الكتاب: معرفة الثقات
المؤلف: العجلي
الجزء: ١
الوفاة: ٢٦١
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق:
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤٠٥
المطبعة:
الناشر: مكتبة الدار - المدينة المنورة
ردمك:
ملاحظات:

معرفة الثقات
للحافظ العجلي
1

حقوق الطبع محفوظة
الطبعة الأولى
1405 ه‍ - 1985 م
الناشر
مكتبة الدار بالمدينة المنورة
شارع السنين. أمام مسجد الإجابة
ص ب (208) هاتف (8383095)
2

معرفة الثقات
من رجال أهل العلم والحديث ومن الضعفاء وذكر مذاهبهم وأخبارهم
للامام الحافظ الناقد
أبى الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي الكوفي نزيل طرابلس الغرب
182 - 261 ه‍
بترتيب الامامين
نور الدين أبى الحسن علي بن أبي بكر * تقى الدين أبى الحسن على
وابن سليمان الهيثمي * ابن عبد الكافي السبكي
735 - 807 ه‍ * 683 - 756 ه‍
مع زيادات
الامام الحافظ شهاب الدين أبى الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
773 - 852 ه‍
دراسة وتحقيق
عبد العليم عبد العظيم البستوي
الجزء الأول
3

بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة المحقق
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستعينه ونستغفره ونؤمن به ونتوكل عليه ونعوذ كل عليه ونعوذ بالله من
شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده اله فلا مضل له ومن يضلل فلا
هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد:
فيسعدني جدا أن أقدم إلى الباحثين وطلبة العلم هدية غالية، ودرة ثمينة ظلت مكنونة محفوظة في الخزائن العلمية أكثر من أحد عشر قرنا لا يطلع عليها إلا
القليل ولا يستفيد منها طلبة العلم إلا من خلال الكتب التي اقتسبت منها. وهي
من أنفس ما وصل إلينا من التراث الاسلامي العظيم من ثمرات جهود المحدثين
وأئمة الجرح والتعديل. ألا وهي كتاب (معرفة الثقات) للإمام أحمد بن عبد الله
ابن صالح العجلي الكوفي نزيل طرابلس الغرب المتوفى 261 ه‍.
وصلتي بهذا الكتاب قديمة. فحينما كنت أعد رسالتي لنيل درجة الماجستير
من جامعة أم القرى بمكة المكرمة، احتجت إلى البحث في تراجم مئات من رواة
الحديث، فكنت أمر كثيرا على أقوال الامام العجلي فأجدها موجزة محكمة يصف
فأعجبت به جدا ورأيت أن مخطوطة الكتاب لا تزيد على 67 ورقة فنسختها
بمساعدة زميلي في الدراسة فضيلة الشيخ عبد القدوس محمد نذير الباحث بمجلس
القضاء الأعلى بالمملكة العربية السعودية حاليا.
وبعد تقديم الرسالة للمناقشة وجدت شيئا من الفراغ في الوقت فعكفت
على هذا الكتاب أملا في خدمته ورغبة في تسهيل الاستفادة منه لطلبة العلم.
وظننت بادئ ذي بدء أنها مهمة سهلة لا تستغرق كثيرا من الوقت.
ولكن لما بدأت العمل تذكرت قول الجاحظ الذي قال:
5

لربما أراد مؤلف الكتاب أن يصلح تصحيفا أو كلمة ساقطة فيكون
إنشاء عشر ورقات من حر اللفظ وشريف المعاني، أيسر عليه من إتمام ذلك
النقص حتى يرده إلى موضعه من اتصال الكلام ".
ولكن مع شعوري الكامل وإحساسي العميق بوعورة الطريق وعظم
المسؤولية وضخامة المهمة، ازددت إعجابا بالكتاب واشتدت رغبتي في خدمته
أكثر من ذي قبل. فاستمررت في تحقيق ما كنت أصبو إليه من إخراج الكتاب في
صورة تليق به حتى بذلت سنوات طويلة وتمكنت من تحقيقه كما هو الآن بين يدي
القراء والباحثين من طلبة هذا العلم الشريف.
واعتمدت في هذا التحقيق على ثلاث نسخ خطية - وإن شئت فقل ثلاثة
كتب - وهي:
ترتيب الامام الهيثمي لثقات العجلي والرمز إليه بالأصل.
ترتيب الامام السبكي له والرمز إليه ب‍ (س).
قطعة من كتاب الثقات للعجلي والرمز إليه ب‍ (ث).
وقد ذكرت أو صاف كل نسخة منها مفصلة في المقدمة.
ولما رأيت أن الامام العجلي مع مكانته العليا وجهده العظيم وجهده العظيم، لم ينل من
الباحثين والمحققين ما يستحقه من عناية واهتمام من الدراسة والبحث لابراز مكانته
العلمية وفضله الكبير على طلبة العلم، وخدمته العظيمة للسنة النبوية المشرفة،
كان لزاما على أن أدرس حياته ومنهجه في الجرح والتعديل قدر استطاعتي. ولما
لم أجد أحدا ممن سبقني تناول هذا الموضوع سوى إشارات قليلة غامضة من بعض
العلماء، وسوى تراجم موجزة لا تتجاوز بضعة أسطر في كتب التراجم
المتعددة، اضطررت أن أستنبط كل ما أريده من كتابه هذا. وقد قدمت الكتاب
بمقدمة متوسطة ليست مسهبة تمل ولا موجزة تخل، فذكرت في الباب الأول منها
حياة العجلي ومكانته العلمية مع الإشارة إلى عصره ورحلاته وشيوخه وتلامذته
ومؤلفاته ومروياته ومنهجه في كتاب الثقات. وفى الباب الثاني ذكرت
ما استطعت معرفته من منهجه في الجرح والتعديل من كتابه هذا.
6

ولما كان الإمامان السبكي والهيثمي قد خدما هذا الكتاب بترتيبه رغبة في
التسهيل على طلبة العلم، وزاد عليهما الحافظ ابن حجر زيادات قيمة مفيدة في
تهذيب التهذيب، كان لابد لي من أن أشير إلى شئ من فضلهم وجهودهم
وصف عملهم ومناهجهم فيه، ولذلك خصصت الباب الثالث من المقدمة
للامام السبكي وترتيبه، والرابع للامام الهيثمي وترتيبه، والخامس للحافظ
ابن حجر وزياداته. رحمهم الله.
وبعد المقدمة يأتي النص المحقق. وكنت أهدف في تحقيقي إلى ثلاثة أمور
مهمة. وهي:
أولا: تحقيق النصوص الموجودة وتصحيحها بأقصى ما يمكن.
ثانيا: تخريج التراجم بذكر مواضعها في المصادر الأخرى، لما فيه من
تسهيل على من يريد مزيدا من البحث والتدقيق.
ثالثا: مقارنة أقوال العجلي بأقوال الآخرين من أئمة الجرح والتعديل لمعرفة
منهج العجلي وأسلوبه في الجرح والتعديل.
فاما ما يتعلق بتحقيق النصوص، فقد اخترت ترتيب الامام الهيثمي كأصل
لعملي، لأنه أدق في الترتيب وأقرب إلى الصحة وأكثر استيعابا لتراجم كتاب
العجلي. ثم قارنت بينه وبين ترتيب السبكي وأثبت ما وجدت من زيادة في كل
منهما سواء كانت ترجمة كاملة أو إضافة كلمات أو فقرات في التراجم الموجودة،
وكذلك قارنتهما بالقطعة المتبقية من ثقات العجلي. فما كان من زيادات السبكي أو
زيادات الثقات جعلته بين قوسين (.....) مع إيضاحه في الحاشية، وما كان مما
تفرد به الهيثمي دون السبكي نبهت عليه في الحاشية أيضا.
كما تتبعت كتاب تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر فوجدت تراجم كثيرة
يذكر فيها قول العجلي، ولم يرد ذكرها في ترتيبي السبكي أو الهيثمي فأضفتها إلى
الكتاب في مواضعها حسب ما يقتضيه الترتيب الهجائي وجعلتها بين معكوفتين
[....] مع إيضاح كل ذلك في التعليقات.
وأما ما يتعلق بتخريج التراجم فان منهجي يختلف قليلا عما جرت عليه
العادة عند كثير من محققي كتب التراجم، إذ الغالب عندهم إنهم يكثرون من
7

ذكر المصادر التي ذكرت تلك الترجمة ولكنني حرصت فقط على تلك المصادر
التي اقتبست عن العجلي لما فيه من فائدة التأكد من صحة النص الموجود في
الكتاب، بالإضافة إلى إرشاد الباحثين إلى المصادر الأخرى لتلك الترجمة. فإذا
كان الراوي من رجال التهذيب فقد اكتفيت بالإشارة إليه مع الكتب الأخرى التي
وجدتها تذكر نصوص العجلي، كتاريخ بغداد وتهذيب تاريخ دمشق وسير أعلام
النبلاء وتذكرة الحفاظ والتحفة اللطيفة وطبقات الحفاظ وشذرات الذهب
وغيرها.
فان وجدت الترجمة في التهذيب وتاريخ بغداد وتهذيب تاريخ دمشق ولم
يذكروا شيئا عن العجلي أشرت إلى موضع الترجمة مع التنبيه على إنهم لم يذكروا
شيئا عن العجلي. وأما ما سوى ذلك من الكتب فان وجدتها تذكر نصوص
العجلي ذكرتها في مصادر الترجمة وإلا تركتها. اللهم إن كان الرجل من الصحابة
أو من الذين اختلف فيهم، فأشير إلى موضع ترجمته في الإصابة وأحيانا في تجريد
أسماء الصحاة ولو لم يذكروا شيئا عن العجلي.
وأما الذين ليسوا هم من رجال التهذيب، فلم أتقيد فيهم بهذا الشرط. بل
أشرت إلى مواضع تراجمهم في الكتب الأخرى دون قصد الاكثار أو الاستيعاب
فان له مجالا آخر.
وأما ما يتعلق بمقارنة أقوال العجلي بغيره، فقد رأيت أن كتاب تقريب
التهذيب للحافظ ابن حجر هو المعتمد في غالب الأحيان عند كثير من العلماء
والباحثين في أيامنا هذه، وفى الوقت نفسه هو خلاصة لما قيل في الرجال أذلين
ذكروا فيه. فقد التزمت أن أذكر قول الحافظ ابن حجر في جميع التراجم التي
ورد ذكرها فيه. أما إن لم تكن الترجمة في التقريب، فإني أذكر أقوال بعض
الأئمة من المصادر الأخرى بدون استيعاب.
ومع أنني بذلت جهدا كبيرا في تخريج التراجم على المنهج المذكور، بقيت
تراجم عديدة لم أجد لها ذكرا في المصادر الأخرى، ولعل مرد ذلك إلى عدم دقتي
في البحث أو قصر باعي في الاطلاع أو عدم توفر بعض المراجع لدى، فتركت
أمرها لمن هم أعلم منى وأطول باعا وأوسع اطلاعا، راجيا منهم أن لا يضنوا بأي
نصح أو إرشاد يمكن أن يوجه إلى طالب مثلي.
8

ومن الممكن أيضا أن يكون بعض هذه التراجم من " المائة سؤال التي
لا توجد في غيره من التواريخ " كما ذكر الوليد بن بكر عن بعض الأئمة الحفاظ من
خراسان، ومن الممكن أيضا أن يكون البعض من هذه التراجم ناشئا من تصحيف
أو تحريف بحيث لا وجود لأصحابها، ولكن الامام العجلي لا يعطينا أي قرائن
أو إشارات نستطيع أن نجزم بها على هذا. فإنه قلما يذكر شيوخ الراوي أو
تلاميذه أو مروياته حتى نستطيع أن نحدد شخصية الراوي. وبالتالي نتمكن من
تصحيح ما قد يكون من خطا أو تصحيف. ومع أنه قد غلب على ظني في كثير
من الأحيان، ولكنني لم أتجاسر بالجزم على هذا ولم أحذف أو أغير شيئا من النسخ
بعض التراجم القليلة من نسخة (ث) فقد ذكرتها في التعليقات دون أن أثبتها في
نص الكتاب لان التحريف فيها كثير.
هذا. وبالإضافة إلى تحقيق النصوص وتخريج التراجم خرجت الأحاديث
المرفوعة الواردة في الكتاب، وكذلك كثيرا من الأحاديث الموقوفة والاخبار
والحكايات، وسيجدها القارئ الكريم ى مواضعها من الكتاب.
كما شرحت الألفاظ الغريبة والأمكنة والأمور الأخرى التي تحتاج إلى
توضيح.
كما عرفت بالأعلام عند اللزوم وليس للجميع، لان الكتاب معظمه عبارة
عن أسماء وتراجم. فلو حاولت أن أترجم لكل الاعلام لأصبح الكتاب أضعاف
ما نراه الآن.
وفى خاتمة الكتاب وضعت فهارس مفصلة للآيات والأحاديث
والموضوعات والأشياء المهمة الأخرى تسهيلا للمراجعة.
وفى الختام أتوجه بالشكر الجزيل إلى كل من مد إلى يد المعونة لانجاز هذا
العمل المتواضع بأي طريقة كانت، وأخص بالذكر منهم فضيلة أستاذنا وشيخنا
المحقق المحدث الشيخ حماد بن محمد الأنصاري أستاذ الحديث في قسم الدراسات
العليا في الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة، الذي يسر لي سبيل الحصول على صور
من النسخ المخطوطة المصورة من مكتبته القيمة. كما تفضل بالاطلاع على عملي
9

تشجيعا لطلبة العلم وتقديرا لجهودهم المتواضعة، فجزاه الله كل خير.
وأسال اله سبحانه وتعالى أن يجعل عملي هذا نافعا مباركا في الدنيا
والآخرة، وينفع به طلبة العلم في مشارق الأرض ومغاربها. وأرجو من كل من
يجد فيه أي خطا أو زلل، أن ينبهني عليه حتى أتمكن من تصحيحه في الطبعات
التالية إن شاء الله تعالى.
وصلى الله عليه سيد المرسلين، عبده ورسوله محمد وعلى آله وأصحابه
أجمعين، ومن تبعهم باحسان إلى يوم الدين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب
العالمين.
عبد العليم عبد العظيم البستوي
مكة المكرة
15 ربيع الأول 1404 ه‍
10

الرموز المستعملة في التحقيق
الأصل: ترتيب الهيثمي
س: ترتيب السبكي
ث: القطعة المتبقية من ثقات العجلي
الأصلان: ترتيب الهيثمي والسبكي
الأصول: الأصل وس وث
خ: البخاري في الصحيح
م: مسلم في الصحيح
د: سنن أبي داود
س: النسائي
ت: الترمذي
ق: سنن ابن ماجة
ع: الجماعة
4: السنن الأربعة
خت: تعليقات البخاري في الصحيح
بخ: له في الأدب المفرد
عخ: له في خلق أفعال العباد
ز: له في جزء القراءة
ى: له في رفع اليدين
مد: لابن داود في المراسيل
صد: له في فضائل الأنصار
خد: له في الناسخ
قد: له في القدر
ف: له في التفرد
ل: له في المسائل
11

كد: له في مسند مالك
تم: الترمذي في الشمائل
عس: النسائي في مسند على
كن: له في مسند مالك
فق: ابن ماجة في التفسير
تمييز: من ليس له رواية في الأمهات الست
12

تنبيه: بعد تسليم هذا الكتاب إلى الناشر بمدة صدرت في بيروت طبعة له باسم
" تاريخ الثقات " قام بتحقيقها رجل فاضل له مساهمات علمية معروفة في مجال
تحقيق التراث ونشره. ولكن فاتته فوائد مهمة في كتابه هذا. ومنها:
1 - أنه اعتمد في تحقيقه هذا على نسخة واحدة وهي النسخة الموجودة بترتيب
الامام الهيثمي. ولم يطلع بل لم يشر إلى وجود نسخ أخرى للكتاب
ولذلك حرم القراء من فوائد كثيرة ومهمة تضمنتها النسخ الأخرى. ومن
هذه الفوائد تراجم كاملة لم ترد في ترتيب الهيثمي أو فقرات وروايات
مهمة أضافتها النسخ الأخرى في التراجم الموجودة في ترتيب الهيثمي.
2 - قد استدرك فضيلته تراجم كثيرة من تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر
وسماها " تضمينات الحافظ ابن حجر " ولكن فاتته في هذا المجال أيضا
تراجم أخرى كثيرة ربما تزيد على مائة ترجمة. ولكنه معذور في هذا
فمراجعة تهذيب التهذيب في مجلداته الاثني عشر أمر ليس بالهين وليس من
المستبعد على أي إنسان أن تفوت منه تراجم من هذا القبيل.
هذا على الرم من أن هناك تراجم غير قليلة ذكرها الهيثمي في الكنى
لشهرة أصحابها بكناهم واتباعا للمؤلف العجلي، فاستدركها فضيلة المحقق
في الأسماء دون أن يشير إلى أن الهيثمي ذكرها في الكنى.
كما أنه استدرك بعض التراجم وذكر أن ابن حجر أورد أقوال العجلي
فيها. ولكن لم أجد ذلك في مواضعها في التهذيب ومنها ترجمة " عمارة
ابن رؤيبة " حيث قال فيه " بصرى ثقة. " و " موسى بن عمرو
ابن سعيد بن العاص مكي ثقة. " ولم يذكر ابن حجر شيئا عن العجلي في
ترجمتهما في التهذيب. ومنها قوله: شعبة بن دينار الهاشمي جائز الحديث قال
أبى: " ما أرى به بأسا. " مع أن قوله: " ما أرى به بأسا " من قول
عبد الله بن أحمد عن أبيه وليس من قول العجلي.
3 - أسقط المحقق ما يقارب ورقة كاملة من آخر المخطوط كان الهيثمي ذكرها
بعنوان " باب الحكايات " ورأى فضيلة المحقق أنه " لا علاقة لها بالموضوع
13

سوى أن المصنف متأثر بالعباد والزاهدين وقد أدرج الكثير منهم في كتابه،
وهذا الباب هو عن العباد والزاهدين. "
وعلى الرغم من أن هذه الحكايات فيها كلمات عديدة غير واضحة
المعنى، لكن كان الأولى عدم إسقاط أي جزء من مخطوط تراثي نادر يقدم
للطبع الأول مرة. ومن الممكن أن يدون المحقق ملاحظاته في التعليقات إذا
لزم الامر.
4 - كما فات المحقق الفاضل تصحيح عدد من الأخطاء الفاحشة التي كانت
موجودة في الأصل. ومنها:
قوله في ترجمة سفيان بن عيينة: " سمع عمرو جابرا يدلس ليس بشئ
وهو مولى مسعر بن كدام من أسفل. " وقال المحقق في الحاشية: " هو
سفيان بن عيينة آخر وذكره المصنف هنا للتمييز ". والحقيقة أنه هو
سفيان بن عيينة الامام المعروف، ولكن النص وقع فيه تحريف عجيب.
وقد بينته في تعليقي.
ومنها ما وقع في ترجمة هشام بن عروة بن الزبير من قول العجلي:
"... لم لكن يحسن يقرأ كتبه، كتبت عنه ثلاثة مجالس. "
وهذا مستحيل. فان العجلي لم يدرك هشام بن عروة بن الزبير حتى
يكتب عنه. ولابد من أنه أراد شخصا آخر وقع اسمه محرفا. ولذلك
ذكره السبكي في ترجمة منفصلة.
ومنها ترجمة " يونس بن فروة الزنديق " فان كل ما جاء فيها هو قول
العجلي في سفيان الثوري. وإنما ورد ذكر الزنديق استطرادا فقط. وقد
بينته في موضعه.
ومنها ما وقع في ترجمة " الزبير بن خريت " من قول العجلي: " وسمع
من أنس بن مالك وكان مع قتيبة بخراسان إلخ " فان هذا جزء من ترجمة
الزبير بن عدي الذي لم يرد ذكره في ترتيب الهيثمي أصلا. وقد ذكره
السبكي.
14

ومنها قوله في " سفيان العضدي " لم أظفر له بترجمة. والحقيقة أن
" العضدي " هنا محرف من " العصفري ". وهو سفيان بن زياد أو دينار
العصفري، مترجم في التهذيب.
وهناك أمثلة أخرى من هذا القبيل.
5 - سقطت تراجم كل من:
سعيد بن زيد بن عقبة ثقة.
ومهاجر أبو الحسن كوفي ثقة.
يزيد بن الربيع أبو خالد بصرى ثقة.
وهذه التراجم موجودة في ترتيب الهيثمي.
6 - أدخل في نص الكتاب كثيرا من التوضيحات والتفسيرات دون أن ينبه
عليها في التعليق. وهذه التفسيرات - بغض النظر عن صحتها أو عدم
صحتها - لا ينبغي أن تضاف إلى النص إلا مع التنبيه عليها في الهامش.
فعلى سبيل المثال:
" إسماعيل بن إبان الغنوي ". وكلمة " الغنوي " ليست في الأصل.
" حجاج بن أبي عثمان الصواف " وكلمة " ابن أبي عثمان " لا توجد
في الأصل.
" مرثد بن عبد الله الزماني " وفى الأصل " مرثد أبو مالك ".
" علي بن بحر بن بري القطان " وقوله " بن بري القطان " ليس في
الأصل:
" عبد الله بن سعيد بن أبي هند، مدني تابعي ثقة " وكان في
الأصل: " عبد الله بن سعيد بن قيس بن قهد إلخ ".
" الحارث بن عبد الله الأعور... كان الحارث متهما [في التشيع] "
وقوله " في التشيع " ليس في الأصل. والحارث منهم في غير التشيع أيضا
عند بعض الأئمة.
وهكذا في تراجم كثيرة لا أستطيع إحصاءها هنا.
15

7 - هناك تعديلات أخرى أيضا أجراها المحقق في نص الكتاب، ونبه عليها في
الهامش. ولكن في صحتها نظر. ومنها:
" أسيد بن أبي يحيى الأشهلي مدني ثقة وقال في الحاشية:
... شهد العقبة وصلى عليه عمر بن الخطاب ودفن بالبقيع. ووقع في
الأصل الأسلمي، وهو تصحيف ".
مع العلم بان الذي شهد العقبة وصلى عليه عمر بن الخطاب - يعتبر
من السابقين إلى الاسلام من الصحابة. وليس من عادة المحدثين إطلاق
كلمات التوثيق في الصحابة فهم كلهم معدلون من الله تعالى. وإنما
اختلفت آراؤهم فيمن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم صغير. أو رآه ولم يسمع منه
فمنهم من يعتبره تابعيا. ولكن الذي شهد العقبة لا مكن أن يكون منهم.
ومنها: " حمزة بن عبد الله بن الزبير " وقال في الحاشية: " ورد
بالأصل " حمزة بن الزبير " وليس للزبير ولد اسمه حمزة. "
مع أن ابن سعد في الطبقات ذكر " حمزة بن الزبر " وقال: هو أخو
مصعب بن الزبير لأبيه وأمه.
وفى ترجمة سفيان الثوري: " كانت بضاعة سفيان الثوري ألفى
حديث " مع أن الذين في ترتيب الهيثمي الذي اعتمده المؤلف: " كان
بضاعة سفيان الثوري ألفين " دون ذكر كلمة " حديث " وفى ترتيب
السبكي " ألفى درهم " وكلمة " حديث " لا توجد في الترتيبين. مع أن
سفيان الثوري من المكثرين في الروايد، حتى قيل إنه أكثر حديثا من مالك
وشعبة وأن حديثه يبلغ ثلاثين ألفا، كما في ترجمته في التهذيب.
وفى ترجمة على ابن المديني: " قال العجلي: ومات علي بن المديني
بسر من رأى " وقال في الحاشية: " وردت العبارة بالأصل: أن على
ابن المديني مات بالخريبة عند عبد الله بن داود المقري... وهذه العبارة
خطا. "
والحقيقة أن العجلي لم يقل ما أثبته المحقق ولا ما نفاه. وانظر نص
العجلي في هذا الكتاب في ترجمة علي بن المديني.
16

ومنها قوله " أبو القموص تابعي ثقة " ثم قال في الحاشية: " في الأصل
أبو القماص تحريف. وهو زيد بن علي أبو القموص العبدي ". مع العلم
بان البخاري وابن أبي حاتم ذكرا " أبو القماص " في كتابيهما.
وتوجد أمثلة أخرى من هذا القبيل أيضا.
8 - من المعلوم أن الامام العجلي في غالب الأحيان يذكر التراجم بايجاز بالغ.
ونظرا لتشابه الأسماء يمكن أن تختلف آراء الباحثين فيمن هو المراد بقول
العجلي. ولكن المحقق كثيرا ما يجزم بذكر شخص يتفق اسمه مع الاسم
المذكور في الكتاب دون أن تكون هناك قرينة ترجح اسما على اسم، بل قد
تكون القرينة ترجح غير ذلك.
فعلى سبيل المثال: قال العجلي: " أبو صرمة تابعي ثقة " وقال المحقق:
" إنه صحابي اسمه مالك بن قيس. " ولكن هذا الصحابي شهد بدرا ومن
المستبعد جدا من العجلي أن يصف أحد البدريين بأنه تابعي.
ومنها قول العجلي: " أنس بن الحارث بن لقيط النخعي كوفي ثقة "
وقال المحقق: " هو أنس بن الحارث قتل مع الحسين بن علي له ترجمة في
التاريخ الكبر وذكره ابن حبان في الثقات (4 / 49). مع أن الذي قتل
مع الحسين بن علي اسم جده " نبيه " وليس " لقيط " وقيل إنه صحابي.
كما في الإصابة (1 / 98).
9 - أما الأخطاء العامة في النص المطبوع فكثيرة جدا تحتاج إلى صفحات.
ومنها ما يمكن أن تكون مطبعية وقلما يخلو منها كتاب.
ففي ترجمة الإمام أحمد وحده:
سدوسي من أتقنهم.
والصواب:... من أنفسهم.
كيف كان يفسده. والصواب: كيف كان تقييده.
وكنت في الذكر. والصواب: وكتب في الذكر.
كان محمد بن عبيد يحكى فيه. والصواب:... يخطئ فيه.
17

ولعل من هذا القبيل ما جاء في ترجمة الربيع بن خثيم من قوله:
" ما يسرني ما غنى الديلم على الله. " وفسر في الحاشية بان المعنى " غنى
الديلم على ثواب الله عز وجل ".
مع أن في الأصل " بأعتى الديلم على الله " من " العتو " أي ما يسرني
أن يصاب بهذا المرض رجل من أشد أهل الديلم عتوا على الله تعالى.
هذه ملاحظات عابرة أذكرها فقط لكي تستدرك وتصحح في الطبعات
القادمة حتى تكون في أيدي القراء نسخة أقرب ما يمكن إلى الصحة.
وأرجو من كل من يطلع على عملي هذا أن ينبهني على أن خطا عثر عليه
حتى يصحح في الطبعة القادمة إن شاء الله تعالى.
18

المقدمة
الامام العجلي: حياته ومكانته العلمية
الامام العجلي: ومنهجه في الجرح والتعديل
الامام السبكي: وترتيبه
الامام الهيثمي: وترتيبه
الحافظ ابن حجر: وزياداته
19

الباب الأول
الإمام العجلي: حياته ومكانته العلمية
عصر العجلي:
ولد الامام العجلي بالكوفة عام 182 ه‍ ونشأ ببغداد وسمع بالكوفة والبصرة
وغيرهما ومات في طرابلس الغرب عام 261 ه‍ بعد عمد بلغ ثمانين سنة. ولا شك
أنه عاصر في هذه الحقبة من الزمن حوادث سياسية وفكرية هامة يكون لها التأثير
العظيم في حياة الاشخاص والجماعات.
فقد ولد العجلي في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد
(170 - 193 ه‍) وتلاه كل من الخلفاء:
الأمين 193 - 198 ه‍
المأمون 198 - 218 ه‍
المعتصم 218 - 227 ه‍
الواثق 227 - 232 ه‍
المتوكل 232 - 247 ه‍
منتصر 247 - 248 ه‍
المستعين 248 - 252 ه‍
المعتز 252 - 255 ه‍
المهتدي 255 - 256 ه‍
المعتمد 256 - 279 ه‍
ففي الفترة الأولى من حياة العجلي، نرى أن الخلافة العباسية كانت قوية
ظاهرة على الأعداء، فقد كان الرشيد يقضى حياته غازيا مجاهدا وحاجا في سبيل
الله تعالى، ولعل من أوضح الأدلة على قولة الخلافة ما جرى بين الخليفة ونقفور
21

ملك الروم الذي تب إلى الخليفة بنقض العهد وهدده بالحرب، فلم يكن من
الخليفة سوى أن كتب على ظهر خطابه (بسم الله الرحمن الرحيم من هارون أمير
المؤمنين إلى نقفور كلب الروم، قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة والجواب ما تراه
لا ما تسمعه).
ثم خرج بجيش عظيم وفتح مدنا عديدة من أرض الروم وواصل المعتصم
غزوهم وعلى الرغم من الاضطرابات العظيمة التي حدثت بين الأمين وأخيه
المأمون، ومع أن الخلفاء من المأمون إلى الواثق أضاعوا كثيرا من الجهود والطاقات
في مسالة خلق القرآن، كانت هيبة الخلافة قائمة داخليا وخارجيا. ولكن الأتراك
الذين جلبهم المعتصم قوى نفوذهم فيما بعد حتى أصبحوا يتحكمون في مصير
الخلفاء أنفسهم يخلعون هذا ويقتلون ذلك، والمتوكل نفسه أصبح ضحية لهذه
الفتنة، أما الذين أتوا من بعده فإنهم لم تكن لهم قيمة سوى ما كان ينادى بأسمائهم
على المنابر في الخطب، ومصائرهم كانت مرهونة بيد الأتراك الذين لم يكونوا
ينفكون من مؤامرة إثر مؤامرة.
وإذا نظرنا إلى الحالة الفكرية في ذلك العصر، نرى أن السنة كانت ظاهرة
منذ عصر الصحابة رضي الله عنهم، وعلى الرغم من أن بعض الاتجاهات الفكرية
المنحرفة قد ظهرت قبل عصر العجلي كالخوارج والشيعة والقدرية، وعلى الرغم
من أن الجهمية والمعتزلة كانوا قد رفعوا عقيرتهم، إلا أن تأثيرهم كان محدودا
جدا، وكانت السنة هي السائدة الغالبة على مستوى الأمة، وحتى على مستوى
الدولة. إلى أن أظهر المأمون ميله إلى الاعتزال ودعا الناس إلى القول بخلق
القرآن.
وكان الخلفاء قبل المأمون ينكرون هذه المقالة فقد ذكر المؤرخون أن
هارون الرشيد بلغه عن بشر المريسي القول بخلق القرآن فقال: " لئن ظفرت به
لأضربن عنقه ".
22

وحتى في عصر الأمين كان الامر على ذلك فقد قال الإمام أحمد بن حنبل:
" إني لأرجو أن يرحم الله الأمين بانكاره على إسماعيل بن علية، فإنه أدخل عليه
فقال له: يا ابن الفاعلة أنت الذي تقول: كلام الله مخلوق ".
إلا أن المأمون استجلب كتب الأوائل وعرب حكمة اليونان، وأثر عليه
القاضي أحمد بن أبي داود - أحد كبار زعماء المعتزلة - فقبل أفكار المعتزلة
وأراد إجبار الناس على هذا القول في سنة 212 ه‍. ولكنه خاف الفتنة فسكت
مدة ثم عاد في سنة 218 ه‍ فامتحن الناس بالقول بخلق القرآن فكتب إلى نائبه
على بغداد إسحاق بن إبراهيم الخزاعي وأمره بامتحان العلماء وإجبارهم على
الاقرار بهذا القول، وأحضر العلماء والمحدثون فمنهم من أقر القول به ظاهرا خوفا
من الفتنة وعملا بقوله تعالى (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان) ومنهم من
ثبت فعذب وحبس وقتل أو مات مكبلا بالحديد في سجنه، واستمرت هذه الفتنة
العمياء والداهية الدهياء، ما يقارب ستة عشر عاما، شملت خلافة المأمون
والمعتصم والواثق، ولم يرفعها إلا المتوكل سنة 234 ه‍.
وكا الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - من أشد من أوذي في هذه الفتنة،
فعاش محبوسا في السجن ما يقارب ثمانية وعشرين شهرا بدءا من آخر خلافة
المأمون، ثم اشتد عليه العذاب في أوائل خلافة المعتصم ولكنه صبر وثبت على
الحق حتى نصره الله وخضعت له رؤوس الجبارة فأطلق سراحه، ولكنه لم يزل
يواجه أنواعا من المضايقات والدسائس بين حين وآخر، حتى في خلافة المتوكل
الذي رفع هذه المحنة.
ومن الذين استشهدوا في هذه الفتنة عبد الأعلى بن مسهر الدمشقي
وأحمد بن نصر الخزاعي ونعيم بن حماد الخزاعي ويوسف بن يحيى البويطي
ومحمد بن نوح العجلي.
23

وعلى الرغم من أن كل الظروف السياسية والفكرية كانت تعكر صفو حياة
العلماء، وتشغلهم من الانكباب على ما نذروا أنفسهم من أجله، كان عصر
العجلي عصرا ذهبيا من حيث العلم، ولا سيما علم الحديث وتحقيقه وتدوينه.
ففي هذا العصر دونت أهم الكتب المؤلفة في الحديث كمسند الإمام أحمد
وصحيحي البخاري ومسلم وغيرها.
وفى مجال النقد والتحقيق كان الأئمة يحيى بن معين وأبو حاتم وأبو زرعة
ويعقوب بن سفيان الفسوي وأمثالهم يقطعون الأرض بحثا وتحقيقا عن الرجال
والرواة ثقاتهم وضعفائهم، عدولهم ومجروحيهم. ولعل نظرة واحدة على شيوخ
الامام العجلي تبين ما لهذا العصر من الأهمية في مجال العلم والثقافة.
المغرب العربي ووضعه العلمي والفكري في عصر العجلي:
أجمع المترجمون للامام العجلي بأنه هاجر من بغداد وسكن طرابلس الغرب،
وعاش هناك إلى أن توفاه الله تعالى.
وقالوا أيضا: بأنه غادر بغداد في ظروف المحنة وطلبا للتفرد والتفرغ
للعبادة. ولا ندري متى كانت هذه الهجرة بالتحديد، إلا أن العجلي كان
موجودا في الشرق بعد اعتقال الإمام أحمد، وقد زاره في صور وكان ذاك في عام
218 ه‍ وهي آخر سنة من خلافة المأمون. فيمكن أن امام العجلي سافر في
السنة نفسها أو بعدها. وكانت طرابلس آنذاك تحت إمارة الأغالبة الذين ورثوا
الامارة من جدهم الأعلى إبراهيم بن الأغلب بن سالم بن عقال التميمي، حيث
وافق المأمون على توليه إمارة شمال أفريقية. والغالب أن الامام العجلي عاصر منهم
الامراء التاليين:
- زيادة الله بن إبراهيم بن الأغلب 201 - 223 ه‍
وهو زيادة الله الأول وهو أذلين بعث القاضي أسد بن الفرات لغزو
صقلية.
- الأغلب بن إبراهيم بن محمد بن الأغلب 223 - 226 ه‍
- محمد بن إبراهيم بن محمد بن الأغلب 226 - 242 ه‍
وهو الذي أسند قضاء أفريقية إلى الامام سحنون بن سعيد.
- أحمد بن محمد بن الأغلب 249 ه‍
24

- زيادة الله بن الأغلب الثاني وقد توفى 250 ه‍
- محمد بن أحمد بن الأغلب وقد توفى 261 ه‍.
وهذه هي السنة التي توفى فيها الامام العجلي أيضا، واستمرت إمارة
الأغالبة في تونس وشمال أفريقية بعده إلى زيادة الله بن الأغلب، وهو زيادة الله
الأصغر الذي هزم جيشه بيد أبي عبد الله الشيعي، الذي مهد الحكم للعبيديين
الباطنيين، وحينذاك هرب زيادة الله حتى وصل دمشق عام 302 ه‍. ومات
بالرملة عام 304 ه‍. بذلك انتهى عهد الأغالبة وقامت دولة الفاطميين في تونس ثم
انتقلت إلى مصر فيما بعد.
ومع أن الخلافة العباسية كانت لها السلطة الرسمية على المنطقة، إلا أنها
بسبب بعدها عن مراكز العالم الاسلامي العلمية، وانتشار الجهل في قبائل البربر،
كانت مسرحا لكثير من الدعاة السياسية المناوئة والقلاقل والفتن التي كانت
تحدث بين حين وآخر، فقد قامت دعوات الخوارج الأباضية والصفرية، كما
انتشرت دعوة الفاطميين الشيعية وأصحاب ابن تومرت الذي ادعى المهدية.
ومن جهة أخرى فلم تكن المنطقة بما من من المحنة في خلق القرآن وإكراه
الناس عليها، وقد كانت أفكار المعتزلة قد سبقت العجلي إلى هذه الناحية، فهذا
فقيه القيروان أبو محمد عبد الله بن فروخ الفارسي يسال عن المعتزلة فقال
للسائل: وما سؤالك عن المعتزلة؟ فعلى المعتزلة لعنة الله قبل يوم الدين وفى يوم
الدين وبعد يوم الدين وفى طول دهر الداهرين. فقال له: وفيهم قوم صالحون!
فقال: ويحك وهل فيهم رجل صالح؟.
25

وكان العلماء والمحدثون من أصحاب مالك وغيرهم من أشد الناس عداء
لأقوال المعتزلة وأفكارهم، ومع ذلك فقد اتخذ أحد الامراء الأغالبة القول بخلق
القرآن دينا رسميا وخطب به بالقيروان، وأخذ الناس بالمحنة بالقرآن. وإذا كان
القاضي ابن أبي دؤاد ينكل بالمحدثين وأئمة الدين أشد التنكيل، ويكرههم على
الاعتراف بخلق القران في بغداد، فقد كان القاضي ابن أبي الجواد يلغب بالدور
نفسه في قيروان وغيرها.
قال القاضي عياض:
" ولما ولى أحمد بن لا لأغلب الامارة وأخذ الناس بالمحنة بالقرآن توجه
سحنون إلى عبد الرحيم الزاهد... ".
ثم ذكر قصة اختفاء سحنون وإحضاره عندد الأمير ويحكى ما جرى
عند الأمير بقوله: " فلما وصل إلى الأمير جمع له قواده وقاضيه ابن أبي الجواد وغيره وسأله
عن القرآن فقال سحنون: أما شئ أبتديه من نفسي فلا. ولكني سمعت من
تعلمت منه وأخذت عنه كلهم يقولون: القرآن كلام الله غير مخلوق ".
فقال ابن أبي الجواد: كفر، فاقتله ودمه في عنقي.
وقال مثله غيره ممن يرى رأيه.
وقال بعضهم: يقطع أربعا ويجعل كل ربع بموضع بالمدينة ويقال هذا جزاء
من لم يقل بكذا. انتهى.
26

ولم ينج سحنون من هذه العقوبة إلا برأي من بعض من كان يتعاطف معه
من رجال الأمير فاخذ عليه الضمان ونودي بالقيروان أن لا يفتى ولا يسمع أحدا
ويلزم داره.
إلا أن الأيام سرعان ما انقلبت فعزل القاضي ابن أبي الجواد وتولى القضاء
سحنون. وكان ذلك في سنة 234 ه‍. وحدث أن أخذ القاضي ابن أبي الجواد
في قضية وسجن وضرب ومات وهو مسجون.
ولما توفى سحنون صلى عليه الأمير محمد بن الأغلب ووجه إليه بكفن
وحنوط، فاحتال ابنه محمد حتى كفن في غيره وتصدق بذلك. ومع ذلك:
" استعفى رجال ابن الأغلب من الصلاة عليه وقالوا: قد علمت ما بيننا وبينه وأنه
يكفرنا ونكفره - لان أكثرهم كانوا معتزلة - وإنما خرجنا طاعة لك، فان صلينا
عليه رأى الناس أنا رضينا حاله. فأعفاهم فتقدم وصلى في عبيده وعامة أهل السنة
وجماعة المسلمين ".
والغالب أن هذه الفتن وقعت والامام العجلي في طرابلس، ولابد أنه ظل
يراقب ويتأثر بهذه الحوادث، إلا أن الفتنة قد رفعت أيام المتوكل في سنة
حدث في الأغالبة بعد تغير اتجاه الدولة العباسية والخليفة في بغداد. ويضاف إلى
ذلك ما كان يتمتع به سحنون وأصحابه من نفوذ شعبي قوى في بلاد أفريقية.
وبالإضافة إلى المناقشات الفكرية التي كانت تتم بين المعتزلة وأهل السنة، كانت
هناك مدرستان فكريتان بين أهل السنة أنفسهم في بلاد المغرب العربي وأفريقية.
كما وصفهما فضيلة الشيخ محمد الشاذلي النيفر:
27

" وأراد بعض علماء قفصة أن يزاحم هذه المدرسة السحنونية المالكية
بمدرسة أخرى. هي المدرسة الحديثية وهي مدرسة مالك بن عيسى القفصي فإنه
وصل إلى المشرق طلبا للحديث.
ويقول ابن حارث فيه: وسمعت من يقول: " لو عاش مالك القفصي
قليلا، وامتد به العمر لغلب على أهل القيروان علم الحديث ".
ومن حرصه على نشر الحديث، ما ذكره ابن حارث أن أبا العباس البياني
أتى مالك بن عيسى القفصي، وقال: حدثني ولا تحدثني إلا بما يوافق مذهبي.
فعطف مالك بن عيسى على الناس وقال لهم: هذا رجل لا يحب إن يكون
عالما ".
ومالك بن عيسى القفصي هذا يبدو أنه أخذ الحديث من الامام العجلي
مباشرة، فقد ذكر الوليد بن بكر الأندلسي عن الحافظ أبى العرب التميمي أنه سال
مالكا هذا: من أعلم من رأيت بالحديث؟ فقال: أما من الشيوخ، فأبو الحسن
أحمد بن عبد الله بن صالح الساكن بطرابلس الغرب.
وهذا يدل دلالة واضحة على أن العجلي له تأثير كبير في نشاة وتطور
المدرسة الحديثية في المغرب. وقد ذكر ابن الفرضي في " تاريخ علماء الأندلس "
كثيرا من الذين ارتحلوا إلى طرابلس الغرب للاخذ من الامام العجلي، كما سيأتي
ذكرهم في تلاميذه. والله أعلم.
28

بيت العجلي
إن بيت العجلي بيت معروف عريق في الاسلام والعلم، فهو وأبوه وجده
وأبناؤه كلهم من أهل العلم والفضل.
أبوه:
وهو أبو صالح عبد الله بن صالح بن مسلم بن صالح العجلي الكوفي
المقرئ. له باع طويل في التحديث وقراءة القرآن. وقد وصفه الذهبي بالامام
الثقة المقرئ.
روى عن: الحدسن بن صالح، وحماد بن سلمة وإسرائيل بن يونس،
وابن أبي الزناد، وحمزة الزيات، وأبى خيثمة. وأبى الأحوص. وعلي بن حمزة
الكسائي. وعبد الله بن إدريس. وعبد الله بن المبارك، وغيرهم.
وروى عنه ابنه أحمد بن عبد الله العجلي صاحب هذا الكتاب: وأبو زرعة،
وأبو حاتم، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، وغيرهم من كبار الأئمة. قال
الذهبي: حدث عنه خلق كثير. كانت له حلقة.
قال الأثرم عن أحمد: كان يحدث ببغداد ويقرأ، ما كتبت عنه وكانه فيما
ظننت لم يعجبه.
وقال عبد الله بن أحمد: سالت أبى عنه فقال: ما أدرى، ما كتبت عنه.
وكانه لم يعجبه.
وروى ابن الجنيد عن ابن معين: ما أرى كان به باس.
وروى ابن منصور عن ابن معين: ثقة.
ووثقه ابن خراش أيضا. وقال أبو حاتم: صدوق كتبنا عنه.
وسئل أبو داود عن صالح بن مسلم فقال: هذا أبو عبد الله بن صالح الذين
كان في مدينة أبى جعفر.
29

وقال الوليد بن بكر الأندلسي: " وأما عبد الله بن صالح فمن ثقات أئمة
أهل الكوفة، صاحب قرآن وسنة. وقد أخره محمد بن إسماعيل البخاري في
الصحيح فقال: ثنا عبد الله بن صالح المقرئ.
وقال الكتاني في باب القضاة من تاريخه: سألت أبا حاتم عنه، فقال: كان
قاضيا. وسمعت أحمد بن عبدان الشيرازي الحافظ بالأهواز يقول في المذاكرة:
كان عبد الله بن صالح قاضيا بشيراز.
وذكره ابن حبان في الثقات وقال: مستقيم الحديث.
وسئل ابن معين عن ابنه أحمد فقال: ثقة ابن ثقة ابن ثقة.
وقال الداني: أخذ عن العجلي القراءة، عبد الله بن يزيد الحلواني.
أما رواية البخاري عنه فقال في تفسير سورة الفتح من صحيحة: عن
عبد الله. ولم ينسبه فقال بعضهم: إنه هو عبد الله بن صالح العجلي. ولكن رجح
ابن حجر أنه هو كاتب الليث.
وقال الذهبي: لم يقع لهذا الشيخ رواية في الدواوين الستة.
قال ابن حجر في التقريب: ثقة، من التاسعة.
ولد سنة 141 ه‍. ومات سنة 211 ه‍ حسب ما ذكر ابنه.
ولك الذهبي قال: هكذا ضبط وفاة أبيه. فالله أعلم. فان في الرواة
المذكورين عن عبد الله من لم يسمع الحديث إلا بعد ذلك، فلعله قال: مات سنة
إحدى وعشرين. ثم إنه قد ذكره ابن أبي حاتم في كتابه، وأن أبا زرعة وأبا حاتم
حدثنا عنه. فأول رحلة أبى حاتم كانت في سنة ثلاث عشرة وإنما ارتحل أبو زرعة
بعد ذلك. فليتأمل.
30

وقد جزم الذهبي في الميزان بان التاريخ المذكور خطا.
وقال في معرفة القراء الكبار: توفى قبل العشرين ومائتين.
جده:
وهو صالح بن مسلم العجلي. وكان ممن له دراية ومعرفة. فقد ذكر عنه
حفيده صاحب هذا الكتاب أنه كان يقال: لم يكن بالكوفة أحسب من سعيد بن
مسروق وصالح بن مسلم العجلي.
وروى المؤلف عن أبيه أنه قال: " استخفى صالح بن مسلم في منزل
سعيد بن مسروق أبى سفيان، عند سفيان سنة ". وكان مبارك بن سعيد يقول
لأبي عبد الله بن صالح: هذه غرفة أبيك.
وروى صالح عن الشعبي وروى عنه سفيان الثوري وشعبة وشريك ويحيى
ابن سعيد القطان وأبو عاصم النبيل وأبو عوانة وغيرهم.
وقال الوليد بن بكر الأندلسي: إنه في عداد شيوخ الكوفة الثقات، ويقال
إنه كان أعلم الناس بالحساب، وهو من أقران سعيد بن مسروق الثوري
والد سفيان الثوري في السن والفضل.
وقد سبق عن ابن معين أنه سئل عن حفيده فقال: هو ثقة ابن ثقة ابن ثقة.
وقد وثقه أيضا الإمام أحمد ويحيى بن سعيد القطان وابن نمير وغيرهم.
قال الامام العجلي: مات جدي صالح بن مسلم سنة أربع أو خمس وأربعين
ومائة وله ست وسبعون سنة وكان له أبوان في الاسلام.
هذا وقد ذكر الامام العجلي استخفاء جده في بيت سعيد بن مسروق
الثوري ولا أدرى ما هو سبب هذا الاستخفاء، ولم أر من ذكره. وقد يكون له
علاقة بخروج إبراهيم بن عبد الله بن حسن في البصرة على الخليفة منصور
31

العباسي، وقد وقعت معركة شديدة على مقربة من الكوفة في عام 144 ه‍ وكان
خرج معه كثير من القراء والعلماء كما في الشذرات. والله أعلم. فان صح هذا
فيكون وفاته في 145 ه‍ أقرب إلى الصحة.
وإذا كانت وفاة جد العجلي في سنة 145 ه‍ أو 144 عن ستة وسبعين
سنة. فهذا يعنى أنه ولد في 68 أو 69 ه‍ فلا بد أنه عاصر بعض الصحابة حيث
أن آخر من مات من الصحابة بالكوفة هو عبد الله بن أبي أو في رضي الله عنه.
وقد مات في 86 ه‍ وقيل 87 ه‍ وقيل 83 ه‍.
وإذا كان له أبوان في الاسلام وهما مسلم وصالح فقد يكون بعضهما
عاصر النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن لم أجد أحدا من المترجمين للعجلي أشار إلى هذا. والله
أعلم.
أبناؤه:
1 - صالح بن أحمد، أبو مسلم.
وهو الذي روى هذا الكتاب عن أبيه، فهو حامل علم أبيه، كما
روى ابن أبي حاتم علم أبيه لا سيما كتابه العظيم الجرح والتعديل.
وصالح هذا كان معروفا بالعلم والتحديث في أفريقية والأندلس. حيث
ذكر ابن الفرضي في تراجم عديد من علماء الأندلس أنهم رحلوا إلى
المشرق وسمعوا منه. ومنهم:
32

(1) أسد بن حيون بن منصور الجذامي، من أهل استجة.
قال ابن الفرضي: رحل إلى المشرق فسمع من الشعراني....
ومن أبى مسلم بن أحمد بن صالح الكوفي وغيرهم.. وكان بصيرا
بالطلب حدث عنه إسماعيل بن إسحاق وتوفى سنة 360 ه‍.
(2) مسلمة بن القاسم بن إبراهيم. من أهل قرطبة " رحل إلى المشرق
فسمع بالقيروان من أحمد بن موسى.. وسمع بطرابلس من صالح بن
أحمد بن صالح الكوفي " توفى سنة 353 ه‍.
(3) أبو عمر أحمد بن سعيد بن حزم بن يونس الصدفي الأندلسي توفى
350 ه‍ من كبار المحدثين الأندلسيين وله كتاب كبير في تاريخ
المحدثين.
قال الحافظ ابن حجر في التهذيب: قال أبو عمر الصدفي في تاريخه:
حدثني أبو مسلم قال: أملى على أبى قال: وأبو المثنى الوصابي شامي
تابعي ثقة.
33

(4) ومن تلاميذ صالح بن أحمد، علي بن أحمد بن زكريا بن الخصيب
راوي هذا الكتاب عنه وستأتي ترجمته.
توفى أبو مسلم صالح بن أحمد في جمادى الأولى سنة 322 ه‍. وصلى
عليه محمد بن سفيان السني إمام الجامع بأطرابلس.
2 - عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي الكوفي الأطرابلسي.
3 - يوسف بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي الأطرابلسي.
وقد ذكرهما الحموي وذكر أنهما ولدا في أطرابلس بعد ما هاجر أبوهما
إليها، وبها أولادهم وحديثهم كثير مشهور وبيتهم بيت المعرفة والدراية
والاكثار من الحديث.
وقد اشتهرت كنية الامام العجلي (بابى الحسن) ولا أدرى هل (الحسن)
أحد أولاده أم أنه تكنى بهذه الكنية بسبب آخر؟.
34

حياة العجلي ولادته:
ولد الامام العجلي بالكوفة سنة 182 ه‍ وقد ذكره بنفسه إذ قال:
" طلبت الحديث سنة سبع وتسعين ومائة، وكان مولدي بالكوفة سنة اثنتين
وثمانين ومائة ".
35

نشأته:
نشأ الامام العجلي في بغداد. حيث كان والده قد سكنها في آخر
أيامه.
ولا ندري متى انتقل والده إلى بغداد بالتحديد، وما السبب الذي دعاه إلى
ذلك؟ ولكن العجلي نص على أنه حضر جنازة حماد بن أسامة بالكوفة في شوال
201 ه‍ كما نص على أنه لقى شبابة بن سوار الفزاري في بغداد. وشبابة هذا توفى
في مكة سنة 206 ه‍ على أرجح الأقوال، وقيل في 204 ه‍ وقيل 205 ه‍ فلعل
انتقال العجلي إلى بغداد كان بين سنتي 201 و 206 ه‍.
طلبه العلم:
لقد سبق عن العجلي أنه قال: طلبت الحديث سنة 197 ه‍ أي حينما كان
عمره خمس عشرة سنة.
وهذا يعنى أنه أكمل حفظ القرآن وتجويده قبل هذا السن لان والده كان
من أئمة القراءة من أصحاب حمزة الزيات، فلا بد أنه ربى ولده على منهجه.
وطلب العجلي الحديث في سن الخامسة عشرة على خلاف ما جرت عليه
عادة أهل الكوفة فإنهم كانوا لا يخرجون أولادهم لطلب الحديث صغارا إلا عند
استكمال عشرين سنة.
وقد سئل موسى بن إسحاق: كيف لم تكتب عن أبي نعيم؟.
فقال: كان أهل الكوفة لا يخرجون أولادهم في طلب العلم صغارا حتى
يستكملوا عشرين سنة.
36

بينما كان أهل البصرة يبدؤون التحمل في سن العاشرة فقط. وهذا كله
راجع إلى العادة فقط، أما صحة السماع فلا يشترط فيه سن معين. كما قال
الرامهرمزي: فليس المعتبر في كتب الحديث البلوغ ولا غيره. بل تعتبر فيه الحركة
والنضاجة والتيقظ والضبط.
رحلاته وشيوخه ومن أدركهم ولم يكتب عنهم:
للامام العجلي رحلات كثيرة إلى مراكز العلم في العالم الاسلامي شرقا
وغربيا وقد التقى بشيوخ كثيرين وفيما يلي أذكر من وقفت عليهم من خلال كتابه
وقد رتبتهم على البلدان ثم على التقدم في الوفيات، وذلك لكي نأخذ فكرة عن
مواعيد هذه الرحلات. كما أشير إلى رأى الامام العجلي في شيوخه وعلاقته بهم،
لما له من أهمية في معرفة ملامح شخصيته وأفكاره. ولم أذكر فيهم إلا من روى
عنهم أو صرح بادراكهم.
الكوفة:
وهي موطنه الأصلي وولد فيها، ولابد أنه بدأ طلب الحديث بشيوخها
ومنهم:
1 - عبد الله بن صالح العجلي:
وهو والده ومن كبار أئمة القراءة والحديث ولا شك إن العجلي قد استفاد
منه كثيرا. ويظهر ذلك جليا من خلال كتابه. والعجلي يكثر الرواية عن
والده. وقد تقدمت ترجمته.
2 - أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي:
قال العجلي: مات أبو أسامة في شوال سنة 201 ه‍، وحضرت جنازته
وصلى عليه محمد بن إسماعيل بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي، وكبر
عليه أربعا.
37

3 - يحيى بن آدم بن سليمان الأموي ت 203 ه:
قال العجلي: كان جامعا للعلم عاقلا ثبتا في الحديث. وروى عنه في ترجمة
سعيد بن جبير.
4 - عمر بن سعد بن عبيد أبو داود الحفري ت 203 ه‍:
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء: لم يرحل.
قال العجلي: كوفي، ثقة، ثبت في الحديث، عابد صالح. روى عنه في
مواضع عدة.
5 - أبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي الزبيري الكوفي. مات
بالأهواز سنة 20 ه‍.
روى عنه العجلي في موضعين وقال: كوفي ثقة وكان يتشيع.
6 - حسين بن علي الجعفي الكوفي المقري 119 - 203 ه‍ وقيل 204 ه‍.
روى عنه في الثقات في أكثر من موضع وترجم له ترجمة مفصلة وقال:
كان رجلا صالحا لم أر رجلا قط كان أفضل منه. وقال: لم نره
إلا مقعدا، وكان يحمل في محفة حتى يقعد في مسجد على باب داره وربما
دعا بالطست فبال في مكانه.
7 - إسحاق بن منصور بن حيان الأسدي. ت 204 أو 205 ه‍.
قال العجلي: كوفي ثقة متعبد رجل صالح وقد رأيته ولم أكتب عنه.
8 - إسحاق بن منصور السلولي. ت 204 أو 205 ه‍.
ذكره في كتابه وقال: كوفي ثقة، كان فيه تشيع وقد كتبت عنه.
9 - محمد بن عبيد الطنافسي ولد في 124 ومات 204 ه‍ أو 205 ه‍ وقيل
203 ه‍.
روى عنه في الثقات في أكثر من موضع دون أن يصرح بالطنافسي
وقال: كوفي ثقة وكان عثمانيا وكان حديثه أربعة آلاف يحفظها.
38

10 - محمد بن يعلى السلمي. أبو على الكوفي ولقبه زنبور. - 205 ه‍.
قال العجلي: كتبت عنه، ترك الناس حديثه ويقال إنه جهمي.
11 - جعفر بن عون العمرى المخزومي أبو عون الكوفي مات
206 ه‍ أو 207 ه‍، وهو ابن 87 أو 97 سنة. روى عنه العجلي في
كتابه.
12 - يعلى بن عبيد بن أبي أمية الطنافسي. أبو يوسف الكوفي. ولد سنة
117 ه‍ ومات 209 ه‍ وقيل 207 ه‍ وهو أخو محمد بن عبيد المذكور
آنفا.
روى عنه العجلي في كتابه وقال: كوفي ثقة وكان حديثه أربعة آلاف
يحفظها.
13 - إسماعيل بن أبان الغنوي الخياط. ت 210 ه‍. قال العجلي: أدركناه ولم
نكتب عنه شيئا.
14 - محمد بن يوسف الفريابي ولد 120 ه‍ ومات 212 ه‍.
وكان الفريابي نزل قيسارية الشام، إلا أنه رحل إلى الكوفة وعاش هناك
فترة فقد قال أحمد: الفريابي سمع من سفيان بالكوفة وصحبه. وقال
العجلي: سنته كوفية. وقد روى عنه العجلي في عدة مواضع في كتابه.
وقال في ترجمة أبى بكر الصديق رضي الله عنه: سالت الفريابي:
ما تقول: أبو بكر أفضل أم لقمان؟ فقال: ما سمعت هذا إلا منك.
أو بكر أفضل من لقمان رضي الله عنهما الخ.
15 - قبيصة بن عقبة السوائي، أبو عامر الكوفي مات 213 أو 215 ه‍.
وقد روى عنه في كتابه في أكثر من موضع.
16 - عبيد الله بن موسى بن أبا المختار، باذام العبسي، الكوفي 218 - 213
وقيل 214 ه‍.
وقد روى عنه في الثقات وذكر عنه أنه كان صاحب قرآن شجى
القراءة. وقال: ما رأيت عبيد الله بن موسى رافعا بصره إلى السماء وما رئي
39

17 - أبو نعيم الفضل بن دكين الملائي الكوفي. 130 - 218
وقيل 219 ه‍.
روى عنه في عدة مواضع. وكان أبو نعيم يسأله عن اسم شيخه مسدد بن
مسرهد فيخبر به فيقول: يا أحمد هذه رقية العقرب.
18 - عمر بن حفص بن غياث، أبو حفص الكوفي النخعي ت 222 ه‍.
روى عنه في ترجمة معضد العجلي.
19 - جندل بن والق بن هجرس التغلبي ت 226 ه‍.
قال: أدركته ولم أكتب عنه.
20 - أحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي الكوفي 134 أو 133 - 227 ه‍.
ذكر في ترجمة العلاء بن منهال أن أحمد حدثه عنه.
21 - قاسم بن عبد الكريم العرفطي.
روى عنه في موضعين، ولا أدرى هل هو كوفي أم لا؟.
22 - خالد بن عمرو أبو سعيد القرشي الكوفي. من التاسعة.
قال: ضعيف كتبنا عنه.
23 - قطبة بن العلاء بن المنهال الكوفي.
قال: لم تطب نفسي أن أكتب عنه لأنه كان على شرطه الكوفة.
وقد ضعفه البخاري وغيره.
24 - إبراهيم السعدي.
قال: " من ولد عمر بن سعد وقد رأيته ". ويمكن أن يكون إبراهيم بن
يعقوب السعدي الجوزجاني فإنه من معاصري العجلي وتوفى قبله في سنة
256 ه‍. وقيل 259 ه‍.
بغداد:
وهي المقر الثاني للعجلي حيث نشأ بها وقضى فيها أيام شبابه. وكانت
بغداد من أهم المراكز العلمية في عصر العجلي وكانت محط رحلات العلماء في كل
40

فن وعلم، لا سيما المحدثين المرتحلين من الشرق والغرب حتى إن الامام البخاري
يقول: " لا أحصى كم دخلت إلى الكوفة وبغداد مع المحدثين ".
وقد سبق أن ذكرنا أن العجلي وردها بعد 201 ه‍ في الغالب. كما أنه
عاش فيها إلى 218 ه‍ على الأقل.
ومن يوخه البغداديين.
25 - شبابة بن سوار الفزاري المدائني كان أصله من خراسان. مولده في حدود
عام 130 ه‍ ومات بمكة في 206 ه‍ أو قبله.
وقد حدث العجلي عنه فقال ه ولده صالح: يحفظ الحديث؟ فقال:
نعم فقلت: أين لقيته؟ قال: ببغداد. قيل له: أليس الايمان قولا
وعملا؟ قال: إذا قال فقد عمل.
26 - عفان بن مسلم الصفار البصري، سكن بغداد وتوفى عام 219
أو 220 ه‍ وكانت ولادته في 134 ه‍ وقد ذكر العجلي في ترجمته حكاية
تدل على ورعه ونزاهته في جرح الرجال وتعديلهم.
27 - عاصم بن علي الواسطي. مات بواسط سنة 220 ه‍ وكان ارتحل إلى
بغداد، وعاش فيها زمنا وحدث في مسجد الرصافة وكان مجلسه يحزر
بأكثر من مائة ألف إنسان. وقد ذكر في التهذيب عن العجلي أنه قال:
شهدت مجلس عاصم فحزروا من شهده ذلك اليوم ستين ومائة ألف،
وكان رجلا مسودا، وكان ثقة في الحديث.
28 - هارون بن معروف المروزي ت 231 ه‍.
قال العجلي: " سكن بغداد ثقة ". وروى عنه في ترجمة عكرمة.
29 - يحيى بن معين. أبو زكريا البغدادي 158 - 233 ه‍.
إمام الجرح والتعديل حدث عنه العجلي في ترجمة حميد الطويل. وفي
الكتاب أقوال أخرى لابن معين، ويبدو أن بعضها من زيادات الوليد أو
غيره. والله أعلم.
41

30 - أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني المروزي ثم البغدادي.
164 - 241 ه‍.
روى عنه العجلي في أكثر من موضع ويبدو أنه كانت له صلات وثيقة
بشيخه الإمام أحمد رحمه الله وذكر قصة زيارته في سجن صور أيام
المحنة.
31 - أحمد أبو محمد بن نوح العجلي.
وكان رفيق الإمام أحمد في سجنه وكان يشجعه على الثبات وأثنى عليه
أحمد، ويبدو أن العجلي كانت له علاقات قويه معه، ولا أدرى ما العلاقة
بينهما في النسب ولكنهما " عجليان " ولما زاره العجلي في سجن صور
عرض عليه ابن نوح شيئا من المال مما كان عنده إذا أخرج له بضعة دنانير
وقال: " خذ منها حاجتك، أراك رث الهيئة ".
قال العجلي: " فأخرجت إليه منطقة لي فيها دنانير بعت بها بزا في أنطاكية
فقلت له: لو كنت أحوج الخلق أجئ إلى أسير آخذ منه؟ ".
وقد مات ابن نوح وهو في قيده أثناء عودته مع الإمام أحمد من الشام.
32 - أبو بكر البغدادي.
روى عنه العجلي في ترجمة شعبة فقال: " حدثني أبو بكر البغدادي عن
وكيع قال: قال شعبة: فلان عن فلان مثله ليس حديثا. " ولا أدرى
من هو.
33 - أبو عثمان البغدادي.
وقد وثقه العجلي وروى عنه وذكره الخطيب في تاريخ بغداد عن العجلي
دون أن يذكر شيئا عن اسمه ونسبه.
ومن الذين رآهم العجلي في بغداد وذكرهم في كتابه:
34 - الوليد بن شجاع أبو همام بن أبي بدر السكوني الكوفي نزيل بغداد
ت 243 ه‍ وقيل غره.
قال العجلي: كان ببغداد. رأيته يأخذ الحديث أخذا رديئا. وقال مرة:
لا باس به.
42

35 - بشر بن غياث المريسي. ت 218 أو 219 ه‍.
وكان من زعماء الجهمية في عصره وكان يدعو إلى القول بخلق القرآن.
قال العجلي: " رأيت بشر المريسي عليه لعنة الله مرة واحدة. شيخ قصير.
دميم المنظر. وسخ الثياب. وافر الشعر. أشبه شئ باليهود. وكان أبوه
يهوديا صباغا بالكوفة في سوق المراضع، لا يرحمه الله فلقد كان فاسقا.
36 - عمرو بن عبد الغفار الفقيمي.
قال العجلي: كوفي نزل بغداد، متروك وقد رأيته.
37 - الهيثم بن عدي الطائي ت 206 أو 207 ه‍.
ويعتبر من كبار الأخباريين ورواة الأدب. ولد في الكوفة ونشأ بها ثم انتقل
إلى بغداد وسكنها وحدث بها. ولكنه من المتهمين.
قال العجلي: " كذاب وقد رأيته ".
البصرة:
يبدو أن أول رحلة للعجلي إلى البصرة كانت في عام 203 ه‍ أو 204 ه‍ أي بعد فترة قصيرة من بداية طلبه الحديث في عام 297 ه‍ حيث أنه قال
في ترجمة أبى داود الطيالسي: " رحلت إليه فأصبته مات قبل قدومي بيوم " وقد
توفى الطيالسي في 203 أو 204 ه‍.
وفى هذه الرحلة كتب عن مسدد بن مسرهد لأنه قال في ترجمته: " أتيت
في رحلتي الثانية فأصبت عليه زحاما كثيرا، فقلت: د أخذت بحظي منك ".
وتتابعت رحلات العجلي إلى البصرة حتى كانت السفرة الأخيرة فكتب
فيها سبعين ألف حديث حيث يقول: آخر سفرة سافرتها إلى البصرة فكتبت فيها
سبعين ألف حديث منتقى إلا حديث حماد بن سلمة والقعنبي واستعرت حديث
حفص بن عمر النمري وكانت عشرين ألف حديث فانتقيت منها إلا مائتي حديث
فسمعتها منه.
43

ومن شيوخه البصريين:
38 - روح بن عبادة بن العلاء بن حسان العبسي. أبو محمد البصري.
ت 205 أو 207 ه‍.
حدث عنه العجلي في ترجمة صفوان بن محرز المازني. وقال: " بصرى
ثقة ".
39 - يعقوب بن إسحاق النحوي، أبو محمد البصري. ت 205 ه‍.
وكان من كبار أئمة القراءة وفى الحديث صدوق.
لم يترجم له العجلي ولكن روى عنه في ترجمة هشام بن سلمان
المجاشعي.
40 - يزيد بن هارون بن زاذي السلمي، أبو خالد الواسطي
118 - 206 ه‍ وهو واسطى شامي، ولكن له رحلات. قال
الذهبي: " احتفل محدثو بغداد وأهلها بقدوم يزيد وازدحموا عليه لجلالته
وعلو إسناده ". ولا أدرى هل سمع منه العجلي في واسط أم في بغداد.
ولكنه ذكر في ترجمته ما يؤخذ منه أنه سمع منه في البصرة. فقال: " قال
يزيد يوما بالبصرة: حدثني يحيى بن سعيد. فقيل له: من يحيى بن
سعيد؟ قال: الأنصاري وليس بقطانكم هذا ".
وقد روى عنه العجلي في مواضع عديدة. ويظهر أنه سمع منه كثيرا فقد
قال في ترجمته داود بن أبي هند: " سمع يزيد بن هارون منه مائة حديث
إلا حديثا وقد سمعتها منه " أي من يزيد.
44

41 - بشر بن عمر الزهراني، قبيل، البصري، مات 207 ه‍.
قال العجلي: بصرى ثقة كتبت عنه.
42 - فهد بن حيان، أبو بكر النهشلي البصري ت 210 ه‍.
قال العجلي: بصرى ضعيف الحديث وقد كتبت عنه.
43 - سعيد بن الربيع الحرشي العامري، أبو زيد الهروي البصري ت 211 ه‍.
قال العجلي: بصرى ثقة وقد روى عنه في ترجمة إبراهيم النخعي.
44 - حبان بن هلال الباهلي، أبو حبيب البصري. ت 216 ه‍.
قال العجلي: ثقة لم أسمع منه. وكان عسرا.
قال الذهبي: كان قد قطع الرواية قبل موته بسنوات، فلهذا لم يسمع منه
البخاري ولا أبو حاتم.
45 - حجاج بن المنهال الأنماطي، أبو محمد البصري. ت 216 أو 217 ه‍.
روى عنه في ترجمة بكر بن عبد الله المزني.
46 - عمرو بن عون الواسطي، سكن البصرة. ت 225 ه‍.
روى عنه في ترجمة الشعبي.
47 - حفص بن عمر بن الحارث بن سخبرة الأزدي النمري مات 255 ه‍.
وقد سبق أن العجلي استعار حديثه، وكانت عشرين ألف حديث فانتقى
منها.
48 - قيس بن حفص التميمي، أبو محمد البصري ت 227 ه‍ أو نحوها.
قال العجلي: بصرى لا باس به، كتبنا عنه شيئا يسيرا.
49 - مسدد بن مسرهد الأسدي البصري 228 ه‍.
قال العجلي: كان يملي على حتى أضجر فيقول: يا أبا الحسن أكتب هذا
الحديث فاكتبه فيملي بعد ضجري خمسين ستين حديثا. وأتيته في رحلتي
الثانية وأصبت عليه زحاما كثيرا فقلت: قد أخذت بحظي منك.
45

50 - محمد بن المنهال الضرير البصري. ت 231 ه‍.
قال الذهبي: لم يرحل وكتب بل كان يحفظ.
قال العجلي: " بصرى ثقة ولم يكن له كتاب. قلت: لك كتاب؟
قال: كتابي صدري ".
51 - عياش بن الوليد الأزرق، أبو النجم البصري ت 236 ه‍.
قال العجلي: بصرى ثقة وقد كتبت عنه.
52 - نصر بن علي الجهضمي، أبو عمرو البصري ت 250 أو 251 ه‍.
روى في ترجمة عبد الله بن عباس رضي الله عنه فقال: حدثنا نصر بن علي
عن رجل عن خالد عن قيس عن قتادة عن زرارة بن أو في عن ابن
عباس: (ولو ألقى معاذيره) قال: " ولو تجرد من ثيابه ".
وأحسبه الجهضمي. ولم يترجم العجلي لأحد بهذا الاسم.
53 - أبو ربيعة.
قال العجلي: وقد كتبت عنه وليس بشئ.
مكة والمدينة وجدة:
ارتحل العجلي إلى الحرمين وتلقى الحديث من شيوخ البلدين. ومن الذين
لقيهم العجلي في أرض الحرمين:
54 - عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي ت 204 أو 205 ه‍.
وعداده في البصريين. ولكن العجلي قال في ترجمته: مكي ثقة كتبت
عنه. واتفقت الأصول الثلاثة على هذا. فلعل العجلي سمع منه بمكة فعده
مكيا.
55 - العلاء بن عبد الجبار الأنصاري، أبو الحسن البصري، نزيل مكة.
ت 210 ه‍.
قال العجلي: بصرى ثقة سكن مكة - وقد روى عنه في ترجمة سعيد بن
المسيب.
46

56 - عبد الرحمن بن شيبة.
قال العجلي: سكن جدة. كنت أساله في شئ من الحديث فيقول:
ما نظرت في ذا منذ عشرين سنة فيجئ به على الاستواء، وكان حافظا
وكان له مال يسوى مالا كثيرا فمنحه الناس.
57 - خلاد بن يحيى بن صفوان السلمي. أبو محمد الكوفي. سكن مكة.
مات قريبا من 213 ه‍ وقيل 212 ه‍.
قال العجلي: كان بمكة رأيته بمكة، ثقة.
58 - سليمان بن حرب الأزدي الواشحي، أبو أيوب البصري، سكن مكة
وكان قاضيها.
ولد 140 ه‍ ومات 224 ه‍ أو 223 ه‍.
لم يترجم له العجلي، ولكن روى عنه في ترجمة حسين بن علي بن
أنى طالب رضي الله عنهما.
59 - عبد الله بن نافع الزبيري، أبو بكر المدني، ت 216 ه‍ وقيل: غيره.
قال العجلي: لقيت عبد الله بن نافع الزبيري وكتت عنه، ثقة مدني
متعبد.
اليمن:
توجه العجلي من مكة المكرمة إلى اليمن مرتحلا من أجل العلم. فقد قال في
ترجمة النضر بن محمد اليمامي أنه سكن جرش - وهي مدينة باليمن وقال:
رحلت إليه من مكة فوصلت في خمسة عشر يوما.
ومن شيوه اليمنيين:
47

60 - إسماعيل بن عبد الكريم بن معقل بن منبه الصنعاني. توفى باليمن سنة
210 ه‍ ولم يترجم له العجلي، ولكن روى عنه في ترجمة وهب بن
منبه.
61 - النضر بن محمد بن موسى الجرشى.
وقد رحل إليه العجلي من مكة كما سبق. وحدث عنه في ترجمة السائب
بن يزيد.
الشام:
زار العجلي الإمام أحمد وصاحبه وهما محبوسان في صور. كما ذكر أنه كان
يملك ذاك الوقت بعض الدنانير باع بها بزا بأنطاكية، وهذا يدل على إنه سافر
إلى أنطاكية في 218 ه‍ أو قبلها حيث كانت محنة الإمام أحمد في تلك السنة.
ومن شيوخه الشاميين:
62 - موسى بن أيوب النصيبي، أبو عمران الأنطاكي. قال العجلي: سكن
أنطاكية. وقد روى عنه في عدة مواضع من كتابه منها في ترجمة الأسود
ابن يزيد النخعي ورقبة بن مسقلة وغيرهما.
63 - يعقوب بن كعب بن حامد الحلبي، أبو يوسف نزيل أنطاكية.
قال العجلي: سكن أنطاكية... ثقة رجل صالح صاحب سنة.
وقد روى عنه في ترجمة سعيد بن جبير والأعمش.
64 - أبو سفيان الحميري الواسطي. وهو سعيد بن يحيى الحذاء ت 202 ه‍.
ولم يترجم له العجلي، ولكنه روى عنه في ترجمة الأعمش ومجاهد.
48

مصر ارتحل الامام العجلي إلى مصر وأخذ العلم عن مشايخ الحديث هناك.
ولا ندري بالتحديد متى نزل مصر. ولعله مر بها في طريقه إلى طرابلس الغرب،
ولكن يبدو أن له رحلة إلى مصر قبل هذا التاريخ لان سفره إلى طرابلس كان في
218 ه‍ أبو بعدها بينما نرى من شيوخه المصريين أسد بن موسى الأموي وقد توفى
بمصر، سنة 212 ه‍ ويمكن أنه سمع منه في بعض رحلاته خارج مصر، لكنه صرح
أنه حضر مجلس عبد الله بن عبد الحكم، وأنه لم ير بمصر أعقل منه ومن سعيد
ابن الحكم، وقد توفى عبد الله بن عبد الحكم في 213 ه‍، وهذا يدل على أن له
رحلة إلى مصر قبل رحلته إلى طرابلس الغرب. والله أعلم.
ومن شيوخه المصريين:
65 - أسد بن موسى بن إبراهيم الأموي أسد السنة ت 212 ه‍.
قال العجلي: مصري ثقة وكان صاحب سنة. وروى عنه في ترجمة ابن
المبارك.
66 - عبد الله بن عبد الحكم بن أعين المصري ت 213 ه‍.
وقد حضر العجلي مجلسه كما سبق. وهو من كبار أئمة المالكية.
67 - عمرو بن ربيع بن طارق الهلالي، أبو حفص الكوفي ثم المصري
ت 219 ه‍.
قال العجلي: كوفي ثقة كتبنا عنه بمصر.
68 - سعيد بن الحكم المعروف بابن أبى مريم الجمحي ت 224 ه‍.
وقد حضر العجلي مجلسه وذكر حكاية له جرت في مجلسه وروى عنه في
ترجمة أبى الشعثاء.
69 - نعيم بن حماد الخزاعي المروزي سكن مصر ت 228 ه‍ أو 229 ه‍.
حمل في الفتنة هو والبويطي مقيدين في خلافة المعتصم فأبى أن يقول بخلق
القرآن فحبس ومات وهو مسجون.
وقد روى عنه العجلي في ترجمة السائب بن يزيد. وكان يسأله عما
أشكل عليه، فقد سأله عما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يشبع في يوم من
خبز بر مرتين. وما ورد أنه كان بعد لأهله قوت سنة.
49

وقد عرض عليه نعيم بن حماد أن يكتب الكتب التي ألفها في الرد على
الجهمية إلا أن العجلي لم يكتبها لعدم ميله إلى هذه المناقشات خوفا من أن
يقع في قلبه شئ.
70 - يحيى بن عبد الله بن بكير القرشي، أبو زكريا المصري ت 231 ه‍.
لم يترجم له العجلي ولكنه ذكر في ترجمة عبد الله بن عبد الحكم ما يدل
على أنه كان يحضر مجلسه.
71 - يوسف بن عدي بن زريق التيمي، أبو يعقوب الكوفي سكن مصر
ت 232 ه‍.
روى عنه العجلي في عدة مواضع منها في ترجمة أبى عثمان النهدي وعلقمة
بن قيس.
شيوخ آخرون:
72 - ذكر في ترجمة حميد بن العلاء فقال حدثني عنه " محمد بن مسلم " وفى
ترتيب السبكي " محمد بن بشير " ولم أعرف من هو.
73 - هشام بن عرة. قال في ترجمته: " لم يكن يحسن يقرأ كتبه، كتبت عنه
ثلاثة مجالس ". ولم أعرفه.
وللعجلي رحلة أخرى إلى طرابلس الغرب وسيأتي ذكرها فيما بعد إن شاء
الله تعالى.
50

تلامذته:
إن الامام العجلي مع كثرة رحلاته وتلقيه من كبار أئمة الحديث في العراق
والشام ومصر والحجاز لم يهتم بالتحديث والرواية ولذلك لم تدون مروياته في
كتب الحديث. حتى قال الامام الذهبي: ما علمت وقع لنا من حديثه شئ وما
أظنه روى شيئا سوى حكايات.
وإذا كان الامر هكذا فلا غرابة أن يقل عدد تلامذته المعروفين. وقد ذكر
الامام الذهبي أسماء بعض من أخذ عنه من الأئمة المعروفين بالحديث بالأندلس،
كما تتبعت بعض المصادر الأخرى فوجدت أسماء آخرين أيضا، وكما ذكر الوليد بن
بكر الأندلسي " فان حديث أحمد وتصانيفه وأخباره بالمغرب وحديثه وعزيز بمصر
والشام والعراق لبعد المسافة ". وفيما بلى أذكر بعض تلامذته:
1 - صالح بن أحمد بن العجلي. وهو ابنه وراوي الكتاب عنه وقد تقدمت
ترجمته.
2 - سعيد بن عثمان بن سعيد التجيبي الأندلسي، أبو عثمان الأعناقي. ويقال
العناقي.
سمع أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي ويونس بن عبد الأعلى وغيرهما.
روى عنه أحمد بن سعيد بن حزم. مات بالأندلس سنة 305 ه‍ وكان
مولده 223 ه‍. قال ابن الفرضي: كان ورعا زاهدا عالما بالحديث.
بصيرا بعلله ولا علم له بالفقه.
3 - عثمان بن حديد الألبيري، الكلاعي، يكنى أبا سعيد، سمع محمد بن
أحمد العتبى ونحوه. ورحل فمع يونس بن عبد الأعلى وغيره. مات
بالأندلس سنة 322 ه‍. ذكره الذهبي في تلامذة العجلي.
51

4 - محمد بن فطيس بن واصل الغافقي الألبيري. أبو عبد الله الفقيه الحافظ،
روى عن محمد بن أحمد بن العتبى ويونس بن عبد الأعلى وغيرهما. وسمع
بأطرابلس الغرب أحمد بن عبد الله العجلي.
قال ابن الفرضي: كان محمد بن فطيس نبيلا ضابطا لكتبه ثقة في روايته
صدوقا في حديثه. توفى في شوال سنة 319 عن تسعين سنة وكان مولده
سنة 229 ه‍. من مصنفاته " كتاب الروع والأهوال ".
5 - سعيد بن خمير بن عبد الرحمن، من أهل قرطبة، يكنى أبا عثمان.
قال ابن الفرضي: رحل إلى المشرق فسمع... أحمد بن عبد الله بن
صالح... وكان فقيها عالما فاضلا. توفى 301 ه‍.
6 - عبد الله بن محمد بن أبي الوليد الأعرج من أهل شدونة. سكن قرطبة.
سمع... أحمد بن عبد الله بن صالح الكوفي.
قال ابن الفرضي: كان ابن أبي الوليد من الخاشعين البكائين.
وكان ثقة خيارا. توفى قريبا من 310 ه‍.
7 - عثمان بن جرير بن حميد الكلابي. من أهل البيرة. يكنى أبا سعيد.
رحل فسمع بإفريقية من محمد بن سحنون. وبمصر محمد بن عبد الله بن
عبد الحكم... وأحمد بن عبد الله بن صالح الكوفي. وكان فقيها في الرأي
حافظا للمسائل، وكان يرحل إليه للسماع منه.
توفى 310 ه‍ وقيل 322 ه‍ وقيل 323 ه‍.
8 - قاسم بن محمد بن قاسم بن محمد بن سيار، من أهل قرطبة. يكنى أبا
محمد.
قال سعيد بن عثمان الأعناقي: قال لي أحمد بن صالح الكوفي: قدم علينا
52

من بلدكم رجل يسمى قاسم بن محمد، فرأيت رجلا فقيها.
توفى سنة 277 ه‍ وقيل غيره.
قال ابن الفرضي: ولم يكن بالأندلس مثله في حسن النظر والبصر
بالحجة.
وقال أيضا: كان يذهب مذهب الحجة والنظر وترك التقليد ويميل إلى
مذهب الشافعي.
9 - محمد بن غالب المعروف بابن الصفار. من أهل قرطبة، يكنى أبا
عبد الله.
رحل فسمع من محمد بن سحنون وأحمد بن صالح الكوفي.
توفى 295 ه‍.
10 - موسى بن أحمد بن اللب الثقفي. من أهل البيرة. يكنى أبا عمران.
رحل إلى المشرق فسمع من يونس بن عبد الأعلى وإبراهيم بن
مرزوق...
وأحمد بن عبد الله بن صالح الكوفي.
توفى 270 ه‍.
11 - مالك بن عيسى القفصي. ت 305 ه‍.
والغالب أنه من تلاميذ العجلي لأنه قد سبق أن ذكرت أن أبا العرب
التميمي سأله: من أعلم من رأيت بالحديث؟ فقال: أما من الشيوخ
فأبو الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح الساكن بأطرابلس الغرب.
12 - سعيد بن إسحاق.
53

مروياته:
كان العجلي كثير التلقي وكثير الحفظ، وقد أخذ من كبار أئمة عصره في
كل المراكز العلمية المعروفة في ذلك العصر، مثل الكوفة والبصرة وبغداد والشام
والحجاز ومصر، كما سبق ذكره في رحلاته وشيوخه، حتى أنه في سفرة واحدة
إلى البصرة كتب سبعين ألف حديث عدا حديث حماد بن سلمة والقعنبي.
فلا غرو أن يعد من أمثال أحمد بن حنبل ويحيى بن معين كما قال الدوري.
ومع ذلك لا نكاد نجحد له رواية في كتب الحديث المعروفة وكما سبق عن الذهبي أنه
قال " ما أظنه روى شيئا سوى حكايات ".
والسبب في قلة تحديثه يرجع إلى عدة أمور:
1 - إهتمام الامام العجلي بنقد الرجال وتمييزهم ومعرفة ثقاتهم من ضعفائهم
ومعرفة علل الأحاديث. وهذا النوع من العلماء المتخصصين قليلا
ما يهتمون برواية الأحاديث مع سعة علمهم بها، وحسبنا مثالا على ذلك
إمام الجرح والتعديل يحيى بن معين وهو يقول:
" كتبت بيدي ألف حديث ".
وقال ابن المديني: " لا نعلم أحدا من لدن آدم كتب الحديث ما كتبه يحيى
ابن معين ".
ومع هذه الكثرة لا توجد له إلا روايات قليلة في كتب الحديث، حتى أن
أبا داود هو أحد الرواة الذين دونوا عنه مادة النقد ولازموه لم يرج له في
كتابه السنن إلا خمسة وعشرين حديثا فقط، مع أنه قد ضم ما يزيد على
خمسة آلاف حديث، وكتابه ملئ بالرواية عن أحمد ومسدد
وغيرهم.
2 - عدم اعتنائه بالتأليف والتحديث إلا قليلا. فهو مع مكانته الكبيرة وحفظه
الكثير وسعة اطلاعه على العلل وأحوال الرجال، لم يهتم حتى بتدوين هذا
الأثر الوحيد الذي بين أيدينا الآن، فقد قال الوليد بن بكر الأندلسي راوي
54

الكتاب: إن الامام العجلي لم يقصد جمع شئ منها وإنما اجتمعت لابنه
صالح مما سمعه منه أو سأله أو أملاه عليه، فعلق ذلك ابنه صالح عنه.
ولعل السبب في هذا هو ما غلب عليه من الزهد والتفرد للعبادة حتى هاجر
من بغداد إلى طرابلس للابتعاد عن التن والفرق التي ظهرت في العراق،
وشغلت المسلمين علماءهم وزعمائهم ومفكريهم وضيعت كثيرا من
أوقاتهم وطاقاتهم في مناقشات ومجادلات لا طائل تحتها ولا ترجع على الأمة
بفائدة.
3 - هجرته المبكرة إلى طرابلس الغرب. والغالب أن هجرته كانت في ظروف
المحنة كما أشار إليه مترجموه أي في حدود 218 ه‍ فما بعد، وهذا يعنى أنه
غادر العراق قبل أن يبلغ الأربعين من عمره، ولذلك لم تكثر الرواية عنه في
الشرق. أما في المغرب فقد قال الوليد بن بكر الأندلسي:
" وحديث أحمد وتصانيفه وأخباره بالمغرب. وحديثه عزيز بمصر والشام
والعراق لبعد المسافة ".
وكما سبق عن مالك القفصي صاحب المدرسة الحديثية في بلاد المغرب، أن
الامام العجلي هو أعلم من رآه بالحديث من الشيوخ.
ويؤيد كلام الوليد بن بكر ما ذكرنا من تلامذة العجلي الذين عرفناهم،
وأنهم كلهم أندلسيون. ولو تم العثور على مؤلفاتهم فقد نجد شيئا من مرويات
الامام العجلي.
وقد ذكر كثيرا من مروياته في هذا الكتاب بمناسبة بعض التراجم وقد
تتبعتها فوجدتها أكثر من أربعين حديثا من الأحاديث المرفوعة والموقوفة على
الصحابة، وقد خرجت أكثرها في مواضعها كما أثبت فهرسا هجائيا لها في آخر
الكتاب ليتمكن الباحثون من الاطلاع عليها.
أما الحكايات والنوادر والاخبار التي رواها العجلي في كتابه فهي كثيرة
ومفيدة أيضا.
55

مهنته:
لم تذكر لنا المصادر عن مهنته شيئا واضحا، ولكن هناك بعض الإشارات
في كتابه تستطيع أن نستنبط منها أنه كان يزاول مهنة التجارة وقد تكون تجارة
البز.
فقد ذكر في ترجمة الإمام أحمد:
"..... وأخرج إلى أحمد بن نوح نفقة دنانير كثيرة، فقال: خذ منها،
أراك رث الهيئة - فأخرجت إليه منطقة لي فيها دنانير بعت بها بزا بأنطاكية،
فقلت له: لو كنت أحوج الخلق أجئ إلى أسير آخذ منه؟ ".
وهذا يشير إلى أنه ذهب إلى أنطاكية وباع بها بزا.
وقال في ترجمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: حدثني أبي عبد الله
قال: سمعت أبا يعلى رجلا من أهل الحديث قال: قال ابن عباس: " اشتر وبع
برأس المال، والبركة تجرى في الوسط ".
فعلق عليه بقوله: " فجربنا ذلك فوجدناه كما قال ابن عباس ".
وهذا يشير أيضا إلى أن العجلي شيئا من الأعمال الحكومية كالقضاء وغيره - فيما
نعلم - بل هناك إشارات إلى أنه كان يكره هذا النوع من العمل لا سيما وأن المعتزلة
هم الذين كانوا يسيطرون على أعمال الدولة في أيامه، فكان المحدثون ينظرون
إليهم نظرة فيها الكثير من الكراهية والحذر.
قال العجلي في ترجمة إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد: " ما فيه خير
كان أمينا ليحيى بن أكثم " ولم يكن يحيى بن أكثم من المعتزلة بل قال أحمد:
" ما عرفناه ببدعة " وهو فقيه صدوق. ولكنه كان قاضيا.
56

وقال في ترجمة قطبة بن العلاء بن منهال الغنوي:
" كان يحدث عن أبيه حديثا طويلا في قصة الجمل، ولم تطب نفسي أن
أكتب عنه لأنه كان على شرط الكوفة.
ولم يشر العجلي إلى ضعفه مع أنه ضعيف قال فيه البخاري: ليس بالقوى
وفيه نظر ولم يصح حديثه، وقال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه ولا يحتج به.
هجرته إلى طرابلس الغرب:
إنتقل الامام العجلي رحمه اله من بغداد إلى طرابلس الغرب لما اشتدت وطأة
المعتزلة على علماء أهل السنة، لا سيما أصحاب الحديث منهم، الذين يحاولون دائما
الحفاظ على وجه الاسلام الناصع كما أنزله الله سبحانه وتعالى في كتابه، وبينه
لسدها بكل ما أوتوا من قوة بغض النظر عن كبر تلك الثغرة أو صغرها. فيظن
من لم يرزق فهما واسعا لطريقتهم ومبادئهم أنهم لا يهتمون إلا بتلك الجزئية أو
المسألة الفرعية. ومن هنا نفهم مغزى تلك الوقفة الجريئة الصامدة التي وقفها
الإمام أحمد وأصحابه أمام جبروت المعتزلة وطغيانهم.
والامام العجلي مع اطلاعه الواسع على الأحاديث والسنن، ومع صلابته
وقوته في الحق وعطفه العلني على الإمام أحمد وأصحابه، كان بطبعه ميالا
إلى التفرد والانقطاع للعبادة، وكان يحب الابتعاد عن المناقشات والمجادلات طالما
أن الله قد أعفاه عن هذا الابتلاء، وطالما أن غيره قائم بالحق ثابت عليه ثبوت
الجبال الراسيات. وهذا الذي حدا به إلى الهجرة من مركز هذه الفتنة إلى أقصى
بلاد الغرب.
ولا ندري هل أن العجلي وصل إلى طرابلس فأعجبه المكان فاستقر فيه،
أم أنه خرج قاصا إليها. وكما سبق أن قلنا إن العجلي كان موجودا بالمشرق أيام
اعتقال الإمام أحمد في 218 ه‍، والغالب أنه هاجر إلى طرابلس في تلك الفترة.
57

وإذا كانت وفاته في 261 ه‍ فان هذا يعنى أنه قضى معظم حياته في أطرابلس،
أي أكثر من أربعين سنة، وهناك انتشر علمه وكثر تلاميذه، ولكننا مع الأسف
لا نملك مصادر كافية للتاريخ العلمي لهذه المنطقة، حتى نستطيع أن نتعرف على
أنشطته العلمية في تلك البقعة من العالم الاسلامي.
وفاته ودفنه:
توفى الامام العجلي سنة 261 ه‍ كما ذكر الخطيب البغدادي عن أبي
سعيد بن يونس المصري.
أما لده صالح فقد قال: " مات أبى بعد الستين ومائتين " ولم يحدد.
قال الوليد بن بكر الأندلسي: توفى بأطرابلس وقبره هناك على الساحل،
وقبر ابنه صالح إلى جنبه. رحمهما الله.
ثناء الأئمة عليه:
قال ابن معين: هو ثقة ابن ثقة ابن ثقة.
قال عباس الدوري: إنا كنا نعده مثل أحمد بن حنبل ويحيى بن معين.
قال الحافظ أبو العرب التميمي: سالت مالك بن عيسى القفصي - وكان
من علماء الحديث بالمغرب - فقلت له: من أعلم من رأيت بالحديث؟ فقال:
أما من الشيوخ فأبو الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح الكوفي الساكن بأطرابلس
الغرب.
قال علي بن أحمد بن زكريا أبو الحسن ابن زكرون: إن ابن حنبل وابن
معين قد كانا يأخذان عنه.
قال الوليد بن بكر الأندلسي: وكان أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح
الكوفي من أئمة الحديث المتقنين. ومن ذوي الورع والزهد.. وكان نظير ابن
58

معين في الحفظ إلا أنه دونه في السن.. وهو أقدم في طلب العلم وأعلى إسنادا
وألد عند أهل المغرب في القديم والحديث ورعا وزهدا من محمد بن إسماعيل
البخاري.
وروى الوليد عن زياد بن عبد الرحمن اللؤلؤي قال: سمعت مشايخنا بهذا
المغرب يقولون: لم يكن لأبي الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي
الكوفي ببلادنا شبيه ولا نظير في زمانه، في معرفته بالحديث وإتقانه وزهده
وورعه.
قال الخطيب البغدادي: كان دينا صالحا انتقل إلى بلد المغرب وسكن
أطرابلس - وليست بأطرابلس الشام - وانتشر حديثه هناك.
قال الذهبي: الامام الحافظ القدوة أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح
العجلي.... حدث عنه ولده صالح بمصنفه في الجرح والتعديل وهو كتاب مفيد
يدل على سعة حفظه.
قال ابن ناصر الدين: كان إمام حافظا قدوة من المتقنين. وكان يعد
كأحمد بن حنبل ويحيى بن معين. وكتابه في الجرح والتعديل يدل على سعة حفظه
وقوة باعه الطويل.
قال ابن الجزري: إمام علامة مشهور ثقة، روى القراءة عن أبيه.
قال الصفدي: روى عنه ابنه صالح بن أحمد كتابه في الجرح والتعديل،
وهو كتاب مفيد يدل على إمامته وسعة حفظه.
59

عقيدته ومذهبه الفقهي:
لقد كان الامام العجلي محدثا ناقدا بصيرا، زاهدا ورعا دينا فهو كغيره من
أئمة أصحاب الحديث يأخذ دينه - عقيدة وعملا - من كتاب الله الكريم
وما ثبت من سنة رسوله النبي الأمين صلى الله عليه وسلم.
وكانت هناك فرق كثيرة قد ظهرت قبل عصر العجلي ووجدت في
عصره، كالشيعة والخوارج والنواصب والمعتزلة والقدرية والجهمية وغيرها.
إلا أن أهم فتنة أثيرت في عصره هي فتنة المعتزلة القائلين بخلق القرآن. وعلى
الرغم من أنهم كانوا يقدسون العقول ويدعون الاعتماد على الأمور العقلية، خالفوا
أبسط القواعد العقلية، وهي أن العقائد لا يمكن أن تفرض بالقوة. (لا إكراه
في الدين). ولذلك استغلوا السلطة لاجبار أصحاب الحديث وأهل السنة
على القول ببدعتهم والاعتراف بها.
وكان الامام العجلي من أشد الناس كرها لبدعة المعتزلة. حيث أنه لما ذكر
بشر المريسي - زعيم المعتزلة - صب اللعنات عليه فقال:
" رأيت بشر المريسي عليه لعنة الله مرة واحدة، شيخ قصيرة، دميم المنظر
وسخ الثياب، وافر الشعر، أشبه شئ باليهود. وكان أبوه يهوديا صباغا بالكوفة
في سوق المراضع. لا يرحمه الله فلقد كان فاسقا ".
ومن كلام العجلي رحمه الله: " من قال القرآن مخلوق فهو كافر. ومن
آمن برجعة علي فهو كافر ".
وهذا خير ما يوضح موقفه من الفرق والبدع، إلا أه مع كراهيته الشديدة
لهذه الفرق لم يكن يحب الخوض في الجدال والمناقشة، ولعله كان إما لأنه
لا يحسن الجدال والمناظرة، أبو لما غلب على طبعه من التفرد والانقطاع للعبادة.
فقد ذكر في ترجمة شيخه نعيم بن حماد المروزي حوارا جرى بينهما: قال:
قال لي نعيم: " وضعت ثلاثة كتب على الجهمية، أكتبها.
60

قلت: لا.
قال: لم؟.
قلت: أخاف أن يقع في قلبي منها شئ.
قال: تركها والله خير لك.
قلت: فلم تدعوني إلى شئ تركه أحب إليك؟.
فأبيت أن أكتبها ".
وبالمقارنة بين قوله الساق وما ذكره عن بشر المريسي وبين حواره هذا،
يتبين ما سبق أن ذكرته من كراهيته لهذه البدعة، مع مراعاة عدم الخوض فيها.
أما مذهبه في الفروع فقد سبق أن الامام العجلي أخذ من الإمام أحمد
مباشرة، وأخذ عن عبد الله بن عبد الحكم، ويحيى بن عبد الله بن بكير،
وسعيد بن الحكم من أصحاب الإمام مالك، ولكن مع ذلك لم يذكره أحد
من المؤلفين في طبقات علماء المذاهب فيما أعلم. وهذا يدل على أنه لم يكن
ينتمي إلى شئ من المذاهب، بل كان يذهب مذهب الحجة النظر على طريقة
أصحاب الحديث، ويؤكد ذلك ما سبق ذكره عن مالك بن عيسى القفصي
صاحب المدرسة الحديثية في المغرب وعلاقته بالامام العجلي.
ويظهر أن أولاده أيضا مشوا على هذا النهج من بعده. والله أعلم.
61

مؤلفات العجلي
الثقات:
لم يصل إلينا شئ من مؤلفات الامام العجلي سوى كتابه المعروف
بالثقات، وهو هذا الذي بين أيدينا الآن بترتيب الامامين الهيثمي والسبكي.،
وسيأتي الكلام في ترتيبهما فيما بعد إن شاء الله.
ولقد وصل إلينا جزءان من كتابه الأصل أيضا. وقد استفدت منهما كثيرا
في المقارنة والتصحيح، كما أن هذا الجزء المتبقي من كتابه قد رفع النقاب عن
المنهج الأصلي الذي نهجه هو أو جامع الكتاب وراويه عنه وهو ولده صالح.
اسم الكتاب:.
اختلفت النسخ الموجودة لدينا - وكذلك أقوال العلماء - في بيان الاسم
الحقيقي لهذا الكتاب.
1 - فقد جاء في الصفحة الأولى من ترتيب الامام الهيثمي:
" ترتيب ثقات العجلي " لشيخنا الامام الحافظ الصالح نور الدين أبى الحسن
علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي... الخ ".
وجاء في مقدمة الامام الهيثمي لترتيبه:
" فان سيدي وشيخي وقدوتي... أبو الفضل عبد الرحيم... ابن العراقي
أشار إلى في ترتيب ثقات أبى الحسن أحمد بن عبد اله بن صالح العجلي.
2 - أما ترتيب الامام السبكي فقد جاء في الصفحة الأولى منه:
" كتاب سؤالات أبى مسلم صالح أباه أبا الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح
العجلي الكوفي. وهو مترجم " بمعرفة الثقات من رجال أهل العلم
والحديث ومن الضعفاء وذكر مذاهبهم وأخبارهم " مما أملاه أبو الحسن
أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي الكوفي على ابنه أبى مسلم صالح بن أحمد
بالمغرب رحمهما الله تعالى ".
62

وقال الامام السبكي في مقدمته:
" هذا كتاب ترتيب سؤالات أبى مسلم العجلي أباه أحمد بن عبد الله رتبته
على حروف المعجم تسهيلا للوقوف عليه ".
3 - وجاء في مقدمة الوليد بن بكر راوي الكتاب كما ذكرها السبكي في ترتيبه:
" هذا كتاب يشتمل على سؤالات أو هي سؤالات مفيدة على ما هي به ".
وجاء فيها أيضا: " وما رأى هذه السؤالات عندي حافظ في بلد من البلدان
التي سلكتها إلى كتبها وسمعها واستفاد منها ".
4 - أما الجزء المتبقي من الكتاب الأصلي - أي قبل الترتيب - فقد كتب على
الصفحة الأولى منه: " تاريخ نيسابوري ".
ثم شطب هذا الاسم وكتب بخط غير الخط الأول باللغة الفارسية ما معناه:
" تسمية هذا الكتاب بتاريخ نيسابور غلط. واسمه الصحيح هو:
" تاريخ ومعرفة الرجال الثقات " اسم مصنفه: صالح بن أحمد بن عبد الله
أبو مسلم المعروف بالعجى. وراوي هذا الكتاب عن مصنفه علي بن أحمد
ابن زكريا أبو الحسن النيسابوري ".
وقد ورد ذكر هذا الكتاب باسم " الثقات " في كثير من الكتب المصنفة
في المصطلح والرجال فمثلا:
قال ابن حجر في التهذيب في ترجمة عبد الرحمن بن سعد المدني: " قال
العجلي في الثقات: عبد الرحمن بن سعد مدني ثقة " فيحتمل أنه هذا ويحتمل أنه
المقع ". يعنى الذي قبله بالاسم نفسه.
وهكذا ذكره ابن حجر باسم الثقات في مواضع أخرى.
63

وقال السخاوي: "... وكذا استوفيت ثقات العجلي مراعيا ترتيبها
للسبكي والهيثمي ".
وذكره أيضا صديق حسن خان في أبجد العلوم. وحاجي خليفة في
كشف الظنون. وقال فؤاد سزكين: من آثاره (أي العجلي): الثقات
بترتيب أبى الحسن علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي.
ويبدو لي من هذا التفصيل أن الامام العجلي أو ولده لم يسميا الكتاب باسم
معين، واشتهر الكتاب في بداية الامر " بسؤالات أبى مسلم أباه أبا الحسن
العجلي " أبو نحو هذا، وهذا ليس بمستغرب. فإننا نرى كثيرا من كتب الجرح
والتعديل وغيره اشتهرت بالسؤالات أو المسائل ومنها:
سؤالات ابن الجنيد ليحيى بن معين.
وسؤالات إسحاق بن منصور الكوسج لإسحاق بن راهويه وأحمد بن
حنبل وابن معين.
وسؤالات الآجري لأبي داود.
وسؤالات البرقاني للدارقطني.
وسؤالات السهمي للدارقطني.
وسؤالات السلفي لخميس الحوزي، وغيرها كثير. وحيث أن الكتاب كان يشتمل على ذكر الثقات في الغالب، ونسبة
الضعفاء الذين ضعفه العجلي في الكتاب ضئيلة جدا، فاشتهر الكتاب في العصور
التالية " بالثقات " أو " بمعرفة الثقة " ولعل أنسب اسم هو ما جاء في ترتيب
السبكي:
64

" معرفة الثقات من رجال أهل العلم والحديث ومن الضعفاء وذكر
مذاهبهم وأخبارهم ".
فإنه تعبير صادق عن محتويات الكتاب ومنهجه. والله أعلم.
هل للعجلي كتب أخرى؟
اشتهر كتاب العجلي باسم " الثقات " وحيث أن العجلي أقدم من أبى العرب
التميمي وابن حبان وابن شاهين الذين ألفوا في ذكر الثقات. فقد
قبل: إن العجلي هو أول من ألف في الثقات.
وقد ورد ذكر كتابين آخرين للعجلي عند بعض العلماء وهما:
الجرح والتعديل: والتاريخ:
فقد قال حاجي خليفة في كشف الظنون في باب علم الجرح والتعديل:
" ومن الكتب المصنفة فيه " كتاب الجرح والتعديل، لأبي الحسن أحمد بن
عبد الله العجلي الكوفي، نزيل طرابلس الغرب المتوفى سنة 261 ه‍.
65

وقد سبق أنه ذكر كتاب الثقات ضمن الكتب التي أفردت في الثقات.
وقال إسماعيل باشا البغدادي في هدية العارين في ترجمة العجلي:
" صنف كتاب التاريخ وكتاب الجرح والتعديل ".
وجاء في الرسالة المستطرفة:
".... و ككتب الجرح والتعديل لأبي حاتم بن حبان البستي ولأبي الحسن
أحمد بن عبد الله العجلي. قال الذهبي: وهو كتاب مفيد يدل على سعة
حفظه ".
ويلاحظ أنه لم يذكر " الثقات " حينما ذكر كتب الثقات قبل كلامه هذا ببضعة
أسطر. وقال أيضا:
" ومنها كتب تواريخ الرجال وأحوالهم كتاريخ البخاري الكبير.. وتاريخ
أبى زكريا يحيى بن معين.. وتاريخ أبى الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي
الكوفي الحافظ القدوة نزيل طرابلس الغرب المتوفى بها سنة إحدى وستين
ومائتين ".
ومن كشف الظنون أخذ صديق حسن خان في أبجد العلوم في مبحث
الجرح والتعديل فقال: " من الكتب المصنفة فيه كتاب الجرح والتعديل
لأبي الحسن أحمد بن عبد الله العجلي بن عبد الله العجلي الكوفي نزيل طرابلس الغرب المتوفى سنة
261 ه‍.
وقال الأستاذ عمر رضا كحالة: ومن تصانيفه (أي العجلي): التاريخ
والجرح والتعديل.
66

ويلاحظ أنه لم يذكر الثقات أيضا.
وذكر الدكتور أكرم ضياء العمرى أن العجلي هو أول من ألف في الثقات
كما سبق، ثم ذكره فيمن صنف في الجمع بين الثقات والضعفاء وقال:
" وأحمد بن بد الله بن صالح العجلي " (ت 261) كتاب " الجرح
والتعديل " أيضا.
ويبدو لي - والله أعلم -: أن هذه أسماء عديدة لكتاب واحد، فكما سبق أن
ذكرت أن الكتاب إلى عصر الوليد بن بكر الأندلسي كان معروفا " بالسؤالات "
أو " سؤالات أبى مسلم " ولما انتشر بروايته فقد عبر العلماء عنه حسب محتوياته
فمنهم من سماه " بالتاريخ " ومنهم من وصفه بالجرح والتعديل، ومنهم من ذكره
بمعرفة الرجال، ومنهم من رأى أن الأغلبية فيه للثقات، فقد وصفه بهذا وهو
الذي اشتهر أكثر من غيره.
فقد ورد في آخر الجزء الثاني من كتاب العجلي حسبما جاء في النسخة
الباكستانية:
" تم الجزء الثاني من التاريخ والحمد لله رب العالمين.. الخ ".
وقال الحافظ عبد الغنى بن سعيد الأزدي المصري وهو ممن يرى عن
الوليد بن بكير مباشرة:
" هو (أي الوليد) الغمري بغين معجمة، حدثنا بتاريخ العجلي ".
وقال الحافظ أبو نصر بن مأكولا:
67

" وأبو العباس الوليد بن بكر الأندلسي الغمري الجوالة، كان يروى كتاب
التاريخ لعبد الله بن صالح ".
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة ربيعة الرأي: (وقال أحمد بن
عبد الله العجلي في " تاريخه " حدثني أبي قال: قال ربيعة وسئل كيف استوى:
الخ).
وهذا النص موجود في كتابنا هذا.
كما ترجم الذهبي نفسه لعبد الله بن صالح. والد العجلي فوصفه بأنه " والد
صاحب التاريخ " وكذلك وصفه المزي كما في تهذيب التهذيب.
وفى ميزان الاعتدال في ترجمة حكيم بن عجيبة: " قال أحمد العجلي في
تاريخه الخ ".
وهذا النص أيضا موجود في كتابنا هذا.
وقال السمعاني في باب " الغمري ":
".. فالمشهور بهذه النسبة أب العباس الوليد بن بكر بن مخل بن أبي زياد
الأندلسي الغمري صاحب كتاب " التاريخ لعبد الله بن صالح العجلي ".
68

وقال الذهبي في ترجمة الوليد بن بكر في تذكرة الحفاظ:
" حدث بكتاب " معرفة الرجال " لأحمد بن عبد الله العجلي عن علي بن
أحمد بن الخصيب ".
وقد ذكر الذهبي بعد قوله هذا بقليل، قول الحافظ عبد الغنى المذكور
آنفا الذي سماه " بالتاريخ " ولكن الذهبي لم يفرق بينهما.
وقال الذهبي أيضا في تذكرة الحفاظ في ترجمة الامام العجلي:
" حدث عنه ولده صالح بمصنفه في الجرح والتعديل، وهو كتاب مفيد
يدل على سعة حفظه ".
وقال في سير أعلام النبلاء:
" وله مصنف مفيد في الجرح والتعديل طالعته وعلقت منه فوائد تدل على
تبحره بالصنفة وسعة حفظه ".
ومن الذهبي أخذ المترجمون له من بعده فقال السيوطي:
" حدث عنه ولده صالح بمصنفه في الجرح والتعديل ".
وقال ابن العماد في شذرات الذهب:
" كتابه في الجرح والتعديل يدل على سعة حفظه وقوة باعه الطويل "
وقال الصفدي في الوافي:
69

" روى عنه صالح بن أحمد كتابه في الجرح والتعديل وهو كتاب مفيد يدل
على إمامته وسعة حفظه ".
يظهر بعد هذا أن هذه كلها أسماء عديدة لكتاب واحد، وقد وصفه كل
حسب ما بدا له بالنظر إلى موضوعه ومحتوياته، فهو كتاب " الثقات " لغلبتهم
على وهو كتاب في " الجرح والتعديل " كما هو واضح وهو كتاب " التاريخ "
بالمعنى المعروف عند المحدثين كالتاريخ الكبير والصغر للبخاري وهو كتاب في
" معرفة الرجال " والله أعلم.
كيف ومتى ألف العجلي كتابه؟:
قال الوليد بن بكر الأندلسي في مقدمته:
" هذا كتاب يشتمل على سؤالات. أو هي سؤالات ربما تكرر البعض
منها لفوائد متجددة تتعلق بها. ولم يقصد أحمد بن عبد الله بن صالح رحمه الله جمع
شئ منها. وإنما اجتمعت لابنه صالح مما سمعه منه أو سأله أو أملاه عليه. فعلق
ذلك ابنه صالح في أيام شبابه منثورا على غير ترتيب ولا تهذيب ".
نستفيد من هذا الوصف أن الامام العجلي لم يصنف الكتاب على منهج
معين أو في وقت محدد، وقد يسأله بعض الأسئلة فيجيب عليها فجمعها
ولده وسمعها منه علي بن أحمد بن زكريا وعنه الوليد بن بكر ومنه انتشر الكتاب.
أما متى ألف؟ فقد جاء ذكره ثلاث مرات في الجزء الذي وصلنا من كتابه
ففي بداية الكتاب: بسم الله الرحمن الرحيم. قال أبو الحسن علي بن زكريا
70

النيسابوري قال ثنا أو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح الكوفي:
قال لي أبى أحمد بن عبد الله بن صالح إملاء على، إملاء من حفظه في جمادى
الأولى من سنة ست وخمسين ومائتين، قال: مطرف بن عبد الله بن الشخير
بصرى تابعي ثقة الخ.
وهذا النص لم يذكره الهيثمي ولا السبكي في ترجمة مطرف.
ثم في ص 22: بسم الله الرحمن الرحيم. قال: ثنى أبى إملاء على إملاء من
حفظه في جمادى الأولى من ست وخمسين ومائتين قال: ثنا النضر بن محمد
ثنا عكرمة قال: ثنا عطاء مولى السائب بن يزيد أخو نمر بن قاسط، قال: كان
وسط رأس السائب بن يزيد أسود الخ.
وهذا ذكره السبكي في ترجمة السائب بن يزيد، ولم يذكره الهيثمي.
ثم في ص 68: بسم الله الرحمن الرحيم. حدثنا أبو مسلم صال بن
أحمد بن عبد الله بن صالح الكوفي إملاء على إملاء من حفظه في جمادى الأولى
سنة ست وخمسين ومائة.
قال: فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم الخ.
وهذا، ذكره الهيثمي والسبكي كلاهما في ترجمة فاطمة الزهراء رضي الله عنها
، إلا أنها وقعت عند الهيثمي " سنة ثنتين وخمسين " بدلا من " ست
وخمسين ".
إذا جمعنا هذه الإفادات مع وصف الوليد بن بكر السابق يتبين إن الجزء
الأكبر من الكتاب أملاه الامام العجلي على ولده في شهر جمادى الأولى سنة ست
وخمسين ومائتين، أي قبل حوالي خمس سنوات من وفاته.
71

وهذا يتفق مع أسلوب السرد الموجود في الكتاب، والذي يأتي مع الاملاء
وفى بعض المواضع سأله ابنه عن أشياء فأجابه فسجل أجوبته، وربما يكون صالح
قد أضاف فيها بعض الإضافات من الروايات والتراجم، مما كان اجتمع لديه من
أبيه في أوقات سابقة.
كما أن علي بن زكريا أضاف ترجمتين سمعهما عن غير صالح. وفى الكتاب
زيادات أخرى سيأتي ذكرها فيما بعد، إن شاء الله تعالى.
وصف النسخة التي وصلتنا من كتابه: وصلتنا قطعة من كتاب العجلي وقد حصلت على صورة منها من مكتبة
الشيخ حماد الأنصاري حفظه الله بالمدينة المنورة، وقد صورت من نسخة الكتاب
الموجودة لدى أحد العلماء في باكستان. وهذه القطعة عبارة عن جزئين من تجزئة
الأصل، وتشكل أقل من النصف من الكتاب حسب ترتيب الهيثمي والسبكي.
تقع هذه النسخة في ثمانين صفحة من القطع الكبير وبخط كبير، في كل
صفحة 22 سطرا. لم يذكر الناسخ اسمه ولا تاريخ النسخ ولكنها نسخة حديثة
كما هو واضح لمن نظر إليها.
وقد ذكر العلامة عبد الرحمن المعلمي اليماني في مقدمته لتاريخ جرجان
لحمزة بن يوسف السهمي، أن جزءا من ثقات العجلي يوجد في المكتبة الآصفية
في حيدر آباد. والغالب على ظني - والله أعلم - أن النسخة الباكستانية
منقولة من نسخة حيدر آباد.
وفى النسخة فراغ وبياض في كثير من المواضع لا أدرى هل تركها الناسخ
لعدم تمكنه من قراءتها على الصواب أم أنها كانت هكذا في الأصل الذين نقل منه.
كما أن فيها تحريفات غير قليلة في التراجم وغيرها.
72

كما وجدت فيها بعض الزيادات على ترتيبي الهيثمي والسبكي أثبتها في
مواضعها إذا غلب على ظني سلامتها من التحريف، وإلا فقد ذكرتها في التعليقات
وبينت أمرها حسب استطاعتي.
منهج الكتاب:
يبتدئ الكتاب من الصفحة الثانية بدون أي مقدمات، فبعد البسملة
فورا: قال أبو الحسن علي بن زكريا الخ كما سبق ذكره آنفا في تاريخ إملاء
الكتاب. ثم قال: مطرف بن عبد الله بن الشخير بصرى تابعي ثقة، وكان من كبار
التابعين رجل صالح، وأبوه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأخوه يزيد بن عبد الله
ابن الشخير بصرى ثقة، وأخوه هانئ، بصرى ثقة. وهكذا تستمر تراجم
البصريين إلى الصفحة السادسة.
وفى ص 6 عنوان: " الحجازيون " ويذكر فيه المدنيين فقط حتى آخر
ص 11 وفى آخر سطر منها " المكيون " م يذكرهم في صفحة 12 وفى أول
ص 13 يعود العنوان " الحجازيون " من جديد. ثم يذكر تحته سبعة تراجم، بعدها
عنوان " اليماميون " ويذكر تحته تسعة تراجم ثم عنوان " اليانيون " ويذكر تحته
أربعة تراجم وحكاية عن وهب بن منبه ثم عنوان " الشاميون " في ص 14،
وذكر فيهم " ابن العفيف، جزري تابعي ثقة " أيضا ويستمر في ذكر الشاميين إلى
ص 18 حيث يذكر عنوان " المصريون " ويستمر في ذكرهم إلى ص 21 وبعد
ذلك: تم الجزء.
وبعد تمام الجزء الأول وقبل أن يدخل في الجزء الثاني ذكر بعض الاخبار
المتفرقة. ويقول في آخرها: وهذه الحكايات كانت في آخر كتاب أبى الحسن بن
زكريا أيضا.
ولعل صاحب هذا الكلام هو الوليد بن بكر الأندلسي الراوي عن علي بن
أحمد بن زكريا. ولا أدرى هل هذا الجزء المرتب على البلدان خضع لترتيب من
أحد الرواة - من الوليد أو شيخه - أم هكذا رتبه صالح بن أحمد أو أملاه عليه
أبوه. لان لجزء الثاني يختلف عن هذا المنهج.
73

ومن ص 22 يبدأ الجزء الثاني بنحو الكلام الذي بدأ به الجزء الأول
فقال: قال ثنى أبى: إملاء على، إملاء من حفظه في جمادى الأولى من سنة ست
وخمسين ومائتين، قال ثنا النضر بن محمد الخ. وذكر رواية عن السائب بن
يزيد.
وبعد ذك وفى الصفحة نفسها بدأ في ذكر أصحاب عبد الله بن مسعود
رضي الله عنه وشيئا من مناقبهم وأخبارهم واستمر في ذكرهم، كبارهم
صغارهم، فيذكر أسمائهم ويضيف " من أصحاب عبد الله " أو " سمع من عبد الله "
وهكذا يستمر في ذكرهم فيما يزيد على عشر صفحات فيقول في ص 23
" وكان هؤلاء الذين رووا عن ابن مسعود وسمعوا، كوفيين ثقات ".
وهذه فائدة عظيمة استفدتها من هذه القطعة، حيث كان السبكي في
ترتيبه يذكر هؤلاء فيقول من أصحاب عبد الله أو سمع عبد الله، بينما الهيثمي كان
يزيد كلمة " ثقة " في كل هذه التراجم. فكنت أتحير من هذه الزيادات. فلما عثرت
على هذه القطعة زال الاشكال والحمد لله، وقد تبين أن الهيثمي قد تنبه لهذه
النقطة المهمة عند الترتيب.
وبعد ذكر أصحاب ابن مسعود يبدأ في ذكر الكوفيين من غير أصحاب
عبد الله من التابعين إلى ص 35.
وبعد ذكر خمسة أسطر من ص 35 يوجد فراغ يساوى أربعة أسطر ثم
تبدأ تراجم مختلطة بين المكيين والمدنيين والبغداديين والبصريين.
وتستمر هذه التراجم تتخللها حكايات وأخبار إلى آخر صفحة 58 حيث
يوجد عنوان " ومن المتروكين " ثم يذكر بعض المتروكين وبعض الضعفاء وفيهم
بعض الثقات ومن لا باس به ومن هو جائز الحديث ويستمر ذلك إلى ص 68.
ومن نصف ص 68 يدخل أسلوب جديد في الكتاب فيبدأ بالتسمية مرة
أخرى مع ذكر الاملاء وتاريخه كالسابق، ثم يبدأ بترجمة فاطمة الزهراء علي بن أبي
طالب فالحسن فالحسين، وجعفر والعباس رضي الله عنهم ويذكرهم أنبائهم
وأحفادهم.
74

ثم يذكر أم المؤمنين عائشة فأباها أبا بكر الصديق رضي الله عنهما وأبناءه
وأحفاده فما دون. ثم عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان والزبير بن العوام وطلحة
ابن عبيد الله وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود
وغيرهم كثيرا من الصحابة، وكلما ذكر صحابيا أردف بذكر أبناءه وأحفاده
فمن بعدهم مع ذكر من كان من التابعين منهم وبيان درجتهم من حيث الثقة أو
الضعف، وفى بعض الأحيان يذكر شيئا من مناقب الصحابة وأخبارهم ومن
دونهم.
ويمشي على هذا المنهج إلى ما يقارب عشر صفحات أي إلى ص 78 ثم تبدأ
التراجم المتفرقة من التابعين وغيرهم من الكوفيين والمكيين والمدنيين.
وفى آخر ص 80: " ثم الجزء الثاني من التاريخ. والحمد لله رب العالمين
طيبا كثيرا مباركا فيه. مباركا عليه. لا شريك له. كما هو أهله ومستحقه.
وصلى الله على محمد خاتم النبيين وعلى آهل وصحبه أجمعين ".
وبذلك انتهيت القطعة التي وصلتنا من كتاب العجلي.
وبعد هذا الاستعراض الشامل لم يبق أي غموض على منهج الكتاب
وأسلوبه ومع أن الناسخ أو الراوي جزأ القطعة الموجودة في جزأين فقط. لكن
من الممكن أن نقسمها على ثلاثة أقسام من حيث المنهج.
القسم الأول: من ص 2 - 35:
ويشتمل على ذكر الرواة البصريين والمدنيين والمكيين، والحجازيين.
واليمانيين واليماميين والشاميين والمصريين والكوفيين.
ألقم الثاني: من 35 - 68:
وفيه تراجم وحكايات متداخلة من البصريين والمكيين والمدنيين والبغداديين
وغيرهم.
القسم الثالث ص 68 - إلى آخر الكتاب ما عدا صفحتين من الأخير:
ويشتمل على ذكر الصحابة ومن يتعلق بهم من الآباء والأولاد والأحفاد
فمن دونهم، بدأ باهل البيت ثم الخلفاء الراشدين فمن بعدهم من الصحابة من
المهاجرين والأنصار، وغيرهم رضي الله عنهم.
75

هذا ما يتعلق بمنهج الكتاب من حيث الترتيب. إما منهج الامام العجلي من
حيث التراجم وذكره للرواة فكما يلي:
- إنه يذكر اسم الرجل واسم أبيه وكنيته ونسبته إلى البلد أو إلى القبيلة، ويبين
إن كان منهم أو من مواليهم، وقد يهمل ذكر الوالد لا سيما إذا كان اسمه
مختلفا فيه. وقليلا ما يذكر الأساتذة والتلامذة.
- يذكر طبقة الراوي: إن كان صحابيا بينه، وإن كان تابعيا بينه، ومن كان
بعدهم فهو من عامة المسلمين. ومن كان من التابعين فمن بعدهم فيذكر
درجتهم من حيث الثقة والضعف.
- يحرص على ذكر بلد الراوي في أغلب التراجم حتى في الجزء الذي هو مرتب
على البلدان فيقول: مدني تابعي ثقة، أو كوفي تابع ثقة، أو بصرى ثقة،
أو حجازي ثقة، وهكذا.
- يذكر الرجل فيذكر معه أباه أو أخاه. فمثلا لما ذكر مطرف بن عبد الله بن
الشخير قال: " بصرى تابعي ثقة، وكان من كبار التابعين رجل صالح.
وأبوه من أصحاب النبي صلى الله عليه وأخوه يزيد بن عبد الله بن الشخير، بصرى
ثقة، وأخوه هانئ، بصرى ثقة ". ومثل هذا كثير.
- قد يذكر الرجل وإخوانه في سياق واحد. مثلا: عمارة بن عبد وسليم بن
عبد ورزين بن عبد، كوفيون سلوليون ثقات.
- قد يذكر الأخوين ويقارن بينهما من حيث الضبط أو العبادة أو كثرة الرواية
وقلتها. فمثلا: ربيع بن أبي راشد، ثقة ثبت صالح.. وأخوه جامع بن أبي
راشد، وكان ثقة ثبتا، إلا أن ربيعا أرفع منه في العبادة، وهما في عداد
الشيوخ وليس حديثهما بكثير.
- يذكر الرجل وأولاده ويقارن بينهم من حيث السن والفضل، فمثلا ذكر
سعيد بن مسروق الثوري فاتبعه بذكر ابنه سفيان بن سعيد وعمرو بن سعيد،
وقارون بينهما. ومبارك بن سعيد وهو أصغرهم.
- بعد ذكر اسم الرجل وبلده ومنزلته يذكر مذهبه في كثير من الأحيان،
ويذكر أعماله إن كان قاضيا أو كان على الشرط أو غير ذلك.
76

- يذكر كثيرا من الروايات والحكايات في المناقب والاخبار والنكت والطرائف
وغيرها.
- تتصف التراجم بالوضوح والايجاز والبت، فقد لا تزيد الترجمة على بضع
كلمات، ولكن قد تبلغ الصفحات من طبعتنا هذه.
إما ما يتعلق بمنهج الامام العجلي في الجرح والتعديل، فسيأتي الكلام فيه
مفصلا فيما بعد إن شاء الله تعالى.
التكرار في بعض التراجم:
تكررت بعض التراجم مرتين أو ثلاث مرات، وقد أشار إليها الوليد بن
بكر في مقدمته، وقد نشأ من هذا شئ من التعارض في أقواله، وقد بحثت هذا
الموضوع في الباب الآتي. وقد حصل منه أيضا شئ من الاشكال والحيرة عند
المرتيين والمستفيدين في تحديد الرجل الذي يقصده العجلي، لأنه قليلا ما يذكر
شيوخ الرجل والرواة عنه وكثيرا ما تتشابه الأسماء في طبقة واحدة، فقد يتكرر
ذكر الرجل فيظن القارئ أنهما رجلان، وقد يكونان رجلين فعلا يتفقان في
الاسم واسم الأب فيتوهم القارئ أنهما واحد تكرر مرتين فأكثر. وقد وقع في
هذا الاشكال كل من السبكي والهيثمي وابن حجر، كما سيأتي ذكره في تعليقاتي
أثناء الكتاب.
77

نسبة الكتاب وإسناده إلى المؤلف
أما ما يتعلق بنسبة الكتاب إلى الامام العجلي وثبوتها، فهذا أمر متواتر قديما
وحديثا. والنقول الواردة في كتب التراجم التي ألفت بعده لا تعد ولا تحصى،
إذ لا يخلو كتاب في هذا الفن من نقول عن العجلي وأقواله في الجرح والتعديل.
كما أن الكتاب مروي بأسانيد صحيحة ثابتة. وقد رواه الأئمة أمثال
الخطيب البغدادي وابن عساكر والسمعاني والذهبي وغيرهم بأسانيد هم، وسيأتي
ذكرها فيما بعد. وكل هذه الأسانيد تلتقي في الوليد بن بكر الأندلسي، فهو
الذي طاف بهذا الكتاب في المشرق والمغرب من الأندلس إلى خراسان. ويقول في
مقدمته:
" ما رأى هذه السؤالات عندي حافظ في بلد من البلدان التي سلكتها إلا
كتبها وسمعها أو أستاذ منها ".
وإذا قرنا قوله هذا يقول ابن الفرضي الذي يقول في الوليد بن بكر: " كان
إماما في الفقه والحديث عالما بالعربية. لقى في الرحلة أزيد من ألف شيخ ". فننا
نستطيع أن نتصور مدى انتشار واشتهار كتاب العجلي في أكناف العالم شرقا
وغربا.
والوليد بن بكر يرويه عن علي بن أحمد بن زكريا بن الخصيب، وهو يرويه
عن أبي مسلم صالح بن أحمد، وهو يرويه عن والده المصنف الإمام أحمد بن عبد
الله العجلي رحمهم الله جميعا.
فاما تراجم الامام العجلي وابنه صالح فقد تقدمت. وأذكر هنا شيئا عن
علي بن أحمد بن زكريا بن الخصيب، وتلميذه الوليد بن بكر الأندلسي.
علي بن أحمد بن زكريا:
هو أبو الحسن علي بن أحمد بن زكريا بن الخصيب المعروف بابن زكرون
طرابلسي، سمع من أبى عبد الله الجيري، وابن المنذر، وابن رمضان، وابن
شعبان، وابن الاعرابي، وابن الجارود.
وروى عنه أبو الحسن القابسي، وأبو الحسن بن النمر الطرابلسي، وأبو
القاسم بن نمر، وأبو على الحسن بن المثنى قاضى طرابلس، وعبدوس بن محمد
الطليطلي وغيرهم.
78

قال أبو الحسن بن النمر: كان أبو الحسن ابن زكرون من الورعين في
مطعمه ومشربه وملبسه ومكسبه ولفظه، تعلم الناس منه أفقه والحديث
والورع.
وقال غيره: وأقام أربعين سنة لم يضحك ولم يتكلم في غيبة أحد،
ولا يسمى أحدا بلقب، وأقام خمسين سنة لم يحلف بالله.
قال عياض: قال المالكي: كان رجلا صالحا متعبدا ناسكا ذا فضل وعبادة
وعقل وحسن وإشارة جميلة، منور الوجه، له في الفقه والفرائض والشروط
والرقائق مصنفات كثير.
وعلي بن أحمد هذا طرابلسي، هاشمي، ولكن وقع في نسخة الثقات
" أبو الحسن علي بن زكريا النيسابوري " ولا أدرى لماذا نسب إلى نيسابور. نعم
تلميذه الوليد بن بكر سكن مدة في نيسابور وينسب إليها، كما سيأتي في ترجمته.
الوليد بن بكر الأندلسي:
هو أبو العباس الوليد بن بكر بن مخلد بن أبي زياد الغمري الأندلسي، من
أهل سرقسطة ثغر من ثغور الأندلس.
حدث عن الحسن بن رشيق، ويوسف الميانجي، وأبى بكر الربعي وأحمد
ابن جعفر الرملي، روى عنه الحاكم أبو عبد الله، والحافظ عبد الغنى المصري،
وأبو ذر عبد بن أحمد الهروي، والحسن بن جعفر السلماسي، وغيرهم.
قال الحاكم: الفقيه المالكي الأديب من أهل الأندلس. سكن نيسابور ثم
انصرف إلى العراق وعاد إلى نيسابور، وسماعاته في أقطار الأرض شرقا وغربا
كثيرة. وهو مقدم في الأدب وشاعر فائق. توفى بالدينور في رجب من سنة
اثنتين وتسعين وثلاثمائة.
قال الخطيب البغدادي: كان ثقة أمينا أكثير السماع والكتاب في بلاده وفى
الغربة، وحدثنا عنه حمزة بن محمد بن طاهر ومحمد بن عبد الواحد الأكبر.
قال ابن الفرضي: " كان إمام في الحديث عالما باللغة العربية، لقى في
الرحلة أزيد من ألف شيخ ".
79

قال في الصلة بسنده عن الحسن بن شريح أنه قال: الوليد هذا عمري،
ولكن دخل بلد أفريقية ومصر أيام التشريق. فكان ينقط الغين حتى يسلم - قال
الذهبي يعين من دولة الرفض - وكان مؤدبي ومؤدب أخي أبى بهلول وابنة
أخي.
وقال: إذا رجعت إلى الأندلس جعلت النقطة التي على العين ضمة وأراني
خطه.
قال الحافظ عبد الغنى: هو الغمري بغين معجمة حدثنا بتاريخ
العجلي ".
الاقتباس عن كتاب العجلي والرواية عنه:
لقد أكثر مؤلفو كتب التراجم والتواريخ النقل عن كتاب العجلي. خاصة
المتأخرون منهم، إذ لا نكاد نجد كتابا في هذا الموضوع يرد فيه ذكر الرجال
المترجمين في كتاب العجلي، إلا ويذكر نصوص العجلي أو يشير إليها.
وفيما يلي أذكر بعضا من المقتبسين عن العجلي والرواة لكتابه:
1 - الخطيب البغدادي (463 ه‍):
ويروي الخطيب مقتبسات من هذا الكتاب عن اثنين من مشائخه وهما:
80

حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق ومحمد بن عبد الواحد الأكبر، وهما
يرويان عن الوليد بن بكر الأندلسي.
وقد اقتبس الخطيب عن العجلي في 172 موضعا. منها 128 موضعا عن
طريق شيخه حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، وفى 44 موضعا عن محمد بن
عبد الواحد الأكبر.
2 - أبو عبد الله الحميدي (488 ه‍):
وقد ذكر نصا من هذا الكتاب في كتابه جذوة المقتبس بروايته: أخبرنا
القاضي أبو الغنائم محمد بن علي قراءة قال: أخبرنا أبو العباس الغمري إجازة
الخ.
81

وذكره عنه الضبي أيضا في بغية الملتمس.
3 - أبو سعد السمعاني (562 ه‍):
لم أستطع أن أتتبع كتابه (الأنساب) لأعرف هل أنه اقتبس شيئا عن
العجلي أم لا؟ ولكنه صرح في ترجمة الوليد بن بكر أنه سمع كتاب العجلي عن
شيخه: أبى الطاهر السنجي بروايته عن إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي
عن الصفار عن الوليد بن بكر الغمري.
4 - أبو القاسم ابن عساكر الدمشقي (571 ه‍):
استفاد مؤرخ دمشق الحافظ أبو القاسم ابن عساكر الدمشقي من كتاب
العجلي كما فعل قبله مؤرخ بغداد. ولم أتمكن من مراجعة كتابه تاريخ دمشق
82

المخطوط إلا أن الشيخ عبد القادر بن بدران ذكر كثيرا من أقوال العجلي في تهذيب
تاريخ دمشق، وقد نبهت عليها في تعليقاتي أثناء الكتاب، كما ورد نصان
عن العجلي في سيرة الزهري المأخوذة عن تاريخ ابن عساكر.
وابن عساكر، يروى عن العجلي بسندين:
أحدهما: أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الحسين بن الطيوري
83

أنا الحسين بن جعفر ومحمد بن الحسن وأحمد بن محمد العتيقي أنا
الوليد بن بكر الخ.
والثاني: أخبرنا أبو عبد الله البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا
الحسين بن جعفر، أنا الوليد بن بكر الخ.
وأحيانا يجمع بينهما في سياق واحد.
5 - أبو الحاج المزي (742 ه‍):
وقد نقل المزي في كتابه " تهذيب الكمال " كثيرا من أقوال العجلي. ففي
المجلدين الأول والثاني - اللذين طبعا بتحقيق الدكتور بشار عواد - فقط اقتبس
84

عن العجلي في اثنين وعشرين موضعا. ومع ذلك فاته شئ كثير، فاستدرك عليه
ابن حجر في تهذيب التهذيب.
6 - أبو عبد الله الذهبي (748 ه‍):
وهو يكثر النقل عن العجلي في كثير من كتبه كسير إعلام النبلاء، وتذكرة
الحفاظ، وميزان الاعتدال، وقد ذكر أقوال العجلي في تذكرة الحفاظ فقد في
أكثر من أربعين موضعا.
وصرح في سير أعلام النبلاء بأنه طالع كتاب العجلي وعلق منه فوائد
وقد روى فيه وفى تذكرة الحفاظ بعض الأشياء عن العجلي بسنده فقال في السير:
أخبرنا الحسن بن علي، أخبرنا عبد الله بن عمر، أخبرنا عبد الأول
85

ابن عيسى أخبرنا أبو إسماعيل الأنصاري، أخبرنا الحسن بن علي،
أخبرنا الوليد بن بكر، الخ.
وقال في التذكرة:
أخبرنا قاضى القضاة أبو الربيع ابن قدامة، وعيسى بن أبي محمد العطار
قالا: أنا جعفر بن أبي الحسن، أنا أبو الطاهر الحافظ، أنا ثابت بن بندار
المقري، أنا الحسن بن جعفر السلماسي، أنا الوليد بن بكر الخ.
7 - الحافظ ابن رجب الحنبلي (795 ه‍):
وكثيرا ما ينقل أقوال العجلي في كتابه " شرح علل الترمذي " ولا سيما
ما يتعلق بالارسال والتدليس والسماع ومقارنة الرواة عن شيخ واحد. وقد أشرت
إلى تلك المواضع في تعليقاتي. وعلى سبيل المثال ينظر في ترجمة حميد الطويل،
86

وحسين بن علي الجعفي، وسعيد بن إياس الجريري، وزكريا بن أبي زائدة،
وعاصم بن بهدالة، وغيرها.
8 - الحافظ ابن حجر العسقلاني (853 ه‍):
وهو أكثر من وجدته اقتباسا عن العجلي، فقلما فاته قول من أقوال العجلي
في تراجم من ذكرهم العجلي من رجال التهذيب، كما أنه يورد كثيرا من أقواله في
الإصابة ولسان الميزان وتعجيل المنفعة. وله زيادات أيضا عن العجلي على ما في
ترتيبي الهيثمي والسبكي، كما يأتي الكلام فيه مفصلا، إن شاء الله.
9 - شمس الدين السخاوي (902 ه‍):
وهو الوحيد الذي صرح - فيما علمت - بأنه استفاد من ترتيبي السبكي
والهيثمي لثقات العجلي كما تقدم عنه. وقد اقتبس عن العجلي في مواضع كثيرة في
كتابه: " التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة ".
10 - جلال الدين السيوطي (911 ه‍):
وقد ذكر أقوال العجلي في كتاب " طبقات الحفاظ " في أكثر من عشرين
موضعا. وكتابه هذا تلخيص لكتاب تذكرة الحفاظ للذهبي. فلا أدرى هل
السيوطي أخذها عن الذهبي أم استفاد من كتاب العجلي مباشرة، ولكنه ذكر
بعض الحكايات عن العجلي في كتابه تاريخ الخلفاء، وقد أشرت إلى مواضعها في
تعليقاتي في الكتاب.
87

11 - ابن العماد الحنبلي (1089 ه‍):
ويذكر كثيرا أقوال العجلي في كتابه شذرات الذهب.
ومن الذين ينقلون أقوال العجلي أحيانا:
القاضي عياض (544 ه‍) في ترتيب المدارك ويسميه " أحمد بن
عبد الله الكوفي وأحيانا يكتفى بقوله. قال الكوفي " فقط.
وكذلك ابن خلكان (ت 568 ه‍) في كتابه وفيات الأعيان.
88

وقد ذكر الحافظ ابن حجر بعض أقوال العجلي نقلا عن أبي العرب
وابن خلفون وابن المواق وقد بينتها في تعليقات.
هذه هي بعض روايات الكتاب عن العجلي واقتباسات منه. ولا شك أن
الذين سمعوا الكتاب من الوليد بن بكر أكثر بكثير ممن عرفناهم. ومن الذين
سمعوه منه الحافظ عبد الغنى بن سعيد المصري.
89

زيادات ابن الخصيب والوليد بن بكر:
في الكتاب ترجمتان رواهما الوليد بن بكر عن علي بن أحمد بن زكريا، عن
غي أبى مسلم صالح بن أحمد. فقد جاء بعد ترجمة عبد العزيز بن سلمة:
قلت له: أحدثكم أبو مسلم عن أبيه بهذين السطرين؟ قال: لا.
وفى حاشية ترتيب السبكي: هذه الترجمة ليست من رواية أبى مسلم عن
أبيه بل بالسند المذكور في ترجمة مالك بن أنس. والند المذكور في ترجمة مالك
هو: أخبرنا أبو عبد الله وأبو نصر، أنا الوليد بن بكر الأندلسي، ثنا
أبو الحسن علي بن أحمد قال: قال أبو الحسن أحمد بن عبد الله الكوفي: مالك بن
أنس لم يلق زياد بن زياد، إنما يرسل عنه.
وعلي بن أحمد يروى الكتاب عن صالح بن أحمد عن أبيه، لكن لم يذكر
هنا من سمع هاتين الترجمتين.
وهناك زيادة ى ترجمة مسدد بن مسرهد حيث جاء فيها:
" أخبرنا الوليد، ثنا أب على منصور بن عبد الله الخالدي، ثنا أبو إسحاق
إبراهيم بن أحمد بن مسدد بن مسرهد بن مسربل بن مغربل بن مرعبل بن أرندل
ابن عرندل بن ماسك بن مستور الأسدي البصري ثنا مسدد ثنا عيسى بن يونس
عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل الهدية ويثبت
عليها ".
وهذا المتن أخرجه البخاري وغيره إلا أن الاسناد قال فيه الذهبي: " هذا
سياق عجيب في نسب مسدد. أظنه مفتعلا ومنصور ليس بمعتمد ".
وكذلك في ترجمة حكيم بن سعد قال العجلي: " أبو تحيى، تابعي كوفي
ثقة ".
ثم زاد الوليد بقوله: حدثنا علي بن أحمد بن زكريا، ثنا أبو سعيد، ثنا
الدوري، قال سمعت يحيى بن معين، يقول: أبو تحيى حكيم بن سعد.
90

وفى الكتاب بعض التراجم الأخرى عن ابن معين، لا سيما في ترتيب
السبكي مثل ترجمة: رباح بن زيد، ورباح بن خالد، والضحاك بن قيس،
وعبد الله بن صالح العجلي، ونهشل الضبي، ونهشل الذي يحدث عن الضحاك
بن مزاحم، ويزيد بن أبي حكيم العدني. فلا أدرى هل العجلي نفيه رواها عن
ابن معين، أم أنها زيادات من علي بن أحمد والوليد بن بكر، ولكن سياقها يختلف
عن أسلوب العجلي. وقد روى العجلي في ترجمة حميد الطويل عن يحيى بن معين
قولا. لشعبة بن الحجاج وهو مذكور بسنده.
91

البا الثاني
الامام العجلي ومنهجه في الجرح والتعديل
العجلي الناقد:
والنقد - وإن شئت فسمه الجرح والتعديل، أو التمييز أو معرفة الرجال -
هو أهم العلوم التي اشتهر بها الامام العجلي. وكما سبق أن ذكرت أن الامام
العجلي كانت لديه ثروة هائلة من الأحاديث، ولما كان جمع الروايات والمقارنة
بينها من أهم طرق معرفة الثقة الضابط من الضعيف الواهم. فان الامام العجلي
استعمل ثروته الحديثية في هذا المجال. وفيه تظهر براعة العجلي ومهارته، حتى
شهد له أئمة هذا الشأن بطول الباع وسعة الاطلاع، كما سبق عن الذهبي
وغيره.
ولما كان الامام العجلي لم يصرح بشئ من منهجه وأسلوبه في الجرح
والتعديل، فلم يكن لدينا سبيل سوى الاستقراء والتتبع لكتابه لمعرفة منهجه
ومرئياته في بعض الأمور المتعلقة بهذا الفن. وفيما بلى أحاول أن أبرز بعض
ما لمسته من أساليب الامام العجلي في الجرح والتعديل من خلال كتابه هذا.
طبقات الرواة:
لقد رتب كثير من المحدثين والمؤرخين كتبهم على الطبقات مراعين في ذلك
الفضل والسبق في الاسلام، والتقدم الزمنى من حيث الوفيات أو العلو في
الأسانيد، ولعل أسوتهم في ذلك ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم:
" خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم.. الخ " أي
الصحابة ثم التابعون ثم أتباع التابعين.
92

ولكن لم يكن هناك مفهوم محدد للطبقات من حيث الفترة الزمنية، ولذلك
رتب كل مصنف كتابه وحدد طبقاته حسب اجتهاده. فالذهبي مثلا رتب كتابه
تذكرة الحفاظ على إحدى وعشرين طبقة من عصر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى عصره،
وابن حجر في التقريب وزع رجال الكتب الستة على اثنتي عشرة طبقة.
إلا أن التقسيم العام للطبقات عند كثير نهم هو الصحابة فالتابعون فاتباع
التابعين، بغض النظر عن التفاضل الذي يوجد فيما بينهم، كما فعل ابن حبان في
الثقات ومشاهير علماء الأمصار وغيره.
والامام العجلي لم يرتب كتابه على الطبقات، ولكنه مع ذلك يحرص على
إظهار فضل الصحابة والتابعين، فينص في ترجمة الصحابي على أنه من أصحاب
الرسول صلى الله عليه وسلم. وينص في التابعي بأنه تابعي، وقد يميز بينهم فيقول: من كبار
التابعين أو خيار التابعين، وأما من بعدهم فيكتفى ببيان مرتبتهم من حيث الجرح
والتعديل، وعلى هذا يمكن أن نوزع التراجم الموجودة في الكتاب على أربع
طبقات وهي:
1 - الصحابة.
2 - كبار التابعين.
3 - التابعون.
4 - أتباع التابعين فمن بعدهم.
موقفه من تعريف الصحابي:
إن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لهم فضل كبير ومرتبة عظيمة، فهم حملة الرسالة
الاسلامية وبهم انتشر الاسلام في سائر أنحاء الأرض، وقد بذلوا أنفسهم ونفيسهم
وقاتلوا وجاهدوا وأنفقوا أموالهم وأنفسهم في سبيل الله تعالى مع النبي صلى الله عليه وسلم
وبعده. ولذلك اتفقت الأمة من أهل السنة والجماعة على أن الصحابة كلهم
عدول، ولم يخالفهم في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة.
93

قال الخطيب البغدادي: عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم
وإخباره عن طهارتهم، واختياره لهم في نص القرآن.
وقال ابن عبد البر: ثبتت عدالة جميعهم بثناء الله عز وجل عليهم وثناء
رسوله صلى الله عليه وسلم. ولا أعدل ممن ارتضاه الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ونصرته، ولا تزكية
أفضل من ذلك ولا تعديل أكمل منها.
ومن الآيات الدالة على ذلك:
قوله تعالى: (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة
فعلم ما في قلوبهم).
وقوله تعالى: (السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين
اتبعوهم باحسان رضي اله عنهم ورضوا عنه (.
وقوله تعالى: (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقائل. أولئك
أعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا. وكلا وعد الله الحسنى).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الله، الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضا فمن
أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني،
ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه ".
وبعد اتفاق أهل السنة والجماعة على عدالة الصحابة وفضلهم تعددت
94

تعبيرات العلماء فيمن هو الصحابي؟ لان الصحبة تطلق على الكثير والقليل. ولكن
الذي اتفق عليه جمهور أهل العلم من المتقدمين والمتأخرين: هو أن الصحابي
من لقى النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على الاسلام ".
فيدخل فيه من لقيه من المسلمين ممن طالت مجالسته أو قصرت، روى عنه
أو لم يرو، غزا معه أو لم يغز، من رآه رؤية ولو لم يجالسه، ومن لم يره لعارض
كالعمى.
ويدخل في هذا العموم الأطفال الذين ولدوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ورأوه في
حال الطفولة. فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يحصون على إحضار
أولادهم عند النبي صلى الله عليه وسلم عند ولادتهم ليحنكهم ويسميهم ويبرك عليهم.
ومثل هؤلاء يدخلون في شرف الصحبة مع فق المراتب. قال ابن حجر:
" لا خفاء برجحان مرتبة من لازمه صلى الله عليه وسمل وقاتل معه أو قتل تحت رايته على
من لم يلازمه أو لم يحضر معه مشهدا وعلى من كلمه يسيرا أو ماشاه قليلا أو رآه
على بعد أو في حال الطفولة، وإن كان شرف الصحبة حاصلا للجميع. ومن
ليس له منم سماع منه، فحديثه مرسل من حيث الرواية وهم مع ذلك معدودون
في الصحابة لما نالوا من شرف الرؤية.
وقال الإمام أبو عبد الله الحاكم:
" الطبقة الثانية عشرة: (أي من الصحابة) صبيان وأطفال رأوا رسول الله
صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وفى حجة الوداع وغيرها، وعدادهم في الصحابة. منهم: السائب
ابن يزيد، وعبد الله بن ثعلبة بن أبي صعير، فإنهما قدما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا
لهما، ولجماعة يطول الكتاب في ذكرهم ".
95

ولما كان بعض هؤلاء الأطفال قد تشرف بلقاء النبي صلى الله عليه وسلم دون سن
التمييز، فلا يثبت له سماع من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعتبر رواية مرسلة. ومن هنا
فان كثيرا من العلماء اعتبروهم من التابعين. قال العراقي:
" فاما التمييز فظاهر كلامهم اشتراطه (أي لثبوت الصحبة كما هو موجود
في كلام يحيى بن معين وأبى زرعة وأبى حاتم وأبى داود وابن عبد البر وغيرهم.
وهم جماعة أتى بهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهم أطفال فحنكهم ومسح وجوههم، أو
تفل في أفواههم، فلم يكتبوا لهم صحبة، كمحمد بن حاطب بن الحارث..
الخ.
وقد شدد بعضهم فاشترط البلوغ لثبوت الصحبة، وهذا يعنى أن الذين
لقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم دون سن البلوغ فلا يعتبرون من الصحابة. وقد
حكاه الواقدي عن أهل العلم فقال:
" رأيت أهل العلم يقولون: كل من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أدرك الحلم
فأسلم وعقل أمر الدين ورضيه، فهو عندنا ممن صحب النبي صلى الله عليه وسلم ولو ساعة من
نهار ".
قال العراقي: والصحيح أن البلوغ ليس شرطا في حد الصحابي وإلا لخرج
بذلك من أجمع العلماء على عدهم في الصحابة، كعبد الله بن الزبير، والحسن،
والحسين، رضي الله عنهم.
والذي يظهر من صنيع الامام العجلي إنه مع الذين لا يعتبرون الرؤية في
الصغر كافية لاثبات الصحبة بل يتشددون في ذلك. فكثيرا ما نرى ناسا اختلف
العلماء في صحبتهم، ويأتي العجلي فيبت بكونهم تابعين. وهكذا الامر فيمن رأى
رسول الله صلى الله عليه وسلم في صغره فالعجلي يجزم بكونهم تابعين. وعلى سبيل المثال:
محمود بن الربيع الأنصاري الذي ثبت في الصحيحين، أنه عقل رسول الله
صلى الله عليه وسلم مجة مجها من دلو في دارهم وهو يومئذ عمره خمس سنين.
96

وقال ابن حجر في التقريب: " صحابي صغير وجل روايته عن الصحابة ".
وقال العجلي: " مدني تابعي ثقة، م كبار التابعين "
محمود بن لبيد لأنصاري، وكان أسن من محمود بن الربيع. قال ابن
حجر: صحابي صغير وجل روايته عن الصحابة. قال العجلي: " مدني تابعي
ثقة ".
عبيد الله بن عدي بن الخيار. قال ابن حجر: قتل أبوه ببدر وكان هو في
الفتح مميزا، فعد لذلك في الصحابة. وقال العجلي: مدني تابعي ثقة من كبار
التابعين.
أبو الطفيل عامر بن واثلة ولد عام أحد، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخر من
مات من الصحابة. قال العجلي: مكي ثقة. وكان من كبار التابعين. وقد رأى
النبي صلى الله عليه وسلم وسمع من عبد الله.
يوسف بن عبد الله بن سلام، قال ابن حجر: " صحابي صغير. وقد ذكره
العجلي في ثقات التابعين ". ونصه في كتابه " مدني تابعي ثقة ".
بل قد يظهر من صنيع الامام العجلي أنه يشترط البلوغ لاثبات الصحبة.
فعلى الرغم من أنه ينص في ترجمة عبد الله بن الزبير على أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول في ترجمة زينب بنت أبي سلمة بأنها " تابعية مدنية ثقة " وزينب هذه ربيبة
رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، وقيل: إنها ولدت في
أرض الحبشة وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمها وهي ترضعها. وكان اسمها برة
فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب. وقد تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة سنة ثلاث
أو أربع من الهجرة. وهذا يعنى أن عمر زينب عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من
سبع سنين. ولم يذكرها العلائي في جامع التحصيل. وقد علق الهيثمي على قول
العجلي " هي ربيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم روت عنه ".
وقال ابن حجر في الإصابة: " ذكرها العجلي في ثقات التابعين، كأنه
كان يشترط للصحبة البلوغ ".
97

وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي، قال ابن حجر: صحابي شهير
ولد بأرض الحبشة، إذ هاجر أبوه إليها. وقال ابن حبان: أدرك من حياة
النبي صلى الله عليه وسلم ثماني سنين. وقال العجلي: مدني تابعي ثقة.
وذهب بعض الأصوليين إلى أنه لا يكفي في كونه صحابيا مجرد الرؤية بل
لا يكون صحابيا إلا إن طالت صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم، وكثرت مجالسته على طريق
التبع أو الاخذ منه، وهذا يعنى أن من رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولو كان بالغا ولم يسمع
منه لا يعتبر صحابيا عند هؤلاء.
قال السخاوي: وصنيع أبى زرعة الرازي، وأبى داد يشعر بالمشي على
هذا المذهب، فإنهما قالا في طارق بن شهاب: " له رؤية وليست له
صحبة ".
قلت: ويبدو من صنيع الامام العجلي أنه أيضا على هذا المذهب، فإنه قال
في ترجمة طارق بن شهاب الأحمسي: " من أصحاب عبد الله، وقد رأى
النبي صلى الله عليه وسلم ".
وطارق هذا رآه صلى الله عليه وسلم وهو رجل، ولكنه لم يسمع منه.
وكأني بالأئمة رحمهم الله أنهم نظروا إلى القضية من زاويتين. فمن اعتبر
شرف اللقاء والرؤية ولو كانت في الصغر أو كانت بدون سماع أثبت لهم
الصحبة، لانهم قد حصل لهم من الفضل ما لم يحصل لمن بعدهم.
ومن لاحظ جانب الرواية ورأى أنهم لم يسمعوا من النبي صلى الله عليه وسلم، أو لم
يحفظوا عنه فروايتهم مرسلة، لم يعدهم من الصحابة. فمنهم من اكتفى بنفي
الصحبة وإثبات الرؤية، ومنهم من جزم باطلاق القول عليهم بأنهم تابعون. ومنهم الامام
العجلي رحمه الله، كما ظهر من بعض الأمثلة التي سقتها وغيرها كثير في الكتاب.
ولما كان الصحابة كلهم عدول عند جمهور الأمة، فإنه لا يسال عنهم
ولا تستعمل فيهم كلمات التعديل والتوثيق كغيرهم من الرواة، فإنهم معدلون
98

بتعديل الله ورسوله، ولذلك فالامام العجلي يكتفى في ذكرهم بأنهم من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأحيانا يذكر شيئا من مناقبهم.
فمثلا في باب السين قال: " سعد بن عبيد الأنصاري، مدني من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم، قتل يوم القادسية ".
وبعده بترجمة واحدة ذكر سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، فذكر نسبه
ثم قال: " شهد بدرا، ويكنى أبا إسحاق، جمع له النبي صلى الله عليه وسلم أبويه رضي الله
عنه. وكان أول من رمى بسهم في سبيل الله، وافتتح القادسية واختط الكوفة
وكان أميرا عليها ".
كبار التابعين:
وكثيرا ما يستعمل الامام العجلي هذا الوصف في أقواله، ولكنه لم يذكر
الفارق الأساسي الذي يميز به بين كبار التابعين وصغارهم. والمعروف في كتب
هذا الفن أن كبار التابعين هم الذين رووا عن كبار الصحابة.
وكثيرا ما يذكر الامام العجلي قفى كبار التابعين، الأطفال والصغار الذين
رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في صغرهم قبل أن يبلغوا سن التمييز، أو قبل سن البلوغ أو
رأوه كبارا لكن لم يسمعوا منه، أو ممن ولدوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. والغالب أنهم
حملوا إليه صلى الله عليه وسلم في صغرهم على عادة الصحابة.
فمثلا عاصم بن عمر بن الخطاب، ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم. وقال
العجلي: لم يكن له صحبة، مدني تابعي ثقة، من كبار التابعين. وأبو الطفيل
عامر بن واثلة: قال العجلي: مكي ثقة. وكان من كبار التابعين والأمثلة على هذا
كثيرة.
ولكن د يذكر العجلي أمثال هؤلاء دون أن يصفهم بأنهم من كبار
التابعين. فمثلا: جارية بن قدامة التميمي، قال ابن حجر فيه: صحابي على
الصحيح. قال العجلي: بصرى تابعي ثقة. وجعدة بن هبيرة المخزومي، قال فيه
ابن حجر: صحابي صغير له رؤية. وقال العجلي: تابعي مدني ثقة. وأمثلة هذا
أيضا كثيرة في الكتاب.
99

وبعد كبار التابعين تأتى طبقة متوسطي التابعين وصغارهم، ولكن العجلي
لا يفرق بينهم. أما من كان من أتباع التابعين أو بعدهم، فلا يذكر العجلي شيئا عن
طبقاتهم، قل يكتفى ببيان مرتبتهم من حيث العدالة والجرح، إلا إذا كان
بمناسبة. فمثلا سئل في ترجمة مطر بن طهمان هل هو تابع أم لا؟ فقال: لا.
المخضرمون:
" وهم الذين أدركوا الجاهلية ققبل البعثة، أو بعدها صغارا كانوا أو كبارا، في
حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن لم يره بعد البعثة أو رآه، لكن غير مسلم وأسلم في
حياته أو بعده ".
وقال بعضهم: " من أدرك الاسلام في الكبر، ثم أسلم بعد
النبي صلى الله عليه وسلم ".
وقال بعضهم: " رجل مخضرم إذا كان نصف عمره في الجاهلية ونصفة في
الاسلام ".
وهؤلاء ليسوا من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسمل باتفاق أهل العلم بالحديث " كما
صرح بذلك ابن حجر في الإصابة. بل يعتبرون من كبار التابعين.
ولا امام العجلي لم يستعمل كلمة (مخضرم) في كتابه. ولكنه استعمل
كلمة (جاهلي) في عدة تراجم. كالأسود بن هلال المحاربي قال فيه: " ثقة وكان
جاهليا من أصحاب عبد الله، وكان رجلا صالحا " والأسود بن يزيد: " كوفي
تابعي ثقة جاهلي "، وشقيق بن سلمة: " رجل صالح جاهلي " وهكذا سويد
ابن غفلة وعبد الله بن عكيم الجهني وقال فيه: " كوفي جاهلي " وهكذا سويد
ابن غفلة وعبد الله بن عكيم الجهني وقال فيه: " كوفي جاهلي أسلم قبل وفاة
النبي صلى الله عليه وسلم وسمع من عمر " ومثل هذا: " عبيدة السلماني، كوفي تابعي ثقة
جاهلي أسلم قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم ". وأبو رجاء العطاردي:
" بصرى تابعي ثقة وكان جاهليا ".
100

وقد تتبعت تراجم هؤلاء فوجدتهم كلهم أسلموا في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم
ولكن لم يتمكنوا من رؤيته إلا الأسود بن هلال المحاربي، فقد هاجر زمن عمر،
ولكن لم أعرف متى كان إسلامه.
ويبدو لي - والله أعلم - أن مفهوم كلمة (جاهلي) عند العجلي يقارب
مفهوم كلمة (مخضرم) عند الآخرين. ولكنه لا يدخل فيهم إلا من أسلم في حياة
الرسول صلى الله عليه وسلم. وكان ما ذكره في ترجمة عبد الله بن عكيم وعبيدة السلسماني
" أسلم قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم " هو تفسير لكلمة (جاهلي)
عنده. ولكنه في ترجمة أويس القرني ذكر أنه من كبار التابعين وعبادهم، ولم
يذكر أنه (جاهلي) مع أن المشهور أن أويس القرني أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
101

كلمات الجرح والتعديل عند العجلي
الكلمات التي يستعملها العجلي في الجرح والتعديل هي كالتالي:
ثقة ثبت في الحديث. ثقة ثبت في الحديث حسن الحديث. ثقة ثبت
مأمون. ثقة مأمون. ثقة ثقة ثقة رفيع. ثقة رجل صدق. ثقة من خيار
الناس. ثبت في الحديث. ثبت نقى الحديث. ثقة. ثقة لا باس به. ثقة حسن
الحديث.
صدوق. صدوق ثقة. صدوق جائز الحديث. حسن الحديث. لا باس
به. جائز الحديث لا باس به. جائز الحديث حسن الحديث. جائز الحديث.
شيخ صدوق.
جائز الحديث وليس بالقوى في عداد الشيوخ. جائز الحديث لا باس به
يكتب حديثه. لا باس به يكتب حديثه. صويلح لا باس به. ثقة كان لا يتهم
بالكذب. لا باس به يكتب حديثه. وليس بالقوى.
لييس بالقوى. ضعيف الحديث. ضعيف الحديث وهو يكتب حديثه.
ضعيف الحديث وهو صدوق. يكتب حديثه وهو ضعيف الحديث. ضعيف
جائز الحديث يكتب حديثه. الناس يضعفونه. ضعيف الحديث يكتب حديثه
وفيه ضعف. ليس بحجة.
ضعيف الحديث ليس بشئ. ليس بشئ. مجهول. مجهول بالنقل. لا يقيم
الحديث حديثه يدلك على ضعفه. واهي الحديث.
لا يكتب حديثه. ضعيف الحديث متروك. متروك الحديث.
102

السكوت على بعض التراجم:
هناك عدد قليل جدا من الرواة الذين ورد ذكرهم في الكتاب دون أن
يصفهم العجلي بأي كلمة من كلمات الجرح والتعديل. ولا أدري هل هذا
السكوت بسبب ورود ذكرهم استطرادا بمناسبة أو أخرى أو أن العجلي لم يجزم
برأي فيهم. ومنهم: إبراهيم السعدي، أشعث بن عبد الملك. عمار بن معاوية
الدهني، وغيرهم.
تعدد أقواله في بعض التراجم:
تتصف أقوال العجلي في الجرح والتعديل بالوضوح والايجاز، ولا يوجد فيها
تعارض أو تناقض. ولكن تعددت أقواله في بعض التراجم وهي تقارب خمس
عشرة ترجمة. ويمكن الجمع بينها بكل سهولة بحيث يكون أحد القولين تفسيرا
للآخر. فمثلا قال في ترجمة " إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق " ثقة. وقال
مرة: جائز الحديث. وإذا جمعنا بين قوليه يكون " ثقة جائز الحديث " وهذا
يقارب قوله " لا باس به " أو ما في معناه. وهكذا في ترجمة أصبغ بن الفرج
" لا باس به " وفى موضع آخر " ثقة صاحب سنة " والامر بين القولين قريب.
ومن هذا القبيل في عدة تراجم منها: الأجلح الكندي، وثوير بن أبي
فاختة، عباد بن منصور الناجي، عطاء بن السائب بن زيد، علي بن زيد بن
جدعان، علي بن مبارك، عمر بن عبيد الطنفسي، سيف بن أبي سليم، محمد بن
طلحة بن مصرف اليامي، مطر الوراق، الوليد بن شجاع، يوسف بن يونس
ابن أبي إسحاق.
103

أوصاف ومميزات أخرى:
بعد تحديد مرتبة الراوي من حيث العدالة والضبط، هناك أوصاف أخرى
يتميز بها الانسان، كان يكون من كبار الأئمة ذوي المكانة والفضل والصبر
والجهاد في سبيل الله، أو يكون من الفقهاء والقضاة أو ممن اهتموا بالتمييز
والتحقيق في الحديث، أو ممن اهتموا بالتفسير والقراءات، أو امتاز بالزهد
والعبادة أو بالشعر والدب، أو بالذكاء والفراسة أو غيرها من الأوصاف.
فحينذاك يأتي الامام العجلي بكلمات تدل على عظمته وفضله وأوصافه واهتماماته.
فعلى سبيل المثال قال في ترجمة الإمام أحمد: ثقة ثبت في الحديث، نزه النفس،
فقيه في الحديث، متبع، يتبع الآثار، صاحب سنة وخبر. وقال في ترجمة إبراهيم
ابن الزبرقان التميمي:
كان ثقة راوية تفسير القرآن. حسن الحديث وكان صاحب سنة، وصاحب
تفسير. وقال في حفص بن غياث الكوفي: ثقة مأمون فقيه وكان على قضاء الكوفة.
وفى إسحاق بن منصور الأسدي: ثقة متعبد رجل صالح. وفى شعبة بن الحجاج:
ثبت نقى الحديث. وفى يحيى بن سعيد القطان: بصرى ثقة نقى الحديث.
والأمثلة على هذا كثيرة جدا. وغالبا ما يأتي العجلي بروايات وأخبار تدل
على أوصاف ومميزات الرواة، وأخبار القضاة والحكماء والامراء والزهاد
وغيرهم. ومثل هذه الحكايات لها قيمة تاريخية كبيرة، لا تخفى على أصحاب
الفن.
104

البدع وأثرها في علم الجرح والتعديل
وموقف الامام العجلي تجاهها
انتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى بعد ما ترك الناس على المحجة البيضاء،
ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك. وأعلن بان الناس لن يضلوا ما تمسكوا
بكتاب الله وسنة رسوله. إلا أن بعض الناس من الذين لم يستطيعوا أن يفهموا
كتاب الله وسنة رسوله حق الفهم، بدأوا يظهرون أقوالا وآراء منحرفة عن هدى
الرسول صلى الله عليه وسلم، ونشأت عليها فرق وأحزاب مع مرور الأيام.
ومن جملة هذه الفرق، الشيعة الذين كانوا يدعون نصرة علي رضي الله
عنه، ولكن دخلت فيهم عناصر غريبة عن الاسلام، كعبد الله بن سبا اليهودي
الذي إظهر إسلامه لافساد المسلمين من داخلهم، وفلول من الزعامات التي قضى
عليها الاسلام.
وفى مقابلهم نشأت طوائف تبغض عليا رضي الله عنه وتحمل عليه،
كالنواصب والخوارج. كما ظهرت أفكار القدرية والجبرية والمرجئة والجهمية
والمعتزلة وغيرها. وغير خاف على المسلمين بالتاريخ كم قامت بهذه الفرق من
حروب وفتن، ذهب ضحيتها آلاف من الأبرياء، وعذب مئات من العلماء
والفقهاء والمحدثين.
وكان أئمة الحديث وأصحاب السنة هم الذين يتصدون لهذه الأفكار
الباطلة، ويقفون في وجهها أداء للأمانة التي تحملوها، من تبليغ كتاب الله وسنة
رسوله والدفاع عنهما، فلقد ذاقوا الويلات من جراء هذه الفتن.
ولما كانت الأمة الاسلامية - مع كل هذه الدعوات الباطلة - لم تكن لتقبل
شيئا من أمر دينها إلا من كتاب الله وسنة رسوله، لجا كثير من المبتدعة إلى
الافتراء على الرسول صلى الله عليه وسلم ونسبة أحاديث مكذوبة إليه، واختراع أفكار ومبادئ
لانكار السنة النبوية والتشكيك في ناقليها.
105

ولقد اهتم المحدثون أشد الاهتمام بموضوع البدع وآثارها على السنة النبوية
على صاحبها الصلاة والتسليم، وأخذوا جانب الحذر والاحتياط في الروايد عن
بأصحاب البدع والأهواء.
ولقد كانوا ينظرون إلى ذه القضية من زاويتين مهمتين:
1 - أن كثيرا من أهل البدع لا يتورعون عن الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، من
أجل نشر وترويج عقائدهم الباطلة، ولا سيما الرافضة منهم. ومثل هؤلاء
لا تجوز الرواية عنهم ولا كرامة.
فقد سئل الامام مالك عن الرافضة فقال: لا تكلمهم ولا ترو عنهم فإنهم
يكذبون.
وقال الإمام الشافعي: تقبل شهادة أهل الأهواء إلا الخطابية، لانهم يرون
الشهادة بالزور لموافقيهم.
2 - هناك ناس من أهل البدع لم يجرب عليهم الكذب، ولكن في الرواية عنهم
رفع لمكانتهم وشأنهم - لا سيما من كان منهم داعيا إلى بدعته - وهذا
يؤدى إلى رواج بدعتهم. لان عامة المسلمين إذا رأوا أصحاب الحديث
وأئمة السنة يحضرون مجالسهم ويأخذون منهم، فيظنون أنهم على حق حتى
في أفكارهم المنجرفة مع صدقهم وورعهم. وطالما وجد العلم الذين لديهم
لدى أناس من أهل السنة فلا داعي للرواية عنهم.
وقد سئل الإمام أحمد: يكتب عن القدري؟ قال: إذا لم يكن داعيا.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: من رأى رأيا ولم يدع إليه احتمل، ومن رأى
رأيا ودعا إليه فقد استحق الترك.
وليس هذا في الاخذ فقط، بل حتى إن كثيرا منهم كانوا لا يسمحون لأهل
البدع إن يحضروا مجالسهم ويسمعوا منهم. فقد ذكر العجلي نفسه عن سلام بن
106

سليم " أنه كان إذا ملئت داره من أصحاب الحديث قال لابنه أحوص يا بنى قم،
فمنن رأيت في داري يشتم أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخرجهم. ما يجئ
بكم إلينا ".
وذكر عن زائدة بن قدامة أنه كان لا يحدث أحدا حتى يسال عنه فان كان
صاحب سنة حدثه، وإلا لم يحدثه.
ولذلك فقد اهتم أئمة الجرح والتعديل ببيان عقائد الرواة وأفكارهم عند
ذكرهم. والامام العجلي أيضا في كتابه هذا يهتم اهتماما واضحا بذكر عقائد
الرجال ومذاهبهم، فهو بعد ذكر مراتبهم من حيث الثقة والضعف يذكر مذهبهم
وعقيدتهم، ويوضح من كان منهم لين القول في بدعته أو كان غاليا أو كان داعيا
إليها، ومع أن من لم ينسب إلى بدعة فهو من أهل السنة ولكنه مع ذلك يصف
العلماء والأئمة الذين قاموا بالدفاع عن السنة بأنهم أصحاب سنة. ويذكر هذا
الوصف في تراجمهم باعتزاز.
وفيما يلي أذكر بعض النماذج عن الامام العجلي، فيما يتعلق باهل السنة
وأهل الأهواء والبدع.
أصحاب السنة:
وهم كثيرون - والحمد لله - في كتاب العجلي وأذكر بعض التراجم للنموذج
فقط:
أحمد بن حنبل: ثقة ثبت صاحب سنة.
أحمد بن صالح: مصري ثقة صاحب سنة.
إبراهيم بن محمد أبو إسحاق الفزاري: كوفي ثقة، وكان رجلا صالحا قائما
بالسنة.
العثمانيون والعلويون:
اتفق عامة أهل السنة أن أفضل هذه الأمة بعد نبي الله: أبو بكر وعمر
وعثمان بن عفا رضي الله عنهم. وقد أخرج البخاري في صحيحه عن ابن عمر
107

رضي الله عنه قال: " كنا نخير بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فنخير أبا بكر، ثم
عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، رضي الله عنه " (1) ولكن يبدو أن بعض
الناس كانوا يهتمون بهذا الموضوع اهتماما خاصا، فسمو بالعثمانيين. وكان
مقابلهم ناس آخرون يفضلون عليا رضي الله عنه على عثمان فسموا بالعلويين. وكان الامر
لم يصل بينهم إلى التشيع أو النصب، ونما خلافهم كان فيمن هو الأفضل مع
الاعتراف بفضلهما وصحة خلافتهما.
والامام العجلي في كثير من التراجم، ينبه على آرائهم هذه. فعلى سبيل
المثال روى في ترجمة أبى وائل شقيق بن سلمة بسنده عن عاصم قال: قيل
لأبي وائل: أيهما أحب إليك على أو عثمان؟ قلا: كان على أحب إلى من عثمان، ثم
صار عثمان أحب إلى من على.
وطلحة بن مصرف اليامي: كوفي ثقة، وكان يحرم النبيذ. وكان عثمانيا
يفضل عثمان على على، وكان من أقرأ أهل الكوفة وخيارهم.
وزبيد بن الحارث اليامي، كوفي ثقة ثبت في الحديث، وكان علويا وكان
يزعم أن شرب النبيذ سنة.
ومن الطرائف التي ذكرها الامام العجلي في هذا الصدد، ما ذكر في ترجمة
طلحة بن مصرف اليامي فقال: " وكان طلحة مصرف وزبيد اليامي متواخيين،
وكان طلحة عثمانيا وزبيد علويا، وكان طلحة يحرم النبيذ، وكان زبيد يشربه
ومات طلحة فأوصى إلى زبيد.
وكان عبد الله بن إدريس الأودي، وعبثر بن القاسم أبو زبيد الزبيدي
متواخيين. وكان عبد الله بن إدريس عثمانيا وكان عبثر علويا. وكان ابن إدريس
يحرم النبيذ وكان عبثر يشربه، ومات عبثر فقام ابن إدريس يسعى في دين عليه
حتى قضاه.
وكان عبد الله بن عكيم الجهني.. وعبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري
متؤاخيين، وكان عبد الله بن عكيم عثمانيا وكان عبد الرحمن بن أبي ليلى علويا،
108

وما سمع يتذاكران شيئا من ذلك. إلا أن ابن عكيم قال لعبد الرحمن بن أبي ليلى
يوما: أما إن صاحبك (يعنى عليا) لو صبر لاتاه الناس. وماتت أم عبد الرحمن
ابن أبي ليلى فقدم عليها ابن عكيم فصلى عليها ".
ويظهر من هذه الروايات أنهم مع اختلافهم في وجهات نظرهم كانوا
إخوانا متحابين في الله متعاونين في البر والتقوى لا قطيعة بينهم ولا تنافر.
وقد ذكر الذهبي عن الأعمش قال: أدركت أشياخنا زرا وأبا وائل فمنهم
من عثمان أحب إليه من على، ومنهم من على أحب إليه من ثمان، وكانوا أشد
شئ تحابا وتودا.
ومن فرق أهل الأهواء التي يشير إليها العجلي: الشيعة. النواصب،
القدرية، المرجئة، الجهمية، الخوارج. ومع الإشارة إلى عقائدهم يطلق عليهم
ما يستحقون من مراتب الجرح والتعديل، كثقة أو لا باس به، أبو ضعيف، أو
غير ذلك. وهذا يدل على أن الامام العجلي كغيره من المحدثين لا يترك الرواية عن
أحد لمجرد ما وجد فيه من خلاف عقدي أو فكري، بل المدار على الصدق
والعدالة والضبط. فإذا كان الراوي متصفا بالورع والتقوى والصدق والضبط
فيصدق في خبره إلا إذا أدت بدعته إلى الكفر أو الكذب فحينذاك تسقط عدالته.
وقد فصل أهل العلم القوم في قبول رواية أهل البدع بما لا مجال لذكره
هنا.
109

التنبيه على علل أخرى
بعد ذكر مرتبة الراوي ينبه الامام العجلي على علل أخرى قد تستوجب
ضعف الاسناد أو التوقف فيه حتى بعد ثبوت عدالة رجاله. ومن هذه العلل:
الاختلاط:
وهو " فساد العقل " وعدم انتظام الأقوال والأفعال إما بخوف، أو ضرر،
أو مرض، أو عرض، من موت ابن أو سرقة مال، كالمسعودي أو ذهاب كتب
كابن لهيعة، أو احتراقها كابن الملقن.
فإذا أصيب الثقة بالاختلاط لأي سبب من الأسباب، فحينذاك يقبل
المحدثون من حديثه رواية من روى عنه قبل الاختلاط ولا يقبلون من روى عنه بعد
الاختلاط أو أشكل أمره، فلم يعرف هل روى عنه قبل الاختلاط أو بعده.
والذين أصيبوا بهذا من الرواة الثقات قليلون جدا، وقد تتبعهم النقاد
واحدا واحدا، ليعرفوا من روى عنهم قبل الاختلاط، ومن روى عنهم بعده.
وذلك لما له من تأثير في صحة الحديث أو ضعفه. والامام العجلي يأتي بفوائد
مهمة في هذا الموضوع، نقلها عنه الباحثون في تراجم هؤلاء. كالذهبي في ميزان
الاعتدال، وعنه ابن الكيال في الكواكب النيرات، وكذلك ابن رجب في
شرح علل الترمذي وغيرهم.
ومن أمثلة ذلك ما ذكره في ترجمة سعيد بن إياس الجريري، إذ قال:
" بصرى ثقة واختلط باخرة. روى عنه في الاختلاط يزيد بن هارون وابن المبارك
110

وابن أبي عدى، كلما روى عنه مثل هؤلاء الصغار فهو مختلط.
إنما الصحيح عنه حماد بن سلمة وإسماعيل بن علية. وعبد الأعلى أصحهم
سماعا، سمع منه قبل أن يختلط بثماني سنين، وسفيان الثوري وشعبة صحيح ".
ومثل هذا في تراجم حجاج بن نصير الفساطيطي، وعارم بن الفضل
السدوسي، وعطاء بن السائب بن يزيد، وعبد الرحمن المسعودي، وأبى إسحاق
السبيعي، وسعيد بن أبي عروبة، وزكريا بن أبي زائدة.
التدليس:
وهو رواية الراوي عمن سمعه ما لم يسمعه منه موهما بالسماع. ولما كان
المدلسون من الرواة يسقطون الواسطة بينهم وبين شيخهم ليكون ظاهر الاسناد أنه
متصل، بينما هو في الحقيقة منقطع ويستلزم ضعف الاسناد. فقد تتبع النقاد مثل
هؤلاء الرواة - وهم قليلون - وبينوا أساليبهم وطرقهم. والامام العجلي أيضا نبه
على مثل هذا في تراجم تليد بن سليمان، وجابر بن يزيد الجعفي، والحجاج بن
أرطاة، وهشيم بن بشير، وغيرهم.
ومن القواعد المهمة التي ذكرها العجلي في هذا الباب ما ذكره ابن رجب في
شرح علل الترمذي بعنوان: كر من كان يدلس بعبارة دون عبارة.
ثم قال: قال العجلي: إذا قال سفيان بن عيينة: عن عمرو سمع جابرا
فصحيح.
وإذا قال سفيان: سمع عمرو جابرا فليس بشئ.
يشير إلى أنه إذا قال: عن عمرو فقد سمعه منه، وإذا قال: سمع عمرو
جابرا فلم يسمع ابن عيينة عن عمرو.
وقد تحرف قول العجلي هذا في ترتيبي الهيثمي والسبكي، كما نبهت عليه في
ترجمة سفيان.
الارسال:
ويطلق في الغالب على رواية التابعي عن النبي صلى الله عليه وسلم واستعمله العجلي وغيره
111

في المعنى اللغوي أيضا في كل من روى عمن لم يلقه، وهذا أيضا من علل
الاسناد، وقد نبه الامام العجلي على هذا في بضع وعشرين ترجمة من كتابه وسيأتي الكلام عن موقفه من قبول المراسيل من عدمه.
والإمام ابن رجب كثيرا ما يهتم بذكر هذه الفوائد عن العجلي في شرح علل
الترمذي.
وهناك علل أخرى من أخطاء الرواة وغيرها، بينها العجلي في ترجمة إبراهيم
ابن مرزوق، وعاصم بن أبي النجود، ويحيى بن أبي بكير قاضي كرمان وغيرهم.
112

الاحتجاج بالحديث المرسل ورأى الامام العجلي فيه
قال ابن المبارك: الاسناد من الدين ولولا الاسناد لقال من شاء ما شاء
وانطلاقا من هذا المبدأ اشترط العلماء اتصال السند من أوله إلى منتهاه، لصحة
الحديث والاحتجاج به. فان لم يتوفر هذا الشرط في الحديث فلا يحكم عليه
بالصحة، لجواز أن الراوي الذي سقط من الاسناد يمكن أن يكون من الذين
لا يحتج بهم.
ومن ذلك ما رواه مسلم عن مجاهد قال: جاء بشير العدوي إلى ابن عباس
فجعل يحدث ويقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. فجعل
ابن عباس لا يأذن لحديثه ولا ينظر إليه، فقال: يا ابن عباس مالي لا أراك تسمع
لحديثي أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تسمع؟ فقال ابن عباس: إنا كنا مرة
إذا سمعنا رجلا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ابتدرته أبصارنا وأصغينا إليه بآذاننا،
فلما ركب الناس الصعب والذلول. لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف.
وروى الترمذي بسنده عن الزهري أنه سمع إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة
وهو يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال الزهري:
قاتلك الله يا ابن أبي فروة تجيئنا بأحاديث ليس لها خطم ولا أزمة.
ولكن وجدت أحاديث كثيرة أرسلها بعض التابعين عن النبي صلى الله عليه وسلم
لأسباب دعتهم إلى ذلك.
113

واختلف آراء الأئمة في الاحتجاج بهذه الأحاديث المرسلة وتتلخص في
ثلاثة أقوال وهي:
القول الأول:
الرد مطلقا. وهو قول جمهور المحدثين، كما قال مسلم في مقدمة
صحيحه:
(المرسل من الروايات في أصل قولنا، وقول أهل العلم بالاخبار ليست
بحجة).
وقال الترمذي: (الحديث إذا كان مرسلا فإنه لا يصح عند أكثر أهل
الحديث، وقد ضعفه غير واحد منهم).
وقال العالئي: وهو الذي عليه جمهور أهل الحديث أو كلهم... وهذا هو
قول جمهور الشافعية واختيار إسماعيل القاضي وابن عبد البر وغيرهما من المالكية،
والقاضي أبى بكر الباقلاني، وجماعة كثيرين من أئمة الأصول.
والقول الثاني:
القبول مطلقا، وهو قول مالك وأبي حنيفة وجمهور أصحابهما وأكثر
المعتزلة. وهو أحد الراويتين عن أحمد بن حنبل رحمه الله.
والقول الثالث:
التفصيل أي القبول إذا توفرت شروط ذكروها وعدم قبوله إذا لم تتوفر
الشروط، فمنهم من قال: إذا كان المرسل لا يرسل إلا عن ثقة فيقبل مرسله.
وإذا كان ممن يرسل عن كل واحد سواء كان ثقة أو ضعيفا، فلا يقبل مرسله.
وهذا الذي رجحه العلائي. ومن جملة القائلين بالقبول الإمام الشافعي، فإنه يقبله
بشروط فصلها العلائي وغيره وذكرها الشافعي في الرسالة.
114

وقد ذكر الامام العجلي في ترجمة عامر الشعبي:
(مرسل الشعبي صحيح لا يكاد يرسل إلا صحيحا وأهل اليمن إرق
قوم).
ومن هنا فقد ذكره الحافظ ابن رجب في شرح علل الترمذي من القائلين
بالاحتجاج بالمرسل وذكر قوله هذا. كما استشهد به آخرون.
ومع أننا لم نجد رأيا صريحا للامام العجلي في هذا الموضوع، أرى إن من
الصعب الاستدلال على هذا العموم بقوله هذا. بل الذي يظهر لي من أقواله
الأخرى في مواضع أخرى من الكتاب أنه يعتبر الارسال انقطاعا في السند، سواء
كان من التابعي أو من بعده. كان يروى الراوي عمن لم يسمع منه، وقد أطلق
كلمة الارسال على مثل هذا. وقال العلائي: لا شك في صحة إطلاق المرسل على
هذا من حيث اللغة.
فعلى سبيل المثال قال العجلي في ترجمة حجاج بن أرطاة: " كان جائز
الحديث إلا أنه صاحب ارسال وكان يرسل عن يحيى بن أبي كثير ولم يسمع منه
شيئا، ويرسل عن مكحول ولم يسمع منه شيئا، ويرسل عن الزهري ولم يسمع
منه شيئا، فإنما يعيب الناس منه التدليس. وروى نحوا من ستمائة حديث ".
وروى في ترجمة إبراهيم النخعي بسنده عن شعبة أنه قال: " لم يسمع إبراهيم
النخعي من مسروق شيئا. وقال أيضا: إبراهيم بن يزيد النخعي لم يحدث عن
أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أدرك منهم جماعة ورأى عائشة رؤيا ".
ومثل هذا في تراجم كثيرة منها إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي، والحكم
ابن عتبة، وسلمة بن دينار، وسليمان بن حرب البكري، وعارم بن الفضل
السدوسي، وعبد العزيز بن جريج المكي، وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود،
وعمرو بن عبد الله أبو إسحاق السبيعي، وغيرهم.
فلو كان العجلي يرى الاحتجاج بالمرسل مطلقا لما اهتم هذا الاهتمام ببيان
الارسال وعدم السماع، ولما صرح بهذا النص في ترجمة عامر الشعبي فقط. فإنه
115

لم يذكر شيئا من هذا القبيل في تراجم المشهورين بالارسال من التابعين، كسعيد
ابن المسيب وغيره.
وأما قوله في الشعبي، فربما يمكن الاستدلال به على أنه يرى الاحتجاج
بمرسل من لا يرسل إلا عن ثقة. فلعله تتبع مرسلات الشعبي، فوجد أنه لا يرسل
إلا عن ثقة. مع أنه لم يجزم بهذا كما يدل عليه قوله (لا يكاد) إ من الممكن أن
توجد عنه مراسيل غير صحيحة، فالامر على كل حال راجع إلى الاستقراء
والتتبع. والله أعلم.
116

(حسن الحديث) ورأى الامام العجلي فيه
لقد قسم العلماء الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف، ومن الأئمة
المتقدمين من يقسمه إلى صحيح وضعيف فقط.
قال ابن رجب: " وأكثر ما كان الأئمة المتقدمون يقولون في الحديث إنه
صحيح أو ضعيف. ويقولون منكر وموضوع وباطل ".
وقد اشتهر الامام الترمذي باطلاق كلمة الحسن على الأحاديث بسبب
كثرة استعماله هذا الاصطلاح في جامعه. مع أن بعض الأئمة من قبله
استعملوه.
قال ابن الصلاح: " كتاب أبى عيسى الترمذي رحمه الله أصل في معرفة
الحديث الحسن وهو الذي نوه باسمه، وأكثر من ذكره في جامعه ويوجد في
متفرقات من كلام بعض مشايخه والطبقة التي قبله كأحمد بن حنبل والبخاري
وغيرهما ".
والمتقدمون حينما يطلقون كلمة (الحسن) فإنه هذا لا يعنى بالضرورة أنهم
يقصدون الحسن الاصطلاحي، أي دون الصحيح وفوق الضعيف. بل قد
يطلقونها على معاني أخرى.
117

قال السخاوي: " قد وجد إطلاقه على المنكر. قال ابن عدي في ترجمة
سلام بن سليمان المدايني. حديثه منكر، وعامته حسان إلا أنه لا يتابع عليه ".
وقيل لشعبة،: لأي شئ لا تروى عن عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي
وهو حسن الحديث؟ قال: من حسنه فررت.
وكأنهما أرادا المعنى اللغوي وهو حسن المتن.
وربما أطلق على الغريب. قال إبراهيم النخعي: كانوا إذا اجتمعا كرهوا
أن يخرج الرجل حسان حديثه.
فقد قال ابن السمعاني: إنه عنى الغرائب.
ووجد للشافعي إطلاقه في المتفق على صحته، ولابن المديني في الحسن لذاته
وللبخاري في الحسن لغيره ونحوه فيما يظهر قول أبى حاتم الرازي فلان مجهول
والحديث الذي رواه حسن. وقول إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني في الطلحي إنه
ضعيف الحديث مع حسنه. على إن ه يحتمل إرادتهما المعنى اللغوي أيضا.
وقد استعمل الامام العجلي أيضا هذه الكلمة في عدة مواضع وقد سردت
الكتاب سردا، فوجدت أحد عشر موضعا استعمل فيه العجلي هذه الكلمة وهي
كالتالي مع مقارنة قوله بقول ابن حجر في التقريب وغيره إذا لم يكن الراوي من رجال
التقريب:
118

اسم الراوي
1 - إبراهيم بن الزبرقان التميمي
2 - الأسود بن قيس
3 - حماد بن سلمة
4 - سفيان بن عيينة الهلالي
5 - سهل بن حسان المعروف بابن أبى خدويه
6 - شريك بن عبد الله النخعي قول العجلي
كان ثقة راوية تفسير القرآن حسن الحديث
وكان صاحب سنة وصاحب تفسير كوفي تابعي ثقة حسن
الحديث بصرى ثقة، رجل صالح حسن الحديث، ويقال:
إن عنده إلف حديث حسن، ليس عند غيره.
كوفي ثقة ثبت في الحديث وكان حسن الحديث، وكان يعد
من حكماء أصحاب الحديث بصرى ثقة حسن الحديث
وحسن العقل يشابه على ابن المديني كوفي ثقة، كان حسن
الحديث الخ قول ابن حجر أو غيره وثقه ابن معين، وذكره
ابن حبان في الثقات. وقال أبو حاتم: محله الصدق
يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال أبو داود والنسائي: ليس به باس.
ثقة من الرابعة ثقة عابد تغير حفظه باخرة ثقة حافظ، فقيه إمام
حجة إلا إنه تغير حفظه باخرة، وكان ربما يدلس ولكن عن الثقات
قال أبو حاتم: كان من الحفاظ وذكره ابن حبان في الثقات
صدوق يخطئ كثيرا تغير حفظه منذ ولى القضاء الخ.
119

اسم الراوي
7 - عبد الواحد بن زياد العبدي
8 - فطر بن خليفة الحناط
9 - مجالد بن سعيد
10 - هشام بن حسان القردوسي
11 - هشام بن سعد قول العجلي بصرى ثقة، حسن الحديث
كوفي ثقة، حسن الحديث وكان فيه تشيع قليل كوفي، جائز الحديث،
حسن الحديث الخ. بصري ثقة، حسن الحديث ويقال عنده ألف
حديث حسن ليست عند غيره. جائز الحديث، وهو حسن الحديث
قول ابن حجر أو غيره ثقة، من الخامسة. صدوق، ورمى بالتشيع
ليس بالقوى، وقد تغير في آخر عمره ثقة، من أثبت الناس في
ابن سيرين، وفى روايته عن الحسن وعطاء مقال لأنه قيل. كان يرسل عنهما.
صدوق له أوهام، ورمى بالتشيع.
يلاحظ في هذه القائمة ما يلي:
1 - أن الامام العجلي لم يستعمل كلمة (حسن الحديث) إلا مقرونة مع كلمة
أخرى وهي (ثقة) في ثمانية مواضع و (جائز الحديث) في موضعين
و (ثقة ثبت في الحديث) في موضع واحد.
2 - تتراوح مراتب هؤلاء الرواة بالمقارنة مع أقوال ابن حجر وغيره بين: ثقة
حافظ، وثقة، وصدوق، وصدوق له أوهام، وليس بالقوى.
120

3 - نص في ترجمة حماد بن سلمة: أن عنده ألف حديث حسن ليس عند
غيره. وكذلك في ترجمة هشام بن حسان القردوسي على ما تفرد به السبكي
دون الهيثمي، ولكن ذكره ابن حجر أيضا.
وبعد هذا يبدو لي - والله أعلم - أن الامام العجلي يريد بالحسن: حسن المعنى،
ولا يقصد درجة معينة من حيث الجرح والتعديل، ولذلك حدد مرتبة الراوي
حسب ما يراه بكلمة أخرى، كقوله ثقة، أو جائز الحديث، ثم أردفها بقوله:
(حسن الحديث) لا سيما تنصيصه في ترجمة حماد بن سلمة: " أن عنده ألف
حديث حسن ليس عند غيره " وحماد هذا كثير الراوية فقد قال ابن المديني: " كان
عند يحيى بن ضريس عن حماد عشرة آلاف حديث " وقال عمرو بن عاصم:
كتبت عن حماد بن سلمة بضعة عشر إلف حديث. فإذا كان الراوي حسن
الحديث بالمعنى الاصطلاحي، أي دون الصحيح وفوق الضعيف. فينبغي أن
تكون جميع رواياته حسنة وليس ألف حديث فقط. ويمكن أنه أراد بها الغرائب
كما سبق عن إبراهيم النخعي: " كانوا إذا اجتمعوا كرهوا أن يخرج الرجل حسان
حديثه ". وقول العجلي بعده: " ليس عند غيره " يقوى هذا لاحتمال. وهشام أيضا
كثير الحديث.
والله أعلم.
121

الامام العجلي وتساهله في التوثيق
إن الجهود العظيمة التي بذلها أئمة الجرح والتعديل من أجل معرفة رواة
الحديث وتمييز الثقات من الضعفاء وغيرهم، لم تكن مجرد هواية أو ترف علمي.
بل كان منشأه هو الحفاظ على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى لا يدخل في دين الله
ما ليس منه، تماما كما كان الحفاظ والجامعون يحفظون سنن الرسول صلى الله عليه وسلم
ويدونونها، حتى لا يضيع منها شئ.
قال ابن سيرين:
" إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم ".
وقد روى مثله الإمام ابن حبان في مقدمة كتابه المجروحين عن أبي هريرة،
وابن عباس وزيد بن أسلم، والحسن، والضحاك بن مزاحم، وأنس بن سيرين،
وإبراهيم النخعي.
وقد روى أب بكر بن خلاد قال: دخلت على يحيى بن سعيد في مرضه
فقال لي: يا أبا بكر ما تركت أهل البصرة يتكلمون؟ قلت: يذكرون خيرا إلا
أنهم يخافون عليك من كلامك في الناس. فقال: إحفظ عنى. لان يكون
خصمي في الآخرة رجل ن عرض الناس أحب إلى من أن يكون خصمي في
الآخرة النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: بلغك عنى حديث وقع في وهمك أنه عنى غير
صحيح - يعنى فلم تنكر.
ولذلك فإنهم كانوا يصدرون أحكامهم على الرواة بغاية من الورع والأمانة
وبدون أي محاباة أو عصبية أو حقد، ولا يخافون في ذلك لومة لائم.
إلا أن أحكامهم وأساليبهم قد تختلف في بعض الأحيان حسب اختلاف
ما وصلوا إليه من علم ومعرفة بالراوي وأحواله أو حسب شروطهم ومعاييرهم في
122

النقد، فمنهم من كان يشدد ويقيس الرواة على مقاييس صعبة ثم يحكم بعدالته
وضبطه ومنهم من كان يتساهل ويتسامح.
وهذا لا يخلو من فائدة علمية، لأننا إذا وجدنا أن أحدا من الأئمة
المتشددين قد وثق رجلا، فان هذا يعنى أن ذلك الرجل قد قيس باشد مقابيس
النقد، وبذلك فقد تجاوز القنطرة، ومثل هذا يعض على حديثه بالنواجذ. وإذا
وجدنا رجلا ضعفه أحد الأئمة المتساهلين، فان هذا يعنى إنه لم يستطع إن ينجح
حتى على الموازين السهلة، فمثل هذا يحذر من روايته.
قال الامام السخاوي:
" وقد قسم الذهبي من تكلم في الرجال أقساما:
- فقسم تكلموا في سائر الرواة، كابن معين وأبى حاتم.
- وقم تكلموا في كثير ن الرواة، كمالك وشعبة.
- وقسم تكلموا في الرجل بعد الرجل، كابن عيينة والشافعي.
قال: وهم الكل على ثلاثة أقسام أيضا:
1 - قسم منهم متعنت في التوثيق، متثبت في التعديل، يغمز الراوي بالغلطتين
والثلاث. فهذا إذا وثق شخصا فعض على قوله بنواجذك وتمسك بتوثيقه، وإذا
ضعف رجلا فانظر هل وافقه غيره على تضعيفه.
فان وافقه ولم يوثق ذلك الرجل أحد من الحذاق فهو ضعيف. وإن وثقه أحد
فهذا هو الذي قالوا لا يقبل فيه الجرح إلا مفسرا. يعنى لا يكفي فيه قول ابن معين
مثلا: هو ضعيف من غير بيان لسبب ضعفه، ثم يجئ البخاري وغيره يوثقه.
ومن ثم قال الذهبي وهو من أهل الاستقراء التام في نقد الرجال: " لم يجتمع اثنان
- أي من طبقة واحدة - من علماء هذا الشأن قط على توثيق ضعيف ولا على
تضعيف ثقة ".
2 - وقسم منهم متسمح كالترمذي والحاكم.
3 - وقسم معتدل كأحمد والدارقطني وابن عدي.
123

فجزى الله كلا منهم عن الاسلام والمسلمين خيرا، فهم مأجورون إن شاء
الله ".
ومن المتساهلين في التوثيق: الإمام ابن حبان البستي رحمه الله. قال
الحافظ ابن حجر:
نن " وهذا الذي ذهب إليه ابن حبان، من أن الرجل إذا انتفت جهالة عينه
كان على العدالة إلى أن يتبين جرحه مذهب عجيب. والجمهور على خلافه وهذا
هو مسلك ابن حبان في كتاب الثقات الذي ألفه، فإنه يذكر خلقا من نص عليهم
أبو حاتم ويغره على أنهم مجهولون. وكان عند ابن حبان أن جهالة العين ترتفع
برواية واحد مشهور وهو مذهب شيخه ابن خزيمة. ولكن جهالة حاله باقية عند
غيره. وقد أفصح ابن حبان بقاعدته فقال: العدل من لم يعرف فيه الجرح. إذ
التجريح ضد التعديل، فمن لم يجرح فهو عدل حتى تبين جرحه، إذ لم يكلف
الناس ما غاب عنهم ".
وقال الشيخ عبد الرحمن المعلمي اليماني:
" فابن حبان قد يذكر في الثقات من يجد البخاري سماه في تاريخه من
القدماء، وإن لم يعرف ما روى عمن روى ومن روى عنه. ولكن ابن حبان
يشدد وربما تعنت فيمن وجد في روايته ما استنكره، وإن كان الرجل معروفا
مكثرا.
والعجلي قريب منه في توثيق المجاهيل من القدماء. وكذلك ابن سعد،
وابن معين، والنسائي وآخرون غيرهما يوثقون من كان من التابعين أو أتباعهم إذا
وجدوا رواية أحدهم مستقيمة، بان يكون له فيما يروى متابع أو شاهد، وإن لم
يرو عنه إلا واحدا ولم يبلغهم عنه إلا حديث واحد ".
124

وقال أيضا:
" توثيق العجلي وجدته بالاستقراء، كتوثيق ابن حبان أو أوسع "
وقد تبين لي بعد دراسة تراجم كثير من الرواة أن الامام العجلي كثيرا ما يتفق مع ابن
حبان في توثيق أناس ذكرهم أبو حاتم وغيره في المجاهيل، أو سكتوا عليه ويجزم
العجلي بتوثيقهم. ولكنه - أي العجلي - يختلف عن ابن حبان في أن ابن حبان
بتشدد أو بتعنت في الجرح بخلاف العجلي، فإنه يتسامح مع الضعفاء أيضا فيعطيهم
مرتبة أعلى مما هم فيه عند النقاد الآخرين.
ويظهر تساهل المام العجلي في الأمور التالية:
أولا: إطلاق (ثقة) على الصدوق فمن دونه:
إن كلمة (ثقة) هي أكثر كلمات الجرح والتعديل استعمالا عند الامام
العجلي في كتابه هذا. وعلى الرغم من أننا لا نعدم بعض الأمثلة للرواة الذين
وصفهم العجلي (بالثقة، ويصفهم ابن حجر بما هو أرفع منها كقوله: (ثقة
حافظ) أو (ثقة حجة) ونحوهما. ولكننا نجد أمثلة كثيرة لأولئك الذين يطلق
عليهم العجلي (ثقة)، ولكن يصفهم ابن حجر بالصدوق أو صدوق بهم أو
صدوق فيه لين وما إلى ذلك. ولهذا أمثلة كثيرة جدا ويمكن إحصاؤها من خلال
أقوال الحافظ ابن حجر وغيره من أئمة الجرح والتعديل التي ذكرتها في تعليقاتي من
أجل المقارنة بين الامام العجلي وغيره. ففي باب الألف وحده، أحصيت أكثر من
سنة عشر مثالا لهذا النوع. ولا أذكرها هنا خوفا من التطويل.
ثانيا: إطلاق (لا باس به) على من هو ضعيف:
وهناك أمثلة كثيرة لهذا في الكتاب حيث وصف العجلي الراوي بكلمة
(لا باس به) أو حتى (ثقة) في بعض الأحيان، ويصفهم ابن حجر في التقريب
بضعيف أو ما هو أشد. وفيما يلي بعض الأمثلة:
125

اسم الراوي
إبراهيم بن أبي حبيبة
الأحوص بن حكيم
باذام أب صالح
بكر بن يونس
بكير بن عامر العجلي
تليد بن سليمان
حبان بن علي العنزي
حجاج بن أرطاة النخعي
سعيد بن سلام
عاصم بن عبيد الله
قول العجلي
حجازي ثقة
شامي لا باس به
ثقة
لا باس به - وبعض
الناس يضعفونهما
كوفي لا با به
لا باس به، وكان يتشيع
ويدلس
كوفي صدوق، جائز
الحديث وكان يتشيع
كوفي، جائز الحديث
وكان له فقه
بصرى، لا باس به
مدني، لا باس به
قول ابن حجر
ضعيف
ضعيف الحفظ
ضعيف مدلس. ووثقه
العجلي وحده
ضعيف
ضعيف
رافضي ضعيف
ضعيف وله فقه وفضل
صدوق كثير الخطا
والتدليس
(كذبه أحمد وابن نمير،
وقال البخاري: يذكر
بوضع الحديث)
ضعيف
ثالثا: إطاق (ضعيف) على من هو ضعيف جدا أو متروك:
ومن أمثلة ذلك: إسماعيل بن أبان
كوفي، ضعيف الحديث متروك رمى بالوضع
أدركناه ولم نكتب عنه
شيئا
126

أصبغ بن نباتة
داود بن الزبرقان الرقاشي
طلحة بن عمرو بن عثمان
عدى بن الفضل التميمي
عطاء بن عجلان
عمر بن هارون بن يزيد ضعيف
الثقفي
محمد بن عبيد الله
العرزمي
محمد بن القاسم الأسدي
يزيد بن عياض بن جعبة
يوسف بن عطية بن ثابت
كوفي، تابعي ثقة
ضعيف الحديث
ضعيف
ضعيف الحديث
بصرى، ثقة
ضعيف
ضعيف الحديث
كان شيخا صدوق عثمانيا
ضعيف
ضعيف الحديث
متروك رمى بالرفض
متروك وكذبه الأزدي
متروك
متروك
متروك. بل أطلق عليه
ابن معين والفلاس
وغيرهما الكذب
متروك وكان حافظا
متروك
كذبوه
كذبه مالك وغيره
متروك
هذا مع قلة الضعفاء الذين ذكرهم العجلي لان الكتاب معروف بالثقات
فقط، ولا يذكر فيه الضعفاء إلا قليلا.
رابعا: توثيق مجهولي الحال ومن لم يرو عنه إلا واحد:
والأمثلة على هذا كثيرة جدا في الكتاب وأذكر هنا بعضا منها:
1 - سليم بن عبد السولي. روى عن حذيفة رضي الله عنه روى عنه أبو إسحاق
السبيعي. قال الشافعي: سالت عنه أهل العلم بالحديث فقيل لي إنه مجهول.
ذكره البخاري وأبو حاتم وسكتا عليه. قال العجلي: كوفي تابعي ثقة، وذكره ابن
حبان في الثقات.
2 - سعيد بن ذي لعوة روى عنه الشعبي وأبو إسحاق السبيعي. قال ابن
المديني: مجهول. وقال البخاري: يخالف في حديثه وهو مجهول لا يعرف. وقال
أبو حاتم: مجهول لا يعبأ بحديثه.
127

قال ابن معين: ضعيف. وقال ابن حبان: شيخ دجال. قال العجلي:
كوفي ثقة.
3 - شعبة الشعباني. تفرد عنه ابنه سليط، قال أبو حاتم: مجهول: ذكره ابن حبان
في الثقات وقال: لست أعرفه ولا أباه. قال الذهبي: مجهول. وقال العجلي:
ثقة.
4 - على الأسدي: روى خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن رجل عنه، قال
أبو حاتم: مجهول، قال العجلي: مكي تابعي ثقة. وذكره ابن حبان في الثقات.
5 - الفضل بن المؤتمر أو المؤتمن العتكي، روى عن أبي الحلال، روى عنه حماد بن
زيد ومهلب بن بكر. قال أبو حاتم: مجهول، قال العجلي: بصرى ثقة.
6 - منصور بن أبي منصور. روى عنه قتادة ويزيد بن أبي حبيب. قال أبو حاتم:
لا يعرف مجهول. قال العجلي: تابعي ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات.
وقد تعددت مواقف الحافظ ابن حجر في التقريب إزاء توثيق العجلي لمثل
هؤلاء فهو تارة يحكم عليهم بالثقة. وقد يقول (صدوق) وقد يكتفى
بقوله وثقة العجلي) وقد يقول مقبول. وتارة يحكم بأنه (مجهول). ولعل
لديه اعتبارات أخرى يلاحظها عندما يصدر هذه الأحكام. واليك بعض الأمثلة
لتوضيح هذا:
7 - البراء بن ناجية. روى عنه ربعي بن حراش. ذكره البخاري وقال: لم يذكر سماعا
عن أبي مسعود وثقة العجلي وابن حبان.
وذكر الحاكم وابن حبان حديثه في صحيحهما. وقال ابن حجر في التقريب:
ثقة / من الثالثة. وقال في التهذيب: قرأت بخط الحافظ الذهبي في الميزان:
فيه جهالة لا يعرف. قلت (أي ابن حجر): قد عرفه العجلي وابن حبان
فيكفيه.
128

- الأقرع مؤذن عمر: تفرد عنه عبد الله بن شقيق العقيلي. وثقه العجلي وذكره
ابن حبان في الثقات. قال الذهبي: لا يعرف تفرد عنه شيخ قال ابن حجر:
مخضرم ثقة.
وانظر أيضا تراجم: حمزة بن المغيرة بن شعبة. أبى بكر بن أنس بن مالك،
أبى عبد الله مولى الجندعيين، ثابت بن ثوبان وغيرهم.
- سيف الشامي. تفرد عنه خالد بن معدان. قال العجلي: شامي تابعي ثقة،
وذكره ابن حبان في الثقات، قال الذهبي: لا يعرف. قال الألباني: هذا يدل
على تساهل ابن حبان والعجلي في التوثيق، فإنهما ثقات فلم يعبأ بذلك
الذهبي قال ابن حجر في التقريب: وثقه العجلي.
وانظر تراجم زياد بن أبي مريم، سعيد بن حيان التميمي، سعيد بن هانئ،
صالح بن خيوان، شعبة الشعباني، عاصم بن شميخ الغيلاني، عبد الله بن أبي
بصير العدوي، عبد الله بن سراقة، عبد الله بن معاق الأشعري، عبد الله بن
هانئ أبى الزعراء، عبد الله بن يزيد رضيع عائشة، عبد الرحمن بن طرفة بن
عرفجة التميمي، عبد الله بن ضمرة السلولي.
- رجاء بن أبي رجاء الباهلي، تفرد عنه عبد الله بن شقيق، ذكره ابن حبان في
الثقات، قال العجلي: مدني تابعي ثقة. قال الذهبي: لا يعرف. وقال ابن
حجر: مقبول.
- أبو بسرة الغفاري، روى عنه صفوان بن سليم، قال الترمذي: سالت محمدا
عنه فلم يعرفه إلا من حديثا لكتب ولم يعرف اسم أبى بسرة. ذكره ابن
حبان في الثقات، وقال العجلي: مدني تابعي ثقة. قال الذهبي: لا يعرف.
وقال ابن حجر: مقبول.
وانظر أيضا: تراجم زياد بن نافع، سالم بن عبد الواحد المرادي، سعيد ابن
زياد الشيباني، عبد الله بن أبي مريم. عبد الرحمن بن ميسرة، عبيد بن أبي
عبيد المدني، عبيد بن نسطاس، عبيدة بن ربيعة، عمارة بن عبد السلولي.
عمر بن إسحاق مولى زائة، عمرو بن رافع مولى عمر. وغيرهم كثيرون
129

- أبو الخطاب المصري. روى عنه مرثد بن عبد الله اليزني، قال النسائي:
لا أعرفه. وقال ابن المديني: لا أعرفه. قال العجلي: مصري تابعي ثقة. قال
ابن حجر: مجهول. ولم يذكر شيئا عن ابن حبان.
- عمارة بن حديد البجلي. روى عنه يعلى بن عطاء وقال أبو زرعة لا يعرف.
قال أبو حاتم مجهول. قال ابن السكن مجهول. قال ابن المديني: لا أعلم أحدا
روى عنه غير يعلى بن عطاء. ذكره ابن حبان في الثقات. وقال العجلي:
حجازي تابعي ثقة.
قال ابن حجر: مجهول. ولكن لعله لم يطلع على قول العجلي إذ لم يذكره في
التهذيب.
- عمرو ذي مر الهمداني تفرد عنه أبو إسحاق السبيعي، وقال البخاري:
لا يعرف. وقال أيضا: فيه نظر. وقال ابن حبان: في حديثه مناكير. وقال
ابن عدي، هو من جملة مشايخ أبى إسحاق المجهولين الذين لا يحدث عنهم
غيره. وقال العجلي: كوفي تابعي ثقة. قال ابن حجر: مجهول:
ولعل ابن حجر لم يرفعهم إلى درجة مقبول، لتفرد كل من ابن حبا
والعجلي عن الثاني. والله أعلم.
وانظر أيضا تراجم: معاوية بن معتب الهذلي، وسليم بن عبد السلولي،
وأبى سعيد الحبراني.
وسرد هذه الأمثلة م أقوال العجلي لا يعنى أنه يختلف مع النقاد الآخرين
دائما، بل الامر بالعكس، فإنه - والله الحمد - يتفق معهم في الغالب، لأنه حينما
يتكلم في الرجال يتكلم على بصيرة وعن خبرة واطلاع على أقوال أئمة الجرح
والتعديل الذين سبقوه، وإنما اختلافه مع غيره اختلاف منهجي. وهذه الأمثلة
تدل فقط على أنه يميل إلى التساهل في تحديد مرتبة الرواة في كثير من الأحيان.
وفائدة هذا يظهر حينما ينفرد العجلي بتوثيق أحد الرواة أو يتخلف قوله عن أقوال
الآخرين. وهذا أمر له أهمية كبيرة عند المشتغلين بهذا العلم.
130

كما أن هذه الأمثلة لا تعنى أن الامام العجلي يوثق كل المجاهيل، أو يرفع
شان كل المتروكين، بحيث لا توجد عنده كلمة مجهول أو متروك أبدا. فقد
استعمل كلمة (مجهول) في كتابه في بضعة مواضع، وكذلك الحال بالنسبة
لمتروك، وأنه في بعض الأحيان يقول في الراوي: (لا باس به) فيأتي ابن حجر
ويقول فيه: (ثقة) أو (ثقة ثبت ولكن هذا قليل.
131

ذكر الطرائف والنكت العلمية والتاريخية
إن علم الجرح والتعديل علم جاف، ويحتاج إلى كثير من الصبر والمثابرة، بحيث
لا يتذوقه إلا قليل من الناس ممن خاض هذا الوادي فأعجب بجماله وروعته. إلا
أن الامام العجلي يذكر في كتابه هذا بين حين وآخر كثيرا من الطرائف والنكت
العلمية، ما يجعل كتابه شيقا لا يمل الناظر فيه، كما يشير إلى فوائد علمية وتاريخية
مهمة يحتاج إليها الباحثون وطلبة العلم.
فمن الطرائف والحكايات ما ذكر في ترجمة إياس بن معاوية بن قرة إذ قال:
" دخل عليه ثلاث نسوة فقال: أما واحدة فمرضع، والأخرى بكر، والأخرى
ثيب. قيل له: بم علمت؟ فقال: أما المرضع فلما قعدت مسكت ثديها. وأما
البكر فلما دخلت لم تلتفت إلى أحد، وأما الثيب فلما دخلت نظرت فرمت
بعينها ".
وفى ترجمة رقبة بن مسقلة:
" يقال إن رقبة انتهى إلى قوم في جنازة عند القبر وهم يريدون أن يدخلوا
ميتهم فقال قوم منهم: يسهل أي يدخل من قبل رجليه. وقال آخرون: ندخله
من قبل القبلة، بينما هم يختصمون في ذلك فاطلع رقبة فحكموه فقال: إن كنتم كبرتم
أربعا فدخلوه من قبل القبلة، وإن كنتم كبرتم خمسا فسلوه ".
وفى ترجمة سليم بن عتر - وهو تابعي مصري - قال: " وكان يختم في الليل
ثلاث مرات ويجامع ثلاث مرات. فلما مت بكت امرأته وقالت: رحمك الله،
إن كنت لترضى ربك وترضى أهلك ".
ومن النكت التاريخية ما ذكره في ترجمة عبد الملك بن عمير - وهو تابعي
كوفي - قال العجلي: ويروى عنه أنه قال:
" رأيت عجبا. رأيت رأس الحسين أتى به حتى وضع بين يدي عبيد الله
ابن زياد، ثم رأيت رأس عبيد الله بن زياد أتى به حتى وضع بين يدي المختار. ثم
132

رأيت رأس المختار أتى به حتى وضع بين يدي مصعب بن الزبير، ثم أتى برأس
مصعب حتى وضع بين يدي الحجاج ".
وما ذكره في ترجمة حجر المدري - هو تابعي يماني - قال العجلي:
" دعاه محمد بن يوسف، وهو أمير اليمن، فقال: إن أخي الحجاج بن
يوسف كتب إلى أن أقيمك للناس فتلعن علي بن أبي طالب. فقال: أجمع لي
الناس.
فجمعهم فقال: ألا إن الأمير محمد بن يوسف أمرني بلعن علي بن أبي
طالب فالعنوه، لعنه الله ".
ومن النكت الطبية: ما ذكره في ترجمة عبد الملك بن أبجر وكان طبيبا:
" أتاه رجل فقال: أنى لم أمرض قط ولم أسقم وأنا أحب الاجر، فقال
له: سل الله العافية واحمده عليها. فأبى. فقال: أما إذا أبيت فكل بطيخا وادهن
رأسك بالزيت وقم في الشمس واستمرض الله، يمرضك ".
ومن النكت الحديثية والفقهية: ما ذكره في ترجمة حماد بن سلمة:
" كان حجاج إذا حدث عن حماد بن سلمة قال: ثنا حماد. وإذا حدث
عن حماد بن زيد قال: هنا حماد بن زيد ".
" وكان الواشحي - وهو سليمان بن حرب الواشحي - إذا حدث عن حماد
ابن سلمة قال: ثنا حماد بن سلمة، وإذا حدث عن حماد بن زيد قال: ثنا حماد ".
وفى ترجمة مسعر بن كدام قال: " كلما جاء عن الثوري عن أبي سلمة
فهو مسعر بن كدام ".
وفى ترجمة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: " ثلاثة من أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم يدعون قولهم لقول ثلاثة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. كان ابن مسعود يدع
قوله لقول عمر.
وكان أبو موسى الأشعري يدع قوله لقول على.
وزيد بن ثابت يدع قوله لقول أبى.
133

وثلاثة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم هو وأبوه وجده.
معاوية - والصواب معن - بن يزيد بن الأخنس، هؤلاء الثلاثة صحبوا
النبي صلى الله عليه وسلم. وثلاثة تكنوا بابى القاسم رخص لهم. محمد بن الحنفية، ومحمد بن أبي
بكر. ومحمد بن طلحة بن عبيد الله.
ومن هذا القبيل ما سبق ذكره في العثمانيين والعلويين ومن يشرب النبيذ ومن
يحرمه.
وفى الكتاب نماذج كثيرة من هذه الحكايات.
134

مصادر العجلي في النقد ومناقشته لآراء الآخرين
إن أئمة النقد إذا تكلموا في الجرح والتعديل، فإنهم ينظرون إلى أمرين
أساسيين، وهما: العدالة والضبط. والعدل في تعريف المحدثين: هو المسلم العاقل البالغ السلام من أسباب
الفسق وخوارم المروءة.
والضابط: هو أن يكون متيقظا حافظ إن حدث من حفظه، ضابطا
لكتابه إن حدث منه، عالما لما يحيل المعنى إن روى به.
بحيث لا يكثر الخطا والوهم في رواياته.
والناقد يصل إلى هذه المعلومات بمخالطة الرواة الذين عاصرهم، والبحث
عن أحوالهم أو بشهادة الأئمة الذين من قبله.
كما أنه بعد التأكد من عدالة الراوي يجمع مروياته ويقارنها بمرويات
الآخرين. والسير والمقارنة هو من أهم أساليب الجرح والتعديل. والامام
العجلي متضلع من هذه الناحية تضلعا تاما ولا أدل على ذلك من تلك
الاحصاءات الشاملة التي يقدمها في تراجم كثير من الرواة، من حيث العموم
ومن حيث سماعهم عن شيخ دون شيخ آخر قلة وكثرة.
" فإسماعيل بن أبي خالد الأحمسي كان حدثه نحوا من خمسمائة حديث،
وبيان بين بشر العجلي روى أقل من مائة حديث، وحماد بن زيد كان حديثه أربعة
آلاف حديث يحفظها، وداود بن أبي هند سمع منه يزيد بن هارون مائة حديث
إلا حديث، وقد سمعتها منه، وسلمة بن كهيل حديثه أقل من مائتي حديث،
وشريك بن عبد الله النخعي سمع منه إسحاق بن يوسف الأزرق تسعة آلاف
حديث، ومحمد بن خازم سمع من الأعمش ألفى حديث فمرض فنسى منها ستمائة
135

حديث، ويزيد بن هارون سمع من يحيى بن سعيد الأنصاري نحو مائة حديث
وسبعين حديثا ".
وهكذا في تراجم كثيرة يصعب إحصاؤها كلها في هذه المقدمة. وإن هذه
الاحصائيات تدل دلالة واضحة على اهتمام العجلي بهذا النوع من أساليب الجرح
والتعديل.
ومن جهة أخرى، فإنه استفاد من أقوال أئمة الجرح والتعديل الذين
عاصرهم أو سبقوه، فاخذ أقوالهم بأسانيده إليهم. ومن هؤلاء يحيى بن معين،
ومحمد بن عبد الله بن نمير، وإبراهيم النخعي، وعبد الله بن المبارك، وأبو أسامة
حماد بن أسامة، وشعبة بن الحجاج، وسفيان الثوري وعبد الرحمن بن مهدي،
ويحيى بن سعيد القطان. ولا شك أن هؤلاء من جهابذة الجرح والتعديل. وقد
ذكر أقوالهم الامام العجلي في بعض التراجم من كتابه مثل ترجمة بكر بن يونس،
والحارث بن عبد الله الأعور، والحسن بن صالح، وحميد الطويل، وسماك بن
حرب، ومجالد بن سعيد، وغيرهم.
والامام العجلي حينما يذكر آراء الآخرين لا يذكرها دائما بالموافقة، بلى إنه
في كثير من الأحيان يناقشها ويثبت ما توصل إليه. فمثلا يقول في ترجمة مجالد بن
سعيد: " كوفي جائز الحديث حسن الحديث. إلا أن عبد الرحمن بن مهدي
كان يقول: أشعث بن سوار أقوى منه والناس لا يتابعونه على هذا، كان مجالد
أرفع من أشعث بن سوار. وقال يحيى بن سعيد: كان مجالد يتلقن الحديث إذا
لقن ".
ومثل هذا في غير موضع في الكتاب. وكل هذا الاستدلال والمناقشة يدل
على أن العجلي كان على علم كبير واطلاع واسع على أقوال من سلفه من أئمة
الجرح والتعديل، وأنه قد استفاد منهم استفادة كبيرة، استفادة ناقد بصير..
والله أعلم.
136

البا الثالث
الامام السبكي وترتيبه
هو الامام الحافظ تقى الدين أبو الحسن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام
السبكي، الشافعي.
ولد بسبك في مصر سنة ثلاث وثمانين وستمائة (683 ه‍) ودرس على
كثير من أعيان عصره في مصر والشام وغيرهما، كنجم الدين ابن الرفعة. وعلم
الدين العراقي، وشرف الدين الدمياطي، وأبى حيان وغيرهم.
وتفقه به جماعة من الأئمة كالأسنوي، وأبى البقاء، وابن النقيب،
وغيرهم.
ولى قضاء الشام بوفاة الجلال القزويني، واستمر فيه نحوا من سبع عشرة
سنة، حتى نزل لابنه تاج الدين عبد الوهاب.
ولما توفى المزي عينت مشيخة دار الحديث الأشرفية للذهبي. فقيل إن
شرط واقفها أن يكون الشيخ أشعري العقيدة، والذهبي متكلم فيه فوليها
السبكي.
قال ولده: والذي نراه أنه ما دخلها أعلم منه، ولا أحفظ من المزي،
لا أورع من النووي وابن الصلاح.
قال: وليس بعد الذهبي والمزي أحفظ منه.
قال الذهبي في المعجم المختص: كان صادقا متثبتا خيرا دينا متواضعا حسن
السمت، من أوعية العلم، يدرس الفقه ويقرره، وعلم الحديث ويحرره،
والأصول ويقويها، والعربية ويحققها، وصنف التصانيف المتقنة، وقد بقى في
زمانه الملحوظ إليه بالتحقيق والفضل. سمعت منه وسمع منى. وحكم بالشام
وحمدت أحكامه، فالله يؤيده ويسدده، سمعنا معجمه بالكلاسة.
137

ألف كتبا في الرد على شيخ الاسلام ابن تيمية في مسالة الطلاق الثلاث،
وشد الرحال لزيارة القبور، منها: شفاء السقام في زيارة خير الأنام. ورد عليه
أحد تلامذة شيخ الاسلام وهو ابن عبد الهادي بكتابه: (الصارم المنكى في الرد
على السبكي).
توفى في مصر سنة 756 ه‍.
قال الداودي: صنف نحو مائة وخمسين كتابا مطولا ومختصرا.
وقد ذكر ولده تاج الدين السبكي أسماء مصنفاته في كتابه: طبقات الشافعية
الكبرى. ولكنه لم يذكر فيها ترتيب ثقات العجلي الذي نحن الآن في صدده.
ولكن ذكره السخاوي في الاعلان بالتوبيخ وذكر أنه استفاد منه.
منهج السبكي في ترتيبه:
كتب السبكي عنوان الكتاب كما يلي:
(كتاب سؤالات أبى مسلم صالح أبا أبا الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح
العجلي الكوفي، وهو مترجم " بمعرفة الثقات من رجال أهل العلم والحديث ومن
الضعفاء وذكر مذاهبهم وأخبارهم " مما أملاه أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن
138

صالح العجلي الكوفي، على ابنه أبى مسلم صالح بن أحمد بالمغرب رحمهما الله
تعالى. رتبه على حروف المعجم الفقير إلى الله تعالى علي بن عبد الكافي بن علي بن
تمام السبكي عفا الله عنه في رجب سنة إحدى وعشرين وسبع مائة).
قال ناسخ الكتاب: هذا صورة ما كتبه الشيخ تقى الدين السبكي على ظهر
ما رتبه بخطه.
يبدأ السبكي ترتيبه بمقدمة بسيطة يقول فيها بعد الحمد والصلاة:
" هذا كتاب ترتيب سؤالات أبى مسلم العجلي أباه أحمد بن عبد الله رتبته
على حروف المعجم تسهيلا للوقوف عليه. ومنه ما لا يتأتى فيه ذلك فجعلته في
آخر على سبيل الفوائد بحيث لم أحذف منه شيئا ".
ويشير إلى شئ من إسناد الكتاب فيقول:
" وذلك مما رواه أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم البقال، أنا
أبو عبد الله الحسين بن جعفر بن محمد السلماسي، أخبرنا أبو العباس الوليد بن بكر
ابن محمد بن أبي زياد العمرى الأندلسي قال: ".
ثم يسوق مقدمة الوليد بن بكر، وبعد انتهائها يعود السبكي لبيان منهجه
في الترتيب:
" قال الشيخ الامام العلامة تقى الدين علي بن عبد الكافي السبكي غفر
له: قد نقلت كلام الوليد بن بكر العملري الندلسي هذا بنصه، ورتبت بقية
الكتاب على الحروف إلا شيئا يسيرا أفردته في آخره على سبيل الفوائد، ولم أخل
بشئ منه. وما تكرر ه من التراجم ضممت ما زاده في ما تكرر إلى ما تقدم
وجعلتها ترجمة واحدة. وقد أنبه في بعض الأوقات على تعدد كلامه، فأقول:
وفى موضع آخر: قال كذا أو كذا.
139

والاسناد الذي نذكر كثيرا: عن أبي صالح عن أبيه. وفي بعض أترك ذكرهما
اختصارا، وأكتفي بشيخ أبى الحسن بن عبد الله بن صالح لأنه صاحب الكتاب
والكلام منسوب إليه. وفى شئ يسير منه مما لا يكون عن أحمد بن عبد الله بن
صالح وهو يسير جدا، أنبه على ذلك صريحا وأنسبه إلى قائله إن اتفق ذلك في
الكتاب.
وما كان مطلقا فهو بالاسناد المذكور في صدر هذه الترجمة. وما كان
باسناد غيره، فاذكره في محله صريحا وقد وقع ذلك في يسير جدا ".
وبعد انتهاء المقدمة يبدأ ترتيب الكتاب وهو في البداية دقيق جدا، فيضع
عناوين أصلية ثم عناوين فرعية مع بيان عدد التراجم في كل باب. مثلا:
الهمزة مع الهمزة.
الهمزة مع الباء.
من اسمه إبراهيم.
والهمزة مع الجيم.
من اسمه الأجلح رجل واحد.
الهمزة مع الحاء:
من اسمه أحمد ثمانية.
من اسمه الأحنف رجل واحد.
من اسمه الأحوص رجل واحد.
وهكذا إلى نهاية باب الهمزة أو الألف. إلا أن هذه الدقة قلت في باب
الباء، وكادت تنتهى فيما بعد بحيث لم يبق ترتيبه إلا على الأسماء فقط، دون
مراعاة لأسماء الآباء والأجداد. وفى بعض الأبواب قدم أسماء الصحابة ثم أتى بمن
بعدهم. وفى باب الميم قدم من اسمه محمد. واعتبر اللام ألف حرفا مستقلا.
140

وبعد الانتهاء من ترتيب الأسماء، عقد بابا للكنى رتبه أيضا على الحروف
بدءا من حرف الهمزة وانتهاء بحرف الياء، مع الإشارة إلى الحروف التي لم يجد فيها
شيئا كقوله: " حرف الثاء خال، وحرف الطاء المهملة خال مبيض " وهكذا.
وبعد باب الكنى عقد باب لمن نسب إلى أبيه ثم باب النساء، وهو أيضا
مرتب على الحروف من الهمزة إلى الياء، مشيرا إلى الحروف التي ليس فيها أي
ترجمة " كحرف الشين مبيض " وغيرها.
كيف كان أصل السبكي:
لا توجد في ترتيب السبكي معلومات عن أصله الذي اعتمد عليه، ولكن
يظهر على الأقل أنه لم يكن واضحا تمام الوضوح، بحيث إنه لم يتمكن من قراءة
بعض الأسماء أو بعض الكلمات، فترك بياضا أو وضع عليها علامات للنظر
والتحقيق. كما حصل شئ من الخطا في قرائة بعض التراجم فوضعت في غير
مواضعها في الترتيب. كما أن أصله كان فيه بياض في بعض المواضع.
ففي باب الألف بعد ترجمة إبراهيم السعدي " إبراهيم.. لا باس به " ثم
قال: " كذا وجدته مبيضا في آخر الكراس الرابع " ووضح ذلك في الهامش بقول
المعلق: قال شيخنا: موضع البياض في غير هذه: الطهماني، وأظنه أراد إبراهيم
ابن طهمان ".
وفى باب السين " سليم.. بصرى تابعي ثقة " وهو سليم بن عتر عند
الهيثمي. وفى ترجمة " عمر بن بجدان، بصرى تابعي ثقة " وعلى عمر " ط " وفى
الحاشية " ينبغي أن يكتب هذا فيمن اسمه: عمرو، وأظن الواو سقطت منه،
ولأجل ذلك نظر الشيخ عليه ".
وفى ذكر المحمدين بعد ذكر محمد بن دينار، بصرى لا باس به " عدة
تراجم من هذا النوع ":
" محمد بن ده، بصرى ثقة. " وعلى " ده " كذا.
محمد بن ذ، محمد بن ر، محمد بن، محمد بن، محمد بن عا. وفي
الأبناء: ".... حكيم، بصرى تابعي ثقة. في آخر الكراس الرابع ".
141

و " الربن الحارث بن لقيط النخعي " كوفي ثقة أشكل على اسمه فكتبته
هنا، وأبوه تابعي شهد القادسية ".
كما وقعت تراجم لا وجود لأصحابها. ووقع شئ من التداخل في بعض
التراجم. تبين لي كل ذلك بعد المقارنة بين النسخ الموجودة والمراجع الأخرى
التي تنقل عن العجلي. وقد بينت كل هذا في تعليقاتي دون أن أحذف شيئا من
الكتاب. ومن أمثلة هذا:
" جعفر بن عمر بن الخطاب، مدني تابعي ثقة "
تفرد بذكره السبكي وفى هامشه: " قال شيخنا: لم أره في الأصل بل
لا وجود له. " وبمقابلها ترجمة أخرى تفرد بها الهيثمي وهي " حفص بن عمر
ابن الخطاب، مدني تابعي ثقة "، وقال فيه السخاوي: أنه حفص بن عاصم بن
عمر ابن الخطاب فالظاهر: أن " جعفر " عند السبكي محرف من
" حفص ".
و " حكم بن عجيبة، كوفي ضعيف الحديث، غال في التشيع " تفرد به
السبكي ولم أجد من ذكره وبمقابله عند الهيثمي: " حكيم بن عجيبة، كوفي ضعيف
الحديث غال في التشيع ". وله ذكر في الميزان واللسان.
و " الحكم بن مثنى أبو صالح، ثقة، سكن بغداد " ذكره السبكي وحده
ولم أجد له ترجمة وذكر كل من السبكي والهيثمي الحكم بن موسى أبو صالح ثقة
سكن بغداد، فلعل " مثنى " في الترجمة الأولى محرف من " موسى ".
و " أبو العبيدين الأعمى " وقع في ترتيب السبكي في باب الصاد من الكنى
وكانه " أبو الصمد بن الاعى ".
ومن أمثله تداخل ترجمة في ترجمة أخرى ما حدث في ترتيب السبكي أن
ترجمة " فاطمة بنت علي بن أبي طالب " التي قال فيها العجلي: لم تسمع من أبيها
شيئا " دخلت في ترجمة فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم فأصبحت كان العجلي يقول:
أن فاطمة الزهراء لم تسمع من أبيها شيئا. وهذا خلاف الواقع.
وفى القطعة المتبقية من ثقات العجلي (ص: 4):
142

" عبد العزيز بن صهيب، بصرى تابعي ثقة، سمع من أنس. وثابت
البناني، بصرى تابعي ثقة، رجل صالح ".
فوقع في ترتيب السبكي: " عبد العزيز بن صهيب، بصرى تابعي ثقة،
سمع من أنس وثابت ".
وقال في الهامش: " في تاسع ورقة من الكراس الرابع بعد ترجمة
عبد العزيز بن صهيب،... بصرى تابعي. ثقة، رجل صالح. ولم يذكر
الشخص فلينظر ".
مع أن الشخص هو " ثابت " الذي ألحقه بترجمة عبد العزيز بن صهيب.
وفى ص (48):
" مخلد بن حسين، بصرى سكن المصيصة وهو من عقلاء الرجال،
وكانت أمه تحت هشام بن حسان، فقال له هارون: ما بينك وبين هشام؟
فقال: هو أبو إخوتي ".
فلم يذكر السبكي مخلد بن حسين أصلا ووقع قوله " وهو من عقلاء
الرجال الخ... " في ترجمة معمر بن راشد.
وصف النسخة التي وصلت إلينا من ترتيب السبكي:
وجدت صورة من ترتيب الامام السبكي من مكتبة أستاذنا الشيخ حماد بن
محمد الأنصاري في المدينة المنورة. وهي صورة من النسخة الموقوفة على المدرسة
الأحمدية بحلب حيث كتب في الورقة الثانية في الحاشية " وقف مدرسة الأحمدية بحلب "
وفى الصفحة الأولى منها ختم كتب فيه: من الكتب التي وقفها السيد أحمد أفندي
طه زادة على مدرسة الأحمدية..... ".
وكتب على يسار العنوان في الصفحة الأولى: " الحمد لله. ملكه كالذي
قبله شهاب الدين أحمد الجلوني.... ".
ويبدو أن الكتاب صور من مجموع يحتوي على كتب أخرى حيث يبدأ من
الورقة 98 وينتهي في 147 أي خمسين ورقة كل ورقة في صفحتين والصفحة
143

الأولى من الورقة الأولى والصفحة الثانية من الورقة الأخيرة بياض فأصبحت
صفحات الكتاب كلها 98 صفحة منها صفحة العنوان. وفى كل
صفحة 26 أو 27 سطرا.
لم يتضح اسم الناسخ ولا تاريخ النسخ، ولعل ذلك كتب في آخر المجموع.
ولكن يبدو أن الناسخ أخذها من نسخة المؤلف أي السبكي نفسه. فقد ذكر بعد
عنوان الكتاب: " هذه صورة ما كتبه الشيخ تقى الدين السبكي على ظهر ما رتبه
بخطه ". والله أعلم.
التعليقات:
توجد في النسخة تعليقات موجزة في الهوامش الجانبية وأحيانا في داخل
الأسطر. ولا أدرى لمن هذه التعليقات وهي بعض الأحيان ما خوذة من ترتيب
الهيثمي كما أضيف بعض الأسماء أيضا من ترتيبه وبعض التوضيحات من التقريب
للحافظ ابن حجر.
والمعلق يصف الهيثمي بقوله: " شيخنا " فمثلا ترجمة إبراهيم بن مرزوق.
والرواية التي فيها ألحقت في الحاشية، ثم قال المعلق: " هكذا ذكره شيخنا
الهيثمي في ترتيبه ".
وهكذا " ألحق شيخنا إسرائيل بن يونس جائز الحديث " و " ألحق شيخنا
أسامة بن خريم، بصرى تابعي ثقة ".
كما يأخذ المعلق من الحافظ ابن حجر أيضا ويصفه: (بشيخنا) مثلا في
ترجمة (أبو سعيد الحبراني، شامي تابعي ثقة) قال في الهامش: " قال شيخنا في
التقريب: الحبراني اسمه زياد، وقيل: عامر، وقيل: عمر. مجهول ".
وقد أثبت هذه التعليقات في مواضعها.
144

الباب الرابع
الامام الهيثمي وترتيبه
الهيثمي:
هو الامام الحافظ أبو الحسن نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان بن أبي
بكر بن عمر بن صالح الهيثمي.
كا أبوه صاحب حانوت في صحراء الفسطاط بمصر، وهناك ولد الهيثمي
في رجب 735 ه‍ وقرأ القرآن.
ولما بلغ الخامسة عشر من عمره لازم الامام زين الدين عبد الرحيم العراقي
(725 - 806 ه‍) الذي كان يكبره بعشر سنوات، ثم لم يفارقه سفرا ولا
حضرا. واستمرت صحبتهما ستا وخمسين سنة إلى أن مات العراقي في 806 ه‍.
ومات الهيثمي بعده بسنة واحدة في 807 ه‍.
وقد سمع الهيثمي والعراقي من كبار العلماء في عصرهما، فسمعا في مصر
من الخطيب أبى الفتح الميدومي، وابن الملوك، وابن القطرواني، وغيرهم. ثم
رجلا إلى دمشق في 765 ه‍. فسمعا هناك من محمد بن إسماعيل بن الخباز، وأبى
العباس أمد بن عبد الرحمن المرادي، وابن الحموي، وابن قيم الضيائية
وغيرهم.
وارتحلا إلى الحرمين، وبيت المقدس، ودمشق، وبعلبك، وحلب،
وحماه، وحمص، وطرابلس، وغيرها. وزوجه العراقي ابنته خديجة.
قال السخاوي: صحب الزين العراقي وهو بالغ ولم يفارقه سفرا ولا حضرا
حتى مات. بحيث حج معه جميع حجاجته ورحل معه سائر رحلاته. ورافقه في
جميع مسموعه بمصر والقاهرة والحرمين وبيت المقدس وبعلبك وحماه وحمص
وطرابلس وغيرها. وربما سمع الزين بقراءته ولم ينفرد عنه الزين بغير ابن البابا،
145

والتقى السبكي، وابن شاهر الجيش، كما أن صاحب الترجمة لم ينفرد عنه بغير
صحيح مسلم على ابن عبد الهادي.
وقال السخاوي أيضا: وهو مكثر سماعا وشيوخا ولم يكن الزين يعتمد في
شئ من أموره إلا عليه، حتى أنه أرسله مع ولده الولي لما ارتحل بنفسه إلى
دمشق، وزوجه ابنته خديجة، ورزق منها عدة أولاد. وكتب الكثير من
تصانيف الشيخ، ب قرأ عليه أكثرها، وتخرج به في الحديث بل دربه في إفراد
زوائد كتب.
مؤلفاته:
بإشارة من شيخه وصاحبه الحافظ زين الدين العراقي قام الهيثمي بافراد
زوائد مسند الإمام أحمد، فما فرغ من تسويده راجعه الحافظ العراقي وسماه
(غاية المقصد في زوائد الإمام أحمد) واستمر تعارنهما حتى أصبح الهيثمي إمام فن
الزوائد فجمع زوائد كتب كثيرة مثل:
كشف الأستار عن زوائد البزار.
المقصد العلى في زوائد أبى يعلى الموصلي.
البدر المنير في زوائد المعجم الكبير.
مجمع البحرين في زوائد المعجمين (الأوسط والصغير للطبراني).
وكان يذكر الأحاديث بأسانيدها في هذه الكتب، ثم أشار عليه شيخه
العراقي أن يجمعها كلها في كتاب واحد مع حذف أسانيدها لكي يجمع أحاديث
كل باب منها في باب واحد. فجمعها وسماه العراقي: " مجمع الزوائد ومنبع
الفوائد ".
واستمر الهيثمي يعمل على هذا المنوال فجمع:
موارد الظمآن في زوائد ابن حبان.
وبغية الباحث عن زوائد الحارث.
146

كما قام بترتيب الأحاديث في بعض الكتب " كترتيب الأحاديث المسندة في
حلية الأولياء " رتبها على الأبواب ومات وهي مسودة فبيضها وأكملها الحافظ ابن
حجر
وكذلك الافراد للدارقطني، وأحاديث الغيلانيات والخلعيات، وفوائد
تمام. كما قام بترتيب كتابين من كتب الرجال وهما:
ترتيب ثقات العجلي (وهو هذا).
وترتيب ثقات ابن حبان.
أخلافه وزهده:
قال السخاوي: وكان عجبا في الدين والتقوى والزهد، والاقبال على العلم
والعبادة والأوراد وخدمة الشيخ، وعدم مخالطة الناس في شئ من الأمور، والمحبة
في الحديث وأهل.
وذكر السخاوي عن ابن حجر أنه قال في معجمه: كان خيرا ساكنا،
لينا، سليم الفطرة شديد الانكار للمنكر، كثير الاحتمال لشيخنا ولأولاده، محبا
في الحديث وأهله وكان يودني كثيرا ويعنني عند الشيخ، وبلغه أنني تتبعت
أوهامه في مجمع الزوائد فعاتبني فتركت ذلك إلى الآن، واستمر على المحبة
والمودة. كان كثير الاستحضار للمتون جدا، يسرع الجواب بحضرة الشيخ
فيعجب الشيخ ذلك. وقد عاشرتهما مدة فلم أرهما يتركان قيام الليل ورأيت من
خدمته لشيخنا وتأدبه معه من غير تكلف لذلك ما لم أره لغيره ولا أظن أحدا يقوى
عليه.
وقال البرهان الحلبي: إنه كان من محاسن القاهرة من أهل الخير، غالب نهاره
في اشتغال وكتابة، مع ملازمة خدمة الشيخ في أمر وضوئه وثيابه، ولا يخاطبه:
إلا بسيدي، حتى كان في أمر خدمته كالعبد مع محبته للطلبة والغرباء وأهل الخير
وكثرة الاستحضار جدا.
147

وقال الفاسي: كان إماما عالم حافظا زاهدا متواضعا موددا إلى
الناس، ذا عبادة وتقشف وورع.
مات في ليلة الثلاثاء التاسع عشر من رمضان سنة 807 ه‍.
منهجه في ترتيبه:
قام الهيثمي بترتيب كتاب الثقات بإشارة من شيخه العراقي، كما هو الحال
في مؤلفاته الأخرى حيث يقول في مقدمته:
أما بعد - فان سيدي وشيخي وقدوتي أحسن الله إلى وإليه في الدارين،
وجعلنا في الدنيا والآخرة من خير الفريقين، وهو الشيخ العلامة شيخ الاسلام
ورحلة الأنام حافظ عصره، وحيد دهره، زين الدين أبو الفضل عبد الرحيم بن
الشيخ بدر الدين حسين بن عبد الرحمن بن العراقي، أشار إلى في ترتيب ثقات
أبى الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي، لكي يسهل الكشف منها لطالب
العلم، فأجبته إلى ذلك امتثالا لامره ورجاء البركة في طاعته.
وأسأله أن ينفع به إنه قريب مجيب.
قال: " وقد رتبته على حروف المعجم وبدأت بمن اسمه أحمد، تبركا
بالنبي صلى الله عليه وسلم ". وبعد ذكر من اسمه أحمد يبدأ الهيثمي ترتيبه على الحروف الهجائية
مراعيا اسم الرجل واسم والده. وترتيبه دقيق، ما عدا بعض السهو في مواضع قليلة
جدا حيث حصل شئ من التقديم أو التأخير، وقد نبهت على مثل هذه
المواضع في تعليقاتي.
148

وفى باب العين يقدم من اسمه (عبد الله) على عبد الجبار وعبد الرحمن
وغيرهم.
وفى باب الميم يبدأ بمن اسمه محمد ثم يعود على الترتيب الأبجدي: مالك فمن
بعده.
أما في (اللام ألف) فلم يتبع منجا واحدا حيث يعتبره بعض المرتبين حرفا
مستقلا بعد الواو وقبل الياء كما هو الحال في التقريب والتهذيب مثلا. بينما يذكره
الآخرون ولا سيما المتأخرون منهم ضمن حرف اللام. والهيثمي ذكر " لا حق
ابن حميد " مثلا في أول باب اللام ث أتى بلقمان وغيره ولكنه في باب " العلاء "
ذكره بعد علقمة وقبل على.
وبعد الانتهاء من الأسماء يذكر باب الكنى، ثم من نسب إلى أبيه، ثم
الأنساب والألقاب، ثم النساء وكناهن.
أصول الهيثمي:
علق الامام الهيثمي تعليقات تعطينا فكرة ولو بسيطة عن الأصول التي
اعتمد عليها في ترتيبه.
وقد اعتمد على أصلين:
قال في ترجمة عمير بن أبي إسحاق الزهري: " هكذا وجدته في الأصلين
وهو مضبب عليه وصوابه " عمير بن أبي وقاص، وهو أخو سعد. والله أعلم.
وفى ترجمة: ربعية بنت عياض قال: في الأصل مكان ربيعة " رمثة " وقد
ضبب عليها وهي في نسخة أخرى " رمثة " على الصواب. وكذلك في ثقات ابن
حبان رمئة بنت عياض، كوفية تابعية ثقة. والصواب " ربيعة ".
- وكان أصله فيه بعض الأخطاء الكتابية والمعنوية.
149

ففي ترجمة عنبسة العابد وكان في ترتيبه " عنبسة بن عنترة " وفوق عنبسله
خطان. ثم كتب فوقه: " كذا في أصله وكذا حكى عن أصله ".
وفى ترجمة صفية بنت أبي عبيد وقع " وهي أخت الحارث بن أبي عبيد " فقال
الهيثمي: كذا في الأصل وصوابه " أخت المختار ".
وفى ترجمة جنيد بن العلاء، قال الهيثمي: " هكذا في الحاشية جنيد " وعليه
ضبة. وفى الأصل حميد وعليه ضبة. وقد ذكر حميدا في موضعه. والله
أعلم.
- وكان فيه بعض الحواشي الايضاحية:
ففي ترجمة إسحاق بن مخاشن قال: وفى حاشية الكتاب: " صوابه طارق بن
محاسن " وهو مضبب، والله أعلم.
وفى ترجمة عبيد الحميري قال: " وفى الحاشية حميد بدل عبيد، والله أعلم ".
وفى ترجمة عمر بن حفص بن عمر بن الخطاب، قال: وفى الحاشية: " كذا
قال وإنما هو عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب
بلا شك ".
وانظر أيضا تراجم هرثمة بن سليمان، ويزيد بن الحارث بن بلال الفزاري،
وسعيد بن الأخرم.
- وقد كان بعض هذه التعليقات على الأقل بخط الحافظ أبى طاهر السلفي
150

حيث قال في ترجمة عبد الجبار بن أبي العباس الهذلي: " في الحاشية بخط
السلفي الهمداني ".
- وفيه تعليق عن الهروي أيضا.
حيث وقع في ترجمة آدم بن أبي إياس: يقال إنه كان ممن يكتب عنه شعبة.
فقال الهيثمي: قال الهروي: الصواب عند شعبة.
تعليقات الهيثمي:
بالإضافة إلى التعليقات الموجودة في أصول الهيثمي التي أثبتها هو في
ترتيبه، أضاف تعليقات من عنده أيضا لتصحيح بعض الأسماء وغيرها. فمثلا:
في ترجمة عباس بن خليد الحجري. قال: صوابه جليد بالجيم.
وفى ترجمة عبد الله بن عامر الألهاني: قال: صوابه عبد الله بن غابر.
والله أعلم.
وهكذا في تراجم مسعد بن مسعود الجهني، عمر بن سعد بن أبي
وقاص، زينب بنت أي سلمة، والربيع بن قزيع، سليم أبى الشعثاء، طلحة بن
نافع، عبد الملك بن مروان، أبى بكر بن حفص بن سعد بن مالك، وأبي هريرة
، وغيرهم.
وقد وقعت بعض الأخطاء أيضا في ترتيب الهيثمي، كما وقع شئ من
التداخل في بعض التراجم. وعلى سبيل المثال:
تفرد الهيثمي بذكر " خلاد بن عمرو، بصرى تابعي ثقة: ولم يذكره
السبكي. بينما ذكر الاثنان " خلاس بن عمرو، بصرى تابعي ثقة "، ويغلب
على ظني أنه " خلا " في الأولى محرف من خلس. والله أعلم.
151

وذكر الهيثمي " مسلم بن حسان المزني، وبصرى تابعي ثقة " وذكره
السبكي باسم " مسلم بن حبان المزني، بصرى تابعي ثقة " ولم أجد ترجمة لأي
منهما. بينما وجدت في ثقات العجلي " مسلم بن يسار المزني، بصرى تابعي ثقة "
وقد ذكره ابن حجر في التهذيب وفى ترجمته ذكر قول العجلي هذا، فيغلب على
ظني أن " حسان " أو " حبان " هو محرف من " يسار ". والله أعلم.
وفى ثقات العجلي (ص: 4) ترجمة " الزبير بن خريب، بصرى تابعي
ثقة " وفى (ص: 25) " الزبير بن عدي من أصحاب إبراهيم، ثقة ثبت،
وسمع من أنس بن مالك وكان مع قتيبة بخراسان وكان إبراهيم يقول: اتق الله
لا تقتل مع قتيبة، ويقال إن سفيان الثوري سمع منه بمرو الخ " فلم يرد في ترتيب
الهيثمي ذكر الزبير بن عدي أصلا، ودخل بقية ما ذكره العجلي في ترجمته في
ترجمة الزبير بن خريب.
وفى ترجمة سفيان الثوري ذكر العجلي أن المهدى غضب عليه فقال: " قد
أمن الناس إلا سفيان الثوري، ويونس بن أبي فروة الزنديق، قرنه بزنديق " ثم
ذكر قصة اختفاء الثوري وموته إلى أن قال: "... وكان أصحاب الحديث يأتونه في
مكنه وإذا سمع بصاحب حديث بعث إليه " الخ.
فانقطعت هذه الحكاية في ترتيب الهيثمي على قوله: " قد أمن الناس
إلا سفيان الثوري " وذكر ما بعده في ترجمة مستقلة باسم: يونس بن أبي فروة
الخ.
فأصبح الزنديق وأصحاب الحديث يأتونه في مكانه، وإذا سمع بصاحب
حديث بعث إليه.
وقد وقعت هذه الحكاية عن العجلي نفسه على الصواب في ترتيب السبكي
وتاريخ بغداد، وشئ منها في وفيات الأعيان.
وقد بذلك جهدي في تصحيح مثل هذه الأخطاء سواء كانت في ترتيب
السبكي أو ترتيب الهيثمي، ونبهت عليها في تعليقاتي، دون أن أغير شيئا في
الكتاب.
152

وصف النسخة التي وصلتنا من ترتيب الهيثمي:
توجد نسخة من ترتيب الهيثمي في مكتبة شهيد على باشا في تركيا
برقم 2747، ولدى الآن صورة منها أخذت من مجموعة ذكر اسمها " بمجموعة
في أسماء الرجال وغيره " كلها بخط سبط ابن العجمي.
وتضم هذه المجموعة كما كتب على الصفحة الأولى عدة كتب وهي:
" ترتيب ثقات العجلي لعلى الهيثمي.
كتاب الإشارات إلى بيان أسماء المبهمات للنووي.
كتاب الإشارة إلى سيرة المصطفى ومن بعده من الخلفاء لعلاء الدين
مغلطاي.
نظم الدرر السنية في السير الزكية لعبد الرحيم العراقي.
الكشف الحثيث عمن رمى بوضع الحديث لإبراهيم بن محمد الشهير بسبط
ابن العجمي الحلبي، وهو كاتب هذه المجموعة ".
وتقع هذه النسخة في 69 ورقة. منها الورقة الأولى بعنوان الكتاب حسبما
ذكر. وفى الوقفة الثانية ترجمة العجلي ووالده نقلا من طبقات ابن عبد الهادي.
فهي صفحة واحدة، وهكذا يصبح الكتاب في 133 صفحة وعدد الأسطر
يتراوح بين 21، 24 سطرا في كل صفحة. بدأت كل ترجمة من سطر جديد
وكتب الاسم بخط جلى ثم بقية الترجمة بخط دقيق.
والنسخة كما هو مكتوب في أولها بخط الحافظ سبط ابن العجمي وانتهى
من نسخها في سنة 809 ه‍ حيث قال في آخر الكتاب:
153

" علقه إبراهيم بن محمد بن خليل، سبط ابن العجيم الحلبي في مدة
آخرها سلخ جمادى الآخرة سنة تسع وثمانمائة بالمدرسة الشرفية بحلب. وصلى الله
على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم ".
وهذا يعنى أن سبط ابن العجمي انتهى من نسخ الكتاب بعد وفاة الهيثمي
بما يقارب سنتين. وسبط ابن العجمي هو زميل وتلميذ الهيثمي قد أخذ منه ومن
شيخه العراقي، ولازمه. فالغالب أن السبط نسخها من نسخة الهيثمي أو من
إحدى النسخ التي قرئت على الهيثمي. والله أعلم.
وقد ورد اسم الكتاب في الورقة الثانية من المخطوط كالتالي:
" ترتيب ثقات العجلي ".
لشيخنا الامام الحافظ الصالح نور الدين أبى الحسن علي بن أبي بكر بن
سليمان الهيثمي تلميذ شيخنا حافظ الاسلام زين الدين العراقي ورفيقه رحمهما الله
تعالى.
وتحت العنوان ترجمة للمؤلف العجلي ووالده.
وعلى الجوانب أسماء ثلاثة من الذين امتلكوا هذه النسخة ولم تتضح لي
أسماء بعضهم وهم: "... محمد بن صدقة حنفي عفى عنه ".
" ومن كتب أحمد بن أبي بكر بن أبي ذر (؟) بن إبراهيم المحدث عفا الله
عنه ". ولعله أحد أحاد سبط بن العجمي، فإنه كان يعرف بالمحدث.
154

" تشرف باستصحابه الفقير إلى ربه ذي العوارف عبد الباقي بن محمد
المدعو بين أترابه بعارف، عفا الله عنهما وعن جميع المسلمين سنة
1090 ه‍ (".
وفى آخر الصفحة أعيدت كتابة أسماء الكتب الموجودة في المجموعة كما هي
في الورقة الولي.
ويوجد في الورقة الثالثة حيث يبدأ نص الكتاب، ختم في أعلى الصفحة
الأولى وكذلك في آخر الصفحة الثانية كتب فيه:
" مما وقفه الوزير الشهيد على باشا رحمه الله بشرط أن لا يخرج من
خزانته ".
وفى هوامش بعض الصفحات توجد تعليقات تصحح بعض الأخطاء أو
توضح بعض الكلمات، والغالب أنها من سبط ابن العجمي نفسه، وقد أثبتها في
مواضعها من الكتاب منبها عليها.
وفى الورقة 40 كتب في الحاشية. بلغ على أصله. كما كتب في آخ ر
الكتاب: بلغ على أصله حسب الطاقة.
155

الباب الخامس
الحافظ ابن حجر العسقلاني وزياداته
شيخ الاسلام وإمام الحافظ في زمانه، قاضى القضاة شهاب الدين أبو الفضل
أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد الكناني العسقلاني
ثم المصري.
ولد سنة 773 ه‍.
ونشأ يتيما وحفظ القرآن وأخذ من كثير من علماء عصره.
قال السيوطي: عانى أولا الأدب والشعر فبلغ فيه الغاية، ثم طلب الحديث
من سنة 794 ه‍ فسمع الكثر، ورحل ولازم شيخه الحافظ أبا الفضل العراقي
وبرع في الحديث وتقدم في جميع فنونه.
وقال السخاوي: ود في الفنون حتى بلغ الغاية، وحبب الله إليه
الحديث وأقبل عليه بكليته وطلبه من سنة 793 ه‍ وهلم جرا، لكنه لم يلزم
الطلب إلا من سنة 796 ه‍ فعكف على الزين العراقي وتخرج به وانتفع بملازمته.
وقرأ عليه ألفيته وشرحها ونكته على ابن الصلاح دراية وتحقيقا، والكثير
من الكتب الكبار، والاجزاء القصار وحمل عنه أماليه جملة واستملى عليه
بعضها.
..... وارتحل إلى البلاد الشامية والمصرية والحجازية.
واجتمع له من الشيوخ المشار إليهم والمعول في المشكلات عليهم ما لم يجتمع
لأحد من أهل عصره، لان كل واحد منهم كان متبحرا في علمه ورأسا في فنه
الذي اشتهر به لا يلحق فيه ".
قال الشوكاني: " تصدى لنشر الحديث وقصر نفسه عليه مطالعة وإقراء
وتصنيفا وإفتاء، وتفرد بذلك وشهد له بالحفظ والاتقان القريب والبعيد والعدو
والصديق، حتى صار إطلاق لفظ الحافظ عليه كلمة إجماع. ورحل الطلبة إليه
156

من الأقطار وطارت مؤلفاته في حياته وانتشرت في البلاد، وتكاتبت الملوك من
قطر إلى قطر في شانها وهي كثيرة جدا، منها ما كمل ومنها ما لم يكمل ".
وقال السخاوي: زادت تصانيفه التي معظمها في فنون الحديث وفيها من
فنون الأدب والفقه والأصلين وغير ذلك على مائة وخمسين تصنيفا.
منم أشهر مؤلفاته فتح الباري شرح صحيح البخاري، بدأ تصنيفه سنة
817 ه‍ وانتهى في أول يوم من رجب سنة 842 ه‍.
ومن مؤلفاته الشهيرة الإصابة في تمييز الصحابة، وتهذيب التهذيب، ولسان
الميزان، وتعجيل المنفعة. وغيرها.
توى أواخر ذي الحجة سنة 852 ه‍.
والحافظ ابن حجر من تلاميذ الحافظ العراقي، وقد سمع من الهيثمي كما أن
الهيثمي سمع منه. وقد نقل ابن حجر كثيرا من أقوال العجلي في كتبه كتهذيب
التهذيب، والإصابة، ولسان الميزان، وتعجيل المنفعة.
وقد تتبعت تهذيب التهذيب فوجدته يستوعب أقوال العجلي فيمن هم
من رجال التهذيب ولا يفوته إلا القليل جدا. كما لاحظت أنه ينقل أقوال العجلي في
كثير من التراجم التي لم يرد ذكرها في ترتيب الهيثمي، فتتبعتها فزادت على ثلاثمائة
ترجمة. ثم وجدت بعضا منها في ترتيب السبكي ومع ذلك بقيت زيادات ابن
حجر على الهيثمي والسبكي معا ما يزيد على مائتين وسبعين ترجمة.
ثم وجدت البعض القليل من هذه الزيادات في القطعة المتبقية من ثقات
العجلي.
وفى الوقت نفسه وجدت ابن حجر ينقل بعض أقوال العجلي عن بان
خلفون وغيره، وهي موجودة في ترتيب الهيثمي أو السبكي. كما وجدت تراجم
157

عديدة لمن هم من رجال التهذيب موجودة في نسختنا. ولكن لم يذكر ابن حجر
في تراجمهم شيئا عن العجلي. وقد نبهت على كل هذا في مواضعه من تعليقاتي
ولا داعي لذكره هنا.
ففي باب الألف مثلا:
عدد التراجم 137 ترجمة.
منها: 6 تراجم من زيادات السبكي على الهيثمي.
9 تراجم ذكرها الهيثمي ولم يذكرها السبكي.
18 ترجمة زادها ابن حر على الهيثمي والسبكي معا.
5 تراجم موجودة في الكتاب ولكن لم يذكر ابن حجر أقوال العجلي فيها
في التهذيب.
وهكذا الحال في بقية الأبواب مع ارتفاع النسبة أو انخفاضها. وقد أردت
بادئ ذي بدء أن أضيف هذه الزيادات في آخر الكتاب في ملحق خاص بها،
ولكن رأيت أن ذلك سيزيد من تعب الباحثين في الكشف عنها فألحقتها في
مواضعها حسب ما يقتضيه الترتيب مع جعلها بين معكوفتين [....] والتنبيه
عليها في الهامش.
وإن هذا التفاوت في التراجم يدل على أن ابن حجر لم يعتمد على أي من
ترتيبي الهيثمي أو السبكي، بل إنه استفاد من الأصل المروى عن العجلي. كما أن
هذه الزيادة أو النقص عند كل من السبكي والهيثمي وابن حجر لا يخلو من
سببين:
أو لهما: تفاوت الدقة في الترتيب.
ثانيها: اختلاف النسخ عند كل واحد منهم.
فان عددا من التراجم التي انفرد بها كل من الهيثمي أو السبكي أو ابن
حجر، وجدناه في القطعة المتبقية من ثقات العجلي. كما أن ابن حج نقل بعض
أقوال العجلي عن ابن خلفون وغيره كما سبق ذكره.
158

ولا يمكن أن يفترض أن ذلك ناشئ من أخطاء مطبعية أو تصحيفات في
النسخة المطبوعة من التهذيب، لان ذلك لو حصل في أكثر من مائتين وسبعين
ترجمة بالنسبة للعجلي فقط، فلا بد أن يحصل ذلك بالنسبة للأئمة الآخرين. ولو
أصبح الامر هكذا فلا يمكن أن نعتمد على الكتاب في أي حال من الأحوال.
والحقيقة أنني راجعت أقوال العجلي فيما يقارب ألفى ترجمة من التهذيب، فلم
أجد فيها تحريفات أو تناقضات. نعم إن ابن حجر لم يلتزم بالحرفية في النقل،
ولكن لا يوجد تحريف اللهم إلا في ترجمة واحدة وهي ترجمة خلاد بن السائب
الأنصاري فقد قال فيه العجلي: " مدني تابعي ثقة " فتحرف في التهذيب فأصبح
" مدني ما نعرفه " وإن من يعرف أسلوب العجلي يكاد يجزم بان هذا تحريف، لان
العجلي لم يستعمل هذه الكلمة في كتابه بتاتا.
وهذا مما زادني ثقة بالكتاب، مع أن الأعمال الانسانية لا تخلو من خطا
أو نسيان. والله أعلم.
159

نماذج وصور من المخطوطة
161

الورقة الثانية من ترتيب الهيثمي
163

الورقة الثالثة من ترتيب الهيثمي
165

الورقة الأخيرة من ترتيب الهيثمي
167

الورقة الثانية ن القطعة المتبقية من كتاب العجلي وهي بدية الكتاب
169

الورقة الأخيرة من كتاب العجلي
171

الورقة الأولى من ترتيب السبكي
173

الورقة الثانية من ترتيب السبكي
175

معرفة الثقات
من رجال أهل العم والحديث ومن الضعفاء وذكر مذاهبهم وأخبارهم
للامام الحافظ الناقد
أبى الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي الكوفي نزيل طرابلس الغرب
182 - 261 ه‍
(12 - معرفة الثقات ج 1)
177

مقدمة الامام السبكي
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم
الحمد لله حق حمده وصلواته على خير خلقه محمد وعلى آله
وصحبه وسلامه
هذا كتاب ترتيب سؤالات أبي مسلم العجلي أباه أحمد بن عبد الله
رتبته على حروف المعجم تسهيلا للوقوف عليه ومنه ما لا يتأتى فيه
ذلك فجعلته في آخره على سبيل الفوائد بحيث لم أحذف منه شيئا
وذلك مما رواه أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم البقال أنا
أبو عبد الله الحسين بن جعفر بن محمد السلماسي أخبرنا أبو العباس
179

الوليد بن بكر بن مخلد بن أبي زياد العمرى الأندلسي قال
الحمد لله كفاية فضله ونعمته وصلى الله على محمد واله وعترته
هذا كتاب يشتمل على سؤالات أو هي سؤالات ربما تكرر البعض منها
لفوائد متجددة تتعلق بها ولم يقصد أحمد بن عبد الله بن صالح رحمه الله
إلى جمع شئ منها وإنما اجتمعت لابنه صالح مما سمعه منه أو سأله أو
أملاه عليه فعلق ذلك ابنه صالح عنه في أيام شبابه منثورا على غير ترتيب
ولا تهذيب وهي سؤالات مفيدة على ما هي به
سمعت بعض الأئمة من أصحاب الحديث بمصر يقول ينبغي
للمبتدئ الطالب ان ينظر في هذا الكتاب في أول أمره وذلك أنه كان
استفاد منى في طائفة من فهماء أصحاب الحديث
وسمعت بعض الأئمة الحفاظ بخراسان بعد أن سمعه منى يقول
فيه مائة سؤال لا توجد في غيره من التواريخ
وما رأى هذه السؤالات عندي حافظ في بلد من البلدان التي
سلكتها إلا كتبها وسمعها أو استفاد منها
وكان أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح الكوفي من أئمة
أصحاب الحديث الحفاظ المتقنين ومن ذوي الورع والزهد كما سمعت
زياد بن عبد الرحمن أبا الحسن الكوفي بالقيروان يقول سمعت
مشايخنا بهذا المغرب يقولون لم يكن لأبي الحسن أحمد بن عبد الله بن
صالح بن مسلم العجلي الكوفي ببلادنا شبيه ولا نظير في زمانه
180

في معرفته بالحديث وإتقانه وزهده وورعه
أخبرنا الوليد ثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن زكريا بن
الخصيب بأطرابلس المغرب ثنا أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم
الحافظ بالقيروان قال سألت مالك بن عيسى القفصي وكان
من علماء أصحاب الحديث بالمغرب فقلت له من اعلم من رأيت
بالحديث فقال أما من الشيوخ فأبو الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح
الكوفي الساكن بأطرابلس الغرب
وحدثنا علي بن أحمد ثنا أبو العرب ثنا مالك بن عيسى
ثنا عباس بن محمد الدوري عن عبد الله بن صالح العجلي قال
مالك بن عيسى فقلت لعباس الدوري إن له ابنا عندنا بالمغرب
181

فقال أحمد فقلت نعم قال عباس إنما كنا نعده مثل أحمد بن
حنبل ويحيى بن معين
قال لي علي بن أحمد وقد ذكر أحمد بن عبد الله بن صالح
أن بن حنبل وابن معين قد كانا يأخذان عنه
حدثنا علي بن أحمد ثنا محمد بن أحمد بن حاتم الحافظ
قال سمعت أحمد بن معتب مغربي ثقة يقول سمعت يحيى بن
معين عن أبي الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح بن مسلم فقال
هو ثقة بن ثقة بن ثقة
قال الوليد وإنما قال فيه يحيى بن معين بهذه التذكية لأنه عرفه
بالعراق قبل خروج أحمد بن عبد الله إلى المغرب وكان نظيره في
الحفظ إلا أنه دونه في السن وكان خروجه إلى المغرب أيام محنة أحمد بن
182

حنبل لأنه يقول في هذه السؤالات دخلت على أحمد وهو محبوس
بصور وذلك أن المأمون احتمل بن حنبل إليه من بغداد للمحنة في
القرآن
وأحمد بن عبد الله هذا أقدم في طلب العلم وأعلى إسنادا وأجل عند
أهل المغرب في القديم والحديث ورعا وزهدا من محمد بن إسماعيل
البخاري لأنه سمع من الحسين بن علي الجعفي ومن محمد بن
جعفر غندر ومن أبي داود الحفري وأبي سفيان الحميري
وأبي عامر العقدي ومحمد ويعلى ابني عبيد ومن أسد بن
183

موسى بمصر وسمع الأكابر من أصحاب سفيان وشعبة
وغيرهما وهو كثير الحديث
خرج عن الكوفة والعراق بعد أن تفقه في الحديث ثم نزل
أطرابلس الغرب
أخبرنا الوليد قال قلت لزياد بن عبد الرحمن أي شئ أراد
أحمد بن عبد الله بن صالح بخروجه إلى المغرب فقال أراد التفرد
للعبادة يحكى ذلك عن مشايخ المغرب
وسمعت علي بن أحمد يحكى نحو ذلك
قال الوليد وحديث أحمد وتصانيفه وأخباره بالمغرب وحديثه
عزيز بمصر والشام والعراق لبعد المسافة وتوفى بأطرابلس وقبره هناك
على الساحل وقبر ابنه صالح إلى جنبه رحمهما الله
وأما أبوه عبد الله بن صالح فمن ثقات أئمة أهل الكوفة
وصاحب قرآن وصاحب سنة قرأ على حمزة الزيات القرآن وقد
184

أخرجه محمد بن إسماعيل البخاري في الصحيح يقول حدثنا عبد الله
بن صالح المقرئ
وأخرجه محمد بن إبراهيم بن محمد الكتاني في تاريخه في باب
القضاة قال سألت أبا حاتم الرازي عن عبد الله بن صالح بن مسلم
العجلي الكوفي فقال كان قاضيا
أخبرنا الوليد ثنا أبو عمر محمد بن أحمد بن سليمان النوقاني
السجزي ثنا الحصين بن عمرو السجزي قال سمعت محمد
بن إبراهيم الكتاني يقول ذلك
185

وسمعت أحمد بن عبدان الحافظ الشيرازي بالأهواز يقول
في المذاكرة كان عبد الله بن صالح العجلي قاضيا بشيراز وبناحية
شيراز
قال الوليد وهو معروف من أصحاب شعبة وإسرائيل
وعبثر وغيرهم
وأما جده صالح بن مسلم ففي عداد شيوخ الكوفة الثقات
ويقال إنه كان أعلم الناس بالحساب وهو من أقران سعيد بن مسروق
الثوري والد سفيان الثوري في السن والفضل
فلهذا الذي وصفنا عنه وعن أبيه وجده قال يحيى بن معين هو
ثقة بن ثقة بن ثقة
وسمعت علي بن أحمد يقول سمعت صالح بن أحمد يقول سمعت
أبي يقول طلبت الحديث سنة سبع وتسعين ومائة وكان مولدي بالكوفة
سنة ثنتين وثمانين ومائة قال صالح ومات أبي بعد الستين
والمائتين
186

سمعت عديا يقول سمعت صالحا يقول سمعت أبي يقول
ولد أبي عبد الله بن صالح سنة إحدى وأربعين ومائة وتوفى سنة إحدى
عشرة ومائتين وله ست وسبعون سنة
قال وسمعت أبي يقول مات جدي صالح بن مسلم سنة أربع
أو خمس وأربعين ومائة وله ست وسبعون سنة وكان له أبوان في
الاسلام
سمعت علي بن أحمد يقول توفى صالح بن أحمد في جمادى الأولى
سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وصلى عليه محمد بن سفيان السني
إمام الجامع بأطرابلس رحمه الله
قال الشيخ الامام العلامة تقى الدين علي بن عبد الكافي السبكي
غفر الله له قد نقلت كلام الوليد بن بكر العمرى الأندلسي هذا بنصه
ورتبت بقية الكتاب على الحروف إلا شيئا يسيرا أفردته في آخره على
سبيل الفوائد ولم أخل بشئ منه وما تكرر له من التراجم ضممت
ما زاده في ما تكرر إلى ما تقدم وجعلتها ترجمة واحدة وقد أنبه في بعض
الأوقات على تعدد كلامه فأقول وفى موضع آخر قال كذا وكذا
والاسناد الذي يذكر كثيرا عن أبي صالح عن أبيه وفى بعض أترك
ذكرهما اختصارا واكتفى بشيخ أبي الحسن بن عبد الله بن صالح لأنه
صاحب الكتاب والكلام منسوب إليه وفى شئ يسير منه مما لا يكون عن
أحمد بن عبد الله بن صالح وهو يسير جدا أنبه عليه صريحا وأنسبه إلى
قائله إن اتفق ذلك في الكتاب وما كان مطلقا فهو بالاسناد المذكور في
187

صدر هذه الترجمة وما كان بإسناد غيره فأذكره في محله صريحا وقد
وقع ذلك في يسير جدا
والله تعالى اسأل ان ينفع به وأن يجعل ذلك خالصا لوجهه ويغفر
لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولأولادنا ولمن أحبنا وأحببناه ولجميع
المسلمين إنه قريب مجيب
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى سائر النبيين وعلى آل كل
ورضى الله عن الصحابة والتابعين
وحسبنا الله ونعم الوكيل
وهذا ذكر أولها إن شاء الله تعالى
188

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الامام الهيثمي
قال الشيخ الامام الحافظ نور الدين أبو الحسن علي بن أبي بكر بن
سليمان الهيثمي رحمه الله
الحمد لله رب العالمين وأشهد ان لا إله إلا الله رب السماوات
والأرضين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم
وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد فإن سيدي وشيخي وقدوتي أحسن الله إلي وإليه في
الدارين وجعلنا في الدنيا والآخرة من خير الفريقين وهو الشيخ
العلامة شيخ الاسلام ورحلة الأنام وحافظ عصره ووحيد دهره زين الدين
أبو الفضل عبد الرحيم بن الشيخ بدر الدين حسين بن عبد الرحمن
بن العراقي أشار إلى في ترتيب ثقات أبي الحسن أحمد بن عبد الله
بن صالح العجلي لكي يسهل الكشف منها لطالب العلم فأجبته إلى
ذلك امتثالا لامره ورجاء البركة في طاعته
189

وأسال الله أن ينفع به إنه قريب مجيب
وقد رتبته على حروف المعجم بدأت بمن اسمه أحمد تبركا
بالنبي صلى الله عليه وسلم
190

باب الألف
من اسمه أحمد
(1) أحمد بن حميد كوفي ثقة الذي تعرف به دار أم سلمة
موضع كان منزله
191

(2) أحمد بن خالد الخلال ثقة
(3) أحمد بن سعيد الهمداني ثقة
(4) أحمد بن شبويه المروزي
(5) أحمد بن صالح مصري ثقة يكنى أبا جعفر صاحب سنة
192

(6) أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي صاحب الثقات قال
آخر سفرة سافرتها إلى البصرة كتبت بها سبعين ألف حديث
منتقى إلا حديث حماد بن سلمة والقعنبي واستعرت حديث حفص بن عمر النميري وكانت عشرين ألف حديث
فانتقيت منها إلا مائتي حديث فسمعتها
(7) أحمد بن عبد الله بن يونس كوفي ثقة صاحب سنة يكنى
أبا عبد الله
193

(8) أحمد بن عبيد بن طفيل أبو سيدان كوفي لا بأس
به
(9) أحمد بن عمران كوفي لا بأس به
(10) أحمد بن محمد بن حنبل يكنى أبا عبد الله سدوسي من
أنفسهم بصرى من أهل خراسان ولد ببغداد ونشأ
بها ثقة ثبت في الحديث نزه النفس فقيه في الحديث متبع
يتبع الآثار صاحب سنة وخير
194

حدثنا أبو مسلم قال حدثني أبي قال دخلت على
أحمد بن حنبل وأحمد بن نوح وهما محبوسان بالصور
فسألت أحمد بن نوح كيف كان تقييده يعنى أحمد وأحمد
قريب منا يسمع قال لما امتحن أحمد جمع له كل جهمي
ببغداد فقال بعضهم إنه مشبه وقال إسحاق بن إبراهيم والى
بغداد أليس تقول ليس كمثله شئ قال بلى وهو
السميع البصير قالوا شبه قال أي شئ أردت
بهذا قال ما أردت به شيئا قلت كما قال القرآن
195

فسألوه عن حديث جامع بن شداد وكتب في الذكر
قال كان محمد بن عبيد يخطئ فيه قال إن كان
محمد بن عبيد يقول وخلق في الذكر ثم تركه
وسألوه عن حديث مجاهد إلى ربها ناظرة وحديث آخر
196

عن مجاهد قال قد اختلط بأخرة قال له إسحاق بن
إبراهيم أليس زعمت أنك لا تحسن الكلام أراك قائما
بحجتك فطرح القيد في رجله
قال العجلي وأخرج إلى أحمد بن نوح نفقة دنانير
كثيرة فقال خذ منها حاجتك أراك رث الهيئة
فأخرجت إليه منطقة لي فيها دنانير بعت بها بزا بأنطاكية
فقلت له لو كنت أحوج الخلق أجئ إلى أسير آخذ منه
(11) أحمد بن معمر وهو بن أشكيب كوفي ثقة مات بمصر
يكنى أبا عبد الله
197

(12) أحمد بن يعقوب المسعودي ثقة
(0) باب من اسمه أبان
(13) أبان بن إسحاق كوفي ثقة
(14) أبان بن صالح كوفي ثقة
198

(15) أبان بن صمعة ثقة
(16) أبان بن عبد الله البجلي كوفي ثقة
(17) أبان بن عثمان بن عفان مدني تابعي ثقة من كبار التابعين
(18) أبان بن يزيد العطار بصرى ثقة وكان يرى القدر
ولا يتكلم فيه
199

(0) باب من اسمه إبراهيم
(19) إبراهيم بن أدهم ثقة
(20) إبراهيم بن إسماعيل حجازي لا بأس به
(21) إبراهيم بن أبي حبيبة حجازي ثقة
200

(22) إبراهيم بن حميد الطويل بصرى ثقة
(23) إبراهيم بن الزبرقان التيمي يكنى أبا إسحاق وكان ثقة
راوية تفسير القرآن حسن الحديث وكان صاحب سنة
وصاحب تفسير
(24) إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف مدني
ثقة يقال إنه كان أسود
201

(25) إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص مدني تابعي ثقة
(26) إبراهيم بن سليمان بن رزين أبو إسماعيل المؤدب
ثقة سكن بغداد
(27) إبراهيم بن سويد النخعي الكوفي الأعور ثقة
(28) إبراهيم بن عبد الأعلى كوفي ثقة
202

(29) إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف تابعي ثقة مدني
(30) إبراهيم بن عقيل بن معقل بن منبه يماني ثقة
(31) إبراهيم بن عكرمة بن يعلى بن منية
حدثنا عفان بن مسلم ثنا حماد بن سلمة عن عبد الله
بن عثمان بن خثيم عن إبراهيم بن عكرمة بن يعلى بن منية
في قوله هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط
مستقيم قال هو عثمان بن عفان
203

(32) إبراهيم بن العلاء أبو هارون الغنوي بصرى ثقة
(33) إبراهيم بن عيينة كوفي صدوق
(34) إبراهيم بن محمد بن الحنفية ثقة
(35) إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله مدني تابعي ثقة رجل
صالح
204

(36) إبراهيم بن محمد بن طلحة تابعي ثقة
(37) إبراهيم بن محمد بن المنتشر كوفي ثقة
(38) إبراهيم بن محمد أبو إسحاق الفزاري كوفي ثقة وكان رجلا
صالحا قائما بالسنة
وقال في موضع آخر إبراهيم بن محمد أبو إسحاق الفزاري
كوفي نزل الثغر بالمصيصة وكان ثقة رجلا صالحا صاحب
سنة وهو الذي أدب أهل الثغر وعلمهم السنة وكان يأمرهم
وينهاهم وإذا دخل الثغر رجل مبتدع أخرجه وكان كثير
205

الحديث وكان له فقه وكان عربيا فزاريا أمر سلطانا يوما ونهاه
فضربه مائة سوط فغضب له الأوزاعي فتكلم في أمره
(39) إبراهيم بن مرزوق قال أبو مسلم سألت أبي أحمد يعنى
206

العجلي قلت روى بن مرزوق عن هارون بن إسماعيل
الخزاز ثنا علي بن المبارك ثنا يحيى بن أبي كثير
ثنا هلال بن أبي ميمونة أن عطاء بن يسار حدثه أن
عقبة بن عامر الجهني حدثه قال أقبلنا قال أخطأ إنما
هذا رفاعة
(40) إبراهيم بن المهاجر البجلي كوفي جائز الحديث
(41) إبراهيم بن أبي موسى الأشعري كوفي تابعي ثقة
207

(42) إبراهيم بن ميسرة طائفي ثقة يروى عنه سفيان
208

(43) إبراهيم بن نشيط بن يوسف الوعلاني ثقة
(44) إبراهيم بن أبي يحيى الأسلمي مدني رافضي جهمي قدري
لا يكتب حديثه روى عنه الشافعي
(45) إبراهيم بن يزيد النخعي يكنى أبا عمران كوفي ثقة وكان
209

مفتي الكوفة هو والشعبي في زمانهما وكان رجلا صالحا فقيها
متوقيا قليل التكلف والأسود بن يزيد خاله ومات وهو
مختف من الحجاج
حدثنا أبو زيد الهروي سعيد بن الربيع عن شعبة قال لم
يسمع إبراهيم النخعي من مسروق شيئا
حدثنا أبو مسلم حدثني أبي قال إبراهيم بن يزيد النخعي
لم يحدث عن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقد أدرك منهم
جماعة ورأى عائشة رضي الله تعالى عنها رؤيا
(46) إبراهيم السعدي من ولد عمر بن سعد وقد رأيته
210

(47) إبراهيم الطهماني لا بأس به
211

(0) باب الأجلح والأحنف والأحوص
(48) الأجلح بن عبد الله الكندي كوفي ثقة وفى موضع آخر
قال جائز الحديث وليس بالقوي في عداد الشيوخ
(49) الأحنف بن قيس بصرى تابعي ثقة وكان سيد قومه وكان
أعور أحنف دميما قصيرا كوسجا له بيضة واحدة
فقال له عمر بن الخطاب ويحك يا أحنف لما رأيتك ازدريتك
212

فلما نطقت قلت لعله منافق صنع اللسان فلما اختبرتك
حمدتك ولذلك حبستك حبسه سنة يختبره فقال عمر
هذا والله السيد
(50) الأحوص بن حكيم شامي لا بأس به
(0) باب آدم وأدهم
(51) آدم بن أبي إياس يكنى بأبي الحسن خراساني نشأ ببغداد
سكن عسقلان ثقة يقال إنه كان ممن يكتب عنه شعبة
وكان يقرئ القرآن قال الهروي الصواب عند شعبة
213

(52) آدم بن سليمان ثقة روى عنه سفيان الثوري
(53) آدم والد يحيى بن آدم مولى خالد بن سعيد بن العاص
ثقة
(54) أدهم بن طريف بصرى ثقة
(0) باب أربدة وأزهر
(55) أربدة التميمي كوفي تابعي ثقة
214

(55) أزهر بن حميل
(56) أزهر بن عبد الله الحرازي شامي ثقة تابعي
(57) أزهر بن يزيد الغطيفي مصري تابعي ثقة
215

(0) باب أسامة إ (58) أسامة بن أخزم وهرم بن الحارث بصريان تابعيان
ثقتان
(59) أسامة بن خريم بصرى تابعي ثقة
(60) أسامة بن زيد بن حارثة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
216

(61) أسامة بن زيد الليثي ثقة
(62) أسامة والد أبي المليح من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
(63) أسباط بن محمد بن عبد الرحمن القرشي لا بأس به
(0) باب إسحاق
(64) إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد ما فيه خير كان أمينا ليحيى
بن أكثم
217

(65) إسحاق بن راشد الجزري ثقة
(66) إسحاق بن سعد بن أبي وقاص مدني تابعي ثقة
(67) إسحاق بن سليمان الرازي ثقة رجل صالح
218

(68) إسحاق بن سويد العدوي بصرى ثقة وكان يحمل على على
رضي الله تعالى عنه
(69) إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل مدني ثقة
(70) إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة مدني تابعي ثقة بصرى
وكان على الصوافي باليمامة زمن بنى أمية وأنس بن
مالك عمه
(71) إسحاق بن عبد رب ثقة
219

(72) إسحاق بن مخاشن مدني تابعي ثقة وفى حاشية الكتاب
صوابه طارق بن مخاشن
(73) إسحاق بن منصور بن حيان الأسدي من العرب كوفي ثقة
متعبد رجل صالح وقد رأيته ولم أكتب عنه
(74) إسحاق بن منصور السلولي كوفي ثقة كان فيه تشيع وقد
كتبت عنه
220

(75) إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله ليس بالقوي
(76) إسحاق بن يوسف الأزرق واسطي ثقة
(77) إسحاق مولى زائدة مدني تابعي ثقة
(0) باب أسد وإسرائيل
(78) أسد بن مهلب كوفي ثقة عابد حدثنا أبي عبد الله
221

قال كان سفيان يقول لا تقتله إلا آية في كتاب الله فقرئت
عليه فصعق فمات
(79) أسد بن موسى مصري ثقة وكان صاحب سنة
(80) إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق كوفي ثقة وقال مرة
جائز الحديث
222

(0) باب أسلم وأسماء
(81) أسلم مولى عمر بن الخطاب مدني تابعي ثقة من كبار
التابعين
(82) أسلم أبو عمران مصري تابعي ثقة
(83) أسلم العجلي بصرى ثقة
(84) أسماء بن الحكم الفزاري كوفي تابعي ثقة روى عن علي
223

(0) باب إسماعيل
(85) إسماعيل بن أبان كوفي ضعيف الحديث يحدث عن ابن
أبي خالد وهشام بن عروة أدركناه ولم نكتب عنه شيئا
(86) إسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص مكي ثقة
(87) إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي من أنفسهم حي من بجيلة
كوفي تابعي ثقة سمع من خمسة من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أبي أوفى وأنس بن مالك وعمرو بن
حريث وأبي جحيفة وهب بن عبد الله السوآي وقيس بن
عائذ
224

وكان إسماعيل طحانا ثبتا في الحديث رجلا صالحا ثقة
وكان ربما أرسل الشئ عن الشعبي فإذا وقف أخبر وكان
صاحب سنة وكان راوية عن قيس بن أبي حازم الأحمسي
تابعي لم يكن أحد أروى عنه منه
وكان حديثه نحوا من خمسمائة حديث ورأى شريحا وعمرو بن
الميمون الأودي والأسود بن يزيد وكان عاليا في شيوخ
الكوفيين
(88) إسماعيل بن خليل الخزاز كوفي ثقة يكنى أبا عبد الله
(89) إسماعيل بن رجاء الزبيدي كوفي ثقة
225

(90) إسماعيل بن زكريا الخلقاني كوفي ضعيف الحديث
(91) إسماعيل بن سميع الحنفي ثقة
(92) إسماعيل بن عبد الله بن سماعه دمشقي ثقة
(93) إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر شامي تابعي ثقة
226

(94) إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر شامي ثقة
(95) إسماعيل بن مجالد الهمداني ليس بالقوي
(96) إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص مدني ثقة
(97) إسماعيل السدوسي كوفي ثقة
(98) الله تعالى إسماعيل السدى كوفي ثقة روى عنه سفيان وشعبة
وزائدة عالم بتفسير القرآن راوية له
227

(0) باب الأسود
(99) الأسود بن سفيان مكي تابعي ثقة
(100) الأسود بن شيبان السدوسي بصرى ثقة
(101) الأسود بن العلاء بن جارية الثقفي ثقة
(102) الأسود بن قيس كوفي تابعي ثقة حسن الحديث
228

سمع من جندب بن عبد الله من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
وهو في عداد الشيوخ من كبار أصحاب سفيان
(103) الأسود بن هلال المحاربي ثقة وكان جاهليا من أصحاب
عبد الله وكان رجلا صالحا
(104) الأسود بن يزيد قيس النخعي كوفي تابعي ثقة جاهلي وهو
بن أخي علقمة بن قيس وعلقمة أصغر منه وهو زف أم
علقمة إلى أبيه وكان من أصحاب عبد الله الذين يقرءون
ويفتون وتعبد حتى ذهبت عينه من الصوم فقال له
229

علقمة ما تعذب هذه النفس قال إنما أريد راحتها وكان
رجلا صالحا متعبدا فقيها وقالت عائشة ما بالعراق أحد
أعجب إلى من الأسود وكانت عائشة تكرمه وكان يحج
كل سنة فإذا حضرت الصلاة أناخ ولو على حجر
حدثنا قبيصة بن عقبة قال ثنا سفيان عن
منصور عن إبراهيم قال كان أصحاب عبد الله الذين
يقرؤون ويفتون ستة علقمة والأسود وعبيدة
وأبو ميسرة والحارث بن قيس ومسروق بن
الأجدع
230

وحدثنا موسى بن أيوب ثنا مخلد عن هشام عن محمد
قال كان أصحاب عبد الله الذين حملوا علمه خمسة لا يعد
معهم غيرهم عبيدة والحارث يعنى بن قيس والأسود
وعلقمة وشريح وكان يجعل شريحا أخسهم
(0) باب أسيد وأسير
(105) أسيد بن أبي يحيى الأسلمي مدني ثقة
(106) أسير بن جابر كوفي تابعي ثقة من أصحاب عبد الله
231

(0) باب أشعث وأشهل
(107) أشعث بن أبي خالد الأحمسي أخو إسماعيل كوفي
ثقة
(108) أشعث بن أبي الشعثاء المحاربي وهو أشعث بن سليم بن
أسود كوفي ثقة من ثقات شيوخ الكوفيين وليس
بكثير الحديث إلا أنه شيخ عال
232

(109) أشعث بن سوار كوفي ضعيف وهو يكتب حديثه
(110) أشعث بن عبد الملك بصرى
(111) أشهل بن حاتم بصرى ضعيف
(0) باب أصبغ والأغر والأفلح والأقرع وأكتل
(112) أصبغ بن الفرج مصري لا بأس به وفى موضع آخر ثقة
صاحب سنة
233

(113) أصبغ بن نباتة كوفي تابعي ثقة
(114) الأغر بن الصباح ثقة
(115) الأغر أبو مسلم كوفي تابعي ثقة
(116) أفلح مولى أبي أيوب مدني تابعي ثقة من كبار التابعين
234

(117) الأقرع مؤذن عمر تابعي ثقة
(118) أكيل كوفي ثقة
235

(0) باب أمية وأنس وأنيسة وأوس وأوسط وأويس
(119) أمية بن خالد بن الأسود ثقة
(120) أمية بن عبد الله بن خالد مدني تابعي ثقة
إ (121) أنس بن الحارث بن لقيط النخعي كوفي ثقة
(122) أنس بن سيرين بصري تابعي ثقة
236

حدثنا يزيد بن هارون عن عبد الملك بن أبي سليمان عن
أنس بن سيرين قال دخلنا على زيد بن ثابت ونحن أربعة
إخوة فقال أنت وذ الام وذا وذ الام فما أخطأ
(123) أنس بن مالك بن النضر الأنصاري من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم
(124) أنيس بن أبي يحيى سمعان الأسلمي مديني ثقة
(125) أنيسة يكنى أبا همام وكان ببغداد رأيته يأخذ الحديث أخذا
رديئا يعنى أبا همام
237

(126) أوس بن ضمعج كوفي تابعي ثقة
(127) أوس بن عبد الله الربعي بصري تابعي ثقة وهو
أبو الجوزاء
(128) أوسط البجلي شامي تابعي ثقة من كبار التابعين
238

(129) أويس القرني كوفي تابعي من خيار التابعين وعبادهم
(0) باب إياس وأيمن وأيوب
(130) إياس بن سلمة بن الأكوع حجازي تابعي ثقة وأبوه من
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو إياس بن سلمة بن عمرو الأكوع
وكان اسم الأكوع سيار الأسلمي
(131) إياس بن عامر الغافقي مصري تابعي لا بأس به
239

(132) إياس بن معاوية بن قرة بصرى ثقة وكان على قضاء
البصرة وكان فقيها عفيفا وأبوه وجده قرة من
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليه ثلاث نسوة فقال أما
واحدة فمرضع والأخرى بكر والأخرى ثيب قيل له بما
علمت فقال أما المرضع فلما قعدت مسكت ثديها وأما
البكر فلما دخلت لم تلتفت إلى أحد وأما الثيب فلما دخلت
نظرت فرمت بعينها
(133) أيمن بن خريم بن فاتك الأسدي تابعي ثقة رجل صالح چ
240

(134) أيمن بن نابل الحبشي ثقة
(135) أيوب بن عائذ بن مدلج البحتري كوفي ثقة
(136) أيوب بن عتبة قاضى اليمامة يكتب حديثه وليس بالقوي
(137) أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص مكي
ثقة
241

(0) باب الباء الموحدة
(138) باذام أبو صالح روى عنه إسماعيل بن أبي خالد في التفسير
ثقة وهو مولى أم هانئ روى عن علي بن أبي طالب
(0) باب بحر وبحير وبدر وبديل
(139) بحر بن سعد بصرى ثقة
242

(140) بحير بن سعد شامي ثقة
(141) بدر بن خالد كوفي تابعي ثقة
(142) بدر بن عثمان كوفي تابعي ثقة
(143) بديل بن ميسرة العقيلي بصرى ثقة
243

(0) باب برد وبريد وبريدة
(144) برد بن أبي زياد أخو يزيد بن أبي زياد كوفي ثقة وهو
أرفع من أخيه يزيد وهو مولى بنى هاشم
(145) بريد بن عبد الله بن أبي بردة كوفي ثقة قال يحيى روى
عنه شعبة
(146) بريد بن أبي مريم كوفي تابعي ثقة
(147) بريدة بن الحصيب الأسلمي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
244

(0) باب البراء وبسر
(148) البراء بن عازب الأنصاري من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
(149) البراء بن ناجية من أصحاب عبد الله ثقة
(150) بسر بن سعيد تابعي ثقة مدني
(151) بسر بن عبيد الله الحضرمي شامي ثقة
245

(152) بسطام بن مسلم بن نمير العوذي البصري ثقة
(0) باب بشر
(153) بشر بن بكر التنيسي ثقة
(154) بشر بن حرب الأزدي ضعيف الحديث وهو صدوق
(155) بشر بن السرى الأفوه ثقة
246

(156) بشر بن شغاف بصري تابعي ثقة
(157) بشر بن عمر الزهراني قبيل بصرى ثقة كتبت عنه
(158) بشر بن المفضل الرقاشي ثقة فقيه البدن ثبت في الحديث
حسن الحديث صاحب سنة
(159) بشر المريسي حدثنا أبو مسلم حدثني أبي قال رأيت
بشر المريسي عليه لعنة الله مرة واحدة شيخ قصير دميم
المنظر وسخ الثياب وافر الشعر أشبه شئ باليهود وكان أبوه
247

يهوديا صباغا بالكوفة في سوق المراضع ثم قال لا يرحمه
الله فلقد كان فاسقا
(0) باب بشير
(160) بشير بن إسماعيل أبو إسماعيل كوفي ثقة
248

(161) بشير بن سعيد تابعي ثقة
(162) بشير بن سلمان أبو إسماعيل كوفي ثقة روى عنه
أبو نعيم
(163) بشير بن أبي مسعود مدني تابعي ثقة
(164) بشير بن المهاجر الغنوي كوفي ثقة
249

(165) بشير بن نهيك السدوسي بصرى تابعي ثقة
(166) بشير بن كعب العدوي بصرى تابعي ثقة
(0) باب بقية وبكر
(167) بقية صالح
(168) بقية بن الوليد الحمصي أبو يحمد ثقة ما روى عن
المعروفين وما روى عن المجهولين فليس بشئ
250

(169) بكر بن خنيس كوفي ثقة
(170) بكر بن عبد الله المزني بصرى ثقة تابعي
حدثنا حجاج بن المنهال ثنا يزيد بن إبراهيم
التستري عن بكر يعنى بن عبد الله المزني في قوله
إنه لقول فصل وما هو بالهزل قال ما هو بالباطل
251

(171) بكر بن قرواش تابعي من كبار التابعين من أصحاب على
وكان له فقه ثقة
(172) بكر بن ماعز كوفي ثقة
(173) بكر بن مضر مصري ثقة
252

(174) بكر بن يونس بن بكير لا بأس به وبعض الناس يضعفونهما
يعنى هو وأبوه وهم الأكثرون كتب عنه محمد بن عبد الله بن
نمير ويقول كان ثقة ومن يضعفه أكثر
(0) باب بكير
(175) بكير بن الأخنس كوفي ثقة
(176) بكير بن أبي السميط مولى المسامعة بصرى ثقة
253

(177) بكير بن عامر البجلي كوفي لا بأس به
(178) بكير بن عبد الله بن الأشج مدني ثقة ولم يسمع مالك منه
خرج من المدينة قديما سكن مصر والمصريون رواة عنه
(179) بكير بن مسمار مدني ثقة
254

(0) باب بلال
(180) بلال بن سعد شامي تابعي ثقة وأبوه من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم
(181) بلال بن عبد الله بن عمر بن الخطاب مدني تابعي ثقة
(0) باب بهز وبيان
(182) بهز بن أسد أخو معلى بن أسد كان أسن من معلى
بصرى ثقة ثبت في الحديث رجل صالح صاحب سنة
255

(183) بيان بن بشر البجلي كوفي ثقة وهو من أصحاب الشعبي
وليس بكثير الحديث روى أقل من مائة حديث وروى عن
قيس بن أبي حازم وحكيم بن جابر
256

(0) باب التاء المثناة من فوق
(184) تليد بن سليمان كوفي روى عنه بن حنبل لا بأس
به وكان يتشيع ويدلس
(0) باب تميم
(185) تميم بن حويص تابعي ثقة
257

(186) تميم بن طرفة الطائي تابعي كوفي ثقة
(187) تميم بن فرع المهري مصري تابعي ثقة
258

(0) باب الثاء المثلثة
(0) باب ثابت
(188) ثابت البناني بصرى تابعي ثقة رجل صالح
(189) ثابت بن ثوبان دمشقي لا بأس به
(190) ثابت بن الحارث الأنصاري مصري تابعي ثقة
259

(191) ثابت بن أبي قتادة مدني تابعي ثقة
(192) ثابت بن قطبة من أصحاب عبد الله ثقة
(0) باب ثروان وثعلبة
(193) ثروان بن ملحان كوفي تابعي ثقة
260

(194) ثعلبة بن زهدم الحنظلي كوفي تابعي ثقة
(195) ثعلبة بن عباد العبدي مجهول
(196) ثعلبة بن أبي مالك القرظي مدني تابعي ثقة
(0) باب ثمامة وثوبان وثور
(197) ثمامة بن عبد الله بن أنس بصرى تابعي ثقة
261

(198) ثواب بن عتبة المهري يكتب حديثه وليس
بالقوي
(199) ثوبان بن شهر الأشعري شامي ثقة
(200) ثور بن يزيد شامي ثقة وكان يرى القدر
(201) ثوير بن أبي فاختة هو وأبوه لا بأس بهما وفى موضع آخر
ثوير يكتب حديثه وهو ضعيف
262

(0) باب الجيم
(0) باب جابر
(202) جابر الأحمسي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
(203) جابر بن زيد تابعي ثقة ذكره مع الشاميين
263

(204) جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم
(205) جابر من أصحاب بن المبارك كوفي ثقة
(206) جابر بن يزيد الجعفي كان ضعيفا يغلو في التشيع وكان
يدلس
(0) باب جارية وجامع
(207) جارية بن قدامة التميمي بصرى تابعي ثقة
264

(208) جامع بن أبي راشد أخو ربيع ثقة ثبت إلا أن ربيعا أرفع
منه في العبادة وهما في عداد الشيوخ ليس حديثهما بكثير
وجامع كوفي ثقة
(209) جامع بن شداد يكنى أبا صخرة المحاربي وهو شيخ عال
ثقة روى عنه الأعمش وسفيان بن سعيد وهو من قدماء
شيوخ سفيان وكان شيخا عاقلا ثقة ثبتا كوفيا
(0) باب جبلة وجبير
(210) جبار الجعفي كوفي ثقة
265

(211) جبلة بن سحيم كوفي تابعي ثقة
(212) جبير بن نفير الحضرمي شامي تابعي ثقة
(0) باب الجراح وجرير وجرى
(213) الجراح مولى أم حبيبة مدني تابعي ثقة
266

(214) جرير بن حازم بصرى ثقة أزدى وهو من موالي حماد بن
زيد من فوق
(215) جرير بن عبد الحميد الضبي كوفي ثقة سكن الري وكان
رباح إذا أتاه الرجل فقال أريد أن أكتب حديث الكوفة
قال عليك بجرير فإن أخطاك فعليك بمحمد بن فضيل
بن غزوان
(216) جرى بن كليب بصرى تابعي ثقة
267

(0) باب جعدة وجعفر
(216) جعدة بن هبيرة المخزومي وهو بن أم هانئ تابعي مدني
ثقة
(217) جعفر بن برقان جزري ثقة
(218) جعفر بن حيان العطاردي أبو الأشهب بصرى ثقة
268

(219) جعفر بن ربيعة يسكن مصر ثقة
(220) جعفر بن زياد الأحمر كوفي ثقة
(221) جعفر بن سليمان الضبعي ثقة وكان يتشيع
(222) جعفر بن أبي طالب الطيار في الجنة قتل يوم مؤتة في
حياة النبي صلى الله عليه وسلم
269

(223) جعفر بن عمر بن الخطاب مدني تابعي ثقة
(224) بسم الله الرحمن الرحيم جعفر بن عمرو بن أمية الضمري مدني تابعي ثقة من
كبار التابعين وأبوه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
(225) جعفر بن عون العمرى يكنى أبا عون من ولد عمرو بن
حريث كوفي ثقة وكان متعبدا
(226) جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
270

أجمعين ولهم شئ ليس لغيرهم خمسة أئمة
جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
حدثنا أبو مسلم حدثني أبي حدثني حسين الجعفي عن
حفص بن غياث قال قدمت البصرة فقالوا لا تحدثنا عن
ثلاثة جعفر بن محمد وأشعث بن سوار وأشعث بن
عبد الملك فقلت أما جعفر بن محمد فلم أكن لأدع
الحديث عنه لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولفضله وأما أشعث
بن سوار فهو رجل منا من أهل الكوفة فلم أكن لأدع
الحديث عنه وأما أشعث بن عبد الملك فهو رجل من أهل
البصرة فأنا أدعه لكم
(227) جعفر بن أبي وحشية وهو جعفر بن إياس أبو بشر ثقة
271

(0) باب جميع وجنادة وجندب وجندل وجنيد
(228) جميع بن عمير العجلي كوفي لا بأس به يكتب حديثه
وليس بالقوي
(229) جميع بن عمير التيمي تابعي ثقة
(230) جنادة بن أبي أمية شامي تابعي ثقة من كبار التابعين
272

(231) جندب بن عبد الله الوالبي كوفي تابعي ثقة
(232) جندب مصري تابعي ثقة
(233) جندل بن والق كوفي لا بأس به يحدث عن مندل أدركته
ولم اكتب عنه
(234) جنيد بن العلاء بن أبي دهر كوفي ثقة وهو أسن من
أبي أسامة بقليل
273

قلت هكذا في الحاشية جنيد وعليه ضبة وفى الأصل
حميد وعليه ضبة وقد ذكرت حميدا في موضعه والله
أعلم
274

(0) باب الحاء المهملة
(0) من اسمه حاتم
(235) حاتم بن إسماعيل كوفي سكن المدينة ثقة
(236) حاتم بن أبي صغيرة أبو يونس القشيري بصرى ثقة
(237) حاتم بن أبي عتاب كوفي سكن المدينة ثقة
275

(238) حاتم بن عدي تابعي حمصي شامي ثقة
(239) حاتم بن وردان بصرى ثقة
(0) باب حاجب
(240) حاجب بن عمر أبو خشينة بصرى ثقة
276

(0) باب الحارث
(241) الحارث بن الأزمع من أصحاب عبد الله ثقة
(242) الحارث بن حصيرة الأزدي كوفي ثقة
(243) الحارث بن سويد النخعي من أصحاب عبد الله
ثقة
(244) الحارث بن أبي العباس كوفي ثقة
277

(245) الحارث بن عبد الله الأعور حدثني قاسم العرفطي ثنا
زائدة عن مغيرة عن إبراهيم قال كان الحارث متهما
(246) الحارث بن عمير ثقة
(247) الحارث بن لقيط النخعي كوفي تابعي ثقة شهد القادسية
278

(248) الحارث بن معاوية الكندي تابعي ثقة شامي من كبار التابعين
(249) الحارث بن نبهان الجرمي ضعيف الحديث
(250) الحارث بن يزيد الحضرمي ثقة
(251) الحارث بن يزيد العكلي كوفي ثقة وكان من فقهاء
أصحاب إبراهيم من عليتهم ثقة في الحديث قديم
الموت لم يرو عنه إلا الشيوخ روى عنه منصور بن زاذان
279

(252) حارثة بن مضرب سمع من عبد الله ثقة
(0) باب حبال وحبان وحبان وحبة
(253) حبال بن رفيدة كوفي لا بأس به
(254) حبان بن هلال ثقة لم أسمع منه شيئا وكان عسرا
280

(255) حبان بن علي العنزي كوفي صدوق جائز الحديث
وكان يتشيع وكان وجها من وجوه 11 ألف أهل الكوفة
وكان فقيها من العشرة الذين قعدوا عند أبي حنيفة ثم عاداه
وتركه وموته بعد موت مندل أخيه
(256) حبة العرني كوفي تابعي ثقة
(0) باب حبيب
(257) حبيب بن أبي ثابت الأسدي كوفي ثقة تابعي وكان
281

مفتي الكوفة قبل الحكم بن عتيبة وحماد بن
أبي سليمان سمع من بن عمر وكان ثبتا في الحديث سمع من
بن عمر غير شئ ومن بن عباس وكان فقيه البدن وكان
مفتي الكوفة قبل الحكم بن عتيبة
(258) حبيب بن جماز كوفي تابعي ثقة
(259) حبيب بن سبيعة شامي تابعي ثقة
282

(260) حبيب بن الشهيد الأزدي ثقة
(261) حبيب بن صهبان الأسدي ثقة
(262) حبيب بن عبيد شامي تابعي ثقة
(0) باب حجاج وحجية
(263) حجاج بن إبراهيم كان يسكن مصر ثقة ثم قال حجاج
بن إبراهيم يكنى أبا محمد سكن مصر من الأبناء ثقة
صاحب سنة رفيع رجل صالح
283

(264) حجاج بن أرطاة أبو أرطاة النخعي كوفي جائز
الحديث وكان له فقه وكان على البصرة وكان على
الشرط وكان فقيها وكان أحد مفتي أهل الكوفة وكان فيه
تيه وكان يقول قتلني حب الشرف وولى قضاء البصرة
وكان جائز الحديث إلا أنه صاحب إرسال
وكان يرسل عن يحيى بن كثير ولم يسمع منه شيئا ويرسل
عن مجاهد ولم يسمع منه شيئا ويرسل عن مكحول ولم
يسمع منه شيئا ويرسل عن الزهري ولم يسمع منه شيئا
فإنما يعيب الناس منه التدليس روى نحوا من ستمائة حديث
ويقال إن سفيان أتاه يوما ليسمع منه فلما قام من عنده قال
حجاج يرى بنى ثور أنا نحفله إنا لا نبالي جاءنا أو لم
284

يجئنا وكان حجاج تياها وكان قد ولى الشرط
ويقال عن حماد بن زيد قال قدم علينا حماد بن أبي سليمان
وحجاج بن أرطاة فكان الزحام على حجاج أكثر منه على حماد
وكان حجاج يقع في أبي حنيفة ويقول إن أبا حنيفة لا يعقل
لله عقله
وكان حجاج راوية عن عطاء بن أبي رباح سمع منه وروى
عن حجاج أبو خالد الأحمر وأشعث بن أبي الشعثاء وهو
أشعث بن سليم وهو من ثقات شيوخ الكوفيين وليس بكثير
الحديث إلا أنه شيخ عال
(265) الحجاج بن الحجاج مدني تابعي ثقة
285

(266) حجاج بن دينار ثقة
(267) حجاج بن عمرو بن غزية الأنصاري تابعي
(268) حجاج بن محمد المصيصي الأعور ثقة
(269) حجاج بن المنهال الأنماطي بصرى ثقة رجل صالح يكنى
286

أبا محمد وكان سمسارا يأخذ من كل دينار حبة فجاء
خراساني موسر من أصحاب الحديث فاشترى له أنماطا
فأعطاه ثلاثين دينارا فقال ما هذه فقال هذه سمسرتك
خذها فقال له دنانيرك أهون علينا من هذا التراب هات من
كل دينار حبة فأخذ دينارا وكسرا
(270) حجاج بن نصير الفساطيطي كان معروفا بالحديث ولكنه
أفسده أهل الحديث بالتلقين كان يلقن وأدخل في حديثه
ما ليس منه فترك
(271) حجاج الصواف بصرى ثقة
(0) باب حجر وحجير
(272) حجر التغلبي كوفي ثقة
287

(273) حجر المدري يماني تابعي ثقة وكان من خيار التابعين
دعاه محمد بن يوسف وهو أمير اليمن فقال إن أخي
الحجاج بن يوسف كتب إلى أن أقيمك للناس فتلعن علي بن
أبي طالب فقال إجمع لي الناس فجمعهم فقام فقال
ألا إن الأمير محمد بن يوسف أمرني بلعن علي بن أبي طالب
فالعنوه لعنه الله
(274) حجير بن الربيع العدوي بصرى تابعي ثقة وهو أخو
حريث
(0) باب حجية
(275) حجية بن عدي الكندي كوفي تابعي ثقة
288

(0) باب حدير وحذيفة
(276) حدير بن كريب أبو الزاهرية شامي تابعي ثقة
(277) حذيفة بن أسيد الغفاري يكنى أبو سريحة من
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
(278) حذيفة بن اليمان أبو عبد الله العبسي من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم وكان أميرا على المدائن استعمله عمر ومات
بعد قتل عثمان بأربعين يوما سكن الكوفة وكان صاحب سر
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو حليف بنى عبد الأشهل مات
بالمدائن قبل الجمل
289

(0) باب حرام وحرب وحريث وحريز
(279) حرام بن حكيم مصري تابعي ثقة
(280) حرب بن عبد ربه العتكي بصرى ثقة
(281) حريث بن الربيع العدوي بصرى تابعي ثقة
(282) حريث بن السائب التميمي لا بأس به
290

(283) حريز بن عثمان الرحبي شامي ثقة وكان يحمل على
علي
(0) باب حسان
(284) حسان بن ثابت من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكان أعمى
(285) حسان بن عطية شامي ثقة
291

(286) حسان بن نوح أبو معاوية شامي تابعي ثقة
(287) حسان الضمري شامي تابعي ثقة
(0) باب الحسن
(288) الحسن بن أبي جعفر الجفري ضعيف الحديث
(289) الحسن بن حر هو خال الحسين بن علي الجعفي تاجر
292

سخي كثير المال متعبد في عداد الشيوخ
(290) الحسن بن أبي الحسناء بصرى ثقة
(291) الحسن بن أبي الحسن أبو سعيد بصرى تابعي ثقة رجل
صالح صاحب سنة
(292) الحسن بن الربيع البوراني يبيع البواري كوفي ثقة رجل
صالح متعبد
293

(293) الحسن بن رودبار كوفي ثقة دفن كتبه وقال لا يصلح
قلبي على الحديث وكان بسن أبي أسامة
(294) الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب مدني
ثقة
(295) الحسن بن سعد بن معبد الهاشمي ثقة
(296) الحسن بن صالح بن صالح بن حي كوفي ثقة متعبد رجل
294

صالح وكان يتشيع وأخوه علي بن صالح ثقة وكان يقرأ
القرآن على عاصم بن أبي النجود
وكان يختم القرآن في بيتهم كل ليلة أمهم ثلث وعلى ثلث
وحسن ثلث فماتت أمهما فكانا يختمانه ثم مات على فكان
حسن يختم كل ليلة
وباع حسن جارية فلما صارت عند الذي اشتراها قامت في
جوف الليل فقالت يا أيتها الدار الصلاة الصلاة قالوا
طلع الفجر قالت وليس تصلون إلا المكتوبة قالوا
نعم ليس نصلى إلا المكتوبة فرجعت إلى حسن فقالت
بعتني من قوم سوء ليس يصلون بالليل فردني فردها وكان
حسن فقيها
حدثنا أبو مسلم حدثني أبي أحمد حدثني أبي عبد الله قال
قال حسن بن صالح أردت أن آتي حمزة الزيات فأسأله عن ابن
الملاعنة ثم قلت رأيت بن الملاعنة قط ثم قلت
تعلمه أصحابي فأتعلمه كما تعلموه فأتيته فسألته
ويروى عن حسن بن صالح قال كنت عند بن أبي
ليلى فألقى علينا بن أبي ليلى مسألة فلم يفهمها سفيان ثم
أعادها فلم يفهمها ثم أعادها فلم يفهمها ثم أعادها عليه
295

ففهمها فجعل سفيان يحمد الله فعلمت أنه يريد وجه
الله
(297) الحسن بن صالح بن صالح بن حي الثوري من ثور همدان
يكنى أبا عبد الله من أسنان سفيان وكان ثقة ثبتا متعبدا وكان
يتشيع وكان حسن الفقه إلا أن بن المبارك كان يحمل عليه
بعض الحمل لحال التشيع ولم يرو عنه شيئا
(298) الحسن بن عبيد الله النخعي وهو كوفي ثقة سمع من إبراهيم
وليس بقديم الموت سمع منه حفص بن غياث
(299) الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه مدني قال ثم
بايع الحسن بعد وفاة علي سبعون ألفا فزهد في الخلافة
296

فلم يردها وسلمها لمعاوية وقال لا يهراق على يدي محجمة
من دم
حدثنا أبو مسلم حدثني أبي حدثنا أبو داود الحفري
عن سفيان عن عمر بن سعيد عن ابن أبي مليكة عن
عقبة بن الحارث قال خرجت مع أبي بكر الصديق رضي الله تعالى
عنه فاستقبل الحسن بن علي رضي الله تعالى عنه فأخذه أبو بكر
فجعل يقبله يقول
وا بأبي شبه النبي لا شبيها بعلي
وعلى يضحك
وكان حسين بن علي الجعفي وابن عيينة يحدثان عن أبي
موسى عن الحسن عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال
ابني هذا سيد ويصلح الله به بين فئتين من المؤمنين
عظيمتين
297

يعنى الحسن بن علي
قال العجلي وكان كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان حليما سخيا سيدا ومات بالمدينة وصلى عليه سعيد
بن العاص وكان أمير المدينة فقال له الحسين أقدم فصل
عليه فلولا أنها سنة ما قدمت
ولما احتضر الحسن بن علي قال ادعو لي رجالا
أشهدهم على شئ فلما دخلوا عليه قال أشهدكم أنى قد
احتسبت نفسي عند الله
وابنه
(300) حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب وأمه بنت أبي مسعود
الأنصاري وجمع عثمان بن عفان الناس ليوم فقالوا تكلم
يا أمير المؤمنين فقال انتظر سيد المسلمين الحسن بن علي
298

(301) الحسن بن علي رضي الله تعالى عنه بن أبي طالب مدني تابعي
ثقة
(302) الحسن بن عمارة بن المضرب البجلي قال أبو العرب قال
لي مالك بن عيسى أن أبا الحسن كوفي يعنى العجلي
ضعفه وترك أن يحدث عنه
(303) الحسن بن عمرو الفقيمي كوفي ثقة وهو أصغر من أخيه
فضيل سمع من الشعبي
299

(304) الحسن بن عياش بن سالم الأسدي ثقة
(305) الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب مدني ثقة تابعي
قال أبو أسامة كان مرجئا وهو أول من وضع الارجاء
وهو بن الحنفية
(306) الحسن العرني كوفي ثقة
300

() باب حسين
(307) حسين بن سبرة كوفي تابعي ثقة
(308) حسين بن شفى مصري تابعي ثقة
(309) حسين بن عبد الأول الأحول كوفي ثقة عالم
(310) حسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وقتل الحسين بن
علي بن أبي طالب بكربلاء قتله عبيد الله بن زياد
301

حدثنا أبو مسلم حدثني أبي أحمد حدثنا سليمان بن
حرب ثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن عبيد
بن حنين عن حسين بن علي قال
صعدت إلى عمر رضي الله تعالى عنه وهو على المنبر فقلت إنزل عن
منبر أبي واذهب إلى منبر أبيك قال من علمك هذا
قلت ما علمني أحد قال منبر أبيك والله منبر أبيك والله منبر أبيك
والله وهل أنبت الشعر على رؤوسنا إلا
أنتم جعلت تأتينا جعلت تغشانا
(311) حسين بن علي الجعفي يكنى أبا عبد الله كوفي ثقة وكان
يقرئ القرآن رأسا فيه وكان رجلا صالحا لم أر رجلا قط كان
أفضل منه روى عنه سفيان بن عيينة حديثين
ولم نره إلا مقعدا كان يحمل في محفة حتى يقعد في مسجد
302

على باب داره وربما دعا بالطست فبال مكانه وكان
صحيح الكتاب
ويقال إنه لم ينحر قط ولم يطأ أنثى قط وكان جميل
اللباس وكان يخضب إلى الصفرة خضابه ومات ولم
يخلف إلا ثلاثة عشر دينارا
وكان من أروى الناس عن زائدة يختلف إليه إلى منزله يحدثه
وكان سفيان الثوري إذا رآه عانقه وقال هذا راهب جعفي
حدثنا أبو مسلم حدثني أبي قال سمع حسين بن علي
الجعفي من عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حديثين
حديث أكثروا من الصلاة على يوم الجمعة فإن صلاتكم
تبلغني وحديث آخر في الجمعة
(312) حسين بن كهل روى عنه أبو نعيم
(313) حسين بن محمد بن بهرام بصرى ثقة
303

(314) حسين بن ميمون كوفي ثقة
(315) حسين المعلم بصرى ثقة
(0) باب حصين
(316) حصين بن جندب أبو ظبيان كوفي تابعي ثقة
304

(317) حصين بن عبد الرحمن السلمي كوفي ثقة ثبت في
الحديث والواسطيون أروى الناس عنه لأنه سكن
المبارك بأخرة فسمع منه الواسطيون بالمبارك وأرواهم عنه
عباد بن العوام وكان شيخا قديما ويقال إنه أسن من
منصور بن المعتمر السلمي
(318) حصين بن عقبة الفزاري ثقة سمع من عبد الله يعنى
بن مسعود
305

(319) حصين بن عمر كوفي ثقة
(320) حصين والد عمران بن حصين قد أتى النبي صلى الله عليه وسلم
(321) حصين بن أبي الحر وهو حصين بن مالك العنبري بصرى
تابعي ثقة
وهو جد عبيد الله بن حسين قاضى البصرة
306

(322) حصين بن نمير أبو محصن كوفي ثقة
(0) باب حضين بالضاد المعجمة
(323) حضين بن المنذر أبو ساسان السدوسي بصرى تابعي ثقة
وكان رجلا صالحا وكان على راية على رضي الله تعالى عنه يوم
صفين
(0) باب حطان
(324) حطان بن خفاف أبو الجويرية كوفي ثقة
307

(325) حطان بن عبد الله الرقاشي بصرى تابعي ثقة وكان رجلا
صالحا
(0) باب حفص
(326) حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب مدني تابعي ثقة
من كبار التابعين
(327) حفص بن عمر بن الخطاب مدني تابعي ثقة
(328) حفص بن عمر بن عبيد أخي محمد ويعلى كوفي
ثقة.
308

(329) حفص بن عمر أبو عمر الصنعاني وهو حفص بن ميسرة
يكتب حديثه وهو ضعيف الحديث
(330) حفص بن عمر النميري ثنا أبو مسلم عن أبيه قال آخر
سفرة سافرتها إلى البصرة كتبت فيها سبعين ألف حديث
منتقى إلا حديث حماد بن سلمة والقعنبي
309

وأستغرب حديث حفص بن عمر النمري وكان عشرين ألف حديث فما
تنقيت منها إلا مائتي حديث فسمعتها
(331) حفص بن غياث ثقة مأمون فقيه وكان على قضاء الكوفة
وكان وكيع ربما يسأل عن الشئ فيقول اذهبوا إلى
قاضينا فسلوه وكان سخيا عفيفا مسلما
حدثنا أبو مسلم حدثني أبي عن أبيه قال كنت عند
عبد الله بن إدريس فوقف علينا حفص بن غياث فقمت إليه
310

فسلمت عليه فقال بن إدريس لم قمت إليه قلت
يا أبا محمد قاضينا وشيخ من شيوخنا فقال لي ما أعجبني
ما صنعت
(0) باب حكام والحكم
(332) حكام بن سلم الرازي ثقة
(333) الحكم بن أبان عدني ثقة صاحب سنة كان إذا هدأت
العيون وقف في البحر إلى ركبتيه يذكر الله حتى يصبح
قال نذكر الله مع حيتان البحر ودوابه
(334) الحكم بن الأعرج بصرى تابعي ثقة
311

(335) الحكم بن أبي العاص الثقفي تابعي ثقة بصرى
(336) الحكم بن عبد الملك القرشي ثقة روى عن قتادة ما أدرى
أهو بصرى أو كوفي
(337) الحكم بن عتيبة ثقة ثبت في الحديث وكان من فقهاء
أصحاب إبراهيم النخعي وكان صاحب سنة وأتباع
روى عنه الأعمش وشعبة ولم يسمع منه سفيان وقد أدركه
يقال إن أبا عوانة سمع منه أربعمائة حديث ولم يحدث منها
312

إلا بحديثين وترك الباقي فرقا من شعبة وكان فيه تشيع إلا
أن ذلك لم يظهر منه إلا بعد موته
(338) حكم بن عجيبة كوفي ضعيف الحديث غال في
التشيع
(339) الحكم بن مثنى أبو صالح ثقة سكن بغداد
(340) الحكم بن موسى أبو صالح ثقة سكن بغداد
313

(341) الحكم بن نافع أبو اليمان الحمصي بهراني لا بأس به
(342) الحكم بن هشام الثقفي من أنفس ثقيف وكان ثقة وكان
يقول إنما كان هذا المنبر مجلس الحي يعنى منبر الكوفة
لكثرة من وليه من ثقيف
حدثنا أبو مسلم حدثني أبي أحمد حدثني أبي عبد الله
قال قال رجل للحكم ما تقول في معاوية قال ذاك
خال كل مؤمن قال فما تقول في عثمان قال ذاك والله
منصور النصرة مخذول الخذلة مقتول القتلة أمير النور
وروى عن قتادة وعبد الملك بن عمير
وحدثنا أبو مسلم حدثني أبي أحمد حدثني أبي
عبد الله قال جاء يوما يشتري سمكا فاستعان برجل
314

يشترى له فقال له السماك انظر أصلحك الله أي
شحم في بطنها فقال ظلم يقول إنما استعنا بهذا
عليك ليكفينا مؤنتك
وكان فقيرا وكان يدعى إلى الطعام وهو جائع فيلبس مطرف
خز له قديم ثم يدخل العرس فيبارك ولا يأكل عزة نفس
وكان الحكم بن هشام عسرا في الحديث فلما جاءه بن
المبارك انبسط إليه وحدثه وكان مؤاخيا لأبي حنيفة
315

(0) باب حكيم وحكيم
(343) حكيم بن جابر الأحمسي سمع من عبد الله ثقة وأبوه
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
(344) حكيم بن حزام بن خويلد الأسدي من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم وعمته خديجة وابنه هشام بن حكيم بن خزام
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان متبتلا
(345) حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف مدني ثقة
(346) حكيم بن الديلم ثقة
316

(347) حكيم بن عجيبة كوفي ضعيف الحديث غال في التشيع
متروك
(348) حكيم بن عقال بصرى تابعي ثقة
(349) حكيم بن قيس بن عاصم التميمي بصرى تابعي ثقة وأبوه
صحابي
317

(350) حكيم بن معاوية بن حيدة أبو بهز تابعي ثقة وأبوه
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
(351) حكيم بن سعد أبو تحيى تابعي كوفي ثقة
حدثنا علي بن أحمد بن زكريا أبو سعيد ثنا الدوري قال
سمعت يحيى بن معين يقول أبو يحيى حكيم بن سعد
(0) باب حماد
(352) حماد بن أسامة أبو أسامة كوفي ثقة وكان يعد من حكماء
أصحاب الحديث
318

(353) حماد بن زيد يكنى أبا إسماعيل بصرى ثقة ثبت في
الحديث وهو مولى جرير بن حازم من أسفل
حدثني أبي عبد الله قال قال بن المبارك
أيها الطالب علما إئت حماد بن زيد
فاطلب العلم بحلم ثم قيده بقيد
وكان حديثه أربعة آلاف حديث يحفظها ولم يكن له
كتاب
(354) حماد بن سلمة يكنى أبا سلمة بصرى ثقة رجل صالح
319

حسن الحديث يقال إن عنده ألف حديث حسن ليس
عند غيره
حدثني أبي عبد الله قال كان حماد بن سلمة لا يحدث
حتى يقرأ مائة آية نظرا في المصحف
حدثنا أبو مسلم ثنا أبي قال وكان حجاج إذا حدث
عن حماد يعنى بن سلمة قال ثنا حماد وإذا حدث عن
حماد بن زيد قال ثنا حماد بن زيد وكان الواشحي إذا
حدث عن حماد بن سلمة قال ثنا حماد بن سلمة وإذا
حدث عن حماد بن زيد قال ثنا حماد
(355) حماد بن أبي سليمان مولى الأشعريين كوفي ثقة في
الحديث كان أفقه أصحاب إبراهيم ويروى عن مغيرة
الضبي قال سأل حماد إبراهيم وكان له لسان سؤول
وقلب عقول
حدثنا أبو مسلم قال قال أبي وكانت به موتة
وكان ربما حدثهم بالحديث فيعتريه ذلك فإذا أفاق أخذ
320

من حيث انتهى وكان يكنى أبا إسماعيل
وحدثنا أبو مسلم قال قلت لأبي وما الموتة
قال طرف من الجنون وحديثه أقل من مائتي حديث وهو
مولى لإبراهيم بن أبي موسى الأشعري وكان ممن أرسل به
معاوية إلى أبى موسى الأشعري وهو بدومة
الجندل واسم أبي حماد مسلم
قال يروى عن مغيرة قال لما مات إبراهيم كان الحكم فمن
دونه يجلسون إلى حماد حتى أحدث الذي أحدث كان
يتكلم في شئ من الارجاء ولم يكن بصاحب كلام
ولا داعية ويروى عن سفيان الثوري قال كنا نأتي حمادا
خيفة من أصحاب إبراهيم توفى سنة عشرين ومائة
وقال أبو حنيفة قدمت البصرة فظننت أنى لا أسأل عن شئ
إلا أجبت عنه فسألوني عن أشياء لم يكن عندي فيها جواب
فجعلت على نفسي أن لا أفارق حمادا حتى يموت فصحبته
ثماني عشرة سنة
321

(0) باب حمزة
(356) حمزة بن حبيب الزيات يكنى أبا عمارة كوفي تيمي ثقة
رجل صالح صاحب سنة
(357) حمزة بن الزبير مدني تابعي ثقة
(358) حمزة بن عبد الله بن عمر مدني تابعي ثقة
(359) حمزة بن عبد المطلب يكنى أبا عمارة ويقال أبو يعلى قتل
يوم أحد
322

(360) حمزة بن المغيرة بن شعبة مدني تابعي ثقة
(361) حمزة بن نجيح أبو عمارة ضعيف
(0) باب حميد
(362) حميد بن زياد أبو صخر ثقة
(363) الله تبارك وتعالى حميد بن عبد الرحمن الحميري بصرى تابعي ثقة وكان بن
سيرين يقول هو أفقه أهل البصرة
323

(364) حميد بن عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي ثقة ثبت عاقل
ناسك
(365) حميد بن عبد الرحمن بن عوف تابعي ثقة مدني
(366) حميد بن العلاء بن أبي وهب كوفي ثقة وهو أسن من
أبي أسامة بقليل
حدثنا أبو مسلم حدثني أبي أحمد حدثني عنه محمد بن
مسلم وكان أسن منه بقليل قديم الموت
(367) حميد بن قيس الأعرج مكي ثقة
324

(368) حميد بن مالك بن خثيم ثقة
(369) حميد بن هلال العدوي بصرى تابعي ثقة يكنى أبا
نصر قلت وذكر قبله حميد بن هلال فلا أدرى هما
واحد وكرره أم لا
(370) حميد الطويل بصرى تابعي ثقة وهو خال حماد بن سلمة
حدثنا أبو مسلم حدثني أبي أحمد حدثني يحيى بن
معين عن أبي عبيدة الحداد قال قال شعبة لم يسمع حميد
من أنس إلا أربعة وعشرين حديثا
325

(0) باب من اسمه حنش
(371) حنش بن الحارث كوفي ثقة
(372) حنش بن عبد الله الصنعاني ثقة
(373) حنش بن المعتمر أبو المعتمر كوفي ثقة تابعي
326

(374) حنش مصري تابعي ثقة
(0) باب حنظلة
(375) حنظلة بن علي بن الأسقع تابعي ثقة
(376) حنظلة الأسلمي مدني تابعي ثقة
(377) حنظلة الكاتب الأسيدي من بنى تميم ومن أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم
327

(378) حنظلة كوفي لا بأس به
(0) باب حوشب وحيان وحياة
(379) حوشب بن سيف شامي ثقة
(380) حوشب من شرط الحجاج مذكور في ترجمة ابنه العوام بن
حوشب
328

(381) حيان البارقي كوفي تابعي ثقة
(382) حيان الجعفي كوفي ثقة
(383) حياة بن شريح مصري ثقة رجل صالح
(384) حيي بن هانئ أبو قبيل ثقة
329

(0) باب الخاء
(385) خارجة بن زيد بن ثابت مدني تابعي ثقة
(0) باب خالد
(386) خالد بن دينار أبو خلدة بصرى ثقة
(387) خالد بن شمير السدوسي بصرى ثقة
330

(388) خالد بن عبد الله بن محرز ثقة
(389) خالد بن عرعرة كوفي تابعي ثقة روى عن علي
(390) خالد بن عمرو أبو سعيد القرشي ضعيف كتبنا عنه
(391) خالد بن أبي عمران التجيبي قاضى إفريقية ثقة
(392) خالد بن قيس بصرى ثقة
331

(393) خالد بن أبي كريمة كوفي لا بأس به
(394) خالد بن مخلد القطواني ثقة فيه قليل تشيع وكان كثير
الحديث
(395) خالد بن معدان شامي تابعي ثقة
(396) خالد بن الواشمة بصرى تابعي ثقة
332

(397) خالد بن يزيد الجمحي ثقة
(398) خالد بن يزيد المري شامي ثقة
(399) خالد بن يزيد ثقة
(400) خالد الحذاء بصرى ثقة
333

(401) خالد الخزاعي كوفي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
(0) باب خباب وخرشة وخزرج وخصيف
(402) خباب بن الأرت وكان بدريا وكان حليفا لبني زهرة
(403) خباب مدني تابعي ثقة
(404) خرشة بن حبيب السلمي أخو أبي عبد الرحمن كوفي تابعي
ثقة
334

(405) خرشة بن الحر كوفي تابعي ثقة من كبار التابعين روى عن
حذيفة وعبد الله بن سلام
(406) خريم بن فاتك الأسدي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
(407) خزرج الحمراوي بصرى تابعي ثقة
(408) خصيف الجزري ثقة
335

(0) باب خلف وخلاد وخلاس
(409) خلف بن تميم بن أبي عتاب كوفي لا بأس به
(410) خلف بن خليفة الأشجعي ثقة
(411) خلف بن موسى بن خلف العمى بصرى ثقة وأبوه
ثقة
336

(412) خلاد بن السائب الأنصاري مدني تابعي ثقة
(413) خلاد بن سويد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
(414) خلاد بن عمرو بصرى تابعي ثقة
(415) خلاد بن يحيى الكوفي كان بمكة رأيته بمكة ثقة وقال
أبو نعيم فيه كان يعق والديه
حدثنا أبو مسلم ثنا أبي ثنا ابن حنبل عن سفيان قال
قلت لمغيرة سمعت هذا من إبراهيم قال وما تريد بهذا
قلت لا أدرى الإشارة إلى الحكاية الأولى أو إلى
غيرها
337

(416) خلاس بن عمرو بصرى تابعي ثقة
(0) باب خليد وخيثمة
(417) خليد كوفي تابعي ثقة
(418) خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي كوفي تابعي ثقة وكان رجلا
صالحا وكان لباسا وكان يركب الخيل وكان سخيا
وكانت لأبيه صحبة
ورئى على إبراهيم النخعي قباء فقيل له من أين لك هذا
قال كسانيه خيثمة
ولم ينج من فتنة بن الأشعث إلا رجلان إبراهيم وخيثمة
338

حدثنا الفضل بن دكين ثنا مالك عن طلحة قال ما رأيت
بالكوفة أحدا أعجب إلى من إبراهيم وخيثمة ولم ينج من فتنة
بن الأشعث بالكوفة إلا رجلان إبراهيم وخيثمة
339

(0) باب الدال المهملة
(419) داود بن الحصين مدني ثقة
(420) داود بن خالد بن دينار ثقة
(421) داود بن الزبرقان الرقاشي ضعيف الحديث
340

(422) داود بن عامر بن سعيد بن أبي وقاص مدني ثقة
(423) داود بن عبد الرحمن العطار مكي ثقة
(424) داود بن عجلان عن أبي عقال إسناد ضعيف
(425) داود بن عمرو شامي يكتب حديثه وليس بالقوي
341

(426) داود بن أبي الفرات العبدي بصري ثقة
(427) داود بن مهران الدباغ سكن بغداد ثقة
(428) داود بن أبي هند بصرى ثقة جيد الاسناد رفيع وكان
خياطا وكان رجلا صالحا ثقة حسن الاسناد سمع يزيد بن
هارون منه مائة حديث إلا حديثا وقد سمعتها منه
(429) داود بن يزيد الأودي كوفي يكتب حديثه وليس
342

بالقوي وقال مرة لا بأس به
(430) داود الأودي لا بأس به فلا أدرى أهو الأول أم غيره
(431) داود الطائي
حدثنا أبو مسلم حدثني أبي أحمد حدثنا أبي عبد الله
قال قدم هارون الكوفة فكتب قوما من القراء فأمر لهم بألفين
ألفين فكان داود الطاي ممن كتب فيهم فدعى باسمه أين
داود الطائي قالوا داود لا يجيكم أرسلوها إليه قال
بن السماك وحماد بن أبي حنيفة نحن نذهب بها إليه قال
بن السماك لحماد في الطريق إذا نحن دخلنا عليه فانثرها بين
يديه فإن للعين حقها رجل ليس عنده شئ فأمر له بألفي
343

درهم يردها فلما دخلوا عليه نثروها بين يديه قال
سوءة إنما يفعل هذا بالصبيان فأبى أن يقبلها
حدثني أبي عبد الله حدثني أبو خالد الأحمر ومررت أنا
وسفيان الثوري بمنزل داود الطاي فقال لي سفيان ادخل بنا
نسلم عليه فدخلنا عليه فما احتفل لسفيان ولا انبسط إليه
فلما خرجنا قلت يا أبا عبد الله غاظني ما صنع بك قال
وإيش صنع بي قلت لم يحفلك ولم ينبسط إليك قال إن
أبا سليمان لا يتهم في مودته أما رأيت عينيه هذا في شئ
غير الذي نحن فيه
(432) دهثم بن قران العكلي ضعيف
344

(0) باب الذال المعجمة
(433) ذكوان أبو صالح السمان مدني كوفي تابعي ثقة وهو
أبو سهيل الزيات السمان وهو ثقة روى عنه منصور
والأعمش وسهيل ابنه
(434) ذكوان مولى عائشة مدني تابعي ثقة
(435) ذواد بن علبة الحارثي لا بأس به
345

(436) ذو يد ثقة كوفي روى عنه سفيان
346

(0) باب الراء
(437) راشد بن سعد شامي ثقة تابعي
(438) راشد مصري تابعي ثقة
(439) رافع بن إسحاق الأنصاري مدني تابعي ثقة
347

(440) رافع بن أبي رافع الطائي تابعي من كبار التابعين
(0) باب رباح
(441) رباح بن زيد قال يحيى مات قبل أن أدخل إلى اليمن
ومحمد بن ثور قلت ليحيى أيهما أعلى قال كل ثقة
رباح ومحمد بن ثور وهشام وعبد الرزاق قلت ليحيى أظن
محمد بن ثور قليل الحديث قال لا كان كثير الحديث
وكان رباح بن زيد يصحف ويخطئ وكأنه يقول لم يكن
صاحب حديث إلا أنه لا بأس به رجل صدوق
348

(442) رباح بن الحارث النخعي سمع من عبد الله
(443) رباح بن خالد الكوفي قال يحيى لم يكن به بأس كان
يتشيع وكان من أصحاب أبي حنيفة أي يقول بقولهم
(444) رباح بن أبي معروف لا بأس به
(445) رباح من أصحاب بن المبارك كوفي ثقة
(446) رباح مدني تابعي ثقة
349

(0) باب ربعي وربيع
(447) ربعي بن حراش كوفي تابعي ثقة من كبار التابعين يقال
أنه لم يكذب كذبة قط كان له ابنان عاصيان زمن
الحجاج وقيل للحجاج إن أباهما لم يكذب كذبة قط
لو أرسلت إليه فسألته عنهما فأرسل إليه فقال أين ابناك
قال هما في البيت قال قد عفوت عنهما لصدقك
روى عنه الثوري فمن دونه
(448) الربيع بن أنس بصرى ثقة
350

(449) الربيع بن بدر التميمي ضعيف
(450) ربيع بن البراء بن عازب كوفي تابعي ثقة
(451) الربيع بن حراش كوفي تابعي ثقة
(452) الربيع بن خثيم الثوري يكنى أبا يزيد كوفي تابعي ثقة
ثوري من خيار أصحاب عبد الله وكان خيارا وكان
بن مسعود إذا رآه قال وبشر المخبتين أما لو رآك
نبينا لأحبك وكان الربيع إذا جاء إلى باب بن مسعود
351

يستأذن قالت له الجارية ذاك الأعمى بالباب فيقول ليس
ذلك أعمى ذاك ربيع بن خثيم
قال ومر الربيع بن خثيم مع بن مسعود على كور حداد
فصعق فحمله بن مسعود إلى منزله وأقام عليه خمس صلوات
حتى أفاق
حدثنا أبو مسلم حدثني أبي حدثنا أبو نعيم ثنا يونس
بن أبي إسحاق عن بكر بن ماعز قال جاءت بنت الربيع
بن خثيم فقالت له يا أبت أذهب فألعب فلما أكثرت عليه
قال له بعض جلسائه لو أمرتها تذهب قال لا والله
لا يكتب الله على اليوم أنى أمرتها بلعب
حدثنا أبو مسلم حدثني أبي حدثنا إسماعيل بن خليل ثنا
علي بن مسهر أنبأ الأعمش عن عمرو بن مرة عن بكر
بن ماعز قال كان بربيع بن خثيم خبل وكان يخرج من فيه
ماء آجن فيسيل على لحيته فخرج من فيه ذات يوم فسال
على لحيته فنظر إلى فظن أنى قد حزنت فمسحته فقال
يا بكر بن ماعز ما يسرني أنه بأعتى الديلم على الله
352

حدثنا أبو مسلم حدثني أبي حدثنا إسماعيل بن خليل
أنا محمد بن فضيل عن أبي حيان عن أبيه قال ما سمعت
الربيع بن خثيم يذكر شيئا من أمر الدنيا إلا أنى سمعته يقول كم
للتيم مسجدا
حدثنا أبو مسلم ثنا أبي حدثنا يعلى بن عبيد ثنا
أبو حيان عن أبيه قال كان الربيع بن خثيم يهادى بين
رجلين إلى مسجد قومه حتى يقام في الصف فكان أصحاب
عبد الله يقولون قد رخص الله لك لو صليت في بيتك
فيقول إنه إن شاء الله كما تقولون ولكني أسمعه حتى ينادى
حي على الفلاح فمن سمع منكم ينادى حي على الفلاح
فليجب ولو حبوا ولو زحفا وكأن شقه قد سقط
حدثنا أبو مسلم حدثني أبي حدثنا أبو أحمد
الأسدي ثنا مالك بن مغول عن الشعبي قال
ما جلس الربيع في مجلس ولا على ظهر طريق منذ اتزر بإزار
353

قال أخاف أن يظلم رجل فأتخلف عن الشهادة عليه أو
تقع حاملة عن حاملها فلا أحمل عليه أو يسلم على فلا أرد
السلام أو لا أغض البصر أو لا أهدى السبل قال
فكنا ندخل عليه في بيته
حدثنا أبو مسلم حدثني أبي حدثنا أبو نعيم ثنا سفيان
عن منصور عن إبراهيم أخبرني من صحب الربيع بن خثيم
عشرين سنة فما سمع كلمة تعاب
(453) ربيع بن أبي راشد كوفي ثقة رجل صالح ويقال إنه لم يكن
بالكوفة في زمانه أحد أفضل منه وكان صيرفيا موسرا ثبتا في
الحديث روى عن سعيد بن جبير وكان يقول لو فارق
الموت قلبي ساعة خشيت أن يفسد
(454) الربيع بن سبرة الجهني حجازي تابعي ثقة
354

(455) الله تعالى الربيع بن عميلة الفزاري كوفي تابعي ثقة سمع من
عبد الله وأبوه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
(456) الربيع بن قزيع كوفي ثقة تابعي روى عنه سفيان
قلت قال الدارقطني الربيع بالفتح وقال البخاري
بالضم وهو كذلك في ثقات العجلي ووالده قزيع بالقاف
والزاي
355

(457) الربيع بن لوط بن البراء بن عازب كوفي تابعي ثقة
(458) الربيع بن مدرك كوفي ثقة
(459) الربيع بن مسلم القرشي بصرى ثقة
(460) الربيع بن مسلم بصرى ثقة فلا أدرى أهو الأول القرشي
أم غيره
(461) الربيع بن منذر كوفي ثقة
356

(0) باب ربيعة
(462) ربيعة بن أبيض كوفي تابعي ثقة
(463) ربيعة بن سيف مدني تابعي ثقة
(464) ربيعة بن شيبان السعدي كوفي تابعي ثقة
(465) ربيعة بن عبد الله بن الهدير مدني تابعي ثقة من كبار
التابعين
357

(466) ربيعة بن أبي عبد الرحمن مدني تابعي ثقة
حدثنا أبو مسلم حدثنا أبي عبد الله قال قيل لربيعة بن
أبي عبد الرحمن الرحمن على العرش استوى كيف استوى
قال الاستواء منه غير معقول وعلينا وعليك التسليم
(467) ربيعة بن عتبة الكناني ثقة
358

(468) ربيعة بن الفارس تابعي ثقة
(469) ربيعة بن كلثوم بن جبر بصرى ثقة
(470) ربيعة بن لقيط التجيبي مصري تابعي ثقة
(471) ربيعة بن ناجذ كوفي تابعي ثقة
359

(472) ربيعة بن يزيد الدمشقي تابعي ثقة
(0) باب رجاء ورزين ورفيع ورقبة
(473) رجاء بن حياة السكسكي شامي ثقة
(474) رجاء بن ربيعة والد إسماعيل بن رجاء الزبيدي كوفي ثقة
تابعي
(475) رجاء بن أبي رجاء الباهلي بصرى تابعي ثقة
360

(476) رزيق بن حكيم الأيلي ثقة
(477) رزين بن عبد السلولي كوفي ثقة
(478) رزين بن عبيد العبدي كوفي تابعي ثقة
(479) رفاعة بن إياس الضبي ثقة
361

(480) رفيع بن أبي راشد ثبت صالح ويقال إنه لم يكن بالكوفة في
زمانه أحد أفضل منه وكان صيرفيا موسرا وكان ثبتا في
الحديث وروى عن سعيد بن جبير وكان يقول لو فارق
الموت قلبي ساعة لخشيت أن يفسد وهو أرفع من أخيه جامع في
العبادة وهما في عداد الشيوخ ليس حديثهما بكثير
(481) رفيع أبو العالية الرياحي يأتي في الكنى
(482) رفيع أبو كثير بصرى تابعي ثقة
362

(483) رقبة بن مسقلة العبدي وكان ثقة مفوها يعد من
رجالات العرب ويروى عن جرير عن رقبة أنه قال
رأيت رب العزة في النوم فقال وعزتي وجلالي لأكرمن مثوى
سليمان التيمي وكان صديقا لسليمان مؤاخيا له
وروى سليمان التيمي عن رقبة حديثا واحدا في القدر
حدثنا موسى بن أيوب النصيبي ثنا معتمر عن أبيه
عن رقبة عن أبي إسحاق السبيعي عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم أن
الغلام الذي قتله الخضر طبع كافرا
قال ويقال إن رقبة انتهى إلى قوم في جنازة عند القبر وهم
يريدون أن يدخلوا ميتهم فقال قوم منهم يسل أي يدخل
من قبل رجليه
363

وقال آخرون ندخله من قبل القبلة وبينا هم يختصمون في
ذلك فاطلع رقبة فحكموه فقال إن كنتم كبرتم أربعا
فأدخلوه من قبل القبلة وإن كنتم كبرتم خمسا فسلوه
ونظر إليه رجل يوما وهو مضطجع في المسجد فقالوا
مالك يا أبا عبد الله قال صريع فالوذج كل فالوذج
يصنع بالكوفة في غير دار أبي موسى فهو شبه وكان يقول
كل شئ أخرج من الأطعمة فهو طيب وكان يذهب في ذلك
كله إلى الدعابة
وقال لحماد بن أبي حنيفة ما تدرى ما قلت في أبيك قلت
ما صلحت كنيته إلا به والله إني لأسمع الرجل يكنى بأبي حنيفة
فأظن أنه يسخر به
وقال له رجل يا أبا عبد الله من أين جئت قال دخلنا
على هذا الأمير فعبنا خروق القبا بالطيالسة وكلمنا
بكلام ليس فيه وهناك كرامته وكان يكرهها
364

(0) باب روح ورياح
(484) روح بن عبادة القيسي بصرى ثقة
(485) روح بن المسيب بصرى ثقة
(486) رياح بن الحارث النخعي ثقة سمع من عبد الله
(487) ريحان الذي يروى عن عباد منكر الحديث
365

(0) باب الزاي
(488) زاذان أبو عمر سمع من عبد الله ثقة
(489) زائدة بن عمير الطائي كوفي تابعي ثقة
366

(490) زائدة بن قدامة ثقفي يكنى أبا الصلت كوفي ثقة لا يحدث
أحدا حتى يسأل عنه فإن كان صاحب سنة حدثه وإلا لم
يحدثه وكان قد عرض حديثه على سفيان الثوري وروى عنه
الثوري وسمع سفيان من عون بن أبي جحيفة
(0) باب زبيد والزبير
(491) زبيد بن الحارث اليامي كوفي ثقة ثبت في الحديث روى
عنه الأعمش وسفيان وشعبة وكان علويا وكان يزعم أن
شرب النبيذ سنة وكان في عداد الشيوخ ليس بكثير
الحديث
(492) الزبير بن خريت بصرى تابعي ثقة ثبت وسمع من أنس بن
367

مالك وكان مع قتيبة بخراسان وكان إبراهيم يقول له اتق الله
لا تقتل مع قتيبة
ويقال إن سفيان الثوري سمع منه بمرو وكان سفيان آجر
نفسه إلى خراسان بستمائة درهم من قوم على أن يقبض ميراثا
لهم فسمع منه في مرته تلك وكان الزبير صاحب سنة
(493) الزبير بن سعيد بن سليمان نزيل المدائن روى حديثا منكرا
في الطلاق
(494) الزبير بن عدي كوفي تابعي من أصحاب إبراهيم ثقة
ثبت وسمع من أنس بن مالك وكان مع قتيبة بخراسان وكان
إبراهيم يقول اتق الله لا تقتل مع قتيبة ويقال إن
سفيان الثوري سمع منه بمرو وكان سفيان آجر نفسه إلى
368

خراسان بستمائة درهم من قوم على أن يقبض ميراثا لهم فسمع
منه في مرته بذلك وكان الزبير صاحب سنة
(495) الزبير بن العوام بن خويلد رضي الله تعالى عنه وخديجة بنت خويلد
زوج النبي صلى الله عليه وسلم عمته رضوان الله عليهما وأمه صفية بنت
عبد المطلب وهو حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل يوم
الجمل وقد تنحى عن القتال فتبعه بن جرموز فقتله رحم الله
الزبير
(0) باب زحر وزر وزرارة وزكريا
(496) زحر بن قيس الكندي كوفي تابعي ثقة من كبار التابعين
369

(497) زر بن حبيش من أصحاب عبد الله وعلى ثقة كان شيخا
قديما إلا أنه كان فيه بعض الحمل على علي بن أبي طالب رضي
الله تعالى عنه
(498) زرارة بن أوفى بصرى ثقة رجل صالح
(499) زكريا بن أبي زائدة كوفي ثقة من أصحاب الشعبي إلا أن
سماعه من أبي إسحاق السبيعي بأخرة بعدما كبر أبو إسحاق وروايته
ورواية زهير بن معاوية وإسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق قريب من
السواء ويقال إن شريكا أقدم سماعا من أبي إسحاق من هؤلاء
(500) زكريا بن عدي يكنى أبا يحيى كوفي ثقة رجل صالح وهو
370

أخو يوسف بن عدي وكان أرفع من أخيه يوسف في
الحديث وكان متقشفا حسن الهيئة له نفس
(0) باب زهدم وزهير
(501) زهدم بن مضرب الجرمي بصرى تابعي ثقة
(502) زهير بن الأقمر كوفي تابعي ثقة
(503) زهير بن محمد جائز الحديث مكي
371

(504) زهير بن معاوية أبو خيثمة الجعفي كوفي ثقة ثبت مأمون
صاحب سنة واتباع وكان يحدث من كتابه وكان راوية
عن أبي إسحاق السبيعي ويقال إنه إنما سمع منه بأخرة هو
وزكريا بن أبي زائدة وإسرائيل
(0) باب زياد
(505) زياد بن جبير بن حية ثقة
(506) زياد بن حسين أبو جهمة بصرى ثقة
372

(507) زياد بن رياح بصرى تابعي ثقة
(508) زياد بن أبي زياد الجصاص لا بأس به
(509) زياد بن سعد بن عبد الرحمن مكي ثقة
(510) زياد بن صبيح مدني تابعي ثقة
(511) زياد بن علاقة كان ثقة سمع من المغيرة بن شعبة وغيره
ومن قطبة بن مالك وهو في عداد الشيوخ
373

(512) زياد بن فياض كوفي ثقة
(513) زياد بن كليب أبو معشر كوفي ثقة روى عنه أيوب
السختياني وخالد الحذاء ومنصور ومغيرة الضبي وسعيد
بن أبي عروبة وكان فقيها في الحديث قديم الموت
(514) زياد بن أبي مريم جزري تابعي ثقة
(515) زياد بن نافع مصري تابعي ثقة
374

(516) زياد بن نعيم الحضرمي مصري تابعي ثقة
(517) زياد أمير البصرة تابعي لم يكن يتهم بالكذب
(518) زياد اليربوعي تابعي ثقة روى عن أبي العالية الرياحي
سمع من عبد الله ثقة لا أدرى كوفي هو أم لا هذا كلام
العجلي في زياد اليربوعي
375

(519) زياد اليربوعي أبو المنهال تابعي ثقة لا أدرى هو الأول
أم لا
(520) زيادة بن عمير الطائي كوفي تابعي ثقة
(0) باب زيد
(521) زيد بن أرطاة شامي تابعي ثقة
(522) زيد بن أبي أنيسة الجزري ثقة
(523) زيد بن ثابت الأنصاري مدني من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
376

والناس على قراءة زيد وفرض زيد
حدثنا يزيد بن هارون عن حجاج عن مكحول عن زيد
أنه قضى في السمحاق بأربع من الإبل
(524) زيد بن جبير ثقة ليس بتابعي روى عنه الثوري وغيره في
عداد الشيوخ روى عن أبي البختري الطاي
(525) زيد بن الحارثة الكلبي مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل يوم
مؤتة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
377

(526) زيد بن حباب العكلي أبو الحسين ثقة كوفي روى عنه بن
وهب
(527) زيد بن الحواري العمى بصرى ضعيف الحديث ليس
بشئ
(528) زيد بن سلام بن أبي سلام ممطور الحبشي شامي لا بأس
به
(529) زيد بن عقبة الفزاري كوفي تابعي ثقة
(530) زيد بن علي أبو القموص العبدي كوفي تابعي ثقة
378

(531) زيد بن معاوية كوفي ثقة
(532) زيد بن واقد شامي ثقة
(533) زيد بن وهب الجهني أبو سليمان من أصحاب عبد الله
(534) زيد بن يحيى الدمشقي ثقة
379

(535) زيد بن يثيع كوفي ثقة تابعي
380

(0) باب السين المهملة
(536) سال الأفطس جزري ثقة كان مع بنى أمية وكان رجلا
صالحا فلما ولى بنو العباس أرسلوا إليه رجلا وهو في مسجد
حران فأخرجه إلى باب المسجد فضرب عنقه
(537) سالم البراد كوفي ثقة من كبار التابعين
حدثنا حسن بن علي عن أبي وهب قال كان ميمون بن
مهران إذا قدم الكوفة ينزل على سالم البراد فقدمها مرة فأراد
النزول عليه فقالت له امرأته قد شغل عنك بآية من كتاب
الله فشغلته أو كما قال
381

قال العجلي قتلته الآية
(538) سالم بن أبي الجعد الغطفاني كوفي تابعي ثقة
حدثنا قبيصة بن عقبة عن سفيان عن منصور قال
قلت لإبراهيم إنك إذا حدثت تجزم وسالم بن أبي الجعد
يتم قال كان سالم يكتب وأنا لا أكتب
(539) سالم بن أبي حفصة كوفي ثقة
(540) سالم سبلان مدني تابعي ثقة
382

(541) سالم بن عبد الله بن عمر مدني تابعي ثقة
حدثني أبي عبد الله قال كان عبد الله بن عمر يقبل ابنه
سالما ويقول شيخ يقبل شيخا ويقول إني أحبك
حبين حب الاسلام وحب القرابة
قال يحيى بن معين سمع منه محمد بن عمرو
(542) سالم بن عبد الواحد المرادي ثقة
(543) سالم بن غيلان التجيبي ثقة
383

(544) سالم المهري مدني تابعي ثقة
(545) سالم مولى النصريين مدني تابعي ثقة
(546) سالم أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله مدني ثقة رجل
صالح
(0) باب السائب
(547) السائب بن حبيش الكلاعي شامي ثقة
384

(548) السائب بن أبي حبيش مدني تابعي ثقة
(549) السائب بن خلاد بن سويد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
(550) السائب بن مالك مدني تابعي ثقة
(551) السائب بن يزيد
حدثنا أبو مسلم حدثني أبي أحمد إملاء من حفظه في
جمادى الأولى سنة ست وخمسين ومائتين حدثنا النضر
بن محمد ثنا عكرمة ثنا عطاء مولى السائب بن يزيد
385

أخي النمر بن قاسط قال كان وسط رأس السائب أسود
وبقية رأسه ولحيته أبيض قال فقلت له يا سيدي والله
ما رأيت مثل رأسك هذا أسود وهذا أبيض قال
أفلا أخبرك يا بنى قلت بلى قال إني كنت مع الصبيان
ألعب فمر على نبي الله صلى الله عليه وسلم فعرضت له فسلمت عليه قال
وعليك السلام من أنت قال قلت أنا السائب بن
يزيد أخو النمر بن قاسط قال فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسي
وقال بارك الله فيك قال فوالله لا يبيض أبدا ولا يزال
هكذا أبدا
386

حدثنا أبو مسلم حدثني أبي حدثنا نعيم بن حماد أنا
يحيى بن راشد عن محمد بن يوسف الكندي قال قال
السائب حج بي مع النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بن سبع سنين
(552) السائب والد عطاء تابعي ثقة
(553) السائب مولى القاربين مكي تابعي ثقة
387

(554) سبيع بن خالد
(0) باب سحيم وسريج
(555) سحيم مصري تابعي ثقة
(556) سريج بن النعمان اللؤلؤي يكنى أبا الحسين يسكن بغداد
ثقة
(0) باب سعد
(557) سعد بن إبراهيم أخو يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم
بن عبد الرحمن بن عوف لا بأس به وكان على قضاء
واسط
388

(558) سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف لا بأس به وكان
على قضاء واسط وقال أيضا مدني ثقة
(559) سعد بن الأخرم الطائي كوفي تابعي ثقة ومن أصحاب
عبد الله
(560) سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة ثقة
389

(561) سعد بن أوس ثقة كوفي روى عنه وكيع
(562) سعد بن الحكم مصري تابعي ثقة
(563) سعد بن سعيد بن قيس بن قهد مدني ثقة
(564) سعد بن سنان بصرى تابعي ثقة
390

(565) بسم الله الرحمن سعد بن طارق أبو مالك الأشجعي كوفي تابعي ثقة وكان
أبوه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم روى عن أبيه
(566) سعد بن طريف كوفي ضعيف الحديث
(567) سعد بن عبيد الأنصاري مدني من أصحاب
النبي قتل يوم القادسية
(568) سعد بن عبيدة كوفي تابعي ثقة
391

(569) سعد بن أبي وقاص واسم أبى وقاص مالك بن أهيب بن
عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن
غالب شهد بدرا يكنى أبا إسحاق جمع له
النبي صلى الله عليه وسلم أبويه رضي الله تعالى عنه وكان أول من رمى بسهم في
سبيل الله وافتتح القادسية واختط الكوفة وكان أميرا عليها
(570) سعد والد بلال بن سعد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
(571) سعد بن هاشم السنجاري ثقة
392

(572) سعد أبو هاشم كوفي ثقة
(573) سعد أبو هاشم السنجاري تابعي ثقة
(574) سعد مولى أبي بكر بصرى لم يرو عنه غير الحسن
حديثين
393

(0) باب سعيد
(575) سعيد بن الأخرم الطائي من أصحاب عبد الله كوفي
تابعي ثقة وابنه المغيرة ثقة
قلت وفى الحاشية سعد بن الأخرم وقد تقدم وهو
الصواب
(576) سعيد بن إياس الجريري بصرى ثقة واختلط بأخرة روى
عنه في الاختلاط يزيد بن هارون وابن المبارك وابن
أبي عدي كلما روى عنه مثل هؤلاء الصغار فهو يختلط
إنما الصحيح عنه حماد بن سلمة وإسماعيل بن علية و
عبد الأعلى أصحهم سماعا سمع منه قبل أن يختلط بثماني
394

سنين وسفيان الثوري وشعبة صحيح
(577) سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري كوفي ثقة
(578) سعيد بن جبير أسدى كوفي تابعي ثقة
حدثنا أبو مسلم حدثني أبي عن يحيى بن آدم
ثنا معتمر عن مغيرة قال ما كان يفتى الناس بالكوفة قبل
الجماجم إلا سعيد بن جبير كان قبل إبراهيم
حدثنا يعقوب بن كعب ثنا يحيى بن اليمان العجلي عن
أشعث بن إسحاق عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن
جبير الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل قال
هذا في العلم
395

(579) سعيد بن حريث المخزومي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مدني
أخو عمرو بن حريث
(580) سعيد بن أبي الحسن أخو الحسن بن أبي الحسن بصرى
تابعي ثقة
(581) سعيد بن الحكم بن محمد بن أبي مريم أبو محمد مصري
ثقة وكان له دهليز طويل وكان الرجل يأتيه فيقف فيسلم
عليه فيرد عليه لا سلمك الله ولا حفظك وفعل بك
فأقول له ما لهذا فيقول قدري خبيث ويأتي آخر فيقول
له مثل ذلك فأقول له ما لهذا فيقول جهمي خبيث
ويأتي آخر فيقول له مثل ذلك فأقول له ما لهذا فيقول
رافضي خبيث لا يظن إلا قد رد عليه سلامه
وكان عاقلا لم أر بمصر أعقل منه ومن عبد الله بن
عبد الحكم
396

(582) سعيد بن حيان والد أبي حيان التيمي ثقة
(583) سعيد بن خالد مدني ثقة
(584) سعيد بن أبي خالد الأحمسي كوفي ثقة وهو أخو إسماعيل
وأخويه
(585) سعيد بن خثيم بن رشد هلالي كوفي ثقة
397

(586) سعيد بن أبي خلف ثقة
(587) سعيد بن ذي لعوة كوفي ثقة والبغداديون يضعفونه
(588) سعيد بن الربيع أبو زيد الهروي بصرى ثقة
(589) سعيد بن زياد الشيباني كوفي ثقة
398

(590) سعيد بن زيد ثقة وهو أخو حماد بن زيد وهو مولى جرير بن
حازم من أسفل بصرى
(591) سعيد بن زيد بن عقبة الفزاري ثقة
(592) سعيد بن سالم القداح كان يرى الارجاء ليس بحجة
(593) سعيد بن سعيد بن قيس بن قهد مدني ثقة
399

(594) سعيد بن أبي سعيد المقبري مدني تابعي ثقة
(595) سعيد بن سليمان بن زيد بن ثابت الأنصاري ثقة
(596) سعيد بن سليمان ويعرف بسعدويه واسطي ثقة قيل له
بعدما انصرف من المحنة ما فعلتم قال كفرنا ورجعنا
(597) سعيد بن سمعان مدني تابعي ثقة
(598) سعيد بن سنان كوفي جائز الحديث
400

(599) سعيد بن سلام بصري لا بأس به
(600) سعيد بن سيار كوفي جائز الحديث
(601) سعيد بن شفى شامي تابعي ثقة
(602) سعيد بن طهمان تابعي ثقة
401

(603) سعيد بن عامر الضبعي ثقة رجل صالح من خيار
الناس
(604) سعيد بن عبد الله الجهني مصري ثقة
(605) سعيد بن عبد الرحمن الجمحي ثقة
(606) سعيد بن عبد الرحمن أخو أبي حرة بصري ثقة وهو
أرفع من أبي حرة
402

(607) سعيد بن عبد الرحمن الغفاري أبو صالح مصري تابعي ثقة
(608) سعيد بن عبد العزيز التنوخي شامي ثقة
(609) سعيد بن عبيد أبو الهذيل الطائي ثقة
(610) سعيد بن أبي عروبة بصري ثقة وكان اختلط بأخرة وكان
يقول بالقدر ولا يدعو إليه
403

(611) سعيد بن عمرو بن أشوع ثقة
(612) سعيد بن كثير أبو العنبس كوفي ثقة روى عنه
أبو أسامة
(613) سعيد بن مرثد الرحبي شامي ثقة
(614) سعيد بن المرزبان العبسي أبو سعد البقال ضعيف
404

(615) سعيد بن مسروق بن ربيع الثوري أبو سفيان الثوري
كوفي ثقة وكان حاسبا وكان يقال إنه لم يكن بالكوفة
أحسب من سعيد بن مسروق وصالح بن مسلم العجلي
روى سعيد بن مسروق عن الشعبي
(616) سعيد بن المسيب بن حزن مدني تابعي ثقة وكان رجلا
صالحا فقيها وكان لا يأخذ العطاء وكانت له بضاعة
أربعمائة دينار وكان يتجر بها في الزيت وكان أعور
حدثنا العلاء بن عبد الجبار ثنا حماد بن سلمة عن يحيى
بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال كان أبو هريرة إذا
أعطاه معاوية سكت وإذا أمسك عنه تكلم
405

(617) سعيد بن هاشم السنجاري ثقة
(618) سعيد بن هاني شامي تابعي ثقة
(619) سعيد بن أبي هند الفزاري ثقة
(620) سعيد بن أبي هلال ثقة
(621) سعيد بن وهب كوفي تابعي ثقة سمع من عبد الله
406

(622) سعيد بن يزيد بن سلمة الأزدي ثقة
(623) سعيد بن يسار أبو الحباب مدني ثقة
(0) باب سفيان
(624) سفيان بن حسين واسطي ثقة
(625) سفيان بن سعيد بن مسروق بن ربيع يكنى أبا عبد الله ثقة
كوفي رجل صالح زاهد عابد ثبت في الحديث فقيه
صاحب سنة واتباع وكان من أقوى الناس بكلمة شديدة
عند سلطان يتقى
407

حدثنا أبو مسلم حدثني أبي أحمد حدثني أبي
عبد الله عن أبي صالح الضبي قال أرسلني شريك
إلى سفيان فقال سله ما يقول في شهادة قوم يقولون ان
الايمان كلام ينبغي ان تجاز شهادتهم قال فأتيته نصف
النهار وهو يأكل تمرا وسويقا قال كل يا أبا صالح قال فقلت
يا أبا عبد الله ما تقول في قوم يقولون ان الايمان كلام هل
ترى ان تجاز شهادتهم فقال لي ما بدا لك في هذا ليس هذا
من مسائلك احذر شريكا فرجعت إليه فأخبرته فقال
ما أعرفني به
وأبو صالح الضبي كوفي ثقة وكان سفيان يقول إن يسألوكم
عن شئ فلا تجيبوهم يعني القضاة
حدثنا أبو مسلم حدثني أبي قال سمعت بعض
الكوفيين يقول قال شريك قدم علينا سالم الأفطس
408

فأتيته ومعي قرطاس فيه مائة حديث فسألته عنها فحدثني بها
وسفيان يسمع فلما فرغ قال لي سفيان أرني قرطاسك
قال فأعطيته إياه فخرقه قال فرجعت إلى منزلي فاستلقيت
على قفاي فحفظت منها سبعة وتسعين وذهبت عني ثلاثة
قال وحفظها سفيان كلها كان سفيان الثوري
ممرورا لا يخالطه شئ من البلغم ولا يسمع شيئا الا حفظه
حتى كان يخاف عليه
حدثنا أبو مسلم حدثني أبي قال وعاد عمرو بن
مرة مسروقا أبا أبي سفيان فسمع عنه سفيان في
منزلهم ثمانية عشر حديثا حفظها كلها
قال وكانت بضاعة سفيان الثوري ألفى درهم وكان
له ولد فمازال يدعو عليه حتى مات
وكانت لسفيان بضاعة عند حمزة بن المغيرة فبنى دارا فشيدها
فقال له سفيان مثلك يبني دارا مثل هذه فاعتل عليه
وقال العيال قال رد علي بضاعتي فأخذها منه
409

قال وواجر سفيان نفسه من جمال إلى مكة فأمروه يعمل
لهم خبزة فلم يحسن خبزه فضربه الجمال فلما قدموا مكة
دخل الجمال المسجد الحرام فإذا سفيان قد اجتمع إليه
الناس فقال الجمال لصاحب له أليس هذا صاحبنا قال
بلى وسألوا عنه فقيل لهم هذا سفيان الثوري فاشتد على
الجمال ما كان منه إليه فمكث حتى انفض الناس عنه فتقدم
إليه فقال لم نعرفك يا أبا عبد الله فقال من يفسد طعام
الناس يصيبه أكثر من ذا
حدثنا أبو مسلم حدثنا أبي أحمد حدثني أبو داود
الحفري عن ابن أبي ذئب قال ما رأيت رجلا أشبه بالتابعين من سفيان الثوري
وعن بن المبارك قال ما كنت أفضل على سفيان أحدا
ما أدري ما بن عون
قال العجلي كان سفيان يقول لا يعطي أحد من الزكاة أكثر
من خمسين درهما ولا يعطي منها أحد له خمسون درهما
وكان يذهب إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم من كانت له خمسون
فهو غني
410

وكان الأنصاري محمد بن عبد الله قاضي البصرة يقول
يعطي منها إذا كان محتاجا ألف درهم دفعة واحدة تعينه
وذكره العجلي أيضا فقال سفيان بن سعيد بن مسروق بن
ربيع الثوري يكنى أبا عبد الله ولد سنة سبع وتسعين وتوفي
سنة ستين ومائة وهو بن ثمان وستين وكان ثقة ثبتا في
الحديث زاهدا فقيها صاحب سنة واتباع وكان من أقوى
الناس بكلمة شديدة عند سلطان يتقى
قال العجلي أحسن إسناد الكوفة سفيان عن منصور
عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله
حدثنا أبو مسلم حدثني أبي أحمد قال قال
411

عبد الرحمن بن مهدي حضرت سفيان بمكة يكتب عن عكرمة
بن عمار وهو جاث على ركبتيه وجعل يوقفه
سمعت فلانا سمعت فلانا قال فقلت يا أبا عبد الله اكتب
لك
قال لا ليس يكتب سماعي غيري
وسمع سفيان من عون بن أبي جحيفة
حدثنا أبو مسلم حدثني أبي قال دخل سفيان على
المهدي فقال السلام عليك كيف أنت أبا عبد الله ثم
جلس فقال حج عمر بن الخطاب فأنفق على حجته
عشرين دينارا وأنت حججت فأنفقت في حجتك بيوت
الأموال فقال أي شئ تريد أكون مثلك قال فوق
ما انا فيه ودون ما أنت فيه فقال وزيره أبو عبيد الله يا أبا
عبد الله قد كانت كتبك تأتينا فننفذها قال من هذا
قال أبو عبيد الله وزيري قال احذره فإنه كذاب انا
كتبت إليك ثم قام فقال له المهدي أين أبا عبد الله
قال أعود وقد كان ترك نعله حين قام فعاد فأخذها ثم
412

مضى فانتظره المهدي فلم يعد قال وعدنا ان يعود فلم
يعد قيل له انه قد عاد لاخذ نعليه فغضب فقال قد
امن الناس إلا سفيان الثوري ويونس بن أبي فروة الزنديق
قرنه بزنديق قال وانه ليطلب وانه لفي المسجد الحرام
فذهب فألقى نفسه بين النساء فحللنه قيل له لم
فعلت قال انهن ارحم ثم خرج إلى البصرة فلم يزل بها
حتى مات فلما احتضر قال ما أشد الغربة انظروا لي
ها هنا أحدا من أهل بلادي فنظروا فإذا أفضل رجلين من
أهل الكوفة عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر والحسن
بن عياش أخو أبي بكر بن عياش فأوصى إلى الحسن بن عياش
في تركته وأوصى إلى عبد الرحمن بالصلاة عليه فلما
حضرت الصلاة قالت بنو تميم يماني يصلي على
مضري وكان عبد الرحمن كنديا فقيل انه أوصى
بذلك فخلوا سبيله
وكان أصحاب الحديث يأتونه في مكانه وإذا سمع بصاحب
حديث بعث إليه وكان يقول أنت يعني يا يحيى بريد
413

مثل أبي وائل عن عبد الله أين نجد لك يحيى كل وقت هذا
اذهب إلى الكوفة فجئني بكتبي أحدثك قال له يحيى انا
اختلف إليك وأخاف على دمي فكيف اذهب فآتي
بكتبك قال وكان يحيى جبانا جدا
حدثنا أبو مسلم حدثني أبي قال وقال حماد بن
زيد كان يلقاني جعفر بن سليمان بن علي والي البصرة فيقول
لي تراني لا أعرف أين سفيان هو عند فلان في بيت كذا
ولا يخطئ ويقول لا علم الله اني لا أهيج سفيان
حدثنا أبو مسلم حدثني أبي قال ألقى أبو إسحاق
فريضة فلم يصنعوا فيها شيئا قال لو كان الغلام الثوري
فصلها الساعة إذ اقبل سفيان فقال له ما تقول في كذا
وكذا قال سفيان أنت حدثتنا عن علي بكذا وكذا
والأعمش حدثنا عن ابن مسعود بكذا وكذا وفلان حدثنا فيها
بكذا وكذا فقال أبو إسحاق كيف ترون من ساعة
فصلها ألا تكونون مثله
حدثنا أبو مسلم حدثني أبي قال قال مالك بن مغول
414

لسفيان ما هذه الشهرة قال قد شهرنا قال قد مضت
الشهرة
ثنا أبو مسلم حدثني أبي قال وقال بعض الكوفيين ما زلنا
نسمع السائل يسأل عن منزل سفيان الثوري يعني
للفتيا
ثنا أبو مسلم حدثني أبي قال كلما جاء عن الثوري عن
أبي فهو مسعر بن كدام
ويروي عن الحسن بن صالح يعني بن حي قال كنت
عند بن أبي ليلى وسفيان معنا فألقى علينا بن أبي ليلى مسألة
فلم يفهمها سفيان ثم أعادها فلم يفهمها ثم أعادها فلم
يفهمها ثم أعادها عليه ففهمها فجعل سفيان يحمد الله
فقلت انه يريد وجه الله
سفيان الثوري أفقه من سفيان بن عيينة
ومات سفيان الثوري سنة تسع وخمسين ومائة ويقال سنة
إحدى وستين ويقال سنة سبع وخمسين ومائة واختلفوا في
سنه فيقال ست وستين ويقال أربع وستين
قلت وقد تقدم انه توفي وله ثلاث وستون والله أعلم
415

(626) سفيان بن عبد الله الثقفي حجازي ثقة
(627) سفيان بن عقبة السوائي كوفي ثقة
(628) سفيان بن عمر الخولاني شامي تابعي ثقة
(629) سفيان بن أبي العوجاء سكن الشام والكوفة
(630) سفيان بن عوف القاري من القارة مصري تابعي ثقة
416

(631) سفيان بن عيينة الهلالي كوفي ثقة ثبت في الحديث وكان
بعض أهل الحديث يقول هو أثبت الناس في حديث
الزهري وكان حسن الحديث وكان يعد من حكماء
أصحاب الحديث يكنى أبا محمد سكن مكة وكان مولى
لبني هلال وكان حديثه نحوا من سبعة آلاف ولم يكن له
كتب
(632) سفيان بن عيينة سمع عمر وجابرا يدلس ليس بشئ
وهو مولى مسعر بن كدام من أسفل
417

(633) سفيان العصفري
(634) سفيان بن وهب مصري تابعي ثقة
418

(0) باب سكين
(635) السكن بن إسماعيل الأنصاري ثقة لا بأس به
(636) سكين بن عبد العزيز العطار بصري ثقة
(637) سلم بن زرير العطاردي في عداد الشيوخ ثقة
(638) سلم بن عبد الرحمن النخعي ثقة
419

(0) باب سلمة
(639) سلمة بن الأكوع من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
(640) سلمة بن تمام الشقري ثقة
(641 سلمة بن دينار أبو حازم القصار مدني تابعي رجل
صالح سمع من سهل بن سعد الساعدي ولم يسمع من
أبي هريرة
420

(642) سلمة بن سبرة كوفي تابعي ثقة
(643) سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ثقة
(644) سلمة بن عبيد الله البلوي مصري تابعي ثقة
(645) سلمة بن علقمة التميمي ثقة فقيه
(646) سلمة بن كهيل الحضرمي كوفي ثقة ثبت في الحديث تابعي
421

سمع من جندب بن عبد الله قال سفيان الثوري لحماد بن
سلمة رأيت سلمة بن كهيل قال نعم قال لقد رأيت
شيخا كيسا قال وكان فيه تشيع قليل وهو من ثقات
الكوفيين وحديثه أقل من مائتي حديث
(647) سلمة بن نبيط كوفي تابعي ثقة وكان أبوه من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم
(648) سلمة بن وردان الليثي الجندعي ضعيف
(0) باب سلمان
(649) سلمان الأغر مدني تابعي ثقة
422

(650) سلمان بن ربيعة الباهلي كوفي تابعي ثقة وكان من
كبراء التابعين
(651) سلمان بن سمير شامي تابعي ثقة
(652) سلمان أبو حازم الأشجعي مولى عزة كوفي تابعي ثقة
سمع من أبي هريرة ثم قال بعد ذلك بكثير أبو حازم الأحمسي
يروي عن أبي هريرة كوفي والظاهر أنه وهم
(653) سلمان أبو رجاء مولى أبي قلابة الجرمي ثقة
423

(0) باب سليط وسليم
(654) سليط بن سعد مدني تابعي ثقة
(655) سليط بن شعبة الشعباني بصري ثقة
(656) سليم بن عامر الخبايري شامي تابعي ثقة يكنى أبا يحيى
(657) سليم بن عبد السلولي كوفي تابعي ثقة روى عنه
أبو إسحاق السبيعي
424

(658) سليم بن عتر مصري تابعي ثقة وكان يختم في الليل
ثلاث مرات ويجامع ثلاث مرات فلما مات بكت امرأته
وقالت امرأته رحمك الله ان كنت لترضى ربك وترضي
أهلك
(659) سليم أبو الشعثاء المحاربي تابعي ثقة وهو سليم بن أسود
425

قلت ويستحق ان يكون أول الباب
(660) سليم أبو ميمونة مدني تابعي ثقة
(0) باب سليمان
(661) سليمان بن بريدة تابعي ثقة وهو أكبر من أخيه
عبد الله
(662) سليمان بن حبيب المحاربي شامي تابعي ثقة
426

(663) سليمان بن حيان أبو خالد الأحمر كوفي ثقة وكان محترفا
يؤاجر نفسه من التجار
(664) سليمان بن داود الهاشمي أبو أيوب ثقة كان يسكن
بغداد
(665) سليمان بن داود أبو داود الطيالسي بصري ثقة وكان كثير
الحفظ رحلت إليه فأصبته مات قبل قدومي بيوم
427

وكان قد شرب البلاذر هو وعبد الرحمن بن مهدي فجذم
أبو داود وبرص عبد الرحمن فحفظ أبو داود أربعين ألف
حديث وحفظ عبد الرحمن عشرة آلاف حديث
وكان أبو داود ينقع نفسه في السمن
وقال رجل لعبد الرحمن يا أبا سعيد لو قيل لك أدخل الجنة
بغير حساب ولا تكن لك رياسة أو قيل لك تكن لك
رئاسة الدنيا وأمرك إلى الله أيهما أحب إليك قال له بالله
أسكت
وقال له رجل أيهما أحب إليك يغفر الله لك ذنبا أو تحفظ
حديثا فقال أحفظ حديثا
وكان يسئ الصلاة فقال له رجل من مطوعة البصرة
428

يا أبا سعيد الرجل يعظ من هو أفقه منه قال نعم قال له
أحسن صلاتك وكان يسئ الصلاة
وكان أبوه يرى الناس يجتمعون إليه فيقول لهم ويكشف
عن ذكره هذا ولد هذا وكان ضعيف العقل
(666) سليمان بن سعد
حدثني أبو نعيم ثنا سفيان عن موسى بن أبي عائشة عن سليمان
بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أبعد الناس من
الاسلام الروم والعباد يعني الصابئين
(667) سليمان بن أبي سليمان أبو إسحاق الشيباني مولى لهم وكان
ثقة من كبار أصحاب الشعبي ويروي عنه قال خرجت
429

من الكوفة إلى الحيل وما يذكر إبراهيم النخعي فغبت عنه
سنتين ثم رجعت إلى الكوفة فإذا هو قد حدث وأفتى
ومات فكتبت عن رجل عنه
وكان أبو إسحاق الشيباني يقول لو كان هذا الحديث من
الخبز لنقص
وقد توفي سنة تسع وعشرين ومائة وقد سمع من أبي أوفى
(668) سليمان بن سليم الكناني ثقة
(669) سليمان بن سنان المزني مصري تابعي ثقة
(670) سليمان بن طرخان التيمي بتابعي ثقة وكان من
430

خيار أهل البصرة وكان يقول لابنه أنا تيمي الدار وكان
مولى لبني مرة سمع من أنس
(671) سليمان بن عبد الرحمن بن عيسى الدمشقي ثقة
(672) سليمان بن كثير العبدي جائز الحديث لا بأس به
(673) سليمان بن أبي مسلم المكي ثقة
(674) سليمان بن مسهر الفزاري ثقة
(675) سليمان بن المغيرة القيسي ثقة
431

(676) سليمان بن مهران الأعمش يكنى أبا محمد ثقة كوفي
وكان محدث أهل الكوفة في زمانه يقال انه ظهر له أربعة
آلاف حديث ولم يكن له كتاب وكان يقرئ القرآن رأسا
فيه قرأ على يحيى بن وثاب وكان فصيحا وكان أبوه من
سبي الديلم وكان مولى لبني كاهل فخذ من بني أسد
وكان عسرا سئ الخلق
حدثنا محمد بن عبيد قال أكثر ما سمعت من الأعمش في مجلس
واحد تسعة أحاديث أو أحد عشر حديثا وذلك أنه أتاه عمر
بن سعيد الثوري فانبسط إليه ثم قال ما هذا السيل
حدثنا أبو سفيان الحميري عن سفيان بن حسين قال أتى
الأعمش ناحية هذا السواد فأتاه قوم منهم فسألوه ان يحدثهم
فأبى فقال له رجل يا أبا محمد لو حدثت هؤلاء المساكين
قال ويلك ومن يعلق الدر على الخنازير
432

أخبرنا أبو مسلم حدثني أبي عن أبيه قال قيل
للأعمش كنت تأتي فلانا رجلا من السلاطين فتركته
قال إنما هم عندنا بمنزلة الحش إذا احتجنا إليه أتيناه وإذا
استغنينا عنه تركناه
حدثنا أبو مسلم حدثني أبي قال هاجت فتنة بالكوفة
فعمل الحسن بن حيي طعاما كثيرا ودعا قراء أهل الكوفة
فكتبوا كتابا يأمرون فيه بالكف وينهون عن الفتنة فدعوه
فتكلم بثلاث كلمات فاستغنوا بهن عن قراءة ذلك الكتاب
فقال رحم الله امرأ ملك لسانه وكف يده وعالج ما في
صدره تفرقوا فإنه كان يكره طول المجلس
حدثنا أبو مسلم حدثني أبي أحمد حدثني أبي عبد الله
قال كان الأعمش يرفع يده فيصفع منصور بن المعتمر
ثم يقول تأتي الزهري أنا آتي الزهري إن الرجل ليأتي
من بلد من البلدان ما يريد غيري فما يزالون حتى
يفسدوه حتى يقول ما لي لا أرى الأعمش في مجلسي
الأعمش لم يسمع من أبي عمرو يعني الشيباني شيئا
433

مات الأعمش سنة تسع وأربعين ومائة
وكان الأعمش ثقة ثبتا في الحديث وكان كثير
الحديث وكان عالما بالقرآن رأسا فيه وكان قرأ على يحيى بن
وثاب وكان فصيحا لا يلحن حرفا وكان عالما بالفرائض
وكان فيه سوء خلق ولم يكن في زمانه من طبقته أكثر حديثا منه
وكان فيه تشيع
ولم يختم على الأعمش إلا ثلاثة طلحة بن مصرف اليامي
وكان أفضل من الأعمش وأرفع منه سنا وأبان بن تغلب
النحوي وأبو عبيدة بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن
مسعود
وروى عن أنس بن مالك حديثا واحدا ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا
دخل الخلاء
وكان يذهب بابن مسعود والكوفيون يذهبون به
وذكروا ان أبا الأعمش مهران شهد قتل الحسين وان
الأعمش ولد يوم قتل الحسين وذلك يوم عاشوراء سنة
434

إحدى وستين ومات الأعمش سنة ثماني وأربعين ومائة
وراح الأعمش إلى الجمعة وعليه فروة قد قلب جلدها على
جلده وصوفها خارج وكان على كتفه منديل الخوان مكان
الرداء
حدثنا أبو مسلم حدثني أبي حدثنا يعقوب بن كعب
ثنا عطاء قال للأعمش ما أرى هذا يسعك قال بلى
يسعني ما وسع بن عباس قلت وما قال بن عباس قال
كنا نحدث والحديث على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأما مذ ركبتم
كل صعب وذلول فإنا قد رفضنا الحديث
حدثنا أبو مسلم حدثني أبي قال أمر عيسى بن موسى
للقراء بصلة قال فأتوا وقد لبسوا وجاء الأعمش وعليه
ثياب قصار إلى أنصاف ساقيه ورجل يقوده فلما دخل الدار
قال ها هنا بن أبي ليلى ها هنا بن شبرمة أريحونا من هذه
الحيطان الطوال قال عيسى ما دخل علينا قارئ غير هذا
عجلوا له
(677) سليمان بن يسار مدني تابعي ثقة وكان فقيها وكان
435

الحسن بن محمد بن الحنفية يقول سليمان بن يسار عندنا
أفقه من سعيد بن المسيب
(678) سليمان بن يسير مولى إبراهيم النخعي شيخ قديم ضعيف
الحديث
(679) سليمان الشيباني كوفي تابعي ثقة باب سماك وسمرة وسمعان وسميط
(680) سماك بن حرب البكري كوفي تابعي جائز الحديث
وكان له علم بالشعر وأيام الناس وكان فصيحا إلا أنه كان في
حديث عكرمة ربما وصل الشئ عن ابن عباس وربما
436

قال قال النبي صلى الله عليه وسلم وإنما كان عكرمة يحدث عن ابن
عباس وكان سفيان الثوري يضعفه بعض الضعف وكان
جائز الحديث لم يترك حديثه أحد ولم يرغب عنه أحد
(681) سماك بن الوليد الحنفي أبو زميل يمامي تابعي ثقة
(682) سمرة بن فاتك الأسدي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
(683) رسمعان بن مشنج كوفي تابعي ثقة روى عنه الشعبي روى
هو عن سمرة بن جندب
(684) السميط بصري ثقة
437

باب سنان وسنين
(685) سنان بن سلمة بصري تابعي ثقة
(686) سنان بن أبي سنان الديلي مدني تابعي ثقة
(687) سنان البرجمي كوفي لا بأس به
(688) سنين أبو جميلة مدني تابعي ثقة
438

باب سهل وسهم وسهيل
(689) سهل بن أبي امامة بن سهل بن حنيف تابعي مدني ثقة
(690) سهل بن حسان المعروف بابن أبي خدويه بصري ثقة
حسن الحديث حسن العقل بابة علي بن المديني
(691) سهل بن حماد العنقزي ثقة
439

(692) سهل بن حنيف الأنصاري وكان من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم وكان بدريا وكان مع علي بالصفين ومات
فصلى عليه فكبر عليه علي ستا وقال إنه بدري
(693) سهل بن معاذ بن أنس الجهني مصري تابعي ثقة
(694) سهم بن منجاب كوفي تابعي ثقة
(695) سهيل بن أبي صالح السمان مدني ثقة
440

باب سوار وسويد وسلام
(696) سوادة بن أبي الأسود ثقة
(697) سوار بن عبد الله
حدثنا أبو مسلم حدثني أبي حدثني أبي عبد الله
قال كتب أبو جعفر إلى سوار بن عبد الله قاضي
البصرة انظر الأرض التي تخاصم لها فلان القائد وفلان
التاجر فادفعها إلى فلان القائد فكتب إليه سوار البينة قد
قامت عندي أنها لفلان التاجر فلست أخرجها من يديه إلا
441

ببينة فكتب إليه أبو جعفر والله الذي لا إله إلا هو لتدفعنها
إلى فلان القائد فكتب إليه سوار والله الذي لا إله إلا هو
لا أخرجها من يدي فلان التاجر إلا بحق فلما جاءه الكتاب
قال أبو جعفر ملأتها والله عدلا صار قضاتي تردني إلى
الحق
حدثنا أبو مسلم حدثني أبي قال أراد أبو جعفر أن
يصطفي شيئا من أرض البصرة فقال له سوار بن عبد الله
لا تعرض لأهل البصرة قال وما أهل البصرة إنهم لأذلاء
قال إني لا أخشى عليك سلاحهم ولكني أخاف عليك
دعاءهم قال صدق لا تعرضوا لهم
(698) سويد بن حجير بن بيان بصري تابعي ثقة
(699) سويد بن سعيد الحدثاني ثقة من أروى الناس عن علي بن
مسهر
442

(700) سويد بن شعبة كوفي تابعي ثقة رجل صالح
(701) سويد بن عمرو الكلبي يكنى أبا الوليد كوفي ثقة ثبت
في الحديث وكان رجلا صالحا متعبدا
(702) سويد بن غفلة الجعفي كوفي تابعي ثقة وكان جاهليا
يكنى أبا أمية سمع من عبد الله
(703) سويد بن مثعبة كوفي تابعي ثقة رجل صالح
443

(704) سويد بن مقرن المزني من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
(705) سلام بن سلم المدائني ضعيف
(706) سلام بن سليم الحنفي أبو الأحوص كوفي ثقة وكان
صاحب سنة واتباع وكان إذا ملئت داره من أصحاب الحديث
قال لابنه أحوص يا بني قم فمن رأيت في داري يشتم أحدا
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخرجه ما يجئ بكم إلينا
وكان حديثه نحوا من أربعة آلاف حديث وكان خال سليم
بن عيسى المقرئ صاحب حمزة الزيات وقرأ على حمزة
444

باب سيار وسيرين وسيف
(707) سيار بن سلامة بصري ثقة كنيته أبو المنهال
(708) سيار بن منظور كوفي تابعي ثقة كنيته أبو الحكم روى
عن أبي الطفيل
(709) سيار أبو الحكم ثقة
(710) سيرين بصري تابعي ثقة وكان مكاتبا لأنس بن مالك
روى محمد بن سيرين عن أبيه حديثا واحدا قال نظر إلي
445

عمر ومعي رزمة فقال يا معشر قريش لا يغلبنكم هذا
وضرباؤه على التجارة فإنها ثلث الملك
(711) سيف بن سليمان المكي ثقة
(712) سيف روى عنه خالد بن معدان شامي تابعي ثقة
446

باب الشين
باب شبابة وشبث وشبيب
(713) شبابة بن سوار الفزاري يكنى أبا عمرو من أهل المدائن
ثقة وكان يرى الارجاء
حدثنا أبو مسلم حدثني أبي أحمد بن عبد الله عن
شبابة فقلت له يحفظ الحديث فقال نعم
فقلت أين لقيته قال ببغداد قيل له أليس الايمان
قولا وعملا قال إذا قال فقد عمل
447

(714) شبث بن ربعي من تميم هو كان أول من أعان على قتل
عثمان رضي الله عن عثمان وهو أول من حرر الحرورية
وأعان على قتل الحسين بن علي
قام رجل من مراد لما قتل علي بن أبي طالب قال هذا
الرجل الذي قتل أمير المؤمنين ينبغي ان يقتل هو ونسبه وأهل
بيته فأخبروه انه من مراد فقام فقال قدر الله تعالى النفس
بالنفس
(715) شبيب بن غرقدة البارقي كوفي تابعي ثقة في عداد
الشيوخ
448

(716) شبيب قال عبد الله والد العجلي استعنت بشبيب على غريم
لي كبير السن فقال له يا هذا اتق الله فإنك قد ذهبت
الآن روحك تتردد في جسد بال خلق
قلت لا أدري شبيب هذا هو الأول أو غيره
449

باب شتير وشجاع وشداد والشريد
(717) شتير بن شكل من أصحاب عبد الله ثقة
(718) شجاع بن الوليد أبو بدر كوفي لا بأس به
(719) شداد بن عبد الله أبو عمار شامي تابعي ثقة روى عنه
الأوزاعي وعوف
(720) الشريد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
450

باب شرحبيل وشريح
(721) شرحبيل بن حسنة مصري وحسنة أمه لها صحبة
(722) شرحبيل بن مسلم شامي تابعي ثقة
(723) شريح بن الحارث الكندي القاضي يكنى أبا أمية كوفي
تابعي ثقة وكان يؤم قومه فبلغهم انه تكلم في أمر حجر بن
الحارث بن الأدبر بشئ فقالوا له لا تؤمنا واعتزل
451

فقال لهم اجتمعتم على هذا قالوا نعم فاعتزلهم
قال يروي عن شريح انه قيل له يا أبا أمية كبرت سنك
ورق عظمك وذهلت حكمك وارتشى ابنك فقال له
أعده علي فأعاد عليه واستعفى فعفى فأرادوا ان يولوا
سعيد بن جبير القضاء فقالوا هو مولى فولوا أبا بردة بن
أبي موسى وضموا إليه سعيد بن جبير
حدثني أبي عبد الله قال جاء أعرابي إلى شريح فجعل يكلمه
ويمسه بيده فقال له شريح لسانك أطول من يدك فقال
أسامري أنت فلا تمس قال إني لم أرد بما قلت مساءتك قال
ولا احترمت ذلك إليك قال اقصد قصد ما جئت له
قال ذاك أعجلني إليك قال فسكت شريح
حدثنا أصحابنا عن الحكم عن شعبة عن شريح انه ذبح فرسا
له فأكل لحمه
(724) شريح بن عبيد شامي تابعي ثقة
452

(725) شريح الرحبي شامي تابعي ثقة
باب شريك وشعبة وشعيب
(726) شريك بن عبد الله بن أبي نمر مدني تابعي ثقة
(727) شريك بن عبد الله النخعي القاضي كوفي ثقة وكان حسن
الحديث وكان أروى الناس عنه إسحاق بن يوسف الأزرق
الواسطي سمع منه تسعة آلاف حديث
حدثني أبي عبد الله قال جاء حماد بن أبي حنيفة إلى
453

شريك يشهد عنده بشهادة فقال له شريك الصلاة من
الايمان قال حماد لم نجئ لهذا قال له شريك لكنا نبدأ
بهذا قال نعم هي من الايمان قال ثم تشهد الآن فقال
له أصحابه تركت قولك قال أفأتعرض لهذا فيجبهني
أنا اعلم أنه لا يجيز شهادتي ولكن يردها ردا حسنا
قال وقال حماد بن أبي حنيفة كنت أجالس شريكا
فكنت أتحرز منه فالتفت إلي يوما فقال أظنك تجالسنا
بأحسن ما عندك
حدثني أبي عبد الله قال دخلت مسجد الكوفة مع حماد
بن أبي حنيفة فنظر إلى شريك فقال اللهم أذله كما
أذلنا
حدثني أبي عبد الله قال شهد رجل من ولد طلحة بن عبيد الله
عند شريك بشهادة فرد شهادته فقال ترد شهادتي وانا
من ولد طلحة بن عبيد الله فقال فخرت بأقوام ذوي
454

حسب ولكن بئس ما ولدوا
حدثني أبي عبد الله قال قدم هارون الكوفة فعزل شريكا عن
القضاء وكان موسى بن عيسى الباهلي واليا على الكوفة
فقال موسى لشريك ما صنع أمير المؤمنين بأحد ما صنع بك
عزلك عن القضاء فقال له شريك هم أمراء المؤمنين يعزلون
القضاة ويخلعون العهود فلا يعاب عليهم ذلك قال
موسى ما ظننت أنه مجنون هكذا لا يبالي ما تكلمه وكان أبوه
عيسى بن موسى ولي عهد بعد أبي جعفر فخلعه بمال
أعطاه إياه وهو بن عم أبي جعفر
قال العجلي كان شريكا يختلف إلى باب الخليفة ببغداد فجاء
يوما فوجدوا منه ريح نبيذ فقال بعضهم نشم رائحة أبا
عبد الله قال مني قالوا لو كان هذا منا لأنكر علينا قال
لأنكما مريبان
قال وبعث إليه بمال يقسمه بالكوفة فأشاروا عليه أن يسوي
بين الناس فأبى فأعطى العربي اثنى عشر وأعطى الموالي
ثمانية وأعطى من حسن إسلامه أربعة فأراد الموالي أن يقوموا
عليه قال أنتم لا سبيل لكم علي كان الناس في القسمة
455

سواء ثمانية ثمانية فقد أعطيتكم ثمانية وأخذت من هؤلاء
فزدته العرب يتقوون على حاجتهم فدعوني مع هؤلاء
فخرج أولئك الذين أعطاهم أربعة أربعة فما برحوا به حتى عزلوه
وركب فيه أهل الأرض إلى بغداد حتى عزلوه
حدثنا أبي عبد الله قال قدم شريك البصرة فأبى أن
يحدثهم فاتبعوه حتى خرج وجعلوا يرجمونه بالحجارة في
السفينة ويقولون يا بن قاتل الحسين رحم الله طلحة
والزبير وهو يقول لهم يا أبناء الضورات وأبناء
السنايخ لا سمعتم مني حرفا فقال له ابنه ألا تستعدي
السلطان عليهم قال لو عجزنا عنهم
سمعت أبا نعيم يقول سمعت شريكا يقول إني لأسمع الكلمة
فيتغير لها بولي
(728) شعبة بن الحجاج يكنى أبا بسطام واسطي سكن البصرة
456

ثقة في الحديث تقي وكان يخطئ في بعض الأسماء
وفي موضع ثبت نقي الحديث كان يخطئ في أسماء الرجال
قليلا
حدثني أبو بكر البغدادي عن وكيع قال قال شعبة فلان
عن فلان مثله ليس حديثا
(729) شعبة بن دينار الهاشمي جائز الحديث
(730) شعبة الشعباني أبو سليط المتقدم ثقة
457

(731) شعيب بن حرب المدائني ثقة رجل صالح قديم
الموت
(732) شعيب بن أبي حمزة شامي ثقة
(733) شعيب بن خالد البجلي رازي ثقة
(734) شعيب بن ميمون الواسطي مجهول
باب شفي وشقيق
(735) شفي الأصبحي شامي تابعي ثقة
458

(736) شفي بن ماتع مصري تابعي ثقة
(737) شقيق بن سلمة الأسدي يكنى أبا وائل من أصحاب
عبد الله ثقة رجل صالح جاهلي
حدثنا محمد بن عبيد عن الأعمش قال قال لي
شقيق وقعت من جملي يوم الردة أفرأيت لو مت أليس
كانت النار
حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن الأعمش عن
إبراهيم قال لقد أدركت أصحاب عبد الله وأنهم ليعدون
شقيق بن سلمة من خيارهم وكان لأبي وائل خص
يسكن فيه فإذا خرج إلى الغزو أخربه
حدثنا أبو مسلم حدثني أبي حدثنا يزيد بن هارون عن
العوام عن إبراهيم مولى صخير عن أبي وائل قال أرسل إلي
الحجاج فدخلت عليه فقال اسمك قلت ما بعثت
إلي إلا وقد عرفت اسمي قال إني أريد أن أستعملك على
459

بعض عملي قال قلت أما والله إني لأذكرك في بعض الليل
فأورق بك سائر ليلتي فكيف ألي لك عملا قال أما
لئن قلت ذاك إنا لنقتل الرجال على شئ قد كان من قبلنا
يهاب القتل على مثله
حدثنا أبو مسلم حدثني أبي حدثنا يزيد بن هارون
أنا حماد يعني بن زيد عن عاصم قال قيل
لأبي وائل أيهما أحب إليك علي أو عثمان وقال كان علي
أحب إلي من عثمان ثم صار عثمان أحب إلي من علي حدثنا أبو مسلم حدثني أبي
حدثنا نعيم بن حماد
أنا أبو بكر بن عياش عن إسماعيل بن سميع قال قلت
لأبي وائل كان رأيك حسنا حتى أفسده مسروق
قال أبو بكر وكان أبو وائل علويا قيل ثم صار عثمانيا
وكان مسروق عثمانيا فقال أبو وائل إن مسروقا
لا يهدي أحدا ولا يضله
460

(738) شمر بن عطية الأسدي ثقة
باب شهاب وشهر
(739) شهاب بن خراش بن حوشب الشيباني كوفي ثقة نزل
الرملة صاحب سنة هو بن أخي العوام بن حوشب
(740) شهاب بن عباد كوفي ثقة
(741) شهر بن حوشب شامي تابعي ثقة
461

باب شيبان وشيبة
(742) شيبان بن عبد الرحمن أبو معاوية النحوي كوفي ثقة
(743) شيبة بن نصاح بن سرجس بن يعقوب مولى أم سلمة زوج
النبي صلى الله عليه وسلم أسن من نافع روى عن سعيد بن المسيب
وعدد الآي لأهل المدينة عن شيبة بن نصاح وعدد أهل
البصرة عن عاصم الجحدري وعدد أهل الكوفة عن علي بن
أبي طالب رضي الله تعالى عنه
حدثنا أبي عبد الله قال قيل للكسائي كيف عددت عدد
أهل الكوفة وتركت أهل المدينة قال ترون حمزة كان
يغلب زعم أنه عدد على علي بن أبي طالب رضوان الله عليه
وهو عدد كوفي وأضعف العددين عدد البصريين
462

باب الصاد
(744) صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف مدني ثقة
(745) صالح بن أبي الأخضر يكتب حديثه وليس بالقوي
(746) صالح بن حيان جائز الحديث يكتب حديثه وليس بالقوي في
عداد الشيوخ
(747) صالح بن خيوان مصري تابعي ثقة
(748) صالح بن رستم أبو عامر الخزاز بصر جائز الحديث
463

حدثنا أبو مسلم ثني أبي قال في حديث نعيم بن حماد
ثنا روح عن أبي عامر الخزاز عن سيار أبي الحكم عن عامر
بن علقمة
(749) صالح بن صالح بن حيي الثوري من ثور همدان ثقة روى عن
الشعبي أحاديث يسيرة وما يعرف عنه في المذهب إلا خيرا
(750) صالح بن عطاء بن خباب مولى بني الديل حجازي ثقة
(751) صالح بن عمر الواسطي ثقة
464

(752) صالح بن كيسان المدني ثقة
(753) صالح بن محمد بزائدة أبو واقد الليثي يكتب حديثه وليس بالقوي
(754) صالح بن مسلم العجلي كان يقال لم يكن بالكوفة أحسب من
سعيد بن مسروق وصالح بن مسلم العجلي
حدثنا أبو مسلم حدثني أبي قال واستخفى صالح بن
مسلم في منزل سعيد بن مسروق أبي سفيان عند سفيان سنة
وكان مبارك بن سعيد يقول لأبي عبد الله بن صالح هذه
غرفة أبيك
465

(755) صالح بن نبهان مدني ثقة
باب الصباح وصخر وصدقة
(756) صباح بن محارب التيمي ثقة
(757) الصببن محمد كوفي ثقة
(758) صخر بن عبد الله ثقة
(759) صدقة بن خالد شامي ثقة
466

(760) صدقة بن المثنى النخعي كوفي ثقة
باب الصعق وصفوان
(761) الصعق بن حزن العيشي أبو عبد الله من أنفسهم قال
عارم كانوا يرون أنه من الابدال
(762) صفوان بن سليم مدني ثقة رجل صالح
467

(763) صفوان بن عبد الله بن صفوان مدني تابعي ثقة
(764) صفوان بن عمرو السكسكي شامي ثقة
(765) صفوان بن عيسى بصري ثقة
(766) صفوان بن محرز المازني بصري تابعي ثقة وكان خيارا حدثنا أبو مسلم حدثني أبي
حدثنا روح بن عبادة ثنا
هشام عن الحسن قال كان لصفوان بن محرز سرب يتعبد
فيه
468

باب صلة والصنابحي وصهيب
(767) صلة بن أشيم أبو الصهباء بصري تابعي ثقة من كبار
التابعين رجل صالح
(768) صلة بن زفر العبسي وكان من كبار أصحاب عبد الله
ثقة
حدثنا أبو مسلم حدثني أبي حدثنا أبو أحمد
الأسدي ثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل قال
لقيت صلة بن زفر وكان ما علمت برا فقلت هل في
469

أهلك من هذا الوجع شئ قال لا لأنا إلى أن يخطئهم
أخوف من أن يصيبهم
وقال حذيفة قلب صلة بن زفر من ذهب
(769) الصنابحي شامي ثقة تابعي من كبار التابعين
(770) صهيب مولى بن عباس مكي تابعي ثقة
470

باب الضاد المعجمة
(771) الضحاك بن شرحبيل مصري تابعي ثقة
(772) الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب الأشعري شامي ثقة
تابعي
(773) الضحاك بن عثمان مدني جائز الحديث
471

(774) الضحاك بن قيس قال يحيى رجل كان على روابط
السند قال بن الجنيد قلت ليحيى وإيش الحديث يعني
المسعودي عن الضحاك قال عن محمد بن المنتشر أن قتيلا
وجد بين وداعة شئ في القسامة لا أعلمه روى عنه أحمد غير المسعودي
(775) الضحاك بن قيس السلولي روى عنه بن أبي بدر قال
عطس رجل عند بن عمر
(776) الضحاك بن مخلد أبو عاصم الشيباني بصري ثقة وكان له
فقه كثير الحديث
472

(777) الضحاك بن مزاحم الهلالي ثقة (778)
الضرار بن حريث كوفي ثقة
(779) ضرار بن مرة الشيباني من أنفسهم يكنى أبا سنان ثقة
ثبت في الحديث صالح مبرز صاحب سنة ويقال كان له
جمل يستق عليه الماء بنفسه يسقي قوما لا يجدون الماء
إلا غبا احتسابا منه وكان قومه يقولون له فضحتنا رأيت
فينا سقاء قط فيقول أسكتوا ليس تدرون ما هذا
وهو في عداد الشيوخ ليس بكثير الحديث
473

(780) ضمام بن إسماعيل المعافري ثقة
(781) ضمرة بن حبيب شامي تابعي ثقة
(782) ضمرة بن ربيعة الفلسطيني ثقة
(783) ضمرة بن سعيد بن أبي حنة ثقة
(784) ضمضم بن جوس الهفاني يمامي تابعي ثقة
474

باب الطاء
(785) طارق بن شهاب الأحمسي من أصحاب عبد الله ثقة وقد رأى
النبي صلى الله عليه وسلم
(786) طارق بن عبد الله المحاربي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
كوفي
(787) طارق بن عبد الرحمن بن القاسم مدني ثقة
475

(788) طارق بن عبد الرحمن كوفي تابعي ثقة
(789) طارق بن مخاشن مدني تابعي ثقة
قلت هكذا هو على حاشية الكتاب وفي الأصل
إسحاق بن مخاشن وهو مضبب عليه والله أعلم
476

باب طاوس وطفيل
(790) طاوس يماني من الأبناء تابعي ثقة
(791) طفيل بن سخبرة وكان أخا عائشة لامها مدني من
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
(792) الطفيل بن أبي بن كعب مدني تابعي ثقة
477

باب طلحة
(793) طلحة بن أبي طلحة شامي ثقة
(794) طلحة بن عبد الله بن عوف مدني تابعي ثقة
(795) طلحة بن عبيد الله رضي الله تعالى عنه قتل يوم الجمل يقال
إن مروان قتله رحمه الله
(796) طلحة بن عمرو بن عثمان ضعيف
478

(797) طلحة بن مصرف اليامي كوفي تابعي ثقة وكان يحرم النبيذ
كان عثمانيا يفضل عثمان على علي وكان من أقرأ أهل
الكوفة وخيارهم
حدثنا أبو مسلم حدثني أبي قال اجتمع قراء
الكوفة في منزل الحكم بن عتيبة فأجمعوا على أن أقرأ أهل
الكوفة طلحة بن مصرف فبلغه ذلك فغدا إلى الأعمش يقرأ عليه
ليذهب ذلك الاسم فقال له الأعمش أو ليس قد
قرأت على يحيى بن وثاب كما قرأت عليه قال بلى ولكن
التثبت حسن فقال له الأعمش أينا أقرأ أنا أو أنت قال
أنت قال فاختلف إلى الأعمش فقرأ عليه حتى ختم فقال
الأعمش ما صبرت لأحد صبري لطلحة كان يأتيني فيقرأ
علي فإن كنت جالسا جلسة فتحولت منها إلى غيرها قال
سلام عليكم وإن تنخمت أو بزقت قال سلام عليكم
فعذبني وكان إذا أتاني يقرأ علي صرت كأني قرم
479

ولم يختم على الأعمش إلا ثلاثة طلحة بن مصرف وأبان بن
تغلب وأبو عبيدة بن معن أخو القاسم بن معن
قال وكان طلحة بن مصرف وزبيد اليامي متواخيين
وكان طلحة عثمانيا وكان زبيد علويا وكان طلحة يحرم
النبيذ وكان زيد يشرب ومات طلحة فأوصى إلى زبيد
وكان عبد الله بن إدريس الأودي وعبثر بن القاسم أبو زبيد
الزبيدي متؤاخيين وكان عبد الله بن إدريس عثمانيا وكان عبثر
علويا وكان بن إدريس يحرم النبيذ وكان عبثر يشربه ومات
عبثر فقام بن إدريس يسعى في دين عليه حتى قضاه
وكان عبد الله بن عكيم الجهني وكان جاهليا أسلم قبل وفاة
النبي صلى الله عليه وسلم و عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري
متؤاخيين وكان عبد الله بن عكيم عثمانيا وكان عبد الرحمن بن
أبي ليلى علويا وما سمع يتذاكران شيئا من ذلك إلا أن بن
عكيم قال لعبد الرحمن بن أبي ليلى يوما أما إن صاحبك
يعني عليا لو صبر لاتاه الناس وماتت أم عبد الرحمن
بن أبي ليلى فقدم عليها بن عكيم فصلى عليها
حدثنا حسين بن علي الجعفي عن عبد الملك بن أبجر قال
هل رأيت مثل طلحة
480

وحدثنا حسين بن علي الجعفي عن موسى الجهني
قال قال طلحة بن مصرف وقد قلتم في عثمان ويأبى قلبي
إلا أن يحبه
(798) طلحة بن نافع أبو سفيان
قلت لم يسمه ولكن قال أبو سفيان الذي يروي عنه
الأعمش جائز الحديث وليس بالقوي ولا أعلم أن الأعمش
روى عن أحد يكنى أبا سفيان إلا طلحة والله أعلم وطلحة
من رجال الصحيح
(799) طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله كوفي ثقة
481

(0) باب طلق وطليق
(800) طلق بن حبيب بصري ثقة وقال مكي أيضا
تابعي
(801) طلق بن علي بن شيبان تهامي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
يماني وهو والد قيس سكن الرقة
(802) طلق بن غنام النخعي ثقة
482

(803) طليق بن قيس
حدثنا أبو مسلم حدثني أبي قال لم يرو حديث طليق
بن قيس عن عمرو بن مرة أحد غير سفيان وليس يروي عن
طليق حديث غيره حديث طويل عن ابن عباس في
الدعاء
483

(0) باب الظاء المعجمة
(804) ظالم بن عمرو بن سفيان وكان من كبار التابعين من أصحاب
علي وهو أول من وضع النحو بصري تابعي ثقة.
484