الأملاك غلاب القدر
قيل: لما احتضر لم ينطلق لسانه إلا بتلاوة: (ما أغنى عني ماليه هلك عني
سلطانيه) وكان بنى سورا على المدينة وبنى البيمارستانات والقناطر وغير ذلك
من المصالح العامة (1).
ونقل أذكياء ابن الجوزي عنه قصصا عجيبة في باب " ذكاوات ملوكه " من
شاء راجعها.
وقال ابن أبي الحديد: أخبر علي (عليه السلام) عن سلطنتهم فقال: ويخرج من ديلمان
بنو الصياد حتى يملكوا الزوراء ويخلعوا الخلفاء مدتهم مائة أو تزيد قليلا (2).
قلت: وفي أيام الطائع استولى عضد الدولة على بغداد وخلع بعده ابنه بهاء
الدولة الطائع ونصب القادر (3).
وفي مناقب ابن شهرآشوب: قال عضد الدولة:
إن كنت جئتك في الهوى متعمدا * فرميت من قطب السماء بهادية
وبرئت من حب ابن بنت محمد * وحشرت من قبري بحب معاوية
إن الأئمة بعد أحمد عندنا * اثنان ثم اثنان ثم ثمانية (4)
[352]
العطار
الظاهر انصرافه إلى " محمد بن يحيى " المتقدم.
يروي عنه الكليني (5) وعلي بن بابويه (6) وغيرهما، ويروي عن محمد بن أحمد
ابن يحيى وغيره.
وروى الإكمال في باب " من شاهد القائم (عليه السلام) " بإسناده " عن محمد بن أبي

(1) الكامل في التاريخ: 9 / 18 - 22.
(2) شرح نهج البلاغة: 7 / 49.
(3) المصدر نفسه.
(4) مناقب ابن شهرآشوب: 1 / 316، وفيه: بهاوية.
(5) الكافي: 1 / 300، 3 / 1، 2، 3.
(6) الفقيه: 4 / 487.
133

عبد الله الكوفي أنه ذكر عدد من انتهى إليه ممن وقف على معجزات صاحب
الزمان (عليه السلام) ورآه من الوكلاء ببغداد العمري وابنه وحاجز والبلالي والعطار " (1)
والظاهر كونه غير محمد بن يحيى، حيث إن ذاك قمي وهذا بغدادي، ولم يصف
أحد ذاك بكونه وكيلا.
[353]
عقيصا
مر بعنوان دينار أبو سعيد.
وفي القاموس: عقيصي لقب أبي سعيد التيمي التابعي.
[354]
علان الكليني
ورد في توقيعات الإكمال مرتين، وراويه سعد (2).
وفي باب " من شاهد قائم " الإكمال: أبو نعيم الأنصاري قال: كنت بالمستجار
وجماعة من المقصرة وفيهم المحمودي وعلان الكليني (3).
وكأنه مخفف " علي " ففي أنساب السمعاني: علان لقب جماعة ممن اسمه
" علي " منهم علي بن عبد الرحمن المخزومي وعلي بن الحسن الطيالسي وعلي بن
إبراهيم البغدادي وعلي بن أحمد المعدل المصري.
ومنه يظهر ما في ما مر عن رجال الشيخ في الأسماء من عده في من لم يرو
عن الأئمة (عليهم السلام) " أحمد بن إبراهيم المعروف بعلان " و " محمد بن إبراهيم
المعروف بعلان " ولعله رأى " أحمد بن إبراهيم بن علان ومحمد بن إبراهيم بن
علان " فأسقط منهما كلمة " بن " قبل " علان " فوقع في ما وقع.
كما أن ما في الفائدة الثالثة من الخلاصة " قال الكليني: كلما ذكرته في كتابي

(1) إكمال الدين: 442.
(2) إكمال الدين: 485، 490.
(3) إكمال الدين: 470.
134

(عدة من أصحابنا عن سهل) فهم علي بن محمد بن علان " الظاهر زيادة " بن "
قبل علان.
وحينئذ فينحصر " علان " عندنا بعلي بن محمد بن إبراهيم الكليني المعروف
" علان " المتقدم عن النجاشي، وهو خال محمد بن يعقوب الكليني، فقال النجاشي
- أيضا - فيه: خاله علان.
وللمصنف أوهام لم نتعرض لها.
[355]
علم الهدى
في أربعين الشهيد في حديثه 23 نقلت من خط صفي الدين محمد بن معد
الموسوي: مرض الوزير أبو سعيد محمد بن الحسين بن عبد الرحيم سنة 420
فرأى في منامه أمير المؤمنين (عليه السلام) وكأنه يقول له: قل لعلم الهدى: " يقرأ عليك
حتى تبرأ " فقال: يا أمير المؤمنين ومن علم الهدى؟ فقال: " علي بن الحسين
الموسوي " فكتب إليه الوزير ذاك اللقب، فقال المرتضى: الله الله في أمري! فإن
قبولي لهذا اللقب شناعة علي، فقال الوزير: والله! ما أكتب إليك إلا ما أمرني به
أمير المؤمنين (عليه السلام)، فعلم القادر بالقضية فكتب إلى المرتضى: " تقبل يا علي بن
الحسين ما لقبك به جدك " ففعل وسمع الناس.
[356]
العليل
قال: لقب " علي بن جعفر " المتقدم.
أقول: قد عرفت ثمة استظهار كون العليل تصحيف الهماني.
[357]
عوانة
ذكر في الأسماء.
135

[358]
غلام ابن متى (1)
قال ابن أبي الحديد عند شرح قوله (عليه السلام): " ولقد قال لي قائل: إنك على هذا
الأمر لحريص ": حدثني يحيى بن سعيد الحنبلي المعروف ب‍ " ابن عالية " أحد
الشهود المعدلين ببغداد، قال: كنت حاضرا عند الفخر إسماعيل بن علي الفقيه
المعروف ب‍ " غلام ابن متى " إذ دخل عليه شخص من الحنابلة، وكان له دين على
كوفي فانحدر إليه في زيارة الغدير، فجعل الفخر يسائله وهو يجاوبه حتى قال له:
لو شاهدت في يوم زيارة الغدير ما يجري عند قبر علي بن أبي طالب من الفضائح
وسب الصحابة جهارا بأصوات مرتفعة من غير مراقبة، فقال له الفخر: " أي ذنب
لهم! والله ما جرأهم على ذلك ولا فتح لهم هذا الباب إلا صاحب ذاك القبر! " قال
الرجل: ومن صاحبه؟ قال: " علي بن أبي طالب " فقال: يا سيدي فإن كان محقا
فما لنا نتولى فلانا وفلانا، وإن كان مبطلا فما لنا نتولاه، ينبغي لنا أن نبرأ إما منه
وإما منهما! فقام الفخر مسرعا فلبس نعليه وقال: لعن الله إسماعيل الفاعل ابن
الفاعل! إن كان يعرف جواب هذه المسألة، ودخل دار حرمه فانصرفنا (2).
[359]
غلام خليل
مر في " أحمد بن محمد أبو عبد الله الآملي " قول العلامة آخذا عن ابن
الغضائري: " الذي يقال له: غلام خليل " ومر تعبير العامة عنه به.
[360]
الفتال
هو " محمد بن الحسن بن علي " على قول المناقب و " محمد بن علي " على
قول المنتجب و " محمد بن أحمد بن علي " على قول العلامة في الخلاصة.

(1) كذا، وفي المصدر: غلام ابن المنى.
(2) شرح نهج البلاغة: 9 / 305، 307.
136

[361]
الفحام
قال: لقب الحسن بن محمد بن يحيى.
أقول: قد عرفت ثمة أنه معروف ب‍ " ابن الفحام " ولعله كان لقب أبيه أو جده
فأطلق عليه مجازا.
وعن دعوات الراوندي، عن أبي محمد الفحام، عن المنصوري، عن عم أبيه،
عن الهادي (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " من
أدى لله مكتوبة فله في أثرها دعوة مستجابة " قال الفحام: رأيت والله
أمير المؤمنين (عليه السلام) في النوم فسألته عن الخبر، فقال: صحيح إذا فرغت من
المكتوبة، فقل وأنت ساجد: اللهم بحق من رواه وبحق من روى عنه صل على
جماعتهم وافعل بي كيت وكيت (1).
وما في بغية السيوطي: " الفحام أحمد بن علي بن محمد " (2) لابد أنه فحام آخر.
[362]
الفخر
مر بعنوان غلام ابن متي.
[363]
فخر الملك
ابن نظام الملك
في كامل الجزري: قتل في سنة 500 يوم عاشوراء، كان أصبح صائما وقال:
رأيت الليلة في المنام الحسين (عليه السلام) وهو يقول: " عجل إلينا وليكن إفطارك عندنا "
وقد اشتغل فكري ولا محيد عن قضاء الله، فقالوا له: لا تخرج اليوم من دارك،
فأقام يومه يصلي ويقرأ القرآن، وأراد وقت العصر الخروج إلى دار النساء فسمع

(1) الدعوات: 27.
(2) بغية الوعاه: 150.
137

صياح متظلم فأحضره رحمة له، فدفع إليه رقعة فبينا يتأملها إذ ضربه بسكين
- وكان من الباطنية - فقتله (1).
[364]
الفراء
هو: " يحيي بن زياد " قال ثمامة بن الأشرس: وجدته بحرا في اللغة، ونسيج
وحده في النحو، وعارفا بالاختلاف في الفقه، وماهرا في النجوم، وخبيرا بالطب،
وحاذقا في أيام العرب وأخبارها وأشعارها.
[365]
فقاعة
قال: لقب أحمد بن علي بن الحكم.
أقول: بل فقاعة الخمري.
[366]
فقحة العلم
مر في " جعفر بن بشير البجلي " قول النجاشي: قال ابن نوح: يلقب جعفر
فقحة العلم.
[367]
القادر العباسي
هو: أحمد بن إسحاق بن المقتدر.
في الخرائج: كانت بالكوفة فتنة بين الطالبيين والعباسيين فقتل سبعة عشر
نفرا من العباسيين، فغضب القادر واستنهض شرف الدولة ليسير إلى الكوفة
ويستأصل الطالبيين، فرأت امرأة من العباسيين في منامها كأن فارسا نزل من

(1) الكامل في التاريخ: 10 / 418.
138

السماء وبيده رمح فسألت عنه، فقيل لها: هذا " علي بن أبي طالب " يريد أن يقتل
من عزم على قتل الطالبيين، ولما انتصف الليل من ليلة بات شرف الدولة عازما
على المسير إلى الكوفة في صبيحتها مات فجأة، فتفرقت العساكر وفزع القادر (1).
وفي كامل الجزري: وفي سنة 381 قبض بهاء الدولة على الطائع ونصب
القادر، فأرسل خواصه ليحضروه إلى بغداد من البطيحة، ولما وصل رسله إلى
القادر كان تلك الساعة يحكي مناما رآه تلك الليلة، قال هبة الله بن عيسى كاتب
مهذب الدولة: كنت أحضر عند القادر كل أسبوع مرتين فكان يكرمني، فدخلت
عليه يوما فوجدته قد تأهب تأهبا لم تجر به عادته ولم أر منه ما ألفته من إكرامه،
فسألته عن السبب؟ فقال: رأيت البارحة في منامي كأن نهركم هذا نهر الصليق قد
اتسع فصار مثل دجلة دفعات، فسرت على حافته متعجبا منه ورأيت قنطرة
عظيمة، فقلت: من قد حدث نفسه بعمل هذه القنطرة على البحر العظيم، ثم صعدتها
فبينا أنا عليها أتعجب منها إذ رأيت شخصا قد تأملني من ذلك الجانب، فقال:
أتريد أن تعبر؟ فقلت: نعم، فمد يده حتى وصلت إلي فأخذني وعبرني فهالني
وتعاظمني فعله، فقلت: من أنت؟ فقال: " علي بن أبي طالب وهذا الأمر صائر إليك
ويطول عمرك فيه فأحسن إلى ولدي وشيعتي " قال هبة الله: فما انتهى القادر إلى
هذا القول حتى سمعنا صياح الملاحين وغيرهم وسألنا عن ذلك وإذا هم الواردون
لإصعاده ليتولى الخلافة، فخاطبته بإمرة المؤمنين... الخ (2).
وفيه: وتوفي الطائع سنة 393 وصلى عليه القادر وكبر عليه خمسا (3).
[368]
القداح
الظاهر كونه " عبد الله بن ميمون " المتقدم.

(1) الخرائج والجرائح: 1 / 221.
(2) الكامل في التاريخ: 9 / 80.
(3) الكامل في التاريخ: 9 / 175.
139

روى عن الصادق (عليه السلام) في أكل طين الكافي (1).
[369]
قطب الدين البويهي
قال: هو صاحب شرح المطالع وشرح الشمسية.
أقول: وعن إجازة الشهيد الثاني لوالد البهائي: شرح الشمسية لقطب الدين
محمد بن محمد بن أبي جعفر بن بابويه.
وفي كشف الظنون في المطالع والشمسية: " شرحه لقطب الدين الرازي " وزاد
في الأول: النحتاني (2).
[370]
قطب الدين الرازي
مر في سابقه.
[371]
قطب الدين الراوندي
هو " سعيد بن هبة الله " وهو أول من شرح النهج كما قال ابن أبي الحديد (3).
[372]
قطب الدين الكندري
هو شارح النهج بعد الراوندي، ينقل عنه ابن ميثم كما في الشقشقية وغيرها.
هذا، وفي أنساب السمعاني: " الكندري " نسبة إلى بيع الكندر كما في أبي
عبد الرحمن الكندري وإلى قرية قريبة من قزوين كما في أبي غانم الكندري، وإلى
قرية من نواحي نيسابور كما في أبي نصر الكندري الوزير... الخ.
وحينئذ فلم يعلم وجه النسبة في القطب هذا.

(1) الكافي: 6 / 266، وفيه: ابن القداح.
(2) كشف الظنون: 2 / 1715.
(3) شرح نهج البلاغة: 1 / 5.
140

هذا، وقال المصنف: " ذكر نسبة أبي نصر الكندري الجاحظ " وهو وهم،
فالجاحظ كان قبل الكندري الوزير، ولعله رأى الحاكم صاحب تاريخ نيسابور
فبدله بالجاحظ.
هذا، ولم يكن للقطب هذا يد في التاريخ، فقال خابطا في شرح قوله (عليه السلام) في
الكوفة: " ما أراد بك جبار سوء إلا ابتلاه الله بشاغل ورماه بقاتل ": فمن الجبابرة
الذين ابتلاهم الله بشاغل فيها " زياد " وقد أصابه الفالج وابنه " عبيد الله " وقد
أصابه الجذام، و " الحجاج " وقد تولدت الحيات في بطنه حتى مات، و " عمر بن
هبيرة " وابنه " يوسف " وقد أصابهما البرص، و " خالد القسري " وقد حبس
فطولب حتى مات جوعا. وأما الذين رماهم الله بقاتل ف‍ " عبيد الله " و " مصعب " و
" أبو السرايا " وغيرهم قتلوا جميعا و " يزيد بن المهلب " قتل على أسوء حال
وتبعه ابن ميثم.
[373]
قنبرة
مر قول الشيخ في الرجال في من لم يرو عن الأئمة (عليهم السلام): إسماعيل بن محمد
قمي، يلقب قنبرة.
[374]
الكاتب
قال: ينصرف عند الفقهاء إلى ابن الجنيد.
أقول: لم يقل ذلك أحد، وإنما وصفه النجاشي به.
[375]
كاسولا
مر في " القاسم بن محمد الإصبهاني " قول الشيخ في الفهرست: المعروف
بكاسولا.
141

وروى في فضل صيام يوم شك التهذيب بإسناده، عن القاسم بن محمد
كاسولا (1).
[376]
كرام
مر في " عبد الكريم بن عمرو " قول الشيخ في رجاله في أصحاب
الكاظم (عليه السلام): " لقبه كرام " وقول النجاشي في طريقه إليه: عن كرام بكتابه.
وروى التهذيب في فضل صيام يوم الشك خبرا " عن عبد الكريم " (2) ورواه
الكافي في باب " من جعل على نفسه صوما معينا " عن كرام (3).
[377]
كردين
مر في " مسمع بن عبد الملك " قول الشيخ في رجاله في أصحاب
الصادق (عليه السلام): " كردين - وهو مسمع بن عبد الملك - عربي " وأما قول فهرسته:
" كردين بن مسمع " فوهم.
ومر قول النجاشي في مسمع: الملقب كردين.
ورد " كردين المسمعي " في صيد التهذيب (4).
ومر في الكنى بعنوان: أبو سيار.
[378]
كرز
في خبر حبابة المروي في الكافي في باب " ما يفصل بين دعوى المحق
والمبطل " عن أحمد بن يحيى المعروف ب‍ " كرز " (5) وبدله المصنف ب‍: كره.

(1) التهذيب: 4 / 183.
(2) التهذيب: 4 / 183.
(3) الكافي: 4 / 141.
(4) التهذيب: 7 / 17.
(5) الكافي: 1 / 346، وفيه: المعروف بكرد.
142

[379]
كعب الأحبار
في فضل النظر إلى الكعبة من الكافي: أن عاصم بن عمر البجلي قال
للباقر (عليه السلام): إن كعب الأحبار يقول: إن الكعبة تسجد لبيت المقدس كل غداة،
وصدق كعب، فقال (عليه السلام): كذبت وكذب كعب (1).
[380]
كنكر
قال: لقب " أبي خالد الكابلي الأكبر " و " وردان الكابلي الأصغر ".
أقول: ما ذكره تخليط، فلم يقل أحد أن " كنكر " لقب نفرين، وإنما اختلفوا في
أنه اسم واحد أو لقب واحد، وقلنا في " كنكر " و " وردان ": إن القول بكون كنكر
لقبا قول تفرد به الكشي فقال: أبو خالد الكابلي اسمه وردان ولقبه كنكر، وأما
الآخرون فقالوا: اسم أبي خالد الكابلي وردان وقيل: كنكر.
كما أن الشيخ في رجاله تفرد بتعدد " أبي خالد الكابلي " كبير اسمه " كنكر "
وصغير اسمه " وردان ".
كما أن ابن عقدة تفرد بجعل اسم " أبي خالد القماط " " كنكر " والمشهور أن
اسمه: يزيد.
وبالجملة: أصل كون " كنكر " لقبا غير معلوم، فضلا عن كونه لقبا لنفرين، بل
هو مقطوع العدم.
[381]
كوكب الدم
مر في " زكريا أبو يحيى الموصلي " قول الكشي: ولقبه كوكب الدم.

(1) الكافي: 4 / 240.
143

[382]
كولان
ذكرناه في الأسماء لعدم معلومية كونه لقبا.
[383]
لوين
مر بعنوان " محمد بن سليمان بن حبيب " وأنه روى عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أن
عليا (عليه السلام) دخل عليه فخرج قوم كانوا عنده، فقال (صلى الله عليه وآله): إن الله أدخله وأخرجهم.
[384]
الماجشون
مر في " عبد العزيز بن أبي سلمة " تحقيق أصله.
[385]
ماجيلويه
مر في " محمد بن علي بن محمد بن أبي القاسم " تحقيق أصله.
[386]
ماكردويه
يطلق على " أحمد بن محمد العسكري " كما يفهم من النجاشي في " حبيش "
المتقدم.
[387]
الماصر
قال: لقب " عبد الله بن قيس " وعمر بن قيس.
أقول: بل لقب أبيهما.
[388]
المأمون
في الأغاني: كان إبراهيم بن المهدي شديد الانحراف عن علي (عليه السلام) فحدث
144

المأمون يوما أنه رأى عليا في النوم فقال له: من أنت؟ فأخبره أنه " علي بن أبي
طالب " قال: فمشينا حتى جئنا قنطرة فذهب يتقدمني لعبورها، فأمسكته وقلت له:
إنما أنت رجل تدعي هذا الأمر بامرأة ونحن أحق به منك، فما رأيت له في
الجواب بلاغة كما يوصف عنه، فقال المأمون: وأي شئ قال لك؟ قال: ما زادني
على أن قال: سلاما سلاما، فقال له المأمون: قد والله! أجابك أبلغ جواب، قال:
وكيف؟ قال: عرفك أنك جاهل لا يجاوب مثلك، قال تعالى: (وإذا خاطبهم
الجاهلون قالوا سلاما) فخجل إبراهيم وقال: ليتني لم أحدثك بهذا الحديث (1).
وفي مروج المسعودي: كان المأمون يظهر التشيع وإبراهيم بن المهدي
المعروف ب‍ " ابن شكلة " التسنن، فقال المأمون:
إذا المرجي سرك أن تراه * يموت لحينه من قبل موته
فجدد عنده ذكرى علي * وصل على النبي وآل بيته
فأجابه ابن شكلة رادا عليه:
إذا الشيعي جمجم في مقال * فسرك أن يبوح بذات نفسه
فصل على النبي وصاحبيه * وزيريه وجاريه برمسه (2)
وفي شرح النهج: أمر المأمون بإشخاص " سليمان بن محمد الخطابي " من
البصرة، فلما مثل بين يديه قال له: أنت القائل: " العراق عين الدنيا، والبصرة عين
العراق، والمربد عين البصرة ومسجدي عين المربد وأنا عين مسجدي " وأنت
أعور؟ فإذن عين الدنيا عوراء! قال: لم أقل ذلك ولا أظن أنك أحضرتني لذلك،
قال: بلغني أنك أصبحت فوجدت على سارية من سواري مسجدك " رحم الله
عليا أنه كان تقيا " فأمرت بمحوه، قال: كان " لقد كان نبيا " فأمرت بإزالته، فقال له
المأمون: كذبت، كانت القاف أصح من عينك الصحيحة، والله! لولا أن أقيم لك عند
العامة سوقا لأحسنت تأديبك (3).

(1) الأغاني: 9 / 65.
(2) مروج الذهب: 3 / 417.
(3) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 16 / 100.
145

وفي مروج المسعودي: وفي سنة مائتين بعث المأمون برجاء بن أبي الضحاك
وياسر الخادم إلى علي بن موسى الرضا (عليه السلام) فحمل إليه مكرما وأمر بإحصاء ولد
العباس من رجالهم ونسائهم وصغيرهم وكبيرهم، فكان عددهم ثلاثة وثلاثون
ألفا، وأمر بجميع خواص الأولياء وأخبرهم أنه نظر في ولد العباس وولد علي (عليه السلام)
فلم يجد في وقته أحد أفضل ولا أحق بالأمر من علي بن موسى الرضا (عليه السلام) فبايع
له بولاية العهد وضرب اسمه على الدنانير والدراهم، وزوج محمد بن علي بن
موسى بابنته أم الفضل وأمر بإزالة السواد من اللباس والأعلام، فأعظم ذلك من
بالعراق من ولد العباس إذ علموا أن في ذلك خروج الأمر عنهم فاجتمعوا على
خلع المأمون ومبايعة إبراهيم بن المهدي المعروف بابن شكلة (1).
وفي الطبري - بعد ذكره إرسال المأمون رجاء بن أبي الضحاك لإشخاص
الرضا (عليه السلام) من المدينة في سنة 200 وجعله ولي عهده في سنة 201 -: ورد على
عيسى بن محمد بن أبي خالد كتاب من الحسن بن سهل يعلمه أن المأمون قد جعل
علي بن موسى بن جعفر ولي عهده من بعده، وذلك أنه نظر في بني العباس وبني
علي فلم يجد أحدا هو أفضل ولا أورع ولا أعلم منه، وأنه سماه الرضي من آل
محمد وأمره بطرح لبس الثياب السود ولبس ثياب الخضرة وذلك يوم الثلاثاء
لليلتين خلتا من شهر رمضان... الخ (2).
وفي المروج وفي سنة 212: نادى منادي المأمون: برئت الذمة من أحد من
الناس ذكر معاوية بخير (إلى أن قال) وأنشأت الكتب إلى الآفاق بلعنه على
المنابر، فأعظم الناس ذلك وأكبروه واضطربت العامة، فأشير عليه بترك ذلك،
فأعرض عما كان هم به (3).
وروى الخطيب في الفضل بن دكين أن المأمون لما ورد بغداد من خراسان
نادى بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لعدم تميز الناس، وقال للفضل: ما

(1) مروج الذهب: 3 / 440.
(2) تاريخ الطبري: 8 / 554.
(3) مروج الذهب: 3 / 454.
146

نهيناك إنما نهينا أقواما يجعلون المعروف منكرا (1).
وفي الطبري وفي سنة 212: أظهر المأمون القول بتفضيل علي بن أبي
طالب (عليه السلام) وقال: هو أفضل الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وذلك في شهر ربيع الأول
منها (2).
وفي فتوح بلدان البلاذري وفي سنة 210: أمر المأمون برد فدك وكتب إلى
قثم بن جعفر عامله على المدينة: أما بعد، فإني بمكاني من دين الله وخلافة رسوله
والقرابة به أولى من استن سنته ونفذ أمره وسلم لمن منحه منحة وتصدق عليه
بصدقة منحته وصدقته، وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أعطى فاطمة بنت
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فدك وتصدق بها عليها، وكان ذلك أمرا ظاهرا معروفا لا
اختلاف فيه بين آل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (إلى أن قال) فلئن كان ينادي في كل موسم
بعد أن قبض الله نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم): " أن يذكر كل من كانت له صدقة أو هبة أو عدة، ذلك "
فيقبل قوله وينفذ عدته أن فاطمة لأولى بأن يصدق قولها في ما جعل
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لها (3).
وروى سقيفة الجوهري - كما في شرح النهج -: أن المأمون جلس للمظالم
فأول رقعة وقعت في يده نظر فيها وبكى وقال للذي على رأسه ناد: أين وكيل
فاطمة (عليها السلام) فقام شيخ عليه دراعة وعمامة وخف، فتقدم فجعل يناظره في فدك
والمأمون يحتج عليه وهو يحتج على المأمون، ثم أمر أن يسجل لهم بها، فكتب
السجل وقرئ عليه فأنفذه، فقام دعبل فأنشده أبياتا أولها:
أصبح وجه الزمان قد ضحكا * برد مأمون هاشم فدكا (4)
وفي الطرائف: ذكر صاحب التاريخ المعروف بالعباسي أن جماعة من ولد
الحسن والحسين (عليهما السلام) رفعوا قصة إلى المأمون يذكرون أن فدك والعوالي كانت

(1) تاريخ بغداد: 12 / 350.
(2) تاريخ الطبري: 8 / 619.
(3) فتوح البلدان: 46.
(4) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 16 / 217.
147

لأمهم (عليها السلام) وأن أبا بكر أخرج يدها عنها بغير حق، وسألوا المأمون إنصافهم
وكشف ظلامتهم، فأحضر المأمون مائتي رجل من علماء الحجاز والعراق
وغيرهما وهو يؤكد في أداء الأمانة واتباع الصدق، وعرفهم ما ذكره ورثة
فاطمة (عليها السلام) وسألهم عما عندهم من الحديث الصحيح في ذلك.
فروى غير واحد منهم من " بشر بن الوليد " و " الواقدي " و " بشر بن غياث "
في أحاديث يرفعونها إلى نبيهم (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه لما فتح خيبر اصطفى لنفسه قرى من
قرى اليهود، فنزل جبرئيل (عليه السلام) بهذه الآية: (فآت ذا القربى حقه) فقال
محمد (صلى الله عليه وآله): من ذو القربى؟ قال: فاطمة، فدفع إليها فدك ثم أعطاها العوالي بعد
ذلك فاستغلتها حتى توفي أبوها.
فلما بويع أبو بكر قال: لا أمنعك ما دفع إليك أبوك، فأراد أن يكتب لها كتابا
فاستوقفه عمر وقال: إنها امرأة فادعها بينة على ما ادعت، فأمرها أبو بكر أن تفعل،
فجاءت بأم أيمن وأسماء بنت عميس مع علي بن أبي طالب (عليه السلام) فشهدوا لها
جميعا بذلك، فكتب لها أبو بكر فبلغ ذلك عمر فأتاه فأخذ الصحيفة وقال: إن
فاطمة امرأة وعلي بن أبي طالب زوجها وهو جار إلى نفسه، ولا تكون شهادة
امرأتين دون رجل، فأرسل أبو بكر إلى فاطمة فأعلمها ذلك، فحلفت بالله الذي لا
إله إلا هو أنهم ما شهدوا إلا بالحق، فقال أبو بكر: فلعلك أن تكوني صادقة ولكن
أحضري شاهدا لا يجر إلى نفسه، فقالت: ألم تسمعا من أبي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
يقول: " أسماء بنت عميس وأم أيمن من أهل الجنة؟ " فقالا: بلى، فقالت: " امرأتان
من أهل الجنة تشهدان بباطل؟ " فانصرفت صارخة تنادي أباها وتقول: " قد
أخبرني أني أول من ألحق به فو الله لأشكونهما إليه " فلم تلبث أن مرضت فأوصت
عليا (عليه السلام) أن لا يصليا عليها، وهجرتهما فلم تكلمهما حتى ماتت، فدفنها علي (عليه السلام)
والعباس ليلا.
ثم أحضر المأمون في اليوم الآخر ألف رجل من أهل العلم والفقه وشرح لهم
الحال وأمرهم بتقوى الله ومراقبته، فتناظروا فقالت فرقة منهم: " الزوج عندنا جار
148

إلى نفسه فلا شهادة له ولكنا نرى أن يمين فاطمة قد أوجبت لها ما ادعت مع
شهادة الامرأتين " وقالت طائفة: " نرى اليمين مع الشهادة لا توجب حكما ولكن
شهادة الزوج جائزة ولا نراه جارا إلى نفسه وقد وجبت بشهادته مع شهادة
المرأتين لفاطمة ما ادعت " فكان اختلاف الطائفتين إجماعا منهما على استحقاق
فاطمة فدك والعوالي، فسألهم المأمون بعد ذلك عن فضائل لعلي وفاطمة (عليهما السلام)
فذكروا طرفا جليلا، وسألهم عن أم أيمن وأسماء بنت عميس، فرووا عن
نبيهم (صلى الله عليه وآله وسلم) أنهما من أهل الجنة، فقال المأمون: أيجوز أن يقال: إن عليا (عليه السلام) مع
ورعه وزهده يشهد لفاطمة بغير حق وقد شهد له الله ورسوله بهذه الفضائل؟ أو
يجوز مع علمه وفضله أن يقال: إنه يمشي في شهادة وهو يجهل الحكم فيها؟ وهل
يجوز أن يقال: إن فاطمة مع طهارتها وعصمتها أنها سيدة نساء العالمين وسيدة
نساء أهل الجنة كما رويتم تطلب شيئا ليس لها تظلم فيه جميع المسلمين وتقسم
عليه بالله؟ أو يجوز أن يقال عن أم أيمن وأسماء: إنهما تشهدان بالزور وهما من
أهل الجنة؟ أن الطعن على فاطمة (عليها السلام) وشهودها طعن على كتاب الله وإلحاد في
دين الله.
ثم عارضهم المأمون بحديث رووه: أن عليا (عليه السلام) أقام مناديا بعد وفاة
النبي (صلى الله عليه وآله) ينادي: " من كان له على النبي (صلى الله عليه وآله) دين أو عدة فليحضر " فحضر
جماعة فأعطاهم بغير بينة، وأن أبا بكر أمر مناديا ينادي بمثل ذلك، فحضر جرير
بن عبد الله وجابر بن عبد الله فأعطاهما بغير بينة، فقال المأمون: " أما كانت
فاطمة (عليها السلام) وشهودها يجرون مجرى جرير وجابر " ثم تقدم المأمون بسطر رسالة
طويلة تتضمن صورة الحال، وأمر أن تقرأ بالموسم على رؤوس الأشهاد وجعل
فدك والعوالي في يد " محمد بن يحيى بن الحسين بن علي بن علي بن
الحسين (عليه السلام) " يعمرها ويستغلها ويقسم دخلها بين ورثة فاطمة (عليها السلام) (1).

(1) الطرائف: 248 - 251.
149

ومر في " يحيى بن أكثم " رواية الخطيب أن المأمون أمر في طريق الشام
بتحليل المتعة، وكان يقول مغتاظا: " متعتان كانا على عهد رسول الله وعهد أبي بكر
وأنا أنهى عنهما " ومن أنت يا أحول! حتى تنهى عما فعله النبي (صلى الله عليه وآله)... الخ.
وفي عيون ابن بابويه عن الحاكم أبي علي البيهقي، عن محمد بن يحيى
الصولي، عن الحسن بن الجهم، عن أبيه قال: صعد المأمون المنبر لما بايع
الرضا (عليه السلام) فقال: أيها الناس! جئتكم ببيعة علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) والله لو قرئت هذه الأسماء على الصم
البكم لبرأوا بإذن الله عز وجل (1).
وفي بلدان الحموي في " فامية ": ذكر أحمد بن أبي طاهر أنه رفع إلى المأمون
أن رجلا من الرعية لزم بلجام رجل من الجند يطالبه بحق له فقنعه بالسوط، فصاح
الفامي: " واعمراه، ذهب العدل منذ ذهبت! " فأمر المأمون بإحضارهما فقال
للجندي: مالك وله؟ فقال: إن هذا رجل كنت أعامله وفضل له علي شئ من النفقة
فلقيني على الجسر فطالبني، فقلت: إني أريد دار السلطان فإذا رجعت وفيتك،
فقال: لو جاء السلطان ما تركتك، فلما ذكر الخليفة لم أتمالك ففعلت ما فعلت، فقال
للرجل: ما تقول في ما يقول؟ فقال: كذب علي، فقال الجندي: إن لي جماعة
يشهدون إن أمر الخليفة بإحضارهم أحضرهم، فقال المأمون للمدعي: ممن أنت؟
قال: من أهل فامية، فقال: أما عمر بن الخطاب كان يقول: " من كان جاره نبطيا
واحتاج إلى ثمنه فليبعه " فإن كنت إنما طلبت سيرة عمر فهذا حكمه في أهل
فامية، ثم أمر له بألف درهم وأطلقه (2). ورواه عيون ابن قتيبة (3).
وعن الطرائف: من الطرائف المشهورة ما بلغ إليه المأمون في مدح
أمير المؤمنين (عليه السلام) ما رواه ابن مسكويه صاحب التاريخ بحوادث الإسلام في

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 147، ب 40 ح 18.
(2) معجم البلدان: 4 / 233.
(3) عيون الأخبار: 1 / 330.
150

كتاب سماه " نديم الفريد " يقول فيه: كتب بنو هاشم إلى المأمون كتابا يسألونه
جوابهم (إلى أن قال) قال المأمون: لولا أن يقول قائل: إن المأمون ترك الجواب
عجزا لما أجبتكم من سوء أخلاقكم وقلة أخطاركم وركاكة عقولكم: أما بعد، فإن
الله تعالى بعث محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) على فترة من الرسل وقريش في أنفسها وأموالها لا
يرون أحدا يساميهم ولا يباريهم، فكان نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) أمينا من أوسطهم بيتا وأقلهم
مالا، وكان أول من آمن به خديجة بنت خويلد فواسته بمالها، ثم آمن به
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) سبع سنين لم يشرك بالله شيئا طرفة عين، لم
يعبد وثنا ولم يأكل ربا ولم يشاكل الجاهلية في جهالاتهم، وكانت عمومة
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إما مسلم مهين وإما كافر معاند إلا حمزة، وأما أبو طالب فإنه كفله
ورباه فلم يزل مدافعا عنه ومانعا منه، فلما قبض الله أبا طالب هم به القوم وأجمعوا
عليه ليقتلوه فهاجر إلى القوم الذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم فلم يقم مع
رسول الله (صلى الله عليه وآله) أحد من المهاجرين كقيام علي بن أبي طالب (عليه السلام) فإنه آزره ووقاه
بنفسه وقام في مضجعه، ثم لم يزل بعد متمسكا بأطراف الثغور وينازل الأبطال،
ولا ينكل عن قرن ولا يولي عن جيش منيع القلب، يؤمر على الجميع ولا يؤمر
عليه أحد، أشد الناس وطأة على المشركين وأعظمهم جهادا في سبيل الله وأفقههم
في دين الله وأقرأهم لكتاب الله وأعرفهم بالحلال والحرام، وهو صاحب الولاية
في حديث غدير خم وصاحب قول النبي (صلى الله عليه وآله): " أنت مني بمنزلة هارون من
موسى إلا أنه لا نبي بعدي " وصاحب يوم الطائف، وكان أحب الخلق إلى الله
تعالى وإلى رسوله (صلى الله عليه وآله)، وصاحب الباب فتح له وسد أبواب المسجد وصاحب
الراية يوم خيبر وصاحب عمرو بن عبد ود، وأخو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حين آخى بين
المسلمين، وهو صاحب آية: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما
وأسيرا) وهو زوج فاطمة سيدة نساء العالمين وسيدة نساء أهل الجنة وهو ختن
خديجة، وهو ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كفله ورباه وهو ابن أبي طالب في نصرته
وجهاده، وهو نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في يوم المباهلة وهو الذي لم يكن أبو بكر
151

وعمر ينفذان حكما حتى يسألانه عنه فما رأى إنفاذه نفذاه وما لم يره رداه وهو
دخل من بني هاشم في الشورى، ولعمري! لو قدر أصحابه على دفعه عنه كما
دفعوا العباس عنه ووجدوا إلى ذلك سبيلا لدفعوه.
فأما تقديمكم العباس عليه فإن الله تعالى يقول: (أجعلتم سقاية الحاج
وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا
يستوون عند الله) والله! لو كان مما كان في أمير المؤمنين (عليه السلام) من المناقب
والفضائل والآي المفسرة في القرآن به خلة واحدة في رجل واحد من رجالكم أو
غيره لكان مستأهلا متأهلا للخلافة مقدما على أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بتلك الخلة،
ثم لم تزل الأمور تتراقى به إلى أن ولي أمور المسلمين، فلم يعن بأحد من بني
هاشم إلا بعبد الله بن عباس تعظيما لحقه وصلة لرحمه وثقة به فكان من أمره الذي
يغفر الله له، ثم نحن وهم يد واحدة كما زعمتم حتى قضى الله تعالى بالأمر إلينا
فأخفناهم وضيقنا عليهم وقتلناهم أكثر من قتل بني أمية إياهم، ويحكم! إن بني
أمية إنما قتلوا منهم من سل سيفا وإنا معشر بني العباس قتلناهم جملا فلتسألن
أعظم الهاشمية بأي ذنب قتلت ولتسألن نفوس ألقيت في دجلة والفرات ونفوس
دفنت ببغداد والكوفة أحياء، هيهات أنه من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل
مثقال ذرة شرا يره.
وأما ما وصفتم من أمر المخلوع وما كان فيه من لبس فلعمري! ما لبس عليه
أحد غيركم إذ هونتم عليه النكث وزينتم له الغدر وقلتم له ما عسى أن يكون من
أمر أخيك وهو رجل مغرب ومعك الأموال والرجال تبعث إليه فيؤتى به فكذبتم
ودبرتم ونسيتم قوله تعالى: ومن بغى عليه لينصرنه الله.
وأما ما ذكرتم من أمر المأمون في البيعة لأبي الحسن الرضا (عليه السلام) فما بايع له
المأمون إلا مستبصرا في أمره عالما بأنه لم يبق أحد على ظهرها أبين فضلا ولا
أظهر عفة ولا أورع ورعا ولا أزهد زهدا في الدنيا ولا أظلف نفسا ولا أرضى في
الخاصة والعامة ولا أشد في ذات الله منه، وأن البيعة له لموافقة رضى الرب عز
152

وجل ولقد جهدت ولا أجد في الله لومة لائم، ولعمري! أن لو كانت بيعتي بيعة
محاباة لكان العباس ابني وسائر ولدي أحب إلى قلبي وأحلى في عيني، ولكن
أردت أمرا وأراد الله أمرا فلم يسبق أمري.
وأما ما ذكرتم مما مسكم من الجفاء في ولايتي فلعمري! ما كان ذلك إلا
منكم بمظافرتكم علي مما يلتكم أخاى (1) فلما قتلته وتفرقتم عباديد فطورا إتباعا
لأبي خالد وطورا إتباعا لأعرابي وطورا إتباعا لابن شكلة ثم لكل من سل سيفا
علي، ولولا أن شيمتي العفو وطبيعتي التجاوز ما تركت على وجهها أحدا منكم
فكلكم حلال الدم محل بنفسه.
وأما ما سألتم من البيعة للعباس أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي خير،
ويلكم! إن العباس غلام حدث السن ولم يؤنس رشده (إلى أن قال) وأما ما كنت
أردته من البيعة لعلي بن موسى بعد استحقاق منه لها في نفسه واختيار مني له فما
كان ذلك مني إلا أن أكون الحاقن لدمائكم والذائد عنكم باستدامة المودة بيننا
وبينهم، وهي الطريق أسلكها في إكرام آل أبي طالب ومواساتهم في الفيء بيسير
ما يصيبهم منه، وإن تزعموا أني أردت أن يؤول إليهم منفعة فإني في تدبيركم
والنظر لكم ولعقبكم وأبنائكم من بعدكم وأنتم ساهون لاهون في غمرة تعمهون، لا
تعلمون ما يراد بكم وما أظلكم من النقمة وابتزاز النعمة، همة أحدكم أن يمسي
مركوبا ويصبح مخمورا تتباهون بالمعاصي وتبتهجون بها آلهتكم البرابط مخنثون
مؤنثون لا يتفكر متفكر منكم في إصلاح معيشة ولا اصطناع مكرمة ولا كسب
حسنة يمد بها عنقه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، أضعتم
الصلاة واتبعتم الشهوات وأكببتم على اللذات فسوف تلقون غيا، وأيم الله! لربما
أفكر في أمركم فلا أجد أمة من الأمم استحقوا العذاب حتى نزل بهم، لخلة من
الخلال إلا أصبت تلك الخلة بعينها فيكم مع خلال كثيرة لم أكن أظن أن إبليس

(1) في الطرائف: إياه.
153

اهتدى إليها ولا أمر بالعمل عليها، وقد أخبر تعالى في كتابه العزيز عن قوم صالح
أنه كان فيهم: (تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون) فأيكم ليس معه
تسعة وتسعون مفسدين في الأرض قد اتخذتموهم شعارا ودثارا استخفافا
بالمعاد وقلة يقين بالحساب، وأيكم له رأي يتبع أو روية تنفع.
وأما ما ذكرتم من العثرة في أبي الحسن (عليه السلام) فلعمري! إنها عندي للنهضة
والاستقلال الذي أرجو به قطع الصراط والأمن والنجاة من الخوف يوم الفزع
الأكبر، ولا أظن عملت عملا هو عندي أفضل من ذلك إلا أن أعود بمثلها إلى مثله،
وأين لي بذلك وأنى لكم بتلك السعادة.
وأما قولكم إني سفهت آراء آبائكم وأحلام أسلافكم فكذلك قال مشركو
قريش: (إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون) ويلكم! إن الدين
لا يؤخذ إلا عن الأنبياء فافقهوا وما أراكم تعقلون.
وأما تعبيركم إياي بسياسة المجوس إياكم، ولعمري! لقد كانوا مجوسا
فأسلموا كآبائنا وأمهاتنا في القديم، فهم المجوس الذين أسلموا وأنتم المسلمون
الذين ارتدوا ومجوسي أسلم خير من مسلم ارتد، فهم يتناهون عن المنكر
ويأمرون بالمعروف ويتقربون من الخير ويتباعدون من الشر ويذبون عن حرم
المسلمين يتباهجون بما نال الشرك وأهله من النكر ويتباشرون بما نال الإسلام
وأهله من البشر.
وليس منكم إلا لاغب (1) بنفسه مأفون في عقله وتدبيره إما مغن أو ضارب دف أو
زامر، والله! لو أن بني أمية الذين قتلتموهم بالأمس نشروا اليوم (لأنفوا من معائب
فيكم) (2) ليس فيكم الأمن إذا مسه الشر جزع وإذا مسه الخير منع، لا ترجعون إلى
خشية ولا تأنفون وكيف يأنف من يبيت مركوبا ويصبح بإثمه معجبا كأنه قد
اكتسب حمدا! غايته بطنه وفرجه، لا يبالي أن ينال شهوته بقتل ألف نبي... الخ (3).

(1) في الطرائف: لاعب.
(2) في الطرائف: لا تأنفوا في معائب تنالونهم بها.
(3) الطرائف: 275 - 282.
154

وفي العقد الفريد لابن عبد ربه: قال إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل بن حماد
ابن زيد: بعث يحيى بن أكثم - وهو يومئذ قاضي القضاة - إلي وإلى عدة من
أصحابي فقال: إن المأمون أمرني أن أحضر معي غدا مع الفجر أربعين رجلا كلهم
فقيه، يفقه ما يقال له ويحسن الجواب، فسموا من تظنونه يصلح لما يطلب فسمينا
له عدة وذكر هو عدة حتى تم العدد الذي أراد (إلى أن قال) فدخلنا فإذا المأمون
جالس على فراشه وعليه سواده وطيلسانه وعمامته، فلما استقر بنا المجلس
تحدر عن فراشه ونزع عمامته وطيلسانه ووضع قلنسوته ثم أقبل علينا فقال: إنما
فعلت ما رأيتم لتفعلوا مثل ذلك (إلى أن قال) إنما بعثت إليكم في المناظرة فمن
كان به شئ من الخبيثين لم يفقه ما يقول فمن أراد منكم الخلاء فهناك وأشار بيده،
فدعونا له ثم ألقى مسألة من الفقه فقال: يا يحيى قل وليقل القوم من بعدك، فأجابه
يحيى ثم الذي يلي يحيى ثم الذي يليه حتى أجاب آخرنا في العلة وعلة العلة،
وهو مطرق لا يتكلم حتى إذا انقطع الكلام التفت إلى يحيى فقال: أصبت الجواب
وتركت الصواب في العلة، ثم لم يزل يرد على كل واحد منا مقالته ويخطئ بعضنا
ويصوب بعضنا حتى أتى على آخرنا.
ثم قال: إني لم أبعث إليكم في هذا، ولكني أحببت أن أبسطكم أن الخليفة أراد
مناظرتكم في مذهبه الذي هو عليه والذي يدين الله به، قلنا: فليفعل، فقال: إن
الخليفة يدين الله على أن " علي بن أبي طالب " خير خلفاء الله بعد رسوله (صلى الله عليه وآله)
وأولى الناس بالخلافة له، قال إسحاق: فقلت: إن فينا من لا يعرف ما ذكر الخليفة
في علي وقد دعا الخليفة للمناظرة، فقال: يا إسحاق اختر إن شئت سألتك وإن
شئت سل.
قال إسحاق: فاغتنمتها منه فقلت: بل أسألك، قال: سل، قلت: من أين قال
الخليفة أن " علي بن أبي طالب " أفضل الناس بعد رسوله وأحقهم بالخلافة بعده؟
قال: يا إسحاق، خبرني عن الناس بم يتفاضلون حتى يقال: فلان أفضل من فلان؟
قلت: بالأعمال الصالحة، قال: صدقت (إلى أن قال) يا إسحاق فانظر ما رواه لك
155

أصحابك ومن أخذت عنهم دينك وجعلتهم قدوتك من فضائل " علي بن أبي
طالب " فقس عليها ما أتوك به من فضائل أبي بكر، فإن رأيت فضائل أبي بكر
تشاكل فضائل علي فقل إنه أفضل منه، لا والله! ولكن قس إلى فضائله ما روى لك
من فضائل أبي بكر وعمر فإن وجدت لهما من الفضائل ما لعلي وحده فقل: إنهما
أفضل منه، لا والله! ولكن قس إلى فضائله فضائل أبي بكر وعمر وعثمان، فإن
وجدتها مثل فضائل علي فقل: إنهم أفضل منه، لا والله! ولكن قس إلى فضائله
فضائل العشرة (إلى أن قال) يا إسحاق أي الأعمال أفضل، أليس السبق إلى
الإسلام؟ قلت: نعم، قال: اقرأ ذلك في كتاب الله يقول: (والسابقون السابقون
أولئك المقربون) إنما عنى من سبق إلى الإسلام، فهل علمت أحدا سبق عليا إلى
الإسلام؟ قلت: إن عليا أسلم وهو حديث السن لا يجوز عليه الحكم وأبو بكر
أسلم وهو مستكمل يجوز عليه الحكم، قال: أخبرني أيهما أسلم قبل ثم أناظرك
بعد في الحداثة والكمال؟ قلت: علي أسلم قبل أبي بكر على هذه الشريطة، فقال:
نعم، فأخبرني عن إسلام علي حين أسلم لا يخلو من أن يكون النبي دعاه إلى
الإسلام أو يكون إلهاما من الله، فأطرقت.
فقال لي: يا إسحاق! لا تقل إلهاما فتقدمه على النبي (صلى الله عليه وآله) لأن النبي (صلى الله عليه وآله) لم
يعرف الإسلام حتى أتاه جبريل عن الله تعالى، قلت: أجل، بل دعاه النبي إلى
الإسلام، قال: يا إسحاق، فهل يخلو حين دعاه النبي (صلى الله عليه وآله) إلى الإسلام من أن
يكون دعاه بأمر الله أو تكلف ذلك من نفسه؟ فأطرقت، فقال: لا تنسب يا إسحاق
إلى النبي (صلى الله عليه وآله) التكلف فإنه تعالى يقول فيه: (وما أنا من المتكلفين) قلت: أجل،
بل دعاه بأمر الله، قال: فهل من صفة الجبار جل ذكره أن يكلف رسوله دعاء من لا
يجوز عليه حكم؟ قلت: أعوذ بالله، فقال: أفتراه في قياس قولك يا إسحاق: " إن
عليا أسلم صبيا لا يجوز عليه الحكم " قد كلف النبي (صلى الله عليه وآله) من دعاء الصبيان ما لا
يطيقون، فهل يدعوهم الساعة ويرتدون بعد ساعة فلا يجب عليهم في ارتدادهم
شئ ولا يجوز عليهم حكم النبي، أترى هذا جائزا عندك أن تنسبه إلى
156

النبي (صلى الله عليه وآله)؟ قلت: أعوذ بالله.
قال: يا إسحاق، فأراك إنما قصدت لفضيلة فضل بها النبي (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام) على
هذا الخلق أبانه بها منهم ليعرفوا فضله، ولو كان الله أمره بدعاء الصبيان لدعاهم
كما دعا عليا؟ قلت: بلى، قال: فهل بلغك أن النبي (صلى الله عليه وآله) دعا أحدا من الصبيان من
أهله وقرابته لئلا تقول إن عليا ابن عمه؟ قلت: لا أعلم ولا أدري فعل أو لم يفعل،
قال: يا إسحاق، أرأيت ما لم تدره ولم تعلمه هل تسأل عنه؟ قلت: لا، قال: فدع ما
قد وضعه الله عنا وعنك.
قال: ثم أي الأعمال كانت أفضل بعد السبق إلى الإسلام؟ قلت: الجهاد في
سبيل الله، قال: صدقت، فهل تجد لأحد ما تجد لعلي (عليه السلام) في الجهاد؟ قلت: في أي
وقت؟ قال: في أي الأوقات شئت، قلت: بدر، قال: لا أريد غيرها فهل تجد لأحد
إلا دون ما تجد لعلي (عليه السلام) يوم بدر، أخبرني كم قتلى بدر؟ قلت: نيف وستون رجلا
من المشركين، قال: فكم قتل علي (عليه السلام) وحده؟ قلت: لا أدري، قال: ثلاثة
وعشرين أو اثنين وعشرين والأربعون لسائر الناس، قلت: كان أبو بكر مع النبي
في عريشه، قال: يصنع ماذا؟ قلت: يدبر، قال: ويحك! يدبر دون النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو
معه شريكا أم افتقارا من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى رأيه أي الثلاث أحب إليك؟ قلت: أعوذ
بالله أن يدبر أبو بكر دون النبي أو يكون معه شريكا أو أن يكون بالنبي افتقار إلى
رأيه، قال: فما الفضيلة بالعريش إذا كان الأمر كذلك، أليس من ضرب بسيفه بين
يدي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أفضل ممن هو جالس؟ قلت: كل الجيش كان مجاهدا، قال:
صدقت، ولكن الضارب بالسيف المحامي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعن الجالس أفضل
من الجالس! أما قرأت كتاب الله: (لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي
الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم
وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على
القاعدين أجرا عظيما) قلت: وكان أبو بكر وعمر مجاهدين، قال: فهل كان لأبي
بكر وعمر فضل على من لم يشهد ذلك المشهد؟ قلت: نعم، قال: فكذلك سبق
157

الباذل نفسه فضل أبي بكر وعمر؟ قلت: أجل.
قال: يا إسحاق هل تقرأ القرآن؟ قلت: نعم، قال: اقرأ علي: (هل أتى)
فقرأت منها حتى بلغت (ويشربون من كأس كان مزاجها كافورا - إلى قوله -:
ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) قال: على رسلك في من
أنزلت هذه الآيات؟ قلت: في " علي " قال: فهل بلغك أن عليا (عليه السلام) حين أطعم
المسكين واليتيم والأسير قال: (إنما نطعمكم لوجه الله) وهل سمعت الله وصف
في كتابه أحدا بمثل ما وصف به عليا؟ قلت: لا.
قال: صدقت لأن الله تعالى عرف سريرته يا إسحاق، ألست تشهد أن العشرة
في الجنة؟ قلت: بلى، قال: أرأيت لو أن رجلا قال: والله ما أدري هذا الحديث
صحيح أم لا، ولا أدري أن النبي (صلى الله عليه وآله) قاله أم لا، أكان عندك كافرا؟ قلت: أعوذ
بالله، قال: أرأيت لو أنه قال ما أدري هذه السورة من كتاب الله أم لا كان كافرا؟
قلت: نعم، قال: يا إسحاق أرى بينهما فرقا.
يا إسحاق أتروي الحديث؟ قلت: نعم، قال: فهل تعرف حديث الطير؟ قلت:
نعم، قال: فحدثني به، قال: فحدثته الحديث، فقال: يا إسحاق إني كنت أكلمك وأنا
أظنك غير معاند للحق فأما الآن فقد بان لي عنادك، إنك توقن أن هذا الحديث
صحيح؟ قلت: نعم رواه من لا يمكنني رده، قال: أفرأيت من أيقن أن هذا الحديث
صحيح ثم زعم أن أحدا أفضل من علي (عليه السلام) لا يخلو من إحدى ثلاثة، من أن
يكون دعوة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مردودة عليه، أو أن يقول: عرف الفاضل من خلقه وكان
المفضول أحب إليه، أو أن يقول: إن الله تعالى لم يعرف الفاضل من المفضول، فأي
الثلاثة أحب إليك أن تقول؟ فأطرقت، ثم قال: يا إسحاق لا تقل منها شيئا فإنك إن
قلت منها شيئا استتبتك، وإن كان للحديث عندك تأويل غير هذه الثلاثة الأوجه
فقله، قلت: لا أعلم وأن لأبي بكر فضلا، قال: فما فضله الذي قصدت إليه الساعة؟
قلت: قوله عز وجل: (ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله
معنا) فنسبه إلى صحبته، قال: يا إسحاق أما إني لا أحملك على الوعر من
158

طريقك، إني وجدت الله تعالى نسب إلى صحبة من رضيه كافرا، وهو قوله تعالى:
ف‍ (قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم
سواك رجلا * لكنا هو الله ربي ولا أشرك أحدا) قلت: إن ذلك صاحبا كان كافرا
وأبو بكر مؤمن، قال: فإذا جاز أن ينسب إلى صحبة من رضيه كافرا جاز أن
ينسب إلى صحبة نبيه مؤمنا وليس بأفضل المؤمنين ولا الثاني ولا الثالث.
قلت: إن قدر الآية عظيم، إن الله يقول: (ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول
لصاحبه لا تحزن إن الله معنا).
قال: يا إسحاق تأبى إلا أن أخرجك إلى الاستقصاء عليك أخبرني عن حزن
أبي بكر أكان رضى أم سخطا؟ قلت: إن أبا بكر إنما حزن من أجل النبي خوفا عليه
أن يصل إليه شئ من المكروه، قال: ليس هذا جوابي، إنما كان جوابي أن تقول:
رضى أم سخط؟ قلت: بل كان رضى لله، قال: فكان الله تعالى بعث إلينا رسولا
ينهى عن رضا الله؟ قلت: أعوذ بالله، قال: أوليس قد زعمت أن حزن أبي بكر رضا
لله؟ قلت: بلى، قال: أو لم تجد أن القرآن يشهد أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (لا تحزن)
نهيا له عن الحزن؟ قلت: أعوذ بالله.
قال: يا إسحاق مذهبي الرفق بك لعل الله يردك إلى الحق ويعدل بك عن
الباطل لكثرة ما تستعيذ به، وحدثني عن قوله تعالى: (فأنزل الله سكينته عليه)
من عنى بذلك، رسول الله أم أبو بكر؟ قلت: بل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: صدقت.
فحدثني عن قوله تعالى: (ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم - إلى قوله -: ثم أنزل
الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين) أتعلم من المؤمنين الذين أراد الله في
هذا الموضع؟ قلت: لا أدري، قال: الناس جميعا انهزموا يوم حنين فلم يبق مع
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا سبعة نفر من بني هاشم، علي يضرب بسيفه بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله)
والعباس آخذ بلجام بغلة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والخمسة محدقون به خوفا من أن يناله من
جراح القوم شئ حتى أعطى الله لرسوله الظفر، فالمؤمنون في هذا الموضع علي
خاصة ثم من حضره من بني هاشم، فمن أفضل؟ من كان مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في ذلك
159

الوقت أم من انهزم عنه ولم يره الله موضعا لينزل السكينة عليه؟ قلت: بل من أنزلت
عليه السكينة.
قال: يا إسحاق من أفضل من كان معه في الغار أم من نام على فراشه ووقاه
بنفسه حتى تم للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما أراد من الهجرة، أن الله تعالى أمر رسوله أن يأمر
عليا بالنوم على فراشه وأن يقي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بنفسه، فأمره النبي (صلى الله عليه وآله) بذلك،
فبكى! فقال له: ما يبكيك أجزعا من الموت؟ قال: لا والذي بعثك بالحق ولكن
خوفا عليك، أفتسلم؟ قال: نعم، قال: " سمعا وطاعة وطيبة نفسي بالفداء لك " ثم
أتى مضطجعه واضطجع وتسجى بثوبه وجاء المشركون من قريش فحفوا به لا
يشكون أنه النبي وقد أجمعوا أن يضربه من كل بطن من بطون قريش رجل ضربة
بالسيف لئلا يطلب الهاشميون من البطون بطنا بدمه، وعلي يسمع ما القوم فيه من
تلاف نفسه ولم يدعه ذلك إلى الجزع كما جزع صاحبه في الغار، ولم يزل علي
صابرا محتسبا فبعث الله ملائكته فمنعته من مشركي قريش حتى أصبح، فلما
أصبح قام فنظر القوم إليه فقالوا: أين محمد؟ قال: وما علمي أين هو، قالوا: " فلا
نراك إلا مغررا بنفسك منذ ليلتنا " قال: فلم يزل " علي " على أفضل ما بدأ به يزيد
ولا ينقص حتى قبضه الله إليه.
يا إسحاق، هل تروي حديث الولاية؟ قلت: نعم، قال: إروه، ففعلت قال: يا
إسحاق أرأيت هذا الحديث، هل أوجب على أبي بكر وعمر ما لم يوجب لهما
عليه؟ قلت: إن الناس ذكروا أن الحديث إنما كان بسبب زيد بن حارثة لشيء
جرى بينه وبين علي وأنكر ولاء علي، فقال النبي: " من كنت مولاه فعلي مولاه،
اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " قال: في أي موضع قال هذا، أليس بعد
منصرفه من حجة الوداع؟ قلت: أجل، قال: فإن زيد بن حارثة قتل قبل الغدير
كيف رضيت لنفسك بهذا، أخبرني لو رأيت ابنا لك قد أتت عليه خمس عشرة سنة
يقول: " مولاي مولى ابن عمي أيها الناس فاعلموا ذلك " أكنت منكرا ذلك عليه
تعريفه الناس ما لا ينكرون ولا يجهلون؟ فقلت: اللهم نعم، قال: يا إسحاق أفتنزه
160

ابنك عما لا تنزه عنه النبي (صلى الله عليه وآله) ويحكم! لا تجعلوا فقهاءكم أربابكم، أن الله جل
ذكره قال في كتابه: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) لم يصلوا
لهم ولا صاموا ولا زعموا أنهم أرباب ولكن أمروهم فأطاعوا أمرهم.
يا إسحاق أتروي حديث: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى "؟ قلت: نعم،
قد سمعته وسمعت من صححه ومن جحده، قال: فمن أوثق عندك من سمعت منه
فصححه أو من جحده؟ قلت: من صححه، قال: فهل يمكن أن يكون الرسول (صلى الله عليه وآله)
مزح بهذا القول؟ قلت: أعوذ بالله، قال: أفما تعلم أن هارون كان أخا موسى لأبيه
وأمه؟ قلت: بلى، قال: فعلي أخو النبي لأبيه وأمه؟ قلت: لا، قال: أو ليس هارون
نبيا وعلي غير نبي؟ قلت: بلى، قال: فهذان الحالان معدومان في علي وقد كانا في
هارون، فما معنى قوله: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى؟ " فقلت له: إنما أراد
أن يطيب بذلك نفس علي لما قال المنافقون إنه خلفه استثقالا له، قال: " فأراد أن
يطيب نفسه بقول لا معنى له " فأطرقت، قال: يا إسحاق، له معنى في كتاب الله بين،
قلت: وما هو؟ قال: قوله عز وجل حكاية عن موسى أنه قال لأخيه هارون:
(أخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين) قلت: إن موسى خلف
هارون في قومه وهو حي ومضى إلى ربه، وأن النبي خلف عليا كذلك حين خرج
إلى غزاته، قال: كلا ليس كما قلت، أخبرني عن موسى حين خلف هارون هل كان
معه حين ذهب إلى ربه أحد من أصحابه أو أحد من بني إسرائيل؟ قلت: لا، قال:
أوليس استخلفه على جماعتهم؟ قلت: نعم، قال: فأخبرني عن النبي (صلى الله عليه وآله) حين
خرج إلى غزاته هل خلف إلا الضعفاء والنساء والصبيان فأنى يكون مثل ذلك! وله
عندي تأويل آخر من كتاب الله يدل على استخلافه إياه لا يقدر أحد أن يحتج فيه
ولا أعلم أحدا احتج به، وأرجو أن يكون توفيقا من الله، قلت: وما هو؟ قال: قوله
عز وجل حين حكى عن موسى قوله: (واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي
اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا
بصيرا) أي فأنت مني يا علي بمنزلة هارون من موسى وزيري من أهلي وأخي
161

شد الله به أزري وأشركه في أمري كي نسبح الله كثيرا ونذكره كثيرا، فهل يقدر أحد
أن يدخل في هذا شيئا غير هذا ولم يكن ليبطل قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأن يكون لا
معنى له.
فطال المجلس وارتفع النهار، فقال يحيى بن أكثم القاضي للمأمون: " قد
أوضحت الحق لمن أراد الله به الخير وأثبت ما لا يقدر أحد أن يدفعه " قال
إسحاق: فأقبل المأمون علينا وقال: ما تقولون؟ فقلنا: " كلنا نقول بقول الخليفة "
فقال المأمون: والله! لولا أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: اقبلوا القول من الناس ما كنت لأقبل
منكم القول، ثم قال: اللهم قد نصحت لهم اللهم إني أخرجت الأمر من عنقي، اللهم
إني أدينك بالتقرب إليك بحب علي وولايته (1).
ورواه العيون مع زيادات قبله برد المأمون أخبار أهل حديثهم، وزيادات
بعده برد متكلميهم (2).
وروى العيون مسندا عن سفيان بن نزار قال: كنت يوما على رأس المأمون
فقال: أتدرون من علمني التشيع؟ فقال القوم جميعا: لا والله ما نعلم، قال: علمنيه
الرشيد، قيل له: وكيف والرشيد كان يقتل أهل هذا البيت؟ قال: كان يقتلهم على
الملك لأن الملك عقيم، ولقد حججت معه سنة فلما صار إلى المدينة تقدم إلى
حجابه وقال: لا يدخلن علي رجل من أهل المدينة ومكة من أبناء المهاجرين
والأنصار وبني هاشم وسائر بطون قريش إلا نسب نفسه، وكان الرجل إذا دخل
عليه قال: أنا فلان بن فلان حتى ينتهي إلى جده من هاشمي أو قرشي أو مهاجري
أو أنصاري، فيصله من المال بخمسة آلاف دينار وما دونها إلى مائتي دينار على
قدر شرفه وهجرة آبائه، فإذا أنا ذات يوم واقف إذ دخل الفضل بن الربيع فقال:
على الباب رجل يزعم أنه " موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي

(1) العقد الفريد: 5 / 90 - 98.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 185 - 200، ب 45 ح 1.
162

ابن أبي طالب " فأقبل الرشيد علينا ونحن قيام على رأسه والأمين والمؤتمن
وسائر القواد، فقال: احفظوا على أنفسكم، ثم قال لآذنه: ائذن له ولا ينزل إلا على
بساطي، فبينا نحن كذلك إذ دخل شيخ قد أنهكته العبادة كأنه شن بال قد كلم من
السجود وجهه وأنفه، فلما رأى الرشيد أراد رمي نفسه عن حمار كان ركبه، فصاح
الرشيد: لا والله إلا على بساطي، فمنعه الحجاب من الترجل ونظرنا إليه بأجمعنا
بالإجلال والإعظام! فما زال يسير على حماره حتى صار إلى البساط والحجاب
والقواد محدقون به فنزل، فقام إليه الرشيد واستقبله إلى آخر البساط وقبل وجهه
وعينيه حتى صيره في صدر المجلس وأجلسه معه فيه، وجعل يحدثه ويقبل
بوجهه عليه ويسأله عن أحواله، ثم قال له: يا أبا الحسن، ما عليك من العيال؟
فقال: يزيدون على الخمسمائة، قال: أولادك كلهم؟ قال: لا أكثرهم موالي وحشم،
فأما الولد فلي نيف وثلاثون الذكران منهم كذا والنسوان منهم كذا (إلى أن قال) ثم
قام فقام الرشيد لقيامه وقبل عينيه ووجهه، ثم أقبل علي وعلى الأمين والمؤتمن
فقال: يا عبد الله ويا محمد ويا إبراهيم! امشوا بين يدي عمكم وسيدكم وخذوا
بركابه وسووا عليه ثيابه وشيعوه إلى منزله " فأقبل علي أبو الحسن موسى بن
جعفر (عليه السلام) سرا بيني وبينه فبشرني بالخلافة وقال لي: " إذا ملكت هذا الأمر
فأحسن إلى ولدي " ثم انصرفنا وكنت أجرأ ولد أبي عليه، فلما خلا المجلس قلت
له: من هذا الرجل الذي قد أعظمته وكرمته وأجللته وقمت من مجلسك إليه
فاستقبلته وأقعدته في صدر المجلس وجلست دونه ثم أمرتنا بأخذ الركاب له؟
قال: هذا إمام الناس وحجة الله على خلقه وخليفته على عباده، فقلت له: أوليست
هذه الصفات كلها لك وفيك؟ فقال: أنا إمام الجماعة في الظاهر بالغلبة والقهر،
وموسى بن جعفر إمام حق، والله يا بني أنه لأحق بمقام النبي (صلى الله عليه وآله) مني ومن الخلق
جميعا، ووالله لو نازعتني أنت في هذا الأمر لأخذت الذي فيه عيناك! فإن الملك
163

عقيم... الخبر (1).
وروى عن الريان بن شبيب قال: سمعت المأمون يقول: ما زلت أحب أهل
البيت (عليهم السلام) وأظهر للرشيد بغضهم تقربا إليه، فلما حج الرشيد كنت أنا ومحمد
والقاسم معه فلما كان بالمدينة استأذن عليه الناس كان آخر من أذن له موسى بن
جعفر (عليه السلام) (إلى أن قال) فقلت لأبي: لقد رأيتك عملت مع هذا الرجل شيئا ما عملته
مع أحد، فقال: يا بني، هذا وارث علم النبيين هذا " موسى بن جعفر بن محمد " إن
أردت العلم الصحيح فعند هذا، قال المأمون: فحينئذ انغرس في قلبي محبتهم (2).
وفي الغيبة: روى محمد بن عبد الله بن الأفطس قال: دخلت على المأمون
فقربني وحياني ثم قال: رحم الله الرضا ما كان أعلمه، لقد أخبرني بعجب، سألته
ليلة وقد بايع له الناس " فقلت له: جعلت فداك! أرى لك أن تمضي إلى العراق
وأكون خليفتك بخراسان " فتبسم ثم قال: " لا لعمري! ولكنه من دون خراسان
بدرجات أن لنا هاهنا مكثا ولست ببارح حتى يأتيني الموت ومنها المحشر لا
محالة " فقلت له: جعلت فداك! وما علمك بذلك؟ فقال: " علمي بمكاني كعلمي
بمكانك " قلت: وأين مكاني؟ فقال: لقد بعدت الشقة بيني وبينك أموت بالمشرق
وتموت بالمغرب (3).
قلت: وإخباره (عليه السلام) المأمون ببعد الشقة بينهما في المدفن كإخباره (عليه السلام) بقرب
المسافة بينه (عليه السلام) وبين هارون أبيه في المدفن، فكان (عليه السلام) يقول: " أنا وهارون
كهاتين " يعني: السبابة والوسطى.
وفي الغيبة - أيضا -: روى محمد بن عبد الله بن الأفطس قال: كنت عند
المأمون فصرف ندماءه واحتبسني، ثم أخرج جواريه وضربن وتغنين فقال
لبعضهن: بالله لما رثيت " من بطوس قطنا " فأنشأت تقول:

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 88 - 91، ب 7 ح 11.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 93.
(3) غيبة الشيخ الطوسي: 48.
164

سقيا لطوس ومن أضحى بها قطنا * من عترة المصطفى أبقى لنا حزنا
أعني أبا حسن المأمون أن له * حقا على كل من أضحى بها شجنا
فجعل يبكي حتى أبكاني، ثم قال: ويلك! أيلمزني أهل بيتي وأهل بيتك أن
أنصب أبا الحسن علما (إلى أن قال) قال: والله! لأحدثنك بحديث عجيب فاكتمه.
لما حملت " زاهرية " ب‍ " بدر " أتيته فقلت له: جعلت فداك! بلغني أن " موسى بن
جعفر " و " جعفر بن محمد " و " محمد بن علي " و " علي بن الحسين " و " الحسين
بن علي " (عليهم السلام) كانوا يزجرون الطير ولا يخطئون، وأنت وصي القوم وعندك علم
ما كان عندهم، و " زاهرية " حظيتي وقد حملت غير مرة كل ذلك تسقط فقال: " لا
تخش من سقطها فستسلم وتلد غلاما صحيحا سالما أشبه بأمه قد زاده الله في
خلقه في يده اليمنى خنصر، وفي رجله اليمنى خنصر " (إلى أن قال) فما شعرت إلا
بالقيمة وقد أتتني بالغلام كما وصفه زائد اليد والرجل، كأنه كوكب دري، فأردت
أن أخرج من الأمر يومئذ وأسلم ما في يدي إليه، فلم تطاوعني نفسي لكني دفعت
إليه الخاتم، فقلت: دبر الأمر فليس عليك مني خلاف (1).
وفي عيون المفيد: قال المأمون يوما للرضا (عليه السلام): أخبرني بأكبر فضيلة
لأمير المؤمنين من القرآن، فقال (عليه السلام): قال تعالى: (فمن حاجك فيه من بعد ما
جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم
ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) فدعا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الحسن والحسين (عليهما السلام)
فكانا ابنيه، ودعا فاطمة (عليها السلام) فكانت في هذا الموضع نساؤه ودعا أمير المؤمنين (عليه السلام)
فكان نفسه بحكم الله تعالى، وقد ثبت أنه ليس أحد من خلقه أفضل من نبيه
فوجب ألا يكون أفضل من نفسه بحكمه تعالى. فقال له المأمون: أليس ذكر الأبناء
بلفظ الجمع وإنما دعا ابنيه، وذكر النساء وإنما دعا ابنته فلم لم يجز أن يذكر أنفسنا
ويكون المراد نفسه (صلى الله عليه وآله وسلم) دون غيره؟ فقال: لم يصح ما ذكرت، لأن الداعي إنما

(1) غيبة الشيخ الطوسي: 48 - 49.
165

يكون داعيا لغيره كما أن الآمر إنما يكون آمرا لغيره، وإذا لم يدع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
غيره ثبت أنه (عليه السلام) نفسه التي عناها في كتابه في تنزيله، فقال المأمون: إذا ورد
الجواب سقط السؤال (1).
وقالوا: تنبأ رجل على عهد هارون فأتى به إليه، فأمر بأن يجلدوه فجلدوه
وهو يصيح ويضطرب فقال له المأمون وهو ابن تسع سنين: (فاصبر كما صبر
أولوا العزم من الرسل) فتعجب هارون من حسن اقتباسه.
وقال له أبوه يوما: يا ابن الزانية: فقال: (والزانية لا ينكحها إلا زان أو
مشرك)!!
وروى العيون في بابه 34 عن الفضل بن شاذان بطريقين: " الأول عن ابن
عبدوس، عن علي بن محمد بن قتيبة، عنه، والآخر عن الحاكم جعفر بن نعيم بن
شاذان، عن عمه محمد بن شاذان، عنه أن المأمون سأل الرضا (عليه السلام) أن يكتب له
محض الإسلام على سبيل الاختصار، فكتب (عليه السلام) له: محض الإسلام شهادة أن لا
إله إلا الله (إلى أن قال) " أن الدليل بعد النبي (صلى الله عليه وآله) والحجة على المؤمنين والقائم
بأمر المسلمين والناطق عن القرآن والعالم بأحكامه، أخوه وخليفته ووصيه ووليه
والذي كان منه بمنزلة هارون من موسى " علي بن أبي طالب " أمير المؤمنين وإمام
المتقين وقائد الغر المحجلين وأفضل الوصيين ووارث علم النبيين والمرسلين،
وبعده الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، ثم علي بن الحسين زين العابدين،
ثم محمد بن علي باقر علم النبيين، ثم جعفر بن محمد الصادق وارث علم
الوصيين، ثم موسى بن جعفر الكاظم، ثم علي بن موسى الرضا، ثم محمد بن علي،
ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم الحجة القائم المنتظر صلوات الله عليهم
أجمعين، أشهد لهم بالوصية والإمامة، وأن الأرض لا تخلو من حجة لله تعالى على
خلقه في كل عصر وأوان... الخبر بطوله في أصول الإسلام وفروعه (2).

(1) الفصول المختارة (من العيون والمحاسن): 17.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 121، ب 35 ح 1 و 3.
166

وهو يشهد أن المأمون كان مستعدا لقبول أئمة لما يوجدوا في عصره، فضلا
عن إمام عصره ومن مضى منهم.
ورواه بطريق آخر عن حمزة بن محمد من ولد زيد الشهيد، عن قنبر بن علي
ابن شاذان، عن أبيه، عن الفضل، عنه (عليه السلام) وقال: إلا أنه لم يذكر في حديثه أنه كتب
ذلك إلى المأمون، وفيه: إن الفطرة من الحنطة مدان، وإن الوضوء اثنتان اسباغ،
وإن ذنوب الأنبياء صغائرهم موهوبة (1).
وقال: والأول أصح عندي.
وروى أمالي ابن الشيخ في 10 من أخبار مجلسه الرابع عن يحيى بن أكثم
قال: أقدم المأمون دعبل الخزاعي وآمنه على نفسه، فلما مثل بين يديه قال له
أنشدني قصيدتك، فجحدها، فقال له: الأمان عليها كما أمنتك على نفسك، فأنشده:
تأسفت جارتي لما رأت زورى * وعدت الحلم ذنبا غير مغتفر
(إلى أن قال) قال يحيى: وأنفذني المأمون في حاجة فعدت إليه وقد انتهى
دعبل إلى قوله:
لم يبق حي من الأحياء نعلمه * من ذي يمان ولا بكر ولا مضر
إلا وهم شركاء في دمائهم * كما تشارك أيسار على جزر
قتلا وأسرا وتخويفا ومنهبة * فعل الغزاة بأهل الروم والخزر
أرى أمية معذورين إن قتلوا * ولا أرى لبني العباس من عذر
إلى أن قال:
اربع بطوس على قبر الزكي بها * إن كنت تربع من دين على وطر
هيهات كل امرئ رهن بما كسبت * له يداه فخذ ما شئت أو فذر
قال: فضرب المأمون بعمامته الأرض وقال صدقت والله يا دعبل (2).
ونقل كتاب " الغدير " القصة عن الأغاني وأمالي الشيخ وأمالي المفيد وتاريخ

(1) المصدر: 2 / 127.
(2) أمالي الشيخ الطوسي: 1 / 98 - 99.
167

ابن عساكر وزاد: أن دعبلا أنشد المأمون قبل البيت الأخير بيتين قالهما في
قصيدته وهما:
قبران في طوس خير الناس كلهم * وقبر شرهم هذا من العبر
ما ينفع الرجس من قبر الزكي ولا * على الزكي بقرب الرجس من ضرر (1)
[389]
المبرد
في المعجم: لقب محمد بن يزيد ب‍ " المبرد " لأنه لما صنف المازني كتاب الألف
واللام سأله عن دقيقه وعويصه، فأجابه بأحسن جواب، فقال له المازني: " قم
فأنت المبرد " بكسر الراء - أي: المثبت للحق - فحرفه الكوفيون وفتحوا الراء.
وكان متهما بالوضع في اللغة وأرادوا امتحانه فسألوه عن القبعض، فقال: هو القطن
وأنشده: " كأن سنامها حشى القبعضا " فقالوا: إن كان صحيحا فهو عجيب وإن كان
مختلقا فهو أعجب (2).
وكان ناصبيا، وأما قول ابن أبي الحديد: " نسب إلى رأي الخوارج لإطنابه في
كامله في ذكرهم " (3) فغلط، فإنه روى ذمهم وروى حديث اعتراض رئيسهم على
النبي (صلى الله عليه وآله) وأن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " سيكون من ضئضئ هذا قوم يمرقون من الدين "
وفسر قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) " من ضئضئ هذا " أي من جنس هذا (4).
وقال - أيضا -: " كان نافع بن الأزرق رجع إلى ابن عباس في تفسير القرآن
ثم غلبت عليه الشقوة " (5) فكيف يصح ما نسب إليه.
[390]
المتنبي
قال ابن الفارح: حكي عنه أنه أخرج ببغداد من الحبس إلى مجلس علي بن

(1) الغدير: 2 / 375 - 376.
(2) معجم الأدباء: 19 / 112 - 113.
(3) شرح نهج البلاغة: 5 / 77.
(4) و (5) الكامل: 2 / 161 - 162، 182.
168

عيسى الوزير، فقال له: أنت أحمد المتنبي؟ قال: أنا أحمد النبي، وهذا - وكشف
عن بطنه فأراه سلعة فيه - طابع نبوتي! فأمر الوزير بقلع جمشكه وصفعه به
خمسين وأعاد إلى محبسه (1).
[391]
المجلي
قال النجاشي في " موسى بن القاسم البجلي " المتقدم: يلقب المجلي.
[392]
المحقق
نفران: الأول جعفر بن الحسن بن يحيى، والثاني: علي بن عبد العالي.
[393]
المخدج
لقب ذي الثدية رئيس الخوارج، ومعناه: الناقص، سمي المخدج لكونه
ناقص اليد.
وفي مسند أحمد بن حنبل: عن مسروق قالت لي عائشة: هل عندك علم من
المخدج؟ قلت: نعم قتله علي على نهر يقال لأعلاه: " تامرا " ولأسفله " النهروان "
فقلت لها: سألتك بصاحب القبر ما الذي سمعت من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيهم؟ قالت:
سمعته يقول: إنهم شر الخلق والخليقة يقتلهم خير الخلق والخليقة وأقربهم عند الله
وسيلة (2).
وفي تاريخ بغداد في أبي قتادة عنه قال، قالت عائشة: ما يمنعني ما بيني وبين
علي أن أقول الحق، سمعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: " يقتلهم أحبهم إلي وأحبهم إلى الله
تعالى " فقلت لها: فأنت تعلمين هذا فلم كان الذي كان منك؟ قالت: وكان أمر الله

(1) لم نقف على مأخذه.
(2) لم نجده في المسند، رواه عنه في البحار: 38 / 15.
169

قدرا مقدورا وللقدر أسباب... الخبر (1).
[394]
المرتضى
مر في " علي بن الحسين بن موسى بن محمد " وفي " علم الهدى ".
[395]
المرقال
مر بعنوان: هاشم بن عتبة.
[396]
المزوق النائح
واسمه " أحمد " يأتي في الناشئ.
[397]
المسترق
مر بعنوان " سليمان بن سفيان " وبعنوان: أبو داود المسترق.
[398]
المستعطف
مر عنوان النجاشي: عيسى بن مهران المستعطف.
[399]
المسوف
لقب " وهيب بن حفص " في المشيخة، ولكن في نسخة: المنتوف (2).
[400]
المطهر
قال: لقب أحمد بن محمد.

(1) تاريخ بغداد: 1 / 160.
(2) الفقيه: 4 / 465.
170

أقول: بل اسم جده، وإنما لقب أحمد " المطهري " كما مر.
[401]
المظفر
قال: لقب قتادة بن النعمان.
أقول: بل لقبه " الظفري " لا المظفر.
[402]
المعتضد
وهو: ابن الموفق بن المتوكل.
وفي الطبري قال المعتضد: رأيت في النوم كأني خارج من بغداد أريد ناحية
النهروان في جيشي وقد تشوف الناس إلي، إذ مررت برجل واقف على تل يصلي
لا يلتفت إلي، فعجبت منه ومن قلة اكتراثه بعسكري مع تشوف الناس إلى العسكر،
فأقبلت إليه حتى وقفت بين يديه، فلما فرغ من صلاته قال لي: أقبل، فأقبلت إليه،
فقال: أتعرفني؟ قلت: لا، قال: أنا " علي بن أبي طالب " خذ هذه المسحاة - أشار
إلى مسحاة بين يديه - فاضرب بها الأرض، فأخذتها فضربت بها ضربات، فقال
لي: إنه سيلي من ولدك هذا الأمر بقدر ما ضربت بها فأوصهم بولدي خيرا... الخبر (1).
وفي مروج المسعودي: أخبرني أبو الحسن محمد بن علي الوراق الأنطاكي
المعروف ب‍ " ابن الغنوي " قال: أخبرني محمد بن يحيى بن أبي عباد الجليس قال:
رأى المعتضد - وهو في سجن أبيه - كأن شيخا جالسا على دجلة يمد يده إلى ماء
دجلة فيصير في يده وتجف دجلة، ثم يرده من يده فتعود دجلة كما كانت، قال:
فسألت عنه، فقيل لي: هذا " علي بن أبي طالب (عليه السلام) " فقمت إليه وسلمت عليه،
فقال: يا أحمد! إن هذا الأمر صائر إليك فلا تتعرض لولدي ولا تؤذهم، فقلت:
السمع والطاعة يا أمير المؤمنين.

(1) تاريخ الطبري: 10 / 41.
171

قال المسعودي: فقرب المعتضد آل أبي طالب، ولما بعث محمد بن زيد من
طبرستان مالا إلى بغداد ليفرق في آل أبي طالب سرا أحضر الرجل الذي كان
يحمل المال إليهم وأنكر عليه إخفاء ذلك وأمره بإظهاره (1).
وفي تاريخ خلفاء السيوطي قال عبد الله بن حمدون: خرج المعتضد يتصيد
فنزل إلى جانب مقثأة وأنا معه فصاح الناطور، فقال: علي به، فأحضر فسأله، فقال:
ثلاثة غلمان نزلوا المقثأة فأخربوها، فجيء بهم فضربت أعناقهم من الغد في
المقثأة، ثم كلمني بعد مدة فقال: أصدقني في ما ينكر علي الناس، قلت: الدماء!
قال: والله، ما سفكت دما حراما منذ وليت، قلت: فلم قتلت أحمد بن الطبيب؟ قال:
دعاني إلى الإلحاد، قلت: فالثلاثة الذين نزلوا المقثأة؟ قال: والله! ما قتلتهم وإنما
قتلت لصوصا قد قتلوا وأوهمت أنهم هم.
وفيه: وفي سنة ثلاث وثمانين ومائتين كتب إلى الآفاق بأن يورث ذوو
الأرحام وأن يبطل ديوان المواريث.
وفيه: وفي سنة أربع وثمانين ومائتين عزم المعتضد على لعن معاوية على
المنابر، فخوفه عبيد الله الوزير اضطراب العامة فلم يلتفت وكتب كتابا في ذلك ذكر
فيه كثيرا من مناقب علي (عليه السلام) ومثالب معاوية، فقال له القاضي يوسف: أخاف
الفتنة عند سماعه، فقال: إن تحركت العامة وضعت السيف فيها، قال: " فما تصنع
بالعلويين الذين خرجوا عليك في كل ناحية وإذا سمع الناس هذا من فضائل أهل
البيت كانوا إليهم أميل " فأمسك (2).
قلت: العجب من العامة! سمعوا في ثمانين سنة سب أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي
كان بنص الله تعالى نفس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وبالعيان مثله علما وعملا، وقد كان
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال له في المتواتر: " حربك حربي وسبك سبي " ولم ينكر أحد منهم
ذلك، أما لو كانوا سمعوا سب معاوية الذي كان شرا من أبي جهل فإن غاية شر أبي
جهل معاداته مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعدم إسلامه إلى قتله في بدر، ومعاوية كان يعادي

(1) مروج الذهب: 4 / 181، 182.
(2) تاريخ الخلفاء: 368، 370، 371.
172

النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من بعثته إلى فتح مكة ولم يسلم واستسلم قهرا، وفعل شنائع في
الإسلام ذكرها التاريخ، وقتل ابني النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وسيدي شباب أهل الجنة
الحسن (عليه السلام) مباشرة والحسين (عليه السلام) تسبيبا كانوا يضطربون له، مع أن المعتضد وقبله
المأمون لم يريدا إنشاء سبه، بل أرادا جمع لعون النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) له في مواضع عديدة
حتى يعرفه الناس، أما خالد القسري الذي كان يقول: " أسب علي بن أبي طالب
ابن عبد المطلب بن هاشم زوج فاطمة وأبا الحسن والحسين " لم يكن أحد منهم
يقول شيئا، ونعم الحكم الله!!
[403]
معز الدولة
هو " أحمد بن بويه " - المتقدم - توفي سنة 356.
[404]
معمر المغربي
هو: أبو الدنيا.
[405]
المفجع
مر في " محمد بن أحمد بن عبد الله " قول الشيخ في رجاله: المعروف بالمفجع،
وقول النجاشي: إنه قال في شعر:
إن يكن قيل لي المفجع نبزا * فلعمري أنا المفجع هما
[406]
المفيد
مر بعنوان: محمد بن محمد بن النعمان.
[407]
مملة
مر في " علي بن محمد بن جعفر بن موسى " قول النجاشي: يلقب أبوه مملة.
173

[408]
منتجب الدين
هو " علي بن عبيد الله من ولد الحسين بن علي بن بابويه " صاحب الفهرست
لمن تأخر عن الشيخ.
[409]
مندل
هو " عمرو بن علي العنزي " المتقدم.
[410]
المنتصر
في أمالي ابن الشيخ قال المنتصر: سمع أباه يشتم فاطمة (عليها السلام) فسأل رجلا من
الناس عن ذلك، فقال له: قد وجب عليه القتل إلا أنه من قتل أباه لم يطل له عمر،
قال: ما أبالي إذا أطعت الله بقتله ألا يطول لي عمر، فقتله وعاش بعده سبعة أشهر (1).
وفي المروج: أمر المنتصر برد فدك إلى ولد الحسن والحسين (عليهما السلام) وأطلق
أوقاف آل أبي طالب وترك التعرض للشيعة وكان بعكس أبيه، وفي ذلك يقول
يزيد بن محمد المهلبي:
ولقد بررت الطالبية بعدما * زموا زمانا بعدها وزمانا
ورددت ألفة هاشم فرأيتهم * بعد العداوة بينهم إخوانا (2)
[411]
المنتوف
مر في المسوف.
[412]
المنمس
مر في " علي بن حسان الواسطي " قول النجاشي: المعروف بالمنمس.

(1) أمالي الشيخ الطوسي: 1 / 337.
(2) مروج الذهب: 4 / 51 - 52، وفيه: ذموا زمانا.
174

[413]
مؤمن الطاق
مر بعنوان: محمد بن علي بن النعمان.
[414]
المهاجر
قال: لقب محمد بن إبراهيم.
أقول: بل هو اسم جده.
[415]
الميمون
قال: لقب عبد الله بن علي.
أقول: هو وهم في وهم، فالميموني لا " ميمون " لقب " علي بن عبد الله بن
عمران " لا عبد الله بن علي.
[416]
الناب
مر قول الكشي وفهرست الشيخ في " حماد بن عثمان " المتقدم: لقبه الناب.
[417]
الناشئ
مر في الألقاب المنسوبة وقلنا: محل عنوانه هنا.
[418]
الناصر الصغير
هو " الحسن بن أحمد بن الحسن " صاحب الناصريات، وجد الرضيين لأمهما.
[419]
الناصر الكبير
" الحسن بن علي بن الحسن " جد الصغير لأبيه، وأما الناصر العباسي فهو
175

أحمد بن الحسن.
ومر بعنوان " أحمد بن الحسن المستضيء ".
وفي تاريخ خلفاء السيوطي: وكان يتشيع ويميل إلى مذهب الإمامية بخلاف
آبائه، حتى أن ابن الجوزي سئل بحضرته من أفضل الناس بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال:
" أفضلهم بعده من كانت ابنته تحته " ولم يقدر أن يصرح بتفضيل أبي بكر، وفي سنة
ثمانين - أي وأربعمائة - جعل مشهد الكاظم (عليه السلام) أمنا لمن لاذ به (1).
[420]
النظام
مر في فضل الحدثي
وفي ملل الشهرستاني قال النظام: ضرب عمر بطن فاطمة (عليها السلام) يوم البيعة
حتى ألقت المحسن من بطنها، وكان يصيح: " أحرقوها بمن فيها " وما كان في
الدار غير علي وفاطمة والحسنين.
وقال: لا إمامة إلا بالنص وقد نص النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على علي (عليه السلام) في مواضع،
وأظهره إظهارا لم يشتبه على الجماعة، إلا أن عمر كتم ذلك، وهو الذي تولى بيعة
أبي بكر، وشك في الدين يوم الحديبية، وإبداعه التراويح، ونهيه عن متعة الحج،
ومصادرته العمال، كل ذلك أحداث.
قال: وأنكر النظام الجن رأسا، وكذب ابن مسعود في روايته: " السعيد سعيد
في بطن أمه والشقي شقي في بطن أمه " وفي روايته انشقاق القمر. قال: وعاب
عليا (عليه السلام) بقوله: أقول فيها برأيي... الخ (2).
وأقول: افتروا عليه (عليه السلام) ذاك القول ولم يكن محتاجا إلى رأي.
وفي شرح المعتزلي عند قوله (عليه السلام) لعمار في المغيرة: قال النقيب: ذهب النظام
وأصحابه إلى أنه لا حجة في الإجماع، وأنه يجوز أن يجتمع الأمة على الخطأ

(1) تاريخ الخلفاء: 451، 452.
(2) الملل والنحل: 1 / 57، 58.
176

والمعصية وعلى الفسق، بل على الردة وله كتاب في الإجماع يطعن فيه في أدلة
الفقهاء ويقول: إنها ألفاظ غير صريحة في كون الإجماع حجة نحو قوله تعالى:
(جعلناكم أمة وسطا) وقوله تعالى: (وكنتم خير أمة) وقوله تعالى: (ويتبع غير
سبيل المؤمنين) وأما الخبر الذي صورته " لا تجتمع أمتي على الخطأ " فخبر
واحد قال: وأمثل دليل للفقهاء قولهم: إن الهمم المختلفة والآراء المتباينة إذا كان
أربابها كثيرة عظيمة يستحيل اجتماعهم على الضلال، وهذا باطل باليهود
والنصارى وغيرهم من فرق الضلال (1).
قلت: وما قاله في الإجماع عين الحق من عدم دلالة الآيات وعدم صحة ما
نقلوا من الروايات، وأما المتمسك الأخير فأجاب عنه النظام نقضا، ويمكن
الجواب عنه حلا بأنه في كبراه صحيح، وأين صغراه في مدعاهم في بيعة أبي بكر؟
فإنما الأصل فيها اتفاق عمر وأبي عبيدة، وإلا فهو من المحالات العادية، وقد
اعترف فاروقهم " بأن بيعة أبي بكر كانت فلتة " ووجهها معلوم من اشتغال أهل
البيت (عليهم السلام) بتجهيز النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وحسد بشير بن سعد لسعد بن عبادة ورقابة
الأوس مع الخزرج، وميل المؤلفة والمنافقين لتقدم أمر أبي بكر ليصيروا ذوي حظ
إلى غير ذلك، ولكونها فلتة اجتمعت أسبابها، قال عمر: فمن عاد لمثلها فاقتلوه.
وروى أمالي الشيخ في مجلسه 24 مسندا عن الجاحظ قال: سمعت النظام
يقول: علي بن أبي طالب (عليه السلام) محنة على المتكلم، إن وفاه حقه غلا وإن بخسه حقه
أساء، والمنزلة الوسطى دقيقة الوزن صعبة الترقي إلا على الحاذق الذكي (2).
[421]
النعمة أو نعمة الله
هو " محمد بن الحسن بن إسحاق الموسوي " المتقدم، الذي ألف الصدوق
له الفقيه.

(1) شرح نهج البلاغة: 20 / 33.
(2) أمالي الشيخ الطوسي: 2 / 201.
177

[422]
نفطويه
مر بعنوان " ابن عرفة " وهو " أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة " كان
تلميذ المبرد وثعلب.
[423]
النقيب
قال ابن أبي الحديد تلميذه: ليس بإمامي (1). وينقل عنه ما هو غث وسمين،
لأنه يلتزم بكل خبر رواه العامة، مع أن أكثر أخبارهم مجعول.
ومما نقل عنه كلام طويل منه في الصحابة نقله في شرح عنوان النهج
" وقال (عليه السلام) لعمار بن ياسر - وقد سمعه يراجع المغيرة بن شعبة كلاما - دعه يا
عمار... الخ " (2) وأكثره جيد. ونقل عنه في 157 من عناوين الخطب، وفي عنوان:
لله بلاد فلان (3).
[424]
الوشاء
مر في " جعفر بن بشير " أن تلقيب النجاشي له بالوشاء وهم، وأن الوشاء إنما
هو " الحسن بن علي بن زياد " المتقدم، وقد عبر النجاشي أخيرا عنه بلفظ الوشاء.
وورد العنوان في مولد رضا الكافي (4) ولكن في موضع رأس الحسين (عليه السلام) من
الكافي عن الوشاء أبي الفرج، عن أبان بن تغلب (5).
* * *

(1) شرح نهج البلاغة: 12 / 90.
(2) شرح نهج البلاغة: 20 / 10 - 35.
(3) شرح نهج البلاغة: 12 / 84.
(4) الكافي: 1 / 491.
(5) الكافي: 4 / 572.
178

باب النساء
179

[1]
آمنة بنت الشريد
روى بلاغات نساء أحمد ابن أبي طاهر البغدادي أن " عليا (عليه السلام) " لما قتل بعث
معاوية في طلب شيعته، فكان في من طلب " عمرو بن الحمق الخزاعي " ففر منه،
فأرسل إلى امرأته " آمنة بنت الشريد " فحبسها في سجن دمشق، ثم إن
عبد الرحمن بن الحكم ظفر بعمرو في بعض بلاد الجزيرة فقتله وبعث برأسه إلى
معاوية، وهو أول رأس حمل في الإسلام فبعث معاوية بالرأس إلى امرأته في
السجن وقال للحرسي: إطرح الرأس في حجرها ففعل، فقالت: نفيتموه عني طويلا
وأهديتموه إلي قتيلا فأهلا وسهلا بمن كنت له غير قالية وأنا له اليوم غير ناسية (1).
[2]
أروى بنت الحارث بن عبد المطلب
روى البلاغات - أيضا - أنها دخلت على معاوية بالموسم وهي عجوز كبيرة،
فقالت لمعاوية: لقد كفرت بالنعمة وأسأت لابن عمك الصحبة، وتسميت بغير اسمك
وأخذت غير حقك بغير بلاء منك ولا من آبائك في الإسلام، ولقد كفرتم بما جاء
به محمد (صلى الله عليه وآله) فأتعس الله منكم الجدود وأصعر منكم الخدود حتى رد الله الحق إلى
أهله وكانت كلمة الله هي العليا ونبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) هو المنصور على من ناواه ولو

(1) بلاغات النساء: 59.
181

كره المشركون، فكنا أهل البيت أعظم الناس في الدين حظا ونصيبا وقدرا حتى
قبض الله تعالى نبيه (صلى الله عليه وآله) مغفورا ذنبه مرفوعا درجته شريفا عند الله مرضيا، فصرنا
أهل البيت منكم بمنزلة قوم موسى من آل فرعون يذبحون أبناءهم ويستحيون
نساءهم، وصار ابن عم سيد المرسلين فيكم بعد نبينا بمنزلة هارون من موسى
حيث يقول: " إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني " ولم يجمع لنا بعد رسوله شمل
ولم يسهل لنا وعر، وغايتنا الجنة وغايتكم النار.
فقال عمرو بن العاص: " أيتها العجوز الضالة! أقصري من قولك وغضي من
طرفك " قالت: ومن أنت لا أم لك؟ قال: عمرو بن العاص، قالت: يا بن اللخناء
النابغة! أتكلمني أربع على ظلعك واعن بشأن نفسك، فو الله! ما أنت من قريش في
اللباب من حسبها ولا كريم منصبها، ولقد ادعاك ستة من قريش كلهم يزعم أنه
أبوك، ولقد رأيت أمك أيام منى مع كل عبد عاهر وأنك بهم أشبه.
فقال مروان: " أيتها العجوز الضالة! ساخ بصرك مع ذهاب عقلك فلا يجوز
شهادتك " قالت: أتتكلم، فو الله لأنت إلى سفيان بن الحارث بن كلدة أشبه منك
بالحكم وأنك لشبهه في زرقة عينيك وحمرة شعرك مع قصر قامة وظاهر دمامة (1)
ولقد رأيت الحكم ماد القامة ظاهر اللامة سبط الشعر ما بينكما قرابة إلا كقرابة
الفرس الضامر من الأتان المقرب، فاسأل أمك عما ذكرت، فإنها تخبرك بشأن
أبيك إن صدقت.
ثم التفت إلى معاوية فقالت: والله ما عرضني لهؤلاء غيرك، وأن أمك القائلة
يوم أحد في قتل حمزة:
نحن جزيناكم بيوم بدر * والحرب يوم الحرب ذات السعر
(إلى أن قال) قالت: فأجبتها:
يا بنت رقاع عظيم الكفر * خزيت في بدر وغير بدر

(1) في المصدر: قصر قامته وظاهر دمامته.
182

(إلى أن قال) فقال معاوية لمروان وعمرو بن العاص: ويلكما! أنتما
عرضتماني لها وأسمعتماني ما أكره، ثم قال لها: يا عمة، اقصدي قصدك ودعي
عنك أساطير النساء، قالت: تأمر لي بألفي دينار وألفي دينار وألفي دينار (إلى أن
قال) قال معاوية: أما والله! لو كان علي ما آمر لك بها، قالت: صدقت، أن عليا (عليه السلام)
أدى الأمانة وعمل بأمر الله وأخذ به، وأنت ضيعت أمانتك وخنت الله في ماله
فأعطيت مال الله من لا يستحقه، وقد فرض الله في كتابه الحقوق لأهلها وبينها فلم
تأخذ بها، وعلي (عليه السلام) دعانا إلى أخذ حقنا الذي فرض الله لنا فشغل بحربك عن
وضع الأمور مواضعها، وما سألتك من مالك شيئا فتمن به إنما سألتك من حقنا ولا
نرى أخذ شئ غير حقنا، أتذكر عليا فض الله فاك وأجهد بلاك، ثم علا بكاؤها
وقالت:
ألا يا عين ويحك أسعدينا * ألا وابكي أمير المؤمنينا (1)
ورواه عقد ابن عبد ربه وفيه: ونبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) هو المنصور، فوليتم علينا من بعده
وتحتجون بقرابتكم من الرسول ونحن أقرب إليه منكم وأولى بهذا الأمر، فكنا
فيكم بمنزلة بني إسرائيل في آل فرعون، وكان علي بن أبي طالب (عليه السلام) بعد نبينا
بمنزلة هارون من موسى، فغايتنا الجنة وغايتكم النار... الخ (2).
[3]
أسماء بنت أبي بكر
قال: عدها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله).
أقول: وهي أم ابن الزبير. وفي الجزري: طلقها الزبير فكانت عند ابنه، قيل:
سبب طلاقها أن ابن الزبير قال لأبيه: مثلي لا توطأ أمه فطلقها، وقيل: ضربها الزبير
فصاحت بابنها، فأقبل إليها فلما رآه أبوه قال: أمك طالق إن دخلت، فقال: أتجعل
أمي عرضة ليمينك، فدخل فخلصها منه فبانت منه، ماتت ولها مائة سنة.

(1) بلاغات النساء: 27 - 29.
(2) العقد الفريد: 2 / 92.
183

وروى صحيح مسلم في أول باب " في متعة الحج " عن مسلم القري قال:
سألت ابن عباس عن متعة الحج، فرخص فيها وكان ابن الزبير ينهى عنها، فقال:
هذه أم ابن الزبير تحدث أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رخص فيها فأدخلوا عليها فأسألوها،
قال: فدخلنا عليها فإذا امرأة ضخمة عمياء فقال: قد رخص النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيها (1).
[4]
أسماء بنت عقيل
روى أمالي المفيد أن نعي الحسين (عليه السلام) لما أتى المدينة خرجت أسماء بنت
عقيل في جماعة من نسائها إلى قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وشهقت عنده، ثم التفتت إلى
المهاجرين والأنصار وهي تقول:
ماذا تقولون إن قال النبي لكم * يوم الحساب وصدق القول مسموع... الخ.
فما رئي أكثر باكيا ولا باكية من ذاك اليوم (2).
[5]
أسماء بنت عميس
الخثعمية
قال: عدها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) ومر في
ابنها " محمد بن أبي بكر " خبر عن الصادق (عليه السلام) كانت نجابة محمد بن أبي بكر من
قبل أمه.
وروى الخصال عن الباقر (عليه السلام) رحم الله الأخوات من أهل الجنة: أسماء بنت
عميس الخثعمية وكانت تحت جعفر بن أبي طالب، وسلمى بنت عميس وكانت
تحت حمزة، وخمس من بني هلال " ميمونة " بنت الحارث كانت تحت النبي (صلى الله عليه وآله)
وأم الفضل عند العباس واسمها " هند " والغميصاء أم خالد بن الوليد، وعزة كانت

(1) صحيح مسلم: 2 / 909.
(2) أمالي الشيخ المفيد: 319.
184

في ثقيف تحت الحجاج بن علاط، وحميدة لم يكن لها عقب (1).
أقول: في الاستيعاب في " أسماء " هن تسع أخوات: أسماء وسلمى وسلامة
بنات عميس، وميمونة وأم الفضل ولبابة الصغرى وعصمة وهزيلة وعزة بنات
الحارث وأمهن كلهن هند بنت عوف التي قيل فيها: أكرم الناس أصهارا.
وخبر الخصال محرف لا عبرة به.
وفي الطرائف عن صحيح مسلم بإسناده عن أبي موسى قال: دخل عمر على
حفصة وأسماء عندها فقال: من هذه؟ قالت: " أسماء بنت عميس " قال عمر: هذه
الحبشية، هذه الحجرية؟ قالت أسماء: نعم، فقال عمر: " سبقناكم بالهجرة فنحن
أحق بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) منكم " فغضبت أسماء وقالت: كذبت يا عمر، كلا والله! كنتم مع
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يطعم جائعكم ويعظ جاهلكم وكنا في دار البعداء البغضاء في الحبشة
وذلك في الله وفي رسوله، وأيم الله! لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى أذكر ما
قلت للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (إلى أن قال) فلما جاء النبي (صلى الله عليه وآله) قالت أسماء: يا رسول الله، أن
عمر قال: كذا وكذا، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " ليس أحق بي منكم، له ولأصحابه هجرة
واحدة ولكم أنتم أهل السفينة هجرتان " (2).
ومما يدل على علو مقامها ما رواه ابن عبد البر أن فاطمة (عليها السلام) قالت لأسماء:
" إذا أنا مت فاغسليني أنت وعلي (عليه السلام) ولا تدخلي علي أحدا " فلما توفيت جاءت
عائشة تدخل فقالت أسماء: لا تدخلي، فشكتها عائشة إلى أبي بكر، فقالت: إن
هذه الخثعمية تحول بيننا وبين بنت النبي (إلى أن قال) فقال لها أبو بكر: يا أسماء ما
حملك على ما منعت أزواج النبي؟ فقالت: أمرتني أن لا يدخل عليها أحد " فإن أبا
بكر كان يومئذ له سلطنة الخلافة وسلطنة الزوجية على أسماء، وعائشة هي تلك
المرأة التي لم تكن تراقب النبي (صلى الله عليه وآله) ومع ذلك لم تراقبهما أسماء (3).

(1) الخصال: 363.
(2) الطرائف: 466، وفيه: " البحرية " بدل " الحجرية ".
(3) الاستيعاب: 4 / 1894.
185

وروى علل الشرائع عن الصادق (عليه السلام) خبرا في قصة فدك (إلى أن قال) فقال
أبو بكر لخالد بن الوليد: تريد أن نحملك على أمر عظيم! قال خالد: احملني على
ما شئت ولو على قتل علي، قال: فهو فصر بجنبه فإذا أنا سلمت فاضرب عنقه،
فبعثت أسماء خادمتها إلى فاطمة (عليها السلام) وقالت لها: فإذا دخلت من الباب فقولي:
(إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فأخرج إني لك من الناصحين) (إلى أن قال) فقال
لها أمير المؤمنين (عليه السلام): وقولي لها: إن الله عز وجل يحول بينهم وبين ما يريدون (1).
وفي طبقات ابن سعد: لما شك في موت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال بعضهم: مات،
وبعضهم: لم يمت وضعت أسماء بنت عميس يدها بين كتفيه وقالت: قد توفي
النبي (صلى الله عليه وآله) رفع الخاتم من بين كتفيه (2).
وفي الفقيه: روي عن أسماء بنت عميس قالت: بينا النبي (صلى الله عليه وآله) نائم ذات يوم
ورأسه في حجر علي (عليه السلام) ففاته العصر حتى غابت الشمس، فقال: " اللهم إن
عليا (عليه السلام) كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس " قالت أسماء:
فرأيتها والله غربت ثم طلعت بعد ما غربت! ولم يبق جبل ولا أرض إلا طلعت
عليه حتى قام علي (عليه السلام) فتوضأ وصلى ثم غربت (3).
وفي مشيخة الفقيه: وما كان فيه عن أسماء بنت عميس في خبر رد الشمس
(إلى أن قال) عن أم جعفر وأم محمد ابنتي محمد بن جعفر عن أسماء وهي
جدتهما (وإلى أن قال) عن فاطمة بنت الحسين (عليه السلام) عن أسماء (4).
ومر في " المأمون " ورود أخبار عن النبي (صلى الله عليه وآله) بكون أسماء من أهل الجنة،
اعترف بها أبو بكر وعمر والعامة (5).
هذا، وأما ما روت العامة في تزويج النبي (صلى الله عليه وآله) فاطمة من أمير المؤمنين (عليه السلام)

(1) علل الشرائع: 191، ب 151 ح 1.
(2) الطبقات الكبرى: 2 / 272.
(3) الفقيه: 1 / 203.
(4) الفقيه: 4 / 438.
(5) راجع ص 144.
186

أن أبا بكر وعمر خطبا إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فردهما، فقالا لعبد الرحمن بن عوف:
اخطب أنت لكثرة مالك، فرده النبي (صلى الله عليه وآله) أيضا، فجاءا إلى علي (عليه السلام) فقالا له: لو
خطبتها إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: لقد نبهتماني (إلى أن قال في الخبر) فقالت أسماء:
" يا رسول الله، خطب إليك ذوو الأنساب والأموال من قريش فلم تزوجهم
وزوجتها من هذا الغلام، فقال لها: يا أسماء، أما أنك ستزوجين بهذا الغلام وتلدين
له غلاما " فخبر موضوع، والشاهد لكونه موضوعا أن أسماء بنت عميس كانت
ذات الوقت في الحبشة، وولدت لجعفر ثمة بنيه عبد الله وعونا ومحمدا، وإنما قدم
بها جعفر عام فتح خيبر سنة سبع، وتزوجه (عليه السلام) كان سنة اثنتين.
كما أن خبرا آخر رووا في زفاف فاطمة (عليها السلام) وأن أسماء بنت عميس قالت:
" لم يزل النبي (صلى الله عليه وآله) يدعو لعلي وفاطمة (عليهما السلام) " إما موضوع وإما محرف بكون
" بنت عميس " فيه زائدة، والمراد بأسماء فيه " أسماء بنت يزيد بن السكن
الأنصاري " كما قاله الكنجي الشافعي (1) كما أن ورودها في خبر ولادة
الحسين (عليه السلام) كذلك.
وروى أسباب نزول الواحدي: أن أسماء لما رجعت من الحبشة مع زوجها
جعفر أتت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقالت: إن النساء لفي خيبة لا يذكرن في خبر كما يذكر
الرجال، فنزل قوله تعالى: (إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات
والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات (إلى قوله) أعد الله لهم مغفرة وأجرا
عظيما) (2).
هذا، ومصعب الزبيري لم يذكر في نسب قريشه لأمير المؤمنين (عليه السلام) من أسماء
غير ابن مسمى ب‍ " يحيى " قائلا: توفي في حياة أبيه ولا عقب له (3).

(1) كفاية الطالب: 307.
(2) أسباب النزول: 300، في الآية 35 من سورة الأحزاب.
(3) نسب قريش: 44.
187

وأما الطبري فنقل عن هشام الكلبي أنها ولدت له (عليه السلام) يحيى ومحمد الأصغر
ولا عقب لهما، ونقل عن الواقدي أنها ولدت له يحيى وعونا (1).
وخلط الجزري، فنسب عونا إلى هشام الكلبي. والأصل في خلطه ابن
عبد البر.
وكيف كان: فكون " يحيى " منها اتفاقي، وإنما اختلف في الزائد.
هذا، ومر في ابنها " محمد بن أبي بكر " أنه لما جاءها نعيه وما صنع به من
الإحراق قامت إلى مسجدها وكظمت غيظها حتى نشجت دما.
وروى أوائل زيادات حج التهذيب عن العيص بن القاسم قال: سألت أبا
عبد الله (عليه السلام) عن المستحاضة تحرم؟ فذكر أسماء بنت عميس فقال: ولدت محمدا
ابنها بالبيداء، وكان في ولادتها بركة للنساء لمن ولد منهن إن طمثت، فأمرها
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) واستثفرت وتمنطقت بمنطق وأحرمت (2).
[6]
أسماء بنت واثلة
مرت في أسماء بنت عميس
[7]
أسماء بنت يزيد بن السكن
الأنصارية
روى الاستيعاب: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لها: إن حسن تبعل إحداكن لزوجها
وطلبها لمرضاته واتباعها لموافقته يعدل كل ما ذكرت للرجال، أي: ما فضلوا به
من الجمعات وشهود الجنائز والجهاد، فانصرفت وهي تهلل وتكبر استبشارا بما
قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لها، ومرت في السابقة.

(1) تاريخ الطبري: 5 / 154.
(2) التهذيب: 5 / 389.
188

وروى سنن أبي داود أنه لم يكن للمطلقة عدة أولا، فلما طلقت " أسماء بنت
يزيد " أنزل تعالى العدة لها، فكانت أول من أنزلت فيها العدة للمطلقات (1).
[8]
أمامة بنت أبي العاص
قال: روى التهذيب أن أمامة بنت أبي العاص - وأمها زينب بنت النبي (صلى الله عليه وآله)
وكانت تحت علي (عليه السلام) بعد فاطمة (عليها السلام) فخلف عليها بعد علي (عليه السلام) المغيرة بن نوفل
- وجعت وجعا شديدا حتى اعتقل لسانها، فجاءها الحسن والحسين (عليهما السلام) وهي لا
تستطيع الكلام فجعلا يقولان - والمغيرة كاره لذلك -: أعتقت فلانا وأهله؟ فجعلت
تشير برأسها نعم، وكذا فجعلت تشير برأسها " نعم " لا تفصح بالكلام، فأجازا ذلك لها (2).
وهي بنت أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد مناف.
أقول: عبد العزى جد أبيها ابن عبد شمس بن عبد مناف لا: ابن عبد مناف.
وفي الاستيعاب لما قتل علي (عليه السلام) وآمت منه أمامة قالت أم الهيثم النخعية:
أشاب ذوائبي وأذل ركني * أمامة حين فارقت القرينا
وروى أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يحبها وأعلق قلادة من جزع أهديت إليه في عنقها.
وروى أن عليا (عليه السلام) قال لأمامة: " إني لا آمن أن يخطبك هذا الطاغية - يعني
معاوية - بعد موتي، فإن كان لك في الرجال حاجة فقد رضيت لك المغيرة بن
النوفل عشيرا " فلما انقضت عدتها كتب معاوية إلى مروان يأمره أن يخطبها عليه
ويبذل لها مائة ألف دينار، فلما خطبها أرسلت إلى المغيرة " أن هذا قد أرسل فإن
كان لك بنا حاجة فأقبل " فخطبها المغيرة من الحسن (عليه السلام) فزوجها منه.
[9]
أم أحمد بن الحسين
قال: عدها الشيخ في رجاله في أصحاب الجواد (عليه السلام) قائلا: وهو أحمد بن

(1) سنن أبي داود: 2 / 285.
(2) التهذيب: 8 / 258.
189

داود البغدادي.
أقول: بل عد " زهراء أم أحمد... الخ " كما وجدت، ونقل الوسيط، وأما قوله:
" وهو أحمد بن داود البغدادي " فوجدته كما نقل وصدقه الوسيط أيضا، إلا أنه لا
معنى له، إلا أن يراد أن المراد من " أحمد بن الحسين " ابن المعنونة و " أحمد بن
داود البغدادي " واحد، بأن يكون أحدهما نسبة إلى الأب والآخر إلى الجد، إلا أن
الظاهر كون قوله: " وهو أحمد بن داود البغدادي " مصحف " أم أحمد بن داود
البغدادي " بأن يكون عنوانا آخر، فيكون عد في أصحاب الجواد (عليه السلام) " أم أحمد
ابن داود " كما عد " أم أحمد بن الحسين " فإن المقام ليس مقام إضمار حتى يقول:
" وهو " لأن " أحمد بن الحسين " لم يقع مسندا في الكلام أو مسندا إليه، بل مضافا
إليه والفرق بين " وهو " و " أم " ليس بكثير، ولم يصدقه ابن داود الذي كانت عنده
النسخة الصحيحة من رجال الشيخ.
وكيف كان: فقال المصنف: يظهر من خبر يأتي في " أم الحسين بن موسى " أن
أم أحمد هذه بنت الكاظم (عليه السلام) والذي ظهر لي أن أحمد هذا ابن داود البغدادي
ويطلق عليه: أحمد بن الحسين بن موسى بن جعفر.
قلت: كلامه خلط وخبط، فأراد الجمع بين عنوان رجال الشيخ هذا وبين خبر
غسل الجمعة الآتي في " أم الحسين " في إسناده " عن الحسين بن موسى بن جعفر
عن أمه وأم أحمد بن موسى " ويأتي تحقيق الخبر.
[10]
أم أحمد بنت موسى (عليه السلام)
تأتي في أم الحسين بن موسى.
[11]
أم أحمد بن موسى (عليه السلام)
تأتي في أم الحسين بن موسى (عليه السلام) وفي عنوان: أم محمد زوجة الكاظم (عليه السلام).
190

[12]
أم إسحاق
روت - كما في رضاع عقيقة الكافي - عن الصادق قال لها: لا ترضعي الولد
من ثدي واحد، فأحدهما طعام والآخر شراب (1).
[13]
أم أسلم
روى الكافي في باب " ما يفصل به بين دعوى المحق والمبطل " عن جعفر بن
زيد بن موسى، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام) قالوا: جاءت أم أسلم إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
(إلى أن قال) قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): يا أم أسلم، من فعل فعلي هذا - ثم ضرب بيده إلى
حصاة من الأرض ففركها بإصبعه فجعلها شبه الدقيق، ثم عجنها ثم طبعها بخاتمه -
فهو وصيي... الخبر (2).
وفيه: أنه أتى أمير المؤمنين ثم الحسن ثم الحسين ثم السجاد (عليهم السلام) فكلهم
فعلوا لها ما فعله النبي (صلى الله عليه وآله) (3). وبدلها ابن عياش بأم سليم (4).
وتأتي " أم غانم " و " حبابة " ولهما نظير القصة.
[14]
أم إسماعيل
وهي " فاطمة بنت الحسين بن الحسن بن علي (عليهم السلام) " كما في نسب قريش
مصعب الزبيري (5) وجعلها الإرشاد بنت الحسين بن علي بن الحسين (عليهم السلام) (6).
والظاهر أصحية الأول، لكون مصعب هذا فنه وموضوع كتابه، مع أن ما مر
عن الإرشاد في نسخة وفي أخرى موافق للزبيري.
وكيف كان: فروى التهذيب عن محمد بن مسلم قال: دخلت على

(1) الكافي: 6 / 40.
(2) و (3) الكافي: 1 / 355 - 356.
(3) مقتضب الأثر.
(4) مقتضب الأثر...
(5) نسب قريش: 51.
(6) إرشاد المفيد: 255.
191

أبي عبد الله (عليه السلام) فسطاطه وهو يكلم امرأة فأبطأت عليه فقال: ادنه هذه أم
إسماعيل قد جاءت وأنا أزعم أن هذا المكان الذي أحبط الله فيه حجها عام أول،
كنت أردت الإحرام فقلت: ضعوا لي الماء في الخباء، فذهبت الجارية بالماء
فوضعته فاستخففتها، فأصبت منها فقلت: اغسلي رأسك وامسحيه مسحا شديدا لا
تعلم به مولاتك، فإذا أردت الإحرام فاغسلي جسدك ولا تغسلي رأسك
فتستريب مولاتك، فدخلت فسطاط مولاتها فذهبت تتناول شيئا فمست مولاتها
رأسها فإذا لزوجة الماء! فحلقت رأسها وضربتها، فقلت لها: هذا المكان الذي
أحبط الله فيه حجك (1).
[15]
أم الأسود بنت أعين
في رسالة أبي غالب الزراري: وبغير هذا الإسناد لهم - أي لزرارة وإخوته -
أخت يقال لها: " أم الأسود " ويقال: إنها أول من عرف هذا الأمر منهم من جهة أبي
خالد الكابلي (2).
وفي الخلاصة - بعد عنوانه لها - قاله علي بن أحمد العقيقي، وهي التي
أغمضت زرارة.
[16]
أم أوفى العبدية
في العقد الفريد: دخلت على عائشة بعد الجمل فقالت لها: يا أم المؤمنين! ما
تقولين في امرأة قتلت ابنا لها صغيرا؟ قالت: وجبت لها النار، قالت: فما تقولين في
امرأة قتلت من أولادها الأكابر عشرين ألفا في صعيد واحد؟ قالت: خذوا بيد
عدوة الله (3).

(1) التهذيب: 1 / 134.
(2) رسالة في آل أعين: 21.
(3) العقد الفريد: 4 / 305.
192

[17]
أم أيمن
في الجزري: هي " بركة بنت ثعلبة " غلبت عليها كنيتها بابنها أيمن بن عبيد
وهي " أم أسامة بن زيد " أيضا، يقال لها: مولاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وخادم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
هاجرت إلى الحبشة وإلى المدينة تعرف ب‍ " أم الظباء " وقال ابن شهاب: كانت
وصيفة لعبد الله بن عبد المطلب وكانت من الحبشة، فلما ولدت آمنة النبي (صلى الله عليه وآله)
بعدما توفي أبوه حضنته أم أيمن حتى كبر، ثم أعتقها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم أنكحها " زيد
ابن حارثة " توفيت بعد النبي (صلى الله عليه وآله) بخمسة أشهر، وقيل: بستة أشهر.
وفي الاستيعاب: كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يزورها ويقول: أم أيمن أمي بعد أمي.
وفي أنساب البلاذري قال النبي (صلى الله عليه وآله): " من سره أن يتزوج امرأة من أهل
الجنة فليتزوج أم أيمن " فتزوجها زيد فولدت له أسامة (1).
ومر في " المأمون " ما يدل أيضا على أن النبي (صلى الله عليه وآله) شهد لها بالجنة، ورد أبو
بكر وعمر مع ذلك شهادتها في فدك لفاطمة (عليها السلام).
وروى الكافي في باب " المستضعف " عن إسماعيل الجعفي قال: سألت أبا
جعفر (عليه السلام) عن الدين الذي لا يسع العباد جهله (إلى أن قال) قلت: فهل سلم أحد لا
يعرف هذا الأمر؟ فقال: لا إلا المستضعفين، قلت: من هم؟ قال: نساؤكم وأولادكم،
ثم قال: أرأيت أم أيمن؟ فأنا أشهد أنها من أهل الجنة وما كانت تعرف ما أنتم
عليه (2).
[18]
أم أيوب
روى الكافي عن الصادق (عليه السلام) أن النبي (صلى الله عليه وآله) بلغه أن أبا أيوب يريد أن يطلقها،
فقال: إن طلاق أم أيوب لحوب (3).

(1) أنساب الأشراف: 1 / 472.
(2) الكافي: 2 / 405.
(3) الكافي: 6 / 55.
193

وفي أنساب البلاذري في ورود النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) المدينة على ناقته القصواء
وسؤال الأنصار نزوله عليهم وإرخاء النبي (صلى الله عليه وآله) زمامها قال: " إنها مأمورة خلوا
سبيلها " فبركت عند مسجد النبي (صلى الله عليه وآله) فلما بركت فضربت بجرانها واطمأنت نزل
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فجاء أبو أيوب وامرأته أم أيوب فحطا رحله وأدخلاه منزلهما، فلما
رآهما قد فعلا ذلك قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): المرء مع رحله.
وقيل لأم أيوب - وكان مقام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عند زوجها سبعة أشهر -: أي الطعام
كان أحب إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قالت: ما رأيته أمر بطعام يصنع له بعينه ولا رأيته ذم
طعاما قط ولكن أخبرني أبو أيوب أنه رأى ينهك " طفيشل " (1) فكنا نعملها له وكنا
نعمل له الهريس فنراه يعجبه (2).
[19]
أم البراء
عدها البرقي والشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين (عليه السلام) وزاد
الثاني: وقيل: هي حبابة الوالبية.
[20]
أم البراء بنت صفوان
روى بلاغات نساء " أحمد بن أبي طاهر البغدادي " أنها دخلت على معاوية
فقال لها: كيف حالك؟ قالت: ضعفت بعد جلد وكسلت بعد نشاط، قال معاوية
شتان بينك اليوم وحين تقولين:
يا عمرو دونك صارما ذا رونق * عضب المهزة ليس بالخوار
اسرع جوادك مسرعا ومشمرا * للحرب غير معرد لفرار
أجب الإمام ودب تحت لوائه * وافر العدو بصارم بتار
يا ليتني أصبحت ليس بعورة * فأذب عنه عساكر الفجار
قالت: قد كان ذلك ومثلك عفا والله تعالى يقول: (عفا الله عما سلف) قال

(1) الطفيشل - كسميدع وغضنفر -: نوع من المرق. وقيل: هو كل طعام يعمل من الحبوب. انظر
بحارالأنوار: 32 - 515.
(2) أنساب الأشراف: 1 / 266، 267.
194

معاوية: هيهات، أما أنه لو عاد لعدت ولكنه اخترم دونك، فكيف قولك حين قتل؟
قالت: نسيته، فقال بعض جلسائه: هو والله حين تقول:
يا للرجال لعظم هول مصيبة * فدحت فليس مصابها بالهازل
الشمس كاسفة لفقد إمامنا * خير الخلائق والإمام العادل
يا خير من ركب المطى ومن مشى * فوق التراب لمحتف أو ناعل
حاشا النبي لقد هددت قوائنا * فالحق أصبح خاضعا للباطل
فقال معاوية: يا بنت صفوان، ما تركت لقائل مقالا! أذكري حاجتك، قالت:
" هيهات بعد هذا والله لا سألتك شيئا " ثم قامت فعثرت فقالت: تعس شانئ
علي (عليه السلام) (1).
[21]
أم البنين الكلابية
قال: هي " فاطمة بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن عامر " المعروف بالوحيد
ابن كلاب بن عامر بن صعصعة.
أقول: أسقط من نسبها عدة، ففي نسب قريش مصعب الزبيري: أم البنين بنت
حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب بن ربيعة (2).
وفي الطبري: أم البنين بنت حزام أبي المجل بن خالد بن ربيعة بن الوحيد بن
كعب بن عامر بن كلاب (3).
فتراه أسقط بين " الوحيد " و " كلاب " نفرين " كعبا " و " عامرا " كما أسقط بين
" كلاب " و " عامر بن صعصعة " " ربيعة " ولعله استند في إسقاطه الأول إلى ما في
المقاتل: " أم البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيد وهو عامر بن كلاب بن
ربيعة بن عامر بن صعصعة " (4) لكن لا يبعد كونه من تصحيف النسخة فنسخته كثير

(1) بلاغات النساء: 75.
(2) نسب قريش: 43.
(3) تاريخ الطبري: 5 / 153.
(4) مقاتل الطالبيين: 53.
195

التصحيف، والأصل في قوله: " وهو عامر " " بن كعب بن عامر " حتى يتفق مع كلام
الزبيري والطبري.
وعليه فقوله: " عامر المعروف بالوحيد " - أيضا - وهم، لعدم قول أحد به
سوى ما في تلك النسخة.
هذا، ووهم هنا المفيد أيضا، فقال في الإرشاد: " أم البنين بنت حزام بن خالد
ابن دارم " (1) فبدل ربيعة بدارم.
ثم تسمية المصنف لها بفاطمة لم أدر إلى أي شئ استند، فلم يذكر الزبيري
والطبري والإصبهاني والعمدة (2) والمفيد لها اسما، بل ظاهرهم أن أم البنين اسمها.
قال المصنف: أول ما ولدت العباس ثم عبد الله ثم جعفر ثم عثمان.
قلت: بل جعفر الرابع، ففي المقاتل: قتل عثمان وهو ابن إحدى وعشرين سنة
وجعفر وهو ابن تسع عشرة سنة (3).
هذا، وروى المقاتل عن الصادق (عليه السلام) قال: كانت أم البنين تخرج إلى البقيع
فتندب بنيها أشجى ندبة وأحرقها، فيجتمع الناس إليها يستمعون منها وكان مروان
يجيء في من يجيء لذلك فلا يزال يسمع ندبتها ويبكي (4).
وفي عمدة الطالب: روى أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال لأخيه عقيل - وكان نسابة
عالما بأنساب العرب وأخبارهم -: " أنظر إلى امرأة وقد ولدتها الفحول لأتزوجها
فتلد لي غلاما فارسا " فقال له: تزوج " أم البنين الكلابية " فإنه ليس في العرب
أشجع من آبائها (5).
[22]
أم جعفر بنت محمد بن جعفر
وردت في طريق المشيخة إلى جدتها لأبيها أسماء بنت عميس راوية عنها

(1) الإرشاد: 186.
(2) عمدة الطالب: 356.
(3) مقاتل الطالبيين: 54، 55.
(4) مقاتل الطالبيين: 56.
(5) عمدة الطالب: 357.
196

في خبر رد الشمس، وراويها عمارة بن مهاجر (1).
[23]
أم الحارث الأنصارية
في الاستيعاب: شهدت حنينا مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم تنهزم في من انهزم.
وأقول: انهزم يومئذ كلهم إلا ثمانية من بني هاشم نسبا وولاء.
[24]
أم حبيبة
قال: عدها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله).
وفي أسد الغابة: كنيت بابنتها حبيبة من عبد الله بن جحش.
وروى الكافي عن الباقر (عليه السلام) قال: تدري من أين صار مهور النساء أربعة
آلاف؟ قلت: لا، فقال: إن أم حبيبة بنت أبي سفيان كانت بالحبشة فخطبها
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وساق إليها عند النجاشي أربعة آلاف (2).
وفي أسد الغابة: " هاجرت مع زوجها عبيد الله بن جحش الأسدي إلى
الحبشة، وتنصر عبيد الله بالحبشة ومات بها وأبت هي أن تتنصر فتزوجها
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهي بالحبشة (إلى أن قال) ولما جاء أبو سفيان قبل الفتح إلى المدينة
فدخل عليها لم تتركه يجلس على فراش النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقالت له: أنت مشرك "
وأني أعتبرها لذلك من الحسان.
أقول: بل كانت من القباح، فكانت من الشجرة الملعونة فجذبها عرقها إلى
أصلها، ففي مروج المسعودي: بعثت بقميص عثمان مخضبا بدمائه مع النعمان بن
بشير إلى أخيها معاوية (3).
وفي تذكرة سبط ابن الجوزي لما بلغ أم حبيبة خبر قتل " محمد بن أبي بكر "
وإحراقه شوت كبشا وبعثت به إلى عائشة تشفيا بقتل محمد بن أبي بكر بطلب دم

(1) الفقيه: 4 / 438.
(2) الكافي: 5 / 382.
(3) مروج الذهب: 2 / 353.
197

عثمان، فقالت عائشة: قاتل الله ابنة العاهرة! والله لا أكلت شواء أبدا (1).
وفي أنساب البلاذري في قوله تعالى: (ترجي من تشاء منهن) أي: تعتزل،
وكان ممن عزل أم حبيبة (2).
[25]
أم حبيبة
وقيل: أم حبيب - بنت جحش -
أخت زينب زوج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وحمنة زوج عبد الرحمن بن عوف
عنونها الجزري عن أبي عمرو أبي نعيم وأبي موسى، وروى أنها استحيضت
سبع سنين فاستفتت النبي (صلى الله عليه وآله).
وفي الاستيعاب: وهم الموطأ فقال: " المستحاضة زينب بنت جحش وكانت
تحت عبد الرحمن " والغلط لا يسلم منه أحد، والصحيح عند أهل الحديث أن هذه
وحمنة كانتا تستحاضان.
وأقول: وفي خبر طويل رواه جامع حائض الكافي (3) وزيادات حيض
التهذيب أن حمنة كانت مستحاضة مبتدئة، وبدلت هذه ب‍ " فاطمة بنت أبي حبيش "
لكن تارة جعلها ذات عادة وأخرى مضطربة وهو من وهم الراوي، وأن ذات
العادة إنما كانت " فاطمة " وأن المضطربة كانت هذه، فظاهر الخبر كونهما مرأتين
ولأن في خبر الكافي في المضطربة " وكانت تجلس في مركن لأختها فكانت
صفرة الدم تعلو الماء (إلى أن قال) عن الصادق (عليه السلام) وكان أبي يقول: إنها
استحيضت سبع سنين (4).
وفي الخبر العامي في هذه في إسناد: فإن كانت لتخرج من المركن وقد علت
حمرة الدم على الماء.
وفي إسناد آخر - ما مر -: من استحاضتها سبع سنين.

(1) تذكرة الخواص: 107.
(2) أنساب الأشراف: 1 / 467.
(3) التهذيب: 1 / 381 - 385.
(4) الكافي: 3 / 83 - 85.
198

وبالجملة: خبر الكافي وهم فيه المضطربة وهي هذه من أسد خزيمة بفاطمة
بنت أبي حبيش من أسد قريش.
كما أن موطأ مالك (1) التبس عليه على نقل أبي عمر هذه وأختها حمنة بأختهما
زينب خلطا، فتحت عبد الرحمن كانت حمنة وأما " زينب " فكانت تحت
النبي (صلى الله عليه وآله) كما أن المستحاضة هما، لا زينب.
هذا، والأصح كونها " أم حبيب " لا " أم حبيبة " فالأخبار بلفظ الأول أكثر،
وما فيه " أم حبيبة " من الالتباس بأم حبيبة بنت أبي سفيان، ولأنه يأتي أن
اسمها: حبيبة.
[26]
أم حرام بنت ملحان الخزرجية
قال: عدها الشيخ في رجاله والأربعة في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله).
وفي أسد الغابة: كان النبي (صلى الله عليه وآله) يكرمها ويزورها في بيتها ويقيل عندها
وأخبرها أنها شهيدة، وذكر أن زوجها " عبادة بن الصامت " أخذها معه في غزوة
قبرس فصرعتها الدابة فقتلتها.
أقول: غزوة قبرس كانت بإمارة معاوية في خلافة عثمان، وروايات العامة ما
لم تشهد لها قرينة لا اعتبار بها.
[27]
أم الحسن بنت عبد الله بن محمد بن علي بن الحسين (عليهم السلام)
عدها الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
وروى مقاتل أبي الفرج مسندا عنها قالت: قلت لعمي جعفر بن محمد (عليه السلام):
فديتك ما أمر " محمد بن عبد الله؟ " فقال: فتنة يقتل محمد عند بيت رومي، ويقتل
أخوه بالعراق حوافر فرسه في الماء (2).

(1) الموطأ: 1 / 62.
(2) مقاتل الطالبيين: 168.
199

[28]
أم الحسن النخعية
قال: روى آخر معيشة الكافي عن أبي زهرة، عنها، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)
وروى نوادرها عن أم الحسن بدون وصف (1).
أقول: نوادر المعيشة هو آخر المعيشة، وإنما رواه آخر مكاسب التهذيب (2).
[29]
أم الحسين بنت خنساء
روى الكافي عن سور بن أبي عمرو الجلاب عن الصادق (عليه السلام) قال لامرأة
سعد: هنيئا لك يا خنساء، فلو لم يعطك الله شيئا إلا ابنتك " أم الحسين " لقد أعطاك
الله خيرا كثيرا، إنما مثل المرأة الصالحة في النساء كمثل الغراب الأعصم في
الغربان، وهو الأبيض إحدى الرجلين (3).
[30]
أم الحسين بن موسى بن جعفر
قال: روى زيادات أغسال التهذيب عن الحسين بن موسى، عن أمه وأم أحمد
بنت موسى بن جعفر قالتا: كنا مع أبي الحسن (عليه السلام) بالبادية (4).
أقول: ورواه غسل جمعة الكافي مثله (5) والصواب رواية غسل يوم جمعة
الفقيه له " عنه، عن أمه وأم أحمد بن موسى " (6) والمراد أن الحسين بن الكاظم (عليه السلام)
روى عن أمه وعن أم أخيه أحمد بن الكاظم (عليه السلام) وأم الحسين بن الكاظم (عليه السلام) وأم
أحمد بن الكاظم (عليه السلام) كانتا أمي ولد له (عليه السلام) كما صرح به الإرشاد، ولم تكن
للكاظم (عليه السلام) بنت مكناة ب‍ " أم أحمد " كما في رواية الأولين، فعد الإرشاد بناته (عليه السلام)
مع أسمائهن (7).

(1) الكافي: 5 / 311.
(2) التهذيب: 6 / 382.
(3) الكافي: 5 / 515.
(4) التهذيب: 1 / 365 - 366.
(5) الكافي: 3 / 42.
(6) الفقيه: 1 / 111.
(7) إرشاد المفيد: 302.
200

[31]
أم حميد الأنصارية
في الاستيعاب قالت للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إني أحب الصلاة معك، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):
صلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك (إلى أن قال) فأمرت فبني لها
مسجد في أقصى شئ من بيتها وأظلمه، وكانت تصلي فيه حتى لقيت الله تعالى.
[32]
أم حميدة
روى المحاسن (1) وثواب الأعمال عن أبي بصير قال: دخلت على أم حميدة
أعزيها بأبي عبد الله (عليه السلام) فقالت: لو رأيت أبا عبد الله (عليه السلام) عند الموت لرأيت عجبا!
فتح عينيه ثم قال: أجمعوا لي كل من بيني وبينه قرابة، فلم نترك أحدا إلا جمعناه،
فنظر إليهم ثم قال: إن شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلاة (2).
ولعل الأصل في الخبر: دخلت على أم الكاظم حميدة.
وتأتي حميدة أمه (عليه السلام).
[33]
أم خالد
عنونها الكشي مع كثير النواء وأبي المقدام، وروى عن العياشي، عن علي بن
فضال، عن العباس بن عامر وجعفر بن محمد بن حكيم، عن أبان الأحمر، عن أبي
بصير قال: كنت جالسا عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ جاءت أم خالد - التي كانت قطعها
يوسف - تستأذن عليه، فقال (عليه السلام): أيسرك أن تشهد كلامها؟ فقلت: نعم جعلت
فداك! قال: أما الآن فادن فأجلسني على عقبة الطنفسة، ثم دخلت فتكلمت فإذا
هي امرأة بليغة، فسألته عن فلان وفلان فقال لها: توليهما؟ فقالت: فأقول لربي إذا
لقيته أنك أمرتني بولايتهما، قال: نعم، قالت: فإن هذا الذي معك على الطنفسة

(1) المحاسن: 80.
(2) ثواب الأعمال: 272.
201

يأمرني بالبراءة منهما، وكثير النواء يأمرني بولايتهما فأيهما أحب إليك؟ قال: فإن
هذا والله وأصحابه أحب إلي من كثير النواء وأصحابه، أن هذا يخاصم فيقول:
(ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) (ومن لم يحكم بما أنزل الله
فأولئك هم الظالمون) (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون) فلما
خرجت قال: إني خشيت أن تذهب فتخبر كثيرا النواء فتشهرني بالكوفة، اللهم إني
إليك من كثير النواء بريء في الدنيا والآخرة.
وعنه، عن علي بن الحسن قال: يوسف بن عمر هو الذي قتل زيدا، وكان واليا
على العراق وقطع يد أم خالد - وهي امرأة صالحة - على التشيع، وكانت مائلة إلى
زيد بن علي (1).
ولا يعلم من خبريه إماميتها، بل ظاهرهما بتريتها وزيديتها، ولعله لإجمالهما
لم يعنونهما العلامة في الخلاصة، والآية الأولى في الخبر الأول - أيضا - كانت مع
العاطف فلابد من سقوط العاطف من النسخة، وقوله فيه: " فتشهرني " محرف:
فيشهرني.
[34]
أم الخير بنت حريش البارقية
روى بلاغات نساء " أحمد بن أبي طاهر " أن معاوية كتب إلى واليه بالكوفة
بإيفادها إليه (إلى أن قال) قال لها: كيف كان كلامك يوم قتل عمار؟ (إلى أن قال)
قال رجل من القوم: أنا أحفظه كحفظي سورة الحمد، قال: هاته، قال: كأني بها
وعليها برد زبيدي كثيف الحاشية وهي على جمل أرمك وبيدها سوط منتشر
الضفر، وهي كالفحل يهدر في شقشقته تقول: " أيها الناس اتقوا ربكم (إلى أن قال)
أفرارا عن أمير المؤمنين، أم فرارا من الزحف، أم رغبة عن الإسلام، أم ارتدادا عن
الحق؟ (إلى أن قال) إلى الإمام العادل والوصي الوفي والصديق الأكبر، أنها إحن

(1) الكشي: 241.
202

بدرية وأحقاد جاهلية وضغان أحدية وثب بها معاوية ليدرك بها ثارات بني
عبد شمس، قاتلوا أئمة الكفر أنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون (إلى أن قال) والله أيها
الناس! لولا أن تبطل الحقوق وتعطل الحدود ويظهر الظالمون وتقوى كلمة
الشيطان لما اخترنا ورود المنايا على خفض العيش وطيبه، فإلى أين تريدون؟
عن ابن عم رسول الله وزوج ابنته وأبي ابنيه، خلق من طينته وتفرع من نبعته
وخصه بسره وجعله باب مدينته وعلم المسلمين وأبان ببغضه المنافقين، فلم يزل
كذلك يؤيده الله عز وجل بمعونته ويمضي على سنن استقامته لا يعرج لراحة
الدأب، ها هو مفلق الهام ومكسر الأصنام صلى والناس مشركون، وأطاع والناس
مرتابون فلم يزل كذلك حتى قتل مبارزي بدر وأفنى أهل أحد وفرق جمع
هوازن، فيا لها من وقائع زرعت في قلوب قوم نفاقا وردة وشقاقا وزادت
المؤمنين إيمانا (إلى أن قال) قال معاوية: والله، ما أردت بهذا الكلام إلا قتلي،
والله! لو قتلتك ما حرجت في ذلك، قالت: والله! ما يسوءني يا ابن هند أن يجري
الله ذلك على يدي من يسعدني بشقائه، قال معاوية: هيهات يا كثيرة الفضول! ما
تقولين في عثمان؟ قالت: وما عسيت أن أقول فيه استخلفه الناس وهم له كارهون
وقتلوه وهم راضون... الخ (1).
ورواه ابن عبدربه في عقده (2).
[35]
أم رومان
عدها الشيخ في رجاله - كالعامة - في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله) وهي أم عائشة،
وكانت كأبي قحافة في الخمول والرذالة، ولما أمر ابن عباس من قبل
أمير المؤمنين (عليه السلام) عائشة بالرحيل من البصرة قالت له: والله! أخرج عنكم فما في

(1) بلاغات النساء: 36.
(2) العقد الفريد: 2 / 88.
203

الأرض بلد أبغض إلي من بلد تكونون فيه، فقال لها ابن عباس: فلم؟ فو الله! ماذا
بلاؤنا عندك ولا صنيعنا إليك، إنا جعلناك للمؤمنين أما وأنت بنت أم رومان
وجعلنا أباك صديقا وهو ابن أبي قحافة... الخ.
وفي المروج - بعد ذكر أن ابن الزبير نال من أمير المؤمنين (عليه السلام) وبلوغ ذلك ابن
الحنفية وحضوره وجوابه - قال ابن الزبير: عذرت بني الفواطم يتكلمون فما بال
ابن الحنفية؟ فقال محمد بن الحنفية: يا بن أم رومان ومالي لا أتكلم... الخبر (1).
وقد صنعت العامة لها روايات جزافات.
[36]
أم سلمة
أخت الصادق (عليه السلام) وأم إسماعيل الأرقط
قال: روى صلاة حوائج الكافي عن إسماعيل الأرقط وأمه أم سلمة أخت أبي
عبد الله (عليه السلام) عنه (عليه السلام) (2).
أقول: بل عن إسماعيل بن الأرقط... الخ.
وفي نسب قريش مصعب الزبيري: أم سلمة بنت الباقر (عليه السلام) لأم ولد وكانت
عند محمد الذي يقال له: " الأرقط " ابن عبد الله بن علي بن الحسين (عليه السلام) فولدت له
إسماعيل بن محمد (3).
[37]
أم سلمة
قال: عدها الشيخ في رجاله والثلاثة في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله) وهي بنت
" أبي أمية زاد الراكب " كانت قبل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عند أبي سلمة فولدت له سلمة
وعمر ودرة وزينب.

(1) مروج الذهب: 3 / 80.
(2) الكافي: 3 / 478.
(3) نسب قريش: 63.
204

وفي البصائر: عن الصادق (عليه السلام) أن الكتب كانت عند أمير المؤمنين (عليه السلام) فلما
صار إلى العراق استودع الكتب أم سلمة، فلما مضى كانت عند الحسن (عليه السلام) فلما
مضى الحسن (عليه السلام) كانت عند الحسين (عليه السلام) - وفي أخبار - أن الحسين (عليه السلام) أودع
كتب الإمامة عندها فدفعتها بعده (عليه السلام) إلى السجاد (عليه السلام) (1).
وروى ابن مندة وأبو نعيم عنها قالت: في بيتي نزلت (إنما يريد الله ليذهب
عنكم الرجس أهل البيت) فأرسل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى علي وفاطمة والحسن
والحسين (عليهم السلام) فقال: " هؤلاء أهل بيتي " فقلت: أنا من أهل البيت؟ قال: بلى
إن شاء الله.
أقول: الصحيح ما رواه الثعلبي في تفسيره - كما في الطرائف (2) - والخطيب في
تاريخه في " سعد بن محمد العوفي " وفي آخره: قالت أم سلمة: فرفعت الكساء
لأدخل معهم فجذبه من يدي وقال: إنك لعلى خير (3).
وما رواه أحمد بن حنبل في مسنده وفيه: " قالت أم سلمة: وأدخلت رأسي
البيت وقلت: وأنا معكم؟ قال: إنك لعلى خير إنك لعلى خير " (4) فإنهما دالان على
عدم كونها من أهل البيت.
وفي شرح النهج عند قوله (عليه السلام): " إن النساء نواقص الإيمان " قال أبو مخنف:
جاءت عائشة إلى أم سلمة تخادعها على الخروج للطلب بدم عثمان، فقالت
عائشة لها: يا بنت أبي أمية، أنت أول مهاجرة في أزواج النبي وأنت كبيرة أمهات
المؤمنين، وكان النبي (صلى الله عليه وآله) يقسم لنا من بيتك، وكان جبرئيل أكثر ما يكون في
منزلك، فقالت أم سلمة: لأمر ما قلت هذه المقالة؟ فقالت عائشة: " إن عبد الله
أخبرني أن القوم استتابوا عثمان فلما تاب قتلوه صائما في شهر حرام، وقد عزمت

(1) بصائر الدرجات: 182، الجزء الرابع ب 1 ح 1.
(2) الطرائف: 125.
(3) تاريخ بغداد: 9 / 126.
(4) مسند أحمد بن حنبل: 6 / 292.
205

على الخروج إلى البصرة ومعي الزبير وطلحة فأخرجي معنا لعل الله أن يصلح هذا
الأمر على أيدينا، فقالت أم سلمة: لقد كنت بالأمس تحرضين على عثمان
وتقولين فيه أخبث القول وما كان اسمه عندك إلا " نعثلا " وأنك لتعرفين منزلة
علي (عليه السلام) عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أفأذكرك؟ قالت: نعم، قالت: أتذكرين يوم أقبل
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ونحن معه حتى إذا هبط من قديد ذات الشمال خلا بعلي (عليه السلام) يناجيه
فأطال فأردت أن تهجمين عليهما فنهيتك فعصيتني فهجمت فما لبثت أن رجعت
باكية، فقلت: ما شأنك؟ فقلت: إني هجمت عليهما وهما يتناجيان، فقلت لعلي ليس
لي من النبي إلا يوم من تسعة أيام أفما تدعني يا ابن أبي طالب ويومي، فأقبل
النبي علي وهو غضبان محمر الوجه، فقال: ارجعي وراءك والله لا يبغضه أحد من
أهل بيتي ولا من غيرهم من الناس إلا وهو خارج من الإيمان، فرجعت نادمة
ساقطة " فقالت: نعم أذكر ذلك.
قالت: وأذكرك أيضا كنت أنا وأنت مع النبي (صلى الله عليه وآله) وأنت تغسلين رأسه وأنا
أحيس له حيسا وكان الحيس يعجبه، فرفع رأسه وقال: " يا ليت شعري أيتكن
صاحبة الجمل الأدأب (1) تنبحها كلاب الحوأب، فتكون ناكبة عن الصراط " فرفعت
يدي من الحيس فقلت: أعوذ بالله ورسوله من ذلك، ثم ضرب على ظهرك وقال:
" إياك أن تكونيها يا حميراء أما أني فقد أنذرتك " قالت: نعم أذكر هذا.
قالت: وأذكرك أيضا كنت أنا وأنت مع النبي (صلى الله عليه وآله) في سفر له، وكان علي (عليه السلام)
يتعاهد نعل النبي (صلى الله عليه وآله) فيخصفها ويتعاهد أثوابه فيغسلها، فنقبت له نعل فأخذها
يومئذ يخصفها وبعد في ظل سمرة، وجاء أبوك ومعه عمر فاستأذنا عليه فقمنا إلى
الحجاب ودخلا يحادثاه في ما أرادا، ثم قالا له: " إنا لا ندري قدر ما تصحبنا فلو
أعلمتنا من تستخلف علينا ليكون لنا بعدك مفزعا " فقال لهما: " أما أني أرى مكانه
ولو فعلت لتفرقتم عنه كما تفرقت بنو إسرائيل عن هارون " فسكتا ثم خرجا، فلما

(1) في المصدر: الأذنب.
206

خرجنا إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قلت له - وكنت أجرء عليه منا -: " من كنت يا رسول الله
مستخلفا عليهم؟ " فقال: " خاصف النعل " فنزلنا فلم نر أحدا إلا عليا (عليه السلام)، فقلت:
يا رسول الله ما أرى أحدا إلا عليا، فقال: " هو ذاك " قالت عائشة: نعم أذكر ذلك،
قالت: فأي خروج تخرجين بعد هذا؟ فقالت: إنما أخرج للإصلاح بين الناس،
فقالت: أنت ورأيك (1).
وروى أعثم الكوفي في تاريخه أن ابن الزبير لما كان يحث خالته عائشة
على الخروج وأنكر أن يكون أحد سمع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: " علي بعدي ولي
الناس " قالت أم سلمة له: إن لم تكن سمعت ذلك فهذه خالتك عائشة سلها أن
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لعلي (عليه السلام): أنت خليفتي في حياتي وبعد مماتي " فصدقتها عائشة
وقالت: نعم سمعت ذلك من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت أم سلمة لعائشة: لا تكوني صاحبة
كلاب الحوأب ولا يغرنك الزبير وطلحة فإنما لا يغنيان عنك من الله شيئا (2).
وروى موسى بن قيس - وقد وثقه ابن معين كما في الذهبي - بإسناده عنها
قالت: علي على الحق من تبعه فهو على الحق ومن تركه ترك الحق عهدا معهودا
قبل يومه هذا (3).
وفي الطبري: أن أم سلمة قالت لعلي (عليه السلام): لولا أن أعصي الله فيك وأنك لا
تقبله مني لخرجت معك وهذا ابني عمر، والله لهو أعز علي من نفسي يخرج معك
فيشهد مشاهدك (4).
وفي تاريخ اليعقوبي: أن بسر بن أرطاة لما ورد المدينة من قبل معاوية في
أيام علي (عليه السلام) وهددهم بالقتل إن تركوا البيعة لمعاوية أتى جابر الأنصاري أم
سلمة وقال لها: إني أخاف أن أقتل وهذه بيعة ضلال، قالت له أم سلمة: إذن فبايع

(1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 6 / 217.
(2) كتاب الفتوح: 2 / 454 - 455.
(3) ميزان الاعتدال: 4 / 217.
(4) تاريخ الطبري: 4 / 451.
207

فإن التقية حملت أصحاب الكهف على أن كانوا يلبسون الصلب ويحضرون
الأعياد مع قومهم (1).
وفي الجزري قالت أم سلمة: لما أجمع أبو سلمة الخروج إلى المدينة رحل
بعيرا له وحملني وحمل معي ابني سلمة ثم خرج يقود بعيره، فلما رآه رجال بني
المغيرة وكانت أم سلمة وزوجها من بني مخزوم أم سلمة من بني مغيرتهم وزوجها
من عبد أسدهم - قاموا إليه فقالوا: هذه نفسك غلبتنا عليها، أرأيت صاحبتنا هذه
علام نترك تسير بها في البلاد ونزعوا خطام البعير من يده وأخذوني، وغضبت عند
ذلك بنو عبد الأسد وأهووا إلى سلمة وقالوا: والله! لا نترك ابننا عندها إذ نزعتموها
من صاحبنا، فتجاذبوا ابني سلمة حتى خلعوا يده، وانطلق به عبد الأسد رهط أبي
سلمة وحبسني بنو المغيرة عندهم، وانطلق زوجي أبو سلمة حتى لحق بالمدينة
ففرق بيني وبين زوجي وبين ابني، فكنت أخرج كل غداة فأجلس بالأبطح فما
أزال أبكي حتى أمسى سنة أو قريبها، حتى مر بي رجل من بني عمي من بني
المغيرة فرأى ما بي، فرحمني فقال لبني المغيرة: ألا تخرجون من هذه المسكينة
فرقتم بينها وبين زوجها وبين ابنها، فقالوا لي: إلحقي بزوجك إن شئت، ورد علي
بنو عبد الأسد عند ذلك ابني فرحلت بعيري ووضعت ابني في حجري، ثم خرجت
أريد زوجي بالمدينة وما معي أحد، حتى إذا كنت بالتنعيم لقيت عثمان ابن طلحة
العبدري فانطلق معي يقودني حتى قدم بي المدينة ثم انصرف، وكانت تقول ما
أعلم أهل بيت أصابهم إلى الإسلام ما أصاب آل أبي سلمة.
وفي الكافي عن الصادق (عليه السلام) اشتكت أم سلمة عينها في شهر رمضان، فأمرها
النبي (صلى الله عليه وآله) أن تفطر وقال: عشاء الليل لعينك ردي (2).
وروى الحلية في مسعر عن أم سلمة قالت: كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا خرج قال:
اللهم إني أعوذ بك أن أزل أو أزل أو أذل أو أذل أو أجهل أو يجهل علي (3).

(1) تاريخ اليعقوبي: 2 / 197.
(2) الكافي: 4 / 119.
(3) حلية الأولياء: 7 / 265.
208

[38]
أم سليم
عدها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله).
وقد عرفت في عنوان " أم أسلم " أن الخبر الذي رواه الكافي في باب " ما
يفصل بين دعوى المحق والمبطل " بلفظ " أم أسلم " رواه مقتضب ابن عياش بلفظ
" أم سليم " ثم قال بعد الخبر: " سألت الجعابي عن أم سليم هذه، فقال: إنها امرأة من
النمر بن قاسط معروفة من النساء اللاتي روين عن النبي (صلى الله عليه وآله) " (1). وليست " أم
سليم الأنصارية أم أنس بن مالك " ولا " أم سليم الثقفية أخت عروة بن مسعود
الثقفي " فإنها أسلمت وحسن إسلامها وروت الحديث، ولا: أم سليم الخافضة التي
تخفض الجواري على عهد النبي (صلى الله عليه وآله).
ثم الغريب! عدم عنوان الجزري من أم سليمات الأربعة اللاتي عدهن
الجعابي إلا " أم أنس " مع كونه بصدد الاستقصاء بذكر المحقق وغير المحقق، مع
كون الجعابي من الحفاظ مقبول القول عند الخاصة والعامة كابن عقدة. ولابعد أن
يكون الشيخ في رجاله أراد تلك - أيضا - التي ذكرها العامة فإنه يتبعهم غالبا.
[39]
أم سليم أم أنس بن مالك
عنونها الجزري عن الثلاثة وقال: كانت تحت مالك بن النضر والد أنس
فغضب عليها وخرج إلى الشام فمات هناك، فخطبها أبو طلحة الأنصاري وهو
مشرك، فقالت: ما مثلك يرد ولكنك كافر وأنا مسلمة فإن تسلم فلك مهري، فأسلم
وتزوجها (إلى أن قال) وكانت تغزو مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وروت عنه أحاديث وروى
عنها ابنها أنس، وهي أم سليم بنت ملحان.

(1) مقتضب الأثر.
209

[40]
أم سنان بنت خيثمة
روى بلاغات نساء " أحمد بن أبي طاهر " أن مروان حبس غلاما من بني
ليث، فخرجت أم سنان جدته لأبيه إلى معاوية، فقال لها: ما أقدمك أرضي وقد
عهدتك تشنأينني وتحضين علي عدوي؟ قالت: إن لبني عبد مناف أخلاقا طاهرة
وأعلاما ظاهرة، لا يجهلون بعد علم ولا يسفهون بعد حلم ولا يتعقبون بعد عفو،
فأولى الناس باتباع سنن آبائه لأنت، قال: صدقت نحن كذلك، فكيف قولك:
عزب الرقاد فمقلتي ما ترقد * والليل يصدر بالهموم ويورد
يا آل مذجح لا مقام فشردوا * إن العدو لآل أحمد يقصد
هذا علي كالهلال يحفه * وسط السماء من الكواكب أسعد
خير الخلائق وابن عم محمد * وكفى بذاك لمن شناه تهدد
ما زال مذ عرف الحروب مظفرا * والنصر فوق لوائه ما يفقد
قالت: كان ذلك وأنا لنطمع بك خلفا، فقال رجل من جلسائه: كيف؟ وهي
القائلة:
أما هلكت أبا الحسين فلم تزل * بالحق تعرف هاديا مهديا
فاذهب عليك صلاة ربك ما دعت * فوق الغصون حمامة قمريا
قد كنت بعد محمد خلفا لنا * أوصى إليك بنا فكنت وفيا
فاليوم لا خلف نؤمل بعده * هيهات نمدح بعده إنسيا (1)
[41]
أم شريك
عدها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله).
وفي أنساب البلاذري: تزوج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) غزية بنت دودان من عامر بن لؤي،

(1) بلاغات النساء: 63.
210

وهي " أم شريك " التي وهبت نفسها للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال ابن الكلبي: رأى النبي (صلى الله عليه وآله)
بغزية كبرة فطلقها فأوثقها أهلها وحملوها من مكة إلى البدو، وكانت تدخل على
النساء بمكة فتدعوهن إلى الإسلام، وكانت على ذلك بعد طلاقها تدعو إلى
الإسلام. وقال غيره: وهبت نفسها فلم يتزوجها ولم يردها (1).
[42]
أم عطية
عدها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله).
وفي الاستيعاب: " أم عطية الأنصارية البصرية كانت تغزو كثيرا مع
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تمرض المرضى وتداوي الجرحى، وشهدت غسل ابنة النبي (صلى الله عليه وآله)
وكان جماعة من الصحابة وعلماء التابعين بالبصرة يأخذون عنها غسل الموتى.
وروى تاريخ ابن عساكر في أمير المؤمنين (عليه السلام) في خبره 759 عنها أن
النبي (صلى الله عليه وآله) بعث عليا في سرية، فرأيته رافعا يديه وهو يقول: اللهم لا تمتني حتى
تريني عليا (2).
[43]
أم العلاء
روى سنن أبي داود عنها قالت: عادني النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنا مريضة فقال: أبشري
فإن المرض يذهب الله به الخطايا كما تذهب النار خبث الذهب والفضة (3).
[44]
أم غانم
صاحبة الحصاة
قال: روى الطبرسي في إعلام الورى (عن أبي هاشم الجعفري خبرا تضمن

(1) أنساب الأشراف: 1 / 422.
(2) تاريخ ابن عساكر: 2 / 358.
(3) سنن أبي داود: 3 / 185.
211

دخول رجل من أهل اليمن على العسكري (عليه السلام) فأكرمه وقال: هذا من ولد
الأعرابية صاحبة الحصاة التي طبع فيها آبائي، وأن الرجل أخرج حصاة في
جانب منها موضع أملس فأخذها وأخرج خاتمه، فطبع فيها فانطبع فيها بكتابة
تقرأ: " الحسن بن علي " قال أبو هاشم: فسألته عن اسمه، فقال: " مهجع بن الصلت
ابن عقبة بن سمعان بن غانم بن أم غانم " وهي الأعرابية اليمانية صاحبة الحصاة
التي ختم فيها أمير المؤمنين (عليه السلام).
وقال الطبرسي: قال أبو عبد الله بن عياش: هذه " أم غانم صاحبة الحصاة " غير
تلك " صاحبة الحصاة " وهي " أم الندى حبابة بنت جعفر الوالبية " وهي غير
" صاحبة الحصاة الأولى " التي طبع فيها النبي (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) فإنها " أم
سليم " وهي قارئة الكتب، فهي ثلاث ولكل واحدة منهن خبر قد رويته (1).
أقول: وفي غيبة الشيخ - في معجزات الرضا (عليه السلام) بعد ذكر " حبابة الوالبية " -
وكذلك قصته (عليه السلام) مع أم غانم الأعرابية صاحبة الحصاة التي طبع فيها
أمير المؤمنين (عليه السلام) وطبع بعده سائر الأئمة (عليهم السلام) إلى زمان أبي محمد
العسكري (عليه السلام) معروفة (2).
وروى الغيبة (3) وإثبات الوصية الخبر في معجزات العسكري (عليه السلام) (4).
ورواه الكافي في باب ما يفصل به بين دعوى المحق (5).
[45]
أم فروة بنت الصادق (عليه السلام)
عدها البرقي في أصحاب الصادق (عليه السلام).
وفي الإرشاد: كان للصادق (عليه السلام) عشرة أولاد إسماعيل وعبد الله وأم فروة

(1) إعلام الورى: 2 / 138 - 140. ط مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
(2) غيبة الشيخ الطوسي: 50.
(3) غيبة الشيخ الطوسي: 122.
(4) إثبات الوصية: 211.
(5) الكافي: 1 / 346.
212

أمهم فاطمة بنت الحسين بن الحسن بن علي (عليهم السلام) (1). ومثله نسب قريش الزبيري (2).
وتأتي في حميدة أم الكاظم (عليه السلام).
وفي أصناف حج الكافي عن الصادق (عليه السلام) في خبر: كنت أخرج لليلة أو
ليلتين يبقيان من رجب فتقول أم فروة: أي أبه! أن عمرتنا شعبانية، وأقول لها: أي
بنية، أنها في ما أهللت وليست في ما أحللت (3).
وفي نوادر طوافه عن عبد الأعلى قال: رأيت أم فروة تطوف بالكعبة عليها
كساء متنكرة، فاستلمت الحجر بيدها اليسرى فقال لها رجل ممن يطوف: يا أمة
الله، أخطأت السنة، فقالت له: إنا لأغنياء عن علمك (4).
ونقله الوسائل في باب " جواز استلام الحجر باليد اليسرى " وقال: " أم فروة
زوجة أبي عبد الله (عليه السلام) " (5) وهو وهم، فإن زوجته (عليه السلام) أم إسماعيل فاطمة كما مر،
وإنما أم فروة بنته (عليه السلام).
وتأتي لأمه (عليه السلام) كما يأتي.
[46]
أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر
قال: هي أم الصادق (عليه السلام) وأمها: أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، ولذا قال
الصادق (عليه السلام): ولدني أبو بكر مرتين.
وروى الكافي عن الصادق (عليه السلام) قال: كانت أمي ممن آمنت واتقت وأحسنت
والله يحب المحسنين، وقالت أمي: قال أبي (عليه السلام): يا أم فروة، إني لأدعو الله لمذنبي
شيعتنا في اليوم والليلة ألف مرة، لأنا نحن في ما ينوبنا من الرزايا نصبر على ما
نعلم من الثواب وهم يصبرون على ما لا يعلمون (6).

(1) إرشاد المفيد: 284.
(2) نسب قريش: 63.
(3) الكافي: 4 / 293.
(4) الكافي: 4 / 428.
(5) الوسائل: 9 / 408 ب 14 ذيل الحديث 1.
(6) الكافي: 1 / 472.
213

أقول: روى الكافي الخبر في باب مولد الصادق (عليه السلام).
[47]
أم الفضل
اسمها " لبابة " قال: عدها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله). وهي
زوجة العباس وأم الفضل وعبد الله ومعبد وعبيد الله وقثم وعبد الرحمن وغيرهم
من بني العباس.
أقول: بل أم أولئك حسب، وأما تمام وكثير وحارث بنو العباس فمن
أمهات أولاد.
وفي الاستيعاب عن ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): الأخوات المؤمنات ميمونة
بنت الحارث وأم الفضل... الخ.
ثم إن الجميع قالوا: اسمها " لبابة " وأما رواية الخصال عن الباقر (عليه السلام) " رحم
الله الأخوات من أهل الجنة (إلى أن قال) وأم الفضل عند العباس اسمها هند...
الخبر " (1) فالظاهر كون قوله: " اسمها هند " محرف " أمها هند " فأمها وأم أخواتها:
هند بنت عوف العجوز التي قيل فيها أكرم الناس أصهارا.
وفي الاستيعاب: قال سفيان بن عيينة: " ولد بنو هلال للعباس " وليس كما
قال، فإن أم العباس من النمر بن قاسط ولكنهم ولدوا ولد العباس.
وأقول: والظاهر أن سفيان قال: " ولد بنو هلال العباس " لأن أم الفضل كانت
منهم فحرف قوله: " للعباس " بقوله: " العباس " بانقطاع اللام من اللام.
وفي البلاذري: قالت أم الفضل: كنت جالسة عند النبي (صلى الله عليه وآله) وهو مريض
فبكيت فقال: ما يبكيك؟ قلت: أخشى عليك ولا أدري ما نلقي من الناس بعدك،
فقال: أنتم المستضعفون.
وفيه: غسلت أم أيمن وأم الفضل خديجة.

(1) الخصال: 363.
214

وفيه: في خبر نعي أهل بدر إلى أبي لهب قال أبو رافع: لما قال الناعي: " ولقينا
رجالا على خيل بلق " وقلت: " تلك الملائكة " لطمني أبو لهب وضرب بي الأرض
فقالت له أم الفضل: أراك تستضعفه إذ غاب سيده وأخذت شيئا فضربته وشجته،
فقام ذليلا (1).
[48]
أم الفضل بنت حمزة
عنونها أبو عمر وابن مندة وأبو نعيم، وروى الأول عنها قالت: توفي مولى لنا
وترك ابنة وأختا فأتيا النبي (صلى الله عليه وآله) فأعطى الابنة النصف والأخت النصف. وروى
الأخيران " أنها كانت معتقته وأن النبي (صلى الله عليه وآله) أعطاها النصف وأعطى بنت المعتق
النصف " والمضمونان وإن كانا غير صحيحين، إلا أن الظاهر أن الأول وهم، فالذي
رواه العامة في بنت حمزة هو الثاني، فقال الفضل بن شاذان - كما في التهذيب -:
أما ما روي أن مولى لحمزة توفي وأن النبي (صلى الله عليه وآله) أعطى بنت حمزة النصف وبنت
المولى النصف فهو حديث منقطع، إنما هو عن عبد الله بن شداد، عن النبي (صلى الله عليه وآله)
ولعل ذلك كان قبل نزول الفرائض فنسخ، فقد فرض الله للحلفاء في كتابه فقال
تعالى: (والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم) فنسخت الفرائض ذلك كله
بقوله تعالى: (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض) وقد كان إبراهيم النخعي ينكر
هذا الحديث في ميراث مولى حمزة (2).
[49]
أم فتان
روى الفقيه عن الصادق (عليه السلام) أنها كانت امرأة صدق، ماتت مولاة لها فنبذتها
مرتين، فأخبرت بذلك أحد أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) فدخل عليه (عليه السلام) فأخبره،
فقال (عليه السلام): لعلها تعذب بعذاب الله - وكانت شديدة الحب للرجال فإذا ولدت ألقته

(1) أنساب الأشراف: 1 / 551، 406، 447.
(2) التهذيب: 9 / 332.
215

في التنور - قل لها: تأخذ من تربة قبر مسلم وتلقي على قبرها ففعلت فقرت (1).
[50]
أم كلثوم بنت أمير المؤمنين (عليه السلام)
قال: هي كنية زينب الصغرى.
أقول: ما ذكره هو المفهوم من الإرشاد، فقال في تعداد الأولاد له (عليه السلام): " زينب
الصغرى المكناة بأم كلثوم من فاطمة (عليها السلام) " (2) إلا أن الظاهر وهمه، فاتفق الكل حتى
نفسه على أن " زينب الصغرى " من بناته (عليه السلام) لأم ولد، فلو كانت هذه أيضا مسماة
ب‍ " زينب " كانت الوسطى لا الصغرى.
وظاهر غيره كون " أم كلثوم " اسمها فلم يذكر غيره لها اسما، بل قالوا في
بناته (عليه السلام) من فاطمة (عليها السلام): زينب الكبرى وأم كلثوم الكبرى، وقالوا: زينب الصغرى
وأم كلثوم الصغرى من أمهات أولاد، كما في نسب قريش مصعب الزبيري (3) وفي
تاريخ الطبري (4) وغيرهما.
وبالجملة: أم كلثوم له (عليه السلام) اثنتان: الكبرى من فاطمة (عليها السلام) والصغرى من أم
ولد، ولم يعلم لإحداهما اسم.
قال المصنف: في الأخبار: أن عمر تزوجها غصبا، وللمرتضى رسالة (5) أصر
فيها على ذلك وأصر آخرون على الإنكار.
قلت: لم ينكره محقق محققا، فأخبارنا به متواترة في نكاحها وعدتها فضلا
عن أخبار العامة واتفاق السير، فرواه زرارة وهشام بن سالم عن الصادق (عليه السلام)
وعقد الكليني له بابا وروى عن زرارة كون ذلك غصبا، وروى عن هشام قال: قال
الصادق (عليه السلام): لما خطب عمر قال له أمير المؤمنين (عليه السلام): إنها صبية، فلقي عمر

(1) الفقيه: 4 / 98.
(2) إرشاد المفيد: 186.
(3) نسب قريش: 44.
(4) تاريخ الطبري: 5 / 155.
(5) رسائل المرتضى: المجموعة الأولى: 290.
216

العباس فقال له: مالي أبي بأس؟ أما والله! لأعورن زمزم ولا أدع لكم مكرمة إلا
هدمتها، ولأقيمن عليه شاهدين بأنه سرق، ولأقطعن يمينه، فأتاه العباس وسأله أن
يجعل الأمر إليه فجعله إليه (1).
وفي نسب قريش مصعب الزبيري: ماتت أم كلثوم وابنها زيد بن عمر، فالتقت
عليهما الصائحتان فلم يدر أيهما مات قبل، فلم يتوارثا (2). وروى مثله الشيخ (3).
وقالوا: كان لها منه بنت مسماة ب‍ " رقية " أيضا.
وزاد البلاذري بنتا أخرى مسماة ب‍ " فاطمة " (4) ولم أر غيره قال ذلك.
هذا، وفي معارف ابن قتيبة: تزوجها بعد عمر " محمد بن جعفر " فمات عنها،
ثم تزوجها " عون بن جعفر " فماتت عنده (5).
وفي نسب قريش مصعب الزبيري: تزوجها بعد عمر " عون بن جعفر " فمات
عنها، وتزوجها " عبد الله بن جعفر " فمات عنها (6).
[51]
أم كلثوم بنت النبي (صلى الله عليه وآله)
قال: يمكن استفادة جلالها من دعاء شهر رمضان: اللهم صل على أم كلثوم
بنت نبيك، والعن من آذى نبيك فيها.
وفي قرب الإسناد عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن الصادق (عليه السلام)
تزوج عثمان أم كلثوم ولم يدخل بها حتى هلكت، وزوجه رقية مكانها (7).
أقول: أما الدعاء فذكره الشيخان في المقنعة (8) والتهذيب (9) عقيب تسبيح شهر
رمضان، ونسبه الأول إلى مجيء الآثار به، لكن ليس في نسخته الفقرة، نعم هي

(1) الكافي: 5 / 346.
(2) نسب قريش: 353.
(3) التهذيب: 9 / 362.
(4) أنساب الأشراف: 1 / 428.
(5) معارف ابن قتيبة: 122.
(6) نسب قريش: 25.
(7) قرب الإسناد: 7.
(8) المقنعة: 329 - 332.
(9) التهذيب: 3 / 120.
217

في الثاني.
وأما خبر قرب الإسناد فقريب منه خبر الخصال (1) لكن الظاهر كون قوله:
" وزوجه رقية مكانها " محرف " وزوجه مكان رقية " لاتفاق السير على تزوج
عثمان برقية أولا وأم كلثوم أخيرا.
ففي نسب قريش الزبيري: كانت رقية عند عتبة بن أبي لهب وأم كلثوم عند
عتيبة بن أبي لهب، فلما نزلت: (تبت يدا أبي لهب) أمرهما أبوهما وأمهما
ففارقاهما، فتزوج عثمان رقية بمكة وهاجرت معه إلى الحبشة فولدت له
" عبد الله " وقدمت المدينة معه، وتخلف عن بدر عليها بأمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وكانت
مريضة فهلكت عنه، فزوجه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أم كلثوم فهلكت عنده (2).
هذا، وفي أنساب البلاذري: كان معاوية بن المغيرة بن أبي العاص - الذي
جدع أنف حمزة ومثل به في من مثل - قد انهزم يوم أحد فمضى على وجهه فبات
قريبا من المدينة، فلما أصبح دخل المدينة فأتى منزل عثمان فضرب بابه، فقالت
له امرأته أم كلثوم بنت النبي (صلى الله عليه وآله): ليس هو هاهنا، فقال: إبعثي إليه (إلى أن قال)
فأدخله عثمان داره وصيره في ناحية منها، ثم خرج إلى النبي (صلى الله عليه وآله) ليأخذ له منه
أمانا، فسمع أن النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: " إن معاوية بالمدينة وقد أصبح بها فاطلبوه " فقال
بعضهم: ما كان ليعدو منزل عثمان فاطلبوه فيه، فدخلوا منزل عثمان فأشارت أم
كلثوم إلى الموضع الذي صيره عثمان فيه، فاستخرجوه من تحت حمارة لهم
فانطلقوا به إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال عثمان حين رآه: ما جئت إلا لأطلب له الأمان
منك فهبه لي، فأجله ثلاثا وأقسم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): لئن وجدها بعدها بشيء من أرض
المدينة وما حولها ليقتلن، فخرج عثمان فجهزه واشترى له بعيرا، ثم قال له:
ارتحل، فلما كان في اليوم الرابع قال النبي (صلى الله عليه وآله): إن معاوية أصبح قريبا فاطلبوه
واقتلوه، فأصابوه قد أخطأ الطريق (إلى أن قال) بعد ذكره قتل عمار وزيد له،

(1) الخصال: 404.
(2) نسب قريش: 22.
218

ويقال: قتله علي (عليه السلام) (1).
وروى نوادر جنائز الكافي خبرا طويلا وفيه: إن الفاسق آوى عمه المغيرة،
فقال لابنة النبي (صلى الله عليه وآله): لا تخبرن أباك بمكانه - كأنه لا يوقن أن الوحي يأتي محمدا
- فقالت: ما كنت لأكتم النبي (صلى الله عليه وآله) عدوه، فجعله بين مشجب له ولحفه بقطيفة، فأتى
النبي (صلى الله عليه وآله) الوحي فأخبره بمكانه، فبعث إليه عليا (عليه السلام) وقال: اشتمل على سيفك
وائت بيت ابنة عمك (إلى أن قال) قال النبي (صلى الله عليه وآله) لعثمان: إن قدرت عليه بعد ثالثة
قتلته، فلما أدبر عثمان قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " اللهم العن المغيرة بن أبي العاص والعن
من يؤويه والعن من يحمله والعن من يطعمه والعن من يسقيه والعن من يجهزه
والعن من يعطيه سقاء أو حذاء أو رشاء أو وعاء " فانطلق به عثمان فآواه
وأطعمه وسقاه وحمله وجهزه حتى فعل جميع ما لعن عليه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من يفعله
به (إلى أن قال) فدعا النبي (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام) فقال: خذ سيفك وانطلق أنت وعمار
وثالث لهم فائت المغيرة تحت سمرة كذا وكذا، فأتاه علي (عليه السلام) فقتله، فضرب
عثمان بنت النبي (صلى الله عليه وآله) وقال: أنت أخبرت أباك بمكانه، فبعثت إلى النبي (صلى الله عليه وآله)
تشكو ما لقيت (إلى أن قال) فلما كان في الرابعة دعا عليا (عليه السلام) وقال: خذ سيفك ثم
ائت بنت ابن عمك، فان حال بينك وبينها أحد فاحطمه بالسيف، وأقبل النبي (صلى الله عليه وآله)
كالواله من منزله إلى دار عثمان فأخرج علي (عليه السلام) ابنة النبي (صلى الله عليه وآله) فلما نظرت إليه
رفعت صوتها بالبكاء واستعبر النبي (صلى الله عليه وآله) وبكى ثم أدخلها منزله وكشفت عن
ظهرها، فلما رأى ما بظهرها قال - ثلاث مرات - " ماله قتلك، قتله الله " وكان ذلك
يوم الأحد، وبات عثمان ملتحفا بجاريتها فمكثت الاثنين والثلاثاء وماتت في
اليوم الرابع، فلما حضر أن يخرج بها أمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فاطمة (عليها السلام) فخرجت ونساء
المؤمنين معها وخرج عثمان يشيع جنازتها، فلما نظر إليه النبي (صلى الله عليه وآله) قال: من
أطاف البارحة بأهله أو بفتاته فلا يتبعن جنازتها - قال ذلك ثلاثا - فلم ينصرف،

(1) أنساب الأشراف: 1 / 337.
219

فلما كان في الرابعة قال: لينصرفن أو لأسمين باسمه، فأقبل عثمان متوكئا على
مولى له، فقال: إني أشتكي بطني، قال: انصرف، وخرجت فاطمة ونساء المؤمنين
والمهاجرين فصلين على الجنازة (1).
[52]
أم ليلى زوجة الحسين (عليه السلام)
قال: هي أم علي الأكبر.
أقول: هو عنوان غلط، فأمه " ليلى " لا: أم ليلى.
[53]
أم مبشر
عدها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله) وجعلها أبو عمر وابن مندة
وأبو نعيم تارة " أم مبشر " وأخرى " أم بشر " ثم عرفوا " أم مبشر " تارة ببنت
" البراء بن معرور " وأخرى بامرأة " زيد بن حارثة " والمفهوم من أحمد بن حنبل
اتحادهما (2).
[54]
أم محمد بنت محمد بن جعفر
مرت في جدتها لأبيها أسماء بنت عميس.
[55]
أم محمد زوجة الكاظم (عليه السلام)
قال: مر في " العباس بن موسى الكاظم (عليه السلام) " خبر فيه: وأبرزوا وجه أم محمد
في مجلس القاضي وادعوا أنها ليست إياها حتى كشفوا عنها وعرفوها، فقالت عند
ذلك: قد قال والله سيدي: " إنك ستؤخذين جبرا وتخرجين إلى المجالس " فزجرها
إسحاق بن جعفر فقال: اسكتي فإن النساء إلى ضعف، ما أظنه قال من هذا شيئا.

(1) الكافي: 3 / 251.
(2) مسند أحمد بن حنبل: 6 / 362.
220

أقول: هذا عنوان غلط، إنما في ذاك الخبر " أم أحمد " لا: أم محمد.
ثم من أين أنها زوجته (عليه السلام) بل الظاهر كونها أم ولده، فقالوا في ولده (عليه السلام): إنهم
لأمهات أولاد. والخبر الذي ذكر رواه الكافي في النص على الرضا (عليه السلام) (1).
[56]
أم مسطح بن أثاثة
في شرح النهج قال الجوهري: أخبرنا أبو زيد عن غسان بن عبد الحميد قال:
لما أكثر في تخلف علي (عليه السلام) عن البيعة واشتد أبو بكر وعمر في ذلك خرجت أم
مسطح بن أثاثة فوقفت عند قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ونادته: يا رسول الله!
قد كان بعدك أنباء وهنبثة * لو كنت شاهدها لم يكثر الخطب
إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * واحتل قومك فاشهدهم ولا تغب... الخ (2)
وابنها مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب بن عبد مناف، وكان في بدر بينه
وبين بني الحارث بن المطلب بعير.
[57]
أم المقدام الثقفية
روى المشيخة عنها عن جويرية بن مسهر خبر رد الشمس على
أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كما روى عن أسماء بنت عميس خبر ردها في
حياة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (3).
[58]
أم الندى
عدها البرقي في أصحاب الصادق (عليه السلام).

(1) الكافي: 1 / 318.
(2) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 6 / 43.
(3) الفقيه: 4 / 439، 438.
221

ومر في " أم غانم " عن ابن عياش: أم الندى حبابة الوالبية.
[59]
أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث، الأنصاري
روى الحلية أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أمرها أن تؤم أهل دارها، حتى عدا عليها غلام
وجارية دبرتهما فقتلاها في إمارة عمر، وأن النبي كان يزورها ويسميها:
الشهيدة (1).
[60]
أم ولد لجعفر بن أبي طالب
قال: عدها الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
أقول: لعله مصحف " أم ولد لولد جعفر " فلم يذكر أحد ولدا لجعفر من غير
" أسماء بنت عميس " أولا، وجعفر قتل بمؤتة سنة ثمان، فكيف تكون أم ولدها - لو
فرض وجودها - من أصحاب الصادق (عليه السلام) ثانيا؟
هذا، والوسيط خلط " أم سعيد الأحمسية " التي عدها الشيخ في رجاله أيضا
في أصحاب الصادق (عليه السلام) قبل هذه بهذه فجعلهما عنوانا واحدا. ولا ريب في
خلطه، فعد البرقي " أم سعيد " في أصحاب الصادق (عليه السلام) بدون زيادة هذا العنوان.
[61]
أم وهب
في الطبري قال أبو مخنف: حدثني أبو جناب قال: كان منا رجل يدعى
" عبد الله بن عمير " من بني عليم، كان قد نزل الكوفة واتخذ عند بئر الجعد من
همدان دارا، وكانت معه امرأة له من النمر بن قاسط يقال لها: " أم وهب بنت عبد "
فرأى القوم بالنخيلة يعرضون ليسرحوا إلى الحسين (عليه السلام) فسأل عنهم، فقيل له:
يسرحون إلى حسين بن فاطمة بنت النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: والله! لو كنت على جهاد أهل

(1) حلية الأولياء: 2 / 63.
222

الشرك حريصا وأني لأرجو ألا يكون جهاد هؤلاء الذين يغزون ابن بنت نبيهم
أيسر ثوابا عند الله من ثوابه إياي في جهاد المشركين، فدخل إلى امرأته فأخبرها
بما سمع وأعلمها بما يريد، فقالت: أصبت أصاب الله بك أرشد أمورك، افعل
وأخرجني معك، فخرج بها ليلا حتى أتى حسينا فأقام معه، فلما دنا منه عمر بن
سعد ورمى بسهم ارتمى الناس، فلما ارتموا خرج يسار مولى زياد وسالم مولى
عبيد الله (إلى أن قال) وأقبل الكلبي وقد قتلهما وهو يقول:
إن تنكروني فأنا ابن كلب * حسبي ببيتي في عليم حسبي
إني امرؤ ذو مرة وعصب * ولست بالخوار عند النكب
إني زعيم لك أم وهب * بالطعن فيهم مقدما والضرب
ضرب غلام مؤمن بالرب
فأخذت أم وهب امرأته عمودا، ثم أقبلت نحو زوجها تقول له: فداك أبي
وأمي! قاتل دون الطيبين ذرية محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فأقبل إليها يردها نحو النساء،
فأخذت تجاذب ثوبه وقالت: إني لن أدعك دون أن أموت معك، فناداها حسين:
جزيتم من أهل بيت خيرا إرجعي رحمك الله إلى النساء فاجلسي معهن فإنه ليس
على النساء قتال فانصرفت - إلى أن قال بعد ذكر قتل الكلبي في الميسرة -:
وخرجت امرأة الكلبي تمشي إلى زوجها حتى جلست عند رأسه تمسح عنه
التراب وتقول: هنيئا لك الجنة، فقال شمر لغلام له يسمى " رستم ": اضرب رأسها
بالعمود، فضرب رأسها فشدخه فماتت مكانها (1).
[62]
أم هانئ
روت عن الباقر (عليه السلام) - كما في غيبة حجة الكافي - في خبرين تفسير:
(بالخنس الجوار الكنس) بغيبة الحجة (عليه السلام) في سنة 260 (2).

(1) تاريخ الطبري: 5 / 429، 438.
(2) الكافي: 1 / 341.
223

[63]
أم هانئ بنت أبي طالب
قال: عدها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله) قائلا: واسمها فاختة.
وفي خبر الأعمش، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: ألا أدلكم على خير الناس عما
وعمة؟ قالوا: بلى، قال الحسن والحسين (إلى أن قال) وعمتهما في الجنة.
وروى الكافي أن النبي (صلى الله عليه وآله) خطبها فقالت: إني مصابة في حجري أيتام ولا
يصلح لك إلا امرأة فارغة، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): ما ركب الإبل مثل نساء قريش أحنى
على ولد ولا أرعى على زوج (1).
أقول: ما قاله الشيخ في رجاله من أن اسمها " فاختة " أحد الأقوال، وقيل:
" هند " لقول زوجها هبيرة المخزومي حين هرب عام الفتح إلى نجران، وبلغه
إسلام أم هانئ:
أشاقتك هند أم أتاك سؤالها * كذاك النوى أسبابها وانفتالها
وروى أنساب البلاذري عنها قالت: قالت فاطمة (عليها السلام) لأبي بكر: من يرثك إذا
مت؟ فقال: ولدي وأهلي، قالت: فما بالك ورثت النبي (صلى الله عليه وآله) دوننا؟ فقال: ما ورثت
أباك ذهبا ولا فضة، فقالت: سهمه بخيبر وصدقته بفدك، فقال: سمعت النبي يقول:
إنما هي طعمة أطعمنيها الله حياتي، فإذا مت فهي بين المسلمين (2).
وأقول: يكذبه الله تعالى في ما نسب إلى رسوله (صلى الله عليه وآله) في قوله: (وما أفاء الله
على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله
على من يشاء والله على كل شئ قدير ما أفاء الله على رسوله من القرى فلله
وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كيلا يكون دولة بين
الأغنياء منكم).
وروى الجزري في أبي صالح مولى أم هانئ عنه قال: دخلت أم هانئ على

(1) الكافي: 5 / 327.
(2) أنساب الأشراف: 1 / 519.
224

النبي (صلى الله عليه وآله) فقالت: يا ابن عم، كبرت وثقلت وضعف عملي فهل لي من مخرج؟
فقال: أبشري أبواب الخير كثير، الحمد لله مائة مرة يكون عدل مائة رقبة... الخبر.
[64]
أم الهثيم
(النخعية بنت الأسود)
في مقاتل أبي الفرج قال أبو مخنف: قالت أم الهيثم ترثي أمير المؤمنين (عليه السلام):
ألا يا عين ويحك فاسعدينا * ألا تبكي أمير المؤمنينا
رزينا خير من ركب المطايا * وحبسها ومن ركب السفينا
ومن لبس النعال ومن حذاها * ومن قرأ المثاني والمئينا
وكنا قبل مقتله بخير * نرى مولى رسول الله فينا
يقيم الدين لا يرتاب فيه * ويقضي بالفرائض مستبينا
وليس بكاتم علما لديه * ولم يخلق من المتحيرينا
لعمر أبي لقد أصحاب مصر * على طول الصحابة أوجعونا
وغرونا بأنهم عكوف * وليس كذلك فعل العاكفينا
أفي شهر الصيام فجعتمونا * بخير الناس طرا أجمعينا
ومن بعد النبي فخير نفس * أبو حسن وخير الصالحينا
كأن الناس إذ فقدوا عليا * نعام جال في بلد سنينا
ولو أنا سئلنا المال فيه * بذلنا المال فيه والبنينا
فلا تشمت معاوية بن حرب! * فإن بقية الخلفاء فينا
وأجمعنا الإمارة عن تراض * إلى ابن نبينا وإلى ابن أخينا
فلا نعطي زمام الأمر فينا * سواه الدهر آخر ما بقينا (1)
واستوهبت جيفة ابن ملجم من الحسن (عليه السلام) فوهبها لها فأحرقتها بالنار.

(1) مقاتل الطالبيين: 27.
225

[65]
امرأة أبي ذر
روى سنن أبي داود أن المشركين أغاروا على سرح المدينة فذهبوا بالعضباء
- ناقة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - وأسروا امرأة فنوموا ليلة، فقامت المرأة فجعلت لا تضع يدها
على بعير إلا رغا، حتى أتت على العضباء فأتت على ناقة ذلول فركبتها، ثم جعلت
لله عليها إن نجاها الله لتنحرنها، فلما قدمت المدينة عرفت ناقة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخبر
بها وأخبر بنذر المرأة، فقال: " بئس ما جزتها أن الله أنجاها عليها لا وفاء لنذر في
معصية الله ولا في ما لا يملك ابن آدم " قال أبو داود والمرأة امرأة أبي ذر (1).
[66]
أميمة
جارية عبد الله بن أبي
روى ابن مندة عن جابر أن أميمة ومسيكة جاريتا عبد الله بن أبي بن سلول
شكتاه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فنزلت: (ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء).
[67]
امرأة الهيثم بن الأسود
في شرح النهج: كان الهيثم بن الأسود عثمانيا، وكانت امرأته علوية الرأي
تكتب بأخبار معاوية في أعنة الخيل وتدفعها إلى عسكر علي (عليه السلام) بصفين
فيدفعونها إليه (2).
[68]
بريرة
روى ولاء عتق الفقيه جري ثلاث سنن فيها: بطلان شرط ولاء من باعها له
لكون الولاء للمعتق، وتخيرها بعد انعتاقها في زوجها، وكون لحم أعطيت صدقة

(1) سنن أبي داود: 3 / 239 - 240.
(2) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 4 / 92.
226

فجاءت به إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هدية لا صدقة، كما توهمته عائشة (1).
[69]
بكارة الهلالية
روى بلاغات نساء أحمد بن أبي طاهر أن بكارة الهلالية دخلت على معاوية
بعد أن كبرت وعنده مروان وعمرو بن العاص وسعيد بن أبي العاص، فقال مروان
لمعاوية: أما تعرف هذه؟ قال: ومن هي؟ قال: هي التي كانت تعين علينا يوم صفين
وهي القائلة:
يا زيد دونك فاستثر من دارنا * سيفا حساما في التراب دفينا
قد كان مذخورا لكل عظيمة * فاليوم أبرزه الزمان مصونا
فقال عمرو بن العاص: وهي القائلة:
أترى ابن هند للخلافة مالكا * هيهات ذاك! وما أراد بعيد
(إلى أن قال) فقال سعيد بن أبي العاص: وهي القائلة:
قد كنت آمل أن أموت ولا أرى * فوق المنابر من أمية خاطبا
فالله أخر مدتي فتطاولت * حتى رأيت من الزمان عجائبا
في كل يوم لا يزال خطيبهم * وسط الجموع لآل أحمد عائبا
فقالت بكارة: نبحتني كلابك واعتورتني، فقصر محجني وعشى بصري وأنا
والله قائلة ما قالوا لا أدفع ذلك بتكذيب، فامض لشأنك فلا خير في العيش بعد
أمير المؤمنين (عليه السلام). وفي خبر قالت: " فأنا قائلة ما قالوا وما خفي عليك أكثر "
فضحك معاوية... الخ (2).
[70]
بنت حليمة السعدية
ظئر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
واسمها " حرة " عن الروضة 3 والفضائل روى عن جماعة ثقات: أنه لما

(1) الفقيه: 3 / 134. (2) بلاغات النساء: 34. (3) لم نقف عليه في الروضة.
227

وردت بنت حليمة السعدية على الحجاج قال لها: أنت حرة بنت حليمة؟ قالت:
فراسة من غير مؤمن، فقال لها: جاء الله بك، فقد قيل عنك: أنك تفضلين عليا على
أبي بكر وعمر وعثمان، فقالت: لقد كذب الذي قال إني أفضله على هؤلاء خاصة،
قال: وعلى من؟ قالت: على آدم ونوح ولوط وإبراهيم وداود وسليمان وعيسى،
فقال لها: ويلك! تفضلينه على الصحابة وعلى سبعة من الأنبياء، ومن أولي العزم
من الرسل؟ إن لم تأتيني ببيان ما قلت ضربت عنقك، فقالت: ما أنا مفضلته على
هؤلاء الأنبياء، ولكنه تعالى فضله عليهم في القرآن بقوله تعالى في آدم: (فعصى
آدم ربه فغوى) وقال في حق علي (عليه السلام) (وكان سعيه مشكورا).
فقال: أحسنت، فبم تفضلينه على نوح ولوط؟ فقالت: فضله تعالى عليهما
بقوله: (ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من
عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع
الداخلين) وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) كان ملاكه تحت سدرة المنتهى، وزوجته بنت
محمد " فاطمة الزهراء " التي يرضى الله لرضاها ويسخط لسخطها.
فقال الحجاج: أحسنت، فبم تفضلينه على أبي الأنبياء إبراهيم خليل الله؟
فقالت: الله عز وجل فضله عليه بقوله: (وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيى
الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي) وقال علي (عليه السلام) قولا لا
يختلف فيه أحد من المسلمين: " لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا " وهذه كلمة ما
قالها أحد قبله ولا بعده.
قال: أحسنت، فبم تفضلينه على موسى كليم الله؟ قالت: بقول الله عز وجل:
(فخرج منها خائفا يترقب) وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) بات على فراش النبي (صلى الله عليه وآله)
لم يخف حتى أنزل تعالى في حقه: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء
مرضاة الله).
قال: أحسنت، فبم تفضلينه على داود؟ قالت: الله فضله عليه بقوله: (يا داود
إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك
228

عن سبيل الله) قال: في أي شئ كانت حكومته؟ قالت: في رجل كان له كرم
وآخر له غنم، فوقعت الغنم في الكرم فرعته فاحتكما إلى داود (عليه السلام) فقال: تباع
الغنم وينفق ثمنها على الكرم حتى يعود إلى ما كان عليه، فقال له ولده: لا يا أبه، بل
يؤخذ من لبنها وصوفها، قال تعالى: (ففهمناها سليمان) وأن عليا (عليه السلام) قال:
" سلوني عما فوق العرش سلوني عما تحت العرش، سلوني قبل أن تفقدوني " وأن
عليا (عليه السلام) دخل على النبي (صلى الله عليه وآله) يوم فتح خيبر، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): أفضلكم وأعلمكم
وأقضاكم علي.
فقال لها: أحسنت، فبم تفضلينه على سليمان؟ فقالت: الله تعالى فضله عليه
بقوله حكاية عن سليمان: (رب هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي)
وعلي (عليه السلام) قال: " طلقتك يا دنيا ثلاثا لا حاجة لي فيك " فعند ذلك أنزل تعالى فيه:
(تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا).
فقال: أحسنت، فبم تفضلينه على عيسى؟ قالت: هو تعالى فضله بقوله: (إذ
قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال
سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في
نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ما قلت لهم إلا ما أمرتني به...
الآية) فأخر الحكومة إلى يوم القيامة، وعلي (عليه السلام) لما ادعى النصيرية فيه ما ادعوا
لم يؤخر حكومتهم وأحرقهم، قال: أحسنت، خرجت من جوابك ولولا ذا لكان
ذاك (1).
[71]
ثويبة مولاة أبي لهب
في البلاذري: أرضعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل أن تأخذه حليمة، وأرضعت قبله

(1) الفضائل لابن شاذان: 136.
229

حمزة وبعده أبا سلمة، ولذا لما عرض عليه ابنة حمزة وابنة أبي سلمة قال: لا
تحلان لي، وكانت تأتي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيكرمها هو وخديجة، وأعتقها أبو لهب بعد
الهجرة فكان (صلى الله عليه وآله) يبعث إليها بالصلة (1).
وقال أبو نعيم: لم يذكر إسلامها غير ابن مندة.
[72]
جذامة
تأتي في حزامة.
[73]
جرداء بنت سمير
مرت في زوجها هرثمة بن سليم.
[74]
جروة بنت غالب
التميمي
روى بلاغات البغدادي أن معاوية سألها عن بطون تميم وقيس وعن قريش
(إلى أن قال لها) فما قولك في علي؟ قالت: حاز والله الشرف حدا لا يوصف
وغاية لا تعرف، وبالله أسألك اعفائي عما أتخوف... الخ (2).
[75]
جويرية بنت الحارث
روى سنن أبي داود عن عائشة أن جويرية من سبي بني المصطلق وقعت في
سهم ثابت بن قيس أو ابن عم له، فكاتبت على نفسها وكانت امرأة ملاحة تأخذها
العين، فجاءت تسأل النبي (صلى الله عليه وآله) في كتابتها، فلما رأيتها على الباب كرهت مكانها

(1) أنساب الأشراف: 1 / 94 - 96.
(2) بلاغات النساء: 73 - 75.
230

وعرفت أن النبي (صلى الله عليه وآله) سيرى منها مثل الذي رأيت فقصت قصتها على النبي (صلى الله عليه وآله)
وسألته معاونتها، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) لها: فهل لك إلى ما هو خير منه؟ قالت: وما هو؟ قال:
أؤدي عنك كتابك وأتزوجك، قالت: قد فعلت فتسامع الناس أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد
تزوج جويرية فأرسلوا ما في أيديهم من السبي فأعتقوهم، وقالوا: أصهار
النبي (صلى الله عليه وآله) فما رأينا امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها أعتق في سببها مائة
أهل بيت من بني المصطلق (1).
[76]
حبابة الوالبية
قال: عدها الشيخ في رجاله في أصحاب الحسن (عليه السلام).
وروى الكافي في باب " ما يفصل بين المحق والمبطل " عن حبابة الوالبية
قالت: رأيت أمير المؤمنين (عليه السلام) في شرطة الخميس ومعه درة يضرب بها بياع
الجري والمارماهي والزمار ويقول لهم: يا بياعي مسوخ بني إسرائيل وجند بني
مروان، فقام إليه فرات بن أحنف فقال: وما جند بني مروان؟ فقال (عليه السلام): " أقوام
حلقوا اللحى وفتلوا الشوارب فمسخوا " فلم أر ناطقا أحسن نطقا منه، ثم اتبعته
فلم أزل أقفو أثره حتى قعد في رحبة المسجد، فقلت: ما دلالة الإمامة؟ فقال: ائتني
بتلك الحصاة - وأشار بيده إلى حصاة - فأتيته بها فطبع لي فيها بخاتمه، ثم قال: " يا
حبابة إذا ادعى مدع الإمامة فقدر أن يطبع كما رأيت فاعلمي أنه إمام مفترض
الطاعة والإمام لا يعزب عنه شئ يريده " ثم انصرفت حتى قبض
أمير المؤمنين (عليه السلام) فجئت إلى الحسن (عليه السلام) وهو في مجلس أبيه والناس يسألونه،
فقال هاتي ما معك، فأعطيته إياها فطبع فيها كما طبع أمير المؤمنين (عليه السلام) ثم أتيت
الحسين (عليه السلام) وهو في مسجد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقرب ورحب فناولته الحصاة فطبع لي
فيها، ثم أتيت علي بن الحسين (عليهما السلام) وقد بلغ بي الكبر إلى أن أرعشت وأنا أعد

(1) سنن أبي داود: 4 / 22.
231

يومئذ مائة وثلاث عشرة سنة فرأيته راكعا وساجدا فيأست من الدلالة فأومأ إلي
بالسبابة، فعاد إلي شبابي، فأعطيته الحصاة فطبع لي فيها ثم أتيت أبا جعفر (عليه السلام)
فطبع لي فيها، ثم أتيت أبا عبد الله (عليه السلام) فطبع لي فيها، ثم أتيت أبا الحسن
موسى (عليه السلام) فطبع لي فيها، ثم أتيت الرضا (عليه السلام) فطبع لي فيها، قال: وعاشت بعد ذلك
تسعة أشهر على ما ذكر محمد بن هشام (1).
وروى الكشي عن العياشي، عن جعفر بن أحمد، عن العمركي، عن الحسن بن
فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن عنبسة بن مصعب وعلي بن المغيرة، عن عمران
ابن ميثم قال: دخلت أنا وعباية الأسدي على امرأة من بني أسد يقال لها: " حبابة
الوالبية " فقال لها عباية: تدرين من هذا الشاب الذي هو معي؟ قالت: لا، قال: مه!
ابن أخيك ميثم، قالت: ابن أخي والله حقا ألا أحدثكم بحديث سمعته من أبي
عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام)؟ قلنا: بلى، قالت: سمعته يقول: " نحن وشيعتنا على
الفطرة التي بعث الله عليها محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) وسائر الناس منها برءاء " وكانت قد
أدركت أمير المؤمنين (عليه السلام) وعاشت إلى زمن الرضا (عليه السلام) على ما بلغني.
وعن حمدويه، عن محمد بن عيسى، عن ابن أبي نجران، عن إسحاق بن
سويد الفراء، عن إسحاق بن عمار، عن صالح بن ميثم، قال: دخلت أنا وعباية
الأسدي على " حبابة الوالبية " فقال: هذا ابن أخيك ميثم، قالت: ابن أخي والله
حقا، ألا أحدثكم بحديث عن الحسين بن علي (عليهما السلام)؟ فقلت: بلى، قالت: دخلت
عليه وسلمت فرد السلام ورحب، ثم قال: ما أبطأك عن زيارتنا والتسليم علينا يا
حبابة؟ قلت: ما أبطأني عنك إلا علة عرضت، قال: وما هي؟ قالت: فكشفت
خماري عن برص، فوضع يده على البرص ودعا فلم يزل يدعو حتى رفع يده
وقد كشف الله ذلك البرص، ثم قال: يا حبابة! إنه ليس أحد على ملة إبراهيم (عليه السلام)
في هذه الأمة غيرنا وغير شيعتنا ومن سواهم برءاء (2).

(1) الكافي: 1 / 346.
(2) الكشي: 114.
232

أقول: وفي الغيبة في عنوان " معجزات الرضا ": وقصته (عليه السلام) مع حبابة الوالبية
في الحصاة التي طبع فيها أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال لها: من طبع فيها فهو
إمام، وبقيت إلى أيام الرضا (عليه السلام) فطبع لها وقد شهدت من تقدم من آبائه (عليهم السلام)
وطبعوا لها - وهو (عليه السلام) آخر من لقيتهم وماتت بعد لقائها إياه وكفنها في قميصه (1) -
مشهور معروف (2).
والظاهر أن الأصل في ما في آخر خبر الكشي الأول " وكانت قد أدركت
أمير المؤمنين (عليه السلام) وعاشت إلى زمن الرضا (عليه السلام) على ما بلغني " قال الكشي:
وكانت أدركت أمير المؤمنين (عليه السلام)... الخ (3).
كما أن الأصل في ما في آخر خبره الثاني: " حتى رفع يده وقد كشف الله ذلك
البرص " " ولم يرفع يده حتى كشف الله ذلك البرص " كما لا يخفى.
كما أن الظاهر أن الأصل في الراوي واحد " عمران بن ميثم " أو " صالح بن
ميثم " وقد وقع الأول في الأول والثاني في الثاني وأحدهما تحريف.
ومر في " أم غانم " قول ابن عياش: أم غانم صاحبة الحصاة غير أم الندى
حبابة بنت جعفر الوالبية.
وعد الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين (عليهما السلام) " أم البراء " قائلا:
" وقيل: هي حبابة الوالبية " وعدها في أصحاب الباقر (عليه السلام) ولم يعدها في أصحاب
الحسن (عليه السلام) كما قال، بل عد بنتها " فاطمة " وكذلك في أصحاب الحسين (عليه السلام) لكن
نقل عن نسخة عدها. ووردت في أواخر الفقيه (4) أيضا.
[77]
حبيبة بنت جحش
في نسب قريش مصعب الزبيري: وهي المستحاضة، وكانت عند عبد الرحمن
ابن عوف. 5

(1) غيبة الشيخ الطوسي: 50.
(2) كذا، والمناسب: مشهورة معروفة.
(3) الكشي: 115. (4) الفقيه: 4 / 415. (5) نسب قريش: 19.
233

وفي الاستيعاب: " حبيبة بنت جحش " قاله قوم وزعموا أنها تكنى " أم
حبيب " والأشهر أنها أم حبيبة.
ومرت بعنوان " أم حبيبة " والأظهر ما هنا من كونها مسماة ب‍ " حبيبة " مكناة
ب‍ " أم حبيب " كما قاله قوم، الزبيري وغيره، فبه يجمع بين الأقوال، وإنما استند من
قال بما مال إليه أبو عمر إلى أخبار وردت بلفظ التكنية، إلا أن في بعض تلك
الأخبار " أم حبيبة أو أم حبيب " وفي بعضها " أم حبيبة " وفي بعضها " أم حبيب "
والأخير لا ينافي اسم " حبيبة " فيتعين، لكونه جمعا بين الأقوال.
وكون " أم حبيبة " من تصحيف النساخ لأم حبيب توهما من أم حبيبة بنت
أبي سفيان في غاية القرب.
وفي خبر عن الزهري، عن أم حبيب بنت جحش ختنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
وتحت عبد الرحمن بن عوف استحيضت سبع سنين، فاستفتت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
... الخبر (1).
لكن الإنصاف كون الأصل " أم حبيبة " لكونه لفظ الأخبار في الصحاح الثلاثة
لمسلم (2) والبخاري (3) وأبي داود (4) ولا يبعد سقوط " أم " من نسخة كتاب الزبيري.
[78]
حبى أخت ميسر
قال: روى الكشي عن أبي محمد الدمشقي، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن علي بن عقبة، عن ميسر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أقامت " حبى " أخت ميسر
بمكة ثلاثين سنة أو أكثر حتى ذهب أهل بيتها وفنوا أجمعين إلا قليلا، فقال ميسر
لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك! إن أختي " حبى " قد أقامت بمكة حتى ذهب
أهلها، وقرابتها تحزن عليها وقد بقي منهم بقية يخافون أن يذهبوا كما ذهب من

(1) أسد الغابة: 5 / 572.
(2) صحيح مسلم: 1 / 263.
(3) صحيح البخاري: 1 / 89.
(4) سنن أبي داود: 1 / 72.
234

مضى ولا يرونها، فلو قلت لها فإنها تقبل منك، قال: يا ميسر دعها فإنه ما يدفع
عنكم إلا بدعائها، قال: فألح على أبي عبد الله (عليه السلام) قال لها: يا حبى! ما يمنعك من
مصلى علي (عليه السلام) الذي كان يصلي فيه علي (عليه السلام) فانصرفت (1).
أقول: الظاهر زيادة قوله: " عن ميسر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) " في السند كما
لا يخفى.
[79]
حزامة بنت وهب
قال: عدها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله) وفي نسخة: خدامة.
أقول: النسختان محرفتان، والصواب " جذامة " بالجيم والذال، كما عنونها ابن
مندة وأبو نعيم وأبو عمر، والجزري، وإن قال ابن حجر: قال الدارقطني: من قالها
بالذال المعجمة صحف.
وقالوا: إنها من أسد خزيمة، أسلمت بمكة وهاجرت مع قومها إلى المدينة،
وروت أن النبي (صلى الله عليه وآله) سئل عن العزل، فقال: ذلك الوأد الخفي (2).
[80]
حفصة بنت عمر
عدها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله).
وروى المفيد في جمله أن أمير المؤمنين (عليه السلام) لما نزل بذي قار في توجهه إلى
البصرة كتبت عائشة إلى حفصة: أما بعد، فإنا نزلنا البصرة ونزل علي بذي قار، والله
داق عنقه كدق البيضة على الصفا، أنه بمنزلة الأشقر إن تقدم نحر وإن تأخر عقر،
فاستبشرت حفصة بالكتاب، ودعت صبيان بني تيم وبني عدي، وأعطت جواريها
دفوفا وأمرتهن أن يضربن بالدفوف ويقلن: " الخبر ما الخبر، علي بذي قار
كالأشقر إن تقدم نحر وإن تأخر عقر " فذهبت إليها أم كلثوم وقالت: إن تظاهرت

(1) الكشي: 417.
(2) أسد الغابة: 5 / 415.
235

أنت وأختك على أمير المؤمنين (عليه السلام) فقد تظاهرتما على أخيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من
قبل فأنزل الله فيكما ما أنزل (1).
ويأتي في " عائشة " نزول قوله تعالى: (ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة
نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما
من الله شيئا وقيلا أدخلا النار مع الداخلين) باعتراف عمر في عائشة وحفصة.
وفي الكشاف: والتعريض لحفصة في الآية أرجح، لأن امرأة لوط أفشت كما
أفشت حفصة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (2).
وفي الكشاف - أيضا - في قوله تعالى: (لم تحرم ما أحل الله لك (إلى قوله
تعالى) وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف
بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم
الخبير): روي أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خلا بمارية في يوم عائشة وعلمت بذلك حفصة
فقال لها: " اكتمي علي وقد حرمت مارية على نفسي، وأبشرك أن أبا بكر وعمر
يملكان أمر أمتي " فأخبرت به عائشة وكانتا متصادقتين، وقيل: خلا بها في يوم
حفصة فأرضاها بذلك واستكتمها فلم تكتم فطلقها (3).
ومن المضحك! أن الكشاف قال - بعد ما مر -: وروي أن عمر قال لها: " لو
كان في آل الخطاب خير لما طلقك " فنزل جبرئيل (عليه السلام) وقال: " راجعها فإنها
صوامة قوامة " (4) مع أنه تعالى قال: (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا
منكن مسلمات مؤمنات قانتات...) الآية، فإنه يدل على أن أكثرهن - وفي
رأسهن عائشة وحفصة - عن هذه الصفات عاريات حتى أنهن لسن بمسلمات،
وإخواننا يذرون قوله تعالى: (وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل)
ويأخذون ما وضعه لهم معاوية، فإن كان خبرهم صحيحا كانت الآية (والملائكة

(1) مصنفات الشيخ المفيد (الجمل): 1 / 276.
(2) تفسير الكشاف: 4 / 571.
(3) و (4) الكشاف: 4: 563 / 564.
236

بعد ذلك ظهير) غير صحيحة، هل هذا الدين إلا دين معوج! لا دين قيم وصف
تعالى الإسلام به.
وفي أنساب البلاذري مسندا عن عائشة قالت: كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يمكث عند
زينب بنت جحش ويشرب عندها عسلا، قالت: فتواطأت أنا وحفصة أيتنا لما
دخل عليها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن تقول له: إني لأجد منك ريح مغافير أأكلت مغافير؟
فدخل على إحدانا، فقالت له، فقال: بلى شربت عسلا عند زينب ولن أعود له،
وحرمه فنزلت: (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك) (1).
وعن عائشة - أيضا - قالت: كان النبي يأتي أم سلمة في غير يومها، فتخرج
إليه عكة عسل فيلعق منه، وكان يحب العسل ويعجبه، فقلت لحفصة: " أما ترين
مكث النبي (صلى الله عليه وآله) عند أم سلمة، فإذا دنا منك فقولي: أجد منك ريح شئ، فإنه
سيقول: ذلك من عسل أصبته عند أم سلمة، فقولي له: " إني أرى نحلة جرس
وعرفطا " فلما دخل على عائشة ودنا منها، قالت: إني أجد منك شيئا فما أصبته؟
قال: عسلا، فقالت: أرى نحلة جرس العرفط، ثم خرج من عندها فأتى حفصة،
فقالت مثل ذلك، فلما قالتاه جميعا اشتد ذلك على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ودخل على أم
سلمة فأخرجت إليه العسل، فقال: لا حاجة لي فيه وحرمه على نفسه... الخبر (2).
وعن عاصم بن بهدلة: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تزوج امرأة من كندة وكانت عائشة
وحفصة تولتا مشطها واصلاح أمرها، فقالتا لها: إنه يعجب النبي (صلى الله عليه وآله) من المرأة إذا
دنا منها أن تقول: " أعوذ بالله منك " فلما مد يده إليها استعاذت منه فوضع كمه على
وجهه وقال: عذت بمعاذ - ثلاثا - وأمر أبا أسيد الساعدي - وكان قدم بها - أن
يلحقها بأهلها، فماتت كمدا (3).
وفي أصل جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي من الأصول الأربعمائة

(1) أنساب الأشراف: 1 / 424.
(2) أنساب الأشراف: 1 / 425.
(3) أنساب الأشراف: 1 / 457.
237

(استنسخته في أربعة عشر منها مما وجدت في مكتبة المحدث الجزائري في
تستر) مسندا عن جابر الجعفي عن الباقر (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله) ذات يوم وهو
في بيت حفصة: اللهم أعط تلفا ومنقلبا إلى النار من أبغض عليا وعاداه وأعان
على ظلمه وظلمه حقه (إلى أن قال) فقالت له حفصة: ومن أمتك من يبغض عليا
ويعاديه ويعين على ظلمه ويظلمه حقه؟ فقال لها النبي (صلى الله عليه وآله): لقد هلكت أنت
وأبوك إن كان أبوك أول من يعين على ظلمه وكنت أنت في من عاداه، فقالت:
يجير في الله وأبي عن ذلك.
[81]
حكيمة بنت أبي جعفر الثاني (عليه السلام)
قال: قال في مزار البحار: إن في قبة العسكري (عليه السلام) قبرا منسوبا إليها، وما
أدري لم لم يتعرضوا لزيارتها مع كونها مخصوصة بهم (عليهم السلام) وكانت أم القائم (عليه السلام)
عندها، وكانت حاضرة عند ولادتها، وكانت تراه حينا بعد حين في حياة
العسكري (عليه السلام) (1).
وقال الوحيد: وأعجب منه عدم تعرض الأكثر - كالمفيد وغيره - لها في أولاد
الجواد (عليه السلام) قال المفيد: " خلف الجواد (عليه السلام) من الولد عليا (عليه السلام) وموسى وفاطمة
وأمامة " (2) وقال الطبرسي: " وخلف من الولد: عليا وموسى، ومن البنات حكيمة
وخديجة وأم كلثوم " (3) وقال أبو عبد الله الغضائري والحائري: خلف فاطمة
وأمامة فقط.
أقول: نقل المصنف كلام الطبرسي كالمفيد لعدم ذكر " حكيمة " في أولاد
الجواد (عليه السلام) مع أنها مذكورة في ما نقل، ولعله حرف عليه.
كما أن قوله: " وقال أبو عبد الله الغضائري والحائري خلف فاطمة وأمامة

(1) بحار الأنوار: 102 / 79.
(2) إرشاد المفيد: 327.
(3) إعلام الورى: 2 / 106، في نسخة.
238

فقط " أيضا محرف، والظاهر أن الأصل فيه: " وقال أبو عبد الله الحارثي: خلف
فاطمة وأمامة فقط " بأن يكون كلام الطبرسي، فيكون قال بنفسه: إن بناته (عليه السلام):
حكيمة وخديجة وأم كلثوم، ونقل عن المفيد أنه قال بناته: فاطمة وأمامة فقط.
وكيف كان: فذكرها الطبرسي والمناقب (1) وروى إثبات المسعودي (2) وإكمال
الصدوق (3) وغيبة الشيخ عنها مولد الحجة (عليه السلام) (4).
وروى الكافي " تسمية من رآه (عليه السلام) " عن موسى بن محمد بن القاسم بن
حمزة بن الكاظم (عليه السلام) عن حكيمة ابنة التقي عمة أبيه أنها رأته ليلة مولده وبعده (5).
واختلف الخبر في أم الحجة (عليه السلام) هل كانت من جواريها وأنها ربتها وأهدتها
إلى ابن أخيها العسكري (عليه السلام) أو من أسراء الروم التي اشتراها الهادي (عليه السلام) لابنه؟
والمفهوم من إثبات المسعودي أن الأول الثبت، حيث اقتصر على خبره، ومال
الإكمال إلى الثاني حيث إنه وإن روى الأول، إلا أنه قال: " ما روي في نرجس أم
القائم (عليه السلام) واسمها مليكة بنت يوشعا بن قيصر الملك " وروى خبره، وهو المفهوم
من أخبار عبر فيها بأن الحجة (عليه السلام) ابن سبية، اللهم إلا أن يقال: إنها أعم من أن
تكون بلا واسطة.
هذا، وكونها في قبة العسكري (عليه السلام) كما اشتهر غير معلوم، ولا يبعد أن يكون
القبر المنسوب إليها قبر أم العسكري (عليه السلام) فروى الإكمال في باب " من رأى
الحجة (عليه السلام) " أنه لما ماتت أم الحسن الجدة أمرت أن تدفن في الدار، فنازعهم
جعفر وقال: " هي دار لا يدفن فيها " فخرج (عليه السلام) وهو يقول: " يا جعفر أدارك هي؟ "
ثم غاب (6).
وليس لأمه ثمة قبر، ومن ذكر حكيمة من الطبرسي والسروي لم يذكر مدفنها،

(1) مناقب ابن شهرآشوب: 4 / 380.
(2) إثبات الوصية: 218.
(3) إكمال الدين: 424.
(4) الغيبة: 141.
(5) الكافي: 1 / 331.
(6) إكمال الدين: 442.
239

كما لم يذكر في أخبار شهودها الولادة، ولعله لذا لم يذكروا حتى ابن طاوس
لها زيارة.
[82]
حكيمة بنت الكاظم (عليه السلام)
قال: وفي المناقب قالت حكيمة بنت الكاظم (عليه السلام): لما حضرت ولادة
الخيزران " أم أبي جعفر " دعاني الرضا (عليه السلام) فقال: يا حكيمة، احضري ولادتها (1).
أقول: وروى الكافي عنها في باب " أن الجن تأتيهم " (2). وأمها أم ولد.
[83]
حمادة بنت الحسن
قال النجاشي في " زياد بن عيسى " المتقدم: وأخته حمادة بنت رجاء وقيل:
بنت الحسن، روت عن أبي عبد الله (عليه السلام) قاله ابن نوح عن ابن سعيد.
وروى نوادر مهر الكافي (3) ومهور التهذيب " عن عبد الله الكاهلي قال:
حدثتني حمادة بنت الحسن أخت أبي عبيدة الحذاء قالت: سألت أبا عبد الله (عليه السلام)
عن رجل تزوج امرأة وشرط لها أن لا يتزوج عليها ورضيت أن ذلك مهرها
فقال (عليه السلام): هذا شرط فاسد لا يكون النكاح إلا على درهم أو درهمين " (4) ورواه
أصل عبد الله بن يحيى الكاهلي (5) الذي هو راويها.
وحينئذ فقول النجاشي أولا: " بنت رجاء " غير جيد، والصواب قول القيل من
كونها " بنت الحسن " فراويها لابد أنه كان أعرف بها.
وأغرب الشيخ في رجاله! فقال في نساء أصحاب الصادق (عليه السلام): " حمادة بنت
رجاء أخت أبي عبيدة الحذاء، واسمه: رجاء بن زياد " فإذا كانت حمادة بنت

(1) مناقب ابن شهرآشوب: 4 / 394.
(2) الكافي: 1 / 395.
(3) الكافي: 5 / 381.
(4) التهذيب: 7 / 365.
(5) روى عنه مستدرك الوسائل: 15 / 75.
240

رجاء وكان اسم أبي عبيدة " رجاء " تكون حمادة بنت أبي عبيدة، لا أخته،
والظاهر أنه أراد أن يقول: واسمه زياد بن رجاء، فقدم وأخر، فاسم أبي عبيدة:
" زياد " وإنما الخلاف في اسم أبيه، كما مر.
[84]
حمادة بنت رجاء
مرت في سابقتها.
[85]
حمنة بنت جحش
أخت زينب زوج النبي (صلى الله عليه وآله)
روى الكافي في باب " جامع في الحائض والمستحاضة " خبرا طويلا بين فيه
حكم مستحاضة ذات عادة، ومستحاضة مختلطة، ومستحاضة مبتدئة (إلى أن قال
في الأخيرة) إن امرأة يقال لها: " حمنة بنت جحش " أتت النبي (صلى الله عليه وآله) فقالت: إني
استحضت حيضة شديدة، فقال: احتشي كرسفا، قالت: إنه أشد من ذلك أني أشجه
شجا، فقال: تلجمي وتحيضي في كل شهر في علم الله ستة أيام أو سبعة أيام، ثم
اغتسلي غسلا وصومي ثلاثة وعشرين أو أربعة وعشرين، واغتسلي للفجر غسلا،
وأخرى الظهر وعجلي العصر واغتسلي غسلا، وأخرى المغرب وعجلي العشاء
واغتسلي غسلا (1).
ثم إن العامة اختلفوا في اتحادها وتغايرها مع " حبيبة " أو " أم حبيبة " أو " أم
حبيب " المتقدمات المتحدات، فجعلها ابن مندة وأبو نعيم متحدة معها.
قال الأول في عنوانه لها: حمنة، وقيل: حبيبة... الخ.
وقال الثاني في عنوانه لها: حمنة، تكنى أم حبيبة... الخ.
وهو المفهوم من البلاذري في أنسابه فقال: سالف النبي (صلى الله عليه وآله) من قبل زينب

(1) الكافي: 3 / 86.
241

بنت جحش طلحة كانت عنده " حمنة بنت جحش " خلف عليها بعد قتل مصعب
الخير العبدري يوم أحد، وسالف - أيضا - عبد الرحمن بن عوف كانت عنده حمنة
قبل مصعب الخير (1).
والصواب تعددهما، وأن " حمنة " إنما كانت تحت طلحة بعد مصعب الخير،
وأما مصعب فهو أبو عذرها، وأن التي كانت تحت عبد الرحمن " حبيبة " أو
أم حبيبة.
قال مصعب الزبيري في نسب قريشه في بنات عبد المطلب: كانت أميمة عند
جحش بن رئاب الأسدي فولدت له " حبيبة " وهي المستحاضة، كانت عند
عبد الرحمن بن عوف، وليس لها ولد وولدت له " حمنة " كانت حمنة عند مصعب
الخير فولدت له " زينب " وقتل يوم أحد، فخلف عليها طلحة ولدت له " محمد
السجاد " الذي قتل يوم الجمل مع أبيه... الخ (2).
وإلى تعددهما ذهب أبو عمر وابن ماكولا، إلا أنهما قالا: " أم حبيبة " وصرحا
باستحاضتهما.
والمفهوم من الزبيري في كلامه المتقدم حصر المستحاضة في " حبيبة " دون
" حمنة " والصواب ما قالا. ووجه قول الزبيري كثرة ورود " أم حبيبة " أو " حبيبة "
في أخبارهم في الاستحاضة دون " حمنة " حتى أن مسلم والبخاري لم يرويا في
صحيحيهما خبرها، وإنما رواه أبو داود في سننه.
فروى بإسناده عن عمران بن طلحة، عن أمه حمنة بنت جحش قالت: كنت
أستحاض حيضة كثيرة شديدة فأتيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أستفتيه وأخبره، فوجدته في
بيت أختي " زينب بنت جحش " فقلت: إني امرأة أستحاض حيضة كثيرة شديدة،
فقال: أنعت لك الكرسف، قالت: هو أكثر إنما أشج شجا، قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): سآمرك
بأمرين أيهما فعلت أجزأ عنك من الآخر، فتحيضي ستة أيام أو سبعة أيام في علم

(1) أنساب الأشراف: 1 / 437.
(2) نسب قريش: 19.
242

الله، ثم اغتسلي حتى إذا رأيت أنك قد طهرت فصلي ثلاثا وعشرين ليلة، أو أربعا
وعشرين ليلة وأيامها وصومي، فإن ذلك يجزيك وكذلك فافعلي كل شهر كما
تحيض النساء ويطهرن ميقات حيضهن وطهرهن، وإن قويت على أن تؤخري
الظهر وتعجلي العصر فتغتسلين وتجمعين بين الصلاتين وتؤخرين المغرب و
تعجلين العشاء ثم تغتسلين وتجمعين بين الصلاتين فافعلي، وتغتسلين مع الفجر
فافعلي... الخبر (1). وهو كما ترى بعينه خبر الكافي في المبتدئة.
وبالجملة: هذه مبتدئة وأم حبيبة - أو أم حبيب أو حبيبة - مضطربة، كما مر.
وفي السيرة قال ابن إسحاق: لما انصرف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من أحد إلى المدينة
لقيته حمنة كما ذكر لي، فنعي إليها أخوها " عبد الله بن جحش " فاسترجعت
واستغفرت له، ثم نعي لها خالها " حمزة بن عبد المطلب " فاسترجعت واستغفرت
له، ثم نعي لها زوجها " مصعب بن عمير " فصاحت وولولت، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):
إن زوج المرأة منها بمكان لما رأى من تثبتها عند أخيها وخالها وصياحها
على زوجها (2).
هذا، وفي سنن أبي داود عن أنس دخل النبي (صلى الله عليه وآله) المسجد وحبل ممدود بين
ساريتين، فقال: ما هذا؟ فقالوا: " حمنة بنت جحش " تصلي فإذا أعيت تعلقت به،
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): لتصل ما أطاقت فإذا أعيت فلتجلس (3).
وفي الجزري: كانت " حمنة " من المهاجرات وشهدت أحدا، فكانت تسقي
العطشى وتحمل الجرحى وتداويهم.
وفيه - أيضا -: وكانت " حمنة " ممن قال في الإفك على عائشة، فعلت ذلك
حمية لأختها " زينب " إلا أن زينب لم تقل شيئا فيها، فقال بعضهم: إنها جلدت مع
من جلد فيه، وقيل: لم يجلد أحد.

(1) سنن أبي داود: 1 / 76.
(2) لا يوجد كتابه لدينا.
(3) سنن أبي داود: 2 / 33 - 34.
243

وأقول: حديث الإفك على عائشة من إفكهم وإنما كان الإفك من عائشة
على مارية.
[86]
حميدة البربرية
أم الكاظم (عليه السلام)
روى الكافي في باب مولده (عليه السلام) أن ابن عكاشة الأسدي قال للباقر (عليه السلام): لم
لا تزوج الصادق (عليه السلام)؟ فقال (عليه السلام): أما أنه سيجيء نخاس من أهل بربر فينزل دار
ميمون فيشتري له بهذه الصرة - وكان بين يديه صرة مختومة - جارية (إلى أن قال
بعد ذكر قدوم النخاس الذي قال (عليه السلام) وإرساله (عليه السلام) تلك الصرة لشرائها) فقلنا:
نشتريها منك بهذه الصرة، فقال: إن نقصت حبة من سبعين دينارا لم أبايعكم،
ففككنا الخاتم فإذا هي سبعون (إلى أن قال) فقال لها الباقر (عليه السلام): ما اسمك؟ قالت:
" حميدة " فقال (عليه السلام): حميدة في الدنيا محمودة في الآخرة، وسألها أبكر؟ فقالت:
نعم، فقال (عليه السلام): وكيف ولا يقع في أيدي النخاسين شئ إلا أفسدوه؟ فقالت: كان
يجيئني فيقعد مني مقعد الرجل من المرأة فيسلط الله عليه رجلا أبيض الرأس
واللحية فلا يزال يلطمه حتى يقوم عني، فقال (عليه السلام) لابنه الصادق (عليه السلام): خذها إليك،
فولدت له خير أهل الأرض الكاظم (عليه السلام).
وعن معلى بن خنيس أن الصادق (عليه السلام) قال: حميدة مصفاة من الأدناس
كسبيكة الذهب، ما زالت الأملاك تحرسها حتى أديت إلي، كرامة من الله لي
والحجة من بعدي (1).
وروى - أيضا - أن عبد الرحمن بن الحجاج قال للصادق (عليه السلام): إن معنا صبيا
مولودا في الحج فكيف نصنع؟ فقال (عليه السلام): مر أمه تلقي " حميدة " فتسألها كيف
تصنع بصبيانها (2).

(1) الكافي: 1 / 476، 477.
(2) الكافي: 4 / 301.
244

وروي أن الصادق (عليه السلام) كان يرسلها مع " أم فروة " تقضيان حقوق أهل
المدينة (1).
[87]
حميدة بنت الحارث
الهلالية
روى الخصال عن الباقر (عليه السلام): رحم الله الأخوات من أهل الجنة، وسماهن:
أسماء وسلمى بنتي عميس الخثعمي زوجي جعفر وحمزة، وبنات الحارث الهلالي
الخمس: ميمونة وأم الفضل زوجي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والعباس، والغميصاء أم خالد بن
الوليد، وعزة زوج الحجاج بن علاط الثقفي، وحميدة لم يكن لها عقب (2). إلا أن
الخبر مصحف أو محرف، فلم يعد أحد في الأخوات " حميدة " بل قوله:
" والغميصاء أم خالد بن الوليد وعزة زوج الحجاج بن علاط " أيضا كذلك
فالغميصاء محرف " العصماء " قال بعضهم: هي أم خالد، وقال بعضهم: هي غيرها،
وكانت تحت أبي بن خلف الجمحي، كما أن " عزة " قالوا: كانت تحت زياد بن
عبد الله الهلالي، مع أن أم خالد وعزة قالوا: لم يعلم إسلامهما.
وبالجملة: الخبر في غاية التحريف، ومنه يظهر عدم صحة عنوان الخصال:
الأخوات من أهل الجنة سبع.
[88]
حمينة بنت أبي طلحة
العبدري
روى الجزري: أن الإسلام فرق بين أربع وأبناء بعولتهن، منها هي فرقت من
الأسود بن خلف الخزاعي وكانت أولا تحت أبيه.

(1) الكافي: 3 / 217.
(2) الخصال: 363.
245

[89]
خدامة بنت وهب
قال: عدها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله) في نسخة، والصواب
" حزامة " كما مرت.
أقول: بل " جذامة " كما مر.
[90]
خديجة بنت خويلد
بن أسد بن عبد العزى بن قصي
قال: أول امرأة تزوجها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأول من أسلم من النساء.
وروى الجزري عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: خير نساء العالمين مريم بنت عمران
وآسية بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
وقال الزبير: كانت تدعى في الجاهلية الطاهرة.
وفي السير: أنها كانت قبل النبي (صلى الله عليه وآله) تحت أبي هالة بن زرارة أو هند بن
النباش التميمي، ثم خلف عليها بعده عتيق بن عائذ المخزومي، وزوجها من
النبي (صلى الله عليه وآله) أبوها.
ونقل البحار عن أبي القاسم الكوفي وأحمد البلاذري والشافي وتلخيصه: أن
النبي (صلى الله عليه وآله) تزوجها عذراء.
والمشهور أن خديجة ولدت للنبي القاسم والطيب والطاهر، وأنكر بعضهم
غير القاسم.
أقول: أما نسبته إلى البحار النقل عن الكوفي والبلاذري والشافي وتلخيص
الشافي فليس كذلك، وإنما نقل البحار عن المناقب النقل عنهم (1). ونسبة البحار إلى
المناقب صحيحة، ففيه: " وروى أحمد البلاذري وأبو القاسم الكوفي في كتابيهما

(1) بحار الأنوار: 22 / 191.
246

والمرتضى في الشافي وأبو جعفر في التلخيص أن النبي (صلى الله عليه وآله) تزوج بها وهي
عذراء، يؤكد ذلك ما ذكر في كتابي الأنوار والبدع أن رقية وزينب كانتا ابنتي هالة
أخت خديجة " (1) إلا أن نسبة المناقب لم تصح إلا إلى الكوفي الذي كان مختبطا
مخلطا فاسد العقل والمذهب، فكان من المخمسة ذكر ذلك في كتاب بدعه في بدع
الثالث، ومن خبطه أنه قال: " أما ما روت العامة أن النبي زوج عثمان رقية وزينب
... الخ " فلم يرو أحد تزويجه برقية وزينب، بل برقية وأم كلثوم.
وأما البلاذري فيأتي تصريحه بأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تزوجها بعد زوجين.
وأما السيد والشيخ فأجلان أن يقولا أو يحتملا شيئا على خلاف تواتر السير،
ولعلهما أشارا في الكتابين إلى رأي الكوفي.
وبالجملة: السروي وإن كان مستقيما، إلا أنه كالكوفي مخلط، ومن الغريب!
تأييده لذاك الرأي بقوله: " ويؤكد ذلك... الخ " كما مر، فإنه لم يقل أحد غير
الكوفي أن عثمان تزوج بزينب بعد أبي العاص.
وأما قوله: " وكانت خديجة قبل النبي (صلى الله عليه وآله) تحت أبي هالة بن زرارة أو هند بن
النباش التميمي " فليس بصواب، فلا خلاف في كونها تحت أبي هالة، وإنما اختلف
في أبي هالة هل هو ابن زرارة بن نباش، أو ابن النباش بن زرارة؟ كما أن بعضهم
لم يذكروا لأبي هالة اسما، وبعضهم جعلوا اسمه " هندا " وظاهر الزبيري كونه
نباش بن زرارة.
كما أن قوله: " في السير كانت قبل النبي (صلى الله عليه وآله) تحت أبي هالة، ثم خلف عليها
بعده عتيق المخزومي " ليس بصحيح، فبعضها كما قال وبعضها بالعكس، فقال
قتادة والطبري (2) وأبو الفرج (3) وابن قتيبة: إنها كانت أولا تحت عتيق (4) وهو ظاهر
مصعب الزبيري (5) وصريح الزبير بن بكار على نقل أبي نعيم، ونقل أبي عمر خلافه

(1) مناقب ابن شهرآشوب: 1 / 159.
(2) تاريخ الطبري: 3 / 161.
(3) مقاتل الطالبيين: 30.
(4) معارف ابن قتيبة: 79.
(5) نسب قريش: 22.
247

خطأ، وهو صريح ابن إسحاق أول من كتب في السير (1) فهو الصحيح.
وأما قوله: " ولدت للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) القاسم والطيب والطاهر وأنكر بعضهم غير
القاسم " فلم ينكر أحد الطيب والطاهر، وإنما اختلفوا هل هما إسمان لاثنين، أو
لقبان لواحد وهو عبد الله؟ روى الأول عن الزهري وابن إسحاق (2) وقاله الكليني (3)
والطبري (4) وذهب إلى الثاني زبير بن بكار وعمه مصعب الزبيري (5) وكاتب
الواقدي (6) والبلاذري (7) وابن الكلبي، وقالوا: يقال لعبد الله " الطاهر والطيب " لأنه
ولد بعد الوحي، وأما القاسم فولد في الجاهلية وهو الصحيح، لأن به يجمع بين
الأخبار، ويشهد له خبر الخصال (8) وقرب الإسناد (9) في ما عد له (صلى الله عليه وآله وسلم) من الأولاد.
وأما قوله: زوجها من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أبوها فنقل عن الزهري، وفي الطبري قال
الواقدي: هو غلط، أبوها مات قبل الفجار، وإنما زوجها من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عمها
عمرو بن أسد (10).
هذا، وفي الجزري عن عائشة قالت: كان النبي (صلى الله عليه وآله) لا يكاد يخرج من البيت
حتى يذكر " خديجة " فيحسن الثناء عليها فذكرها يوما، فأدركتني الغيرة فقلت:
هل كانت إلا عجوزا فقد أبدلك الله خيرا منها، فغضب حتى اهتز مقدم شعره من
الغضب، ثم قال: لا والله! ما أبدلني الله خيرا منها، آمنت إذ كفر الناس وصدقتني إذ
كذبني الناس وواستني في مالها إذ حرمني الناس ورزقني الله منها أولادا إذ
حرمني أولاد النساء (11).
قلت: ومغزى كلامه (عليه السلام) أن أباها كان كافرا ومكذبا حين آمنت خديجة

(1) سيرة ابن إسحاق: 1 / 245.
(2) سيرة ابن إسحاق: 1 / 245.
(3) الكافي: 1 / 439.
(4) تاريخ الطبري: 3 / 161.
(5) نسب قريش: 21.
(6) الطبقات الكبرى: 1 / 133.
(7) أنساب الأشراف: 1 / 405.
(8) الخصال: 405.
(9) قرب الإسناد: 6.
(10) تاريخ الطبري: 2 / 282.
(11) أسد الغابة: 5 / 438.
248

فكيف يدعون أنه كان أول من أسلم أو من أوائلهم، كما كان مغزاه أن أباها لم يكن
ممن واساه بماله بعد إسلامه.
وفي الاستيعاب: روي من وجوه أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: يا خديجة! إن جبرئيل
يقرأك السلام، ويروي أن جبرئيل قال: اقرأ على خديجة من ربها السلام، فقالت:
الله هو السلام ومنه السلام وعلى جبرئيل السلام (1).
وفي البلاذري: بينا النبي (صلى الله عليه وآله) بأجياد إذ رأى ملكا واضعا إحدى رجليه على
الأخرى في أفق السماء يصيح: يا محمد! أنا جبرئيل، فذعر ورجع سريعا إلى
خديجة، فقال: " إني لأخشى أن أكون كاهنا " قالت: كلايا ابن عم، لا تقل ذلك إنك
لتصل الرحم وتصدق الحديث وتؤدي الأمانة وأن خلقك لكريم (2).
هذا، وذكروا لخديجة ابنا من أبي هالة مسمى ب‍ " هند " رووا عنه وصف حلية
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وبنتا من عتيق أيضا مسماة بهند.
وفي البلاذري: هي أم محمد بن صيفي ويقال لبني محمد بن صيفي بالمدينة:
بنو الطاهرة (3).
وزاد نسب قريش مصعب الزبيري لها بنتا من أبي هالة مسماة بهالة (4).
[91]
خديجة بنت عمر الأشرف
عدها البرقي في أصحاب الباقر (عليه السلام).
ونقل الجامع روايتها عن عمها الباقر (عليه السلام) في ما يفصل بين دعوى
محق الكافي (5).
وفي نسب قريش مصعب الزبيري: كانت من أم ولد (6).

(1) الاستيعاب: 4 / 1821.
(2) أنساب الأشراف: 1 / 104.
(3) أنساب الأشراف: 1 / 407.
(4) نسب قريش: 22.
(5) الكافي: 1 / 358.
(6) نسب قريش: 72.
249

[92]
خديجة بنت محمد
بن علي بن الحسين (عليه السلام)
قال: عدها الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
أقول: الظاهر كونها محرفة سابقتها، فلم يذكر نسب قريش مصعب الزبيري
وإرشاد المفيد في بنات الباقر (عليه السلام) سوى " زينب " و " أم سلمة " ولم يذكر رجال
الشيخ مع عموم موضوعه تلك مع تحققها رجالا وتاريخا وخبرا، كما مر.
[93]
خديجة بنت محمد الجواد (عليه السلام)
روى آخر الإثبات (1) وولادة الغيبة عن خديجة بنت الجواد (عليه السلام) سئلت عمن
تأتم به، فقالت: " فلان ابن الحسن (عليه السلام) " فسمته (2).
وفي مولد صاحب الكافي: علي بن محمد، عن الفضل الخزاز المدائني مولى
خديجة بنت محمد أبي جعفر قال: إن قوما من أهل المدينة من الطالبيين كانوا
يقولون بالحق... الخبر (3).
وأما تبديل توقيعات الإكمال له " بمولى حكيمة " (4) فالظاهر كونه تحريفا.
وبالجملة: بعد الذكر في الكتب الثلاثة تكون متحققة، وعدم عد الإرشاد
لها غفلة.
[94]
خنساء بنت عمرو السلمية
في الاستيعاب: أجمع أهل العلم بالشعر أنه لم يكن امرأة قط قبلها ولا بعدها
أشعر منها، وكانت تقول البيتين والثلاثة في أول أمرها، فلما قتل أخواها معاوية

(1) إثبات الوصية: 230.
(2) غيبة الشيخ الطوسي: 138.
(3) الكافي: 1 / 518.
(4) إكمال الدين: 501.
250

وصخر أكثرت، وكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يستنشدها فيعجبه شعرها، وكانت تنشده وهو
يقول: هيه يا خناس ويومئ بيده، وحضرت القادسية مع بنيها الأربعة، فقالت لهم:
" فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها واضطرمت لظى على سياقها وحللت
نارا على أرواقها فتيمموا وطيسها وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها، تظفروا
بالمغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة " فقاتلوا حتى قتلوا فقالت: الحمد لله
الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته.
ومما أجادت فيه كمال الإجادة قولها في أخيها صخر:
وإن صخرا لتأتم الهداة به * كأنه علم في رأسه نار
وفي شعراء ابن قتيبة: أنشدت خنساء النابغة - وكان يضرب له قبة حمراء
بسوق عكاظ وتأتيه الشعراء فتنشده أشعارها - فقال لها: ما رأيت ذات مثانة أشعر
منك! قالت: ولا ذا خصيتين (1).
وفيه: دخلت على عائشة وعليها صدار من شعر فقالت لها: ما هذا؟ فو الله لقد
مات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فلم ألبس عليه صدارا، فقالت: إن أبي زوجني سيدا من سادات
قومي متلافا معطافا، فأنفذ ماله فقال لي: إلى أين يا خنساء؟ فقلت: إلى أخي
صخر، فأتيناه فقاسمنا ماله وأعطانا خير النصفين، فأقبل زوجي يهب ويعطي
ويحمل حتى أنفده، ثم قال: إلى أين يا خنساء؟ قلت: إلى أخي صخر، فأتيناه
فقاسمنا ماله وأعطانا خير النصفين إلى الثالثة، فقالت له امرأته: أما ترضى أن
تقاسمهم مالك حتى تعطيهم خير النصفين؟ فقال:
والله! لا أمنحها شرارها * ولو هلكت قددت خمارها
واتخذت من شعرها صدارها
فذلك الذي دعاني إلى لبس الصدار 2.

(1) و (2) الشعر والشعراء: 197 - 200.
251

[95]
خولة بنت ثامر
قال: عدها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله) قائلا: وقيل: هي خولة
بنت قيس.
أقول: يعني أنهما متحدتان بكون " ثامر " لقب قيس كما في الكتب الصحابية،
وقالوا: كانت امرأة حمزة فقتل عنها يوم أحد، وقالوا: روت خولة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
قال: الدنيا خضرة حلوة وأن رجالا سيخوضون في مال الله بغير حق لهم النار
يوم القيامة.
[96]
خولة بنت ثعلبة
في الاستيعاب: فيها وفي زوجها نزلت: (قد سمع الله قول التي تجادلك في
زوجها وتشتكي إلى الله...). الآية وروينا من وجوه: أن عمر خرج ومعه الناس
فمر بعجوز فاستوقفته، فوقف وجعل يحدثها وتحدثه، فقال له رجل: حبست
الناس على هذه العجوز، فقال: ويلك! تدري من هي؟ هذه امرأة سمع الله شكواها
من فوق سبع سماوات هذه خولة... الخبر.
وأقول: إنه تعالى منزه عن أن يكون فوق سبع سماوات، وكيف؟ وهو أقرب
إلى كل أحد من حبل الوريد.
[97]
خولة بنت حكيم
قال: عدها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله). والظاهر إرادته
السلمية زوجة " عثمان بن مظعون " التي كانت امرأة صالحة، ووهبت نفسها
للنبي (صلى الله عليه وآله) ونزل فيها: (وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي) دون الأنصارية.
أقول: كون السلمية زوجة عثمان بن مظعون الواهبة قول بعضهم، وإنما روى
252

البلاذري فيها أنها أشارت على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد خديجة بنكاح سودة (1).
وكيف كان: فالأنصارية روى الطبراني أنها سألت النبي (صلى الله عليه وآله) عن احتلام
المرأة (2) وبعضهم جعل التي نزل فيها آية المجادلة أيضا خولة بنت حكيم.
وبالجملة: العنوان في امرأة عثمان بن مظعون محقق فقط دون ما قال.
[98]
خولة بنت عاصم
قال: زوجة هلال بن أمية التي لاعنها ففرق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بينهما.
أقول: إنما تفرد بها ابن مندة وأبو نعيم، وجعل تفسير القمي الملاعن عويمر
ابن ساعدة (3).
[99]
خولة بنت قيس
مرت في خولة بنت ثامر.
[100]
خولة بنت الهذيل
التغلبية
في البلاذري: خطبها النبي (صلى الله عليه وآله) فلما حملت إليه هلكت في الطريق قبل وصولها (4).
وزاد الطبري: كانت خالتها خرنق أخت دحية الكلبي، ربتها (5).
[101]
خولة بنت اليمان
أخت حذيفة
في الاستيعاب: روت عن النبي (صلى الله عليه وآله): لا خير في جماعة النساء إلا عند ميت،

(1) أنساب الأشراف: 1 / 408.
(2) نقله عنه الجزري في أسد الغابة: 5 / 444.
(3) تفسير القمي: 2 / 98.
(4) أنساب الأشراف: 1 / 460.
(5) ذيول تاريخ الطبري: 597.
253

فإنهن إذا اجتمعن قلن وقلن.
[102]
دارمية الحجونية
في بلاغات نساء " ابن أبي طاهر البغدادي ": حج معاوية سنة وسأل عن
دارمية - وكانت امرأة سوداء كثيرة اللحم - فجيء بها إليه، فقال لها: كيف حالك يا
ابنة حام؟ قالت: بخير ولست لحام، إنما أنا امرأة من قريش من بني كنانة ثم من
بني أبيك، قال: صدقت، هل تعلمين لم بعثت إليك؟ قالت: لا، قال: لأن أسألك لم
أحببت عليا وأبغضتني، وواليته وعاديتني؟ قالت: أو تعفيني؟ قال: لا، قالت: فأما
إذا أبيت، فإني أحببت عليا على عدله في الرعية وقسمه بالسوية، وأبغضتك على
قتالك من هو أولى بالأمر منك وطلبك ما ليس لك. وواليت عليا على ما عقد له
النبي (صلى الله عليه وآله) من الولاية، وعلى حبه المساكين وإعظامه لأهل الدين، وعاديتك على
سفكك الدماء وشقك العصا، قال: صدقت فلذلك انتفخ بطنك وكبر ثديك وعظمت
عجيزتك، قالت: يا هذا ب‍ " هند " والله يضرب المثل، لا أنا - إلى أن قال - فقال: هل
رأيت عليا؟ قالت: إي والله! لقد رأيته، قال: كيف رأيته؟ قالت: لم ينفخه الملك ولم
تصقله النعمة. قال: فهل سمعت كلامه؟ قالت: نعم كان والله كلامه يجلو القلوب من
العمى كما يجلو الزيت صداء الطست. قال: صدقت، هل لك من حاجة؟ قالت:
وتفعل إذا سألت؟ قال: نعم، قالت: تعطيني مائة ناقة حمراء فيها فحلها وراعيها،
قال: ماذا تصنعين بها؟ قالت: أغذوا بألبانها الصغار وأستحيي بها الكبار وأكتسب
بها المكارم وأصلح بها بين عشائر العرب، قال: فان أنا أعطيتك هذا أحل منك
محل علي؟ قالت: يا سبحان الله! أو دونه أو دونه؟! فقال: أما والله لو كان عليا ما
أعطاك شيئا، قالت: إي والله ولا وبرة واحدة من مال المسلمين يعطيني. ثم أمر لها
بما سألت (1).

(1) بلاغات النساء: 72.
254

ورواه عقد ابن ربه، وفيه قالت: رأيت عليا والله لم يفتنه الملك الذي فتنك ولم
تشغله النعمة التي شغلتك (1).
[103]
درة بنت أبي لهب
في الجزري: هاجرت فقال لها نسوة من بني زريق: أنت ابنة أبي لهب الذي
يقول تعالى فيه: (تبت يدا أبي لهب وتب) فما يغني عنك مهاجرتك؟ فأتت درة
النبي (صلى الله عليه وآله) فذكرت ما قلن لها، فسكنها وقال: أيها الناس: مالي أوذي في أهلي، فو
الله! إن شفاعتي لتنال بقرابتي حتى أن صدأ وحكما وسلهب لتنالها يوم القيامة
وسلهب في نسب اليمن.
[104]
الرباب امرأة الحسين (عليه السلام)
بنت امرؤ القيس الكلبي، أم عبد الله الرضيع وسكينة
في كامل الجزري: حملت إلى الشام في من حمل ثم عادت إلى المدينة،
فخطبها الأشراف من قريش، فقالت: ما كنت لأتخذ حموا بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وبقيت
بعد الحسين (عليه السلام) سنة لم يظلها سقف بيت حتى بليت وماتت كمدا، وقيل: إنها
أقامت على قبره سنة وعادت إلى المدينة فماتت أسفا عليه.
وروى مولد حسين الكافي عن الصادق (عليه السلام) قال: لما قتل الحسين (عليه السلام)
أقامت امرأته الكلبية عليه مأتما، وبكت وبكين النساء والخدم حتى جفت
دموعهن وذهبت، فبينما هي كذلك إذ رأت جارية من جواريها تبكي ودموعها
تسيل، فدعتها فقالت لها: أنت من بيننا دموعك تسيل، قالت: " لما أصابني الجهد
شربت شربة سويق " فأمرت بالطعام والأسوقة، فأكلت وشربت وأطعمت وسقت،
وقالت: إنما نريد بذلك أن نتقوى على البكاء على الحسين (عليه السلام)، وأهدي لها جؤنا

(1) العقد الفريد: 2 / 87.
255

لتستعين بها على مأتم الحسين (عليه السلام)، فلما رأت الجؤن قالت: ما هذه؟ قالوا: هدية
أهداها فلان لتستعين بها على مأتم الحسين (عليه السلام) فقالت: لسنا في عرس فما نصنع
بهن، ثم أمرت بهن فأخرجن من الدار فلما أخرجن لم يحس لهن حس كأنها طرن
بين السماء والأرض ولم ير لها بعد خروجها من الدار أثر (1).
وفي المرآة يحتمل أن يكون الجؤن " بالضم " صفة محذوف أي طيورا جؤنا
يعني: بيضا أو سودا، وقيل: جمع جؤنة ظرف للطيب " لم يحس لها حس " أي لم
يدرك لها أثر من رائحة ونحوها، وقيل: كأن النساء كن من الجن أو من الأرواح
الماضيات تجسدن (2).
وفي نسب قريش مصعب الزبيري وفي الرباب وسكينة يقول الحسين (عليه السلام):
لعمرك أنني لأحب دارا * تضيفها سكينة والرباب
أحبهما وأبذل بعد مالي * وليس للائمي فيها عتاب
ولست لهم - وإن عتبوا - مطيعا * حياتي أو يغيبني التراب (3)
[105]
الربيع بنت معوذ
قال: عدها الشيخ في رجاله والثلاثة في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله)، وربما
غزت مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فتداوي الجرحى وترد القتلى. وكانت من المبايعات
تحت الشجرة.
أقول: وفي البلاذري قالت ربيع بنت معوذ: دخلت على أم أبي جهل في
خلافة عمر، وكان ابنها عبد الله بن أبي ربيعة يبعث لها بعطر من اليمن، فكانت تبيعه
إلى الأعطية فكنا نشتري منها فقالت لي: وإنك لابنة قاتل سيده - تعني ابنها أبا
جهل - قلت: لا ولكني ابنة قاتل عبده، فقالت: والله! لا أبيعك شيئا أبدا (4).

(1) الكافي: 1 / 466.
(2) مرآة العقول: 5 / 373.
(3) نسب قريش: 59.
(4) أنساب الأشراف: 1 / 298.
256

وفي الاستيعاب: أتاها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم عرسها فقعد على موضع فراشها، وأتت
النبي (صلى الله عليه وآله) بقناع من رطب وآخر من عنب، فناولها النبي (صلى الله عليه وآله) حليا وقال: تحلي بهذا.
[106]
رحيم أم ولد الحسين
ابن علي بن يقطين
روى الغيبة: أنها كانت امرأة حرة فاضلة قد حجت نيفا وعشرين حجة،
وروت عمن يخدم الكاظم (عليه السلام) في الحبس: أنه (عليه السلام) مات كما يموت الناس من
قوة إلى ضعف (1).
[107]
رقية أخت الزهري
روى ابن عساكر في تاريخه في أمير المؤمنين (عليه السلام) في خبره: 562 عن جعفر
ابن إبراهيم الجعفري قال: كنت عند الزهري أسمع منه، فإذا عجوز قد وقفت عليه
فقالت: يا جعفر لا تكتب عنه فإنه مال إلى بني أمية وأخذ جوائزهم! فقلت: من
هذه؟ فقال أختي " رقية " خرفت! قالت: بل خرفت أنت وكتمت فضائل آل محمد،
وقد حدثني محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: أخذ النبي (صلى الله عليه وآله) بيد علي
فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من
نصره واخذل من خذله.
وحدثني عنه قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله) أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض
في الله (2).

(1) غيبة الشيخ الطوسي: 19.
(2) تاريخ ابن عساكر: 2 / 65.
257

[108]
رقية بنت النبي (صلى الله عليه وآله)
قال: قال في أسد الغابة: زوجها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من عتبة بن أبي لهب، فلما نزلت
سورة (تبت) أمره أبوه بأن يطلقها فطلقها قبل أن يدخل بها، فتزوج عثمان بها
في مكة وهاجرت معه إلى الحبشة، وولدت له هناك ابنا سماه " عبد الله " فبلغ ست
سنين، فنقر عينه ديك فمات، ولما سار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى بدر كانت رقية مريضة
فخلف عليها عثمان، فتوفيت يوم وصول زيد بن حارثة بظفره.
أقول: وقيل: توفيت بعد رجوع النبي (صلى الله عليه وآله) من بدر، فروى أبو عمر عن
الزهري قال: توفيت رقية يوم قدوم النبي (صلى الله عليه وآله) المدينة.
وعن أنس قال: لما ماتت رقية قال النبي (صلى الله عليه وآله): لا يدخل القبر رجل قارف
أهله، فلم يدخل عثمان.
وروى مسألة قبر الكافي عن أحدهما (عليهما السلام) قال: لما ماتت رقية قال
النبي (صلى الله عليه وآله): " الحقي بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون وأصحابه " وفاطمة (عليها السلام) على
شفير القبر تنحدر دموعها في القبر والنبي (صلى الله عليه وآله) يتلقاه بثوبه قائما يدعو، قال: إني
لأعرف ضعفها وسألت الله تعالى أن يجيرها من ضمة القبر.
وروى أيضا ذاك الباب عن الصادق (عليه السلام) قال: ما أقل من يفلت من ضغطة
القبر، أن رقية لما قتلها عثمان وقف النبي (صلى الله عليه وآله) على قبرها فرفع رأسه إلى السماء
فدمعت عيناه، وقال للناس: إني ذكرت هذه وما لقيت فرققت لها واستوهبتها من
ضمة القبر قال، فقال: " اللهم هب لي رقية من ضمة القبر " فوهبها الله له... الخبر (1).
ثم إن خبر نوادر جنائز الكافي وإن كان بلفظ ابنة النبي (صلى الله عليه وآله) وأن عثمان قتلها،
إلا أنه لا ينطبق إلا على " أم كلثوم " دون هذه، لتضمنه أنه قتلها لمكان عمها
" المغيرة " وقصة المغيرة كانت بعد أحد وهذه توفيت بعد بدر ولذا نقلناه ثمة، وذاك

(1) الكافي: 3 / 241، 236.
258

تضمن قتله لتلك، وهذا الخبر قتله لهذه، فيمكن الجمع بعدم التنافي.
وروى تقريب أبي الصلاح عن تاريخ الثقفي: أن عثمان لما خطب وقال:
ألست ختن النبي على ابنتيه؟ أجابته عائشة بأنك كنت ختنه عليهما لكن كان منك
فيهما ما قد علمت (1).
[109]
رملة بنت شيبة
في نسب قريش الزبيري: كانت من المهاجرات، ولها تقول هند بنت عتبة:
لحى الرحمن صابئة بوج * ومكة أو بأطراف الحجون
تدين لمعشر قتلوا أباها * أقتل أبيك جاءك باليقين (2)
[110]
ريحانة
في البلاذري: لما فتح النبي (صلى الله عليه وآله) بني قريظة اصطفى " ريحانة بنت شمعون "
فأبت الإسلام فعزلها ثم أسلمت، فعرض عليها التزويج فقالت: بل تتركني
في ملكك، فكان يطؤها وهي في ملكه، وكانت قبل تحت ابن عمها وكان لها
مكرما فكرهت بأن تتزوج بعده، ولقاها رجل بالموسم فقال لها: إن الله لم
يرضك للمؤمنين أما، فقالت: وأنت فلم يرضك الله لي ابنا. وروى عن الزهري في
إسناد أن النبي (صلى الله عليه وآله) أعتقها وتزوجها وجعل صداقها عتقها، وفي إسناد آخر أنها
كانت سريته (3).
[111]
الزرقاء بنت عدي
روى بلاغات نساء " أحمد بن أبي طاهر " أن معاوية كتب إلى عامل الكوفة أن

(1) رواه في القسم الثاني من الكتاب.
(2) نسب قريش: 104 - 105.
(3) أنساب الأشراف: 1 / 453 - 454.
259

يوفدها إليه (إلى أن قال) فقال لها معاوية: فهل تعلمين لم بعثت إليك؟ قالت: وهل
يعلم ما في القلوب إلا الله؟ قال: بعثت إليك أسألك ألست راكبة الجمل الأحمر يوم
صفين بين الصفين توقدين الحرب وتحضين على القتال فما حملك على ذلك؟
قالت: قد مات الرأس وبتر الذنب والدهر ذو غير، ومن تفكر أبصر والأمر يحدث
بعده الأمر، قال: صدقت، فهل تحفظين كلامك يوم صفين؟ قالت: لا، قال: ولكني
أحفظه لقد سمعتك تقولين: أيها الناس، إنكم في فتنة قد غشيتكم جلابيب الظلم
وحارت بكم عن قصد المحجة، فيالها من فتنة عمياء صماء لا تسمع لناعقها ولا
تنساق لسائقها، أيها الناس، إن المصباح لا يضيء في الشمس وإن الكواكب لا تقد
مع القمر وإن البغل لا يسبق الفرس وإن الزف لا يوازن الحجر ولا يقطع الحديد إلا
الحديد، ألا من استرشدنا أرشدناه ومن استخبرنا أخبرناه، إن الحق كان يطلب
ضالته فأصابها قصيرا (إلى أن قالت) ألا إن خضاب النساء الحناء وخضاب
الرجال الدماء والصبر خير في الأمور عواقبا، إيها إلى الحرب قدما غير ناكصين،
فهذا يوم له ما بعده.
ثم قال معاوية: والله يا زرقاء! لقد شركت عليا في كل دم سفكه، فقالت:
أحسن الله بشارتك وأدام سلامتك مثلك من بشر بخير وسر جليسه، قال لها: وقد
سرك ذلك؟ قالت: نعم والله سرني قولك فأني لك بتصديق الفعل، فقال معاوية: والله
لوفاؤكم له بعد موته أعجب إلي من حبكم له في حياته، اذكري حاجتك، قالت:
إني آليت ألا أسأل أميرا أعنت عليه شيئا... الخ (1). ورواه ابن عبد ربه في عقده (2).
[112]
زهراء أم أحمد
مرت في أم أحمد.

(1) بلاغات النساء: 32 - 34.
(2) العقد الفريد: 2 / 82.
260

[113]
زينب بنت أبي سلمة وأم سلمة
عدها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله).
وفي الاستيعاب: كان اسمها " برة " فسماها النبي (صلى الله عليه وآله) زينب، قيل: إنها كانت
من أفقه نساء أهل زمانها، ويروى أن النبي (صلى الله عليه وآله) نفخ في وجهها فلم يزل ماء
الشباب في وجهها حتى كبرت.
وفي مقاتل أبي الفرج: لما أتى عائشة نعي علي (عليه السلام) تمثلت:
فألقت عصاها واستقر بها النوى * كما قر عينا بالإياب المسافر
ثم قالت: من قتله؟ فقيل: رجل من مراد، فقالت:
فإن يك نائيا فلقد بغاه * غلام ليس في فيه التراب
فقالت لها زينب بنت أم سلمة: العلي (عليه السلام) تقولين هذا؟!... الخ (1).
وفي البلاذري: كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يدخل على أم سلمة فيقول: " ما فعلت
زناب " ولدت زينب بالحبشة وتزوجها عبد الله بن زمعة (2).
وفي الجزري: كان في من قتل يوم الحرة ابنا زينب فحملا فوضعا بين يديها
مقتولين، فقالت: إنا لله وإنا إليه راجعون، والله! إن المصيبة فيهما علي لكبيرة وهي
علي في هذا أكبر من ذاك، لأنه جلس في بيته فدخل عليه فقتل مظلوما، وأما
الآخر فإنه بسط يده وقاتل، فلا أدري على ما هو من ذلك.
[114]
زينب امرأة ابن مسعود
قال: عدها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله) ولقبها الاستيعاب
ب‍ " الأنصارية " ولقب ابن مسعود بالأنصاري.

(1) مقاتل الطالبيين: 26.
(2) أنساب الأشراف: 1 / 430.
261

أقول: ما قاله خلط، فإن الاستيعاب إنما وصف " زينب زوجة أبي مسعود "
بالأنصارية وزوجها بالأنصاري، لا هذه، وإنما وصف هذه ب‍ " الثقفية " وأطلق
زوجها، وكيف يصفه بالأنصاري وهو هذلي؟
وروى حلية أبي نعيم: أن النبي (صلى الله عليه وآله) انصرف من الصبح يوما فأتى النساء
فوقف عليهن فقال: إني قد رأيت أنكن أكثر أهل النار، فتقربن إلى الله تعالى بما
استطعتن - وفي خبر: تصدقن ولو بحليكن - وكانت امرأة ابن مسعود فيهن
فأخذت حليا لها، فقال لها ابن مسعود: أين تذهبين به؟ قالت: أتقرب به إلى الله
تعالى لعل الله لا يجعلني من أهل النار، فقال: هلمي تصدقي به علي وعلى ولدي
فأنا له موضع (إلى أن قال) فسألت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن ذلك، فقال: لها أجران أجر
القرابة وأجر الصدقة (1).
وروى الاستيعاب عن هذه قالت: انطلقت إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فإذا على الباب
مرأة حاجتها حاجتي اسمها " زينب " فخرج علينا بلال فقلنا له: سل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
أيجزي عنا من الصدقة النفقة على أزواجنا وأيتام في حجورنا؟ فدخل فقال: على
الباب زينب، فقال: أي الزيانب؟ فقال: زينب امرأة عبد الله بن مسعود وزينب
امرأة من الأنصار، تسألانك عن النفقة على أزواجهما وأيتام في حجورهما،
أيجزي ذلك عنهما من الصدقة؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): نعم، لهما أجران أجر القرابة
وأجر الصدقة.
[115]
زينب الأنصارية
زوجة أبي مسعود الأنصاري
مرت في السابقة سؤالهما النبي (صلى الله عليه وآله) عن النفقة على أزواجهما وأيتام في
حجورهما بدلا عن الصدقة، فأجابهما بمضاعفية أجرهما.

(1) حلية الأولياء: 2 / 69 - 70.
262

[116]
زينب بنت أبي الجون
روى الكافي عن أبي بصير في تسمية نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) " وزينب بنت أبي
الجون التي خدعت " (1) ولم أقف على ذكرها في موضع آخر، إلا أن في البلاذري
قال النعمان الكندي للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا أزوجك أجمل أيم في العرب - أي بنته -؟
فتزوجها ووجه أبا أسيد الساعدي فقدم بها، وكانت جميلة فائقة الجمال، فاندست
إليها امرأة من نساء النبي (صلى الله عليه وآله) فقالت: إن كنت تريدين الحظوة عنده فاستعيذي منه
فإن ذلك يعجبه.
ثم روى عن أبي أسيد قال: بعثني النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الجونية، فأتيته بها (إلى أن
قال) فقالت: أعوذ بالله منك! فانحرف وقال: عذت بمعاذ - مرتين - ووثب فخرج
وأمرني بردها... الخبر (2).
وهذان الخبران مطلقان يمكن انطباقهما على العنوان، إلا أنه مر في حفصة
أن التي خدعتها هي وعائشة يقال لها: " أسماء بنت النعمان " إلا أن يقال بتعدد
المخدوعة.
[117]
زينب بنت جحش
قال: عدها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله).
وكانت ابنة عمته ميمونة وكانت تزوجها " زيد بن حارثة " مولى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
وأنزل تعالى فيها: (وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك
زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن
تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها... الآية) فتزوجها النبي (صلى الله عليه وآله) وتكلم
المنافقون فقالوا: إن محمدا يحرم نكاح نساء الأولاد، وقد تزوج امرأة ابنه " زيد "

(1) الكافي: 5 / 390.
(2) أنساب الأشراف: 1 / 457.
263

لأنه كان يقال له: " زيد بن محمد " فأنزل سبحانه: (ما كان محمد أبا أحد من
رجالكم... الآية).
وفي الجزري: توفيت سنة عشرين، أرسل إليها عمر اثني عشر ألف درهم،
كما فرض لنساء النبي فأخذتها وفرقتها في ذوي قرابتها، ثم قالت: " اللهم لا
يدركني عطاء لعمر بعد هذا " فماتت بعد ذلك، وعن عائشة أن زينب أطولنا يدا
لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق، وما رأيت امرأة قط خيرا في الدين من زينب
وأتقى لله وأصدق حديثا وأوصل للرحم وأعظم أمانة وصدقة.
أقول: وفي الاستيعاب أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: زينب أواهة، فقال رجل: ما الأواه؟
قال: " الخاشع المتضرع وأن إبراهيم لحليم أواه منيب " وغضب النبي (صلى الله عليه وآله) عليها،
لقولها في صفية بنت حي: " تلك اليهودية " فهجرها لذلك ذا الحجة ومحرم وبعض
صفر، ثم أتاها بعد وعاد إلى ما كان عليها معها.
وفي تفسير القمي: لما تزوج النبي (صلى الله عليه وآله) بزينب بنت جحش وكان يحبها، أولم
ودعا أصحابه فكانوا إذا أكلوا يحبون أن يتحدثوا عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وكان يحب أن
يخلو مع زينب فأنزل تعالى: (لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام
غير ناظرين إناه فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي
النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق) (1) و " إناه " من إني الطعام
حان إدراكه.
ومر في حفصة في خبر نزول قوله تعالى: (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله
لك... الآية) فيها لما كان النبي (صلى الله عليه وآله) يشرب العسل عندها وتواطأت عائشة مع
حفصة أن تقولا للنبي (صلى الله عليه وآله): نجد منك ريح مغافير.
وفي البلاذري قالت عائشة: لقد نالت زينب الشرف الذي لا يبلغه شرف في
الدنيا، أن الله زوجها نبيه ونطق بذلك كتابه وأن النبي (صلى الله عليه وآله) قال - ونحن حوله -

(1) تفسير القمي: 2 / 195.
264

" أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا، أو باعا " فبشرها بسرعة لحاقها به وأنها زوجته
في الجنة. قالوا: وكانت زينب تقول لأزواج النبي (صلى الله عليه وآله): زوجكن أولياءكن بمهور،
وزوجني الله (1).
وفي الاستيعاب، قالت عائشة: لما قال النبي (صلى الله عليه وآله) لنسائه: كن يتطاولن أيتهن
أطول يدا، فكانت أطولنا زينب لعملها بيدها وتصدقها.
وروى سنن أبي داود عن جابر أن النبي (صلى الله عليه وآله) رأى امرأة فدخل على زينب
بنت جحش فقضى حاجته منها، ثم خرج إلى أصحابه فقال لهم: إن المرأة تقبل في
صورة شيطان فمن وجد من ذلك فليأت أهله فإنه يضمر ما في نفسه (2).
[118]
زينب بنت خزيمة الهلالية
زوج النبي (صلى الله عليه وآله)
قال: يقال لها: " أم المساكين " وكانت تحت عبد الله بن جحش فقتل عنها يوم
أحد، وقيل: كانت عند عبيدة بن حارث بن عبد المطلب، وقيل: عند أخيه الطفيل
ولم تلبث عند النبي (صلى الله عليه وآله) إلا شهرين أو ثلاثة حتى توفيت.
أقول: بل كانت أولا عند الطفيل فطلقها فخلف عليها أخوه عبيدة، فقتل عنها
يوم بدر كما صرح به البلاذري (3) وما قاله أخذه عن الجزري، إلا أن الجزري لم
يذكر إلا قيلا واحدا وهو كونها أولا عند الطفيل ثم عبيدة، لاقيلين كما قال.
وكيف كان: فقال بكونها تحت عبد الله بن جحش ابن عبد البر ناسبا له إلى
الزهري، ونقل عن الجرجاني النسابة كونها عند الطفيل ثم عبيدة كما نقلناه عن
البلاذري، ونقل عن قتادة اقتصاره على الطفيل.
وأقول: ومثله الطبري (4) ولعل الأصل في قول كونها عند عبد الله بن جحش

(1) أنساب الأشراف: 1 / 435.
(2) سنن أبي داود: 2 / 246.
(3) أنساب الأشراف: 1 / 429.
(4) تاريخ الطبري: 3 / 167.
265

خلطها بأم حبيبة، فإنها كانت قبل النبي (صلى الله عليه وآله) عند عبيد الله بن جحش، والله العالم.
وأما قوله: " لم تلبث... الخ " أيضا أخذه من الجزري وهو عن الاستيعاب، إلا
أن البلاذري قال: أقامت عند النبي (صلى الله عليه وآله) ثمانية أشهر تزوجها في شهر رمضان سنة
ثلاث، وماتت في آخر ربيع الآخر سنة أربع ودفنها بالبقيع.
[119]
زينب بنت الرسول (صلى الله عليه وآله)
قال: هي أكبر بناته على الأشهر، واستفاضت أخبار الفريقين بأنه تزوجها
أبو العاص بن ربيعة وهو من بني أمية.
أقول: بل كونها أكبر إجماعي لا أشهر، وإنما اختلف في رقية وأم كلثوم أيهما
أكبر، فذهب الزبير والزبيري (1) والجرجاني أن رقية أصغر، وآخرون إلى أن أم
كلثوم أصغر، كما أن أبا العاص زوجها ابن " الربيع " لا " ربيعة " كما قال، وهو من
" عبد شمس " لا " بني أمية " كما قال فإنه " أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن
عبد شمس " وكان ابن خالة زينب فأمه هالة أخت خديجة.
وللمفيد في المسائل السروية وهم سرى من سائله إليه، فقال السائل: " ما
قوله في تزويج النبي (صلى الله عليه وآله) بنتيه زينب ورقية من عثمان؟ " فقال في الجواب: " قد
زوج النبي (صلى الله عليه وآله) ابنتيه قبل البعثة كافرين كانا يعبدان الأصنام أحدهما عتبة بن أبي
لهب والآخر أبو العاص بن الربيع (إلى أن قال) وهاتان هما اللتان تزوجهما عثمان
بعد هلاك عتبة وموت أبي العاص... الخ (2).
وكيف، وأبو العاص مات بعد النبي (صلى الله عليه وآله) سنة 12 وتوفيت زينب في حياة
النبي (صلى الله عليه وآله) سنة 8؟ وكان سبب موتها أنها لما خرجت من مكة إلى النبي (صلى الله عليه وآله) عمد
لها هبار بن الأسود ورجل آخر فدفعها أحدهما - في ما ذكروه - فسقطت على

(1) نسب قريش: 21.
(2) مصنفات الشيخ المفيد: 7، المسائل السروية: 92 - 94.
266

صخرة، فأسقطت وأهراقت الدماء فلم يزل بها مرضها ذلك حتى ماتت.
والأصل في وهم السائل قول أبي القاسم الكوفي كما مر في " خديجة " إلا أن
ذاك قلنا مختبط لا عبرة بقوله، فزاد أنهما كانتا من هالة أخت خديجة ولم تكونا
بنتي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
وفي البلاذري: أن زوجها أسر مرتين، مرة في بدر فلما بعث أهل مكة
في فداء أسراءهم بعثت زينب في فداء أبي العاص بمال وبعثت معه بقلادة
كانت وهبتها خديجة لها حين أدخلتها على أبي العاص، فلما رآها النبي (صلى الله عليه وآله)
عرفها فرق لها رقة شديدة وقال للمسلمين: إن رأيتم أن تردوا قلادة زينب
عليها وتطلقوا أسيرها فافعلوا، فقالوا: نعم ونعمة عين، فأطلقه النبي (صلى الله عليه وآله) بعد
أن توثق منه أن يبعث بزينب إليه، وأخرى في سنة ست خرج فيها أبو العاص
إلى الشام في تجارة له، فلما انصرف بعث النبي (صلى الله عليه وآله) زيد بن حارثة في جمع
فاستاق عيره وأسره فاستجار بزينب فأجارته، فلما صلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الصبح
قالت زينب - وهي في صفة النساء -: " أيها الناس، إني قد أجرت أبا العاص بن
الربيع " فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " أيها الناس، أسمعتم ما سمعت؟ قالوا: نعم، قال: فو الذي
نفسي بيده! ما علمت بما كان حتى سمعت ما سمعتم، أنه يجير على المسلمين
أدناهم " فدخل النبي (صلى الله عليه وآله) على زينب فقال: " يا بنية أكرمي مثواه ولا يخلصن
إليك " وبعث إلى المسلمين ممن كان في السرية أنكم قد عرفتم مكان هذا الرجل
منا فإن تردوا عليه ماله فإنا نحب ذلك، وإلا فأنتم أملك بفيئكم الذي جعله الله
لكم، فقالوا: بل نرده، فردوا عليه جميع ما كان معه وأسلم أبو العاص فرد
النبي (صلى الله عليه وآله) إليه زينب بنكاح جديد - ويقال: بالنكاح الأول - وكان لأبي العاص
من زينب علي وأمامة، فأما علي فمات وهو غلام وأما أمامة فتزوجها علي (عليه السلام)
بعد فاطمة (عليها السلام) (1).

(1) أنساب الأشراف: 1 / 397 - 399.
267

[120]
زينب بنت علي (عليه السلام)
في مقاتل أبي الفرج: هي التي روى ابن عباس عنها كلام فاطمة (عليها السلام) في
فدك، فقال: حدثتني عقيلتنا زينب بنت علي (عليهما السلام) (1).
وروى الإكمال (2) والغيبة (3) وإثبات الوصية خبرا عن أحمد بن إبراهيم، عن بنت
الجواد (عليه السلام) في وصية العسكري (عليه السلام) إلى أمه، فقلت لها: أقتدي بمن في وصيته إلى
المرأة؟ فقالت: بالحسين (عليه السلام) أوصى إلى أخته زينب في الظاهر، وكان ما يخرج
عن علي بن الحسين (عليهما السلام) من علم ينسب إلى زينب تسترا على علي بن
الحسين (عليهما السلام) (4).
وفي الطبري: قال أبو مخنف: عن الحارث بن كعب، عن فاطمة بنت علي (عليه السلام)
قالت: لما أجلسنا بين يدي يزيد رق لنا، ثم إن رجلا من أهل الشام أحمر قام إلى
يزيد فقال: هب لي هذه - يعنيني - فأرعدت وفرقت وأخذت بثياب أختي زينب،
وكانت تعلم أن ذلك لا يكون، فقالت: كذبت والله ولؤمت! ما ذلك لك وله، فغضب
يزيد فقال: كذبت، أن ذلك لي ولو شئت أن أفعله لفعلت، قالت: كلا والله ما جعل الله
ذلك لك إلا أن تخرج من ملتنا وتدين بغير ديننا، فغضب واستطار ثم قال: إياي
تستقبلين بهذا، إنما خرج من الدين أبوك وأخوك، فقالت: بدين الله ودين أبي
ودين أخي وجدي اهتديت أنت وأبوك، قال: كذبت يا عدوة الله، فقالت: " أنت
أمير مسلط تشتم ظالما وتقهر بسلطانك " فكأنه استحيى فسكت (5).
ونقله الإرشاد (6) واللهوف (7) لكن بدلا " فاطمة بنت علي " بفاطمة بنت
الحسين (عليه السلام). والظاهر أن الصواب الأول، لكونه الأصل.

(1) مقاتل الطالبيين: 60.
(2) إكمال الدين: 501.
(3) غيبة الطوسي: 138.
(4) إثبات الوصية: 231، وفيه:....
(5) تاريخ الطبري: 5 / 461.
(6) إرشاد المفيد: 246.
(7) اللهوف: 81.
268

وفي اللهوف، وقال بشير بن خزلم الأسدي نظرت إلى زينب بنت علي (عليهما السلام)
يومئذ - ولم أر خفرة أنطق والله منها كأنها تفرغ من لسان أمير المؤمنين (عليه السلام) - وقد
أومأت إلى الناس أن اسكتوا، فارتدت الأنفاس وسكنت الأجراس، ثم قالت:
الحمد لله والصلاة على أبي محمد وآله الطيبين الأخيار، أما بعد يا أهل الكوفة يا
أهل الختل والغدر، أتبكون! فلا رقأت الدمعة ولا هدأت الرنة إنما مثلكم كمثل
التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم، ألا وهل فيكم
إلا الصلف والنطف والصدر الشنف وملق الإماء وغمز الأعداء، أو كمرعى على
دمنة أو كفضة على ملحودة، ألا ساء ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم
وفي العذاب أنتم خالدون، أتبكون وتنتحبون؟ إي والله فابكوا كثيرا واضحكوا
قليلا، فلقد ذهبتم بعارها وشنارها، ولن ترحضوها بغسل بعدها أبدا، وأنى
ترحضون قتل سليل خاتم النبوة ومعدن الرسالة وسيد شباب أهل الجنة، وملاذ
خيرتكم ومفزع نازلتكم ومنار حجتكم ومدرة سنتكم ألا ساء ما تزرون، وبعدا
لكم وسحقا فلقد خاب السعي وتبت الأيدي وخسرت الصفقة وبؤتم بغضب من الله
وضربت عليكم الذلة والمسكنة، ويلكم يا أهل الكوفة! أتدرون أي كبد لرسول الله
فريتم وأي كريمة له أبرزتم وأي دم له سفكتم وأي حرمة له انتهكتم؟ ولقد جئتم
بها صلعاء عنقاء خرقاء شوهاء كطلاع الأرض أو ملاء السماء؟ أفعجبتم أن مطرت
السماء دما ولعذاب الآخرة أخزى وأنتم لا تنصرون، فلا يستخفنكم المهل فإنه لا
يخفره البدار ولا يخاف فوت الثأر، وأن ربكم لبالمرصاد.
قال الراوي: فو الله! لقد رأيت الناس يومئذ حيارى يبكون وقد وضعوا
أيديهم في أفواههم، ورأيت شيخا واقفا إلى جنبي يبكي حتى اخضلت لحيته
وهو يقول: بأبي أنتم وأمي كهولكم خير الكهول وشبانكم خير الشبان ونساءكم
خير النساء (1).

(1) اللهوف: 64 - 65.
269

ورواه بلاغات نساء " أحمد بن أبي طاهر البغدادي " مع اختلاف باسنادين،
لكن ناسبا لها إلى أم كلثوم (1).
وفي اللهوف: لما دعا يزيد بقضيب وجعل ينكت به ثنايا الحسين (عليه السلام) ويتمثل
بأبيات ابن الزبعري:
ليت أشياخي ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الأسل
إلى قوله:
لست من خندف إن لم انتقم * من بني أحمد ما كان فعل
قامت زينب فقالت: الحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله وآله
أجمعين صدق الله سبحانه إذ يقول: (ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى أن كذبوا
بآيات الله وكانوا بها يستهزئون) أظننت يا يزيد حين أخذت علينا أقطار الأرض
وآفاق السماء فأصبحنا نساق كما تساق الإماء أن بنا هوانا عليه وبك عليه كرامة،
وأن ذلك لعظم خطرك عنده فشمخت بأنفك ونظرت في عطفك جذلان مسرورا،
حيث رأيت الدنيا لك مستوسقة والأمور متسقة وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا،
فمهلا مهلا أنسيت قول الله تعالى: (ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خيرا
لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين) (2) أمن العدل يا ابن الطلقاء
تخديرك حرائرك وإمائك، وسوقك بنات رسول الله (صلى الله عليه وآله) سبايا قد هتكت ستورهن
وأبديت وجوههن، تحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد يستشرفهن أهل المناهل
والمناقل، ويتصفح وجوههن القريب والبعيد، والدني والشريف، ليس معهن من
رجالهن ولي ولا من حماتهن حمي، وكيف يرتجي مراقبة من لفظ فوه أكباد
الأزكياء ونبت لحمه من دماء الشهداء، وكيف لا يستبطأ في بغضنا أهل البيت من
نظر إلينا بالشنف والشنئان والإحن والأضغان، ثم تقول غير متأثم ولا متعظم:
لأهلوا واستهلوا فرحا * ثم قالوا يا يزيد لا تشل

(1) بلاغات النساء: 23.
(2) آل عمران: 178.
270

منتحيا على ثنايا أبي عبد الله سيد شباب أهل الجنة تنكتها بمخصرتك، وكيف
لا تقول ذلك وقد نكأت القرحة واستأصلت الشأفة بإراقتك دماء ذرية
محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ونجوم الأرض من آل عبد المطلب وتهتف بأشياخك زعمت أنك
تناديهم، فلتردن وشيكا موردهم ولتودن أنك شللت وبكمت ولم تكن فعلت ما
فعلت وقلت ما قلت، فو الله! ما فريت إلا جلدك ولا حززت إلا لحمك ولتردن
على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بما تحملت من سفك دماء ذريته وانتهكت من حرمته في
عترته ولحمته حيث يجمع الله شملهم ويلم شعثهم ويأخذ بحقهم ولا تحسبن الذين
قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون، وحسبك بالله حاكما
وبمحمد (صلى الله عليه وآله) خصيما وبجبرئيل ظهيرا وسيعلم من سوى لك ومكنك من رقاب
المسلمين بئس للظالمين بدلا، وأنكم شر مكانا وأضعف جندا، ولئن جرت علي
الدواهي مخاطبتك أني لأستصغر قدرك وأستعظم تقريعك وأستكثر توبيخك، لكن
العيون عبرى والصدور حرى، ألا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء
لحزب الشيطان الطلقاء فهذه الأيدي تنطف من دمائنا وتلك الأفواه تتحلب من
لحومنا وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل وتعفرها أمهات الفراعل،
ولئن اتخذتنا مغنما لتجدنا وشيكا مغرما حين لا تجد إلا ما قدمت يداك وما ربك
بظلام للعبيد فإلى الله المشتكى وعليه المعول، فكد كيدك واسع سعيك وناصب
جهدك فو الله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا ولا تدرك أمدنا ولا ترحض عنك
عارها، وهل رأيك إلا فند وأيامك إلا عدد وجمعك إلا بدد يوم ينادي المنادي ألا
لعنة الله على الظالمين، فالحمد لله رب العالمين الذي ختم لأولنا بالسعادة والمغفرة
ولآخرنا بالشهادة والرحمة، ونسأل الله أن يكمل لهم الثواب ويوجب لهم المزيد
ويحسن علينا الخلافة، إنه رحيم ودود وحسبنا الله ونعم الوكيل. فقال يزيد:
يا صيحة تحمد من صوائح * ما أهون الموت على النوائح (1)

(1) اللهوف: 78 - 81.
271

ومعنى قولها: " لقتل حزب الله النجباء لحزب الشيطان الطلقاء " قتل الناس
حزب الله لأجل حزب الشيطان.
وفي الطبري (1) والإرشاد (2) واللهوف، واللفظ للأخير: جلس ابن زياد في القصر
للناس وأذن إذنا عاما وجئ برأس الحسين (عليه السلام) فوضع بين يديه وأدخل نساء
الحسين (عليه السلام) وصبيانه إليه، فجلست زينب بنت علي (عليهما السلام) فأقبل عليها فقال:
الحمد لله الذي فضحكم وأكذب أحدوثتكم، فقالت: إنما يفضح الفاسق ويكذب
الفاجر وهو غيرنا، فقال ابن زياد: كيف رأيت صنع الله بأخيك وأهل بيتك؟ فقالت:
ما رأيت إلا جميلا، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم
وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاج وتخاصم، فانظر لمن يكون الفلج يومئذ هبلتك
أمك يا ابن مرجانة، فغضب ابن زياد وكأنه هم بها، فقال له عمرو بن حريث:
إنها مرأة والمرأة لا تؤخذ بشيء من منطقها، فقال ابن زياد: لقد شفي الله قلبي
من طاغيتك الحسين والعصاة المردة من أهل بيتك، فقالت: لعمري! لقد قتلت
كهلي وقطعت فرعي واجتثثت أصلي فإن كان هذا شفاك فقد اشتفيت، فقال
ابن زياد: هذه سجاعة ولقد كان أبوك شاعرا سجاعا، فقالت: يا ابن زياد ما
للمرأة والسجاعة (3).
وزاد الطبري: إن لي عن السجاعة لشغلا ولكن نفثي ما أقول.
وعد نسب قريش مصعب الزبيري أولادها من زوجها عبد الله بن جعفر ثلاث
بنين، وهم: جعفر الأكبر وعون الأكبر وعلي وبنتين أم كلثوم وأم عبد الله (4).
هذا، وعد مقاتل أبي الفرج المقتولين بالطف من ولد عبد الله بن جعفر ثلاثة
" محمد وعبيد الله " من الخوصاء بنت خصفة، و " عون الأكبر " من زينب (5).

(1) تاريخ الطبري: 5 / 457.
(2) إرشاد المفيد: 244.
(3) اللهوف: 69.
(4) نسب قريش: 82.
(5) مقاتل الطالبيين: 60.
272

وأما الطبري والزبيري فلم يذكرا فيهم من ولدها، بل جعل المقتول " عونا
الأصغر " من جمانة بنت المسيب بن نجبة و " محمدا الأصغر " من بنت خصفة وزاد
الثاني أن " عونا الأكبر " من زينب انقرض وكان أبوه يجديه وجدا شديدا وحزن
عليه حزنا وعرف فيه حتى أبصر بعد ورجع.
هذا، والترجمة لزينب الكبرى من فاطمة (عليها السلام) وله (عليه السلام) زينب الصغرى من أم
ولد، وفي نسب قريش الزبيري: " كانت زينب الصغرى عند محمد بن عقيل
فولدت له عبد الله الذي يحدث عنه، وفيه: العقب من ولد عقيل " (1) وقلنا في " أم
كلثوم ": أن قول الإرشاد أنها أيضا " زينب الصغرى " وهم.
[121]
زينب العطارة الحولاء
عدها البرقي في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله).
وروى الروضة أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لها: إذا أتيتنا طابت بيوتنا، فقالت: بيوتك
بريحك أطيب يا رسول الله (صلى الله عليه وآله). (2)
[122]
زينب بنت عميس
روى الخصال أن النبي (صلى الله عليه وآله) تزوج بخمس عشرة امرأة (إلى أن قال) ثم زينب
بنت عميس (3).
ولم أقف عليها في موضع آخر، كما أن قول ابن قتيبة: " زينب بنت عميس
امرأة حمزة " (4) لم أقف عليه في موضع آخر، وإنما قالوا: " سلمى بنت عميس
امرأة حمزة " كما قالوا: " زينب بنت جحش امرأة النبي (صلى الله عليه وآله) " وكذا زينب
بنت خزيمة.

(1) نسب قريش: 85.
(2) روضة الكافي: 153.
(3) الخصال: 419.
(4) المعارف: 75.
273

[123]
زينب بنت كعب بن عجرة
امرأة أبي سعيد الخدري
في الاستيعاب قالت: أشتكي الناس عليا (عليه السلام) فقام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فينا خطيبا،
فسمعته يقول: أيها الناس لا تشكوا عليا، فو الله! إنه لأخشى في ذات الله من أن
يشتكي به.
[124]
زينب بنت محمد بن يحيى
عدها البرقي والشيخ في رجاله في أصحاب الجواد (عليه السلام).
[125]
سالمة مولاة أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: عدها الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) وما في نوادر وصايا
الفقيه بلفظ " سلمى " (1) مظنون الغلط، لعدم ذكر سلمى في الرجال.
أقول: بل ذكرت فعنونها البرقي، وليس رواية الخبر بلفظ " سلمى " منحصرة
بنوادر وصايا الفقيه، بل رواه كذلك زيادات وصية التهذيب (2) أيضا، لكن الكافي
روى الخبر بلفظ " سلمة مولى أبي عبد الله (عليه السلام) " (3) فجعله رجلا، والظاهر أنه
الصحيح لأن في ذيل الخبر برواية الثلاثة: ويحك! أما تقرأ القرآن " فلو كان امرأة
لقال: ويحك! أما تقرأين القرآن.
[126]
سبيعة الأسلمية، بنت الحارث
قال: عدها الشيخ في رجاله والثلاثة في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله) وقالوا: توفي

(1) الفقيه: 4 / 231.
(2) التهذيب: 9 / 246، وفيه: سالمة.
(3) الكافي: 7 / 55، وفيه: " سالمة " أي اسم امرأة، وفي ذيل الخبر: ويحك أما تقرأين القرآن.
274

زوجها " سعد بن خولة " عنها في حجة الوداع وهي حامل، فوضعت بعده بليال
وحلت للأزواج، وتبين هذا الحكم في حقها.
أقول: نقله هذه الرواية المجعولة وتقريره لها غريب! فلا ريب عندنا أن عدة
الحامل في الوفاة أبعد الأجلين، عملا بالآيتين وجمعا بين الدليلين.
[127]
سديسة الأنصارية
في الاستيعاب: قالت، قال النبي (صلى الله عليه وآله): ما رأى الشيطان عمر إلا خر لوجهه.
وأقول: وإن صح خبرها فوجهه أنه يخر لأنه يراه أشطن منه، وإلا فكيف
يصرح صاحبه صديقهم - وهو أفضل منه عندهم -: " إن له شيطان يعتريه فإذا
اعتراه فليقوموه " ويخر على وجهه من هذا الأدون.
[128]
سرية
جدة أبي طاهر أحمد بن عيسى
قال: قال الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام): جدة أبي طاهر أحمد
ابن عيسى، وهي أم ولد تدعى: سرية.
أقول: وقبل ذاك الكلام (غنيمة بنت الأزدي الكوفي " ومن أين ليسا عنوانا
واحدا، وإن كان الوسيط أيضا جعل " غنيمة " عنوانا و " جدة " عنوانا، ولعل وجهه
أن ظاهر رجال الشيخ كون غنيمة عربية وهذه أمة.
[129]
سعدة بنت قمامة
في الاستيعاب يقال: أدركت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وروى عنها أنها تؤم النساء وتقوم
في وسطهن على حسب ما روي عن أم سلمة.
275

[130]
سعيدة جارية الصادق (عليه السلام)
قال: روى البصائر أن الصادق (عليه السلام) دعا جارية له، وكانت منه بمنزلة، فجائته
بسفط... الخبر (1).
وروى الكشي عن العياشي عن علي بن الحسن، عن محمد بن الوليد، عن
العباس بن هلال، عن الرضا (عليه السلام) ذكر أن سعيدة مولاة جعفر (عليه السلام) كانت من أهل
الفضل، كانت تعلم كلمات سمعت من أبي عبد الله (عليه السلام) وأنه كان عندها وصية
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأن جعفرا (عليه السلام) قال لها: " أسأل الله الذي عرفنيك في الدنيا أن
يزوجنيك في الجنة " وأنها كانت في قرب دار جعفر (عليه السلام) لم تكن ترى في المسجد
إلا مسلمة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خارجة إلى مكة أو قادمة من مكة، وذكر أنه كان آخر
قولها: قد رضينا الثواب وأمنا العقاب (2).
أقول: ما نقله في ترتيب الكشي، وأما أصله ففيه بدل قوله: " تعلم... الخ "
" تعلم كل ما سمعت من أبي عبد الله (عليه السلام) فإنه كان ثقة عندها وصية رسول الله...
الخ " والظاهر تحريفهما.
[131]
سعيدة ومنة
أختا محمد بن أبي عمير
قال: عدهما الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
أقول: وكذا البرقي، والظاهر أن المراد بمحمد بن أبي عمير أخيهما غير
المعروف كما مر في عنوانه، ففي مصافحة نساء نكاح الكافي: الحكم بن مسكين
قال: حدثتني سعيدة ومنة أختا محمد بن أبي عمير بياع السابري قالتا: دخلنا على
أبي عبد الله (عليه السلام) (3).

(1) بصائر الدرجات: 175، الجزء الرابع ح 3.
(2) الكشي: 366.
(3) الكافي: 5 / 526.
276

[132]
سعيدة
قال: عدها الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم (عليه السلام).
وروى نوادر نكاح الكافي عن سعيدة قالت: بعثني أبو الحسن (عليه السلام) إلى امرأة
من آل الزبير لأنظر إليها... الخبر (1).
أقول: وعدها البرقي أيضا في أصحاب الكاظم (عليه السلام).
[133]
سكينة بنت الحسين (عليه السلام)
مرت في أمها الرباب.
[134]
سلمى
امرأة أبي رافع
تأتي في سلمى خادم النبي (صلى الله عليه وآله).
[135]
سلمى بنت عميس
مر في " أسماء " أختها خبر الخصال رحم الله الأخوات من أهل الجنة (إلى أن
قال) وسلمى بنت عميس وكانت تحت حمزة.
وفي البلاذري: سالف النبي (صلى الله عليه وآله) من قبل ميمونة: حمزة كانت تحته " سلمى
بنت عميس " فولدت له أمة الله، وسالف أيضا " شداد بن الهاد " خلف على سلمى
فولدت له عبد الله وعبد الرحمن (2).
وروت العامة عنها خبرا باطلا في ميراث مولى حمزة بأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أعطى
ابن حمزة النصف وبنت المولى النصف (3).

(1) الكافي: 5 / 555.
(2) أنساب الأشراف: 1 / 447.
(3) أسد الغابة: 5 / 479.
277

ومن الغريب! أن الجزري عنون مرة أخرى " سلمى " مطلقة، وروى فيها عين
هذا الخبر وزاد في الخبر " بنت حمزة " ولم يتفطن لوهم من روى له الخبر
ولاتحاده.
هذا، ومر الإشكال في خبر الخصال أيضا.
[136]
سلمى
خادم النبي (صلى الله عليه وآله)
عنونها الجزري عن الثلاثة وقال: هي مولاة صفية بنت عبد المطلب ويقال:
إنها أيضا مولاة للنبي (صلى الله عليه وآله) وهي امرأة " أبي رافع " وكانت قابلة بني فاطمة بنت
النبي (صلى الله عليه وآله) وإبراهيم ابنه، وهي التي غسلت فاطمة مع زوجها ومع أسماء بنت
عميس، وشهدت خيبر مع النبي (صلى الله عليه وآله) وعنها قالت: ما كان يكون بالنبي (صلى الله عليه وآله) قرحة
أو نكتة إلا أمرني أن أضع عليها الحناء.
وأقول: لم أدر من أين قالوا: إن سلمى امرأة أبي رافع مولاة صفية بنت
عبد المطلب؟ وقد صرح البلاذري في عنوان " إماء النبي (صلى الله عليه وآله) " أنها كانت أمة
له (صلى الله عليه وآله) فأعتقها. وقال في عنوان " موالي النبي (صلى الله عليه وآله) ": ورث النبي (صلى الله عليه وآله) سلمى من
أمه، وكانت عند أبي رافع ولدت له " عبيد الله بن أبي رافع " كاتب علي (عليه السلام) (1).
وكلما عبر عنها عبر بمولاة النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: لما قدم هبار - الذي أنفر بعير
زينب بنت النبي حتى سقطت وانكسر ضلع من أضلاعها - على النبي (صلى الله عليه وآله) عام
الفتح مسلما قبل إسلامه وخرجت سلمى مولاة النبي (صلى الله عليه وآله) فقالت: لا أنعم الله بك
عينا، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) لها: مهلا، فقد محا الإسلام ما كان قبله (2).
وروى طبقات كاتب الواقدي، عن عبد الله بن علي بن أبي رافع، عن جدته
سلمى قالت: كان خدم النبي (صلى الله عليه وآله) أنا وخضرة ورضوى وميمونة بنت سعد أعتقهن

(1) أنساب الأشراف: 1 / 485، 477.
(2) أنساب الأشراف: 1 / 398.
278

النبي (صلى الله عليه وآله) كلهن (1).
هذا، وروى الاستيعاب عنها قالت: إن النبي (صلى الله عليه وآله) أوصى بالهرة وقال: إن امرأة
عذبت في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تتركها تأكل من خشاش الأرض.
هذا، وبدلها مسند أحمد بن حنبل ب‍ " أم سلمى " وروى عنها كونها ممرضة
فاطمة (عليها السلام) ووصفها موتها (2) وهو وهم.
[137]
سمراء بنت نهيك
الأسدية
في الاستيعاب أدركت النبي (صلى الله عليه وآله) وعمرت، وكانت تمر في الأسواق وتأمر
بالمعروف وتنهى عن المنكر وتضرب الناس على ذلك بسوط كان معها.
[138]
سمية أم زياد
تأتي في الآتية.
[139]
سمية أم عمار
في الاستيعاب: كانت أمة لأبي حذيفة المخزومي، فزوجها من حليفه ياسر
أبي عمار فولدت له عمارا. وكانت سمية ممن عذبت في الله وصبرت على الأذى
في ذات الله.
قال ابن قتيبة: " خلف عليها بعد ياسر الأزرق وكان غلاما روميا للحارث بن
كلدة، فولدت له سلمة بن الأزرق فهو أخو عمار لأمه " (3) وهذا غلط فاحش من ابن

(1) الطبقات الكبرى: 1 / 497.
(2) مسند أحمد بن حنبل: 6 / 461.
(3) معارف ابن قتيبة: 147.
279

قتيبة، وإنما خلف الأزرق على سمية أم زياد زوجه مولاه الحارث بن كلدة منها،
لأنه - أي الحارث - كان مولى لهما - يعني الأزرق وسمية - فسلمة بن الأزرق
أخو زياد لأمه، لا أخو عمار، وليس بين سمية أم عمار وسمية أم زياد نسب
ولا سبب.
وأقول: إن ابن قتيبة لم يتفرد بما قال، بل قال به قبله البلاذري، فقال:
نزل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) حين حاصر الطائف، رقيق من رقيقهم منهم أبو بكرة نفيع
أخو زياد لأمه، والأزرق وكان غلاما روميا للحارث بن كلدة، وقد كان الأزرق
هذا تزوج سمية أم عمار ثم تزوجها ياسر فولدت له عمارا - ويقال: بل خلف
الأزرق على سمية وقد فارقها ياسر - فولدت له " سلمة بن الأزرق " وهو أخو
عمار لأمه (1).
وقال به بعده الطبري، فقال في ذيله: إن ياسرا أبا عمار قدم من اليمن إلى
مكة، فأقام وحالف أبا حذيفة بن المغيرة المخزومي، وزوجه أبو حذيفة أمة له
يقال له: " سمية بنت خباط " فولدت له عمارا، وخلف على سمية بعده " الأزرق "
وكان غلاما روميا للحارث بن كلدة، وهو ممن خرج يوم الطائف إلى النبي (صلى الله عليه وآله)
مع عبيد أهل الطائف وفيهم أبو بكرة فأعتقهم النبي (صلى الله عليه وآله) فولدت للأزرق سلمة
ابن الأزرق (2).
ولم يغلطوا، وإنما غلط الاستيعاب نفسه حيث توهم أن الأزرق خلف على
سمية " أم زياد " وأن سلمة بن الأزرق أخو زياد لأمه، فيلزم أن يكون أم عمار وأم
زياد واحدة إذا كان الأمر كما قالوا من أن يكون الأزرق خلف على أم عمار، مع
أنه لم يقل أحد: إن الأزرق خلف على أم زياد ولا أن ابنه أخو زياد لأمه. وسمية
أم عمار كانت أمة لأبي حذيفة المخزومي، وسمية أم زياد كانت أمة للحارث
الثقفي، ففي البلاذري: كانت أم زياد من أهل " زندورد " من كسكر تسمى في أهلها

(1) أنساب الأشراف: 1 / 367.
(2) ذيول تاريخ الطبري: 508.
280

ب‍ " أمنج " فسرقها الكواء اليشكري وسماها " سمية " ثم سقى بطن الكواء فخرج إلى
الطائف إلى الحارث وكان طبيب العرب، فعالجه فوهب له سمية، ويقال: كانت أمة
لدهقان الأبلة فقدمها الحارث وعالج الدهقان فوهبها له... الخ (1).
وإخوة زياد لأمه " نافع " و " نفيع أبو بكرة " فقط دون الأزرق، ففي البلاذري:
وقع الحارث بن كلدة على سمية فولدت له على فراشه غلاما سماه " نافعا " ثم وقع
عليها فجاءته بنفيع وهو أبو بكرة وكان أسود، فقال الحارث: والله! ما هذا بابني
ولا كان في آبائي أسود، فقيل له: إن جاريتك ذات ريبة لا تدفع كف لامس،
فنسب أبو بكرة إلى مسروح غلام الحارث ونفى " نافعا " بسبب أبي بكرة.
ثم إن الحارث تزوج صفية الثقفية ومهرها سمية فزوجتها صفية عبدا لها
روميا يقال له: " عبيد " فولدت منه زيادا فأعتقته صفية فلما غزا النبي (صلى الله عليه وآله) الطائف
وخرج أبو بكرة إليه فأعتقه، خشي الحارث أن يفعل نافع مثله، فقال له: أنت ابني
وشبيهي فلا تفعل كما فعل العبد الخبيث فأثبت نسبه يومئذ... الخ (2).
وكيف يمكن أن يتوهم أحد اتحاد سمية أم عمار وسمية أم زياد؟ وأم عمار
أول مؤمنة وأم زياد أول بغية؟
ومرت أم زياد في " زياد " بعنوان " زياد بن عبيد " وأما أم عمار فروى
البلاذري عن أم هانئ أن عمارا وأباه وأمه وأخاه عبد الله بن ياسر كانوا يعذبون
في الله فمر بهم النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: " صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة " فمات ياسر
في العذاب. وأغلظت سمية لأبي جهل فطعنها في قبلها فماتت، ورمى عبد الله بن
ياسر فسقط (3).
نعم، قول ابن قتيبة والطبري وهم من حيث إنهما قالا: خلف الأزرق على سمية
بعد ياسر. والصواب ما قال البلاذري من أن ياسرا خلف عليها بعد الأزرق، لأن أم
عمار لم تفارق أباه حتى قتلا قبل الهجرة في المستضعفين، كما مر من موت سمية

(1) و (2) أنساب الأشراف: 1 / 489.
(3) أنساب الأشراف: 1 / 160.
281

من طعن أبي جهل في فخذها وياسر من شدة العذاب، كما عرفت من خبر أم هانئ.
والذي أوقع صاحب الاستيعاب في الوهم كون الأزرق غلاما للحارث وأم
زياد أمة له، كما عرفت في قوله: " لأنه كان مولى لهما " إلا أن ذلك كان مناسبة لو
كان التاريخ نقل وقوع ذلك.
هذا، وسرى وهم أبي عمر إلى الجزري فقال: اشتبه على ابن قتيبة سمية أم
زياد بسمية أم عمار.
[140]
سنا
في البلاذري: قال أبو عبيدة: عرضت على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سنا بنت الصلت،
ويقال: أسماء بن الصلت السلمية وحملت إليه، فماتت قبل أن تصل إليه (1) ومثله
الاستيعاب والطبري (2).
ولكن روى الكافي عن الحسن البصري أن النبي (صلى الله عليه وآله) تزوج امرأة من بني
عامر بن صعصعة يقال لها: " سنا " وكانت من أجمل أهل زمانها، فلما نظرت إليها
عائشة وحفصة قالتا: لتغلبنا هذه على النبي بجمالها، فقالتا: لا يرى منك حرصا،
فلما دخلت عليه تناولها بيده، فقالت: أعوذ بالله منك، فانقبضت يد النبي (صلى الله عليه وآله) عنها
فطلقها وألحقها بأهلها (إلى أن قال بعد ذكر امرأة أخرى كندية لم يدخل بها لأنها
قالت: لو كان نبيا لما مات إبراهيم ابنه) وأن أبا بكر وعمر خيراهما بين التزويج
والحجاب، فتزوجتا، فجذم أحد الرجلين وجن الآخر (إلى أن قال) روى زرارة
والفضيل عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ما نهى الله تعالى عن شئ إلا وقد عصى فيه
حتى لقد نكحوا أزواج نبيه من بعده وذكر هاتين العامرية والكندية... الخبر. رواه
في باب آخر فيه ذكر أزواج النبي (صلى الله عليه وآله) (3) ولكن روى في باب " ما أحل للنبي (صلى الله عليه وآله) "

(1) أنساب الأشراف: 1 / 463.
(2) تاريخ الطبري: 3 / 166.
(3) الكافي: 5 / 421.
282

عن أبي بصير في تعداد نسائه: وزينب بنت أبي الجون التي خدعت والكندية (1).
[141]
سودة بنت زمعة
في البلاذري: رأت في النوم كأن قمرا انقض عليها من السماء، فتزوجها
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بمكة بعد زوجها " سكران بن عمرو " قبل الهجرة، وبعث بعد الهجرة
لنقلها مع بناته، ولما أسر " سهيل بن عمرو " أخو زوجها الأول في بدر ورأته
" سودة " وهو في القيد ويده إلى عنقه قالت له سودة - وكان ابن عمها -: أعطيتم
بأيديكم هلا متم كراما، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): يا سودة أعلى الله ورسوله؟ فقالت:
والذي بعثك بالحق ما ملكت نفسي حين رأيته على هذه الحال فاستغفر لي، فقال:
يغفر الله لك.
وعن الشعبي أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لنسائه: " أطولكن يدا أسرعكن بي لحاقا "
فكانت سودة أطولهن يدا، فلما توفيت زينب قلن: صدق النبي (صلى الله عليه وآله) كانت أطولنا
يدا في الخير.
وقال النبي لنسائه في حجة الوداع: " هذه الحجة ثم طهور الحصر " فحججن
بعده إلا " سودة " و " زينب " قالتا: لا تحركنا دابة بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). ولما اختصم
عبد بن زمعة أخوها مع سعد بن أبي وقاص في ابن وليدة زمعة - لأن عتبة بن أبي
وقاص أخا سعد عهد إليه أنه منه، فكان سعد أخذه عام الفتح - إلى النبي (صلى الله عليه وآله)
حكم به لأخيها وقال: " الولد للفراش وللعاهر الحجر " ثم قال لسودة: " احتجبي
منه " لما رأى من شبهه بعتبة، فما رآها حتى لقى الله تعالى (2).
وفي الجزري عن الباقر (عليه السلام): أول امرأة تزوجها النبي (صلى الله عليه وآله) بعد خديجة
سودة، وعن عكرمة عن ابن عباس قال: خشيت سودة أن يطلقها النبي فقالت: لا
تطلقني وأمسكني واجعل يومي لعائشة، ففعل فنزلت: (فلا جناح عليهما أن

(1) الكافي: 5 / 390.
(2) أنساب الأشراف: 1 / 407.
283

يصطلحا بينهما صلحا والصلح خير).
وأقول: الصحيح في نزول الآية نزولها في بنت " محمد بن مسلمة " امرأة رافع
ابن خديج.
وفي الطرائف في الجمع بين صحيحي الحميدي من مسند عائشة قالت: كان
أزواج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يخرجن ليلا إلى قبل المصانع، فخرجت سودة فرآها عمر وهو
في المجلس فقال: عرفتك يا سودة. وفي رواية فنزلت الحجاب عقيب ذلك (1).
وروى الكافي عن الصادق (عليه السلام) أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال في شاة سودة: لم لم
ينتفعوا باهابها إذ لم ينتفعوا بلحمها (2).
[142]
سودة بنت عمارة بن الأسك
روى بلاغات نساء " أحمد بن أبي طاهر " أنها دخلت على معاوية فقال لها:
هيه يا بنت الأسك! ألست القائلة يوم صفين:
شمر كفعل أبيك يا ابن عمارة * يوم الطعان وملتقى الأقران
وانصر عليا والحسين ورهطه * واقصد لهند وابنها بهوان
إن الإمام أخو النبي محمد * علم الهدى ومنارة الإيمان
فقالت: اي والله! ما مثلي من رغب عن الحق أو اعتذر بالباطل، قال: فما
حملك على ذلك؟ قالت: حب علي (عليه السلام) واتباع الحق (إلى أن قال) قال معاوية:
فما حاجتك؟ قالت: إنك أصبحت للناس سيدا ولأمرهم متقلدا والله سائلك من
أمرنا وما افترض عليك من حقنا، ولا يزال يقدم علينا من ينوء بعزك ويبطش
بسلطانك، فيحصدنا حصد السنبل ويدوسنا دوس البقر ويسومنا الخسيسة
ويسلبنا الجليلة، هذا بسر بن أرطاة قدم علينا من قبلك فقتل رجالي وأخذ مالي
يقول لي: فوهي بما استعصم الله منه وألجأ إليه فيه - تعني سب أمير المؤمنين (عليه السلام) -

(1) الطرائف: 445.
(2) الكافي: 6 / 259.
284

فإما عزلته عنا فشكرناك وإما لا فعرفناك! فقال: أتهدديني بقومك؟ لقد هممت
أن أحملك على قتب أشرس فأردك إليه ينفذ فيك حكمه، فأطرقت تبكي ثم
أنشأت تقول:
صلى الإله على جسم تضمنه * قبر فأصبح فيه العدل مدفونا
قد حالف الحق لا يبغي به بدلا * فصار بالحق والإيمان مقرونا
قال: ومن ذلك؟ قالت: علي بن أبي طالب، قال: وما صنع لك حتى صار عندك
كذلك؟ قالت: قدمت عليه في رجل ولاه صدقتنا قدم علينا من قبله فكان بيني
وبينه ما بين الغث والسمين، فأتيت عليا (عليه السلام) لأشكو إليه ما صنع بنا فوجدته قائما
يصلي، فلما نظر إلي انفتل من صلاته، ثم قال لي برأفة وتعطف: ألك حاجة؟
فأخبرته الخبر، فبكى ثم قال: اللهم إنك أنت الشاهد علي وعليهم أني لم آمرهم
بظلم خلقك ولا بترك حقك " ثم أخرج من جيبه قطعة جلد فكتب فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم: قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان
ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين، بقية الله خير لكم إن كنتم
مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ، إذا قرأت كتابي فاحتفظ بما في يديك حتى يقدم
عليك من يقبضه منك، والسلام، فأخذته منه ما ختمه بطين ولا خزمه بخزام فقرأته.
فقال لها معاوية: لقد لمظكم ابن أبي طالب الجرأة على السلطان فبطيئا ما
تفطمون، ثم قال: اكتبوا لها برد مالها والعدل عليها، قالت: إلي خاص أم لقومي
عام؟ قال: ما أنت وقومك؟ قالت: هي إذن والله الفحشاء واللؤم إن لم يكن عدلا
شاملا وإلا فأنا كسائر قومي، قال: اكتبوا لها ولقومها (1).
[143]
سهلة بنت سهيل
روى سننن أبي داود أنها استحيضت فأمرها النبي (صلى الله عليه وآله) أن تغتسل عند كل

(1) بلاغات النساء: 30.
285

صلاة، فلما جهدها ذلك أمرها أن تجمع بين الظهر والعصر بغسل... الخبر (1).
[144]
شراف أخت دحية الكلبي
عدوها في أزواج النبي (صلى الله عليه وآله) وقالوا: هلكت قبل دخولها عليه (صلى الله عليه وآله).
[145]
شنباء
في الطبري عن هشام الكلبي: أن شنباء بنت عمرو الغفارية هي التي قالت لما
مات إبراهيم: " لو كان نبيا لما مات ابنه " فسرحها النبي (صلى الله عليه وآله) (2).
[146]
شهربانو
اختلفت الأخبار في زمان سبيها، روى مولد سجاد الكافي عن الباقر (عليه السلام)
قال: لما أقدمت بنت يزدجرد على عمر أشرف لها عذارى المدينة (إلى أن قال)
فقال لها أمير المؤمنين (عليه السلام) ما اسمك؟ فقالت: " جهان شاه " فقال (عليه السلام): بل
" شهربانويه " ثم قال للحسين (عليه السلام) لتلدن لك خير أهل الأرض... الخبر (3).
وروى العيون عن الرضا (عليه السلام) أن عبد الله بن عامر لما افتتح خراسان أصاب
ابنتين ل‍ " يزدجرد بن شهريار " ملك الأعاجم، فبعث بهما إلى عثمان فوهب
إحداهما للحسن (عليه السلام) والأخرى للحسين (عليه السلام) فماتتا عندهما نفساوين، وكانت
صاحبة الحسين (عليه السلام) نفست بعلي بن الحسين (عليه السلام) فكفله بعض أمهات أولاد أبيه
فنشأ وهو لا يعرف أما غيرها ثم علم أنها مولاته، وكان الناس يسمونه أمه،
وزعموا أنه زوج أمه... الخبر (4).

(1) سنن أبي داود: 1 / 79.
(2) تاريخ الطبري: 3 / 166.
(3) الكافي: 1 / 467.
(4) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 128، ح 6.
286

وفي الإرشاد: ولى أمير المؤمنين (عليه السلام) حريث بن جابر الحنفي جانبا من
المشرق، فبعث إليه ابنتي " يزدجرد بن شهريار بن كسرى " فنحل ابنه الحسين (عليه السلام)
شاهزنان منهما، ويقال: إن اسمها كان شهربانويه (1).
[147]
صفية بنت حي بن أخطب
في البلاذري: تزوجها النبي (صلى الله عليه وآله) وكانت صفية يوم خيبر، وكان له من كل
مغنم صفي يصطفيه عبد أو أمة أو سيف أو غير ذلك، وكانت قبله عند كنانة بن أبي
العقيق اليهودي فقتل عنها في خيبر، فجعل النبي (صلى الله عليه وآله) مهرها عتقها، وأعرس بها في
طريقه بعد أن حاضت حيضة فسترت بكساءين ومشطتها أم سليم - أم أنس -
وعطرتها، وكانت وليمتها حيس على أنطاع، وقرب لصفية بعير لتركبه فوضع
النبي (صلى الله عليه وآله) رجله لتضع قدمها على فخذه، فأبت ووضعت ركبتها على فخذه.
وجرى بينها وبين عائشة ذات يوم كلام فعيرتها باليهودية وفخرت عليها،
فشكت ذلك إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: ألا قلت لها: " أبي هارون وعمي موسى وزوجي
محمد فهل فيكن مثلي؟ " وكان النبي (صلى الله عليه وآله) يقسم لصفية مثل قسمة نسائه، وفرض
عمر لأزواج النبي (صلى الله عليه وآله) في عشرة آلاف عشرة آلاف وفضل عائشة لحب النبي
إياها، وفرض لجويرية وصفية ستة آلاف ستة آلاف (2).
وفي الجزري: كانت صفية قبل ذلك رأت أن قمرا وقع في حجرها فذكرت
ذلك لأبيها فضرب وجهها ضربة أثرت فيه، وقال: إنك لتمدين عنقك إلى أن تكوني
عند ملك العرب، فلم يزل الأثر في وجهها حتى أتي بها النبي (صلى الله عليه وآله) فسألها عنه،
فأخبرته الخبر، وروى علي بن الحسين عن صفية قالت: جئت إلى النبي (صلى الله عليه وآله)
أتحدث عنده - وكان معتكفا في المسجد - فقام معي يبلغني بيتي، فلقيه رجلان من
الأنصار فلما رأيا النبي (صلى الله عليه وآله) رجعا، فقال: تعاليا فإنها " صفية " فقالا: نعوذ بالله

(1) إرشاد المفيد: 253.
(2) أنساب الأشراف: 1 / 442 - 444.
287

سبحان الله! فقال: إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم.
وروى سنن أبي داود أن عائشة قالت للنبي (صلى الله عليه وآله): حسبك من صفية كذا وكذا -
تعني قصيرة - فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) لها: لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته (1).
وروى ميزان الذهبي عن مالك بن مالك - وقد ذكره ابن حبان في ثقاته - عنها
قالت: قلت: يا رسول الله، ليس من نسائك أحد إلا ولها عشيرة تلجأ إليها غيري،
فإن حدث بك حدث إلى من ألجأ؟ قال: إلى علي (2).
وفي سيرة ابن هشام قال ابن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم
قال: حدثت عن صفية قالت: كنت أحب ولد أبي إليه وإلى عمي أبي ياسر، لم
ألقهما قط مع ولد لهما إلا أخذاني دونه، فلما قدم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) المدينة ونزل قباء
غدا عليه أبي وعمي مغلسين فلم يرجعا إلا مع الغروب، فأتيا كالين كسلانين
ساقطين يمشيان الهويني، فهششت إليهما فما التفتا إلي. وسمعت عمي وهو يقول
لأبي: أهو هو؟ قال: نعم والله! قال: أتعرفه وتثبته؟ قال: نعم، قال: فما في نفسك
منه؟ قال: عداوته والله ما بقيت (3).
[148]
صفية بنت عبد المطلب
في الجزري: كانت صفية في فارع - حصن حسان في الخندق - قالت: وكان
حسان معنا في الحصن مع النساء والصبيان حيث خندق النبي (صلى الله عليه وآله) فمر بنا رجل
يهودي، فجعل يطيف بالحصن وقد حاربت بنو قريظة وقطعت ما بينها وبين
النبي (صلى الله عليه وآله) وليس بيننا وبينهم أحد يدفع عنا، والنبي (صلى الله عليه وآله) والمسلمون في نحور
عدوهم لا يستطيعون أن ينصرفوا إلينا إن أتانا آت، فقلت: يا حسان، هذا اليهودي
يطوف بنا ولا آمنه أن يدل على عوراتنا من وراءنا من يهود فانزل إليه فاقتله،

(1) سنن أبي داود: 4 / 269.
(2) ميزان الاعتدال: 3 / 428.
(3) السيرة النبوية: 2 / 165.
288

فقال: يغفر الله لك يا ابنة عبد المطلب، والله لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا، فلما قال
ذلك ولم أر عنده شيئا احتجزت وأخذت عمودا ونزلت من الحصن إليه فضربته
بالعمود فقتلته، ثم رجعت فقلت: يا حسان، أنزل فاسلبه فإنه لم يمنعني من سلبه
إلا أنه رجل، فقال: مالي بسلبه حاجة يا ابنة عبد المطلب، قال عروة: هي أول
امرأة قتلت رجلا من المشركين.
وفي البلاذري: تزوجها الحارث بن حرب بن أمية فولدت له الصفياء، ثم
خلف عليها العوام بن خويلد فولدت له الزبير (1).
والمفهوم من الزبيري في نسب قريشه أن العوام أبو عذرها (2) ونسبه أبو عمر
إلى قيل.
وفي بيان الجاحظ قالت صفية يوم السقيفة مخاطبة للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم):
قد كان بعدك أنباء وهنبثة * لو كنت شاهدها لم يكثر الخطب
إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * واختل قومك فاشهدهم فقد شغبوا (3)
وفي البلاذري قالت صفية لأبي لهب: " أي أخي أحسن بك خذلان ابن أخيك
وإسلامه، فو الله! ما زال العلماء يخبرون أنه يخرج من ضئضئ عبد المطلب نبي
فهو هو " فقال: هذا والله الباطل والأماني وكلام النساء في الحجال إذا قامت
بطون قريش كلها وقامت معها العرب فما قوتنا بهم، فو الله! ما نحن عندهم إلا
أكلة رأس (4).
وفيه قال النبي (صلى الله عليه وآله) في مرض موته: " يا فاطمة بنت رسول الله، يا صفية عمة
رسول الله، إعملا لما عند الله، فإني لا أغني عنكما من الله شيئا " فما انتصف النهار
حتى توفي النبي (صلى الله عليه وآله) (5).

(1) أنساب الأشراف: 1 / 90.
(2) نسب قريش: 20.
(3) البيان والتبيين: 4 / 61.
(4) أنساب الأشراف: 1 / 119.
(5) أنساب الأشراف: 1 / 559.
289

وفي الجزري: لما قتل حمزة أقبلت صفية - وكانت أخته لأمه - لتنظر إليه،
فقال النبي (صلى الله عليه وآله) لابنها الزبير: ألقها فارجعها لا ترى ما بأخيها، فلقيها الزبير وقال:
أي أمه! إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يأمرك أن ترجعي، قالت: ولم؟ فقد بلغني أنه مثل بأخي،
وذاك في الله، فما أرضانا بما كان من ذلك لأصبرن ولأحتسبن إن شاء الله، فرجع
الزبير إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وأخبره بقولها، فقال: خل سبيلها فأتته فنظرت إليه
واسترجعت واستغفرت له... الخبر.
[149]
صفية بنت يونس أبي إسحاق
الهمداني
تأتي في مريسة.
[150]
عائشة بنت أبي بكر
قال: عدها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله) وبالغت العامة في
علمها، ولذا قال الأزري:
سمعت أربعين ألف حديثا * ومن الذكر آية تنساها
يعني: بذلك آية الحجاب المنافية للخروج إلى حرب الجمل.
أقول: بل عنى الأزري آية: (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية
الأولى) المنافية للخروج إلى الجمل.
وفي مروج المسعودي رئي بالبصرة رجل مصطلم الأذن فسئل عن قصته،
فذكر أنه خرج يوم الجمل ينظر إلى القتلى، فنظر إلى رجل منهم يخفض رأسه
ويرفعه وهو يقول:
لقد أوردتنا حومة الموت أمنا * فلم ننصرف إلا ونحن رواء
أطعنا بني تيم لشقوة جدنا * وما تيم إلا أعبد وإماء
290

(إلى أن قال) فصاح بي: أدن مني لقني الشهادة، فصرت إليه فلما قربت منه
استدناني، ثم التقم أذني فذهب بها فجعلت ألعنه، فقال: إذا صرت إلى أمك فقالت:
من فعل بك هذا؟ فقل: فعله بي مخدوع المرأة التي أرادت أن تكون
أمير المؤمنين (1).
وفي عقد ابن عبد ربه: دخلت أم أوفى العبدية بعد الجمل على عائشة فقالت
لها: ما تقولين في امرأة قتلت ابنا لها صغيرا؟ قالت: وجبت لها النار، قالت: فما
تقولين في امرأة قتلت من أولادها الأكابر عشرين ألفا في صعيد واحد؟ قالت:
خذوا بيد عدوة الله (2).
ومر في أم سلمة خبر أبي مخنف في خروج عائشة إلى الجمل أن أم سلمة
قالت لها: وإنك لتعرفين منزلة علي (عليه السلام) عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أفأذكرك؟ قالت: نعم،
قالت: أتذكرين يوم أقبل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ونحن معه حتى إذا هبط من قديد ذات
الشمال خلا بعلي (عليه السلام) يناجيه فأطال، فأردت أن تهجمين عليهما فنهيتك فعصيتني
فهجمت، فما لبثت أن رجعت باكية، فقلت: ما شأنك، فقلت: إني هجمت عليهما
وهما يتناجيان، فقلت لعلي ليس لي من النبي إلا يوم من تسعة أيام أفما تدعني يا
ابن أبي طالب ويومي، فأقبل النبي علي وهو غضبان محمر الوجه فقال: ارجعي
وراءك، والله! لا يبغضه أحد من أهل بيتي ولا من غيرهم إلا وهو خارج عن
الإيمان، فرجعت نادمة ساقطة؟ فقالت: نعم أذكر ذلك، قالت: وأذكرك أيضا، كنت
أنا وأنت مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنت تغسلين رأسه وأنا أحيس له حيسا - وكان الحيس
يعجبه - فرفع رأسه وقال: " يا ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأدأب (3) تنبحها
كلاب الحوأب فتكون ناكبة عن الصراط " فرفعت يدي من الحيس، فقلت: أعوذ
بالله ورسوله من ذاك، ثم ضرب على ظهرك وقال: " إياك أن تكونيها يا حميراء!

(1) مروج الذهب: 2 / 370.
(2) العقد الفريد: 4 / 305.
(3) في المصدر: الأذنب.
291

أما أني فقد أنذرتك " قالت: نعم، أذكر هذا، قالت: وأذكرك أيضا، كنت أنا وأنت مع
النبي (صلى الله عليه وآله) في سفر له، وكان علي (عليه السلام) يتعاهد نعل النبي (صلى الله عليه وآله) فيخصفها ويتعاهد
أثوابه فيغسلها، فنقبت له نعل فأخذها يومئذ يخصفها، وبعد في ظل سمرة، وجاء
أبوك ومعه عمر فاستأذنا عليه فدخلا ثم قالا له: إنا لا ندري قدر ما تصحبنا، فلو
أعلمتنا من تستخلف علينا ليكون لنا بعدك مفزعا؟ فقال لهما: " أما أني أرى مكانه
ولو فعلت لتفرقتم عنه كما تفرقت بنو إسرائيل عن هارون " فسكتا ثم خرجا،
فقلت للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - وكنت أجرأ عليه منا -: من كنت مستخلفا عليهم؟ فقال:
خاصف النعل، فقلت: ما أرى أحدا إلا عليا، فقال: هو ذاك، قالت: نعم أذكر ذلك،
قالت: فأي خروج تخرجين بعد هذا؟ فقالت: إنما أخرج للإصلاح بين الأناس،
فقالت: أنت ورأيك. (1)
ولم ينحصر مخالفتها في نص الكتاب بقوله تعالى: (وقرن في بيوتكن ولا
تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) بل يدل عليها أيضا قوله تعالى: (يا نساء
النبي (صلى الله عليه وآله) من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك
على الله يسيرا) ولا فاحشة أبين من إقامتها حرب الجمل وقتلها آلافا من
المسلمين وتسبب الجمل لصفين والنهروان، ومع ذلك يكون استحقاقها للنار
عندهم عسيرا، فيقول مجاهد، كما في البلاذري - وذكر عنده مسير عائشة إلى
البصرة لحرب الجمل -: ليس ذلك بمذهب فضلها البارع ولا مبطل ما تقدم لها
وتأخر من الإحسان... الخ (2).
فهل قوله إلا رد لقوله عز وجل!
ومن المضحك! أن عائشة كانت معترفة بجناياتها في مدة عمرها حتى
استحيت أن يدفنوها مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ويقول مجاهد: لها إحسان متقدم ومتأخر،

(1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 6 / 217.
(2) أنساب الأشراف: 1 / 417.
292

ففي معارف ابن قتيبة " توفيت عائشة سنة 58 وقد قاربت السبعين، فقيل لها:
ندفنك مع النبي (صلى الله عليه وآله)؟ فقالت: " إني قد أحدثت أحداثا بعده فادفنوني مع أخواتي "
فدفنت بالبقيع (1).
ويقول الجزري في تاريخه - بعد نقل رجز ربيعة العقيلي من أصحاب
أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم الجمل
يا أمنا أعق أم نعلم * والأم تغذو ولدا وترحم
ألا ترين كم شجاع يكلم * وتختلى منه يد ومعصم
-: كذب، فهي أبر أم نعلم.
ومما يدل على عداوتها لله ولرسوله بل كفرها كصاحبتها من نص الكتاب قوله
تعالى في سورة التحريم في صدرها وذيلها، فقال عز وجل في صدرها مخاطبا
لهما: (إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه
وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير).
قال الزمخشري: قال ابن عباس: لم أزل حريصا على أن أسأل عمر عنهما -
أي المخاطبتين - حتى حج وحججت معه، فلما كان ببعض الطريق عدل وعدلت
معه بالإداوة، فسكبت الماء على يده فتوضأ، فقلت: من هما؟ فقال: عجبا يا ابن
عباس! كأنه كره ما سألته عنه، ثم قال: هما حفصة وعائشة (2).
وقال عز اسمه في ذيلها: (ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط
كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا
وقيل أدخلا النار مع الداخلين).
قال الزمخشري: وفي طي هذين التمثيلين تعريض بأمي المؤمنين
المذكورتين في أول السورة وما فرط منهما من التظاهر على رسوله بما كرهه
وتحذير لهما على أغلظ وجه وأشده لما في التمثيل من ذكر الكفر (3).

(1) المعارف: 80.
(2) الكشاف: 4 / 566.
(3) الكشاف: 4 / 571.
293

وقال أيضا في قوله تعالى بعد تلك الآية (وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة
فرعون - إلى قوله تعالى - ومريم ابنة عمران... الآية): أشار تعالى إلى أن من
حقهما أن تكونا في الإخلاص والكمال فيه كمثل هاتين المرأتين، وألا تتكلا على
أنهما زوجا النبي فإن ذلك الفضل لا ينفعهما، والتعريض بحفصة أرجح لأن امرأة
لوط أفشت عليه كما أفشت حفصة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأسرار التنزيل ورموزه في
كل باب بالغة من اللطف والخفاء حدا يدق عن تفطن العالم ويزل عن تبصره (1).
وأقول: كبراه صحيحة في أسرار التنزيل ورموزه، إلا أن صغراه في كون
قصتهما من الأسرار والرموز ليست بصحيحة، فإن القرآن نادى به جهارا وأفصح
وصرح لكل من ألقى السمع وهو شهيد، إلا أن إخواننا مع هذه وصفوها بالصديقة،
كما وصفوا مريم - ومنهم الجزري - إنشاء ونقلا عن مسروق.
ومن المضحك! أن الله تعالى يضرب لها مثل امرأة نوح وامرأة لوط وهم
يجعلونها أفضل من مريم في ما وضع لهم معاوية، ففي البلاذري عن أبي موسى
قال النبى: كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون
ومريم ابنة عمران، وأن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام (2).
ومن المغرب! أن الله تعالى يقول لها: (وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه
وجبريل... الآية) وهم نقلوا عن عائشة نفسها قالت: قال لي النبي يوما: يا عائشة
أن جبرئيل يقرأ عليك السلام.
ونقلوا عنها أيضا قالت: ما تزوجني النبي حتى أتاه جبرئيل بصورتي.
ومن تظاهرهما على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما رواه البلاذري عن محمد بن جبير بن
مطعم قال: خرجت حفصة من بيتها، فبعث النبي (صلى الله عليه وآله) إلى جاريته فجاءت فدخلت
عليه حفصة وهي معه، فقالت للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أفي بيتي وعلى فراشي؟ فقال
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أسكتي، فلك الله لا أقربها أبدا، ولا تذكري هذا لأحد أبدا، فأخبرت

(1) الكشاف: 4 / 571.
(2) أنساب الأشراف: 1 / 413.
294

به عائشة، وكانت لا تكتمها شيئا إنما كان أمرهما واحدا، فأنزل تعالى: (يا أيها
النبي لم تحرم ما أحل الله لك... الخ) (1).
وعن عروة بن الزبير قال: قالت عائشة: كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يأتي أم سلمة في
غير يومها فتخرج إليه عكة عسل فيلعق منه، وكان يحب العسل ويعجبه، فقلت
لحفصة: أما ترين مكث النبي عند أم سلمة؟ فإذا دنا منك فقولي: إني أجد منك ريح
شئ، فإنه سيقول: ذلك من عسل أصبته عند أم سلمة، فقولي له: أرى نحلة جرس
وعرفطا، قال: فلما دخل على عائشة ودنا منها قالت: إني أجد منك شيئا فما
أصبته، قال: عسلا، فقالت: أرى نحلة جرس العرفط، ثم خرج من عندها فأتى
حفصة، فقالت له مثل ذلك، فلما قالتاه جميعا اشتد ذلك على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ودخل
على أم سلمة فأخرجت إليه العسل، فقال: لا حاجة لي فيه وحرمه على نفسه،
وقالت عائشة لحفصة: ما أرانا إلا قد أتينا عظيما منعنا النبي شيئا كان يشتهيه (2).
وعن عاصم بن بهدلة قال: إن النبي (صلى الله عليه وآله) تزوج امرأة من كندة يقال لها:
" أسماء بنت النعمان " وكانت عائشة وحفصة تولتا مشطها وإصلاح أمرها، فقالتا
لها: إنه يعجب النبي من المرأة إذا دنا منها أن تقول: أعوذ بالله منك، فلما مد يده
إليها استعاذت منه، فوضع كمه على وجهه وقال: عذت بمعاذ - ثلاثا - وأمر أن
تلحق بأهلها، فماتت كمدا (3).
وروى ابن مندة وأبو نعيم عن خليسة جارية حفصة: أن عائشة وحفصة كانتا
جالستين تتحدثان، فأقبلت سودة زوج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت إحداها للأخرى: أما
ترى سودة ما أحسن حالها لنفسدن عليها - وكانت من أحسنهن حالا كانت تعمل
الأديم الطائفي - فلما دنت منهما قالتا لها: يا سودة أما شعرت؟ قالت: وما ذلك؟
قالتا: خرج الأعور الدجال، ففزعت وخرجت حتى دخلت خيمة لهم يوقدون

(1) أنساب الأشراف: 1 / 423.
(2) أنساب الأشراف: 1 / 425.
(3) أنساب الأشراف: 1 / 457.
295

فيها - وكان في مائيتها زعفران - فأقبل النبي (صلى الله عليه وآله) فلما رأتاه استضحكتا وجعلتا
لا تستطيعان أن تكلماه، حتى أومأت إليه فذهب حتى قام على باب الخيمة،
فقالت: يا نبي الله! خرج الدجال الأعور؟ فقال: " لا " فخرجت وجعلت تنفض
عنها نسج العنكبوت.
ومر في حفصة: أن أمير المؤمنين (عليه السلام) لما نزل بذي قار في توجهه إلى البصرة
كتبت عائشة إلى حفصة: " أما بعد، فإنا نزلنا البصرة ونزل علي بذي قار، والله داق
عنقه كدق البيضة على الصفا، أنه بمنزلة الأشقر إن تقدم نحر وإن تأخر عقر "
فاستبشرت حفصة بالكتاب ودعت صبيان بني تيم وبني عدي، وأعطت جواريها
دفوفا وأمرتهن أن يضربن بالدفوف ويقلن: " الخبر ما الخبر، علي بذي قار
كالأشقر، إن تقدم نحر وإن تأخر عقر " فذهبت إليها أم كلثوم وقالت لها: " إن
تظاهرت أنت وأختك على أمير المؤمنين (عليه السلام) فقد تظاهرتما على أخيه
رسول الله (صلى الله عليه وآله) من قبل فأنزل الله فيكما ما أنزل... الخبر.
ومن تظاهرهما إفشاءهما سر نبيه (صلى الله عليه وآله) فنزلت سورة التحريم، ففي تفسير
القمي كان سبب نزولها أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا كان في بعض بيوت نسائه تكون مارية
القبطية معه تخدمه، فكان ذات يوم في بيت حفصة فذهبت حفصة في حاجتها
فتناول النبي (صلى الله عليه وآله) مارية، فعلمت حفصة بذلك فغضبت وأقبلت على النبي (صلى الله عليه وآله)
فقالت له: " هذا في يومي وفي داري وعلى فراشي! " فاستحيى النبي (صلى الله عليه وآله) منها،
فقال: كفي فقد حرمت مارية على نفسي ولا أطأها بعد هذا أبدا وأنا أفضي إليك
سرا، فإن أنت أخبرت به فعليك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، فقالت: نعم،
ما هو؟ قال: إن أبا بكر يلي الخلافة من بعدي ثم من بعده أبوك، فقالت: من أخبرك
بهذا؟ قال: الله أخبرني، فأخبرت حفصة عائشة في يومها بذلك وأخبرت عائشة
أبا بكر، فجاء أبو بكر إلى عمر فقال لهما: إن عائشة أخبرتني عن حفصة بشيء،
ولا أثق بقولها فاسأل حفصة، فجاء عمر إلى حفصة فقال له: ما هذا الذي أخبرت
296

عنك عائشة؟ فأنكرت ذلك وقالت: ما قلت لها من ذلك شئ! فقال عمر: إن كان
هذا حقا فأخبرينا حتى نتقدم فيه، فقالت: نعم قد قال ذلك النبي، فاجتمعوا أربعة
على أن يسموا النبي، فنزل جبرئيل (عليه السلام) عليه بهذه السورة: (يا أيها النبي لم تحرم
ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم قد فرض الله لكم تحلة
أيمانكم) يعني قد أباح الله لك أن تكفر عن يمينك (والله هو العليم الحكيم *
وإذا أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه) يعني:
أظهر الله نبيه على ما أخبرت به وما هموا من قتله (عرف بعضه) أي، قال: لم
أخبرت بما أخبرتك به (وأعرض عن بعض) أي: لم يخبرهم بما يعلم مما هموا
به من قتله، قالت: من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير... الخ (1).
وقد عرفت أن البلاذري روى مثله عن محمد بن جبير بن مطعم بدون ذكر ذيله.
وفي الكشاف: روي أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خلا بمارية في يوم عائشة وعلمت بذلك
حفصة فقال لها: " أكتمي علي وقد حرمت مارية على نفسي، وأبشرك أن أبا بكر
وعمر يملكان بعدي أمر أمتي " فأخبرت به عائشة وكانتا متصادقتين، وقيل: خلابها
في يوم حفصة فأرضاها بذلك واستكتمها فلم تكتم، فطلقها واعتزل نساءه ومكث
تسعا وعشرين ليلة في بيت مارية (إلى أن قال) في تفسير (فلما نبأت به وأظهره
الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض): قيل: المعرف حديث الإمامة والمعرض
عنه حديث مارية. وروي أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لها: ألم أقل لك: أكتمي علي؟ قالت:
والذي بعثك بالحق! ما ملكت نفسي فرحا بالكرامة التي خص الله بها أباها (2).
والصواب تفسير البعضين ما مر عن القمي، فإن همهما بما همتا مع أبويهما
شئ لم يكن للنبي (صلى الله عليه وآله) بد سوى إعراضه عن ذكره دون حديث مارية، ويدل على
كونه المراد قوله تعالى بعد: (وإن تظاهرا عليه... الآية).
وكيف كان: فالكلام يدل على أن إخبار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بملك الرجلين نظير

(1) تفسير القمي: 2 / 375.
(2) تفسير الكشاف: 4 / 565 - 566.
297

إخباره (صلى الله عليه وآله وسلم) بملك بني أمية، كما ورد في تفسير قوله تعالى: (وما جعلنا الرؤيا
التي أريناك إلا فتنة للناس) ولو كان ملكهما حقا لكان على النبي (صلى الله عليه وآله) إعلانه، لا
أن يشترط كتمانه.
ثم اعتراض حفصة أو صاحبتها عائشة على النبي (صلى الله عليه وآله) في مقاربة مارية في
بيتها وفراشها ويومها كان غير حق، لأن البيت والفراش كانا للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ملكا،
والعمل كان في وقت خروجها بنفسها، وإنما حلف (صلى الله عليه وآله وسلم) لعدم مقاربتها بعد - كما
أخبرها بما مضى في علم الله تعالى - لدفع شرها وغائلة مشاغبتها.
وروى الكافي في باب السجود والتسبيح عن أبي جعفر (عليه السلام) كان النبي (صلى الله عليه وآله)
عند عائشة ذات ليلة فقام يتنفل (إلى أن قال) فلما انصرف قال: يا عائشة، لقد
أوجعت عنقي، أي شئ ظننت خشيت أن أقوم إلى جاريتك؟ (1).
وفي الإرشاد - في مرض النبي (صلى الله عليه وآله) - قال النبي (صلى الله عليه وآله): يصلي بالناس بعضهم
فإني مشغول بنفسي، فقالت عائشة: مروا أبا بكر، قالت حفصة: مروا عمر، فقال
النبي (صلى الله عليه وآله) حين سمع كلامهما ورأى حرص كل واحدة منهما على التنويه بأبيها
وافتتانهما بذلك وهو حي: " اكففن فإنكن صويحبات يوسف " ثم قام مبادرا خوفا من
تقدم أحد الرجلين - وقد أمرهما بالخروج مع أسامة ولم يك عنده أنهما قد تخلفا،
فلما سمع من عائشة وحفصة ما سمع علم أنهما متأخران عن أمره - فبدر لكف الفتنة
وإزالة الشبهة، فقام وأنه لا يستقل على الأرض من الضعف، فأخذ بيده علي (عليه السلام)
والفضل ابن عباس، فاعتمد عليهما ورجلاه تخطان الأرض من الضعف، فلما
خرج إلى المسجد وجد أبا بكر قد سبق إلى المحراب فأومأ إليه أن تأخر... الخ (2).
والعامة حرفوا صدر الرواية، فروى البلاذري في أسانيد " أنه لما مرض
النبي (صلى الله عليه وآله) قال: مروا أبا بكر فليصل بالناس، فقالت عائشة: إن أبا بكر رجل رقيق
وإن قام مقامك لم يكن يسمع الناس فلو أمرت عمر، قال: مروا أبا بكر فليصل

(1) الكافي: 3 / 324.
(2) إرشاد المفيد: 97 - 98.
298

بالناس فإنكن صواحب يوسف " (1) فإنه إذا كان الأمر كما رووا أي مناسبة لقول
النبي (صلى الله عليه وآله): " إنكن صواحب يوسف؟ " وصواحب يوسف إنما كن هن راودن
يوسف عن نفسه ورمين يوسف بأنه راودهن عن أنفسهن، فلابد أن الأمر كما
روت الإمامية، وأما روايتهم فتضمنت إخلاص المرأة وعدم إرادتها السوء،
والرجلان كانا نفسا واحدة وهذه التعارفات كانت بينهما، ففي بيعة السقيفة - أيضا
- قال أبو بكر: بايعوا عمر، وقال عمر: ما كنت أتقدمك.
كما أنهم حرفوا ذيله، فروى البلاذري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال:
قالت عائشة: استأذن النبي نساءه أن يمرض في بيتي فأذن له، فخرج يمشي
بين رجلين أحدهما الفضل بن العباس ورجل آخر وهو تخط قدماه الأرض،
عاصبا رأسه بخرقة حتى دخل بيتي، قال عبيد الله: فحدثت ابن عباس بهذا
الحديث، فقال أتدري من الآخر؟ قلت: لا، قال: " علي (عليه السلام) " ولكنها لا تقدر أن
تذكره بخير وهي تستطيع (2).
ثم دل خبرهم على أنها من بغض أمير المؤمنين (عليه السلام) كانت بحيث لا تقدر أن
تذكر اسمه، مع أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لأمير المؤمنين (عليه السلام) في المتواتر " اللهم وال من
والاه وعاد من عاداه " ولما سمعت بيعة الناس معه قالت: ليت السماء أطبقت على
الأرض ولم يبايعوا عليا.
وفي مقاتل أبي الفرج: لما أن جاء عائشة قتل علي (عليه السلام) سجدت شكرا
وتمثلت:
فإن يك نائيا فلقد باغاه * غلام ليس في فيه التراب
فقالت لها زينب بنت أم سلمة: ألعلي (عليه السلام) تقولين هذا؟ فقالت: إذا نسيت
فذكروني (3). [وقال مسروق: قالت عائشة: سميت عبدا لي عبد الرحمن حبا لابن

(1) أنساب الأشراف: 1 / 556.
(2) أنساب الأشراف: 1 / 544.
(3) مقاتل الطالبيين: 26، 27.
299

ملجم قاتل علي] (1).
وفي المقاتل - أيضا - قال علي بن طاهر بن زيد: لما أرادوا دفن الحسن (عليه السلام)
ركبت عائشة بغلا واستعونت بني أمية ومروان ومن كان هناك منهم ومن حشمهم،
وهو قول القائل:
فيوما على بغل ويوما على جمل (2).
وفي تاريخ اليعقوبي في دفن الحسن (عليه السلام) قيل: إن عائشة ركبت بغلة شهباء
وقالت: بيتي لا آذن فيه لأحد، فأتاها القاسم بن محمد بن أبي بكر فقال لها: يا عمة!
ما غسلنا رؤوسنا من يوم الجمل الأحمر أتريدين أن يقال: يوم البغلة الشهباء (3).
وعن ابن عباس قال لها:
تجملت تبغلت ولو عشت تفيلت * لك التسع من الثمن وفي الكل تصرفت
وفي الإرشاد في دفنه (عليه السلام) لحقتهم عائشة على بغل وهي تقول: مالي ولكم
تريدون أن تدخلوا بيتي من لا أحب (إلى أن قال) فقال لها ابن عباس: وا سوأتاه!
يوما على بغل ويوما على جمل، تريدين أن تطفئي نور الله وتقاتلي أولياء الله (4).
وفي الطبري - في قصة الجمل قبل مجيئه (عليه السلام) -: لما أخذوا عثمان بن حنيف
أرسلوا أبان بن عثمان إلى عائشة يستشيرونها في أمره، قالت: اقتلوه، فقالت لها
امرأة: نشدتك بالله فيه وصحبته لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قالت: " ردوا أبانا " فردوه،
فقالت: احبسوه ولا تقتلوه، قال أبان: لو علمت أنك تدعينني لهذا لم أرجع، فقال
لهم مجاشع بن مسعود: اضربوه وانتفوا لحيته، فضربوه أربعين سوطا ونتفوا شعر
لحيته ورأسه وحاجبيه وأشفار عينيه وحبسوه (5).
ومما رووا من قيامها على النبي (صلى الله عليه وآله) - سوى ما مر من تظاهرها مع حفصة

(1) بين المعقوفتين لا يوجد في المصدر المتوفر لدينا.
(2) مقاتل الطالبيين: 49.
(3) تاريخ اليعقوبي: 2 / 225.
(4) إرشاد المفيد: 193.
(5) تاريخ الطبري: 4 / 468.
300

عليه - ما في البلاذري: روى أبو معشر أن النبي (صلى الله عليه وآله) تزوج في شهر رمضان سنة
ثمان مليكة بنت كعب الليثي، فقالت لها عائشة: أما تستحيين أن تنكحي قاتل
أبيك؟ فقالت: فكيف أصنع؟ فقالت: استعيذي بالله منه، فاستعاذت فطلقها، وكان
أبوها قتل يوم فتح مكة، وقال أبو عبيدة: اسم هذه عمرة (1).
وما فيه: قال الواقدي: خطب النبي (صلى الله عليه وآله) امرأة من بني كلب، فبعث عائشة
لتنظر إليها فذهبت ثم رجعت، فقال لها: ما رأيت؟ قالت: لم أر طائلا، قال: لقد
رأيت خالا بخدها اقشعرت له كل شعرة منك، فقالت: ما دونك ستر. (2)
ومن العجب! أنهم وضعوا لفضلها نقص النبي (صلى الله عليه وآله) ففي البلاذري: عن بعضهم
أرسل أزواج النبي (صلى الله عليه وآله) فاطمة إلى النبي، فدخلت وهو عند عائشة فقالت: إن
أزواجك أرسلنني إليك يسألنك السوية في ابنة ابن أبي قحافة، فقال: أي بنية،
ألست تحبين ما أحب؟ قالت: بلى، قال: فأحب هذه - يعني عائشة - قالت فاطمة:
فجئت أزواج النبي فحدثتهن، فقلن: ما أغنيت عنا شيئا، فأرسلن " زينب بنت
جحش " فقالت: أرسلني إليك أزواجك وهن يسألنك السوية في ابنة أبي قحافة،
قالت عائشة: فأوقعت بزينب فلم أنشب أن أفحمتها، فتبسم النبي وقال: إنها ابنة
أبي بكر (3).
ومن عملها على خلاف الكتاب والسنة ما في فتوح البلاذري: أن مرة بن أبي
عثمان - مولى عبد الرحمن بن أبي بكر، وكان سريا - سأل عائشة أن تكتب له إلى
زياد وتبدأ به في عنوان كتابها، فكتبت له إليه بالوصاية به وعنونته: " إلى زياد بن
أبي سفيان من عائشة أم المؤمنين " فلما رأى زياد أنها كاتبته ونسبته إلى أبي
سفيان سر بذلك وأكرم مرة (4).
ومن العجب! أنهم رووا سبها الله تعالى ولم يروا ذلك نقصا لها، فروى

(1) أنساب الأشراف: 1 / 458.
(2) أنساب الأشراف: 1 / 461.
(3) أنساب الأشراف: 1 / 415.
(4) فتوح البلدان: 355.
301

الواحدي في أسباب نزوله في قوله: (ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من
تشاء) أن عائشة كانت تقول لنساء النبي: أما تستحيي المرأة أن تهب نفسها،
فأنزل تعالى هذه الآية، فقالت عائشة للنبي (صلى الله عليه وآله): أرى ربك يسارع لك في هواك (1).
قال الواحدي: ورواه مسلم (2) والبخاري (3).
وهي ممن رمت مارية القبطية باتفاق العامة والخاصة، ففي البلاذري: أتي
النبي (صلى الله عليه وآله) يوما بإبراهيم وهو عند عائشة فقالت: ما أرى شبها! فقال: ألا ترين إلى
بياضه ولحمه؟ فقالت: من قصرت عليه اللقاح وسقى ألبان الضأن سمن وابيض (4).
فمن أين نزول آية الإفك لعائشة دون مارية؟ قال القمي في تفسيره: روت
العامة أنها نزلت في عائشة وما رميت به في غزوة بني المصطلق، وأما الخاصة
فإنهم رووا أنها نزلت في مارية القبطية وما رمتها به عائشة.
ثم روى عن الباقر (عليه السلام) لما هلك إبراهيم ابن النبي (صلى الله عليه وآله) حزن عليه حزنا
شديدا، فقالت عائشة: ما الذي يحزنك عليه فما هو إلا ابن جريح! فبعث
النبي (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام) وأمره بقتله (إلى أن قال) فقال علي (عليه السلام) للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): والذي
بعثك بالحق ما له ما للرجل ولا ما للنساء، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): الحمد لله الذي صرف
عنا أهل البيت السوء (5).
وفي البلاذري: روى الواقدي أن الخصي الذي بعث به المقوقس مع مارية
يدخل إليها ويحدثها، فتكلم بعض المنافقين في ذلك وقال: إنه غير مجبوب وإنه
يقع عليها، فبعث النبي (صلى الله عليه وآله) عليا (إلى أن قال) فألقى الخصي إزاره فإذا هو مجبوب
ممسوح (إلى أن قال) فحمد الله النبي على تكذيبه المنافقين بما أظهر من براءة
الخصي... الخ (6).

(1) أسباب النزول: 301.
(2) صحيح مسلم: 2 / 1103.
(3) صحيح البخاري: 6 / 147.
(4) أنساب الأشراف: 1 / 450.
(5) تفسير القمي: 2 / 99.
(6) أنساب الأشراف: 1 / 450.
302

مع أن العامة التي ادعت نزول الآية فيها قالوا في خبرهم: لما نزلت الآية
قالت عائشة للنبي (صلى الله عليه وآله): بحمد الله وذمكم.
هذا، وروى الحميدي في الجمع بين الصحيحين عن ابن عمر قال: قام
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خطيبا فأشار نحو مسكن عائشة وقال: هاهنا الفتنة - ثلاثا - منه يطلع
قرن الشيطان (1).
وفي شرح النهج: قال الإسكافي: روى عبد الرزاق عن معمر قال: كان عند
الزهري حديثان عن عروة، عن عائشة في علي (عليه السلام) فسألته يوما عنهما، فقال: ما
تصنع بهما وبحديثهما؟ الله أعلم بهما، إ ني لأتهمهما في بني هاشم (2).
وفيه، قالت عائشة: ما كان لنا منخل ولا أكل النبي خبزا منخولا منذ بعث إلى
أن قبض قالوا: فكيف كنتم تأكلون دقيق الشعير؟ قالت: كنا نقول: أف أف!! (3).
وفي جمل المفيد: لفت عائشة نفسها ببردة كانت معها وقلبت يمينها من منكبها
الأيمن إلى الأيسر ومن الأيسر إلى الأيمن كما كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يفعل عند
الاستسقاء، ثم قالت: ناولوني كفا من تراب، فناولوها فحثت به وجوه أصحاب
أمير المؤمنين (عليه السلام) وقالت: شاهت الوجوه! كما فعل النبي (صلى الله عليه وآله) بأهل بدر، فقال (عليه السلام)
لها: " وما رميت إذ رميت ولكن الشيطان رمى وليعودن وبالك عليك " (4).
قلت: في رمي النبي (صلى الله عليه وآله) للتراب نزل (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى)
وفي رمي عائشة لو كان جبرئيل ينزل لينزل بما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لها.
وروى سنن أبي داود عن عروة بن الزبير، عنها قالت: إن أبا حذيفة بن عتبة
كان تبنى سالما (إلى أن قالت) حتى أنزل سبحانه (أدعوهم لآبائهم - إلى -
فإخوانكم في الدين ومواليكم) فردوا إلى آبائهم فمن لم يعلم له أب كان مولى
وأخا في الدين، فجاءت سهلة بنت سهيل بن عمرو القرشي العامري - امرأة

(1) نقله عنه في الطرائف: 297.
(2) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 4 / 64.
(3) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 19 / 189.
(4) الجمل (مصنفات الشيخ المفيد): 1 / 347.
303

أبي حذيفة - فقالت للنبي (صلى الله عليه وآله): إنا كنا نرى سالما ولدا وكان يأوي معي ومع أبي حذيفة
في بيت واحد ويراني فضلا، وقد أنزل عز وجل فيهم ما قد علمت، فكيف ترى
فيه؟ فقال لها النبي (صلى الله عليه وآله): أرضعيه، فأرضعته خمس رضعات فكان بمنزلة ولدها
من الرضاعة، فبذلك كانت عائشة تأمر بنات أخواتها وبنات إخوتها أن يرضعن
من أحبت عائشة أن يراها ويدخل عليها وإن كان كبيرا خمس رضعات ثم يدخل
عليها، وأبت " أم سلمة " وسائر أزواج النبي أن يدخلن عليهن بتلك الرضاعة أحدا
من الناس حتى يرضع في المهد، وقلن لعائشة: والله ما ندري! لعلها كانت رخصة
من النبي (صلى الله عليه وآله) لسالم دون الناس (1).
وأقول: إن " أم سلمة " وسائر الأزواج لم يردن أن يواجهنها بافترائها، فإنها
افتعلته ليدخل عليها من أحبت أن يدخل عليها من الرجال الدهاة، ليعاونوها على
أغراضها لا سيما في الجمل.
وكانت في حياة النبي أيضا تفعل ذلك، فروى - أيضا - سنن أبي داود عن
مسروق أن النبي (صلى الله عليه وآله) دخل على عائشة وعندها رجل فشق ذلك عليه وتغير
وجهه، فقالت له: إنه أخي من الرضاعة، فقال: انظرن من إخوانكن، فإنما الرضاعة
من المجاعة (2).
قال في النهاية في حديث الرضاع: " إنما الرضاعة من المجاعة " أي أن الذي
يحرم من الرضاع إنما هو الذي يرضع من جوعه، يعني أن الكبير إذا رضع من
امرأة لا يحرم، لأنه لم يرضعها من الجوع (3).
وكيف يكون أثر لرضاع الكبير؟ وقد قال (صلى الله عليه وآله) - على ما رواه أبو داود عن ابن
مسعود -: لا رضاع إلا ما شد العظم وأنبت اللحم (4).
كما أنه كيف يكون أثر للخمس ولا يشد بها العظم ولا ينبت بها اللحم؟ وكان
هذا أيضا من مفترياتها، فروى أبو داود عنها أيضا، قالت: كان في ما أنزل الله من

(1) سنن أبي داود: 2 / 223.
(2 و 4) سنن أبي داود: 2 / 222.
(3) النهاية: 2 / 229.
304

القرآن عشر رضعات يحرمن ثم نسخن ب‍ " خمس معلومات يحرمن " فتوفي
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهن مما يقرأ من القرآن (1).
ومن المضحك! أن سنن أبي داود روى عن أبي سلمة أن عائشة حدثته أن
النبي قال لها: " إن جبرئيل يقرأ عليك السلام " فقالت: وعليه السلام ورحمة الله (2)
فهل عائشة أصدق أم الله تعالى في قوله: (وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه
وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير) وفي قوله عز وجل:
(ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط...) الآية باعتراف عمر
بنزولها فيها وفي صاحبتها.
وفي سيرة ابن هشام قال ابن إسحاق: حدثني بعض آل أبي بكر أن عائشة
كانت تقول: ما فقد جسد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولكن الله أسرى بروحه (3).
ومن المضحك! أن ابن حجر قال في تقريبه: هي أفضل أزواج النبي إلا
خديجة ففيها خلاف شهير.
فيقال لإخواننا: هل للجزاف حد؟ والخلاف في كونها أفضل أم خديجة
كالخلاف في أن يقال: محمد بن عبد الله أفضل أم أبو الحكم بن هشام المعروف
ب‍ " أبي جهل " في الإسلام، وأين تالية النبي (صلى الله عليه وآله) من ثالثة امرأة نوح وامرأة لوط؟
بل أين هي من أم سلمة؟ ألم يسمعوا الله تعالى يقول: (أفمن كان مؤمنا كمن كان
فاسقا لا يستوون) وأم سلمة كانت مؤمنة بنص النبي (صلى الله عليه وآله) وكانت تلك فاسقة
بنص الله تعالى وبالعيان في ارتكابها كل فسوق وعصيان. نعم، كونها أشهر
أزواجه (صلى الله عليه وآله) بما فعلت أيام النبي (صلى الله عليه وآله) معه وبعده مسلم.
[151]
عكرشة بنت الأطش
روى بلاغات نساء " أحمد بن أبي طاهر البغدادي " أنها دخلت على معاوية،

(1) سنن أبي داود: 2 / 224.
(2) سنن أبي داود: 4 / 359.
(3) السيرة النبوية: 2 / 34.
305

فقال لها: ألست صاحبة الكور المسدول والوسيط المشدود والمتقلدة بحمائل
السيف وأنت واقفة بين الصفين يوم صفين تقولين: يا أيها الناس عليكم أنفسكم لا
يضركم من ضل إذا اهتديتم، أن الجنة دار لا يرحل عنها من قطنها ولا يحزن من
سكنها، فابتاعوها بدار لا يدوم نعيمها ولا تنصرم همومها كونوا قوما مستبصرين،
أن معاوية دلف إليكم بعجم العرب غلف القلوب لا يفقهون الإيمان ولا يدرون ما
الحكمة، دعاهم بالدنيا فأجابوه واستدعاهم إلى الباطل فلبوه، فالله الله عباد الله في
دين الله! وإياكم والتواكل، فإن في ذلك نقض عروة الإسلام وإطفاء نور الإيمان
وذهاب السنة وإظهار الباطل، هذه بدر الصغرى والعقبة الأخرى، قاتلوا يا معشر
المهاجرين والأنصار على بصيرة من دينكم واصبروا على عزيمتكم فكأني غدا
قد لقيتم أهل الشام كالحمر النهاقة والبغال الشحاجة، تضفع ضفع البراذين وتروث
روث العتاق... الخ (1).
[152]
علية بنت علي بن الحسين
قال: قال النجاشي لها كتاب رواه أبو جعفر (عليه السلام) ومحمد بن عبد الله بن القاسم
ابن محمد بن عبيد الله بن محمد بن عقيل (إلى أن قال) عن زرارة بن أعين، عن
علية بنت علي بن الحسين (عليه السلام) بالكتاب.
أقول: بل في النجاشي " أبو جعفر محمد بن عبد الله... الخ " لا " أبو جعفر (عليه السلام)
ومحمد بن عبد الله " كما نقل.
هذا، وعدها الإرشاد في ولد السجاد (عليه السلام) وجعلها مع فاطمة وأم كلثوم لأم
ولد. (2) إلا أن نسب قريش الزبيري جعلها مع فاطمة فقط لأم ولد وجعل أم كلثوم
لأخرى، وزاد: أن علية كانت عند علي بن الحسن المثنى فخلف عليها عبد الله بن
معاوية بن عبد الله بن جعفر (3).

(1) بلاغات النساء: 70.
(2) إرشاد المفيد: 261.
(3) نسب قريش: 62.
306

[153]
عمرة بنت نفيل
قال: عدها الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
أقول: بل في أصحاب علي (عليه السلام) وكان على الشيخ في رجاله عدها في
أصحاب الحسين (عليه السلام) أيضا.
فروى النعماني في غيبته مسندا عنها عن الحسين (عليه السلام) قال: لا يكون الأمر
الذي ينتظر حتى يبرأ بعضكم من بعض ويتفل بعضهم في وجوه بعض (1).
[154]
عمرة بنت يزيد
بن رؤاس بن كلاب
في البلاذري، قال الكلبي: تزوجها النبي (صلى الله عليه وآله) فبلغه - أو رأى - بكشحها
بياضا فطلقها، ثم نقل عن أبي عبيدة: أن الكلابية التي رأى بها بياضا اسمها: هند
بنت يزيد (2).
وفي الاستيعاب: قال أبو عبيدة: إنما ذلك لأسماء بنت النعمان بن الجون،
وقال قتادة: إنما قال ذلك في امرأة من بني سليم.
[155]
عمرة الكنانية
تأتي في مليكة الكنانية.
[156]
عميرة بنت أوس بن الخضر
روى غيبة النعماني مسندا عنها، عن جدها، عن أبيه عبد الرحمن، عن جده
عمر بن سعيد، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) (3).

(1) غيبة النعماني: 138.
(2) أنساب الأشراف: 1 / 456.
(3) غيبة النعماني: 95.
307

والمفهوم من روايتها إماميتها.
[157]
عميرة بنت سهل بن رافع الأنصاري
صاحب الصاعين الذي لمزه المنافقون
في الاستيعاب: خرج أبوها بها إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: تدعو الله لي ولها
وتمسح رأسها فإنه ليس لي ولد غيرها، قالت: فوضع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كفه علي فأقسم
بالله لكان برد كفه على كبدي بعد.
[158]
غدر
جدة محمد بن يحيى
الصولي
مرت فيه.
[159]
غنيمة بنت عبد الرحمن
الأزدي، الغامدي
قال النجاشي في ابن أخيها " بكر بن محمد " المتقدم: وعمته غنيمة أيضا روت
عن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام) ذكر ذلك أصحاب الرجال.
وعدها الشيخ في رجاله بلفظ " غنيمة بنت الأزدي الكوفي " في أصحاب
الصادق (عليه السلام).
[160]
فاطمة بنت أبي حبيش
بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي
روى الكافي في باب " جامع في الحائض والمستحاضة " عن الصادق (عليه السلام)
خبرا في حكم مستحاضة ذات عادة، ومستحاضة مضطربة، ومستحاضة مبتدئة،
308

وعين الأخيرة " حمنة بنت جحش " كما مر فيها، وأما الأوليان فذكر فيهما " فاطمة
بنت أبي حبيش " فقال في ذات العادة: فإن امرأة يقال لها: " فاطمة بنت أبي
حبيش " استحيضت فأتت أم سلمة، فسألت النبي (صلى الله عليه وآله) عن ذلك، فقال: تدع الصلاة
قدر أقرائها أو قدر حيضها، وقال: إنما هو عرق... الخ.
وقال في المضطربة: وذلك أن " فاطمة بنت أبي حبيش " أتت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
فقالت: إني أستحاض فلا أطهر، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " ليس ذلك بحيض إنما هو
عرق، فإذا أقبلت الحيضة فدعي الصلاة وإذا أدبرت فاغسلي عنك وصلي " فكانت
تغتسل في كل صلاة، وكانت تجلس في مركن لأختها فكانت صفرة الدم تعلو
الماء (إلى أن قال) وكان أبي يقول: إنها استحيضت سبع سنين... الخ (1).
فالواجب أن نقول: إما أنها كانت أولا ذات عادة ثم صارت مضطربة، وإما
نقول: بوهم الراوي، وأن المضطربة إنما كانت " أم حبيبة بنت جحش " أخت زينب
بنت جحش زوج النبي (صلى الله عليه وآله) المتقدمة، ووهم الراوي هو الصواب، لأن تعبير الخبر
كون الثانية غير الأولى.
ويدل على أن الثانية إنما هي " أم حبيبة، بنت جحش " لا " فاطمة بنت أبي
حبيش " أنك عرفت أن الصادق (عليه السلام) قال في الثانية: وكان أبي يقول: إنها
استحيضت سبع سنين.
وروى سنن أبي داود أن " أم حبيبة بنت جحش " ختنة النبي (صلى الله عليه وآله) وتحت
عبد الرحمن بن عوف استحيضت سبع سنين، فاستفتت النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: إن هذه
ليست بالحيضة، ولكن هذا عرق فاغتسلي وصلي.
قال أبو داود: وزاد الأوزاعي: إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لها: إذا أقبلت الحيضة
فدعي الصلاة وإذا أدبرت فاغتسلي وصلي (2).
وأيضا تضمن خبر الكافي: أن الثانية كانت تجلس في مركن لأختها فكانت

(1) الكافي: 3 / 85.
(2) سنن أبي داود: 1 / 74.
309

صفرة الدم تعلو الماء.
وقد روى أبو داود خبره - المتقدم - تارة أخرى عن عائشة، وزاد: قالت
عائشة: فكانت أم حبيبة تغتسل في مركن في حجرة أختها " زينب بنت جحش "
حتى تعلو حمرة الدم الماء (1).
وأيضا تضمن خبر الكافي: أنها كانت تغتسل في كل صلاة، وزاد أبو داود في
خبره ذاك مرة أخرى، قالت عائشة: فكانت أم حبيبة تغتسل لكل صلاة.
وبالجملة: بتلك الشواهد يعلم أن المضطربة إنما كانت أم حبيبة المتقدمة، وأما
هذه فإنما كانت ذات عادة.
وقد روت العامة تصديق ذلك، فروى أبو داود في عدة أخبار عن أم سلمة،
عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في امرأة مستحاضة ذات عادة (إلى أن قال) سماها حماد بن زيد
عن أيوب: فاطمة بنت أبي حبيش.
وروى عن عروة بن الزبير أن فاطمة بنت أبي حبيش شكت إلى النبي (صلى الله عليه وآله)
الدم، فقال لها: إذا أتى قرؤك فلا تصلي... الخبر.
وعنه قال: حدثتني فاطمة بنت أبي حبيش أن النبي (صلى الله عليه وآله) أمرها أن تقعد الأيام
التي كانت تقعد ثم تغتسل (2).
وأما روايتهم كون " فاطمة " مضطربة أيضا كروايتهم أن " أم حبيبة " أيضا
كانت ذات عادة أيضا فمن خلط الرواة، ومقتضى الجمع بين الجميع ما عرفت.
[161]
فاطمة بنت أسد
أم أمير المؤمنين (عليه السلام)
قال: روى الكافي في باب مولده (عليه السلام) عن الصادق (عليه السلام) قال: إن فاطمة بنت
أسد أول امرأة هاجرت إلى النبي (صلى الله عليه وآله) من مكة إلى المدينة على قدميها، وكانت

(1) سنن أبي داود: 1 / 77.
(2) سنن أبي داود: 1 / 73.
310

من أبر الناس بالنبي (صلى الله عليه وآله) وسمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: " إن الناس يحشرون يوم
القيامة عراة كما ولدوا " فقالت: وا سوأتاه! فقال النبي (صلى الله عليه وآله) " فإني أسأل الله أن
يبعثك كاسية " وسمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يذكر ضغطة القبر فقالت: واضعفاه! فقال
النبي (صلى الله عليه وآله): فإني أسأل الله أن يكفيك ذلك (إلى أن قال) قال النبي (صلى الله عليه وآله) للنساء: " إذا
فرغتن من غسلها لا تحدثن شيئا حتى تعلمنني " ففعلن فأعطاهن إحدى قميصيه
الذي يلي جسده، وأمرهن أن يكفنها فيه، فلما فرغن دخل النبي (صلى الله عليه وآله) فحمل
جنازتها على عاتقه فلم يزل تحت جنازتها حتى أوردها قبرها، ثم وضعها ودخل
القبر فاضطجع فيه، ثم قام فأخذها على يديه، حتى وضعها في القبر، ثم انكب
عليها طويلا يناجيها ويقول لها: " ابنك ابنك " ثم خرج وسوى عليها، ثم انكب
على قبرها فسمعوه يقول: " لا إله إلا الله، اللهم إني أستودعك إياها " فقال له
المسلمون: إنا رأيناك فعلت أشياء لم تفعلها قبل اليوم؟ فقال: اليوم فقدت بر أبي
طالب إن كانت لتكون عندها الشيء فتؤثرني به على نفسها وولدها! وإني ذكرت
القيامة وأن الناس يحشرون عراة، فقالت: " وا سوأتاه " فضمنت لها أن يكفيها الله
ذلك، فكفنتها بقميصي واضطجعت في قبرها لذلك وانكببت عليها فلقنتها ما تسئل
عنه، فإنها سئلت عن ربها فقالت، وسئلت عن رسولها فأجابت، وسئلت عن وليها
وإمامها فارتج عليها، فقلت: ابنك ابنك (1).
أقول: وفي الاستيعاب عن ابن عباس قال: لما ماتت أم علي (عليه السلام) ألبسها
النبي (صلى الله عليه وآله) قميصه واضطجع معها في قبرها، فقالوا: ما رأيناك صنعت ما صنعت
بهذه، فقال: إنه لم يكن أحد بعد أبي طالب أبر بي منها، إنما ألبستها قميصي لتكسى
من حلل الجنة واضطجعت معها ليهون عليها... الخبر.
وفي الكافي في مولد علي (عليه السلام) عن الصادق (عليه السلام) أن فاطمة بنت أسد جاءت
إلى أبي طالب لتبشره بمولد النبي (صلى الله عليه وآله) فقال لها أبو طالب: اصبري سبتا آتيك بمثله

(1) الكافي: 1 / 453.
311

إلا النبوة، والسبت: ثلاثون سنة (1).
وفي إثبات وصية المسعودي عن يزيد بن قعنب قال: كنت جالسا مع العباس،
وفريق من عبد العزى بإزاء بيت الله الحرام إذ أقبلت فاطمة بنت أسد، وقد كانت
حاملا بعلي (عليه السلام) لتسعة أشهر وقد أخذها الطلق، فقالت: " رب إني مؤمنة بك وبما
جاء من عندك من كتب ورسل وأني مصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل، فبحق
الذي بنى هذا البيت وبحق المولود الذي في بطني لما يسرت علي ولادتي " فرأينا
البيت وقد انفتح عن ظهره! ودخلت فاطمة فيه وغابت عن أبصارنا والتزق
الحائط، فرمنا أن ينفتح لنا قفل البيت فلم ينفتح فعلمنا أن ذلك أمر من أمر الله
تعالى، ثم خرجت بعد الرابع وبيدها علي (عليه السلام) ثم قالت: إني فضلت على من
تقدمني من النساء (2).
ونسبه سبط ابن الجوزي إلى الرواية، وقال السبط أيضا: وهي أول امرأة
بايعت النبي (صلى الله عليه وآله) بمكة بعد خديجة، وأول امرأة هاجرت ماشية حافية (3).
وفي الإرشاد: دفن الحسن (عليه السلام) عند جدته فاطمة بنت أسد بوصيته (4).
[162]
فاطمة بنت الأسود
المخزومية
في الاستيعاب: هي التي قطع النبي (صلى الله عليه وآله) يدها لأنها سرقت حليا وشفع فيها
أسامة بطلب قريش منه، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): لا تشفع في حد، فإنه إذا انتهى إلي لم
يكن فيه مترك، ولو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها.

(1) الكافي: 1 / 452.
(2) لا يوجد في إثبات الوصية بهذا التفصيل، و إنما ذكره مختصرا، راجع اثبات الوصية: 111،
نقله نصا في كشف الغمة: 1 / 60.
(3) تذكرة الخواص: 10.
(4) إرشاد المفيد: 192.
312

[163]
فاطمة بنت الباقر (عليه السلام)
تأتي في فاطمة بنت الرضا (عليه السلام).
[164]
فاطمة بنت حبابة الوالبية
قال: عدها الشيخ في رجاله في أصحاب الحسن والحسين (عليهما السلام) قائلا في
الأول: روت عن الحسن والحسين (عليهما السلام) على ما قال سعد بن عبد الله.
أقول: الظاهر أن الشيخ في رجاله رأى في كتاب سعد عنوانين " فاطمة بنت
علي (عليه السلام) " " حبابة الوالبية " ولم يتفطن لكلمة " علي " فجعلهما عنوانا واحدا، ففي
رجال البرقي في أصحاب الحسن (عليه السلام) هكذا " فاطمة بنت علي " " حبابة الوالبية "
ويؤيده أن الشيخ في رجاله لم يعنون " فاطمة بنت علي (عليه السلام) " أصلا مع كون
موضوعه الاستقصاء، كما لم يعنون " حبابة " في أصحاب الحسن والحسين (عليهما السلام)
مع كونهما من أصحابهما (عليهما السلام) كما عرفت من خبرها في عنوانها، ولعدم العثور
على " فاطمة بنت حبابة " في خبر أو رجال أخر.
[165]
فاطمة بنت الحسين (عليه السلام)
قال: روى مولد السجاد عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) أن الحسين لما
حضره الذي حضره دعا ابنته الكبرى " فاطمة " فدفع إليها كتابا ملفوفا ووصية
ظاهرة، وكان علي بن الحسين (عليه السلام) مبطونا معهم لا يرون إلا أنه لما به، فدفعت
فاطمة الكتاب إلى علي بن الحسين (عليه السلام) ثم صار والله ذلك الكتاب إلينا (إلى أن
قال) فيه والله ما يحتاج إليه ولد آدم منذ خلق الله آدم إلى أن تفنى الدنيا (1).
أقول: الروايات في كتاب الإمامة مختلفة في من استودع عنده، ففي

(1) الكافي: 1 / 303، بل في الإشارة والنص على السجاد (عليه السلام).
313

بعضها " أم سلمة " كما مر فيها، وفي بعضها " زينب " كما مر أيضا، وفي هذا الخبر
" فاطمة " هذه.
وكيف كان: فروى أبو الفرج أن الحسن بن الحسن خطب إلى عمه
الحسين (عليه السلام) وسأله أن يزوجه إحدى ابنتيه، فقال له الحسين (عليه السلام): اختر يا بني
أحبهما إليك، فاستحيى الحسن ولم يحر جوابا، فقال له الحسين (عليه السلام): فإني
اخترت لك ابنتي فاطمة، فهي أكثرهما شبها بأمي فاطمة بنت الرسول... الخ (1).
ومثله الإرشاد، وزاد: ولما مات الحسن بن الحسن ضربت زوجته فاطمة
على قبره فسطاطا وكانت تقوم الليل وتصوم النهار، وكانت تشبه بالحور العين
لجمالها، فلما كان رأس السنة قالت لمواليها: إذا أظلم الليل فقوضوا هذا الفسطاط،
فلما أظلم الليل سمعت قائلا يقول: " هل وجدوا ما فقدوا " فأجابه آخر: بل يئسوا
فانقلبوا (2).
[166]
فاطمة بنت الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
قال: مع اعتراف العامة بكونها سيدة نساء العالمين توقف بعض المعاندين في
كونها أفضل من عائشة... الخ.
أقول: التفضيل يحتمل في المتناسبين لا المتضادين، وإنما يصح هنا أن يقال:
هل تستوي الظلمات والنور.
وأين من شهد القرآن بعصمتها في قوله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم
الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) ممن شهد القرآن بكفرها في قوله عز اسمه:
(ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط... الآية) فقرأها لها إمامهم
الثالث وما قدرت أن تنكر عليه بل قررته، واعترف به إمامهم في التفسير
الزمخشري في كشافه، كما عرفت في عنوانها.

(1) مقاتل الطالبيين: 122.
(2) إرشاد المفيد: 197.
314

وأين من قال القرآن فيه: (ونساءنا ونساءكم) ومن قال فيه: (من يأت
منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا) وقال
عز اسمه أيضا فيه: (وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح
المؤمنين) كما اعترف به إمامهم الثاني وإمامهم في التفسير، كما مر.
وإنما يقال لعامي أراد مقابلتها - كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لمعاوية: " إن منا
سيدة نساء العالمين ومنكم حمالة الحطب " (1) -: منا سيدة نساء العالمين ومنكم
منبوحة كلاب الحوأب وصاحبة الجمل الأدبب (2) ومنا بضعة من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
ومنكم المتظاهرة على النبي (صلى الله عليه وآله).
هذا، وروى " أحمد بن أبي طاهر البغدادي " في بلاغات نسائه: أنه لما أجمع
أبو بكر على منع فاطمة فدك، لاثت خمارها على رأسها، وأقبلت في لمة من
حفدتها، تطأ ذيولها، ما تخرم من مشية رسول الله (صلى الله عليه وآله) شيئا، حتى دخلت على أبي
بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار، فنيطت دونها ملاءة، ثم أنت أنة
أجهش القوم لها بالبكاء، وارتج المجلس، فأمهلت حتى سكن نشيج القوم وهدأت
فورتهم، فافتتحت الكلام بحمد الله تعالى والثناء عليه والصلاة على رسوله (صلى الله عليه وآله)
فعاد القوم في البكاء، فلما أمسكوا عادت في كلامها، فقالت: لقد جاءكم رسول من
أنفسكم، عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم، فإن تعرفوه
تجدوه أبي دون آبائكم، وأخا ابن عمي دون رجالكم، فبلغ النذارة صادعا بالرسالة،
مائلا على مدرجة المشركين، ضاربا لثبجهم، آخذا بكظمهم، يهشم الأصنام
وينكث الهام، حتى هزم الجمع وولوا الدبر، وتفرى الليل عن صبحه وأسفر الحق
عن محضه ونطق زعيم الدين وخرست شقائق الشياطين، وكنتم على شفا حفرة

(1) نهج البلاغة: 387، الكتاب 28.
(2) تقدم في ص 291: الأدأب. وفي المصدر: الأذنب.
315

من النار، مذقة الشارب ونهزة الطامع وقبسة العجلان وموطئ الأقدام، تشربون
الرنق (1) وتقتاتون الورق، أذلة خاشعين، تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم،
فأنقذكم الله برسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد اللتيا والتي وبعد ما مني ببهم الرجال، وذؤبان
العرب، ومردة أهل الكتاب، كلما حشوا نارا للحرب أطفأها، وكلما نجم قرن
للضلال وفغرت فاغرة من المشركين، قذف بأخيه في لهواتها، فلا ينكفئ حتى يطأ
صماخها بأخمصه ويخمد لهبها بحده، مكدودا في ذات الله، قريبا من رسول الله،
سيدا في أولياء الله، وأنتم في بلهنية وادعون آمنون، حتى إذا اختار الله لنبيه دار
أنبيائه، ظهرت خلة النفاق، وسمل جلباب الدين، ونطق كاظم الغاوين، ونبغ خامل
الآفلين، وهدر فنيق المبطلين، فخطر في عرصاتكم وأطلع الشيطان رأسه من
مغرزه، صارخا بكم فوجدكم لدعائه مستجيبين، وللغرة فيه ملاحظين،
فاستنهضكم فوجدكم خفافا، وأحمشكم فألفاكم غضابا، فوسمتم غير إبلكم،
وأوردتموها غير شربكم.
هذا، والعهد قريب، والكلم رحيب، والجرح لما يندمل، إنما زعمتم خوف
الفتنة، ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين، فهيهات منكم، وأنى بكم
وأنى تؤفكون! وهذا كتاب الله بين أظهركم، وزواجره بينة، وشواهده لائحة،
وأوامره واضحة، أرغبة عنه تدبرون، أم بغيره تحكمون، بئس للظالمين بدلا، ومن
يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين، ثم لم تريثوا
إلا ريث أن تسكن نعرتها (2) تشربون حسوا في ارتغاء، ونصبر منكم على مثل حز
المدى، وأنتم الآن تزعمون. أن لا إرث لنا (أفحكم الجاهلية تبغون ومن أحسن
من الله حكما لقوم يؤمنون) ويها معشر المهاجرين! أأبتز إرث أبي، أفي الكتاب
أن ترث أباك ولا أرث أبي؟! لقد جئت شيئا فريا، فدونكها مخطومة مرحولة،
تلقاك يوم حشرك؛ فنعم الحكم الله، والزعيم محمد، والموعد القيامة، وعند الساعة

(1) في المصدر: الطرق.
(2) في المصدر: نغرتها.
316

يخسر المبطلون. ولكل نبأ مستقر وسوف تعلمون.
ثم انحرفت إلى قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهي تقول:
قد كان بعدك أنباء وهنبثة * لو كنت شاهدها لم يكثر الخطب
إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * واختل قومك فاشهدهم ولا تغب
قال: فما رأينا يوما كان أكثر باكيا ولا باكية من ذلك اليوم (1).
وروى أيضا مسندا: أنه لما بلغ فاطمة إجماع أبي بكر على منعها فدك لاثت
خمارها وخرجت في حشدة نسائها ولمة من قومها، تجر أدراعها ما تخرم من
مشية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شيئا حتى وقفت على أبي بكر وهو في حشد من
المهاجرين والأنصار، فأنت أنة أجهش لها القوم بالبكاء، فلما سكتت فورتهم
قالت: أبدأ بحمد الله، ثم أسبلت بينها وبينهم سجفا، ثم قالت:
الحمد لله على ما أنعم وله الشكر على ما ألهم والثناء بما قدم من عموم نعم
ابتدأها وسبوغ آلاء أسداها وإحسان منن والاها، جم عن الإحصاء عددها، ونأى
عن المجازاة أمدها، وتفاوت عن الإدراك أبدها، واستثن الشكر بفضائلها،
واستحمد إلى الخلائق بإجزالها، وثنى بالندب إلى أمثالها، وأشهد ألا إله إلا الله
كلمة جعل الإخلاص تأويلها، وضمن القلوب موصولها، وأتى في الفكر معقولها،
الممتنع من الأبصار رؤيته، ومن الأوهام الإحاطة به، ابتدع الأشياء لا من شئ
قبله، واحتذاها بلا مثال، لغير فائدة زادته إلا إظهارا لقدرته، وتعبدا لبريته،
وإعزازا لدعوته، ثم جعل الثواب لطاعته، والعقاب على معصيته زيادة لعباده عن
نقمته وحياشا لهم إلى جنته.
وأشهد أن أبي محمدا عبده ورسوله، اختاره قبل أن يجتبله، واصطفاه قبل أن
ابتعثه، وسماه قبل أن استنخبه، إذ الخلائق بالغيوب مكنونة وبستر الأهاويل
مصونة وبنهاية العدم مقرونة، علما من الله عز وجل بمآئل الأمور، وإحاطة

(1) بلاغات النساء: 12 - 14.
317

بحوادث الدهور، ومعرفة بمواضع المقدور، ابتعثه الله تعالى إتماما لأمره، وعزيمة
على إمضاء حكمه، فرأى الأمم فرقا في أديانها، عكفا على نيرانها، عابدة
لأوثانها، منكرة لله مع عرفانها، فأنار الله عز وجل بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ظلمها، وفرج عن
القلوب بهمها، وجلى عن الأبصار غممها، ثم قبض الله نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) قبض رأفة
واختيار رغبة بأبي (صلى الله عليه وآله) عن هذه الدار موضوع عنه العبء والأوزار، محتف
بالملائكة الأبرار ومجاورة الملك الجبار ورضوان الرب الغفار، صلى الله على
محمد نبيه الرحمة، وأمينه على وحيه، وصفيه من الخلائق، ورضيه، صلى الله عليه
وسلم ورحمة الله وبركاته.
ثم أنتم عباد الله نصب أمر الله ونهيه، وحملة دينه ووحيه، وأمناء الله على
أنفسكم وبلغاؤه إلى الأمم، زعمتم حقا لكم، الله فيكم عهد قدمه إليكم ونحن بقية
استخلفنا عليكم، ومعنا كتاب الله بينة بصائره، وآي فينا منكشفة سرائره، وبرهان
منجلية ظواهره، مديم للبرية أسماعه، قائد إلى الرضوان اتباعه، مؤد إلى النجاة
استماعه، فيه بيان حجج الله المنورة وعزائمه المفسرة ومحارمه المحذرة وبيناته
الجالية وجمله الكافية وفضائله المندوبة ورخصه الموهوبة وشرائعه المكتوبة،
ففرض الله الإيمان تطهيرا لكم من الشرك، والصلاة تنزيها عن الكبر، والصيام
تثبيتا للإخلاص، والزكاة تزييدا في الرزق، والحج تسلية للدين، والعدل تنسكا
للقلوب، وطاعتنا نظاما للملة، وإمامتنا أمنا من الفرقة؛ وحبنا عزا للإسلام، والصبر
منجاة، والقصاص حقنا للدماء، والوفاء بالنذر تعرضا للمغفرة، وتوفية المكائيل
والموازين تغييرا للبخسة، والانتهاء عن شرب الخمر تنزيها عن الرجس، وقذف
المحصنات اجتنابا للعنة، وترك السرق إيجابا للعفة، وحرم الله عز وجل الشرك
إخلاصا له بالربوبية، فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، وأطيعوه
في ما أمركم به ونهاكم عنه، فإنه إنما يخشى الله من عباده العلماء.
ثم قالت: أيها الناس! أنا فاطمة وأبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أقولها عودا على بدء - ثم
ساق الكلام على ما رواه زيد بن علي في رواية أبيه، ثم قالت في متصل كلامها -:
318

أفعلى محمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم، إذ يقول الله تبارك وتعالى:
(وورث سليمان داود) وقال عز وجل في ما اقتص من خبر يحيى بن زكريا:
(رب هب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب) وقال عز ذكره:
(وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) وقال: (يوصيكم الله في
أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين) وقال: (إن ترك خيرا الوصية للوالدين
والأقربين بالمعروف حقا على المتقين) وزعمتم أن لا حظوة لي ولا إرث من أبي
ولا رحم بيننا، أفخصكم الله بآية أخرج نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) منها؟ أم تقولون أهل ملتين لا
يتوارثون، أولست أنا وأبي من أهل ملة واحدة؟ أم لعلكم أعلم بخصوص القرآن
وعمومه من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (أفحكم الجاهلية تبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم
يوقنون) أأغلب على إرثي ظلما وجورا، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
وذكر أنها لما فرغت من كلام أبي بكر والمهاجرين عدلت إلى مجلس
الأنصار، فقالت: معشر البقية وأعضاد الملة وحصون الإسلام! ما هذه الغميزة في
حقي والسنة عن ظلامتي؟ أما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " المرء يحفظ في ولده "؟
سرعان ما أجدبتم فأكديتم وعجلان ذا إهالة! أتقولون: مات رسول الله؟ فخطب
جليل، استوسع وهيه واستهتر فتقه وبعد وقته، وأظلمت الأرض لغيبته، واكتابت
خيرة الله لمصيبته، وخشعت الجبال، وآكدت الآمال، وأضيع الحريم وأزيلت
الحرمة عند مماته (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتلك نازلة علن بها كتاب الله في أفنيتكم، في ممساكم
ومصبحكم، يهتف بها في أسماعكم، وقبله حلت بأنبياء الله عز وجل ورسله (وما
محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم
ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين) إيها بني قيلة!
أأهضم تراث أبي؟ وأنتم بمرأى منه ومسمع، تلبسكم الدعوة، وتشملكم الحيرة
وفيكم العدد والعدة، ولكم الدار وعندكم الجنن، وأنتم الألى نخبة الله التي انتخب
لدينه، وأنصار رسوله وأهل الإسلام والخيرة اختار لنا أهل البيت، فباديتم العرب
وناهضتم الأمم وكافحتم البهم، لا نبرح نأمركم وتأتمرون حتى دارت لكم بنا
319

رحى الإسلام، ودر حلب الإيمان، وخضعت نعرة الشرك، وبأخت نيران الحرب،
وهدأت دعوة الهرج، واستوثق نظام الدين، فأنى حرتم بعد البيان، ونكصتم بعد
الإقدام، وأسررتم بعد الإعلان، بؤسا لقوم نكثوا أيمانهم، أتخشونهم فالله أحق أن
تخشوه إن كنتم مؤمنين، ألا قد أرى أن قد أخلدتم إلى الخفض وركنتم إلى الدعة
فعجتم عن الدين، ومججتم الذي وعيتم، ودسعتم الذي سوغتم، فإن تكفروا أنتم
ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد.
ألا وقد قلت الذي قلته على معرفة مني بالخذلان الذي خامر صدوركم
واستشعرته قلوبكم، ولكن قلته فيضة النفس، ونفثة الغيظ، وبثة الصدر، ومعذرة
الحجة، فدونكموها فاحتقبوها مدبرة الظهر، ناقبة الخف، باقية العار موسومة بشنار
الأبد، موصولة بنار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة، فبعين الله ما تفعلون
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، وأنا ابنة نذير لكم بين يدي عذاب شديد،
فاعلموا إنا عاملون وانتظروا إنا منتظرون (1).
وروى أيضا، أنه لما مرضت فاطمة (عليها السلام) المرضة التي توفيت بها دخل النساء
عليها، فقلن: كيف أصبحت من علتك يا بنت رسول الله؟ قالت: " أصبحت والله
عائفة لدنياكم، قالية لرجالكم، لفظتهم بعد أن عجمتهم، وشنأتهم بعد أن سبرتهم،
فقبحا لفلول الحد، وخور القنا وخطل الرأي، وبئس ما قدمت لهم أنفسهم: أن سخط
الله عليهم وفي العذاب هم خالدون، لا جرم لقد قلدتهم ربقتها، وشنت عليهم
عارها، فجدعا وعقرا وبعدا للقوم الظالمين، ويحهم! أنى زحزحوها عن رواسي
الرسالة وقواعد النبوة ومهبط الروح الأمين الطبين بأمور الدنيا والدين، ألا ذلك
هو الخسران المبين. وما الذي نقموا من أبي الحسن (عليه السلام)؟ نقموا والله نكير سيفه،
وشدة وطأته، ونكال وقعته، وتنمره في ذات الله، وبالله لو تكافؤوا على زمام نبذه
رسول الله لسار بهم سيرا سجحا، لا يكلم خشاشه، ولا يتعتع راكبه، ولأوردهم

(1) بلاغات النساء: 14 - 18.
320

منهلا رويا فضفاضا تطفح ضفتاه، ولأصدرهم بطانا قد تحرى بهم الري غير متجل
منهم بطائل إلا بغمر الماء وردعه سورة الساغب، ولفتحت عليهم بركات من
السماء وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون، ألا هلمن فاسمعن، وما عشتن أراكن
الدهر عجبا، إلى أي لجأ لجأوا وأسندوا، وبأي عروة تمسكوا، ولبئس المولى
ولبئس العشير! استبدلوا والله الذنابي بالقوادم، والعجز بالكاهل، فرغما لمعاطس
قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون،
ويحهم! (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى، فما لكم
كيف تحكمون) أما لعمر إلهكن! لقد لقحت، فنظرة ريثما تنتج، ثم احتلبوا طلاع
القعب دما عبيطا وذعافا ممقرا، هنالك يخسر المبطلون ويعرف التالون غب ما
أسس الأولون، ثم أطيبوا عن أنفسكم نفسا، وطامنوا للفتنة جأشا، وأبشروا بسيف
صارم، وبقرح شامل، واستبداد من الظالمين، يدع فيئكم زهيدا، وجمعكم حصيدا،
فيا حسرة لكم! وأنى بكم وقد عمت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون (1).
وقال أحمد بن أبي طاهر البغدادي صاحب البلاغات - وهو من رجالهم -:
قلت لزيد بن علي بن الحسين بن علي: إن هؤلاء يزعمون أنه مصنوع وأنه من
كلام أبي العيناء، فقال: رأيت مشائخ آل أبي طالب يروونه عن آبائهم ويعلمونه
أبناءهم وقد حدثنيه أبي عن جدي يبلغ به فاطمة (عليها السلام) ورواه مشائخ الشيعة
وتدارسوه بينهم قبل أن يولد جد أبي العيناء (2).
وروى محمد بن بابويه في معاني أخباره الرواية الأخيرة في كلامها (عليها السلام)
لنساء الأنصار بإسنادين، ونقل عن أبي أحمد العسكري تفسيره لفقراتها ومنها
" الطبين ": العالم، " الفضفاض ": الكثير، " الضفتان ": جانبا النهر، " غير متجل منهم
بطائل ": لا يأخذ من مالهم قليلا ولا كثيرا، " إلا بغمر الماء ": أي كان يشرب
بالغمر، و " الغمر ": القدح الصغير، " وردعه سورة الساغب ": أي كان يأكل من ذلك

(1) بلاغات النساء: 19 - 20.
(2) بلاغات النساء: 12.
321

قدر ما يردع ثوران الجوع، " فنظرة ": انتظروا، " ريثما تنتج ": حتى تلد، " طلاع
القعب ": ملاء العس من الخشب، " العبيط ": الطري، " الزعاف ": السم، " المقر ":
المر، " زهيدا ": قليلا (1).
ورواها ابن أبي الحديد عن سقيفة الجوهري (2) ورواها المرتضى في الشافي
عن رجالهم وطرقهم (3) ورواها ابن طاوس في الطرائف أيضا كذلك (4).
وزاد بعضهم في خطبتها الأولى: ثم انكفأت (عليها السلام) وعلي (عليه السلام) يتوقع رجوعها،
فلما استقرت بها الدار قالت له: " يا بن أبي طالب اشتملت شملة الجنين، وقعدت
حجرة الظنين، نقضت قادمة الأجدل، وخانك ريش الأعزل، هذا ابن أبي قحافة
يبتزني نحلة أبي وبلغة ابني، لقد أجهر في خصامي، وألد في كلامي، وحبستني قيلة
نصرها، والمهاجرة وصلها، وغضت الجماعة دوني طرفها، فلا دافع ولا مانع،
خرجت كاظمة وعدت راغمة، أضرعت خدك يوم أضعت حدك، افترست
الذئاب، وافترشت التراب، ما كففت قائلا ولا أغنيت باطلا، ولا خيار لي، ليتني
مت قبل منيتي (5) ودون ذلتي، عذيري الله منك عاديا ومنك حاميا، ويلاي في كل
شارق، مات العمد ووهنت العضد! شكواي إلى أبي وعدواي إلى ربي، اللهم أنت
أشد قوة وحولا، وأحد بأسا وتنكيلا.
فقال علي (عليه السلام): " لا ويل عليك، الويل لشانئك، نهنهي عن وجدك يا ابنة
الصفوة، وبقية النبوة، فما ونيت عن ديني، ولا أخطأت مقدوري، فإن كنت تريدين
البلغة، فرزقك مضمون، وكفيلك مأمون، وما أعد لك أفضل مما قطع عنك
فاحتسبي الله فقالت: حسبي الله، وأمسكت (6).
ونقل ابن أبي الحديد أيضا عن كتاب سقيفة الجوهري: أن أبا بكر لما سمع
خطبة فاطمة (عليها السلام) في فدك شق عليه مقالتها، فصعد المنبر فقال: " أيها الناس ما هذه

(1) معاني الأخبار: 356.
(2) شرح نهج البلاغة: 16 / 233.
(3) الشافي: 4 / 70 - 75.
(4) الطرائف: 263 - 265.
(5) في البحار: هينتي
(6) بحار الأنوار: 43 / 148.
322

الرعة إلى كل قالة! أين كانت هذه الأماني في عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا من سمع فليقل
ومن شهد فليتكلم، إنما هو ثعالة شهيده ذنبه، مرب لكل فتنة، هو الذي يقول: " كروها
جذعة بعد ما هرمت " يستعينون بالضعفة ويستنصرون بالنساء، كأم طحال أحب
أهلها إليها البغي، ألا أني لو أشاء أن أقول لقلت ولو قلت لبحت، أني ساكت ما تركت.
ثم التفت إلى الأنصار فقال: " بلغني يا معشر الأنصار مقالة سفهائكم وأحق
من لزم عهد رسول الله أنتم فقد جاءكم فآويتم ونصرتم، ألا وأني لست باسطا يدا
ولسانا على من لم يستحق ذلك منا، ثم نزل، فانصرفت فاطمة إلى منزلها.
قال ابن أبي الحديد: قرأت هذا الكلام على النقيب " يحيى بن أبي زيد " فقلت
له: بمن يعرض؟ فقال: بل يصرح، قلت: لو صرح لم أسألك، فضحك وقال: بعلي بن
أبي طالب، قلت: أهذا الكلام كله لعلي (عليه السلام)؟ قال: نعم، إنه الملك يا بني. قلت: فما
مقالة الأنصار؟ قال: هتفوا بذكر علي (عليه السلام) فخاف من اضطراب الأمر عليه فنهاهم (1).
وفي الشافي قال الجاحظ في كتاب عباسيته: إن فاطمة أوصت ألا يصلي
عليها أبو بكر، ولقد كانت قالت له حين أتته طالبة بحقها ومحتجة برهطها: من
يرثك يا أبا بكر إذا مت؟ قال: أهلي وولدي، قالت: فما بالنا لا نرث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟
فلما منعها ميراثها وبخسها حقها واعتل عليها ولج في أمرها وعاينت التهضم
وآيست من النزوع ووجدت مس الضعف وقلة الناصر، قالت: والله! لأدعون الله
عليك، قال: والله! لأدعون الله لك، قالت: والله! لا أكلمك أبدا، قال: والله! لا
أهجرك أبدا (2).
وفي الشافي - بعد نقل قول القاضي: لا يصح أنها دفنت ليلا وإن صح فقد دفن
فلان وفلان ليلا -: إن دفنها ليلا في الصحة كالشمس الطالعة، وأن منكر ذلك كدافع
المشاهدات ولم نجعل دفنها ليلا بمجرده هو الحجة، بل مع الاحتجاج بذلك على
ما وردت به الروايات المستفيضة الظاهرة التي هي كالمتواتر، أن فاطمة (عليها السلام)
أوصت بأن تدفن ليلا حتى لا يصلي عليها الرجلان، وصرحت بذلك وعهدت فيه

(1) شرح نهج البلاغة: 16 / 214.
(2) الشافي: 4 / 85.
323

عهدا بعد أن كانا استأذنا عليها في مرضها ليعوداها، فأبت أن تأذن لهما، فلما طال
عليهما المدافعة رغبا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في أن يستأذن لهما وجعلاها حاجة
إليه، فكلمها أمير المؤمنين (عليه السلام) وألح عليها، فأذنت لهما في الدخول، ثم أعرضت
عنهما عند دخولهما ولم تكلمهما، فلما خرجا قالت لأمير المؤمنين (عليه السلام): قد صنعت
ما أردت وقالت: فإني أنشدك الله ألا يصليا على جنازتي ولا يقوما على قبري.
وروى أن أمير المؤمنين (عليه السلام) عمى (1) على قبرها ورش أربعين قبرا في البقيع
ولم يرش على قبرها حتى لا يهتديا إليه، وأنهما عاتباه على ترك إعلامها بشأنها
وإحضارهما للصلاة عليها (2).
ومر في أسماء بنت عميس: بأن أسماء منعت عائشة عن حضورها في غسلها
فشكتها إلى أبي بكر أبيها، فقالت أسماء: إن فاطمة أوصت بذلك.
ومر في " عمر بن عبد العزيز " وفي " المأمون " في ردهما فدك اعترافهما
بغاصبية أبي بكر في أخذها من فاطمة (عليها السلام) وظالميته، وكذلك شريك القاضي.
وروى باب مولد فاطمة الكافي عن الحسين (عليه السلام) قال: لما ماتت أمي دفنها
أبي سرا وعفا على موضع قبرها، ثم قال: فحول وجهه إلى قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال:
" السلام عليك يا رسول الله عني والسلام عليك عن ابنتك وزائرتك والبائتة في
الثرى ببقعتك والمختار لها الله سرعة اللحاق بك، قل يا رسول الله عن صفيتك
صبري وعفا عن سيدة نساء العالمين تجلدي، إلا أن في التأسي لي بسنتك في
فرقتك موضع تعز ولقد وسدتك في ملحودة قبرك، وفاضت نفسك بين نحري
وصدري وفي كتاب الله لي أنعم القبول، فإنا لله وإنا إليه راجعون، قد استرجعت
الوديعة وأخذت الرهينة وأخلست الزهراء فما أقبح الخضراء والغبراء يا
رسول الله، أما حزني فسرمد وأما ليلي فمسهد وهم لا يبرح من قلبي أو يختار الله
لي دارك التي أنت فيها مقيم كمد مقيح وهم مهيج، سرعان ما فرق بيننا، وإلى الله

(1) في نسخة من الشافي: عفى قبرها.
(2) الشافي: 4 / 114 - 115.
324

أشكو، وستنبئك ابنتك بتظافر أمتك على هضمها فأحفها السؤال واستخبرها الحال
(إلى أن قال) ولولا غلبة المستولين لجعلت المقام واللبث لزاما معكوفا ولأعولت
إعوال الثكلى على جليل الرزية، فبعين الله تدفن ابنتك سرا ويهضم حقها ويمنع
إرثها ولم يتباعد العهد ولم يخلق منك الذكر، وإلى الله يا رسول الله المشتكى (1).
ومر نقل كشف الغمة عن أبي بكر بن قريعة القاضي في ذلك.
يامن يسائل دائبا عن كل معضلة سخيفة * لا تكشفن مغطى فلربما كشفت عن جيفة
ولرب مستور بدا كالطبل من تحت القطيفة * إن الجواب لحاضر لكنني أخيف خيفة
لولا اعتداء رعية ألقى سياستها الخليفة * وسيوف أعداء بها هاماتنا أبدا نقيفة
لنشرت من أسرار آل محمد جملا لطيفة * تغنيكم عما رواه مالك وأبو حنيفة
وأريتكم أن الحسين أصيب يوم السقيفة * ولأي حال ألحدت بالليل فاطمة الشريفة
ولم حمت شيخيكم عن وطء حجرتها الشريفة * أوه لبنت محمد ماتت بغصتها أسيفة
وفي خلفاء ابن قتيبة: خرج - علي كرم الله وجهه - تحمل فاطمة (عليها السلام) على
دابة ليلا في مجالس الأنصار تسألهم النصرة، فكانوا يقولون: يا بنت رسول الله، قد
مضت بيعتنا لهذا الرجل ولو أن زوجك وابن عمك سبق إلينا قبل أبي بكر ما عدلنا
به، فيقول علي كرم الله وجهه: أفكنت أدع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في بيته لم أدفنه
وأخرج أنازع الناس بسلطانه، فقالت فاطمة: ما صنع أبو الحسن (عليه السلام) إلا ما كان

(1) الكافي: 1 / 458.
325

ينبغي له، ولقد صنعوا ما الله حسيبهم وطالبهم.
وفيه أيضا: وأن أبا بكر تفقد قوما تخلفوا عن بيعته عند علي (عليه السلام) فبعث إليهم
عمر، فجاء فناداهم وهم في دار علي، فأبوا أن يخرجوا فدعا بحطب وقال: والذي
نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها، فقيل له: يا أبا حفص، إن فيها
فاطمة، فقال: وإن! فخرجوا فبايعوا إلا عليا (عليه السلام) فإنه زعم أنه قال: حلفت ألا
أخرج ولا أضع ثوبي على عاتقي حتى أجمع القرآن، فوقفت فاطمة على بابها
فقالت: لا عهد لي بقوم حضروا أسوء محضر منكم، تركتم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جنازة
بين أيديكم وقطعتم أمركم بينكم لم تستأمرونا ولم تردوا لنا حقنا، فأتى عمر أبا
بكر (إلى أن قال) ثم قام عمر فمشى معه جماعة حتى أتوا فاطمة فدقوا الباب،
فلما سمعت أصواتهم قالت: يا أبة يا رسول الله! ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب
ومن ابن أبي قحافة، فلما سمع القوم صوتها وبكاها انصرفوا باكين وكادت قلوبهم
تتصدع، وأكبادهم تتفطر (1).
وفي ملل الشهرستاني قال النظام: إن عمر ضرب بطن فاطمة (عليها السلام) يوم البيعة
حتى ألقت المحسن من بطنها، وكان عمر يصيح أحرقوها بمن فيها، وما كان في
الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) (2).
وروى ابن قتيبة (3) والجوهري (4) وابن عبد ربه، أن أبا بكر قال في احتضاره في
ما قال: ليتني لم أكشف بيت فاطمة ولو أغلق على الحرب (5).
وفي أنساب البلاذري، قال المدائني عن مسلمة بن محارب، عن سليمان
التيمي وأبي عون: بأن أبا بكر أرسل إلى علي يريد البيعة، فلم يبايع فجاء عمر
ومعه فتيلة، فتلقته فاطمة على الباب فقالت فاطمة: يا ابن الخطاب أتراك محرقا

(1) الإمامة والسياسة: 12 - 13.
(2) الملل والنحل: 1 / 57.
(3) الإمامة والسياسة: 18، وفيه: ليتني تركت بيت علي، وإن كان أعلن علي الحرب.
(4) شرح نهج البلاغة: 17 / 164.
(5) العقد الفريد: 4 / 250.
326

علي بابي؟ قال: نعم، وذلك أقوى في ما جاء به أبوك، وجاء علي فبايع... الخبر (1).
وقال ابن أبي الحديد: قال أبو جعفر النقيب - ولم يكن إماميا -: إذا كان
النبي (صلى الله عليه وآله) أباح دم هبار بن الأسود لأنه روع زينب بنته حتى ألقت ذا بطنها،
فظاهر الحال أنه لو كان حيا لأباح دم من روع فاطمة حتى ألقت ذا بطنها (2).
وروى سقيفة الجوهري كما في شرح النهج، عن المؤمل بن جعفر، عن محمد
بن ميمون قال: قال داود بن المبارك: أتينا عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن
ابن الحسن ونحن راجعون من الحج في جماعة، فسألناه عن مسائل، وكنت أحد
من سأله، فسألته عن أبي بكر وعمر، فقال: أجيبك بما أجاب به جدي عبد الله ابن
الحسن، فإنه سئل عنهما، فقال: كانت أمي صديقة ابنة نبي مرسل وماتت وهي
غضبى على قوم، فنحن غضاب لغضبها (3).
وروى الكشي: أن سلمة بن كهيل وأبا المقدام الحداد وكثير النواء وجمعا آخر
دخلوا على الباقر (عليه السلام) فقالوا: نتولى عليا وحسنا وحسينا ونتبرأ من أعدائهم
ونتولى أبا بكر وعمر ونتبرأ من أعدائهم؟ فقال لهم زيد بن علي أخوه: أتتبرأون
من فاطمة، بترتم أمرنا بتركم الله! فيومئذ سميت البترية (4).
ومعنى كلام زيد أن لازم قولكم بالتبرء من أعداء الرجلين تبرؤكم من فاطمة،
لاتفاق العامة كالخاصة على موتها غضبى عليهما، كما عرفت من كلام عبد الله بن
موسى وجده عبد الله بن الحسن الحسنيين.
وفي تاريخ ابن الأثير وفي سنة 357 أمر معز الدولة الديلمي أن يكتبوا على
المساجد لعن الله من غصب فاطمة (عليها السلام) فدكا (5).
وفي خلفاء ابن قتيبة في عنوان " كيف كانت بيعة علي " فقال عمر لأبي بكر:
انطلق بنا إلى فاطمة فإنا قد أغضبناها، فانطلقا جميعا فاستأذنا على فاطمة فلم

(1) أنساب الأشراف: 1 / 586.
(2) شرح نهج البلاغة: 14 / 193.
(3) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 6 / 49.
(4) الكشي: 236.
(5) الكامل في التاريخ: 8 / 542، بل في سنة 351.
327

تأذن لهما، فأتيا عليا فكلماه فأدخلهما عليها، فلما قعدا عندها حولت وجهها إلى
الحائط، فسلما عليها فلم ترد عليهما السلام، فقال: يا حبيبة رسول الله، والله إن
قرابة رسول الله أحب إلي من قرابتي، أفتراني أعرفك وأعرف فضلك وشرفك
وأمنعك حقك وميراثك من رسول الله، ألا أني سمعت أباك يقول: " لا نورث ما
تركناه فهو صدقة " فقالت: أرأيتكما إن حدثتكما حديثا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
تعرفانه تقولان به؟ قالا: نعم، فقالت: نشدتكما الله! ألم تسمعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول:
" رضا فاطمة من رضاي وسخط فاطمة من سخطي، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد
أحبني، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني " قالا:
نعم، سمعناه من رسول الله، قالت: " فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما
أرضيتماني، ولئن لقيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأشكونكما إليه "، فقال أبو بكر: " أنا عائذ
بالله تعالى من سخطه وسخطك يا فاطمة " ثم انتحب يبكي حتى كادت نفسه أن
تزهق وفاطمة تقول: والله! لأدعون الله عليك في كل صلاة أصليها (1).
هذا، وفي البلاذري: كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - أي في مكة - يصلي فأطال السجود،
فقال أبو جهل: أيكم يأتي جزورا لبني فلان قد نحرت اليوم بأسفل مكة فيجيء
بفرثها فيلقيه على محمد، فانطلق عقبة بن أبي معيط فأتى بفرثها فألقاه على ما بين
كتفيه وهو ساجد، فجاءت فاطمة (عليها السلام) فأماطت ذلك عنه ثم استقبلتهم تشتمهم فلم
يرجعوا إليها شيئا (2).
وفيه - في أحد -: ورأت فاطمة (عليها السلام) ما بوجه النبي (صلى الله عليه وآله) فاعتنقته وبكت
وجعلت تمسح الدم عن وجهه، وأتى علي (عليه السلام) بماء فجعلت تغسل وجهه فلم يرقأ
الدم، حتى أحرقت قطعة حصير وأخذت رمادها فألصقته بالجرح (3).
وفيه، عن أنس أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لما ثقل ضمته فاطمة إلى صدرها وقالت:
واكرباه لكربك يا أبتاه! فقال (صلى الله عليه وآله): لا كرب على أبيك بعد اليوم (4).

(1) الإمامة والسياسة: 13.
(2) أنساب الأشراف: 1 / 125.
(3) أنساب الأشراف: 1 / 324.
(4) أنساب الأشراف: 1 / 552.
328

وفيه: أن النبي (صلى الله عليه وآله) لما اشتد وجعه الذي توفي فيه جعلت فاطمة (عليها السلام) تبكي
وتقول: بأبي أنت وأمي أنت والله كما قال القائل:
وابيض يستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للآرامل
فأفاق فقال: هذا قول عمي أبي طالب، وقرأ: (وما محمد إلا رسول قد خلت
من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن
يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين) (1).
وفي طبقات كاتب الواقدي عن عائشة قالت: إن النبي (صلى الله عليه وآله) دعا فاطمة ابنته
في وجعه الذي توفي فيه فسارها بشيء فبكت، ثم دعا فسارها فضحكت،
فسألتها عن ذلك، فقالت: أخبرني أنه يقبض في وجعه هذا فبكيت، ثم أخبرني أني
أول أهله لحاقا به فضحكت (2).
وعن أبي جعفر قال: ما رؤيت فاطمة ضاحكة بعد النبي (صلى الله عليه وآله) إلا أنه قد
تمودي بطرف فيها (3).
وعن عائشة قالت: كنت جالسة عند النبي (صلى الله عليه وآله) فجاءت فاطمة تمشي كأن
مشيتها مشية النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: " مرحبا بابنتي " فأجلسها عن يمينه أو شماله، ثم
أسر إليها شيئا فبكت، ثم أسر إليها فضحكت، فقلت: ما رأيت ضحكا أقرب من
بكاء، أي شئ أسر إليك؟ قالت: ما كنت لأفشي سره، فلما قبض سألتها فقالت
قال: " إن جبرئيل كان يأتيني كل عام فيعارضني بالقرآن مرة وأنه أتاني العام
فعارضني مرتين ولا أظن إلا أجلي قد حضر، ونعم السلف أنا لك، وأنت أول أهل
بيتي لحاقا بي فبيكت لذلك، ثم قال: أما ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الأمة،
أو نساء العالمين " فضحكت (4).
وروى أخطب خوارزم في كتابه عن أبي سعيد الخدري قال: لما نزل قوله
تعالى: (وأمر أهلك بالصلاة) كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يأتي باب فاطمة وعلي (عليه السلام)

(1) أنساب الأشراف: 1 / 553.
(2) و (3) الطبقات الكبرى: 2 / 248.
(4) الطبقات الكبرى: 2 / 247.
329

تسعة أشهر كل صلاة، فيقول: الصلاة يرحمكم الله، إنما يريد الله ليذهب عنكم
الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا (1).
ومثله روى تفسير محمد بن العباس المعروف ب‍ " ابن الحجام " عن زرارة، عن
الباقر (عليه السلام) (2). وتفسير علي بن إبراهيم القمي، عن أبي الجارود، عن الباقر (عليه السلام) (3) وهو
دليل على أن قوله تعالى في سورة الأحزاب: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس
أهل البيت ويطهركم تطهيرا) كان بعد قوله تعالى في سورة طه (وامر أهلك
بالصلاة واصطبر عليها) وإنما جعله الخصوم في آيات أزواج النبي (صلى الله عليه وآله) تلبيسا.
وروى قريبا منه الطبري في ذيله في عنوان " من روى عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من
همدان " عن أبي الحمراء (4) ومثله الثعلبي في تفسيره.
وروى الجزري في أسد الغابة عن أنس بن مالك أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يمر
ببيت فاطمة ستة أشهر إذا خرج لصلاة الفجر يقول: الصلاة يا أهل بيت محمد، إنما
يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا.
وعن أبي جحيفة، عن علي (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا كان يوم القيامة
نادى مناد من وراء الحجاب: يا أهل الجمع غضوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمد
حتى تمر.
وعن زيد بن أرقم أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لعلي وفاطمة والحسن والحسين: أنا
حرب لمن حاربتم، سلم لمن سالمتم (5).
وفي الاستيعاب عن عائشة قالت: ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما وحديثا
بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من فاطمة، وكانت إذا دخلت عليه قام إليها فقبلها ورحب بها كما
كانت تصنع هي بالنبي (صلى الله عليه وآله) وما رأيت أحدا كان أصدق لهجة من فاطمة إلا أن
يكون الذي ولدها (صلى الله عليه وآله وسلم).

(1) المناقب للخوارزمي: 60.
(2) نقله عنه الغروي في تأويل الآيات: 316.
(3) تفسير القمي: 2 / 67.
(4) ذيول تاريخ الطبري: 589.
(5) أسد الغابة: 5 / 521، 523.
330

وسئلت عائشة أي الناس كان أحب إلى النبي (صلى الله عليه وآله)؟ قالت: فاطمة، قيل: فمن
الرجال؟ قالت: زوجها (1).
وفي الكافي عن الصادق (عليه السلام) قال: يظهر الزنادقة سنة 128 وذلك لأني
نظرت في مصحف فاطمة (عليها السلام). فقال له حماد بن عثمان: وما مصحف فاطمة؟
فقال (عليه السلام): إن الله تعالى لما قبض نبيه (صلى الله عليه وآله) دخل على فاطمة (عليها السلام) من الحزن ما لا
يعلمه إلا الله عز وجل، فأرسل إليها ملكا يسلي عنها غمها ويحدثها، فقال
أمير المؤمنين (عليه السلام) لها: إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي ما علمته،
فجعل يكتب كلما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفا، أما إ نه ليس من الحلال
والحرام ولكن فيه علم ما يكون (2).
وعنه (عليه السلام) قال: إن فاطمة (عليها السلام) مكثت بعد النبي (صلى الله عليه وآله) خمسة وسبعين يوما،
وكان دخلها حزن شديد على أبيها، وكان يأتيها جبرئيل (عليه السلام) فيحسن عزاها على
أبيها ويطيب نفسها ويخبرها عن أبيها ومكانه، ويخبرها بما يكون بعدها في
ذريتها، وكان علي (عليه السلام) يكتب ذلك (3).
وعنه (عليه السلام) قال للمفضل - بعد إخباره بأن أمير المؤمنين (عليه السلام) غسل فاطمة (عليها السلام)
واستعظام المفضل ذلك -: لا تضيقن فإنها صديقة ولم يكن يغسلها إلا صديق أما
علمت أن مريم لم يغسلها إلا عيسى (عليه السلام) (4).
وعنه (عليه السلام): إنا نأمر صبياننا بتسبيح فاطمة (عليها السلام) كما نأمرهم بالصلاة، وتسبيحها
في دبر كل صلاة أحب إلي من صلاة ألف ركعة في كل يوم (5).
وعن الباقر (عليه السلام) قال: ما عبد الله بشيء أفضل من تسبيح فاطمة (عليها السلام) ولو كان
شئ أفضل لنحله النبي (صلى الله عليه وآله) فاطمة (عليها السلام) (6).
وفي الفقيه: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إن فاطمة ليست كأحد من النساء، إ نها لا ترى

(1) الاستيعاب: 4 / 1896.
(2) و (3) الكافي: 1 / 240، 241.
(4) الكافي: 1 / 459.
(5) و (6) الكافي: 3 / 343.
331

دما في حيض ولا نفاس كالحورية (1).
ومر في فاطمة المخزومية أن النبي (صلى الله عليه وآله) أمر بقطع يدها لسرقتها، فشفع فيها
أسامة لطلب قريش، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): لو كان فاطمة بنت محمد لقطعتها.
وفي المناقب عن صحيح الدارقطني أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر بقطع لص، وقال: " لو
كان ابنتي فاطمة " فسمعت فحزنت، فنزل جبرئيل (عليه السلام) بقوله: تعالى (لئن أشركت
ليحبطن عملك) فحزن النبي (صلى الله عليه وآله) فنزل (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا) فنزل
جبرئيل (عليه السلام) وقال: كانت فاطمة حزنت من قولك... الخبر (2).
هذا، واختلف في مولدها ووفاتها، أما مولدها فأكثر العامة على أنها ولدت
قبل النبوة بخمس سنين حين تبني قريش الكعبة، ذهب إليه محمد بن إسحاق (3)
وأبو نعيم (4) وأبو الفرج (5) والطبري (6) والواقدي (7).
قال الطبري: قال الواقدي: قال عبد الله بن محمد بن عمر بن علي: " إن
فاطمة (عليها السلام) كانت يوم بنى بها علي (عليه السلام) ابنة ثماني عشرة " (8) وقال به المدائني كما
في الاستيعاب.
وكذلك عن عبد الله بن الحسن، فروى عنه أنه قال لهشام: إن فاطمة (عليها السلام) بلغت
من السن ثلاثين سنة، ورواه أبو الفرج عن الصادق (عليه السلام) أيضا.
وخالفهم ابن حجر في تقريبه، فقال: فاطمة سيد نساء هذه الأمة، تزوجها
علي في السنة الثانية من الهجرة، وماتت بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بستة أشهر وقد جاوزت
العشرين بقليل.
وأكثر الخاصة على أنه بعد النبوة بخمس سنين، كالكليني (9) والطبري الإمامي (10)

(1) الفقيه: 1 / 89.
(2) مناقب ابن شهرآشوب: 3 / 324.
(3) سيرة ابن إسحاق: 82.
(4) لم نظفر به في حلية الأولياء.
(5) مقاتل الطالبيين: 30.
(6) ذيول تاريخ الطبري: 597.
(7) نقله عنه مقاتل الطالبيين: 31.
(8) ذيول تاريخ الطبري: 598.
(9) الكافي: 1 / 458.
(10) دلائل الإمامة: 10.
332

وإثبات المسعودي (1) واستنادهم إلى رواية حبيب السجستاني عن
الباقر (عليه السلام) رواها الكافي في مولدها (عليها السلام) (2) والظاهر أن الأصل في اختلافهم تبديل
الراوي كلمة " قبل النبوة " بكلمة " بعد النبوة " أو بالعكس.
وأما وفاتها وبقاؤها بعد أبيها، ففي مقاتل أبي الفرج: اختلف فالمكثر يقول:
ثمانية أشهر والمقلل أربعين، والثبت ما روي عن الباقر (عليه السلام) ثلاثة أشهر (3).
وكذلك اختلف في مدفنها، فقال في الفقيه: " الصحيح أنها دفنت في بيتها، فلما
زادت بنو أمية في المسجد صارت في المسجد " (4) وروى مضمون كلامه الكليني
عن الرضا (5).
وقال المفيد: دفنت في الروضة (6) استنادا إلى خبر ابن أبي عمير عن
الصادق (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " ما بين قبري ومنبري روضة من رياض
الجنة، ومنبري على ترعة من ترع الجنة " لأن قبر فاطمة (عليها السلام) بين قبره ومنبره (7).
ورواه في الكتاب المعروف ب‍ " دلائل الطبري " في معجزات الحسن (عليه السلام) (8).
وفي التهذيب: أن رواية الروضة ورواية البيت كالمتقاربتين، وأما من قال
دفنت بالبقيع فبعيد من الصواب (9).
وقالت العامة: في البقيع، وروى قرب أسناد الحميري (10) وإقبال ابن طاوس (11)
وهمهم في ذلك. وإذا كان صديقهم وفاروقهم لم يكونا يعرفان مدفنها مع شهودهما
فهم من أين يعرفون مع غيبتهم؟!

(1) إثبات الوصية: 133.
(2) الكافي: 1 / 457، بل في مولد أمير المؤمنين (عليه السلام).
(3) مقاتل الطالبيين: 31.
(4) الفقيه: 1 / 229.
(5) الكافي: 1 / 461.
(6) مصنفات الشيخ المفيد: 14، المقنعة: 459.
(7) معاني الأخبار: 267.
(8) دلائل الإمامة: 66.
(9) التهذيب: 6 / 9.
(10) قرب الاسناد: 161.
(11) إقبال الأعمال: 623، 624.
333

هذا، وفي الاستيعاب: اضطرب مصعب والزبير في بنات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أيتهن
أكبر بما يوجب أن لا يلتفت إليه، والذي تسكن إليه النفس على ما تواترت به
الأخبار " زينب " ثم " رقية " ثم " أم كلثوم " ثم فاطمة الزهراء.
هذا، وقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في المتواتر: " فاطمة سيدة نساء العالمين " كقوله
تعالى: (رب العالمين) يعم العوالم، ولذا قال الصادق (عليه السلام) للمفضل: مريم كانت
سيدة نساء عالمها وفاطمة سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين.
وأما رواية العامة - كما في الاستيعاب - أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لها: " أما ترضين
أن تكوني سيدة نساء العالمين " قالت: يا أبت! فأين مريم؟ قال: " تلك سيدة نساء
عالمها وأنت سيدة نساء عالمك " فغير صحيحة في ذيلها.
[167]
فاطمة بنت الرضا (عليه السلام)
روى العيون في باب أخباره المجموعة عنها، عن أبيها (1).
وعن أسنى مطالب الجزري روايته عن فاطمة بنت الرضا (عليه السلام) عن فاطمة
بنت الكاظم (عليه السلام) عن فاطمة بنت الصادق (عليه السلام) عن فاطمة بنت الباقر (عليه السلام) عن
فاطمة بنت السجاد (عليه السلام) عن فاطمة بنت الحسين (عليه السلام) عن أم كلثوم، عن أمها فاطمة
بنت الرسول (صلى الله عليه وآله) قالت: أنسيتم قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم غدير خم: " من كنت مولاه
فعلي مولاه " وقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) له: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " قائلا:
هكذا أخرجه الحافظ الكبير أبو موسى المديني في كتابه " المسلسل بالأسماء "
وقال: هذا الحديث مسلسل من وجه، وهو أن كل واحدة من الفواطم تروي عن
عمة لها، فهو رواية خمس بنات أخ كل واحدة منهن عن عمتهن (2).
وحينئذ فقول الإرشاد: " لا نعلم للرضا (عليه السلام) ولدا غير الجواد (عليه السلام) " (3) غير سديد.

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 70، ب 31 ح 327 و 328.
(2) نقله العلامة الأميني (قدس سره) عن أسنى المطالب للمقري الشافعي لكن ليس في سنده " فاطمة بنت
الرضا (عليه السلام) " راجع الغدير: 1 / 197.
(3) إرشاد المفيد: 316.
334

[168]
فاطمة بنت السجاد (عليه السلام)
مرت في سابقتها.
[169]
فاطمة بنت الصادق (عليه السلام)
تقدمت أيضا ثمة.
[170]
فاطمة بنت الضحاك
في الاستيعاب، قال ابن إسحاق: تزوجها النبي (صلى الله عليه وآله) بعد وفاة بنته زينب،
وخيرها حين نزلت آية التخيير، فاختارت الدنيا ففارقها فكانت بعد ذلك تلقط
البعر وتقول: أنا الشقية التي اخترت الدنيا.
وفي البلاذري، عن جد عمرو بن شعيب قال: دخل النبي (صلى الله عليه وآله) بالكلابية،
ولكنه لما خير نساءه اختارت قومها، فكانت بعد ذلك تلقط البعر وتدخل على
نساء النبي (صلى الله عليه وآله) فيتصدقن عليها، قال بعض الرواة: اسم هذه الكلابية " فاطمة بنت
الضحاك " وقال الكلبي: الكلابية اختارت قومها فدلهت وذهب عقلها فكانت
تقول: أنا الشقية خدعت، وروى مثل ذلك عن عبد الواحد بن أبي عون (1).
[171]
فاطمة بنت علي (عليه السلام)
عدها البرقي في أصحاب الحسن.
وروى الكشي في المختار سماع المختار الحديث منها (2).
وروى قرب الأسناد: أنها مد لها في العمر حتى رآها الصادق (عليه السلام) (3). ومر
ذكرها في زينب أختها.

(1) أنساب الأشراف: 1 / 454.
(2) الكشي: 126.
(3) قرب الإسناد: 76.
335

وفي نسب قريش مصعب الزبيري: كانت فاطمة بنت علي عند محمد بن أبي
سعيد بن عقيل فولدت له حميدة... الخ (1).
[172]
فاطمة بنت قيس الفهرية
أخت الضحاك بن قيس
روى الخطيب في " محمد بن علي أبي بكر السجستاني " عنها قالت: إن
زوجي طلقني ثلاثا، فلم يجعل النبي (صلى الله عليه وآله) لي سكنى ولا نفقة، فرفع ذلك إلى عمر،
فقال: لا ندع كتاب الله لقول امرأة لعلها نسيت (2).
وأقول: قولها لم يكن مخالفا لكتاب الله تعالى، لأنه تعالى إنما جعل السكنى
للرجعية لكونها في حكم الزوجة ما دامت العدة باقية لا البائنة، ولكن الرجل لم
يفهم الكتاب فرد السنة، والمرأة كانت أفقه من فاروقهم ومن أم مؤمنيهم.
فروى سنن أبي داود أن عائشة أنكرت أيضا على فاطمة بنت قيس، وروى
احتجاجها في قبال مروان تبعا لعمر وعائشة في الإنكار، فروى عنها أن
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لما أمر عليا (عليه السلام) على اليمن خرج معه زوجها فبعث إليها بتطليقة
كانت بقيت لها، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لها: " لا نفقة لك إلا أن تكوني حاملا " وأذن لها
في الانتقال فانتقلت عند ابن أم مكتوم إلى مضي عدتها، فقال مروان: لم نسمع هذا
الحديث إلا من امرأة، فقالت فاطمة: بيني وبينكم كتاب الله قال تعالى: (فطلقوهن
لعدتهن) إلى (لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا) قالت: فأي أمر يحدث
بعد الثلاث (3).
وفي الاستيعاب: كانت امرأة نبيلة فلما طلقها زوجها أبو عمرو بن حفص بن
المغيرة خطبها معاوية وأبو جهم بن حذيفة، فاستشارت النبي (صلى الله عليه وآله) فيهما، فأشار
عليها بأسامة فتزوجته.

(1) نسب قريش: 46.
(2) تاريخ بغداد: 3 / 71.
(3) سنن أبي داود: 2 / 287.
336

[173]
فاطمة بنت موسى بن جعفر (عليه السلام)
روى ثواب أعمال ابن بابويه (1) وكامل زيارة ابن قولويه عن الرضا (عليه السلام) قال:
" من زار فاطمة بنت موسى (عليه السلام) فله الجنة " (2) وروى الثاني عن الجواد (عليه السلام) قال:
" من زار قبر عمتي بقم فله الجنة " (3) ومرت في فاطمة بنت الرضا (عليه السلام) روايتها عن
عمتها هذه.
هذا، وعد الإرشاد في بنات الكاظم (عليه السلام) فاطمتين الكبرى والصغرى (4).
[174]
فاطمة بنت هارون بن موسى
بن الفرات
قال: عدها الشيخ في رجاله في من لم يرو عن الأئمة (عليهم السلام) قائلا: روى عنها
التلعكبري قالت: " سمعت جدي موسى بن الفرات يقول: حدثني محمد بن عمير
بكتاب عبيد الله بن علي الحلبي " ولم يسمع منها غير هذا الكتاب.
أقول: بل فيه " محمد بن أبي عمير " لا: محمد بن عمير.
[175]
قتيلة
أخت الأشعث بن قيس
في الاستيعاب: تزوجها النبي (صلى الله عليه وآله) ولم يدخل بها (إلى أن قال) فتزوجها
عكرمة بن أبي جهل بحضرموت، فبلغ أبا بكر فقال: لقد هممت أن أحرق عليهما
بيتهما، فقال له عمر: ما هي من أمهات المؤمنين ولا دخل بها ولا ضرب عليها
الحجاب (إلى أن قال، نقلا عن بعضهم) إنها ارتدت حين ارتد أخوها، فاحتج عمر
على أبي بكر بارتدادها... الخ.

(1) ثواب الأعمال: 124.
(2) و (3) كامل الزيارات: 324.
(4) إرشاد المفيد: 302.
337

وأقول: لو كان الارتداد سببا لعدم صدق كونها زوج النبي (صلى الله عليه وآله) لما اختص
ذلك بها، بل شمل ابنتيهما بعد ضربه تعالى لهما مثل امرأة نوح وامرأة لوط
والتعريض بكفرهما باطنا.
[176]
قنواء بنت رشيد
عدها البرقي والشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام).
ومر في أبيها رشيد الهجري روايتها عنه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام).
[177]
قيلة بنت مخرمة
روى سنن أبي داود عنها قالت: لما رأيت النبي (صلى الله عليه وآله) قاعدا القرفصاء
المتخشع في الجلسة أرعدت من الفرق (1).
[178]
كبشة الخزرجية
أم سعد بن معاذ
في الاستيعاب: لما خرج بجنازة سعد جعلت تبكي، فقال لها عمر: أنظري ما
بقولين! فقال النبي (صلى الله عليه وآله): دعها يا عمر كل باكية مكثرة إلا أم سعد، ما قالت من خير
فلن تكذب.
وفي الاستيعاب: دخل النبي (صلى الله عليه وآله) على كبشة الأنصارية، فشرب من فم قربة
معلقة فقطعت كبشة فم القربة ورفعته.
[179]
كبشة بنت معديكرب
عمة الأشعث بن قيس، وأم معاوية بن حديج
في الجزري عن ابن الدباغ قالت للنبي (صلى الله عليه وآله): " إني آليت أن أطوف بالبيت

(1) سنن أبي داود: 4 / 262.
338

حبوا، فقال لها: طوفي على رجليك سبعين سبعا عن يديك وسبعا عن رجليك ".
[180]
كلثم الكرخية
عدها الشيخ في رجاله في أصحاب الهادي (عليه السلام) قائلا: " روى عنها
عبد الرحمن الشعيري وهو أبو عبد الرحمن أحمد بن داود البغدادي " هكذا
وجدت، ونقله الوسيط.
لكن بدل ابن داود قوله: " وهو أبو عبد الرحمن " بقوله: " وهو أبو عبد الله " ولا
يصح واحد منهما، أما ما في نسخنا فلأن لازمه كون " عبد الرحمن الشعيري " أبا
" عبد الرحمن أحمد بن داود البغدادي " ولا معنى له، وأما ما نقل ابن داود فلأنه
يلزم كون " عبد الرحمن الشعيري " أحمد بن داود البغدادي ولا معنى له، فلابد أن
الشيخ في رجاله خلط، فنسخة ابن داود من رجال الشيخ بخط مصنفه، ولم أدر
" أحمد بن داود البغدادي " الذي ذكره هنا من هو؟ وقد ذكره في نساء أصحاب
الجواد (عليه السلام) أيضا بلفظ " زهراء أم أحمد بن الحسين وهو أحمد بن داود البغدادي "
كما مر في عنوان " زهراء " ولا معنى لكلامه ثمة أيضا بكون " أحمد بن الحسين "
" أحمد بن داود " إلا بتكلف مر.
هذا، وعدها البرقي في أصحاب الهادي (عليه السلام) أيضا، قائلا: " روى عنها أبو
عبد الرحمن الشعيري " ولا يرد عليه شئ.
[181]
كلثوم بنت سليم
عنونها النجاشي، قائلا: روت عن الرضا (عليه السلام) كتابا (إلى أن قال) عن محمد بن
إسماعيل بن بزيع عنها بالكتاب.
وأغرب هنا ابن داود! فحيث إن النجاشي لم يعقد بابا للنساء، فذكر " علية
بنت السجاد (عليه السلام) " المتقدمة و " كلثوم " هذه مع الرجال في العين والكاف توهم ابن
داود كونها رجلا وحرف " بنت " بقوله: " بن " كما حرف قوله: " روت عن
339

الرضا (عليه السلام) " بقوله: " وقف على الرضا (عليه السلام) " فذكرها في مجروحي كتابه تارة،
قائلا: " كلثوم بن سليم، كش وقف على الرضا (عليه السلام) " وأخرى في فصل واقفته، قائلا
أيضا: " كلثوم بن سليم كش وقف على الرضا (عليه السلام) " والكشي في الموضعين
مصحف النجاشي من نساخه.
[182]
كلثوم بنت يوسف
بن عمران بن ميثم
عدها البرقي في من روى عن الصادق (عليه السلام) من النساء.
[183]
ليلى بنت الخطيم
الأنصارية، الظفرية
قال: أقبلت إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت: يا ابن مبارى الريح! أنا " ليلى بنت
الخطيم " جئتك أعرض نفسي عليك فتزوجني؟ قال: قد فعلت، فرجعت إلى قومها
فقالت: تزوجني النبي، فقالوا: بئس ما صنعت، أنت امرأة غيرية والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
صاحب نساء، استقيليه، فرجعت فقالت: أقلني، قال: قد فعلت.
أقول: أخذ العنوان من الجزري وهو عن ابن مندة وأبي نعيم، وفي الجزري ما
قال من قوله: " يا ابن مباري الريح " إلا أنه غلط من الجزري أو ابن مندة وأبي
نعيم، فعنونها الطبري (1) والبلاذري وقالا: قالت: " أنا ابنة مباري الريح " (2). وأما قول
المصنف: " أنت امرأة غيرية " فتحريف منه، ففي الجزري: أنت امرأة غيري.
هذا، والبلاذري زاد دعاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عليها، ففيه: أتت النبي (صلى الله عليه وآله) ليلى بنت
الخطيم وهو غافل فحطأت على منكبه فقال: من هذا؟ أكله الأسود، فقالت: ابنة
الخطيم وبنت مطعم الطير ومبارى الريح، وقد جئتك أعرض نفسي عليك (إلى أن
قال) قال نساؤها لها: نخاف أن تغاري فيدعو عليك فتهلكي استقيليه، فأتته

(1) تاريخ الطبري: 3 / 168.
(2) أنساب الأشراف: 1 / 459.
340

فاستقالته فأقالها، فدخلت بعض حيطان المدينة فأكلها أسود (1).
ثم إن كان الخبر صحيحا تكون الإقالة في النكاح من خصائص النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
[184]
ليلى الغفارية
في الاستيعاب: كانت تخرج مع النبي (صلى الله عليه وآله) في مغازيه تداوي الجرحى وتقوم
على المرضى، حديثها عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لعائشة: هذا " علي بن أبي طالب " أول
الناس إيمانا... الخبر.
وتمامه كما في الذهبي: وآخر الناس عهدا بي عند الموت، وأول الناس لي
لقيا يوم القيامة، ذكره في موسى بن القاسم التغلبي.
[185]
ليلى
أم علي بن الحسين المقتول
قال: هي بنت مرة بن مسعود الثقفي، وفي جملة من الكتب: أم ليلى.
أقول: بل هي بنت " أبي مرة " لا " مرة " وهي " ليلى " في جميع الكتب
المعتبرة، والجملة التي قال لا تسمى كتبا.
[186]
ليلى المزنية
روى الطبري كون بيتها مجمع الغلاة كما مر في أبي الحارث، إلا أن العامة
تسمي الإمامية أيضا غلاة.
[187]
مارية القبطية
مر في " عائشة " قول القمي: إن العامة روت أن آية الإفك (إن الذين جاءوا

(1) أنساب الأشراف: 1 / 459.
341

بالإفك عصبة منكم) نزلت في عائشة وما رميت به في غزوة بني المصطلق، وأما
الخاصة فإنهم رووا أنها نزلت في مارية القبطية وما رمتها به عائشة. ثم روى عن
الباقر (عليه السلام) أن إبراهيم لما هلك وحزن عليه النبي (صلى الله عليه وآله) قالت له عائشة: ما الذي
يحزنك عليه فما هو إلا ابن جريح... الخبر كما مر (1).
وروى الاستيعاب عن أنس: أن رجلا كان يتهم بأم إبراهيم، فقال لعلي (عليه السلام):
إذهب فاضرب عنقه (إلى أن قال) وروى الأعمش هذا الحديث، وفيه قال علي
للنبي (صلى الله عليه وآله): أكون كالسكة المحماة أو الشاهد يرى ما لا يرى الغائب، فقال
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب، ثم قال: هذا الرجل المتهم كان
ابن عم مارية أهداه معها المقوقس، وذلك موجود في حديث سليمان بن أرقم عن
الزهري، عن عروة، عن عائشة... الخ.
وللمفيد كتاب في هذا الخبر من إطلاق النبي (صلى الله عليه وآله) قتل القبطي بأنه كان
لاعتماده على سداد أمير المؤمنين (عليه السلام) فيسقط تعلق الغلاة والمعتزلة والمفوضة
وأصحاب الرأي ومخالفو الملة بالخبر في مقاصدهم (2).
وفي البلاذري: كان النبي (صلى الله عليه وآله) معجبا بمارية وكانت بيضاء جميلة جعدة
الشعر، فأنزلها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالعالية في المال الذي يعرف ب‍ " مشربة أم إبراهيم "
وكان يختلف إليها هناك وضرب عليها الحجاب، وكان يطؤها فحملت وولدت،
فقبلتها (3) سلمى مولاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وجاء زوجها أبو رافع مولى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فبشر
بولادتها غلاما سويا، فوهب له عبدا وسماه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم سابعه " إبراهيم "
وأمر فحلق رأسه أبو هند البياضي - من الأنصار - وتصدق بزنة شعره ورقا وعق
عنه بكبش ودفن شعره في الأرض، وتنافست الأنصار في إبراهيم أيهم يحضنه
وترضعه امرأته (إلى أن قال) وكان للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لقائح وقطعة غنم، فكانت مارية

(1) راجع ص 302.
(2) مصنفات الشيخ المفيد: 3، خبر مارية القبطية: 16.
(3) أي أدت وظيفة القابلة عند المخاض ووضع الحمل.
342

تشرب من ألبانها وتسقي ولدها.
قالوا: وأتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بإبراهيم يوما وهو عند عائشة، فقال: انظري إلى
شبهه، فقالت: ما أرى شبها، فقال: ألا ترين إلى بياضه ولحمه؟ فقالت: من قصرت
عليه اللقاح وسقى ألبان الضأن سمن وابيض، وكانت عائشة تقول: ما غرت على
امرأة غيرتي على مارية وذلك، لأنها كانت جميلة جعدة الشعر، وكان النبي (صلى الله عليه وآله)
معجبا بها ورزق منها الولد وحرمناه (1).
ومر في عائشة أيضا نزول سورة التحريم (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك
تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم والله مولاكم
وهو العليم الحكيم) في مارية وحلفه على عدم وطئها، إرضاء لحفصة أو عائشة.
[188]
مارية بنت منقذ أو سعيد
العبدية
قال: روي عن أبي جعفر (عليه السلام) أنها كانت تتشيع وكان دارها مألفا للشيعة
يتحدثون فيها... الخ.
أقول: المصنف رأى كلام بعضهم أن أبا جعفر قال: " مارية كانت تتشيع...
الخ " فتوهم أن مراده بأبي جعفر " أبو جعفر الباقر (عليه السلام) " مع أن مراده " أبو جعفر
الطبري " ففي الطبري، قال أبو مخنف: ذكر أبو المخارق الراسبي أنه اجتمع ناس
من الشيعة بالبصرة في منزل امرأة من عبد القيس يقال لها: مارية ابنة سعد - أو
منقذ - أياما وكانت تشيع وكان منزلها لهم مألفا، وقد بلغ ابن زياد إقبال
الحسين (عليه السلام) (إلى أن قال) فقال يزيد بن نبيط لأصحابه في بيت تلك المرأة: إني
قد أزمعت على الخروج... الخ (2).

(1) أنساب الأشراف: 1 / 448 - 450.
(2) تاريخ الطبري: 5 / 353.
343

[189]
مريسة بنت موسى بن يونس
بن أبي إسحاق، السبيعي
روى أمالي ابن بابويه مسندا عن إبراهيم بن عبد الله ابن أخيها، عنها، عن
عمتها صفية مسندة مقتل الحسين (عليه السلام) (1).
[190]
مسيكة
جارية ابن أبي
مرت في أميمة جاريته.
[191]
معاذة بنت عبد الله
مولاة عبد الله بن أبي بن سلول
روى الاستيعاب عن الزهري: أنها كانت امرأة مسلمة فاضلة، وفيها نزلت:
(ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا)
وأن ابن أبي مولاها كان يكرهها على ذلك فتأبى منه لإسلامها، ثم عتقت فبايعت
النبي (صلى الله عليه وآله) في ما بلغني بيعة النساء.
وروى معارف ابن قتيبة (2) ونقض عثمانية الإسكافي عنها قالت: سمعت علي
ابن أبي طالب (عليه السلام) على منبر النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: أنا الصديق الأكبر آمنت قبل أن
يؤمن أبو بكر... الخبر (3).
[192]
معاذة الغفارية
عنونها الجزري عن أبي موسى راويا عنها قالت: كنت أنيسا بالنبي (صلى الله عليه وآله)

(1) أمالي الشيخ الصدوق: 129.
(2) المعارف: 99.
(3) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 13 / 228.
344

أخرج معه في الأسفار أقوم على المرضى وأداوي الجرحى، فدخلت على
النبي (صلى الله عليه وآله) بيت عائشة وعلي (عليه السلام) خارج من عنده، فسمعته يقول: يا عائشة! إن
هذا أحب الرجال إلي وأكرمهم علي، فاعرفي له حقه وأكرمي مثواه، وذكر
الحديث في أن النظر إلى علي (عليه السلام) عبادة (1).
[193]
مليكة بنت خارجة
المرية
عنونها الجزري أيضا عن أبي موسى، وقال: هي من أربع فرق الإسلام بينهن
وبين أبناء بعولتهن، كانت تحت زبان بن سيار فخلف عليها ابنه منظور.
[194]
مليكة الكنانية
قال البلاذري: قال أبو معشر: تزوجها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت لها عائشة: أما
تستحيين أن تنكحي قاتل أبيك - وكان أبوها قتل يوم فتح مكة -؟ فقالت: فكيف
أصنع؟ فقالت: استعيذي بالله منه، فاستعاذت فطلقها.
ثم نقل عن أبي عبيدة أن اسم هذه الكنانية " عمرة " وروى عن عطاء
الجندعي أن النبي (صلى الله عليه وآله) دخل بمليكة الكندية وماتت عنده، وعن الزهري والكلبي
أن النبي (صلى الله عليه وآله) لم يتزوج كنانية (2).
[195]
ميمونة بنت الحارث الهلالية
زوجة النبي (صلى الله عليه وآله)
قال: قال السيد الصدر: وجدت في كتاب جابر الجعفي عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): " لا ينجو من النار وشدة نفيضها وزفيرها وحميمها من عادى
عليا وترك ولايته وأحب من عاداه " فقالت ميمونة: ما أعرف في أصحابك من

(1) أسد الغابة: 5 / 547.
(2) أنساب الأشراف: 1 / 458.
345

يحب عليا (عليه السلام) إلا قليلا، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): القليل من المؤمنين كثير ومن تعرفين
منهم؟ قالت: أبا ذر والمقداد وسلمان، وقد تعلم أني أحب عليا (عليه السلام) بحبك إياه،
فقال: صدقت أنك امتحن الله قلبك للإيمان.
أقول: بل الخبر في أصل جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي من الأصول
الأربعمائة، وإنما رواه جعفر، عن حميد بن شعيب، عن جابر الجعفي، والأصل
عندي في أربعة عشر منها.
وفي الجزء الثامن عشر من أمالي الشيخ عن صفير بن شجرة العامري قال:
كنت عند خالتي ميمونة إذ استأذن رجل، فقالت: ائذن له فدخل، فقالت: من أين؟
قال: من الكوفة، قالت: من أي القبائل؟ قال: من بني عامر، قالت: فما أقدمك؟
قال: رهبت أن يكنني الفتنة لما رأيت من اختلاف الناس، قالت: فهل كنت بايعت
عليا (عليه السلام)؟ قال: نعم، قالت: فارجع فو الله! ما ضل ولا ضل به، قال: يا أمه! فهل
أنت تحدثيني في علي (عليه السلام) بحديث سمعته من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قالت: اللهم نعم،
سمعته يقول: علي آية الحق وآية الهدى، علي سيف الله يسله على الكفار
والمنافقين (إلى أن قال) ومن أبغضني أو أبغض عليا لقى الله تعالى ولا حجة له (1).
وفي البلاذري: لما قدم النبي (صلى الله عليه وآله) مكة في عمرة القضاء ابتنى بها، وبلغ سعيد ابن
المسيب أن عكرمة قال: تزوجها وهو محرم، فقال: كذب عكرمة قدم وهو محرم،
فلما حل تزوجها، يقال: تزوجها على ما تركت زينب بنت خزيمة وهي أختها لأمها.
وفيه: عن الشعبي أقام النبي (صلى الله عليه وآله) بمكة حين خرج لعمرة القضاء ثلاثة أيام
فبعث إليه حويطب بن عبد العزى أن أجلك قد انقضى فأخرج من بلدنا، فخرج
وخلف أبا رافع وقال: ألحقني بميمونة فحملها على قلوص، فجعل أهل مكة
ينفرون بها ويقولون: لا بارك الله لك فوافى النبي (صلى الله عليه وآله) بسرف وهو على أميال من
مكة، فبنى بها بسرف ودفنت بسرف سنة 61، وروي عن عكرمة أن ميمونة وهبت
نفسها للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وليس بثبت (2).

(1) أمالي الشيخ الطوسي: 2 / 119.
(2) أنساب الأشراف: 1 / 445 - 446.
346

[196]
نسيبة بنت كعب بن عمرو
روى القمي في تفسيره أن النبي (صلى الله عليه وآله) نظر في أحد إلى رجل من المهاجرين
قد ألقى ترسه خلف ظهره وهو في الهزيمة، فناداه: " يا صاحب الترس! ألق ترسك
وفر إلى النار " فرمى بترسه، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): يا نسيبة خذي الترس، فأخذت
الترس وكانت تقاتل المشركين، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " لمقام نسيبة أفضل من مقام
فلان وفلان " وكان ابنها عمارة معها فأراد أن ينهزم فقالت: يا بني! إلى أين تفر عن
الله وعن رسوله؟ فردته، فحمل رجل على ابنها فقتله، فأخذت سيف ابنها فحملت
على الرجل فضربته على فخذه فقتلته، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): بارك الله عليك يا نسيبة،
وكانت تقي النبي (صلى الله عليه وآله) بيديها وصدرها وثدييها حتى أصابتها جراحات كثيرة،
وكانت في غزواته تداوي الجرحى (1).
وفي البلاذري، قال الواقدي: شهدت نسيبة العقبة مع زوجها وشهدت أحدا
وشهدت اليمامة، وورثت ابنها خبيب بن زيد الذي قطعه مسيلمة؛ وروي عن عمر
قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ما التفت يمينا وشمالا يوم أحد إلا رأيتها تقاتل دوني (2).
وفيه: خرجت يوم أحد معها بشن لها نسقي الجرحى وجرحت اثني عشر
رجلا بسيف ورمح، وكانت في أول النهار تسقي المسلمين والدولة لهم، ثم قاتلت
حين كر المشركون، فضربها ابن قميئة ضربة بالسيف على عاتقها، وقاتلت نسيبة
يوم اليمامة فقطعت يدها وهي تريد مسيلمة لتقتله، قالت: فما كانت لي ناهية حتى
رأيت الخبيث مقتولا وإذا ابني " عبد الله بن زيد المازني " يمسح سيفه بثيابه، فقلت:
أقتلته؟ قال: نعم، فسجدت شكرا لله (3).

(1) تفسير القمي: 1 / 115.
(2) أنساب الأشراف: 1 / 250، 326.
(3) أنساب الأشراف: 1 / 325.
347

[197]
نوار بنت مالك بن عقرب
الحضرمية، امرأة خولي
في الطبري: قالت لخولي لما جاء برأس الحسين (عليه السلام): ويلك! جاء الناس
بالذهب والفضة وجئت برأس ابن رسول الله، لا والله! لا يجمع رأسي ورأسك
بيت أبدا. فقامت وخرجت - وكانت ليلتها منه - فدعا امرأته الأخرى الأسدية،
قالت نوار: فخرجت وجلست أنظر فو الله! ما زلت إلى نور يسطع مثل العمود
من السماء إلى الإجانة التي وضع تحتها رأس الحسين (عليه السلام) ورأيت طيرا بيضاء
ترفرف حولها (1).
[198]
هند بنت ربيعة بن الحارث
بن عبد المطلب
في الاستيعاب: ولدت على عهد النبي (صلى الله عليه وآله) وهي التي كانت هي وامرأة
أنصارية عند حبان بن واسع، فطلق الأنصارية وهي ترضع فمرت بها سنة ثم هلك
عنها ولم تحض، فقالت: أنا أرثه ولم أحض، فاختصمتا إلى عثمان فقضى لها
بالميراث، ولا مت الهاشمية عثمان فقال لها: هذا عمل ابن عمك - يعني علي بن
أبي طالب - قد أشار علينا بهذا.
وأقول: لم أر من ذكرها غيره وما نسبه إليه (عليه السلام) غير معلوم، فإن العدة عند
أمير المؤمنين وأهل بيته (عليهم السلام) تنقضي بثلاثة أشهر إن لم يحصل حيض فيها.
هذا، ومصعب الزبيري في نسب قريشه لم يذكر في ولد " ربيعة " " هندا " بل
" أروى " وقال: تزوجها حبان بن منقذ فولدت له واسع بن حبان... الخ (2).

(1) تاريخ الطبري: 5 / 455.
(2) نسب قريش: 88.
348

فلابد أن أبا عمر خلط، ويدل على أنه خلط أنه عنون " حبان بن منقذ " وقال:
تزوج " أروى " وهي الهاشمية التي ذكرها مالك في الموطأ وقال: مات في خلافة
عثمان... الخ، وإنما واسع بن حبان ابن الهاشمية فقال ثمة: ولدت " أروى " لحبان
يحيى بن حبان وواسع بن حبان.
وبالجملة: إنه خلط في الهاشمية وفي زوجها كما وهم في حكمها،
فروى السروي عن محمد بن يحيى قال: كان لرجل امرأة من الأنصار وامرأة
من بني هاشم، ثم مات بعد مدة فذكرت الأنصارية أنها في عدتها فردهم
عثمان إلى علي (عليه السلام) فقال: تحلف أنها لم تحض ثلاثا وترث، فقال عثمان
للهاشمية: هذا قضاء ابن عمك، قالت: رضيته لتحلف فتحرجت الأنصارية
فلم ترث.
[199]
هند بنت زيد
الأنصارية
قال الجزري: " كانت تتشيع " ونقل أشعارها في رثاء حجر بن عدي.
[200]
هند بنت عتبة
أم معاوية
في الاستيعاب قالوا: لما قتل حمزة وثبت هند عليه فمثلت به وشقت بطنه
واستخرجت كبده فشوت منه وأكلت في ما يقال، لأنه كان قد قتل أباها يوم بدر،
فلما أخذ النبي (صلى الله عليه وآله) البيعة على النساء - ومن الشرط فيها أن لا يسرقن ولا يزنين -
قالت له هند: وهل تزني الحرة وتسرق؟! فلما قال النبي (صلى الله عليه وآله): " ولا يقتلن
أولادهن " قالت: قد ربيناهم صغارا وقتلتهم أنت ببدر كبارا.
وفي البلاذري: أخذ كبد حمزة وحشي بعد قتله فأتى بها هندا فمضغتها ثم
349

لفظتها، وجاءت فمثلت به واتخذت مما قطعت منه مسكين ومعضدتين وخدمتين،
وأعطت وحشيا حليا كان عليها من ورق وجزع ظفار، وأعطته خواتيم ورق
كانت في أصابع رجليها (1).
وفيه: لما استأمن العباس لأبي سفيان يوم الفتح وطلب من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن
يجعل له شيئا يعرف به، فقال: " من دخل دار أبي سفيان فهو آمن " وأراد أبو سفيان
دخول داره فقالت له هند: وراءك قبحك الله فإنك شر وافد (2).
وفيه: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر يوم الفتح بقتل ستة رجال وأربع نسوة، وعد منهن
هندا (إلى أن قال) أما هند فأسلمت وكسرت كل صنم في بيتها وأتت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
مسلمة... الخ 3.
لكن، عرفت أن إسلامها كان استهزاء بالله ورسوله!!
[201]
هند الناعطية
روى الطبري كون بيتها مجمع الغلاة ك‍ " ليلى المزنية " (3) إلا أنه مر في " ليلى "
أن العامة يعدون الإمامية أيضا غالية.
وصدقوا، هي غالية في القيمة لا في الدين كما زعموا.
* * *

(1) أنساب الأشراف: 1 / 322.
(2) و (3) أنساب الأشراف: 1 / 355، 357.
(4) تاريخ الطبري: 6 / 103.
350

الخاتمة
في فوائد
351

- الأولى -
قال: قد يحذف الكافي صدر السند، ولعله لنقله عن أصل المروي عنه، أو
لحوالته على ما ذكره قريبا.
أقول: إنما يحذف الكافي كغيره صدر سند في الخبر الثاني بكونه مبتنيا على
الأول فيقول كثيرا، مثلا في الخبر الأول: " الحسين بن محمد عن معلى بن محمد "
ثم يقول في الثاني: " معلى بن محمد " أي الحسين عنه. وأما الحذف للنقل عن
أصل من لم يلقه فليس دأب القدماء، ولذا ترى المفيد في الإرشاد كلما ينقله عن
الكافي يقول: جعفر بن محمد بن قولويه، عن محمد بن يعقوب (1).
نعم، قد يفعلون ذلك مع ذكر طرقهم إلى الأصل أخيرا، وقد فعل ذلك التهذيب
والاستبصار يسيرا والفقيه كثيرا.
- الثانية -
قال: قال العلامة في آخر الخلاصة: قال الكليني: قولي " عدة من أصحابنا عن
أحمد بن محمد بن عيسى " محمد بن يحيى ومحمد بن موسى الكمنداني... الخ.
أقول: بل " وعلي بن موسى الكمنداني... الخ ".
ومر في " أحمد " كون تبديل " علي " ب‍ " محمد " وهما من العاملي.

(1) الإرشاد: 280، 291، 292.
353

- الثالثة -
قال: قال العلامة ثمة أيضا: فسر الكليني عدة " أحمد البرقي " بعلي
ابن إبراهيم، وعلي بن محمد بن عبد الله بن أذينة، وأحمد بن عبد الله عن أبيه وعلي
ابن الحسن.
أقول: الظاهر وقوع تحريف، وأن الأصل في قوله: " علي بن محمد بن عبد الله
ابن أذينة ": علي بن محمد بن عبد الله، ابن بنته.
كما أن الأصل في قوله: " أحمد بن عبد الله عن أبيه ": أحمد بن عبد الله، ابن ابنه.
- الرابعة -
قال: فسر العلامة عدة الكليني في " سهل " بجمع، منهم علي بن محمد بن علان.
أقول: قد عرفت في عنوان " علان " استظهار تحريفه، وأن الأصل: علي بن
محمد علان.
- الخامسة -
قال: وفي تجمير أكفان الكافي: عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد أخي كامل.
أقول: بل " عن سهل بن زياد الآدمي " (1) ومنشأ وهم المصنف ما يأتي في
" الثامنة " هنا، وما مر في " أحمد بن محمد الكوفي " في الأسماء، فهو وهم في وهم
في وهم! فليس في سنده " عدة من أصحابنا " وليس فيه " أخي كامل " بل
" الكوفي " وليس المراد به أخا كامل.
- السادسة -
قال: ورد في عتق الكافي: عدة من أصحابنا: علي بن إبراهيم، ومحمد بن
جعفر أبو الحسن الأسدي، ومحمد بن يحيى، وعلي بن محمد (وهو المعروف

(1) الكافي: 3 / 147.
354

بماجيلويه بن عبد الله القمي) وأحمد بن عبد الله (هو ابن أحمد بن أبي عبد الله
البرقي) وعلي بن الحسين السعدآبادي، جميعا عن أحمد بن محمد بن خالد.
أقول: الخبر في الكافي في باب " المملوك بين شركاء " من كتاب العتق (1) وقد
نقل ما نقل عن نسخة مختلطة الحواشي بالمتن.
والصحيح ما نقله العاملي " عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد " (2)
وقد روى الخبر في التهذيب عن الكافي أيضا: عدة من أصحابنا عن أحمد بن
محمد بن خالد (3).
- السابعة -
قال: حكي عن بطيخ الكافي في نسخة مصححة: عدة من أصحابنا عن علي
ابن إبراهيم.
أقول: بل كانت مصحفة، وفي النسخ الصحيحة " علي بن إبراهيم " (4) بدون
واسطة.
- الثامنة -
قال: روى كراهة تجمير كفن الكافي أولا " عن عدته عن سهل " ثم قال:
" أحمد بن محمد الكوفي " وتوهم العاملي أنه مبني على سابقه، وأن المراد عدة
عن أحمد الكوفي.
أقول: الأصل في التوهم التهذيب، فإنه روى الخبر عن الكافي " عدة عن أحمد ".
و " أحمد بن محمد الكوفي " هو " أحمد بن محمد بن عمار " المتقدم، الذي
يروي عنه الكليني المعاصر للتلعكبري، وحينئذ فروى عنه بلا واسطة.
ثم، كيف يكون مبنيا على سابقه وعدته عن سهل غير عدته عن أحمد بن
محمد، سواء كان الأشعري أو البرقي؟ وإنما يصح البناء لو كان سهل نفسه في

(1) الكافي: 6 / 183.
(2) الوسائل: 16 / 22، ب 18 ح 5.
(3) التهذيب: 8 / 220.
(4) الكافي: 6 / 361.
355

السند الثاني، مع أنه لا يصح واحد منهما، لأنهما قميان لا كوفيان.
هذا، وفي باب " صوم المتمتع لمن لم يجد الهدي " من حج الكافي في خبره الأول:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد جميعا، عن رفاعة ابن موسى (1).
وفيه إشكالان:
الأول: أنه جعل عدة أحمد بن محمد - وهو الأشعري - متحدة مع عدة
" سهل " مع أن عدته عن الأول: محمد بن يحيى وعلي بن موسى الكمنداني وداود
بن كورة وأحمد بن إدريس وعلي بن إبراهيم، وعدته عن الثاني: علي بن محمد
علان ومحمد بن أبي عبد الله ومحمد بن الحسن ومحمد ابن عقيل. ويمكن الجواب
عنه بأنه من قبيل استعمال اللفظ في المعنيين.
والثاني: رواية أحمد الأشعري وسهل عن رفاعة، وهما متأخران عنه، ولابد
أن وقع في السند سقط، والأصل " جميعا، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن
رفاعة " فإن كلا من أحمد الأشعري وسهل الآدمي يروي عن أحمد البزنطي وهو
يروي عن رفاعة.
والشاهد لسقطه أن في أول الخبر الثاني " أحمد بن أبي نصر " فلابد أنه كان
مذكورا في الخبر الأول حتى بنى عليه في الثاني، كما عرفته في الفائدة الأولى.
- التاسعة -
قال: استظهر بعضهم أن قول الكافي - في بعض المواضع -: " جماعة عن
أحمد " كقوله: " عدة عن أحمد " في اتحاد المراد.
أقول: ومن المواضع التي فعل الكافي ذلك " فضل صلاته " (2) و " بدء أذانه " (3) و
" سجوده " (4) و " عزائم سجوده " (5) وما استظهره البعض ليس ببعيد.

(1) الكافي: 4 / 506.
(2) الكافي: 3 / 266.
(3) الكافي: 3 / 306.
(4) الكافي: 3 / 321.
(5) الكافي: 3 / 317.
356

- العاشرة -
قال، في حركة الكافي في خبر: " عنه، عن محمد بن أبي عبد الله " (1) وفي آخر:
" عنه، عن محمد بن جعفر الكوفي " (2) والظاهر زيادة كلمة " عنه " وكلمة
" عن " فيهما.
أقول: لم تنحصر زيادة الواسطة بما ذكر، ففيه في تفسير قوله تعالى:
(ما يكون من نجوى ثلاثة) عنه عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد (3).
وفي قوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) " علي بن محمد، عن محمد
ابن الحسن، عن سهل " و " عنه، عن محمد بن يحيى " و " عنه، عن محمد بن يحيى " (4)
فإن كلمة " عنه " في الأول زائدة، وكلمة " عن " في الثاني مصحف كلمة " و " وكلمتي
" عنه " و " عن " في الأخيرين زائدتان، لأن الكافي يروي عن الجميع بلا واسطة.
- الحادية عشرة -
قال: قال بعضهم: إن " محمد بن الحسن " الذي يروي عنه الكافي هو الصفار،
وقال آخر: هو " ابن الوليد " ولا يخلو عن قرب.
أقول: بل بعد، لأنه صرح في مواضع بروايته عن الأول، والأخير معاصره لو
لم يكن متأخرا عنه، فمات بعده بخمس عشرة سنة.
هذا، وفي النجاشي في " علي بن العباس الجراذيني " المتقدم: عن محمد بن
يعقوب، عن محمد بن الحسن الطائي الرازي، عنه.
- الثانية عشرة -
قال: تكرر من الفهرست أن يقول: " أخبرنا عدة من أصحابنا " وتوهم بعضهم
جهالتهم، لكن مراده مشائخه المعروفون: المفيد والغضائري وابن عبدون وابن

(1) الكافي: 1 / 125.
(2) الكافي: 1 / 126.
(3) الكافي: 1 / 126.
(4) الكافي: 1 / 127 - 128.
357

أبي جيد، كما صرح به في البزنطي والزراري وجعفر بن قولويه وغيرهم.
وقال: في الكليني " أخبرنا الحسين بن عبيد الله عن جماعة منهم أبو غالب "
وقال في وجوب ترتيب وضوء الاستبصار: أخبرنا الحسين بن عبيد الله عن عدة.
أقول: ما فعله خلط منه بين عدة الشيخ وعدة مشائخه، كما أن قول الشيخ
في الفهرست في البزنطي وغيره: " منهم فلان وفلان " لا يدل على إرادتهم في
باقي المواضع.
- الثالثة عشرة -
قال، قال البهائي: مشائخ الكليني: محمد بن يحيى، وأحمد بن إدريس - وهو
أبو علي الأشعري - ومحمد بن إسماعيل، والحسين بن محمد الأشعري، وعلي بن
إبراهيم، وداود بن كورة، وعلي بن محمد بن عبد الله، والحسين بن الحسن العلوي،
وأحمد بن محمد الكوفي، وحميد بن زياد، ومحمد بن جعفر الكوفي، وعلي بن
موسى الكميداني، وأحمد بن محمد بن أمية، وأحمد بن محمد.
أقول: روى عن أحمد بن محمد العاصمي " في ما أحل للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في
نكاحه " (1) وعن أحمد بن محمد الكوفي في " كراهة تجمير كفنه " (2) وظاهر الجامع
كون الثاني ابن عقدة، حيث نقله في عنوانه بلفظ " أحمد بن محمد بن سعيد " لكنه
غيره، ففي فضل جهاده " أحمد بن محمد بن سعيد، عن جعفر بن عبد الله العلوي، وأحمد
ابن محمد الكوفي عن علي بن العباس " (3). فعطفه على " أحمد بن محمد بن سعيد "
وهو ابن عقدة، والظاهر أن المراد به " أحمد بن محمد بن عمار الكوفي " المتقدم.
وأحمد بن محمد بن أمية لم نقف عليه، وأحمد بن محمد لابد أن يكون
أحد الأولين.

(1) الكافي: 5 / 391.
(2) الكافي: 3 / 147.
(3) الكافي: 5 / 4.
358

وروايته " عن أحمد بن محمد عن علي بن فضال " إنما هو أحمد بن محمد
العاصمي، كما صرح به في باب عزله (1).
وكيف كان: فمن مشائخه - غير من ذكر - أبو داود والصفار وعلي بن محمد
ابن بندار ومحمد بن عقيل ومحمد بن محمود أبو عبد الله القزويني المتقدمون،
وعد محمد بن جعفر واحدا، مع أنه اثنان: الرزاز، والأسدي الذي يقال له: محمد
ابن أبي عبد الله.
هذا، وفي الخبر الثالث من باب الأوقات التي يكره فيها الذبح في أول السند
" علي بن إسماعيل " (2) ولم يذكره أحد في مشائخه، والظاهر وقوع تصحيف
وخلط، ففي متن الخبر الثاني " كان علي بن الحسين (عليه السلام) يأمر غلمانه لا يذبحوا
حتى يطلع الفجر في نوادر الجمعة " (3) فقوله: " في نوادر الجمعة " في الآخر بلا معنى
أيضا، ولا يبعد أن يكون الأصل فيهما " وذكره في نوادر الجمعة علي بن
إسماعيل " والمراد أنه لا وجه له، لكراهة الذبح قبل الفجر في جميع أيام الأسبوع،
وإنما الجمعة تختص بالكراهة قبل صلاته، كما رواه في الخبر الأول من الباب (4).
وأما قول العاملي في بيان معناه: " أن بعض العلماء قال في نوادر الجمعة: أي
في نوادر الاجتماعات كالمآتم والعرائس " (5) فهو كما ترى! ويشهد لما قلنا من
منكرية " علي بن إسماعيل " في أول السند أن بعده " محمد بن عمرو " وروى في
الثاني عن محمد بن عمرو بثلاث وسائط، فكيف روى عنه في الثالث بواسطة
واحدة؟ فلابد من زيادته، وكون أول السند فيه: " محمد بن عمرو " مبتنيا على
إسناد قبله، كما هو دأبه.
ولم يختص التصحيف في الموضع من الكافي بالخبرين، فبعد الأخير " باب
آخر " مع أن " آخر " زائدة، لعدم ربط الباب بأوقات الذبح المكروه، ففيه خبران:

(1) الكافي: 5 / 504.
(2) و (6) الكافي: 6 / 236.
(4) الكافي: 6 / 236.
(5) الوسائل: 16 / 274، ب 21.
359

أحدهما جواز الأكل من ذبيحة المرجئ والحروري حتى يكون ما يكون، والثاني
جواز شراء اللحم من السوق وإن لم يدر ما يصنع القصابون لكونه سوق
المسلمين (1) فإما كان الأصل " باب " بلا اسم، فقد يفعل ذلك الكليني، وإما كان
الأصل: باب حكم ذبيحة فرق المسلمين وسوقهم.
- الرابعة عشرة -
قال: مشائخ الشيخ: أحمد بن إبراهيم القزويني، وأحمد بن عبدون، وأحمد
ابن محمد بن موسى، وجعفر بن الحسين بن حسكة، والحسن بن القاسم الشريف
المحمدي العلوي، والحسين بن إبراهيم القزويني، والحسين بن عبيد الله
الغضائري، وعلي بن أحمد بن محمد بن أبي جيد، وعلي بن الحسين المرتضى،
وعلي بن شبل بن راشد، ومحمد بن محمد بن النعمان، وهلال الحفار، وأبو حازم
النيسابوري، وأبو زكريا محمد بن سليمان الهمداني، وأبو طالب بن عزور، وأبو
علي بن شاذان.
أقول: والحسن بن إسماعيل، وعلي بن أحمد بن عمرو بن حفص، وعلي بن
خبير بن مالك، وأبو الحسين بن أبي جعفر النسابة، وابن المهتدي، وأبو محمد بن
الفحام الحسن بن محمد بن يحيى المتقدمون، وحمويه بن علي بن حمويه، وأبو
الطيب الحسين بن علي التمار، وعبد الواحد بن محمد أبو عمرة.
- الخامسة عشرة -
قال: مشائخ الصدوق: أبوه، ومحمد بن موسى المتوكل، والحسين بن محمد،
وعلي بن أحمد بن أبي عبد الله، وأحمد بن زياد بن جعفر، وعبد الواحد بن محمد
ابن عبدوس، وعبد الواحد بن محمد بن عبد الوهاب، ومحمد بن الحسن بن الوليد،
ومحمد بن إبراهيم بن إسحاق، ومحمد بن علي ماجيلويه، وطاهر بن محمد بن

(1) الكافي: 6 / 236، 237.
360

يونس، ومحمد بن أحمد الشيباني، والحسين بن يحيى بن ضريس، ومحمد بن
إبراهيم بن إسحاق الطاطري، وعلي بن أحمد بن إسماعيل البرمكي، ومحمد بن
بحر الشيباني، ومحمد بن شاذان بن أحمد بن عثمان، وأحمد بن محمد الشيباني،
وأبو الحسن محمد بن عمرو بن علي البصري، ومحمد بن الحسن الصفار، وأحمد
ابن الحسن القطان، وأبو محمد عبد الله بن حامد، وحمزة بن محمد بن أحمد
العلوي، والمظفر بن جعفر بن المظفر العلوي، وعلي بن عبد الله بن أحمد
الأسواري، ومحمد بن علي بن نصر البخاري، والحكم بن محمد بن جعفر بن نعيم
ابن شاذان النيشابوري، ومحمد بن علي بن بشار، ومحمد بن أحمد السناني،
والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هاشم، والحسين بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد
ابن هشام المؤدب، وأحمد بن يحيى المكتب، وعبد الله بن محمد بن عبد الوهاب،
ومحمد بن زياد بن جعفر، ومحمد بن الحسين بن أحمد بن الوليد، والقاسم بن
محمد بن أحمد السراج، وعلي بن حاتم، والعباس بن محمد بن إبراهيم بن إسحاق
الطالقاني، وأحمد بن عيسى بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)،
وجعفر بن محمد بن مسرور، ومحمد بن موسى البرقي، وأحمد بن هارون،
والحسين بن محمد، والحسين بن علي بن أحمد الصائغ، وأحمد بن محمد بن
يحيى، وأبو الحسين محمد بن علي بن الشاه، وعلي بن أحمد بن محمد الدقاق،
والحسين بن إبراهيم بن هشام، وعلي بن عبد الله الوراق، ومحمد بن عصام، وأبو
الحسن محمد بن يحيى بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبد الله بن الحسن بن
السجاد، وأبو بصير أحمد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله النيسابوري، الذي قال
فيه: " ما رأيت أنصب منه " والحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي الكوفي، والحسن
ابن محمد بن يحيى العلوي، وأبو سعيد محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق
المذكر النيسابوري، ومحمد بن القاسم الأسترآبادي، والحسين بن إبراهيم بن
بابويه، وأبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن
السجاد (عليه السلام)، ومحمد بن علي مهرويه، وعلي بن محمد بن الحسن القزويني
361

المعروف بابن المغيرة، ومحمد بن المظفر بن نفيس المصري، ومحمد بن يحيى
المكتب، وأبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد بن الحسن بن إسماعيل بن حكيم
العسكري، وأحمد بن علي بن إبراهيم، والحسين بن يحيى بن الضريس، وأبو
الحسن محمد بن يحيى بن الحسن بن عبد الله بن الحسين (عليه السلام)، وإبراهيم بن
هارون الهاشمي، والحسين بن أحمد بن إدريس، وعبد الله بن النضر، ومحمد بن
القاسم الأسترآبادي، والحسين بن إبراهيم ماتابة، والحسين بن محمد اللؤلؤي،
والحسن بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب، وعبد الله بن محمد، والحسن بن
أحمد بن إدريس، ومحمد بن القاسم المعروف بأبي الحسن الجرجاني، وعلي بن
سفيان بن يعقوب بن إبراهيم بن الحارث الهمداني، وجعفر بن علي، ومحمد بن
الحسن بن متيل، والحسن بن أحمد، وجعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبد الله
ابن المغيرة، وأحمد بن الحسين القطان، وعلي بن حبشي بن قوني، والبرمكي،
والحسين بن علي بن أحمد الصائغ، ومحمد بن الحسن بن أبان، وطاهر بن محمد
ابن يونس الفقيه، وزيد بن الحسن القطان، والحسن بن محمد بن يحيى العلوي،
والحسن بن يحيى بن ضريس البجلي، ومحمد بن هارون الريحاني، ومحمد
ابن الحسن بن زيد بن الوليد، وعلي بن حسان الواسطي، ومحمد بن عمر بن علي
ابن عبد الله البصري، وأحمد بن محمد بن عيسى العلوي، ومحمد بن الحسين،
ومحمد بن مسلم.
أقول: كثير مما ذكره خلط وخبط وتحريف وتكرار، فجعل " الحاكم أبا محمد
جعفر بن نعيم " " الحكم بن محمد بن جعفر بن نعيم " فخلط لقبه وكنيته باسمه
ونسبه، وجعل " الحسين بن إبراهيم، تاتانه " تارة " الحسين بن إبراهيم بن بابويه "
وأخرى " الحسين بن إبراهيم ماتابة " وعد فيهم " الصفار " مع أنه شيخ شيخه، لا
شيخه. وكرر " ابن الوليد " مع التحريف، بل كرر " الحسين بن إبراهيم " أربع مرات
في جعل جده " هاشم " و " هشام " مع واسطة " أحمد " وعدمها، وتبديل الحسين
بالحسن، وعلي بن حسان يروي الصدوق عنه بوسائط فكيف يكون من مشائخه؟
362

وإنما رأى في " معرفة كبائر الفقيه " " روى علي بن حسان " (1) فتوهم كونه شيخه،
وكرر " محمد بن إبراهيم بن إسحاق " وزاد في الثاني " الطاطري " وهو محرف
" الطالقاني " وكيف يمكن رواية الصدوق عن ابن ابن السجاد (عليه السلام) في جعله أحمد
ابن عيسى ابنه، مع أنه ليس للسجاد (عليه السلام) ابن مسمى بعيسى؟
والظاهر أن " أحمد بن يحيى " و " محمد بن يحيى " الأصل فيهما " أحمد بن
محمد بن يحيى " " الحسن بن يحيى " و " الحسين بن يحيى " الأصل فيهما واحد...
إلى غير ذلك، وكثير منهم لم يعلم مستنده ولا عنونه في كتابه.
وفاته جمع، ومنهم: أبو محمد عبدوس بن علي بن العباس الجرجاني، روى
عنه في " فضائل شهر رمضان " بإسناده عن عكرمة، عن ابن عباس، عن
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كون الصيام له تعالى، وكون خلوف فم الصائم عنده تعالى أطيب من
المسك، وأن للصائم فرحتين (2).
- السادسة عشرة -
قال: جمع الطباطبائي مشائخ النجاشي ستة مسمون بمحمد:
محمد بن محمد بن النعمان.
ومحمد بن علي بن يعقوب بن إسحاق بن أبي قرة أبو الفرج الكاتب.
ومحمد بن علي بن شاذان أبو عبد الله القزويني.
ومحمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان أبو الحسن القمي.
ومحمد بن عثمان بن الحسن أبو الحسين النصيبي.
ومحمد بن جعفر الأديب، أو المؤدب، كما في " محمد بن ثابت ".
أقول: الأخير هو " ابن بطة " المعروف، وهو شيخ شيخ شيخ النجاشي، لا شيخه.

(1) الفقيه: 3 / 561.
(2) فضائل الأشهر الثلاثة: 134.
363

ثم فاته " محمد " آخر وهو " محمد بن هارون التلعكبري " كما يظهر منه في " أحمد
ابن محمد بن الربيع " المتقدم.
- السابعة عشرة -
قال، قال: وسبعة مسمون بأحمد: ابن نوح، وابن الجندي، وابن عبدون، وابن
الغضائري، وابن الصلت، وأحمد بن محمد بن عبد الله الجعفي، وأحمد بن محمد
ابن هارون.
وأربعة مسمون بعلي: أبوه، وابن أبي جيد، وعلي بن شبل، وعلي بن محمد ابن
يوسف.
أقول: وأما قول النجاشي في " الفضيل بن يسار " المتقدم: أخبرنا " علي بن
بلال " فالظاهر أنه حكاية عن ابن نوح، فقبله: وقال ابن نوح: يكنى أبا مسور.
- الثامنة عشرة -
قال، قال: واثنان مسميان بالحسن: الحسن بن أحمد بن إبراهيم، والحسن بن
أحمد بن محمد بن الهيثم.
وثلاثة مسمون بالحسين: الغضائري، وابن الخمري، والحسين بن أحمد بن
موسى بن هدية.
أقول: مقتضى الجمع بين قول الشيخ في الفهرست في " أحمد بن علي
الفائدي " المتقدم: " أحمد بن عبدون، عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن شيبان
القزويني، عن علي بن حاتم القزويني، عنه " وقول النجاشي ثمة: " أخبرناه إجازة
أبو عبد الله القزويني، وقال: حدثنا أبو الحسن علي بن حاتم " رواية النجاشي عن
الحسين بن علي بن شيبان أيضا، لكن رواية إجازة.
- التاسعة عشرة -
قال، قال: وثمانية لا اشتراك بينهم في الاسم: إبراهيم بن مخلد بن جعفر أبو
364

إسحاق، وأسد بن إبراهيم بن كلب السلمي، وأبو الخير الموصلي سلامة بن ذكاء،
والعباس بن عمر بن عباس الكلوذاني، وأبو أحمد عبد السلام بن الحسين
البصري، وعبد الله بن محمد أبو محمد الدعلجي، وهارون بن موسى التلعكبري،
وأبو الحسين بن محمد بن سعيد، ذكره في وهب بن خالد.
أقول: بل و " أبو الحسين بن محمد بن أبي سعيد " لا " سعيد " كما في " وهب "
الذي قال. ثم عده هارون بن موسى التلعكبري غير صحيح، فإن النجاشي إنما
قال: كنت أحضر في داره مع ابنه أبي جعفر والناس يقرأون عليه كتاب الكافي.
كما أنه فاته ذكر " عثمان بن أحمد الواسطي " المتقدم و " عثمان بن حاتم "
المتقدم.
- العشرون -
قال، قال: أدرك النجاشي جمعا آخر ولم يرو عنهم، إما لضعفهم أو فساد
مذهبهم ك‍: ابن عياش الجوهري، وعلي بن عبد الله بن عمران القرشي المعروف
بالميموني، وأبي المفضل الشيباني، وأبي نصر هبة بن أحمد الكاتب، وعبيد الله بن
أحمد بن أبي زيد المعروف بأبي طالب الأنباري، وأبي الحسين إسحاق بن الحسن
بن بكران العقرائي.
أقول: بل و " أبي الحسن " كما مر في محله.
- الحادية والعشرون -
ذكر أنهم اختلفوا في " محمد بن إسماعيل " الذي يروي الكافي والكشي
" عنه، عن الفضل بن شاذان " بين " بن بزيع " و " البرمكي " و " البندقي
النيسابوري ". وأطال في الاستدلال لكل واحد من الأقوال، مع أن عدم رواية
الكافي والكشي عن الأول من بديهيات الفن، فإن ذاك مروي عنه للفضل بن
شاذان، لا راو.
كما أن عدم روايتهما عن الثاني أيضا من واضحات الفن، فروى " حدوث
365

عالم " الكافي (1) وديباجة الكشي (2) عنه بالواسطة، وإرادة الأخير به متعينة، لقول
الكشي في " الفضل ": ذكر أبو الحسن محمد بن إسماعيل البندقي النيسابوري أن
الفضل بن شاذان نفاه عبد الله بن طاهر (3) وفي " أبي يحيى الجرجاني " المتقدم:
وذكر محمد بن إسماعيل بنيسابور أنه هجم عليه محمد بن طاهر (4).
- الثانية والعشرون -
قال: إن " علي بن محمد " الذي يروي عنه الكافي مردد بين " علي بن محمد
ابن عبد الله بن أذينة " و " علي بن محمد بن إبراهيم المعروف بعلان " و " علي بن
محمد المعروف بماجيلويه ".
أقول: بل الظاهر إرادة " علان " به متعينا، لأنه كلما ورد " علي بن محمد " ورد
" علي بن محمد عن سهل " وقد فسر الكافي عدة سهل بجمع " علان " أحدهم،
ولولا ذلك لما انحصر احتمال " علي بن محمد " بمن ذكر.
وفي تلك الطبقة أيضا: علي بن محمد بن الأشعث، وعلي بن محمد الحداد،
وعلي بن محمد بن علي بن جعفر، وعلي بن محمد بن رياح، وعلي بن محمد بن
الزبير، وعلي بن محمد بن سيار، وعلي بن محمد الصيمري، وعلي بن محمد بن
فيروزان، وعلي بن محمد بن قتيبة، وعلي بن محمد بن علي بن سعد. مع أن كون
" ابن أذينة " و " ماجيلويه " نفرين - كما قال - غير معلوم، فقلنا في عنوانه: إن
الظاهر كون " ابن أذينة " محرف " ابن بنته " فيكون متحدا مع ماجيلويه.
- الثالثة والعشرون -
قال: ورد في الكافي " علي، عن أبي هاشم الجعفري " وقال الداماد: هو
تحريف، لأن أحدا من المسمين بعلي لم يرو عن أبي هاشم.

(1) الكافي: 1 / 78.
(2) الكشي: 3.
(3) الكشي: 538.
(4) الكشي: 532.
366

أقول: لم نقف على رواية الكافي عن " علي " مجرد، وإلا فرواية " علي بن
إبراهيم عن أبي هاشم " موجودة كما في الخبر الثامن عشر من أحاديث كتاب
العقل (1) لكن لا يبعد سقوط " عن أبيه " بينهما كما في إباق الكافي (2) وصفة ذبحه (3)
ومسجد غديره (4).
- الرابعة والعشرون -
قال: حكي عن الرواشح قال: " رجل عن أبي عبد الله (عليه السلام) " إما " محمد بن
حمزة التيمي " الثقة، روى الفقيه عنه حديث حد كثرة السهو، أو " محمد بن حمزة
الثمالي " وإما " ثعلبة بن ميمون " وهذه فائدة جليلة أخذتها من رجال الشيخ.
أقول: بل لاقطة ساقطة، فأين رجال الشيخ مما ذكر؟ وإن الشيخ بعد استقصاء
أصحاب الصادق (عليه السلام) المعلومين بالاسم أو الكنية عقد بابا لغير معلوميهم، فقال:
باب من لم يسم:
محمد بن أبي حمزة عن رجل، عنه.
محمد بن أبي حمزة، عن بعض أصحابنا، عنه.
حماد بن عثمان عن أبي عبد الله (عليه السلام) أو عن رجل، عنه.
ثعلبة بن ميمون عن بعض أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام).
أبو بكر الحضرمي، عمن سمع أبا عبد الله (عليه السلام).
علي بن أسباط، عن شيخ من أصحابنا، عنه.
عمر بن عثمان، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام). إسحاق بن عمار،
عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام).
محمد بن سنان، عن الغلام الذي أعتقه أبو عبد الله (عليه السلام) عنه.
أبو يحيى الصنعاني، عن أبيه - ولم يسمه - عنه.

(1) الكافي: 1 / 33.
(2) الكافي: 6 / 199.
(3) الكافي: 6 / 228.
(4) الكافي: 4 / 565، بل في باب قبله.
367

أبو الحسين محمد بن العرزمي، عن رجل من جعفي، عن أبي عبد الله (عليه السلام).
عجلان أبو صالح، عن الأرجاني، عن أبي عبد الله (عليه السلام).
عيسى بن راشد، عن عمه، عنه... الخ.
مع أنه ليس لنا محمد بن حمزة بن " تيمي " أو " ثمالي " بل " خثعمي " وإنما لنا
" محمد بن أبي حمزة التيمي " و " محمد بن أبي حمزة الثمالي " والفقيه أيضا حديثه
" عن محمد بن أبي حمزة " (1) مع أنه في موضعي رجال الشيخ وفي الفقيه مطلق (2) مع
أنه الراوي " عن رجل عنه (عليه السلام) " لا الراوي " عنه (عليه السلام) " والرجال الذين رووا عن
الصادق (عليه السلام) كانوا أربعة آلاف.
- الخامسة والعشرون -
قال: عد البهائي في عنوان " من كان عاميا فرجع ": عبد الرحمن بن الحجاج،
وعبد الله بن المغيرة، والحسين بن يسار، وعبد الله بن أبي زيد، وعلي بن أسباط،
ومحمد بن عبد الله بن مملك، والعياشي.
أقول: إنما يصح كلامه بالنسبة إلى الأخيرين، وأما الباقون فبين من رجع عن
الكيسانية والفطحية والواقفية والناووسية، ولو كان جعل عنوانه " من كان غير إمامي
فرجع " كان أصاب.
- السادسة والعشرون -
قال: صرح جمع بأن كل رواية يرويها " ابن مسكان عن محمد الحلبي "
فالظاهر أنه عبد الله، كما يظهر من ترجمته في النجاشي.
أقول: ما ذكره خلط منه أو ممن نقل عنه، فإن طريق النجاشي إلى " محمد
الحلبي " إنما هو " ابن مسكان " فهو يصححه، لا يشهد بخلافه. وحق الكلام في
المقام أن يقال: إن " الحلبي " وإن كان مشتركا بين " محمد " و " عبيد الله " إلا أنه إذا

(1) الفقيه: 1 / 339.
(2) الفقيه: 1 / 277.
368

روى " حماد بن عثمان، عن الحلبي " فالمراد به " عبيد الله " وإذا روى " ابن
مسكان، عن الحلبي " فالمراد به " محمد " كما يشهد له طريقهما، ولولاه لأمكن
الحمل على عبيد الله مطلقا، لأنه أعرف وأشهر.
- السابعة والعشرون -
قال: إذا روى " موسى بن القاسم، عن علي، عنهما " فالظاهر أن عليا بن
الحسن الطاطري، والمراد بضمير التثنية " محمد بن أبي حمزة " و " درست " كما
يفيده كفارات صيد التهذيب.
أقول: واضح عند كل أحد أن الإتيان بالضمير بدون تقدم مرجع له لفظا أو
حكما أو معنى أمر غلط، فما ذكره سقط. وإن أراد إفادة أمر كان عليه أن يقول: إن
كفارة صيد التهذيب روى أولا حديث " قتل حمام الحرم " عن موسى بن القاسم، عن
الجرمي، عنهما (1). ثم روى ثانيا حديث " اشتراك جمع في شراء صيد " عن موسى
ابن القاسم، عن علي بن الحسن الجرمي، عن محمد بن أبي حمزة ودرست (2).
ولابد أن في كتاب " موسى بن القاسم " الذي أخذ التهذيب الخبرين عنه كان
الثاني مقدما، فعبر في الخبر الأول الذي كان مؤخرا بالضمير كما اقتصر في الراوي
على اللقب، ووهم التهذيب فغير ترتيبهما مع بقاء تعبيرهما. وليس في الخبرين
" الطاطري " كما قال، بل " الجرمي " وإن كان " الطاطري " و " الجرمي " لقبي واحد.
- الثامنة والعشرون -
قال، قال في فوائد الخلاصة: في كثير من الأخبار " سعد بن عبد الله، عن أبي
جعفر " والمراد بأبي جعفر " أحمد بن محمد بن عيسى " ومراده إذا أطلق، فلا يرد
عليه نقض الداماد بما في مولد صادق الكافي: سعد عن أبي جعفر محمد بن عمرو
ابن سعيد (3).

(1) التهذيب: 5 / 347.
(2) التهذيب: 5 / 351.
(3) الكافي: 1 / 475.
369

أقول: الظاهر وقوع تصحيف أو تحريف في الخبر، فرواه الكافي في
" ما يستحب من ثياب كفنه " " عن عدته، عن سهل، عن محمد بن عمرو بن سعيد " (1)
فلا " سعد " ولا " أبو جعفر ".
- التاسعة والعشرون -
قال: عن المفيد: أن الإمامية صنفوا من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى زمان
العسكري أربعمائة كتاب تسمى: " الأصول " وحيث إن مصنفاتهم أكثر فقيل:
الأصل ما كان مجرد كلام المعصوم (عليه السلام) والكتاب ما فيه كلام مصنفه. (2)
أقول: قد عرفت في المقدمة أن المقابل للأصل المصنف، والكتاب أعم منهما،
ففي أول فهرست الشيخ: عمل أحمد بن الحسين كتابين أحدهما ذكر فيه
المصنفات، والآخر ذكر فيه الأصول.
- الثلاثون -
عد المصنف في من صنف في الرجال " أحمد بن علي بن العباس " و " أحمد
ابن محمد بن نوح " مع أنهما واحد " ابن نوح " المتقدم.
وقلنا ثمة: إن الأول عنوان النجاشي والثاني الشيخ، وكلاهما غير صحيح.
كما أنه عد فيهم " علي بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن بابويه " و
" منتجب الدين بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن بابويه " وهما أيضا واحد،
وإنما " منتجب الدين " لقب " علي " وكتابه فهرست من تأخر عن الشيخ، والوسيط
استقصى نقل ما فيه.
وفاته عد الكليني وقد صرح النجاشي بأن له كتاب رجال، وهو وإن عد
الصدوق، إلا أنه استند في كونه منهم بقوله: " كان الصدوق بصيرا بالرجال " مع أنه
أعم. وغفل عن عد النجاشي كتبه في الرجال وتصريح الشيخ في الفهرست في
" زيد الزراد " بكونه صاحب فهرست.

(1) الكافي: 3 / 149.
(2) معالم العلماء: 3.
370

- الحادية والثلاثون -
نقل عن الطباطبائي عنوانه لآل أبي رافع " أبو رافع " وابناه " علي " و
" عبيد الله " وابنا عبيد الله: " عون " و " محمد " و " إسماعيل بن الحكم الرافعي " و
" عبد الله بن علي بن أبي رافع " و " عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع ".
وأقول: الأخير لم يعلم تحققه، وإنما استند فيه إلى كلام محرف للنجاشي في
" أبي رافع " الذي عنونه في أول كتابه.
وقد فات الطباطبائي عد " محمد بن الفضل بن عبيد الله بن أبي رافع " و
" إبراهيم بن علي بن الحسن بن علي بن أبي رافع " اللذين عدهما الشيخ في رجاله
في أصحاب الصادق (عليه السلام).
وأبو الأخير الذي مر عن الخطيب رواية إبراهيم ذاك عن أبيه.
و " أيوب بن الحسن بن علي بن أبي رافع " الذي عده الشيخ في رجاله في
أصحاب علي بن الحسين (عليهما السلام).
و " شبيب بن أبي رافع الرافعي " الوارد في خبر الإرشاد في أحوالات
الحسن (عليه السلام) (1).
و " معمر بن محمد بن عبيد الله بن علي بن عبيد الله بن أبي رافع " الذي عنونه
الخطيب، قائلا: سكن بغداد وحدث بها عن أبيه وعمه معاوية (2).
و " محمد " و " معاوية " ابنا عبيد الله بن علي بن عبيد الله بن أبي رافع، كما
عرفته من الخطيب في سابقهما.
و " معاوية بن عبد الله بن أبي رافع " الذي عده الشيخ في رجاله في أصحاب
الصادق (عليه السلام) في الرقم 482 من ميمهم. ولعل الأصل فيه ومن مر عن تاريخ
بغداد واحد.
و " معمر بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع " الذي عنونه ابن حجر، وعنونه

(1) إرشاد المفيد: 187.
(2) تاريخ بغداد: 13 / 259.
371

الذهبي ونقل روايات عنه، عن أبيه، عن جده، عن أبي رافع، ولعل الأصل فيه وفي
معمر - المتقدم - عن الخطيب واحد.
وعد السمعاني فيهم " إبراهيم بن الحسن بن علي بن أبي رافع " وقال: حدث
عن أبيه... الخ.
والأصل فيه وفي إبراهيم - المتقدم - عن رجال الشيخ واحد، بدليل أنه قال:
" روى عن عمه أيوب بن الحسن " فلابد أنه وهم في قوله: " إبراهيم بن الحسن " أو
وقع تصحيف.
وفاته " عباس بن الفضل بن أبي رافع " مولى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي عنونه ابن
حجر وقال: " مجهول من السادسة " وكذلك " عبد الرحمن بن أبي الموالي بن أبي
رافع " الذي عنونه الذهبي ونقل روايته عن أبيه، عن جده أبي رافع، عن جدته
سلمى خادم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
و " سلمى امرأة أبي رافع ".
و " حارثة بن عبيد الله بن أبي رافع " كما في الاستيعاب في جدته " سلمى ".
و " الحسن بن علي بن أبي رافع " ورد في خبر سنن أبي داود في الجهاد (1).
و " عثمان بن عبيد الله بن أبي رافع " روى الطبري بإسناده عنه، عن سعيد بن
المسيب أن عمر سأل الناس من أي يوم نكتب؟ فقال علي (عليه السلام): من يوم هاجر
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (2).
وفي ألقاب تقريب ابن حجر: " عباد " هو " عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع "
" عبادل " هو عبيد الله بن علي بن أبي رافع.
- الثانية والثلاثون -
نقل عنوانه لآل أبي صفية، وآل أبي شعبة، وآل أعين، وآل أبي أراكة، وآل أبي
الجهم القابوسي، وآل نعيم، وآل حيان التغلبي.

(1) سنن أبي داود: 3 / 82.
(2) تاريخ الطبري: 2 / 390.
372

قلت: وقد فاته كثير ك‍ " آل نهيك " كما يظهر من النجاشي في " عبد الله بن أحمد
ابن نهيك ". و " آل بزيع ": محمد بن إسماعيل بن بزيع، أحمد بن حمزة بن بزيع،
موسى بن عمر بن بزيع. و " آل الحر الكناني " كما يظهر من النجاشي في عبد الله بن
سعيد، وعبد الله بن جبلة. و " آل أبي طريفة ": مؤمن الطاق، وعم أبيه المنذر، وابن
عم أبيه الحسين بن المنذر. وآل " الفضل بن يعقوب الهاشمي ": محمد، إسحاق،
يعقوب، إسماعيل - بنو الفضل - والحسين بن محمد بن الفضل أو الحسن، أو هما
معا. و " آل الأشعريين ": أحمد بن إسحاق، وأحمد بن محمد بن عبد الله، وابنه
عبيد الله، ومحمد بن أحمد بن يحيى، وأحمد بن محمد بن عيسى، ورفع نسب
الأخيرين إلى " الأحوص الصحابي ". و " آل مهزيار ": علي بن مهزيار، إبراهيم بن
مهزيار، داود بن مهزيار، محمد بن علي بن مهزيار، محمد بن إبراهيم بن مهزيار،
محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار، وأبوه.
ومر في " محمد بن علي بن مهزيار " ما في خبر الإكمال من الإشكال.
- الثالثة والثلاثون -
قال المصنف: النوادر إن أضيف إليها الباب فالظاهر أنه ما اجتمع فيه أحاديث
لا تنضبط في باب لقلته أو وحدته، ومن هذا قولهم في كتب الأخبار: نوادر الصلاة
نوادر الزكاة ونحوه. وإن أطلق النادر على الخبر فالمراد به الشاذ، ومنه قول
المفيد: إن النوادر هي التي لا عمل عليها.
أقول: ما ذكره خلط، فالمفيد إنما قال: إن أبواب النوادر هي التي لا يعمل بها،
لا الأخبار النوادر، وهذا نصه في عدديته: " فأما ما تعلق به أصحاب العدد في أن
شهر رمضان لا يكون أقل من ثلاثين يوما فهي أحاديث شاذة، قد طعن نقاد الآثار
من الشيعة في سندها، وهي مثبتة في كتب الصيام في أبواب النوادر، والنوادر هي
التي لا عمل عليها " (1). والأمر كما قال المفيد، فذكر تلك الأخبار الكافي في كتاب

(1) مصنفات الشيخ المفيد: 9، جوابات أهل الموصل في العدد والرؤية: 19.
373

الصوم في باب نادر، وقد جرى على العقد للنوادر الكافي والفقيه، وبدلها التهذيب
بأبواب الزيادات، تبعا لشيخه المفيد في مقنعته في التعبير بالزيادات.
لكن التحقيق الفرق بين قولهم: " باب نادر " وهو الذي لا يعمل به ويذكرونه
في المطاوي أيضا، فالكافي لما لم يعمل بأخبار عدم نقص شهر رمضان قال في
السابع من أبواب صومه: " باب نادر " ونقل أخباره، وبين قولهم: " باب النوادر "
ويعملون بأخباره كباقي الأبواب ويذكرونه في آخر الكتاب، ولذا ذكر الصدوق
أخبار عدم نقص شهر رمضان في باب النوادر في آخر صيامه لأنه كان مصرا
بالعمل بها، حتى قال: من أنكرها من الخاصة أتقيه كما أتقي من العامة (1). و
" النوادر " فيه جمع النادرة بمعنى الطريفة لا " النادر " بمعنى الشاذ.
ومما ذكرنا انقدح أنه كان على المفيد أن يقول في رد الصدوق: إن أخبار عدم
النقص يذكرونها في الأبواب النادرة التي لا عمل بها كما عرفته من الكافي، لا
" أبواب النوادر " والمراد بالزيادات استدراك ما فات.
وجعل الحلي له في نقل قول الشيخ " ليس للأعراب من الغنيمة " (2) مثل
النادر، غلط.
ويشهد لما قلنا أيضا من أن النوادر أخبارها معتبرة كباقي الأخبار وإنما هي
بمعنى الطرائف: أن الكافي في آخر دياته قال: " باب النوادر " وروى كثيرا من
قضايا أمير المؤمنين (عليه السلام) العجيبة، ولجعفر بن علي بن أحمد القمي كتاب مترجم
ب‍ " نوادر الأثر في علي خير البشر " وروى الكافي أيضا كثيرا من قضاياه (عليه السلام)
الغريبة في نوادر آخر كتاب قضاه.
ثم الظاهر أن الباب المجرد مثل " الباب النادر " في عدم العمل به، فالكافي بعد
ذاك الباب النادر الذي نقل فيها أخبار عدم نقص شهر رمضان قال: " باب " ونقل
أخبارا أن في يوم الشك في أول الشهر يصام اليوم الخامس من السنة الماضية.

(1) الفقيه: 2 / 171.
(2) لم نقف عليه.
374

هذا، ولنا كتب نوادر، كنوادر محمد بن أحمد بن يحيى، ونوادر محمد بن أبي
عمير، وقد جعلهما الفقيه من مراجعه، والمراد بها: ما يندر وجود مثلها.
قال في أواخر نتائج تنقيحه في الفوائد المنسوبة إلى البهائي: قد يعرف
الشخص بأنه من أصحاب إمام واحد وهو من أصحاب إمامين فصاعدا، كما عد
العلامة في الخلاصة " إسماعيل بن جابر " من أصحاب الباقر (عليه السلام) مع أنه يروي
أحاديث كثيرة عن الصادق، كحديث تقدير الكر وغيره. وكما عد " علي بن جعفر "
من أصحاب الرضا (عليه السلام) مع أن رواياته عن أخيه الكاظم (عليه السلام) أكثر من أن تحصى،
بل قد يروي عن أبيه. وكما في " محمد بن عبد الجبار " فعده في أصحاب
الهادي (عليه السلام) مع أنه روى عن العسكري (عليه السلام) منع الصلاة في التكة الحرير. وكما في
" محمد بن مسكين " فقال: روى أبوه عن الصادق (عليه السلام) مع أن روايات نفسه
عنه (عليه السلام) في تيمم التهذيب موجودة. وكذا " الحسن بن صالح " فعد من أصحاب
الباقر (عليه السلام) مع أنه روى عدم مس المصحف على غير طهر عن الكاظم (عليه السلام).
أقول: ما نقله كاصطلاح غلط من الخلاصة، فحيث إن كتابه في الممدوحين
والمذمومين، فلو فرض أن الشيخ في الرجال مثلا عد رجلا في أبوابه الأربعة
عشر وقد مدحه أو ذمه في واحد وأهمله في الباقي عده الخلاصة من ذاك الباب
الذي مدحه أو ذمه، وكأنه يريد أن يشير إلى مستند مدحه أو ذمه، وفي " محمد بن
سكين " لا مسكين - كما نقل - عبر بما في النجاشي - كما هو دأبه في التعبير - بلفظ
من مدحه أو ذمه دون غيره أو عده.
ولو كان البهائي وجه كلامه إلى الكشي ورجال الشيخ وفهرسته والنجاشي
لكان أفاد فائدة، وقد تعرضنا في كثير من التراجم لذلك.
ولنقطع الكلام حامدين للملك العلام على توفيق الإتمام، وقد حصل
الاختتام لهذا الاستنساخ - وهو الرابع - في 2 من جمادي الثانية سنة 1382.
* * *
375

الدر النضير
في
المكنين بأبي بصير
377

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله السميع البصير، الذي لا شريك له ولا نظير، الذي أتم الحجة وأنار
المحجة ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة، والصلاة على صاحب
الشريعة الرفيعة والطريقة الأنيقة المبصرة لسالكها الحقيقة والضامنة للمتمسك بها
الجنة، وعلى أهل بيته الحافظين لها عن انتحال المبطلين وتأويل الغالين، لا سيما
ابن عمه ليث الهيجاء وأسد الله يوم الوغى.
وبعد: إن مسألة تحقيق حال الرجال المكنين ب‍ " أبي بصير " من عويصات
المسائل الرجالية ومشكلاتها، حتى أن القدماء الذين قلما يختلفون في مسألة
وشذ ما يخبطون في مرحلة حصلت لهم فيها اختلافات واتفقت لهم فيها خلطات.
وأما المتأخرون الذين يختلفون كثيرا في واضحات المسائل ولائحات
الدلائل كما في قول بعضهم باتحاد " معاوية بن شريح " و " معاوية بن ميسرة بن
شريح " مع أن شريحا الذي في الأول كان في عصر الكاظم (عليه السلام) لأنه يروي عن
عبد الله بن سنان، وشريحا الذي في الثاني كان في عصر أمير المؤمنين (عليه السلام) وكما
في نظائر ذلك فأعجبوا من كثرة الاختلاف وشدة الاعتساف، ومع أنهم أطالوا
الكلام فيهم لم يأتوا بطائل، ومع أنهم صنفوا فيهم لم يتيسر لهم حاصل، فرأيت أن
أحرر فيهم رسالة ذات جزالة في اللفظ والمعنى، وجامعة نافعة من المبدأ إلى
المنتهى، فكتبت هذه وسميتها ب‍ " الرسالة المبصرة في أحوال البصيرية " أو " الدر
النضير في المكنين بأبي بصير ".
379

فنقول: إنه هذه الكنية جعلوها مشتركة بين عدة ذكر بعضهم القدماء وبعضهم
المتأخرون يصل جمعهم إلى ثمانية، لكن الأصل المحقق منهم اثنان: " ليث بن
البختري المرادي " و " يحيى بن أبي القاسم الأسدي " وأما الباقون فبعضهم وهم
وبعضهم وهم في وهم.
أما الذين ذكرهم القدماء محققا فهم أربعة: " ليث " و " يحيى " المتقدمان، و
" عبد الله بن محمد الأسدي " و " يوسف بن الحارث البتري " وقد أشار إلى ذلك ابن
داود في كنى رجاله فقال: أبو بصير مشترك بين أربعة: ليث بن البختري ويوسف
ابن الحارث البتري ويحيى بن أبي القاسم المكفوف وعبد الله بن محمد الأسدي.
وأما قول بعضهم: " إن القدماء ذكروا خمسة لكون يحيى اثنين يحيى بن
القاسم ويحيى بن أبي القاسم " وقول بعضهم الآخر: " ذكر القدماء خمسة لكون
يحيى اثنين يحيى الأسدي ويحيى الحذاء الأزدي " فوهم، كما سيحقق إن شاء الله
تعالى، وأن يحيى ليس غير واحد.
وأما ما ذكره المتأخرون فاثنان: " يوسف بن حارث " آخر ذكره المحدث
العاملي وقال: " إنه من أصحاب الجواد (عليه السلام) ويروي عنه محمد بن أحمد بن يحيى
صاحب نوادر الحكمة " وسيأتي تزييفه في يوسف الأول إن شاء الله، وثانيهما
" حماد بن عبد الله القندي " ذكره صاحب ترتيب الكشي عناية الله القهبائي، ومثله
المامقاني إلا أنه بدل " القندي " بالهروي.
قال القهبائي - عند ذكر خبر الكشي في عنوان " خيران الخادم ": " محمد بن
مسعود قال: حدثني سليمان بن حفص، عن أبي بصير حماد بن عبد الله القندي،
عن إبراهيم بن مازيار، عن علي بن مازيار (1) قال: كتبت إلى خيران: قد وجهت إليك
ثمانية دراهم كانت أهديت إلي من طرسوس " فيه ذكر أبي بصير غير الثلاثة الذين
رووا عن الأئمة (عليهم السلام).
وقال المامقاني في كنى كتابه: يظهر من الكشي في يونس بن عبد الرحمن أن

(1) كذا من مخطوطة من الكشي، وفي المطبوع منه وترتيب القهبائي: مهزيار.
380

من المكنين بأبي بصير حماد بن عبيد الله الهروي.
وأشار إلى قول الكشي - في يونس بعد نقله عن الفضل أنه ما نشأ في الإسلام
رجل أفقه من سلمان ولا بعده من يونس -: وروى عن أبي بصير حماد بن عبد الله
ابن أسيد الهروي، عن داود بن القاسم أن أبا هاشم الجعفري قال: أدخلت كتاب
" يوم وليلة " - الذي ألفه يونس - على أبي الحسن العسكري (عليه السلام) فنظر فيه
وتصفحه ثم قال: هذا ديني ودين آبائي وهو الحق كله.
إلا أنه بعد تحريفات نسخة الكشي في العناوين والروايات بحيث قلما تسلم
ترجمة واحدة منها، بل رواية واحدة منها - وسنقيم لك على هذا البرهان بل نريك
ذلك بالعيان - لا عبرة بهما.
أما الأول فقوله فيه: " كتبت إلى خيران " محرف " قال خيران: كتبت إلى
سيدي - يعني الهادي (عليه السلام) - " فروى بعده بسند آخر " قال خيران: كتبت إلى
سيدي " ثم قال: وذكر مثله سواء.
وحينئذ، فمن أين أن قوله فيه: " عن أبي بصير حماد بن عبد الله القندي " ليس
بمحرف، ولا يبعد أن يكون محرف " عن أبي القاسم سعد بن عبد الله القمي " أو
محرف " عن أبي العباس عبد الله بن جعفر الحميري " فإنهما يرويان " عن إبراهيم
ابن مهزيار عن علي بن مهزيار " كما في الكافي في أخبار مواليد الأئمة (عليهم السلام) من
السجاد (عليه السلام) إلى الجواد (عليه السلام) (1).
وأما الثاني فقوله فيه: " عن داود بن القاسم أن أبا هاشم الجعفري " محرف
" عن داود بن القاسم أبي هاشم الجعفري " قطعا، فإن " أبا هاشم الجعفري " هو:
داود بن القاسم.
وقوله فيه: " حماد بن عبد الله بن أسيد الهروي " محرف " عبد الله بن جعفر
الحميري " بدليل أن النجاشي نقل في ترجمة يونس عن كتاب " مصابيح النور "
للمفيد روايته ذاك الخبر: عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبي هاشم داود بن

(1) الكافي: 1 / 468 - 497.
381

القاسم الجعفري قال: عرضت على أبي محمد صاحب العسكر (عليه السلام) كتاب
" يوم وليلة " ليونس فقال لي: تصنيف من هذا؟ فقلت: تصنيف يونس مولى آل
يقطين، فقال: أعطاه الله بكل حرف نورا يوم القيامة.
ومنه يمكن استظهار كون " أبي الحسن " في الأول أيضا محرف " أبي محمد "
وإن أمكن أن يقال: إن أبا هاشم كان عرض كتاب يونس عليهما (عليهما السلام) بل وعلى
الجواد (عليه السلام) فروى الكشي في خبر آخر عرضه عليه (عليه السلام) أيضا.
وبعد كون " حماد بن عبد الله بن أسيد الهروي " محرف " عبد الله بن جعفر
الحميري " يكون أول السند (1) ويكون قوله قبله: " وروى عن أبي بصير " كلاما
مستقلا، والمراد به " أن يونس روى عن أبي بصير المعروف " وهو يحيى بن أبي
القاسم الأسدي.
ويشهد لروايته عنه خبر ميراث ذوي أرحام الكافي (2) وخبر ولادة التهذيب (3)
ونفاسه (4) ويصير معنى الكلام أن الفضل قال: إن يونس روى عن أبي بصير، لأن أبا
بصير عاش بعد الصادق (عليه السلام) سنتين حتى أدركه يونس، بخلاف عبيد الله الحلبي
ومحمد الحلبي اللذين ماتا في حياته (عليه السلام) فلم يدركهما يونس، ولذا نقل عن نصر
ابن الصباح أن يونس لم يرو عن عبيد الله ومحمد.
والظاهر أن القهبائي أيضا فهم ما قلنا فلم يقل شيئا كما قال في الأول، مع أنه
ملتزم بالتنبيه على مثله. وحينئذ، لا وجود لحماد بن عبد الله في المكنين بأبي بصير،
لأن مستنده الخبران وقد عرفت ما فيهما.
ولو أغمض عن جميع ذلك وسلم وجوده فلا ضير، لخروجه من مصاديق أبي بصير
روى عنهم (عليهم السلام) مع أنه لا يضر مطلقا، لما ندلل عليه من انصراف أبي بصير المطلق
إلى يحيى.

(1) كذا، وفي العبارة إغلاق.
(2) الكافي: 7 / 119.
(3) التهذيب: 7 / 441.
(4) التهذيب: 1 / 380.
382

كما لا ضير في وجود " أبي بصير الفتح بن عبد الرحمن القمي " الوارد في خبر
الإقبال في فضل زيارة الحسين (عليه السلام) في أول ليلة من شهر رمضان (1) وفي وجود
" أبي بصير أحمد بن الحسين النيسابوري " المرواني الناصبي الذي يروي عنه
الصدوق كما في الباب 116 من علله (2).
ولنا جمع آخر مكنون ب‍ " أبي بصير " محققا، إلا أنهم خارجون عن محل
بحثنا، لعدم ورودهم في أخبارنا.
فمنهم أبو بصير جاهلي وهو " أعشى قيس " ذكره ابن قتيبة في شعرائه وقال:
كان أبوه يدعى " قتيل الجوع " وذلك أنه كان في جبل فدخل غارا فوقعت صخرة
من الجبل فسدت فم الغار، فمات فيه جوعا، قال: وكان أبو بصير هذا جاهليا
قديما وأدرك الإسلام في آخر عمره ورحل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) في صلح الحديبية،
فسأله أبو سفيان بن حرب عن وجهه الذي يريد؟ فقال: أردت محمدا، فقال له
أبو سفيان: إنه يحرم عليكم الزنا والخمر والقمار، فقال: أما الزنا فقد تركني ولم
أتركه، وأما الخمر فقد قضيت منها وطرا، وأما القمار فلعلي أصيب منه عوضا،
قال: فهل لك إلى خير؟ بيننا وبينه هدنة فترجع عامك هذا وتأخذ مائة ناقة حمراء،
فإن ظفر بعد ذلك أتيته وإن ظفرنا كنت قد أصبت من رحلتك عوضا؟ فقال: لا
أبالي، فأخذه أبو سفيان إلى منزله وجمع عليه أصحابه وقال: يا معاشر قريش هذا
أعشى قيس! ولئن وصل إلى محمد ليضربن عليكم العرب قاطبة، فجمعوا له مائة
ناقة حمراء، فلما صار بناحية اليمامة ألقاه بعيره فقتله (3).
ومنهم أبو بصير صحابي ذكره الاستيعاب، فقال: ذكر عبد الرزاق عن معمر بن
شهاب في قصة عام الحديبية، ثم رجع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى المدينة فجاءه أبو بصير
- رجل من قريش - وهو مسلم فأرسل قريش في طلبه رجلين، فقالا للنبي (صلى الله عليه وآله):

(1) إقبال الأعمال: 10.
(2) علل الشرائع: 1 / 134، وفيه: أبو نصر.
(3) الشعر والشعراء: 135.
383

جعلت لنا العهد أن ترد إلينا كل من جاءك مسلما، فدفعه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الرجلين
فخرجا به حتى بلغا ذا الحليفة فنزلوا يأكلون من تمر لهم، فقال أبو بصير لأحد
الرجلين: والله! إني لأرى سيفك هذا جيدا، فاستله الآخر وقال: أجل والله! إنه
لجيد لقد جربت به ثم جربت، فقال أبو بصير: أرني أنظر إليه فأمكنه منه، فضربه به
حتى برد وفر الآخر حتى أتى المدينة، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حين رآه: " لقد رأى هذا
ذعرا " فلما انتهى إلى النبي (صلى الله عليه وآله) قال: قتل والله صاحبي وأني لمقتول، فجاء
أبو بصير فقال للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): قد والله وفت ذمتك قد رددتني إليهم فأنجاني الله
منهم، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " ويل أمه مسعر حرب لو كان معه أحد! " فلما سمع ذلك
علم أنه سيرده إليهم، فخرج حتى انتهى إلى سيف البحر (1).
وانفلت أيضا من قريش " أبو جندل بن سهيل بن عمرو " فلحق بأبي بصير
وجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا ألحق بأبي بصير، حتى اجتمعت منهم
عصابة، فوالله! ما يسمعون بعير خرجت لقريش إلا اعترضوا لهم فقتلوهم وأخذوا
أموالهم، فأرسلت قريش إلى النبي (صلى الله عليه وآله) تناشده الله والرحم إلا أرسل، فمن أتاك
منهم فهو آمن (إلى أن قال) وكتب النبي (صلى الله عليه وآله) إلى أبي بصير وأبي جندل ليقدما عليه
ومن معهما من المسلمين، فقدم كتابه (صلى الله عليه وآله) وأبو بصير يموت، فمات وكتاب
النبي (صلى الله عليه وآله) بيده يقرأه، فدفنه أبو جندل مكانه وصلى عليه وبنى على قبره مسجدا.
وقال، قال بعضهم: اسم أبي بصير هذا " عبيد بن أسيد " وقال بعضهم: عتبة
ابن أسيد.
ومنهم أبو بصير تابعي ذكره ابن قتيبة في معارفه، وقال: كان من يشكر بن
وائل، وكان يروي عن مسيلمة الكذاب، وبقي إلى زمان خالد القسري، كنوه أبا
بصير، لأن أهله أتوا به مسيلمة وهو صبي فمسح وجهه فعمي فكني به على القلب (2).
ولعله الذي ذكره ابن حجر في كنى تقريبه، فقال: أبو بصير العبدي الكوفي

(1) الاستيعاب: 4 / 1612، 1621.
(2) المعارف: 258.
384

الأعمى يقال: اسمه " حفص " مقبول من الثالثة.
ومنهم أبو بصير منجم ذكره الجاحظ في حيوانه في جملة أحاديث أعاجيب
المماليك (1).
ومنهم أبو بصير شاعر ذكره الجاحظ في بيانه وقال: قال أبو عبيدة: قال
أبو بصير في أبي رهم السدوسي، وكان يلي الأعمال لأبي جعفر - أي المنصور -:
رأيت أبارهم يقرب منجحا * غلام أبي بشر ويجفو أبا بشر (2)
وذكره أبو الفرج في أغانيه فقال: قال إسحاق الموصلي: كان لأبي بصير
الشاعر قيان، وكان يتكلم في الغناء بغير علم ولا صواب فيضحك منه، فقال أبي
إبراهيم الموصلي فيه:
سكت عن الغناء فما أماري * بصيرا فيه ولا غير البصير
مخافة أن أجن فيه نفسي * كما قد جن فيه أبو بصير (3)
وحينئذ، فالمهم تحقيق الأربعة المذكورين في كلام القدماء ونقد الزيف منهم،
فنقول:
أولهم: عبد الله بن محمد الأسدي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر (عليه السلام) قائلا: كوفي يكنى أبا بصير.
وأقول: إنه لا حقيقة له وإن الشيخ إنما استند إلى عنوان محرف كان في نسخة
أصل كتاب الكشي بلفظ " في أبي بصير عبد الله بن محمد الأسدي " ناقلا فيه خبرا
هكذا: طاهر بن عيسى قال: حدثني جعفر بن أحمد الشجاعي عن محمد بن
الحسين، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن عبد الله بن وضاح، عن أبي بصير قال:
سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن مسألة في القرآن، فغضب وقال: أنا رجل يحضرني
قريش وغيرهم وإنما تسألني عن القرآن! فلم أزل أطلب إليه وأتضرع حتى

(1) كتاب الحيوان: 6 / 488.
(2) البيان والتبيين: 2 / 19.
(3) الأغاني: 5 / 110.
385

رضي، وكان عنده رجل من أهل المدينة مقبل عليه، فقعدت عند باب البيت على
بثي وحزني، إذ دخل بشير الدهان فسلم وجلس عندي فقال لي: سله من الإمام
بعده، فقلت له: لو رأيتني مما خرجت من هيبته لم تقل لي سله، فقطع أبو عبد الله
حديثه مع الرجل، ثم أقبل فقال: يا أبا محمد! ليس لكم أن تدخلوا علينا في أمرنا،
وإنما عليكم أن تسمعوا وتطيعوا إذا أمرتم (1).
والعنوان محرف " في أبي بصير وعلباء بن دراع الأسدي " والمراد بأبي بصير
فيه " يحيى " كما سيحقق إن شاء الله، وليس التحريف منحصرا به، بل كان في
الترجمة أربعة أخبار أخر غير ذاك الخبر وقعت في النسخة في عنوان " أبي بصير
ليث بن البختري المرادي " الذي ذكر هذا بعده بلا فصل.
أحدها: محمد بن مسعود قال: سألت علي بن الحسن بن فضال عن أبي بصير،
فقال: اسمه " يحيى بن أبي القاسم " فقال: أبو بصير: كان يكنى " أبا محمد " وكان
مولى لبني أسد وكان مكفوفا، فسألته هل يتهم بالغلو؟ فقال: أما الغلو فلا يتهم،
ولكن كان مخلطا.
فإنه لا معنى لأن يورد خبرا في شرح حال " يحيى " في " ليث " فلابد أنه كان
في العنوان الأول وأن العنوان الأول كان كما قلنا بلفظ " في أبي بصير وعلباء "
حتى يسأل محمد بن مسعود العياشي علي بن فضال عنه بأن أبا بصير هذا من؟
فيجيبه بأن اسمه كذا وكنيته كذا، إلى غير ذلك مما شرح فيه.
والخبر الثاني من الأربعة: حمدويه قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي
عمير، عن شعيب العقرقوفي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ربما احتجنا أن نسأل عن
شئ، قال: عليك بالأسدي يعني أبا بصير (2).
وهو كالأول في وضوح خروجه عن المرادي، لكنه ليس كالأول في وضوح
وروده في " يحيى " إلا أنه بعد تعريف الخبر الأول " يحيى " بكونه مولى بني أسد
وأنه الذي يعبر عنه بأبي بصير المطلق يعلم إرادة " يحيى " منه.

(1) الكشي: 174.
(2) الكشي: 171.
386

والثالث من الأربعة: محمد بن مسعود قال: حدثني أحمد بن منصور، عن
أحمد بن الفضل وعبد الله بن محمد الأسدي، عن أبي عمير، عن شعيب العقرقوفي،
عن أبي بصير قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال لي: حضرت علباء عند
موته؟ قال: قلت: نعم، وأخبرني أنك ضمنت له الجنة وسألني أن أذكرك ذلك، قال:
صدق، قال: فبكيت، ثم قلت: جعلت فداك! فما لي ألست كبير السن الضعيف
الضرير البصير المنقطع إليكم؟ فاضمنها لي، قال: قد فعلت، قال: قلت: فاضمنها لي
على الله، فأطرق ثم قال: قد فعلت (1).
ويعلم إرادة " يحيى " منه مما شرح في الخبر الأول من كون " يحيى " أبا بصير
المطلق، وكونه مكفوفا ضريرا.
ولهذا الخبر قلنا: كان عنوان الكشي ما قلنا من كونه " في أبي بصير وعلباء "
لتضمنه حالهما وضمان الإمام (عليه السلام) لهما الجنة.
ويوضح ما قلنا في أصل العنوان بقرينة هذا الخبر أن الكشي عقد بعد ذلك
بفاصلة أسماء عنوانا آخر بلفظ " في علباء بن دراع الأسدي وأبي بصير " واقتصر
فيه على نقل هذا الخبر، لكن رواه تارة بالإسناد والمتن مع تبديل الصادق (عليه السلام)
بالباقر (عليه السلام) وأخرى بطريق آخر مع زيادة في المتن مع الإسناد إلى الصادق (عليه السلام)
وهذا لفظه في الطريقين:
حدثني محمد بن مسعود قال: حدثني أحمد بن منصور قال: حدثني أحمد بن
الفضل عن ابن أبي عمير، عن شعيب العقرقوفي، عن أبي بصير قال: حضرت -
يعني - علباء الأسدي - عند موته فقال لي: إن أبا جعفر (عليه السلام) قد ضمن لي الجنة
فاذكره ذلك، قال، فدخلت على أبي جعفر (عليه السلام) فقال: حضرت علباء عند موته؟
قال: قلت: نعم، وأخبرني أنك ضمنت له الجنة وسألني أن أذكرك ذلك، قال: صدق،
قال: فبكيت، ثم قلت: جعلت فداك! ألست الكبير السن الضرير البصير فاضمنها،
قال: قد فعلت، قلت: فاضمنها على آبائك وسميتهم واحدا واحدا، قال: قد فعلت،

(1) الكشي: 171.
387

قلت: فاضمنها لي على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: قد فعلت، قلت: فاضمنها على الله،
قال: قد فعلت (1).
محمد بن مسعود قال: حدثني إبراهيم بن محمد بن فارس، عن يعقوب بن
يزيد، عن ابن أبي عمير، عن شهاب بن عبدربه، عن أبي بصير قال: إن علباء
الأسدي ولي البحرين فأفاد سبعمائة ألف دينار ودواب ورقيقا، قال: فحمل ذلك
كله فوضعه بين يدي أبي عبد الله (عليه السلام) ثم قال: إني وليت البحرين لبني أمية وأفدت
كذا وكذا وحملته كله إليك، وعلمنا أن الله جل وعز لم يجعل لهم من ذلك شيئا وأنه
كله لك، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): هاته، فقال: فوضعه بين يديه، فقال له: قد قبلنا
منك ووهبناه لك وضمنا لك على الله الجنة، قال أبو بصير: فقلت: مالي... وذكر مثل
حديث شعيب العقرقوفي (2).
وهذا العنوان الثاني صار سببا لانتقالي إلى صواب العنوان الأول وكون
الأصل فيه " في أبي بصير وعلباء الأسدي " وذلك دأب الكشي أنه كثيرا ما يعنون
الرجل الواحد متعددا في مواضع مختلفة ويذكر فيه ما ورد فيه من الرواية بمناسبة
مقام عنوانه وحسب غرضه من عنوانه كما في " محمد بن إسماعيل " و " الحسن بن
فضال " وغيرهما.
ويجمع كثيرا أيضا بين رجال متعددين في عنوان واحد بحسب ما يستفاد
مما يروي في الترجمة واحدة أو متعددة من أحوالهم، كما في عنوان " هشام بن
إبراهيم المشرقي " و " جعفر بن عيسى بن يقطين " و " موسى بن صالح " و " أبي
الأسد ختن علي بن يقطين " فعنونهم ونقل فيهم رواية متضمنة لحال جميعهم، وكما
في هذا العنوان الثاني لأبي بصير وعلباء، لكون الرواية دالة على حسن حالهما
وضمان الإمام (عليه السلام) لهما الجنة.
فإذا كان هذا دأبه ولم يكن العنوان الأول كما قلنا وكانت الرواية في عنوان

(1) الكشي: 199.
(2) الكشي: 200.
388

" ليث " كما في النسخة لم ما ذكر " علباء " في عنوان " ليث " جمعا بينهما؟ كما جمع
بينه وبين أبي بصير في العنوان الثاني لمجرد هذه الرواية.
فيستكشف بما شرحنا أنه عنون " أبا بصير " المطلق المنصرف إلى " يحيى "
مع " علباء " في أصحاب الباقر (عليه السلام) مرتين، لكن في العنوان الأول قدم " أبا بصير "
المراد به " يحيى " لكونه الأهم، لكون ما عدا هذه الرواية مختصا به، وأخر
" علباء " لاشتراكه معه في هذه الرواية فقط. وفي العنوان الثاني عكس، لأنه اقتصر
فيه على رواية واحدة بطريقين الأصل فيها " علباء " ويفهم منها حال " أبي بصير "
ضمنا. كما أنه عنونه - أي أبا بصير - ثالثة مع " يحيى بن القاسم الحذاء الواقفي "
لرواية الواقفة عن أبي بصير كون الكاظم (عليه السلام) هو القائم، مصرحا باسمه ونسبه.
والخبر الرابع من تلك الأخبار: روايته عن العياشي، عن علي بن محمد
القمي، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن الحسن، عن علي بن الحكم، عن مثنى
الحناط، عن أبي بصير قال: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) قلت: تقدرون أن تحيوا
الموتى وتبرؤوا الأكمه والأبرص؟ فقال لي: بإذن الله، ثم قال لي: أدن، فمسح على
وجهي وعلى عيني فأبصرت السماء والأرض والبيوت، فقال لي: تحب أن تكون
كذا ولك ما للناس وعليك ما عليهم يوم القيامة، أو تعود كما كنت ذلك الجنة
الخالص؟ قلت: أعود كما كنت، فمسح على عيني فعدت (1).
والكلام فيه كالكلام في الثالث، ويزيد أن الكافي رواه " قال (عليه السلام): أدن مني يا
أبا محمد، فدنوت منه " (2) فكناه بكنية يحيى.
والتخليط في أخبار الكشي ليس منحصرا بها هنا، فقد حصل الخلط فيه بين
أخبار " سفيان بن عيينة " و " سفيان الثوري " لقربهما وبين أخبار " زرارة " وأخبار
أخيه " حمران " وبين أخبار " عبد الرحمن بن أبي ليلى " وأخبار " حجر بن عدي "
وبين أخبار " عبد الله بن عباس " وأخبار " خزيمة بن ثابت ".

(1) الكشي: 174.
(2) الكافي: 1 / 470.
389

وكذلك حصل الخلط في نسخة الكشي في أخبار " محمد بن أبي الخطاب "
فنقل في عنوانه أخبار كثيرة غير مربوطة به، ولذا نقلها القهبائي في ترتيبه كما
وجدها في أصله، إلا أنه ضرب عليها الخط. وقد زيد فيه عنوان " الحارث بن
المغيرة " على عنوان " زيد الشحام ".
وقد حصل فيه فصل كثير غير مربوط بين عنوان " البترية " وعنوان جمع منهم
" كقيس بن الربيع " و " مسعدة بن صدقة " و " عمرو بن جميع " و " عمرو بن قيس
الماصر " و " مقاتل بن سليمان " وغيرهم.
وكذلك عنون الواقفة وروى أخبارا في ذمهم، ثم عنون " ابن السراج " و
" علي بن أبي حمزة " و " ابن أبي سعيد المكاري " و " زياد القندي " الواقفيين. ثم
عنون بفاصلة كثيرة غير مربوطة " حنان بن سدير " و " كرام بن عمرو " و " درست
ابن أبي منصور " و " أحمد بن الفضل الخزاعي " و " عبد الله بن عثمان الحناط "
وروى في الكل الوقف وعقد بابا لهم بعنوان " ما روي في أصحاب موسى بن
جعفر وعلي بن موسى (عليهما السلام) ". والظاهر أن عنوان " ما روي... الخ " كان جزء
عنوانه بعد أولئك " في تسمية الفقهاء من أصحاب الكاظم والرضا (عليهما السلام) " وأن
أولئك كانوا معنونين بعد " زياد القندي " ومن قبله، كما أنه عنون بعد ذلك بفاصلة
كثيرة " عثمان بن عيسى " و " الحسين بن مهران " الواقفيين، وكانت القاعدة أيضا
عنوانهما مع أولئك.
وكذلك كثير من عناوينه وتراجمه مختلفة، فعنون " عقبة بن بشير الأسدي "
وخبره بلفظ " جابر بن عقبة بن بشير الأسدي " والصواب عنوانه مثل خبره.
وعنون " أبو علي بن بلال " وخبره بلفظ " علي بن بلال " وهو الصحيح.
وعنون في الغلاة " أبو عبد الرحمن الكندي المعروف بشاه رئيس " وخبره
بلفظ: أبو عبد الله الكندي المعروف بشاه رئيس.
وعنون " محمد بن أحمد بن نعيم " وخبره بلفظ: محمد بن شاذان بن نعيم.
وعنون " أبو الحسن محمد بن شمعون " وخبره بلفظ " محمد بن الحسن بن
شمعون " وهو الصحيح.
390

وعنون جزء جمع لعنهم الجواد (عليه السلام) " أبو النمير " وخبره بلفظ " أبو الغمر "
ولعل الأول أصح.
وعنون " نوح بن صالح " وخبره بلفظ " نوح بن شعيب ".
كما أنه عنون الفطحية، وروى فيهم خبرين غير مربوطين بهم، كما أنه عنون
بعدهم " هشام بن الحكم " ولا ربط له بهم، وكان عليه أن يعنون بعدهم " عمار
الساباطي " وإنما عنونه قبلهم.
وعنون بفاصلة كثيرة غير مربوطة " علي بن أسباط " و " محمد بن الوليد
الخزاز " و " معاوية بن حكيم " و " مصدق بن صدقة " و " محمد بن سالم بن
عبد الحميد " الفطحيين، وكان عليه عنوانهم بعد " الفطحية " بلا فصل.
كما أنه نقل في عنوان " هشام بن الحكم " خبرين مربوطين بابني إسماعيل بن
جعفر وهما " علي " و " محمد " بلا مناسبة للكلام مع هشام.
كما أنه عنون " ما روى في محمد بن عبد الجبار ومحمد بن أبي خنيس وابن
فضال " واقتصر في ترجمتهم على قوله: " رووا عن ابن بكير " ولم يرو فيهم شيئا
كما وعد.
وخلط في طبقاته فعنون " محمد بن إسماعيل بن بزيع " و " أبا طالب القمي "
وهما من أصحاب الجواد (عليه السلام) في طي أصحاب الباقر (عليه السلام).
وعنون " محمد بن أحمد بن حماد " قبل أبيه. وعنون " عبد الله بن جعفر
الحميري " وهو من معاصريه في طي أصحاب الرضا (عليه السلام).
وعنون جمعا من أصحاب الرضا (عليه السلام) " كمقاتل بن مقاتل " و " واصل "
و " أبي الفضل الخراساني " و " حمزة بن بزيع " و " أبي الصلت " و " أبي جرير
القمي " في آخر الكتاب.
وخلط في " علي بن يقطين " بين خبرين، ففيه: وقال أبو الحسن (عليه السلام): إن لله
مع كل طاغية وزيرا من أوليائه يدفع به عنهم دعوة أبي عبد الله (عليه السلام) على يقطين (1)

(1) في الكشي علي بن يقطين.
391

وما ولد، قال، فقال: ليس حيث تذهب، أما علمت أن المؤمن في صلب الكافر
بمنزلة الحصاة في اللبنة يصيبها المطر فيغسلها ولا يضر الحصاة شيئا (1).
فإنه خبران يتم الخبر الأول عند قوله: " يدفع به عنهم " وأما الثاني فأسقط
سنده وصدره.
فروى الكافي مسندا عن علي بن يقطين قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):
إني أشفقت من دعوة أبي عبد الله (عليه السلام) على يقطين وما ولد، فقال: ليس حيث
تذهب... الخبر (2).
إلى غير ذلك من تخليطاته، وقلما تسلم ترجمة منه، بل خبر منه من التحريف
كما دللنا عليه في كتابنا في الرجال، ومنها هذا الخبر الذي اقتصر عليه في هذا
العنوان - أي عبد الله بن محمد الأسدي - المحرف، فقوله فيه: " جعفر بن أحمد
الشجاعي " محرف " جعفر بن أحمد عن الشجاعي " كما يظهر من أسانيد الكشي
نفسه في " سلمان الفارسي " و " الطيار " والشجاعي هو " علي بن محمد بن شجاع ".
ويأتي في " يحيى " ما في أخبار نقلناها هنا، وقلنا: إنها من أخبار " يحيى "
وخلطت بأخبار " ليث ".
كما يأتي ما في باقي أخبار " يحيى " وما في أخبار " ليث " وما في أخبار
" يوسف " في عنوان الثلاثة في هذا الكتاب إن شاء الله.
ويشهد أيضا - لما قلنا: من كون " عبد الله بن محمد الأسدي " في العنوان
محرف " وعلباء بن دراع الأسدي " وأن المراد ب‍ " أبي بصير " فيه أبو بصير
المعروف " يحيى بن أبي القاسم الأسدي " كأبي بصير الواقع في خبره، مضافا إلى
ما برهنا عليه - أن راويه في الخبر " عبد الله بن وضاح " وقد قال النجاشي: " عبد الله
ابن وضاح صاحب أبا بصير يحيى بن القاسم كثيرا وعرف به، له كتب منها كتاب
الصلاة أكثرها عن أبي بصير " وقد اتفقوا على أن " علي بن أبي حمزة عن أبي بصير "

(1) الكشي: 435.
(2) الكافي: 2 / 13.
392

قرينة على إرادة " يحيى " مع أن علي بن أبي حمزة لم يقولوا فيه ما قالوه في هذا
من اختصاصه به، بل اقتصر النجاشي فيه على أنه كان قائد أبي بصير يحيى وأكثر
كتاب تفسيره عنه.
ويشهد له أيضا تكنيته في الخبر بأبي محمد من الصادق (عليه السلام) وقد صرح
البرقي بأنه (عليه السلام) كان يكنى أبا بصير يحيى بأبي محمد.
وبعد ما شرحنا ظهر لك أن رجلا يكون اسمه ونسبه " عبد الله بن محمد "
وكنيته " أبو بصير " غير موجود، وأن ما اشتهر مما لا أصل له ولا تحتاج إلى تطويل
الكلام أكثر من ذلك.
لكن لما أصر عناية الله القهبائي في ترتيبه للكشي على وجوده وأغرب في
الخبط والاعتساف فقرر العنوان المحرف وروايته، ونقل بعدها الثلاثة الأولى من
الأربعة التي قلنا في نسخة أصل الكشي كانت في " ليث " فيه أيضا وقال: إن الشيخ
في اختياره للكشي اشتبه فنقلها في " ليث " اشتباها لعجلته الدينية، فقال شيخه
الأردبيلي: إن سبب عجلته الاهتمام الزائد على جمع الروايات الواردة عنهم (عليهم السلام)
في الأحكام وفي حال الرواة، قال: ومن عجلته الدينية وقعت الاشتباهات الكثيرة
منه من ذكر الروايات في غير محلها، وخلط الرجل بغيره، يظهر كل ذلك لمن تدبر
في هذا الكتاب قبل ترتيبه، وكان اللازم على تلامذته تنقيحها والتنبيه على
اشتباهاته، وصار اشتباهه سببا لاشتباه جمع آخر كالنجاشي وابن الغضائري، بل
اشتباه نفسه في رجاله.
فإن كلامه يضحك الثكلى! فكيف يمكن أن يكون خبره في سؤال العياشي
" علي بن فضال عن أبي بصير " وجوابه أنه " يحيى بن أبي القاسم يكنى أبا محمد
وكان مولى لبني أسد وكان مكفوفا " في عبد الله بن محمد ولو فرض له وجود؟
وكذلك خبراه الآخران على ما عرفت.
والشيخ وإن كانت له اشتباهات في تصانيفه من عجلته، إلا أن اشتباهاته
اشتباهات عادية نظير ما نقوله بعد، لا مثل ما قاله، وكان سبب عجلته إرادته التقدم
في كل فن ولقد وفق لذلك، فتراه في الحديث يعادل محمد بن يعقوب ومحمد بن
393

علي بن بابويه، وفي الرجال الكشي والنجاشي، وفي الفقه يفوق كل فقيه خاصي
وعامي، وكذا في الكلام والتفسير والأدعية وسائر الفنون، ولقد ذكر في فهرسته
كتبه في كل فن، ووصف ثلاثة منها بأنها لم يصنف مثلها في فنها مبسوطه في الفقه،
وتبيانه في التفسير، ومقدمته في الكلام، والأمر كما ذكر، وإن كان الأخير لم يصل
إلينا، ولكون كتبه مبوبة مرتبة أكب من جاء بعده عليها وهجروا الكتب المتقدمة
لكونها غير مرتبة وإن كانت أحسن من حيث المعنى، فضاعت وبضياعها اختفى
كثير من الحقائق، وبوصول شاذ منها إلينا اتفاقا يستكشف منها أمور وزلات
وقعت لبعضهم كالشيخ وغيره.
فهذا النجاشي قال في " علي بن أبي صالح ": إن حميد بن زياد سمع منه كتاب
الأظلة وكتاب فضل إنا أنزلناه وكتاب النوادر، ولا أعلم أنها له أو رواها عن
الرجال. ويفهم من رسالة أبي غالب التي وصلت إلينا من كتب المتقدمين أنها
لغيره، وأن الكتابين الأولين لعبد الرحمن بن كثير الهاشمي، والكتاب الأخير
لمحمد بن محسن العطار.
كما يفهم منها أيضا أن ما قاله الشيخ في فهرسته في عنوانه لأبي غالب بقوله:
" أحمد بن محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين بن سنسن أبو
غالب الزراري، وهم البكيريون وبذلك كان يعرف إلى أن خرج توقيع من أبي
محمد (عليه السلام) فيه ذكر أبي طاهر الزراري، فأما الزراري رعاه الله... الخ " فيه
اشتباهات، وأنه " أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان " لا " أحمد بن محمد بن
سليمان " وأن التوقيع إنما كان من أبي الحسن (عليه السلام) لا " أبي محمد (عليه السلام) " إلى
" سليمان بن الحسن " والد أبي طاهر الأول، لا إلى " أبي طاهر " نفسه، وأن أبا
غالب كان من أوله معروفا بالزراري لكون التوقيع قبل ولادته، وإنما أجداده إلى
الحسن كانوا قبل التوقيع معروفين بولد الجهم جدهم المختص بهم، لا بالبكيريين.
وهذا نص أبي غالب في الرسالة: وكنا قبل ذلك نعرف بولد الجهم، وأول من
394

نسب منا إلى زرارة جدنا " سليمان " نسبه إليه سيدنا أبو الحسن علي بن محمد
صاحب العسكر (عليه السلام) (1).
واشتباهات الشيخ التي قلنا إنها اشتباهات عادية - لا كما قال القهبائي -
بعضها مستند إلى عدم تدبره مثل ما نقلنا عنه في " أبي غالب " فإنه لم يتدبر في
رسالته حق التدبر.
وبعضها مستند إلى أخذه من كتب ليست بذاك التحقيق كفهرست ابن النديم
فإنه كان وراقا ينقل ما وجد في الكتب مع تصحيفات نسخها، فبدل " محمد بن
عمر الجعابي " " بعمر بن محمد الجعابي " وعنون " علي بن إسماعيل بن شعيب بن
ميثم " بإسقاط جده " علي بن إسماعيل بن ميثم " وجعله أول متكلم من الشيعة، مع
أنه كان تلميذ هشام بن الحكم وكان هشام أول متكلم الشيعة، بل الإسلام.
وحكم بأن " يقطينا " والد " علي بن يقطين " كان إماميا يحمل الأموال إلى
الصادق (عليه السلام) ونم خبره إلى المنصور والمهدي فصرف الله عنه كيدهما (2). مع أنه كان
من دعاة العباسية، حتى دعا عليه الصادق (عليه السلام) فأشفق ابنه من سراية دعائه (عليه السلام)
إليه حتى آمنه الكاظم (عليه السلام) وقد قال يقطين لابنه علي " ما بالنا قيل لنا فكان " أي
أمر العباسية " وقيل لكم فلم يكن " أي أمر الإمامية وقيام قائمهم، فقال له ابنه: إن
الذي قيل لنا ولكم كان من مخرج واحد - أي المخبر بهما جميعا
أمير المؤمنين (عليه السلام) - إلا أن أمركم حضر وأمرنا لم يحضر، روى الأمرين الكافي (3).
وخلط بين " الفضل بن شاذان الرازي العامي " و " الفضل بن شاذان
النيسابوري الإمامي " فجعلها واحدا، وتبعه الشيخ في هذه التوهمات ولم يتفطن
في واحد منها لوهمه سوى الأخير، فقال: أظن تعدده.
وبعضها مستند إلى أخذه من كتب محرفة، كأخذه من رجال الكشي واختصره

(1) رسالة في آل أعين: 11.
(2) فهرست ابن النديم: 279.
(3) الكافي: 1 / 369.
395

وسماه باختيار رجال الكشي، وهو الذي وصل إلينا دون أصله، لأن فهرسته
وفهرست النجاشي نقلا عن أصله جمعا - كلوط بن يحيى ومحمد بن مسكان
وغيرهما - وليسوا في ما وصل، وقد عرفت أقسام تحريف نسخة الكشي، منها في
مخالفة عناوينه وتراجمه، فقلنا: إنه عنون " نوح بن صالح " وروى خبرا في " نوح
ابن شعيب " فاستند إلى ذلك الشيخ فعنون في رجاله في أصحاب الجواد (عليه السلام)
" نوح ابن شعيب " وقال: وقيل: إنه نوح بن صالح.
ومنها في خلط طبقاته فعرفت أنه ذكر أبا العباس الحميري في أصحاب
الرضا (عليه السلام) فأخذ ذلك منه الشيخ في رجاله فذكره في أصحابه (عليه السلام) وأين هو منهم؟
فإن الرضا (عليه السلام) مات سنة 203 وأبو العباس الحميري قدم الكوفة سنة نيف
وتسعين ومائتين، ولعله كان حيا بعد سنة ثلاثمائة.
ومنها تحريفات أخر لا تحصى، كخبره في المختار " دخل على الباقر (عليه السلام) أبو
محمد الحكم بن المختار " وقد استند إليه الشيخ فعد " الحكم بن المختار أبو
محمد " في أصحابه (عليه السلام) مع أن الظاهر كونه محرف " أبو الحكم محمد بن المختار "
كما دللنا عليه في الرجال.
وكما في أخذه عن عنوانه المحرف " عبد الله بن محمد " هذا و " يوسف بن
الحارث " الآتي، وقلنا: إن ما في الكشي تصحيفات كانت من النساخ لا تحريفات من
المصنف وأغلاط منه، لأن ما فيه لا يشتبه في مثله الأغبياء، فضلا عن مثله من الأجلاء،
فقول النجاشي: " كتابه كتاب كثير العلم لكن فيه أغلاط كثيرة " في غير محله.
وكذلك قول الشيخ في فهرسته ورجاله: " غلط الكشي في عد لوط بن يحيى
في أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) وإنما أبوه من أصحابه " فكيف يمكن توهم الكشي
كون " لوط " من أصحابه (عليه السلام) مع تأخر عصره؟ وإنما منشأ ما رأى ما عرفت من
خلط طبقاته، وإنما الشيخ نفسه أخطأ في جعل أبيه من أصحابه (عليه السلام) وإنما جد أبيه
" مخنف بن سليم " من أصحابه (عليه السلام).
396

ثم الغريب! أنه في هذا الموضع فقط اعترض عليه بما قال، وأما باقي
المواضع فأخذ عنه وقرره، وكيف أخذ عنه عد عبد الله بن جعفر الحميري في
أصحاب الرضا (عليه السلام) مع وضوح تأخر عصره.
وأما تعبيرنا في الأخبار المنقولة من الكشي بالتحريف، لأن الواصل إلينا
اختيار الشيخ منه، وحيث نقل مع التصحيف سميناه بالتحريف.
وسبب حصول التصحيف في أصل الكشي لابد أنه كان لرداءة خطه وقلة
مراجعة أهل عصره لكتابه، لأنه كان يروي عن الضعفاء كثيرا، وشيخه العياشي
الذي تخرج عليه أيضا كان يروي عن الضعفاء كثيرا وهو عيب عظيم عند القدماء،
وكان شيخه الآخر الذي كان أكثر منه بعد العياشي نصر الغالي، كما أن أكثر ما قاله
العياشي أخذه من علي بن فضال الفطحي.
ونظير كتابه في كتب المتأخرين كتاب ابن داود، فإنه لرداءة خطه وعدم
اعتداد أهل عصره بكتابه في قبال كتاب العلامة حصلت فيه تصحيفات من نساخه
ظنها المتأخرون تحريفات منه، فاعترضوا عليه بما لا يرد عليه. كما أنهم قد
يعترضون عليه بما لا يرد عليه، لأن له مباني لم يتفطنوا لها، كما دللنا على ذلك كله
في رجالنا.
ولكتاب ابن داود عيب زائد على كتاب الكشي، وهو كون مؤلفه قليل الضبط
كثير الخلط، ومما خلط فيه مزجه بين " أبي الأحوص المصري " و " ابن مملك
الإصبهاني " المذكورين في فهرست الشيخ.
ونظير كتابه في كثرة التخليط كتاب ابن إدريس في الفقه، كما دللنا عليه
في فقهنا.
وأما ما ذكره القهبائي من أن اشتباهات الشيخ صارت سببا لاشتباه النجاشي
وابن الغضائري فغلط أيضا، أما النجاشي فمع تأخر تأليف كتابه عن كتب الشيخ
الرجالية حيث عنون الشيخ في كتابه وذكر كتبه لم يشتبه في الموارد التي اشتبه
فيها الشيخ، فالشيخ اقتصر في فهرسته من عنوان " بيت زرارة " على أبي غالب
397

وقد اشتبه فيه تلك الاشتباهات، والنجاشي عنونه وعنون جده " محمد بن سليمان
أبا طاهر " الأول، وابن ابنه " محمد بن عبيد الله أبا طاهر " الثاني، ولم يرد عليه فيهم
شئ مما ورد على الشيخ. نعم، أرخ وفاة جده بسنة 301، مع أن المفهوم من
الرسالة كونه في سنة 300.
وكذا اشتباهات حصلت للشيخ من متابعة " ابن النديم " في " الجعابي " و
" الميثمي " و " اليقطيني " لم تحصل له، بل لم يعتمد على كتابه لما تفطن لعدم
تحقيقه، فمع أخذ فهرست الشيخ عنه بتصريحه " علي بن إبراهيم بن يعلى " و
" محمد بن الحسن العطار " و " ثابت الضرير " و " أبا سلمة البصري " لم يعنونهم
النجاشي رأسا، مع كون موضوع كتابه متحدا مع كتاب الشيخ، وشأن المتأخر
الازدياد على المتقدم، فلابد أنه لم يعتمد عليه، ولم أقف على أخذه منه سوى
رجل واحد " بندار بن محمد ".
وكذلك زلات الشيخ في الأخذ من نسخة الكشي التي عرفت لم تحصل
للنجاشي، حتى أنه في ما له ربط بموضوع كتابه لم ينقل منه إلا ما له ربط، فعنون
الكشي " أبا يحيى الجرجاني " وذكر حديثا في هجوم محمد بن طاهر عليه مشتملا
على ما لا يفهم منه محصل، وتبعه الفهرست في نقله، والنجاشي اقتصر في النقل
منه على قوله: إنه من أجلة الحديث وما صنف.
ولم أقف على أخذه من الشيخ إلا في رجل واحد " أحمد بن عبيد الله بن
يحيى بن خاقان " عنونه وقال: " ذكره أصحابنا في المصنفين وأن له كتابا في
وصف العسكري (عليه السلام) ولم أره " فإنه أشار إلى عنوان الفهرست له، وقوله: " له
مجلس يصف العسكري (عليه السلام) فيه " ولم يتفطن لمراد الشيخ، فإن مراده حديث رواه
الكليني (1) والصدوق (2) والمفيد (3) في وصف أحمد بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان
له (عليه السلام) مع كونه ناصبيا.

(1) الكافي: 1 / 503.
(2) إرشاد المفيد: 338.
(3) إكمال الدين: 40.
398

ولم يأخذ من الشيخ وكان عنده مدارك الشيخ من الكتب الرجالية باختلاف
عناوينها: عنوان " معرفة الرجال " وعنوان " الممدوحين والمذمومين " وعنوان
" الفهرست " وعنوان " المشيخة " وعنوان " تاريخ الرجال " وعنوان " طبقات
الشيعة " وعنوان " الرجال " عامة، وعنوان " رجال الصادق (عليه السلام) " خاصة: لحسن
ابن فضال، وابنه علي بن الحسن، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، والحسن
ابن موسى الخشاب، والحسن بن محبوب، وجعفر بن بشير، وعلي بن العباس
الجراذيني، ومحمد بن عبد الله بن مهران، وأحمد بن محمد بن عمار، وأحمد بن
الحسين، ومحمد بن أحمد بن داود، وسعد بن عبد الله، والعقيقيين والكليني
والصدوق، وابن الوليد والجعابي والنينوائي، وعبد العزيز بن إسحاق، والبرقي
والجوهري والسيرافي وابن عقدة، وحمزة بن القاسم العباسي العلوي، وأحمد
الأشعري، وعبد الله بن جبلة، ومحمد بن عبد الحميد، ومحمد بن الحسن المحاربي،
وغيرهم.
ولا نقول: إن النجاشي لم يكن له اشتباهات، بل له اشتباهات أخر في " أمية
ابن عمرو " و " مسعدة بن صدقة " و " مسعدة بن زياد " و " جعفر بن بشير " و " علي
ابن بابويه " و " الكليني " و " الحسن الوشاء " وغيرهم، كما دللنا عليه في الرجال.
وأما ابن الغضائري فلم يعلم رؤيته لواحد من كتب الشيخ في الرجال،
وكيف؟ والمفهوم من الشيخ أن تأليف فهرسته كان مقدما على رجاله ورجاله على
اختياره، وقد قال في أول فهرسته: إن أول من ألف فهرستا مفصلا ابن الغضائري
وأنه مات وتلف كتابه، وهذا نصه:
رأيت جماعة من شيوخ طائفتنا من أصحاب الحديث عملوا فهرست كتب
أصحابنا وما صنفوه من التصانيف ورووه من الأصول، ولم أجد أحدا منهم
استوفى ذلك ولا ذكر أكثره، بل كل منهم كان غرضه أن يذكر ما اختص بروايته وما
أحاطت به خزانته من الكتب، ولم يتعرض أحد منهم باستيفاء جميعه إلا ما كان
قصده أبو الحسن أحمد بن الحسين بن عبيد الله (رحمه الله) فإنه عمل كتابين: أحدهما ذكر
399

فيه المصنفات، والآخر ذكر فيه الأصول واستوفاهما على مبلغ ما وجده وقدر
عليه، غير أن هذين الكتابين لم ينسخهما أحد من أصحابنا واخترم هو (رحمه الله).
وتلف كتابه كما حكي للشيخ غير معلوم، فالمفهوم من النجاشي في " صالح
أبي مقاتل " وفي " أبي الشداخ " وجود كتابه عنده.
وكيف كان: فلا ريب في جلالة ابن الغضائري وسعة اطلاعه، وأنه وقف على
كتب لم يقف عليها الشيخ، كما يفهم من عنوان النجاشي لجمع لم يعنونهم الفهرست،
لعدم وقوفه على كتاب لهم، والنجاشي ينقل عن ابن الغضائري كتبهم.
ولم أر مثله في دقة النظر ونقده زيف الرجال حتى أحمد بن محمد بن عيسى
ومحمد بن الحسن بن الوليد نقادي الرجال، ولو لم يكن في من ضعفه، إلا " الحسن
ابن عباس بن جريش " مصنف " كتاب فضل إنا أنزلناه " و " محمد بن القاسم
صاحب التفسير " المنتحلين أخبارهما إلى الجواد وأبي محمد العسكري (عليهما السلام)
لكفاه، لأنه صرح بواضعيتهما وبراءة ساحتهما (عليهما السلام) عن مثل تلك المنكرات، ولم
أر في كتابه شيئا لا يكون له شاهد أو يكون خطأ محققا.
وكيف كان: فمراد القهبائي بسراية اشتباه الشيخ إلى النجاشي وصفه يحيى
ب‍ " الأسدي " مع أنه أمر اتفاقي قاله قبل الشيخ ابن فضال والعقيقي والمفيد
والبرقي، وبسراية اشتباهه إلى ابن الغضائري توهمه أنه نقل مضمون رواية عبد الله
ابن وضاح في ليث المرادي، وهو وهم في وهم! فالشيخ لم يفعل ذلك حتى يتبعه
وهو كان متقدما عليه، ويأتي عدم معلومية ما نسبه إليه.
ومراده بسراية وهمه في اختياره إليه في رجاله أيضا في وصفه أيضا يحيى
ب‍ " الأسدية " وقد عرفت كونه اتفاقيا ممن تقدم وتأخر.
ووجه إنكاره أسدية " يحيى " مع الاتفاق عليه أنه رأى مقابلتهم لأبي بصير
الأسدي مع أبي بصير المرادي، فلو كان " يحيى " أسديا لزم عدم وجود " عبد الله "
فنقول - بعد ما عرفت من كون الأصل في عبد الله عنوانا محرفا -: اللازم صحيح،
ويكون هذا أيضا أحد الأدلة على عدم وجوده.
400

ومورد مقابلتهم له به في أصحاب الإجماع هل المرادي من أصحاب
الإجماع أو الأسدي؟
وقلنا: إن الشيخ له اشتباهات غير ما قاله سرت إلى من بعده، بل كان له
كلمات وإبداعات صارت سببا لتولد عقائد فاسدة، منها: قوله في أول عدته:
" سألتم إملاء مختصر في أصول الفقه يحيط بجميع أبوابه على سبيل الإيجاز
والاختصار على ما يقتضيه مذهبنا، فإن من صنف في هذا الباب سلك كل قوم
منهم المسلك الذي اقتضاه أصولهم، ولم يعهد من أصحابنا لأحد في هذا المعنى إلا
ما ذكره أبو عبد الله - أي المفيد - في المختصر الذي له في أصول الفقه ولم
يستقصه، وشذ منه أشياء يحتاج إلى استدراكها وتحريرات غير ما حررها، وأن
المرتضى وإن كثر في أماليه وما يقرأ عليه شرح ذلك، فلم يصنف في هذا المعنى
شيئا يرجع إليه.
وقلتم: إن هذا فن من العلم لابد من شدة الاهتمام به، لأن الشريعة كلها مبنية
عليه ولا يتم العلم بشيء منها دون أحكام أصولها، ومن لم يحكم أصولها فإنما
يكون حاكيا ومقلدا، وهذه منزلة يرغب أهل الفضل عنها وأنا مجيبكم إلى ما
سألتم عنه... الخ (1).
فإن تقريره لذيل كلام سائليه تأليف كتاب في الأصول، لأنه فن من العلم لابد
من شدة الاهتمام به... الخ أوجب اغترار المتأخرين بهذا الكلام القشري،
وزعمهم أنه كل الصيد الذي في جوف الفراء، فرفضوا له جميع العلوم المهمة من
التفسير والكلام والحديث والرجال، بل رفضوا الفقه الذي جعلوه مقدمة له، ولم
يتدبروا في صدر كلامه في أن من صنف في هذا الفن كان من سائر الفرق، وأن
الإمامية لم يصنفوا في هذا الفن أصلا وأن أول من صنف فيه شيئا مختصرا المفيد.
فهذا يستلزم لو كان الأمر كما ذكروا أن يكون جميع الطائفة قبل المفيد نقلة

(1) عدة الأصول: 1 / 3 - 7.
401

جهالا، مع أنهم كانوا أركان الفقه والعلم، فأحدهم " علي بن بابويه " الذي بلغ من
فقهه أنه ينقل فتاويه بدل النصوص، فجعل ابنه " محمد بن بابويه " في فقهه كتاب
رسالة أبيه إليه أحد مداركه، واستند إليه الشيخ كثيرا في ما لم يجد به نصا، كمواضع
التكبيرات الافتتاحية وغيرها.
ومنهم ابنه " محمد بن بابويه " المولود بدعاء الحجة (عليه السلام) الذي قال النجاشي
فيه سمع منه شيوخ الطائفة، وهو حدث السن لما ورد بغداد سنة 355. وقال الشيخ
فيه: كان بصيرا بالرجال ناقدا للأخبار لم ير في القميين مثله في حفظه وكثرة
علمه، له نحو من ثلاثمائة مصنف.
ومنهم " محمد بن همام " المولود بدعاء العسكري (عليه السلام) الذي قال النجاشي
فيه: كان شيخ أصحابنا ومتقدميهم له منزلة عظيمة كثير الحديث.
ومنهم " الصفواني " الذي باهل قاضي الموصل في الإمامة، فانتفخ
كفه واسودت لما مدها للمباهلة! وقد قال النجاشي فيه: كان شيخ الطائفة ثقة
فقيه فاضل.
ومنهم " ابن الوليد " الذي قال مثل محمد بن بابويه: إن كل حديث لم يصححه
عندي غير صحيح، ولعمري، كان نقادا للحديث أي نقاد! وقد استثنى من روايات
محمد بن أحمد بن يحيى روايات جم كثير.
ومنهم " العماني " الذي كان مثل الشيخ المفيد يكثر الثناء عليه.
ومنهم " جعفر بن قولويه " الذي قال النجاشي فيه: كل ما يوصف به الناس من
جميل وفقه فهو فوقه... وغيرهم ممن لو أردنا استقصاءهم لطال الكلام.
وكل هؤلاء أقدم من المفيد، وهم متأخروا المتقدمين، وفي متقدميهم جمع
أجمعت الإمامية على أن ما صح عنهم هو صحيح، منهم: زرارة ومعروف بن
خربوذ وبريد العجلي وأبو بصير والفضيل بن يسار ومحمد بن مسلم من أصحاب
الباقر (عليه السلام) وجميل بن دراج وابن مسكان وحماد بن عيسى وحماد بن عثمان
وأبان بن عثمان وابن بكير من أصحاب الصادق (عليه السلام) ويونس بن عبد الرحمن
402

وصفوان بن يحيى وابن أبي عمير والبزنطي والحسن بن محبوب وعبد الله بن
المغيرة وفضالة بن أيوب من أصحاب الكاظم (عليه السلام).
وإنما الكلام الذي نقله وقرره كان كلام العامة أخذه السائلون المعاشرون لهم
غفلة عن الحقيقة، وقد كان الكاملون من أصحابهم (عليهم السلام) يتنكبون عن رواية أخبار
العامة، فضلا عن أصولهم الذي لا أصل له.
فقال شاذان بن الخليل لمحمد بن أبي عمير: إنك لقيت مشائخ العامة فكيف لم
تسمع منهم؟ فقال: قد سمعت منهم غير أني رأيت كثيرا من أصحابنا قد سمعوا علم
العامة وعلم الخاصة فاختلط عليهم، حتى كانوا يروون حديث العامة عن الخاصة
وحديث الخاصة عن العامة فكرهت أن يختلط علي.
فان قلت: هل الأصول إلا بيان حكم الخاص والعام والمطلق والمقيد وحقيقة
الأمر والنهي وحكم المتعارضين وأخبار الآحاد وكل محتاج إليه في الفقه؟
قلت: هذا أصول عدة الشيخ، وأما أصول المتأخرين فأمور أخر مجرد
اعتبارات لا حقيقة لها ولا أثر لها في الفقه.
مع أن أكثر هذه الأمور أمور ارتكازية كحكم الخاص والعام والمطلق والمقيد
وحقيقة الأمر والنهي، والمحققون منهم يستندون فيها إلى فهم العرف.
وبعد كونها ارتكازية يكون البحث عنها لغوا ووضع الاصطلاحات لها تضييعا
للوقت نظير أغلب مسائل المنطق، وما استندوا إليه في بيان وجه الحاجة إلى
المنطق من وقوع الخطأ في الفكر، بدليل أن الفكر قد ينتهي إلى قدم العالم وقد
ينتهي إلى حدوثه غلط، حيث إن ذاك الاختلاف ليس من باب عدم استعمال
القانون المنطقي، بل من باب ترتيب مقدمات صحيحة وغير صحيحة، كقول
بعضهم: " العالم متغير وكل متغير حادث " وقول آخرين: " العالم مستغن عن
المؤثر وكل مستغن عن المؤثر قديم " فالاختلاف ذاك بعد وضع المنطق ورعاية
قانونه باق بين الطبيعي والملي، وهو نظير باقي الاختلافات الواقعة بين الملل
والنحل المستندة إلى اختلاف ترتيب المقدمات الذي ليس له علاج سوى ما قال
403

تعالى: (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة).
ومن الغريب! إنهم تركوا فن الرجال الذي هو أصل الحديث وكان من الأهمية
عند القدماء، حتى صنف فيه جلهم من عصر الكاظم (عليه السلام) في ما وقفنا، وأكبوا على
فن المخالفين الذي ليس له مستند سوى ما عرفت ولا أثر له في فقهنا المأخوذ
عنهم (عليهم السلام) مع أن الإمامية لم يصنفوا فيه إلا بعد زمن الغيبة اغترارا بقول من الشيخ
من آراء العامة، مع أن نقضه واضح مما نقله من سيرة الإمامية، والمفيد الذي كان
أول من صنف اعترف الشيخ بأنه كتب شيئا مختصرا، والحق معه حيث لم يستقص
جميع ما ذكره العامة.
ومن كلماته التي صارت سببا لضياع أشياء مهمة قوله في آخر استبصاره: إن
كتبه الثلاثة - تهذيبه واستبصاره ونهايته - مغنية عن جميع الأصول والمصنفات (1)
فاغتر به المتأخرون عنه فاقتصروا عليها وتركوا مصنفات القدماء وأصولهم مع
خلو تهذيبه واستبصاره عن كثير من أخبار الأحكام، ومع نقل الوسائل لها من
شذاذ وصلت إليه من كتبهم بقي كثير منها بلا مستند، وإن كان اتفاق القدماء في
مسألة مغنية عن النص، لأنهم لا يفتون عن غير نص في ما خالف الأصل قطعا، مع
أن تهذيبه واستبصاره مشحونان من التحريف، ونبه على كثير منها في المنتقى (2)
وجامع الرواة (3).
وقد وقع في أخبار من الكافي أيضا في باب النص على الاثني عشر
تحريفات نبهنا على صوابها مما وصل إلينا من الأصول الأربعمائة.
كما أن نهايته أكثره مستند إلى أخبار آحاد، ومصنفات القدماء كانت مشتملة
على فتاو مستندة إلى الأخبار المشتهرة.
مع أن في كل كتاب قرائن مقامية من عقد الباب وغيره تفوت لو غير، فالوافي
وإن جمع الكتب الأربعة بدون إسقاط، إلا أنه ليس بمغن عنها لما قلنا.

(1) الاستبصار: 4 / 305.
(2) منتقى الجمان: 1 / 26.
(3) راجع مقدمته.
404

وهذا كتاب الكشي الذي رتبه القهبائي كم فات من فوائده بتقطيع عناوينه،
ولولا أصله ما كنت أفهم الأصل في " عبد الله بن محمد الأسدي أبي بصير "
الموهوم هذا.
كما أن فهرست الشيخ وإن قال فيه: إن فهرست باقي الأصحاب كانت
مختصرة ومن فهرسته يطلع على أكثر ما عمل الإمامية من التصانيف والأصول،
إلا أن فهرستاتهم كانت متضمنة لأمور كثيرة خلا منها فهرست الشيخ، حتى أن
فهرست أبي غالب المذكور في آخر رسالته إلى ابن ابنه يفهم منها أمور مهمة نبهنا
عليها في كتابنا في الرجال.
ومنها أوهام الشيخ في بيت أبي غالب، كما أنه لمكان نقله عن ابن النديم
حصلت منه أمور باطلة.
وأما رجاله فأكثر إفسادا، فإنه وإن قال فيه: إني لم أجد لأصحابنا كتابا جامعا
في هذا المعنى إلا مختصرات، إلا أن أكثر زياداته ذكر رجال لا أثر لذكرهم كعد
معصوم في أصحاب معصوم قبله، فإنه إنما يحسن على أصول العامة لا أصولنا،
وكعده المنافقين والمخالفين في أصحابهم (عليهم السلام) كما هو دأب العامة، فعد أبا بكر
وعمر وعثمان ومعاوية وعمرو بن العاص وعائشة وحفصة وما هو من هذا القبيل
في أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعد زيادا وابنه ونظراءهما في أصحاب
أمير المؤمنين (عليه السلام) وعد المنصور وأبا حنيفة ونظراءهما في أصحاب الصادق (عليه السلام)
بمجرد صحابة يوم أو رواية كلمة، فلو كان اقتصر كالبرقي على رجالهم
المخصوصين بهم لم يلتبس الأمر على المتأخرين، فلم يتفطنوا إلى اليوم لموضوع
كتابه من كونه أعم من ذكر الإمامية ككتب العامة، فيقولون بإمامية كثير من
المخالفين استنادا إلى ذكر الشيخ لهم في رجاله.
ومن الغريب! أن العلامة وابن داود ذكرا " زياد بن أبيه " في القسم الأول
والجزء الأول من كتابيهما، مع اختصاص أول كتاب العلامة بالممدوحين وأول
كتاب ابن داود بغير المجروحين فتوهماه إماميا ممدوحا غير مجروح، لذكر
الشيخ له بلفظ: زياد بن عبيد عامله (عليه السلام) على البصرة.
405

كما أن تأليف مبسوطه وخلافه صارا سببا لدخول فقه العامة في فقهنا، فقال
في أول مبسوطه: لا أزال أسمع معاشر مخالفينا يستحقرون فقه أصحابنا الإمامية
وينسبونهم إلى قلة الفروع (إلى أن قال) وأذكر أكثر الفروع التي ذكرها المخالفون
وأقول ما عندي على ما يقتضيه مذاهبنا (إلى أن قال) ولا أذكر أسماء المخالفين
في المسألة، لئلا يطول به الكتاب وقد ذكرت ذلك في مسائل الخلاف مستوفا.
ومما خلط فيه النية في العبادات والصيغة في المعاملات، ومن الغريب! أنه
في المبسوط والخلاف أصولي بحت وفي النهاية أخباري صرف.
وبالجملة: تأليفاته واختلاف مسلكه فيها أدت إلى خلط الروايات السليمة
والسقيمة، وخلط فقه الخاصة بالعامة والفتاوى المشتهرة بالنادرة حتى انتهت إلى
إحداث طريقة المتأخرين في الحديث والفقه.
بيان ذلك: أن أخبارنا وإن كانت مختلفة غاية الاختلاف لأسباب، منها: تقية
الأئمة (عليهم السلام) في كثير من الأوقات، ومنها: وجود الوضاعين والغلاة والفرق
المختلفة في الرواة وكل يعمل على شاكلته ومجبول على نصر طريقته، إلا أنها
كانت عند القدماء متميزة رائجها من زيفها بجدد نقاد الآثار، فإن المشائخ كانوا إذا
رووا لتلامذتهم روايات من أحد من أولئك المجروحين على اختلافهم اقتصروا
على ما هو السليم ولم يرووا لهم السقيم.
ففي الفهرست في " أحمد بن محمد بن سيار ": أخبرنا بالنوادر الحسين بن
عبيد الله عن أحمد بن محمد بن يحيى، عن أبيه، عن السياري، إلا بما كان فيه من
غلو أو تخليط.
ونقل في " خالد بن عبد الله بن سدير " عن ابن بابويه أن ابن الوليد لم يرو
كتابه، لكونه من موضوعات محمد بن موسى الهمداني.
وكذلك نقل في " زيد الزراد " و " زيد النرسي " عدم روايته لأصليهما لكونهما
من موضوعاته، وأنه صحح كتابا للأخير برواية ابن أبي عمير له.
ونقل في " سعد بن عبد الله " أن ابن بابويه لم يرو عن ابن الوليد من منتجباته إلا
406

أجزاء قرأها عليه، وأعلم على الأحاديث التي رواها محمد بن موسى الهمداني، وقال:
رويت عنه كل ما في كتاب المنتجبات مما أعرف طريقه عن الرجال الثقات.
وقال في " طاهر بن حاتم ": أخبرنا برواياته في حال الاستقامة جماعة.
وقال في " علي بن إبراهيم ": وأخبرنا محمد بن محمد بن النعمان (إلى أن
قال) إلا حديثا واحدا استثناه من كتاب الشرائع في تحريم لحم البعير، وقال: لا أرويه.
وقال في " محمد بن سنان ": وجميع ما رواه إلا ما كان فيها من تخليط أو غلو
أخبرنا بها جماعة.
وقال في " محمد بن أورمة ": أخبرنا بجميعها إلا بما فيها من تخليط أو غلو
ابن أبي جيد.
وقال في " محمد بن الحسن الصفار ": روى ابن الوليد جميع كتبه، إلا كتاب
بصائر الدرجات.
وقال في " محمد بن أحمد بن يحيى " عن ابن بابويه: إلا ما كان فيها من
تخليط، وهو الذي يكون طريقه محمد بن موسى الهمداني، أو يرويه عن رجل، أو
عن بعض أصحابنا، أو يقول: " وروي " أو يرويه عن محمد بن يحيى المعاذي، أو
عن أبي عبد الله الرازي الجاموراني، أو عن السياري، أو يرويه عن يوسف بن
السخت، أو عن وهب بن منبه، أو عن أبي علي النيشابوري، أو أبي يحيى
الواسطي، أو محمد بن علي الصيرفي، أو يقول: " وجدت في كتاب ولم أروه " أو
عن محمد بن عيسى بن عبيد بإسناد منقطع يتفرد به، أو عن الهيثم بن عدي، أو
سهل بن زياد الآدمي، أو عن أحمد بن هلال، أو عن محمد بن علي الهمداني، أو
عبد الله بن محمد الشامي، أو عبد الله بن أحمد الرازي، أو عن أحمد بن الحسين بن
سعيد، أو عن أحمد بن بشير الرقي، أو محمد بن هارون، أو عن ممويه بن معروف،
أو محمد بن عبد الله بن مهران، أو ينفرد به الحسن بن الحسين اللؤلؤي، أو جعفر بن
محمد الكوفي، أو جعفر بن محمد بن مالك، أو يوسف بن الحارث، أو عبد الله بن
محمد الدمشقي.
407

والأصل في ما قاله ابن بابويه أستاذه ابن الوليد، فنقل النجاشي عنه استثناء
جميع أولئك الجمع سوى الهيثم.
وقال في " محمد بن علي أبي سمينة ": إلا ما كان فيها من تخليط أو غلو أو
تدليس ينفرد به ولا يعرف من غير طريقه.
وقال في " محمد بن الحسن بن جمهور العمي ": أخبرنا برواياته كلها إلا ما
كان فيها من غلو أو تخليط جماعة.
وقال في " محمد بن علي الشلمغاني ": وله من الكتب التي عملها في حال
الاستقامة كتاب التكليف وأخبرنا به جماعة (إلى أن قال) إلا حديثا منه في باب
الشهادات أنه يجوز للرجل أن يشهد لأخيه إذا كان له شاهد واحد من غير علم.
وقال في " يونس " عن ابن الوليد: كتب يونس التي هي بالروايات كلها
صحيحة معتمد عليها، إلا ما يتفرد به محمد بن عيسى.
والكليني والصدوق اقتصرا في روايات كتابيهما على أخبار ليست من ذاك
القبيل ولا سيما الثاني.
قال في أول الكافي: وذكرت أن أمورا قد أشكلت عليك لا تعرف حقائقها
لاختلاف الرواية فيها، وأنك تعلم أن اختلاف الرواية فيها لاختلاف عللها
وأسبابها، وأنك لا تجد بحضرتك من تذاكره وتفاوضه ممن تثق بعلمه فيها.
وقلت: إنك تحب أن يكون عندك كتاب كاف يجمع من جميع فنون علم الدين
ما يكتفي به المتعلم ويرجع إليه المسترشد، ويأخذ منه من يريد علم الدين والعمل
به بالآثار الصحيحة عن الصادقين (عليهما السلام) والسنن القائمة التي عليها العمل وبها
يؤدى فرض الله تعالى وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم).
وقلت: لو كان ذلك رجوت أن يكون ذلك سببا يتدارك الله بمعونته وتوفيقه
إخواننا وأهل ملتنا ويقبل بهم إلى مراشدهم.
فاعلم يا أخي! أنه لا يسع أحدا تمييز شئ مما اختلفت الرواية فيه عن
العلماء (عليهم السلام) إلا على ما أطلقه العالم (عليه السلام) بقوله: " اعرضوها على كتاب الله فما
408

وافق كتاب الله عز وجل فخذوه وما خالف كتاب الله فردوه " وقوله (عليه السلام): " دعوا ما
وافق القوم فإن الرشد في خلافهم " وقوله (عليه السلام): " خذوا بالمجمع عليه، فإن المجمع
عليه لا ريب فيه " ونحن لا نعرف من جميع ذلك إلا أقله ولا نجد شيئا أحوط ولا
أوسع من رد علم ذلك إلى العالم (عليه السلام) وقبول ما وسع من الأمر فيه بقوله: " بأيما
أخذتم من باب التسليم وسعكم " وقد يسر الله - وله الحمد - تأليف ما سألت
وأرجو أن يكون بحيث توخيت.
وقال في أول الفقيه - بعد ذكر تلاقيه ببلخ مع محمد بن الحسن بن إسحاق
الموسوي وطلبه منه تصنيف كتاب له في الحلال والحرام موفيا على جميع ما
صنف في معناه كجامعية كتاب من لا يحضره الطبيب لمحمد بن زكريا في الطب
وإجابته له بتصنيف كتاب من لا يحضره الفقيه -: ولم أقصد منه قصد المصنفين في
إيراد جميع ما رووه، بل قصدت إلى إيراد ما أفتي به وأحكم بصحته وأعتقد فيه أنه
حجة في ما بيني وبين ربي، وجميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة عليها
المعول وإليها المرجع، مثل كتاب حريز بن عبد الله السجستاني وكتاب عبيد الله بن
علي الحلبي وكتب علي بن مهزيار الأهوازي وكتب الحسين بن سعيد ونوادر
محمد بن علي ونوادر الحكمة تصنيف محمد بن أحمد بن يحيى وكتاب الرحمة
لسعد بن عبد الله وجامع شيخنا محمد بن الحسن بن الوليد (رضي الله عنه) ونوادر محمد بن
أبي عمير وكتاب المحاسن لأحمد بن أبي عبد الله البرقي ورسالة أبي إلي، وغيرها
من الأصول والمصنفات التي طرقي إليها معروفة [انتهى].
والأخبار السقيمة وإن كانت متميزة عن السليمة ونبه عليها خريتو الصناعة
- كما مر - إلا أنها لما كانت محفوظة في الأصول ويقف عليها من أراد الوقوف
عليها كانت قد يحصل بها الشبهة لبعض القاصرين، حتى أن أبا الحسين الهروي
رجع عن القول بالإمامة لذلك، وحمل ذلك الأمر الشيخ على أن يؤلف كتابا يستقصي
فيه الأخبار ويجمع بين مختلفاتها منعا من عروض الشبهة، فألف أولا التهذيب في
المتفق والمختلف ثم الاستبصار في خصوص المختلف متصديا فيهما للجمع،
409

وغرضه في ذلك وإن كان صحيحا إلا أنه لو لم ينقل تلك الأخبار الشاذة - كما لم
ينقلها الكليني والصدوق - كان أحسن، لأن الإنصاف أن الجمع بينها بالمعنى كما
فعل في غاية الاعتساف، والصواب ردها بشذوذها، ولو كان ترك نقلها لصارت
مهجورة كالأصول المتضمنة لها.
مع أنه وإن نقلها، إلا أنه فرق بينها، فنقل الأخبار المشتهرة التي عليها العمل
في أوائل الأبواب والشاذة التي لم يعمل بها في أواخرها، إلا أن المتأخرين لم
يتفطنوا لهذه النكتة وعاملوا الجميع معاملة واحدة.
كما أن كتب فقهنا كانت متون الأخبار السليمة، كرسالة علي بن بابويه، ومقنع
محمد بن علي بن بابويه، وكذا مقنعة المفيد.
ورأى الشيخ - كما مر - طعن المخالفين على الأصحاب بقلة الفروع فتصدى
لتأليف المبسوط والخلاف على منوالهم، فقال في أول الأول: لا أزال أسمع معاشر
مخالفينا من المتفقهة يستحقرون فقه أصحابنا الإمامية وينسبونهم إلى قلة الفروع،
ويقولون: إنهم أهل حشو ومناقصة، وإن من ينفي القياس والاجتهاد لا طريق له
إلى كثرة المسائل ولا التفريع على الأصول، لأن جل ذلك وجمهوره مأخوذ من
هذين الطريقين. وهذا جهل منهم بمذاهبنا وقلة تأمل لأصولنا، ولو نظروا في
أخبارنا وفقهنا لعلموا أن جل ما ذكروه من المسائل موجود في أخبارنا
ومنصوص عليه عن أئمتنا (عليهم السلام) الذين قولهم في الحجية يجري مجرى قول
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إما خصوصا أو عموما أو تصريحا أو تلويحا. وأما ما كثروا به كتبهم
من مسائل الفروع فلا فرع من ذلك إلا وله مدخل في أصولنا ومخرج على مذاهبنا
لا على وجه القياس، بل على طريقة توجب علما يجب العمل عليها ويسوغ
المصير إليها من البناء على الأصل وبراءة الذمة وغير ذلك، مع أن أكثر الفروع لها
مدخل في ما نص عليه أصحابنا، وإنما كثر عددها عند الفقهاء لتركيبهم المسائل
بعضها على بعض وتعليقها والتدقيق فيها، حتى أن كثيرا من المسائل الواضحة دق
لضرب من الصناعة وإن كانت المسألة معلومة واضحة، وكنت على قديم الوقت وحديثه
410

متشوق النفس إلى عمل كتاب يشتمل على ذلك وتضعف نيتي فيه قلة رغبة هذه
الطائفة فيه وترك عنايتهم به لأنهم آلفوا الأخبار وما رووه من صريح الألفاظ
حتى أن مسألة لو غير لفظها وغير عن معناها بغير اللفظ المعتاد لهم لعجبوا منها [انتهى].
وهو وإن كان في تأليفهما ذا غرض صحيح، إلا أنه صار سببا لفتح باب طرح
الآثار والعمل بضروب الاعتبار، وقد صرح ابن إدريس الحلي في مواضع من
كتابه بأن كثيرا من فروع الكتابين مأخوذة من آراء العامة وإن كان الحلي نفسه
أيضا كثيرا يعمل بها غفلة.
كما أن نهايته لعمله فيه بكل خبر، أحدث سيرة جمع صاروا في الأعصار
المتأخرة معروفين ب‍ " الأخباريين " والعامة يسمون من يعمل بكل خبر
" الظاهرية " ورئيسهم داود.
والأخباريون عند القدماء: أهل السير والتواريخ، فوصفوا أبا مخنف لوط بن
يحيى وهشام بن محمد بن السائب وأباه والواقدي والمدائني ونصر بن مزاحم
المنقري وعبد العزيز بن يحيى الجلودي بالأخباريين، وهم أئمة التاريخ.
وطريقة العمل بكل خبر وإن كان عليها جمع من المتقدمين، إلا أن الأكثر
أعرضوا عنها وطعنوا في أولئك وجعلوها عيبا لهم، فقالوا: يروون عن الضعفاء
- كما عرفت في ما تقدم - حتى أن مثل ابن الوليد وابن بابويه اللذين عملا بأخبار
سهو النبي (صلى الله عليه وآله) قد عرفت استثناءهما من روايات " محمد بن أحمد بن يحيى "
رواياته عن جمع كثير.
ومن تأخر عن الشيخ بعضهم يرجح مبسوطه كالقاضي، وبعضهم نهايته كابن
حمزة، وبعضهم يخلط كابن إدريس، فتارة يرجح ما في المبسوط بدليل الأصل
وكون ما في النهاية خبرا واحدا، وأخرى ما في النهاية مدعيا تواتر الأخبار به بلا
قاعدة له في ذلك.
ولما رأى ذلك المحقق والعلامة قسما الأخبار بالصحيح والحسن والقوي
والضعيف وخصا الاعتبار بالأولين.
411

والترجيح بالسند وإن كان القدماء أيضا متمسكين به، فالصدوق في الفقيه
رجح به في باب " صفة وضوء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) " (1) وفي باب " ما يصلى فيه من الثياب " (2)
وفي باب " صوم تطوعه " (3) وفي باب " صوم يوم شكه " (4) وفي باب " صفة صلاة شهر
رمضانه " (5) وفي " إحرام حائضه " (6) وفي " تعزيره " (7) وفي " الرجلين الوصيين " (8) وفي
" ميراث مجوسه " (9) إلا أنه لم يكن عندهم عليه المدار كما هو كذلك بعد الفاضلين
إلى هذه الأعصار، فكان القدماء في مقام التعارض يجعلون الترجيح أولا بموافقة
الكتاب ثم بالسنة المشتهرة ثم بالشهرة ثم بالسند، فكم عملوا بخبر ضعيف في
الاصطلاح المتأخر لاشتهاره وتركوا خبرا صحيحا بالاصطلاح المتأخر لشذوذه،
يشهد له ملاحظة الاستبصار في ما يصدر ويؤخر من الأخبار، وهي الطريقة
المستقيمة والشهرة التي قلنا الشهرة المتحققة قبل الشيخ لا بعده، لعدم تحقق شهرة
بعده لانتهائها إليه.
وبالجملة: الشيخ له في كتبه اشتباهات واختلافات وتبديلات، أثر كل منها
آثارا في من جاء بعده حتى آل الأمر إلى حصول هذه الانقلابات، وسبب ذلك
انقطاع المتأخرين عن المتقدمين وعن كتبهم وتأليفاتهم وعن طريقتهم وسيرتهم
وكون الشيخ في خاتمتهم، ولو كان الشيخ في عصر متقدم على عصره وسلك ما
سلك لتركت كتبه، كما تركت كتب ابن الجنيد لرميه بالعمل بالقياس، مع أنه غير
معلوم لأن بطلانه في الجملة من ضروريات مذهب الإمامية؛ فلعله عمل بعموم
علة ونحوه مما لم يعده قياسا، فمن كتبه " كتاب كشف التمويه في الإلباس على
إغمار الشيعة في أمر القياس " وأظن أن كتبه لو وجدت تكون أقرب من بعض
كتب الشيخ كالمبسوط والخلاف إلى فقهنا.
هذا، ولما قال القهبائي: إن الشيخ اشتبه، ونسب إليه أمورا باطلة مما لا محل
له للاشتباه فيها، رأينا شرح هذه الأمور مناسبا، فلنرجع فنقول:

(1) الفقيه: 1 / 38. (2) الفقيه: 1 / 251. (3) الفقيه: 2 / 90.
(4) الفقيه: 2 / 128. (5) الفقيه: 2 / 139. (6) الفقيه: 2 / 383.
(7) الفقيه: 4 / 35. (8) الفقيه: 4 / 203. (9) الفقيه: 4 / 344.
412

قد عرفت أن القهبائي لم يتفطن لتحريف عنوان الكشي، فقرره ونقل الأخبار
الثلاثة الأولى مما نقلنا زائدة على خبره ذاك، مدعيا أن نقلها في " ليث " من
اشتباهات الشيخ في انتخابه من الكشي، واستدل على عدم إرادة " ليث " لبعضها
أولا، وعلى إرادة " عبد الله " بها ثانيا.
وادعاؤه الأولى وإن كانت صحيحة، إلا أنه استدل بأدلة باطلة، كقوله في
الخبر الثالث: إن الكشي نقل الخبر في عنوان أبي بصير مع علباء الأسدي، فلابد أن
أبا بصير فيه أيضا الأسدي، وأن أحمد بن الفضل بن عبد الله بن محمد الأسدي،
ذكر الخبر في شرافة جده، وأن الخبر تضمن كون أبي بصير ضريرا وليث كان أكمه.
فأي دلالة في ما ذكر؟ فلا مانع من حضور ليث المرادي عند علباء الأسدي
في احتضاره، ولا مانع من كون " أحمد " الذي ذكر لو فرض تحققه غير ابن ابن
" أبي بصير عبد الله بن محمد الأسدي " لو فرض تحققه، مع أنهما غير محققين.
أما الثاني فقد عرفت أنه محرف " أبي بصير وعلباء الأسدي " والمراد بأبي
بصير فيه " يحيى ".
وأما الأول فهو محرف " أحمد بن الفضل الخزاعي " بقرينة كون راويه " أحمد
ابن منصور الخزاعي " كما يشهد له وقوع السند بعينه في عنوان الكشي لفيض بن
المختار ولنفرين آخرين معه، وعنوانه لسلمان الفارسي.
مع أن الذي في أصل الكشي " عن أحمد بن الفضل " و " عبد الله بن محمد
الأسدي " لا " أحمد بن الفضل بن عبد الله بن محمد الأسدي " كما نقل، والمراد
بعبد الله بن محمد الأسدي هو " الحجال " ولا يرد عليه شئ، فإن الحجال كأحمد
ابن الفضل يروي عن ابن أبي عمير.
كما لا تضاد بين " الضرير " و " الأكمه " فإنهما عام وخاص، مع أن كون " ليث "
أكمه غير معلوم كما يأتي.
وادعاؤه الثانية باطلة بعد عدم وجود " عبد الله بن محمد " ذكر، مع أنه لو
فرض وجوده فاستدلاله على إرادته بالخبر الثالث بأن الراوي شعيب وشعيب في
طبقة يحيى - لأن راوي يحيى " علي بن أبي حمزة " روى عن شعيب أيضا كما في
413

الكشي في شعيب - في غاية السقوط، فتأخر شعيب عن يحيى أمر قطعي، فيحيى
من أصحاب الباقر (عليه السلام) وشعيب من أصحاب الصادق (عليه السلام) ورواية كل واحد من
متحدي الطبقة عن الآخر كثيرة.
بل قد يشارك التلميذ مع شيخه، فقال الشيخ: إن " حيدر بن محمد بن نعيم
السمرقندي " شارك شيخه العياشي في روايات كثيرة.
بل قد يتساوى التلميذ مع شيخ شيخه، كتساوي الصدوق مع الكليني في
الرواية عن الصفار بواسطة واحدة.
بل قد يتقدم على شيخ شيخه، فإن الشيخ والنجاشي رويا عن ابن عقدة
بواسطة واحدة، وروى أبو غالب عنه بواسطتين فروى في رسالته عن ابن المغيرة
عن الحسن بن حمزة العلوي عنه: أن ولد أعين سبعة عشر رجلا (1). مع أنه نقل عن
تفسير علي بن أبي حمزة خبر سنده " علي بن أبي حمزة والحسين بن أبي العلاء
وعبد الله بن وضاح وشعيب العقرقوفي عن أبي بصير " ولا ريب أن الثلاثة
المذكورة مع شعيب من رواة يحيى.
ومن المضحك! استدلاله لإرادة " عبد الله " بالخبر الثاني في قوله: " عليك
بالأسدي " بأن الشيخ والنجاشي غلطا في وصف يحيى بالأسدي، فلو فرضنا أن
عبد الله هذا له وجود والكشي لم يقع فيه تحريف فهل فيه أن الأسدي منحصر به؟
مع أنه لو فرض أن الكشي قال: الأسدي منحصر به، من أين قدم قوله على قولهما؟
فإن كان قدمه لأقدميته فهو ليس بأقدم من البرقي والعقيقي وابن فضال.
والذي ألجأه إلى تخطئة جميع أئمة الرجال أنه لولا حصره لكان تفسير
الأسدي بقوله في الخبر: " يعني أبا بصير " لغوا، مع أنه كان يمكنه الجواب عنه بأن
ذلك لانصرافه إلى يحيى، فالأردبيلي أيضا قرر المحرف وجعل كلا منهما أسديا
وقال بانصرافه إلى يحيى.
ثم إن القهبائي قال: إن الخبر الأول أيضا من أخبار " عبد الله " قاله ولكن لم

(1) رسالة في آل أعين: 29 - 30.
414

يستدل له بشيء.
وكيف يستدل بأن قوله في الخبر: " اسمه يحيى بن أبي القاسم " معناه " اسمه
عبد الله بن محمد " بل كيف تفوه بأصل قوله ذاك؟ لأنه لا يتكلم به ذو شعور! اللهم
إلا أن يقول: إن ابن فضال قال في الخبر: " اسمه عبد الله بن محمد " والشيخ بدله
بقوله: " اسمه يحيى بن أبي القاسم " وهو كما ترى!
والرجل لم يكن من رجال الرجال، بل من رجال ترتيب كتب صنفت على
غير الهجاء على الهجاء، ولم يكن كلامه محتاجا إلى نقل ورد، ولكن تجشمنا ذلك
لئلا يغتر به غافل، فكم له من اجتهادات باطلة واستدلالات عاطلة، فقد ادعى أن
أصل الكشي كان في رجال الخاصة والعامة وانتخب منه الشيخ رجال الخاصة.
مع أن رجال الكشي كباقي كتب رجال الشيعة قبل رجال الشيخ إنما كان
موضوعها الخاصة ويلحقون بهم من روى عنهم أو صنف لهم من العامة مع التنبيه،
وأما العامة الذين لم يردوا في حديثنا فليس لها تعرض بهم أصلا، والشيخ في
انتخابه سلك مسلك أصله فقد عرفت عنوانه لجمع من العامة كمحمد بن إسحاق
صاحب المغازي وغيره.
كما أنه استدل لكون الموجود من الكشي اختيار الشيخ منه، لا أصله بأمور
غير دالة.
ولقد أغرب في توهمه في " محمد بن أبي عوف البخاري " الوارد في سند
خبر في ديباجة الكشي بأنه أحد صاحبي صحاح العامة، مع أن ذاك " محمد بن
إسماعيل " وكان في بخارى ألوف من الخاصة والعامة في الرواة وكل منهم يوصف
بالبخاري.
وأعجب في المراد من " يوسف بن عمر " الوارد في خبر الكشي في " أم
خالد " المتضمن أنه قطع يدها بأنه " والد الحجاج " مع أنه كان بعد الحجاج بكثير،
وإنما ولي بعد خالد القسري من قبل هشام، وخرج عليه زيد فقتله، وهو ابن ابن
عم الحجاج، فالحجاج هو ابن يوسف بن الحكم، و " يوسف " ذاك ابن عمر بن
محمد بن الحكم.
415

ثم إن المامقاني لم يراجع أصل الكشي وراجع كتاب القهبائي ورأى أنه نقل
تلك الأخبار في عنوان " عبد الله " هذا لم يراجع كلام القهبائي في أن أصل الكشي
اقتصر على رواية ابن وضاح، وأن نقل الثلاثة الأولى من اجتهاداته، فاعترض
على الكشي بأن الأولين راجعان إلى " يحيى " وله أوهام أخر نظير أوهام القهبائي
لم نتعرض لها لئلا يطول الكلام.
ثم إنه كما أوجب تحريف عنوان الكشي لأبي بصير وعلباء الأسدي بما في
النسخة " في أبي بصير عبد الله بن محمد الأسدي " سببا لتولد " أبي بصير " مسمى
" عبد الله بن محمد " كذلك صار تحريف الاستبصار لخبر رواه التهذيب في نسخة
" عن الحكم، عن علباء الأسدي " قال: " وليت البحرين وأصبت مالا كثيرا...
الخبر " (1) بقوله: عن الحكم بن علباء الأسدي.
وكذا التهذيب في نسخة غير صحيحة - رواه التهذيب في " زيادات أنفاله "
والاستبصار في باب " ما أباحوا لشيعتهم من الخمس " (2) - موجبا لتولد رجل آخر
مسمى ب‍ " الحكم بن علباء " فعنونه الجامع وتبعه المامقاني.
مع أن المراد بالحكم فيه " الحكم بن سعد الناشري الأسدي " وبعلباء " علباء
ابن دراع الأسدي " المذكور مع أبي بصير في ذاك، فقد رواه الكشي مع زيادة في
عنوان " علباء وأبي بصير " المحقق مع زيادة طلب أبي بصير ضمانه له الجنة (3).
والظاهر سقوط " أبي بصير " بين الحكم وعلباء من التهذيبين، لأن علباء مات
في زمن الباقر (عليه السلام) والحكم عد في أصحاب الصادق (عليه السلام) وصرح النجاشي بأن
الحكم يروي عن أبي بصير، ورواه الكشي أيضا " عن أبي بصير عن علباء " وإن
ذكر له إسنادا آخر وبدل الباقر (عليه السلام) بالصادق (عليه السلام) أيضا تحريفا. ونسب الجامع إلى
الاستبصار التبديل، وليس كما قال.

(1) التهذيب: 4 / 137.
(2) الاستبصار: 2 / 58.
(3) الكشي: 200.
416

فتلخص أن المنشأ لحصول " عبد الله " هذا تصحيف عنوان الكشي، وأن الشيخ
لاستعجاله في التصنيف لم يتدبر حتى يفهم الحقيقة فنقل العنوان المحرف كما
وجده في اختياره من كتاب الكشي، وذكره في رجال نفسه استنادا إليه، ثم أخذ
عنه من جاء بعده لحسن ظنهم به وكونه أحد أئمة الفن وعدم تفطنهم لأصله، فصار
عندهم من المسلمات.
ومما يدل على عدمه - مضافا إلى ما مر - أنه لو كان له وجود لكان يذكر اسمه
وكنيته في خبر كما ذكر " ليث " كذلك كثيرا، وكذلك " يحيى " مع انصراف أبي بصير
المطلق إليه كما سيحقق إن شاء الله تعالى، فقد ذكر اسمه وكنيته في ثمانية أخبار
في ما وقفنا عليه.
وأما ذكر القهبائي شاهدا لوجوده خبرا رواه التهذيب " عن الربيع بن زكريا،
عن عبد الله بن محمد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما عالج الناس شيئا أشد من
التعقيب " (1) فغلط منه أيضا، فإن " عبد الله بن محمد " في الخبر هو " الجعفي " أحد
رواة جابر الجعفي، الذي ضعفه النجاشي.
والشاهد لما قلنا كون راويه " ربيع بن زكريا " قال النجاشي في جابر: له كتب،
منها التفسير أخبرناه (إلى أن قال) الربيع بن زكريا الوراق، عن عبد الله بن محمد،
عن جابر. وهذا عبد الله بن محمد يقال له: الجعفي ضعيف.
وأيضا، لو كان له وجود لم لم يذكره البرقي في رجاله أو ابن عقدة أو العقيقي
أو ابن الغضائري وغيرهم ممن صنف في الرجال. وأما عدم ذكر الفهرست وكتاب
النجاشي له فيمكن للخصم أن يقول: إنه كان لعدم كونه ذا كتاب، وموضوعهما ذلك.
وأيضا، لو لم يكن عنوان الكشي له محرف " يحيى " لم لم يذكر يحيى عند
ذكره الليث وفي طبقته، ولم اقتصر على ذكره في الواقفة؟
هذا تمام الكلام في هذا المعدوم الموهوم وجوده، وله تعالى المنة في هدايتنا
لفهم أصله وكشف معضله، إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

(1) التهذيب: 2 / 104.
417

الثاني من المكنين بأبي بصير: يوسف بن الحارث
وهو كالأول في حصر مستنده برجال الشيخ ونسخة الكشي، قال الأول في
أصحاب الباقر (عليه السلام): يوسف بن الحارث بتري يكنى أبا بصير.
وقال الثاني في عنوان " محمد بن إسحاق وجمع معه " في آخر كلامه على
نقل غير واحد: وأبو بصير يوسف بن الحارث بتري.
هذا على ما في أصله، ولكن نقله القهبائي في ترتيبه هكذا: " وأبو نصر بن
يوسف بن الحارث بتري " ثم قال: إنه اشتبه على الشيخ في رجاله هذا فقال في
أصحاب الباقر (عليه السلام): " يوسف بن الحارث بتري " وتبعه العلامة وابن داود. مع أن
في الكشي: أبو نصر (1) بن يوسف بن الحارث بتري.
وهو غلط من القهبائي استند فيه إلى نسخته المصحفة من اختيار الكشي. هب
نسلم أن الشيخ مع نقله في اختياره ما في أصل الكشي " أبو نصر بن يوسف " كما
زعم اشتبه في رجاله ولم يتفطن لما في أصل الكشي، ولا لما في ما اختاره منه،
- مع أنه في غاية البعد - لو كان ما وصل إلينا من الكشي - وهو الاختيار - كما قال
لكان العلامة وابن داود يعنونان " أبو نصر بن يوسف بن الحارث " أخذا من
الكشي، كما عنونا " أبو بصير يوسف بن الحارث " من رجال الشيخ، لالتزامهما
بعنوان كل مجروح كممدوح، مع أنهما لم يعنونا إلا " أبو بصير يوسف بن الحارث "
فيستكشف من ذلك على كون الكشي كالرجال بهذا اللفظ، وهما يعدان كلام
الشيخ حجة كالكشي.
وقلنا في كتابنا في الرجال: إن نسخة القهبائي من الكشي كانت بالخصوص
مشتملة على تصحيفات زائدة على تحريفات أصله التي في جميع النسخ، وسترى
ذلك هنا في نقل عبارته وعبارة الأصل في عنوان: محمد بن إسحاق ومن معه.

(1) كذا في تحقيق المصطفوي، لكن في مطبوعة مؤسسة الأعلمي بكربلاء: أبو بصير.
418

وقلنا أيضا في الرجال: إن كثيرا ما خلطت نسخته التي ينقل منها الحواشي
بالمتن، فينقلها كما يجد ولا يتفطن للحقيقة.
وبالجملة: القهبائي أنكر وجود هذا بادعاء حصر مستنده في رجال الشيخ
دون الكشي، وأن ليس في الكشي إلا " أبو نصر بن يوسف " وأن ذكر الشيخ له في
رجاله إنما كان بتوهم أن الكشي ذكره هكذا، مع أنه ليس كذلك. والقهبائي لو كان
رأى النسخ المتعارفة من الكشي ورأى وجوده فيها لكان يسلمه كما سلم وجود
" عبد الله بن محمد بن أبي بصير الأسدي " برؤيته له فيه، فإن كتاب الكشي عنده مع
ما فيه من التحريفات كالوحي السماوي!
ونقول مع وجوده في الكشي - كما عرفت -: لا عبرة به والكلام فيه كالكلام
في " عبد الله " من أنه بعد حصول تلك التحريفات فيه لا عبرة بما تفرد به، ورجال
الشيخ إنما استند إليه، وقد عرفت في " عبد الله " مقدارا من أنحاء تحريفات كتابه
عموما وتحريف الموضع خصوصا، وهنا أيضا الموضع فيه تحريفات بالخصوص
فقد عرفت أنه ذكره في عنوان " محمد بن إسحاق وجمع آخر " ونقله الأصل
وترتيبه بالاختلاف وكل منهما محرف والثاني أكثر تحريفا.
ففي الأصل: في " محمد بن إسحاق ومحمد بن المنكدر وعمرو بن خالد
الواسطي وعبد الملك بن جريح والحسين بن علوان والكلبي " هؤلاء من رجال
العامة إلا أن لهم ميلا ومحبة شديدة، وقد قيل: إن الكلبي كان مستورا ولم يكن
مخالفا، وقيس بن الربيع بتري وكان له محبة، وأما مسعدة بن صدقة بتري، وعباد
ابن صهيب عامي، وثابت أبو المقدام بتري، وكثير النواء بتري، وعمرو بن جميع
بتري، وحفص بن غياث عامي، وعمرو بن قيس الماصر بتري، ومقاتل بن
سليمان البجلي - وقيل: البلخي - بتري، وأبو بصير يوسف بن الحارث بتري (1).
فقوله في العنوان: " والكلبي " محرف " الكلبي " ليكون وصف " الحسين بن

(1) الكشي: 334 (ط - الأعلمي).
419

علوان " كما وصف به في الرجال والأخبار، وقوله: " وقد قيل: إن الكلبي كان
مستورا " محرف " وقد قيل: إن الكلبي كان أمره مستورا " كما لا يخفى، فلم يقل
أحد: إن شخصه كان مستورا، بل دينه ومذهبه.
وقوله في كل من " قيس " و " مسعدة " و " ثابت " و " كثير النواء " و " عمرو بن
جميع " و " عمرو بن قيس " و " مقاتل " و " أبي بصير يوسف ": " بتري " ليس محله
هنا، بل بعد عنوان " البترية " الذي كان قبل ذلك بأوراق، وإنما هنا محل جمع من
العامة كما في محمد بن إسحاق إلى الكلبي، مع أن قوله: " وأما مسعدة بن صدقة
بتري " محرف في نفسه أيضا في كون جواب أما بلا فاء.
كما أن قوله في كل من " حفص " و " عباد ": " عامي " ليس منساقا مع ما تقدم،
وإنما مقتضى السياق أن يذكرا بعد " الكلبي " أو قبله، ثم يقول: " هؤلاء من رجال
العامة " ويسقط قوله: " عامي " فيهما. وبالجملة: هو كما ترى.
وقال القهبائي بعد جعله العنوان " في محمد بن إسحاق صاحب المغازي
وغيره ": " محمد بن إسحاق ومحمد بن المنكدر وعمرو بن خالد الواسطي بتري
وعبد الملك بن جريح والحسين بن علوان والكلبي هؤلاء من رجال العامة، إلا أن
لهم ميلا ومحبة بالشيعة شديدا، وقد قيل: إن الكلبي كان مستورا ولم يكن مخالفا
وقيس بن الربيع بتري وكان له محبة، فأما مسعدة بن صدقة بتري وعباد بن صهيب
عامي وثابت أبو المقدام بتري وكثير النواء بتري وعمرو بن جميع بتري وحفص
ابن غياث عامي... الخ " كما مر من الأصل، إلا أنه قال: وأبو نصر بن يوسف بتري.
وكونه أكثر تحريفا معلوم، فقوله: " بتري " بعد قوله: " الواسطي " زائد، فالعلامة
وابن داود صدقا أن الكشي قال في " محمد بن إسحاق ومحمد ابن المنكدر
وعمرو بن خالد ": إنهم عاميون، لا بتريون كما هو كذلك في نسخنا من الأصل.
كما أن قوله بعد الثلاثة: " بتري " بلفظ الأفراد غلط واضح.
وقوله في العنوان: " صاحب المغازي " من خلط الحواشي بالمتن، فالكشي
أطلق " محمد بن إسحاق " كما عرفت، وقد عنونه العلامة وابن داود عنه كذلك
420

أيضا، وإنما كتب المحشون أنه صاحب المغازي وخلطت الحاشية بالمتن في
نسخته ولم يتفطن.
وكما يقال لمحمد بن إسحاق: " صاحب المغازي " يقال له: " صاحب السيرة "
أيضا، وبه وصفه الشيخ في رجاله، وتوهم العلامة كونه غير المطلق الذي في
الكشي، فعنون كلا منهما.
وبالجملة: " أبو بصير يوسف " هذا ك‍ " أبي بصير عبد الله " في حصر مستنده
بالكشي وأخذ رجال الشيخ عنه، وعدم العبرة به بعد عدم الوقوف عليه في محل
آخر، وبعد تحريفات نسخ الكشي ولا سيما بعد اختلاف النقل عنها، فقد عرفت أن
القهبائي نقله " أبو نصر بن يوسف " ومثله الوسيط، وقرره الجامع.
وفي المطبوعة " أبو بصير بن يوسف " إلا أن في " عبد الله " تفطنت بعون الله
تعالى في كونه محرف " علباء " أما في هذا فما اهتديت إلى أصله بعد، ولعل الله
تعالى يهديني بعد.
هذا، وأما ما نقل عن صاحب الوسائل أنه قال: " محمد بن أحمد بن يحيى "
يروي تارة عن " يوسف بن الحارث " و " عن أبي بصير يوسف بن الحارث "
أخرى، وهما واحد، وقد ذكر الشيخ في رجاله " أن أبا بصير يوسف بن الحارث
من أصحاب الباقر (عليه السلام) " والذي يظهر من الأسانيد وكتب الرجال أنه من أصحاب
الجواد (عليه السلام) وأن الشيخ اشتبه عليه أبو جعفر الثاني بالأول (1).
ففيه أولا: أنا لم نقف على رواية لمحمد بن أحمد بن يحيى عن " أبي بصير
يوسف بن الحارث " أصلا، وإنما في خبر تيمم الميت المجدور من التهذيب رواية
محمد بن أحمد بن يحيى في نسخة " عن أبي بصير عن أيوب " وفي أخرى " عن
أبي نصر عن أيوب " (2) وأيا ما كان، فمن أين أنه يوسف، ولعله يعقوب!
وأما رواية " محمد بن أحمد بن يحيى عن يوسف بن الحارث " في باب " حد

(1) لم نقف على الناقل، وعلى موضع كلام صاحب الوسائل (قدس سره).
(2) التهذيب: 1 / 333.
421

لواط الكافي " (1) وباب " دية عين أعور التهذيب " (2) وباب " أحكام فوات صلاته " (3)
وباب " زيادات كيفية صلاته " (4) فليس في واحد منها كنية، ولعله لم يكن له كنية
أصلا، أو كنية غير أبي بصير.
وثانيا: أنه لم يظهر من سند ولا رجال كون يوسف بن الحارث من أصحاب
الجواد (عليه السلام) كما قال، كان مكنى بأبي بصير أم لا.
وثالثا: أن رجال الشيخ إنما عده في أصحاب الباقر (عليه السلام) أخذا من الكشي،
لأنه عده في أصله فيهم في عداد محمد بن المنكدر وكثير النواء ونظرائهما.
ولو كان الشيخ رأى " يوسف بن الحارث عن أبي جعفر (عليه السلام) " مرادا به الثاني
كما قال كيف يتوهم أنه الأول؟ هل لم يكن الشيخ يعرف طبقات الرجال ولم يدر
أن محمد بن أحمد بن يحيى لم يدرك أصحاب الباقر (عليه السلام)؟
وبالجملة: فكلامه ككلام القهبائي في غاية الاختلال. والظاهر أنه لما رأى
" محمد بن أحمد بن يحيى عن أبي بصير " في نسخة في ذاك الخبر، ورأى " محمد
ابن أحمد بن يحيى عن يوسف بن الحارث " في أخبار كثيرة ورأى عنوان الكشي
ل‍ " أبي بصير يوسف بن الحارث " حكم بوحدتهما، ولما رأى أن الطبقة تشهد
بقرب كون يوسف من أصحاب الجواد (عليه السلام) وإن لم يعدوه في أصحابه، ولا ورد في
خبر روايته عنه قال ما قال، وحكم بوهم الشيخ في مجرد عده في أصحاب
الباقر (عليه السلام) لكن عرفت بطلانه مقدماته وخطأ حدسياته.
ولا ننكر وجود مسمى ب‍ " يوسف بن الحارث " يروي عنه محمد بن أحمد بن
يحيى، فهو قطعي رجالا وخبرا، فاستثنى ابن الوليد - كما في النجاشي - وابن
بابويه - كما في الفهرست - من روايات محمد بن أحمد بن يحيى ما رواه عن
يوسف بن الحارث. وقرر ابن نوح والنجاشي الأول والشيخ الثاني، فهو ضعيف.

(1) الكافي: 7 / 199.
(2) التهذيب: 10 / 275.
(3) التهذيب: 3 / 160.
(4) التهذيب: 2 / 313.
422

ولا يبعد كونه " يوسف بن الحارث الكميداني " الذي روى الفهرست في
" عبد الرحمن بن محمد العزرمي " بإسناده عن الصفار، عن أخيه سهل، عنه،
بشهادة الطبقة، وإنما ننكر وجود أبي بصير مسمى ب‍ " يوسف بن الحارث " لعدم
شاهد له من خبر أو رجال معتبر غير ما مر وهنه.
ومما يوهن أصل وجوده أنه - مضافا إلى عدم وجوده في أخبارنا - لم نقف
عليه في أخبار العامة وكتبهم، فمحمد بن إسحاق وكثير من آخرين الذين عد هذا
معهم في عنوان الكشي وردوا في أخبارهم وكتبهم.
وبالجملة: " أبو بصير عبد الله بن محمد الأسدي " معلوم العدم، و " أبو بصير
يوسف بن الحارث " غير معلوم الوجود، لعدم الوقوف له على أثر.
فيبقى " أبو بصير " منحصرا في الاثنين: ليث المرادي، ويحيى الأسدي.
الثالث ممن كنوه بأبي بصير على زعمهم
وهو الأول في الحقيقة على ما عرفت.
ليث بن البختري المرادي
عده البرقي في أصحاب الباقر (عليه السلام) قائلا: أبو بصير ليث المرادي. وكذا المفيد
في اختصاصه، قائلا: أبو بصير ليث بن البختري مرادي (1).
وعده رجال الشيخ في أصحاب الباقر والصادق والكاظم (عليهم السلام) قائلا في
الأول: " ليث بن البختري المرادي يكنى أبا بصير كوفي " وفي الثاني: " ليث بن
البختري المرادي أبو يحيى ويكنى أبا بصير، أسند عنه " وفي الثالث: " ليث
المرادي يكنى أبا بصير ".
وقال في الفهرست: ليث المرادي يكنى أبا بصير، روى عن أبي عبد الله وأبي
الحسن موسى (عليهما السلام)... الخ.
وقال النجاشي: ليث بن البختري المرادي أبو محمد - وقيل: أبو بصير الأصغر -

(1) الاختصاص: 83.
423

روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) له كتاب يرويه جماعة منهم أبو جميلة
المفضل بن صالح... الخ.
وقال ابن الغضائري - كما نقل العلامة في الخلاصة -: ليث بن البختري
المرادي أبو بصير يكنى أبا محمد، كان أبو عبد الله (عليه السلام) يتضجر به ويتبرم،
وأصحابه مختلفون في شأنه، وعندي أن الطعن إنما وقع على دينه لا على حديثه،
وهو عندي ثقة.
وقال ابن النديم - في تعداد كتب الشيعة -: كتاب أبي يحيى ليث المرادي (1).
وقال الكشي: " في أبي بصير ليث بن البختري المرادي " روى عن ابن أبي
يعفور قال: خرجت إلى السواد أطلب دراهم للحج ونحن جماعة وفينا أبو بصير
المرادي قال، قلت له: يا أبا بصير اتق الله وحج بمالك فإنك ذو مال كثير، فقال:
اسكت فلو أن الدنيا وقعت لصاحبك لاشتمل عليه بكسائه.
ثم روى عن حمدويه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن
جميل بن دراج قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: بشر المخبتين بالجنة بريد بن
معاوية العجلي وأبا بصير ليث بن البختري المرادي ومحمد بن مسلم وزرارة،
أربعة نجباء أمناء الله على حلاله وحرامه، لولا هؤلاء انقطعت آثار النبوة
واندرست.
وعن محمد بن قولويه، عن سعد، عن محمد بن عبد الله المسمعي، عن علي بن
أسباط، عن محمد بن سنان، عن داود بن سرحان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: إني لأحدث الرجل الحديث وأنهاه عن الجدال والمراء في دين الله فأنهاه
عن القياس، فيخرج من عندي فيتناول حديثي على غير تأويله، إني أمرت قوما
أن يتكلموا ونهيت قوما، فكل تأول لنفسه يريد المعصية لله ولرسوله، فلو سمعوا
وأطاعوا لأودعتهم ما أودع أبي أصحابه، أن أصحاب أبي كانوا زينا أحياء

(1) فهرست ابن النديم: 275.
424

وأمواتا، أعني زرارة ومحمد بن مسلم ومنهم ليث المرادي وبريد العجلي
هؤلاء القوامون بالقسط، هؤلاء القوالون بالقسط، وهؤلاء السابقون السابقون،
أولئك المقربون.
وعن حمدويه، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أبي الحسن المكفوف،
عن رجل، عن بكير قال: لقيت أبا بصير المرادي قلت: أين تريد؟ قال: أريد
مولاك، قلت: أنا أتبعك، فمضى معي فدخلنا عليه وأحد النظر إليه، فقال: هكذا
تدخل بيوت الأنبياء وأنت جنب؟ قال: أعوذ بالله من غضب الله وغضبك! فقال:
أستغفر الله ولا أعود، روى ذلك أبو عبد الله البرقي عن بكير.
وعن محمد بن مسعود، عن أحمد بن منصور، عن أحمد بن الفضل وعبد الله
ابن محمد الأسدي، عن ابن أبي عمير، عن شعيب العقرقوفي، عن أبي بصير قال:
دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال لي: حضرت علباء عند موته؟ قال، قلت: نعم،
وأخبرني أنك ضمنت له الجنة، وسألني أن أذكرك ذلك، قال: صدق. قال: فبكيت
ثم قلت: جعلت فداك فمالي ألست كبير السن الضعيف الضرير البصير المنقطع
إليكم؟ فاضمنها لي! قال: قد فعلت، قال، قلت: اضمنها لي على آبائك - وسميتهم
واحدا واحدا - قال: فعلت، قلت: فاضمنها لي على رسول الله، قال: قد فعلت، قال:
قلت: اضمنها لي على الله تعالى! قال: فأطرق، ثم قال: قد فعلت.
وعن الحسين بن أشكيب، عن محمد بن خالد البرقي، عن ابن أبي عمير، عن
هشام بن سالم وأبي العباس قال: بينما نحن عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ دخل أبو بصير،
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): " الحمد لله الذي لم يقدم أحد يشكون أصحابنا العام " قال
هشام: فظننت أنه تعرض بأبي بصير.
وعن حمدويه، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن شعيب
العقرقوفي، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ربما احتجنا أن نسأل عن الشيء، فممن
نسأل؟ قال: " عليك بالأسدي " يعني: أبا بصير.
وعن حمدان، عن معاوية، عن شعيب العقرقوفي، عن أبي بصير قال: سألت
425

أبا عبد الله (عليه السلام) عن امرأة تزوجت ولها زوج فظهر عليها، قال: ترجم المرأة
ويضرب الرجل مائة سوط لأنه لم يسأل. قال شعيب: فدخلت على أبي
الحسن (عليه السلام) فقلت له: امرأة تزوجت ولها زوج، قال: " ترجم المرأة ولا شئ على
الرجل " فلقيت أبا بصير، فقلت له: إني سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن المرأة التي
تزوجت ولها زوج، قال: ترجم المرأة ولا شئ على الرجل. قال: فمسح صدره
وقال: ما أظن صاحبنا تناهى حكمه بعد.
وعن علي بن محمد، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن الحسن، عن صفوان،
عن شعيب العقرقوفي قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن رجل تزوج امرأة ولها زوج
ولم يعلم، قال: " ترجم المرأة وليس على الرجل شئ إذا لم يعلم ذلك " فذكرت
ذلك لأبي بصير المرادي، قال: قال لي والله جعفر: ترجم المرأة ويجلد الرجل الحد.
قال: فضرب بيده على صدره يحكها، أظن صاحبنا ما تكامل علمه.
وعنه، عن محمد بن أحمد بن الوليد، عن حماد بن عثمان قال: خرجت أنا
وابن أبي يعفور وآخر إلى الحيرة أو إلى بعض المواضع، فتذاكرنا الدنيا، فقال
أبو بصير المرادي: أما أن صاحبكم لو ظفر بها لاستأثر بها، قال: فأغفى فجاء كلب
يريد أن يشغر عليه، فذهبت لأطرده، فقال لي ابن أبي يعفور: دعه، فجاء حتى
شغر في أذنه.
وعن حمدويه وإبراهيم، عن العبيدي، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن
مختار، عن أبي بصير قال: كنت أقرئ امرأة كنت أعلمها القرآن، قال: فمازحتها
بشيء، قال: فقدمت على أبي جعفر (عليه السلام) قال: فقال لي: يا أبا بصير! أي شئ قلت
للمرأة؟ قال: قلت بيدي: هكذا وغطا وجهه، قال: فقال لي: لا تعودن إليها.
وعن محمد بن مسعود قال: سألت علي بن الحسن بن فضال، عن أبي بصير،
فقال: كان اسمه " يحيى بن أبي القاسم " فقال أبو بصير: كان يكنى " أبا محمد "
وكان مولى لبني أسد وكان مكفوفا، فسألته هل يتهم بالغلو؟ فقال: أما الغلو فلا،
لا يتهم، ولكن كان مخلطا.
426

وعنه، عن جبرئيل بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن حماد
الناب قال: جلس أبو بصير على باب أبي عبد الله (عليه السلام) ليطلب الإذن، فلم يؤذن له،
فقال: لو كان معنا طبق لأذن، قال: فجاء كلب فشغر في وجه أبي بصير قال: أف
أف! ما هذا؟ قال جليسه: هذا كلب شغر في وجهك.
وعنه، عن علي بن محمد القمي، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن الحسن،
عن علي بن الحكم، عن مثنى الحناط، عن أبي بصير قال: دخلت على
أبي جعفر (عليه السلام) فقلت: تقدرون أن تحيوا الموتى وتبرؤوا الأكمه والأبرص؟ فقال
لي: بإذن الله، ثم قال: أدن مني ومسح على وجهي وعلى عيني فأبصرت السماء
والأرض والبيوت! فقال لي: أتحب أن تكون كذا ولك ما للناس وعليك ما عليهم
يوم القيامة أم تعود كما كنت ولك الجنة الخالص؟ قلت: أعود كما كنت، فمسح
على عيني فعدت (1).
وقال أيضا - في عنوان " تسمية الفقهاء من أصحاب أبي جعفر وأصحاب
أبي عبد الله (عليهما السلام) قال الكشي: اجتمعت العصابة على تصديق هؤلاء وانقادوا لهم
بالفقه " - فقالوا: أفقه الأولين ستة (إلى أن قال) وقال بعضهم: مكان أبو بصير
الأسدي أبو بصير المرادي، وهو ليث بن البختري.
وروى في عنوان " سلمان " عن محمد بن قولويه، عن سعد، عن علي بن
سليمان بن داود الرازي، عن علي بن أسباط بن سالم، عن أبيه قال: قال
أبو الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام): إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين حواري محمد
ابن عبد الله؟ (إلى أن قال) ثم ينادي المناد: أين حواري محمد بن علي وحواري
جعفر بن محمد؟ فيقوم عبد الله بن شريك العامري وزرارة بن أعين وبريد بن
معاوية العجلي ومحمد بن مسلم وأبو بصير ليث بن البختري المرادي (إلى أن قال)
فهؤلاء المتحورة أول السابقين وأول المقربين وأول المتحورين من التابعين.
وأما نقل القهبائي الخبر تحت عنوان " الحواريين " من الكشي فمن خلط

(1) الكشي: 169 - 174.
427

نسخته الحاشية بالمتن.
وروى في " بريد العجلي " عن ابن بندار، عن سعد، عن المسمعي، عن علي
ابن حديد وعلي بن أسباط، عن جميل، عن الصادق (عليه السلام): أوتاد الأرض وأعلام
الدين أربعة: محمد بن مسلم وبريد بن معاوية وليث بن البختري المرادي... الخبر.
وروى فيه وفي " زرارة " مسندا عن عبد الرحيم القصير عن الصادق (عليه السلام) قال:
إئت زرارة وبريدا وقل لهما: ما هذه البدعة؟ (إلى أن قال) فقلت له: إني أخاف
منهما فأرسل معي ليث المرادي، فأتينا زرارة فقلنا له: ما قال أبو عبد الله (عليه السلام)
... الخبر.
وروى في " زرارة " عن حمدويه، عن يعقوب، عن ابن أبي عمير، عن هشام
ابن سالم، عن سليمان بن خالد الأقطع، عن الصادق (عليه السلام) قال: ما أجد أحدا أحيى
ذكرنا وأحاديث أبي (عليه السلام) إلا زرارة وأبو بصير المرادي (إلى أن قال) ولولا هؤلاء
ما كان أحد يستنبط هذا، هؤلاء حفاظ الدين وأمناء أبي على حلال الله وحرامه،
وهم السابقون إلينا والسابقون إلينا في الآخرة.
وروى فيه مسندا عن أبي عبيدة الحذاء، عن الصادق (عليه السلام): " زرارة وأبو بصير
ومحمد بن مسلم وبريد من الذين قال الله تعالى: والسابقون السابقون أولئك
المقربون " وأبو بصير فيه وإن كان مطلقا، إلا أن المطلق ينصرف إلى الأسدي كما
سيحقق إن شاء الله تعالى فيه، لكن حيث ورد مضمونه في المرادي - كما عرفت -
فإرادته غير بعيدة، وإن أمكن أن يكون المراد به مع ذلك الأسدي، فورد المضمون
في خبر آخر في " الأحول " بدل المرادي.
فروى الكشي في زرارة أيضا " عن الصادق (عليه السلام): أحب الناس إلي أحياء
وأمواتا أربعة: بريد وزرارة ومحمد بن مسلم والأحول " ويمكن أن يكون التفسير
بالمرادي سقط من النسخة، لكثرة تحريفاتها.
ومثله الكلام في خبر آخر رواه فيه أيضا مسندا عن جميل، قال: دخلت على
أبي عبد الله (عليه السلام) فاستقبلني رجل خارج من عند أبي عبد الله (عليه السلام) من أهل الكوفة
428

من أصحابنا، فلما دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) قال لي: لقيت الرجل الخارج من
عندي؟ فقلت: بلى هو رجل من أصحابنا من أهل الكوفة، فقال: لا قدس الله
روحه ولا قدس روح مثله! إ نه ذكر أقواما كان أبي (عليه السلام) ائتمنهم على حلال الله
وحرامه وكانوا عيبة علمه، وكذلك اليوم هم عندي، هم مستودع سري، أصحاب
أبي (عليه السلام) حقا، إذا أراد الله بأهل الأرض سوءا صرف بهم عنهم السوء، هم نجوم
شيعتي أحياء وأمواتا، يحيون ذكر أبي (عليه السلام) بهم يكشف الله كل بدعة ينفون عن هذا
الدين انتحال المبطلين وتأول الغالين. ثم بكى، فقلت: من هم؟ فقال: من عليهم
صلوات الله ورحمته أحياءا وأمواتا، بريد العجلي وزرارة وأبو بصير ومحمد بن
مسلم، أما إ نه يا جميل سيبين لك أمر هذا الرجل إلى قريب.
قال جميل: فوالله! ما كان إلا قليلا حتى رأيت ذلك الرجل ينسب إلى
أصحاب أبي الخطاب، فقلت: الله أعلم حيث يجعل رسالته.
قال جميل: وكنا نعرف أصحاب أبي الخطاب ببعض هؤلاء رحمة الله عليهم.
وكيف كان: فروى في زرارة أيضا عن محمد بن بحر، عن أبي العباس
المحاربي الجزري، عن يعقوب بن يزيد، عن فضالة، عن فضيل الرسان، قيل
لأبي عبد الله (عليه السلام): إن زرارة يدعي أنه أخذ عنك الاستطاعة، قال لهم عفرا (1) كيف
أصنع بهم؟ وهذا المرادي بين يدي وقد أريته - وهو أعمى - بين السماء والأرض،
فشك فأضمر أني ساحر.
إلى أن قال الكشي: محمد بن بحر غال، وفضالة ليس من رجال يعقوب، وهذا
الحديث مزاد فيه مغير عن وجهه (2).
هذا ما وقفت عليه مما ادعى وروده فيه، ولكن عرفت في عنوان أبي بصير
الأول " عبد الله بن محمد الأسدي " الذي قلنا: لا أصل له وإنه محرف " أبي بصير
يحيى وعلباء الأسدي " بما دللنا عليه أن أربعة من أخبار نقلها في هذا إنما المراد

(1) في ط مؤسسة الأعلمي: غفرا.
(2) الكشي: 148.
429

بها " يحيى " وهي الخامس والسابع والثاني عشر والرابع عشر مما هنا، فالخامس
نقله بعينه في عنوان " علباء وأبي بصير " المحقق، مع تبديل الصادق بالباقر (عليه السلام)
وهو الصحيح، لأن علباء مات في زمانه. والسابع لتضمنه الأسدي، ومعلوم أنه غير
المرادي. والثاني عشر وهو الشارح لاسم يحيى ونسبه ولقبه وكنيته الخاصة
ووصفه وحاله، ولا بيان فوقه. والرابع عشر - وهو الأخير - لأنه مطلق والمطلق
ينصرف إلى " يحيى " كما يأتي فيه، ولأن الكافي رواه في مولد الباقر (عليه السلام) مع
التكنية بأبي محمد (1). وقد عرفت من الخبر الثاني عشر في شرح حال " يحيى " أنه
المكنى بأبي محمد.
وأما ما نقلناه من ترجمة زرارة من قوله (عليه السلام) في الخبر: " وهذا المرادي بين
يدي وقد أريته وهو أعمى بين السماء والأرض " فلا تنافي بينهما، لإمكان
حصول الإبصار لكل منهما، يحيي من الباقر (عليه السلام) كما في الخبر الرابع عشر مما هنا،
والمرادي من الصادق (عليه السلام) كما في خبر زرارة، مع أن إرادة " ليث " بخبر زرارة
غير معلومة، لعدم ذكر اسم وكنية فيه، مع أن العقيقي كما نقل العلامة قال: إن الباقر
والصادق (عليهما السلام) أبصرا أبا بصير يحيى.
وروي في الكتاب المعروف ب‍ " دلائل الطبري " إبصارهما (عليهما السلام) لأبي بصير
مطلق مع التكنية بأبي محمد، بل روي كذلك عن الصادق (عليه السلام) إبصاره مرتين، تارة
لرؤيته (عليه السلام) وأخرى لرؤية الحاج في صور القردة والخنازير (2) مع أن الكشي طعن
في خبر زرارة ذاك في سنده ومتنه، كما مر.
وتلك الأربعة إرادة " يحيى " بها معلومة، الثلاثة الأولى بلا شك، والأخير مع
شك يرفع بما قلنا، وفيه أخبار أخر تحتمل أيضا " يحيى " مما أطلق أبو بصير فيها،
لما عرفت من انصرافه إلى " يحيى ".
كالخبر السادس، وقد سقط من أول سنده " محمد بن مسعود " كما يشهد له

(1) الكافي: 1 / 470.
(2) دلائل الإمامة: 1 / 100، 121، 134.
430

أسانيد الكشي في " علي بن يقطين " و " هشام المشرقي " ويكون قوله: " تعرض "
في متنه محرف " عرض ".
وكالخبر الثالث عشر، وإن كان ظاهر ابن الغضائري إرادة " ليث " بهما حيث
قال: " إن الصادق (عليه السلام) يتضجر به ويتبرم " فلابد أنه أشار إلى مضمون الخبرين في
تعريضه (عليه السلام) بأبي بصير في شكايته من أصحابه (عليه السلام) وأنه طلب الإذن لوروده
عليه (عليه السلام) فلم يأذن (عليه السلام) له، إلا أن الظاهر أنه استند إلى رواية الكشي الخبرين فيه،
إلا أنه بعد حصول القطع بالخلط بين أخباره وأخبار " يحيى " الذي عنونه بعده
متصلا به وإن حرف عنوانه " بعبد الله بن محمد " على ما عرفت لا يبقى وثوق
بذلك، ومن أين أنه لم ينقلهما في " يحيى "؟ وخلطا كما خلطت تلك الأخبار
المقطوعة.
وكذلك الخبر الحادي عشر في مزاحه مع مرأة يعلمها القرآن.
وأما الخبر الثامن المتضمن حكم من تزوج امرأة لها زوج وإن كان أبو بصير
فيه مطلقا، إلا أن التاسع الذي بمضمونه قيده بالمرادي، لكن يمكن أن يكون القيد
من زيادة النسخة بعد كثرة وقوع التحريف فيها، فرواه التهذيب والاستبصار (1)
بسندين آخرين بلا قيد.
ومنه يظهر احتمال كون القيد في الخبر الرابع كذلك، ويشهد له أن في الكتاب
المعروف بدلائل الطبري " روى أبو بكر بن محمد الأزدي عن جماعة من
أصحابنا قال بكر: خرجنا من المدينة نريد منزل أبي عبد الله (عليه السلام) فلحقنا أبو بصير
خارجا من الزقاق وهو جنب ونحن لا نعلم، حتى دخلنا على أبي عبد الله (عليه السلام)
فرفع رأسه إلى أبي بصير فقال: يا أبا محمد! ألا تعلم أنه ينبغي للجنب أن لا يدخل
بيوت الأوصياء، فرجع أبو بصير ودخلنا " (2) والراوي في الكشي كان " بكير " وفي

(1) التهذيب: 7 / 477، الاستبصار: 3 / 189.
(2) دلائل الإمامة: 1 / 137.
431

هذا " بكر " ولابد أن يكون أحدهما تحريفا.
وكيف كان: فالكلام فيه يقع في مقامات:
الأول:
أنه لا إشكال في أن أباه " البختري " كما صرح به الكشي في عنوانه وفي
عنوان " تسمية الفقهاء " وصرح به النجاشي وابن الغضائري، وورد في خبر الكشي
الثاني فيه، وورد في خبر سلمان في الحواريين.
وظاهر البرقي كون " ليث بن البختري " غير " ليث المرادي " حيث إنه عد
في أصحاب الباقر (عليه السلام) " أبو بصير ليث المرادي " ثم " ليث بن أبي سليم " ثم " ليث
ابن البختري " واقتصر في أصحاب الصادق (عليه السلام) على " ليث بن البختري " بدون
كنية ولقب، إلا أن الظاهر وقوع التصحيف في نسخته بكون قوله في أصحاب
الباقر (عليه السلام): " ليث بن البختري " - بعد عده قبل بواسطة " ليث المرادي " - مصحف
" ليث بن كيسان ".
فرجال الشيخ عنون أولا " ليث المرادي " ثم " ليث بن أبي سليم " ثم " ليث
ابن كيسان " وبالجملة: مخالفته غير معلومة.
لكن المامقاني أغرب! فجعل البختري وصف " ليث " فتارة يعبر عنه ب‍ " أبي
بصير البختري " وأخرى ب‍ " ليث البختري " وثالثة ب‍ " البختري " وهو من غفلاته
الكثيرة، وإلا فجعل عنوانه له " ليث بن البختري ".
هذا، وضبط العلامة في الخلاصة " البختري " بفتح الباء والتاء وسكون
الخاء المعجمة.
وقال في القاموس: " والبختري بن أبي البختري وابن عبيد محدثان " ولم أدر
أبو " ليث " أحدهما أو غيرهما.
الثاني:
الظاهر أنه لا إشكال في كونه من أصحاب الباقر والصادق والكاظم (عليهم السلام) كما
432

عده فيهم الشيخ في رجاله، ويفهم من مجموع أخباره.
وأما قول النجاشي: " روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) " فيمكن حمله
على أنه وإن أدرك الكاظم (عليه السلام) إلا أنه لم يرو عنه (عليه السلام).
وأما قول الفهرست: " روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن موسى (عليهما السلام) " الظاهر
في عدم روايته عن الباقر (عليه السلام) فلا وجه له، فعده الصادق (عليه السلام) في الخبر الثالث مما
فيه وفي خبر زرارة من أصحاب أبيه (عليه السلام) وكونه محيي أحاديث أبيه (عليه السلام) وفي
خبر سلمان عده الكاظم (عليه السلام) من حواري الباقر والصادق (عليهما السلام) وعد في قول بعض
الأصحاب من فقهاء أصحابهما (عليهما السلام).
الثالث:
أنه تبين من مجموع كلماتهم المتقدمة أنهم كنوه بأبي بصير وبأبي محمد
وأبي يحيى، ولا إشكال في الأول كما هو صريح البرقي والمفيد والكشي
وفهرست الشيخ ورجاله وابن الغضائري، وورد في خبره الثاني من الكشي، وفي
خبره في زرارة من الكشي وفي أخبار كثيرة في الكتب الأربعة.
ومنها في باب " الوقت الذي يحرم الأكل على الصائم " من الفقيه (1) وعبر عنه
بأبي بصير المرادي في الخبر الأول والرابع والتاسع والعاشر من الكشي.
فقول النجاشي: " ليث بن البختري المرادي أبو محمد، وقيل: أبو بصير
الأصغر " لا وجه له.
كما أن الظاهر عدم الإشكال في عدم صحة الأخير، لعدم وروده في خبر
وعدم قول أحد به قبل ابن النديم، وهو يأخذ من الكتب المصحفة، وبعده غير
رجال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) أخذا من ابن النديم، وقد صرح في
فهرسته مرارا بأنه ينقل منه.
والظاهر أن منشأوهم ابن النديم خلطه بليث بن كيسان، فإنه المكنى

(1) الفقيه: 2 / 130.
433

بأبي يحيى.
وأما الوسط فلم يذكره غير ابن الغضائري وتبعه النجاشي، إلا أنه ذكره بدلا
عن أبي بصير وقد عرفت مقطوعية أبي بصير، فلا يصح أبو محمد، لأنه لم يجمع
بينهما كما جمع ابن الغضائري، ولم أقف على شاهد له.
وأما ما نقله المامقاني عن كشف الغمة، نقلا عن الدلائل من روايته " عن أبي
بصير المرادي قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) وأنا أريد أن يعطيني من دلائل
الإمامة مثل ما أعطاني أبو جعفر (عليه السلام) فلما دخلت وكنت جنبا قال: يا أبا محمد!
أما كان لك في ما كنت شغل تدخل على إمامك وأنت جنب؟ فقلت: ما عملته إلا
عمدا... الخبر " (1) فاشتباه، فهذا - الدلائل - بدون لفظ " المرادي " (2).
وتعريف ابن فضال " يحيى " بكونه مكنى بأبي محمد ظاهر في حصره به.
ويأتي في " يحيى " قول البرقي: إن الصادق (عليه السلام) كان يكنيه بأبي محمد.
وفي كثير من الروايات التي راويها علي بن أبي حمزة الذي هو قرينة على
إرادة " يحيى " تكنيته بأبي محمد.
وبالجملة: هذه الكنية كالأخيرة بلا مستند.
الرابع:
أن " يحيى " لا إشكال في عماه كما صرح به ابن فضال والعقيقي والشيخان
والبرقي، وصرح به النجاشي في علي بن أبي حمزة. وقد صرح في الخبر في
عنوانه المحقق مع علباء وفي عنوانه على التحقيق معه - وإن حرف كما مر في أبي
بصير الأول - بكونه ضريرا.
وروي في البصائر (3) وفي الكتاب المعروف بدلائل الطبري خبرا عن علي بن
أبي حمزة في إبصار الصادق (عليه السلام) لأبي بصير (4). وروى الثاني خبرا عن الباقر (عليه السلام)

(1) كشف الغمة: 2 / 189.
(2) دلائل الإمامة: 1 / 123.
(3) بصائر الدرجات: 270، الجزء السادس.
(4) دلائل الإمامة: 1 / 134.
434

وخبرا عن الصادق (عليه السلام) في إبصارهما لأبي بصير المكنى بأبي محمد، وقد عرفت
أنه " يحيى ".
وأما " ليث " هذا، فلم نقف على من صرح بعماه أو يذكر له قائدا، ولم نقف
على خبر تكون إرادته فيه محققة مشتملة على إبصار له.
والخبر الخامس والرابع عشر من الكشي فيه قد عرفت إرادة " يحيى " بهما.
وأما خبره الثالث عشر المشتمل على شغر كلب في وجهه وسؤاله عن جليسه
أنه أي شئ كان فلابد أنه كان أعمى، فقد عرفت أنه مطلق وإرادته بعد وقوع
الخلط في أخباره وأخبار يحيى وانصراف الإطلاق إليه غير معلومة.
مع أن دلالته غير معلومة فالظاهر سقوط فقرة " فأغفى " منه كما في العاشر،
لأنه يبعد عادة شغر الكلب في وجه الجالس بخلاف النائم.
وأما استدلال بعضهم عليه بقوله في التاسع: " فضرب بيده على صدره يحكها "
بأن الحك غالبا يقع عن المكفوفين فهو كما ترى، مع أنك قد عرفت أيضا عدم
معلومية إرادته.
وأوضح خبر في عماه خبر الكشي في زرارة من قوله (عليه السلام): " وهذا المرادي
بين يدي وقد أريته - وهو أعمى - بين السماء والأرض " ولكن عرفت طعن
الكشي في سنده ومتنه، مع أن المفهوم من سوق العبارة كونه غير " ليث " بل رجلا
من عشيرة زرارة حيث فرع على شكه دعاءه (عليه السلام) على آل أعين.
وأما ما ادعاه القهبائي من كون " أبي بصير " كنية كل ضرير فلم يعلم كليته،
فإنك وإن عرفت في أول الكتاب في " أبي بصير التابعي " الذي صار أعمى من
مسح مسيلمة له تكنيته بأبي بصير قلبا - وقال الجاحظ في حيوانه في وجه تسمية
الغراب بالبين: " بأنهم كنوا عن الطير الأعمى بالبصير، وبها اكتنى الأعشى بعد أن
عمي " (1) - إلا أنه أعم.

(1) دلائل الإمامة: 1 / 134.
435

بل ظاهر خبر أبي بصير الصحابي - المتقدم - كونه بصيرا، كيف لا؟ وفيه أنه
قال لمن أرسلته قريش لرده إليهم: " أرني سيفك أنظر إليه فأمكنه منه فضربه به
حتى برد " وأن النبي (صلى الله عليه وآله) قال في حق أبي بصير: " ويل أمه مسعر حرب! لو كان
معه أحد " وفي آخره: فمات - أي أبو بصير - وكتاب النبي بيده يقرأه.
وفي خبر وقت صلاة فجر الاستبصار " عاصم، عن أبي بصير المكفوف " (1) ولو
كان معنى " أبي بصير " الأعمى لكان الوصف لغوا. كما أنه لو كان ليث كيحيى
مكفوفا كان القيد أيضا زائدا.
وكذلك قول ابن فضال في الخبر الثاني عشر: " وكان يحيى مكفوفا " كان لغوا
لو كان معنى " أبي بصير " ذلك، أو كان كل من يحيى وليث مكفوفا.
وقول القهبائي: " إن يحيى صار أعمى وليث كان أكمه " استنادا إلى ما في خبر
الكشي الرابع عشر " تقدرون أن تحيوا الموتى وتبرؤوا الأكمه والأبرص " فغلط
في غلط، فصرح العقيقي بأن يحيى ولد مكفوفا، والخبر قد عرفت وروده في
يحيى، ولو كان دالا على كمهه لكان دالا على برصه وعلى موته، وإنما يكفي في
أن يقول لهم (عليهم السلام) ذاك الكلام بجملته من صار أعمى وأراد طلب الإبصار
منهم (عليهم السلام) (2). وبالجملة: كونه أعمى أيضا غير محقق.
الخامس في بيان حاله:
قد تبين لك مما نقلنا من كلمات علماء الرجال فيه عدم تصريح أحد منهم
بوثاقة شخصه، وإنما وثق ابن الغضائري حديثه، والكشي إنما روى فيه أخبارا
مختلفة، والشيخ والنجاشي أهملاه ولم يرجحا شيئا من أخبار المدح والقدح.
وأما قول النجاشي: " له كتاب يرويه جماعة " وإن جعله بعضهم من ألفاظ
المدح إلا أنه غلط، فقال النجاشي في حق وهب بن وهب القاضي هذه الجملة، مع

(1) الاستبصار: 1 / 276.
(2) كذا، والعبارة من قوله: " وإنما يكفي... الخ " لا تخلو من اغتشاش.
436

تصريحه بكونه كذابا.
وأما قول رجال الشيخ فيه في أصحاب الصادق (عليه السلام): " أسند عنه " وإن قال
بعضهم أيضا إنه مدح وإنه بلغ من الرتبة بحيث أسند عنه إلا أنه غلط أيضا، كقول
بعضهم: إنه دال على الضعف، ففي الرجال في محمد بن عبد الملك الأنصاري
" أسند عنه ضعيف " فتعقيب اللفظ بكلمة " ضعيف " يدل على أعميته منهما.
وكذلك تفسير بعضهم لقول: " أسند عنه " بأن المراد أنه لم يرو عن المعصوم
الذي عد في أصحابه، بل عن أصحابه عنه أيضا غلط، فقد قال في الرجال في كل
من " جابر بن يزيد " و " محمد بن إسحاق " جملة " أسند عنه " وصرح بروايتهما
عنهم (عليهم السلام).
وكذلك تفسير بعضهم له أيضا بأن المراد أنه روى عن الإمام الذي هو من
أصحابه غلط أيضا، فإن كل من يعده في أصحابهم (عليهم السلام) مراده أنه روى
عنهم (عليهم السلام) ولو كان رجل من أصحاب أحدهم (عليهم السلام) ولم يرو عنه يعنونه في " باب
من لم يرو عنهم (عليهم السلام) " فصرح الشيخ في أول كتابه بأنه أجاب إلى جمع كتاب
يشتمل على أسماء الرجال الذين رووا عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعن الأئمة (عليهم السلام) من
بعده إلى زمن القائم (عليه السلام). ثم قال: ثم أذكر بعد ذلك من تأخر زمانه، أو من
عاصرهم ولم يرهم في باب من لم يرو عنهم (عليهم السلام).
وكذلك تفسير بعضهم له بأن مراده أن ابن عقدة أسند عنه، لقوله في أول كتابه:
" إني ذاكر ما ذكره ابن عقدة وأورد من بعد ذلك ما لم يذكره " أيضا غلط، فإن
إرجاع الضمير إلى ابن عقدة في وسط الكتاب لذكره له في أوله خارج عن طريق
المحاورة، مع أن كتاب ابن عقدة إنما هو في أصحاب الصادق (عليه السلام) فقط. وقال في
الرجال في " حماد بن راشد " الذي عده في أصحاب الباقر (عليه السلام) أيضا: أسند عنه.
والأقرب في معناه: أنه روى خبره عنه جمع ينتهي طرقهم إليه، فقال الكنجي
الشافعي في مناقبه في قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في خيبر في أمير المؤمنين (عليه السلام): " لأعطين
الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه " رواه عن
437

النبي (صلى الله عليه وآله) جمع منهم سلمة بن الأكوع، أسنده عنه من التابعين ابنه إياس ويزيد بن
أبي عبيد وسفيان بن أبي فروة وعطاء مولى السائب. ورواه بريدة بن الخصيب
أسنده عنه من التابعين ابنه عبد الله. ورواه عبد الله بن عمر، أسنده عنه من التابعين
حبيب بن أبي ثابت وجميع بن عمير. ورواه عبد الله بن عباس (إلى أن قال) ورواه
أبو هريرة، وأسنده عنه من التابعين سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة؛
وطرقه عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة بطرق شتى (1).
هذا، ولعل إهمال الشيخ والنجاشي لليث هذا، لتعارض الأخبار فيه وقدح ابن
الغضائري فيه، لترجيحه أخبار الذم.
وقلنا: إن قول ابن الغضائري: " كان الصادق (عليه السلام) يتضجر به " الظاهر أنه أراد
به خبري الكشي السادس والثالث عشر المشتملين على تعريض الصادق (عليه السلام) به
في شكايته من أصحابه وعدم إذنه في حضوره.
وأما قول القهبائي: " إنه أشار إلى خبر الكشي في أبي بصير عبد الله وأنه غلط
أفحش من الشيخ والنجاشي، لأن الشيخ تفطن في المراد من هذا الخبر " (2) فسوء
فهم منه وقلة معرفة، فإن ابن الغضائري لم يرد الخبر الذي قال: وكيف! وليس فيه
تضجره (عليه السلام) من شخصه، بل من وقوع سؤال منه في غير موقعه، وذيله دال على
رضاه (عليه السلام) عنه وتعظيمه (عليه السلام) له بتكنيته وعطوفته عليه بدلالته.
وأما قول ابن الغضائري: " وأصحابه (عليه السلام) مختلفون في شأنه " فمراده أن
بعضهم روى مدحه كجميل، كما في خبر الكشي الثاني فيه وخبره في بريد، وكذا
في خبر زرارة الثاني بناء على إرادته. وكداود بن سرحان كما في الخبر الثالث
مما فيه. وكسليمان بن خالد كما مر في خبر زرارة الأول، وكذا أبو عبيدة كما في
خبره في زرارة.

(1) كفاية الطالب: 98 - 101.
(2) لم نجد العبارة في مجمع الرجال، وهي لا تخلو عن اضطراب.
438

وأن بعضهم روى ذمه كابن أبي يعفور كما في الخبر الأول فيه، وكحماد بن
عثمان كما في العاشر، وكهشام بن سالم والبقباق كما في الخبر السادس منه بناء
على إرادته، وكشعيب العقرقوفي كما في الثامن والتاسع على ما عرفت.
كما أن قوله: " وعندي أن الطعن إنما وقع على دينه لا على حديثه وهو عندي
ثقة " أراد به الجمع بين ما نقله الكشي عن بعضهم من كونه " أحد ستة أجمعت
العصابة على صحة حديثهم " وبين ما ورد من قوله: إن عدم إذن الصادق (عليه السلام) له
لعدم طبق معه، وأنه لو قدر على الدنيا لاستأثر بها، ودخوله جنبا عليه (عليه السلام)
ومزاحه مع الأجنبية، وقوله بعدم بلوغ علم الكاظم (عليه السلام) الكمال.
ولكن الحق ترجيح أخبار مدحه، ففيها خبران صحيحان الثاني مما فيه
والأول مما نقل من أخباره في زرارة، ويكون حال أخبار الجرح فيه حال أخبار
الجرح في رفقائه: زرارة ومحمد بن مسلم وبريد العجلي، فلم يسلم أحد منهم
من الطعن.
بل زرارة الذي كان أفقه الكل وأنبه الجميع ورد فيه أنه كان معادلا لأبي
حنيفة وشرا من اليهود.
وورد في هشام بن الحكم الذي هو أكبر متكلمي الشيعة أنه زنديق ضال
مضل! وأنه كان شريكا في دم الكاظم (عليه السلام).
وكذا ورد في يونس بن عبد الرحمن والفضل بن شاذان الجليلين قدح عظيم.
وأي جليل سلم من قدح الناس؟ قال الجاحظ يستدل على نباهة الرجل
بتباين الناس فيه: ألا ترى أن عليا (رضي الله عنه) قال: " يهلك في فئتان محب مفرط
ومبغض مفرط " وهذه صفة أنبه الناس وأبعدهم غاية في مراتب الدين
وشرف الدنيا (1).
والأجلاء يعاندهم مخالفوهم ويحسدهم مؤالفوهم، روى الكشي في بريد أن

(1) كتاب الحيوان: 2 / 90.
439

الصادق (عليه السلام) قال: زرارة ومحمد بن مسلم وبريد والأحول أحب الناس إلي أحياء
وأمواتا، ولكن الناس يكثرون علي فيهم فلا أجد بدا من متابعتهم (1).
وروى في هشام بن الحكم عن الرضا (عليه السلام): أن هشاما كان عبدا ناصحا أوذي
من قبل أصحابه حسدا منهم له (2).
وقد عرفت من خبر رواه في زرارة بكاء الصادق (عليه السلام) من ذكر أقوام لأبي بصير
ورفقائه بالسوء، وهذه قاعدة جارية في جميع الناس واختصت الشيعة زيادة
على ذلك بتقية أئمتهم (عليهم السلام) من مخالفيهم - وروى الكشي في " زرارة " أن
الصادق (عليه السلام) قال لابن زرارة: اقرأ مني على والدك السلام وقل له: إني إنما أعيبك
دفاعا مني عنك، فإن الناس والعدو يسارعون إلى كل من قربناه (3) - وبانحراف
جمع من شيعتهم، وقد عرفت خبرا رواه الكشي في زرارة من قول جميل: " وكنا
نعرف أصحاب أبي الخطاب ببغض هؤلاء " أي بريد وزرارة ومحمد بن مسلم
وأبي بصير.
مع أن بعض تلك الأخبار يمكن منع دلالتها على الذم كما في خبر دخوله
جنبا، فيمكن أن يكون ذلك لشدة اشتياقه بلقاء إمامه أو ليرى دلالة الإمامة فروى
كل ذلك، مع أنه لم يعلم إرادته في غير واحد منها، كما عرفت قبل.
وأما خبرا شعيب العقرقوفي المشتملان على قوله بعدم تكامل علم
الكاظم (عليه السلام) فالتحقيق: أن الرواة خبطوا في فهم المراد من أصلهما، ثم نقلوه على
فهمهم بلفظ آخر فنقلوا عنه ذاك القول المنكر.
وذلك أن الأصل في مضمونهما ما رواه التهذيب: عن أحمد بن محمد، عن
ابن أبي عمير، عن شعيب قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن رجل تزوج امرأة
لها زوج، قال: يفرق بينهما، قلت: فعليه ضرب؟ قال: لا، ما له يضرب. فخرجت من

(1) الكشي: 185.
(2) الكشي: 270.
(3) الكشي: 138.
440

عنده وأبو بصير بحيال الميزاب فأخبرته بالمسألة والجواب، فقال لي: أين أنا؟
قلت: بحيال الميزاب، فرفع يده وقال: ورب هذه الكعبة! لسمعت جعفرا (عليه السلام)
يقول: إن عليا (عليه السلام) قضى في الرجل تزوج امرأة لها زوج، فرجم المرأة وضرب
الرجل الحد، ثم قال: لو علمت أنك علمت لفضخت رأسك بالحجارة ثم قال: ما
أخوفني إلا يكون ما أوتي علمه (1).
فإن قوله في الخبر: " ثم قال: ما أخوفني إلا يكون ما أوتي علمه " الفاعل
لكلمة " قال " فيه أمير المؤمنين (عليه السلام) كما في قوله: " ثم قال: لو علمت أنك علمت
لفضخت رأسك بالحجارة " لا أبو بصير، ويكون المعنى: " أن أمير المؤمنين (عليه السلام)
قال للرجل: اقتصرت فيك بالحد - أي التعزير - دون الرجم كالمرأة لأني لا أعلم
أنك أقدمت بعلم ولو علمت أنك كنت علمت لرجمتك مثلها، لكني أخاف ألا
تكون تعلم " وهو معنى صحيح لا شبهة فيه.
إلا أن الرواة توهموا كونه من كلام أبي بصير وأن مراده أنه قال: خاف ألا
يكون تكامل علم الكاظم (عليه السلام) فنقلوه بغير لفظه.
وليس بين ما قاله الكاظم (عليه السلام) وما نقله الصادق (عليه السلام) من قضاء
أمير المؤمنين (عليه السلام) تخالف، والأول محمول على جهل الرجل صرفا وخلو ذهنه،
والثاني على احتماله وجود زوج لها، بل تلبيسه الأمر على نفسه فإنه كان قضية
في واقعة وهو (عليه السلام) استكشف من حال الرجل ذلك، وأما الكاظم (عليه السلام) فبين الحكم
الكلي للجاهل، وإنما يرد على أبي بصير عدم فرقه بين الموضعين فاستغرب قول
الكاظم (عليه السلام) مع سماعه عن أبيه (عليه السلام) فعل أمير المؤمنين (عليه السلام) ولابد أنه راجع وأفهم
وإن لم يذكر في الخبر.
ثم إنه أغرب المامقاني! حيث أجاب عن الخبرين بأن نقلهما في " ليث " من
اشتباهات الكشي وأن تقييد الثاني بالمرادي من سهو النساخ قبل الكشي. قال:

(1) التهذيب: 10 / 25.
441

ضرورة عدم رواية شعيب إلا عن المكفوف الضعيف، وعدم تعقل أن يروي
البختري الذي أؤتمن على حلال الله وحرامه مثل هذا الحكم الذي لا يقول به أحد
من الأصحاب.
وفيه أولا: أن مثل الكشي أجل من أن لا يعرف المراد بأبي بصير في الأخبار.
وثانيا: أي ضرورة في ألا يروي شعيب عن ليث، هل كونه ابن أخت يحيى
صار سببا لأن لا يتكلم مع أحد غيره فإنه كما أدرك يحيى أدرك ليثا وجمعا آخر،
فأي مانع من أن يروي عن ليث وغير ليث أيضا؟
وثالثا: أن المكفوف - أي يحيى - ليس ضعفه مسلما كما يقتضيه تعبيره، بل هو
أوجه من ليث كما يأتي، فليث لم يوثقه أحد صريحا وضعفه ابن الغضائري
صريحا، ويحيى وثقه النجاشي صريحا ولم يضعفه صريحا أحد.
ورابعا: كيف يجعل ضعفه في ليث مسلما ويختار في عنوانه وثاقته.
وخامسا: أن كون ليث ممن " أؤتمن على حلال الله " رواية لا دراية، وهو
المرادي لا البختري كما قال.
ثم من أين أن يحيى لم يؤتمن؟ فالخبر الأخير المتقدم مما في زرارة قلنا: إن
رجوعه إلى يحيى غير بعيد لإطلاقه.
وسادسا: أن هذا الحكم رواه كثير وعقد الكليني له بابا، وروى عن أبي بصير
قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن امرأة تزوجها رجل فوجد لها زوجا، قال: عليه
الحد وعليها الرجم لأنه قد تقدم بغير علم وتقدمت هي بعلم، وكفارته إن لم يتقدم
إلى الإمام أن يتصدق بخمسة أصواع دقيقا (1).
ثم من الغريب! ما نقل عن الوحيد: من أن أمثال ذلك بالنسبة إلى الشيعة في
ذلك الزمان لعلها غير قادحة (2) فشيعة يومنا شيعة اليوم الأول، وشيعة لم يعتقد إحاطة
علم إمامه بجميع الأحكام عامي.

(1) الكافي: 7 / 193.
(2) لم نقف على الناقل وعلى موضع كلام الوحيد (قدس سره).
442

وبالجملة: الخبر في " يحيى " كان أم في " ليث " الصواب في الجواب فيه ما
قلنا: من أن ما في الكشي ومثله الاستبصار نقل بالمعنى مع عدم فهم المراد،
والصحيح في أصله نقل التهذيب.
هذا، والخبر الثالث عشر لم يعلم وروده في " ليث " لما مر من إطلاقه وإن كان
العاشر بمضمونه مع التقييد. وأغرب المامقاني في أحد محامله للخبر بأن قول
أبي بصير: " لو كان معنا طبق " محمول على تأسفه على تقديم هدية، نظرا إلى قوله
تعالى: (إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) فمع إباء الخبر عن
حمله أي ربط له بالآية؟ والصدقة للمساكين، لا للمعصوم.
والخبر الحادي عشر أيضا مطلق، وإرادة " يحيى " به غير بعيدة وإن كنا
محتاجين في الجواب عنه بعد، لما يأتي من جلالة " يحيى " أيضا.
السادس في ما ذكر من مميزاته:
قد اشتهر من عصر الطريحي والكاظمي والحر العاملي ومحمد الأردبيلي
- وهم معاصرون - تمييز كل من المشتركين من الرواة في الأسماء أو الكنى
بالرواة عنهم ومن رووا عنه، وقد استقصى ذلك الأخير منهم في كتابه جامع الرواة
الذي صنفه في عشرين سنة ككافي الكليني، وهو كتاب مفيد منحصر في بابه وإن
كان في اجتهاداته خطئ كثيرا.
فذكر الطريحي تميز هذا بما في النجاشي من رواية أبي جميلة عنه، وزاد
الكاظمي رواية عاصم وابن مسكان وعبد الكريم الخثعمي عنه، ومثله العاملي إلا
أنه بدل الأخير بأبي أيوب.
وزاد الأردبيلي رواية ابن بكير وحفص البختري وحريز وأبان بن عثمان
وأبي المغراء وفضالة وحفص بن غياث.
وعين موارد رواياتهم: " عبد الكريم بن عمرو " في المشيخة في طريق
443

عبد الكريم بن عتبة (1) و " أبي أيوب " و " ابن بكير " في الكافي باب المسلم يقتل
الذمي (2) و " حفص بن البختري " في التهذيب باب الوصية المبهمة (3) و " ابن مسكان "
في الكافي باب من قال: لا إله إلا الله (4) و " أبي جميلة " في التهذيب باب زيارة
البيت (5) و " حريز " باب قصاصه (6) و " أبان " في الكافي إذا عسر على الميت (7)
و " أبي المغراء " في التهذيب باب من يحرم نكاحهن بالأسباب (8) و " عاصم " في
الفقيه باب الوقت الذي يحرم الأكل والشرب (9) و " فضالة " في التهذيب باب
الإجارات (10) و " حفص بن غياث " باب تلقينه (11).
لكنه كما ترى! فقول النجاشي في ليث هذا: " له كتاب يرويه جماعة منهم
أبو جميلة " كرواية أولئك الاثني عشر في تلك الأبواب لا يدل بإحدى الدلالات
على أنهم لا يروون عن يحيى حتى تكون روايتهم عن أبي بصير مطلق تمييزا
وشاهدا لإرادة ليث به.
وتحقيق المقام: أن الأصل في التعريف بالراوي رجال البرقي ثم رجال الشيخ.
والغالب في الأول: بيان أن فلانا لا يعرف إلا من طريق فلان، فعرف كثيرا من
أصحاب الصادق (عليه السلام) برواية " ابن مسكان " عنهم، وبعضهم برواية " أبان " عنهم،
وبعضهم برواية " علي بن الحكم " عنهم، وبعضهم برواية " سيف " عنهم، وبعضهم
برواية " يونس بن يعقوب " عنهم، ومراده أن الرجل لم يرو عنه غير هذا الراوي، لا
أن هذا الراوي لا يروي عن غير ذاك الرجل كما هو مدعاهم.
والغالب في الثاني: بيان الطبقة بالراوي أو المروي عنه أو هما معا، وهو لا يدل

(1) الفقيه: 4 / 459.
(2) الكافي: 7 / 310.
(3) التهذيب: 9 / 209.
(4) الكافي: 2 / 518.
(5) لم نقف عليه في الباب المذكور، ووجدناه في الكفارة عن خطأ محرمه: 5 / 353.
(6) التهذيب: 10 / 280.
(7) الكافي: 3 / 126.
(8) التهذيب: 7 / 309.
(9) الفقيه: 2 / 130.
(10) التهذيب: 7 / 220.
(11) التهذيب: 1 / 302.
444

على حصر أصلا، لا الراوي في المروي عنه ولا المروي عنه في الراوي، فعرف
في باب " من لم يرو عن الأئمة (عليهم السلام) " كثيرا من الرجال برواية حميد بن زياد
النينوائي وهارون بن موسى التلعكبري عنهم.
فذكر في أحمد بن علي وأحمد بن وهب وأحمد بن بكر وأحمد بن ميثم
وأحمد بن سلمة وأحمد بن محمد بن زيد الخزاعي وأحمد بن الحسين البصري
وأحمد بن الحسين الضبي رواية حميد عنهم.
وذكر في أحمد بن علي الجواني وأحمد بن جعفر العلوي الحميري وأحمد بن
محمد بن سعيد الهمداني وأحمد بن نصر الباهلي وأحمد بن محمد الضبي وأحمد
ابن علي الرقي وأحمد بن محمد الزراري وأحمد بن جعفر البزوفري وأحمد بن
محمد العطار القمي وأحمد بن إدريس القمي وأحمد بن الحسن الرازي وأحمد بن
محمد الفارسي وأحمد بن القاسم وأحمد بن إبراهيم بن أبي رافع وأحمد بن
إبراهيم العمي وأحمد بن العباس النجاشي وأحمد بن عبد الله الكرخي وأحمد بن
علي البلخي وأحمد بن إسماعيل رواية التلعكبري عنهم، وعلى قولهم يلزم أن
يكون جميع كل واحد من الجمعين واحدا.
ومما ذكرنا يظهر لك وهم الأردبيلي في حكمه باتحاد " محمد بن الفضيل "
الذي يروي عن أبي الصباح مع " محمد بن القاسم بن فضيل " باتحاد رواتهما
بكون الأول نسبة إلى الجد، وأراد بذلك جعل أخبار أبي الصباح من الصحاح.
ويظهر مما قلنا وهن ما ادعاه في أول كتابه بأنه صحح بكتابه اثني عشر ألف
خبر، فإن أكثر ما صححها مبتن على أصله الذي ليس بأصيل.
ويظهر أيضا بطلان ما يحكم به هو وغيره غالبا من اتحاد نفرين أو أكثر ممن
عنونوا في الرجال وكانوا مشتركين في الاسم والنسب باتحاد راويهم، فاتحاد
الراوي والمروي عنه معا لا يدل على الاتحاد، فضلا عن اتحاد الراوي فقط.
فروى ابن أبي عمير عن مائة من أصحاب الصادق (عليه السلام) وروى الحسن بن
محبوب عن ستين منهم، وروى صفوان بن يحيى عن أربعين منهم كما صرح بذلك
445

في تراجمهم، فلو كان اتحاد الراوي والمروي عنه دالا على الاتحاد لزم أن يكون
جميع مائة الأول وستين الثاني وأربعين الثالث واحدا، لكون الراوي في الجميع
واحدا ابن أبي عمير أو ابن محبوب أو صفوان، والمروي عنه في الجميع أيضا
واحدا وهو الصادق (عليه السلام).
بل قد يتحد جميع السلسلة في جمع، فعنون الشيخ في فهرسته " مسعدة بن
صدقة " و " مسعدة بن زياد " و " مسعدة بن اليسع " و " مسعدة بن الفرج " وقال بعد
الأخير: " أخبرنا بجميعها جماعة عن محمد بن علي بن الحسين، عن محمد بن
الحسن، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن هارون بن مسلم، عنهم " فليقولوا
باتحاد الأربعة، وهو واضح البطلان.
وليس ذلك إلا لأن قولهم: " روى فلان عن فلان " أو " روى عنه فلان " لا
يفيدان الحصر حتى يجعلان تميزا له عن غيره ويحكم بعدم روايته عن غيره،
وإنما يحكم بذلك إذا صرح به أهل الخبرة، كقول نصر بن الصباح شيخ الكشي:
يونس بن عبد الرحمن لم يرو عن محمد وعبيد الله ابني الحلبي لموتهما في حياة
الصادق (عليه السلام) والحسن بن محبوب لم يرو عن الحسن بن فضال لكونه أسن منه (1).
وكقول الكشي: فضالة ليس من رجال يعقوب بن يزيد (2).
وبالجملة: النفي كالإثبات يحتاج إلى دليل.
ومما يدل على بطلان ما ذكروه من اختصاص " عاصم " ب‍ " ليث " ما عن
مجالس الشيخ من رواية عاصم عن " يحيى " في خبر (3) ورواه مجالس المفيد عن
عاصم، عن أبي بصير (4).
وأيضا عن الكافي والتهذيب نقلهما روايات كثيرة " عن عاصم عن

(1) الكشي: 488.
(2) الكشي: 148.
(3) أمالي الطوسي: 2 / 157.
(4) أمالي المفيد: 179.
446

أبي بصير " (1) ورواها الفقيه بعينها بإسناده " عن أبي بصير " (2) مع أنه لم يذكر في آخره
إسنادا إلا إلى أبي بصير يحيى.
وأيضا روى عاصم عن أبي بصير المكفوف في باب " ما يجوز إتيانه لمحرم
الفقيه " (3) وباب الحد في فرية التهذيب (4) وباب وقت صلاة فجر الاستبصار (5) ولا
خلاف بينهم أن أبا بصير المكفوف هو " يحيى ".
ومما يدل على بطلان ما ذكروه من اختصاص " ابن مسكان " ب‍ " ليث " أن
الاستبصار روى في باب " من طلق امرأته ثلاثا " خبرا " عن منصور بن حازم عن
أبي بصير الأسدي " (6) ثم روى خبرا " عن ابن مسكان عن أبي بصير " (7) وحكم
باتحاد الراوي - أي أبي بصير - فيهما.
وأيضا روى الكافي خبرا " عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير " (8) ورواه
الفقيه بعينه " عن ابن مسكان عن أبي بصير " (9) ولا خلاف بينهم أن أبا بصير يروي
عنه علي بن أبي حمزة هو يحيى.
وأيضا عن الكافي والتهذيب روايات كثيرة في أبواب مختلفة " عن ابن
مسكان عن أبي بصير " (10) وقد رواها الفقيه بعينها بإسناده عن أبي بصير (11). وأبو
بصير الواقع في أخبار الفقيه عندهم " يحيى " حيث لم يذكر لغيره إسنادا.
وأما " حفص بن البختري " و " حريز " و " فضالة " فليس في الموارد التي نقل
الجامع رواياتهم روايتهم " عن ليث " كما في عاصم وابن مسكان وباقي من عد

(1) الكافي 4 / 99، التهذيب 8 / 16، 9 / 144.
(2) الفقيه: 4 / 244.
(3) الفقيه: 2 / 347.
(4) التهذيب: 10 / 65.
(5) الاستبصار: 1 / 283.
(6) الاستبصار: 3 / 268.
(7) الاستبصار: 3 / 274.
(8) الكافي: 6 / 108.
(9) لم نعثر عليه.
(10) الكافي: 1 / 53، 107، 178، التهذيب: 1 / 13، 15، 2 / 80.
(11) الفقيه: 1 / 392.
447

من رواته، بل روايتهم " عن أبي بصير " بلفظ مطلق، ومن أين أن المراد به ليس
يحيى؟ بل هو الظاهر لما يأتي في يحيى من الانصراف إليه.
وإنما ذكرهم الجامع في رواته، حيث إن الأول روى معه أبو أيوب والثاني
روى معه أبو جميلة، والثالث روى معه أبو المغراء، وهم رووا عن " ليث " في
أبواب ذكرت، لكنه كما ترى فهو أيضا أعم، مع أنه ذكر هنا عاصما وأبانا في
مختصي " ليث " وجعلهما في " يحيى " مشتركين بينهما.
كما أنه قال في " يحيى " بأن أبا بصير المكنى بأبي محمد هو يحيى، وقد نقل
هنا روايات عن أبي بصير المكنى بأبي محمد عن أواخر كتاب كفر الكافي (1) وباب
كيفية صلاة التهذيب (2) وباب العمل في ليلة جمعته (3) فخبط وخلط.
وبالجملة: ما ذكروه من التميز ساقط ولا يعلم إرادة " ليث " بأبي بصير مطلق،
ولو كان الراوي أبا جميلة الذي صرح النجاشي بروايته عنه، لما عرفت من جواز
روايته عن يحيى أيضا وانصراف أبي بصير مطلق إليه دون ليث، وإنما روايات
ليث يصرح فيها باسمه مع الكنية وبدونهما، كما يظهر من مراجعة موارد روايات
الرواة المتقدمة له.
الرابع من الأربعة الذين قالوا
يحيى بن أبي القاسم الأسدي
ننقل لك فيه أولا كلمات أئمة الرجال، ثم نبسط فيه المقال على حسب
مقتضى الحال، فنقول: ذكره الشيخان والعقيقي والنجاشي والكشي والبرقي.
قال الأول في اختصاصه: ومن أصحاب أبي جعفر (عليه السلام) أبو بصير يحيى بن
أبي القاسم مكفوف مولى لبني أسد، واسم أبي القاسم إسحاق، وأبو بصير كان

(1) الكافي: 2 / 438.
(2) التهذيب: 2 / 66.
(3) التهذيب: 3 / 238، 243.
448

يكنى بأبي محمد (1).
وقال الثاني في رجاله في أصحاب الباقر (عليه السلام): يحيى بن أبي القاسم يكنى أبا
بصير مكفوف، واسم أبي القاسم إسحاق.
وقال في أصحاب الصادق (عليه السلام): يحيى بن القاسم أبو محمد يعرف بأبي بصير
الأسدي مولاهم كوفي تابع، مات سنة خمسين ومائة بعد أبي عبد الله (عليه السلام).
وقال في أصحاب الكاظم (عليه السلام): يحيى بن أبي القاسم يكنى أبا بصير.
وقال في فهرسته: يحيى بن القاسم يكنى أبا بصير، له كتاب مناسك الحج رواه
علي بن أبي حمزة والحسين بن أبي العلاء.
وقال الثالث - على نقل العلامة في الخلاصة -: يحيى بن القاسم الأسدي
مولاهم، ولد مكفوفا رأى الدنيا مرتين مسح أبو عبد الله (عليه السلام) على عينيه وقال: انظر
ما ترى؟ قال: أرى كوة في البيت وقد أرانيها أبوك من قبل.
وقال الرابع: يحيى بن القاسم يكنى أبا بصير الأسدي، وقيل: أبو محمد، ثقة
وجيه، روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام)، وقيل: يحيى بن أبي القاسم واسم
أبي القاسم إسحاق، وروى عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) له كتاب يوم وليلة أخبرنا
(إلى أن قال) الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير بكتابه، ومات أبو بصير
سنة خمسين ومائة.
وأما الخامس: فقد عنونه ثلاث مرات كما عرفت في " ليث " و " عبد الله "
عنونه مرتين مع علباء متحققا وتحقيقا، وثالثة مع يحيى بن القاسم الحذاء، ونعيد
عناوينه وأخباره، دفعا لكلفة المراجعة وجمعا للكلام في مقام.
فنقول: قال في عنوانه المحقق مع علباء (كما في الصفحة 131 من المطبوعة) (2)
وهو عنوانه الثاني: في علباء بن دراع الأسدي وأبي بصير.
وروى عن العياشي، عن أحمد بن منصور، عن أحمد بن الفضل، عن ابن أبي عمير،

(1) الاختصاص: 83.
(2) ص 199 في تحقيق المصطفوي.
449

عن شعيب العقرقوفي، عن أبي بصير قال: حضرت - يعني علباء الأسدي - عند
موته فقال لي: إن أبا جعفر (عليه السلام) قد ضمن لي الجنة فاذكره ذلك، قال: فدخلت على
أبي جعفر (عليه السلام) فقال: حضرت علباء عند موته؟ قال: قلت: نعم، فأخبرني أنك
ضمنت له الجنة وسألني أن أذكرك ذلك، قال صدق؛ فبكيت ثم قلت: جعلت
فداك! ألست الكبير السن الضرير البصر فاضمنها لي، قال: قد فعلت، قال: قلت:
اضمنها لي على آبائك - وسميتهم واحدا واحدا - قال: قد فعلت، قال: قلت:
اضمنها لي على الله، قال: قد فعلت!
وعنه، عن إبراهيم بن محمد بن فارس، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي
عمير، عن شهاب بن عبدربه، عن أبي بصير قال: إن علباء الأسدي ولي البحرين
فأفاد سبعمائة ألف دينار ودواب ورقيقا، قال: فحمل ذلك كله حتى وضعه بين
يدي أبي عبد الله (عليه السلام) ثم قال: إني وليت البحرين لبني أمية وأفدت كذا وكذا وقد
حملته كله إليك، وعلمت أن الله عز وجل لم يجعل لهم من ذلك شيئا وأنه كله له،
فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): هاته، فوضع بين يديه، فقال له: " قد قبلنا منك ووهبناه لك
وأحللناك منه وضمنا لك على الله الجنة " قال أبو بصير: فقلنا ما بالي... وذكر مثل
حديث شعيب العقرقوفي.
وقال في عنوانه المحرف (كما في الصفحة 116 من المطبوعة) (1) وهو عنوانه
الأول: في أبي بصير عبد الله بن محمد الأسدي.
وروى عن طاهر بن عيسى، عن جعفر بن أحمد الشجاعي، عن محمد بن
الحسين، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن عبد الله بن وضاح، عن أبي بصير قال:
سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن مسألة في القرآن، فغضب وقال: أنا رجل يحضرني
قريش وغيرهم وإنما تسألني عن القرآن! فلم أزل أطلب إليه وأتضرع حتى رضي،
وكان عنده رجل من أهل المدينة مقبل عليه، فقعدت عند باب البيت على بثي
وحزني، إذ دخل بشير الدهان فسلم وجلس عندي وقال لي: سله من الإمام بعده؟

(1) ص 174 في تحقيق المصطفوي.
450

فقلت: لو رأيتني مما قد خرجت من هيبته لم تقل لي سله، فقطع أبو عبد الله (عليه السلام)
حديثه مع الرجل، ثم أقبل فقال: يا أبا محمد! ليس لكم أن تدخلوا علينا في أمرنا،
وإنما عليكم أن تسمعوا وتطيعوا إذا أمرتم.
وقد قلنا في عنوان " أبي بصير عبد الله بن محمد الأسدي " أخذا من هذا
المحرف: إن هذا العنوان محرف " في أبي بصير وعلباء بن دراع الأسدي " بقرينة
عنوانه المحقق، وأن المراد بأبي بصير فيه " يحيى " هذا وأن " أبا بصير عبد الله " لا
وجود له أصلا.
وقلنا ثمة وفي " ليث ": إنه لم ينحصر التحريف فيه بعنوانه، وأن الكشي روى
فيه غير هذا الخبر الذي نقلنا أخبارا أخر خلطت بترجمة " ليث " الذي عنونه قبله
متصلا به.
ومما يوضح ما قلنا حتى يجعله كالشمس في رابعة النهار أنه نقل في " ليث "
أربعة عشر خبرا، ثاني عشرها: محمد بن مسعود قال: سألت علي بن الحسن بن
فضال عن أبي بصير، فقال: كان اسمه " يحيى بن أبي القاسم " فقال أبو بصير: كان
يكنى " أبا محمد " وكان مولى لبني أسد وكان مكفوفا، فسألته هل يتهم بالغلو؟
فقال: أما الغلو فلا لم يتهم، ولكن كان مخلطا.
فلولا ما ذكرنا من كون هذا الخبر من أخبار " يحيى " خلط بأخبار " ليث "
فأي عاقل يعنون أبا بصير ليثا ثم يشرح أحوال أبي بصير يحيى.
وأيضا روى في الخبر السابع من أخبار " ليث " مسندا " عن شعيب العقرقوفي
قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ربما احتجنا أن نسأل عن الشيء فممن نسأل؟ قال:
عليك بالأسدي، يعني: أبا بصير " فلولا ما قلنا كيف يعقل نقل خبر راجع إلى
أبي بصير الأسدي في أبي بصير المرادي.
ومما يوضح ما قلنا في العنوان من كون " أبي بصير عبد الله بن محمد
الأسدي " محرف " أبي بصير وعلباء بن دراع الأسدي " أن خبره الخامس:
العياشي عن أحمد بن منصور، عن أحمد بن الفضل وعبد الله بن محمد الأسدي،
عن ابن أبي عمير، عن شعيب العقرقوفي، عن أبي بصير قال: دخلت على
451

أبي عبد الله (عليه السلام) فقال لي: حضرت علباء عند موته؟ قال، قلت: نعم، وأخبرني أنك
ضمنت له الجنة وسألني أن أذكرك ذلك، قال: صدق، قال: فبكيت ثم قلت: جعلت
فداك! فما لي ألست كبير السن الضعيف الضرير البصير المنقطع إليكم، فاضمنها لي،
قال: قد فعلت، قال: قلت: اضمنها لي على آبائك - وسميتهم واحدا واحدا - قال:
فعلت، قلت: فاضمنها لي على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: فعلت، قال: قلت: اضمنها لي
على الله تعالى، قال: فأطرق ثم قال: قد فعلت.
بل يمكن أن يقال: إن المحقق من الأخبار الأربعة عشر التي ذكرت في
النسخة في عنوان " ليث " إنما هو الأربعة الأولى منها، وقد عرفتها في عنوانه. وأما
الخامس إلى الأخير فراجعة إلى " يحيى " هذا.
أما الخامس: فقد عرفت كما نقلناه أخيرا أنه مشترك بين يحيى وعلباء،
وبسببه جمع بينهما في العنوان والباقية مختصة بيحيى؛ فلذا قدم " يحيى " في
العنوان أي بلفظ " أبي بصير " بخلاف عنوانه الآخر فقدم " علباء " لأنه اقتصر فيه
على نقل خبر بطريقين: أحدهما طريق الخامس، والثاني طريق آخر ذكر فيه
علباء مفصلا أولا وأجمل في ذيله ذكر أبي بصير.
وأما السابع والثاني عشر: فقد عرفت صراحتهما ووضوحهما في الورود
في يحيى.
وأما السادس: وهو عن هشام بن سالم وأبي العباس قال: بينا نحن عند
أبي عبد الله (عليه السلام) إذ دخل أبو بصير فقال: الحمد لله الذي لم يقدم أحد يشكو
أصحابنا العام، قال هشام: فظننت أنه تعرض بأبي بصير.
والثامن: وهو عن شعيب العقرقوفي، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام)
عن امرأة تزوجت ولها زوج فظهر عليها، قال: ترجم المرأة ويضرب الرجل مائة
سوط لأنه لم يسأل، قال شعيب: فدخلت على أبي الحسن (عليه السلام) فقلت له: امرأة
تزوجت ولها زوج، قال: ترجم المرأة ولا شئ على الرجل، فلقيت أبا بصير فقلت
له: إني سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن المرأة التي تزوجت ولها زوج، قال: ترجم المرأة
ولا شئ على الرجل، قال: فمسح صدره وقال: ما أظن صاحبنا تناهى حكمه بعد.
452

والحادي عشر: وهو عن أبي بصير قال: كنت أقرئ امرأة أعلمها القرآن، قال:
فمازحتها بشيء، قال: فقدمت على أبي جعفر (عليه السلام) قال: فقال لي: يا أبا بصير!
أي شئ قلت للمرأة؟ قال: قلت بيدي: هكذا وغطا وجهه، قال، فقال لي:
لا تعودن إليها.
والثالث عشر: وهو عن حماد الناب قال: جلس أبو بصير على باب
أبي عبد الله (عليه السلام) ليطلب الإذن فلم يؤذن له، فقال: لو كان معنا طبق لأذن، قال:
فجاء كلب فشغر في وجه أبي بصير، قال: أف أف! ما هذا؟ قال جليسه: هذا كلب
شغر في وجهك.
والرابع عشر: وهو عن أبي بصير قال: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) فقلت:
تقدرون أن تحيوا الموتى وتبرؤوا الأكمه والأبرص؟ فقال لي: بإذن الله، ثم قال:
أدن مني ومسح على وجهي وعلى عيني فأبصرت السماء والأرض والبيوت،
فقال لي: أتحب أن تكون كذلك ولك ما للناس وعليك ما عليهم يوم القيامة أم
تعود كما كنت ولك الجنة الخالص؟ قلت: أعود كما كنت، فمسح على عيني فعدت.
وتقدمت بتمام أسانيدها في " ليث " فالكل مطلق ويأتي انصراف الإطلاق
إلى هذا.
مع أن الأخير له شواهد أخر، كما مر في " عبد الله " من تعريف ابن فضال
" يحيى " بكونه ضريرا، أو تصريح العقيقي بإبصار الباقر والصادق (عليهما السلام) له، ورواية
الكافي له مع التكنية بأبي محمد التي هي من خصائص " يحيى " كما مر، ويجيء.
وكذلك الخبر الذي في النسخة بعد العنوان المحرف أيضا مطلق ينصرف إلى
" يحيى " هذا. مع أن فيه شاهدين آخرين أحدهما: تكنيته بأبي محمد، والثاني:
كون راويه " عبد الله بن وضاح " الذي قال النجاشي: " إنه صاحب يحيى كثيرا
وعرف به وأكثر كتابه عنه " ومر جميع ذلك في عبد الله.
وأما التاسع: وهو عن شعيب العقرقوفي قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن رجل
تزوج امرأة ولها زوج ولم يعلم، قال: ترجم المرأة وليس على الرجل شئ إذا
453

لم يعلم ذلك، فذكرت ذلك لأبي بصير المرادي قال: قال لي والله جعفر: ترجم
المرأة ويجلد الرجل الحد، قال: فضرب بيده على صدره يحكها، أظن صاحبنا
ما تكامل علمه.
والعاشر: وهو عن حماد بن عثمان قال: خرجت أنا وابن أبي يعفور وآخر إلى
الحيرة أو إلى بعض المواضع، فتذاكرنا الدنيا فقال أبو بصير المرادي: أما أن
صاحبكم لو ظفر بها لاستأثر بها، قال: فأغفى فجاء كلب يريد أن يشغر عليه،
فذهبت لأطرده، فقال ابن أبي يعفور: دعه، فجاءه حتى شغر في أذنه.
فالظاهر أن كلمة " المرادي " في الخبرين من زيادات النساخ توضيحا للمراد
على زعمهم، حيث رأوا نقل الأخبار في نسخة الكشي في المرادي.
وقد يفعل ذلك العاملي، فزاد في خبر لأبي بصير في صلاة المرأة بحذاء
الرجل، فقال بعد كلمة أبي بصير " هو ليث المرادي ": فعل ذلك بزعمه حيث راويه
ابن مسكان، وهو يعتقد كون ابن مسكان راوي " ليث " كما مر.
ويشهد لما قلنا من كون كلمة " المرادي " من اجتهادات المحشين أن الخبر
الثامن الذي الأصل فيه وفي التاسع واحد قطعا بلفظ " أبي بصير " مطلق بلا قيد،
وأن التهذيب والاستبصار روياه بلفظ آخر وإسناد آخر بلا قيد، وقد مر نقله عنهما
في " ليث ".
وأن الخبر الثالث عشر - الذي الأصل فيه وفي العاشر واحد على الأظهر،
لاتحاد راويهما واتحاد مضمونهما أيضا - أبو بصير فيه بلا قيد، وبعد ما يأتي من
انصراف المطلق إلى " يحيى " لا يصح إطلاقه على " ليث " مطلقا.
وأما عنوانه الثالث: فقال: في يحيى بن أبي القاسم أبو بصير ويحيى بن
القاسم الحذاء.
حمدويه ذكره عن بعض أشياخه: يحيى بن القاسم الحذاء الأزدي واقفي.
وجدت في بعض روايات الواقفية علي بن إسماعيل بن يزيد قال: شهدنا
محمد بن عمران البارقي في منزل علي بن أبي حمزة وعنده أبو بصير، قال محمد
454

ابن عمران: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " منا ثمانية محدثون سابعهم - تاسعهم،
خ - قائمهم " فقام أبو بصير بن أبي القاسم فقبل رأسه وقال: سمعت من أبي جعفر (عليه السلام)
منذ أربعين سنة، فقال له أبو بصير: سمعت من أبي جعفر (عليه السلام) وأني كنت خماسيا
سامعا بهذا، قال: أسكت يا صبي ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم. يعني: القائم (عليه السلام) ولم
يقل ابني هذا.
حدثني علي بن محمد بن قتيبة قال: حدثني الفضل بن شاذان قال: حدثنا
محمد بن الحسن الواسطي ومحمد بن يونس قالا: حدثنا الحسن بن قياما
الصيرفي قال: حججت في سنة ثلاث وتسعين ومائة وسألت أبا الحسن الرضا،
فقلت: جعلت فداك! ما فعل أبوك؟ قال: مضى كما مضى آباؤه، قلت: فكيف أصنع
بحديث حدثني به يعقوب بن شعيب عن أبي بصير، أن أبا عبد الله (عليه السلام) قال: إن
جاءكم من يخبركم أن ابني هذا مات وكفن وقبر ونفضوا أيديهم من تراب قبره فلا
تصدقوا به؟ قال: كذب أبو بصير ليس هكذا حدثه، إنما قال: إن جاءكم عن
صاحب هذا الأمر.
حدثني أحمد بن محمد بن يعقوب البيهقي قال: حدثنا عبد الله بن حمدويه
البيهقي قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، عن إسماعيل بن عباد البصري، عن
علي بن محمد بن القاسم الحذاء الكوفي قال: خرجت من المدينة فلما جزت
حيطانها مقبلا نحو العراق إذا أنا برجل على بغل له أشهب يعترض الطريق، فقلت
لبعض من كان معي: من هذا؟ فقال: ابن الرضا (عليه السلام) قال: فقصدت قصده، فلما رآني
أريده وقف لي فانتهيت إليه لأسلم عليه، فمد يده علي فسلمت عليه وقبلتها، فقال:
من أنت؟ فقلت: بعض مواليك جعلت فداك! أنا محمد بن علي بن القاسم الحذاء،
فقال: أما إن عمك كان ملتويا على الرضا (عليه السلام) قال، قلت: جعلت فداك! رجع عن
ذلك، فقال: إن كان رجع عن ذلك فلا بأس. واسم عمه القاسم الحذاء. وأبو بصير
هذا يحيى بن القاسم يكنى أبا محمد.
قال محمد بن مسعود: سألت علي بن الحسن بن فضال عن أبي بصير هذا، هل
455

كان متهما بالغلو؟ فقال: أما الغلو فلا، لكن كان مخلطا.
وهذا العنوان الثالث مع أخباره ليس أقل تحريفا من عنوانه الأول الذي قد
عرفت ما فيه، فإن الجمع في العنوان بين " يحيى " هذا وبين " يحيى بن القاسم
الحذاء " لابد أن يجمعها ما روى في الترجمة من الأخبار ولو في واحد، فعنون في
الواقفة " ابن السراج وابن المكاري وابن أبي حمزة " وروى خبرا مشتملا على
دخولهم على الرضا (عليه السلام) ومحاجتهم معه (عليه السلام) وعنون " إبراهيم وإسماعيل ابني أبي
السمال " وروى خبرا فيهما كذلك.
وعنون " علي بن خطاب " و " إبراهيم بن شعيب " وروى خبرا متضمنا لإراءة
الرضا (عليه السلام) كلا منها دلالة.
وعرفت في عنوانه الثاني أنه عنونه مع " علباء " وروى خبرا فيهما، إلى غير
ذلك من عناوينه لنفرين أو أكثر. ولو كان عنون مع أبي بصير هذا " ابن قياما "
لاشتمال الخبر الثالث على ذكرهما كان صحيحا.
فلابد أن نلتزم بكون الجمع بينهما في العنوان إما من خلط النسخة وأن الكشي
عنون كلا منهما مع خبره مستقلا ثم حصل الخلط، وإما بكون " الحسن بن قياما "
في الخبر الثالث محرف " يحيى الحذاء " وأنه الذي كان حاج الرضا (عليه السلام) بحديث
عن أبي بصير.
وأما زعم ابن طاوس والعلامة وابن داود لاتحاد " يحيى الحذاء " مع أبي
بصير وأن العنوان لنفر فخبط واضح.
وأما أخباره: فالخبر الأول قوله: " ذكره " فيه إرجاع الضمير قبل الذكر وهو
غير جائز. والخبر الثاني في غاية الخلط والتحريف، فأي ربط بين قوله في أوله:
" وجدت في روايات الواقفة " وقوله في آخر: " يعني القائم ولم يقل ابني هذا " فإن
الواقفة إنما يقولون: إن الصادق (عليه السلام) قال: إن ابنه هو القائم، وأن صفات القائم في
ابنه، والإمامية يردون عليهم بأنه (عليه السلام) إنما بين صفات القائم (عليه السلام) بدون أن يعينه
في ابنه الكاظم (عليه السلام) فكيف يروون خلاف عقيدتهم؟
456

وإنما كان قوله في آخره: " يعني القائم ولم يقل ابني هذا " بعد قوله في آخر
الثالث: " ليس هكذا حدثه، إنما قال: إن جاءكم عن صاحب هذا الأمر " وباقيه
أيضا مكرر بلا محصل.
وإنما روى مضمونه الكافي بإسناده عن سماعة قال: كنت أنا وأبو بصير
ومحمد بن عمران مولى أبي جعفر (عليه السلام) في منزله بمكة، فقال محمد بن عمران:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: نحن اثنا عشر محدثا، فقال له أبو بصير: سمعته
من أبي عبد الله (عليه السلام) فحلفه مرة أو مرتين أنه سمعه، قال أبو بصير: لكني سمعته
من أبي جعفر (عليه السلام) (1).
ولا غبار عليه، والظاهر أن الواقفية غيروه بما يوافق مذهبهم، والظاهر
بمناسبة المقام أنهم نقلوه هكذا: " علي بن إسماعيل بن يزيد قال: أشهدنا محمد بن
عمران البارقي في منزل علي بن أبي حمزة وعنده أبو بصير أنه سمع أبا
عبد الله (عليه السلام) يقول: منا ثمانية محدثون تاسعهم قائمهم، فقام أبو بصير بن أبي القاسم
فقبل رأسه وقال: سمعته من أبي جعفر (عليه السلام) منذ أربعين سنة، سمعته وأني كنت
خماسيا سامعا لمثل هذا، فقلت: أتخبرنا بالقائم ولم يوجد بعد؟ فقال: أسكت يا
صبي! ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم " فحرف في نسخة الكشي بما عرفت.
بيان: الخماسي صبي بلغ خمسة أشبار، قال الجوهري: " غلام رباعي
وخماسي " ولا يقال: سباعي، لأنه إذا بلغ سبعة أشبار صار رجلا، قال الشاعر:
ما زال مذ عقدت يداه إزاره * فسما فأدرك خمسة الأشبار
ثم الظاهر صحة نسخة " تاسعهم " دون نسخة " سابعهم " وإنما كانت صحيحة
لو كانت قبله " منا ستة محدثون " ويوافق التاسع مذهبهم بإضافة النبي (صلى الله عليه وآله)
والصديقة (عليها السلام) وعلى تسليم الرواية فلا حجة فيها لهم، لأن المراد بالتاسع فيها
التاسع من الأئمة الذين كانوا بعد الحسين (عليه السلام) الذي خامس أهل الكساء.
فروى الكافي أيضا مسندا عن أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " يكون

(1) الكافي: 1 / 534.
457

تسعة أئمة بعد الحسين بن علي (عليه السلام) تاسعهم قائمهم " (1) وأغرب القهبائي والمامقاني
في تفسير الخبر، فراجعهما.
وأما خبره الثالث: فقد عرفت احتمال كون " الحسن بن قياما " فيه محرف
" يحيى بن القاسم الحذاء " حتى يصح عنوان الكشي في جمعه بين هذا وبين
" يحيى الحذاء ".
وقوله فيه: " فكيف أصنع بحديث حدثني به يعقوب بن شعيب عن أبي بصير "
الظاهر أن " يعقوب بن شعيب " فيه محرف " شعيب بن يعقوب " ويكون المراد به
شعيب العقرقوفي ابن أخت أبي بصير يحيى هذا، الذي أرجعه الصادق (عليه السلام) إليه في
الخبر السابع من أخبار نقلت في " ليث " في قوله (عليه السلام): ربما احتجنا أن نسأل عن
الشيء فممن نسأل؟ قال: عليك بالأسدي.
وروى أيضا عنه في الخبر الخامس والثامن والتاسع من أخبار نقلت في
" ليث " كما عرفت.
وقد عرفت في التكلم في الثاني أن قوله في ذيله: " يعني القائم ولم يقل ابني
هذا " إنما كان ذيل هذا، لعدم ربط له بذاك وكمال ربطه بهذا.
فيكون هذا الخبر نظير ما رواه الكشي نفسه في عنوان " زرعة " بعد هذا متصلا
به: أن ابن قياما قال للرضا (عليه السلام): ما فعل أبوك؟ قال: مضى كآبائه، فقال: ما أصنع
بحديث حدثني به زرعة عن سماعة أن أبا عبد الله (عليه السلام) قال: إن ابني هذا فيه شبه
من خمسة أنبياء، فقال: كذب زرعة ليس هكذا حديث سماعة إنما قال: " صاحب
هذا الأمر - يعني القائم (عليه السلام) - فيه شبه من خمسة أنبياء " لم يقل ابني.
والظاهر أن قوله فيه: " كذب أبو بصير ليس هكذا حدثه " أيضا محرف " كذب
على أبي بصير ليس هكذا حديثه " فإنه بعد عدم واقعية الوقف زمان أبي بصير لا
يعقل أن يرويه كذبا، لعدم دركه له وموته قبله.

(1) الكافي: 1 / 533.
458

وفي خبره الرابع في صدره " عن علي بن محمد بن القاسم الحذاء قال " وفي
ذيله: " أنا محمد بن علي بن القاسم الحذاء " سماه أولا " علي بن محمد " وأخيرا
" محمد بن علي ".
وقوله بعد: " واسم عمه القاسم الحذاء " فيه سقط، فالمناسب أن يقال: قال
الكشي: واسم عمه يحيى بن القاسم الحذاء.
وكون نسخة القهبائي بلفظ " يحيى بن القاسم " الظاهر كونه من استظهار
المحشين فخلط بالمتن، وقلنا كرارا: إنه ينقل غالبا عن نسخة مختلطة الحواشي
بالمتن بشهادة نسخ من تقدم عليه، كابن طاوس والعلامة وابن داود ومن تأخر عنه.
وقوله بعد: " وأبو بصير هذا يحيى بن القاسم مكنى أبا محمد " فيه تحريفات،
فلا مناسبة لأصله هنا، لأنه لم يذكر في الخبر الذي هذا تاليه اسم من أبي بصير
كعم الراوي.
ثم لا مناسبة لقوله: " هذا " لأنه لم يذكر معه أبو بصير آخر.
ثم أبو بصير " ابن أبي القاسم " كما في عنوانه وفي خبره الثاني لا " ابن القاسم ".
والظاهر أن قوله: " يحيى بن القاسم " كان جزء الكلام الأول فخلط بالثاني،
وأن الكلام الأول كان هكذا: " واسم عم علي بن محمد بن القاسم أو محمد بن علي
ابن القاسم: يحيى بن القاسم " والأصل في الكلام الثاني هكذا: وأبو بصير هذا
يكنى أبا محمد.
كما أن الظاهر أن الكلامين كانا منفصلين فصارا متصلين تحريفا، ولا يبعد أن
يكون الكلام الثاني جزء الخبر الأخير بقرينة الخبر الثاني عشر من أخبار نقلت في
عنوان " ليث ".
هذا، وذكره أيضا في أصحاب الإجماع من أصحاب الباقر والصادق (عليهما السلام)
قائلا: في تسمية الفقهاء من أصحاب أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام).
قال الكشي: اجتمعت العصابة على تصديق هؤلاء الأولين من أصحاب
أبي جعفر وأصحاب أبي عبد الله (عليه السلام) وانقادوا لهم بالفقه، فقالوا: أفقه الأولين
459

ستة: زرارة ومعروف بن خربوذ وبريد وأبو بصير الأسدي (إلى أن قال) وقال
بعضهم مكان أبو بصير الأسدي أبو بصير المرادي.
وعده البرقي أيضا في أصحاب الباقر والصادق (عليهما السلام) لكن في النسخة نقص
فيهما، قال في الأول " أبو بصير يحيى بن أبي القاسم الأسدي واسم أبي القاسم
يحيى بن القاسم " فإن الظاهر أن الأصل في قوله: " واسم أبي القاسم يحيى بن
القاسم " " واسم أبي القاسم إسحاق، وقيل: إنه يحيى بن القاسم " بقرينة كلام غيره
كما لا يخفى.
وقال في الثاني: " أبو بصير الأسدي يحيى بن القاسم وكان أبو عبد الله (عليه السلام)
يكني بأبي بصير أبا محمد " فإن الظاهر أن الأصل في قوله: " يحيى بن القاسم "
" يحيى بن أبي القاسم " بشهادة قوله في الأول.
وبعد الوقوف على كلماتهم فيه يقع الكلام فيه في مقامات:
الأول في اسم أبيه:
هل هو القاسم أو إسحاق وكنيته أبو القاسم؟ اختلف فيه القدماء كما صرح به
النجاشي، فاختار الأول الشيخ في فهرسته وفي أصحاب الصادق (عليه السلام) من رجاله،
والعقيقي - نقل الخلاصة كلامه - والنجاشي.
واختار الثاني البرقي والمفيد - وقد عرفت كلامهما - وعلي بن فضال
والعياشي، ففي الخبر الثاني عشر من الكشي في " ليث " نقل الكشي عن العياشي
سؤاله علي بن فضال عن أبي بصير، فقال: كان اسمه يحيى بن أبي القاسم.
والشيخ في أصحاب الباقر والكاظم (عليهما السلام) من رجاله، والكشي كما عرفت في
عنوانه الثالث وخبره الثاني. وأما ما فيه بعد خبره الرابع من قوله: " وأبو بصير هذا
يحيى بن القاسم " فقد عرفت تحريف في نفسه وموضعه.
وهو الصحيح، لأكثرية الأقوال به وأكثرية الأخبار فيه. أما الأقوال: فقد
عرفت، مع أن من قال بالأول قاله على تردد كالنجاشي، أو اختلاف نظر كالشيخ،
460

وأما العقيقي فمن أين أن نسخة العلامة من كتابه لم تكن مصحفة، وأما من قال
بالثاني فقد قاله بضرس قاطع.
وأما الأخبار: ففي الخبر الثاني من أمالي الشيخ: عاصم، عن يحيى بن القاسم (1).
وفي نوادر علي بن أسباط: من الأصول الأربعمائة عن الباقر (عليه السلام): لما قبض
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بات آل محمد (عليهم السلام) بأطول ليلة (إلى أن قال) فسأله يحيى بن القاسم
ممن أتتهم التعزية؟ فقال: من الله عز وجل (2).
ونقل بلفظ " يحيى بن القاسم " أيضا عن باب " ما يجب من إحياء قصاص
الفقيه " (3) لكنه غلط في النقل - كما ستعرف - وعن المجلس السادس والثلاثين من
أمالي الصدوق (4) وليس فيه رأسا.
وفي باب " الوصية من لدن آدم من الفقيه " (5) وباب " ما يجب من إحياء
قصاصه " (6) وفي الخبر الثاني من الإكمال في معنى قوله تعالى: (يؤمنون
بالغيب) (7) وفي باب " النصوص على الرضا (عليه السلام) " من العيون (8) وفي الباب الثالث
والثلاثين من الإكمال في كل من الخمسة، عن يحيى بن أبي القاسم (9). وفي الخبر
الثاني من عنوان الكشي الثالث، فقام أبو بصير بن أبي القاسم (10). وفي الخصال في
عنوان " في البطيخ عشر خصال " علي بن أبي حمزة، عن يحيى بن إسحاق، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) (11).
وهذه سبعة أخبار، أو ستة، حيث إن الأصل في خبري الإكمال واحد دالة
على هذا القول، وليس بالأول إلا خبران.

(1) أمالي الطوسي: 2 / 157.
(2) بحار الأنوار: 59 / 194.
(3) الفقيه: 4 / 163.
(4) أمالي الصدوق: 164، 183.
(5) الفقيه: 4 / 179.
(6) الفقيه: 4 / 163.
(7) إكمال الدين: 18.
(8) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 47 - 48.
(9) إكمال الدين: 340.
(10) الكشي: 475.
(11) الخصال: 443.
461

ومن أين لم يحصل التصحيف فيهما بسقوط كلمة " أبي " من النسخة فإنه يتفق
كثيرا بخلاف زيادتها، مع أن الكافي روى الثاني مبدلا قوله: " فسأله يحيى بن
القاسم " بقوله: فسألت أبا جعفر (عليه السلام).
وأما ما نقله الوسائل في باب " استحباب الزكاة في ما نقص عن خمسة أوسق
من الغلات " " عن أبي بصير، يعني يحيى بن القاسم، قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): لا
تجب الصدقة إلا في وسقين " (1) فالتفسير إما منه وإما من محشي نسخة نقل منها،
فرواه زكاة حنطة التهذيب (2) ومقدار زكاة حنطة الاستبصار (3) - وهما الأصل في
الوسائل - بدون تفسير.
وأيضا يرفع به التنافي بين الأخبار الستة الأولى بلفظ " بن أبي القاسم "
والخبر الأخير بلفظ " بن إسحاق " لعدم معارضة الكنية مع الاسم بخلاف الاسم مع
الاسم، فكيف يكون ابن القاسم وابن إسحاق؟.
وجمع الطباطبائي بين القولين بكون القاسم أباه وأبي القاسم جده محل منع،
لكونه بلا شاهد.
كجمع الأردبيلي بينهما بتعددهما، واستشهاده بذكر رجال الشيخ في أصحاب
الكاظم (عليه السلام) لهما معا باطل، فإنما فيه كعنوان الكشي الثالث " يحيى بن أبي القاسم
أبو بصير " و " يحيى بن القاسم الحذاء ".
وأيضا يرد الجمعين تصريح النجاشي المتقدم بالخلاف في كونه ابن القاسم أو
ابن أبي القاسم.
وبالجملة: كونه " ابن القاسم " في غاية الضعف و " ابن أبي القاسم " في
نهاية القوة.

(1) الوسائل: 6 / 123 ب 3 ح 1.
(2) التهذيب: 4 / 17.
(3) الاستبصار: 2 / 17.
462

الثاني في كنيتيه أبي بصير وأبي محمد:
أما الأول: فعليه إجماع أصحابنا وتواتر أخبارنا. وأما قول النجاشي: " يحيى
ابن القاسم أبو بصير الأسدي، وقيل: أبو محمد " فليس مراده أنه يوجد قول بكونه
غير مكنى بأبي بصير، بل مراده أن بعضهم قال: إن أبا بصير هذا يكنى بأبي محمد
أيضا، كما عرفت تصريح ابن فضال والعياشي والبرقي والشيخين والكشي به.
وورد الجمع بينهما في أخبار كثيرة كما في باب " كفالة الكافي " (1) وباب
" الأئمة (عليهم السلام) ورثوا علم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) " (2) وفي باب " فيه ذكر الصحيفة " (3) وباب " من
يحل له أن يأخذ من الزكاة " (4) وباب " ميراث ذوي أرحامه " (5) وفي الروضة بعد
الخطبة الجالوتية (6).
وورد في باب " أن الأئمة (عليهم السلام) هم الهداة " أبو بصير المكنى بأبي محمد (7).
وكيف لا؟ ومقتضى كلامه في " ليث " انحصار التكنية بأبي بصير بهذا حيث لم
يذكر في كنية " ليث " من قبل نفسه غير " أبي محمد " ثم قال: وقيل: أبو بصير الأصغر.
ثم، لا إشكال في كون " بصير " في " أبي بصير " بالباء صرح بضبطه العلامة،
وقد ذكره أبو داود في الكني في باب ما أوله الباء، وقد ذكره الدارقطني من محققي
علماء العامة أيضا في ما أوله الباء.
وتوهم ابن ماكولا منهم أنه " أبو نصير " بالنون فقال - كما عن إكماله -: " أبو
نصير " بالنون المضمومة والصاد المهملة المفتوحة " يحيى بن القاسم " روى عن
جعفر بن محمد وعمرو بن دينار، وحدث عنه أبان بن عثمان، رواه عنه الحسن بن
راشد، ذكره الدارقطني في " بصير " بالباء المنقطة بواحدة، وذكر أنه روى عن
أبي جعفر محمد بن علي، وإنما روى عن ابنه جعفر بن محمد، ذكرناه في الأوهام (8).

(1) الكافي: 1 / 106 - 107، بل في باب بعده.
(2) الكافي: 1 / 225.
(3) الكافي: 1 / 239.
(4) الكافي: 3 / 562.
(5) الكافي: 7 / 119.
(6) روضة الكافي: 33.
(7) الكافي: 1 / 192.
(8) الإكمال 1: 324.
463

والوهم منه في كونه " أبا نصير " بالنون، وفي عدم كونه من أصحاب الباقر (عليه السلام)
دون الدارقطني. نعم، يرد على الدارقطني اقتصاره على روايته عن الباقر (عليه السلام).
ومن الغريب! أن المامقاني مال في كنى كتابه إلى قوله، وخص " أبا بصير "
بالباء بليث وبعبد الله الموهوم، وأما نقله عن الرجال في أصحاب الصادق (عليه السلام)
ذكره بالنون في نسخة فلا شبهة في كونه من تصحيف تلك النسخة، فابن داود
رجاله كان بخط الشيخ وقد نقله عنه بالباء.
وبعد ما شرحنا تبين أنه لا مجال للتشكيك في أصل تكنيته بأبي بصير، وفي
كون " أبي بصير " بالباء لا النون.
وأما تكنيته بأبي محمد: فقد عرفت أنه صرح به علي بن فضال والعياشي،
صرحا به مرتين في سؤالهما وجوابهما، مرة في عنوان " ليث " وأخرى في عنوان
" يحيى بن أبي القاسم أبو بصير ويحيى بن القاسم الحذاء " وصرح به الشيخان
والبرقي والكشي.
وإنما تردد فيها النجاشي، ولا عبرة بتردده في قبال جزم أولئك.
ويوضح عدم اعتباره أنه اعترف بكون ابن وضاح صاحب " يحيى " الذي
أكثر مصاحبته حتى عرف به، ويكون علي بن أبي حمزة قائده وأن أكثر كتابيهما
عنه، وقد كني في أخبارهما عنه بأبي محمد كما عرفت في خبر الكشي فيه في
عنوانه الأول، وكما يأتي في الأخبار الواردة في بيان حاله.
والظاهر أن منشأ تردد النجاشي أنه اختار في " ليث " كونه مكنى بأبي محمد،
ورأى حصر التكنية به في واحد لأنهم يذكرونها في مقام التميز ورفع الاشتراك،
وقد عرفت بطلان ما اختاره في " ليث " فيبطل تردده ويضمحل وجهه.
وبالجملة: أبو محمد كنية " يحيى " الخصوصية يخاطبه الصادق (عليه السلام) به تعظيما
له، فقد عرفت قول البرقي: وكان أبو عبد الله (عليه السلام) يكني أبا بصير بأبي محمد.
وقد عرفت خبر الكشي في عنوانه الأول عنه قال: فقطع أبو عبد الله (عليه السلام)
حديثه مع الرجل، ثم أقبل علي فقال: يا أبا محمد! ليس لكم أن تدخلوا علينا في أمرنا.
464

وورد أيضا تكنية الباقر (عليه السلام) له به أيضا، فروى الكافي في باب " عمل السلطان "
عن أبي بصير قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن أعمالهم، فقال لي: يا أبا محمد! لا
ولا مدة قلم (1).
هذا، وقال المامقاني - بعد اختياره كونه مكنى بأبي بصير وأبي محمد -: وهي
الجامعة بين كلام من ردد في كنيته بينهما كالنجاشي، وبين من كناه بأبي بصير
وسكت عن أبي محمد أو عكس.
وفيه: أن النجاشي إنما تردد في أبي محمد فقط كما عرفت، وأنه ليس لنا من
يكنيه بأبي محمد ويسكت عن أبي بصير.
الثالث في أن لقبه الأسدي:
وهو من بديهيات هذا الفن، وقد صرح به البرقي والعقيقي وابن فضال
والعياشي والشيخان والنجاشي. وقد أنكره القهبائي حيث رأى وحدة أبي بصير
الأسدي، وتوهم أنه " عبد الله بن محمد " الموهوم فنسب الغلط إلى الشيخ
والنجاشي في وصفهما ليحيى بالأسدي، ولو كان الأمر كما ذكر كان الواجب أن
يضرب الخط على جميع كتب الرجال.
الرابع في كونه من أصحاب الباقر والصادق والكاظم (عليهم السلام):
كما صرح به الشيخ في رجاله والنجاشي في كتابه، وكما يفهم من الكشي
حيث عده من فقهاء أصحاب الباقر والصادق (عليهما السلام) وروى في " هشام بن سالم "
دخوله على الكاظم (عليه السلام) وإقراره به.
وأما عدم ذكر البرقي له في أصحاب الكاظم (عليه السلام) فالظاهر كونه من نقص
نسخة كتابه وتصحيفها، فلم تصل كتب الشيخ وكتاب النجاشي مع تداولها عند
الجميع سليمة فكيف في مثله الذي لم يكن إلا عند قليل؟ والخلط في طبقاته

(1) الكافي: 5 / 107.
465

الأخيرة ظاهر، وكلام العقيقي والمفيد لا ينافيه.
ثم مقتضى اقتصارهم في الانتهاء على الكاظم (عليه السلام) عدم دركه للرضا (عليه السلام)
وهو لازم تاريخ فوته في سنة خمسين ومائة الذي ذكره الشيخ والنجاشي.
ويأتي أيضا في خبر موته بزبالة أيام الكاظم (عليه السلام) إلا أن الكليني روى عن
محمد بن سنان، عن ابن مسكان، عن أبي بصير وفاة الكاظم (عليه السلام) سنة ثلاث
وثمانين ومائة (1).
لكن الظاهر كون ذكر ابن مسكان وأبي بصير من طغيان قلم الكليني أو من
زيادات النساخ حيث رأوا الإسناد " محمد بن سنان، عن ابن مسكان، عن أبي
بصير " في تاريخ وفاة الباقر والصادق (عليهما السلام). (2)
والصحيح الاقتصار فيه على محمد بن سنان كما اقتصر عليه في تاريخ وفاة
الرضا (عليه السلام) فقد عرفت من الشيخ والنجاشي أن أبا بصير مات قبل الكاظم (عليه السلام)
بثلاث وثلاثين سنة فكيف روى فوته (عليه السلام)؟ وابن مسكان أيضا صرح النجاشي أنه
مات في أيام الكاظم (عليه السلام).
وحملنا أبا بصير فيه على هذا، لما يأتي من أنه المنصرف إليه من الإطلاق، مع
أن حمله على " ليث " لا يدفع الإشكال حيث إنه أيضا إنما عد في الثلاثة وإن لم
يذكر تاريخ موته، مع أن ابن مسكان راويه صرح فيه بموته قبله (عليه السلام).
الخامس في بيان مكفوفيته:
وقد عرفت أنها مقطوعة، لاتفاق الكل عليها، صرح بها ابن فضال والعياشي
والشيخان والكشي والعقيقي، وكذا البرقي والنجاشي حيث ذكرا له قائدا.
ومر خبره في عنوانه مع علباء، وفيه: " ألست الكبير السن الضرير البصر "
ومثله في الخبر الخامس من " ليث " ومر خبره الرابع عشر في إبصاره.

(1) أرخ الكليني (رحمه الله) وفاة الكاظم (عليه السلام) في السنة المذكورة من غير إسناد، راجع الكافي: 1 / 476.
(2) راجع الكافي: 1 / 475.
466

ثم مكفوفيته هل كانت عارضة أو أصلية؟ صرح العقيقي بالثاني، وكلام
الباقين مجمل، ولكون العقيقي من أئمة الفن يؤخذ بقوله مع عدم تعارض قول
باقيهم له.
وأما قول القهبائي: إنه كان بالعرض لفهم ذلك من " المكفوف " فخبط منه، فقد
عرفت أنه أعم.
هذا، وفي وقت صلاة الاستبصار: عاصم بن حميد، عن أبي بصير المكفوف (1).
السادس في بيان حاله:
والظاهر ثقته وجلاله ونفي وقفه. أما ثقته وجلاله: فلتصريح النجاشي بأنه ثقة
وجيه، كما تقدم.
ولقول الكشي: اجتمعت العصابة على تصديق هؤلاء الأولين من أصحاب
أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) وانقادوا لهم بالفقه، فقالوا: أفقه الأولين ستة (إلى أن
قال) وأبو بصير الأسدي... الخ. كما مر.
ولقول الشيخ في عدته: وإذا كان أحد الراويين أعلم وأفقه وأضبط من الآخر
فينبغي أن يقدم خبره على خبر الآخر ويرجح عليه، ولأجل ذلك قدمت الطائفة ما
يرويه زرارة ومحمد بن مسلم وبريد وأبو بصير والفضيل بن يسار، ونظراؤهم من
الحفاظ الضابطين على رواية من ليس له تلك الحال (2). ومراده بأبي بصير " يحيى "
هذا، كما سيجيء إن شاء الله.
ولكثرة روايته عنهم (عليهم السلام) وقد قالوا (عليهم السلام): اعرفوا منازل الرجال منا على قدر
روايتهم عنا.
ولكونه من أهل دراية الحديث كما عرفته من الشيخ في العدة، وقد
قالوا (عليهم السلام): حديث تدريه خير من ألف ترويه.
ولانقياد العصابة له بالفقه كما عرفته من الكشي، وقد روي عن الصادق (عليه السلام)

(1) الاستبصار: 1 / 276.
(2) عدة الأصول: 1 / 384.
467

قال: إنا لا نعد الفقيه فقيها حتى يكون محدثا (1) أي مفهما.
ولإرجاع الصادق (عليه السلام) ابن أخته شعيب العقرقوفي إليه في كل ما يحتاج أن
يسأل عنه. ومر خبره في ذلك.
ولضمان الباقر (عليه السلام) له الجنة في قصته مع علباء وفي قصة إبصاره، ومر خبراه.
ولرواية الكليني صحيحا " عن محمد بن مسلم قال: صلى بنا أبو بصير في
طريق مكة... الخبر " (2) بناء على انصرافه إليه، كما سيدلل عليه إن شاء الله تعالى.
ولرواية البرقي تسليته لأهل بيت الصادق (عليه السلام) بعد وفاته (عليه السلام).
ولرواية الكتاب المعروف بدلائل الطبري، عن علي بن أبي حمزة، عن
أبي بصير قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ قال: يا أبا محمد! هل تعرف
إمامك؟ قلت: إي والله! (إلى أن قال) قال (عليه السلام): اعلم أن اسمك مثبت عندنا في
الصحيفة الجامعة مع أسماء الشيعة (3).
وروى غيره أن الصادق (عليه السلام) قال لأبي بصير في خبر طويل: يا أبا محمد!
تفرق الناس شعبا ورجعتم أنتم إلى أهل بيت نبيكم، فأردتم ما أراد الله وأحببتم
من أحب الله واخترتم من اختاره الله، فأبشروا واستبشروا فأنتم والله المرحومون
المتقبل منكم حسناتكم والمتجاوز عنكم سيئاتكم، فهل سررتك؟ قال: فقلت:
نعم، فقال: يا أبا محمد! أن الذنوب تساقط عن ظهور شيعتنا كما تسقط الريح
الورق من الشجر، وذلك قوله تعالى: (وترى الملائكة حافين من حول العرش
يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا) والله يا أبا محمد! ما أراد الله بهذا
غيركم فهل سررتك؟ قلت: نعم زدني، فقال: قد ذكركم الله في كتابه: (رجال
صدقوا ما عاهدوا الله عليه) يريد تعالى وفيتم بما أخذ عليكم ميثاقه من ولايتنا
وأنكم لم تستبدلوا بنا غيرنا، وقال تعالى: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا

(1) الكشي: 3.
(2) الكافي: 3 / 323.
(3) دلائل الإمامة: 121.
468

المتقين) والله ما عني بهذا غيركم، فهل سررتك يا أبا محمد؟ فقلت: زدني، قال:
لقد ذكركم الله في كتابه حيث يقول: (إخوانا على سرر متقابلين) والله ما أراد الله
بهذا غيركم هل سررتك؟ فقلت: نعم زدني... إلى آخر الخبر بطوله (1) الدال على
كونه من الشيعة الحقيقية ومن مصاديق تلك الآيات الفرقانية.
ولقول البرقي: " إن الصادق (عليه السلام) كان يكنيه بأبي محمد " كما عرفت تكرار
خطابه (عليه السلام) له به في ذاك الخبر الطويل، كما أن الكاظم (عليه السلام) كان يعظم محمد بن
أبي عمير بتكنيته بأبي أحمد كما صرح به النجاشي، والأشراف لا يكنون أحدا ولا
يكنى عندهم أحد إلا من كان في غاية الجلالة.
ولأن ابن الغضائري الذي ضعف ليثا - وقالوا فيه: قلما يسلم منه جليل - لم
يغمز فيه في عنوانه راوييه " عبد الرحمن بن سالم " و " عبد الله بن بحر " مع أن دأبه
تضعيف المروي عنه أيضا لو كان ضعيفا غاليا.
ولرواية الكشي في زرارة عن الصادق (عليه السلام) قال: " زرارة وأبو بصير ومحمد
ابن مسلم وبريد " من الذين قال الله تعالى: (والسابقون السابقون أولئك
المقربون) (2).
وروايته أيضا عن جميل قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فاستقبلني رجل
خارج من عنده (عليه السلام) من أهل الكوفة من أصحابنا فقال (عليه السلام): لقيت الرجل؟ فقلت:
بلى، هو رجل من أصحابنا من أهل الكوفة، فقال: لا قدس الله روحه ولا قدس
روح مثله! إنه ذكر أقواما كان أبي (عليه السلام) ائتمنهم على حلال الله وحرامه وكانوا عيبة
علمه، وكذلك اليوم هم عندي هم مستودع سري أصحاب أبي حقا، إذا أراد الله
بأهل الأرض سوء صرف بهم عنهم السوء، هم نجوم شيعتي أحياء وأمواتا يحيون
ذكر أبي، بهم يكشف الله كل بدعة ينفون عن هذا الدين انتحال المبطلين وتأول
الغالين. ثم بكى! فقلت: من هم؟ فقال: من عليهم صلوات الله ورحمته أحياء

(1) بحار الأنوار: 27 / 123.
(2) الكشي: 136.
469

وأمواتا: بريد العجلي وزرارة وأبو بصير ومحمد بن مسلم، أما إنه يا جميل سيبين
لك أمر هذا الرجل إلى قريب، قال جميل: فو الله! ما كان إلا قليلا حتى رأيت ذلك
الرجل ينسب إلى أصحاب أبي الخطاب، فقلت: الله أعلم حيث يجعل رسالته، قال
جميل: وكنا نعرف [أصحاب] أبي الخطاب ببغض هؤلاء رحمة الله عليهم (1).
ويأتي أن أبا بصير ينصرف إلى هذا، وورود روايات في خصوص " ليث "
بهذا المعنى لا تكون قرينة لإرادته، لأنه لا مانع أن يرد هذا القبيل من المدح في
كليهما، كما أنه في خبرين آخرين ذكر نظيره في " الأحول " ولم يذكر فيه أبو بصير
رأسا لا " ليث " ولا " يحيى " رواهما الكشي في " الأحول " ومضمونهما أن
الصادق (عليه السلام) قال: أحب الناس إلي زرارة وبريد ومحمد بن مسلم والأحول، أي:
مؤمن الطاق (2).
ولعل الخبرين اللذين قلنا بانصراف أبي بصير فيهما إلى " يحيى " هذا مستند
جمهور الإمامية في جعل " يحيى " هذا ممن اجتمعت العصابة على تصحيح ما
يصح عنه على ما عرفته من الكشي، كما أن الخبرين اللذين في " ليث " لابد أنهما
مستند بعض منهم في جعلهم " المرادي " بدل " الأسدي " هذا.
وأما نسبة الوقف إليه فتوهم من أحمد بن طاوس، توهمه من الكشي ظاهرا،
وهو صريح ابن داود، وتوهمه العلامة من الكشي ومن الرجال.
فعن الأول في كتابه التحرير الطاوسي، مشيرا إلى عنوان الكشي الثالث
" يحيى بن القاسم أبي بصير الأسدي ": يحيى بن القاسم الحذاء الأزدي واقفي.
وروى عن أبي بصير عن الصادق (عليه السلام) قال: إن جاءكم من يخبركم أن ابني هذا
مات وكفن وقبر ونفضوا أيديهم من تراب قبره فلا تصدقوا، وأن الرضا (عليه السلام) قال:
كذب أبو بصير ليس هكذا حديثه، وإنما قال: إن جاءكم عن صاحب هذا الأمر.
الطريق: " علي بن محمد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، عن محمد بن الحسن

(1) الكشي: 137.
(2) الكشي: 185.
470

الواسطي ومحمد بن يونس، عن الحسن بن قياما " إن هذا الطريق معتبر عدا ابن
قياما فإنه واقفي، وقد كان ابن قياما حدثه بذلك، عن يعقوب بن شعيب، عن
أبي بصير. وروى في حديث أن يحيى بن القاسم الحذاء رجع. الطريق: " أحمد بن
محمد بن يعقوب البيهقي، عن عبد الله بن حمدويه، عن محمد بن عيسى، عن
إسماعيل بن عباد، عن علي بن محمد بن القاسم الحذاء " أبو بصير هذا يحيى بن
القاسم يكنى أبا محمد. قال محمد بن مسعود: سألت علي بن الحسن بن فضال عن
أبي بصير هذا، هل كان متهما بالغلو؟ فقال: أما الغلو فلا ولكن كان مخلطا. وروى
غير هذا مما يشهد بأنه كان واقفيا (1).
فتراه اقتصر في العنوان على " يحيى أبي بصير " ثم نقل مضمون خبره الأول،
ثم الثالث مع طريقه، ثم الرابع مع طريقه، ثم الخامس مع طريقه، وأشار في آخر
كلامه إلى مضمون الخبر الثاني الذي لم ينقله في محله، مع أنك عرفت أن الكشي
عنون رجلين " يحيى أبو بصير " و " يحيى الحذاء " وأن خبريه الأول والرابع
راجعان إلى الثاني والباقي إلى الأول مع تخليطات عرفت، وأن الثاني لا يدل على
وقفه، مع أنه قال: وجده في روايات الواقفة.
وقال العلامة في القسم الثاني من خلاصته: يحيى بن القاسم الحذاء - بالحاء
المهملة - من أصحاب الكاظم (عليه السلام) وكان يكنى أبا بصير - بالباء المنقطة تحتها نقطة
والياء بعد الصاد - وقيل: أبو محمد، اختلف قول علمائنا فيه، الشيخ الطوسي قال:
إنه واقفي، وروى الكشي ما يتضمن ذلك، قال: وأبو بصير يحيى بن القاسم الحذاء
الأزدي هذا يكنى أبا محمد (إلى أن قال) والذي أراه العمل بروايته وإن كان
مذهبه فاسدا.
وقال ابن داود في فصل واقفة كتابه: يحيى بن القاسم أبو بصير أسدي، وقيل:
أبو محمد الحذاء، كش.
وعنونه في الأسماء مرتين: مرة في الجزء الأول من كتابه بعنوان " يحيى بن

(1) التحرير الطاوسي: 607.
471

أبي القاسم " وأخرى في الجزء الثاني بعنوان " يحيى بن القاسم ".
وأما عنوانه الأول أيضا " يحيى بن قاسم " قائلا: " كوفي ثقة قليل الحديث "
فالأصل فيه أن النجاشي عنون " يحيى بن هاشم " بتصديق الجميع، قائلا فيه:
" كوفي ثقة قليل الحديث " وكانت نسخة ابن داود من كتاب النجاشي مشتبهة فيه
كلمة " هاشم " بين " هاشم " و " قاسم " فعنون نفرين " بن قاسم " و " بن هاشم " قائلا
فيهما: تلك الجملة بلا رمز كما هو دأبه في مثله، فكان " أحكم بن بشار " الذي
عنونه الكشي أيضا في نسخته منه مشتبهة بين " أحكم " و " الحكم " فعنون كلا
منهما، وهو قاعدة منه غير حسنة كقاعدته في رمز " لم ".
وعنون في كناه أيضا " أبو بصير " وقال: إنه مشترك بين أربعة... إلى آخر ما
مر في أول الكتاب.
ووجه توهم ابن طاوس والعلامة وابن داود توقيف الكشي لأبي بصير هذا،
أنهم لما لم يروا في عنوانه الثالث خبرا راجعا إلى نفرين كما هو دأبه في باقي
المواضع كما عرفت، ورأوا اشتراك يحيى أبي بصير ويحيى الحذاء في الاسم
والنسب وعدم منافاة كنية أحدهما مع لقب الآخر ظنوا أن الكشي عنون نفرا
واحدا، وأن يحيى الحذاء الذي حكم الكشي بوقفه هو يحيى أبو بصير.
ووجه توهم العلامة توقيفه من رجال الشيخ أنه راجع باب أصحاب
كاظمه (عليه السلام) في أواسطه فرأى قول الشيخ: " يحيى بن القاسم الحذاء واقفي " فتوهم
أنه الذي ذكره الكشي مع زعمه ذاك في الكشي، ومنعه ذلك الاعتقاد أن يراجع
آخر الباب ويرى أن الشيخ قال أيضا: " يحيى بن أبي القاسم يكنى أبا بصير "
فجعله غير ذاك.
كما أن قوله في عنوان له: " من أصحاب الكاظم (عليه السلام) " خطأ، فلا شبهة في كونه
من أصحاب الباقر والصادق (عليهما السلام) أيضا، كما نقله في آخر كلامه عن النجاشي،
لكنه قاله عن قاعدة منه، وهي: أنه لو فرض أن رجلا عده أئمة الرجال في
أصحاب جميع المعصومين (عليهم السلام) لكن اقتصروا في ذكر مدح فيه أو قدح على
472

موضع أصحاب واحد منهم (عليهم السلام) لاقتصر عليه، ويقول: إنه من أصحاب ذاك. وهي
قاعدة غير حسنة.
كما أنه خرج عن قاعدة أخرى له في عنوانه في القسم الثاني من كتابه
مع تصريحه بأنه يعمل بخبره، وقد قال في أول كتابه بأنه يعنون في الأول من
يعمل بخبره.
كما أنه خرج عن قاعدة أخرى له، وهو أنه لا يعمل بخبر كل موثق، بل إذا
كان مثل عبد الله بن بكير وأبان بن عثمان وعلي بن فضال، لكون الأولين من
أصحاب الإجماع لفظا والأخير منهم معنى، وأما هذا وإن كان منهم عند الأكثر كما
عرفت، إلا أنه لم ينقله حتى يكون وجها لعمله.
وبالجملة: فكلامه هنا خلط وخبط.
وتبع العلامة - في توهمه توقيف رجال الشيخ لأبي بصير - الشهيد الثاني
فقال: قول الشيخ بوقفه معارض بما ذكره من أنه مات سنة خمسين ومائة، فإن
ذلك يقتضي تقدم وفاته على وفاة الكاظم (عليه السلام) بثلاث وعشرين سنة.
فيقال له: الشيخ ما وقف هذا، بل يحيى بن القاسم الحذاء. ثم قول الشيخ في
الفهرست: " مات أبو بصير سنة 150 " يقتضي تقدم وفاة أبي بصير على
الكاظم (عليه السلام) بثلاث وثلاثين سنة، لا ثلاث وعشرين كما قال.
وتبع العلامة - في توهمه توقيف الكشي له - البهائي، فقال: ما في الكشي من
أن " يحيى بن القاسم كان واقفيا " ينبغي أن يعد من جملة الأغلاط.
فقد عرفت أن الكشي لم يوقف هذا، بل يحيى بن القاسم الحذاء، وكيف يكون
توقيف الحذاء غلطا؟ وقد روى فيه خبرا عن الجواد (عليه السلام) وأنه (عليه السلام) قال لابن أخيه:
كان عمك ملتويا على أبيه.
مع أنه لو فرض أن الكشي قال: " إنه كان واقفيا " كان عده غلطا - لقول الفهرست
أو النجاشي بموته سنة 150 - غلطا، لأنه إنما يكون كالتعارض بين روايتين.
مع أنه يمكن ترجيح ما في الكشي على فرضه برواية الكافي تاريخ وفاة
473

الكاظم (عليه السلام) عن أبي بصير، لكن عرفت أن نسبته إلى الكشي وهم.
ثم إنه كما نقل الكشي في عنوانه الأخير استدلال الواقفية برواية أبي بصير
- وهي خبره الثاني، وإن قلنا: إنه خلط ذيل الثالث الذي رواه الكشي في ردهم به
فأخرجه عن الدلالة لهم - كذلك نقل الشيخ في غيبته أيضا عنهم استدلالهم
بروايات من أبي بصير وأجاب عنها.
فنقل عن كتاب نصرة واقفة علي بن أحمد الموسوي روايته عن حنان بن
سدير، عن أبي إسماعيل الأبرص، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): على
رأس السابع منا الفرج.
وأجاب عنه بأن المراد من رأس السابع من أبي عبد الله الصادق نفسه (عليه السلام) لا
من أمير المؤمنين (عليه السلام) (1).
وروايته عن أبي أحمد الصيرفي، عن عبد الكريم بن عمرو، عن أبي بصير عن
الصادق (عليه السلام) قال: كأني بابني هذا قد أخذه بنو فلان فمكث في أيديهم حينا ودهرا،
ثم خرج من أيديهم فيأخذ بيد رجل من ولده حتى ينتهي به إلى جبل رضوي.
وأجاب عنه بأنه لو حمل على ظاهره لكان كذبا، لأنه (عليه السلام) في حبسه الأول
خرج ولم يفعل ما ذكر وفي الثاني لم يخرج، وليس قوله: " إنه يأخذ بيد رجل من
ولده حتى ينتهي به إلى جبل رضوي " دالا على أنه القائم (2) (عليه السلام).
وروايته عن سليمان بن داود، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال:
سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: في صاحب هذا الأمر أربع سنن من أربعة أنبياء، سنة
من موسى وسنة من عيسى وسنة من يوسف وسنة من محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أما موسى
فخائف يترقب، وأما يوسف فالسجن، وأما عيسى فيقال مات ولم يمت، وأما
محمد فالسيف.
وأجاب بأنه ينطبق على صاحبنا وأن المراد بالسجن السجن المعنوي حيث
لم يوصل إليه ولا يعرف شخصه فكأنه مسجون 3.

(1) و (2) و (3) غيبة الطوسي: 36، 37، 40.
474

قلت: والصواب في الجواب أن يقال: إن علي بن أبي حمزة راوي أبي بصير
أو آخر من الواقفة حرف فقرة " وأما يوسف... " فإنها كانت " وأما يوسف فالغيبة "
فروى الخبر الحميري عن سليمان بن داود عن أبي بصير، وفيه: " وأما يوسف
فالغيبة " وصفة " غيبة يوسف " وانقطاع خبره أشهر من صفة مسجونيته، فغيبته
كانت في جميع حالاته حتى بعد صيرورته ملكا، وحتى أن إخوته أنكروه مع
دخولهم عليه.
وحينئذ: فينطبق على صاحبنا [(عليه السلام)] كمال الانطباق.
وقد عرفت عند التكلم على تحريفات أخبار عنوان الكشي الثالث الجواب
عن خبريه الثاني والثالث.
وبالجملة: لا ننكر ادعاء الواقفية روايته الوقف، إنما ننكر قول أحد منا من
الكشي أو الشيخ بوقفه، وإنما توهم ذلك عليهما من تقدم: من أحمد بن طاوس
والعلامة وابن داود، ومن تبعهم: من الشهيد الثاني والبهائي.
وكيف يمكن وقفه مع موته قبل حدوثه، وإنما ادعت الواقفة روايته ذلك
قبل حدوثه جاعلين ذلك من أدلة حقية مذهبهم. ويأتي أيضا خبر في موته
قبل الكاظم (عليه السلام).
وبعد ثبوت سلامته من الوقف يبقى الكلام في غلوه وتخليطه.
أما غلوه: فلم يقله أحد، وإنما احتمله العياشي فسأل أستاده علي بن فضال
عنه، فأنكره كما عرفت من الكشي نقل ذلك.
وكيف يحتمل غلوه وقد روى ذمهم، فروى الكشي في أبي الخطاب عنه قال:
قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا أبا محمد! أبرأ ممن زعم أنا أرباب، قلت: برئ الله منه،
فقال: أبرأ ممن زعم أنا أنبياء، قلت: برئ الله منه (1).
وأما تخليطه: فقد رماه به علي بن فضال الفطحي، وقد أجمله فلم يعلم هل أراد

(1) الكشي: 297 - 298.
475

به خلط الحديث المعروف بالمنكر كما في " إسماعيل بن علي بن أخي دعبل "
فقال الشيخ فيه: كان مختلط الأمر في الحديث يعرف منه وينكر.
ورواية أبي بصير المناكير لعل ابن فضال أراد به رواية ذريح عن الصادق (عليه السلام)
قال: ذكر أبو سعيد الخدري فقال: كان من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) وكان مستقيما، قال:
فنزع ثلاثة فغسلوه ثم حملوه إلى مصلاه فمات فيه، قال: وإذا وجهت الميت للقبلة
فاستقبل بوجهه القبلة لا تجعله معترضا كما يجعل الناس فإني رأيت أصحابنا
يفعلون ذلك، وقد كان أبو بصير يأمر بالاعتراض، أخبرني بذلك علي بن أبي حمزة.
قلت: ويمكن أن يكون البطائني افترى عليه.
أو رواية شعيب عنه، عن الصادق (عليه السلام) كون النداء والتثويب في الإقامة من
السنة.
أو أراد رواية أبي بصير تحديث الملك لسلمان وكونه ذا الاسم الأعظم.
فروى الكشي في سلمان، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: سلمان علم الاسم الأعظم.
وروى عن الحسين بن مختار، عن أبي بصير، عن الصادق (عليه السلام) قال: كان والله
علي محدثا وكان سلمان محدثا، قلت: اشرح لي، قال: يبعث الله إليه ملكا ينقر في
أذنيه يقول كيت وكيت (1).
فإن الظاهر أنهما من مختصات الإمام (عليه السلام) فروى الكشي عن أبي بكر
الحضرمي عن الباقر (عليه السلام) خبرا فيه: فأما سلمان فإنه عرض في قلبه عارض أن
عند أمير المؤمنين (عليه السلام) اسم الله الأعظم لو تكلم به لأخذتهم الأرض... الخبر (2).
وروى الكافي عن جابر الجعفي، عن الباقر (عليه السلام): أن اسم الله الأعظم على
ثلاثة وسبعين حرفا، وإنما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلم به فخسف
بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس حتى تناول السرير بيده، ثم عادت الأرض كما
كانت أسرع من طرفة عين، وعندنا نحن من الاسم الأعظم اثنان وسبعون حرفا،

(1) الكشي: 13، 15.
(2) الكشي: 11.
476

وحرف عند الله تعالى استأثر به في علم الغيب عنده، ولا حول ولا قوة إلا بالله
العلي العظيم (1).
وروى مثله عن علي بن محمد النوفلي عن الهادي (عليه السلام) (2).
وروى الكشي عن أبي العباس المروزي، عن الصادق (عليه السلام) قال في الخبر
الذي روي فيه: إن سلمان كان محدثا قال: إنه كان محدثا عن إمامه لا عن ربه،
لأنه لا يحدث عن الله تعالى إلا الإمام (3).
أو أراد به روايته حياة القائم (عليه السلام) بعد موته، فروى الغيبة عنه قال: قال
الباقر (عليه السلام): " مثل أمرنا في كتاب الله تعالى مثل صاحب الحمار أماته الله مائة
عام ثم بعثه " (4).
ويمكن الجواب عنه بحمله على الرجعة الواقعة في ظهور القائم (عليه السلام) فإنها من
قطعيات مذهب الإمامية، وحمله الشيخ على أن المراد موت ذكر القائم (عليه السلام)،
وحملنا أحسن.
ويشهد لحمل التخليط على رواية المناكير أن الشيخ قال في رجاله في حق
علي بن أحمد العقيقي: إنه مخلط. وقال في فهرسته في حقه: إنه يروي المناكير.
وأن النجاشي قال في عمر بن عبد العزيز المعروف بزحل: إنه مخلط.
وقال الكشي: قال الفضل: إنه يروي المناكير.
وأما حمله على تخليطه في مذهبه كما في " علي بن صالح " فقال النجاشي
فيه: " سمع فأكثر ثم خلط في مذهبه " لقول أبي بصير في الصادق (عليه السلام) على رواية
الكشي الثالثة عشرة مما نقل في النسخة في ليث: " لو كان معنا طبق لأذن " وقوله
في الكاظم (عليه السلام) على روايته الثامنة كذلك " بعدم تكامل علمه " بناء على انصراف

(1) الكافي: 1 / 230.
(2) المصدر السابق.
(3) الكشي: 15.
(4) غيبة الطوسي: 260.
477

إطلاقهما إليه، فيبعده أنه لو أراد ذلك المعنى لقيد التخليط كما فعل النجاشي، كما
عرفت كلامه.
كما أن حمله على تخليط رواية الثقات بالضعفاء كما في " محمد بن أحمد بن
يحيى " فقال الصدوق: تعتبر رواياته إلا ما كان فيها من تخليط، وهو الذي يكون
طريقه محمد بن موسى الهمداني... الخ، أو تخليط الأسانيد كما في ابن بطة، فقال
ابن الوليد فيه: " كان مخلطا في ما يسنده " فبعيد أيضا، حيث إن التخليط في مثلهما
أيضا يقيد.
مع أنه لا مصداق لهما في مورد أبي بصير لروايته عنهم (عليهم السلام) بلا واسطة وعدم
روايته عن غيرهم.
وبالجملة: التخليط المطلق في الراوي ينصرف إلى روايته المناكير.
ثم قلنا: إن ابن فضال لم يعلم مراده في قوله: " إن أبا بصير مخلط " أي يروي
المناكير، ولا يبعد إرادته روايته ما كان بزعمه أي ابن فضال منكرا من كون
الأئمة (عليهم السلام) اثنى عشر، فإن علي بن فضال كان فطحيا معتقدا أن الأئمة ثلاثة عشر
بإدخال عبد الله الأفطح بينهم.
وروايات أبي بصير كون الأئمة (عليهم السلام) اثني عشر كثيرة، ومنها خبر الكشي
الثاني في العنوان الثالث وقد عرفت تحريفه، ورواه الإكمال بإسنادين عن سماعة
قال: كنت أنا وأبو بصير ومحمد بن عمران مولى أبي جعفر (عليه السلام) في منزله بمكة،
فقال محمد بن عمران: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: نحن اثنا عشر مهديا - فقال له
أبو بصير: تالله! لقد سمعت ذلك من أبي عبد الله (عليه السلام) - فحلف مرة أو مرتين أنه
سمع ذلك - فقال أبو بصير: تالله! لقد سمعت من أبي جعفر (عليه السلام) بمثل هذا الحديث (1).
والظاهر أن ابن فضال أجمل الكلام مع العياشي لأنه لو فهم مراده لرفضه
وأعرض عنه، لإمامية العياشي. وبعد قرب هذا الاحتمال يسقط طعن التخليط عنه

(1) إكمال الدين: 335.
478

كسقوط غمز الوقف.
لكن يمكن أن يقال: إنه روى من المناكير كون الذبيح إسحاق، فروى الكافي
في باب " حج إبراهيم (عليه السلام) " عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر وأبا عبد الله (عليهما السلام)
يذكران أنه لما كان يوم التروية (إلى أن قال) وهي تقول: رب لا تؤاخذني بما
عملت بأم إسماعيل قال: فلما جاءت سارة فأخبرت الخبر قامت إلى ابنها تنظر
فإذا أثر السكين... الخبر (1).
وعن عقبة بن بشير، عن أحدهما (عليهما السلام) (إلى أن قال) قال: وحج إبراهيم (عليه السلام)
هو وأهله وولده، فمن زعم أن الذبيح هو إسحاق فمن هاهنا كان ذبحه؟ وذكر عن
أبي بصير أنه سمع أبا جعفر وأبا عبد الله (عليهما السلام) يزعمان أنه إسحاق، فأما زرارة
فزعم أنه إسماعيل (عليه السلام)... الخبر (2).
مع أنه خلاف القرآن، ففي سورة الصافات (فلما بلغ معه السعي قال يا بني
إ ني أرى في المنام أني أذبحك (إلى) وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين) فإنه
يدل على أن البشارة بإسحاق كانت بعد قصة الذبيح.
ومما روى من المناكير ثبوت العدة على التي لم تبلغ المحيض وعلى اليائسة
مطلقا، مع أنه تعالى قيد ثبوت العدة عليهما بحال الارتياب.
هذا، وورد الطعن بالخلط في جمع عرفت بعضهم، ومنهم " إسحاق بن محمد
ابن أبان " قال النجاشي في حقه: كان معدن التخليط.
ومنهم " جابر الجعفي " قال النجاشي فيه " كان في نفسه مختلطا ". ومنهم:
" محمد بن عبد الله أبو المفضل الشيباني " قال النجاشي أيضا فيه: كان في أول أمره
ثبتا ثم خلط.
ومنهم " محمد بن جعفر بن عنبسة الأهوازي " و " محمد بن عمر الجرجاني "
قال النجاشي في حق كل منهما: كان مختلط الأمر.

(1) الكافي: 4 / 207.
(2) الكافي: 4 / 205.
479

هذا، وأما خبر ابن وضاح الوارد في عنوان الكشي الأول على ما عرفت، فلا
يفهم منه سوى عدم تفطنه لموقع السؤال، مع أنه تضمن رضا الإمام (عليه السلام) عنه
وتعطفه عليه وتعظيمه بتكنيته ودلالته على رشده.
وأما مطلقات الذم التي كتبت في نسخة الكشي وقلنا - بعد وقوع الخلط في
أخبار مقطوع كونها في هذا بأخبار " ليث " وانصراف أبي بصير المطلق إلى هذا -
لا يبعد إرادة هذا منها، فقد عرفت الجواب عن الخبر المتضمن لقوله بعدم تكامل
علم الكاظم (عليه السلام) بأنه من وهم الراوي في فهم المراد وأن الخبر - كما رواه
التهذيب (1) - كان متضمنا لدفع الحد عن الرجل الذي تزوج امرأة ذات زوج لعدم
معلومية علمه بحالها.
وأما خبر هشام المتضمن لظنه أن قول الصادق (عليه السلام): " الحمد لله الذي لم يقدم
العام أحد يشكو أصحابنا " كان تعريضا به، وخبر الحسين بن المختار المتضمن
لمزاحه مع المرأة فعلهما من اللمم الذي قد يبتلى به المؤمن أيضا لا سيما الثاني،
ومع كون الناقل نفسه.
مع أن الشيخ في العدة نقل عن الطائفة أنهم لم يجعلوا فسق الجوارح مانعا من
عدالة الراوي وقبول روايته، وإنما جعلوه مانعا من قبول شهادته (2).
وأما خبر حماد المتضمن لأنه قال: " لو كان معه طبق لأذن له الصادق (عليه السلام) "
فمحمول على ما عرفت في " ليث " من حمله على أن الأجلاء لا يسلمون من
حساد يرمونهم بهتانا.
وأما ما عن كشف الغمة عن إسحاق بن عمار قال: " أقبل أبو بصير مع
أبي الحسن - يعني الكاظم (عليه السلام) - من المدينة يريد العراق، فنزل زبالة فدعا بعلي
ابن أبي حمزة، وكان تلميذا لأبي بصير، فجعل يوصيه بحضرة أبي بصير، فقال:
يا علي! إذا صرنا إلى الكوفة تقدم في كذا، فغضب أبو بصير فخرج من عنده فقال:

(1) التهذيب: 10 / 25.
(2) عدة الأصول: 1 / 382.
480

ما أرى هذا الرجل وأنا أصحبه منذ حين ثم يتخطاني بحوائجه إلى بعض غلماني،
فلما كان من الغد حم أبو بصير بزبالة فدعا علي بن أبي حمزة وقال: أستغفر الله مما
حل في صدري من مولاي من سوء ظني، إنه قد كان علم أني ميت وأني لا ألحق
الكوفة، فإذا أنا مت فافعل بي كذا وتقدم في كذا، فمات أبو بصير بزبالة " (1) فمع كونه
خبرا واحدا لا يوجب قدحا مخلا بحاله، فإن الناس أعداء ما جهلوا وموسى
الكليم (عليه السلام) مع عصمته ومقام نبوته الخاصة لم يستطع صبرا لترك الاعتراض في ما
لم يفهم حكمته مع التقدم إليه بتركه، فكيف بنفوس غير معصومة؟!
وليس بعد المعصومين (عليهم السلام) أحد أجل من سلمان، وفي خبر الكشي: إن
أردت الذي لم يشك ولم يدخله شئ فالمقداد، فأما سلمان فإنه عرض في قلبه
أن عند أمير المؤمنين (عليه السلام) اسم الله الأعظم لو تكلم به لأخذتهم الأرض.
مع أن ذيله دال على أن بمجرد عروض الحمى له فهم الحكمة في فعله (عليه السلام)
واستغفر من خطور ذلك الخاطر.
وأما ما رواه الكافي " عن كليب بن معاوية قال: كان أبو بصير وأصحابه
يشربون النبيذ يكسرونه بالماء، فحدثت بذلك أبا عبد الله (عليه السلام) فقال لي: وكيف
صار الماء يحلل المسكر (إلى أن قال) فأمسكوا عن شربه، فاجتمعنا عند
أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له أبو بصير: إن ذا جاءنا عنك بكذا وكذا، فقال (عليه السلام): صدق يا
أبا محمد، فلا تشربوا منه قليلا ولا كثيرا " (2) فلا دلالة فيه على ذمه كما لا يخفى.
وأما ما في ذبائح التهذيب عن شعيب العقرقوفي قال: كنت عند
أبي عبد الله (عليه السلام) ومعنا أبو بصير وأناس من أهل الجبل يسألونه عن ذبائح أهل
الكتاب، فقال (عليه السلام) لهم: قد سمعتم ما قال الله تعالى في كتابه، فقالوا: نحب أن
تخبرنا، فقال: لا تأكلوها، فلما خرجنا من عنده قال أبو بصير: كلها في عنقي ما
فيها، فقد سمعته وسمعت أباه جميعا يأمران بأكلها، فرجعنا إليه فقال لي أبو بصير:

(1) كشف الغمة: 2 / 249.
(2) الكافي: 6 / 411.
481

سله، فسألته فقال: أليس شهدتنا بالغداة وسمعت؟ قلت: بلى، قال: لا تأكلها، فقال
لي أبو بصير: في عنقي كلها، ثم قال لي: سله الثانية، فقال لي: مثل مقالته الأولى،
وعاد أبو بصير فقال لي قوله الأول: " في عنقي كلها " ثم قال لي: سله، فقلت: لا
أسأله بعد مرتين، فلم ينكر قوله (عليه السلام) وإنما زعم أنه (عليه السلام) أفتاه طورا آخر لحكمة.
وبالجملة: لا يرفع اليد عن الأدلة القوية على جلالة أبي بصير كما عرفت بقول
مجمل من شخص فطحي أو أخبار آحاد مفادها وأسنادها غير قطعي.
السابع في ما ذكر من مميزاته:
والظاهر اتفاق الكل على " علي بن أبي حمزة " لكونه قائد أبي بصير، ولكون
أكثر تفسيره عن أبي بصير.
وكذا " الحسين بن أبي العلاء " فقد قال في الفهرست في عنوان أبي بصير هذا
مشيرا إلى كتابه: رواه علي بن أبي حمزة والحسين بن أبي العلاء عنه.
وكذا " عبد الله بن وضاح " فقال النجاشي: عبد الله بن وضاح صاحب أبا بصير
يحيى كثيرا وعرف به، له كتب، يعرف منها كتاب الصلاة أكثره عن أبي بصير.
وكذا " جعفر بن عثمان " ففي الفهرست: جعفر بن عثمان صاحب أبي بصير.
وذكر الجامع رواية " عبد الرحمن بن سالم وعلي بن أبي حمزة عن أبي بصير "
في زيادات تلقين التهذيب (1) و " ابن أبي حمزة " و " محمد بن زياد " في زيادات
فقه حجه (2) و " أبان الأحمر " في باب ما يجب من إحياء قصاص الفقيه (3) ووصية
صبي التهذيب (4).
ورواية " منصور بن حازم عن أبي بصير الأسدي " في باب من طلق
امرأته ثلاثا من الاستبصار (5) وأحكام طلاق التهذيب (6) ومن طلق ثلاثا من

(1) التهذيب: 1 / 443.
(2) التهذيب: 5 / 396.
(3) الفقيه: 4 / 163.
(4) التهذيب: 9 / 181.
(5) الاستبصار: 3 / 285.
(6) التهذيب: 8 / 52.
482

الكافي (1) و " مثنى الحناط " في مولد باقره (عليه السلام) (2) و " معلى بن عثمان " في باب
الثوب يصيبه الدم منه (3) وباب المقدار الذي يجب إزالته من الاستبصار (4). وكذا باب
تطهير ثياب التهذيب (5) وما أحل الله نكاحه (6) وما يقطع صلاة الكافي (7) لكن فيها
معلى أبو عثمان.
قلت: وهو الصحيح، فإنما اسم أبي معلى زيد.
وذكر " هشام بن سالم " في كفالة الكافي (8) وفي نية كتاب أيمانه (9) وفي تدليس
نكاح التهذيب (10) وفي من يحرم نكاحهن بأسبابه (11) وفي حرية الفقيه (12) وفي دفع
الحجج إلى من يخرج منه (13).
و " وهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن على بن أبي حمزة " في لقطة
التهذيب (14) وجعله من الرواية المتعاكسة.
قلت: والظاهر كون التقديم والتأخير من النساخ أو زيادة كلمتي " علي بن "
والأصل " عن أبي حمزة " والمراد به الثمالي.
وذكر أيضا " ضريس الكناني " في باب أن الأئمة (عليهم السلام) ورثوا علم النبي
من الكافي (15) و " أحمد بن عمر الحلبي " في باب فيه ذكر الصحيفة
والجفر (16) و " إسماعيل بن عبد العزيز عن أبيه " في باب من يحل له أن يأخذ من
زكاته (17) و " علي بن رئاب " في ميراث ذوي أرحامه (18) وفي ميراث أعمام

(1) الكافي: 6 / 71.
(2) الكافي: 1 / 470.
(3) الكافي: 3 / 58.
(4) الاستبصار: 1 / 177.
(5) التهذيب: 1 / 258.
(6) التهذيب: 7 / 291.
(7) الكافي: 3 / 366، بل في باب بعده.
(8) الكافي: 5 / 105، بل في باب بعده.
(9) الكافي: 7 / 445، بل في باب بعده.
(10) التهذيب: 7 / 433.
(11) التهذيب: 7 / 310.
(12) الفقيه: 3 / 142.
(13) الفقيه: 2 / 425.
(14) التهذيب: 6 / 395.
(15) الكافي: 1 / 225.
(16) الكافي: 1 / 238 - 239.
(17) الكافي: 3 / 560.
(18) الكافي: 7 / 119.
483

التهذيب (1) وفي ميراث أهل ملل الكافي (2) وفي باب آخر من ميراث أهل ملله (3).
و " محمد بن سهل عن أبيه " في الروضة (4) بعد الخطبة الجالوتية و " محمد بن
سليمان المصري عن أبيه " بعد حديث موسى من التوراة مرتين (5) و " منصور بن
يونس " بعد حديث نوح يوم القيامة (6).
و " سعدان عن أبي بصير المكنى بأبي محمد " في باب أن الأئمة هم الهداة من
الكافي (7) و " سعدان، عن مسلم، عن أبي بصير " في متعة الفقيه (8) وفي أحكام
مماليكه (9) وفي زيادات فقه نكاحه (10).
قلت: والصواب في الجميع: سعدان بن مسلم عن أبي بصير.
وذكر " الحسين بن المختار القلانسي " في المشيخة في طريق جويرية (11) وفي
تقية الكافي (12) وفي جنبه يأكل ويشرب (13) وفي زيادات فقه نكاح التهذيب (14).
و " يعقوب الأحمر " في سراريه (15) وفي ما للرجال من المرأة إذا كانت
حائضا (16) وفي المرأة تحيض في يوم من رمضان (17).
و " يونس " في ولادته مرتين (18) و " مالك بن عطية " في زيادات فقه نكاحه (19)
و " ثابتا " في باب الصلاة على محمد الكافي (20).

(1) التهذيب: 9 / 324.
(2) الكافي: 7 / 144.
(3) الكافي: 7 / 144.
(4) روضة الكافي: 33.
(5) روضة الكافي: 50.
(6) روضة الكافي: 334.
(7) الكافي: 1 / 192.
(8) الفقيه: 3 / 460، وليس فيه مسلم.
(9) الفقيه: 3 / 453.
(10) بل في التهذيب من الباب المذكور: 7 / 484.
(11) الفقيه: 4 / 439.
(12) الكافي: 2 / 220.
(13) الكافي: 3 / 50.
(14) التهذيب: 7 / 467.
(15) التهذيب: 8 / 214.
(16) التهذيب: 1 / 403.
(17) لم نقف عليه.
(18) التهذيب: 7 / 441، 442.
(19) التهذيب: 7 / 483.
(20) الكافي: 2 / 495.
484

و " حبيبا " في مكاسب التهذيب (1) و " أيوب بن الحر " فيه مرتين (2) و " الحكم
الحناط " فيه (3) و " مهران بن محمد " فيه (4).
وذكر " سهل بن زياد عن أبي بصير عن حماد عن عثمان " في باب الكفارة
عن خطأ محرمه (5).
قلت: نقل " سهل " وهم منه أو كانت نسخته مصحفة، ففي ذاك الباب " سهل
عن ابن أبي نصر " والمراد به البزنطي، وكيف يروي سهل عن أبي بصير، وأول من
أدرك " سهل " الجواد (عليه السلام) وأبو بصير مات في أوائل الكاظم (عليه السلام) ويروي سهل عن
أبي بصير بواسطتين كما في المجلس 64 من أمالي الصدوق (6).
وذكر أيضا " ابن أبي نجران " (7) و " ابن أبي نصر " في تفصيل أحكام نكاح
التهذيب (8) و " عاصم بن حميد عن أبي بصير المكفوف " في وقت صلاة
فجر الاستبصار (9) وأوقات صلاة التهذيب (10) والحد في فريته (11) وما يجوز إتيانه
لمحرم الفقيه (12).
وفاته نقل رواية " علي بن مهزيار " عنه في باب ما يجوز لمحرم الفقيه (13) إلا
أن الشيخ رواه عن علي بن رئاب عن أبي بصير (14) وهو الصحيح، فإن الراوي عن
علي بن مهزيار فيه الحسن بن محبوب وهو أقدم طبقة من علي بن مهزيار، وابن
محبوب يروي عن ابن رئاب وابن مهزيار لم يدرك أبا بصير.
وكيف كان: فقد عرفت في " ليث " ما في أصل فصلهم بالتميز.

(1) التهذيب: 6 / 330.
(2) التهذيب: 6 / 357، 359.
(3) التهذيب: 6 / 357.
(4) التهذيب: 6 / 336.
(5) التهذيب: 5 / 353.
(6) أمالي الصدوق: 335.
(7) التهذيب: 7 / 250.
(8) التهذيب: 7 / 268.
(9) الاستبصار: 1 / 276.
(10) التهذيب: 2 / 39.
(11) التهذيب: 10 / 65.
(12) الفقيه: 2 / 362.
(13) الفقيه: 2 / 356.
(14) التهذيب: 5 / 332.
485

ثم إن الجامع أغرب وأتى بالعجاب! فزاد على " عبد الله بن محمد " و " يوسف
ابن الحارث " - أبي بصيرين الموهومين المتقدمين - أبا بصير آخر، بأن جعل
" يحيى " نفرين: أحدهما " أبو بصير يحيى بن أبي القاسم " والآخر " أبو بصير يحيى
ابن القاسم ".
وفرق بينهما بأن الأول من أصحاب الباقر والكاظم (عليهما السلام) حيث عده الرجال
في أصحابهما (عليهما السلام) والثاني من أصحاب الصادق (عليه السلام) فقط، حيث عده الرجال في
أصحابه (عليه السلام) فقط.
كما أنه قال بتعدد " يحيى الحذاء " غير مكنى بأبي بصير، أحدهما: ابن أبي
القاسم الذي عده الرجال في أصحاب الباقر (عليه السلام) والآخر: ابن القاسم الذي عده
الرجال في أصحاب الكاظم (عليه السلام).
فقال: فإن روى أبو بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) فهو مشترك بين " ليث " و
" عبد الله " و " يحيى بن أبي القاسم " الذي اسم أبيه إسحاق و " يحيى بن القاسم "
الثقة الغير الواقفي و " يوسف ". وإن روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) فهو مشترك بينهم إلا
" ابن أبي القاسم " الذي اسم أبيه " إسحاق " والأخير، وإن روى عن الكاظم (عليه السلام)
يخرج " عبد الله " أيضا.
هذا، غاية تحقيق الكلام، فإنه كيف يحتمل تعدد " يحيى " بجعلهم أباه تارة
" القاسم " وأخرى " أبا القاسم " مع تصريح مثل النجاشي بأنه واحد اختلف في
اسم أبيه.
وكيف يقول: " إن روى أبو بصير عن الصادق (عليه السلام) فهو غير ابن أبي القاسم لأن
الرجال لم يعده في أصحابه " مع أن في الفقيه في باب الوصية من لدن آدم (عليه السلام):
يحيى بن أبي القاسم عن أبي عبد الله (عليه السلام) (1) وكذا في الباب 33 من الإكمال (2) وفي
باب النصوص على الرضا (عليه السلام) من العيون: يحيى بن أبي القاسم عن

(1) الفقيه: 4 / 179.
(2) إكمال الدين: 340.
486

الصادق (عليه السلام) (1) وفي باب عشرة الخصال في خبر البطيخ: يحيى بن إسحاق عن
الصادق (عليه السلام) (2).
فلابد أن يخطئ تلك الكتب الأربعة - الفقيه والإكمال والعيون والخصال -
بمجرد شئ يجده في الرجال فضلا عن تخطئة أئمة الفن.
ومن الغريب! أن القهبائي يخطئ جميع أئمة الفن بمجرد شئ يجده في نسخة
الكشي المشحونة من التصحيف وتخليط العناوين والأخبار، حتى قلما تسلم
ترجمة منه من ذلك كما عرفت ذلك في ما مر.
وأن الأردبيلي صاحب الجامع يخطئهم ويحكم بتصحيف الأخبار الكثيرة
بمجرد شئ يجده في رجال الشيخ، مع أنه أقل كتب الشيخ اعتبارا، لاستناده
كثيرا إلى الأخذ من نسخة الكشي المحرفة كما عرفت من عنوانه " عبد الله بن
محمد الأسدي " و " يوسف بن الحارث " المتقدمين وغيرهما.
ومنها: ذكره ليحيى بن أبي القاسم الحذاء في أصحاب الباقر (عليه السلام) استنادا إلى
عنوان الكشي الثالث لأبي بصير هذا مع " يحيى الحذاء " كما عرفت من خلطهما
بما يوهم اتحادهما، فكيف رجح كتاب الشيخ على كتب باقيهم؟ مع أن باقي كتبه
أيضا مشتملة على تحريفات كثيرة، فصنف صاحب غاية المرام كتابا في
تحريفات التهذيب والاستبصار وقد ذكر كثيرا منها في المنتقى.
مع أنه لو فرض كون رجال الشيخ أصح الكتب لا يكون فيه مخالفة لباقيها.
وأما اختلاف تعبيره عن أبي بصير بيحيى بن أبي القاسم في أصحاب الباقر
والكاظم (عليهما السلام) وبيحيى بن القاسم في أصحاب الصادق (عليه السلام) فإما من اختلاف نظره
في واحد، فإنه (قدس سره) لحدة ذهنه كان له اختلاف النظر في شئ واحد كثيرا، حتى أن
له في مبسوطه اختلاف الفتوى في كثير من المسائل، وإما من التزامه بنقل ما
يوجد كما وجد ولو مع التصحيف كما عرفته في ما ينقل عن الكشي في نسخته

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 47 - 48، ح 28.
(2) الخصال: 443.
487

المحرفة، فنسخة نقل منها - أي رجال كان - كانت كلمة " أبي " ساقطة منها.
وبالجملة: لم يفهم من كلام الشيخ تعدد كما توهمه الجامع وسماه تحقيقا، وإنه
إنما كان من رجال نقل الرجال الرواة من الكتب الأربعة ولم يكن من رجال
تحقيق الرجال، كما أن القهبائي إنما كان من رجال ترتيب كتب الرجال لا تحقيق
حال الرجال، وقالوا: لكل عمل رجال.
ثم إن الجامع ذكر كلاما في رواة " يحيى " المختصين به والمشتركين بينه وبين
" ليث " بزعمه، وقد عرفت في " ليث " هدم ما أسسه هو ومعاصروه من قاعدة
التميز، فإذا كان " يحيى " و " ليث " في عصر واحد فأي مانع من أن يروي كل من
روى عن أحدهما عن الآخر، حتى أن البطائني الذي اتفقوا على أنه من رواة
" يحيى " وقائد " يحيى " يجوز أن يروي عن " ليث " وإن لم نقف عليه محققا.
ثم بعد انصراف أبي بصير إلى هذا - كما يأتي بيانه إن شاء الله - لا يبقى راو
مشترك بعد كون أبي بصير واحدا.
ومنه يظهر سقوط قول الجامع في ما مر بأن أبا بصير إن روى عن الباقر (عليه السلام)
فهو مشترك بين خمسة، وإن روى عن الصادق (عليه السلام) فمشترك بين أربع، وإن روى
عن الكاظم (عليه السلام) فمشترك بين ثلاثة.
هذا، ويأتي ذكر رواة عن " يحيى " صرح بهم أئمة الرجال - الكشي ورجال
الشيخ وابن الغضائري والنجاشي - كالقاسم بن عروة وأبان الأحمر وعبد الرحمن
ابن سالم وعبد الله بن بحر وثابت بن شريح ومشمعل، وكذا يونس.
وهذا من خصائص " يحيى " وأما الباقون ففي بعضهم اقتصر على نفر أو
نفرين، وفي بعضهم لم يذكر راويا أصلا وهو أيضا دليل جلال " يحيى ".
الثامن في إثبات انصراف أبي بصير المطلق إليه:
كانصراف " أبي بصير الأسدي " إليه كما في خبر منصور بن حازم في باب
من طلق ثلاثا من الكافي (1) وكانصراف " أبي بصير المكنى بأبي محمد " إليه كما في

(1) الكافي: 6 / 71.
488

خبر سعدان في باب أن الأئمة (عليهم السلام) هم الهداة، منه (1) وكانصراف " أبي بصير
المكفوف " إليه كما في خبر عاصم بن حميد في وقت صلاة فجر الاستبصار (2)
وغيره مما مر.
فنقول مقدمة: ليس كل من له كنية ككل من له لقب يصح التعبير عنه به، بل من
عنونوه في الكنى، وأما من عنونوه في الأسماء وذكروا له كنية فلا إلا إذا كان
مشتهرا بكنيته، بحيث كان عنوانه في الكنى أيضا صحيحا كأبي جميلة
وأبي المغراء وأبي الخطاب وأبي سمينة وأبي خديجة وغيرهم. وقد جمعهم
العلامة في الفائدة الأولى من خاتمة كتابه، فذكر اسم كل منهم ليعلم المراد بهم إذا
وردوا في الأخبار فتراجع تراجمهم في الأسماء فيعرف حالهم.
وهو غير باب الكنى، لأن في باب الكنى يعنون رجل بالكنية ويذكر حاله،
وأما ثمة فقال: " أبو فلان اسمه فلان " وعقد للكنى بابا آخر، والمتأخرون خلطوا
بين الأمرين ولم يفرقوا بين البابين.
وكيف كان، نقول: إن أبا بصير لا يطلق إلا على " يحيى " هذا، لما عرفت من
عدم وجود " عبد الله " و " يوسف " رأسا.
وأما " ليث " فإما يعبر عنه بالاسم وهو الغالب، وإما بالكنية مع التقييد
بالمرادي، بخلاف " يحيى " فلم نقف في الكتب الأربعة وغيرها على التعبير
عنه بالاسم إلا في سبعة مواضع بلفظ " يحيى بن أبي القاسم " و " يحيى بن القاسم "
و " يحيى بن إسحاق " أربعة بالأول واثنان بالثاني وواحد بالثالث، كما مر
في المقام الأول.
وتقييد كنيته بالأسدي أو المكفوف أو المكنى بأبي محمد - بناء على كون
الأخيرين أيضا من مختصات يحيى كما مر - يسير أيضا، فبكل منها خبر كما مر
في أول الثامن.

(1) الكافي: 1 / 192.
(2) الاستبصار: 1 / 276.
489

والتعبير عنه بالكنية المجردة كثير، وهو دليل الانصراف. ويدل على ما قلنا
أمور:
الأول: قول الصدوق في المشيخة: وما كان فيه عن أبي بصير فقد رويته (إلى
أن قال) عن علي أبي حمزة عن أبي بصير (1).
وقوله أيضا: " وما كان فيه عن عبد الكريم بن عتبة (إلى أن قال) عن ليث
المرادي عن عبد الكريم " فتراه لم يعبر عن " يحيى " بغير كنية مجردة، ولم يعبر عن
" ليث " بغير اسمه.
الثاني: قول الكشي في عنوانيه الأولين له تارة بلفظ: " في علباء وأبي بصير "
محققا، وأخرى: " في أبي بصير وعلباء الأسدي " تحقيقا على ما مر من تحريفه في
النسخة بقوله: في أبي بصير عبد الله بن محمد الأسدي.
الثالث: قول العياشي في عنوانه الأول من الكشي - وإن خلط في النسخة
بعنوان " ليث " وجعل خبره الثاني عشر: " سألت علي بن فضال عن أبي بصير،
فقال: كان اسمه يحيى بن أبي القاسم، فقال: أبو بصير كان يكنى أبا محمد، وكان
مولى لبني أسد وكان مكفوفا " فإنه لولا ما قلنا من الانصراف لقال العياشي:
" سألته عن أبي بصير الأسدي " ولأجابه علي بن فضال مع السؤال عن المطلق هو
نفران: " يحيى " و " ليث ".
وكذا قول الثاني: " أبو بصير كان يكنى أبا محمد "... الخ، كما مر.
الرابع: قول نصر بن الصباح - كما نقل الكشي في أبي عبد الله البرقي -: لم يلق
البرقي أبا بصير، بينهما القاسم بن حمزة وإسحاق بن عمارة، وينبغي أن يكون
صفوان قد لقيه.
الخامس: قول البرقي - بعد عده علي بن أبي حمزة في أصحاب الصادق (عليه السلام) -:
وكان قائد أبي بصير.
السادس: قول فهرست الشيخ: " جعفر بن عثمان صاحب أبي بصير، له كتاب "

(1) الفقيه: 4 / 432.
490

ويدل على إرادته أن الكشي روى في أبي الخطاب، عن جعفر بن عثمان، عن أبي
بصير قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا أبا محمد.
السابع: قول رجال الشيخ: " خليفة بن الصباح روى عن أبيه، عن أبان بن عثمان
الأحمر، عن أبي بصير " وقد مر في عنوان كنيته قول ابن ماكولا: روى أبان عن يحيى (1).
الثامن: قول استبصار الشيخ - بعد نقل رواية " عن أبي بصير الأسدي " ثم
رواية أخرى " عن ابن مسكان، عن أبي بصير " -: راويهما واحد (2).
التاسع: قول عدة الشيخ: فإذا كان أحد الراويين أعلم وأفقه وأضبط من
الآخر فينبغي أن يقدم خبره على خبر الآخر ويرجح عليه؛ ولأجل ذلك قدمت
الطائفة ما يرويه زرارة ومحمد بن مسلم وبريد وأبو بصير والفضيل بن يسار،
ونظراؤهم من الحفاظ الضابطين على رواية من ليس له تلك الحال (3).
ويشهد لإرادته - مضافا إلى موافقة كتبه الأخرى وكلام الآخرين - أن كون
" يحيى " من أصحاب الإجماع هو الذي ذهب إليه الأكثر واختاره الكشي كما مر.
العاشر: أن النجاشي لم يذكر التكنية بأبي بصير لغير " يحيى " وأما " ليث " فلم
يكنه بنفسه أصلا، وإنما قال: " وقيل: أبو بصير الأصغر " فلو كان هو المنصرف إليه
لكان مشتهرا به، فكيف يمكن حصول التردد لمثله من أئمة الفن فيستكشف عدم
الانصراف إلى إلا يحيى.
الحادي عشر: قول النجاشي في عنوان " مشمعل " وروى عن " أبي بصير "
ومعلوم إرادته " يحيى ".
وأيضا في الكافي باب " الرجل لا يترك إلا امرأته " " محمد بن سكين وعلي
ابن أبي حمزة ومشمعل، كلهم عن أبي بصير " (4) فاقترن مشمعل بالبطائني الذي
كونه راوي " يحيى " من المسلمات.
الثاني عشر: قول النجاشي أيضا - في ثابت بن شريح -: " وأكثر عن أبي بصير

(1) مر في ص 463.
(2) الاستبصار: 3 / 285، 287.
(3) عدة الأصول: 1 / 384.
(4) الكافي: 7 / 126.
491

وعن الحسين بن أبي العلاء " ومورد رواية ثابت عن أبي بصير في الكافي في باب
الصلاة عليهم (عليهم السلام) (1) وفي التهذيب في ميراث ابن ملاعنته (2).
الثالث عشر: قول ابن الغضائري: " عبد الرحمن بن سالم الأشل كوفي مولى
روى عن أبي بصير " ويشهد لإرادته أنه روى هو مع البطائني عن أبي بصير في
زيادات تلقين التهذيب (3).
الرابع عشر: قوله أيضا: " عبد الله بن بحر كوفي، روى عن أبي بصير والرجال "
لكن الذي وقفنا عليه رواية عبد الله بن بحر، عن ابن مسكان، عن أبي بصير كما في
باب " البئر تقع فيها العذرة " من الاستبصار (4).
الخامس عشر: قول النجاشي في " علي بن أبي حمزة " في تعداد كتبه: كتاب
التفسير، وأكثره عن أبي بصير.
السادس عشر: قول الفضل بن شاذان في الكشي - بعد مدحه ليونس بن
عبد الرحمن -: " وروى عن أبي بصير " كما مر في أول الكتاب في دفع توهم فهم
" أبي بصير حماد بن عبيد الله " من خبر الكشي في يونس.
السابع عشر: أخبار كثيرة إرادته منها قطعية، لتضمنها خطاب الصادق (عليه السلام) له
في طيها بأبي محمد كما في باب " أن الأئمة (عليهم السلام) هم الهداة " من الكافي وباب
" أن الأئمة (عليهم السلام) ورثوا علم النبي (صلى الله عليه وآله) " منه وباب " فيه ذكر الصحيفة " وباب " من
يحل له أن يأخذ من الزكاة " وباب " ميراث ذوي أرحامه " وبعد " الخطبة
الطالوتية " من الروضة... إلى غير ذلك، واستعمال المشترك بدون قرينة معينة غلط،
لعدم حصول إفهام، فلابد من وجود انصراف وليس إلا إلى " يحيى " بما دللنا.
بل نقول: قول ابن مسعود: " سألت علي بن فضال عن أبي بصير، فقال: اسمه
يحيى " دال على أن " يحيى " كان في الاشتهار بالكنية بمثابة حتى كان الكنية اسمه
ولا يعلم اسمه كل أحد، بل أوحدي، مثل ابن فضال حسب باقي المشتهرين

(1) الكافي: 2 / 495.
(2) التهذيب: 9 / 341.
(3) التهذيب: 1 / 443.
(4) الاستبصار: 1 / 41 - 42.
492

بالكنية، ففي السير: لما منع عثمان من الصلاة بعد حصره قيل لأمير المؤمنين (عليه السلام):
من يصلي بالناس؟ فقال: ادعوا خالد بن زيد - ومراده (عليه السلام) أبو أيوب الأنصاري -
فعرف الناس ذاك اليوم أن اسم أبي أيوب " خالد " (1).
وليس للانصراف إلى " ليث " وجه أصلا، فإن توهم متوهم ذلك بنقل الكشي
في ترجمته روايات مطلقة كخبره الخامس وخبره الثامن وخبره الحادي عشر
وخبره الثالث عشر، فيدفع بأن - بعد نقل الكشي في ترجمة " ليث " في خبره الثاني
عشر سؤال العياشي من علي بن فضال عن أبي بصير وجوابه أن اسمه يحيى بن
أبي القاسم... الخ، ونقله أيضا فيها في خبره السابع إرجاع الصادق (عليه السلام) شعيب
العقرقوفي إلى أبي بصير الأسدي - أي اعتبار يبقى في نقله، ومن أين أنها لم تكن
في " يحيى " مثلهما وخلطت بأخبار ليث؟ بل خبره الخامس في قصة " علباء "
وخبره الأخير في إبصاره أيضا كانا في " يحيى " كما مر، وخلطا بأخبار " ليث ".
ثم من أين أن تلك الأخبار الأربعة لم تكن مقيدة بالمرادي وسقطت الكلمة
من النسخة؟ وسقوطها يسير في جنب تلك التحريفات الجليلة في نسخته.
وبعد ما عرفت يظهر أن قول القهبائي: " ينصرف أبو بصير إلى المرادي " غلط
وشطط، كقوله: بأن المراد من " أبي بصير الأسدي " عبد الله بن محمد، وأن وصف
" يحيى " بالأسدي من أغلاط الشيخ والنجاشي.
ولنقطع الكلام حامدين للملك العلام على توفيقنا لتحرير هذه الرسالة بما لم
يسبقنا إليه أحد من الأعلام، ومصلين على رسوله وآله الكرام.
وكان الفراغ من أصلها في 6 شوال 1358 في الحائر الحسيني أيام مجاورتي
ومن تجديدها بهذه النسخة في 8 جمادي الثانية 74 في بلدتنا " تستر " وكتب بيده
تقي بن كاظم بن محمد علي بن جعفر بن حسين بن حسن بن علي بن علي بن
الحسين التستري، عفي عنهم.
* * *

(1) الكامل في التاريخ: 3 / 187.
493

فهرس قاموس الرجال
الجزء الثاني عشر
الألقاب المنسوبة
" حرف الألف "
المترجم الرقم
الآدمي 1
الأحمري 2
الأرجاني 3
الأردبيلي 4
الأسدي 5
الإسكافي 6
الأشعري 7
الإصبهاني 8
الإصطخري 9
الأصمعي 10
الأنصاري 11
الأوزاعي 12
495

" حرف الباء "
الباقطاني 13
البتي 14
البحراني 15
البخاري 16
البرسي 17
البرقي 18
البزنطي 19
البزوفري 20
البسامي 21
البطيخي 22
البغوي 23
البلاذري 24
البلالي 25
البلالي 26
البلوي 27
البياضي 28
البيهقي 29
" حرف التاء "
التستري 30
التستري 31
التلعكبري 32
التيراني 33
496

حرف الثاء "
الثعالبي 34
الثعلبي 35
الثقفي 36
" حرف الجيم "
الجازي 37
الجاموراني 38
الجبائي 39
الجحدري 40
الجرمي 41
الجريري 42
الجريري 43
الجعفري 44
الجعفري 45
الجعفري 46
الجلودي 47
الجليني 48
الجواني 49
الجوزجاني 50
الجوهري 51
الجهني 52
" حرف الحاء "
الحارثي 53
497

الحراني 54
الحريري 55
الحصيني 56
الحضيني 57
الحلبي 58
الحلي 59
الحليسي 60
الحماني 61
الحموي 62
الحميري 63
الحوشي 64
الحيضني 65
" حرف الخاء "
الخارفي 66
الخديجي 67
الخصيبي 68
الخضيب الأيادي 69
الخلدي 70
الخلقاني 71
الخمري 72
الخندقي 73
الخيبري 74
الخيراني 75
498

الخيري 76
" حرف الدال "
الدارقطني 77
الدبيلي 78
الدراوردي 79
الدوري 80
الدوريسي 81
الديصاني 82
الديلمي 83
" حرف الذال "
الذهلي 84
" حرف الراء "
الرازي 85
رأس المدري 86
رأس المذري 87
الراوندي 88
الرباطي 89
الرسي 90
الرفاعي 91
الرواسي 92
499

" حرف الزاي "
الزبيري 93
الزراري 94
الزنجي 95
الزهري 96
الزهري 97
" حرف السين "
السائي 98
السدي 99
السري 100
السري 101
السري الرفاء 102
السكوني 103
السلامي 104
السلوي 105
السليلي 106
السوداني 107
السوسي 108
السياري 109
السياري 110
السيرافي 111
" حرف الشين "
الشاذاني 112
500

الشادكوني 113
الشافعي 114
الشامي 115
الشجاعي 116
الشريعي 117
الشعبي 118
الشعيري 119
الشقراني 120
الشلمغاني 121
الشمشاطي 122
الشني 123
" حرف الصاد "
الصابوني المصري 124
الصبيحي 125
الصفواني 126
الصنابجي 127
الصولي (بضم الصاد) 128
الصيرفي 129
" حرف الطاء "
الطاطري 130
الطبراني 131
الطبرسي 132
501

الطبري 133
الطغاوي 134
الطفاوي 135
الطيالسي 136
" حرف العين "
العاصمي 137
العاصمي 138
العاصمي 139
العامري 140
العباسي 141
العبدكي 142
العبدي 143
العبيدي 144
العتابي 145
العرزمي 146
العزيري 147
العسكري (عليه السلام) 148
العقيقي 149
العقيلي 150
العقيلي 151
العماني 152
العمركي 153
العمري 154
502

العوفي 155
العوني الشاعر 156
العياشي 157
العين زربي 158
" حرف الغين "
الغضائري 159
الغفاري 160
" حرف الفاء "
الفارسي 161
الفهري 162
الفهفكي 163
" حرف القاف "
القاضي 164
القروي 165
القطعي 166
القناني 167
" حرف الكاف "
الكابلي 168
الكاهلي 169
الكجي 170
503

الكراجكي 171
الكركي 172
الكسائي 173
الكشمردي 174
الكشي 175
الكعبي 176
الكفرثوثي 177
الكفعمي 178
الكلبي 179
الكليني 180
الكناني 181
الكندري 182
الكوكبي 183
" حرف اللام "
اللؤلؤي 184
" حرف الميم "
المازني 185
المجلسي 186
المحمودي 187
المخزومي 188
المدائني 189
المدائني 190
504

المرزباني 191
المسعودي 192
المسمعي 193
المشرقي 194
المعبدي 195
المقدسي 196
المنقري 197
الميثمي 198
الميموني 199
الناشئ 200
النجاشي 201
النجفي 202
النخعي 203
النسائي 204
النصيبي 205
النصيري 206
النطنزي 207
النعماني 208
النوفلي 209
النهدي 210
النيلي 211
" حرف الواو "
الواسطي 212
505

الواقدي 213
الوصافي 214
الهاشمي 215
الهجري 216
الهلالي 217
اليعقوبي 218
اليونسي 219
في ألقاب غير منسوبة
" حرف الألف "
آبي اللحم 220
الأجلح 221
الأحول 222
الأخرم 223
أخطب خوارزم 224
الأخير (عليه السلام) 225
الأرقط 226
الأشتر 227
الأشج 228
الأصم 229
الأصغر 230
أعثم الكوفي 231
أعشى باهلة 232
الأعمش 233
506

الأفطس 234
الأقرع 235
" حرف الباء "
الباهر 236
البرذون 237
بزرقان 238
البطل 239
البقباق 240
بنان 241
بياع الأرز 242
بياع الأكسية 243
بيان 244
" حرف التاء "
تاتانة 245
" حرف الثاء "
ثعلب 246
ثوابا 247
" حرف الجيم "
الجاحظ 248
جحظة 249
507

جلال الدولة 250
الجماز 251
الحجال 252
حاجب الحجاب 253
حاجز 254
حسكا 255
الحفار 256
الحلاج 257
حيص بيص 258
" حرف الخاء "
الخاتون 259
خال أبي غالب 260
الخالع 261
الخشاب 262
الخير 263
" حرف الدال "
دحمان 264
دكين 265
دندان 266
دوارا 267
الدهقان 268
ديك الجن 269
508

" حرف الذال "
ذو البجادين 270
ذو الثدية 271
ذو حوشب 272
ذو الخويصرة التميمي 273
ذو الخويصرة 274
ذو الدمعة 275
ذو الرأي 276
ذو الرئاستين 277
ذو الزوائد الجهني 278
ذو الشمالين 279
ذو الشهادتين 280
ذو ظليم 281
ذو العينين 282
ذو الغرة 283
ذو الغصة 284
ذو الكلاع الحميري 285
ذوالنون المصري 286
ذو النمرة 287
ذواليدين 288
" حرف الراء "
الراضي 289
الرزاز 290
509

الرشيد 291
الرضي 292
ركن الدولة أبو عضد الدولة 293
" حرف الزاي "
زئارة 294
الزام 295
زحل 296
الزراد 297
زرقان 298
زعلان 299
الزوج الصالح 300
الزهري 301
الزيال 302
سائق الحاج 303
سجادة 304
السراد 305
سرحوب 306
سرخس 307
سعدان بن مسلم 308
السفاح 309
سفرجلة 310
سفينة 311
السقاء 312
510

السكاك 313
سكباج 314
سكرة 315
السكيت 316
السكن 317
سكينة 318
سمكة 319
السمين 320
سندل 321
سيبويه 322
شاموخ 323
شاه رئيس 324
شاه الطاق 325
شباب الصيرفي 326
الشحام 327
الشخير 328
شرف الدين 329
الشرقا 330
شعر 331
شفا 332
شقران 333
شلقان 334
شنبولة 335
الشهيد 336
511

الشيخ 337
" حرف الصاد "
صاحب الحصاة 338
صاحب الصومعة 339
صاحب الطاق 340
صاحب بن عباد 341
صاحب الفراء 342
صاحب فخ 343
الصرام 344
الصفار 345
صهر أبي عبد الله البرقي 346
" حرف الطاء "
طباطبا 347
الطيار 348
" حرف العين "
عتقويه 349
عز الدولة 350
عضد الدولة 351
العطار 352
عقيصا 353
علان الكليني 354
512

علم الهدى 355
العليل 356
عوانة 357
غلام ابن متى 358
غلام خليل 359
" حرف الفاء "
الفتال 360
الفحام 361
الفخر 362
فخر الملك 363
الفراء 364
فقاعة 365
فقحة العلم 366
" حرف القاف "
القادر العباسي 367
القداح 368
قطب الدين البويهي 369
قطب الدين الرازي 370
قطب الدين الراوندي 371
قطب الدين الكندري 372
قنبرة 373
513

" حرف الكاف "
الكاتب 374
كاسولا 375
كرام 376
كردين 377
كرز 378
كعب الأحبار 379
كنكر 380
كوكب الدم 381
كولان 382
" حرف اللام "
لوين 383
" حرف الميم "
الماجشون 384
ماجيلويه 385
ماكردويه 386
الماصر 387
المأمون 388
المبرد 389
المتنبي 390
المجلي 391
المحقق 392
514

المخدج 393
المرتضى 394
المرقال 395
المزوق النائح 396
المسترق 397
المستعطف 398
المسوف 399
المطهر 400
المظفر 401
المعتضد 402
معز الدولة 403
معمر المغربي 404
المفجع 405
المفيد 406
مملة 407
منتجب الدين 408
مندل 409
المنتصر 410
المنتوف 411
المنمس 412
مؤمن الطاق 413
المهاجر 414
الميمون 415
515

" حرف النون "
الناب 416
الناشئ 417
الناصر الصغير 418
الناصر الكبير 419
النظام 420
النعمة أو نعمة الله 421
نفطويه 422
النقيب 423
" حرف الواو "
الوشاء 424
516

باب النساء
" حرف الألف "
آمنة بنت الشريد 1
أروى بنت الحارث بن عبد المطلب 2
أسماء بنت أبي بكر 3
أسماء بنت عقيل 4
أسماء بنت عميس 5
أسماء بنت واثلة 6
أسماء بنت يزيد بن السكن 7
أمامة بنت أبي العاص 8
أم أحمد بن الحسين 9
أم أحمد بنت موسى (عليه السلام) 10
أم أحمد بن موسى (عليه السلام) 11
أم إسحاق 12
أم أسلم 13
أم إسماعيل 14
أم الأسود بنت أعين 15
517

أم أوفى العبدية 16
أم أيمن 17
أم أيوب 18
أم البراء 19
أم البراء بنت صفوان 20
أم البنين الكلابية 21
أم جعفر بنت محمد بن جعفر 22
أم الحارث الأنصارية 23
أم حبيبة 24
أم حبيبة 25
أم حرام بنت ملحان الخزرجية 26
أم الحسن بنت عبد الله بن محمد بن علي بن الحسين (عليهم السلام) 27
أم الحسن النخعية 28
أم الحسين بنت خنساء 29
أم الحسين بن موسى بن جعفر 30
أم حميد الأنصارية 31
أم حميدة 32
أم خالد 33
أم الخير بنت حريش البارقية 34
أم رومان 35
أم سلمة أخت الصادق (عليه السلام) 36
أم سلمة 37
أم سليم 38
518

أم سليم أم أنس بن مالك 39
أم سنان بنت خيثمة 40
أم شريك 41
أم عطية 42
أم العلاء 43
أم غانم 44
أم فروة بنت الصادق (عليه السلام) 45
أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر 46
أم الفضل 47
أم الفضل بنت حمزة 48
أم فتان 49
أم كلثوم بنت أميرالمؤمنين (عليه السلام) 50
أم كلثوم بنت النبي (صلى الله عليه وآله) 51
أم ليلى زوجة الحسين (عليه السلام) 52
أم مبشر 53
أم محمد بنت محمد بن جعفر 54
أم محمد زوجة الكاظم (عليه السلام) 55
أم مسطح بن أثاثة 56
أم المقدام الثقفية 57
أم الندى 58
أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث، الأنصاري 59
أم ولد لجعفر بن أبي طالب 60
أم وهب 61
519

أم هانئ 62
أم هانئ بنت أبي طالب 63
أم الهثيم 64
امرأة أبي ذر 65
أميمة 66
امرأة الهيثم بن الأسود 67
" حرف الباء "
بريرة 68
بكارة الهلالية 69
بنت حليمة السعدية 70
" حرف الثاء "
ثويبة مولاة أبي لهب 71
" حرف الجيم "
جذامة 72
جرداء بنت سمير 73
جروة بنت غالب 74
جويرية بنت الحارث 75
حبابة الوالبية 76
حبيبة بنت جحش 77
حبى أخت ميسر 78
520

حزامة بنت وهب 79
حفصة بنت عمر 80
حكيمة بنت أبي جعفر الثاني (عليه السلام) 81
حكيمة بنت الكاظم (عليه السلام) 82
حمادة بنت الحسن 83
حمادة بنت رجاء 84
حمنة بنت جحش 85
حميدة البربرية (أم الكاظم (عليه السلام)) 86
حميدة بنت الحارث 87
حمينة بنت أبي طلحة (العبدري) 88
خدامة بنت وهب 89
خديجة بنت خويلد 90
خديجة بنت عمر الأشرف 91
خديجة بنت محمد 92
خديجة بنت محمد الجواد (عليه السلام) 93
خنساء بنت عمرو السلمية 94
خولة بنت ثامر 95
خولة بنت ثعلبة 96
خولة بنت حكيم 97
خولة بنت عاصم 98
خولة بنت قيس 99
خولة بنت الهذيل 100
خولة بنت اليمان 101
521

" حرف الدال "
دارمية الحجونية 102
درة بنت أبي لهب 103
الرباب امرأة الحسين (عليه السلام) 104
الربيع بنت معوذ 105
رحيم أم ولد الحسين بن على بن يقطين 106
رقية أخت الزهري 107
رقية بنت النبي (صلى الله عليه وآله) 108
رملة بنت شيبة 109
ريحانة 110
" حرف الزاى "
الزرقاء بنت عدي 111
زهراء أم أحمد 112
زينب بنت أبي سلمة وأم سلمة 113
زينب امرأة ابن مسعود 114
زينب الأنصارية 115
زينب بنت أبي الجون 116
زينب بنت جحش 117
زينب بنت خزيمة الهلالية زوج البني (صلى الله عليه وآله) 118
زينب بنت الرسول (صلى الله عليه وآله) 119
زينب بنت علي (عليه السلام) 120
زينب العطارة الحولاء 121
522

زينب بنت عميس 122
زينب بنت كعب بن عجرة 123
زينب بنت محمد بن يحيى 124
" حرف السين "
سالمة مولاة الصادق (عليه السلام) 125
سبيعة الأسلمية، بنت الحارث 126
سديسة الأنصارية 127
سرية 128
سعدة بنت قمامة 129
سعيدة جارية الصادق (عليه السلام) 130
سعيدة ومنة 131
سعيدة 132
سكينة بنت الحسين (عليه السلام) 133
سلمى امرأة أبي رافع 134
سلمى بنت عميس 135
سلمى خادم النبي (صلى الله عليه وآله) 136
سمراء بنت نهيك (الأسدية) 137
سمية أم زياد 138
سمية أم عمار 139
سنا 140
سودة بنت زمعة 141
سودة بنت عمارة بن الأسك 142
523

سهلة بنت سهيل 143
" حرف الشين "
شراف أخت دحية الكلبي 144
شنباء 145
شهربانو 146
" حرف الصاد "
صفية بنت حي بن أخطب 147
صفية بنت عبد المطلب 148
صفية بنت يونس أبي إسحاق 149
" حرف العين "
عائشة بنت أبي بكر 150
عكرشة بنت الأطش 151
علية بنت علي بن الحسين 152
عمرة بنت نفيل 153
عمرة بنت يزيد 154
عمرة الكنانية 155
عميرة بنت أوس بن الخضر 156
عميرة بنت سهل بن رافع الأنصاري 157
" حرف الغين "
غدر جدة محمد بن يحيى (الصولي) 158
524

غنيمة بنت عبد الرحمن 159
" حرف الفاء "
فاطمة بنت أبي حبيش 160
فاطمة بنت أسد 161
فاطمة بنت الأسود 162
فاطمة بنت الباقر (عليه السلام) 163
فاطمة بنت حبابة الوالبية 164
فاطمة بنت الحسين (عليه السلام) 165
فاطمة بنت الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) 166
فاطمة بنت الرضا (عليه السلام) 167
فاطمة بنت السجاد (عليه السلام) 168
فاطمة بنت الصادق (عليه السلام) 169
فاطمة بنت الضحاك 170
فاطمة بنت علي (عليه السلام) 171
فاطمة بنت قيس الفهرية 172
فاطمة بنت موسى بن جعفر (عليه السلام) 173
فاطمة بنت هارون بن موسى 174
" حرف القاف "
قتيلة 175
قنواء بنت رشيد 176
قيلة بنت مخرمة 177
525

" حرف الكاف "
كبشة الخزرجية 178
كبشة بنت معديكرب 179
كلثم الكرخية 180
كلثوم بنت سليم 181
كلثوم بنت يوسف 182
" حرف اللام "
ليلى بنت الخطيم 183
ليلى الغفارية 184
ليلى 185
ليلى المزنية 186
" حرف الميم "
مارية القبطية 187
مارية بنت منقذ أو سعيد 188
مريسة بنت موسى بن يونس 189
مسيكة 190
معاذة بنت عبد الله 191
معاذة الغفارية 192
مليكة بنت خارجة 193
مليكة الكنانية 194
ميمونة بنت الحارث الهلالية 195
526

" حرف النون "
نسيبة بنت كعب بن عمرو 196
نوار بنت مالك بن عقرب 197
" حرف الهاء "
هند بنت ربيعة بن الحارث 198
هند بنت زيد 199
هند بنت عتبة 200
هند الناعطية 201
الخاتمة
وهي تشتمل على ثلاث وثلاثين فائدة ص 353 - 375
527

الدر النضير
في المكنين بأبي بصير
رقم الصفحة
تحقيق حال الرجال المكنين بأبي بصير من عويصات المسائل الرجالية 379
يصل جمع المذكورين منهم إلى ثمانية 380
جمع آخر مكنون بأبي بصير خارجون عن محل البحث:
1 - أبوبصير جاهلي 383
2 - أبوبصير صحابي 383
3 - أبوبصير تابعي 384
4 - أبوبصير منجم 385
5 - أبوبصير شاعر 385
تحقيق الأربعة المذكورين في كلام القدماء:
1 - عبد الله بن محمد الأسدي 385
نقد مؤلفات شيخ الطائفة (رحمه الله) 395
المناقشة فيما حققه القهبائي (قدس سره) 413
2 - يوسف بن الحارث 418
3 - ليث بن البختري المرادي 423
4 - يحيى بن أبي القاسم الأسدي 448
528