الكتاب: علل الترمذي
المؤلف: محمد بن سورة
الجزء:
الوفاة: ٢٧٩
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق:
الطبعة: الثانية
سنة الطبع: ١٤٠٣
المطبعة: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت
ردمك:
ملاحظات:

بسم الله الرحمن الرحيم
شفاء العلل
في شرح كتاب العلل
أخبرنا الكروخي أخبرنا القاضي أبو عامر الأزدي والشيخ أبو
بكر الغورجي وأبو مظفر الدهان قالوا أخبرنا أبو محمد الجراحي
أخبرنا أبو العباس المحبوبي أخبرنا أبو عيسى الترمذي قال جميع
ما في هذا الكتاب من الحديث هو معمول به وبه أخذ بعض أهل العلم
ما خلا حديثين حديث ابن عباس: (أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع
بين الظهر والعصر بالمدينة والمغرب والعشاء من غير خوف ولا سفر
ولا مطر). وحديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا شرب الخمر
فاجلدوه فإن عاد في الرابعة فاقتلوه). وقد بينا علة الحديثين جميعا في
الكتاب وما ذكرنا في هذا الكتاب من اختيار الفقهاء فما كان
فيه من قول سفيان الثوري فأكثره ما حدثنا به محمد بن عثمان الكوفي
حدثنا عبيد الله بن موسى عن سفيان ومنه ما حدثني به أبو الفضل
مكتوم بن العباس الترمذي.
حدثنا محمد بن يوسف الفريابي عن سفيان وما كان من قول مالك
ابن أنس فأكثره ما حدثنا به إسحاق بن موسى الأنصاري أخبرنا
392

معن بن عيسى القزاز عن مالك بن أنس وما كان فيه من أبواب
الصوم فأخبرنا به أبو مصعب المديني عن مالك بن أنس. وبعض كلام
مالك ما أخبرنا به موسى بن حزام أخبرنا عبد الله بن مسلمة القعنبي
عن مالك بن أنس.
وما كان فيه من قول ابن المبارك فهو ما حدثنا به أحمد بن عبدة
الآملي عن أصحاب ابن المبارك عنه ومنه ما روى عن ابن وهب عن ابن
المبارك ومنه ما روي عن علي بن الحسن عن عبد الله بن المبارك ومنه
ما روى عن عبدان عن سفيان بن عبد الملك عن ابن المبارك ومنه ما روى
عن حبان بن موسى عن ابن المبارك ومنه ما روى عن وهب بن زمعة
عن فضالة النسوي عن عبد الله بن المبارك وله رجال مسمون سوى
من ذكرنا عن ابن المبارك.
وما كان فيه من قول الشافعي فأكثره ما أخبرني به الحسن بن محمد
الزعفراني عن الشافعي وما كان من الوضوء والصلاة حدثنا به أبو
الوليد المكي عن الشافعي ومنه ما حدثنا أبو إسماعيل أخبرنا يوسف
ابن يحيى القرشي البويطي عن الشافعي وذكر فيه أشياء عن الربيع
عن الشافعي وقد أجاز لنا الربيع ذلك وكتب به إلينا.
وما كان فيه من قول أحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم فهو
ما أخبرنا به إسحاق بن منصور عن أحمد وإسحاق إلا ما في أبواب الحج
والديات والحدود فإني لم أسمعه من إسحاق بن منصور وأخبرني به
393

محمد بن موسى الأصم عن إسحاق بن منصور عن أحمد وإسحاق وبعض
كلام إسحاق بن إبراهيم أخبرنا به محمد بن أفلح عن إسحاق وقد بينا هذا على
وجهه في الكتاب الذي فيه الموقوف وما كان فيه من ذكر العلل
في الأحاديث والرجال والتاريخ فهو ما استخرجته من كتب التاريخ
وأكثر ذلك ما ناظرت به محمد بن إسماعيل ومنه ما ناظرت به عبد الله
بن عبد الرحمن وأبا زرعة وأكثر ذلك عن محمد وأقل شئ فيه
عن عبد الله وأبي زرعة وإنما حملنا على ما بينا في هذا الكتاب من
قول الفقهاء وعلل الحديث لأنا سئلنا عن هذا فلم نفعله زمانا
ثم فعلناه لما رجونا فيه من منفعة الناس لأنا قد وجدنا غير
واحد من الأئمة تكلفوا من التصنيف ما لم يسبقوا إليه منهم هشام بن
حسان وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج وسعيد بن أبي عروبة
ومالك بن أنس وحماد بن سلمة وعبد الله بن المبارك ويحيى بن
زكريا بن أبي زائدة ووكيع بن الجراح وعبد الرحمن بن مهدي
وغيرهم من أهل العلم والفضل صنفوا فجعل الله في ذلك منفعة كثيرة فترجو
لهم بذلك الثواب الجزيل عند الله لما نفع الله به المسلمين فبهم
القدوة فيما صنفوا
وقد عاب بعض من لا يفهم على أهل الحديث الكلام في الرجال
وقد وجدنا غير واحد من الأئمة من التابعين قد تكلموا في الرجال
منهم الحسن البصري وطاووس تكلما في معبد الجهني وتكلم سعيد
394

بن جبير في طلق بن حبيب وتكلم إبراهيم النخعي وعامر الشعبي
في الحارث الأعور وهكذا روي عن أيوب السختياني وعبد الله بن
عون وسليمان التيمي وشعبة بن الحجاج وسفيان الثوري ومالك
بن أنس والأوزاعي وعبد الله بن المبارك ويحيى بن سعيد القطان
ووكيع بن الجراح وعبد الرحمن بن مهدي وغيرهم من أهل العلم أنهم
تكلموا في الرجال وضعفوا جواز الحكم على الرجال والأسانيد وإنما حملهم على ذلك عندنا والله أعلم
النصيحة للمسلمين لا ظن بهم أنهم أرادوا الطعن على الناس أو الغيبة
إنما أرادوا عندنا أن يبينوا ضعف هؤلاء لكي يعرفوا لان بعضهم من الذين
ضعفوا كان صاحب بدعو وبعضهم كان متهما في الحديث وبعضهم
كانوا أصحاب غفلة وكثرة خطأ فأراد هؤلاء الأئمة أن يبينوا أحوالهم
شفقة على الدين وتثبيتا لان الشهادة في الدين أحق أن يثبت فيها من
الشهادة في الحقوق والأموال
وأخبرني محمد بن إسماعيل حدثنا محمد بن يحيى بن سعيد القطان
حدثني أبي قال سألت سفيان الثوري وشعبة ومالك بن أنس وسفيان
بن عيينة عن الرجل تكون فيه تهمة أو ضعف أشكت أو أبين
قالوا بين
4051 - حدثنا محمد بن رافع النيسابوري حدثنا يحيى بن
آدم قال قيل لأبي بكر بن عياش إن أناسا يجلسون ويجلس إليهم
الناس ولا يستأهلون قال فقال أبو بكر بن عياش كل من جلس جلس
395

إليه الناس وصاحب السنة إذا مات أحيا الله ذكره والمبتدع
لا يذكر
4052 - حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق أخبرنا النضر
بن عبد الله الأصم حدثنا إسماعيل بن زكريا عن عاصم عن بن
سيرين قال كان في الزمن الأول لا يسألون عن الاسناد فلما وقعت
الفتنة سألوا عن الاسناد لكي يأخذوا حديث أهل السنة ويدعوا
حديث أهل البدع
4053 - حدثنا محمد بن علي بن الحسن قال سمعت عبدان يقول
قال عبد الله بن المبارك الاسناد عندي من الدين لولا الاسناد لقال
من شاء ما شاء فإذا قيل من حدثك بقي
4054 - حدثنا محمد بن علي أخبرنا حبان بن موسى قال
ذكر لعبد الله بن المبارك حديث فقال تحتاج لهذا أر كان من آجر قال أبو عيسى يعني
أنه ضعيف إسناده
4055 - حدثنا أحمد بن عبدة حدثنا وهب بن زمعة عن عبد
الله بن المبارك أنه ترك حديث الحسن بن عمارة والحسن بن دينار
وإبراهيم بن محمد الأسلمي ومقاتل بن سليمان وعثمان البري وروح بن
مسافر وأبي شيبة الواسطي وعمرو بن ثابت وأيوب بن خوط وأيوب
بن سويد ونضر بن طريف هو أبو جزء والحكم وحبيب الحكم روى
له حديثا في كتاب الرفاق ثم تركه وقال حبيب لا أدري قال أحمد بن
396

عبدة وسمعت عبدان قال كان عبد الله بن المبارك قرأ أحاديث بكر
بن خنيس فكان أخيرا إذا أتى عليها أعرض عنها وكان لا يذكره
قال أحمد حدثنا أبو وهب قال سموا لعبد الله بن المبارك رجلا
يتهم في الحديث فقال لان أقطع الطريق أحب إلي من أن أحدث عنه قال
أخبرني موسى بن حزام قال سمعت يزيد بن هارون يقول لا يحل
لاحد أن يروي عن سليمان بن عمرو النخعي الكوفي
وسمعت أحمد بن الحسن يقول كنا عند أحمد بن حنبل فذكروا
من تجب عليه الجمعة فذكروا فيه عن بعض أهل العلم من التابعين
وغيرهم فقلت فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث فقال عن النبي
صلى الله عليه وسلم قلت نعم
4056 - حدثنا أحمد بن الحسن حدثنا حجاج بن نصير حدثنا المبارك بن عباد عن
عبد الله بن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم الجمعة على من آواه الليل إلى أهله قال فغضب أحمد
بن حنبل وقال استغفر ربك استغفر ربك مرتين قال أبو عيسى وإنما فعل هذا أحمد بن حنبل
لأنه لم يصدق هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم لضعف إسناده لأنه لم
يعرفه عن النبي صلى الله عليه وسلم والحجاج بن نصير يضعف في الحديث
وعبد الله بن سعيد المقبري ضعفه يحيى بن سعيد القطان جدا في الحديث قال أبو عيسى
فكل من روى عنه حديث ممن يتهم أو يضعف لغفلته وكثرة
خطئه ولا يعرف ذلك الحديث إلا من حديثه فلا يحتج به وقد روى
397

غير واحد من الأئمة عن الضعفاء وبينوا أحوالهم للناس
4057 - حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن المنذر الباهلي حدثنا
يعلى بن عبيد قال لنا سفيان الثوري اتقوا الكلبي فقيل له فإنك
تروي عنه قال أنا أعرف صدقه من كذبه قال
وأخبرني محمد بن إسماعيل حدثني يحيى بن معين حدثنا عفان عن أبي
عوانة قال لما مات الحسن البصري اشتهيت كلامه فتتبعته عن
أصحاب الحسن فأتيت به أبان بن أبي عياش فقرأه علي كله عن الحسن
فما أستحل أن أروي عنه شيئا قال أبو عيسى قد روى عن أبان بن أبي عياش غير
واحد من الأئمة وإن كان فيه من الضعف والغفلة ما وصفه أبو عوانة
وغيره فلا تعتبر برواية الثقات عن الناس لأنه يروي عن أبي سيرين
أنه قال إن الرجل يحدثني فما أتهمه ولكن أتهم من فوقه
وقد روى غير واحد عن إبراهيم النخعي عن عبد الله بن
مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقنت في وتره قبل الركوع
وروى أبان بن أبي عياش عن إبراهيم النخعي عن علقمة عن عبد الله
بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقنت في وتره قبل الركوع
هكذا روى سفيان الثوري عن أبان بن أبي عياش وروى بعضهم عن
أبان بن أبي عياش بهذا الاسناد نحو هذا وزاد فيه قال عبد الله بن
مسعود وأخبرتني أمي أنها باتت عند النبي صلى الله عليه وسلم فرأت النبي
صلى الله عليه وسلم قنت في وتره قبل الركوع قال أبو عيسى وأبان بن أبي عياش
398

وإن كان قد وصف بالعبادة والاجتهاد فهذه حاله في الحديث والقوم
كانوا أصحاب حفظ فرب رجل وإن كان صالحا لا يقيم الشهادة ولا
يحفظها فكل من كان متهما في الحديث بالكذب أو كان مغفلا
يخطئ الكثير فالذي اختاره أكثر أهل الحديث من الأئمة أن
لا يشتغل بالرواية عنه ألا ترى أن عبد الله بن المبارك حدث عن قوم
من أهل العلم فلما تبين له أمرهم ترك الرواية عنهم وقد تكلم
بعض أهل الحديث في قوم من جلة أهل العلم وضعفوهم من قبل حفظهم
ووثقهم آخرون من الأئمة بجلالتهم وصدقهم وإن كانوا قد وهموا
في بعض ما رووا قد تكلم يحيى بن سعيد القطان في محمد بن عمرو
ثم روى عنه
4058 - حدثنا أبو بكر عبد القدوس بن محمد العطار
البصري حدثنا علي بن المديني قال سألت يحيى بن سعيد عن محمد بن
عمرو بن علقمة قال تريد العفو أو تشدد فقال لا بل أشدد
قال ليس هو ممن تريد كان يقول أشياخنا أبو سلمة ويحيى بن
عبد الرحمن بن حاطب قال يحيى وسألت مالك بن أنس عن محمد بن
عمرو فقال فيه نحو ما قلت قال علي قال يحيى ومحمد بن عمرو
أعلى من سهيل بن أبي صالح وهو عندي فوق عبد الرحمن بن حرملة
قال علي فقلت ليحيى ما رأيت من عبد الرحمن بن حرملة قال لو
شئت أن ألقنه لفعلت قلت كان يلقن قال نعم قال علي ولم يرو
399

يحيى عن شريك ولا عن أبي بكر بن عياش ولا عن الربيع بن
صبيح ولا عن المبارك بن فضالة
قال أبو عيسى وإن كان يحيى بن سعيد القطان قد ترك الرواية عن هؤلاء
فلم يترك الرواية عنهم أنه اتهمهم بالكذب ولكنه تركهم لحال
حفظهم ذكر عن يحيى بن سعيد أنه كان إذا رأى الرجل يحدث
عن حفظه مرة هكذا ومرة هكذا لا يثبت على رواية واحدة تركه
وقد حدث عن هؤلاء الذين تركهم يحيى بن سعيد القطان عبد الله بن
المبارك ووكيع بن الجراح وعبد الرحمن بن مهدي وغيرهم من الأئمة قال أبو عيسى
وهكذا تكلم بعض أهل الحديث في سهيل بن أبي صالح ومحمد بن
إسحاق وحماد بن سلمة ومحمد بن عجلان وأشباه هؤلاء من الأئمة إنما
تكلموا فيهم من قبل حفظهم في بعض ما رووا وقد حدث
عنهم الأئمة
4059 - حدثنا الحسن بن علي الحلواني أخبرنا علي بن المديني
قال قال سفيان بن عيينة كنا نعد سهيل بن أبي صالح ثبتا
في الحديث
4060 - حدثنا بن أبي عمر قال قال سفيان بن عيينة كان
محمد بن عجلان ثقة مأمونا في الحديث قال أبو عيسى وإنما تكلم يحيى بن سعيد
القطان عندنا في رواية محمد بن عجلان عن سعيد المقبري
4061 - حدثنا أبو بكر عن علي بن عبد الله قال قال يحيى
400

ابن سعيد قال محمد بن عجلان أحاديث سعيد المقبري بعضها سعيد عن
أبي هريرة وبعضها سعيد عن رجل عن أبي هريرة فاختلطت علي فصيرتها
عن سعيد عن أبي هريرة فإنما تكلم يحيى بن سعيد عندنا في بن
عجلان لهذا
وقد روى يحيى عن بن عجلان الكثير قال أبو عيسى وهكذا من تكلم في بن
أبي ليلى إنما تلك فيه من قبل حفظه قال علي قال يحيى بن سعيد القطان
روى شعبة عن بن أبي ليلى عن أخيه عيسى عن عبد الرحمن بن أبي
ليلى عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم في العطاء قال يحيى
ثم لقيت بن أبي ليلى فحدثنا عن أخيه عيسى عن عبد الرحمن بن
أبي ليلى عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال أبو عيسى ويروى عن بن أبي ليلى نحو هذا غير شئ كان
يروى شيئا مرة هكذا ومرة هكذا يعني الاسناد وإنما جاء هذا
من قبل حفظه وأكثر من مضى من أهل العلم كانوا لا يكتبون
ومن كتب منهم إنما كان يكتب لهم بعد السماع وسمعت أحمد
بن الحسن يقول سمعت أحمد بن حنبل يقول بن أبي ليلى لا يحتج به
وكذلك من تكلم من أهل العلم في مجالد بن سعيد وعبد الله بن
لهيعة وغيرهم إنما تكلموا فيهم من قبل حفظهم وكثرة خطئهم
وقد روى عنهم غير واحد من الأئمة فإذا انفرد أحد من هؤلاء
بحديث ولم يتابع عليه لم يحتج به كما قال أحمد بن حنبل
401

بن أبي ليلى لا يحتج به إنما عنى إذا تفرد بالشئ وأشد ما يكون
هذا إذا لم يحفظ الاسناد فزاد أو نقص أو غير الاسناد أو
جاء بما يتغير فيه المعنى الرواية بالمعنى فأما من أقام الاسناد وحفظه وغير اللفظ
فإن هذا واسع عند أهل العلم إذا لم يتغير المعنى
4062 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي
أخبرنا معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن مكحول عن واثلة
بن الأسقع قال إذا حدثناكم على المعنى فحسبكم
4063 - حدثنا يحيى بن موسى حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر
عن أيوب عن محمد بن سيرين قال كنت أسمع الحديث من عشرة
اللفظ مختلف والمعنى واحد
4064 - حدثنا أحمد بن منيع حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري
عن بن عون قال كان إبراهيم النخعي والحسن والشعبي يأتون بالحديث
على المعاني وكان القاسم بن محمد ومحمد بن سيرين ورجاء بن حياة
يعيدون الحديث على حروفه
4065 - حدثنا علي بن خشرم أخبرنا حفص بن غياث عن عاصم
الأحول قال قلت لأبي عثمان النهدي إنك تحدثنا بالحديث ثم تحدثنا
به على غير ما حدثتنا قال عليك بالسماع الأول
4066 - حدثنا الجارود حدثنا وكيع عن الربيع بن صبيح
عن الحسن قال إذا أصبت المعنى أجزأك
402

4067 - حدثنا علي بن حجر أخبرنا عبد الله بن المبارك عن
سيف هو بن سليمان قال سمعت مجاهدا يقول أنقص من الحديث إن
شئت ولا تزد فيه
4068 - حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث أخبرنا زيد بن
حباب عن رجل قال خرج إلينا سفيان الثوري فقال إن قلت لكم
أني أحدثكم كما سمعت فلا تصدقوني إنما هو المعنى
4069 - حدثنا الحسن بن حريث قال سمعت وكيعا يقول إن
لم يكون المعنى واسعا فقد هلك الناس قال أبو عيسى وإنما تفاضل أهل العلم بالحفظ
والاتقان والتثبت عند السماع مع أنه لم يسلم من الخطأ والغلط كبير
أحد من الأئمة مع حفظهم
4070 - حدثنا محمد بن حميد الرازي حدثنا جرير عن عمارة
بن القعقاع قال قال لي إبراهيم النخعي إذا حدثتني فحدثني عن أبي
زرعة بن عمرو بن جرير فإنه حدثني مرة بحديث ثم سألته بعد ذلك
بسنين فما أخرم منه حرفا
4071 - حدثنا أبو حفص عن عمرو بن علي حدثنا يحيى بن سعيد
القطان عن موسى عن منصور قال قلت لإبراهيم ما لسالم بن أبي الجعد
أتم حديثا منك قال لأنه كان يكتب
4072 - حدثنا عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار حدثنا
سفيان قال قال عبد الملك بن عمير إني لأحدث بالحديث فما أدع
403

منه حرفا
4073 - حدثنا الحسين بن مهدي البصري حدثنا عبد الرزاق
أخبرنا معمر قال قتادة ما سمعت أذناي شيئا قط إلا وعاه قلبي
4074 - حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي حدثنا سفيان
بن عيينة عن عمرو بن دينار قال ما رأيت أحد أنص للحديث من
الزهري
4075 - حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا سفيان بن
عيينة قال قال أيوب السختياني ما علمت أحدا كان أعلم بحديث أهل
المدينة بعد الزهري من يحيى بن أبي كثير
4076 - حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا سليمان بن حرب
أخبرنا حماد بن زيد قال كان بن عون يحدث فإذا حدثته عن أيوب
بخلافه تركه فأقول قد سمعته فيقول إن أيوب أعلمنا بحديث
محمد بن سيرين
4077 - حدثنا أبو بكر عن علي بن عبد الله قال قلت ليحيى
بن سعيد أيهما أثبت هشام الدستوائي أم مسعر قال ما رأيت مثل مسعر كان
مسعر من أثبت الناس
4078 - حدثنا أبو بكر عبد القدوس بن محمد قال حدثني أبو
الوليد قال سمعت حماد بن زيد يقول ما خالفني شعبة في شئ إلا
تركته قال قال أبو بكر وحدثني أبو الوليد قال قال لي
404

حماد بن سلمة إن أردت الحديث فعليك بشعبة
4079 - حدثنا عبد بن حميد حدثنا أبو داود قال شعبة
ما رويت عن رجل حديثا واحدا إلا أتيته أكثر من مرة والذي رويت
عنه عشرة أحاديث أتيته أكثر من عشر مرار والذي رويت عنه خمسين
حديثا أتيته أكثر من خمسين مرة والذي رويت عنه مائة أتيته
أكثر من مائة مرة إلا حيان البارقي فإني سمعت منه هذه
الأحاديث ثم عدت إليه فوجدته قد مات
4080 - حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا عبد الله بن أبي الأسود
أخبرنا بن مهدي قال سمعت سفيان يقول شعبة أمير المؤمنين
في الحديث
4081 - حدثنا أبو بكر عن علي بن عبد الله قال سمعت يحيى
بن سعيد يقول ليس أحد أحبي إلي من شعبة ولا يعدله أحد عندي
وإذا خالفه سفيان أخذت بقول سفيان قال علي قلت ليحيى أيهما
كان أحفظ للأحاديث الطوال سفيان أو شعبة قال كان شعبة أمر
فيها قال يحيى وكان شعبة أعلم بالرجال فلان عن فلان
وكان سفيان صاحب أبواب
4082 - حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث قال سمعت وكيعا
يقول قال شعبة سفيان أحفظ مني ما حدثني سفيان عن شيخ بشئ
فسألته إلا وجدته كما حدثني سمعت إسحاق بن موسى الأنصاري
405

قال سمعت معن بن عيسى القزاز يقول كان مالك بن أنس يشدد في حديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم في الياء والتاء ونحو هذا
4083 - حدثنا أبو عيسى حدثني إبراهيم بن عبد الله بن قريم
الأنصاري قاضي المدينة قال مر مالك بن أنس على أبي حازم وهو
جالس فجازه فقيل له لم لم تجلس فقال إني لم أجد موضعا
أجلس فيه وكرهت أن آخذ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأنا قائم
4084 - حدثنا أبو بكر عن علي بن عبد الله قال قال يحيى
بن سعيد مالك عن سعيد بن المسيب أحب إلي من سفيان الثوري عن
إبراهيم النخعي قال يحيى ما في القوم أحد أصح حديثا من مالك بن
أنس كان مالك إماما في الحديث سمعت أحمد بن الحسن يقول سمعت
أحمد بن حنبل يقول ما رأيت بعني مثل يحيى بن سعيد القطان
قال وسئل أحمد بن حنبل عن وكيع وعبد الرحمن بن مهدي فقال أحمد
وكيع أكبر في القلب وعبد الرحمن إمام سمعت محمد بن عمرو بن
نبهان بن صفوان الثقفي البصري يقول سمعت علي بن المديني
يقول لو حلفت بين الركن والمقام لحلفت أني لم أر أحدا أعلم
من عبد الرحمن بن مهدي
قال أبو عيسى والكلام في هذه والرواية عن أهل العلم تكثير وإنما
بينا شيئا منه على الاختصار ليستدل به على منازل أهل العلم وتفاضل
406

بعضهم على بعض في الحفظ والاتقان ومن تكلم فيه من أهل العلم
لأي شئ تكلم فيه القراءة على العالم قال أبو عيسى والقراءة على العالم إذا كان يحفظ ما يقرأ عليه
أو يمسك أصله فيما يقرأ عليه إذا لم يحفظ هو صحيح عند أهل الحديث
مثل السماع
4085 - حدثنا حسين بن مهدي البصري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا
بن جريج قال قرأت على عطاء بن أبي رباح فقلت له كيف
أقول فقال قد
4086 - حدثنا سويد بن نصر أخبرنا علي بن الحسين بن واقد عن أبي
عصمة عن يزيد النحوي عن عكرمة أن نفرا قدموا على بن عباس من أهل
الطائف يكتب من كتبه فجعل يقرأ عليهم فيقدم ويؤخر فقال
إني بلهت لهذه المصيبة فاقرءوا علي فإن إقراري به كقراءتي عليكم
4087 - حدثنا سويد بن نصر أخبرنا علي بن الحسين بن واقد عن أبيه عن
منصور بن المعتمر قال إذا ناول الرجل كتابه آخر فقال ارو هذا
عني فله أن يرويه وسمعت محمد بن إسماعيل يقول سألت أبا عاصم
النبيل عن حديث فقال اقرأ علي فأحببت أن يقرأ هو فقال
أأنت لا يجيز القراءة وقد كان سفيان الثوري ومالك بن أنس
يجيزان القراءة
4088 - حدثنا أحمد بن الحسين حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي
البصري قال قال عبد الله بن وهب ما قلت حدثنا فهو ما سمعت مع
407

الناس وما قلت حدثني فهو ما سمعت وحدي وما قلت أخبرنا فهو
ما قرئ على العالم وأنا شاهد وما قلت أخبرني فهو ما قرأت على العالم
يعني وأنا وحدي وسمعت أبا موسى محمد بن المثنى يقول سمعت
يحيى بن سعيد القطان يقول حدثنا وأخبرنا واحد
قال أبو عيسى كنا عند أبي مصعب المديني فقرئ عليه بعض
حديثه فقلت له كيف تقول فقال قل حدثنا أبو مصعب
قال أبو عيسى وقد أجاز بعض أهل العلم الإجازة إذا أجاز العالم لاحد
أن يروي لاحد عنه شيئا من حديثه فله أن يروى عنه
4089 - حدثنا محمود بن غيلان حدثنا وكيع عن عمران بن
حدير عن أبي مجلز عن بشير بن نهيك قال كتبت كتابا عن
أبي هريرة فقالت أرويه عنك فقال نعم
4090 - حدثنا محمد بن إسماعيل الواسطي حدثنا محمد بن الحسن الواسطي
عن عوف الأعرابي قال قال رجل للحسن عندي بعض حديثك
أرويه عنك قال نعم
قال أبو عيسى ومحمد بن الحسن إنما يعرف بمحبوب بن الحسن
وقد حدث عنه غير واحد من الأئمة
4091 - حدثنا الجارود بن معاذ حدثنا أنس بن عياض عن
عبيد الله بن عمر قال قال أتيت الزهري بكتاب فقلت هذا من
حديثك أرويه عنك قال نعم
408

4092 - حدثنا أبو بكر عن علي بن عبد الله عن يحيى بن سعيد قال
جاء بن جريج إلى هشام بن عروة بكتاب فقال هذا حديثك أرويه
سعيد قال عنك فقال نعم قال يحيى فقلت في نفسي لا أدري
أيهما أعجب أمرا قال علي سألت يحيى بن سعيد عن حديث بن جريج
قال عن عطاء الخراساني فقال ضعيف فقلت إنه يقول أخبرني
جريج لا شئ إنما هو كتاب دفعه إليه
قال أبو عيسى والحديث إذا كان مرسلا فإنه لا يصح عند أكثر
أهل الحديث قد ضعفه غير واحد منهم
4093 - حدثنا علي بن حجر أخبرنا بقية بن الوليد عن عتبة
بن أبي حكيم قال سمع الزهري إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة
يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الزهري قاتلك الله
يا بن أبي فروة نجيئنا بأحاديث ليست لها خطم ولا أزمة
4094 - حدثنا أبو بكر عن علي بن عبد الله قال قال يحيى بن سعيد
مرسلات مجاهد أحب إلي من مرسلات عطاء بن أبي رباح بكثير
كان عطاء يأخذ عن كل ضرب قال علي قال يحيى مرسلات سعيد
بن جبير أحبي إلي من مرسلات عطاء قلت ليحيى مرسلات مجاهد
أحب إليك أم مرسلات طاوس قال ما أقربهما قال علي وسمعت
يحيى بن سعيد يقول مرسلات أبي إسحاق عندي شبه لا شئ
والأعمش والتيمي ويحيى بن أبي كثير ومرسلات بن عيينة شبه الريح
409

ثم قال إي والله وسفيان بن سعيد قلت ليحيى فمرسلات مالك قال
هي أحب إلي ثم قال يحيى ليس في القوم أحد أصح حديثا
من مالك
4095 - حدثنا سوار بن عبد الله العنبري قال سمعت يحيى بن
سعيد القطان يقول ما قال الحسن في حديثه قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم إلا وجدنا له أصلا إلا حديثا أو حديثين
قال أبو عيسى ومن ضعف المرسل فإنه ضعف من قبل أن هؤلاء
الأئمة حدثوا عن الثقات وغير الثقات فإذا روى أحدهم
حديثا وأرسله لعله أخذه عن غير ثقة قد تكلم الحسن البصري في
معبد الجهني ثم روى عنه
4096 - حدثنا بشر بن معاذ البصري حدثنا مرحوم بن
عبد العزيز العطار حدثني أبي وعمي قالا سمعنا الحسن يقول إياكم
ومعبد الجهني فإنه ضال مضل
قال أبو عيسى ويروى عن الشعبي حدثنا الحارث الأعور
وكان كذابا وسمعت محمد بن بشار يقول سمعت عبد الرحمن بن
مهدي يقول ألا تعجبون من سفيان بن عيينة لقد تركت لجابر
الجعفي بقوله لما حكى عنه أكثر من ألف حديث ثم هو يحدث
عنه قال محمد بن بشار وترك عبد الرحمن بن مهدي حديث جابر
الجعفي وقد احتج بعض أهل العلم بالمرسل أيضا
410

حدثنا أبو عبيدة بن أبي السفر الكوفي حدثنا سعيد بن
عامر عن شعبة عن سليمان الأعمش قال قلت لإبراهيم النخعي
أسند لي عن عبد الله بن مسعود فقال إبراهيم إذا حدثتك عن رجل عن
عبد الله فهو الذي سميت وإذا قلت قال عبد الله فهو عن غير واحد
عن عبد الله وقد اختلف الأئمة من أهل العلم في تضعيف الرجال كما
اختلفوا في سوى ذلك من العلم ذكر عن شعبة أنه ضعف
أبا الزبير المكي وعبد الملك بن أبي سليمان وحكيم بن جبير وترك
الرواية عنهم ثم حدث شعبة عمن هو دون هؤلاء في الحفظ والعدالة
حدث عن جابر الجعفي وإبراهيم بن مسلم الهجري ومحمد بن عبيد الله
العزرمي وغير واحد ممن يضعفون في الحديث
4098 - حدثنا محمد بن عمرو بن نبهان بن صفوان البصري حدثنا أمية
بن خالد قال قلت لشعبة تدع عبد الملك بن أبي سليمان ونحدث عن
محمد بن عبيد الله العرزمي قال نعم
قال أبو عيسى وقد كان شعبة حدث عن عبد الملك بن أبي
سليمان ثم تركه ويقال إنما تركه لما تفرد بالحديث الذي روى
عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال الرجل أحق بشفعته ينتظر به وإن كان غائبا إذا كان طريقهما واحدا
وقد ثبت عن غير واحد من الأئمة وحدثوا عن أبي الزبير وعبد الملك
بن أبي سليمان وحكيم بن جبير
411

4099 - حدثنا أحمد بن منيع حدثنا هشام حدثنا حجاج
وابن أبي ليلى عن عطاء بن أبي رباح قال كنا إذا خرجنا
من عند جابر بن عبد الله تذاكرنا حديثه وكان أبو الزبير أحفظنا
للحديث
4100 - حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر المكي حدثنا سفيان
بن عيينة قال قال أبو الزبير كان عطاء يقدمني إلى جابر بن
عبد الله أحفظ لهم الحدي
4101 - حدثنا بن أبي عمر حدثنا سفيان قال سمعت أيوب
السختياني يقول حدثني أبو الزبير وأبو الزبير وأبو الزبير
قال سفيان بيده يقبضها
قال أبو عيسى إنما يعني به الاتقان والحفظ ويروى عن
عبد الله بن المبارك قال كان سفيان الثوري يقول كان عبد الملك
بن أبي سليمان ميزانا في العلم
4102 - حدثنا أبو بكر عن علي بن عبد الله قال سألت يحيى
بن سعيد عن حكيم بن جبير فقال تركه شعبة من أجل الحديث
الذي رواه في الصدقة يعني حديث عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال من سأل الناس وله ما يغنيه كان يوم القيامة خموشا
في وجهه قيل يا رسول الله وما يغنيه قال خمسون درهما أو قيمتها
من الذهب قال علي قال يحيى وقد حدث عن حكيم بن جبير
412

سفيان الثوري وزائدة قال علي ولم ير يحيى بحديثه بأسا
4103 - حدثنا محمود بن غيلان حدثنا يحيى بن آدم عن
سفيان الثوري عن حكيم بن جبير بحديث الصدقة قال يحيى بن آدم
فقال عبد الله بن عثمان صاحب شعبة لسفيان الثوري لو غير حكيم
حدث بهذا فقال له سفيان وما لحكيم لا يحدث عنه شعبة قال
نعم فقال سفيان الثوري سمعت زبيدا يحدث بهذا عن محمد بن
عبد الرحمن بن يزيد
قال أبو عيسى وما ذكرنا في هذا الكتاب حديث حسن
فإنما أردنا به حسن إسناده عندنا كل حديث يروى لا يكون في إسناده
من يتهم بالكذب ولا يكون الحديث شاذا ويروى من غير وجه
نحو ذاك فهو عندنا حديث حسن وما ذكرنا في هذا الكتاب
حديث غريب فإن أهل الحديث يستغربون الحديث لمعان رب حديث
يكون غريبا لا يروى إلا من وجه واحد مثل ما حدث حماد بن سلمة
عن أبي العشراء عن أبيه قال قلت يا رسول الله أما تكون الذكاة
إلا في الحلق واللبة فقال لو طعنت في فخذها أجزأ عنك
فهذا حديث تفرد به حماد بن سلمة عن أبي العشراء ولا يعرف
لأبي العشراء عن أبيه إلا هذا الحديث وإن كان هذا الحديث
مشهورا عند أهل العلم وإنما اشتهر من حديث حماد بن سلمة لا يعرف إلا من حديثه
يعني ورب رجل من الأئمة يحدث بالحديث لا يعرف إلا من حديثه
413

فيشتهر الحديث لكثرة من روى عنه مثل ما روى عبد الله بن دينار
عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الولاء وعن هبته وهذا
لا يعرف إلا من حديث عبد الله بن دينار رواه عنه عبيد الله بن
عمر وشعبة وسفيان الثوري ومالك بن أنس وابن عيينة وغير
واحد من الأئمة وروى يحيى بن سليم هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن
بن عمر فوهم فيه يحيى بن سليم والصحيح
هو عبيد الله بن عمر عن عبد الله بن دينار عن بن عمر هكذا روى عبد الوهاب
الثقفي وعبد الله بن نمير عن عبيد الله بن عمر عن عبد الله بن
دينار عن بن عمر وروى المؤمل هذا الحديث عن
شعبة فقال شعبة لوددت أن عبد الله بن دينار أذن لي حتى كنت أقوم إليه
فأقبل برأسه
قال أبو عيسى ورب حديث إنما يستغرب لزيادة تكون في
الحديث وإنما تصح إذا كانت الزيادة ممن يعتمد على حفظه مثل
ما روى مالك بن أنس عن نافع عن بن عمر قال فرض رسول
الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان على كل حر أو عبد
ذكر أو أنثى من المسلمين صاعا من تمر وصاعا من شعير قال
وزاد مالك في هذا الحديث من المسلمين روى أيوب السختياني
وعبيد الله بن عمر وغير واحد من الأئمة هذا الحديث عن نافع
عن بن عمر ولم يذكروا فيه من المسلمين وقد روى بعضهم عن
414

نافع مثل رواية مالك ممن لا يعتمد على حفظه وقد أخذ غير
واحد من الأئمة بحديث مالك واحتجوا به منهم الشافعي وأحمد
بن حنبل قالا إذا كان للرجل عبيد غير مسلمين لم يؤد عنهم
صدقة الفطر واحتجا بحديث مالك فإذا أراد حافظ ممن يعتمد على
حفظه قبل ذلك منه ورب حديث يروى من أوجه كثيرة وإنما
يستغرب لحال الاسناد
4104 - حدثنا أبو كريب وأبو هشام الرفاعي وأبو السائب
والحسين بن الأسود قالوا حدثنا أبو أسامة عن يزيد بن عبد الله بن
أبي بردة عن جده أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال الكافر يأكل في سبعة أمعاء والمؤمن يأكل في معي
واحد قال أبو عيسى هذا حديث غريب من هذا الوجه من قبل إسناده وقد روى
هذا الحديث من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا وإنما يستغرب
من حديث أبي موسى سألت محمود بن غيلان عن هذا الحديث فقال
هذا حديث أبي كريب عن أبي أسامة وسألت محمد بن إسماعيل عن
هذا الحديث فقال هذا حديث أبي كريب عن أبي أسامة لم نعرفه
إلا من حديث أبي كريب عن أبي أسامة فقلت له حدثنا غير واحد عن أبي أسامة
بهذا فجعل يتعجب وقال ما علمت أن أحدا حدث هذا غير أبي كريب
قال محمد كنا نرى أن أبا كريب أخذ هذا الحديث عن أبي أسامة
في المذاكرة
415

4105 - حدثنا عبد الله بن أبي زياد وغير واحد قالوا حدثنا
شبابة بن سوار حدثنا شعبة عن بكير بن عطاء عن عبد الرحمن بن
يعمر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الدباء والمزفت قال أبو عيسى
هذا حديث غريب من قبل إسناده لا نعلم أحدا حدث به عن
شعبة غير شبابة وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من أوجه كثيرة
أنه نهى أن ينتبذ في الدباء والمزفت وحديث شبابة إنما يستغرب
لأنه تفرد به عن شعبة وقد روى شعبة وسفيان الثوري بهذا الاسناد
عن بكير بن عطاء عن عبد الرحمن بن يعمر عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال الحج عرفة فهذا الحديث المعروف عند أهل الحديث
بهذا الاسناد
4106 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا معاذ بن هشام حدثني
أبي عن يحيى بن أبي كثير حدثني أبو مزاحم أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه
يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبع جنازة فصلى عليها
فله قيراط ومن تبعها حتى يقضى قضاؤها فله قيراطان قالوا يا رسول
الله ما القيراطان قال أصغرهما مثل أحد
4107 - حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا مروان بن محمد
عن معاوية بن سلام حدثني يحيى بن أبي كثير حدثنا أبو مزاحم سمع
أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من تبع جنازة فله
قيراط فذكر نحوه بمعناه قال عبد الله وأخبرنا مروان عن معاوية
416

بن سلام قال قال يحيى وحدثني أبو سعيد مولى المهري عن حمزة بن
سفينة عن السائب سمع عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه قلت
لأبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن ما الذي استغربوا من حديثك
بالعراق قال حديث السائب عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم
فذكر هذا الحديث وسمعت محمد بن إسماعيل يحدث بهذا الحديث
عن عبد الله بن عبد الرحمن
قال أبو عيسى وهذا حديث قد روى من غير وجه عن عائشة رضي الله عنها عن
النبي صلى الله عليه وسلم وإنما يستغرب هذا الحديث لحال إسناده لرواية
السائب عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم
حدثنا أبو حفص عمرو بن علي حدثنا يحيى بن سعيد القطان حدثنا
المغيرة بن أبي قرة السدوسي قال سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول قال
رجل يا رسول الله أعقلها وأتوكل أو أطلقها وأتوكل قال اعقلها
وتوكل قال عمرو بن علي قال يحيى بن سعيد هذا عندي
حديث منكر
قال أبو عيسى وهذا حديث غريب من هذا الوجه لا نعرفه من
حديث أنس بن مالك إلا من هذا الوجه وقد روى عن عمرو بن أمية
الضمري عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا خاتمة
وقد وضعنا هذا الكتاب على الاختصار لما رجونا فيه من المنفعة
نسأل الله المنفعة بما فيه وأن لا يجعله
علينا وبالا برحمته آمين
417

آخر الكتاب
والحمد لله وحده على إنعامه وأفضاله، وصلاته وسلامه على سيد
المرسلين
الأمي وصحبه وآله. وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة
إلا بالله العلي العظيم، وله الحمد على التمام. وعلى النبي وآله، وصحبه
أفضل الصلاة وأزكى السلام والحمد لله رب العالمين.
418