الكتاب: المعلى بن خنيس
المؤلف: حسين الساعدي
الجزء:
الوفاة: معاصر
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند الشيعة
تحقيق:
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤٢٥ - ١٣٨٣ش
المطبعة: دار الحديث
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
ردمك: ٩٦٤-٤٩٣-٠٠٦-١
ملاحظات: ايران : قم المقدسة ، شارع معلم ، رقم ١٢٥ ، هاتف : ٠٢٥١٧٧٤٠٥٤٥ - ٠٢٥١٧٧٤٠٥٢٣ / لبنان : بيروت ، حارة حريك ، شارع دكاش ، هاتف : ٠٣٥٥٣٨٩٢ - ٠١٢٧٢٦٦٤ / عنوان الاينترنت : www.hadith.net البريد الالكتروني : hadith@hadith.net

بسم الله الرحمن الرحيم
1

مركز بحوث دار الحديث: 89
ساعدى، حسين، 1346 -.
المعلى بن خنيس شهادته ووثاقته ومسنده / إعداد ودراسة حسين الساعدي. - - قم: دار الحديث، 1383.
260 ص. - (مركز تحقيقات دار الحديث؛ 89)
12500 ريال. ISBN: 964 - 493 - 006 - 1
كتابنامه: ص. 217 - 230؛ همچنين به صورت زير نويس.
1. معلى بن خنيس، قرن دوم. الف. دار الحديث. ب. عنوان.
21383 س 7 م / 116 BP
فهرست نويسى توسط كتاب خانه تخصصى دار الحديث قم
2

المعلى بن خنيس
شهادته ووثاقته ومسنده
إعداد ودراسة
حسين الساعدي
3

المعلى بن خنيس
إعداد ودراسة: حسين الساعدي
تقويم النص: تحسين السماوي، عادل الأسدي
مقابلة النص: محمود سپاسي، مصطفى اوجي
نضد الحروف والإخراج الفني: مهدي خوش رفتار
استخراج الفهارس: رعد البهبهاني
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: الاولى، 1425 ق / 1383 ش
الكمية: 500 نسخة
الثمن: 1250 تومان
مؤسسة دار الحديث العلمية الثقافية
مركز الطباعة والنشر
ايران: قم المقدسة، شارع معلم، رقم 125؛ هاتف: 7740545 - 02517740523
لبنان: بيروت، حارة حريك، شارع دكاش؛ هاتف: 553892 / 03 - 272664 / 01
hadith @ hadith. net
http: / / www. hadith. net
4

الفهرس الإجمالي
الباب الأول
الفصل الأول: حياته وعصره وشهادته... 17
الفصل الثاني: تضعيف المعلى... 51
الفصل الثالث: وثاقته والأدلة عليها... 87
الباب الثاني
الفصل الأول: كتاب المعلى ورواياته... 101
الفصل الثاني: مسند المعلى بن خنيس... 121
الفصل الثالث: ما انفرد عن المعلى بن خنيس... 191
الفهارس... 217
5

تصدير
الحمد لله رب العالمين، والصلاة على محمد وأهل بيته الطاهرين.
عند النظر في مدى صحة الأحاديث، يحتل البحث في سندها جانبا مهما من
هذا الموضوع، ففي حالات كثيرة ليس ثمة طريق آخر للتأكد من صحة انتساب
الكثير من الأحاديث إلى الشريعة إلا عن هذا الطريق.
ومن الطبيعي أن هذا النوع من البحث يتطلب التنقيب بشأن الرواة فردا فردا،
ويمكن أيضا الكشف عن مدى إمكانية الوثوق بالحديث المنقول من خلال جرح
وتعديل كل واحد منهم.
وتجدر الإشارة في هذا المجال إلى أن هنالك اتفاق في الآراء حول جرح
وتعديل قسم كبير من الرواة، إلا أن آراء علماء الرجال تتضارب حول عدد آخر
منهم، وهذه المشكلة غير مستعصية طبعا؛ وذلك لأن هناك قواعد لحل ما يقع من
اختلافات في جرح وتعديل الرواة، ويتسنى حل أكثر الحالات التي تحصل فيها
مشكلة في تقييم مدى ثقة الراوي من خلال تطبيق هذه القواعد، ورغم كل ذلك
بقيت شخصيات بعض الرواة موضع جدل ونزاع محتدم طيلة تاريخ رجال الشيعة.
وفي ضوء ذلك، قرر مركز البحوث في دار الحديث توجيه قسم من بحوثه
الرجالية نحو موضوع الرواة الذين بقوا موضع جدل واختلاف، ومن بين أبرز الرواة
الذين كانوا موضع كلام وجدل بين العلماء هو المعلى بن خنيس، ولعل أهم سبب
7

يضاعف ضرورة البحث حول شخصيته هو نقله لبعض الأحاديث الفريدة في
موضوعات خاصة. وهذا ما يجعل لإثبات أو نفي وثاقته الرجالية تأثيرا مباشرا في
الأحكام التي تتمخض عن الروايات التي نقلها، وتؤثر أيضا في انتصاب مضامينها
إلى الشريعة.
وانطلاقا من أهمية هذه الشخصية الروائية، فقد ألف أحد الباحثين الكرام وهو
الأخ حسين الساعدي كتابا مكرسا حول هذا الراوي، وقسم كتابه هذا إلى بابين:
الباب الأول: درس حياته وعصره وأوضاعه، ونقد الأدلة التي تضعف وثاقته.
الباب الثاني: درس رواياته، حيث جمع فيه كل ما نقله المعلى من روايات.
وهنا نرى لزاما علينا أن نعرب عن جزيل امتناننا للباحث الفاضل حسين
الساعدي الذي أخذ على عاتقه مهمة بحث هذا الموضوع، سائلين الباري تعالى
دوام التوفيق له، وكذلك نعبر عن فائق الشكر والثناء لكل من ساهم في تقويم ونشر
هذا الكتاب.
قسم البحوث الرجالية
محمد كاظم رحمان ستايش
8

بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
اللهم صل على محمد كما حمل وحيك وبلغ رسالاتك، وصل على محمد كما أحل
حلالك وحرم حرامك وعلم كتابك، وصل على محمد كما أقام الصلاة وآتى الزكاة
ودعا إلى دينك، وصل على محمد كما صدق بوعدك وأشفق من وعيدك، وصل على
محمد كما غفرت به الذنوب وسترت به العيوب وفرجت به الكروب، وصل على
محمد كما دفعت به الشقاء وكشفت به الغماء وأجبت به الدعاء ونجيت به من البلاء،
وصل على محمد كما رحمت به العباد وأحييت به البلاد وقصمت به الجبابرة
وأهلكت به الفراعنة، وصل على محمد كما ضاعفت به الأموال وأحرزت به من
الأهوال وكسرت به الأصنام ورحمت به الأنام، وصل على محمد كما بعثته بخير
الأديان وأعززت به الإيمان وتبرت به الأوثان وعظمت به البيت الحرام، وصل على
محمد وأهل بيته الطاهرين الأخيار وسلم تسليما. (1)
كان الإمام الصادق (عليه السلام) يمثل أهم مرحلة في التأريخ الفكري الشيعي، إذ أصبح
التشيع بفضله على درجة كبيرة من الوضوح والامتداد، واضح المعالم والأفكار
والعقيدة والآراء، وكان الإمام يمثل تلك المرحلة بكل تفاصيلها ودقائقها، مستغلا
الظروف السياسية التي يمر بها العالم الإسلامي المتمثلة بسقوط الدولة الأموية
وقيام الدولة العباسية، فاستقطب قطاعا كبيرا من الشيعة، واهتم بنشر الحديث

1. مصباح المتهجد، ص 399 (في أعمال الجمعة).
9

وترويجه، وأعطى صورة واضحة عن التشيع، فتوافدت الوفود عليه من كل حدب
وصوب، للانتهال من منبعه الصافي، بعلمه المعروف عن آبائه، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله).
وكان المعلى بن خنيس أحد أصحابه المختصين به، راويا عنه، مهتديا بهديه،
عارفا بحقه، مدافعا عنه، حتى لقى ربه شهيدا سنة 131 ق بأيدي العباسيين.
وفي بحثنا هذا نسعى لفهم دور " المعلى " السياسي والعلمي، والفكري، أما
السياسي - أبان قيام الدولة العباسية حيث إن الإمام الصادق (عليه السلام) انصرف لنشر
الحديث والمعارف الاسلامية، والاهتمام ببناء القاعدة الفكرية والمرتكزات العلمية
في الحياة الإسلامية، وتجنب العمل السياسي - فكان مشاركا في نشر الحديث
وروايته، وداعيا إلى الخط الفكري الصحيح المتمثل بالإمام الصادق (عليه السلام)، وإلى جنب
هذا خاض صراعا فكريا لمواجهة التيارات الفكرية التي ظهرت في عصره، فقد
واجه الغلاة، كما حاجج الزيدية، ووقف موقفا رافضا للحكم العباسي الذي استغل
التناقضات في اتجاهات الثوار ضد الدولة الأموية، حيث كان الثوار خليطا من
القبائل اليمنية التي ثارت بدافع العصبية القبلية، والموالي بدافع الشعوبية، والشيعة
الزيدية استمرارا لثورة زيد وتأسيس اتجاه فكري جيد يستمد الحماس الثوري من
ثورة زيد وشهادته. تلك الأحوال تستدعي بحثا دقيقا لتداخل القضايا السياسية
والقومية الشعوبية والقبلية والفكرية، وقد تلتقي تلك الاتجاهات والأفكار عند قاسم
مشترك لتفرز مبررات فكرية ورؤى ثقافية لمواصلة المسيرة بمحتوى ثقافي آخر.
وهذا ما حصل عند سقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية التي حاولت أن
توفق بين اتجاهات الثوار وبطرح جديد وأفكار توفيقية أخرى.
فكان المعلى بن خنيس قد عاصر تلك الثورة وهذه الإفرازات، ولم يكن خارج
ساحة الصراع والمنافسة، وكان ذا دور بارز ومؤثر أربك الدولة العباسية الحديثة
العهد بالحكم، فكان أول شهيد من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) على أيديهم.
10

وأما دوره العلمي، فقد كان حافظا للحديث، راويا له وقد صنف كتابا فيه.
وأما الفكري فقد خاض سجالا فكريا وعقائديا لتصحيح المسار الفكري الذي
اضطربت قواعده عند بعض الشيعة، فواجهه الزيدية مستدلا على عدم صحة
اعتقادهم بأن محمد بن عبد الله بن الحسن إمام؛ لأنه ليس لديه شيء من علامة
الإمامة وإرث النبوة، وأن الإمام الصادق (عليه السلام) هو الإمام المفترض الطاعة، فكان يؤكد
على ضرورة معرفة الإمام وطاعته واتباع هديه.
وبالرغم مما يلحظ من اتباع المعلى بن خنيس للإمام - حسب الروايات الكثيرة
الصحيحة الاعتقاد - وصحبته الظاهرة للإمام الصادق (عليه السلام) وشهادته، نرى أنه قد
تعرض للتجريح والتضعيف من قبل بعض العلماء.
ولما كان علم الجرح والتعديل مسؤولية شرعية وإنسانية لها آثارها في الأحكام
الشرعية، فنحن نسعى في هذا البحث إلى استقراء الروايات المروية عن " المعلى "
والنصوص وأقوال العلماء في مدحه أو ذمه، وتصنيفها ودراستها دراسة دقيقة
مسؤولة، لنصل إلى حقيقة علمية، وهذا هو هدفنا.
ولن نقصد في بحثنا هذا الدفاع عن " المعلى " أو جعله رمزا استشهاديا واعيا،
وإنما ندرس ونبحث حياة المعلى وشهادته وأقوال العلماء فيه ورواياته، كما
وجدناها في المصادر الأولية مع دراستها وتحليلها والنظر في محتوياتها بما يقتضيه
البحث والتحقيق.
وقد نواجه في قضية ما شيئا من الإحراج؛ لأنها أصبحت عادة متعلقة بالمشاعر
والشعور الوطني، إلا وهي روايات فضائل النيروز وأعماله، حيث إن النيروز عيد
وطني وقومي في إيران يحتفل فيه الشعب الإيراني، ولكن الذي نحن في صدده هو
بحث القضية في إطارها العلمي في إثبات أو نفي تلك الروايات عن المعلى بن
خنيس عن الإمام الصادق (عليه السلام)، وهل يصبح عيد النيروز عيدا إسلاميا على ضوء تلك
11

الروايات أم عيدا وطنيا وقوميا ليس للإسلام فيه أثر، وأن تلك الروايات من
موضوعات الفرس لغرض إعطاء نوع من القدسية الإسلامية لأيامهم! هذا ما نريد
بحثه ودراسته في كتابنا.
منهج البحث:
المنهج المتبع في هذه الدراسة هو المنهج التكاملي، بمعنى اتباع أكثر من منهج في
البحث، فقد نتبع المنهج المقارن في جمع النصوص وتنسيقها ومقابلة الأحداث والآراء
بعضها مع البعض، لكشف محتوياتها، وأخذ النتائج الراجحة بعد الدراسة والمقارنة.
ونطبق المنهج النقلي الذي يعتمد على توثيق إسناد النص، اعتمادا على علم
الرجال في الجرح والتعديل، والتحقيق من سلامة النص من التحريف أو التضعيف أو
الزيادة أو النقص، وفهم مدلول النص في الرجوع إلى مداليل النصوص والروايات
وفق الظهور اللغوي والعرفي.
ويغطي منهج المحدثين جميع فصول الدراسة، ولا يخفى على ذوي الاختصاص
أن المنهج النقلي يلتقي ويتداخل مع منهج المحدثين في أكثر من مجال، ويتميز
منهج المحدثين عنه بالاهتمام بعلم الجرح والتعديل، ودراسة أحوال الرواة
وطبقاتهم، والتحري عن الروايات المتعلقة بالموضوع، وحل التعارض والتنافي إن
وجد فيها، والالتزام العالي بالمسؤولية العلمية والشرعية في بحثهم ودراستهم.
كما اعتمدت في هذا البحث على المصادر الأولية والمجاميع الحديثية من كتب
الحديث، كالكتب الأربعة ومؤلفات الصدوق والمفيد والطوسي، وكتب المحدثين
والرواة كالصفار في البصائر، والبرقي في المحاسن، والقمي والعياشي في تفسيريهما،
وأصحاب المجاميع الحديثية، كالمجلسي والفيض الكاشاني والبحراني والحويزي
والحر العاملي والطبرسي النوري وغيرهم، فقد قمت بعملية استقرائية لكل روايات
" المعلى " في تلك الكتب وتصنيفها.
12

واستندت في البحث الرجالي إلى الأصول الرجالية الخمسة، وأصحاب الآراء
والمصنفات في علم الرجال، كالمجلسي والوحيد البهبهاني والأعرجي الكاظمي
والسيد الخوئي والمحقق التستري وغيرهم، عند دراسة حال " المعلى "، وكذلك
النصوص المنقولة في وصفه بالضعف أو الوثاقة، وتابعت تلك النصوص وتحقيقات
العلماء في فهمها وكشف دلائلها وأسانيد روايات " المعلى " لأجل التحقيق من
صحة أو ضعف الروايات عنه.
كما اعتمدت على كتب التأريخ في بعض الموارد، وعلى المصنفات في الملل
والنحل في دراسة بعض النصوص.
خطة البحث:
نظمت البحث في بابين وخاتمة.
الباب الأول: وفيه ثلاثة فصول:
الفصل الأول: درست فيه حياة " المعلى " اسمه ولقبه وعلاقته بالإمام
الصادق (عليه السلام)، والحياة السياسية في عصره من سقوط الدولة الأموية وقيام الدولة
العباسية، وظهور التيارات الشيعية، ودوره وموقفه من مظاهر عصره حتى شهادته،
وموقف الإمام الصادق (عليه السلام) من قتلته.
الفصل الثاني: خصصته للكلام في ضعفه أو أقوال من ضعفه مع دراسة مستندهم
في التضعيف، ونقد أدلتهم نقدا علميا تأريخيا، مع الاستعانة بما رواه " المعلى " عن
مخالفته لما استدلوا به، كما درست الروايات في ذمه سندا ودلالة، وما روي عنه
من روايات في العقيدة والأحكام التي قد يستفاد منها فساد عقيدته ومسلكه فيها.
الفصل الثالث: خصصته للبحث عن وثاقة " المعلى "، واستقراء ما جاء فيه من
روايات عن الإمام الصادق (عليه السلام) في مدحه في حياته وبعد شهادته، ومناقشة أسانيدها
ودراسة معطياتها، ثم حاولت استقراء أقوال العلماء فيه، ومن وثقه من القدماء
13

والمتأخرين والمعاصرين.
الباب الثاني: وفيه ثلاثة فصول:
الفصل الأول: خصصته لمعرفة كتابه والطرق والمؤدية إليه ودراستها، وانتشار
رواياته في كتب الحديث عند القدماء والمجاميع الحديثية عند المتأخرين، ثم
رسمت مشجرا وافيا للطرق إلى رواياته على ضوء ما جاء في أسانيد الرواة عنه.
الفصل الثاني: خصصته لمسند " المعلى " مع دراسة سند كل رواية جاءت فيه،
وتصنيف الروايات وفقا لأبواب الحديث في المجاميع الحديثية.
الفصل الثالث: بحثت فيه ما انفرد عن " المعلى بن خنيس " من روايات، ودرستها
سندا ودلالة، وأثبت وضعها عن " المعلى ".
الخاتمة: سجلت فيها أهم النتائج التي توصلت إليها في هذه الدراسة.
* * *
وأخيرا أسأل الله عز وجل أن يجعل عملي هذا لوجهه خالصا، وأن يعصمني من الزلل
والخطأ، وأن يوفقني لخدمة الإسلام وتراث أهل البيت (عليهم السلام) فهو سبحانه الموفق ومنه
نستمد العون على كل خير.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن
محمدا عبده ورسوله، وأن الأئمة أمناء على دينه وهداة إلى سبيله، وأستغفر الله
وأتوب إليه.
حسين الساعدي
15 / شعبان / 1422
20 / مهر / 1382
قم المقدسة
14

الباب الأول:
فيه ثلاثة فصول
الفصل الأول: حياته وعصره وشهادته
الفصل الثاني: دراسة تضعيفه
الفصل الثالث: وثاقته والأدلة عليها
15

الفصل الأول
حياته وعصره وشهادته
أ - اسمه ونسبه:
هو المعلى بن خنيس أبو عبد الله، مولى الصادق (1) جعفر بن محمد (عليه السلام) ومن قبله كان
مولى بني أسد، كوفي بزاز (2).
قال سعد: وهو من غني، وابن أخيه عبد الحميد بن أبي الديلم (3)، قال البرقي في
أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام): عبد الحميد بن أبي الديلم الغنوي ابن أخي المعلى بن
خنيس (4). إذا فإن اسمه المعلى بن خنيس، وكنيته أبو عبد الله. ولم نجد شيئا عن
اسم جده وآبائه، ويظهر أنه من الموالي، وكان مولى لبني أسد، ثم مولى
للإمام الصادق (عليه السلام).
وهو عم عبد الحميد بن أبي الديلم الغنوي، وعلى هذا لا يصح ما ذكره العلامة
وابن داوود من أن عبد الحميد ابن عم المعلى (5)، وابن أخيه هذا مولى لبني غني بن

1. رجال الطوسي، ص 304، رقم 4473.
2. رجال النجاشي، ص 417، رقم 1114؛ كتاب من لا يحضره الفقيه، ج 4، ص 468.
3. رجال النجاشي، ص 417، رقم 1114.
4. رجال البرقي، ص 78، رقم 645.
5. خلاصة الأقوال، ص 384؛ رجال ابن داوود، ص 255.
17

أعصر (منبه) بن سعد بن قيس بن غيلان بن مضر (1)، فقد انتسب إلى غني ولاء،
ولإنتساب المعلى لبني أسد وابن أخيه لغني، جاز لنا أن نحكم بأن المعلى من
الموالي، وليس من العرب.
من له علاقة بالمعلى:
إن للمعلى أقرباء وأصحابا وشركاء ذكروا في كتب الرجال والحديث، منهم، ابنه
سليمان بن المعلى بن خنيس، قال فيه ابن الغضائري: إنه ضعيف جدا (2)، له أكثر
من ثلاثة أحاديث في الكتب الأربعة (3).
ومنهم، ابن أخيه عبد الحميد بن أبي الديلم الغنوي (4).
وأما الذين صحبوه، عبد الله بن أبي يعفور الثقة (5)، ومحمد الحداد الكوفي (6).
وذكر شركاء المعلى، وهم، عوف بن عبد الرحمن (7)، وروح بن عبد الرحيم الثقة (8)،
وجميل بن دراج الثقة (9).
وهناك أسماء لا نعلم مدى علاقتهم بالمعلى هم: الحسن بن خنيس، ومحمد بن
علي بن خنيس، وبكر بن خنيس، فهل هم إخوانه أم اشتركوا في اسم آبائهم؟
ولا يمكن أن نبدي رأيا في إثبات أو نفي العلاقة، لعدم ذكر تتمة النسب بعد خنيس،
ولم نجد إشارة إلى العلاقة النسبية بينهم.

1. الأنساب (السمعاني)، ج 4، ص 315.
2. رجال ابن داوود، 249.
3. معجم رجال الحديث، ج 8، ص 279، رقم 5502.
4. رجال البرقي، 75، رقم 598.
5. الكافي، ج 6، ص 239، ح (7)؛ رجال النجاشي، 213، رقم 556.
6. رجال النجاشي، 358، رقم 960.
7. رجال البرقي، 110، رقم 1176.
8. رجال النجاشي، 168، رقم 444.
9. وسائل الشيعة، ج 28، ص 303 (ح 34827)؛ تهذيب الأحكام، ج 10، ص 127 (ح 507).
18

علاقة المعلى بالإمام الصادق (عليه السلام):
مما تقدم يظهر أنه مولى للإمام الصادق، ولكن متى بدأت علاقته بالإمام (رضي الله عنه)
هل هو مولاه مملوك له، أم بالولاء، كعادة العجم والموالي في انتسابهم إلى القبائل
العربية من أجل إدخالهم في دواوين العرب، وحفظ أنفسهم من عادية العصبية
القبلية التي كانت تهيمن على الحياة الاجتماعية في القرن الأول والثاني،
وخصوصا في الكوفة.
لا نعرف عن حياة المعلى قبل اتصاله بالإمام الصادق، سوى أنه كان كوفيا
مولى لبني أسد، ولم نظفر بنص حول تشيعه قبل إمامة الإمام الصادق (عليه السلام)، وإن كان
احتمال تشيعه كتشيع قبيلة بني أسد العربية التي عرفت بتشيعها وانتسابها
لمدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، إلا أن المقطوع به انتسابه لمدرسة أهل البيت باتصاله
بالإمام الصادق (عليه السلام) بالولاء.
ولكن كيف بدأت هذه العلاقة؟ هل بالشراء أو الهبة أو الولاء؟ ومتى حصل
ذلك؟ في فترة سفر الإمام الصادق للكوفة أم بعدها؟
عند تتبع كتب الرجال والتراجم التي ذكر فيه المعلى، لم نجد أكثر من وصفه،
بأنه مولى للإمام الصادق من دون إشارة لنوع العلاقة وسببها، وعند مراجعة
كتب الحديث يظهر نوع العلاقة من النصوص المروية عن الإمام الصادق عند
استشهاد المعلى.
فقد جاء في الصحيح: لما قتل داوود بن علي المعلى بن خنيس، قال
أبو عبد الله (عليه السلام): لأدعون على من قتل مولاي وأخذ مالي (1).
وفي رجال الكشي: إن أبا عبد الله دخل على داوود بن علي - لما قتل المعلى بن
خنيس - فقال: يا داوود، قتلت مولاي وأخذت مالي. فقال داوود: ما أنا قتلته

1. الكافي، ج 2، ص 513؛ وسائل الشيعة، ج 7، ص 132 (ح 8927).
19

ولا أخذت مالك.
فقال الإمام: والله لأدعون على من قتل مولاي وأخذ مالي (1).
وفي الإرشاد والمناقب: إن الإمام الصادق لما سمع بقتل المعلى، خرج
يجر رداءه، فدخل على داوود. فقال له: قتلت مولاي وأخذت مالي! أما علمت أن
الرجل ينام على الثكل ولا ينام على الحرب (2).
من هذه النصوص وغيرها يظهر أن المعلى مملوك للإمام الصادق ومولاه،
وكان مكلفا من قبل الإمام أن يتجر له.
جاء في كتاب من لا يحضره الفقيه عن المعلى بن خنيس، قال: رآني أبو عبد الله
وقد تأخرت عن السوق، فقال: أغد إلى عزك (3).
ولما أخذه داوود بن علي وأراد قتله، قال له المعلى: أخرجني إلى الناس،
فإن لي دينا كثيرا ومالا حتى أشهد بذلك. فأخرجه إلى السوق، فلما اجتمع الناس
حوله قال: يا أيها الناس فمن عرفني فقد عرفني، واشهدوا أن ما تركت من مال
وعين ودين أو أمة أو عبد أو دار أو قليل أو كثير فهو لجعفر بن محمد (4).
ومن هذا الإعلان يتضح أن المعلى كان مكلفا من قبل الإمام أن يتجر له، وكان
صاحب تجارة ومال في المدينة يوم قتله. وأن هذا النص لا يحمل على كونه وصية
شخصية، وإنما إعلان من المعلى بعلاقته بالإمام الصادق، وأن ما يملكه هو للإمام
الصادق، ولذلك نرى الإمام يحتج على داوود بن علي كما في النصوص المتقدمة
بأنه قتل مولاه وأخذ ماله، فالمال للإمام الصادق، ونرى بعض من له مال على
المعلى طالب الإمام الصادق (عليه السلام) به.

1. رجال الكشي، ج 2، ص 675؛ ووسائل الشيعة، ج 29، ص 46 (ح 35116).
2. الإرشاد، ج 2، ص 184؛ مناقب آل أبي طالب، ج 4، ص 230.
3. كتاب من لا يحضره الفقيه، ج 3، ص 192 (ح 3719)؛ وسائل الشيعة، ج 17، ص 10 (ح 2).
4. رجال الكشي، ج 2، ص 675، وخاتمة المستدرك، ج 5، ص 294؛ ومعجم رجال الحديث، ج 18، ص 239،
رقم 12496.
20

ففي الصحيح عن الوليد بن صبيح، قال: جاء رجل إلى أبي عبد الله يدعي على
المعلى دينا عليه وقال: ذهب بحقي. فقال أبو عبد الله: ذهب بحقك الذي قتله. ثم
قال للوليد: قم فاقضه من حقه، فإني أريد أن أبرد عليه جلده الذي كان باردا (1).
وهكذا يتضح أن المعلى كان مملوكا للإمام الصادق ومكلفا من قبل الإمام
أن يتجر له.
عصر المعلى بن خنيس
عاش المعلى في عصر مضطرب مليء بالصراعات والثورات والآراء المتعددة النزعات،
كالشعوبية والقبلية، وكان المجتمع يموج بالفتن والقتل والقتال. فقد عاصر سقوط
الدولة الأموية، وقيام الدولة العباسية، وظهور تيارات داخل الكيان الشيعي كالكيسانية
العباسية، والزيدية الحسنية، والمغيرية، والخطابية، والإمامية الجعفرية التي كانت كلها
ترفع " أهل البيت " شعارا لها، و " الرضا من آل محمد " عنوانا لحركتها. ولكن عندما
نسبر أغوار التأريخ نجد الصراع بين هذه الاتجاهات قائما على أوجه، وأن الفتنة
محيطة بالمؤمنين، فسقط الكثير منهم في شراك الفتنة والطموح.
عاصر المعلى تلك الأجواء، وكان أشد الناس التصاقا بالإمام الصادق حتى
لاقى ربه شهيدا.
وسوف نبحث عصره بما يناسب المقام لنتوصل إلى معرفة وعيه ودوره،
وسبب شهادته.
سقوط الدولة الأموية:
نزى بنو أمية على استلام الحكومة بعد أن كانوا أشد الناس عداوة للرسول (صلى الله عليه وآله)،
ومبالغة في إيذائه وتماديا في تكذيبه، فقد كانوا رأس الطاغوت القرشي، وكانوا

1. الكافي، ج 5، ص 94 (ح 8)؛ تهذيب الأحكام، ج 6، ص 186 (ح 386).
21

قادة جيوش المشركين في بدر وأحد والأحزاب وغيرها إلى أن فتح مكة، فدخلوا
الإسلام، ومنهم من أضمر الحقد والحسد والكيد للإسلام وأهله وبقى على قبليته،
وبما أنهم سادة قريش فقد سعوا إلى أن تكون لهم السيادة في الإسلام. فمدوا
عيونهم للإمرة والخلافة.
قال المقريزي معلقا على هذا الطموح: فإني كثيرا ما تعجبت من تطاول بني أمية
للخلافة، مع بعدهم عن جذم رسول الله، فلعمري لا نبعد أبعد مما كان بين بني أمية
وبين هذا الأمر، إذ ليس لبني أمية سبب إلى الخلافة ولا بينهم وبينها سبب. (1)
لكنهم سعوا وبطرق شتى عبر القرابة والدسائس والفتن والحرب حتى وصلوا
إلى سدة الحكم، وأصبح معاوية بن أبي سفيان خليفة المسلمين عام " 41 ق "،
واستمر الحكم الأموي إلى عام " 130 ق "، في جو ملبد بالكذب والوضع والزندقة
حتى سقوط دولتهم وزوال ملكهم.
وسنذكر مجمل أسباب السقوط بشكل مقتضب، لغرض إعطاء صورة واضحة
للاتجاهات التي ساهمت في سقوط الدولة الأموية، والتي أثرت في تعدد رؤى
الشيعة وقيام الدولة العباسية.
أ - شهادة الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) ريحانة الرسول (رضي الله عنه) وسيد شباب أهل الجنة،
على يد جيش يزيد بن معاوية وبصورة بشعة، ثم سبي عائلته ونقلها من بلد إلى بلد،
مما سبب لوعة وحزنا في قلوب المسلمين، وتأججت العواطف وانكشفت حقيقة
الوجه الأموي المعادي لله ورسوله. مما أصبح من الواضح أن الأمويين لم يرعوا لله
ورسوله حرمة ولا لدين الله احتراما. فكانت شهادته (عليه السلام)، وأهل بيته وأصحابه أحد
الأسباب الرئيسة التي أدت إلى سقوط الدولة الأموية، بل اعتبرها عباس محمود
العقاد السبب الوحيد في سقوطها (2).

1. التنازع والتخاصم، ص 11 - 12.
2. الحسين أبو الشهداء، العقاد، ج 3: 309 إلى 315.
22

ب - موقف الشيعة من الحكم الأموي، فقد تميز موقفهم منذ بغي القاسطين
وانقسام المجتمع إلى شيعة علي بن أبي طالب (عليه السلام) وشيعة بني أمية، واشتدت
المحنة بعد شهادة الإمام علي، وأصبح الشيعة عرضة لسهام الأمويين وبغيهم،
فقد تعرضوا للقتل والمطاردة والتشريد والحرمان، واشتد البلاء عليهم بعد شهادة
الإمام الحسن (عليه السلام) وتعرض خيار الشيعة للقتل، ثم شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) التي
أصبحت نارا لا تنطفئ بقلوب الشيعة، مما جعلهم يعلنون الثورة تلو الثورة ضد
الحكم الأموي، فكانت ثورة التوابين، وثورة الحرة في المدينة، وثورة المختار،
وثورة زيد بن علي، وثورة معاوية بن عبد الله وغيرهم.
إضافة للحركة العلمية في نشر الفضائل والمناقب والحديث التي راح في سبيلها
عدد من خيار الشيعة كميثم التمار، وسعيد بن جبير، وكميل بن زياد، ورشيد
الهجري، وقنبر (مولى علي (عليه السلام)) وغيرهم. وبهذا أصبح الشيعة الخطر الحقيقي الذي
يهدد العرش الأموي، وقد ساهمت الحركة الشيعية بإسقاط الدولة الأموية مساهمة
فعاله، بل سقطت تحت الشعار الشيعي (الرضا من آل محمد (عليه السلام)).
ج - موقف الموالي من بني أمية: أقام الأمويون حكمهم على التمييز الطبقي
والعرقي، لذا تعرض غير العرب إلى أقسى حالات التمييز والاحتقار والإهانة، فقد
أطلقوا عليهم اسم " الموالي "، ووصفوهم بالعلوج، وكانوا لا يمشون في الصف معهم
ولا يقدمونهم بالمركب، وكانت المرأة منهم لا تخطب من أبيها وإنما تخطب إلى
مواليها، ومنع زواج الموالي من العرب، وتطلق العربية إذا وجدت تحت أحدهم. كما
أراد معاوية قتل شطر منهم عندما رآهم قد كثروا فنهاه الأحنف عن ذلك، وطرد
الحجاج غير العرب من البصرة والبلاد المجاورة لها، ومنع النبط من المبيت في
واسط (1)، فقد كان غير العرب في العصر الأموي محتقرين مضطهدين محرومين من

1. راجع العقد الفريد، ج 3، ص 408 - 416؛ والأغاني، ج 14، ص 150؛ تاريخ التمدن الإسلامي، ج 4، ص 41.
23

أبسط الحقوق التي منحهم إياها الإسلام. فنتيجة هذا التعسف والظلم ظهرت
الحركة الشعوبية في أواخر العصر الأموي والتي كانت تنادي بالمساواة بين الشعوب
المختلفة في المجتمع الإسلامي، ثم اتخذت مناحي أخرى في المفاضلة والمفاخرة
بين الشعوب والبلدان امتلأت بها كتب الأدب والتأريخ والحديث.
كما بادر الموالي ببذل أرواحهم ودمائهم وكل غال ونفيس في سبيل
الخلاص من الحكم الأموي، فكانوا أكثر الناس استجابة للخروج والتمرد، فقد
كانوا يشكلون معظم جيش المختار، وأكثر جيش ابن الأشعث، وقوام جيش
عبد الله بن معاوية. وكان خروج أبي مسلم الخراساني منطلقا من الحيف والظلم
الذي لحق بالموالي، لذا فإنهم استجابوا له وانطلقوا معه في حماس عجيب
يفتحون البلدان ويهزمون الجيوش من خراسان حتى وصلوا الكوفة، وكان
الخراسانيون القوة الحقيقية التي تم على يدها إسقاط الحكم الأموي وتحت شعار
" الرضا من آل محمد ".
د - الصراع القبلي بين اليمانية والعدنانية: جرت بين هاتين القبيلتين مفاخرات
ومنافرات في فجر الإسلام في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)، كما جاء في قصة ماء المريسيع (1)،
ثم أذكى الصراع بينهما السياسة القرشية بالتمييز والطبقية في الزواج والعطاء
والإمرة (2)، ثم عمق الصراع معاوية بن أبي سفيان واضطهد الأنصار واليمانيين،
واحتقر قبائل اليمن، واستمر الأمويون في سياسة التمييز حتى أصبح الصراع
القبلي في جميع أنحاء البلاد كالشام وخراسان والعراق، فقد كان الصراع في الشام
له مدخلية في إبقاء الحاكم الأموي أو خلعه، كثورة اليمانية على الوليد بن يزيد

1. راجع: مغازي الواقدي، ج 1، ص 404 - 411؛ سيرة ابن هشام، ج 3، ص 352؛ أحاديث أم المؤمنين عائشة،
ج 2، ص 121.
2. راجع: ثورة الحسين (عليه السلام) ظروفها الاجتماعية وآثارها الإنسانية، ص 28؛ عن تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 106؛
فتوح البلدان، ص 437؛ شرح ابن أبي الحديد، ج 8، ص 111.
24

بعد أن أثقل عليهم، وحرضت الثورة ابن عمه يزيد بن الوليد بن عبد الملك على أخذ
البيعة لنفسه، فاستولى على دمشق وأرسل جيشا إلى الوليد وهو في القصر، فدخلوا
عليه وذبحوه. وكان اعتماده على اليمانية في إخماد القيسية في أماكن متعددة،
كما وقف مروان بن محمد إلى جانب القيسية ضد اليمانية في نزاعه على الخلافة مع
إبراهيم بن الوليد.
كانت خراسان ساخنة بالصراع القبلي بين اليمانية وزعيمها يزيد بن المهلب ثم
علي بن الكرماني، والقيسية وزعيمها نصر بن سيار.
وقد توجه يزيد بن المهلب إلى البصرة ليخوض ثورته على أساس قبلي،
واستنفر لنصرته كل القبائل اليمانية في الكوفة وغيرها (1)، هذا مما جعل البلاد
ملتهبة بالثورات والصراعات القبلية، حتى أصبحت أحد الأسباب في سقوط
الدولة الأموية، بل اعتبرها المسعودي السبب الرئيسي في إسقاط الدولة الأموية (2).
ه‍ - موقف الخوارج من الدولة الأموية: بعد انقسام الأمة الإسلامية إلى ثلاثة
أحزاب: شيعة بني أمية وشيعة علي (عليه السلام)، وخوارج، الذين خرجوا على الإمام
علي (عليه السلام) في معركة صفين رافضين نتائج التحكيم، طالبين منه التوبة، فكانت له معهم
وقعة النهروان، وبعد شهادته (عليه السلام) كان الخوارج أشد الناس على معاوية بن أبي سفيان،
لاعتقادهم بوجوب قتاله وكفره، وقد خرجوا في زمنه، فكانت حركة المستورد بن
علقمة، وحيان بن ظبيان، كما تعرضوا إلى أكثر من إبادة وقتل جماعي على يد
المغيرة وزياد بن أبيه.
ثم ثورة نافع بن الأزرق ومذهبه الشديد في تكفير المسلمين وسبيهم،
كما هزم الجيش الأموي عدة مرات أمام الخوارج، واعتد أمرهم وتفاقم خطرهم

1. مروج الذهب، ج 3، ص 257.
2. راجع: مروج الذهب، ج 3، ص 254 - 257؛ الكامل في التاريخ، ج 5، ص 280 - 323؛ خمسون ومئة صحابي
مختلق، ج 1، ص 61 - 76؛ ضحى الإسلام، ج 1، ص 32 - 33؛ التاريخ العباسي، ص 10.
25

على الدولة الأموية في عهد مروان بن محمد، فقد انتهز الضحاك بن قيس
الشيباني فرصة انقسام الحزب الأموي، فخرج وانضم إليه الخوارج، وتوجه إلى
الحيرة ثم زحف إلى الكوفة، وبعدها سار نحو الموصل، ثم النصيبين حتى هزم
عند ماردين في سنة " 128 ه‍ "، وخرج أبو حمزة إلى مكة، ثم دخل المدينة وأقام
فيها ثلاثة أشهر (1).
ولهذا كانت حركة الخوارج مصدر قلق للدولة الأموية، وساهمت في إضعافها
وإسقاطها.
إذا قد سقطت الدولة الأموية بسبب ظلامة الحسين (عليه السلام)، وتحت ضربات ثورات
الموالي واليمانية والخوارج، مما جعل هذا التنوع في المعارضة صعوبة في السيطرة
على مسار الثورة.
وقد تجتمع هذه الاتجاهات تحت شعار واحد في بعض الأحيان، كاجتماع
الشيعة والموالي واليمانية على حرب الأمويين تحت شعار " الرضا من آل محمد "،
فساهم هذا التنوع في تعدد الاتجاهات الشيعية.
التيارات الشيعية في عصر الإمام الصادق (عليه السلام):
تعرض الشيعة للقتل والمطاردة والحرمان بعد شهادة الإمام الحسين (عليه السلام)، كما
أصبحوا مصدر قلق للدولة الأموية، فقد أججت الثورة الحسينية المعارضة
الفكرية والسياسية للمشروع الأموي وأسقطته، ولكن لم يتمكن الشيعة من تكوين
كيان سياسي أو مركز علمي أو خط فكري واضح يسهل من خلاله فهم التيار
الشيعي فهما واضحا؛ وذلك لأنهم اشتركوا بالثورة مع آل الزبير، وإلى جنب
الموالي، وتحت راية اليمانية، وأصبح شعارهم " الرضا من آل محمد " فضفاضا

1. راجع: تاريخ الإسلام، حسن إبراهيم حسن، ج 2، ص 4 - 10 وضحى الإسلام.
26

يستوعب الكثير من الأشكال والأفكار والاتجاهات، فحب آل محمد كشعار
وحقيقة استقطبت الكثير.
أما في جانب الحركة العلمية، فقد امتزج رواة مدرسة أهل البيت مع غيرهم،
ولا يمكن تمييزهم إلا بالدقة المتناهية، وإن سهل هذا الامتزاج انتشار حديث
الرسول (صلى الله عليه وآله)، والإمام علي (عليه السلام) بين المسلمين إلا أنه أوجد مشكلة في كيفية تمييز
الخط الشيعي بين هذا التيار المتلاطم الأمواج حتى جاء الإمام الصادق (عليه السلام)، وقام
بإبراز خط أهل البيت في كل قضية وحكم، وقاد عملية نشر الحديث وصيانته،
وحمايته من التحريف والتخريب، كما أوجد كتلة ضخمة مؤمنة بأفكاره، ملتزمة
بهديه، من خلالها تميز موقف الإمام الصادق (عليه السلام) وامتداده في المجتمع.
ومن هؤلاء الذين كانوا أشد أصحابه التصاقا به هو المعلى بن خنيس. فقد كان
المعلى من عصارة أصحاب الإمام الذين صنعتهم محنة الصراع الأموي العلوي،
وفتنة ظهور التيارات الشيعية التي أصبحت تستقل في عقيدتها بالإمامة والقيادة
والدولة عن نهج الأئمة (عليهم السلام). وسوف نبحث موقف الإمام من الاتجاهات الشيعية التي
ظهرت في عصره، وموقف المعلى بن خنيس تبعا.
الزيدية والحسنيون:
أعلن زيد بن علي الثورة بهدف القضاء على النظام الأموي، فحاول السيطرة على
الكوفة لتكون نقطة انطلاق أولية للحركة باتجاه إسقاط الشام وتسليم الأمر لأهل
البيت (1)، ولتحقيق العدل وإزالة الظلم والاضطهاد الذين تعرضت لهما الأمة بوجود
الدولة الأموية لكن حالت أمور عديدة (2) دون تحقيق أهدافه، وانتهت الثورة بشهادته.

1. قال الإمام الصادق (عليه السلام): رحم الله عمي زيد إنه دعا إلى الرضا من آل محمد (صلى الله عليه وآله)، ولو ظفر لوفى بما دعا إليه.
(عيون أخبار الرضا، ج 1، باب 25 (ح 1) ص 195.
2. راجع: زيد بن علي ومشروعية الثورة عند أهل البيت (عليهم السلام) (الفصل الخامس عوامل فشل الثورة) ص 129 - 147.
27

ولكن سرعان ما تحولت حركته إلى مذهب من المذاهب الشيعية التي تبنت
الثورة والخروج على السلطان كشرط أساسي في الإمامة، ونسبوا هذه العقيدة
لزيد بن علي.
فقد جاء في الرواية الواردة عن الإمام الباقر (عليه السلام) وهو ينصح زيدا: " إن الطاعة
مفروضة من الله، والمودة للجميع، وأمر الله يجري لأوليائه بحكم موصول، وقضاء
مفصول، وحتم مقضي، وقدر مقدور، وأجل مسمى لوقت معلوم، فلا يستخفنك
الذين لا يوقنون، إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا، فلا تعجل فإن الله لا يعجل لعجلة
العباد، ولا تسبقن الله فتعجزك البلية فتصرعك ".
قال: فغضب زيد عند ذلك وقال: " ليس الإمام منا من جلس في بيته، وأرخى
ستره، وثبط عن الجهاد، ولكن الإمام منا من منع حوزته، وجاهد في سبيل الله حق
جهاده، ودفع عن رعيته وذب عن حريمه " (1).
فقد حاول راوي هذه الرواية أن يرقى بفكرة الزيدية إلى زمن الإمام الباقر (عليه السلام)
(م 114 ه‍)، والرواية مجهولة لجهالة الحسين بن الجارود وموسى بن بكر بن دأب
إرسالها أيضا (2)، كما حاولوا إعطاء زيد الاستقلالية الفكرية عن الأئمة، وأن مصدر
علمه القرآن وحده، وقد استغنى به عن كتاب أبيه الذي كان عند أخيه الباقر (عليه السلام) (3)، ثم
ذكروا أن أولاد عبد الله بن الحسن أخذوا العلم عنه (4)، ليثبتوا التصاقهم واتصالهم
بالكفرة الزيدية، بل هم المؤسسون لها. فانتهى الأمر بقطاع واسع من الشيعة
والعلويين بالقول بالإمامة السياسية لمن قام بالسيف من بني فاطمة، وكان أبناء
الحسن أسرع الناس لتبني هذه الفكرة، فاعلنوا الثورات في العراق وطبرستان

1. الكافي، ج 1، ص 356 (ح 16).
2. زيد بن علي ومشروعية الثورة عند أهل البيت (عليهم السلام)، ص 112.
3. راجع: تهذيب الكمال، ج 10، ص 98 (رقم 2120)؛ سير أعلام النبلاء، ج 5، ص 390، رقم 178.
4. الروض النضير، ج 1، ص 63.
28

والحجاز واليمن، ونجحوا في تأسيس دولة في طبرستان واليمن والمغرب
والحجاز، ومن هنا بدأ الانقسام في البيت العلوي إلى حسنيين زيدية وحسينيين
جعفرية، وكانت بداية هذا التحول الفكري في عصر الإمام الصادق (عليه السلام).
فقد تحرك عبد الله بن الحسن لأخذ البيعة لابنه محمد الذي وصفه بالمهدي،
ودعا بني هاشم بما فيهم الإمام الصادق (عليه السلام) للبيعة، فكان موقف الإمام الصادق تجاه
الحركة الزيدية وإمامة بني الحسن بما يلي:
1. رفض البيعة لمحمد بن عبد الله بن الحسن على أنه المهدي. جاء في مقاتل
الطالبيين عن عبد الأعلى بن علي قال: إن بني هاشم اجتمعوا فخطبهم عبد الله بن
الحسن، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إنكم أهل البيت قد فضلكم الله بالرسالة،
واختاركم لها، وأكثركم بركة يا ذرية محمد (صلى الله عليه وآله)، بنو عمه وعترته، وأولى الناس
بالفزع في أمر الله، من وضعه الله موضعكم من نبيه (صلى الله عليه وآله)؟ وقد ترون كتاب الله معطلا،
وسنة نبيه متروكة، والباطل حيا، والحق ميتا، قاتلوا لله في الطلب لرضاه بما هو
أهله، قبل أن ينزع منكم اسمكم، وتهونوا عليه كما هانت بنو إسرائيل، وكانوا أحب
خلقه إليه. وقد علمتم إنا لم نزل نسمع أن هؤلاء القوم إذا قتل بعضهم بعضا خرج
الأمر من أيديهم، فقد قتلوا صاحبهم - يعني الوليد بن يزيد - فهلم نبايع محمدا، فقد
علمتم أنه المهدي.
فقالوا: لم يجتمع أصحابنا بعد، ولو اجتمعوا فعلنا، ولسنا نرى أبا عبد الله جعفر
بن محمد، فأرسل إليه ابن الحسن فأبى أن يأتي، فقام وقال: أنا آت به الساعة،
فخرج بنفسه حتى أتى مضرب الفضل بن عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن
الحرث، فأوسع له الفضل ولم يصدره، فعلمت أن الفضل أسن منه، فقام له جعفر
وصدره، فعلمت أنه أسن منه.
ثم خرجنا جميعا حتى أتينا عبد الله، فدعي إلى بيعة محمد، فقال له جعفر: إنك
29

شيخ، وإن شئت بايعتك، وأما ابنك فوالله لا أبايعه وأدعك.
وقال عبد الله الأعلى في حديثه: إن عبد الله بن الحسن قال لهم: لا ترسلوا إلى
جعفر فإنه يفسد عليكم، فأبوا. قال: فأتاهم وأنا معهم، فأوسع له عبد الله إلى جانبه
وقال: قد علمت ما صنع بنا بنو أمية، وقد رأينا أن نبايع لهذا الفتى.
فقال: " لا تفعلوا، فإن الأمر لم يأت بعد ".
فغضب عبد الله وقال: لقد علمت خلاف ما تقول، ولكنه يحملك على ذلك الحسد
لابني. فقال: لا والله، ما ذاك يحملني، ولكن هذا وأخوته وأبناءهم دونكم ".
وضرب يده على ظهر أبي العباس، ثم نهض وأتبعه، ولحقه عبد الصمد وأبو جعفر
فقالا: يا أبا عبد الله، أتقول ذلك؟
قال: " نعم والله أقوله وأعلمه ".
قال أبو جعفر: فانصرفت لوقتي، فرتبت عمالي، وميزت أموري تمييز مالك لها (1).
2. بعد أن نشطت الحركة الزيدية بزعامة بني الحسن أخذ الإمام الصادق (عليه السلام)،
يخبر عن ما ورثه من العلم وأن عنده كتبا فيها أسماء الملوك الذين يملكون في
الأرض ولم يكن منهم محمد بن عبد الله بن الحسن. روى الحسن الصفار عدة
روايات، منها الصحيح في هذا الباب.
أ - يروي محمد بن الحسين بن عبد الرحمن بن هاشم وجعفر بن بشير، عن
عنبسة، عن ابن خنيس، قال: كنت عند أبي عبد الله إذ أقبل محمد بن عبد الله بن
الحسن فسلم عليه ثم ذهب، ورق له أبو عبد الله ودمعت عينه، فقلت له: لقد رأيتك
صنعت به ما لم تكن تصنع؟ قال: رققت لأنه ينسب في أمر ليس له، لم أجده في
كتاب علي من خلفاء هذه الأمة ولا ملوكها (2).

1. مقاتل الطالبيين، ص 224 - 226.
2. بصائر الدرجات، ص 168، باب 2 (ح 1)؛ بحار الأنوار، ج 26، ص 155 (ح 1).
30

ب - يروي ابن يزيد، عن ابن عمير، عن ابن أذينة، عن جماعة سمعوا أبا عبد الله
وقد سئل عن محمد؟ فقال: إن عندي لكتابين فيهما اسم كل نبي وكل ملك، لا والله
ما محمد بن عبد الله في أحدهما (1).
ج - يروي علي بن إسماعيل، عن صفوان بن يحيى، عن العيص بن القاسم، عن
ابن خنيس قال: قال أبو عبد الله: ما من نبي ولا وصي ولا ملك إلا في كتاب عندي،
لا والله ما لمحمد بن عبد الله بن الحسن فيه اسم (2).
د - يروي يعقوب بن يزيد عمن رواه، عن يعقوب، عن محمد بن أبي عمير، عن
محمد بن حمران، عن سليمان بن خالد قال: سمعت أبا عبد الله يقول: إن عندي
لصحيفة فيها أسماء الملوك، ما لولد الحسن فيها شيء (3).
ه‍ - يروي عبد الله بن جعفر، عن محمد بن عيسى، عن صفوان، عن العيص بن
القاسم قال: قال لي أبو عبد الله: ما من نبي ولا وصي ولا ملك إلا في كتاب عندي،
والله ما لمحمد بن عبد الله فيه اسم (4).
و - على بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن فضيل بن
يسار، وبريد بن معاوية وزرارة، أن عبد الملك بن أعين قال لأبي عبد الله (عليه السلام): إن الزيدية
والمعتزلة قد أطافوا بمحمد بن عبد الله، فهل له سلطان؟
فقال: والله إن عندي لكتابين فيهما تسمية كل نبي وكل ملك يملك الأرض،
لا والله ما محمد بن عبد الله في واحد منهما (5).
3. ورد الإمام الصادق (عليه السلام) ادعاءهم، واحتج عليهم بأنهم لم يرثوا مواريث
الإمامة والنبوة.

1. بصائر الدرجات، ص 169، باب 2 (ح 2)؛ بحار الأنوار، ج 26، ص 155 (ح).
2. بصائر الدرجات، ص 169، باب 2 (ح 4)؛ بحار الأنوار، ج 26، ص 156.
3. بصائر الدرجات، ص 169، باب 2 (ح 5)؛ بحار الأنوار، ج 26، ص 156.
4. بصائر الدرجات، ص 169، باب 2 (ح 6)؛ بحار الأنوار، ج 6، ص 156.
5. أصول الكافي، ج 1، ص 242 (ح 7).
31

أ - حدثنا أبو القاسم، قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، قال: حدثنا محمد بن
الحسن الصفار، قال: حدثنا محمد بن الحسين، عن صفوان، عن عثمان بن
أبي عثمان، عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله قال: إن الكتب كانت عند
علي (عليه السلام)، فلما سار إلى العراق استودع الكتب عند أم سلمة، فلما مضى علي كانت
عند الحسن، فلما مضى الحسن كانت عند الحسين، فلما مضى الحسين كانت عند
علي بن الحسين، ثم كانت عند أبي (1).
ب - محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن، عن أبي محبوب، عن العلاء بن
رزين، عن عبد الله بن أبي يعفور، عن أبي عبد الله قال: لا يموت الإمام حتى يعلم من
يكون بعده فيوحي إليه (2)، ومثله في الصحيح عن المعلى (3).
ج - حدثنا عمران بن موسى، عن محمد بن الحسن، عن عبيس بن هشام، عن
محمد بن أبي حمزة وأحمد بن عائذ، عن ابن أذينة، عن علي بن سعيد قال:
كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام)، فقال له محمد بن عبد الله بن علي: تعجبت لعبد الله بن
الحسن يهزأ أو يقول: هذا جعفركم الذين تدعون. فغضب أبو عبد الله فقال: العجب
لعبد الله يقول: " ليس فينا إمام صدق! " وليس هو بإمام، وما كان أبوه بإمام! يزعم
أن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، لم يكن إماما وكذب! أم قوله في الجفر! فإنه جلد ثور
مدبوغ، كالجراب فيه كتب وعلم ما يحتاج إليه الناس إلى يوم القيامة من حلال
وحرام. إملاء رسول الله وبخط علي (عليه السلام)، وفيه مصحف فاطمة، ما فيه آية من القرآن،
وأن عندي لخاتم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ودرعه وسيفه ولواه، وعندي الجفر على رغم أنف
من زعم (4).

1. بصائر الدرجات، ص 162، باب 1 (ح 1).
2. الكافي، ج 1، ص 77 (ح 5).
3. الكافي، ج 1، ص 277 (ح 6).
4. بصائر الدرجات، ص 160، باب 14 (ح 30).
32

د - وفي الصحيح على المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال في
بني عمه: ولو أنكم إذ سألوكم وأجبتموهم واحتجوكم بالأمر كان أحب إلي أن
تقولوا لهم إنا لسنا كما يبلغكم، ولكنا قوم نطلب هذا العلم عمن هو أهله ومن
صاحبه، وهذا السلاح عند من هو؟ وهذا الجفر عند من؟ ومن صاحبه؟ فإن يكن
عندكم فإنا بايعناكم، وإن يكن عند غيركم فنطلبه حتى نعلم (1).
وغيرها من الروايات الصحيحة تجدها مبثوثة في كتاب بصائر الدرجات والكافي
وغيرهما.
وقد كان موقف المعلى بن خنيس تبعا لهدي الإمام أبي عبد الله (عليه السلام)، وروى لنا
بعض الروايات التي تحدث فيها الإمام لرد أبناء عبد الله بن الحسن والزيدية.
قيام الدولة العباسية والكيسانية:
كان بنو العباس يلفهم الخمول منذ وفاة ابن عباس، وكانوا تبعا للعلويين، ولم يظهر
منهم أحد ذو شأن استقل في أمر وصنع قرارا ضد الأمويين، وازداد انزواؤهم بعد ان
أبعد الوليد علي بن عبد الله بن العباس إلى الحميمة (2). وبقوا بتلك البقعة بعيدين عن
ساحة الصراع في المدينة والكوفة والشام، حتى دب الضعف وظهر الانهيار بالدولة
الأموية، فانتقلوا إلى الكوفة وهم على وجل وخوف من سطوة الأمويين، وكان
أبو العباس السفاح معدما منهزما، ولم يدر في خلده أنه يكون خليفة في يوم من
الأيام (3)، وكذا كان أبو جعفر المنصور، فقد كان جزءا من حركة عبد الله بن معاوية
وواليه على ايذة في خوزستان، وأسر بعد فشل ثورة عبد الله بن معاوية، وأطلق
سراحه والي الأهواز (4)، وكان يعتقد بإمامة محمد بن عبد الله بن الحسن.

1. بصائر الدرجات، ص 158، باب 14 (ح 20).
2. الكامل في التاريخ، ج 5، ص 257.
3. مروج الذهب، ج 3، ص 286 - 288.
4. الكامل في التاريخ، ج 5، ص 371.
33

قال عمير بن الفضل الخثعمي: رأيت أبا جعفر المنصور وقد خرج محمد بن
عبد الله بن الحسن من دار أبيه، وله فرس واقف على الباب مع عبد له أسود
وأبو جعفر، فلما خرج وثب أبو جعفر فأخذ بردائه حتى ركب، ثم سوى ثيابه
على السرج ومضى محمد.
فقلت - وكنت حينئذ أعرفه ولا أعرف محمدا - من هذا الذي أعظمته هذا
الإعظام حتى أخذت بركابه وسويت عليه ثيابه؟
قال: أو ما تعرفه! قلت: لا.
قال: هذا محمد بن عبد الله بن الحسن مهدينا أهل البيت (1).
وكان مع من حضر بيعة محمد بن عبد الله بن الحسن في المدينة، ولما رفض
الإمام الصادق (عليه السلام) البيعة لمحمد وقال: لا تفعلوا إن الأمر لم يأت بعد. فغضب
عبد الله بن الحسن وقال: لقد علمت خلاف ما تقول، ولكنه يحملك على ذلك
الحسد لابني. فقال: لا والله ما ذاك يحملني، ولكن هذا وأخوته دونكم، وضرب يده
على ظهر أبي العباس، ثم نهض وأتبعه، ولحقه عبد الصمد وأبو جعفر فقالا:
يا أبا عبد الله، أتقول ذلك؟
قال: نعم والله، أقوله وأعلمه.
وقال عبد الله بن جعفر بن المسور: فخرج جعفر (عليه السلام) يتوكأ على يدي، فقال لي:
أرأيت صاحب الرداء الأصفر؟ يعني أبا جعفر.
قلت: نعم.
قال: فإنا نجده والله يقتل محمدا.
قلت: أو يقتل محمدا؟
قال: فقلت في نفسي: حسده ورب الكعبة.

1. مقاتل الطالبيين، ص 212.
34

ثم ما خرجت والله من الدنيا حتى رأيته قتله.
وفي رواية أخرى قال الإمام الصادق (عليه السلام) لعبد الله بن الحسن: لا والله ما حسدت
ابنك، وأن هذا - يعني أبا جعفر - يقتله على أحجار الزيت، ويقتل أخاه بعده
بالطفوف وقوائم فرسه في الماء.
ثم قام يجر رداءه، فتبعه أبو جعفر فقال: أتدري ما قلت يا أبا عبد الله؟
قال: أي والله أدري، وأنه لكائن.
قال: فحدثني من سمع أبا جعفر يقول: فانصرفت لوقتي، فرتبت أعمالي،
وميزت أموري تمييز مالك لها (1).
وقبل هذا لم يكن لبني العباس تحرك مستقل عن العلويين، وما جاء في
الروايات التاريخية من أن أبا هاشم أفضى بأسرارهم (الشيعية) وحركتهم السرية
لإبراهيم، وانتقلت الإمامة عند الكيسانية من العلويين إلى العباسيين (2)، فهذا موضع
يستدعي المتابعة والتحقيق، ودراسة الروايات ومصادرها، وأسانيدها وتسلسل
أحداثها. وأفضل من بحث هذا الموضوع، الشيخ عبد الواحد الأنصاري في كتابه
(مذاهب ابتدعتها السياسة)، والراجح أن الدولة العباسية قامت على تناقضات
التيارات التي ساهمت بإسقاط الدولة الأموية بعد رفض الإمام الصادق (عليه السلام) دعوة
أبي سلمة الخلال وأبي مسلم الخراساني (3). كما رفض عبد الله بن الحسن أن يتصدى
ابنه محمد (المهدي) لأن الأمر لم يتم بعد، فبقيت الساحة فارغة من الزعامة التي
تجتمع عليها التيارات الثورية، ويجب أن يكون هاشميا بدل نده الأموي الراحل،
فأشار داوود بن علي على الثوار أن أبا العباس هو الإمام الذي تجب بيعته (4).

1. مقاتل الطالبيين، ص 225 - 226.
2. تاريخ الطبري، ج 8، ص 320.
3. مناقب آل أبي طالب، ج 4، ص 356.
4. مروج الذهب، ج 3، ص 280 - 282.
35

واختلقوا مذهب الكيسانية، ولكن سرعان ما تحول بنو العباس من الإمامة إلى
الخلافة، وبهذا انقرضت الكيسانية العباسية، وهي غير الكيسانية الأولى المنسوبة
للمختار الذي منهم السيد إسماعيل الحميري، وحيان السراج، الراوي حديث
وقصيدة الحميري، التي يذكر فيها انتقاله من الكيسانية والاعتقاد بغيبة محمد بن
الحنفية إلى الاعتقاد بإمامة الإمام الصادق (عليه السلام) (1)، وكذا يعدم منهم كثير عزة لقوله:
ألا إن الأئمة من قريش ولاة الحق أربعة سواء
علي والثلاثة من بنيه * هم الأسباط ليس بهم خفاء
فسبط سبط إيمان وبر * وسبط غيبته كربلاء وسبط لا يذوق الموت حتى * يقود الخيل يقدمها اللواء
يغيب فلا يرى فيهم زمانا * برضوى عنده غيل وماء
والكيسانية هذه هي التي يرد عليها الإمامان الباقر والصادق (عليهما السلام) في أكثر من
مناسبة وبأساليب متعددة، منها:
ما جاء في مناقب ابن شهر آشوب: تكلم بعض رؤساء الكيسانية مع الإمام
الباقر (عليه السلام) في حياة محمد بن الحنفية فقال له: ويلك ما هذه الحماقة؟ أنتم أعلم به أم
نحن، قد حدثني أبي علي بن الحسين (عليه السلام) أنه شهد موته، وغسله وتكفينه، والصلاة
عليه وأنزله في قبره.
فقال: شبه على أبيك كما شبه عيسى بن مريم على اليهود.
فقال له الباقر (عليه السلام): أفنجعل هذه الحجة قضاء بيننا وبينك؟
قال: نعم.
قال: أرأيت اليهود الذين شبه عيسى (عليه السلام) عليهم كانوا أولياءه أو أعداءه؟
قال: بل كانوا أعداءه.

1. مروج الذهب، ج 3، ص 91 و 92؛ كشف الغمة، ج 3، ص 450؛ أعلام الورى، ص 279؛ مناقب آل أبي طالب،
ج 3، ص 371؛ بحار الأنوار، ج 37، ص 4؛ الإرشاد، ص 303.
36

قال: فكان أبي عدو محمد بن الحنفية فشبه له؟
قال: لا.
وانقطع ورجع عما كان عليه (1).
وفي رواية أخرى يحتج الإمام الباقر (عليه السلام) على الكيسانية بألا تكون الإمامة في
محمد بن الحنفية؛ لأنه لم يكن معه إرث النبوة والإمامة.
عن حمران، عن أبي جعفر قال: ذكرت الكيسانية وما يقولون في محمد بن
علي، فقال: ألا يقولون عند من كان سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ وما كان في سفيه من
علامة كانت في جانبه إن كانوا يعلمون؟ ثم قال: إن محمد بن علي كان يحتاج إلى
بعض الوصية، أو إلى الشيء مما في الوصية، فيبعث إلى علي بن الحسين فينسخه له (2).
ومثله عن الإمام الصادق في الرد على الكيسانية (3).
الغلاة عاصر المعلى بن خنيس حركة الغلو التي كانت في عصر الإمام الصادق (عليه السلام)،
وقد نشطت في الدس والوضع، والاختلاق في شأن الأئمة ومكانتهم، فمنهم من
ارتفع بهم إلى القول بالإلوهية، ومنهم من اعتقد بالتفويض، وكان أبو الخطاب
والمغيرة بن سعيد أبرز رجال حركة الغلو وأنشطهم في عصر الإمام الصادق (عليه السلام)،
وقد وقف الإمام منهما موقفا حاسما، فلعنهم على رؤوس الأشهاد وتبرأ منهما،
فقد جاء في الصحيح عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: لعن الله أبا الخطاب ولعن الله
من قتل معه، ولعن الله من بقي منهم، ولعن الله من دخل قلبه رحمة لهم (4). وغيرها من

1. مناقب آل أبي طالب، ج 4، ص 218؛ بحار الأنوار، ج 10، ص 158.
2. بحار الأنوار: ج 26، ص 207 عن بصائر الدرجات، ص 178 (ح 11).
3. بحار الأنوار، ج 26، ص 208 عن بصائر الدرجات، ص 178 (ح 14).
4. معجم رجال الحديث، ج 18، ص 275، رقم 12558.
37

عشرات الروايات في لعن أبي الخطاب ومن سلك مسلكه (1).
وقال في المغيرة بن سعيد: لعن الله المغيرة بن سعيد أنه كان يكذب على أبي،
ولعن الله من قال فينا ما لا نقوله في أنفسنا، ولعن الله من أزالنا عن العبودية لله الذي
خلقنا وإليه مآبنا ومعادنا وبيده نواصينا (2).
موقف المعلى من مظاهر عصره:
كان المعلى النموذج الواضح الذي سار على هدى إمام زمانه، وكان أشد أصحابه
التصاقا به في حله وتر حاله، وقد وقف موقف الموالي العارف بحق الأئمة
وعظمتهم، وسوف نقرأ شخصية المعلى وحياته حتى شهادته من خلال الحديث
المروي عنه وفيه، لنتمكن من معرفة مكانته وشهادته (صلى الله عليه وآله).
فقد كان المعلى يعتقد بأن الأعمال لا تقبل بدون معرفة الإمام، وأنه
مفروض الطاعة.
جاء في الصحيح عن المعلى: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا معلى، لو أن عبدا عبد الله مئة
عام ما بين الركن والمقام، ويصوم النهار ويقوم الليل حتى يسقط حاجباه على
عينيه، وتلتقي تراقيه هرما، جاهلا بحقنا لم يكن له الثواب (3).
وفي الصحيح عنه قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) هل كل الناس إلا وفيهم من قد أمروا
بطاعته منذ كان نوح (عليه السلام)؟
قال: لم يزل كذلك، ولكن أكثرهم لا يؤمنون (4).

1. رجال الكشي، ج 2، ص 575 - 596؛ معجم رجال الحديث، ج 14، ص 248، رقم 9987.
2. معجم رجال الحديث، ج 18، ص 275، رقم 12558.
3. المحاسن، ص 90، ح 40؛ عقاب الأعمال، ص 243 (ح 1)؛ وسائل الشيعة، ج 1، ص 122 (ح 309)؛
بحار الأنوار، ج 27، ص 177، ومستدرك الوسائل، ج 1، ص 159 (ح 254).
4. المحاسن، ص 235، ح 198؛ كمال الدين، ص 231 (ح 32) بسند صحيح آخر.
38

وكان يدعو الناس لطاعة أهل البيت، وقد عرف ولاؤه لهم بين الناس واشتهر
عنه، حتى وصفه العسقلاني: إنه من كبار الروافض (1).
وفي طبقات ابن سعد وتاريخ دمشق لابن عساكر: عن الفضيل بن مرزوق
قال: سألت عمر بن علي بن الحسين بن علي، عن جعفر بن محمد قلت:
فيكم إنسان من أهل البيت مفترضة طاعته، تعرفون ذلك؟ ومن لم يعرف له ذلك
مات ميتة جاهلية؟
فقال: لا والله ما فينا، من قال فينا فهو كذاب.
قال: فقلت لعمر بن علي: رحمك الله إن هذه منزله، أنهم يزعمون أن النبي (صلى الله عليه وآله)
أوصى إلى علي وأن عليا أوصى إلى الحسن، وأن الحسن أوصى إلى الحسين، وأن
الحسين أوصى إلى ابنه علي بن الحسين، وأن عليا أوصى إلى ابنه محمد بن علي؟
قال: والله لقد مات أبي فما أوصى بحرفين. ما لهم؟ قاتلهم الله، والله إن هؤلاء إلا
متاكلين بنا، هذا خنيس الحر وما خنيس الحر؟
قال: قلت: المعلى بن خنيس؟
قال: نعم، المعلى بن خنيس، والله لقد فكرت على فراشي طويلا أتعجب من قوم
لبس الله عقولهم حتى أضلهم المعلى بن خنيس (2).
إن هذا الحوار الذي دار بين عمر بن علي بن الحسين وبين الفضيل بن مرزوق،
يظهر منه أن المعلى بن خنيس كان يدعو الناس إلى الاعتقاد بالوصية للإمام، وأنه
مفروض الطاعة، لكن يبقى في الرواية نفي عمر بن علي القاطع للاعتقاد بالوصية
والطاعة، علما أن الشيخ المفيد قد وصفه فاضلا جليلا ورعا سخيا (3)، وهو أخو

1. لسان الميزان، ج 6، ص 89، رقم 8549.
2. الطبقات الكبرى، ج 5، ص 324؛ مختصر تاريخ دمشق، ج 17، ص 242؛ لسان الميزان، ج 6، ص 89، رقم 8549.
3. الإرشاد، ج 2، ص 170، وعنه معجم رجال الحديث، ج 13، ص 47، رقم 8773.
39

زيد الشهيد لأمه وأسن منه (1)، وروى السيد المرتضى رواية فيها مدح له (2)، لكن يظهر
من نفيه أنه متجاهل لكلام المعلى حتى لاسمه، وكان المعلى معروفا بين الشيعة
وغيرهم، فكيف لم يعرفه عمر بن علي؟ ويمكن حمل انكاره على التقية. وكيف
كان، فإن هذا النص يدل على أن المعلى كان نشطا في دعواه للأئمة.
وكان على معرفة واعية للإمام القائم (عج)، جاء في الصحيح (3) عن الوليد بن
صبيح، قال: سأل المعلى بن خنيس أبا عبد الله (عليه السلام) فقال: جعلت فداك! حدثني عن
القائم إذا قام يسير بخلاف سيرة علي بن أبي طالب (عليه السلام)؟
قال: فقال له: نعم.
قال: فأعظم ذلك المعلى، وقال: جعلت فداك! مع ذاك؟
قال: لأن عليا سار بالناس سيرة وهو يعلم أن عدوه سيظهر على وليه من بعده،
وأن القائم (عليه السلام) إذا قام ليس إلا السيف. فعودوا مرضاهم، واشهدوا جنائزهم وافعلوا،
ولا فعلوا، فإنه إذا كان ذاك لم تحل مناكحتهم ولا موارثتهم (4).
ومثله عن الحسن بن هارون بياع الأنماط (5)، وروى روايات عديدة في علامات
الظهور والرجعة تجدها في مسنده الآتي ذكره إن شاء الله تعالى.
سعي المعلى للحكم:
عندما اجتاحت الثورة البلاد الإسلامية، وأصبح الحكم الأموي في مهب الريح، كان
المرشح لاستلام الحكم أهل البيت (عليهم السلام)؛ لأنهم يتحقق في ظلهم طموح الأمة،

1. معجم رجال الحديث، ج 13، ص 47، رقم 8773.
2. معجم رجال الحديث، ج 10، ص 264، رقم 7012.
3. كتاب درست بن أبي منصور، ص 164.
4. مستدرك الوسائل، ج 11، ص 58 (ح 8).
5. تهذيب الأحكام، ج 6، ص 154 (ح 271)؛ وسائل الشيعة، ج 15، ص 77 و 78 (ح 20017)؛ علل الشرائع،
ص 210، باب 158 (ح 1).
40

ويرتجى منهم العدل والانصاف للرعية، ولما كان شعار أهل البيت فضفاضا
يستوعب عدة طموحات ظهرت عند البيت الهاشمي، فكان بنو الحسن ودعوتهم
الزيدية وبني العباس ودعوتهم الكيسانية أولا، ثم الخلافة ثانيا، والإمام الصادق
المعصوم الذي عنده إرث النبوة وعلم الإمامة.
وكان لكل واحد من هذه الاتجاهات أعوان ودعاة يتسابقون لتطبيق شعار
أهل البيت على صاحبهم، فكان المعلى من أنشط أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)
الداعين لأن يكون له.
عن المعلى بن خنيس قال: ذهبت بكتاب عبد السلام بن نعيم وسدير وكتب غير
واحد إلى أبي عبد الله (عليه السلام) حين ظهرت المسورة قبل أن يظهر بنو العباس بأنا قد قدرنا
أن يؤول هذا الأمر إليك فما ترى؟
قال: فضرب بالكتب الأرض وقال: أف أف ما أنا لهؤلاء بإمام، أما يعلمون أنه
إنما يقتل السفياني (1).
وكان يتألم لضياع الأمر من أيدي الأئمة. فقد روى الكشي قال: كان المعلى بن
خنيس إذا كان يوم العيد خرج إلى الصحراء شعثا مغبرا في ذل لهوف، فإذا صعد
الخطيب المنبر مد يديه نحو السماء ثم قال: " اللهم هذا مقام خلفائك، وأصفيائك
وموضع أمنائك، الذين خصصتهم بها، انتزعوها وأنت المقدر للأشياء، لا يغلب
قضاؤك، ولا يجاوز المحتوم من قدرك، كيف شئت وأنى شئت، علمك في إرادتك
كعلمك في خلقك، حتى عاد صفوتك مغلوبين مقهورين، يرون حكمك مبدلا،
وكتابك منبوذا، وفرائضك محرفة عن جهات شرائعك، وسنن نبيك - صلوات عليه -
متروكة، اللهم العن أعداءهم في الأولين والآخرين، والغادين والرائحين، والماضين
والغابرين. اللهم العن جبابرة زماننا وأشياعهم، وأتباعهم وأضرابهم، وأخوانهم إنك

1. الكافي، ج 8، ص 331 (ح 509).
41

على كل شيء قدير " (1).
وكان العباسيون يرصدون تحرك المعلى بن خنيس، وكان بعض الوشاة ينقل لهم
ما يقوم به المعلى.
روى الكليني بسنده عن صفوان الجمال قال: إن أبا جعفر المنصور قال
لأبي عبد الله (عليه السلام): رفع إلي أن مولاك المعلى بن خنيس يدعو إليك ويجمع لك الأموال؟!
فقال: والله ما كان. إلى أن قال المنصور: فأنا أجمع بينك وبين من سعى بك.
فجاء الرجل الذي سعى به فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): يا هذا أتحلف؟
فقال: نعم، والله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم
لقد فعلت.
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): ويلك تبجل الله فيستحيي من تعذيبك، ولكن قل: برئت من
حول الله وقوته والتجأت إلى حولي وقوتي.
فحلف بها الرجل، فلم يستتمها حتى وقع ميتا، فقال أبو جعفر المنصور:
لا أصدق عليك بعد هذا أبدا. وأحسن جائزته ورده (2).
ونتيجة حركته هذه كان الإمام الصادق (عليه السلام) يخشى عليه من أن يقتل بأيدي
أعدائهم، لذا قال له: يا معلى، لا تكونوا إسراء في أيدي الناس بحديثنا، إن شاؤوا
آمنوا، وإن شاؤوا قتلوكم (3).
وأسر أبا بصير بما يعلمه من مصير المعلى فقال له: يا أبا بصير، اكتم علي
ما أقوله لك في المعلى بن خنيس.

1. رجال الكشي، ج 2، ص 679، رقم 715؛ بحار الأنوار، ج 87، ص 369؛ مستدرك الوسائل، ج 6، ص 146؛
مجمع الرجال، ج 6، ص 110؛ معجم رجال الحديث، ج 18، ص 241، رقم 12496.
2. الكافي، ج 6، ص 445 (ح 3)؛ وسائل الشيعة، ج 23، ص 269 (ح 29550).
3. رجال الكشي، ج 2، ص 676.
42

قلت: أفعل.
قال: أما إنه ما كان ينال درجته إلا بما ينال من داوود بن علي؟ - قال -: يدعو
به، فيضرب عنقه ويصلبه.
قلت: متى ذلك؟ قال: من قابل (1).
شهادة المعلى بن خنيس:
بعد البيعة لأبي العباس عبد الله بن محمد بن علي في الكوفة، سعى لتنظيم شأنه
وفرض السيطرة على الحواضر الإسلامية المهمة، فوجه عبد الله بن علي إلى الشام
لمطاردة فلول بني أمية المنهزمة وتصفية بقايا الأمويين، وأقام سليمان بن علي
على البصرة، وصالح بن علي على مصر، وإسماعيل بن علي على الأهواز،
وبعث داوود بن علي إلى الحجاز واليمن (2)، وكان داوود بن علي ذو أهمية عالية
ودور خطر في تأسيس الدولة العباسية، فهو الذي حث بني العباس للتوجه
للكوفة بعد أن شخص وضعها، وبعد البيعة لأبي العباس، أمرهم بالخروج عنها
وقال: إنها محاطة بجيران، الشام والجزيرة، وخطر ابن هبيرة، وأن الكوفة
علوية يجب عدم البقاء بها، وهو الذي خاطب أبا سلمة الخلال بأخذ البيعة
لأبي العباس السفاح، وأنه إمامهم وخليفتهم (3)، وقدم أبو العباس يوم بويع
فحضر فقام دونه (4)، فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على النبي (صلى الله عليه وآله)، وقال: أيها الناس،
إنه والله ما كان بينكم وبين رسول الله خليفة إلا علي بن أبي طالب وأمير المؤمنين
هذا الذي خلفي.

1. دلائل الإمامة، 257؛ الخرائج والجرائح، ج 2، ص 647 (ح 57)؛ بحار الأنوار، ج 47، ص 109 (ح 144).
2. التاريخ العباسي، ص 29 - 30.
3. تاريخ الطبري، ج 8، ص 330 - 333.
4. سير أعلام النبلاء، ج 5، ص 444، رقم 198.
43

وبعد البيعة لأبي العباس ولاه على الكوفة (1)، لخطورة موقعها في سير الحركة
العباسية. وأول خطوة قام بها حث ابن أخيه على التخلص من أبي سلمة الخلال
بواسطة أبي مسلم الخراساني (2)، للخطر المتوقع منه، ثم وجهه واليا إلى المدينة
والموسم ومكة واليمن واليمامة (3)؛ لأن المدينة تعتبر المركز المنافس الحقيقي
للعباسيين وهم العلويون، سواء كان الحسنيين أو حركة الإمام الصادق (عليه السلام) الفكرية،
وخوفهم من شخصيته القوية التي استقطبت الساحة العلمية. كما أن موسم هذا
العام يعتبر أول موسم يلتقي به الحجيج في ظل الدولة العباسية، فمن يكون
لهذه المهمة الصعبة والخطيرة غير داوود بن علي الذي قيل فيه: لم يكن أحد من
بني العباس يتكلم ويبلغ حاجة على البديهة غير أبي جعفر وداوود بن علي (4).
فقد أدى دوره بأحسن ما يكون وأقام الحج (5).
وخطب في مكة وهو مسند ظهره إلى الكعبة، وقال: شكرا شكرا إنا والله
ما خرجنا لنحفر فيكم نهرا، ولا لنبني قصرا، ظن عدو الله أن لن نقدر عليه،
أمهل الله في طغيانه وأرخى له من زمانه، حتى عثر في فضل خطامه، والآن
أخذ القوس باريها، وعاد النبل إلى نزعه، وعاد الملك في نصابه من أهل بيت
نبيكم أهل الرأفة والرحمة. والله إن كنا لنشهد لكم، ونحن على فراشنا أمن
الأسود والأبيض، لكن ذمة الله وذمة رسوله وذمة العباس، ها ورب هذه الأبنية
لا نهيج أحدا، ثم نزل (6).
هذا ما قام به في أول موسم للحج بتاريخ الدولة العباسية، حيث ذكر زوال ملك

1. تاريخ الطبري، ج 8، ص 332.
2. تاريخ الطبري، ج 8، ص 353.
3. مختصر تاريخ دمشق، ج 8، ص 149، رقم 79.
4. أنساب الأشراف، ج 4، ص 117؛ تاريخ الطبري، ج 8، ص 667.
5. تاريخ خليفة بن خياط، ص 331.
6. العقد الفريد، ج 4، ص 100 - 101؛ مختصر تاريخ دمشق، ج 8، ص 151، رقم 79.
44

بني أمية، ورجوع الحق إلى أهل بيت النبي، وأقسم لهم بذمة النبي وعمه العباس،
لا يعتدوا على أحد ليبعث الاطمئنان في نفوس الناس التي تعودت الظلم
والاضطهاد في ظل الحكم الأموي.
أما ما قام به في مواجهة الوجود العلوي في المدينة، فقد قدر مكمن الخطر
في حركة الإمام الصادق (عليه السلام) وأصحابه، لذا فكر في ضربهم والحد من نشاطهم،
وإعطاء موقف واقعي في طريقة التعامل معهم في المستقبل، فأفضل نموذج مرشح
ليكون العبرة لغيره ولأهميته في نفس الوقت هو المعلى بن خنيس، الذي عرف عنه
من خلال نشاطه في الدعوة للإمام الصادق (عليه السلام) - كما تقدم - وقربه منه، فدعاه وسأله
عن أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام)، وسأله أن يكتبهم له، فقال: ما أعرف من أصحابه أحد،
وأنما أنا رجل أختلف في حوائجه.
قال: تكتمني! أما أنك لو كتمتني قتلتك!
فقال له المعلى: أبالقتل تهددني، والله لو كانوا تحت قدمي ما رفعت قدمي
عنهم لك، ولئن قتلتني ليسعدني الله إن شاء الله ويشقيك، فقتله وصلبه.
ويروي لنا الكشي رواية أخرى مكملة للرواية السابقة، قال: لما أخذ
داوود بن علي المعلى بن خنيس حبسه وأراد قتله، فقال له المعلى بن خنيس:
أخرجني إلى الناس فإن لي دينا كثيرا ومالا حتى أشهد بذلك، فأخرجه إلى
السوق، فلما اجتمع الناس قال: يا أيها الناس أنا معلى بن خنيس فمن عرفني
فقد عرفني، اشهدوا أن ما تركت من مال عين أو دين أو أمة أو عبد أو دار أو قليل
أو كثير فهو لجعفر بن محمد (عليه السلام).
قال: فشد عليه صاحب شرطة داوود فقتله (1)، فقد استشهد (رضي الله عنه) ولم يعترف على
أحد من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)، كما أوصى بكل ما يملكه للإمام الصادق (عليه السلام).

1. رجال الكشي، ج 2، ص 675، رقم 708؛ معجم رجال الحديث، ج 18، ص 239، رقم 12496.
45

موقف الإمام الصادق (عليه السلام)، من شهادة المعلى بن خنيس:
في الصحيح عن إسماعيل بن جابر قال: كنت مع أبي عبد الله مجاورا بمكة فقال لي:
يا إسماعيل اخرج حتى تأتي مروا أو عسفان (1)، فاسأل هل حدث بالمدينة حدث؟
فخرجت حتى أتيت مروا فلم ألق أحدا، ثم مضيت حتى أتيت عسفان فلم يلقني
أحد، فلما خرجت منها لقيتني عير تحمل زيتا من عسفان، فقلت لهم: هل حدث
بالمدينة حدث؟
قالوا: لا، إلا قتل هذا العراقي الذي يقال له: المعلى بن خنيس.
قال: فانصرفت إلى أبي عبد الله (عليه السلام)، فلما رآني قال لي: يا إسماعيل قتل
المعلى بن خنيس؟
فقلت: نعم.
فقال: أما والله لقد دخل الجنة (2).
يظهر أن الإمام الصادق (عليه السلام) أقام في مكة بعد نهاية موسم الحج، وأن داوود بن
علي أقدم على قتل المعلى في غيابه عن المدينة.
وفي الصحيح: لما قدم أبو إسحاق من مكة، فذكر له قتل المعلى، فقام مغضبا
يجر ثوبه، فقال له إسماعيل ابنه، يا أبت أين تذهب؟
فقال: " لو كانت نازلة لقدمت عليها "، فجاء حتى قدم على داوود بن علي، فقال:
يا داوود لقد أتيت ذنبا لا يغفره الله لك.
قال: وما ذلك الذنب؟

1. المروة: جبل بمكة يعطف على الصفا (معجم البلدان، ج 5، ص 116)، وعسفان: منهلة من مناهل الطريق بين
الجحفة ومكة، وقال السكري: عسفان على مرحلتين، من مكة على طريق المدينة، والجحفة على ثلاث
مراحل (معجم البلدان، ج 4، ص 122).
2. رجال الكشي، ج 2، ص 674، رقم 707؛ معجم رجال الحديث، ج 18، ص 238، رقم 12496.
46

قال: قتلت رجلا من أهل الجنة (1).
قال: ما أنا قتلته.
قال: فمن قتله؟
قال: قال: قتله السيرافي.
قال: فأقدرنا منه.
فقال: فلما كان الغد، غدا للسيرافي فأخذه فقتله، فجعل يصيح: يا عباد الله،
يأمرونني أن أقتل لهم الناس ثم يقتلونني (2).
وأكثر من رواية صحيحة ذكرت أن الإمام الصادق (عليه السلام) اقتص من السياف الذي
قتل المعلى، وكان ذلك صاحب شرطة داوود بن علي، وعند قتله أخذ يصيح:
يا عباد الله، يأمرونني أن أقتل لهم الناس، ثم يقتلونني؟! وهذا الأسلوب قد عرفناه
من داوود بن علي في جعل الناس كبش فداء لمخططاته العدوانية، كما فعل بقتل
أبي سلمة الخلال.
ومن خطابه (عليه السلام) لداوود بن علي لما قتل المعلى بن خنيس وأخذ ماله، قال
الإمام الصادق (عليه السلام): قتلت مولاي وأخذت مالي! أما علمت أن الرجل ينام على
الثكل ولا ينام على الحرب! أما والله لأدعون الله عليك.
فقال له داوود: " تهددنا بدعائك "، كالمستهزئ بقوله.

1. في الخبر إضافة موضوعة وهي: قال الإمام الصادق بعد أن قال: " قتلت رجلا من أهل الجنة " ثم مكث ساعة،
ثم قال: " إن شاء الله ".
فقال داوود: وأنت أذنبت ذنبا لا يغفره الله لك!
قال: وما ذاك؟
قال: زوجت ابنتك فلانة الأموي!
قال: إن كنت زوجت فلانا الأموي فقد زوج رسول الله (صلى الله عليه وآله) عثمان، ولي برسول الله أسوة.
فإن هذا المقطع لا ينسجم مع سياق الرواية والقرائن الحالية.
2. رجال الكشي، ج 2، ص 677 - 678، رقم 711.
47

فرجع أبو عبد الله إلى داره، فلم يزل ليله كله قائما وقاعدا وساجدا وهو ينادي:
اللهم إني أسألك بقوتك القوية، وبجلالك الشديد، وبعزتك التي خلقك له ذليل، أن
تصلي على محمد وآل محمد، وأن تأخذه الساعة. (1)
قال: فوالله ما رفع رأسه من السجود حتى (2) سمعنا الصائحة.
فقالوا: مات داوود بن علي.
فقال: أبو عبد الله (عليه السلام): إني دعوت الله بدعوة بعث بها الله إليه ملكا، فضرب رأسه
بمرزبة انشقت منها مثانته (3).
وغيرها من الروايات في موت داوود بن علي بدعاء الإمام الصادق (عليه السلام) عليه.
وعند مراجعة كتب التراجم والتاريخ في مدرسة الخلفاء، نجد ذكر زمان وفاة داوود
بن علي متقارب ومنسجم مع الروايات الشيعية من دون ذكر الأسباب.
قال ابن خياط: مات داوود بن علي سنة " 132 ه‍ " في غرة ربيع الأول (4).
وقال الطبري: مات داوود بن علي سنة " 132 ه‍ " بالمدينة في شهر ربيع الأول،
وكانت ولايته - فيما ذكر محمد بن عمر - ثلاثة أشهر (5).
وقال الذهبي: مات في ربيع الأول سنة " 132 ه‍ " بعد أن أقام الموسم، وعاش
اثنتين وأربعين سنة (6)، وأدرك من دولتهم ثمانية أشهر (7).

1. الكافي، ج 2، ص 513 (ح 5)؛ خاتمة المستدرك، ج 5، ص 295؛ معجم رجال الحديث، ج 18، ص 242،
رقم 12496.
2. الإرشاد، ج 2، ص 185، وفيه: حثى ارتفعت الأصوات بالصياح.
3. بحار الأنوار، ج 47، ص 97 - 98 وص 177 - 178؛ مناقب آل أبي طالب، ج 4، ص 251؛ مستدرك الوسائل،
ج 5، ص 258؛ رجال الكشي، ج 2، ص 675، رقم 708؛ الخرائج والجرائح، ج 2، ص 611؛ الفصول المهمة،
ص 226؛ ونحوه الكافي، ج 2، ص 513 (ح 5).
4. تاريخ خليفة بن خياط، ص 331.
5. تاريخ الطبري، ج 8، ص 364.
6. سير أعلام النبلاء، ج 5، ص 444، رقم 198.
7. مختصر تاريخ دمشق، ج 8، ص 152.
48

وهكذا فقد مات داوود بن علي بعد رجوعه من الموسم، وهو في تمام قواه
وعنفوان شبابه، عن عمر يناهز 42 سنة، وقد مات حتف أنفه وهو ما ينسجم مع
الروايات الشيعية المتقدمة، وبعد شهادة المعلى أخذ الإمام الصادق (عليه السلام) يترحم عليه
ويذكره، وقد قضى عنه دينه.
في الصحيح عن الوليد بن صبيح قال: جاء رجل إلى أبي عبد الله (عليه السلام) يدعي على
المعلى دينا عليه، وقال: ذهب بحقي.
فقال: أبو عبد الله: " ذهب بحقك الذي قتله "، ثم قال للوليد: ثم إلى الرجل واقضه
حقه، فإني أريد أن أبرد عليه جلده الذي كان باردا (1).
خلاصة البحث:
المعلى بن خنيس مولى الإمام الصادق (عليه السلام)، واختص به، ولم يرو عن غيره من الأئمة،
وقليل جدا ما يروي عن الرواة، وكان وكيلا للإمام الصادق (عليه السلام) على تجارة له وعلى
بعض شؤونه، وقد عاش في عصر مليء بالصراعات والثورات والآراء، متعدد
النزعات، كالقبلية والشعوبية، كما شهد سقوط الدولة الأموية، وقيام الدولة العباسية،
وظهور اتجاهات متعددة داخل الكيان الشيعي كالعباسية والكيسانية والزيدية
والحسنية والغلاة إلى جنب خط الأئمة المتمثل بالإمام الصادق، وكان أحد أقطاب
الصراع إلى جنب الإمام الصادق (عليه السلام)، وكان ملتزما بهديه، عارفا بحقه، منكرا لما
يقوله أصحاب الاتجاهات الشيعية الأخرى، كما كان يسعى؛ لأن يكون الأمر
والحكم للإمام (عليه السلام)، ولما شعر العباسيون بالخطر من الإمام الصادق (عليه السلام) وأصحابه
وأبرزهم كان المعلى، قدم داوود بن علي على قتله، ولما عاد الإمام من مكة اقتص
من السياف الذي قتل المعلى، ودعا الله لينتقم من داوود بن علي، فكان قتل داوود
بدعاء الإمام (عليه السلام)، ثم أخذ يترحم على المعلى في مناسبات عديدة، وقضى عنه دينه.

1. الكافي، ج 5، ص 94 (ح 8)؛ خاتمة المستدرك، ج 5، ص 292.
49

الفصل الثاني
تضعيف المعلى
اختلفت أقوال علماء الجرح والتعديل فيه، فذهب إلى القول بوثاقته الشيخ الطوسي
وأكثر المتأخرين منهم: وابن طاووس والوحيد البهبهاني والمحقق الكاظمي والسيد
الخوئي والخواجوي والكاظمي والنوري الطبرسي وغيرهم، وبعضهم قال بضعفه، ومنهم:
النجاشي وابن الغضائري، وظاهر المحقق في المعتبر (1)، والعلامة الحلي في المختلف (2)،
وابن داوود في رجاله (3)، والجزائري في حاوي الأقوال (4)، وتوقف في تضعيفه العلامة
الحلي (5)، والشيخ محمد باقر المجلسي لتعارض التضعيف والتوثيق، وعدم الاطمئنان
الراجح في ترجيح أحد الأمرين (6)، لما كان كل رأي يستند على دليل في حكمه، وبين
هذا الدليل وذاك الاستدلال نخوض البحث في التوثيق والتراجيح لأحد الأدلة، والنفي
والتضعيف للأدلة الأخرى. وبعملنا هذا عسى أن نوفق لخدمة تراث أهل البيت (عليهم السلام)،
ونساهم في إرساء قواعد صحيحة لدراسة المصادر الأولية لكتب الحديث.

1. أصول علم الرجال، ص 589.
2. مختلف الشيعة، ج 1، ص 131.
3. رجال ابن داوود، ص 190، رقم 1579.
4. حاوي الأقوال، ج 4، ص 312 - 313.
5. خلاصة الأقوال، ص 408، رقم 1452.
6. رجال المجلسي، ص 324، رقم 1899، وكما يظهر في مرآة العقول عند دراسة سند الخبر الذي فيه المعلى
يقول: مختلف فيه؛ أي للاختلاف في وثاقة وضعف المعلى.
51

لنبدأ أولا بدراسة القائلين بالتضعيف، ثم نعطف ثانيا لدراسة الأدلة على توثيقه،
ومن الله نستمد التوفيق والسداد.
أولا: الأدلة على تضعيفه ومناقشتها:
ذهب بعض العلماء إلى تضعيف المعلى، واستندوا في ذلك لثلاثة أصناف
من الأدلة.
أ - تضعيف النجاشي وابن الغضائري، وأتبعهم جماعة اعتمادا على تضعيف
النجاشي؛ لأنه الحجة في الجرح والتعديل.
ب - الروايات العديدة في ذمه، ويستفاد منها التضعيف.
ج - الروايات في العقيدة والأحكام التي يفهم منها فساد عقيدته
وانحراف مسلكه.
وسوف نبحث هذه الأصناف الثلاثة من الأدلة لننتهي إلى موقف صحيح
ورأي راجح.
من ضعفه من العلماء قال النجاشي: ضعيف جدا لا يعول عليه (1).
وقال ابن الغضائري: معلى بن خنيس مولى أبي عبد الله (عليه السلام)، كان أول أمره مغيريا،
ثم دعا إلى محمد بن عبد الله بن الحسن، وفي هذه الظنة أخذه داوود بن علي فقتله،
والغلاة يضيفون إليه كثيرا ولا أرى الاعتماد على شيء من حديثه (2).
استنادا على تضعيف النجاشي وابن الغضائري والروايات الآتية، حكم بضعفه
المحقق الحلي في المعتبر، وعده ابن داوود الحلي والعلامة الحلي والجزائري
من الضعفاء.

1. رجال النجاشي، ص 417، رقم 1114.
2. رجال ابن الغضائري، ص 87، رقم 116؛ معجم رجال الحديث، ج 18، ص 238، رقم 12495.
52

مناقشة النجاشي وابن الغضائري:
وقد ضعفه النجاشي من دون الإشارة إلى علل التضعيف، وإن كان بعض تضعيفاته
أخذها من أستاذه في الجرح والتعديل ابن الغضائري. وتضعيفه هذا معارض
للأخبار المستفيضة التي فيها الصحيح وما بحكمه، والصريحة في وثاقته - كما
سيأتي إن شاء الله -، فتضعيف النجاشي، اجتهادي حدسي، والروايات في توثيقه
نص صريح، والنص يقدم على الاجتهاد عند التعارض، كما تقدم الرواية الحسية
على الاجتهاد الحدسي.
اما ابن الغضائري فقد ذكر عدة أسباب موجبة لضعفه وعدم الاعتماد عليه وهي:
أ - كان أول أمره مغيريا.
ب - دعا إلى محمد بن عبد الله بن الحسن، وفي هذه الظنة قتله داوود بن علي.
ج - والغلاة يضيفون إليه كثيرا.
هذه الأسباب الثلاثة التي ذكرها ابن الغضائري جديرة بالدراسة والتحقيق،
فلنرى مدى دقة حكمه عليه بعدم الاعتماد على شيء من حديثه.
أ - كان أول أمره مغيريا:
فمن هم المغيرية الذين كان المعلى بن خنيس منهم؟
المغيرية: هم أتباع المغيرة بن سعيد البجلي. وعند البحث والتحقيق في شأن
" المغيرة " وعقائده في كتب الرجال والحديث والتاريخ والملل والنحل نجد توافقا
عاما في تضعيفه ووصفه بالكذب والوضع والغلو، وينفرد أهل المقالات في أن
المغيرة دعا إلى إمامة محمد بن عبد الله بن الحسن ذي النفس الزكية، وأول من ذكر
ذلك النوبختي (م 310 ه‍) في كتابه فرق الشيعة: " كان المغيرة يقول بإمامة الأئمة
إلى أبي جعفر الباقر (عليه السلام) (57 ه‍ - 114 ه‍)، فلما توفي أبو جعفر دعا المغيرة إلى
53

محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) " (1).
ونقل الأشعري (ت - 330 ه‍) ما قاله النوبختي وأضاف: " إن المغيرة زعم أنه
- محمد بن عبد الله ذي النفس الزكية - المهدي المنتظر، وكان يأمر بانتظاره " (2).
ثم جاء البغدادي (ت - 429) وجمع ما قاله النوبختي والأشعري في كتابه الفرق
بين الفرق (3)، مع التفصيل في أمر محمد بن عبد الله بن الحسن.
وبعدهم ذكر الشهرستاني كل ذلك في كتابه الملل والنحل (4). والذي ذكره
أهل المقالات والفرق مجانبا للحقيقة التاريخية؛ لأن المغيرة بن سعيد قتل سنة
" 119 ه‍ "، والدعوة لمحمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن
أبي طالب (عليه السلام) كانت بعد شهادة زيد بن علي بسنتين، وأيام دعوة الرضا لآل محمد
أبان ضعف الدولة الأموية (5).
وأن أخذ البيعة له بأنه المهدي متأخر عن قتل المغيرة بن سعيد، فكيف يكون
المغيرة أحد دعاته والمعتقدين بإمامته؟!
علما بأن محمد بن عبد الله طلبه المنصور سنة " 132 ه‍ "، وظهر أمره وقتل سنة
" 145 " (6). نتج عن ذلك عدم دقة مؤلفي الفرق في نقلهم هذا؛ لأنهم يأخذون
مقالاتهم من أفواه الناس بلا سند، ويتنافسون في تكثير عدد الفرق ووصفها (7)، مما
يخرجهم عن الدقة في النقل والتشويش في الوصف، كما هو الحال في وصف
المغيرة الذي قتل سنة " 119 ه‍ " بأنه من دعاة محمد بن عبد الله ذي النفس الزكية.

1. فرق الشيعة، ص 63.
2. مقالات الإسلاميين، ص 9؛ الملل والنحل (السبحاني)، ج 7، ص 15.
3. الفرق بين الفرق، ص 229.
4. الملل والنحل، ج 1، ص 180.
5. تاريخ الطبري، ج 8، ص 70 - 71 وص 183 - 193.
6. مقاتل الطالبيين، ص 176.
7. عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى، ج 2، ص 219 - 254 (بحث عبد الله بن سبأ في كتب المقالات).
54

إذ لم يكن من أتباع محمد بن عبد الله.
فمن هو المغيرة بن سعيد، وما هي عقيدته، ومن هم أنصاره، وكيف نهايتهم، وهل
المعلى بن خنيس منهم من حيث ذكره فيهم أو من حيث المعتقد؟
وما قال فيه علماء الجرح والتعديل من مدرسة الخلفاء؟
قال يحيى بن معين: المغيرة بن سعيد رجل سوء (1).
وعده ابن عدي الجرجاني من الضعفاء، ونقل قول إبراهيم النخعي فيه: إياكم
والمغيرة بن سعيد؛ فإنه كذاب! (2)
وقال ابن حبان: كان من حمقى الروافض، يضع الحديث.
وقال أبو بكر الخطيب: كان غاليا في الرفض، وله طائفة تنسب إليه يقال لها
المغيرية، صلبه خالد بن عبد الله لأجل مقالته (3)، وقد حرقوه بالنار على زندقته (4).
وقال الرازي: إياكم والمغيرة بن سعيد، فإنه كذاب! (5)
وقال الذهبي وابن حجر العسقلاني: المغيرة بن سعيد البجلي الكوفي الرافضي
الكذاب (6)، ثم نقلا شيئا من رواياته وأقوال علماء الجرح والتعديل في تضعيفه.
وقد وصف بالكذب والوضع في كتب الشيعة كذلك.
المغيرة بن سعيد كان يكذب على أبي جعفر (عليه السلام) (7).
قال الإمام أبو عبد الله (عليه السلام) فيه: لعن الله المغيرة أنه كان يكذب على أبي (8).

1. تاريخ يحيى بن معين، ج 1، ص 374، رقم 2527.
2. الكامل في ضعفاء الرجال، ج 8، ص 71، رقم 1836.
3. الضعفاء والمتروكين، ج 3، ص 134، رقم 3391.
4. المغني في الضعفاء، ج 2، ص 424، رقم 96380.
5. كتاب الجرح والتعديل، ج 8، ص 223، رقم 1002.
6. ميزان الاعتدال، ج 4، ص 148، رقم 9194؛ لسان الميزان، ج 6، ص 103، رقم 8585.
7. المعجم الموحد، ج 2، ص 354.
8. رجال الكشي، ج 2، ص 489، رقم 400؛ معجم رجال الحديث، ج 18، ص 275، رقم 12558.
55

وقال أبو الحسن الرضا (عليه السلام): كان المغيرة بن سعيد يكذب على أبي (عليه السلام) فأذاقه الله
حر الحديد (1).
وغيرها من الروايات الكثيرة عن الإمام الصادق (عليه السلام) في لعنه ووصفه بالكذب
والوضع.
إذا متفق على تضعيفه ولعنه ووصفه بالكذب عند جميع علماء الجرح والتعديل.
أما عقيدته: فقد ذكر أصحاب المقالات أن المغيرة ادعى النبوة والعلم بالاسم
الأعظم، وأنه يحيي الموتى ويهزم الجيوش، واستحل المحارم، وغلا في حق علي،
وقال بالتشبيه، وأن لله تعالى صورة على رأسه تاج من نور (2).
وجاء ذكر عقائده في كتب التراجم والتاريخ، فقال الطبري في تاريخه: كان
المغيرة بن سعيد ساحرا.
وروى الطبري عن الأعمش قال: سمعت المغيرة يقول: لو أردت أن أحيي عادا
أو ثمود وقرونا بين ذلك كثيرا لأحييتهم (3)، وقتل لادعائه النبوة، وكان أشعل النيران
في الكوفة بالتمويه والشعبذة حتى أجابه خلق إلى ما قال (4).
وذكره ابن عدي في الضعفاء فقال: لم يكن بالكوفة ألعن من المغيرة بن سعيد
فيما يروى عنه من التزوير على علي (رضي الله عنه)، وعلى أهل البيت، وهو دائم
الكذب عليهم (5).
وجاء في الصحيح عن يونس بن عبد الرحمن، عن هشام بن الحكم أنه سمع

1. رجال الكشي، ج 2، ص 489، رقم 399؛ معجم رجال الحديث، ج 18، ص 275، رقم 12558.
2. فرق الشيعة، 93؛ مقالات الإسلاميين، ص 6؛ الفرق بين الفرق، ص 229؛ الملل والنحل، ج 1، ص 180؛ الملل
والنحل (السبحاني)، ج 7، ص 15.
3. تاريخ الطبري، ج 7، ص 656؛ الكامل في التاريخ، ج 5، ص 207؛ تاريخ الإسلام، ج 7، ص 474، رقم 569.
4. أحوال الرجال (الجوزجاني) ت 259)، ص 50، رقم 26؛ الكامل في ضعفاء الرجال، ج 8، ص 72،
رقم 1836؛ تاريخ الإسلام، ج 7، ص 476، رقم 569.
5. الكامل في ضعفاء الرجال، ج 8، ص 73، رقم 1836؛ تاريخ الإسلام، ج 7، ص 477، رقم 569.
56

أبا عبد الله يقول: كان المغيرة بن سعيد يتعمد الكذب على أبي، ويأخذ كتب أصحابه،
وكان أصحابه المستترون بأصحاب أبي يأخذون الكتب من أصحاب أبي،
فيدفعونها إلى المغيرة، فكان يدس فيها من الكفر والزندقة ويسندها إلى أبي، ثم
يدفعها إلى أصحابه، فيأمرهم أن يبثوها في الشيعة، فكلما كان في كتب أصحاب
أبي من الغلو، فذاك مما دسه المغيرة بن سعيد في كتبهم (1).
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لعن الله المغيرة بن سعيد أنه كان يكذب على أبي، ولعن
الله من قال فينا مالا نقوله في أنفسها، ولعن الله من أزالنا عن العبودية لله الذي خلقنا
واليه مآبنا ومعادنا، وبيده نواصينا (2).
وفي رواية أخرى قال أبو عبد الله لأصحابه: لعن الله المغيرة بن سعيد ولعن الله
اليهودية التي كان يختلف إليها، يتعلم منها السحر والشعبذة والمخاريق، أن المغيرة
كذب على أبي فسلبه الله الإيمان، وأن قوما كذبوا علي، ما لهم أذاقهم الله حر الحديد.
فوالله، ما نحن إلا عبيد الذي خلقنا واصطفانا، ما نقدر على ضر ولا نفع، وإن
رحمنا فبرحمته، وإن عذبنا فبذنوبنا، والله ما لنا على الله من حجة، وما معنا من الله
براءة، وإنا لميتون ومقبورون، ومنشورون ومبعوثون وموقوفون ومسؤولون.
ويلهم ما لهم والله! لقد آذوا رسوله (صلى الله عليه وآله) في قبره، وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن
والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي صلوات الله عليهم، وهأنذا بين
أظهركم لحم رسول الله وجلد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أبيت في فراشي خائفا وجلا مرعوبا
يأمنون وأفزع، ينامون على فراشهم، وأنا خائف ساهر وجل، أتقلقل بين الجبال
والبراري، أبرء إلى الله مما قال الأجدع البراد عبد بني أسد أبو الخطاب لعنه الله. والله لو
ابتلوا بنا وأمرناهم بذلك لكان الواجب ألا يقبلوا، فكيف وهم يروني خائفا وجلا،
أستعدي الله عليهم وأتبرأ إلى الله منهم، أشهدكم أني امرؤ ولدني رسول الله (صلى الله عليه وآله) وما معي

1. رجال الكشي، ج 2، ص 491، رقم 402؛ بحار الأنوار، ج 25، ص 289 - 290.
2. رجال الكشي، ج 2، ص 489، رقم 400؛ معجم رجال الحديث، ج 18، ص 275، رقم 12558.
57

من البراءة من الله، إن أطعته رحمني، وإن عصيته عذبني عذابا شديدا وأشد عذابه (1).
هذا ما قاله الأئمة (عليهم السلام) في المغيرة وأصحابه، فقد وصفوه بأنه كان يكذب عليهم،
وكان يدس الكفر والزندقة، وكان من الغلاة ساحرا مشعبذا، تعلم ذلك من يهودية
كان يختلف إليها، وآذى رسول الله وعلي والحسن والحسين وعلي بن الحسين
ومحمد بن علي (عليهم السلام)، كما آذى وأخاف الإمام أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) من مقالته، لذا
نرى قلب الإمام (عليه السلام) يتقطع أسى وحسرة مما قاله فيهم، فلذلك وقف الإمام الصادق
هذا الموقف الحاسم، ولعنه على رؤوس الأشهاد وحذر أصحابه منه.
إذا المغيرة كان من الغلاة وموصوفا بالكفر والزندقة (2)، والكذب والوضع، وبعد إن
ادعى ما ادعى، خرج بظهر الكوفة ومعه " بيان " وستة أو سبعة من أصحابه، وكانوا
يدعون الوصفاء، فلما بلغ خالد القسري، أمر بإحضارهم فجيء بهم إليه، وأمر بسريره
فأخرج إلى مسجد الجامع، وأمر بأطنان (3) قصب ونفط فاحضرا، ثم أمر المغيرة أن
يتناول طنا فكع عنه وتأنى، فصب السياط على رأسه، فتناول طنا فاحتضنه فشد عليه،
ثم صب عليه وعلى الطن نفط، ثم ألهب فيهما النار فاحترقا، ثم أمر الرهط ففعلوا، ثم
أمر بيانا (بنانا) آخرهم، فقدم إلى الطن مبادرا فاحتضنه، فقال خالد:
ويلكم في كل أمركم تحمقون، هلا رأيتم هذا المغيرة، ثم أحرقه (4).
فمن هؤلاء السبعة أو الثمانية الذين قتلهم خالد بتلك الطريقة، ووصفهم
المؤرخون بأنهم رهط المغيرة، لم تذكر المصادر التاريخية أسماءهم، سوى ذكر
كيفية خروجهم وشئ من عقائدهم، وحادثة قتلهم.

1. رجال الكشي، ج 2، ص 491، رقم 403؛ معجم رجال الحديث، ج 18، ص 276، رقم 12558.
2. نرى وصف المغيرة بالزندقة والغلو في مصادر المدرستين، وهذه دلالة على علاقة الغلو بالزندقة، أعرضنا عن
بحثها مراعاة لموضوع البحث.
3. أطنان: جمع طن وهو حزمة القصب.
4. تاريخ الطبري، ج 7، ص 656 و 657؛ الكامل في التاريخ، ج 5، ص 207 - 209؛ المنتظم، ج 4، ص 660؛
البداية والنهاية، ج 9، ص 354؛ مختصر تاريخ دمشق، ج 7، ص 371؛ تاريخ الإسلام، ج 7، ص 474 - 477.
58

أما في المصادر الروائية لمدرسة أهل البيت (عليهم السلام) نجد روايات عن الإمام الصادق
في لعن أصحاب المغيرة والسبعة، وفي بعضها ثمانية. ولعل هؤلاء الذين لعنهم
الإمام الصادق (عليه السلام) هم الذين قتلهم خالد القسري في الكوفة.
عن بريد العجلي قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (هل أنبئكم على من
تنزل الشيطين * تنزل على كل أفاك أثيم) (1).
قال: هم سبعة: المغيرة بن سعيد، وبنان، وصائد النهدي، والحارث الشامي،
وعبد الله بن الحارث، وحمزة بن عمار اليزيدي، وأبو الخطاب (2).
ومثله وفي سند آخر كما جاء في الخصال للشيخ الصدوق، وقال السيد
الخوئي (رحمه الله): رواها الصدوق بسند صحيح عن يعقوب بن يزيد في باب السبعة تنزل
الشياطين على سبعة من الغلاة (3).
وفي رواية أخرى صحيحة السند عن ابن أبي يعفور قال: دخلت على
أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: ما فعل بزيع؟ فقلت له: قتل.
فقال: الحمد لله، أما أنه ليس لهؤلاء المغيرية خير من القتل؛ لأنهم
لا يتوبون أبدا (4).
تبين أن السبعة الذين قتلوا مع المغيرة بن سعيد ذكروا بأسمائهم في روايات
أهل البيت، والثامن هو بزيع الذي لعنه الإمام الصادق (عليه السلام)، وحمد الله على قتله، وقال
فيه: ليس لهؤلاء المغيرية خير من القتل.

1. سورة الشعراء، الآية 221 و 222.
2. الخصال، ج 2، ص 402 (ح 111)؛ معجم رجال الحديث، ج 14، ص 251، رقم 9987؛ بحار الأنوار، ج 25،
ص 270.
3. معجم رجال الحديث، ج 14، ص 251، رقم 9987.
4. معجم رجال الحديث، ج 3، ص 296، رقم 1685.
59

وبعد هذا تعرفنا على المغيرية وعقائدها وبعض أسماء المغيريين، ولم يذكر
المعلى بن خنيس منهم، ولم يكن يعرف عن المعلى بأنه كان من الغلاة، أو له علاقة
بهم؛ لأنهم ملعونون من قبل الأئمة لعنا صريحا بأسمائهم (1)، ووصفهم كفارا، ونقل
سرور الأئمة بقتلهم. ولم نجد مثل هذا في شأن المعلى، بل جاء في الروايات
الصحيحة مدحه والترحم عليه بعد قتله كما تقدم.
أضف إلى ذلك، لو تصفحنا المرويات عن المعلى لم نجد فيها ما هو قريب
للمغيرية والغلاة، وإنما نرى ما ينسجم مع خط أهل البيت (عليهم السلام)، ونلاحظ تحمسا
شديدا عند المعلى في معرفة الإمام وعلمه وشأنه ومنزلته، ووجوب طاعته، فقد
روى عدة روايات تعكس معرفته بالإمام وصحة عقيدته، منها ما يلي:
1. في البصائر قال الصفار: حدثنا أحمد بن محمد عن ابن سنان، عن إسحاق بن
عمار، عن ابن أبي يعفور، عن المعلى بن خنيس قال: سألت أبا عبد الله عن
قول الله عز وجل: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) (2) قال: أمر الله الإمام أن يدفع
إلى الإمام بعده كل شيء عنده (3).
2. وفي البصائر أيضا: حدثنا محمد بن القاسم، عن صفوان بن يحيى، عن
المعلى بن أبي عثمان، عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله قال: إن الإمام يعرف
الإمام الذي من بعده فيوصي إليه (4).
3. روى الصدوق في " كتاب من لا يحضره الفقيه " والشيخ الطوسي في " التهذيب "
عن المعلى، عن الصادق (عليه السلام) قال: قلت له: قول الله: (إن الله يأمركم أن تؤدوا

1. راجع تراجم هؤلاء الغلاة الذين مر ذكرهم في رجال الكشي ومعجم رجال الحديث تجد الروايات الصحيحة
والصريحة في لعنهم ووصفهم بالكذب والوضع والزندقة والغلو.
2. سورة النساء، الآية 58.
3. سورة النساء، الآية 58.
4. بصائر الدرجات، ص 474 (ح 2)؛ بحار الأنوار، ج 23، ص 273.
60

الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) (1).
فقال: عدل الإمام أن يدفع ما عنده إلى الإمام الذي بعده، أمرت الأئمة أن
يحكموا بالعدل، وأمر الناس أن يتبعوهم (2).
4. وفي تفسير العياشي عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله في قوله
(وعلمت وبالنجم هم يهتدون) (3) قال (عليه السلام): النجم رسول (صلى الله عليه وآله)، والعلامات الأوصياء بهم
يهتدون (4).
5. وفي كتاب الغارات لإبراهيم بن محمد الثقفي: عن المعلى بن خنيس قال:
كنت مع أبي عبد الله (عليه السلام) في الحيرة، فقال: افرشوا لي في الصحراء، ففعل ذلك، ثم
قال: يا معلى.
قلت: لبيك.
قال: ما ترى النجوم ما أحسنها؟! إنها أمان لأهل السماء، فإذا ذهبت جاء
أهل السماء ما يوعدون، ونحن أمان لأهل الأرض، فإذا ذهبنا جاء أهل الأرض
ما يوعدون (5).
وفي رواية عن إسماعيل بن أبي زياد (الثقة)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله
(وعلمت وبالنجم هم يهتدون) (6) قال: ظاهر وباطن الجدي عليه تبنى القبلة، وبه

1. سورة النساء، الآية 58.
2. كتاب من لا يحضره الفقيه، ج 3، ص 3 (ح 3217)؛ تهذيب الأحكام، ج 6، ص 223، قال السيد الخوئي:
طريق الشيخ الطوسي إلى " المعلى بن خنيس " صحيح، وطريق الشيخ الصدوق إليه ضعيف بالمسمعي. (معجم
رجال الحديث، ج 18، ص 247، رقم 12496)، وقوى صحته الطبرسي النوري في خاتمة المستدرك، ج 5،
ص 289، رقم 317.
3. سورة النحل، الآية 16.
4. سورة النحل، الآية 16.
5. الغارات، ج 2، ص 851 - 852 في تعليقته على رسالة الدلائل البرهانية؛ فرحة الغري، ص 90؛ بحار الأنوار،
ج 97، ص 248.
6. سورة النحل، الآية 16.
61

يهتدي أهل البر؛ لأنه لا يزول (1).
فقد اهتم مفسرو مدرسة أهل البيت في نقل عشرات الروايات عن الأئمة في
تفسير الآية: (وعلمت وبالنجم هم يهتدون) (2)، بأن النجم الرسول (صلى الله عليه وآله)، والعلامات
الأئمة الأوصياء، الهداة من بعده (3).
فيما اهتم مفسرو مدرسة الخلفاء في نقل التفسير الظاهري، بأن النجم هو
الجدي، والعلامات النجوم (4).
إذا للآية تفسير باطني، وهو ما جاء في الروايات الصحيحة عن أئمة أهل البيت،
وتفسير ومعنى ظاهري، وهو ما ذكره مفسرو مدرسة الخلفاء.
6. وفي المحاسن عن المعلى بن خنيس: قال: سألت أبا عبد الله هل كان الناس
إلا وفيهم من قد أمروا بطاعته منذ كان نوح؟
قال: لم يزل كذلك، ولكن أكثرهم لا يؤمنون (5).
7. وفي تفسير العياشي: عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله:
(وكونوا مع الصدقين) (6) بطاعتهم (7).
8. عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله في قوله الله عز وجل: (فسلوا أهل الذكر إن

1. تفسير العياشي، ج 2، ص 256؛ تفسير نور الثقلين، ج 3، ص 41.
2. سورة النحل: الآية 16.
3. تجد عشرات الروايات في تفسير هذه الآية بهذا المعنى، راجع تفسير القمي، ج 1، ص 383؛ تفسير العياشي،
ج 2، ص 255؛ تفسير فرات الكوفي، ص 233؛ الكافي، ج 1، ص 206 و 207 ح 1 - 3؛ تفسير البرهان، ج 2،
ص 362 وفيه ثلاث عشرة رواية؛ تفسير نور الثقلين، ج 3، ص 45 - 46 وفيه خمس عشرة رواية.
4. راجع: تفسير الطبري، ج 10، ص 63؛ تفسير القرطبي، ج 10، ص 91؛ تفسير الفخر الرازي، ج 10، ص 11؛
الدر المنثور في التفسير المأثور، ج 4، ص 921.
5. المحاسن، ص 235 (ح 198)؛ كمال الدين، ص 231 (ح 32)؛ بحار الأنوار، ج 23، ص 43.
6. سورة التوبة، الآية 119.
7. تفسير العياشي، ج 2، ص 117؛ تفسير البرهان، ج 2، ص 170.
62

كنتم لا تعلمون) (1)، قال: هم آل محمد، فعلى الناس أن يسألوهم، وليس عليهم أن
يجيبوا، ذلك إليهم إن شاؤوا أجابوا وإن شاؤوا لم يجبوا (2).
9. وفي بصائر الدرجات: عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن
النضر بن سويد، عن القسم بن سليمان، عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
في قول الله عز وجل: (ومن أضل ممن اتبع هوله بغير هدى من الله) (3) يعني من يتخذ
دينه رأيه، بغير هدي أئمة من أئمة الهدى (4).
10. وفي كتاب صفاة الشيعة روى الصدوق: عن محمد بن علي ما جيلوية، عن
عمه، عن محمد بن علي، عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ليس
الناصب من نصب لنا أهل البيت؛ لأنك لا تجد أحدا يقول: " أنا أبغض محمد
وآل محمد "، ولكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم أنكم تتولوننا وأنكم شيعتنا (5).
وغيرها من الروايات عن المعلى التي يظهر منها أنه صحيح العقيدة في معرفة
الإمام، حيث كان يعتقد أن الأرض لا تخلو من حجة، وأن الإمام يعرف الإمام
الذي بعده فيوصي إليه، وأن النبي وأهل بيته أمان لأهل الأرض، وأنهم الهداة للبشر،
وأدلاء على طريق الخير والأمان، تجب علينا طاعتهم وأخذ الدين منهم، وذم من
اتبع هواه، وأن شيعتهم لهم كرامة من كرامتهم، ومن نصب العداء لهم كأنما نصب
العداء لأهل البيت (عليهم السلام).
فكيف يكون المعلى من أصحاب المغيرة الذي وصف بالكذب والوضع والكفر
والزندقة، وأنه من الغلاة الملعونيين على لسان الأئمة (عليهم السلام)، وكان ساحرا مشعبذا،

1. سورة النحل، الآية 43.
2. بصائر الدرجات، ص 39، (ح 7)؛ بحار الأنوار، ج 23، ص 178؛ وسائل الشيعة، ج 17، ص 277.
3. سورة القصص، الآية 50.
4. سورة القصص، الآية 50.
5. صفات الشيعة، ص 9 (ح 17).
63

تعلم ذلك من يهودية كان يختلف إليها.
بعد هذا لا يبقى أي شك في عدم مغيرية المعلى بعد معرفة عقيدته من خلال
رواياته وأخباره، وما جاء في الروايات الصحيحة عن الإمام الصادق (عليه السلام) في مدحه
والترحم عليه بعد شهادته، وقول ابن الغضائري لا دليل عليه، والدليل خلافه،
فلا يصلح أن يكون مستندا لتضعيفه.
ب - من دعاة محمد بن عبد الله:
قال ابن الغضائري: كان أول أمره مغيريا، ثم دعا إلى محمد بن عبد الله، وفي هذه
الظنة أخذه داوود بن علي فقتله.
بعد أن أثبتنا توهم ابن الغضائري في نسبة المعلى للمغيرية، نأتي لدراسة وصفه
بأنه كان من دعاة محمد بن عبد الله الحسني.
فقد روى المعلى عن الإمام الصادق (عليه السلام) خمس روايات يظهر منها موقفه من
محمد بن عبد الله بن الحسن تبعا لقول الإمام (عليه السلام)، وفي بعضها يسأل عن كيفية
المحاججة مع الزيدية، نذكر منها:
1. حدثنا علي بن إسماعيل، عن صفوان بن يحيى، عن العيص بن القاسم، عن
المعلى بن خنيس، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما من نبي ولا وصي ولا ملك إلا في
كتاب عندي، لا والله ما لمحمد بن عبد الله بن الحسن فيه اسم (1).
2. حدثنا محمد بن الحسين، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم وجعفر بن بشير،
عن عنبسة، عن المعلى بن خنيس، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ أقبل محمد بن
عبد الله بن الحسن فسلم، ثم ذهب ورق له أبو عبد الله ودمعت عينه، فقلت له: لقد
رأيتك صنعت به ما لم تكن تصنع؟

1. بصائر الدرجات، ص 169 (ح 4)؛ الإمامة والتبصرة من الحيرة، ص 51 (ح 35)؛ بحار الأنوار، ج 47، ص 273.
64

قال: رققت له، لأنه ينسب في أمر ليس له، لم أجده في كتاب علي من خلفاء
هذه الأمة ولا ملوكها (1).
3. حدثنا محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى، عن معلى بن خنيس،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال في بني عمه: ولو أنكم إذا سألوكم وأجبتموهم
واحتجوكم بالأمر، كان أحب إلي أن تقولوا لهم إنا لسنا كما يبلغكم، ولكنا قوم
نطلب هذا العلم عند من هو أهله، ومن صاحبه، وهذا السلاح عند من هو، وهذا
الجفر عند من هو ومن صاحبه، فإن يكن عندكم فإنا نبايعكم، وإن عند غيركم
فإنا نطلبه حتى نعلم (2).
4. حدثنا محمد بن عيسى، عن صفوان، عن أبي عثمان، عن معلى بن خنيس،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال في بني عمه: لو أنكم سألوكم وأجبتموهم كان أحب
إلي أن تقولوا لهم إنا لسنا كما يبلغكم، ولكنا قوم نطلب هذا العلم عند من ومن
صاحبه، فإن يكن عندكم فإنا نتبعكم إلى من تدعونا إليه، وإن يكن عند غيركم
فإنا نطلبه حتى نعلم من صاحبه.
وقال: إن الكتب كانت عند علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فلما سار إلى العراق
استودع الكتب أم سلمة، فلما قتل كانت عند الحسن، فلما هلك الحسن كانت عند
الحسين، ثم كانت عند أبي، ثم تزعم يسبقونا إلى الخير، أم هم أرغب إليه منا، أم هم
أسرع إليه، ولكنا ننتظر أمر الأشياخ الذين قبضوا قبلنا، أما أنا فلا أحرج أن أقول:
إن الله قال في كتابه لقوم أو آثاره من علم إن كنتم صادقين، فمرهم فليدعوا من
عنده أثرة من علم إن كانوا صادقين (3).

1. بصائر الدرجات، ص 168 (ح 1)؛ الكافي، ج 8، ص 395 (ح 594)؛ بحار الأنوار، ج 26، ص 155 وج 47،
ص 272.
2. بصائر الدرجات، ص 158 (ح 20)؛ بحار الأنوار، ج 26، ص 46.
3. بصائر الدرجات، ص 167 (ح 21)؛ بحار الأنوار، ج 26، ص 53.
65

5. حدثنا يعقوب بن يزيد، ومحمد بن الحسين، عن محمد بن أبي عمير، عن
عمر بن أذينة، عن علي بن سعد، قال: كنت قاعدا عند أبي عبد الله (عليه السلام) وعنده أناس
من أصحابنا، فقال له معلى بن خنيس: جعلت فداك! ما لقيت من الحسن بن
الحسن؟ ثم قال له الطيار: جعلت فداك! أنا أمشي في بعض السكك، إذ لقيت
محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي حوله أناس من الزيدية، فقال لي: أيها الرجل
إلي إلي فإن رسول الله قال: من صلى صلواتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فذلك
المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله، من شاء أقام ومن شاء ظعن.
فقلت له: اتق الله ولا يغرنك هؤلاء الذين حولك.
فقال أبو عبد الله للطيار: ولم تقل له غير هذا؟
قال: لا.
قال: فهلا قلت له إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال ذلك والمسلمون مقرون له بالطاعة، فلما
قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووقع الاختلاف انقطع ذلك.
فقال محمد بن عبد الله بن علي: العجب لعبد الله بن الحسن، إنه يهزأ ويقول: هذا
في جفركم الذي تدعون.
فغضب أبو عبد الله (عليه السلام) فقال: العجب لعبد الله بن الحسن يقول: " ليس فينا
إمام صدق! "، ما هو بإمام ولا كان أبوه إماما، ويزعم أن عليا بن أبي طالب (عليه السلام)
لم يكن إماما ويرد ذلك، وأما قوله في الجفر، فإنما هو جلد ثور مذبوح
كالجراب، فيه كتب وعلم ما يحتاج الناس إليه إلى يوم القيامة من حلال
وحرام، إملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وخطه علي (عليه السلام) بيده، وفيه مصحف فاطمة ما فيه آية
من القرآن، وأن عندي خاتم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ودرعه وسيفه ولواءه، وعندي الجفر
على رغم أنف من زعم (1).

1. بصائر الدرجات، ص 156 (ح 15)؛ بحار الأنوار، ج 26، ص 42 و 43.
66

في الرواية الأولى بأنه ليس له ذكر في كتاب الإمام علي (عليه السلام)، وفي الثانية يرق
الإمام وتدمع عينه ويسأله المعلى عن السبب فيقول الإمام: لأنه ينسب في أمر ليس
له، ولم أجده في كتاب علي من خلفاء هذه الأمة، ولا ملوكها.
وفي الثالثة والرابعة والخامسة يروي المعلى أن الإمام يعلم أصحابه كيفية
الاحتجاج في رد دعوى إمامة محمد بن عبد الله بن الحسن، ويحتج الإمام بما ورثه
من العلم، وأنه عنده العلم والسلاح والجفر، ويذكر انتقالها له من آبائه، ويصف الجفر
بأنه جلد ثور كالجراب، فيه كتب وعلم ما يحتاج الناس إليه إلى يوم القيامة من
حلال وحرام، إملاء رسول الله وخط علي (عليه السلام)، وفيه مصحف فاطمة، ما فيه آية من
القرآن، وعنده خاتم رسول الله ودرعه وسيفه ولواؤه، ثم يؤكد الإمام ويقول وعندي
الجفر رغم أنف من زعم.
فالمعلى يروي مثل هذه الروايات التي يظهر من خلالها موقفه من محمد بن
عبد الله بن الحسن، ولا أدري كيف يصفه ابن الغضائري بأنه من أتباع محمد بن
عبد الله، ويظهر منه عدم اطلاعه على مثل هذه الروايات.
أما ما جاء في مهج الدعوات قال ابن طاووس: وجدت في كتاب عتيق بخط
الحسين بن علي بن هند، قال: حدثني محمد بن جعفر الرزاز القرشي، قال: حدثني
محمد بن عيسى بن عبيد بن يقطين، قال: حدثنا بشر بن حماد، عن صفوان بن
مهران الجمال، قال: رفع رجل من قريش المدينة من بني مخزوم إلى أبي جعفر
المنصور - وذلك بعد قتله لمحمد وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن - أن جعفر بن
محمد بعث مولاه المعلى بن خنيس لجباية الأموال من شيعته، وأنه كان يمد بها
محمد بن عبد الله بن الحسن... إلخ (1).
هذه الرواية لا يمكن الاعتماد عليها في إثبات مدعى ابن الغضائري؛ وذلك لأن

1. مهج الدعوات، ص 198؛ بحار الأنوار، ج 91، ص 294، وهي رواية طويلة أعرضنا عن ذكرها مراعاة
للاختصار.
67

الكتاب الذي نقل عنه ابن طاووس مجهول، والذي كتبه بخطه الحسين بن علي بن
هند لم يكن له ذكر في كتب الرجال والحديث غير ما جاء عن ابن طاووس، فهو
مجهول أيضا، وفي سند الرواية بشر بن حماد، لا يعرف من هو.
والرواية يشهد التاريخ بكذبها ووضعها؛ لأن فيها المخزومي رفع هذا الأمر إلى
المنصور بعد قتل محمد وإبراهيم ابني عبد الله وقبل شهادة المعلى، علما أن الثابت
تاريخيا أن شهادة المعلى بن خنيس سنة " 132 ه‍ "، وشهادة محمد وإبراهيم سنة
" 145 ه‍ "، لأن شهادة المعلى كانت قبل خروج محمد وإبراهيم بثلاثة عشر سنة،
فكيف يكون جابيا لهما ومناصرا لهما؟ وأما كون الإمام بعث مولاه المعلى بن
خنيس لجباية الأموال من شيعته، وأنه كان يمد بها محمد بن عبد الله بن الحسن،
يتعارض مع ما جاء في الروايات الخمس المتقدمة وفى آخر الخبر - المتقدم - أن
المنصور أحضر القرشي النمام فأحلفه أبو عبد الله، فلم يتم الكلام حتى جذم
وخرميتا، فخار أبو جعفر وارتعدت فرائصه، فقال: يا أبا عبد الله سر من غد إلى حرم
جدك إن اخترت، فوالله لا قبلت عليك قول أحد بعدها أبدا (1).
قال الشيخ النوري معلقا: والعجب أن المنصور عرف كذب القرشي المخزومي،
والغضائري صدقه في ما نسب إلى المعلى وأثبته في كتابه! وألقى العلماء في مهلكة
سوء الظن به (2).
أضف إلى كل هذا أن تمام الرواية رواها الكليني في الكافي، ولم يكن فيها أي
ذكر لمحمد بن عبد الله بن الحسن، وإنما تمام الحادث كالآتي.
عن صفوان الجمال: إن أبا جعفر المنصور قال لأبي عبد الله (عليه السلام): رفع إلي أن
مولاك المعلى بن خنيس يدعو إليك ويجمع الأموال؟

1. مهج الدعوات، ص 200؛ بحار الأنوار، ج 91، ص 297؛ خاتمة مستدرك الوسائل، ج 5، ص 313.
2. خاتمة مستدرك الوسائل، ج 5، ص 313.
68

فقال: والله ما كان... إلى أن قال المنصور: فأنا أجمع بينك وبين من سعى بك.
فجاء الرجل الذي سعى به، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): يا هذا أتحلف؟
فقال: نعم، والله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن، لقد فعلت.
فقال له أبو عبد الله: ويلك! تبجل الله فيستحي من تعذيبك، ولكن قل: " برئت من
حول الله وقوته وألجأت نفسي إلى حولي وقوتي "، فحلف بها الرجل فلم يستتمها
حتى وقع ميتا، فقال أبو جعفر المنصور: لا أصدق عليك بعد هذا أبدا (1).
فالرواية التي نقلها ابن طاووس مجهولة المصدر والسند، ويشهد التاريخ على
كذبها، ومعارضتها بخمس روايات دلالتها لا تثبت علاقة المعلى بمحمد بن عبد الله
وبعد أن ظهر كذب النمام المخزومي، والرواية تحريف لرواية صفوان الجمال التي
رواها الكليني في الكافي.
إذا ثبت فساد مقالة ابن الغضائري بأنه من أتباع محمد عبد الله بن الحسن.
ج - والغلاة يضيفون إليه كثيرا:
هذا الأمر الثالث الذي استند إليه الغضائري في تضعيفه للمعلى، وعند ملاحظة
الروايات المروية عنه البالغة " 113 " رواية، قلما نجد في رواتها من الغلاة، وفي
متونها من أفكارهم. حتى لو ثبت ذلك، لا يثبت القدح بعدالته بعد الحكم بكذبهم،
فإنهم يضيفون إلى الإمام علي (عليه السلام)، وبعض الأئمة (عليهم السلام) ما لا يجوزه المسلم،
وأخرجوهم من مقامهم الذي جعلهم الله فيه إلى الألوهية والنبوة، وهل يوجب
القدح فيهم - معاذ الله - لقول الغلاة وما يضيفون في رواياتهم؟
بعد أن عرفنا بطلان مستند ابن الغضائري في تضعيف المعلى والقول بعدم
الاعتماد على رواياته، نأتي لدراسة الروايات الواردة في ذمه إن شاء الله تعالى.

1. الكافي، ج 6، ص 445 (ح 3)؛ وسائل الشيعة، ج 23، ص 269 (ح 29550).
69

الروايات الذامة
جاءت روايات عديدة في ذم المعلى قد يستفاد منها التضعيف، نذكرها مع
مناقشتها، وذكر رأي العلماء في دلالتها وسندها.
الأولى: روى الكشي في رجاله عن إبراهيم بن محمد بن العباس الختلي، قال:
حدثني أحمد بن إدريس القمي المعلم قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى، عن
محمد بن الحسين، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن حفص الأبيض
التمار قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) أيام صلب المعلى بن خنيس (رحمه الله)، فقال لي:
يا حفص، إني أمرت المعلى فخالفني فابتلى بالحديد، إني نظرت إليه يوما وهو
كائب حزين فقلت: يا معلى كأنك ذكرت أهلك وعيالك؟
قال: أجل.
قلت: ادن مني. فدنا مني، فمسحت وجهه فقلت: أين تراك؟
فقال: أراني في أهل بيتي وهذه زوجتي، وهذا ولدي.
قال: فتركته حتى تملأ منهم، واستترت منهم حتى نال ما نال الرجل من أهله، ثم
قلت: ادن مني فدنا مني، فمسحت وجهه، فقلت أين تراك؟
فقال: أراني معك في المدينة.
قال: قلت: يا معلى، إن لنا حديثا من حفظه علينا حفظ الله عليه دينه ودنياه، يا
معلى لا تكونوا أسراء في أيدي الناس بحديثنا إن شاؤوا أمنوا عليكم، وإن شاؤوا
قتلوكم، يا معلى إنه من كتم الصعب من حديثنا جعل الله له نورا بين عينيه، وزوده
القوة في الناس، ومن أذاع الصعب من حديثنا لم يمت حتى يعضه السلاح، أو يموت
بخبل، يا معلى أنت مقتول فاستعد (1).
ورواها الصفار، عن محمد بن الحسين (الحسن)، عن موسى بن سعدان، عن

1. رجال الكشي، ج 2، ص 676، رقم 709؛ معجم رجال الحديث، ج 18، ص 244، رقم 12496.
70

عبد الله بن القاسم، عن حفص الأبيض التمار (1)، ورواها المفيد في الاختصاص
بهذا السند، باب في غرائب أحوال الأئمة وأفعالهم (عليهم السلام)، أخبار الصادق (عليه السلام) بقتل
معلى بن خنيس (2).
ورواها أيضا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة بإسناده،
عن محمد بن الحسين، عن موسى بن سعدان، عن حفص الأبيض التمار (3).
مناقشة السند:
روي الرواية الكشي والصفار والشيخ المفيد والطبري بسندهم، عن محمد بن
الحسين، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن حفص بن الأبيض
التمار. وسوف نناقش هذا السند لمعرفة قيمة الرواية السندية.
أ - محمد بن الحسين وهو ابن أبي الخطاب الثقة.
ب - موسى بن سعدان الحناط: قال النجاشي: ضعيف في الحديث (4)، وقال
ابن الغضائري: في مذهبه غلو (5).
قال السيد الخوئي: إن توثيق علي بن إبراهيم وابن قولويه يعارضه
تضعيف النجاشي المؤيد بتضعيف ابن الغضائري إياه، فيصبح الرجل مجهول الحال،
فلا يعتد برواياته (6).
إذا اتفق على عدم الاعتماد على رواياته وضعفه.

1. بصائر الدرجات، ص 403 (ح 2)؛ مختصر بصائر الدرجات، ص 98 باختلاف يسير.
2. الاختصاص، ص 321.
3. دلائل الإمامة، ص 286 - 287؛ نوادر المعجزات، ص 150؛ إثبات الهداية، ج 5، ص 385 (ح 95)؛
بحار الأنوار، ج 2، ص 71 وج 25، ص 380 - 381، وج 47، ص 87.
4. رجال النجاشي، ص 404، رقم 1072.
5. رجال ابن الغضائري، ص 90، رقم 123.
6. معجم رجال الحديث، ج 19، ص 47، رقم 12776.
71

ج - عبد الله بن القاسم البطل الحضرمي: روى عنه موسى بن سعدان في كامل
الزيارات (1).
قال النجاشي: كذاب غال يروي عن الغلاة لا خير منه، ولا يعتمد بروايته، له
كتاب يرويه عنه جماعة (2).
وقال ابن الغضائري: كوفي ضعيف، غال متهافت، لا ارتفاع به (3)، وضعفه
المجلسي (4)، والكاظمي في عدة الرجال (5)، وغيرهم.
وقال السيد الخوئي: إن توثيق ابن قولويه معارض بتضعيف النجاشي، فالرجل
لم تثبت وثاقته (6).
إذا فإن عبد الله بن القاسم ضعيف غال، لا خير فيه، ولا يعتمد على روايته.
د - حفص الأبيض التمار: عده البرقي (7)، والشيخ الطوسي في أصحاب
الصادق (8)، اعتمادا على هذه الرواية التي لم يكن له غيرها، إذا فهو مجهول إن
لم يكن له وجود.
فالرواية ضعيفة لوجود اثنين من الغلاة، ولوجود مجهول في سندها، فلا يمكن
الاعتماد عليها في تضعيف المعلى بن خنيس.
وقال السيد الخوئي: وهذه الرواية وإن كانت مشتملة على ذم المعلى
بمخالفته الإمام (عليه السلام) واذاعته السر، إلا أنها ضعيفة بجميع رواتها بعد محمد بن

1. كامل الزيارات، ص 133 و 136 و 140.
2. رجال النجاشي، ص 226، رقم 594.
3. رجال ابن الغضائري، ص 78، رقم 91.
4. رجال المجلسي، ص 246، رقم 1088.
5. عدة الرجال، ج 1، ص 273.
6. معجم رجال الحديث، ج 10، ص 285، رقم 7065.
7. رجال البرقي، ص 96، رقم 957.
8. رجال البرقي، ص 96، رقم 957.
72

الحسين، فلا يعتمد عليها (1).
دراسة الخبر:
بعد معرفة ضعف سند الرواية فإنها لا تدل على تضعيف المعلى؛ لأنه يظهر من
سياق الرواية أن أمر الإمام الصادق كان أمرا إرشاديا في لزوم التقية، وعدم إظهار
اعتقاده بالأئمة بين الناس، لذا يقول له الإمام: يا معلى لا تكونوا أسراء في أيدي
الناس بحديثنا، إن شاؤوا أمنوا عليكم، وإن شاؤوا قتلوكم.
ثم يوصيه بالكتمان، ونتيجة من لم يلتزم بذلك أما أن يموت مقتولا، أو يموت
بخبل، ثم يؤكد له بأنه سيقتل.
لكنه أظهر معاجزهم والاعتقاد بهم والدعوة إليهم، فدعاه داوود بن علي وسأله
عن شيعة أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له المعلى: بالقتل تهددني! والله لو كانوا تحت قدمي
هذا ما رفعت قدمي عنهم، ثم قتله. فقتل رحمه الله ولم يتعرض بسببه أحد من
أصحاب الإمام الصادق لأذى.
وأن ما قام به المعلى نجد له نظيرا في سيرة بعض أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) كأبي ذر
الغفاري. فقد كان إسلامه في زمن الدعوة السرية، لكنه لم يلتزم بالسرية والكتمان،
وجهر بإسلامه، وعرض نفسه للضرب والإهانة من قبل مشركي قريش، ولعلهم
أرادوا قتله لولا أن أنقذه العباس من أيديهم (2)، وأن عمله هذا كان يعكس مدى
إعتزازه بإسلامه، ومدى استعداده للتضحية في سبيله، فقد صدر من أبي ذر الغفاري
ما يخالف أمرا إرشاديا من أوامر النبي (صلى الله عليه وآله) في لزوم السرية والكتمان، ولكن
لم يتعرض لجرح وتضعيف لعمله هذا، بل أصبح موضع اعتزاز لدى المسلمين،

1. معجم رجال الحديث، ج 18، ص 245، رقم 12496.
2. راجع: صحيح البخاري، ج 2، ص 201 - 207؛ مستدرك الحاكم، ج 3، ص 339؛ الإصابة، ج 4، ص 63؛
طبقات ابن سعد، ج 4، ص 164.
73

وصورة مشرقة من مواقف أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) أيام المحنة والاضطهاد.
الثانية: روى الكشي في رجاله: أبو علي أحمد بن علي السلولي المعروف
بشقران، قال: حدثنا الحسين بن عبيد الله القمي، عن محمد بن أرومة، عن يعقوب بن
يزيد، عن سيف بن عميرة، عن المفضل بن عمر الجعفي قال: دخلت على
أبي عبد الله (عليه السلام) يوم صلب فيه المعلى، فقلت: يا بن رسول الله، ألا ترى هذا الخطب
الجليل الذي نزل بالشيعة في هذا اليوم؟
قال: ما هو؟
قال: قلت: قتل المعلى بن خنيس.
قال: رحم الله المعلى، قد كنت أتوقع ذلك؛ لأنه أذاع سرنا، وليس الناصب لنا
حربا بأعظم موبقة علينا من المذيع علينا سرنا، فمن أذاع سرنا إلى غير أهله
لم يفارق الدنيا حتى يعضه السلاح، أو يموت بخبل (1).
مناقشة السند:
روى الرواية محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي في رجاله، الذي وصفه النجاشي
وغيره كان ثقة عينا، وروى عن الضعفاء كثيرا (2).
وهذه روايته من تلك الروايات التي يرويها عن الضعفاء والغلاة وهم:
أ - أحمد بن علي القمي التيملي المعروف بشقران، المقيم بكش (3).
كان أشلا دوارا (4)، قرابة الحسين بن خرزاد وختنه على أخته (5)، فهو قمي

1. رجال الكشي، ج 2، ص 678، رقم 712؛ معجم رجال الحديث، ج 18، ص 245.
2. رجال النجاشي، ص 372، رقم 1018.
3. " كش ": قرية قرب جرجان، قال المقدسي: موضع بما وراء النهر. وقال السمعاني: قرية قريبة من سمرقند.
(معجم البلدان، ج 4، ص 477؛ والأنساب، ج 5، ص 78).
4. رجال الطوسي، ص 407، رقم 5929.
5. رجال الكشي، ج 2، ص 799، رقم 990.
74

تيملي، نسبة إلى تيم الله بن ثعلبة القبيلة المشهورة (1)، فلم يكن أشعريا ولعله
كان مهاجرا من الكوفة إلى قم، ويحمل معه بعض أفكار الغلاة، وأخرج إلى كش،
وأقام فيها، ووصف بأنه مصاب بالشلل والدوران، ومثل هذا المرض يؤثر على
الحفظ والضبط. مالا يصح الاعتماد على رواياته. أضف إلى هذا أنه ختن
الحسين بن خرزاد الذي قال فيه النجاشي: قمي كثير الحديث، قيل: إنه غلا في
آخر عمره (2)، وسكن كش (3).
ويروي عن الحسين بن عبيد الله المغالي، فلا أظنه يخرج عن دائرة الغلاة وهو
مجهول قطعا.
ب - الحسين بن عبيد الله القمي.
قال الشيخ الطوسي: يرمى بالغلو من أصحاب الإمام الهادي (عليه السلام) (4)، وقال
الكشي: أخرج من قم وقت كانوا يخرجون منها من اتهموه بالغلو (5). فهو من
الغلاة، وأخرج من قم بتهمة الغلو.
ج - محمد بن أورمة.
قال النجاشي: ذكره القميون وغمزوا عليه، ورموه بالغلو حتى دس عليه
من يفتك به، فوجدوه يصلي من أول الليل إلى آخره، فتوقفوا عنه، وحكي
عن جماعة من شيوخ القميين عن ابن الوليد أنه قال: محمد بن أرومة طعن
عليه بالغلو (6).

1. الأنساب، ج 1، ص 497.
2. رجال النجاشي، ص 44، رقم 87؛ معجم رجال الحديث، ج 4، ص 317، رقم 2801.
3. رجال الطوسي، ص 421، رقم 6075؛ معجم رجال الحديث، ج 4، ص 318، رقم 2802.
4. رجال الطوسي، ص 386، رقم 5680.
5. رجال الكشي، ج 2، ص 799.
6. رجال النجاشي، ص 329، رقم 891.
75

وقال الشيخ الطوسي في الفهرست: في رواياته تخليط (1)، وقال في
رجاله: ضعيف (2).
وقال ابن الغضائري: اتهمه القميون بالغلو، وحديثه نقي لا فساد فيه، وما رأيت
شيئا ينسب إليه تضطرب فيه النفس، لا أوراقا في " تفسير الباطن " وما يليق
بحديثه، وأظنها موضوعة (3).
وتوقف العلامة الحلي في روايته (4).
ومال السيد الخوئي إلى الاعتماد على روايته التي ليس فيها تخليط أو غلو (5).
إذا فهو متهم بالغلو والتخليط، وأخرج من قم بهذه التهمة، مختلف في توثيقه.
د - المفضل بن عمر الجعفي.
قال النجاشي: كوفي فاسد المذهب، مضطرب الرواية، لا يعبأ به. وقيل: إنه كان
خطابيا، وقد ذكر له مصنفات لا يعول عليها (6).
وقال ابن الغضائري: ضعيف متهافت، مرتفع القول، خطابي، وقد زيد عليه شيء
كثير، وحمل الغلاة في حديثه حملا عظيما، ولا يجوز أن يكتب حديثه (7).
وقد روى الكشي في شأن المفضل عدة روايات، منها مادحة ومنها ذامة، وقال
السيد الخوئي فيها: أما الروايات الواردة في ذمه فلا يبعد، بما هو ضعيف السند منها،
نعم إن ثلاث روايات منها تامة السند، إلا أنه لابد من رد علمها إلى أهلها، فإنها

1. الفهرست، ص 220، رقم 620.
2. رجال الطوسي، ص 448، رقم 6362.
3. رجال ابن الغضائري، ص 93، رقم 133.
4. خلاصة الأقوال، ص 397، رقم 1602.
5. معجم رجال الحديث، ج 15، ص 118، رقم 10287.
6. رجال النجاشي، ص 416، رقم 1112.
7. رجال ابن الغضائري، ص 87، رقم 117.
76

لا تقاوم الروايات المتظافرة، التي لا يبعد دعوى العلم بصدورها من المعصوم إجمالا
على أن فيها ما هو الصحيح سندا.
ويكفي في جلالة المفضل تخصيص الإمام الصادق (عليه السلام) إياه بكتابه المعروف
" بتوحيد المفضل " (1).
تبين أن هذه الرواية ضعيفة، لوجود أربعة من سلسلة رواة سندها ضعفاء،
ومتهمون بالغلو والوضع.
مناقشة العلماء لتلك الروايات:
قال السيد الخوئي: هذه الرواية ضعيفة بأحمد بن علي، والحسين بن عبيد الله،
ومحمد بن أورمة، والمفضل بن عمر (2).
وقال محمد بن إسماعيل الخواجوي المازندراني في كتابه الفوائد الرجالية بعد
ذكر الرواية الثانية والإشارة إلى السابقة: هما بين مجهول وضعيف، ومخالفان لما
دل على صحيح الخبر من أنه (عليه السلام) كان في أيام قتل المعلى وصلبه، في مكة.
وقال المولى ميرزا محمد في الأوسط: ولا يخفى أن ما في هذين الحديثين من
الذم ليس إلا من جهة تقصير في التقية، وترحم الصادق (عليه السلام) يدل على أن ذلك
التقصير وإن لم يكن مرضيا لهم، مستحسنا.
لكن لم يكن أيضا موجبا لعدم رضائهم (عليهم السلام) عنه مخرجا له من أهلية الجنة
واستحقاقه لها، بل الظاهر أن ذكر ذلك منه (عليه السلام) عن شفقة وتأسف لترتب القتل، وأنه
على درجته وعظم قدره بقتله، وكان كفارة لذلك أيضا.
أما اعتقاد غير الحق فشئ ينفيه سياق هذه الروايات جميعا وبالجملة، والذي

1. معجم رجال الحديث، ج 18، ص 294 - 304، رقم 12586.
2. معجم رجال الحديث، ج 18، ص 245، رقم 12496.
77

يظهر لي أنه من أهل الجنة، كما قال السيد أحمد بن طاووس.
يقول الخواجوي: ترك التقية الواجبة قدح عظيم، وذم وخيم، والحق أن ضعف
طريق الحديثين وجهالته يغني عن تجشم هذا التوجيه (1).
وقال ابن طاووس في التحرير الطاووسي بعد الإشارة إلى هذه الرواية: أحد
الرواة محمد بن أورمة وهو ضعيف، ثم قال:... والذي يظهر لي أنه من أهل الجنة،
والله الموفق (2).
وقال الشيخ الطبرسي النوري: بعد التأمل وتقييد مطلقاتها أنه أذاع ما رآه
وفعل به الإمام (عليه السلام)، من طي الأرض من الكوفة إلى المدينة... وأن الإذاعة كان
من الأمراض العامة بين خواص أصحابهم (عليه السلام) فضلا عن غيرهم، وبعد تسليم قدحها
في الوثاقة فإنما كانت في آخر عمره، فلا تضر بأحاديثه السابقة (3).
ثم قال في موضع آخر: والأخبار التي رواها الكشي في ذمه كلها من جهة
إذاعة السر، ولم يرد في ذمه من غير هذا الوجه، ولئن سلمنا أنه فاسق من هذا
الوجه، فهو متأخر عن رواياته، فهي مروية في حال عدالته على الظاهر (4).
والذي جعل الشيخ النوري يقول بهذا التوجيه هو أنه لم يذكر مناقشة أسانيد
تلك الروايات، لما عرف عنه في تساهله بقبول الروايات وعدم تجريح الرواة،
أما لو أنه درس أسانيدها لاستغنى عن هذا التوجيه، ومع هذا لا يقول بضعف
رواياته وردها.
وقال الشيخ مسلم الداوري: والتحقيق في المقام أن جميع ما استدل به على
ضعفه قابل للمناقشة.

1. الفوائد الرجالية، ص 344 - 345.
2. التحرير الطاووسي، ص 570 و 571.
3. خاتمة المستدرك، ج 5، ص 319 - 320.
4. خاتمة المستدرك، ج 5، ص 322.
78

أما من جهة الروايات، فلا دلالة فيها على الضعف ولا إشعار فيها بالانحراف،
فروايتي الكشي مضافا إلى ضعف سندهما، اشتملت الثانية منهما على ترحم الإمام
على المعلى بن خنيس. نعم ورد في بعضها: ومن أذاعه علينا سلبه الله؛ لأنه يمكن
أن تحمل على عدم التوفيق والمخالفة في مقام العمل لا في الاعتقاد، فلا دلالة فيها
على إفساد المذهب، ولا عدم الصدق في الرواية، والذي يسهل الخطب أن الرواية
مخدوشة من جهة السند، فلا اعتبار بها (1).
هذا ما جاء في الروايات الذامة التي انتهينا إلى ضعف سندها وقصور دلالتها عن
ضعف المعلى بن خنيس، علما أن المعلى روى محتوى الرواية الاولى من دون ذكر
تحذير الإمام الصادق (عليه السلام) له من إذاعة السر (2)، وإن كانت الرواية الثانية تنسجم مع
الاولى في سبب قتل المعلى، وقد تقدم في بحث شهادته خلاف هذا، بأن سبب
شهادته كان دعوته لأهل البيت (عليهم السلام) واختصاصه بصحبة الإمام الصادق، لا ما قاله
الغلاة لإفشاء أسرار الإمام.
ولعل تلك الروايات من موضوعات الغلاة؛ لأنهم رأوا أن الإمام الصادق
خصه بمكرمة لم ينلها أحد غيره في إظهار معجزته فيه إكراما لصحبته

1. أصول علم الرجال، ص 596.
2. روى أحمد بن الحسين، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن حماد بن عثمان، عن المعلى بن خنيس قال: كنت
عند أبي عبد الله (عليه السلام) فقال لي: مالي أراك كئيبا؟
فقلت: بلغني عن العراق وما أصاب أهله من الوباء، فذكرت عيالي وداري ومالي هناك.
فقال: أيسرك أن تراهم؟
فقلت: أي والله إنه ليسرني ذلك.
قال: فحول وجهك نحوهم، فحولت وجهي، فمسح بيده على وجهي، فإذا داري وأهلي وولدي ممثلة بين يدي
نصب عيني.
قال: فقال: ادخل دارك. فدخلتها حتى نظرت إلى جميع ما فيها من عيالي ومالي، ثم بقيت ساعة حتى مللت
منهم، ثم خرجت.
قال لي: حول وجهك، فحولت وجهي فنظرت فلم أر شيئا. (بصائر الدرجات، ص 406 (ح 8)؛ الاختصاص،
ص 323؛ دلائل الإمامة، ص 289؛ مدينة المعاجز، ص 360؛ بحار الأنوار، ج 47، ص 92).
79

وإخلاصه، حاولوا التشويش على شخصيته فلفقوا بين رواية المعلى في أن
الإمام أظهر له معجزة بأن أراه أهله في العراق وهو في المدينة، وبين دعاء
الإمام على من كذب عليهم أن يذيقه الله حر الحديد، فقالوا: إن المعلى أفشى
أسرارهم في روايته هذه، فأذاقه الله حر الحديد، وأسندوا هذه الرواية إلى الإمام
الصادق كذبا وزورا.
3 - رواياته في العقيدة والأحكام التي استفيد منها التضعيف:
أ - في العقيدة، قال الكشي في ترجمة عبد الله بن أبي يعفور: عن محمد بن
الحسن البراثي وعثمان، قالا: حدثنا محمد بن يزداد، عن محمد بن الحسين، عن
الحجال، عن أبي مالك الحضرمي، عن أبي العباس البقباق قال: تذاكر ابن أبي يعفور
ومعلى بن خنيس، فقال ابن أبي يعفور: الأوصياء علماء، أبرار، أتقياء، وقال
ابن خنيس: الأوصياء أنبياء.
قال: فدخلا على أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: فلما استقر مجلسهما قال: فبدأهما
أبو عبد الله (عليه السلام) فقال: يا عبد الله أبرأ ممن قال إنا أنبياء (1).
مناقشة السند:
روى الرواية الكشي في رجاله عن محمد بن الحسن البراثي، مجهول (2).
وعثمان - وهو ابن حامد الوحشي - من أهل كش، وثقه الشيخ الطوسي (3).
ومحمد بن يزداد الرازي قال فيه العياشي: لا بأس به (4).

1. رجال الكشي، ج 2، ص 515، رقم 456؛ مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 354؛ بحار الأنوار، ج 25، ص 291،
و ج 47، ص 130؛ جامع الرواة، ج 2، ص 249؛ معجم رجال الحديث، ج 18، ص 245.
2. معجم رجال الحديث، ج 15، ص 200، رقم 10448.
3. رجال الشيخ الطوسي، ص 429، رقم 6163.
4. رجال الكشي، ج 2، ص 812، رقم 1014.
80

ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب وثقه النجاشي والطوسي (1).
والحجال، عبد الله بن محمد الأسدي وثقه النجاشي والطوسي (2).
وأبي مالك الحضرمي وثقه النجاشي (3).
وأبي العباس البقباق وثقه النجاشي والبرقي والمفيد (4).
إذا رواة الرواية كلهم ثقات، فالرواية صحيحة.
دراسة الخبر:
رغم صحة الرواية، إلا أنها لا يثبت بها ضعف المعلى؛ وذلك لأنه عند مراجعة
الروايات المروية عنه نجد أنه لم يكن فيها مثل هذا الاعتقاد، وقد يكون صدر
منه هذا الرأي في بداية تعرفه على التشيع، علما أنه كوفي، والكوفة كانت تحوي
حركة نشطة للغلاة، فتأثر المعلى بآرائهم، وتذاكر مع أبي يعفور بهذا الرأي، وعند
لقائهم بالإمام الصادق (عليه السلام) صحح ما قال المعلى، بعد ما عرف الحقيقة لم يعترض على
الإمام أو يصر كإصرار الغلاة، واعتقد الاعتقاد الصحيح، وإليك ما جرى على لسانه
في نقله لأحاديث الإمام الصادق (عليه السلام) منها.
1. عن المعلى بن خنيس، عن الإمام الصادق (عليه السلام) في قوله عز وجل: (ومن أضل ممن
اتبع هوله بغير هدى من الله) (5) من يتخذ دينه رأيه بغير هدي من هدى الأئمة (6).
فالمعلى يعتقد أن الأئمة مصدر الهداية، ومن قال برأيه ضل وهلك.

1. رجال النجاشي، ص 334، رقم 897؛ رجال الطوسي، ص 379، رقم 5615.
2. رجال النجاشي، ص 226، رقم 595؛ رجال الطوسي، ص 360، رقم 5332.
3. رجال النجاشي، ص 205، رقم 546.
4. رجال النجاشي، ص 308، رقم 843؛ رجال البرقي، ص 91، رقم 880؛ معجم رجال الحديث، ج 13،
ص 304 - 306، رقم 9366.
5. سورة القصص، الآية 50.
6. بصائر الدرجات، ص 13 (ح 1).
81

2. وعن المعلى بن خنيس، عن الإمام أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله: " كونوا مع
الصادقين "، بطاعتهم (1).
3. وفي رواية أخرى عن المعلى بن خنيس قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام): هل كان
الناس إلا وفيهم من قد أمروا بطاعته منذ كان نوح؟
قال: لم يزل كذلك ولكن أكثرهم لا يؤمنون (2).
فقد كان يعتقد بوجوب طاعة الأئمة، وقد كان كذلك حتى لقي ربه.
أضف إلى ذلك، لو تأملنا كلمة " تذاكر " الواردة في نص الخبر. فذكر: جري الشيء
على لسانك (3)، وذاكره في الأمر فذاكره: كالمه فيه وخاض معه في حديثه، تذاكروا في
الأمر: تفاضوا فيه (4)، إذا مذاكرة تعني المباحثة والخوض في الحديث. ولا يدل على
رأي المتحدث دائما، ولو تقاطع المعلى مع ابن أبي يعفور بالرأي وأصر كل واحد منهما
على رأيه لتقطعت أواصر العلاقة بينهما؛ لأن ابن أبي يعفور الثقة لا يصحب الغلاة
والمخالفين لهدي الأئمة، فالمذاكرة بينهم كانت على نحو المباحثة.
أقوال العلماء في توجيه الرواية:
قال السيد الخوئي: هذه الرواية صحيحة، إلا أنها لا تدل إلا على خطأ المعلى بن
خنيس باعتقاده أولا، ولابد وأنه رجع عن قوله ببراءة أبي عبد الله (عليه السلام) ممن قال
أنهم أنبياء (5).
وقال الطبرسي النوري: فالظاهر، بل المقطوع به أنه كان بينهما بحث علمي

1. تفسير العياشي، ج 2، ص 117.
2. كمال الدين، ص 231 (ح 32)؛ المحاسن، ص 235 (ح 198).
3. لسان العرب (ذكر) ج 5، ص 48.
4. أقرب الموارد (ذكر) ج 1، ص 370.
5. معجم رجال الحديث، ج 18، ص 246، رقم 12496.
82

من دون اعتقاد، كما يتفق ذلك كثيرا بين المتصاحبين الذين منهما ابن أبي يعفور
والمعلى، كما يظهر من مطاوي ما مر، ولو كان عن اعتقاد لقال (عليه السلام) " أبرأ منه "
ولأمره (عليه السلام) بالرجوع واستتابه، ولتبرأ منه لو أصر، وما كان ليستخدمه. كل ذلك
لم يكن، ويشهد لذلك كثير مما روي في كتاب الحجة (1).
وقد توهم الخواجوي بقوله: محمد بن زياد في طريقه غير معلوم الحال
ولا مذكور في الرجال.
والصحيح محمد بن يزداد الثقة كما في رجال الكشي. ثم قال: ومع ذلك
مناف لما تقدم من الروايات، فإنه ولابد محمول على أول أمره (2).
ب - في الأحكام:
في الكافي: عن محمد بن يحيى، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار،
عن الحسين بن عبد الله، قال: اصطحب المعلى بن خنيس وابن أبي يعفور في
سفر، فأكل أحدهما ذبيحة اليهود والنصارى، وأبى الآخر عن أكلها، فاجتمعا عند
أبي عبد الله (عليه السلام) فأخبراه، فقال: أيكما الذي أباه؟ فقال: أنا.
فقال له: أحسنت (3).
ورواه الشيخ الطوسي في التهذيب والاستبصار بإسناده عن الحسين بن سعيد (4).
وروى الشيخ المفيد في رسالة تحريم ذبائح أهل الكتاب، عن أبي القاسم

1. خاتمة مستدرك الوسائل، ج 5، ص 319.
2. الفوائد الرجالية، ص 346.
3. الكافي، ج 6، ص 239 (ح 7).
4. تهذيب الأحكام، ج 9، ص 64 (ح 272)؛ الاستبصار، ج 4، ص 82 (ح 305) وفيه: " عن الحسن بن عبد الله "
والصحيح ما جاء في الكافي وتهذيب الأحكام، ونقل الخبر كذلك في وسائل الشيعة، ج 24، ص 50؛ ومستدرك
الوسائل، ج 160، ص 146.
83

جعفر بن محمد، عن محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن حماد بن عيسى،
عن الحسين بن المختار، عن الحسين بن عبد الله قال: اصطحب المعلى بن خنيس
وعبد الله بن أبي يعفور في سفر، فأكل أحدهما ذبيحة اليهود والنصارى، فامتنع
الآخر من أكلها، فلما اجتمعا عند أبي عبد الله، خبراه بذلك، فقال: أيكما الذي أبى؟ فقال المعلى: أنا.
فقال له: أحسنت (1).
والرواية صحيحة، ورواه السيد المرتضى في مسائل الطرابلسيات، عن جعفر بن
محمد بن قولويه (2).
وروى الكشي في رجاله: حدثني حمدويه بن نصير قال: محمد بن عيسى،
ومحمد بن مسعود قالا: حدثنا محمد بن نصير قال: حدثنا محمد بن عيسى،
عن سعد بن جناح، عن عدة من أصحابنا، وقال العبيدي: حدثني به أيضا، عن
ابن أبي عمير، عن أبي يعفور ومعلى بن خنيس كانا بالنيل على عهد أبي عبد الله (عليه السلام)،
فاختلفا في ذبائح اليهود، فأكل معلى ولم يأكل ابن أبي يعفور، فلما صارا إلى
أبي عبد الله (عليه السلام) أخبراه، فرضي بفعل ابن أبي يعفور، وخطأ المعلى في أكله إياه (3).
دراسة الخبر
قال السيد الخوئي: هذه الرواية صحيحة (4).
فقد جاء ذكر الرواية في ثلاث حالات في الكافي والتهذيب والاستبصار،

1. رسالة تحريم ذبائح أهل الكتاب، ص 29 - 30 (في الجزء التاسع من سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد).
2. خاتمة مستدرك الوسائل، ج 5، ص 298، وقال المحقق للخاتمة: لم نجد الرواية في المسائل الطرابلسية الثانية
والثالثة المتوفرة لدينا، ولعلها في الأولى والرابعة.
3. رجال الكشي، ج 2، ص 517، رقم 460؛ وسائل الشيعة، ج 24، ص 57؛ بحار الأنوار، ج 63، ص 26.
4. معجم رجال الحديث، ج 18، ص 246، رقم 12496.
84

ولم يذكر الذي أكل منهما. وفي رسالة تحريم ذبائح أهل الكتاب للمفيد ورسائل
الطرابلسيات للسيد المرتضى ذكرا أن الذي أبى ولم يأكل كان المعلى، والذي أكل
ابن أبي يعفور.
ويلاحظ أن ما جاء به المفيد والسيد المرتضى هو عين ما جاء في الكتب الثلاثة
بإضافة كلمة المعلى في الرواية، ولعل هذه الإضافة حصلت بأيدي النساخ من قبل
الرواة، أو سقطت من رواية الكافي والتهذيب والاستبصار.
أما في رواية الكشي فقد ذكر الرواية بشكل أوضح، بأكل المعلى بن خنيس،
وامتناع ابن أبي يعفور عن الأكل. ووضوح رواية الكشي؛ لأنه يهتم لضبط الأسماء
في الروايات.
أما الكليني الطوسي والمفيد والمرتضى فكان اهتمامهم بضبط الأحكام. وعلى
أي حال فالرواية لا تثبت تضعيف من أكل منهما؛ لأن الجهل بحكم شرعي
لا يوجب الفسق والتضعيف، وإلا لحكمنا بفسق جميع المسلمين. فلا بد وأن يكون
كل واحد منهم جاهلا بحكم شرعي ما، وأن سؤالهما للإمام دليل على أنهما يعتبران
الإمام المرجع الشرعي لهما لمعرفة تكاليفهما الشرعية.
وقال السيد الخوئي: هذه الرواية لا تدل إلا على خطأ المعلى في رأيه، ولا بد
أنه رجع عن أمره بتخطئة أبي عبد الله (عليه السلام) إياه (1).
وقال الشيخ مسلم الداوري: إن الذي تناول ذبائح اليهود هو ابن أبي يعفور
لا المعلى بن خنيس، وأن الإمام استحسن فعل المعلى لا فعل ابن أبي يعفور،
كما ذكر ذلك الشيخ المفيد والسيد المرتضى؛ وعلى فرض ثبوت النسبة للمعلى
فلا يضر بالمقام، كما لا دلالة فيه على الانحراف وعدم الوثاقة (2).

1. معجم رجال الحديث، ج 18، ص 246، رقم 12496.
2. أصول علم الرجال بين النظرية والتطبيق، ص 597.
85

خلاصة البحث:
درسنا في البحوث السابقة، رد دعوى ضعف المعلى، فقد عرفت رد تضعيف
النجاشي؛ لأنه لم يذكر علل التضعيف، والروايات الصحيحة المستفيضة تحكم
بوثاقته، وعند التعارض يقدم النص على الاجتهاد.
وقد درسنا الأسباب التي ذكرها ابن الغضائري الموجبة لضعفه، وقد مر من
خلال أحاديثه وأقوال الأئمة فيه لم يكن مغيريا، وكان من خواص الإمام
الصادق (عليه السلام)، والعارف بحق الأئمة السائر على هديهم.
وبحثنا كذلك شبهة كونه من دعاة محمد بن عبد الله بن الحسن، وأثبتنا
بخمس روايات عن المعلى يظهر من خلالها موقفه تبعا للإمام من محمد بن
عبد الله بن الحسن، ودرسنا رواية ابن طاووس المجهولة في كونه من دعاة محمد بن
عبد الله، وما ذنبه إن كذب عليه الغلاة الذين كذبوا على من هو خير منه الإمام
علي (عليه السلام) وأبنائه المعصومين.
ثم ناقشنا الروايات الواردة في ذمه، وانتهينا إلى ضعفها سندا، وقصور دلالتها
على ضعفه.
ودرسنا دلالة الروايات الواردة فيما دار بينه وبين ابن أبي يعفور التي قد يفهم
منها فساد عقيدته وانحراف مسلكه. بعد مراجعة دلالة تلك الروايات لم يثبت
ضعفه؛ لأنه رجع عن الآراء التي قالها، مضافا إلى أنه لم نجد في رواياته ما ينسجم
مع آراء الغلاة والمخالفين لقول الأئمة، بل نراه ملتزما بالرجوع للإمام الصادق (عليه السلام) في
تصحيح آرائه وأفكاره، ويرجع بعد نهي الإمام.
إذا كل ما ذكر في شأن تضعيف المعلى لا ينهض به الدليل، ومردود مما لاحظت
في البحوث السابقة.
86

الفصل الثالث
وثاقته والأدلة عليها
اشتهر بين المتأخرين وثاقته استنادا على الروايات الواردة في مدحه في حياته،
والترحم عليه بعد مماته، ورواية الثقات عنه. وسندرس تلك الروايات سندا ومتنا
ثم نذكر آراء العلماء، وأقوال المحققين فيها. ونصنفها إلى قسمين:
أ - الروايات الصحيحة المادحة له في حياته:
روى المعلى روايات عديدة عن الإمام الصادق (عليه السلام) يظهر من خلالها أنه كان مورد عناية
الإمام (عليه السلام) في تربيته وتعليمه، ورد شبهات عصره، ومعرفته بالأئمة (عليهم السلام)، وتهذيب
أخلاقه، وتحذيره وإخباره عن مستقبل أمر شهادته - تجدها مبثوثة في الباب الثاني
من هذا الكتاب -، وإن كانت هذه الروايات تعطينا صورة كاملة عن اتجاهه وعقيدته
وموقعه عند الإمام، إلا أنه لا يمكن أن نفتتح الاستدلال على وثاقته فيها، ولكن يجب
أن نبدأ بنقل الروايات المادحة له بأسانيد أخرى والتي منها:
1. عن ابن فضال، عن علي بن عقبة بن خالد، عن أبيه قال: دخلت أنا
ومعلى بن خنيس، على أبي عبد الله (عليه السلام) وليس هو في مجلسه، فخرج علينا من جانب
البيت من عند نسائه، وليس عليه جلباب، فلما نظر إلينا رحب، فقال: مرحبا بكما
87

وأهلا، ثم جلس وقال: أنتم أولو الألباب في كتاب الله، قال الله تبارك وتعالى: (إنما
يتذكر أولوا الألباب) (1)، فأبشروا، أنتم على إحدى الحسنيين من الله (2)، أما إنكم إن بقيتم
حتى تروا ما تمدون إليه رقابكم، شفى الله صدوركم، وأذهب غيظ قلوبكم، وأدالكم
على عدوكم: وهو قول الله - تبارك وتعالى -: (ويشف صدور قوم مؤمنين * ويذهب
غيظ قلوبهم) (3)، وإن مضيتم قبل أن تروا ذلك، مضيتم على دين الله الذي رضيه
لنبيه (صلى الله عليه وآله) وبعث عليه (4).
الرواية صحيحة، ويظهر أنهما - عقبة بن خالد والمعلى بن خنيس - من خواص
الإمام الصادق (عليه السلام) وموضع عنايته، ووصفهم بأنهم من أولي الألباب، أي أولي العقول،
وهذا غاية المدح والثناء من قبل الإمام (عليه السلام)، ثم يبشرهم بإحدى الحسنيين، إما النصر
أو شفاء الصدر، وإن مضيتم قبل أن تروا ذلك مضيتم على دين الله الذي رضيه
لنبيه (صلى الله عليه وآله) وبعثه عليه، أي أنهم على هدى من أمرهم.
2. محمد بن يعقوب: عن العدة، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن الحسين بن
علي، عن أبيه، عن عقبة بن خالد، قال: دخلت أنا والمعلى وعثمان بن عمران على
أبي عبد الله (عليه السلام) فلما رآنا، قال: مرحبا مرحبا بكم، وجوه تحبنا ونحبها، جعلكم الله
معنا في الدنيا والآخرة (5).
الرواية صحيحة على القول بوثاقة ابن زياد، ومنسجمة مع الصحيحة المتقدمة.
فمن الجائز أن يصدر مثل هذا الترحاب من الإمام الصادق (عليه السلام) بحق المعلى وعقبة بن
خالد الثقة.
3. الحسن بن محمد الطوسي في " مجالسه " عن أبيه، عن ابن الغضائري، عن

1. سورة الرعد الآية 19.
2. إشارة إلى قوله تعالى: (قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين) سورة البراءة، الآية 52.
3. سورة البراءة، الآية 14 و 15.
4. المحاسن، ص 169 (ح 135)؛ بحار الأنوار، ج 65، ص 93.
5. الكافي، ج 4، ص 34 (ح 4)؛ خاتمة مستدرك الوسائل، ج 5، ص 293.
88

التلعكبري، عن محمد بن همام، عن علي بن الحسين الهمداني، عن محمد بن
خالد، عن أبي قتادة، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله (عليه السلام) - في حديث - أنه قال
للمعلى بن خنيس: يا معلى، أعزز بالله يعززك.
قال: بماذا؟
قال: يا معلى، خف الله يخف منك كل شيء، يا معلى، تحبب إلى إخوانك
بصلتهم، فإن الله - تبارك وتعالى - جعل العطاء محبة، والمنع مبغضة، فأنتم والله
إن تسألوني فأعطيكم فتحبوني، أحب إلي من ألا تسألوني فلا أعطيكم فتبغضوني،
ومهما أجرى الله لكم شيء على يدي فالمحمود الله، ولا تبعدون من شكر ما أجرى
الله لكم على يدي (1).
الرواية صحيحة، وفيها وصية تربوية إيمانية يخص بها الإمام الصادق (عليه السلام) المعلى بن
خنيس. وكان الإمام (عليه السلام) يعده لمهمة لما في الخبر من مضامين مهمة، كالعزة بالله
والتحبب للإخوان، والشكر لله على نعمة الأئمة (عليهم السلام) وما جرى على أيديهم.
ب - الروايات المادحة له بعد شهادته:
كان المعلى من خواص الإمام الصادق من خلال الأخبار والروايات التي يرويها في
حياته، مضافا للروايات الثلاث المتقدمة. أما بعد شهادته فقد صدر من الإمام في
حقه المزيد من المديح والثناء والترحم عليه مما يعطينا صورة متكاملة عن وثاقته
وعلو شأنه. نذكر منها الروايات التالية:
1. في الكافي والتهذيب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
حماد بن عثمان، عن الوليد بن صبيح، قال: جاء رجل إلى أبي عبد الله (عليه السلام) يدعي
على المعلى بن خنيس دينا عليه، وقال: ذهب بحقي. فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): ذهب
بحقك الذي قتله، ثم قال للوليد: قم إلى الرجل فاقضه [من] حقه، فإني أريد أن

1. أمالي الشيخ الطوسي، ج 1، ص 310؛ وسائل الشيعة، ج 9، ص 476.
89

أبرد عليه جلده الذي كان باردا (1).
الرواية صحيحة، وقد صححها كل من المجلسي في مرآة العقول، والخواجوي
في الفوائد الرجالية، والنوري في خاتمة المستدرك، والسيد الخوئي في معجم
الرجال، والشيخ مسلم الداوري في أصول علم الرجال وغيرهم (2).
وفقرة الاستدلال هي: " قم إلى الرجل فاقضه حقه، فإني أريد أن أبرد عليه جلده
الذي كان باردا، فإنه من أهل الجنة ".
ورواه الصدوق في علل الشرائع عن الحسين بن أحمد، عن أبيه، عن محمد بن
أحمد، عن محمد بن عيسى، عن الهيثم، عن ابن أبي عمير، مثله (3).
2. في الكافي، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الوليد بن
صبيح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: دخلت عليه يوما، فألقى إلي ثيابا، وقال: يا وليد،
ردها على مطاويها.
فقمت بين يديه، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): " رحم الله المعلى بن خنيس ". فظننت أنه
شبه قيامي بين يديه، بقيام المعلى بين يديه، ثم قال: أف للدنيا أف للدنيا إنما الدنيا
دار بلاء، يسلط الله فيها عدوه على وليه (4)...
الرواية صحيحة، وصححها المجلسي والخواجوي والنوري الطبرسي والسيد
الخوئي والداوري وغيرهم (5).

1. الكافي، ج 5، ص 94 (ح 8)؛ تهذيب الأحكام، ج 6، ص 186 (ح 386)؛ وسائل الشيعة، ج 18، ص 335؛
بحار الأنوار، ج 47، ص 337.
2. مرآة العقول، ج 19، ص 45؛ الفوائد الرجالية، ص 342؛ خاتمة المستدرك، ج 5، ص 292؛ معجم رجال
الحديث، ج 18، ص 242؛ أصول علم الرجال، ص 591.
3. علل الشرائع، ج 2، ص 528 باب 312 (ح 8).
4. الكافي، ج 8، ص 304 (ح 469).
5. مرآة العقول، ج 26، ص 386؛ الفوائد الرجالية، ص 343؛ خاتمة المستدرك، ج 5، ص 292؛ معجم رجال
الحديث، ج 18، ص 242، رقم 12496؛ أصول علم الرجال، ص 591.
90

فقد ترحم عليه الإمام الصادق (عليه السلام) وقال: " إنه ولي من أولياء الله "، ولا يعقل أن
يصفه الإمام بهذا وهو ليس بثقة، بل لصلاحه قال فيه: إنه من أولياء الله.
3. في رجال الكشي: حمدويه بن نصير، قال: حدثني العبيدي، عن ابن أبي عمير،
عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال: حدثني إسماعيل بن جابر، قال: كنت مع
أبي عبد الله (عليه السلام) مجاورا بمكة، فقال: يا إسماعيل، اخرج حتى تأتي مروا أو عسفان،
فاسأل هل حدث بالمدينة حدث؟
قال: فخرجت حتى أتيت مروا فلم ألق أحدا، ثم مضيت حتى أتيت عسفان،
فلم يلقني أحد، فلما خرجت منها لقيني عير تحمل زيتا من عسفان، فقلت لهم: هل
حدث بالمدينة حدث؟
قالوا: لا، إلا قتل هذا العراقي الذي يقال له المعلى بن خنيس.
قال: فانصرفت إلى أبي عبد الله (عليه السلام) فلما رآني، قال: يا إسماعيل قتل المعلى بن
خنيس؟ فقلت: نعم.
فقال: أما والله لقد دخل الجنة (1).
الرواية صحيحة، وفيها أن الإمام كان مهتما بمعرفة خبر قتل المعلى وترصده
لأخباره، وقال بعد شهادته: أما والله لقد دخل الجنة.
4. وروى الكشي عن أحمد بن منصور، عن أحمد بن الفضل، عن محمد بن
زياد، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن إسماعيل بن جابر، قال: دخلت على
أبي عبد الله (عليه السلام) فقال لي: يا إسماعيل قتل المعلى؟ قلت: نعم.
قال: أما والله لقد دخل الجنة (2).
5. حمدويه قال: محمد بن عيسى ومحمد بن مسعود قالا: حدثنا جبرائيل بن
أحمد قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن الوليد بن صبيح

1. رجال الكشي، ج 2، ص 674، رقم 707.
2. رجال الكشي، ج 2، ص 679، رقم 714.
91

قالوا: قال داوود بن علي لأبي عبد الله (عليه السلام): ما أنا قتلته - يعني معلى - قال: فمن قتله؟
قال: السيرافي - وكان صاحب شرطته - قال: أقدنا منه. قال: قد أقدتك.
قال: فلما أخذ السيرافي وقدم ليقتل، جعل يقول: يا معشر المسلمين، يأمرونني
بقتل الناس فأقتلهم لهم، ثم يقتلونني. فقتل السيرافي (1).
الرواية صحيحة، وقد صححها السيد الخوئي في معجمه (2).
6. محمد بن مسعود قال: كتب إلي فضل قال: حدثنا ابن أبي عمير، عن
إبراهيم بن عبد الحميد، عن إسماعيل بن جابر، قال: لما قدم أبو إسحاق من مكة
فذكر له قتل المعلى بن خنيس قال: فقام الإمام مغضبا يجر ثوبه، فقال له إسماعيل
ابنه: يا أبت أين تذهب؟
فقال: " لو كانت نازلة لقدمت عليها ". فجاء حتى دخل على داوود بن علي،
فقال له: يا داوود، لقد أتيت ذنبا لا يغفره الله لك.
قال: وما ذلك الذنب؟
قال: قتلت رجلا من أهل الجنة. ثم مكث ساعة، ثم قال: إن شاء الله...
قال: ما أنا قتلته؟
قال: فمن قتله؟
قال: قتله السيرافي.
قال: فأقدنا منه. فلما كان من الغد غدا إلى السيرافي، فأخذه فقتله، فجعل
يصيح: يا عباد الله، يأمروني أن أقتل لهم الناس، ثم يقتلوني (3).
الرواية صحيحة، وقد صححها السيد الخوئي.
وغيرها من الروايات الصحيحة والحسنة والموثقة في أحوال المعلى وشهادته،

1. رجال الكشي، ج 2، ص 677، رقم 710.
2. معجم رجال الحديث، ج 18، ص 239 و 240، رقم 12496.
3. رجال الكشي، ج 2، ص 677، رقم 711.
92

عد منها الشيخ النوري الطبرسي عشرين رواية، وذكر السيد الخوئي خمس عشرة
منها، بعد تلك الروايات الصحيحة السند، الظاهرة في التوثيق والمدح، ووصفه بأنه
من أولي الألباب، ومن الوجوه التي تحب الإمام الصادق (عليه السلام) ويحبها، ومن الذين
يرحب بهم الإمام ترحابا خاصا، ويوصيه بالمحبة لإخوانه والخوف من الله، وبعد
شهادته قضى (عليه السلام) عنه دينه وقال: " كان جلده باردا "، وهذه كناية عن أنه من أهل
الجنة، ووصف قاتله بأنه عدو الله، وأن المعلى من أولياء الله، وقال (عليه السلام): " أما والله
لقد دخل الجنة "، واقتص من قاتله.
فلا يبقى شك في وثاقته وحسن سيرته واختصاصه بالإمام الصادق (عليه السلام).
ج - أقوال العلماء في مكانته
حكم مشاهير المتأخرين بوثاقة المعلى بن خنيس، ومنهم من ذكر مستند التوثيق
وهو الروايات المتقدمة، ومنهم أطلق التوثيق من دون ذكر الدليل.
1. قال الشيخ (م 460 ه‍) في كتاب الغيبة - وقبل ذكر من كان سفيرا حال الغيبة -:
نذكر من كان ممدوحا منهم حسن الطريقة، ومن كان مذموما سيئ المذهب، ليعرف
الحال في ذلك - إلى أن قال -: فمن الممدوحين، المعلى بن خنيس، وكان من قوام
أبي عبد الله (عليه السلام)، وإنما قتله داوود بن علي بسببه، وكان محمودا عنده، ومضى على
منهاجه، وأمره مشهور، فروي عن أبي بصير قال: لما قتل داوود بن علي المعلى بن
خنيس فصلبه، عظم ذلك على أبي عبد الله (عليه السلام) واشتد عليه، وقال له: يا داوود على
ما قتلت مولاي وقيمي في مالي وعلى عيالي؟ والله إنه لا وجه عند الله منك - في
حديث طويل - وفي خبر آخر قال: أما والله لقد دخل الجنة (1).
اعتمد الطوسي في مدحه على الروايات المتقدمة.

1. كتاب الغيبة، ص 209 - 210.
93

2. وقال السيد أحمد بن طاووس (م 673 ه‍): والذي ظهر لي أنه من أهل الجنة (1).
3. قال العلامة (م 726 ه‍) في الخلاصة: وروي فيه أحاديث تقتضي الذم وأخرى
تقتضي المدح، وقد ذكرناها في الكتاب الكبير. وقال الشيخ أبو جعفر الطوسي في
كتاب الغيبة بغير إسناد: وأنه كان من قوم أبي عبد الله (عليه السلام)، وكان محمودا عنده،
ومضى على منهاجه، وهذا يقتضي وصفه بالعدالة (2).
4. وقال الشيخ البهائي (م 1030 ه‍): والحق أن معلى بن خنيس ممدوح جدا،
وترحم عليه الإمام الصادق وأثنى عليه (3).
5. وقال الخواجوي (م 1173 ه‍): اختلفت الأخبار والأقوال في مدحه
وقدحه، لكن الدال على القدح بين ضعيف ومجهول، وأما الدال على المدح فبين
صحيح وموثق وحسن ومعتبر، ثم ذكر ثلاث روايات صحيحة، ثم قال بعد نقل
الأخبار وبعض الأقوال: فعلى ما حررناه فرواياته بين صحيح وحسن، كالصحيح
والأقل منه (4)...
6. وقال أبو علي الحائري (م 1216 ه‍): بعد التتبع في كتب الأخبار والأدعية
والمناقب من طرق الخاصة والعامة يظهر لي بطلان ما نسبه إليه ابن الغضائري
قطعا، وكونه من أجلاء الشيعة (5).
7. وقال السيد الأعرجي (م 1227 ه‍): وقد جاء في الأخبار ما يدل على
وثاقة المعلى بن خنيس (6).

1. التحرير الطاووسي، ص 571.
2. خلاصة الأقوال، ص 408، رقم 1652.
3. بهجة الآمال في شرح زبدة المقال، ج 7، ص 48.
4. الفوائد الرجالية، ص 342 و 347.
5. منتهى المقال، ج 6، ص 294.
6. عدة الرجال، ج 1، ص 207.
94

8. وقال الشيخ عبد النبي الكاظمي (م 1256 ه‍): اتفقت الأخبار على عدم
ضعفه وهي أقوى من تضعيف النجاشي وابن الغضائري (1).
9. وقال الشيخ الماحوزي (م 1266 ه‍): ابن خنيس مختلف فيه، والقاعدة
تقتضي جرحه، والأخبار متظافرة في مدحه، والاعتماد عليها أظهر (2).
10. وقال الجابلقي (م 1313 ه‍): والحق قبول روايته، لما ورد في حقه من
المدح في الروايات (3).
11. وقال الشيخ الطبرسي النوري (م 1320 ه‍) - بعد نقل عشرين رواية في
مدحه -: وتحصل من جميعها - وفيها الصحاح وغيرها المؤيدة بها - أنه من
أولياء الله، وأنه من أهل الجنة ودخلها بعد قتله، وأنه كان قوي الإيمان، ثابت
الولاية، مؤثرا نفسه على نفوس إخوانه، وأن الصادق (عليه السلام) ما قنع بقتل قاتله حتى
بالدعاء على الآمر به فأهلكه. ولم ينقل عنه مثله أو بعضه بالنسبة إلى أحد من
المقتولين من أقاربه فضلا عن غيرهم. ذلك مما يستكشف من تلك الأخبار،
ويستدل بها على وثاقته وجلالته واختصاصه التام به، وأنه نال درجة ولايتهم (4).
12. وقال ملا علي العياري التبريزي (م 1327 ه‍): وبالجملة يظهر لي أنه من
أهل الجنة، كما قال السيد أحمد بن طاووس (5).
13. وقال العلياري في منظومته:
جش في المعلى بن خنيس قال ضف * بالمسمعي طق لضعف اتصف
والحق أنه من الأخيار * بل ثقة ومن ذوي الإسرار (6)

1. تكملة الرجال، ج 2، ص 252.
2. بلغة المحدثين في ذيل معراج أهل الكمال، ص 421، رقم 29.
3. طرائف المقال، ج 1، ص 608.
4. خاتمة المستدرك، ج 5، ص 303.
5. بهجة المقال، ج 7، ص 54.
6. بهجة الآمال في شرح زبدة المقال، ج 7، ص 47.
95

14. وقال محمد حسين المظفر (م 1381 ه‍): كان المعلى بن خنيس من موالي
أبي عبد الله (عليه السلام) الذين يعتمد عليهم في تدبير شؤونه، ومن الثقات الذين يفضي إليهم
بسره، وكان من مشاهير الثقات من رواته (1).
15. وقال الشيخ النمازي الشاهرودي (م 1405 ه‍): لقد أجاد فيما أفاد العلامة
النوري في المستدرك ونقل الروايات المادحة وهي تبلغ عشرين - ونقل كلام
النوري المتقدم والأخبار المادحة - فظهر مما ذكر ضعف قول المضعفين (2).
16. وقال السيد علي الفاني (م 1409 ه‍): إن ما ورد (في المعلى) من الروايات
المادحة مع ما ذكره الشيخ في كتاب الغيبة دالان على عظم شأن المعلى، بل كونه
من الأولياء الصالحين (3).
17. وقال السيد الخوئي (م 1413 ه‍): والذي تحصل لنا مما تقدم أن الرجل
جليل القدر، ومن خالصي شيعة أبي عبد الله، فإن الروايات في مدحه متظافرة على
أن جملة منها صحاح كما مر، وفيها التصريح بأنه كان من أهل الجنة حين قتله
داوود بن علي، ويظهر من ذلك أنه كان خيرا في نفسه، ومستحقا لدخول الجنة، ولو
أن داوود بن علي لم يقتله.
نعم، لا مضايقة في أن تكون له درجة لا ينالها إلا بالقتل، كما صرح به في بعض
ما تقدم من الروايات، ومقتضى ذلك أنه كان رجلا صدوقا، إذ كيف يمكن أن يكون
الكذاب مستحقا للجنة، ويكون موردا لعناية الصادق (عليه السلام)؟
ويؤكد ذلك شهادة ابن قولويه بأنه من الثقات وشهادة الشيخ بأنه كان من السفراء
الممدوحين، وأنه مضى على منهاج الصادق (عليه السلام). ومع ذلك كله لا يعتني بتضعيف
النجاشي، وإن كان هو خريت هذه الصناعة، ولعل منشأ تضعيفه (قدس الله نفسه)

1. حياة الإمام الصادق (عليه السلام)، ج 2، ص 174.
2. مستدركات علم الرجال، ج 7، ص 460 - 461.
3. بحوث في فقه الرجال، ص 195.
96

هو ما اشتهر من نسبة الغلو إليه، وقد نسبت ذلك إليه الغلاة وعلماء العامة، الذين
يريدون الإزراء بأصحاب أبي عبد الله (عليه السلام) والله العالم وأما ما تقدم من تضعيف
ابن الغضائري، ومن نسبته إلى المغيرية، ثم دعوته إلى محمد بن عبد الله فلا يعتنى
به، لعدم ثبوت نسبة الكتاب إليه كما تقدم غير مرة (1).
18. وقال الشيخ محمد آصف محسني: والحق ما عليه الشيخ (الطوسي) من
حسن حاله وقبول رواياته. وتضعيف النجاشي لا يلتفت إليه (2).
19. وقال الشيخ عباس المحمودي الدشتي: معلى بن خنيس ذكره الشيخ في
كتاب الغيبة أنه من قوام أبي عبد الله (عليه السلام)، وكان محمودا عنده، ومضى على منهاجه،
وهذا يقتضي وصفه بالعدالة، وفي تعليقة الأستاذ الأكبر، ويظهر من مهج الدعوات
لابن طاووس أنه من أشهر وكلاء الصادق (عليه السلام) وأجلهم، وعن الروض في الحسن
كالصحيح أن الإمام الصادق (عليه السلام) ترحم عليه.
ويقول أيضا: وبعد التتبع يظهر أنه من أجلاء الشيعة (3).
20. وقال السيد علي الحسيني الصدر: إن حدسيات الجرح والقدح غير قادحة
وليست مجدية في إسقاط اعتبار الراوي، فإن التضعيف كالتعديل، وإنما تقبل إذا
كانت أخبارا لا اجتهادا. لذلك لابد [من تضعيف خبريته] وعدم حدسيته، وعلى
هذا الصعيد يتضح فساد نسبة الغلو إلى أعاظم الأصحاب مثل المعلى بن خنيس.
فإنه وإن ضعف بعلة أن يضيف إليه الغلاة كثيرا، إلا أننا نلاحظ أحاديث مدحه
المرموقة مجموعة في التنقيح، وحقق اعتباره الخواجوي، ولهذا أفاد السيد الخوئي
في المعجم بعد نقل أحاديث مدحة أنه جليل القدر، صدوق، من خالصي الشيعة (4).

1. معجم رجال الحديث، ج 18، ص 247، رقم 12496.
2. بحوث في علم الرجال، ص 241 - 243.
3. ملخص المقال في أسماء الموثقين والمعتمدين من الرجال، ص 228.
4. الفوائد الرجالية، ص 183 وص 185 وص 186.
97

21. وقال الشيخ مسلم الداوري: إن المعلى بن خنيس ثقة صدوق، وانحرافه
غير ثابت، فهو من الأجلاء الثقات (1).
22. وقال مهدي الهادوي في باب التعارض: ويقدم التوثيق لو كان مدركه نص
أحد المعصومين، كما في المعلى بن خنيس (2).
د - خلاصة البحوث:
اشتهر بين المتأخرين استنادا إلى الروايات الصحيحة السند التي يستفاد منها المدح
والوثاقة منها، ما نقل عن الإمام أبي عبد الله (عليه السلام) أنه وصفه أنه من اولي الألباب، ومنها
قوله: " مرحبا مرحبا بكم، وجوها تحبنا ونحبها، جعلكم الله منا في الدنيا والآخرة "
هذا كان في حياة المعلى أما بعد شهادته فقد ترحم عليه وقضى عنه دينه، ويذكره
دائما مع خاصته، واقتص من قاتله، ودعى على داوود بن علي فمات بدعاء
الصادق (عليه السلام)، وقد صحح تلك الروايات المادحة والموثقة، جملة من العلماء،
كالمجلسي والخواجوي والنوري الطبرسي، والسيد الخوئي والداوري وغيرهم.
كما حكم بوثاقته اعتمادا على تلك الروايات المتقدمة كل من الطوسي والعلامة
والحلي، وأحمد بن طاووس والبهائي والخواجوي، وأبو علي الحائري والسيد
بحر العلوم والجابلقي، والبروجردي وملأ علي العلياري والماحوزي البحراني،
وعبد النبي الكاظمي والسيد الأعرجي الكاظمي والسيد الخوئي، والشيخ النمازي
ومسلم الداوري ومحمد آصف المحسني، ومهدي هادوي وعباس المحمودي
الدشتي والسيد علي الصدر وغيرهم، هذا مضافا لما تقدم في الفصل الثاني من رد
تضعيف النجاشي وابن الغضائري، وعدم ثبوت الروايات التي قد يستفاد منها الزم،
فتبقى الروايات المادحة بلا معارض، فيثبت بها وثاقته وعلو شأنه.

1. أصول علم الرجال، ص 597.
2. تحرير المقال، ص 123.
98

الباب الثاني:
فيه ثلاثة فصول
الفصل الأول: كتابه ورواياته وطرقهما
الفصل الثاني: مسند المعلى بن خنيس
الفصل الثالث: ما انفرد عنه من الروايات
99

الفصل الأول
كتاب المعلى ورواياته
له كتاب يروى عنه بواسطة المعلى بن عثمان، وله روايات أخر يرويها بعض
الرواة عنه مباشرة من دون واسطة المعلى بن عثمان أو الإشارة إلى كتابه.
وسندرس في هذا الباب الطرق الموصلة للكتاب وأسانيد الروايات
إن شاء الله تعالى.
أ - كتاب المعلى:
ذكره النجاشي في رجاله، والطوسي في الفهرست، والطهراني في الذريعة
والخوانساري الصفائي في كشف الأستار، وعبر عنه بالأصل (1)، متسامحا في عده من
الأصول، وقد أشار في مقدمة كتابه لعلة التسامح هذا، فقد قال في معرض الكلام
عن الفرق بين الكتاب والأصل: وقد تعرضوا لذكر الفرق بين الأصل والكتاب
بوجوه، أسداها وأخصرها ما أفاده المحقق البهبهاني بقوله: ويقرب في نظري أن
الأصل هو الكتاب الذي جمع فيه مصنفه الأحاديث التي رواها عن المعصوم، أو عن
الراوي، والكتاب والمصنف لو كان فيهما حديث معتبر لكان مأخوذا من الأصل

1. رجال النجاشي، ص 417، رقم 1114؛ الفهرست (الطوسي)، ص 246، رقم 733؛ الذريعة إلى تصانيف
الشيعة، ج 6، ص 367؛ كشف الأستار، ج 4، ص 37.
101

غالبا؛ لأنه ربما كان بعض الروايات وقليلها يصل معنعنا، ولا يؤخذ من الأصل،
وبوجود مثل هذا فيه لا يصير أصلا، فتدبر (1).
ولما كان الأمر فيها سهل، أجملت وتعرضت لذكرها في باب الألف، بل قد يتفق
أن نعبر عن الكتاب بالأصل في مفاتيح العناوين؛ لتنسية الباب وتنظيم الكتاب (2).
وما دام الأمر سهلا في عد بعض كتب الأصحاب أصولا، وفي أصل تنظيم
الكتاب، فقد تجاوز الخوانساري بعده للأصول الأربعمئة، وذكر ثلاثة وخمسين
وتسعمائة أصلا في الأجزاء الأربعة المطبوعة من كتابه كشف الأستار، وكان منها
كتاب المعلى بن خنيس.
ولو تتبعنا تعابير العلماء في تعريف الأصل لجاز لنا أن نعد كتاب المعلى بن
خنيس أصلا.
منها: ما أجاد به الوحيد البهبهاني وقد تقدم قبل قليل، وما قاله السيد مهدي
بحر العلوم: " الأصل في اصطلاح المحدثين من أصحابنا بمعنى الكتاب المعتمد
الذي لم ينتزع من كتاب آخر " (3).
وقد تساهل القهبائي لأبعد الحدود في القول: " فالأصل مجمع عبارات
الحجة (عليه السلام)، والكتاب يشتمل عليه وعلى الاستدلال والاستنباطات شرعا وعقلا " (4)،
فقد اعتبر كل كتب الحديث أصولا.
ويقول السيد الجلالي بعد نقل التعاريف الواردة في الأصل: " إن هذه التعاريف
لم تستند إلى دراسة النصوص الموجودة اليوم، ومن الناحية التاريخية لم نعهد هذا
الاصطلاح إلا في كتب علماء الشيعة في القرن الخامس الهجري، ومن تأخر عنهم،

1. كشف الأستار، ج 1، ص 15 عن تعليقة البهبهاني، ص 7.
2. كشف الأستار، ج 1، ص 15.
3. تنقيح المقال، ج 1، ص 464.
4. مجمع الرجال، ج 1، ص 9.
102

أو بتعبير أدق في كتب ثلاثة، وهم:
1. الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان (ت - 413 ه‍).
2. الشيخ أبو العباس النجاشي (ت - 450 ه‍).
3. الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الآلوسي (ت - 460 ه‍).
إذ بالتتبع في فهرسي الطوسي والنجاشي يعلم أن " الأصل " عنوان مستقل يطلق
على بعض كتب الحديث خاصة دون غيرها، وربما كان في بدء الاستعمال
الاستعانة بالمفهوم، اللغوي، إلا أنه أصبح له مفهوم اصطلاحي فيما بعد " (1).
فإذا كان الأمر كما حققه السيد الجلالي، فلا يصح أن نطلق على كتاب المعلى بن
خنيس أصلا؛ لأنه وضع تعينا. ولما كان الأمر فيه خلاف بين الأعلام، نلتزم بما
وصف النجاشي كتاب المعلى.
ب - الطرق لكتاب المعلى:
1. طريق النجاشي، قال: له كتاب يرويه جماعة. أخبرنا أبو عبد الله بن شاذان،
قال: حدثنا علي بن حاتم، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه (2)، عن
أيوب بن نوح، عن صفوان بن يحيى، عن أبي عثمان معلى بن زيد الأحول، عن
معلى بن خنيس بكتابه (3).
كل رجال سند النجاشي للكتاب ثقات، فطريق النجاشي إليه صحيح (4).
2. طريق الشيخ الصدوق: روى الشيخ الصدوق في كتابه كتاب من لا يحضره
الفقيه أربع روايات (5)، وقال في المشيخة: وما كان فيه المعلى بن خنيس، فقد

1. دائرة المعارف الشيعية، ج 3، ص 103؛ دراسة حول الأصول الأربعمئة، مؤسسة الأعلمي ط 9.
2. عبد الله بن جعفر الحميري يروي عن أيوب بن نوح.
3. رجال النجاشي، ص 417، رقم 1114.
4. وثقهم النجاشي والسيد الخوئي بأعلى أوصاف التوثيق، راجع تراجمهم في كتب الرجال.
5. كتاب من لا يحضره الفقيه، ج 1، ص 373 و 422 وج 3، ص 2 و 192.
103

رويته عن أبي - (رحمه الله) - عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
عبد الرحمن بن أبي نجران، عن حماد بن عيسى، عن المسمعي، عن المعلى بن
خنيس، وهو مولى الإمام الصادق (عليه السلام)، كوفي، بزاز، قتله داوود بن علي (1).
وطريق الصدوق إلى المسمعي صحيح، ويقع الكلام في المسمعي؛ لأنه مشترك
بين المسمعي عبد الله بن عبد الرحمن الأصم الذي ضعفه النجاشي (2)، وابن الغضائري
وغيرهم (3). وبين مسمع عبد الملك كردين الثقة (4). فإذا أردنا أن نميز بينهما من حيث
الطبقة يقتضي كون المسمعي كردين الثقة؛ لأن حماد بن عيسى أقصى ما يكون في
رواياته واسطتين عن الإمام الصادق (عليه السلام)، ولم نجد له رواية بثلاث وسائط، وإذا قلنا
الأصم، الذي يروي عن كردين تكون ثلاث وسائط. فلا يعقل من حماد بن عيسى
الثقة أن يروي عن الأصم المغالي ويهمل الرواية عن كردين شيخ تغلب الثقة، الذي
أدركه وكان يسكن معه في البصرة ويترك علو السند.
ويمكن أن نميز بينهما في الراوي والمروي عنه، فقد روى حماد بن عيسى، عن
مسمع بن عبد الملك، ولم نقف على رواية له عن الأصم.
وقال الشيخ النوري الطبرسي: ويحتمل قويا أن يكون المراد منه مسمع بن
مالك كردين، كما هو الظاهر في المقام. ويظهر من العلامة وفي الجامع. وإلى
المعلى بن خنيس صحيح كما في الخلاصة على الظاهر من كون المسمعي فيه
مسمع بن عبد الملك كردين (5)... ويؤيده رواية حماد بن عيسى عنه ولم نقف على
روايته عن الأصم.

1. كتاب من لا يحضره الفقيه، ج 4، ص 468 - 469 [في المشيخة].
2. رجال النجاشي، ص 217، رقم 566.
3. معجم رجال الحديث، ج 10، ص 242، رقم 6951؛ خاتمة المستدرك، ج 5، ص 289.
4. وثقه العياشي وابن فضال ومدحه النجاشي معجم رجال الحديث، ج 18، ص 157 - 159، رقم 12355؛
الفهرست، ص 246، رقم 733.
5. جامع الرواة، ج 2، ص 541.
104

وفي الاستبصار في باب الجنب يدهن، عن كردين المسمعي.
وفي اختصاص المفيد مسندا عن فضالة بن أيوب، عن رجل من المسامعة اسمه
مسمع بن عبد الملك ولقبه كردين (1).
3. طريق الشيخ الطوسي: قال الشيخ في الفهرست: معلى أبو عثمان الأحول،
عن المعلى بن خنيس، له كتاب أخبرنا به جماعة، عن أبي جعفر بن بابويه، عن
ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن صفوان، عن المعلى بن
عثمان، عن معلى بن خنيس (2).
مناقشة السند:
أبي جعفر هو محمد بن علي بن الحسين بن بابويه الصدوق.
وابن الوليد؛ هو محمد بن الحسن بن الوليد شيخ القميين وفقيههم، قال فيه
النجاشي ثقة ثقة عين (3).
والصفار؛ هو محمد بن الحسن الصفار الذي قال فيه: ثقة، عظيم القدر، راجحا (4).
وأحمد بن محمد بن خالد البرقي وثقه النجاشي (5) وغيره.
ومحمد بن خالد بن عبد الرحمن البرقي، وثقه الشيخ الطوسي، والسيد الخوئي
وغيرهما (6).
وصفوان بن يحيى البجلي قال النجاشي فيه " ثقة ثقة عين " وقال في الشيخ:

1. خاتمة المستدرك، ج 5، ص 289.
2. الفهرست، ص 246، رقم 733.
3. رجال النجاشي، ص 383، رقم 1042.
4. رجال النجاشي، ص 354، رقم 948.
5. رجال النجاشي، ص 76، رقم 182.
6. رجال الطوسي، ص 363، رقم 5391؛ معجم رجال الحديث، ج 17، ص 73 رقم 10715.
105

إنه أوثق أهل زمانه عند أهل الحديث وأعبدهم (1).
إذا فطريق الشيخ الطوسي إلى المعلى صحيح، وكذا قال السيد الخوئي (2).
ج - رواياته:
روى بعض المحدثين الأوائل عن المعلى بن خنيس من دون الإشارة إلى كتابه،
وذكروا أسانيد كل رواية، منهم الشيخ محمد بن يعقوب الكليني في الكافي والشيخ
محمد بن علي بن بابويه الصدوق في كتبه كتاب من لا يحضره الفقيه وعلل الشرائع
والخصال ومعاني الأخبار والتوحيد وثواب الأعمال وكمال الدين ومصادقة الإخوان
وصفات الشيعة، وأحمد بن محمد بن خالد البرقي في كتابه المحاسن، ومحمد بن
الحسن الصفار في بصائر الدرجات، وأحمد بن محمد بن عيسى القمي الأشعري في
النوادر، وعلي بن الحسين بن بابويه القمي في التبصرة، وعلي بن إبراهيم القمي في
تفسيره، ومحمد بن مسعود العياشي في تفسيره، وفرات الكوفي في تفسيره، والشيخ
المفيد في الاختصاص والأمالي ورسالة في المهر وذبائح أهل الكتاب، والشيخ الطوسي
في التهذيب والاستبصار (لأنه لم يذكر اعتماده على كتاب المعلى، وذكر سنده
للكتاب في الفهرست)، وجاءت رواياته بأسانيد غير سنده في الفهرست ومصباح
المتهجد والأمالي والغيبة، والنعماني في الغيبة، ثم نقل تلك الروايات من جاء بعدهم
كالطبري في دلائل الإمامة، والطبرسي في مشكاة الأنوار، والراوندي في الخرائج،
وابن شهر آشوب في المناقب، والإستر آبادي في تأويل الآيات الظاهرات، والطبرسي
في الاحتجاج، وابن طاووس في مهج الدعوات والأسبوع وفرحة الغري وغيرهم.
ثم جاء أصحاب الموسوعات الحديثية الكبرى في عصر الحركة الإخبارية،
وجمعوا الحديث من المصادر الأولية، وغيرها فانتشرت روايات المعلى بن خنيس

1. رجال النجاشي، ص 197، رقم 524؛ الفهرست، ص 145، رقم 356.
2. معجم رجال الحديث، ج 18، ص 247، رقم 12496.
106

فيها، فقد نقلها كل من المجلسي في البحار، والفيض الكاشاني في الوافي، والحر
العاملي في الوسائل، والبحراني في العوالم، وأثبتها المفسرون بالمأثور في العصر
الصفوي، كالحويزي في تفسيره نور الثقلين، والبحراني في البرهان والفيض الكاشاني
في الصافي، وغيرهم.
ولما كان للمعلى بن خنيس هذا العدد من الروايات في مختلف أبواب الحديث،
وهذا الانتشار في المصادر والدراسات، فمن الواجب خدمة للحديث وتراث
أهل البيت (عليهم السلام) أن ندرس أسانيد تلك الروايات، ومتابعة انتشارها في المصادر
الأولية والثانوية لنحكم بصحتها أو ضعفها، بعد أن مهدنا الطريق في دراسة حال
المعلى ووثاقته وعلو شأنه وكرامته.
وبهذا قد نوفق لتصحيح الكثير من الروايات التي حكم العلماء بضعفها لوجود
المعلى في سندها، كما هو الظاهر في كتاب مرآة العقول في شرح الكافي،
و ملاذ الأخيار في شرح تهذيب الأخبار، وإليك أيها القارئ مشجرة الإسناد المنتهية
إلى المعلى بن خنيس بعين ما وجدناه في كتب الحديث.
107

د - مشجر أسانيد الروايات:
الإمام الصادق (عليه السلام)
المعلى بن خنيس
المعلى بن
أبي عثمان صفوان
بن يحيى
1. محمد بن خالد البرقي - أحمد بن خالد البرقي في المحاسن 1.
2. محمد بن عبد الجبار - أحمد بن إدريس - محمد بن يعقوب الكليني في الكافي 2.
3. الشيخ الطوسي بإسناده في التهذيب والاستبصار 3.
4. محمد بن خالد - أحمد بن محمد بن خالد البرقي في المحاسن 4.
5. العباس بن معروف - محمد بن أحمد بن يحيى - الشيخ الطوسي بإسناده في التهذيب 5.
6. أبو قتادة - محمد بن خالد - علي بن الحسين الهمداني - محمد بن همام - هارون بن
موسى التلعكبري - ابن الغضائري - محمد الطوسي (الشيخ الطوسي) في الأمالي 6.
7. عدة من أصحابنا - محمد بن يعقوب في الكافي 7.
8. الحسن بن محمد بن سماعة - محمد بن الحسن الطوسي بإسناده في التهذيب 8.
9. عامر بن حكيم - عبد الرحمن بن أبي نجران - أحمد بن محمد بن عيسى - الصفار -
محمد بن الحسن - الشيخ الصدوق في عقاب الأعمال 9.
10. أبو جميلة - الحسن بن محبوب - محمد بن يحيى - سهل بن زياد - عدة من أصحابنا -
محمد بن يعقوب في الكافي 10.
11. محمد بن عبد الجبار - أبو علي الشعراني - محمد بن يعقوب في الكافي 11.

1. المحاسن، ص 561 (ح 947).
2. الكافي، ج 3، ص 23 (ح 6).
3. تهذيب الأحكام، ج 2، ص 262 (ح 79) وج 7، ص 233 (ح 38)؛ الاستبصار، ج 1، ص 273 (ح 48).
4. المحاسن، ص 365 (ح 108 و 111) وص 602 (ح 26) وص 458 (ح 396) وص 575 (ح 28)
و ص 235 (ح 198).
5. تهذيب الأحكام، ج 3، ص 48 (ح 78).
6. الأمالي، ج 1، ص 310.
7. الكافي، ج 5، ص 57 (ح 5).
8. تهذيب الأحكام، ج 6، ص 388 (ح 281).
9. عقاب الأعمال، ص 278 (ح 3).
10. الكافي، ج 5، ص 380 (ح 3).
11. الكافي، ج 6، ص 274 (ح 3).
108

الإمام الصادق (عليه السلام)
المعلى بن خنيس
المعلى بن
أبي عثمان صفوان
بن يحيى
1. محمد بن عبد الجبار - أحمد بن إدريس - محمد بن يعقوب في الكافي 1.
2. محمد بن الحسين - محمد بن الحسن الصفار في البصائر 2.
3. أحمد بن محمد - محمد بن الحسن الصفار في البصائر 3.
4. محمد بن عيسى - محمد بن الحسن الصفار في البصائر 4.
5. محمد بن القاسم - محمد بن الحسن الصفار في البصائر 5.
6. محمد بن الحسين بن أبي الخطاب - محمد بن علي بن محبوب - محمد بن الحسن
الطوسي بإسناده في التهذيب 6.
7. جعفر بن بشير - الحسين بن سعيد - محمد بن عيسى بن عبيد وأحمد بن محمد بن
عيسى -.
8. عبد الله بن جعفر الحميري - محمد بن الحسن الوليد الشيخ الصدوق في كمال الدين 7.
9. يونس - أحمد بن محمد بن عيسى - الحسين بن أحمد - محمد بن العباس -
الإستر آبادي في تأويل الآيات الظاهرة 8.

1. الكافي، ج 1، ص 277 (ح 6).
2. البصائر، ص 39 (ح 7) وص 41 (ح 15) وص 158 (ح 20) وص 162 (ح 1).
3. البصائر، ص 41 (ح 15).
4. البصائر، تخريج شود.
5. البصائر، ص 474 (ح 2).
6. تهذيب الأحكام، ج 6، ص 223 ح تخريج شود
7. كمال الدين، ص 231 (ح 32).
8. تأويل الآيات الظاهرة، ص 389 وص 384.
9. عقاب الأعمال، ص 278 (ح 3).
10. الكافي، ج 5، ص 380 (ح 3).
11. الكافي، ج 6، ص 274 (ح 3).
109

الإمام الصادق (عليه السلام)
المعلى بن خنيس
1. أبو خديجة - معاوية بن عمار - محمد بن أبي حمزة - النضر - الحسين بن سعيد -
محمد بن الحسن الطوسي بإسناده في التهذيب والاستبصار 1.
2. أحمد بن عائذ - الحسين بن على الوشا - معلى بن محمد - الحسين بن
محمد - محمد بن يعقوب في الكافي 2.
3. صالح بن أبي حماد - معلى بن محمد بن علي بن محمد -
الحسين بن محمد - محمد بن يعقوب في الكافي 3.
4. على بن النعمان - محمد بن خالد البرقي - تميم بن أحمد السيرافي - الحسين بن بسطام
واخوه في كتاب طب الأئمة 4.
5. إسحاق بن عمار - الحكم بن مسكين - محمد بن الحسين - محمد بن يحيى -
الشيخ الطوسي بإسناده في التهذيب 5.
6. حماد بن عثمان - فضالة - الحسين بن سعيد - الشيخ الطوسي بإسناده في
التهذيب 6.
7. يونس بن عبد الرحمن - العباس بن موسى - أحمد بن محمد - محمد بن
علي محبوب - الشيخ الطوسي بإسناده في التهذيب 7.
8. جميل بن دراج - ابن أبي عمير - إبراهيم القمي - علي بن إبراهيم - محمد بن يعقوب
الكليني في الكافي 8.

1. تهذيب الأحكام، ج 2، ص 303 (ح 80)؛ الاستبصار، ج 1، ص 334 (ح 2).
2. الكافي، ج 6، ص 486 (ح 2).
3. الكافي، ج 6، ص 455 (ح 2) وج 2، ص 304 (ح 11).
4. طب الأئمة، ص 19.
5. تهذيب الأحكام، ج 1، ص 425 (ح 24)؛ الاستبصار، ج 1، ص 180 (ح 9).
6. تهذيب الأحكام، ج 2، ص 61 (ح 5).
7. تهذيب الأحكام، ج 10، ص 59 (ح 6).
8. الكافي، ج 3، ص 39 (ح 5).
110

الإمام الصادق (عليه السلام)
المعلى بن خنيس
1. جميل بن دراج - فضالة - الحسين بن سعيد - محمد بن الحسن الطوسي بإسناده
في التهذيب 1.
2. رجل - عمير بن عبد العزيز - ابن عيسى - سعد الأشعري في البصائر -
الحلي في مختصر البصائر 2.
3. على بن الحكم - أحمد بن محمد - محمد بن يحيى - محمد بن يعقوب في الكافي 3.
4. رجل - علي بن إسماعيل - أحمد بن يحيى - محمد بن أحمد - محمد بن الحسن
الطوسي بإسناده في التهذيب والاستبصار 4.
5. عبد الله بن حماد - محمد بن أحمد - محمد بن يحيى - محمد بن الحسن بن علي -
الصدوق في ثواب الأعمال 5.
6. سعدان بن مسلم - محمد بن خالد - أحمد بن محمد - عدة من أصحابنا - محمد بن
يعقوب في الكافي 6، الشيخ الطوسي بإسناده عن الكليني في التهذيب 7.
7. علي بن الحسين بن بابويه - محمد بن الحسين بن علي الصدوق في
ثواب الأعمال 8.
8. أبو بكر - سيف - فضالة - على بن الحكم - أحمد بن محمد - الشيخ الطوسي بإسناده في
التهذيب 9.

1. تهذيب الأحكام، ج 2، ص 361 (ح 28).
2. مختصر البصائر، تخريج شود.
3. الكافي، ج 2، ص 634 (ح 27).
4. تهذيب الأحكام، ج 2، ص 154 (ح 64)؛ الاستبصار، ج 1، ص 359 (ح 4).
5. ثواب الأعمال، ص 59 (ح 3).
6. الكافي، ج 4، ص 8 (ح 3).
7. تهذيب الأحكام، ج 4، ص 105 (ح 34).
8. ثواب الأعمال، ص 173 (ح 2).
9. تهذيب الأحكام، ج 6، ص 387 (ح 274).
111

الإمام الصادق (عليه السلام)
المعلى بن خنيس
1. عبد الله بن بكير الهجري - علي بن الحكم - أحمد بن محمد بن عيسى - محمد بن
يحيى - محمد بن يعقوب في الكافي 1
2. بعض أصحابنا - ثعلبة بن ميمون - الحسن بن علي بن فضال - محمد بن عبد الجبار -
سعد - ابن بابويه - الشيخ الصدوق في الخصال 2 ومثله في مصادقة الإخوان 3.
3. محمد بن الفيض - الهيثم بن محمد - أحمد بن الحسن - محمد بن سعيد بن عقده -
أحمد بن محمد بن الصلت - الحسن الطوسي - محمد بن الحسن الطوسي في الأمالي 4.
4. ابن مسكان - صفوان - الحسين بن سعيد - محمد بن الحسن الطوسي بإسناده
في التهذيب 5.
5. ابن مسكان - علي بن النعمان - أحمد بن محمد - محمد بن يحيى - محمد بن يعقوب
في الكافي 6.
6. ابن مسكان - علي بن النعمان - الحسن بن محمد الصفار في البصائر 7.
7. ابن مسكان - يونس - أحمد بن محمد بن عيسى - علي بن إبراهيم - محمد بن يعقوب
في الكافي 8.
8. ابن مسكان - محمد بن سنان - محمد بن يعقوب - محمد بن يحيى في الكافي 9.
9. هشام بن سالم - الحسن بن محبوب - علي بن عبد الله - محمد بن خالد - أحمد بن
محمد بن خالد البرقي في المحاسن 9.

1. الكافي، ج 2، ص 169 (ح 2).
2. الخصال، ص 350 (ح 26).
3. مصادقة الإخوان، ص 40.
4. الأمالي، ص 98 (ح 149)، دار الثقافة.
5. تهذيب الأحكام، ج 7، ص 261 (ح 56).
6. الكافي، ج 2، ص 162 (ح 17).
7. البصائر، ص 382 (ح 17).
8. الكافي، ج 2، ص 354 (ح 11) وص 245 (ح 2).
9. الكافي، ج 2، ص 246 (ح 6).
10. المحاسن، ص 97 (ح 61).
112

الإمام الصادق (عليه السلام)
المعلى بن خنيس
1. هشام بن سالم - الحسن بن محبوب - سهل بن زياد - عدة من أصحابنا - محمد بن
يعقوب في الكافي 1
2. أحمد بن محمد - عبد الله بن جعفر الحميري - محمد بن موسى بن المتوكل - محمد بن
علي بن الحسين الصدوق في عقاب الأعمال 2
3. يحيى الحلبي - النظر بن سويد - الحسين بن سعيد - أحمد بن محمد - عدة من أصحابنا
محمد بن يعقوب في الكافي 3
4. يوسف البزاز - ابن أبي عمير - إبراهيم القمي - علي بن إبراهيم - محمد بن يعقوب في
الكافي 4
5. حريز - عبد الله بن يحيى - محمد بن خالد - أحمد بن محمد بن خالد البرقي في
المحاسن 5 - عدة من أصحابنا - محمد بن يعقوب في الكافي 6
6. أحمد بن عثمان - محمد بن الحسين بن أبي الخطاب - أحمد بن محمد بن عيسى -
سعد بن عبد الله الأشعري في مختصر البصائر 7
7. من حدثه - ثعلبة بن ميمون - ابن فضال - أحمد بن محمد - محمد بن يحيى - محمد بن
يعقوب في الكافي 8

1. الكافي، ج 2، ص 351 (ح 6).
2. عقاب الأعمال، ص 284 (ح 1).
3. الكافي، ج 4، ص 352 (ح 11).
4. الكافي، ج 2، ص 299 (ح 1).
5. المحاسن، ص 255 (ح 286).
6. الكافي، ج 2، ص 223 (ح 8).
7. مختصر البصائر، ص 101.
113

الإمام الصادق (عليه السلام) -
1. مفضل بن عمر - معلى بن خنيس
2. يونس بن ظبيان - عثمان بن سليمان
النخاس
- عمر بن عبد العزيز - احمد بن
محمد - محمد بن يحيى - محمد
بن يعقوب في الكافي 1

1. الكافي، ج 2، ص 672 (ح 7).
114

الإمام الصادق (عليه السلام)
المعلى بن خنيس
1. صباح بن سيابه - أبان - محمد بن زياد - علي بن الحسن - الطاطري - عبيد الله بن أحمد
الدهقان - حميد بن زياد - محمد بن يعقوب في الكافي 1
2. سليمان بن معلى بن خنيس - أبي طالب الشعراني - محمد بن خالد البرقي - أحمد بن
محمد بن خالد البرقي - عدة من أصحابنا - محمد بن يعقوب في الكافي 2، والطوسي
بإسناده إليه في التهذيب 3.
3. محمد بن زياد بن أبي عمير - الحسن بن محمد بن سماعة - محمد بن الحسن الطوسي
بإسناده في التهذيب 4
4. أحمد بن أبي نصر - أحمد بن محمد - محمد بن علي بن محبوب - محمد بن الحسن
الطوسي بإسناده في التهذيب 5
5. شعيب بن الحداد - عبد الله بن المغيرة - ابن أبي عمير - عبيد الله بن أحمد - حميد بن
زياد - محمد بن يعقوب في الكافي 6
6. شعيب بن الحداد - عبد الله بن المغيرة - ابن أبي عمير - إبراهيم بن هاشم القمي - علي
بن إبراهيم - محمد بن يعقوب في الكافي 7، والطوسي بإسناده إليه في التهذيب 8
7. صفوان - الحسين - أحمد بن محمد بن عيسى - محمد بن الحسن الطوسي بإسناده في
التهذيب 9

1. الكافي، ج 8، ص 331 (ح 509).
2. الكافي، ج 5، ص 78 (ح 4).
3. تهذيب الأحكام، ج 6، ص 324 (ح 10).
4. تهذيب الأحكام، ج 7، ص 144 (ح 21)؛ الاستبصار، ج 3، ص 113 (ح 8).
5. تهذيب الأحكام، ج 9، ص 158 (ح 28)؛ الاستبصار، ج 4، ص 107 (ح 5).
6. الكافي، ج 6، ص 77 (ح 2).
7. الكافي، ج 1، ص 410 (ح 2) وج 6، ص 77 (ح 1).
8. تهذيب الأحكام، ج 8، ص 29 (ح 6).
9. تهذيب الأحكام، ج 8، ص تخريج شود (ح 142).
115

الإمام الصادق (عليه السلام)
المعلى بن خنيس
1. عبد الأعلى مولى آل سام - ثعلبة بن ميمون - ابن فضال - محمد بن عبد الجبار - أبو علي
الأشعري - محمد بن يعقوب في الكافي 1
2. إبراهيم بن عمر - حماد بن عيسى - إبراهيم القمي - علي بن إبراهيم - محمد بن يعقوب
في الكافي 2
3. محمد بن علي القرشي - محمد بن أبي القاسم - محمد بن على ماجيلويه - الشيخ
الصدوق في معاني الأخبار 3
4. داوود بن فرقد - يونس بن عبد الرحمن - إسماعيل بن مرار - إبراهيم القمي - علي بن
إبراهيم القمي - محمد بن يعقوب في الكافي 4
5. ابن مسكان - علي بن النعمان - محمد بن خالد - أحمد بن محمد بن سيار في كتاب
القراءات 5
6. القسم بن سليمان - النضر بن سويد - إبراهيم بن هشام القمي - علي بن إبراهيم في
تفسيره 6، وعنه الإستر آبادي في تأويل الآيات 7
7. القسم بن سليمان - النضر بن سويد - الحسين بن سعيد - أحمد بن محمد - محمد بن
الحسن الصفار في البصائر 8
8. ابن مسكان - عنبسة - جعفر بن بشير - عبد الرحمن بن أبي هاشم - محمد بن الحسين -
محمد بن الحسن الصفار في البصائر 9

1. الكافي، ج 8، ص 331 (ح 509).
2. الكافي، ج 5، ص 78 (ح 4).
3. تهذيب الأحكام، ج 6، ص 324 (ح 10).
4. تهذيب الأحكام، ج 7، ص 144 (ح 21)؛ الاستبصار، ج 3، ص 113 (ح 8).
5. تهذيب الأحكام، ج 9، ص 158 (ح 28)؛ الاستبصار، ج 4، ص 107 (ح 5).
6. الكافي، ج 6، ص 77 (ح 2).
7. الكافي، ج 1، ص 410 (ح 2) وج 6، ص 77 (ح 1).
8. تهذيب الأحكام، ج 8، ص 29 (ح 6).
9. تهذيب الأحكام، ج 8، ص تخريج شود (ح 142).
116

الإمام الصادق (عليه السلام)
المعلى بن خنيس
1. العيص بن القاسم - صفوان بن يحيى - علي بن إسماعيل - محمد بن الحسن الصفار في
البصائر 1
2. سعيد بن يسار - الحسن بن موسى - سعيد بن النضر - الحسين بن سعيد - أحمد بن
محمد - محمد بن الحسن في البصائر 2
3. الحسن بن موسى - علي بن إسماعيل - محمد بن عيسى - محمد بن الحسن الصفار في
البصائر 3
4. عقبة - محمد بن عبد الله بن هلال - محمد بن الحسين محمد بن الحسن الصفار 4
5. حماد بن عثمان - محمد بن سنان - الحسين بن سعيد - أحمد بن الحسين بن سعيد -
محمد بن الحسن الصفار في البصائر 5
6. أديم بن الحسر - يحيى الحلبي - النضر بن سويد - الحسين بن سعيد - أحمد بن محمد -
محمد بن الحسن الصفار في البصائر 6
7. ابن أبي يعفور - إسحاق بن عمار - ابن سنان - أحمد بن محمد - محمد بن الحسن
الصفار في البصائر 7
8. ابن أبي يعفور - إسحاق بن عمار - ابن سنان - أحمد بن عمد - محمد بن يحيى - محمد
بن يعقوب في الكافي 8
9. ابن فضال - محمد بن علي الكوفي - محمد بن أبي القاسم - محمد بن علي بن جلوية -
محمد بن علي الصدوق في معاني الأخبار 9

1. بصائر الدرجات، ص 169 (ح 4).
2. بصائر الدرجات، ص 221 (ح 7).
3. بصائر الدرجات، ص 221 (ح 8).
4. بصائر الدرجات، ص 290 (ح 4).
5. بصائر الدرجات، ص 406 (ح 8).
6. بصائر الدرجات، ص 476 تخريج شود.
7. بصائر الدرجات، ص 476 (ح 6).
8. الكافي، ج 1، ص 277 (ح 4).
9. معاني الأخبار، ص 365 (ح 1).
117

الإمام الصادق (عليه السلام)
المعلى بن خنيس
1. يحيى الحلبي - النضر بن سويد - إبراهيم القمي - علي بن إبراهيم في تفسيره 1
2. عيسى بن أعين - صفوان بن يحيى - الحسين بن سعيد - الحسين بن الحسن بن أبان -
محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - الشيخ الصدوق في كمال الدين 2
3. ابن جبلة - محمد بن بشير الأحول - عيسى بن هشام - القاسم بن محمد بن الحسين -
ابن عقد - النعماني في الغيبة 3
4. أبو المغراء - محمد بن علي الكوفي - محمد بن أبي القاسم - محمد بن على ماجيلوية -
الشيخ الصدوق في كمال الدين 4
5. أبو الحسن الحذاء - محمد بن أبي عمير - علي بن عبد الله - أحمد بن محمد بن عيسى -
سعد بن عبد الله - محمد بن الحسن بن الوليد - الشيخ الصدوق في التوحيد 5
6. عبد الكريم بن عمرو - عبد الكريم بن نصر - أحمد بن محمد بن أبي نصر - سعد بن
عبد الله - محمد بن قولويه في كامل الزيارات 6
7. سابق بن الوليد - ابن سنان - علي بن الحسين - عبد الله بن أحمد - محمد بن أحمد -
محمد بن يحيى - محمد بن يعقوب في الكافي 7
8. الوليد بن صبيح - درست بن أبي منصور في كتابه 8

1. تفسير القمي، ج 1، ص 222.
2. كمال الدين، ص 652 (ح 15).
3. الغيبة، ص 300 (ح 2).
4. كمال الدين، ص 652 (ح 13).
5. التوحيد، ص 351 (ح 17).
6. كامل الزيارات، ص 132 (ح 150).
7. الكافي، ج 1، ص 477 (ح 2).
8. كتاب درست، ص 164.
118

الإمام الصادق (عليه السلام)
المعلى بن خنيس
1. الحسن بن هارون - ثعلبة بن ميمون - ابن فضال - سعد - ابن بابويه - الصدوق في العلل 1
2. الحسن بن هارون - ثعلبة بن ميمون - ابن فضال محمد بن عبد الجبار - محمد بن
الحسن الصفار - الشيخ الطوسي في التهذيب 2
3. المعلى بن أبي عثمان - محمد بن على بن الحسين الصدوق بإسناده إليه في كتاب من
لا يحضره الفقيه 3
4. الشيخ الطوسي مرسلا في مصباح المتهجد 4
5. العياشي في تفسيره مرسلا 5
6. محمد بن أورمة رفعه (مرسلا) - الحسين بن الحسن - محمد بن يعقوب في الكافي 6
7. ابن حمزة الطوسي في الثاقب في المناقب 7
8. الحسين بن سعيد - فرات الكوفي معنعنا في تفسيره 8
9. جعفر بن محمد الفزاري - فرات الكوفي معنعنا في تفسيره 9
10. إبراهيم بن محمد الثقفي أرسله في الغارات 10

1. علل الشرائع، ص 210 (ح 1).
2. تهذيب الأحكام، ج 6، ص 154 (ح 2).
3. كتاب من لا يحضره الفقيه، ج 1، ص 373 (ح 1084) وص 422 (ح 1245) وج 3، ص 3 وص 192
(ح 3719)
4. مصباح المتهجد، ص 248 و 367.
5. تفسير العياشي، ج 2، ص 79 (ح 29) وص 125 (ح 33) وص 107 (ح 114) وص 117 (ح 156).
6. الكافي، ج 2، ص 174 (ح 14).
7. الثاقب في المناقب، ص 107 (ح 99).
8. تفسير فرات الكوفي، ص 103 (ح 92).
9. تفسير فرات الكوفي، ص 104 (ح 95).
10. الغارات: ج 2، ص 851 و 852 في تعليقاته.
119

الفصل الثاني
مسند المعلى بن خنيس
باب اختلاف الحديث
1. قال الكليني (رحمه الله): محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
ثعلبة بن ميمون، عمن حدثه عن المعلى بن خنيس قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما من أمر
يختلف فيه اثنان إلا وله أصل في كتاب الله، ولكن لا تبلغه عقول الرجال (1).
مناقشة السند:
الرواية مرسلة لإرسال ثعلبة بن ميمون عمن حدثه، ولا نعرف من هو الذي حدثه
حتى نبحث حاله.
وكذا قال المجلسي في مرآة العقول (2).
2. الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس، عن
داوود بن فرقد، عن المعلى بن خنيس، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إذا جاء حديث
عن أولكم وحديث عن آخركم، بأيهما نأخذ؟
فقال: خذوا به حتى يبلغكم عن الحي، فإن بلغكم عن الحي فخذوا بقوله.

1. الكافي، ج 1، ص 60 (ح 6)؛ الوافي، ج 1، ص 267.
2. مرآة العقول، ج 1، ص 205.
121

قال: ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): إنا والله لا ندخلكم إلا فيما يسعكم (1).
مناقشة السند:
الحديث صحيح، وقال المجلسي مجهول (2)، ولعل الجهالة عنده بإسماعيل بن مرار
الذي لم يذكره في رجاله.
وإسماعيل هذا ثقة، قد يستفاد توثيقه من قول ابن الوليد في كتب يونس بن
عبد الرحمن التي هي في الروايات كلها صحيحة، وإسماعيل بن مرار راوي كتب
يونس، ولوقوعه في إسناد تفسير القمي (3).

1. الكافي، ج 1، ص 67 (ح 9)؛ وسائل الشيعة، ج 27، ص 109 (ح 33341)؛ الوافي، ج 11، ص 285.
2. مرآة العقول، ج 1، ص 221.
3. معجم رجال الحديث، ج 3، ص 183 (رقم 1430)؛ مستدركات علم رجال الحديث، ج 1، ص 669،
رقم 2021.
122

كتاب الإمامة
1. بصائر الدرجات - قال الصفار -: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين بن
سعيد، عن صفوان، عن أبي عثمان، عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في
قول الله تعالى: (فسلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) (1)، قال: هم آل محمد.
فذكرنا له حديث الكلبي أنه قال: هي في أهل الكتاب؟ قال: فلعنه وكذبه (2).
مناقشة السند:
الحديث صحيح السند.
2. بصائر الدرجات - قال الصفار -: حدثنا محمد بن الحسين، عن صفوان،
عن معلى بن أبي عثمان، عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل:
(فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)، قال: هم آل محمد، فعلى الناس أن يسألوهم،
وليس عليهم أن يجيبوا، ذلك إليهم، إن شاؤوا أجابوا وإن شاؤوا لم يجيبوا (3).
مناقشة السند:
الحديث صحيح السند.
3. تأويل الآيات الظاهرة: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن سليمان، عن
المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله: (ومن أضل ممن اتبع هوله بغير هدى
من الله) (4)، قال: هو من اتخذ دينه برأيه بغير هدي إمام من أئمة الهدى (5).

1. سورة النحل، الآية 43.
2. بصائر الدرجات، ص 41 (ح 15)؛ بحار الأنوار، ج 23، ص 180 (ح 29)؛ مستدرك الوسائل، ج 17، ص 280.
3. بصائر الدرجات، ص 39 (ح 7)؛ بحار الأنوار، ج 23، ص 178 (ح 21)؛ مستدرك الوسائل، ج 17، ص 277 - 278.
4. سورة القصص، الآية 50.
5. تأويل الآيات الظاهرة، ج 1، ص 413؛ بحار الأنوار، ج 24، ص 143؛ البرهان في تفسير القرآن، ج 3، ص 229.
123

مناقشة السند:
الرواية صحيحة السند عن علي بن إبراهيم،... عن الإمام أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)،
ولم نجدها في تفسيره، ورواها عنه الإستر آبادي في تأويل الآيات الظاهرة، ونقلها
البحراني في تفسيره.
4. بصائر الدرجات - قال الصفار -: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين بن
سعيد، عن النضر بن سويد، عن القسم بن سليمان، عن المعلى بن خنيس، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، في قول الله عز وجل: (ومن أضل ممن اتبع هوله بغير هدى من الله) (1)، يعني
من يتخذ دينه برأيه بغير هدى أئمة الهدى (2).
مناقشة السند:
الرواية صحيحة.
5. بصائر الدرجات - قال الصفار -: حدثنا محمد بن الحسين، عن صفوان بن
يحيى، عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال في بني عمه: ولو أنكم
إذ سألوكم وأجبتموهم واحتجوكم بالأمر، كان أحب إلي أن تقولوا لهم إنا لسنا كما
يبلغكم، ولكنا قوم نطلب هذا العلم عند من هو أهله ومن صاحبه، وهذا السلاح عند
من هو، وهذا الجفر عند من هو ومن صاحبه، فإن يكن عندكم فإنا نبايعكم، وإن
يكن عند غيركم فإنا نطلبه حتى نعلم (3).
مناقشة السند:
الحديث صحيح السند.

1. سورة القصص، الآية 50.
2. بصائر الدرجات، ص 13 (ح 1)؛ بحار الأنوار، ج 2، ص 302 ح 36؛ مستدرك الوسائل، ج 17 ص 259،
تفسير نور الثقلين، ج 4، ص 132؛ تفسير البرهان، ج 3، ص 229.
3. بصائر الدرجات، ص 158، ح 20؛ بحار الأنوار، ج 26، ص 46.
124

6. بصائر الدرجات - قال الصفار -: حدثنا أبو القاسم، قال: حدثنا محمد بن
يحيى العطار، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، قال: حدثنا محمد بن الحسين،
عن صفوان، عن معلى بن أبي عثمان، عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: إن الكتب كانت عند علي (عليه السلام)، فلما سار إلى العراق استودع الكتب أم سلمة،
فلما مضى علي كانت عند الحسن، فلما مضى الحسن كانت عند الحسين، فلما
مضى الحسين، كانت عند علي بن الحسين، ثم كانت عند أبي (1).
مناقشة السند:
الحديث صحيح السند.
7. بصائر الدرجات - قال الصفار -: حدثنا محمد بن عيسى، عن صفوان، عن
أبي عثمان، عن معلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال في بني عمه: لو أنكم
سألوكم وأجبتموهم كان أحب إلي أن تقولوا لهم إنا لسنا كما يبلغكم، ولكنا قوم
نطلب هذا العلم عند من هو ومن صاحبه، فإن يكن عندكم فإنا نتبعكم إلى من
يدعونا إليه، وإن يكن عند غيركم فإنا نطلبه حتى نعلم من صاحبه.
وقال: إن الكتب كانت عند علي بن أبي طالب (عليه السلام) فلما سار إلى العراق استودع
الكتب أم سلمة، فلما قتل كانت عند الحسن، فلما هلك الحسن كانت عند الحسين،
ثم كانت عند أبي، ثم تزعم يسبقونا إلى خير أم أرغب إليه منا، أم هم أسرع إليه منا،
ولكنا ننتظر أمر الأشياخ الذين قبضوا قبلنا، أما أنا فلا أحرج أن أقول: إن الله قال
في كتابه لقوم (أو أثرة من علم إن كنتم صادقين) (2)، فمرهم فليدعوا من عنده أثرة من
علم، إن كانوا صادقين (3).

1. بصائر الدرجات، ص 162 (ح 1)؛ بحار الأنوار، ج 26، ص 50 (ح 97).
2. سورة الأحقاف، الآية 4.
3. بصائر الدرجات، ص 167 (ح 21)؛ بحار الأنوار، ج 26، ص 53.
125

مناقشة السند:
الرواية صحيحة، ومحمد بن عيسى هو ابن عبيد الثقة.
8. بصائر الدرجات - قال الصفار -: حدثنا محمد بن الحسين، عن عبد الرحمن بن
أبي هاشم، وجعفر بن بشير، عن عنبسة، عن المعلى بن خنيس، قال: كنت عند
أبي عبد الله (عليه السلام) إذ أقبل محمد بن عبد الله بن الحسن فسلم ثم ذهب، ورق له
أبو عبد الله ودمعت عينه، فقلت له: لقد رأيتك صنعت به ما لم تكن تصنع؟
قال: رققت له لأ نه ينسب في أمر ليس له، لم أجده في كتاب علي من خلفاء
هذه الأمة ولا ملوكها (1).
مناقشة السند:
الرواية بين الحسنة والموثقة للاشتراك بين عنبسة العابد الممدوح، وعنبسة بن
مصعب الثقة الواقفي الذين يروي عنهما جعفر بن بشير (2).
9. بصائر الدرجات - قال الصفار -: حدثنا علي بن إسماعيل، عن صفوان بن
يحيى، عن العيص بن القاسم، عن معلى بن خنيس، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما
من نبي ولا وصي ولا ملك إلا في كتاب عندي، لا والله ما لمحمد بن عبد الله بن
الحسن فيه اسم. (3)
مناقشة السند:
الحديث حسن لوجود علي بن إسماعيل الميثمي الممدوح الذي يروي عن
صفوان بن يحيى.

1. بصائر الدرجات، ص 168 (ح 1)؛ بحار الأنوار، ج 26، ص 155، وج 47، ص 272.
2. معجم رجال الحديث، ج 4، ص 55 - 57، رقم 2133 وراجع المفيد من معجم رجال الحديث، ص 443.
3. بصائر الدرجات، ص 169 (ح 4)؛ الإمامة والتبصرة من الحيرة، ص 51 (ح 35)؛ بحار الأنوار، ج 26، ص 156
و ج 47، ص 273.
126

10. بصائر الدرجات - قال الصفار -: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين بن
سعيد، عن النظر بن سويد، عن الحسن بن موسى، عن سعيد بن يسار، قال: كنت
عند المعلى بن خنيس إذ جاء رسول أبي عبد الله (عليه السلام)، فقلت له: سله عن ليلة القدر.
فلما رجع قلت له: سألته؟
قال: نعم، فأخبرني بما أردت وما لم أرد. قال: إن الله يقضي فيها مقادير تلك
السنة، ثم يقذف به إلى الأرض.
فقلت: إلى من؟
فقال لي: من ترى يا عاجز أو يا ضعيف! (1)
مناقشة السند:
الرواية مجهولة بسعيد بن يسار وبالحسن بن موسى المشترك بين المجهول والثقة.
11. بصائر الدرجات - قال الصفار -: حدثنا محمد بن عيسى، عن علي بن
إسماعيل، عن الحسن بن موسى، عن معلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: إذا
كان ليلة القدر كتب الله فيها ما يكون. قال ثم يريني به.
قال: قلت إلى من؟
قال: إلى من ترى يا أحمق! (2)
مناقشة السند:
الرواية صحيحة السند.
12. بصائر الدرجات - قال الصفار -: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين بن
سعيد، عن علي بن النعمان، عن ابن مسكان، عن المعلى بن خنيس، عن

1. بصائر الدرجات، ص 221 (ح 7)؛ بحار الأنوار، ج 94، ص 23.
2. بصائر الدرجات، ص 221 - 222 (ح 8)؛ بحار الأنوار، ج 94، ص 23.
127

أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: ما أعطى الله بيتا شيئا إلا وقد أعطاه محمدا (صلى الله عليه وآله)، قال
لسليمان بن داوود (عليه السلام) (فامنن أو أمسك بغير حساب) (1)، وقال لمحمد (صلى الله عليه وآله): (ما آتاكم
الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) (2). (3)
مناقشة السند:
الرواية صحيحة.
13. بصائر الدرجات - قال الصفار -: حدثنا أحمد بن الحسين، عن أبيه، عن
محمد بن سنان، عن حماد بن عثمان، عن المعلى بن خنيس، قال: كنت عند
أبي عبد الله (عليه السلام) في بعض حوائجي، قال: فقال لي: مالي أراك كئيبا حزينا؟ قال: فقلت: ما بلغني عن العراق من هذا الوباء، أذكر عيالي.
قال: فاصرف وجهك، فصرفت وجهي، قال: ثم قال: ادخل دارك.
قال: فدخلت، فإذا أنا لا أفقد من عيالي صغيرا ولا كبيرا إلا وهو لي في داري
بما فيها. قال: ثم خرجت، فقال لي: اصرف وجهك، فصرفته فنظرت فلم أر شيئا (4).
مناقشة السند:
الكلام يقع في أحمد بن الحسين بن سعيد، فقد ضعفه النجاشي (5) وابن الغضائري (6)،
ووقع في إسناد كامل الزيارات (7) لذا قال السيد الخوئي: يتوقف فيه (8)، وإن كان في

1. سورة ص، الآية 39.
2. سورة ص، الآية 39.
3. بصائر الدرجات، ص 382 (ح 17)؛ بحار الأنوار، ج 17، ص 11 (ح 20).
4. بصائر الدرجات، ص 406 (ح 8).
5. رجال النجاشي، ص 77، رقم 183.
6. رجال ابن الغضائري، ص 40، رقم 12.
7. كامل الزيارات، ص 462 (ح 702).
8. معجم رجال الحديث، ج 2، ص 95، رقم 518.
128

تضعيف القميين كلام، فالرواية متوقف فيها.
14. بصائر الدرجات - قال الصفار -: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين بن
سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أديم بن الحر، عن معلى بن
خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، في قول الله - تبارك وتعالى -: (اعملوا فسيرى الله عملكم
ورسوله والمؤمنون) (1)، قال: هو رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والأئمة تعرض عليهم أعمال العباد
كل خميس (2).
مناقشة السند:
الرواية صحيحة السند.
15. بصائر الدرجات - قال الصفار -: حدثنا محمد بن القاسم، عن صفوان بن
يحيى، عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الإمام يعرف الإمام الذي
من بعده، فيوصي إليه.
ورواه الكليني في الكافي عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، وعن
صفوان مثله (3).
مناقشة السند:
الرواية صحيحة السند.
16. كتاب من لا يحضره الفقيه: روى الشيخ الصدوق بإسناده عن المعلى بن
خنيس، عن الصادق (عليه السلام)، قال: قلت له: قول الله عز وجل: (إن الله يأمركم أن تؤدوا

1. سورة التوبة، الآية 105.
2. سورة التوبة، الآية 105.
3. بصائر الدرجات، ص 474 (ح 2)؛ بحار الأنوار، ج 23، ص 273، الكافي، ج 1، ص 277 (ح 6)؛ الوافي،
ج 2، ص 258.
129

الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) (1).
فقال: عدل الإمام. أن يدفع ما عنده إلى الإمام الذي بعده، وأمرت الأئمة أن
يحكموا بالعدل، وأمر الناس أن يتبعوهم.
ورواه الشيخ في التهذيب بإسناده، عن محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب، عن صفوان بن يحيى، عن أبي المغرى، عن إسحاق بن
عمار، عن ابن أبي يعفور، عن معلى بن خنيس، مثله (2).
مناقشة السند:
طريق الصدوق إلى المعلى صحيح بعد أن رجحنا أن المسمعي هو مسمع بن
عبد الملك الثقة.
وفي التهذيب طريق الشيخ الطوسي إلى ابن محبوب صحيح، فالحديث موثق
بإسحاق بن عمار الثقة الفطحي، وقد أشار لذلك المجلسي بالقول: الحديث مختلف،
والظاهر أنه موثق (3)، فالاختلاف في المعلى والوثاقة بإسحاق بن عمار، وقد عرفنا
وثاقة المعلى، فالحديث صحيح بسند الصدوق، وموثق بسند الطوسي.
17. بصائر الدرجات - قال الصفار -: حدثنا أحمد بن محمد، عن ابن سنان،
عن إسحاق بن عمار، عن ابن أبي يعفور، عن معلى بن خنيس، قال: سألت
أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) (4)، قال: أمر
الله الإمام الأول أن يدفع إلى الإمام بعده كل شيء عنده.

1. سورة النساء، الآية 58.
2. كتاب من لا يحضره الفقيه، ج 3، ص 3 (ح 2)؛ تهذيب الأحكام، ج 6، ص 223 (ح 533)؛ تفسير العياشي،
ج 1، ص 249 (ح 167) عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام)؛ تفسير القمي، ج 1، ص 141 مع سند آخر ومع
اختلاف في المتن؛ وسائل الشيعة، ج 27 ص 14 (ح 33084)؛ تفسير البرهان، ج 1، ص 380.
3. ملاذ الأخيار، ج 10، ص 25 (ح 25).
4. سورة النساء، الآية 58.
130

ورواه الكليني في الكافي عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد مثله (1).
مناقشة السند:
الرواية صحيحة السند في البصائر وفي الكافي كذلك. وقال المجلسي: الحديث
ضعيف على المشهور لشهرة ضعف المعلى عند القدماء (2)، وقد مر توثيق
المعلى، صحيح.
18. معاني الأخبار - قال الصدوق -: حدثنا محمد بن علي بن جيلويه (رضي الله عنه)، قال:
حدثني عمي محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الكوفي، عن ابن فضال،
عن المعلى بن خنيس، قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ليس الناصب من نصب لنا
أهل البيت لأنك لا تجد أحدا يقول: أنا أبغض محمد وآل محمد، ولكن الناصب من
نصب لكم وهو يعلم أنكم تتولوننا أو تتبرؤون من أعدائنا، وقال (عليه السلام): من نصب لنا
أشبع عدوا لنا فقد قتل وليا لنا (3).
مناقشة السند:
الرواية صحيحة السند.
19. بصائر الدرجات - قال الصفار -: وروى أحمد بن الحسين، عن أبيه، عن محمد
بن سنان، عن حماد بن عثمان، عن المعلى بن خنيس، قال: كنت عند
أبي عبد الله (عليه السلام) في بعض حوائجي قال: فقال لي: مالي أراك كئيبا حزينا؟ قال: فقلت:
بلغني عن العراق وما أصاب أهله من الوباء، فذكرت عيالي وداري ومالي هناك.

1. بصائر الدرجات، ص 476 (ح 6)؛ بحار الأنوار، ج 23، ص 276؛ الكافي، ج 1، ص 277 (ح 4)؛ تفسير
البرهان، ج 1، ص 379؛ تفسير نور الثقلين، ج 1، ص 411؛ تفسير كنز الدقائق، ج 3، ص 436؛ الجديد في
تفسير القرآن المجيد، ج 2، ص 302 من دون ذكر السند.
2. مرآة العقول، ج 3، ص 182.
3. معاني الأخبار، ص 365 (ح 1)؛ بحار الأنوار، ج 27، ص 233؛ وسائل الشيعة، ج 29، ص 132 (ح 35324).
131

فقال: أيسرك أن تراهم؟
فقلت: أي والله، إنه ليسرني ذلك.
قال: فحول وجهك نحوهم. فحولت وجهي، فمسح بيده على وجهي، فإذا داري
وأهلي وولدي ممثلة بين يدي نصب عيني.
قال: فقال: ادخل دارك. فدخلتها حتى نظرت إلى جميع ما فيها من عيالي
ومالي، ثم بقيت ساعة حتى مللت منهم، ثم خرجت (1)، قال لي: حول وجهك.
فحولت وجهي، فنظرت فلم أر شيئا (2).
مناقشة السند:
يقع الكلام في أحمد بن الحسين بن سعيد الأهوازي الذي ضعفه النجاشي (3)،
وابن الغضائري (4)، اعتمادا على تضعيف القميين الذين اتهموه بالغلو لمثل هذه
الروايات. كما أن الرواية ضعيفة بمحمد بن سنان.
20 التهذيب: محمد بن الحسن بن الصفار، وعن محمد بن عبد الجبار، عن
ابن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن الحسن بن هارون بياع الأنماط قال: كنت عند
أبي عبد الله (عليه السلام) جالسا فسأله المعلى بن خنيس: أيسير الإمام بخلاف سيرة علي (عليه السلام)؟
قال: نعم، وذلك أن علي (عليه السلام) سار بالمن والكف؛ لأنه يعلم أن شيعته سيظهر
عليهم، وأن القائم (عليه السلام) إذا قام سار فيهم بالسيف والسبي؛ لأنه يعلم أن شيعته لن يظهر

1. بصائر الدرجات: فإذا أنا لا أفقد من عيالي صغيرا ولا كبيرا إلا هو لي في داري بما فيها فقضيت وطرا ثم
خرجت.
2. بصائر الدرجات، ص 406 (ح 8)؛ الاختصاص، ص 323؛ دلائل الإمامة، ص 289؛ مدينة المعاجز، ص 360؛
بحار الأنوار، ج 47، ص 91.
3. رجال النجاشي، ص 77، رقم 183.
4. رجال ابن الغضائري، ص 4، رقم 12؛ معجم رجال الحديث، ج 2، ص 93، رقم 518؛ مستدركات علم
الرجال، ج 1، ص 294؛ رجال المجلسي، 149، رقم 80.
132

عليهم من بعده أبدا.
ورواه النعماني في الغيبة عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، عن علي بن
الحسن بن هارون.
ورواه الصدوق في العلل عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن
علي بن فضال، عن ثعلبة مثله (1).
مناقشة السند:
الرواية مجهولة لجهالة الحسن بن هارون بياع الأنماط الذي ينتهي إليه سند الصفار
والصدوق والنعماني. وقال المجلسي: الحديث مجهول.
21. الكافي: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن
عثمان، عن المعلى بن خنيس، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): يوما: جعلت فداك!
ذكرت آل فلان وما هم فيه من النعم، فقلت: لو كان هذا إليكم لعشنا معكم.
فقال: هيهات يا معلى، أما والله لو كان ذاك ما كان إلا سياسة الليل، وسياحة
النهار، ولبس الخشن، وأكل الجشب، فزوي ذلك عنا، فهل رأيت ظلامة قط
صيرها الله تعالى نعمة إلا هذه (2).
مناقشة السند:
الرواية صحيحة السند. وقال المجلسي: مختلف فيه (3)، للاختلاف في المعلى، وبعد
أن قطعنا بوثاقته، فالرواية صحيحة.

1. تهذيب الأحكام، ج 6، ص 154 (ح 271)؛ علل الشرائع، ص 210 (ح 1)؛ الغيبة (النعماني)، ص 232
(ح 16)؛ وسائل الشيعة، ج 15، ص 77 (ح 20017)؛ بحار الأنوار، ج 33، ص 443 وج 52، ص 353.
2. الكافي، ج 1، ص 410 (ح 2)؛ الوافي، ج 3، ص 656؛ بحار الأنوار، ج 52، ص 340؛ النجم الثاقب، ج 2،
ص 212.
3. مرآة العقول، ج 4، ص 362.
133

22. الكافي: عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن عبد الله بن أحمد،
عن علي بن الحسين، عن ابن سنان، عن سابق بن الوليد، عن المعلى بن خنيس أن
أبا عبد الله (عليه السلام)، قال: حميدة مصفاة من الأدناس، كسبيكة الذهب ما زالت الأملاك
تحرسها حتى أديت إلي كرامة من الله لي والحجة من بعدي (1).
مناقشة السند:
الحديث مجهول بسابق بن الوليد الذي له رواية واحدة - هذه - في الكتب الأربعة.
وقال المجلسي: ضعيف على المشهور (2).
23. كمال الدين - قال الصدوق -: حدثنا أبي ومحمد بن الحسن (رضي الله عنه) قالا:
حدثنا سعيد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى
ومحمد بن عيسى بن عبيد، عن الحسين بن سعيد، عن جعفر بن بشير وصفوان بن
يحيى جميعا، عن المعلى بن عثمان، عن المعلى بن خنيس قال: سألت
أبا عبد الله (عليه السلام) هل كان الناس إلا وفيهم من قد أمروا بطاعته منذ كان نوح (عليه السلام)؟
قال: لم يزل كذلك، ولكن أكثرهم لا يؤمنون.
وفي المحاسن: عن أبيه، عن صفوان، بن يحيى، عن معلى بن عثمان، عن
المعلى بن خنيس مثله (3).
مناقشة السند:
الرواية في كمال الدين صحيحة السند، وكذا في المحاسن.
24. الغارات: عن المعلى بن خنيس قال: كنت مع أبي عبد الله في الحيرة فقال:
افرشوا لي في الصحراء، ففعل ذلك. ثم قال: يا معلى. قلت: لبيك.

1. الكافي، ج 1، ص 477 (ح 2)؛ بحار الأنوار، ج 48، ص 6؛ الوافي، ج 3، ص 798.
2. مرآة العقول، ج 6، ص 40.
3. كمال الدين، ص 231 (ح 32)؛ بحار الأنوار، ج 23، ص 43؛ المحاسن، ص 235 (ح 198).
134

قال: ترى النجوم ما أحسنها؟! إنها أمان لأهل السماء، فإذا ذهبت جاء أهل
السماء ما يوعدون، ونحن أمان لأهل الأرض، فإذا ذهبنا جاء أهل الأرض
ما يوعدون، قل لهم يسرجوا البغل والحمار. ثم قال: اركب البغل.
قال: فركبت البغل وركب الحمار وقال: أمامك. فجئنا الغريين فقال: هما هما؟
قلت: نعم.
قال: [خذ يسرة]، فمضينا حتى انتهينا إلى موضع فقال لي: انزل. ونزل وقال:
هذا قبر أمير المؤمنين، فصلى وصليت (1).
مناقشة السند:
الرواية مرسلة أرسلها الحلي عن المعلى.
25. كمال الدين - قال الصدوق -: حدثنا محمد بن علي بن جيلويه (رضي الله عنه)، عن عمه
محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الكوفي، عن أبيه، عن أبي المغراء، عن
المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: صوت جبرائيل من السماء وصوت
إبليس من الأرض، فاتبعوا الصوت الأول، وإياكم والأخير أن تفتتنوا به (2).
مناقشة السند:
الحديث ضعيف بمحمد بن علي الكوفي [يكنى أبا سمينة] وعلي الكوفي هو علي
بن إبراهيم بن موسى مجهول.
26. كمال الدين - قال الصدوق -: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد،

1. الغارات، ج 2، ص 851 - 852 عن كتاب الدلائل البرهانية في تصحيح الحضرة الغروية للعلامة الحلي؛ فرحة
الغري، ص 90 (ح 35) وفيه إضافات بسند، عن محمد بن جعفر التميمي، عن أحمد بن محمد بن سعيد، عن
علي بن الحسن التيملي، عن أبي داوود، عن أحمد بن النضر، عن المعلى؛ بحار الأنوار، ج 97، ص 248
(ح 38).
2. كمال الدين، ص 652 (ح 13)؛ بحار الأنوار، ج 52، ص 206.
135

قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان بن
يحيى، عن عيسى بن أعين، عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: إن أمر
السفياني من الأمر المحتوم، وخروجه في رجب.
وفي الغيبة للنعماني عن ابن عقدة، عن القاسم بن محمد بن الحسن عن
عبيس بن هشام، عن محمد بن بشر الأحول، عن ابن جبلة، عن عيسى بن أعين،
عن معلى بن خنيس (1).
مناقشة السند:
سند الحديث في كمال الدين مجهول بالحسين بن الحسن بن أبان، وصحيح السند
على القول بوثاقة من وقع في أسناد كامل الزيارات. وفي الغيبة مجهول بمحمد بن
بشر الأحول.
27. كامل الزيارات - ابن قولويه -: حدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن
محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن عبد الكريم بن نصر، عن عبد الكريم بن
عمرو، عن المعلى بن خنيس قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أصبح صباحا، فرأته فاطمة
باكيا حزينا، فقالت: مالك يا رسول الله؟ فأبى أن يخبرها، فقالت: لا آكل
ولا أشرب حتى تخبرني.
فقال: إن جبرائيل (عليه السلام) أتاني بالتربة التي يقتل عليها غلام لم يحمل به بعد
- ولم تكن تحمل بالحسين (عليه السلام) - وهذه تربته (2).
مناقشة السند:
الرواية مجهولة بعبد الكريم بن نصر، والخبر مقطوع أو موقوف، ولما كان المعلى

1. كمال الدين، ص 650 (ح 5)؛ غيبة النعماني، ص 300 (ح 2)؛ جامع الأخبار (السبزواري)، ص 398.
2. كامل الزيارات، ص 132 (ح 150).
136

لا يروي إلا عن الإمام الصادق (عليه السلام)، فالرواية عنه، والرواية صحيحة على مبنى من
قال بوثاقة من وقع في أسناد كامل الزيارات.
28. مختصر بصائر الدرجات: عن ابن عيسى، عن الأهوازي ومحمد البرقي، عن
النضر، عن يحيى الحلبي، عن المعلى بن أبي عثمان، عن المعلى بن خنيس قال:
قال لي أبو عبد الله (عليه السلام)، أول من يرجع إلى الدنيا الحسين بن علي فيملك حتى يسقط
حاجباه على عينيه من الكبر.
قال: فقال أبو عبد الله (عليه السلام): فإن قول الله عز وجل: (إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى
معاد) (1) - قال: - نبيكم (صلى الله عليه وآله)، راجع إليكم (2). مناقشة السند:
سعد، وهو سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري القمي، شيخ هذه الطائفة وفقيهها
ووجهها، صنف سعد كتبا كثيرة منها بصائر الدرجات (3)، اختصره الشيخ حسن بن
سليمان بن خالد الحلي.
قال الشيخ الطهراني صاحب الذريعة: وقد ينقل في المختصر المذكور
أحاديث أخرى من غير كتاب البصائر مصرحا بإسنادها لئلا يشتبه بأخبار البصائر،
كما ينقل عن كتاب " القراءة " للسياري، وكتاب " ما أنزل في أهل البيت " لمحمد بن
عباس (4)، معاصر الكليني وغيرهما، فهو من تأليف الشيخ حسن المذكور، لكن جل
ما فيه مأخوذ من البصائر، وبمجرد ذلك لا يصح نسبة هذا الكتاب إلى سعد بن

1. سورة القصص، الآية 85.
2. مختصر بصائر الدرجات، ص 28 - 29؛ بحار الأنوار، ج 53، ص 46؛ تفسير البرهان، ج 3، ص 239.
3. رجال النجاشي، ص 177، رقم 467.
4. محمد بن عباس بن مروان بن الماهيار أبو عبد الله البزاز المعروف بالحجام، ثقة من أصحابنا، عين، سديد، كثير
الحديث، له كتاب ما نزل من القرآن في أهل البيت (عليهم السلام)، وقال جماعة من أصحابنا: إنه كتاب لم يصنف مثله،
وقيل: إنه ألف ورقة. (رجال النجاشي، ص 39، رقم 1030).
137

عبد الله، وجعله من الكتب المؤلفة في عصر الأئمة (عليهم السلام) (1).
ولما لم نعرف سند الحسن بن سليمان الحلي إلى كتاب البصائر لسعد بن
عبد الله، فالطريق إليه مجهول، إضافة إلى إخراج المختصر عن كونه اختصارا لكتاب
البصائر، يضم إليه مثل روايات السياري المغالي الضعيف (2)، وكتاب البصائر مفقود
فالرواية مجهولة لجهالة سند الحلي إليه.
29. مختصر البصائر: سعد، عن ابن عيسى، عن عمر بن عبد العزيز، عن رجل،
عن جميل بن دراج، عن المعلى بن خنيس وزيد الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
سمعناه يقول: إن أول من يكر في الرجعة الحسين بن علي، ويمكث في الأرض
أربعين سنة حتى يسقط حاجباه على عينيه (3).
مناقشة السند:
الرواية فيها ما تقدم في الرواية السابقة وهي مرسلة.
30. مصباح المتهجد: روى المعلى بن خنيس قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول من
قولكم في قنوت الجمعة: " اللهم إن عبيدا من عبادك الصالحين قاموا بكتابك وسنة
نبيك (صلى الله عليه وآله) فأجزهم عنا خير الجزاء " (4).
مناقشة السند:
الرواية مرسلة أرسلها الشيخ الطوسي استنادا على التسامح في أدلة السنن.
31. بحار الأنوار: روي في بعض مؤلفات أصحابنا عن المعلى بن خنيس قال:

1. الذريعة، ج 20، ص 182.
2. رجال النجاشي، ص 80، رقم 192.
3. مختصر بصائر الدرجات، ص 18؛ بحار الأنوار، ج 53، ص 63 - 64.
4. مصباح المتهجد، ص 367؛ بحار الأنوار، ج 86، ص 251.
138

سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إذا انصرف الرجل من إخوانكم من زيارتنا أو زيارة
قبورنا، فاستقبلوه وسلموا عليه وهنئوه بما وهب الله له، فإن لكم مثل ثوابه،
ويغشاكم ثواب مثل ثوابه من رحمة الله، وأنه ما من رجل يزورنا أو يزور ثبورنا إلا
غشيته الرحمة وغفرت له ذنوبه (1).
مناقشة السند:
الرواية مرسلة، ولم أقف على مصدر رواية المجلسي في كتب الحديث.
32. كتاب درست بن أبي منصور: عن الوليد بن صبيح قال: سأل المعلى بن
خنيس أبا عبد الله (عليه السلام) قال: جعلت فداك! حدثني عن القائم إذا قام يسير بخلاف
سيرة علي (عليه السلام)؟
قال: فقال له: نعم.
قال: فأعظم ذلك على المعلى، وقال: جعلت فداك! مم ذاك؟
قال: فقال لأن عليا (عليه السلام) سار بالناس سيرة وهو يعلم أن عدوه سيظهر على وليه
من بعده، وأن القائم (عليه السلام) إذا قام ليس إلا السيف، فعودوا مرضاهم واشهدوا جنائزهم
وافعلوا فإنه إذا كان ذاك لم تحل مناكحتهم ولا مواريثهم (2).
مناقشة السند:
الرواية صحيحة السند.

1. بحار الأنوار، ج 99، ص 302؛ مستدرك الوسائل، ج 10، ص 351.
2. كتاب درست بن أبي منصور، ص 164؛ مستدرك الوسائل، ج 11، ص 58 - 59 وج 8، ص 315.
139

كتاب الطهارة
1. الكافي: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج،
عن المعلى بن خنيس قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الخنزير يخرج من الماء فيمر
على الطريق، فيسيل منه الماء فأمر عليه حافيا؟
فقال: أليس وراءه شيء جاف؟ قلت: بلى.
قال: فلا بأس، أن الأرض يطهر بعضها بعضا (1).
مناقشة السند:
كل رواة هذا الحديث ثقات، فالرواية صحيحة، ولا يلتفت إلى قول المجلسي في
مرآة العقول بأنه مختلف فيه (2)، بعد أن تحقق وثاقة المعلى بن خنيس.
2. التهذيب: عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن الحكم بن
مسكين، عن إسحاق بن عمار، عن المعلى بن خنيس وعبد الله بن أبي يعفور قالا:
كنا في جنازة وقدامنا حمار فبال، فجاء الريح ببوله حتى حكت وجوهنا وثيابنا،
فدخلنا على أبي عبد الله (عليه السلام)، فأخبرناه فقال: ليس عليكم بأس (3) (4).
مناقشة السند:
في طريق الشيخ الحكم بن مسكين وهو مهمل إلا أنه وقع في أسناد كامل الزيارات (5)

1. الكافي، ج 3، ص 39 (ح 5)؛ وسائل الشيعة، ج 3، ص 458 (ح 4167)؛ الوافي، ج 6، ص 226.
2. مرآة العقول، ج 13، ص 123.
3. في موضع من التهذيب: شيء.
4. تهذيب الأحكام، ج 1، ص 425 (ح 1351)؛ الاستبصار، ج 1، ص 180 (ح 628)؛ وسائل الشيعة، ج 3،
ص 410 (ح 4007).
5. معجم رجال الحديث، ج 6، ص 178، رقم 3877.
140

وبقية رجال السند ثقات الا معلى ولذا حكم عليه المجلسي في ملاذ الأخيار في
شرح تهذيب الأخبار بالجعالة (1).
3. المحاسن - أحمد بن محمد بن خالد البرقي -: عن أبيه، عن صفوان، عن
معلى بن عثمان عن المعلى بن خنيس قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن السواك بعد
الوضوء؟
فقال: الاستياك قبل أن يتوضأ.
قلت: أرأيت إن نسي حتى يتوضأ؟
قال: يستاك ثم يتمضمض ثلاث مرات.
ورواه الكليني في الكافي، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن
صفوان معلى أبي عثمان مثله (2).
مناقشة السند:
الرواية صحيحة في المحاسن، وكذا في الكافي، وقال المجلسي: الحديث مختلف
فيه (3)، ومنشأ الاختلاف في المعلى بن خنيس، حيث وصفه المجلسي في رجاله
مختلف فيه (4)، وبعد أن أثبتنا وثاقة المعلى فالرواية صحيحة السند.
4. الكافي: عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد وعلي بن محمد، عن
صالح بن أبي حماد جميعا، عن الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة،
عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما زاد في اللحية عن قبضة فهو

1. ملاذ الأخيار، ج 3، ص 211.
2. المحاسن، ص 561 (ح 947)؛ الكافي، ج 3، ص 23 (ح 6)؛ الوافي، ج 6، ص 332؛ وسائل الشيعة، ج 2،
ص 18 (ح 1350)؛ بحار الأنوار، ج 73، ص 132 وج 77، ص 339.
3. مرآة العقول، ج 13، ص 70.
4. رجال المجلسي، ص 324، رقم 1899.
141

في النار (1).
مناقشة السند:
الرواية صحيحة السند.
وقال المجلسي: ضعيفة على المشهور (2)، بناء على شهرة ضعف المعلى بين
القدماء اعتمادا على تضعيف النجاشي وابن الغضائري، وبعد إثبات وثاقته بالأدلة
القطعية فالحديث صحيح.
5. طب الأئمة: عن تميم بن أحمد السيرافي، عن محمد بن خالد البرقي، عن
علي بن النعمان، عن داوود بن فرقد، والمعلى بن خنيس جميعا قالوا: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): تسريح العارضين يشد الأضراس، وتسريح اللحية يذهب بالوباء،
وتسريح الذؤابتين يذهب ببلابل الصدر، وتسريح الحاجبين أمان من الجذام،
وتسريح الرأس يقطع البلغم (3).
مناقشة السند:
الحسين بن بسطام له كتاب في الطب، ولم يرد فيه مدح أو ذم، وتميم بن
أحمد السيرافي مجهول عنه هذه الرواية فقط (4)، فالرواية مجهولة.

1. الكافي، ج 6، ص 486 (ح 2)؛ وسائل الشيعة، ج 2، ص 113 (ح 2)؛ مرآة العقول، ج 22، ص 382.
2. مرآة العقول، ج 22، ص 382.
3. طب الأئمة، ص 19؛ وسائل الشيعة، ج 2، ص 142 (ح 1686)؛ بحار الأنوار، ج 73، ص 118؛ مستدرك
الوسائل، ج 16، ص 448 - 449.
4. مستدركات علم الرجال، ج 2، ص 72، رقم 2293.
142

كتاب الصلاة
1. التهذيب: عن صفوان، عن معلى بن عثمان، عن المعلى بن خنيس، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: آخر وقت العتمة نصف الليل (1).
مناقشة السند:
طريق الشيخ الطوسي إلى صفوان بن يحيى صحيح (2)، والرواة في سلسلة السند
ثقات، فالرواية صحيحة.
وقال المجلسي: مختلف فيه (3)، للاختلاف في المعلى، وقد علمت وثاقته.
2. التهذيب: عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن حماد بن عثمان، عن
إسحاق بن عمار، عن المعلى بن خنيس، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)، يؤذن فقال:
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله،
أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله، حي على الصلاة حي على
الصلاة، حي على الفلاح حي على الفلاح، حي على خير العمل حي على خير
العمل، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، لا إله إلا الله (4).
وبالإسناد مثله، إلا أنه ترك: " حي على خير العمل " وقال مكانه حتى فرغ
من الأذان وقال في آخره: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، لا إله إلا الله (5).

1. تهذيب الأحكام، ج 2، ص 262 (ح 1042)؛ الاستبصار، ج 1، ص 273 (ح 987)؛ وسائل الشيعة، ج 4،
ص 185 (ح 4864).
2. معجم رجال الحديث، ج 9، ص 130، رقم 5922؛ الفهرست (الطوسي)، ص 311، رقم 356.
3. ملاذ الأخيار، ج 4، ص 328.
4. تهذيب الأحكام، ج 2، ص 61، رقم 212؛ الاستبصار، ج 1، ص 306 (ح 1136)؛ الوافي، ج 7، ص 578.
5. وسائل الشيعة، ج 5، ص 415 (ح 6967).
143

مناقشة السند:
طريق الشيخ الطوسي إلى الحسين بن سعيد صحيح، وباقي سلسلة السند ثقات،
فالرواية صحيحة.
وقال المجلسي: مختلف فيه (1)، للاختلاف في المعلى وقد تقدم توثيقه، وفي
الرواية تعارض من حيث الدلالة تحمل الثانية على التقية.
3. ثواب الأعمال: وبالإسناد عن الحسن عن أبيه، عن المعلى بن خنيس، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من كانت قراءته في فرائضه بالسماء والطارق، كان له عند الله
يوم القيامة جاه ومنزلة، وكان من رفقاء النبيين وأصحابهم في الجنة (2).
مناقشة السند:
إن السند معلق على سابقه وهو سند الواقع في ص 145 ح 1 ثواب من قرأ
سورة الحديد والمجادلة. والحسن هو الحسن بن علي بن أبي حمزة الواقفي كذاب
ملعون وأبيه هو على بن أبي حمزة البطائني الواقفي، والمعروف أنه ضعيف كما
ذهب إليه السيد الخوئي (رحمه الله) (3).
4. التهذبين: عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن علي بن إسماعيل، عن رجل،
عن المعلى بن خنيس، قال: سألت أبا الحسن الماضي (عليه السلام) في الرجل ينسى
السجدة من صلاته؟
قال: إذا ذكرها قبل ركوعه، سجدها وبنى على صلاته، ثم سجد سجدتي
السهو بعد انصرافه، وإن ذكرها بعد ركوعه، أعاد الصلاة، ونسيان السجدة في
الأولتين والأخيرتين سواء (4).

1. ملاذ الأخيار، ج 4، ص 49.
2. ثواب الأعمال، ص 150 (ح 1)؛ وسائل الشيعة، ج 6، ص 149، رواية 7586؛ بحار الأنوار، ج 89، ص 322.
3. راجع: معجم رجال الحديث، ج 5، ص 15، رقم 2928 وج 11، ص 225، رقم 7832.
4. تهذيب الأحكام، ج 2، ص 154 (ح 606)؛ الاستبصار، ج 1، ص 359 (ح 1363)؛ بحار الأنوار، ج 85،
ص 147؛ وسائل الشيعة، ج 6، ص 366 (ح 8197)؛ الوافي، ج 8، ص 932.
144

مناقشة السند:
طريق الشيخ إلى محمد بن أحمد بن يحيى صحيح، والرواية مرسلة أرسلها علي بن
إسماعيل، عن رجل، وفيها أن المعلى سأل الإمام أبي الحسن الماضي، علما أنه
اختص بالإمام الصادق، ولم يرو عن غيره من الأئمة، ولعل الأمر كما قال المجلسي:
" بأنه نقل عن أبي الحسن شيء، وكان في زمان حياة أبيه؛ لأنه قتل في زمان الإمام
الصادق (عليه السلام). ووصف الحديث بالإرسال (1)، أو من راوي الحديث الرجل المجهول
الذي لا يعرف من هو.
5. كتاب من لا يحضره الفقيه: عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
سألته، المرأة تصلي في درع وملحفة ليس عليها إزار ولا مقنعة؟
قال: لا بأس إذا التفت بها، وإن لم تكن تكفيها عرضا جعلتها طولا (2).
مناقشة السند:
قد تقدم البحث عن صحة طريق الشيخ الصدوق إلى المعلى بعد أن وقع البحث في
المسمعي. فقال السيد الخوئي: والطريق ضعيف بالمسمعي، فإنه ضعيف ولا أقل من
أنه مشترك بين الضعيف وغيره (3).
ويظهر من العلامة أنه صحيح إلى المعلى بن خنيس (4).
وقال الأردبيلي: على الظاهر كون المسمعي فيه مسمع بن عبد الملك بن مسمع
كردين الثقة (5).

1. ملاذ الأخبار، ج 4، ص 49؛ معجم رجال الحديث، ج 18، ص 236، رقم 12495.
2. كتاب من لا يحضره الفقيه، ج 1، ص 373 (ح 1084)؛ وسائل الشيعة، ج 4، ص 405 (ح 5541)؛ الوافي،
ج 7، ص 379.
3. معجم رجال الحديث، ج 18، ص 247، رقم 12496.
4. رجال العلامة، ص 440.
5. جامع الرواة، ج 2، ص 541.
145

وقد تقدم ترجيحنا هذا القول. فالرواية صحيحة.
6. الكافي: عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن
علي الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة، عن المعلى بن خنيس، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن عليا (عليه السلام) كان عندكم، فأتى بني ديوان فاشترى ثلاثة أثواب
بدينار، القميص إلى فوق الكعب، والأزار إلى نصف الساق، والرداء من يديه إلى
ثدييه ومن خلقه إلى أليتيه ثم رفع يديه إلى السماء، فلم يزل يحمد الله على ما كساه
حتى دخل منزله. ثم قال: هذا اللباس الذي ينبغي للمسلمين أن يلبسوه.
قال أبو عبد الله (عليه السلام): ولكن لا تقدرون أن تلبسوها هذا اليوم، ولو فعلنا لقالوا:
مجنون. ولقالوا: مرائي، والله عز وجل يقول: (وثيابك فطهر) (1) قال: وثيابك ارفعها
ولا تجرها، فإذا قام قائمنا كان هذا اللباس (2).
مناقشة السند:
جميع الرواة في سلسلة السند ثقات فالحديث صحيح، وقال المجلسي ضعيف على
المشهور (3)، اعتمادا على شهرة ضعف المعلى بين القدماء، وقد استوفينا البحث حول
وثاقة المعلى.
7. التهذيب: عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن جميل بن دراج، عن
المعلى بن خنيس قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لا بأس في الصلاة في الثياب
التي يعملها المجوس والنصارى واليهود (4).

1. سورة المدثر: 4.
2. الكافي، ج 6، ص 455 (ح 2)؛ وسائل الشيعة، ج 5، ص 40 (ح 5843)؛ بحار الأنوار، ج 41، ص 159؛
الوافي، ج 20، ص 731.
3. مرآة العقول، ج 22، ص 337.
4. تهذيب الأحكام، ج 2، ص 361 (ح 1496)؛ وسائل الشيعة، ج 3، ص 519 (ح 4340).
146

مناقشة السند:
طريق الشيخ الطوسي إلى الحسين بن سعيد الأهوازي صحيح، وبقية رواة الحديث
ثقات، فالحديث صحيح.
وقد قال المجلسي في ملاذ الأخيار: مختلف فيه كالصحيح (1)، لمبناه في الاختلاف
بالمعلى، وقد عرفت وثاقته.
8. المحاسن: أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن صفوان، عن المعلى بن
خنيس قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الصلاة على ظهر الطريق؟
فقال: لا، اجتنبوا الطريق (2).
مناقشة السند:
الرواية صحيحة السند.
9. المحاسن: أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن صفوان، عن أبي عثمان، عن
المعلى بن خنيس قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام)، عن السبخة، أيصلي الرجل فيها؟ فقال:
إنما تكره الصلاة فيها من أجل أنها فتك، ولا يستمكن الرجل يضع وجهه كما يريد.
قلت: أرأيت إن هو وضع وجهه متمكنا؟
فقال: حسن (3).
مناقشة السند:
الرواية صحيحة لوثاقة رواتها، وقد أجمع العلماء بالإفتاء بكراهة السجود على
السبخة.

1. ملاذ الأخيار، ج 4، ص 584.
2. المحاسن، ص 365 (ح 108)؛ وسائل الشيعة، ج 5، ص 149 (ح 6181)؛ بحار الأنوار، ج 80، ص 312.
3. المحاسن، ص 365 (ح 112)؛ وسائل الشيعة، ج 5، ص 152 (ح 6192).
147

10. التهذيب والاستبصار: عن الحسين بن سعيد، عن النضر، عن محمد بن
أبي حمزة، عن معاوية بن عمار قال: سأل المعلى بن خنيس أبا عبد الله (عليه السلام)
- وأنا عنده - عن السجود على القفر وعلى القير؟
فقال: لا بأس به.
قال الشيخ: هذا محمول على الضرورة والتقية (1).
وفي كتاب من لا يحضره الفقيه روى محمد بن علي بن الحسين الصدوق بإسناده
عن المعلى بن خنيس مثله (2).
مناقشة السند:
طريق الشيخ إلى الحسين بن سعيد الأهوازي صحيح، وطريق الصدوق إلى
المعلى بن خنيس صحيح بعد أن رجحنا كون المسمعي مسمع بن عبد الملك الثقة.
وقد حكم المجلسي بصحة الرواية!
11. الكافي: عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب،
عن معلى بن أبي عثمان، عن المعلى بن خنيس، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
كان علي بن الحسين (عليه السلام) إذا أهوى ساجدا انكب وهو يكبر (3).
مناقشة السند:
الرواية صحيحة، وقال المجلسي: مختلف فيه، لما تقدم من الاختلاف في المعلى،
وقد ثبتت وثاقته.

1. تهذيب الأحكام، ج 2، ص 303 (ح 1224)؛ الاستبصار، ج 1، ص 334 (ح 1255).
2. كتاب من لا يحضره الفقيه، ج 1، ص 269 (ح 832)؛ وسائل الشيعة، ج 5، ص 354 (ح 6776)؛ ملاذ
الأخيار، ج 4، ص 438.
3. الكافي، ج 3، ص 336 (ح 5)؛ وسائل الشيعة، ج 6، ص 383 (ح 8246)؛ مرآة العقول، ج 15، ص 159.
148

12 - التهذيب: عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن العباس بن معروف، عن صفوان،
عن أبي عثمان، عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا سبقك الإمام
بركعة فأدركته وقد رفع رأسه فاسجد معه ولا تعتد بها (1).
مناقشة السند:
الرواية صحيحة السند. وقد قال المجلسي: مختلف فيه (2)، لما عرفت في قوله في
رجال أن المعلى بن خنيس مختلف في توثيقه وتضعيفه (3)، وقد قطعنا دابر الخلاف
بالقول بوثاقته كما تقدم.
13 - كتاب من لا يحضره الفقيه: وبإسناده عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام)،
قال: من وافق منكم يوم الجمعة فلا يشتغلن بشيء غير العبادة، فإن فيه يغفر للعباد،
وتنزل عليهم الرحمة (4).
ورواه المفيد في " المقنعة " مرسلا (5).
ورواه في " ثواب الأعمال " عن محمد بن الحسن، عن محمد بن يحيى، عن
محمد بن أحمد، عن عبد الله بن حماد، عن المعلى بن خنيس.
ورواه الشيخ في " المصباح " عن المعلى بن خنيس، والذي قبله مرسلا، والذي
قبلهما عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، مثله.

1. تهذيب الأحكام، ج 3، ص 48 (ح 166)؛ وسائل الشيعة، ج 8، ص 392 (ح 10989)؛ بحار الأنوار، ج 85،
ص 57 - 58؛ الوافي، ج 8، ص 1234.
2. ملاذ الأخيار، ج 4، ص 744.
3. رجال المجلسي، ص 324، رقم 1899.
4. كتاب من لا يحضره الفقيه، ج 1، ص 422 (ح 1245).
5. المقنعة، ص 25؛ ثواب الأعمال، ص 59 (ح 3)؛ مصباح المتهجد، ص 248؛ جمال الأسبوع، ص 147؛
بحار الأنوار، ج 89 ص 275 وج 86، ص 348؛ وسائل الشيعة، ج 7، ص 378 - 379 (ح 9628)؛ الوافي، ج 8،
ص 1089.
149

مناقشة السند:
الرواية صحيحة بإسناد الشيخ الصدوق لما تقدم في الكلام عن المسمعي الثقة،
وفي ثواب الأعمال صحيحة أو حسنة للكلام في عبد الله بن حماد الأنصاري
الذي قال فيه السيد الخوئي: ثقة بشهادة جعفر بن محمد بن قولويه بناء على مبنى
شيوخ أصحابنا، ولا يعارضها ما نسب إلى ابن الغضائري من أن حديثه يعرف تارة
وينكر أخرى مضافا إلى أنه غير ظاهر بالتضعيف (1).
وقال الشيخ محمد الجواهري في المفيد ملخصا كلام السيد الخوئي: إمامي
حسن (2) أما ما جاء في المقنعة والمصباح فهو مرسل.
14 - جمال الأسبوع: روى أحمد بن الحسين، قال: حدثنا محمد بن سنان بن
عيسى المكتوب في كتابه، قال: حدثني أبي عن محمد بن سنان، عن المفضل بن
عمر، وحدثنا أبو الحسن علي بن أحمد الطوسي (رحمه الله)، عن محمد بن علي الرازي،
عن محمد بن إسماعيل، عن عبد الله بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي نجران،
عن المفضل بن عمر، قال: كنت أنا وإسحاق بن عمار، وداوود بن كثير الرقي،
وداوود بن أحيل، وسيف التمار، والمعلى بن خنيس، وحمران بن أعين عند
أبي عبد الله (عليه السلام)، إذ دخل رجل يقال له: " إسماعيل بن قيس الموصلي " ونحن نتكلم،
والصادق (عليه السلام) ساجد، فلما رفع رأسه نظر إليه فقال: ما هذا الغم والنفس؟ فقال: يا مولاي جعلت فداك! قد وحقك بلغ مجهودي وضاق صدري.
قال (عليه السلام): أين أنت عن صلاة الحوائج؟
قال: وكيف أصليها جعلت فداك؟!
قال: إذا كان يوم الخميس بعد الضحى فاغتسل وآت مصلاك، وصل أربع

1. معجم رجال الحديث، ج 10، ص 175، رقم 6824.
2. المفيد في معجم رجال الحديث، ص 332.
150

ركعات تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وإنا أنزلناه في ليلة القدر عشر مرات،
فإذا سلمت فقل مئة مرة " اللهم صل على محمد وآل محمد "، ثم ارفع يديك
نحو السماء وقل: " يا الله يا الله " عشر مرات، ثم تحرك سبحتك وتقول: " يا رب
يا رب " حتى ينقطع النفس، ثم تبسط كفيك وترفعهما تلقاء وجهك، وتقول:
" يا الله يا الله " عشر مرات، وقل: " يا أفضل من رجي، ويا خير من دعي،
ويا أجود من سمح، وأكرم من سئل، يا من لا يعزب عنه ما يفعله، يا من حيث
ما دعي أجاب، أسألك بموجبات رحمتك وعزائم مغفرتك، وأسألك بأسمائك
العظام وبكل اسم هو لك عظيم، وأسألك بوجهك الكريم، وبفضلك العظيم،
وأسلك باسمك العظيم ديان الدين محيي العظام وهي رميم، وأسألك بأنك الله
لا إله إلا أنت أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تقضي لي حاجتي وتيسر لي
من أمري، فلا تعسر علي وتسهل لي مطلب رزقي من فضلك الواسع، يا قاضي
الحاجات، يا قديرا على ما لا يقدر عليه غيرك، يا أرحم الراحمين وأكرم
الأكرمين ". قال الصادق (عليه السلام): فقلها مرات.
فلما كان بعد حول وكنا في دار أبي عبد الله (عليه السلام)، إذ دخل علينا داوود، ثم أخرج
من كمه كيسا، فقال: جعلت فداك! هذه خمسمئة دينار وجبت علي ببركتك وبما
علمتني من الخير، فتح الله علي.
و - زاد الطوسي - حتى كان لي على رجل مال، وقد حبسه علي وحلف
عليه عند بعض الحكام، فجاءني بعد ذلك، وما صليت إلا ثلاث مرات، وحمل إلي
ما كان لي عليه، وسألني أن أجعله في حل مما دفعني، ففعلت ذلك.
فقال الصادق (عليه السلام): احمد ربك، ولا يشغلك عن عبادة ربك أحد وتفقد إخوانك (1).

1. جمال الأسبوع، ص 79؛ بحار الأنوار، ج 87، ص 314 - 315؛ مستدرك الوسائل، ج 6، ص 375 - 376.
151

كتاب الحج
1. الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن
النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام)،
قال: لا يستتر المحرم من الشمس بثوب، ولا بأس أن يستتر بعضه ببعض (1).
مناقشة السند:
الرواية صحيحة، وقال المجلسي: مختلف فيها، للاختلاف في المعلى، وقد علمت
وثاقته.
2. الكافي: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن المعلى بن أبي عثمان، عن
معلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: كره أن ينام المحرم على فراش أصفر أو
على مرفقة صفراء (2).
مناقشة السند:
الرواية صحيحة السند. وقال المجلسي: مختلف فيه بالمعلى، وقد تقدم غير مرة
القول بوثاقته.

1. الكافي، ج 4، ص 352 (ح 11)؛ وسائل الشيعة، ج 12، ص 524 (ح 16976).
2. الكافي، ج 4، ص 355 (ح 11)؛ وسائل الشيعة، ج 2، ص 457؛ الوافي، ج 12، ص 621.
152

كتاب الجهاد
1. الكافي: عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد وعلي بن محمد، عن
صالح بن أبي حماد جميعا، عن الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة،
عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال رجل للنبي (صلى الله عليه وآله): يا رسول الله
علمني.
قال: اذهب ولا تغضب.
فقال الرجل: قد اكتفيت بذلك، فمضى إلى أهله فإذا بين قومه حرب قد قاموا
صفوفا ولبسوا السلاح، فلما رأى ذلك لبس سلاحه، ثم قام معهم، ثم ذكر قول
رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لا تغضب "، فرمى السلاح، ثم جاء يمشي إلى القوم الذين هم
عدو قومه، فقال: يا هؤلاء ما كانت لكم من جراحة أو قتل أو ضرب ليس فيه أثر
فعلي في مالي، أنا أوفي كومه.
فقال القوم: فما كان فهو لكم، نحن أولى بذلك منكم.
قال: فاصطلح القوم وذهب الغضب (1).
مناقشة السند:
الرواية صحيحة السند.
وقال المجلسي: ضعيف على المشهور (2)، بناء على شهرة ضعف المعلى بين
القدماء، وبعد أن قطعنا بوثاقته لا يبقى مجال في الشك بصحة الحديث الذي
جاء عن الثقات.

1. الكافي، ج 2، ص 304 (ح 11)؛ وسائل الشيعة، ج 15، ص 359 (ح 20735)؛ بحار الأنوار، ج 70،
ص 277.
2. مرآة العقول، ج 10، ص 152.
153

2. الكافي: عن حميد بن زياد، عن أبي العباس عبيد الله بن أحمد الدهقان،
عن علي بن الحسن الطاطري، عن محمد بن زياد، عن أبان، عن صباح بن سيابة،
عن المعلى بن خنيس، قال: ذهبت بكتاب عبد السلام بن نعيم وسدير، وكتب غير
واحد إلى أبي عبد الله (عليه السلام)، حين ظهر المسودة قبل أن يظهر ولد العباس بأنا قد قدرنا
أن يؤول هذا الأمر إليك، فما ترى؟
قال: فضرب بالكتب الأرض، قال: أف أف ما أنا لهؤلاء بإمام، أما يعلمون أنه
إنما يقتل السفياني (1).
مناقشة السند:
الحديث مجهول لجهالة صباح بن سيابة الكوفي، وهو من أصحاب الإمام
الصادق (عليه السلام)، وأخو عبد الرحمن (2)، وقد حكم المجلسي على الحديث بالجهالة (3).
3. الكافي: وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه،
عن عبد الله بن يحيى، عن حريز، عن المعلى بن خنيس، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
يا معلى اكتم أمرنا ولا تذعه، فإنه من كتم أمرنا ولم يذعه أعزه الله به في الدنيا،
وجعله نورا بين عينيه في الآخرة يقوده إلى الجنة، يا معلى من أذاع أمرنا ولم يكتمه
أذله الله به في الدنيا، ونزع النور من بين عينيه في الآخرة، وجعله ظلمة تقوده إلى
النار، يا معلى، إن التقية ديني ودين آبائي، ولا دين لمن لا تقية له، يا معلى، إن الله
يحب أن يعبد في السر، كما يحب أن يعبد في العلانية، يا معلى، إن المذيع لأمرنا
كالجاحد له.

1. الكافي، ج 8، ص 331 (ح 509)؛ وسائل الشيعة، ج 15، ص 52 (ح 19971)؛ بحار الأنوار، ج 47، ص 297
و ج 52، ص 266؛ الوافي، ج 2، ص 247.
2. معجم رجال الحديث، ج 9، ص 92، رقم 5875، وص 332، رقم 6385.
3. مرآة العقول، ج 26، ص 481.
154

وفي مختصر البصائر: عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى
ومحمد بن الحسن بن أبي الخطاب، عن حماد بن عثمان، عن حريز، عن المعلى بن
خنيس، مثله (1).
مناقشة السند:
الرواية في الكافي مجهولة بعبد الله بن يحيى.
وقال المجلسي: مختلف فيه، بالمعلى (2)، ويظهر أنه رجح أن يكون عبد الله بن
يحيى الكاهلي الذي قال فيه: ممدوح كالصحيح (3).
واستبعد السيد الخوئي أن يكون الكاهلي؛ لأنه لا يمكن أن يروي عنه البرقي
كتابه بلا واسطة (4)، كما لم نجد للكاهلي رواية عن حريز، ولعله عبد الله بن يحيى
العقيلي ولا يعرف من هو؟!
أما سند سعد بن عبد الله الأشعري في البصائر فصحيح، وقد روى الشيخ
الحر العاملي الرواية عن البصائر للأشعري (5)، ولعله كما ذكرها بهذا السند الشيخ
حسن بن سلمان في مختصره للبصائر.

1. الكافي، ج 2، ص 223 (ح 8)؛ مختصر البصائر، ص 101؛ المحاسن، ص 255 (ح 286)؛ وسائل الشيعة،
ج 16، ص 236 (ح 21452)؛ بحار الأنوار، ج 2، ص 73 - 74 وج 72، ص 421؛ مشكاة الأنوار، ص 40؛
الوافي، ج 5، ص 700؛ مستدرك الوسائل، ج 12، ص 255 - 256.
2. مرآة العقول، ج 9، ص 191.
3. رجال المجلسي، ص 248، رقم 1113.
4. معجم رجال الحديث، ج 2، ص 269 - 270، رقم 858.
5. وسائل الشيعة، ج 16، ص 210 (ح 21379).
155

كتاب التجارة
1. كتاب من لا يحضره الفقيه: وبإسناده عن المعلى بن خنيس قال: رآني
أبو عبد الله (عليه السلام) وقد تأخرت عن السوق، فقال: اغد إلى عزك (1).
مناقشة السند:
طريق الصدوق إلى المعلى صحيح بعد أن رجحنا أن المسمعي هو كردين مسمع بن
عبد الملك بن مسمع. فالرواية صحيحة.
2. كتابا التهذيبين: عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن صفوان بن يحيى،
عن المعلى أبي عثمان، عن المعلى بن خنيس قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الرجل
يشتري المتاع ثم يستوضح، قال: لا بأس، وأمرني فكلمت له رجلا في ذلك (2).
مناقشة السند:
طريق الشيخ إليه صحيح، ورواة الحديث من الثقات، فالرواية صحيحة، وقال
المجلسي: " مختلف فيه "، بالمعلى وقد عرفت وثاقته.
3. التهذيب: عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن جعفر، رفعه إلى المعلى بن خنيس،
أنه قال لأبي عبد الله (عليه السلام): إني أردت أن أبيع تبر ذهب بالمدينة، فلم يشتر مني إلا
بالدنانير، فيصبح لي أن أجعل بينها نحاسا؟ فقال: إن كنت فاعلا فليكن نحاس وزنا (3).
مناقشة السند:
الحديث مرفوع، وكذا حكم عليه المجلسي، إلا أن رواية ابن سماعة عن المعلى

1. كتاب من لا يحضره الفقيه، ج 3، ص 192 (ح 3719)؛ وسائل الشيعة، ج 17، ص 10 (ح 2184)؛ الوافي،
ج 17، ص 126.
2. تهذيب الأحكام، ج 7، ص 233 (ح 1018)؛ الاستبصار، ج 3، ص 73 (ح 244)؛ وسائل الشيعة، ج 17
ص 453 (ح 22975).
3. تهذيب الأحكام، ج 7، ص 115 (ح 107)؛ ملاذ الأخيار، ج 11، ص 144.
156

بواسطة صفوان، والمعلى بن أبي عثمان الثقات.
4. الكافي: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن صفوان،
عن معلى أبي عثمان، عن المعلى بن خنيس قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الرجل
يسافر ويركب البحر فقال: إن أبي (عليه السلام) كان يقول: إنه يضر بدينك هو ذا، الناس
يصيبون أرزاقهم ومعيشتهم (1).
ورواه الشيخ في التهذيب، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن صفوان بن
يحيى، عن معلى أبي عثمان، عن المعلى بن خنيس نحوه (2).
وفي إسناد آخر، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن أبيه، عن صفوان، عن
معلى بن أبي عثمان، عن المعلى بن خنيس (3).
مناقشة السند:
الرواية صحيحة السند في الكافي وكذا في التهذيب، وطريق الشيخ إلى أحمد بن
محمد بن خالد البرقي صحيح (4)، وكذا للحسن بن محمد بن سماعة (5).
وقال الشيخ المجلسي في مرآة العقول (6)، وملاذ الأخيار (7): " الحديث مختلف فيه
بالمعلى " ولما عرفت وثاقته ارتفع الاختلاف.
5. الكافي: وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن
أبي طالب الشعراني، عن سليمان بن معلى بن خنيس، عن أبيه قال: سأل
أبو عبد الله (عليه السلام) عن رجل وأنا عنده، فقيل: أصابته الحاجة.
قال: فما يصنع اليوم؟

1. الكافي، ج 5، ص 257 (ح 5)؛ وسائل الشيعة، ج 17، ص 241 (ح 22428)؛ الوافي، ج 17، ص 418.
2. تهذيب الأحكام، ج 6، ص 380 (ح 1119).
3. تهذيب الأحكام، ج 6، ص 388 (ح 1160).
4. معجم رجال الحديث، ج 2، ص 266، رقم 858.
5. معجم رجال الحديث، ج 5، ص 118، رقم 3105.
6. مرآة العقول، ج 19، ص 326.
7. ملاذ الأخيار، ج 10، ص 420 و 402.
157

قيل: في البيت يعبد ربه.
قال: فمن أين قوته؟
قيل: من عند بعض إخوانه.
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): والله، للذي يقوته أشد عبادة منه.
رواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمد بن خالد مثله (1).
مناقشة السند:
الحديث ضعيف بسليمان بن المعلى بن خنيس وجهالة أبي طالب الشعراني.
وفي التهذيب بنفس السند، فالرواية ضعيفة.
وقد ضعفه المجلسي في مرآة العقول وملاذ الأخيار (2).
6. عقاب الأعمال: عن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن أحمد بن محمد بن
عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عامر بن حكيم، عن معلى بن خنيس،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أكل مال اليتيم سلط الله عليه من يظلمه أو على عقبه،
فإن الله يقول في كتابه: (وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعفا خافوا عليهم
فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا) (3) (4).
مناقشة السند:
الحديث مجهول لجهالة عامر بن حكيم الذي لم يكن له ذكر في كتب التراجم
والرجال، ولم يرو عنه غير هذا الحديث.

1. الكافي، ج 5، ص 78 (ح 4)؛ وسائل الشيعة، ج 17، ص 25 (ح 21890)؛ تهذيب الأحكام، ج 6، ص 324
(ح 889).
2. مرآة العقول، ج 19، ص 22؛ ملاذ الأخيار، ج 10، ص 259.
3. سورة النساء، الآية 9.
4. عقاب الأعمال، ص 278 (ح 3)؛ وسائل الشيعة، ج 17، ص 247 (ح 22444)؛ بحار الأنوار، ج 76، ص 270.
158

كتاب المزارعة
1. التهذيبين: عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن محمد بن زياد - يعني
ابن أبي عمير - عن معلى بن خنيس قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أشتري الزرع؟
قال: إذا كان قدر شبر (1).
مناقشة السند:
طريق الشيخ لابن سماعة صحيح (2)، فالرواية صحيحة.
وقال المجلسي: " مختلف فيه " (3)، لما عرفت من رأيه بالمعلى الثقة.

1. تهذيب الأحكام، ج 7، ص 144 (ح 636)؛ الاستبصار، ج 3، ص 113 (ح 401)؛ وسائل الشيعة، ج 18،
ص 235 (ح 23575)؛ الوافي، ج 18، ص 550.
2. معجم رجال الحديث، ج 5، ص 118، رقم 3105.
3. ملاذ الأخيار، ج 11، ص 225.
159

كتاب النكاح
1. الكافي: عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد وعن علي بن محمد،
عن صالح بن أبي حماد جميعا، عن الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة
سالم بن مكرم، عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: جاء رجل وسأل
النبي (صلى الله عليه وآله) عن بر الوالدين؟ فقال: أبرر أمك، أبرر أمك، أبرر أمك، أبرر أباك، أبرر أباك، أبرر أباك، وبدأ بالأم
قبل الأب (1).
مناقشة السند:
الرواية صحيحة السند.
وقال المجلسي في مرآة العقول: " الحديث ضعيف " (2)، ولا أعرف مستند الضعف،
ولم أجد في سلسلة السند من الضعفاء أحدا.
2. التهذيبين: عن الحسين بن سعيد، عن صفوان، عن ابن مسكان، عن المعلى،
عن المعلى بن خنيس، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما يجزي في المتعة من الشهود؟
فقال: رجل وامرأتان يشهدهما. قلت: أرأيت أن لم يجدوا أحدا؟
قال: إنه لا يعوزهم.
قلت: أرأيت إن أشفقوا أن يعلم بهم أحد أيجزيهم رجل واحد؟
قال: نعم.

1. الكافي، ج 2، ص 162 (ح 17)؛ وسائل الشيعة، ج 21، ص 491 (ح 27672)؛ والوافي، ج 5، ص 496.
2. مرآة العقول، ج 8، ص 428.
160

قال: قلت: جعلت فداك! كان المسلمون على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتزوجون
بغير بينة؟
قال: لا.
قلت: كم العدة؟
قال: خمس وأربعون ليلة (1).
مناقشة السند:
طريق الشيخ إلى الحسين بن سعيد صحيح، وسلسلة السند منه إلى المعلى صحيحة،
فالحديث صحيح.
وقال المجلسي: " مختلف فيه " (2)، للاختلاف في المعلى، وقد حسم الخلاف
بالقول بوثاقته.
3. الكافي: عن على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن المغيرة،
عن شعيب الحداد، عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، في رجل طلق امرأته
ثم لم يراجعها حتى حاضت ثلاث حيض، ثم تزوجها، ثم طلقها فتركها حتى
حاضت ثلاث حيض، ثم تزوجها، ثم طلقها من غير أن يراجع، ثم تركها حتى
حاضت ثلاث حيض؟
قال: له أن يتزوجها أبدا ما لم يراجع ويمس. وفي سند آخر عن حميد بن زياد عن عبيد الله بن أحمد عن ابن أبي عمير، عن
عبد الله بن المغيرة، عن شعيب الحداد، عن المعلى بن خنيس مثله.

1. تهذيب الأحكام، ج 7، ص 261 (ح 1130)؛ الاستبصار، ج 3، ص 148 (ح 544)؛ كتاب النوادر
(ابن عيسى القمي)، ص 84 (ح 191)؛ وسائل الشيعة، ج 21، ص 65 (ح 26543)؛ بحار الأنوار، ج 100،
ص 316 - 317؛ مستدرك الوسائل، ج 14، ص 464 و 465.
2. ملاذ الأخيار، ج 12، ص 52.
161

وروى الشيخ الطوسي الخبر في التهذيب والاستبصار بإسناده عن محمد بن
يعقوب (1).
مناقشة السند:
روى الشيخ الكليني الخبر بطريقين، الأول صحيح السند، والثاني مجهول؛ لجهالة
عبيد الله بن أحمد وقال المجلسي: مختلف فيه (2)، الاختلاف بالمعلى وقد عرفت
وثاقته.
وروى الشيخ الطوسي الخبر في التهذيب والاستبصار بإسناده عن محمد بن
يعقوب، وطريقه إليه صحيح (3).

1. الكافي، ج 6، ص 77 (ح 1 - 2)؛ تهذيب الأحكام، ج 8، ص 29 (ح 87)؛ الاستبصار، ج 3، ص 270
(ح 912)؛ وسائل الشيعة، ج 22، ص 144 (ح 28155)؛ الوافي، ج 23، ص 1027.
2. مرآة العقول، ج 21، ص 130 - 131.
3. معجم رجال الحديث، ج 18، ص 54، رقم 12038.
162

كتاب الطلاق
1. التهذيبين: عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن البرقي، عن عبد الله بن المغيرة،
عن شعيب الحداد - أظنه - أو عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، في
الرجل يطلق امرأته تطليقة ثم يطلقها الثانية قبل أن يراجع؟ قال: فقال
أبو عبد الله (عليه السلام): لا يقع الطلاق الثاني حتى يراجع ويجامع (1).
مناقشة السند:
طريق الشيخ إلى أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري صحيح.
وقال السيد الخوئي: وللشيخ إليه طرق في المشيخة، وفي كل طريق يذكر
جملة مما رواه وقد يتخيل أن بعض تلك الطرق ضعيف بأحمد بن محمد بن يحيى
العطار، وحينئذ يتوقف في كل ما يرويه في التهذيب (2).
وقد تقدم القول بوثاقة العطار، لكونه من مشايخ الإجارة وقال المجلسي:
" الأصحاب " بصحة حديثه (3) مختلف فيه (4)، والاختلاف بالمعلى، وباقي رجال السند
ثقات، فالرواية صحيحة.
2 - التهذيبين: أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين، عن صفوان، عن
شعيب الحداد، عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: الذي يطلق ثم
يرجع، ثم يطلق فلا يكون فيما بين الطلاق والطلاق جماع، فتلك تحل له قبل أن
تتزوج زوجا غيره، والتي لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره هي التي تجامع فيما

1. تهذيب الأحكام، ج 8، ص 46 (ح 143)؛ الاستبصار، ج 3، ص 284 (ح 1004)؛ وسائل الشيعة، ج 22،
ص 142 (ح 28225).
2. معجم رجال الحديث، ج 2، ص 299، رقم 898.
3. رجال المجلسي، ص 154، رقم 133.
4. ملاذ الأخيار، ج 13، ص 98.
163

بين الطلاق والطلاق (1).
مناقشة السند:
الرواية صحيحة. وقد تقدم القول في طريق الشيخ لابن عيسى.
وقال المجلسي: " مختلف فيه " (2) بالمعلى، وقد علمت وثاقته، فالرواية صحيحة.

1. تهذيب الأحكام، ج 8، ص 46 (ح 142)؛ الاستبصار، ج 3، ص 284 (ح 1003)؛ وسائل الشيعة، ج 22،
ص 144 (ح 28231)؛ الوافي، ج 23، ص 1050.
2. ملاذ الأخيار، ج 13، ص 98.
164

كتاب القضاء
1. المحاسن: عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عمن حدثه،
عن المعلى بن خنيس، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما من أمر يختلف فيه اثنان إلا وله
أصل في كتاب الله ولكن لا تبلغه عقول الرجال (1).
مناقشة السند:
الرواية مرسلة، أرسلها ثعلبة بن ميمون عمن حدثه.

1. المحاسن، ص 267 (ح 355)؛ بحار الأنوار، ج 92، ص 100؛ ووسائل الشيعة، ج 26، ص 293 (ح 33025).
165

كتاب الميراث
1. الكافي: عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعن محمد بن يحيى، عن
أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن أبي جميلة، عن المعلى بن خنيس،
قال: سئل أبو عبد الله (عليه السلام)، وأنا حاضر، عن رجل تزوج امرأة على جارية له مدبرة
قد عرفتها المرأة، وتقدمت على ذلك، ثم طلقها قبل أن يدخل بها؟
قال: فقال: أرى للمرأة نصف خدمة المدبرة، يكون للمرأة من المدبرة يوم من
الخدمة، ويكون لسيدها الذي دبرها يوم من الخدمة.
قيل له: فإن ماتت المدبرة قبل المرأة والسيد، لمن يكون الميراث؟
قال: يكون نصف ما تركت للمرأة، والنصف الآخر لسيدها الذي دبرها.
ورواه الشيخ بإسناده عن الحسن بن محبوب (1).
مناقشة السند:
الرواية في الكافي ضعيفة بسهل بن زياد، وأبي جميلة المفضل بن صالح الذي
ضعفه النجاشي (2)، ووصفه ابن الغضائري بالضعف والكذب والوضع (3)، وحكم
المجلسي بضعفه (4)، وقال في مرآة العقول: الحديث ضعيف (5).
وفي التهذيب طريق الشيخ إلى الحسن بن محبوب صحيح (6)، لكن الرواية ضعيفة
بأبي جميلة.

1. الكافي، ج 5، ص 380 (ح 3)؛ تهذيب الأحكام، ج 7، ص 366 (ح 1485)؛ رسالة في المهر، ص 23؛ وسائل
الشيعة، ج 21، ص 282 (ح 27092)؛ مستدرك الوسائل، ج 15، ص 79؛ الوافي، ج 21، ص 493.
2. رجال النجاشي، ص 128، رقم 332.
3. رجال ابن الغضائري، ص 88، رقم 118؛ معجم رجال الحديث، ج 18، ص 286، رقم 12578.
4. رجال المجلسي، ص 325، رقم 1912.
5. مرآة العقول، ج 20، ص 107.
6. معجم رجال الحديث، ج 5، ص 91، رقم 3070.
166

كتاب الحدود
1. التهذيب: وعنه عن أحمد بن محمد، عن العباس بن موسى، عن يونس بن
عبد الرحمن، عن إسحاق بن عمار، عن المعلى بن خنيس، قال: سألت
أبا عبد الله (عليه السلام)، عن رجل وطأ امرأته، فنقلت ماءه إلى جارية بكر، فحبلت؟ فقال:
الولد للرجل، وعلى المرأة الرجم، وعلى الجارية الحد.
وبإسناده عن أحمد بن محمد مثله (1).
مناقشة السند:
الحديث موثق بإسحاق بن عمار الساباطي الفطحي.
وقال المجلسي: " موثق مختلف فيه " (2)، فالتوثيق بالساباطي، والاختلاف
بالمعلى، وقد عرفت وثاقته، فالحديث صحيح.

1. تهذيب الأحكام، ج 10، ص 59 (ح 213)؛ تهذيب الأحكام، ج 10، ص 48 (ح 179)؛ وسائل الشيعة، ج 28،
ص 169 (ح 34477)؛ الوافي، ج 15، ص 343؛ ملاذ الأخيار، ج 16، ص 95 و 115.
2. ملاذ الأخيار، ج 16، ص 95 و 115.
167

كتاب العشرة
1. الكافي، والخصال، والمؤمن، والاختصاص، والسند للكليني: عن محمد بن
يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن عبد الله بن بكير
الهجري، عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت له: ما حق المسلم
على المسلم؟
قال: له سبعة حقوق واجبات، ما منهن حق إلا وهو عليه واجب، إن ضيع
منها شيئا خرج من ولاية الله وطاعته، ولم يكن لله فيه نصيب.
قلت له: جعلت فداك! وما هي؟
قال: يا معلى، إني عليك شفيق، أخاف أن تضيع ولا تحفظ، وتعلم ولا تعمل.
قلت: لا قوة إلا بالله.
قال: أيسر حق منها أن تحب له ما تحب لنفسك، وتكره له ما تكره لنفسك.
والحق الثاني: أن تتجنب سخطه وتتبع مرضاته وتطيع أمره.
والحق الثالث: أن تعينه بنفسك ومالك ولسانك.
والحق الرابع: أن تكون عينه ودليله ومرآته.
والحق الخامس: ألا تشبع ويجوع، ولا تروى ويظمأ، ولا تلبس ويعرى.
والحق السادس: أن يكون لك خادم وليس لأخيك خادم، فواجب أن تبعث
خادمك فيغتسل ثيابه ويصنع طعامه، ويمهد فراشه.
والحق السابع: أن تبر قسمه، وتجيب دعوته، وتعود مريضه، وتشهد جنازته،
وإذا علمت أن له حاجة تبادره إلى قضائها، ولا تلجئه إلى أن يسألكها، ولكن تبادره
مبادرة، فإذا فعلت ذلك وصلت ولايتك بولايته، وولايته بولايتك.
ورواه الصدوق في " الخصال " عن أبيه، عن سعد، عن محمد بن عبد الجبار، عن
168

الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن بعض أصحابنا، عن المعلى بن
خنيس نحوه.
ورواه في كتاب " الإخوان " بإسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام)، مثله.
ورواه الطوسي في " مجالسه " عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن الصلت، عن
أحمد بن محمد بن سعيد بن عقده، عن أحمد بن الحسن، عن الهيثم بن محمد، عن
محمد بن الفيض، عن المعلى بن خنيس نحوه (1).
مناقشة السند:
الرواية في الكافي مجهولة لجهالة عبد الله بن بكير الهجري، وكذا حكم الشيخ
المجلسي على الرواية (2).
وروى الشيخ الصدوق الرواية في الخصال والإخوان بسند عن المعلى بن
خنيس، وفي سنده عن ثعلبة بن ميمون، عن بعض أصحابنا، عن المعلى بن خنيس
فالظاهر أن الرواية مرسلة. لكن يمكن حملها على الصحة لقول ثعلبة عن أصحابنا
وهو من مشايخ الثقات.
وفي أمالي الطوسي، مجهولة السند لجهالة أبيه الحسن بن علي الطوسي الذي
لم نجد له ذكرا في كتب الرجال، وكذا لجهالة محمد بن الفيض التيمي.
2. الكافي: عن الحسين بن الحسن، عن محمد بن أورمة رفعه عن المعلى بن
خنيس، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن حق المؤمن؟

1. الكافي، ج 2، ص 169 (ح 2)؛ الخصال، ص 35 (ح 26)؛ مصادقة الاخوان، ص 40؛ المؤمن، ص 40 (ح 93)
للحسين بن سعيد؛ الاختصاص، ص 28 - 29؛ الأمالي (الطوسي)، ص 98 (ح 149)؛ اعلام الدين، ص 254؛
وسائل الشيعة، ج 12، ص 205 - 206 (ح 16097)؛ بحار الأنوار، ج 71، ص 224 و 238؛ الوافي، ج 5،
ص 557؛ مستدرك الوسائل، ج 9، ص 42 - 43.
2. مرآة العقول، ج 9، ص 28.
169

فقال: سبعون حقا لا أخبرك إلا بسبعة، فإني عليك مشفق، أخشى ألا تحتمل.
قلت: بلى إن شاء الله.
فقال: لا تشبع ويجوع، ولا تكتسي ويعرى، وتكون دليله وقميصه الذي
يلبسه، ولسانه الذي يتكلم به، وتحب له ما تحب لنفسك، وإن كانت لك جارية
بعثتها لتمهد فراشه، وتسعى في حوائجه بالليل والنهار، فإذا فعلت ذلك وصلت
ولايتك بولايتنا، وولايتنا بولاية الله عز وجل (1).
مناقشة السند:
الرواية ضعيفه ومرسلة، وقد ضعفها المجلسي (2) بناء على ضعف محمد بن
أورمة (3).
3. الأمالي: أخبرنا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن
أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري، قال: حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا
علي بن الحسين الهمداني قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن خالد البرقي، عن
أبي قتادة القمي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام)، لمعلى بن خنيس: يا معلى، عليك بالسخاء
وحسن الخلق، فإنهما يزينان الرجل كما تزين الواسطة القلادة (4).
مناقشة السند:
الرواية صحيحة السند.

1. الكافي، ج 2، ص 174 (ح 14)؛ وسائل الشيعة، ج 12، ص 207 - 208 (ح 16101)؛ بحار الأنوار، ج 71،
ص 255؛ الوافي، ج 5، ص 558.
2. مرآة العقول، ج 9، ص 47.
3. رجال المجلسي، ص 294، رقم 1579.
4. الأمالي (الطوسي)، ص 301 (ح 596)؛ وسائل الشيعة، ج 11، ص 434 (ح 15186)؛ بحار الأنوار، ج 68،
ص 391.
170

4. الكافي: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عمر بن عبد العزيز، عن
المعلى بن خنيس، وعثمان بن سليمان النخاس، عن مفضل بن عمر ويونس بن
ظبيان قالا: قال أبو عبد الله (عليه السلام): اختبروا إخوانكم بخصلتين فإن كانتا فيهم وإلا
فاعزب ثم اعزب ثم اعزب؛ محافظة على الصلوات في مواقيتها، والبر بالإخوان
في العسر واليسر (1).
مناقشة السند:
الرواية صحيحة السند.
وقال المجلسي في مرآة العقول: " الحديث ضعيف " (2)، ولعله حكم بضعفه لوجود
مفضل بن عمر ويونس بن ظبيان الذي رمز له بالضعف والاختلاف والتوثيق في
رجاله (3)، علما أن المفضل بن عمر ذهب إلى وثاقته مشهور المتأخرين (4).
5. الكافي: عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
ابن مسكان، عن معلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال
الله عز وجل: من استذل عبدي المؤمن فقد بارزني بالمحاربة، وما ترددت في شيء أنا
فاعله كترددي في عبدي المؤمن، إني أحب لقاءه فيكره الموت، فأصرفه عنه، وأنه
ليدعوني في الأمر فأستجيب له بما هو خير له (5).
مناقشة السند:
الحديث صحيح.

1. الكافي، ج 2، ص 672 (ح 7)؛ وسائل الشيعة، ج 12، ص 148 (ح 15903)؛ الوافي، ج 2، ص 672.
2. مرآة العقول، ج 12، ص 580.
3. رجال المجلسي، ص 325، رقم 1914 وص 344، رقم 2123.
4. معجم رجال الحديث، ج 18، ص 290، وص 310، الأرقام 12585 و 12586 و 12598.
5. الكافي، ج 2، ص 354 (ح 11)؛ وسائل الشيعة، ج 12، ص 270 (ح 16280)؛ والوافي، ج 5، ص 741.
171

وقال المجلسي: " مختلف فيه " (1)، لما عرفت من قوله بالاختلاف في المعلى.
وبعد القطع بوثاقته، زال الاختلاف.
6. الكافي: وعن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن هشام
بن سالم، عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال
الله عز وجل: قد نابذني من أذل عبدي المؤمن.
ورواه محمد بن علي بن الحسين الصدوق في " عقاب الأعمال "، عن محمد بن
موسى بن المتوكل، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد، عن الحسن
بن محبوب نحوه (2).
مناقشة السند:
الرواية في الكافي ضعيفة على القول بضعف سهل بن زياد، وصحيحة على
القول بوثاقته، لذا قال المجلسي في مرآة العقول: الحديث ضعيف على
المشهور (3)، لشهرة تضعيف سهل بن زياد. وفي " عقاب الأعمال " للصدوق:
" صحيحة السند ".
إذا الرواية صحيحة.
7. المحاسن: عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن علي بن عبد الله، عن الحسن بن
محبوب، عن هشام بن سالم، عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته
يقول: قال الله عز وجل: ليأذن بحرب مني من أذل عبدي المؤمن، وليأمن غضبي من أكرم
عبدي المؤمن.

1. مرآة العقول، ج 10، ص 398.
2. الكافي، ج 2، ص 351 (ح 6)؛ وسائل الشيعة، ج 12، ص 271 (ح 16283)؛ عقاب الأعمال، ص 284 (ح 1)
مع اختلاف يسير؛ الوافي، ج 5، ص 960.
3. مرآة العقول، ج 10، ص 381.
172

وفي ثواب الأعمال: عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن عبد الله بن جعفر
الحميري، عن أحمد بن محمد، بسنده (1).
مناقشة السند:
الرواية صحيحة السند. وكذا في ثواب الأعمال.
8. الكافي: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان، عن
ابن مسكان، عن معلى بن خنيس قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن الله - تبارك
وتعالى - يقول: من أهان لي وليا فقد أرصد لمحاربتي، وأنا أسرع شيء إلى
نصرة أوليائي (2).
مناقشة السند:
الرواية صحيحة السند.
وقال المجلسي: " مختلف فيه، معتبر عندي " (3)، وقوله بالاختلاف لوجود
المعلى بن خنيس، وقد علمنا وثاقته، ولعل المجلسي حكم بالاعتبار لأنه جاء
مثله بأسانيد صحيحة.
9. التهذيب: عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن فضالة، عن سيف،
عن أبي بكر، عن المعلى بن خنيس، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): خذ مال الناصب
حيثما وجدت، وادفع إلينا خمسه (4).

1. المحاسن، ص 97 (ح 61)؛ ثواب الأعمال، ص 284 (ح 1)؛ وسائل الشيعة، ج 12، ص 269 (ح 16278)؛
بحار الأنوار، ج 72، ص 145.
2. الكافي، ج 2، ص 351 (ح 5)؛ المؤمن، ص 69 (ح 185)؛ وسائل الشيعة، ج 12، ص 266 (ح 16267)؛
الوافي، ج 5، ص 960؛ مستدرك الوسائل، ج 9، ص 101.
3. مرآة العقول، ج 10، ص 380.
4. تهذيب الأحكام، ج 6، ص 387 (ح 1153)؛ وسائل الشيعة، ج 17، ص 298 (ح 22579).
173

مناقشة السند:
الرواية صحيحة السند.
وقال المجلسي: " مختلف فيه " (1)، بالمعلى. وقد عرفت وثاقته.
10. الأمالي: عن ابن الغضائري، عن التلعكبري، عن محمد بن همام، عن علي بن
الحسين الهمداني، عن محمد بن خالد، عن أبي قتادة، عن صفوان الجمال، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) - في حديث أنه قال للمعلى بن خنيس -: يا معلى، أعزز بالله يعززك.
قال: بماذا؟
قال: يا معلى، خف الله يخف منك كل شيء، يا معلى تحبب إلى إخوانك بصلتهم
فإن الله - تبارك وتعالى - جعل العطاء محبة، والمنع مبغضة، فأنتم والله إن تسألونني
فأعطيكم، فتحبوني أحب إلي من ألا تسألوني فلا أعطيكم فتبغضونني، ومهما
أجرى الله لكم من شيء على يدي فالمحمود الله، ولا تبعدون من شكر ما أجرى الله
لكم على يدي (2).
مناقشة السند:
الرواية صحيحة رغم طول سلسلة السند.
11. الكافي: عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان،
عن (المعلى بن أبي عثمان) (3)، عن المعلى بن خنيس، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
ما أكل نبي الله (صلى الله عليه وآله)، وهو متكئ منذ بعثه الله عز وجل، وكان يكره أن يتشبه بالملوك، ونحن
لا نستطيع أن نفعل (4).

1. ملاذ الأخيار، ج 10، ص 418.
2. الأمالي (الطوسي)، ص 304 (ح 608)؛ وسائل الشيعة، ج 9، ص 476 (ح 12532).
3. في الكافي والمحاسن: معلى بن عثمان وكلاهما شخص واحد كما ورد في كتب الرجال.
4. الكافي، ج 6، ص 272 ح 8؛ المحاسن، ص 458 (ح 396)؛ وسائل الشيعة، ج 24، ص 249 (ح 30462)؛
بحار الأنوار، ج 63، ص 387 وج 16، ص 262.
174

مناقشة السند:
الرواية صحيحة.
وقال المجلسي: " مختلف فيه " (1)، للاختلاف بالمعلى وقد عرفت وثاقته.
12. معاني الأخبار: عن محمد بن علي بن جيلويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم،
عن محمد بن علي، عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ليس الناصب
من نصب لنا أهل البيت، لأنك لا تجد أحدا يقول: " أنا أبغض محمدا وآل محمد "،
ولكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم أنكم تتولونا وتبرؤون من أعدائنا، ثم
قال (عليه السلام): من أشبع عدوا لنا فقد قتل وليا لنا.
وروي في " صفات الشيعة " مثله (2).
مناقشة السند:
الرواية صحيحة، ومحمد بن علي هو محمد بن على القرشي ثقة؛ لروايته في تفسير
القمي على مبنى السيد الخوئي.
13. الكافي: عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن
يحيى، عن معلى أبي عثمان، عن معلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: ثلاثة
أنفاس أفضل من نفس.
وروى البرقي في " المحاسن " عن أبيه، عن صفوان، مثله (3).

1. مرآة العقول، ج 22، ص 75.
2. معاني الأخبار، ص 365 (ح 1)؛ صفات الشيعة، ص 9 (ح 17)؛ وسائل الشيعة، ج 24، ص 274 (ح 30530)؛
بحار الأنوار، ج 27، ص 233.
3. الكافي، ج 6، ص 383 (ح 8)؛ وسائل الشيعة، ج 25، ص 248 (ح 31828)؛ المحاسن، ص 575 (ح 28)؛
بحار الأنوار، ج 63، ص 466؛ الوافي، ج 20، ص 565.
175

مناقشة السند:
الرواية صحيحة في سند الكليني وكذلك في المحاسن.
وقال المجلسي: " مختلف فيه " (1)، بالمعلى، وعلمت وثاقته، فالرواية صحيحة.
14. الكافي: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن
عمر، عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: إن من الحقوق الواجبات
للمؤمن أن تجاب دعوته (2).
مناقشة السند:
الرواية صحيحة.
وقال المجلسي: " مختلف فيه للاختلاف بالمعلى "، وقد علمت وثاقته.
15. الكافي: عن أبي علي، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن فضال، عن ثعلبة بن
ميمون، عن عبد الأعلى مولى آل سام، عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام)،
قال: إن من حق المسلم الواجب على أخيه إجابة دعوته.
وروى أحمد بن أبي عبد الله البرقي في المحاسن عن ابن فضال مثله (3).
مناقشة السند:
الرواية صحيحة، ولا جهالة بعبد الأعلى مولى آل سام؛ لأن الكليني روى عنه في
مورد آخر، وقال: " عبد الأعلى بن أعين - مولى آل سام (4) - الشيخ المفيد (رحمه الله): هو من

1. مرآة العقول، ج 22، ص 233.
2. الكافي، ج 6، ص 274 (ح 3)؛ وسائل الشيعة، ج 24، ص 270 (ح 30517)؛ الوافي، ج 5، ص 514.
3. الكافي، ج 6، ص 274 (ح 5)؛ وسائل الشيعة، ج 24، ص 270 (ح 30518)؛ بحار الأنوار، ج 72، ص 447؛
الوافي، ج 20، ص 514؛ المحاسن، ص 410 (ح 141).
4. الكافي، ج 5، ص 334 (ح 1).
176

فقهاء أصحاب الصادقين (عليهما السلام) والأعلام الرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا
والأحكام الذين لا يطعن عليهم ولا طريق إلى ذم واحد منهم وهم أصحاب الأصول
المدونة والمصنفات المشهورة (1) وعنونه العلامة في القسم الأول (2) وعلى هذا وهو من
الثقات " ولا جهالة فيه.
قال المجلسي: " مجهول مختلف، فيه " (3) لأنه تردد بالاشتراك بين أن
يكون عبد الأعلى مولى آل سام، وعبد الأعلى بن أعين مولى آل سام متعدد
أم متحد (4)، فعلى القول بالتعدد وصفه بالجهالة، وعلى القول بالاتحاد وصفه
بالاختلاف للاختلاف بالمعلى. ولما عرفت الاتحاد وتوثيق المفيد له فالحديث
صحيح.
16. كتاب الثاقب في المناقب: عن المعلى بن خنيس، عن الصادق (عليه السلام)، قال:
إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنفذ دحية الكلبي إلى قيصر الروم، فتفل في فيه، فتكلم بالرومية،
ولما أنفد عبد الله بن جحش إلى كسرى تفل في فيه، فتكلم بالفارسية الدرية (5).
مناقشة السند:
الرواية مرسلة أرسلها ابن حمزة الطوسي في كتابه الثاقب في المناقب.
17. الكافي: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن يوسف البزاز،
عن معلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: إن أشد الناس حسرة يوم القيامة من
وصف عدلا ثم عمل بغيره (6).

1. جوابات أهل الموصل في العدد والروية، ص 25 و 39؛ معجم رجال الحديث، ج 9، ص 254، رقم 6221.
2. خلاصة الأقوال، ص 222، رقم 734.
3. مرآة العقول، ج 22، ص 80.
4. رجال الكشي، ج 2، ص 610، رقم 578.
5. الثاقب في المناقب، ص 107 (ح 99).
6. الكافي، ج 2، ص 299 (ح 1)؛ وسائل الشيعة، ج 15، ص 295 (ح 20555).
177

مناقشة السند:
الحديث مجهول بيوسف البزاز، لكن الشيخ المجلسي قال: " مختلف فيه "،
للاختلاف في المعلى الذي عرفت وثاقته. ولم يشر لجهالة يوسف البزاز، ولعله قبل
الرواية لرواية ابن أبي عمير عنه، وإذا قبلنا هذا المبنى فالرواية صحيحة.
18. المحاسن: عن الجاموراني عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن الحسين بن
علي، عن المعلى بن خنيس، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما يمنع أحدكم إذا ورد عليه
ما لا قبل له أن يستشير رجلا عاقلا له دين وورع، ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): أما إنه إذا
فعل ذلك لم يخذله الله، بل يرفعه الله ورماه بخير الأمور وأقربها إلى الله (1).
مناقشة السند:
الرواية ضعيفة بالحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني.
19. الكافي: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن
سعدان بن مسلم، عن المعلى بن خنيس، قال: خرج أبو عبد الله (عليه السلام) في ليلة قد رشت
وهو يريد ظلة بني ساعدة، فاتبعته فإذا هو قد سقط منه شيء، فقال: " باسم الله اللهم
رده علينا ". فأتيته وسلمت عليه، قال فقال: معلى.
قلت: نعم، جعلت فداك!
فقال لي: التمس عندك فما وجدت من شيء فادفعه إلي. فإذا أنا بخبز منتشر
كثير، فجعلت أدفع إليه ما وجدت، فإذا أنا بجراب أعجز عن حمله من خبز.
فقلت: جعلت فداك! أحمل على عاتقي؟
فقال: لا، أنا أولى به منك، ولكن امض معي.
قال: فأتينا ظلة بني ساعدة، فإذا نحن بقوم نيام، فجعل يقسم الرغيف والرغيفين

1. المحاسن، ص 602 (ح 26)؛ وسائل الشيعة، ج 12، ص 42 (ح 15596)؛ بحار الأنوار، ج 72، ص 102.
178

حتى أتى على آخرهم ثم انصرفنا.
قلت: جعلت فداك! يعرف هؤلاء الحق؟
فقال: لو عرفوه لواسيناهم بالدقة - والدقة هي الملح - أن الله لم يخلق شيئا إلا
وله خازن يخزنه، إلا الصدقة فإن الرب يليها بنفسه، وكان أبي إذا تصدق بشيء
وضعه في يد السائل، ثم ارتده منه فقبله وشمه، ثم رده في يد السائل، أن صدقة
الليل تطفيء غضب الرب تعالى، وتمحو الذنب العظيم، وتهون الحساب، وصدقة
النهار تثمر المال وتزيد العمر.
إن عيسى بن مريم (عليه السلام) لما مر على شاطيء البحر رمى بقرص من قوته في الماء،
فقال بعض الحواريين: يا روح الله وكلمته، لم فعلت هذا وإنما هو شيء من قوتك؟
قال: فقال: فعلت هذا لدابة تأكله من دواب الماء، وثوابه عند الله عظيم.
وروي الشيخ بإسناده عن محمد بن يعقوب مثله.
وكذا روى الشيخ الصدوق في ثواب الأعمال عن أبيه، عن السعدآبادي، عن
البرقي، عن أبيه مثله.
وقد روى العياشي جزءا منها في تفسيره (1).
مناقشة السند:
الرواية صحيحة السند في الكافي، وكذا في التهذيب، وثواب الأعمال، وقال
المجلسي في مرآة العقول (2) وملاذ الأخيار (3): الحديث مجهول بناء على جهالة

1. الكافي، ج 4، ص 8 (ح 3)؛ تهذيب الأحكام، ج 4، ص 105 (ح 300)؛ ثواب الأعمال، ص 173 (ح 2)؛
وسائل الشيعة، ج 9، ص 399 (ح 12331)؛ مناقب آل أبي طالب، ج 2، ص 89؛ بحار الأنوار، ج 47، ص 20
و ج 93، ص 125؛ تفسير العياشي، ج 2، ص 107؛ تفسير البرهان، ج 2، ص 156؛ تفسير الصافي، ج 2،
ص 372؛ تفسير نور الثقلين، ج 2، ص 261 (ح 312)؛ مرآة العقول، ج 16، ص 133.
2. مرآة العقول، ج 16، ص 133.
3. ملاذ الأخيار، ج 6، ص 27.
179

سعدان بن مسلم عنده (1)، وقد وثقه السيد الخوئي (2) لوقوعه في إسناد تفسير القمي
وكامل الزيارات.
20. الكافي: عن علي بن إبراهيم، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن يونس،
عن ابن مسكان، عن المعلى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله
- تبارك وتعالى -: " لو لم يكن في الأرض إلا مؤمن واحد لاستغنيت به عن جميع
خلقي، ولجعلت له من إيمانه أنسا لا يحتاج إلى أحد " (3).
مناقشة السند:
الرواية صحيحة السند.
وقال المجلسي: مختلف فيه بالمعلى، معتبر عندي (4)، وبعد إن ارتفع الخلاف
بوثاقة المعلى، فالرواية صحيحة.
21. الكافي: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن
سنان، عن ابن مسكان، عن منصور الصقيل، والمعلى بن خنيس، قالا: سمعنا
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله عز وجل: ما ترددت في شيء أنا فاعله
كترددي في موت عبدي المؤمن، إنني لأحب لقاءه ويكره الموت فأصرفه عنه،
وإنه ليدعوني فأجيبه، وإنه ليسألني فأعطيه، ولو لم يكن في الدنيا إلا واحد
من عبيدي مؤمن لاستغنيت به عن جميع خلقي، ولجعلت له من إيمانه أنسا
لا يستوحش إلى أحد (5).

1. رجال المجلسي، ص 218، رقم 810.
2. معجم رجال الحديث، ج 8، ص 99، رقم 5086.
3. الكافي، ج 2، ص 245 (ح 2)؛ بحار الأنوار، ج 64، ص 54؛ الوافي، ج 5، ص 741.
4. مرآة العقول، ج 9، ص 292.
5. الكافي، ج 2، ص 246 (ح 6)؛ بحار الأنوار، ج 64، ص 154؛ الوافي، ج 5، ص 742 (ح 2960).
180

مناقشة السند:
الحديث ضعيف بمحمد بن سنان.
وقال المجلسي: " ضعيف على المشهور " (1)، بناء على شهرة تضعيف محمد بن سنان.
22. تفسير العياشي: عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول:
من قتل النفس التي حرم الله، فقد قتل الحسين في أهل بيته (2).
مناقشة السند:
الرواية مرسلة لحذف أسانيد تفسير العياشي.
23. التهذيب: عن محمد بن علي بن محبوب، عن أحمد بن محمد، عن
ابن أبي نصر، عن حماد، عن المعلى بن خنيس، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) هل
لأحد أن يرجع في صدقته وهبته؟
قال: أما ما تصدق به لله فلا، وأما الهبة والنحل يرجع فيها، أحازها أو لم يحزها،
وإن كانت لذي قرابة.
وقال: من أضر بطريق المسلمين شيئا فهو ضامن.
قال: وسمعته يقول: لا تحل الصدقة لأحد من ولد العباس (رضي الله عنه)، ولا لأحد من ولد
علي (عليه السلام)، ولا لنظرائهم من ولد عبد المطلب (عليه السلام) (3).
في طريق الشيخ إلى محمد بن على بن محبوب، أحمد بن محمد العطار الذي
لم تثبت وثاقته (4)، عند السيد الخوئي، لذا قال: طريق الشيخ إليه محمد بن علي بن

1. مرآة العقول، ج 9، ص 297.
2. تفسير العياشي، ج 2، ص 290؛ تفسير البرهان، ج 2، ص 418؛ بحار الأنوار، ج 10، ص 150 وج 44، ص 218.
3. تهذيب الأحكام، ج 9، ص 158 (ح 651)؛ الاستبصار، ج 4، ص 107 (ح 406)؛ وسائل الشيعة، ج 19،
ص 238 (ح 24497)؛ الوافي، ج 18، ص 1072.
4. المفيد من معجم رجال الحديث، ص 46.
181

محبوب صحيح في الفهرست، دون المشيخة (1)، علما أن أحمد بن محمد بن يحيى
العطار من مشايخ الصدوق، روى عنه كثيرا مرتضيا عليه (2)، وأبوه محمد بن يحيى
العطار ثقة عين، كثير الحديث (3)، اختار العلامة المامقاني وثاقته وفقا
لجماعة ذكرهم (4).
ووثقه المجلسي وقال: " أحمد بن محمد العطار من مشايخ الإجازة، وحكم
الأصحاب بصحة حديثه، يروي عنه الشيخ بتوسط ابن الغضائري وابن أبي الجيد " (5)،
لذا قال في ملاذ الأخيار: " الحديث مختلف فيه " (6)، للاختلاف بالمعلى، ولم يقل
مجهول بعد حكمه بوثاقة أحمد بن محمد الطعار.
إذا طريق الشيخ إليه صحيح، والحديث صحيح.
24. المحاسن: عن أحمد بن محمد البرقي، عن أبيه، عن صفوان، عن أبي عثمان،
عن المعلى بن خنيس قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الصلاة في معاطن الإبل؟
فكرهه، ثم قال: إن خفت على متاعك شيئا فرشه بقليل ماء وصل (7).
مناقشة السند:
الرواية صحيحة لوثاقة رواتها.

1. معجم رجال الحديث، ج 17، ص 8، رقم 111332.
2. مستدركات علم الرجال، ج 1، ص 483، رقم 1739.
3. رجال النجاشي، ص 353، رقم 946.
4. تنقيح المقال، ج 1، ص 95.
5. رجال المجلسي، ص 154، رقم 133.
6. ملاذ الأخيار، ج 14، ص 458.
7. المحاسن، ص 365 (ح 111)؛ وسائل الشيعة، ج 5، ص 145 (ح 6169)؛ بحار الأنوار، ج 80، ص 322.
182

كتاب التفسير
1. تأويل الآيات: عن محمد بن العباس، عن الحسين بن أحمد، عن محمد بن
عيسى بن عبيد، عن يونس، عن صفوان، عن أبي عثمان، عن المعلى بن خنيس،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين: انتظروا الفرج في ثلاث.
قيل: وما هي؟
قال: اختلاف أهل الشام بينهم، والروايات السود من خراسان، والفزعة في شهر
رمضان.
فقيل له: وما الفزعة في شهر رمضان؟
قال: أما سمعتم قول الله عز وجل في القرآن: (إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت
أعناقهم لها خاضعين) (1)، قال: إنه يخرج الفتاة من خدرها، ويستيقظ النائم، ويفزع
اليقظان (2).
مناقشة السند:
الرواية مجهولة السند لجهالة الحسين بن أحمد العلوي الذي لم يذكروه في
كتب الرجال (3).
وكذا لجهالة طريق السيد شرف الدين علي الإستر آبادي إلى كتاب محمد بن
العباس بن علي بن مروان بن الماهياري.
2. تأويل الآيات: عن محمد بن العباس، عن الحسين بن أحمد، عن محمد بن

1. سورة الشعراء، الآية 4.
2. تأويل الآيات الظاهرة، ص 384؛ بحار الأنوار، ج 52، ص 285؛ تفسير البرهان، ج 3، ص 180؛ تفسير
كنز الدقائق، ج 8، ص 385.
3. مستدركات علم الرجال، ج 1، ص 296.
183

عيسى. عن يونس، عن صفوان، عن أبي عثمان، عن المعلى بن خنيس، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله عز وجل: (أفرأيت إن متعناهم سنين * ثم جاءهم ما كانوا يوعدون) (1).
قال: خروج القائم (ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون) - قال -: هم بني أمية
الذين متعوا في دنياهم (2).
مناقشة السند:
محمد بن العباس بن علي بن مروان بن الماهيار البزاز له كتب منها كتاب تأويل
ما نزل في النبي وآله (صلى الله عليه وآله)، وكتاب تأويل ما نزل في شيعتهم، وكتاب ما نزل في أعدائهم
نقل عنها السيد شرف الدين علي في كتابه تأويل الآيات الظاهرة أحاديثا كثيرة (3)،
ولم يذكر طريقة لتلك الكتب ولا إلى غيرها، والسند من محمد بن العباس إلى
الإمام الصادق (عليه السلام) صحيح.
3. كتاب التوحيد: حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمهما الله،
قالا: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن عبد الله،
عن محمد بن أبي عمير، عن أبي الحسن الحذاء، عن المعلى بن خنيس، قال: قلت
لأبي عبد الله (عليه السلام): ما يعني بقوله تعالى: (وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سلمون)؟
قال: وهم مستطيعون.
مناقشة السند:
الحديث مجهول بأبي الحسن الحذاء، وبعلي بن عبد الله المشترك بين مجاهيل، وثقة.

1. سورة الشعراء، الآية 205 و 206.
2. تأويل الآيات الظاهرة، ص 389؛ بحار الأنوار، ج 24، ص 372؛ تفسير البرهان، ج 3، ص 189؛ تفسير
كنز الدقائق، ج 7، ص 292.
3. الذريعة، ج 3، ص 306.
184

4. تفسير فرات الكوفي: في تفسير: (واعبدوا الله ولا تشركوا بهى شيئا وبالوالدين
إحسنا وبذي القربى).
فرات: قال: حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا، عن المعلى بن خنيس
قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنا أحد الوالدين،
وعلي (بن
أبي طالب ح، ر. (ع). ر. أ - (ص)) الآخر وهما عند الموت يعاينان (أ - الآخر
يعاينان عند الموت. ب - وهما يعاينان عند الموت).
مناقشة السند:
الرواية ضعيفة بجعفر بن محمد الفزاري، ولجهالة فرات الكوفي صاحب التفسير.
6. تفسير العياشي: عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله:
(وعلمت وبالنجم هم يهتدون)، قال: النجم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والعلامات الأوصياء بهم
يهتدون (1).
مناقشة السند:
الرواية مرسلة لحذف أسانيد تفسير العياشي، صحيحة الدلالة لما جاء مثله في
تفسير القمي.
7. تفسير القمي: في تفسير قوله تعالى: (وعلمت وبالنجم هم يهتدون) (2)،
فإنه حدثني أبي، عن النضر بن سويد، عن القسم بن سليمان، عن المعلى بن خنيس،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: النجم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والعلامات الأئمة (عليهم السلام) (3).

1. تفسير العياشي، ج 2، ص 255.
2. سورة النحل، الآية 16.
3. تفسير القمي، ج 1، ص 383؛ بحار الأنوار، ج 24، ص 80 (ح 21)؛ تفسير نور الثقلين، ج 3، ص 45.
185

مناقشة السند:
الرواية صحيحة السند.
8. تفسير القمي: حدثني أبي، عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي، عن
المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا) (1)
قال: فارقوا القوم والله دينهم (2).
وقوله: (من جاء بالحسنة فلهو عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا
مثلها وهم لا يظلمون) (3)، فهذه ناسخة لقوله (من جاء بالحسنة فلهو خير منها) (4).
وقوله: (قل إنني هداني ربى إلى صر ط مستقيم دينا قيما ملة إبر هيم حنيفا
وما كان من المشركين) (5)، والحنيفية هي العشرة التي جاء بها إبراهيم (عليه السلام) (قل إن
صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العلمين * لا شريك لهو وبذ لك أمرت وأنا أول
المسلمين) (6).
ثم قال: قل لهم يا محمد: (أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شىء ولا تكسب
كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى) (7)، أي لا تحمل آثمة إثم أخرى، ثم (إلى
ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون) (8).
وقوله (وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجت) (9)، قال:

1. الأنعام: 159.
2. بحار الأنوار، ج 9، ص 208.
3. الأنعام: 160.
4. النمل: 89 والقصص: 84.
5. الأنعام: 161.
6. الأنعام: 162.
7. الأنعام: 164.
8. الأنعام: 164.
9. الأنعام: 165.
186

في القدر والمال.
(ليبلوكم) أي يختبركم (في ما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم) (1).
مناقشة السند:
الرواية صحيحة السند.
9. تفسير القمي: قال: وحدثني أبي، عن النضر بن سويد، عن القسم بن سليمان،
عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، إن هذا المثل ضربه الله لأمير المؤمنين (عليه السلام)،
فالبعوضة أمير المؤمنين، وما فوقها رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والدليل على ذلك قوله: (فأما
الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم) (2)، يعني أمير المؤمنين كما أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله)
الميثاق عليهم له.
(وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل بهى كثيرا ويهدى بهى كثيرا)
فرد الله عليهم فقال: (وما يضل بهى إلا الفاسقين * الذين ينقضون عهد الله منم بعد
ميثاقه - في علي - ويقطعون ما أمر الله بهى أن يوصل) يعني من صلة
أمير المؤمنين (عليه السلام)، والأئمة (عليهم السلام) (ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون).
قوله (كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم) أي: نطفة ميتة وعلقة، وأجرى
فيكم الروح فأحياكم (ثم يميتكم - بعد - ثم يحييكم) في القيامة (ثم إليه ترجعون).
والحياة في كتاب الله على وجوه كثيرة، فمن الحياة ابتداء خلق الإنسان في قوله:
(فإذا سويته ونفخت فيه من روحي)، فهي الروح المخلوق، خلقه الله وأجري في
الإنسان (فقعوا لهو ساجدين).

1. تفسير القمي، ج 1، ص 222.
2. الأنعام: 165.
187

والوجه الثاني من الحياة يعني به إنبات الأرض، وهو قوله: (يحي الأرض بعد
موتها) والأرض الميتة التي لا نبات لها فإحياؤها بنباتها.
ووجه آخر من الحياة، وهو دخول الجنة، وهو قوله: (استجيبوا لله وللرسول إذا
دعاكم لما يحييكم) (1)، يعني: الخلود في الجنة، والدليل على ذلك قوله: (وإن الدار
الآخرة لهى الحيوان) (2).
مناقشة السند:
الرواية صحيحة السند، وفى دلالتها كلام.
10. تفسير العياشي: روى المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله: (كونوا
مع الصدقين) (3) بطاعتهم (4).
مناقشة السند:
الرواية مرسلة لحذف أسانيد تفسير العياشي بأيدي ناسخة لغرض الاختصار، وقال
الطهراني: إن عذره أشنع من جرمه (5).
11. كتاب القراءات: محمد بن خالد، عن علي بن النعمان، عن داوود بن فرقد
والمعلى بن خنيس أنهما سمعا أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: صراط من أنعمت عليهم بدل
(صراط الذين أنعمت عليهم) (6) (7).

1. سورة البقرة، الآية 26 - 31.
2. سورة البقرة، الآية 26 - 31.
3. سورة التوبة، الآية 119.
4. تفسير العياشي، ج 2، ص 117 (ح 156)؛ تفسير البرهان، ج 2، ص 170.
5. الذريعة، ج 4، ص 295.
6. سورة الفاتحة، الآية 7.
7. كتاب السياري، ص 2، رقم 13 (مخطوط).
188

مناقشة السند:
الرواية في كتاب القراءات والذي يقال له أيضا كتاب التنزيل والتحريف لأحمد بن
محمد بن سيار السياري ضعيف الحديث، فاسد المذهب، مجفو الرواية، كثير
المراسيل، في كتبه غلو وتخليط (1)، متهالك غال محرف (2)، ضعفه النجاشي والشيخ
الطوسي في الفهرست (3)، ونقل تضعيفه عن الشيخ في الاستبصار (4)، وضعفه محمد بن
الحسن بن الوليد (5) فالرواية ضعيفة.
12. الكافي: عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
عبد الله بن فرقد والمعلى بن خنيس جميعا قالا: كنا عند أبي عبد الله (عليه السلام) ومعنا ربيعة
الرأي، فذكرنا فضل القرآن فقال: إن كان ابن مسعود لا يقرأ على قراءتنا فهو ضال!
فقال ربيعة: ضال؟
فقال: نعم ضال، ثم قال: أما نحن فنقرأه على قراءة أبي (6) (7).
مناقشة السند:
الرواية مجهولة بجهالة عبد الله بن فرقد كما ذهب إليه المجلسي (8) في المرآة وكذا
السيد الخوئي (رحمه الله) (9) هذا بناء على صحة نسخة الكافي المطبوع وأما بناء على تصحيف

1. رجال النجاشي، ص 80، رقم 192؛ الفهرست، ص 66، رقم 70 (بنفس اللفظ).
2. رجال ابن الغضائري، ص 40، رقم 11؛ معجم رجال الحديث، ج 2، ص 283، رقم 871.
3. الفهرست، ص 66، رقم 70.
4. معجم رجال الحديث، ج 2، ص 283، رقم 871 وراجع الاستبصار، ج 1، ص 237 (ح 846).
5. رجال النجاشي، ص 348، رقم 939 في ترجمة محمد بن أحمد بن يحيى.
6. الظاهر على قراءة أبيه، وليس كما توهم محقق وسائل الشيعة في أنه على قراءة أبي بن كعب؛ لأنهم (عليهم السلام) يقرؤون
القرآن كما أنزل.
7. الكافي، ج 2، ص 634 (ح 47)؛ وسائل الشيعة، ج 6، ص 163 (ح 7633)؛ الوافي، ج 9، ص 1776.
8. مرآة العقول، ج 12، ص 524.
9. معجم رجال الحديث، ج 10، ص 275، رقم 7050؛ المفيد من معجم الحديث، ص 343.
189

عبد الله والصحيح داوود كما عليه الشيخ الحر فالرواية صحيحة.
13. تفسير فرات الكوفي: حدثني الحسين بن سعيد معنعنا، عن المعلى بن
خنيس قال: سمعت أبا عبد الله جعفر الصادق (عليه السلام) يقول: الكبائر سبع فينا نزلت، ومنا
استحلت، فأكبر الكبائر الشرك بالله، وقتل النفس التي حرم الله، وقذف المحصنة
وعقوق الوالدين، وأكل مال اليتيم، والفرار من الزحف، وإنكار حقنا.
فأما الشرك بالله فقد أنزل الله فينا ما أنزل، وقال النبي فينا ما قال فكذبوا [و: ب]
أهل بيته.
و [أما: ب، أ] قذف المحصنة فقد قذفوا فاطمة [بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) على منابرهم
أ، ب].
و [أما: أ، ب] عقوق الوالدين فقد عقوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) [النبي: ر] في ذريته.
و [أما: أ، ب] أكل مال اليتيم، فقد منعوا حقنا من كتاب الله.
و [أما: أ، ب] الفرار من الزحف فقد [أعطوا أمير المؤمنين بيعته طائعين غير
كارهين ثم: ب، أ] فروا عنه وخذلوه.
و [أما: ب، أ] إنكار حقنا، فوالله ما يتعاجم في هذا أحد.
مناقشة السند:
لم نجد لفرات الكوفي ذكرا في كتب تراجم الرواة. ولم نعرف نسبه من هو فرات
الكوفي، فكيف يصح الركون إلى مروياته!
190

الفصل الثالث
ما انفرد عن المعلى بن خنيس
الرواية الأولى: اشتهار السحر في الهند:
1. الكافي: عن محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، وعدة من أصحابنا، عن
سهل بن زياد جميعا، عن علي بن حسان، عن علي بن عطية الزيات، عن المعلى بن
خنيس قال: سألت الإمام أبا عبد الله (عليه السلام) عن النجوم أحق هي؟
فقال: نعم، إن الله عز وجل بعث المشتري إلى الأرض في صورة رجل، فأخذ رجلا من
العجم فعلمه النجوم حتى ظن أنه بلغ، ثم قال له: انظر أين المشتري؟
فقال: " ما أراه في الفلك وما أدري أين هو " قال: فنحاه.
وأخذ بيد رجل من الهند فعلمه، حتى ظن أنه بلغه وقال: انظر إلى المشتري أين هو؟
فقال: في حسابي ليدل على أنك أنت المشتري.
قال: وشهق شهقة، فمات وورث علمه أهله، فالعلم هناك (1).
مناقشة السند:
الحديث ضعيف السند بسلمة بن الخطاب، وسهل بن زياد، وقد ضعفه المجلسي في

1. الكافي، ج 8، ص 330 (ح 507)؛ وسائل الشيعة، ج 17، ص 142 (ح 22197)؛ بحار الأنوار، ج 55، ص 271.
191

مرآة العقول، وقال: الحديث ضعيف (1)، وضعفه الشعراني في تعليقة على شرح الكافي
لمحمد صالح المازندراني (2).
دراسة الرواية:
يظهر من سياق الرواية أنها من الموضوعات، وضعت عن المعلى بن خنيس،
ونسبت إلى الإمام الصادق (عليه السلام)، ومثل هذه الترهات تحل لدى بعض الذين يجعلون
أنفسهم في موضع الجواب عن كل شيء، ومن بينها تفسير بعض الظواهر الطبيعية،
أو علل اختصاص بعض البلدان والشعوب بأمر معروف عنهم، كاشتهار السحر
والتنجيم في الهند، فقد سعى هذا الوضاع أن يجيب على سبب اختصاص الهند
بالسحر والتنجيم، فوضع هذه القصة في كيفية التعلم والاختصاص، ومن الوهلة
الاولى بالنظر إلى مفاد الرواية يتضح وضعها واختلاقها، فكيف يبعث الله الكواكب
السيارة على شكل بشر بمهمة تعليمية تخالف حكمته!! فالله تعالى جعل الملائكة
واسطة بينه وبين البشر كجبريل، وقصة هاروت وماروت، وهل يصح أن سبب
السحر والتنجيم بهذه الطريقة، وهو يقص علينا قصة الملكين هاروت وماروت في
قوله تعالى: (واتبعوا ما تتلوا الشيطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن
الشيطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هروت ومروت وما
يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون بهى بين المرء
وزوجه وما هم بضارين بهى من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد
علموا لمن اشتر له ما لهو في الآخرة من خلق ولبئس ما شروا بهى أنفسهم لو كانوا
يعلمون) (3).

1. مرآة العقول، ج 26، ص 457.
2. شرح الكافي، ج 12، ص 464 (ح 507).
3. سورة البقرة، الآية 102.
192

وأن السحر من عمل الشياطين، وما جاء به هاروت وماروت لإبطال السحر
على قول بعض المفسرين (1)، وليس من قبل الله سبحانه وبواسطة المشتري، ونزوله
على شكل رجل مع أعجمي، وأخرى في الهند.
وهذه الأسطورة تنسجم مع عقائد البابليين، وبعد أن عرفت أحد مهابط السحر
ببابل كما في قصة الملكين هاروت وماروت.
وقال الشعراني مشيرا إلى ذلك في تعليقته على شرح الكافي لمحمد صالح
المازندراني: وأما نزول المشتري في صورة رجل مبني اعتقاد البابليين بكون
الكواكب ذات روحانية، وأن روحانيتها تتمثل لمن أراد روح الكواكب (2).
ولعل الوضاع كان عراقيا ومتأثرا بالأفكار البابلية، وقريب من هذا الاعتقاد عند
صابئة العراق وأساطير بلاد الرافدين، كأسطورة ايتنا واينوما ايلش، وكقصة شجرة
الكرز، وقصة سميراميس، وغيرها (3).
الرواية الثانية: خرق الأنهار:
2. في الكافي: عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عبد الله بن أحمد،
عن علي بن النعمان، عن صالح بن حمزة، عن أبان بن مصعب، عن يونس بن ظبيان أو
المعلى بن خنيس قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): مالكم من هذه الأنهار؟
فتبسم وقال: إن الله تعالى بعث جبرئيل وأمره أن يخرق بابهامه ثمانية أنهار في
الأرض منها: سيحان، وجيحان وهو نهر بلخ، والخشوع وهو نهر الشاش، ومهران
وهو نهر الهند، ونيل مصر، ودجلة والفرات، فما سقت أو أستقت فهو لنا، وما كان لنا
فهو لشيعتنا، وليس لعدونا منه شيء إلا ما غصب عليه، وإن ولينا لفي أوسع مما بين

1. مجمع البيان، ج 1، ص 337.
2. شرح أصول الكافي، ج 12، ص 464 (ح 507).
3. عادات وتقاليد الشعوب القديمة، ص 108 - 192.
193

هذه إلى هذه - يعني بين السماء والأرض - ثم تلا هذه الآية: (قل هي للذين آمنوا في
الحيوة الدنيا) المغصوبين عليها (خالصة) لهم (يوم القيمة) (1) بلا غصب (2).
مناقشة السند:
الرواية مجهولة السند؛ لجهالة محمد بن عبد الله بن أحمد وصالح بن حمزة
وأبان بن مصعب.
وقال المجلسي: ضعيف (3).
وتردد الراوي بين روايتها عن يونس بن ظبيان المتهم بالغلو والوضع، أو عن
المعلى بن خنيس، وهي أقرب لروايات الغلاة والقصاصين.
دراسة الرواية:
انحصرت الرواية بالطريق المتقدم عن الإمام الصادق (عليه السلام)، ولم نجد لها نظيرا في
الأخبار عن علة حدوث الأنهار، وإن وجدنا ما هو قريب من ذيل الرواية،
وما للأئمة من الولاية في روايات أخرى.
ويظهر من صدر الرواية الوضع والاختلاق لضعف سندها، وما في دلالتها من
مخالفة لحقائق دينية وعلمية طبيعية؛ لأن ليس من مهمة جبرئيل خرق الأنهار
وإقامة الجبال، وإنما هو ملك مقرب مكلف بمهمة نقل الرسالات والواسطة بين الله
والأنبياء، كما أن علوم الطبيعة أجابت عن سبب تكوين الأنهار وفق السنن الكونية
والطبيعية التي أودعها الله تعالى في هذا الكون، التي منها تكوين الأنهار التي تنبع
من الأماكن التي يكثر فيها سقوط الثلوج وهطول الأمطار، ثم تناسب إلى

1. سورة الأعراف، الآية 32.
2. الكافي، ج 1، ص 409 (ح 5)؛ بحار الأنوار، ج 57، ص 46 - 47.
3. مرآة العقول، ج 4، ص 350.
194

المنخفضات لتشكل وديانا وأنهارا، وقد بين علم الجغرافية منابع الأنهار ومجاريها،
كما درس علم طبقات الأرض تغير مجاري الأنهار وآثارها.
وعلى ضوء الحقيقة الدينية في تحديد مهمة جبرئيل، والبديهية الطبيعية في
العلوم الحديثة لتفسير حدوث الأنهار، لا يبقى شك في وصف صدر الرواية المتقدمة
بالوضع والاختلاق.
الرواية الثالثة: أعمال النيروز:
3. في مصباح المتهجد: عن المعلى بن خنيس، عن مولانا الصادق (عليه السلام) في يوم النيروز
قال: إذا كان يوم النوروز فاغتسل والبس أنظف ثيابك، وتطيب بأطيب طيبك، وتكون
ذلك اليوم صائما، فإذا صليت النوافل والظهر والعصر، فصل بعد ذلك أربع ركعات، تقرأ
في أول كل ركعة فاتحة الكتاب وعشر مرات (إنا أنزلناه في ليلة القدر)، وفي الثانية
فاتحة الكتاب وعشر مرات (قل يا أيها الكافرون)، وفي الثالثة فاتحة الكتاب وعشر
مرات (قل هو الله أحد)، وفي الرابعة فاتحة الكتاب وعشر مرات المعوذتين، وتسجد
بعد فراغك من الركعات سجدة الشكر، وتدعو بهذا الدعاء.
" اللهم صل على محمد وآل محمد الأوصياء المرضيين، وعلى جميع أنبيائك
ورسلك بأفضل صلواتك، وبارك عليهم بأفضل بركاتك، وصل على أرواحهم
وأجسادهم، اللهم بارك على محمد وآل محمد، وبارك عليهم بأفضل بركاتك، وصل
على أرواحهم وأجسادهم، اللهم بارك على محمد وآل محمد، وبارك لنا في يومنا هذا
الذي فضلته وكرمته وشرفته وعظمت خطره، اللهم بارك لي فيما أنعمت به علي حتى
لا أشكر أحدا غيرك، ووسع علي في رزقي، يا ذا الجلال والإكرام، اللهم ما غاب عني
[فلا يغيبن عن] عونك وحفظك، وما فقدت من شيء فلا تفقدني عونك عليه، حتى
لا أتكلف ما لا أحتاج إليه، يا ذا الجلال والإكرام " يغفر ذنوب خمسين سنة (1).

1. مصباح المتهجد، ص 790؛ مفاتيح الجنان، ص 494 - 495؛ يوم النيروز في مصادر الفقه والحديث، ص 7 - 8،
ولقد اعتمدنا عليه في بحثنا عن أعمال النيروز وفضائله.
195

مناقشة السند:
الرواية مرسلة أرسلوها اعتمادا على قاعدة التسامح في أدلة السنن، ولم نجد لهذه
الرواية ذكرا في المصادر الحديثية للقدماء، وأقدم مصدر ذكرها كما قال ابن إدريس
الحلي في السرائر (1)، والحر العاملي في الوسائل (2)، والمجلسي في البحار (3)، عن مصباح
المتهجد أو مختصره للشيخ محمد بن الحسن الطوسي، ولما راجعنا كتاب المصباح
المطبوع لم نجد لهذه الرواية ذكرا رغم اعتماد المحققين على عدة نسخ خطية أشار
إلى بعضها الشيخ مرواريد في تحقيقه وطبعه للمصباح.
ثم راجعنا الطبعات الحجرية للكتاب فوجدنا الرواية في حاشية آخر صفحة من
الكتاب، وهي التي عليها تخريج أكثر من أشار إلى وجود الرواية في المصباح، وهذا ما
يبعث الشك في أن الشيخ الطوسي هو الذي أثبت تلك الرواية في المصباح، وحتى
لو كان هو الذي ذكرها، فذكره لها بالهامش دليل على عدم اهتمامه بها، لتكون جزءا
من متن الكتاب، ولعلها أضيفت بأيدي النساخ، فجعلوها في الهامش؛ لكيلا تختلط في
الكتاب، وكيف كان فالرواية مرسلة، فلا يمكن القطع بصدورها عن الإمام المعصوم.
دراسة الخبر:
بعد القطع بإرسال الخبر، والشك في ثبوته في المصباح، والعلم أن قاعدة التسامح في
أدلة السنن التي أجاز بعض العلماء الأصوليين العمل بها اعتمادا على روايات " من
بلغه " لا تثبت الصدور، وإنما تثبت الثواب والعمل بها.
فالرواية بناء على قاعدة التسامح في أدلة السنن يصح العمل بها - على رأى
البعض - كما لا يمكن القطع في صدورها عن الإمام.

1. السرائر، ج 1، ص 315.
2. وسائل الشيعة، ج 3، ص 335 (ح 3805) وج 8، ص 172 (ح 10338) وج 10، ص 46 (ح 13866).
3. بحار الأنوار، ج 59، ص 101 وج 81، ص 21.
196

ولما كان ظهور الرواية في القرن الخامس أو السادس بناء على الشك في ثبوتها في
المصباح لم ينقلها أحد المحدثين في كتبهم قبل المصباح وبعده بسند آخر، وذكرها
الحر العاملي عن المصباح في الوسائل، وقطعها إلى ثلاثة أقسام حسب الحاجة إليها في
أبواب كتابه، فقد ذكر قسم منها في كتاب الطهارة، والآخر في كتاب الصلاة، وثالثا في
كتاب الصوم، ونقلها المجلسي في بحار الأنوار موزعة على تلك الأبواب.
كما لم يفت بها أحد من فقهاء مدرسة قم، ومدرسة بغداد، وحتى الشيخ الطوسي،
ولم ينقلها أحد منهم في كتبه.
وأول من أفتى بمفادها مع الإشارة إلى مصدرها الشيخ ابن إدريس الحلي
(ت - 595 ه‍) (1)، ومن بعده دخل هذا الخبر في فتوى العلماء، وانتقل من كتب
الأدعية إلى فتواهم.
فقد أفتى باستحباب غسل النيروز كل من الشهيد الأول في البيان والدروس
والذكرى واللمعة (2)، ويحيى بن سعيد الحلي في الجامع للشرائع (3)، والعلامة الحلي
في القواعد (4)، وابن فهد في المهذب (5)، والشهيد الثاني في المسالك وشرح اللمعة (6)،
والبهائي في الجامع العباسي والحبل المتين (7)، والفاضل الهندي في كشف اللثام وقال:
" وتعينه من السنة غامض " (8). والشيخ صاحب الجواهر في الجواهر وقال: " أما
غسل يوم النيروز فعلى المشهور بين المتأخرين، بل لم أعثر على مخالف فيه لخبر

1. السرائر، ج 1، ص 315.
2. البيان، ص 4؛ والدروس، ص 2؛ والذكرى، ص 23؛ اللمعة الدمشقية، ص 34.
3. الجامع للشرائع، ص 33.
4. القواعد، ج 1، ص 3.
5. المهذب، ج 1، ص 191.
6. المسالك، ج 1، ص 177؛ شرح اللمعة، ج 1، ص 316.
7. الجامع العباسي، ص 11؛ الحبل المتين، ص 80.
8. الحدائق، ج 4، ص 212.
197

المعلى بن خنيس عن الصادق المروي عن المصباح ومختصره " (1).
والشيخ يوسف البحراني عده من الأغسال المستحبة في الحدائق، ونقل قول
ابن فهد في تعيين يوم النيروز حيث قال: " يوم النوروز يوم جليل القدر، وتعينه من
السنة غامض ". ثم قال البحراني معلقا: " ولا يخفى ما فيه على الفطن النبيه، فإن
إثبات الأحكام الشرعية بأمثال هذه الوجوه التخريجية الوهمية لا يخلو من
مجازفة، سيما مع ما فيها من الاختلال الذي لا يخفى على من خاض بحار
الاستدلال، وليس في التعرض لنقضها كثير فائدة مع ظهور الحال فيما ذكرناه،
ولا أعرف دليلا شرعيا ولا مستندا مرعيا غير مجرد اتفاق الناس على ذلك " (2).
وأفتى علماء مدرسة الخلفاء بكراهة إفراد صوم النيروز؛ لأنه تشبه بالمجوس (3).
وبعد هذا تبين أن الرواية مرسلة ولا وجود لها في كتب القدماء، وأول من أفتى
بها ابن إدريس اعتمادا على رواية المعلى المنفردة، وبناء على قاعدة التسامح في
أدلة السنن، ومثله أفتى بعض المتأخرين، وادعى صاحب الجواهر عدم وجود
المخالف، وقد تقدم كلام صاحب الحدائق في وجه المخالف، وقد أفتى علماء
مدرسة الخلفاء بكراهة الصوم فيه؛ لأنه تشبه بالمجوس.
وكيف كان فإن الكلام يقع في أمور نشير إليها من دون بحث ومناقشة لكيلا
يطول بنا المقام، ونخرج من طبيعة البحث في الكتاب.
أولا: إن رواية النيروز مرسلة ولم يروها أحد من القدماء والمحدثين.
ثانيا: الشك في ثبوت النص بالمصباح ومختصره بعد عدم ذكره في طبعات
المصباح، وذكرها في هامش الطبعة الحجرية.
ثالثا: على القول برد قاعدة التسامح في أدلة السنن لا يمكن العمل بها.

1. الجواهر، ج 5، ص 40.
2. الحدائق، ج 4، ص 212.
3. بدائع الصنائع، ج 2، ص 79؛ المغني، ج 3، ص 99.
198

رابعا: على القول بالقاعدة، فإنها تثبت الثواب لا تثبت الصدور، بإجماع
القائلين بها.
خامسا: قول البحراني في الحدائق بعدم إثبات الأحكام الشرعية بتلك
الوجوه الوهمية.
سادسا: القول بأن تلك الأعمال تشبه بالمجوس، وعليه بعض علماء مدرسة
الخلفاء، ومثله في المناقب عن الإمام الكاظم، وسوف ندرس تلك الرواية في بحث
فضائل النيروز.
الرواية الرابعة: فضائل النيروز:
4. في بحار الأنوار: رأيت في بعض الكتب المعتبرة. روى فضل الله بن علي بن
عبيد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن محمد بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن
محمد بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب - تولاه الله
في الدارين بالحسنى - عن أبي عبد الله جعفر بن محمد بن أحمد بن العباس
الدوريستي، عن أبي محمد جعفر بن أحمد بن علي المونسي القمي، عن علي بن
بلال، عن أحمد بن محمد بن يوسف، عن حبيب الخير، عن محمد بن حسين
الصائغ، عن أبيه، عن المعلى بن خنيس قال: دخلت على الصادق جعفر بن
محمد (عليه السلام) يوم النوروز فقال (عليه السلام): أتعرف هذا اليوم؟ قلت: جعلت فداك! هذا يوم تعظمه العجم وتتهادى فيه.
فقال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): والبيت العتيق الذي بمكة ما هذا إلا لأمر قديم
أفسره لك حتى تفهمه.
قلت: يا سيدي، إن علم هذا من عندك أحب إلي من أن يعيش أمواتي
وتموت أعدائي.
فقال: يا معلى، إن يوم النيروز هو اليوم الذي أخذ الله فيه مواثيق العباد أن
199

يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وأن يؤمنوا برسله وحججه، وأن يؤمنوا بالأئمة (عليهم السلام)، وهو
أول يوم طلعت فيه الشمس، وهبت به الرياح، وخلقت فيه الزهرة الأرض وهو يوم
الذي استوت فيه سفينة نوح على الجودى، وهو اليوم الذي أحيا الله فيه الذين
خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت، فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم.
وهم اليوم الذي نزل فيه جبرئيل على النبي (صلى الله عليه وآله)، وهو اليوم الذي حمل فيه
رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين (عليه السلام) على منكبيه حتى رمى أصنام قريش من فوق البيت
الحرام فهشمها، وكذلك إبراهيم (عليه السلام)، وهو اليوم الذي أمر النبي (صلى الله عليه وآله) أصحابه أن يبايعوا
عليا (عليه السلام) بإمرة المؤمنين، وهو اليوم الذي وجه النبي (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام) إلى وادي الجن يأخذ
عليهم البيعة له، وهو اليوم الذي بويع لأمير المؤمنين (عليه السلام) في البيعة الثانية، وهو اليوم
الذي ظفر فيه بأهل النهروان وقتل فيه ذا الثدية، وهو اليوم الذي يظهر فيه قائمنا
وولاة الأمر، وهو اليوم الذي يظفر فيه قائمنا بالدجال فيصلبه على كناسة الكوفة،
وما من يوم نيروز إلا ونحن نتوقع فيه الفرج، لأنه من أيامنا، وأيام شيعتنا، حفظته
العجم وضيعتموه أنتم.
وقال: إن نبيا من الأنبياء سأل ربه كيف يحيي هؤلاء القوم الذين خرجوا؟
فأوحى الله إليه أن يصب الماء عليهم في مضاجعهم في هذا اليوم، وهو أول يوم من
سنة الفرس، فعاشوا وهم ثلاثون ألفا، فصار صب الماء في النيروز سنة.
فقلت: يا سيدي، ألا تعرفني فداك أسماء الأيام الفارسية؟
فقال (عليه السلام): يا معلى هي أيام قديمة من الشهور القديمة، كل شهر ثلاثون يوما
لا زيادة فيه ولا نقصان.
فأول يوم من كل شهر (هرمز (1) روز) اسم من أسماء الله تعالى خلق الله U

1. يبدأ الراوي بتعريف اليوم وقول الفرس فيه، وبعده قول الإمام الصادق (عليه السلام)، لتظهر الموافقة والانسجام بينهما في
تفسير محاسن الأيام ومساوئها، وقد نسي أنه يريد أن ينقل حديث الإمام يوم النيروز وأيام الفرس، فجعل
تعريفه لليوم وقول الفرس فيه في متن الرواية، وهذه أول الملاحظات في متن الرواية وعرضها.
200

فيه آدم (عليه السلام).
تقول الفرس: إنه يوم جيد صالح للشرب وللفرح.
ويقول الصادق: إنه يوم سعيد مبارك، يوم سرور، تكلموا فيه مع الأمراء
والكبراء، واطلبوا فيه الحوائج، فإنها تنجح بإذن الله، ومن ولد فيه يكون مباركا،
وادخلوا فيه على السلطان، واشتروا فيه وبيعوا، وزارعوا، واغرسوا وابنوا، وسافروا،
فإنه يوم مختار يصلح لجميع الأمور، وللتزويج، ومن مرض فيه يبرأ سريعا، ومن
ضلت له ضالة وجدها إن شاء الله.
الثاني: (بهمن روز) يوم صالح صاف، خلق الله فيه حواء (عليها السلام)، وهو ضلع من
أضلاع آدم (عليه السلام)، وهو اسم الملك الموكل بحجب القدس والكرامة.
تقول الفرس: إنه يوم صالح مختار.
ويقول الصادق (عليه السلام): إنه يوم مبارك تزوجوا فيه، وأتوا أهاليكم من أسفاركم،
وسافروا فيه، واشتروا، وبيعوا، واطلبوا فيه الحوائج في كل نوع، وهو يوم مختار،
ومن مرض فيه من أول النهار يكون مرضه خفيفا، ومن مرض آخره اشتد مرضه
وخيف من موته في ذلك المرض.
الثالث: (أردي بهشت روز) اسم الملك الموكل بالشفاء والسقم.
يقول الفرس: إنه يوم ثقيل.
ويقول الصادق: إنه يوم نحس مستمر، فاتقوا فيه الحوائج وجمع الأعمال،
ولا تدخلوا فيه على السلطان، ولا تبيعوا، ولا تشتروا، ولا تزوجوا، ولا تسألوا فيه
حاجة، ولا تكلفوها أحد، واحفظوا أنفسكم، واتقوا أعمال السلطان، وتصدقوا ما
أمكنكم، فإنه من مرض فيه خيف عليه، وهو اليوم الذي أخرج الله عز وجل فيه آدم وحواء
من الجنة، وسلبا فيه لباسهما، ومن سافر فيه قطع عليه أبدا.
الرابع: (شهريور روز) اسم الملك الذي خلقت فيه الجواهر عنه، ووكل بها، وهو
201

موكل ببحر الروم.
وتقول الفرس: إنه يوم مختار.
ويقول الصادق: إنه يوم مبارك، ولد فيه هابيل بن آدم، وهو صالح للتزويج،
وطلب الصيد في البر والبحر، ومن ولد فيه يكون رجلا صالحا مباركا ومحببا إلى
الناس، إلا إنه لا يصلح في السفر، ومن سافر فيه خاف القطع، ويصيبه بلاء وغم،
ومن مرض فيه يبرأ سريعا إن شاء الله تعالى.
الخامس: (اسفنديار مذ روز) اسم الملك الموكل بالأرضين.
يقول الفرس: إنه يوم ثقيل.
ويقول الصادق: إنه يوم نحس رديء، ولد فيه قابيل بن آدم، وكان ملعونا كافرا.
وهو الذي قتل أخاه ودعا بالويل والثبور على أهله، وأدخل عليهم الغم والبكاء
فاجتنبوه، فإنه يوم شؤم ونحس ومذموم، ولا تطلبوا فيه حاجة، ولا تدخلوا فيه
على السلطان، وادخلوا في منازلكم، واحذروا فيه كل الحذر من السباع والحديد.
السادس: (خرداد روز) اسم الملك الموكل بالجبال.
تقول الفرس: إنه يوم خفيف.
ويقول الصادق: إنه يوم مبارك صالح لتزويج، ولطلب الحوائج، لكل ما يسعى
فيه من الأمر في البر والبحر والصيد فيهما، وللمعاش وكل حاجة، ومن سافر فيه
رجع إلى أهله سريعا بكل ما يحبه ويريده، وبكل غنيمة، فجدوا في كل حاجة
تريدونها فيه، فإنها مقضية إن شاء الله تعالى.
السابع: (مرداد روز) اسم الملك الموكل بالناس وأرزاقهم.
يقول الفرس: إنه يوم جيد.
ويقول الصادق: إنه يوم سعيد مبارك، اعملوا فيه جميع ما شئتم من السعي في
حوائجكم، من البناء والغرس والذرو والزرع، ولطلب الصيد، والدخول على
202

السلطان، والسفر فإنه يوم مختار يصلح لكل حاجة إن شاء الله تعالى.
الثامن: (ديبار روز) اسم من أسماء الله تعالى.
تقول الفرس: إنه يوم جيد.
ويقول الصادق: إنه يوم مبارك لكل حاجة يسعى فيها، وللشراء والبيع والصيد
ما خلا السفر، فاتقوا فيه، ومن مرض فيه يبرأ سريعا، وادخلوا فيه على السلطان
وغيره، فإنه يقضي فيه الحوائج، ومن دخل فيه على السلطان لحاجة فليسأله فيها.
التاسع: (آذر روز) اسم الملك الموكل بالنيران يوم القيامة.
تقول الفرس: إنه يوم خفيف.
ويقول الصادق: إنه يوم صالح خفيف سعيد مبارك من أول النهار إلى آخر النهار،
يصلح للسفر ولكل ما تريد، ومن سافر فيه رزق مالا كثيرا، ويرى في سفره كل
خير، ومن مرض يبرأ سريعا، ولا يناله في علته مكروه إن شاء الله تعالى، فاطلبوا
الحوائج فيه فإنها تقضى لكم بمشيئة الله تعالى وتوفيقه.
العاشر: (آبان روز) اسم الملك الموكل بالبحر والمياه.
تقول الفرس: إنه يوم ثقيل.
ويقول الصادق: إنه يوم صالح لكل شيء ما خلا الدخول على السلطان، وهو
اليوم الذي ولد فيه نوح (عليه السلام)، ومن ولد فيه يكون مرزوقا من معاشه، ولا يصيبه ضيق،
ولا يموت حتى يهرم، ولا يبتلى بفقر، ومن فر فيه من السلطان أو غيره أخذ، ومن
ضلت له ضالة وجدها، وهو جيد للشراء والبيع والسفر، ومن مرض فيه يبرأ سريعا
إن شاء الله تعالى.
الحادي عشر: (خور روز) اسم الملك الموكل بالشمس.
يقول الفرس: إنه يوم ثقيل مثل اسمه.
ويقول الصادق: إنه اليوم الذي ولد فيه شيت بن شيث بن آدم (عليه السلام)، والنبي (صلى الله عليه وآله)، وهو
203

يوم صالح للشراء والبيع، ولجميع الأعمال والحوائج وللسفر، ما خلا الدخول على
السلطان فإنه لا يصلح، والتواري عنه فيه أصلح من الدخول عليه، فاجتنبوا فيه
ذلك، ومن ولد فيه يكون مباركا مرزوقا في معاشه، طويل العمر، ولا يفتقر أبدا،
فاطلبوا فيه حوائجكم ما خلا السلطان.
الثاني عشر: (ماه روز) اسم الملك الموكل بالقمر.
يقول الفرس: إنه يوم خفيف يسمى (روز به).
ويقول الصادق: إنه يوم صالح جيد مختار يصلح لكل شيء تريدونه مثل اليوم
الحادي عشر، ومن ولد فيه يكون طويل العمر، فاطلبوا فيه حوائجكم، وادخلوا
على السلطان في أوله، ولا تدخلوا في آخره.
الثالث عشر: (تيرروز) اسم الملك الموكل بالنجوم.
يقول الفرس: إنه يوم ثقيل شؤمي جدا.
ويقول الصادق: إنه يوم نحس مستمر، فاتقوه في جميع الأعمال ما استطعتم،
ولا تقصدوا ولا تطلبوا فيه الحاجة أصلا، ولا تدخلوا فيه على السلطان وغيره
جهدكم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
الرابع عشر: (جوش روز) اسم الملك الموكل بالبشر والأنعام والمواشي.
يقول الفرس: إنه يوم خفيف.
ويقول الصادق: إنه يوم جيد صالح لكل عمل وأمر يراد، ويحمد فيه لقاء
الأشراف والعلماء ولطلب الحوائج، ومن يولد فيه يكون حسن الكمال مشغوفا
بطلب العلم، ويعمر طويلا يكثر ماله في آخر عمره، ومن مرض فيه يبرأ
بمشيئة الله عز وجل.
الخامس عشر: (ديمهر روز) اسم من أسماء الله تعالى.
تقول الفرس: إنه يوم خفيف.
204

ويقول الصادق: إنه يوم صالح مبارك لكل عمل؛ ولكل حاجة تريدها، إلا إنه من
يولد فيه يكون به خرس أو لتغة، فاطلبوا فيه الحوائج فإنها تقضى إن شاء الله.
السادس عشر: (مهر روز) اسم الملك الموكل بالرحمة.
تقول الفرس: إنه يوم خفيف جيد جدا.
ويقول الصادق: إنه يوم منحوس رديء مذموم، فلا تطلبوا فيه حوائجكم،
ولا تسافروا فيه، فإنه من سافر فيه هلك، ومن ولد فيه يكون لابد مجنونا، ومن
مرض فيه لا يكاد ينجو، فاجهدوا في ترك طلب الحوائج والحركة، فإنها وإن قضيت
تقضى بمشقة، وربما لم يتم فيها المراد، فاتقوا ما استطعتم وتصدقوا فيه.
السابع عشر: (نمروش روز) اسم الملك الموكل بخراب العالم، وهو جبرئيل (عليه السلام).
يقول الفرس: إنه يوم مختار خفيف متوسط.
ويقول الصادق: إنه يوم صالح لكل ما يراد، جيد موافق صاف، مختار لجميع
الحوائج، فاطلبوا فيه ما شئتم، وتزوجوا وبيعوا واشتروا، وازرعوا وابنوا وادخلوا
على السلطان وغيره، فإن حوائجكم تقضى بمشيئة الله تعالى.
الثامن عشر: (رش روز) اسم الملك الموكل بالنيران.
يقول الفرس: إنه يوم خفيف.
ويقول الصادق: إنه يوم مختار جيد، مبارك صالح للسفر والزرع وطلب الحوائج
والتزويج، وكل أمر يراد، ومن خاصم فيه عدوه أو خصمه غلب عليه وظفره فيه
بقدرة الله تعالى.
التاسع عشر: (فروردين روز) اسم الملك الموكل بأرواح الخلائق وقبضها.
يقول الفرس: إنه يوم ثقيل.
ويقول الصادق: إنه يوم مختار، صالح جيد للسفر والتزويج وطلب الحوائج،
ومن خاصم فيه عدوا ظفر به وغلبه بقدرة الله تعالى، ويصلح لكل عمل، وهو اليوم
205

الذي ولد فيه إسحاق النبي (صلى الله عليه وآله)، وهو يوم مبارك يصلح لكل ما تريد، ومن يولد فيه
يكون مباركا إن شاء الله تعالى.
العشرون: (بهرام روز) اسم الملك الموكل بالنصر والخذلان في الحرب.
يقول الفرس: إنه يوم خفيف.
ويقول الصادق: إنه يوم صالح جيد مختار صاف، يصلح لطلب الحوائج والسفر
خاصة، والبناء والتزويج والعرس والدخول على السلطان وغيره فيه، فإنه يوم
مبارك يصلح إن شاء الله تعالى.
الحادي والعشرون: (رام روز) اسم الملك الموكل بالفرج والسرور.
تقول الفرس: إنه يوم جيد يتبرك به.
ويقول الصادق: إنه يوم نحس مستمر، وهو يوم إهراق الدماء، فاتقوا فيه ما
استطعتم، ولا تطلبوا فيه حاجة، ولا تنازعوا فيه خصما، ومن يولد فيه يكون
محتاجا فقيرا في أكثر أمره ودهره، ومن سافر فيه لم يربح وخيف عليه.
الثاني والعشرون: (باد روز) اسم الملك الموكل بالرياح.
يقول الفرس: إنه يوم ثقيل.
ويقول الصادق: إنه يوم مختار جيد، صاف يصلح لكل حاجة تريدها، فاطلبوا
فيه الحوائج فإنه يوم جيد خاصة للشراء والبيع، وللصدقة فيه ثواب جزيل جليل
عظيم، ومن يولد فيه يكون مباركا محبوبا، ومن مرض فيه يبرأ سريعا، ومن سافر
فيه يخصب ويرجع إلى أهله معافى سالما، ومن دخل فيه إلى السلطان بلغ محابة
ووجد عنده نجاحا لما قصد له.
الثالث والعشرون: (دبيدين روز) اسم الملك الموكل بالنوم واليقظة.
يقول الفرس: إنه يوم خفيف.
ويقول الصادق: إنه يوم مختار، ولد فيه يوسف (عليه السلام)، يصلح لكل أمر وحاجة،
206

ولكل ما تريدونه، وخاصة للتزويج والتجارات كلها، والدخول على السلطان،
والتماس الحوائج، ومن يولد فيه يكون مباركا صالحا، ومن سافر فيه يغنم ويجد
خيرا بمشيئة الله عز وجل.
الرابع والعشرون: (دين روز) اسم الملك الموكل بالسعي والحركة.
يقول الفرس: إنه يوم خفيف جيد.
ويقول الصادق: إنه يوم منحوس، ولد فيه فرعون - لعنه الله - وهو يوم عسر نكد،
فاتقوا فيه ما استطعتم، ومن سافر فيه مات في سفره.
وفي نسخة اخرى: ومن يولد فيه يموت في سفره أو يقتل أو يغرق، ويكون مدة
عمره محزونا مكدودا نكدا، ولا يوفق لخير، ومن مرض فيه طال مرضه، ولا يكاد
ينتفع بمقصد ولو جهد جهده.
الخامس والعشرون: (أرد روز) اسم الملك الموكل بالجن والشياطين.
يقول الفرس: إنه يوم ثقيل.
ويقول الصادق: إنه يوم نحس، رديء، مذموم، وهو اليوم الذي أصاب فيه أهل
مصر سبعة أضرب من الآفات، وهو يوم شديد البلاء، ومن مرض فيه لم يكد ينج
ولا يبرأ، ومن سافر فيه لا يرجع ولا يربح، فلا تطلبوا فيه الحاجة، واحفظوا فيه
أنفسكم، واحترزوا واتقوا فيه جهدكم.
السادس والعشرون: (أشتاد روز) اسم الملك الموكل الذي خلق عند
ظهور الدين.
تقول الفرس: إنه يوم جيد.
ويقول الصادق: إنه يوم صالح مبارك، ضرب فيه موسى (عليه السلام) البحر فانفلق، يصلح
لكل حاجة ما خلا التزويج والسفر، واجتنبوا فيه ذلك، فإنه من تزوج فيه لم يتم
أمره، ويفارق أهله وفرق بينهما، ومن سافر فيه لم يصلح ولم يربح ولم يرجع،
207

وعليكم بالصدقة فإن المنفعة بها وافرة، ولمضاره دافعة بمشيئة الله وعونه.
السابع والعشرون: (آسمان روز) اسم الملك الموكل بالقضاء بين الخلق بالسماوات.
تقول الفرس: إنه يوم مختار.
ويقول الصادق: إنه يوم جيد مختار يصلح لطلب الحوائج، ولكل شيء تريده،
ومن يولد فيه يكون جميلا حسنا مليحا، وهو جيد للبناء والزرع والشراء والبيع
والدخول على السلطان، فاعملوا ما شئتم واسعوا في حوائجكم.
الثامن والعشرون: (رامياد روز) اسم الملك الموكل بالقضاء بين الخلق.
تقول الفرس: إنه يوم ثقيل منحوس.
ويقول الصادق: إنه يوم سعيد مبارك ممدوح، ولد فيه يعقوب النبي (عليه السلام)،
يصلح للسفر ولجميع الحوائج، ومن يولد فيه يكون مرزوقا محببا إلى أهله،
محسنا إليهم، إلا أنه يصيبه الغموم والهموم، ويبتلى في آخر عمره، ولا يؤمن
عليه من ذهاب بصره.
التاسع والعشرون: (مهر اسفند روز) اسم الملك الموكل بالأفنية والأزمان
والعقول والأسماع والأبصار.
تقول الفرس: إنه يوم جيد.
ويقول الصادق: إنه يوم مختار جيد يصلح لكل حاجة ما خلا الكاتب، فإنه
يكره له ذلك، ولا أرى له أن يسعى لحاجة فيه إن قدر على ذلك، ومن مرض فيه
يبرأ سريعا، ومن سافر فيه أصاب مالا كثيرا إلا من كان كاتبا فإنه يكره له ذلك،
ولا أرى السعي في حاجته إن قدر عليه، ومن أبق له فيه آبق رجع إليه سريعا،
ومن ضلت له ضالة وجدها.
الثلاثون: (أنيران روز) اسم الملك الموكل بالأدوار والأزمان، يتبرك في الفرس.
ويقول الصادق: إنه يوم مختار جيد صالح لكل شيء، وهو اليوم الذي ولد فيه
208

إسماعيل بن إبراهيم - صلوات الله عليهما وعلى ذريتهما وعلى آلهما - يصلح لكل
شيء ولكل حاجة، من شراء وبيع وزرع وغرس وتزويج وبناء، ومن مرض فيه يبرأ
سريعا إن شاء الله.
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): من ولد فيه يكون حكيما حليما صادقا مباركا مرتفعا
أمره ويعلو شأنه، ويكون صادق اللسان صاحب وفاء، ومن أبق له فيه آبق وجده،
ومن ضلت له فيه ضالة وجدها إن شاء الله تعالى (1) (2).
مناقشة السند:
الرواية ضعيفة لجهالة الكتب المعتبرة التي اعتمد عليها الشيخ المجلسي، وجهالة
طريق فضل الله الراوندي (المتوفى سنة 570 ه‍) إلى كتب الدوريستي في القرن
الخامس الهجري؛ لأن بينهما قرن من الزمن.
وفقدان كتب الدوريستي للتحقيق من وجود الرواية فيها يبقي الشك قائما في
صحة نسبة الرواية إلى كتبه، كما أن هذه الرواية لم ينقلها أحد من معاصري
الدوريستي، أضف إلى ذلك عدم ثبوت نسبتها لفضل الله الراوندي لفقدان كتابه
أيضا، ولو كانت بهذه الأهمية التي ذكرها المجلسي والنيلي وغيرهم لذكرت، أو نقل
جزءا منها في كتب الحديث.
ولما كان ظهور الرواية في القرن الثامن على يد علي بن محمد بن عبد الحميد
النيلي في عصر السيطرة المغولية التي ساد في ظلها الاهتمام بالتنجيم والسحر

1. بحار الأنوار، ج 56، ص 91 نقل الشيخ المجلسي تمام الخبر فيه، كما قطع الخبر في سائر أبواب البحار حسب
المناسبة، فذكر أجزاء الرواية في الأجزاء التالية من بحاره، ج 5، ص 237 وج 11، ص 342 وج 12، ص 43
و ج 13، ص 148 وص 386 وج 18، ص 91 وص 214 وج 32، ص 35 وج 37، ص 108 وج 38، ص 86
و ج 39، ص 177 وج 52، ص 276 و 308، ونقل جزءا من الخبر كل من ابن فهد في المهذب، ج 1، ص 191،
والهندي في كشف اللثام، ج 1، ص 11؛ صاحب الجواهر في جواهره الكلام، ج 5، ص 40.
2. بحار الأنوار، ج 56، ص 91 - 100.
209

والتصوف، وإحياء اللغة الفارسية، وأيام الفرس وأعيادهم وفلسفتهم. جاز لنا أن
نحكم بأنها من موضوعات تلك العصر، وتنسب إلى المعلى عن الإمام الصادق (عليه السلام)
بسند واه فيه من المجاهيل أبو محمد جعفر بن أحمد بن علي المونسي القمي،
وأحمد بن محمد بن يوسف، وحبيب الخير. الذين لم يكن لهم ذكر في كتب
الرجال، ولم نجد لهم غير هذه الرواية في كتب الحديث (1).
ومن الضعفاء محمد بن الحسين الصائغ وأبيه، الذي لم أجد له ذكرا في كتب
الرجال والحديث.
إذا الرواية مجهولة المصدر، مرسلة الإسناد من فضل الله الراوندي - على فرض
ثبوتها في كتبه - إلى الدوريستي، وفي سلسلة السند أربعة مجاهيل ليس لهم ذكر
في كتب الرجال والتراجم، ولم يكن لهم حديث ورواية غير هذه، وضعيف واحد.
والزمن المقطوع به في ظهور الرواية عصر الدولة المغولية على يد النيلي، ومنه
نقل ابن فهد الحلي، ومن ابن فهد وكتب معتبرة - كما وصفها المجلسي - نقلها
المجلسي في البحار، وأوجد لها تفسيرات وتخريجات، وقطع الخبر بحسب أبواب
بحار الأنوار حتى انتشرت تلك الرواية في بحاره وغيره.
دراسة الخبر:
عند قراءة متن الرواية يقع الكلام في الأمور التالية:
أولا: في تعيين يوم النيروز، فقد قال الشيخ ابن فهد الحلي في المهذب البارع بعد
أن نقل استحباب أعمال يوم النيروز: " يوم النيروز يوم جليل القدر، وتعيينه في
السنة غامض، مع أن معرفته أمر مهم من حيث تعلق به عبادة مطلوبة للشارع،
والامتثال موقوف على معرفته، ولم يتعرض لتفسيره أحد من علمائنا، سوى ما قاله

1. راجع مستدركات علم رجال الحديث، ج 2، ص 140 وج 1، ص 485 وج 2، ص 299.
210

الفاضل المنقب محمد بن إدريس (رضي الله عنه)، والذي حققه بعض محصلي الحساب وعلماء
الهيئة وأهل هذه الصنعة في كتاب لهم، أن يوم النيروز يوم العاشر من آيار. وقال
الشهيد: وفسر بأول سنة الفرس، أو حلول الشمس برج الحمل، أو عاشر آيار، أو
اليوم السابع عشر من كانون الأول، أو اليوم التاسع من شباط " (1).
لكن المتعارف عليه الآن أن النيروز أول يوم من فروردين أول السنة الشمسية
الموافق للواحد والعشرين من آذار. واختاره المجلسي في بحاره، والعلامة
رضي الدين القزويني صاحب الخواص، وقواه بعض السادة المحققين (2).
ثانيا: إن أيام الفرس القديمة - كما في الخبر - ثلاثون يوما لا زيادة فيه
ولا نقصان. فعلى هذا يكون مجموع أيام السنة 360 يوما، أما المتسالم عليه الآن
والمطابق لحركة الشمس وانتقالها إلى الاعتدال الربيعي تكون السنة 365 يوما مع
سنة كبيسة لكل أربع سنوات، بزيادة يوم فتصبح السنة 366 يوما، فخذ على
الفرض الأول مناسبتين مقطوع في تاريخ حدوثهما، والذي افترضت الرواية
وقوعهما في النيروز، وهما المبعث النبوي الشريف 25 رجب، وبيعة الغدير 18 ذي
الحجة، لنرى هل يمكن توافق هاتين المناسبتين في يوم النيروز؟
نفترض أن 25 رجب حدث في يوم النيروز، وبعد ثلاثة وعشرين سنة عشرة
للهجرة يوم 18 ذي الحجة كانت بيعة الغدير، والفرق بين السنة القمرية والشمسية
على الفرض الأول (360) خمسة أيام فيكون يوم الغدير يوم 28 تير ماه.
وهذا دليل على كذب الخبر ووضعه.
أما لو أخذنا حساب هاتين المناسبتين على الحساب المتعارف عليه الآن في
عدد أيام السنة الشمسية 365 يوما، ولكل أربع سنوات كبيسة 366 يوما، فيكون

1. المهذب البارع، ج 1، ص 191؛ السرائر، ج 1، ص 315؛ جامع المقاصد، ج 1، ص 75.
2. كتاب الطهارة (الأنصاري)، ص 328؛ والنوروز في مصادر الفقه والحديث، ص 25.
211

الحساب كالآتي على فرض وقوع المناسبة الاولى (المبعث الشريف 25 رجب) في
يوم النيروز 23 11 = 253 + 5 فرق الكبيسة = 285 أي ثمانية أشهر واثنا عشر
يوما؛ لأن الستة أشهر الأولى 31 يوما، فيكون عيد الغدير يوم 12 آذر
(الشهر التاسع).
فلا يمكن حدوث الغدير والمبعث في يوم النيروز سواء على حساب الرواية
أو على الحساب القائم في عدد أيام السنة الشمسية.
ثالثا: حاول الشيخ المجلسي في توجيه الرواية على أن النيروز كان بدايته
اعتلاء أحد الأكاسرة العرش، فإذا كانت الرواية ناظرة لهذا المعنى من النيروز،
فلا سبيل لمعرفته لتحديد تلك المناسبات، ولا يمكن تحديد وضبط عدد السنين
والأيام.
رابعا: إن عيد النيروز كان من أعياد أهل الذمة كما عبر عنه الشيخ الطوسي
في المبسوط حيث قال: " وإن شرطا... وإن سمي عيدا من أعياد أهل الذمة، مثل
المهرجان والنوروز، جاز ذلك؛ لأ نه مشهور فيما بين المسلمين كشهرته بين
أهل الذمة " (1).
وما جاء في المناقب: حكي أن المنصور تقدم إلى موسى بن جعفر بالجلوس
للتهنئة في يوم النيروز وقبض ما يحمل إليه، فقال: فتشت الأخبار عن جدي
رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلم أجد لهذا العيد خبرا، وأنه سنة الفرس ومحاها الإسلام، ومعاذ الله
أن نحيي ما محاه الإسلام.
فقال المنصور: إنما نفعل هذا سياسة للجند، فسألتك بالله العظيم إلا
جلست فجلس (2).

1. المبسوط، ج 3، ص 255؛ النوروز في مصادر أهل الفقه والحديث، ص 8.
2. الثاقب، ج 1، ص 319؛ بحار الأنوار، ج 56، ص 100؛ النوروز في مصادر الفقه والحديث، ص 45.
212

فالتعارض بين الرواية المنسوبة للمعلى التي تصف أن يوم النيروز وقعت فيه
عدة مناسبات مهمة في تاريخ البشرية والإسلام فهو من الأيام المهمة، وبين رواية
المناقب التي تصفه بأنه من سنن الفرس ومحاها الإسلام.
جاء في هامش البحار: قال الشيخ علي أكبر الغفاري: " قد وردت روايتان
متخالفتان في النيروز... وليس منهما صحيحة أو معتبرة بحيث يثبت بها حكم
شرعي، وفي رواية معلى إشكالات من جهة تطبيق النيروز على كثير من أيام
الشهور العربية، وإن أتعب المؤلف نفسه في توجيهها بما لا يخلو من تكلف لا يكاد
يخفى على المتأمل، والظاهر من هذه الرواية حرمة تعظيم اليوم لكونه تعظيما لشعار
الكفار واحياء للسنة التي محاها الإسلام، وهي وإن لم تكن واجدة لشروط الحجية
إلا أن الكبرى المشار إليها فهي ثابتة بالأدلة العامة والصغرى بالوجدان.
أما ما أفتى به كثير من الفقهاء من استحباب الغسل والصوم فيه فمبني ظاهرا
على التسامح في أدلة السنن لرواية " من بلغه ثواب على عمل... "، لكن إجراء
القاعدة هنا لا يخلو من إشكال؛ لانصرافها عن الموارد التي يحتمل فيها الحرمة غير
التشريعية، وهاهنا يحتمل حرمة الغسل والصوم لأجل احتمال كونهما مصداقين
للتعظيم المحرم ولو احتمالا، والقاعدة لا تثبت في موردها الاستحباب المصطلح،
فغاية ما يمكن أن يقال هو: ثبوت الثواب عليهما إذا أتي بهما برجاء المطلوبية،
لا على وجه التعظيم (1).
خامسا: قال المجلسي: وجدت في بعض كتب المنجمين مرويا عن مولانا
الصادق (عليه السلام) في أيام الشهور الفرس (2).
وبالملاحظة للرواية في عد فضائل أيام الشهر، حيث نسي الراوي نفسه عندما

1. بحار الأنوار، ج 56، ص 100.
2. بحار الأنوار، ج 56، ص 101.
213

تحدث عن الأيام، فبدلا من أن يتم نقل الخبر عن الإمام الصادق أخذ يعرف كل
يوم، ثم يذكر قول الفرس، وبعده يذكر الكلام المنسوب للإمام الصادق (عليه السلام)، ليجعله
منسجما مع قول المنجمين من الفرس، يختلف عنه بالألفاظ والتفاصيل.
فالرواية موضوعة من سندها وسياقها وتفاصيلها وتاريخ ظهورها، وضعها
المنجمون وأصحاب الفال.
الخاتمة
طفنا معا في رحاب أحد أصحاب الإمام الصادق ومن المختصين به، راويا لحديثه،
مدافعا عن حقه، مقدما نفسه قربانا لنصرته، إلا وهو المحدث الشهيد المعلى بن
خنيس، ونحاول هنا أن نسجل أهم النتائج التي توصلنا لها في بحثنا هذا.
1. إن المعلى بن خنيس كان من خاصة الإمام الصادق (عليه السلام) ومولاه، وكان مكلف
بشؤونه الخاصة، ووكيل على بعض أمواله ليتجر بها.
2. إن المعلى عاصر قيام الدولة العباسية وظهور التيارات الشيعية (زيدية
وكيسانية عباسية وغلاة وغيرهم) وكان ملتزما بهدي الإمام، عارفا بحقه، داعيا
لطاعته، مجاهدا في سبيل أن يكون الحق (الحكم) عند أهله.
3. لنشاط المعلى واختصاصه بالإمام الصادق (عليه السلام) وعلاقته به، وجه داوود بن
علي - العقل المخطط لقيام الدولة العباسية وثباتها - أول ضربة لمدرسة الإمام
الصادق (عليه السلام) بقتل المعلى؛ ليكون عبرة لشيعة الإمام الصادق وأنصاره، لكيلا تتكرر
مثل حركة المعلى ونشاطه.
4. على أثر شهادته وقف الإمام (عليه السلام) في وجه داوود بن علي حتى أخذ
السيرافي رئيس شرطته ومنفذ عملية القتل للمعلى واقتص منه، ثم عاد إلى
بيته يدعو الله لينتقم من داوود بن علي، وما أن طلع الفجر حتى مات داوود بدعاء
الإمام الصادق (عليه السلام).
214

5. أخذ الإمام يترحم على المعلى كلما ذكره، ويدعو له بالمغفرة.
6. إن تضعيف النجاشي الاجتهادي الحدسي لا يصلح لمعارضة النصوص
القطيعة الصدور في توثيق المعلى.
7. إن الأدلة التي ذكرها ابن الغضائري لا تستوجب تضعيفه، حيث أثبتنا أنه
ليس له علاقة بالمغيرة بن سعيد والمغيرية، وذكرنا جملة من الأدلة على ذلك منها
رواياته في الإمام وحقه ووجوب طاعته، مالا ينسجم مع عقيدة المغيرية، ثم بحثنا
علاقته مع محمد بن عبد الله بن الحسن وأثبتنا أنه كان معارضا للحركة الزيدية
الحسنية ولم يكن منهم، وقد نقلنا عدة روايات صحيحة السند عنه في ردهم
ومحجتهم، أما علاقته بالغلاة ليس لها أساس من الصحة، وأن رواياته الصحيحة
السند ليس فيها أي أثر من أفكار الغلاة.
8. درسنا الروايات في ذمه وأثبتنا ضعف سندها وقصور دلالتها، فلا يصح
الاعتماد عليها بوصفه ضعيف الرواية.
9. درسنا الروايات التي قد يستفاد منها فساد عقيدته وانحراف مسلكه، وأثبتنا
أن تلك الروايات كانت على نحو المباحثة بينه وبين رفيقه عبد الله بن أبي يعفور
الثقة، وأنه عرض رأيه على الإمام الصادق (عليه السلام) فنهاه، ولم نجد له إصرارا على
معارضة الإمام عند نهيه له، كما هو الحال عند الغلاة.
10. جاءت عدة روايات صحيحة السند ظاهرة الدلالة في وثاقته ومدحه،
والترحم عليه عن الإمام الصادق (عليه السلام)، قبل شهادته وبعدها.
11. وثقه جملة من العلماء كالشيخ الطوسي، والعلامة الحلي، وأحمد بن
طاووس، والبهائي، والخواجوي، وأبو علي الحائري، والسيد بحر العلوم،
والجابلقي، والبروجردي، وملا علي العلياري التبريزي، والماحوزي، البحراني،
وعبد النبي الكاظمي، والأعرجي الكاظمي، والسيد الخوئي، والشيخ النمازي،
والشيخ مسلم الداوري، والطبرسي النوري، ومحمد آصف محسني، ومهدي هادوي،
215

وعباس المحمودي الدشتي، والسيد علي الصدر وغيرهم.
12. له كتاب ذكره النجاشي والطوسي وطريقهما إليه صحيح، وكذا طريق
الصدوق في المشيخة بعد أن رجحنا أن المسمعي هو عبد الملك بن المسمعي الثقة.
13. انتشرت رواياته في كتب الحديث عند القدماء والمتأخرين، بحيث لا يخلو
منها كتاب من كتب حديث مدرسة أهل البيت (عليهم السلام).
14. له أكثر من طريق (سند) لرواياته في كتب الحديث قمنا باستقرائها وجعلنا
مشجرا لها تسهيلا لدراستها.
15. له " 114 " رواية في كتب الحديث، وبعد أن قطعنا بوثاقته وفقنا لتصحيح
جملة من الروايات، فكانت حصيلة العمل في هذا السبيل كالآتي: " 67 " رواية
صحيحة، روايتان حسنة و " 15 " رواية ضعيفة، و " 16 " رواية مرسلة، و " 16 "
رواية مجهولة، و " 4 " روايات موضوعة.
16. أفردنا فصلا درسنا فيه ما انفرد عنه من الروايات فكانت " أربع روايات "
رواية في خرق جبرائيل (عليه السلام) الأنهار بإبهامه، ورواية اختصاص الهند بالسحر، وأثبتنا
وضعهما من قبل القصاصين.
والرواية الثالثة كانت في أعمال النيروز، وقد قطعنا بعدم صدورها؛ لإرسال
الطوسي لها في المصباح، وعدم وجودها في النسخ المخطوطة والمطبوعة عدا
الطبعة الحجرية في طهران.
والرواية الرابعة في فضائل النيروز ضعيفة السند بكل رواتها، موضوعة، ظهرت
في العصر المغولي الذي ساد فيه إحياء آداب الفرس وأيامهم وأعيادهم، وأن بعضها
تنسجم مع أقوال منجمي الفرس، وأصحاب الفال منهم.
17. وأخيرا أن المعلى بن خنيس من الرواة الثقات الذين تركوا لنا تراثا روائيا
وموقفا سياسيا يمثل رؤية شيعية عاشت في ظل الإمام حتى استشهد في سبيلها.
216

الفهارس
1. فهرس الآيات الكريمة
2. فهرس الأحاديث
3. فهرس الأديان والمذاهب والفرق
4. فهرس الجماعات والقبائل
5. فهرس البلدان والأماكن
6. فهرس الحوادث والوقائع والأيام والأزمنة
7. فهرس المصادر
8. الفهرس التفصيلي
217

فهرس الآيات الكريمة
الفاتحة
الآية رقم الآية الصفحة
(صراط الذين أنعمت عليهم) 7 188
البقرة
(فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم) 26187
(وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا...) 26187
(وما يضل بهى إلا الفاسقين) 26187
(الذين ينقضون عهد الله منم بعد ميثاقه...) 27187
(ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون) 27187
(كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم) 28187
(ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون) 28187
(واتبعوا ما تتلوا الشيطين على ملك سليمان...) 102192
النساء
(واعبدوا الله ولا تشركوا بهى شيئا وبالوالدين إحسنا...) 34185
(إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم...) 5860، 129، 130
219

المائدة
(ليبلوكم) 48187
الأنعام
(في ما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم) 65187
(إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا) 159186
(من جاء بالحسنة فلهو عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة...) 160186
(قل إنني هداني ربى إلى صر ط مستقيم دينا قيما ملة...) 161186
(قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله...) 162186
(لا شريك لهو وبذ لك أمرت وأنا أول المسلمين) 163186
(أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شئ ولا تكسب كل...) 164186
(إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون) 164186
الأعراف
(قل هي للذين آمنوا في الحيوة الدنيا خالصة يوم القيمة) 32194
الأنفال
(استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم) 24188
التوبة
(ويذهب غيظ قلوبهم) 1488
(ويذهب غيظ قلوبهم) 1588
(اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) 105129
220

(وكونوا مع الصدقين) 11962، 188
الرعد
(إنما يتذكر أولوا الألباب) 1988
الحجر
(فإذا سويته ونفخت فيه من روحي) 29187
(فقعوا لهو ساجدين) 29187
النحل
(وعلمت وبالنجم هم يهتدون) 1661، 62، 185
(فسلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) 4362، 123
الشعراء
(إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم...) 4183
(أفرأيت إن متعناهم سنين) 205184
(ثم جاءهم ما كانوا يوعدون) 206184
(هل أنبئكم على من تنزل الشيطين) 22159
(تنزل على كل أفاك أثيم) 22259
النمل
(من جاء بالحسنة فلهو خير منها) 89186
221

القصص
(ومن أضل ممن اتبع هوله بغير هدى من الله) 5063، 81، 123، 124
(من جاء بالحسنة فلهو خير منها) 84186
(إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد) 85137
العنكبوت
(وإن الدار الآخرة لهى الحيوان) 64188
الروم
(يحي الأرض بعد موتها) 19188
ص
(فامنن أو أمسك بغير حساب) 39128
الأحقاف
(أو أثرة من علم إن كنتم صادقين) 4125
الحشر
(ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) 7128
القلم
(وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سلمون) 43184
222

المدثر
(وثيابك فطهر) 4146
القدر
(إنا أنزلناه في ليلة القدر) 1195
الكافرون
(قل يا أيها الكافرون) 1195
الإخلاص
(قل هو الله أحد) 1195
223

فهرس الأحاديث
الحديث الصفحة
آخر وقت العتمة نصف الليل 143
أتعرف هذا اليوم؟ 199
اختبروا إخوانكم بخصلتين 171
إذا انصرف الرجل من إخوانكم من زيارتنا أو زيارة قبورنا 139
إذا ذكرها قبل ركوعه، سجدها وبنى على صلاته 144
إذا سبقك الإمام بركعة فأدركته 149
إذا كان قدر شبر 159
إذا كان ليلة القدر كتب الله فيها ما يكون 127
إذا كان يوم النوروز فاغتسل والبس أنظف ثيابك 195
أرى للمرأة نصف خدمة المدبرة 166
الاستياك قبل أن يتوضأ 141
إسماعيل اخرج حتى تأتي مروا أو عسفان فاسأل هل حدث 46
إسماعيل قتل المعلى؟ 91
أغد إلى عزك 20، 156
أف أف ما أنا لهؤلاء بإمام 41، 154
افرشوا لي في الصحراء 61، 134
225

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر 143
اللهم إن عبيدا من عبادك الصالحين قاموا بكتابك وسنة نبيك (صلى الله عليه وآله) 138
ألا يقولون عند من كان سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ 37
الذي يطلق ثم يرجع، ثم يطلق فلا يكون فيما بين الطلاق والطلاق جماع 163
أليس وراءه شيء جاف؟ 140
أما إنه ما كان ينال درجته إلا بما ينال 43
أما ما تصدق به لله فلا، وأما الهبة والنحل يرجع فيها 181
أمر الله الإمام أن يدفع إلى الإمام بعده 60
أمر الله الإمام الأول أن يدفع إلى الإمام بعده 130
إن أبي (عليه السلام) كان يقول: إنه يضر بدينك هو ذا، الناس يصيبون أرزاقهم ومعيشتهم 157
إن أشد الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم عمل بغيره 177
إن الله - تبارك وتعالى - يقول: من أهان لي وليا فقد أرصد لمحاربتي 173
إن الله تعالى بعث جبرئيل وأمره أن يخرق بابهامه ثمانية أنهار 193
إن الإمام يعرف الإمام الذي من بعده، فيوصي إليه 129
إن أمر السفياني من الأمر المحتوم 136
إن أول من يكر في الرجعة الحسين بن علي 138
إن جبرائيل (عليه السلام) أتاني بالتربة التي يقتل عليها غلام 136
إن خفت على متاعك شيئا فرشه بقليل ماء وصل 182
إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنفذ دحية الكلبي إلى قيصر الروم 177
إن الطاعة مفروضة من الله، والمودة للجميع 28
إن عليا (عليه السلام) كان عندكم، فأتى بني ديوان فاشترى ثلاثة أثواب بدينار 146
إن عندي لصحيفة فيها أسماء الملوك 31
إن عندي لكتابين فيهما اسم كل نبي وكل ملك 31
226

إن الكتب كانت عند علي (عليه السلام)، فلما سار إلى العراق 32، 125
إن كنت فاعلا فليكن نحاس وزنا 156
إن من حق المسلم الواجب على أخيه إجابة دعوته 176
إن من الحقوق الواجبات للمؤمن أن تجاب دعوته 176
إن هذا المثل ضربه الله لأمير المؤمنين (عليه السلام)، فالبعوضة أمير المؤمنين 187
إنا والله لا ندخلكم إلا فيما يسعكم 122
إنما تكره الصلاة فيها من أجل أنها فتك 147
إنه ولي من أولياء الله 91
إنه يوم سعيد مبارك 202
إني دعوت الله بدعوة بعث بها الله إليه ملكا 48
أيكما الذي أبى؟ 84
أيكما الذي أباه؟ 83
أيها الرجل إلي إلي فإن رسول الله قال: من صلى صلواتنا، واستقبل قبلتنا 66
باسم الله اللهم رده علينا 178
بطاعتهم 62، 82، 188
تسريح العارضين يشد الأضراس 142
ثلاثة أنفاس أفضل من نفس 175
جاء رجل وسأل النبي (صلى الله عليه وآله) عن بر الوالدين؟ 160
جعلت فداك! حدثني عن القائم إذا قام يسير بخلاف سيرة علي (عليه السلام) 139
حميدة مصفاة من الأدناس، كسبيكة الذهب 134
خذ مال الناصب حيثما وجدت، وادفع إلينا خمسه 173
خذوا به حتى يبلغكم عن الحي 121
227

ذهب بحقك الذي قتله 21، 49، 89
رجل وامرأتان يشهدهما. 160
رحم الله المعلى بن خنيس 90
رحم الله المعلى، قد كنت أتوقع ذلك 74
رققت له، لأنه ينسب في أمر ليس له 30، 65، 126
سبعون حقا لا أخبرك إلا بسبعة 170
صوت جبرائيل من السماء وصوت إبليس من الأرض 135
ظاهر وباطن الجدي عليه تبنى القبلة 61
عبد الله أبرأ ممن قال إنا أنبياء 80
العجب لعبد الله يقول: " ليس فينا إمام صدق! 32
عدل الإمام أن يدفع ما عنده إلى الإمام الذي بعده 61
فارقوا القوم والله دينهم 186
فإن قول الله عز وجل: (إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد) - قال: - نبيكم (صلى الله عليه وآله)، راجع إليكم 137
فما يصنع اليوم؟ 157
فمن قتله؟ 92
قال الله عز وجل: ليأذن بحرب مني من أذل عبدي المؤمن 172
قال أمير المؤمنين: انتظروا الفرج في ثلاث 183
قال رجل للنبي (صلى الله عليه وآله): يا رسول الله علمني 153
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنا أحد الوالدين 185
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله - تبارك وتعالى -: " لو لم يكن في الأرض إلا مؤمن واحد 180
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله عز وجل: قد نابذني من أذل عبدي المؤمن 172
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله عز وجل: ما ترددت في شيء أنا فاعله 180
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال الله عز وجل: من استذل عبدي المؤمن فقد بارزني بالمحاربة 171
228

قتلت مولاي وأخذت مالي! أما علمت أن الرجل ينام 20، 47
قم إلى الرجل فاقضه حقه 90
كان جلده باردا 93
كان علي بن الحسين (عليه السلام) إذا أهوى ساجدا انكب وهو يكبر 148
كان المغيرة بن سعيد يتعمد الكذب على أبي 57
كان المغيرة بن سعيد يكذب على أبي 56
الكبائر سبع فينا نزلت 190
كره أن ينام المحرم على فراش أصفر 152
لأدعون على من قتل مولاي وأخذ مالي 19
لأن عليا سار بالناس سيرة وهو يعلم أن عدوه سيظهر 40
لا، اجتنبوا الطريق 147
لا بأس 156
لا بأس إذا التفت بها 145
لا بأس في الصلاة في الثياب التي يعملها المجوس 146
لا تفعلوا إن الأمر لم يأت بعد 34
لا والله ما حسدت ابنك 35
لا يستتر المحرم من الشمس بثوب 152
لا يقع الطلاق الثاني حتى يراجع ويجامع 163
لا يموت الإمام حتى يعلم من يكون بعده 32
لعن الله أبا الخطاب ولعن الله من قتل معه 37
لعن الله المغيرة بن سعيد أنه كان يكذب على أبي 55، 57
لعن الله المغيرة بن سعيد ولعن الله اليهودية التي كان يختلف إليها 57
لم يزل كذلك، ولكن أكثرهم لا يؤمنون 38، 62، 82، 134
229

لو أنكم سألوكم وأجبتموهم كان أحب إلي أن تقولوا لهم إنا لسنا كما يبلغكم 65، 125
لو كانت نازلة لقدمت عليها 92
له أن يتزوجها أبدا ما لم يراجع ويمس. 161
له سبعة حقوق واجبات 168
ليس عليكم بأس 140
ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت لأنك لا تجد أحدا 63، 131، 175
ما أعطى الله بيتا شيئا إلا وقد أعطاه محمدا (صلى الله عليه وآله) 128
ما أكل نبي الله (صلى الله عليه وآله)، وهو متكئ منذ بعثه الله عز وجل 174
ما زاد في اللحية عن قبضة فهو في النار 141
ما فعل بزيع؟ 59
مالك يا رسول الله؟ 136
مالي أراك كئيبا حزينا؟ 128، 131
ما من أمر يختلف فيه اثنان إلا وله أصل في كتاب الله 165
ما من نبي ولا وصي ولا ملك إلا في كتاب عندي 31، 64
ما هذا الغم والنفس؟ 150
ما هو 74
ما يمنع أحدكم إذا ورد عليه ما لا قبل له أن يستشير رجلا عاقلا له دين وورع 178
مرحبا بكما وأهلا 87
مرحبا مرحبا بكم، وجوها تحبنا ونحبها 88، 98
من أكل مال اليتيم سلط الله عليه من يظلمه 158
من أمر يختلف فيه اثنان إلا وله أصل في كتاب الله 121
من وافق منكم يوم الجمعة فلا يشتغلن بشيء غير العبادة 149
من يتخذ دينه رأيه بغير هدي من هدى الأئمة 81
230

النجم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والعلامات الأوصياء بهم يهتدون 61، 185
نعم 40
نعم، إن الله عز وجل بعث المشتري إلى الأرض في صورة رجل 191
نعم، فأخبرني بما أردت وما لم أرد 127
نعم، وذلك أن علي (عليه السلام) سار بالمن والكف 132
والله إن عندي لكتابين فيهما تسمية كل نبي وكل ملك 31
والله لأدعون على من قتل مولاي وأخذ مالي 20
والله ما كان 42، 69
والبيت العتيق الذي بمكة ما هذا إلا لأمر قديم أفسره لك حتى تفهمه 199
ولو أنكم إذا سألوكم وأجبتموهم وأحتجوكم بالأمر، كان أحب إلي 33، 65، 124
الولد للرجل، وعلى المرأة الرجم 167
ويلك تبجل الله فيستحيي من تعذيبك 42
ويلك ما هذه الحماقة؟ أنتم أعلم به أم نحن 36
هم آل محمد 123
هم آل محمد، فعلى الناس أن يسألوهم، وليس عليهم أن يجيبوا 63، 123
هم سبعة: المغيرة بن سعيد، وبنان، وصائد النهدي 59
هو رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والأئمة تعرض عليهم أعمال العباد كل خميس 129
هو من اتخذ دينه برأيه بغير هدي إمام 123
هيهات يا معلى، أما والله لو كان ذاك ما كان إلا سياسة الليل 133
يا إسماعيل، اخرج حتى تأتي 91
يا حفص، إني أمرت المعلى فخالفني فابتلى بالحديد 70
يا داوود على ما قتلت مولاي وقيمي 93
يا داوود، قتلت مولاي وأخذت مالي 19
231

يا معلى، أعزز بالله يعززك 89، 174
يا معلى اكتم أمرنا ولا تذعه 154
يا معلى، عليك بالسخاء وحسن الخلق 170
يا معلى، لا تكونوا إسراء في أيدي الناس بحديثنا 42، 73
يا معلى، لو أن عبدا عبد الله مئة عام ما بين الركن والمقام 38
يا وليد، ردها على مطاويها 90
يعني من يتخذ دينه برأيه بغير هدى 63، 124
232

فهرس الأديان والمذاهب والفرق
الاسم الصفحة
الإخبارية 106
الإسلام 22، 24، 212، 213
الإمامية الجعفرية 21
أهل الذمة 212
أهل الكتاب 83، 85، 106، 123
الحسنية 44، 49
الحسنيون 27، 29
الخاصة = الشيعة
الخطابية 21
الخوارج 25، 26
الروافض = الشيعة
الزيدية 21، 27، 28، 29، 31، 33، 41،
49، 64، 66، 214، 215
الشيعة 22، 23، 25، 26، 28، 39، 40، 55،
57، 74، 94، 97
العامة 94
العباسية 21، 49، 214
الغلاة 37، 49، 52، 53، 58، 59، 60، 63،
69، 72، 74، 75، 76، 79، 81، 82،
86، 97، 214، 215
القاسطون 23
الكيسانية 21، 33، 35، 36، 37، 41، 49،
214
المجوس 146، 198
المسلمون 22، 25، 27، 66، 73، 85، 92،
146، 161، 181، 212
المسورة 41
المعتزلة 31
المغيرية 21، 53، 55، 59، 60، 64، 97،
215
النصارى 83، 84، 146
اليهود 36، 83، 84، 85، 146
233

فهرس الجماعات والقبائل
الاسم الصفحة
آل الزبير 26
آل سام 176، 177
آل محمد (عليهم السلام) 21، 23، 24، 26، 27، 48،
54، 63، 123، 131، 151، 175، 195
الأئمة (عليهم السلام) 27، 28، 36، 37، 40، 41، 49،
53، 58، 60، 61، 62، 63، 69، 71،
73، 81، 82، 86، 87، 89، 123، 124،
129، 130، 145، 185، 200
أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) 17، 41، 45، 72،
73، 97، 154، 214
أصحاب الإمام الهادي (عليه السلام) 75
أصحاب الصادقين (عليهما السلام) 177
أصحاب الفال 214، 216
أصحاب المغيرة 59، 63
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) 73، 74
الأكاسرة 212
الأمويون = بنو أمية
الأنبياء 144، 194
الأنصار 24
الأوصياء 61، 62، 80، 185، 195
أهل البيت (عليهم السلام) 19، 21، 27، 29، 34، 39،
40، 41، 44، 45، 51، 56، 59، 60،
62، 63، 79، 107، 131، 137، 216
أهل الحديث 106
أهل الشام 183
أهل مصر 207
أهل النهروان 200
البابليون 193
بنو أسد 17، 18، 19، 57
بنو إسرائيل 29
بنو أمية 21، 22، 23، 24، 26، 30، 33،
43، 45
بنو الحسن 29، 30، 41
بنو ديوان 146
بنو العباس 33، 35، 36، 41، 43
بنو غني بن أعصر 17
بنو فاطمة = الأئمة (عليهم السلام)
235

بنو مخزوم 67
بنو هاشم 29
تيم 75
ثمود 56
الحواريون 179
الروم 177، 202
شيعة بني أمية 23، 25
شيوخ القميين 75
صابئة العراق 193
عادا 56
العباسيون 35، 42، 44، 49، 154، 181
العجم 19، 191، 199
العدنانية 24
العرب 18، 19، 23
العلماء 52، 68، 77، 80، 82، 87، 98،
102، 107، 147، 196، 197، 204،
215
علماء الجرح والتعديل 51، 55، 56
علماء الشيعة 102
علماء العامة 97
علماء مدرسة الخلفاء 198، 199
العلوج 23
العلويون 28، 33، 35، 44
الفرس 201، 202، 203، 204، 205،
206، 207، 208، 211، 212، 213،
214، 216
الفقهاء 213
فقهاء مدرسة بغداد 197
فقهاء مدرسة قم 197
قريش 22، 36، 67، 200
القميون 75، 76، 105، 129، 132
القيسية 25
المجوس 198، 199
المحدثون 102، 106، 197، 198
المحققون 87، 196
مشركو قريش 73
المشركون 22
المغيريون 60
المفسرون 193
الملائكة 192
الملوك 30
المنجمون 213، 214
منجمي الفرس 216
الموالي 17، 19، 23، 24، 26
المؤرخون 58
النبط 23
ولد عبد المطلب 181
اليمانيون 24، 25، 26
236

فهرس الأماكن والبلدان
الاسم الصفحة
الأهواز 33، 43
ايذة 33
البصرة 23، 25، 43، 104
بلاد الرافدين 193
البيت الحرام 200
البيت العتيق 199
الجزيرة العربية 43
جيحان 193
الحجاز 29، 43
الخشوع 193
الحميمة 33
الحيرة 26، 61، 134
خراسان 24، 25، 183
خوزستان 33
دجلة 193
دمشق 25
رضوى 36
سيحان 193
الشام 24، 27، 33، 43
طبرستان 28، 29
طهران 216
ظلة بني ساعدة 178
العراق 24، 28، 32، 65، 80، 125، 128،
131
عسفان 46، 91
الفرات 193
قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) 135
قم 75، 76
كربلاء 36
كش 75
الكعبة 34، 44
كناسة الكوفة 200
الكوفة 19، 24، 25، 26، 27، 33، 43، 44،
237

56، 58، 59، 78، 81
ماردين 26
المدينة 20، 23، 26، 33، 34، 44، 45،
46، 67، 70، 78، 80، 91، 156
المروة (اسم جبل) 46، 91
المريسيع 24
مصر 43
المغرب 29
مكة 26، 44، 46، 49، 77، 91، 92، 199
الموصل 26
مهران (اسم نهر) 193
النصيبين 26
نهر بلخ 193
نهر الشاش 193
نهر الهند 193
نيل مصر 193
وادي الجن 200
واسط 23
الهند 192، 193، 216
اليمامة 44
اليمن 24، 29، 43، 44
238

فهرس الحوادث والوقائع والأيام والأزمنة
الاسم الصفحة
آبان روز 203
آذر روز 203
آسمان روز 208
أرد روز 207
أردي بهشت روز 201
اسفنديار مذ روز 202
إسقاط الدولة الأموية 23، 25
أشتاد روز 207
أنيران روز 208
أيام الفرس 210، 211
باد روز 206
برج الحمل 211
بهرام روز 206
بهمن روز 201
البيعة لأبي العباس عبد الله بن محمد بن علي 43
بيعة الغدير 211
البيعة لمحمد بن عبد الله بن الحسن 29
بيعة محمد بن عبد الله بن الحسن 34
تيرروز 204
ثورة التوابين 23
ثورة الحرة 23
الثورة الحسينية 26
ثورة الخوارج 26
ثورة زيد بن علي 23
ثورة عبد الله بن معاوية 33
ثورة المختار 23
ثورة معاوية بن عبد الله 23
ثورة الموالي 26
ثورة نافع بن الأزرق 25
ثورة اليمانية 24، 26
جوش روز 204
حرب أحد 22
حرب الأحزاب 22
حرب بدر 22
حركة المستورد بن علقمة، وحيان بن ظبيان 25
خرداد روز 202
خور روز 203
239

دبيدين روز 206
ديبار روز 203
ديمهر روز 204
دين روز 207
رام روز 206
رامياد روز 208
رش روز 205
سقوط الدولة الأموية 21، 22، 24، 25، 26،
35، 49
شهادة زيد بن علي 54
شهادة المعلى بن خنيس 46
شهر آذار 211
شهر آذر 212
شهر آيار 211
شهر تير ماه 211
شهر ذي الحجة 211
شهر ربيع الأول 48
شهر رجب 211
شهر رمضان 183
شهر شباط 211
شهر فروردين 211
شهر كانون الأول 211
شهريور روز 201
العصر الأموي 23، 24
عصر الدولة المغولية 209، 210، 216
العصر الصفوي 107
عيد الغدير 212
عيد النيروز = يوم النيروز
فتح مكة 22
فروردين روز 205
قيام الدولة العباسية 21، 22، 33، 49، 214
ليلة القدر 127
ماه روز 204
المبعث النبوي الشريف 211، 212
مرداد روز 202
معركة صفين 25
موسم الحج 46
مهر اسفند روز 208
مهر روز 205
نمروش روز 205
وقعة النهروان 25
هرمز روز 200
يوم الخميس 150
يوم العيد 41
يوم الغدير 211، 212
يوم النيروز 195، 197، 198، 199، 200،
210، 211، 212، 213، 216
240

فهرس المنابع والمآخذ
9. إثبات الهداة، محمد بن الحسن الحر العاملي (م 1104 ق)، مجمع البحوث والدراسات
الإسلامية.
10. أحاديث أم المؤمنين عائشة، مرتضى العسكري، المجمع العلمي الإسلامي، طهران،
1418 ق / 1998 م.
11. الاحتجاج، أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي (القرن السادس)، منشورات النعمان،
النجف الأشرف، 1386 ق / 1966 م.
12. أحوال الرجال، إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني (م 259 ق). مؤسسة الرسالة، بيروت.
13. الاختصاص محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي (الملقب بالمفيد، م 413 ق) مؤسسة
النشر الإسلامي التابعة لجامعة المدرسين في الحوزة العلمية، قم المقدسة.
14. اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي)، محمد بن الحسن الطوسي (م 460 ق)، مؤسسة
آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث، قم المقدسة.
15. الإرشاد، محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي (الشيخ المفيد، م 413 ق)، مؤسسة
آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث، قم المقدسة.
16. الاستبصار، محمد بن الحسن الطوسي (م 460 ق)، دار الكتب الإسلامية، طهران، الطبعة الرابعة،
1363 ش.
17. الإصابة في تمييز الصحابة، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (م 852 ق)، دار الكتب العلمية،
بيروت، الطبعة الأولى: 1415 ق / 1995 م.
241

18. أصول علم الرجال، عبد الهادي الفضلي، مؤسسة أم القرى للتحقيق والنشر، قم المقدسة، الطبعة
الثانية، 1416 ق.
19. أعلام الدين في صفات المؤمنين، الحسن بن أبي الحسن الديلمي (من أعلام القرن الثامن
الهجري)، مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث، قم المقدسة، الطبعة الاولى، 1408 ق.
20. الأغاني، أبو الفرج الإصفهاني (م 356 ق)، دار الكتب العلمية، بيروت الطبعة الثانية،
1412 ق / 1992 م.
21. الإمامة والتبصرة من الحيرة، علي بن الحسن بن بابويه القمي (م 329 ق)، مدرسة الإمام
المهدي (عج)، قم المقدسة، الطبعة الاولى، 1404 ق.
22. الأمالي، محمد بن الحسن الطوسي (م 460 ق)، تحقيق: مؤسسة البعثة، دار الثقافة، الطبعة
الاولى، 1414 ق.
23. الأمالي، محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي الصدوق (م 381 ق)، مؤسسة البعثة،
قم المقدسة، الطبعة الاولى، 1417 ق.
24. الأمالي، محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي (م 413 ق)، مؤسسة النشر الإسلامي
التابعة لجامعة المدرسين، قم المقدسة.
25. أنساب الأشراف، أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري (م 279 ق)، دار الفكر، بيروت، الطبعة
الاولى، 1417 ق / 1996 م.
26. الأنساب، عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني (م 562 ق)، مؤسسة الكتب
الثقافية، بيروت، 1408 ق / 1988 م.
27. بحار الأنوار، محمد باقر المجلسي (م 1111 ق)، دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة
الثالثة، 1403 ق / 1983 م.
28. بحوث في علم الرجال، محمد آصف محسني، قم المقدسة، الطبعة الثانية، 1403 ق
/ 1362 ش.
242

29. بحوث في فقه الرجال، علي العلامة الفاني الإصفهاني، مؤسسة الوثقى، الطبعة الثانية،
1414 ق.
30. بحوث في الملل والنحل، جعفر السبحاني، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين،
قم المقدسة، الطبعة الرابعة، 1416 ق.
31. بدائع الصانع في ترتيب الشرائع، علاء الدين أبو بكر بن مسعود الكاشاني الحنفي
(الملقب بملك العلماء، م 587 ق)، كويته (باكستان)، المكتبة الحبيبية، الطبعة الاولى،
1409 ق / 1989 م.
32. البداية والنهاية، إسماعيل بن كثير الدمشقي (م 774 ق)، دار إحياء التراث العربي، بيروت،
الطبعة الاولى، 1408 ق / 1988 م.
33. البرهان في تفسير القرآن، هاشم الحسيني البحراني (م 1109 ق)، مؤسسة دار التفسير، قم
المقدسة، الطبعة الاولى، 1417 ق.
34. بصائر الدرجات الكبرى، محمد بن الحسن بن فروخ الصفار (م 290 ق)، منشورات الأعلمي،
طهران، الطبعة الثانية، 1374 ش.
35. بهجة الآمال، العلياري.
36. البيان، محمد بن جمال الدين مكي العاملي (الشهيد الأول، م 786 ق)، مجمع الذخائر
الإسلامية، قم المقدسة.
37. تاريخ الإسلام، حسن إبراهيم حسن، دار الجيل (بيروت) ومكتبة النهضة المصرية (القاهرة)،
الطبعة الرابعة عشر، 1416 ق / 1996 م.
38. تاريخ الأمم والملوك، محمد بن جرير الطبري (م 310 ق)، دار الفكر، بيروت، الطبعة الأولى،
1407 ق / 1987 م.
39. تاريخ بغداد، أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي (م 463 ق)، مكتبة الخانجي (بالقاهرة)
والمكتبة العربية (بغداد)، مصر: مطبعة السعادة، الطبعة الاولى، 1349 ق / 1931 م.
243

40. تاريخ التمدن الإسلامي.
41. تاريخ خليفة بن خياط العصفري (م 240 ق)، دار الفكر، بيروت، 1414 ق / 1993 م.
42. تاريخ ابن معين، يحيى بن معين الغطفاني البغدادي (م 233 ق). دار القلم، بيروت.
43. التاريخ العباسي السياسي والحاضري، إبراهيم أيوب، الشركة العالمية للكتاب، الطبعة الاولى /
1989 م.
44. تاريخ اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب الكاتب (المعروف بابن واضح
الأخباري، م 292 ق)، منشورات الشريف الرضي، الطبعة الأولى، 1414 ق، قم المقدسة.
45. تأويل الآيات في فضائل العترة الطاهرة، شريف الدين علي الحسيني الأسترآبادي النجفي (من
أعلام القرن العاشر)، مدرسة الإمام المهدي (عج)، الطبعة الاولى، 1407 ق.
46. التحرير الطاووسي (المستخرج من كتاب حل الإشكال لأحمد بن موسى بن طاووس،
م 673 ق)، حسن بن زين الدين (صاحب المعالم م 1011 ق)، مكتبة آية الله المرعشي، قم
المقدسة، الطبعة الاولى، 1411 ق.
47. تحرير المقال، الهادوي.
48. تحريم ذبائح أهل الكتاب، محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي (الشيخ المفيد، 413
م)، المجموعة الكاملة للشيخ المفيد.
49. تفسير الصافي، محسن (الملقب بالفيض الكاشاني، م 1091 ق) مؤسسة الأعلمي
للمطبوعات. بيروت.
50. تفسير العياشي، محمد بن مسعود بن عياش السلمي السمرقندي العياشي (م 320 ق)
المكتبة العلمية الإسلامية.
51. تفسير فرات الكوفي، فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي (من أعلام الغيبة الصغرى)، مؤسسة
الطباعة والنشر التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي (إيران)، الطبعة الاولى، 1410 ق.
244

52. تفسير القرآن العظيم، إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي (م 774 م)، دار إحياء التراث العربي.
53. تفسير القمي، علي بن إبراهيم القمي (م 329 ق)، مؤسسة دار الكتاب، قم المقدسة،
الطبعة الثالثة، 1404 ق.
54. تفسير كنز الدقائق وبحر الغرائب، محمد بن محمد رضا القمي المشهدي (من أعلام
القرن الثاني عشر الهجري)، مؤسسة الطباعة والنشر التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي،
1411 ق / 1991 م.
55. التفسير الكبير، الفخر الرازي (م)، مركز النشر مكتب الإعلام الإسلامي، الطبعة الرابعة،
1413 ق.
56. تفسير نور الثقلين، عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي (1112 م)، مؤسسة إسماعيليان،
قم المقدسة، الطبعة الرابعة، 1415 ق.
57. التنزيل والتحريف (القراءات)، أحمد بن محمد بن سيار السياري (القرن الثالث الهجري)،
مخطوطة مكتبة السيد المرعشي، رقم المخطوطة (1455).
58. التوحيد، محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (الصدوق، م 381 م)، مؤسسة النشر
الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، قم المقدسة، الطبعة الخامسة، 1416 ق.
59. تهذيب الأحكام، محمد بن الحسن الطوسي (م 460 ه‍)، دار الكتب الإسلامية، طهران،
الطبعة الرابعة، 1365 ش.
60. تهذيب الكمال في أسماء الرجال، جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزني (م 742 م)،
دار الفكر، بيروت، 1414 ق / 1994 م.
61. الثاقب في المناقب، محمد بن علي الطوسي (المعروف بابن حمزة، كان حيا سنة 560 ق)
دار الزهراء، بيروت، الطبعة الأولى، 1411 ق / 1991 م.
62. ثواب الأعمال، محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (المشهور بالصدوق، م 381 ق).
245

63. ثورة الحسين ظروفها الاجتماعية وآثارها الإنسانية، محمد مهدي شمس الدين، دار التعارف
للمطبوعات، بيروت الطبعة الرابعة 397 ق / 1977 م.
64. جامع الأخبار، محمد بن محمد السبزواري (من أعلام القرن السابع)، مؤسسة آل البيت (عليهم السلام)
لإحياء التراث، قم المقدسة، الطبعة الاولى: 1414 ق.
65. جامع البيان في تفسير القرآن، محمد بن جرير الطبري (م 310 ق)، دار المعرفة، بيروت، 1412
ق / 1992 م.
66. جامع الرواة وإزاحة الاشتباهات عن الطرق والإسناد، أحمد بن علي الأردبيلي الغروي
الحائري (من أعلام القرن الحادي عشر) منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم
المقدسة، 1403 ق.
67. جامع عباسي، بهاء الدين العاملي (م 1031 ق) مؤسسة انتشارات فراهاني، طهران.
68. الجامع لأحكام القرآن، محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي (م 671 ق).
69. الجامع للشرائع، يحيى بن سعيد الحلي (م 690 ق). مؤسسة سيد الشهداء، 1405 ق.
70. جامع المقاصد في شرح القواعد، علي بن الحسين الكركي (م 940 ق). مؤسسة
آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث، قم المقدسة، الطبعة الثانية، 1414 ق.
71. الجديد في تفسير القرآن المجيد، محمد السبزواري (م 1982 ق)، دار التعارف للمطبوعات،
الطبعة الاولى، 1402 ق.
72. الجرح والتعديل، عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس بن المنذر التميمي الحنظلي
الرازي (م 327 ق). مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد، الدكن (الهند)، 1271 ق
/ 1952 م.
73. جمال الأسبوع بكامل العمل المشروع، علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس الحسني
الحسيني (م 664 ق)، مؤسسة الآفاق، الطبعة الأولى، 1371 ش.
246

74. جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام، محمد حسن النجفي (م 1266 ق)، دار الكتب
الإسلامية، طهران، الطبعة الثالثة، 1367 ش.
75. الحبل المتين (رسائل بهاء الدين)، محمد بن الحسين بن عبد الصمد الحارثي العاملي
(م 1036 ق)، انتشارات بصيرتي، قم المقدسة.
76. الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، يوسف البحراني (م 1186 ق)، مؤسسة النشر
الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، قم المقدسة.
77. الحسين أبو الشهداء، عباس محمود العقاد، دار الكتاب اللبناني، بيروت، الطبعة الاولى.
78. حياة الإمام الصادق، محمد حسين المظفر، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين،
قم المقدسة.
79. خاتمة المستدرك، حسين النوري الطبرسي (م 1320 ق)، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، قم
المقدسة، 1415 ق.
80. الخرائج والجرائح، قطب الدين الراوندي (م 573 ق)، مؤسسة الإمام المهدي (عج)، قم
المقدسة.
81. خلاصة الأقوال، الحسن بن يوسف الحلي (م 726 ق)، نشر الفقاهة، قم المقدسة، 1417 ق.
82. خمسون ومئة صحابي مختلق، مرتضى العسكري، التوحيد للنشر، الطبعة السادسة،
1414 ق / 1993 م.
83. دائرة المعارف الإسلامية الشيعية، حسن الأمين، دار التعارف للمطبوعات، بيروت،
1412 ق / 1992 م.
84. دراسة حول الأصول الأربعمئة، محمد حسين الحسيني الجلالي، مركز انتشارات الأعلمي،
طهران 1394 ق / 1353 ش.
85. كتاب درست بن منصور، درست بن منصور الواسطي (من أعلام القرن الثاني الهجري).
86. دلائل الإمامة، محمد بن جرير بن رستم الطبرسي (من أعلام القرن الخامس)، مؤسسة البعثة،
قم المقدسة، الطبعة الاولى، 1413 ق.
87. الدر المنثور في التفسير بالمأثور، عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (911 ق)، دار الكتب
العلمية، بيروت، الطبعة الاولى، 1411 ق / 1990 م.
247

88. الدعوات، سعيد بن هبة الله (المشهور بقطب الدين الراوندي، م 573 ق)، مدرسة الإمام
المهدي (عج).
89. الدروس الشرعية في فقه الإمامية، محمد بن مكي العاملي (الشهيد الأول) (م 786 ق)، مؤسسة
النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، قم المقدسة.
90. الذريعة إلى تصانيف الشيعة، آقا بزرگ الطهراني، دار الأضواء، بيروت، الطبعة الثالثة، 1403
ق / 1983 م.
91. رجال ابن الغضائري، أحمد بن الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم الواسطي البغدادي (م 410 ق)،
دار الحديث، قم المقدسة.
92. رجال ابن الغضائري، أحمد بن الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم الواسطي البغدادي، الطبعة
الأولى، 1422 ق / 1380 ش.
93. رجال البرقي، أحمد بن محمد بن خالد البرقي (م 280 ق)، مؤسسة القيوم، قم المقدسة،
1419 م.
94. رجال ابن داوود، الحسن بن داوود الحلي (م 702 ق)، منشورات المطبعة الحيدرية، النجف
الأشرف، (1392 ق / 1972 م).
95. رجال الطوسي، محمد بن الحسن الطوسي (م 460 ق)، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة
لجماعة المدرسين، قم المقدسة، 1415 ق.
96. رجال المجلسي، محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (م 1111 ق)، مؤسسة الأعلمي
للمطبوعات، الطبعة الأولى، 1415 ق / 1995 م.
97. رجال النجاشي، أحمد بن علي بن أحمد بن العباس النجاشي الأسدي (م 450 ق)، مؤسسة
النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، قم المقدسة، 1418 ق.
98. الروض النضير (شرح مجموع الفقه الكبير الصنعاني) حسين بن أحمد سياغي، دار الجيل،
بيروت.
99. الزهد، الحسين بن سعيد الأهوازي (من أعلام الرواة للقرن الثاني والثالث)، المطبعة العلمية، قم
المقدسة، 1399 ق.
100. زيد بن علي ومشروعية الثورة عند أهل البيت، نوري حاتم، مركز الغدير.
248

101. السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي، محمد بن منصور بن أحمد بن إدريس الحلي (ت 598 ق)،
مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، قم المقدسة.
102. سيد الشهداء، عباس محمود العقاد.
103. سير أعلام النبلاء، محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت 748 ق)، دار الفكر، بيروت، الطبعة
الاولى: 1417 ه‍ - 1997 م.
104. السيرة النبوية، عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري (ت 218 ق)، طبع: مطبعة مصطفى
البابي الحلبي وأولاده، مصر 1355 ق / 1936 م.
105. شرح كتاب الكافي (الأصول والروضة) محمد صالح المازندراني (ت 1081 ق)، إيران.
106. شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد المعتزلي (ت 656 ق)، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة،
الطبعة الثانية، 1385 ق / 1965 م (أوفسيت منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي
النجفي، قم، إيران 1404 ق).
107. صفات الشيعة، محمد بن علي الحسين بن بابويه القمي (المشهور بالصدوق، م 381 ق).
108. ضحى الإسلام، أحمد أمين، دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة العاشرة.
109. الضعفاء والمتروكين، عبد الرحمن بن علي بن الجوزي القرشي البغدادي (م 597 ق).
110. طب الأئمة (عليهم السلام)، برواية أبي عتاب عبد الله بن سابور الزيات والحسين بن بسطام النيسابوريين،
منشورات الرضي، قم المقدسة، الطبعة الثانية، 1363 ش.
111. الطبقات الكبرى محمد بن سعد بن منيع الزهري (م 230 ق) دار إحياء التراث العربي، بيروت.
112. طرائف المقال في معرفة طبقات الرجال، علي أصغر بن محمد سفيع الجابلقي البروجردي
(م 1313 ق)، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم المقدسة، 1410 ق.
113. عادات وتقاليد الشعوب القديمة، فاضل عبد الواحد وعامر سليمان.
114. عبد الله بن سبأ وأساطير اخرى، مرتضى العسكري، المجمع العلمي الإسلامي، طهران، الطبعة
الأولى، 1417 ق / 1997 م.
115. عدة الرجال، محسن بن الحسن الحسيني الأعرجي الكاظمي (م 1227 ق)، مؤسسة الهداية
لإحياء التراث، قم المقدسة، الطبعة الأولى: 1415.
249

116. العقد الفريد، أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي (م 463 ق)، دار الكتاب العربي، بيروت
لبنان، 1406 ق / 1986 م.
117. عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي الصدوق (م 381 ق)،
مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، 1404 ق / 1984 م.
118. الغارات، إبراهيم بن محمد الثقفي الكوفي (م 283 ق)، مطبعة بهمن، 2535 شاهنشاهي.
119. الغيبة، أبو زينب محمد بن إبراهيم النعماني (من أعلام القرن الرابع)، مكتبة الصدوق، طهران.
120. الغيبة، محمد بن الحسن الطوسي (م 460 ق)، مؤسسة المعارف الإسلامية، قم المقدسة،
1411 ق.
121. فتوح البلدان، أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري (م 279 ق)، مطبعة لجنة البيان العربي،
القاهرة.
122. فرج المهموم في تاريخ علماء النجوم، علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس الحسني
الحسيني (م 664 ق).
123. فرحة الغري، عبد الكريم بن طاووس الحسني (م 693 ق)، مركز الغدير للدراسات الإسلامية،
الطبعة الاولى، 1419 ق / 1998 م.
124. فرق الشيعة، الحسن بن موسى النوبختي (من أعلام القرن الثالث للهجرة)، المطبعة الحيدرية
في النجف الأشرف، 1355 ق / 1936 م.
125. الفرق بين الفرق، عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي (م 429 ق)، دار المعرفة، بيروت،
1417 ق / 1997 م.
126. الفصول المهمة في اصول الأئمة، محمد بن الحسن الحر العاملي (م 1104 ق)، مؤسسة معارف
اسلامي إمام رضا (عليه السلام)، الطبعة الاولى، 1418 ق / 1376 ش.
127. فضائل الأشهر الثلاثة، محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (المشهور بالصدوق،
م 381 ق)، دار المحجة البيضاء - دار الرسول الأكرم، الطبعة الثانية، 1412 ق / 1992 م.
128. الفوائد الرجالية، محمد إسماعيل الخواجوي الإصفهاني (م 1173 ق)، مجمع البحوث
الإسلامية، مشهد إيران، الطبعة الأولى، 1413 ق / 1372 ش.
250

129. الفوائد الرجالية، محمد مهدي بحر العلوم الطباطبائي (م 1212 ق)، مكتبة الصادق،
طهران، 1363 ش.
130. الفوائد الرجالية، علي الحسيني الصدر، دار الغدير، قم المقدسة، الطبعة الاولى، 1420 ق.
131. الفهرست، محمد بن الحسن الطوسي (م 460 ق)، نشر الفقاهة، قم المقدسة، الطبعة الاولى،
1417 ق.
132. قواعد الأحكام، أبو منصور الحسن بن يوسف بن المطهر الإسلامي (العلامة الحلي)
(م 726 ق)، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، قم المقدسة، الطبعة الاولى،
1413 ق.
133. الكافي، محمد بن يعقوب الكليني (م 329 ق)، دار الكتب الإسلامية، طهران، 1367 ش.
134. كامل الزيارات، جعفر بن محمد بن قولويه القمي (م 368 ق)، نشر الفقاهة، قم المقدسة.
135. الكامل في التاريخ، محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني (المعروف
بابن الأثير، 630 ق)، دار صادر، بيروت، 1385 ق / 1965 م.
136. الكامل في ضعفاء الرجال، عبد الله بن عدي الجرجاني (م 365 ق)، دار الكتب العلمية، بيروت،
الطبعة الاولى، 1418 ق / 1998 م.
137. كشف الأستار عن وجه الكتب والأسفار، أحمد الحسيني الخوانساري (م 1359 ق)، مؤسسة آل
البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث، قم المقدسة، الطبعة الاولى، 1409 ق.
138. كشف اللثام، بهاء الدين محمد بن الحسن بن محمد الإصفهاني (المعروف بالفاضل الهندي،
م 1137 ق)، منشورات مكتبة السيد المرعشي النجفي، قم المقدسة، 1405 ق.
139. كشف الغمة في معرفة الأئمة، علي بن عيسى بن أبي الفتح الأردبيلي (م 693 ق)،
دار الأضواء، بيروت، الطبعة الثانية، 1405 ق / 1980 م.
140. إكمال الدين وتمام النعمة، محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (الصدوق، م 381 ق)،
مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، قم المقدسة، الطبعة الثالثة، 1416 ق.
141. كليات في علم الرجال، جعفر السبحاني، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين،
قم المقدسة، الطبعة الثالثة، 1419 ق.
251

142. لسان العرب، ابن منظور (م 711 ق)، دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة الاولى،
1408 ق / 1988 م.
143. لسان الميزان، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (م 852 ق)، دار الكتب العلمية، بيروت،
الطبعة الاولى، 1416 ق / 1996 م.
144. اللمعة الدمشقية، محمد بن جمال الدين مكي العاملي (الشهيد الأول، م 786 ق)، منشورات
دار الفكر، قم المقدسة، الطبعة الاولى، 1411 ق.
145. المبسوط في فقه الإمامية، محمد بن الحسن بن علي الطوسي (م 460 ق)، المكتبة المرتضوية
لإحياء آثار الجعفرية، طهران، الطبعة الثالثة.
146. مجمع البيان في تفسير القرآن، الفضل بن الحسن الطبرسي (القرن السادس)، انتشارات ناصر
خسرو، طهران، الطبعة الاولى، 1406 ق / 1986 م.
147. المجروحين، محمد بن حيان بن أحمد بن أبي حاتم التميمي (م 354 ق).
148. مجمع الرجال، عناية الله علي القهبائي (كان حيا سنة 1016 ق)، مؤسسة اسماعيليان،
قم المقدسة.
149. المحاسن، أحمد بن محمد بن خالد البرقي (م 280 ق)، دار الكتب الإسلامية، قم المقدسة،
الطبعة الثانية.
150. مختصر بصائر الدرجات، حسن بن سليمان الحلي (أوائل القرن التاسع)، منشورات المطبعة
الحيدرية النجف، 1370 ق / 1950 م.
151. مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر، محمد بن مكرم (المعروف بابن منظور، م 711 ق)،
دار الفكر، بيروت، الطبعة الأولى، 1404 ق / 1984 م.
152. مدينة المعاجز، هاشم البحراني (م 1109 ق)، مؤسسة المعارف الإسلامية، الطبعة الأولى،
1413 ق.
153. مرآة العقول، محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (م 1111 ق)، دار الكتب الإسلامية،
طهران، الطبعة الرابعة، 1379 ش.
154. مروج الذهب، علي بن الحسين بن علي المسعودي (م 346 ق)، مؤسسة الأعلمي
للمطبوعات، بيروت، الطبعة الأولى، 1411 ق / 1991 م.
252

155. مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الاسلام، زين الدين بن علي العاملي (الشهيد الثاني،
م 965 ق)، مؤسسة المعارف الإسلامية، قم المقدسة، الطبعة الأولى، 1413 ق.
156. مستدركات علم رجال الحديث، علي النمازي الشاهرودي (م 1415 ق)، الناشر:
ابن المؤلف، الطبعة الأولى، 1412 ق.
157. المستدرك على الصحيحين، أبو عبد الله الحاكم النيشابوري (م 405 ق)، دار المعرفة، بيروت.
158. مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل، ميرزا حسين النوري الطبرسي (م 1320 ق)، مؤسسة آل
البيت (عليهم السلام)، قم المقدسة، 1407 ق.
159. مشكاة الأنوار، أبو الفضل علي الطبرسي (المتوفي في أوائل القرن السابع الهجري)،
دار الحديث، قم المقدسة، الطبعة الأولى.
160. مصادقة الإخوان، محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (الشيخ الصدوق، 381 ق)، مكتبة
صاحب الزمان، قم المقدسة، 1402 ق / 1982 م.
161. مصباح المتهجد، محمد بن الحسن الطوسي (م 460 ق)، مؤسسة فقه الشيعة، بيروت.
162. معاني الأخبار، محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (الصدوق، م 381 ق)، مؤسسة النشر
الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، قم المقدسة، الطبعة الثالثة، 1416 ق.
163. معجم البلدان، أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي الروحي البغدادي (م 626 ق)، دار إحياء
التراث، بيروت، 1399 ق / 1979 م.
164. معجم رجال الحديث. أبو القاسم الخوئي، منشورات مدينة العلم، قم المقدسة، وطبعة طهران
الجديدة.
165. المعجم الموحد لأعلام الأصول الرجالية والخلاصة للعلامة، محمود درياب النجفي، مجمع
الفكر الإسلامي، قم المقدسة، الطبعة الأولى، 1414 ق.
166. معراج الكمال إلى معرفة الرجال، سليمان بن عبد الله الماحوزي البحراني (م 1121 ق)، نشر
المحقق العويناتي، مطبعة سيد الشهداء، قم المقدسة، الطبعة الاولى، 1412 ق.
167. المغازي، محمد بن عمر بن واحد (م 207 ق) مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، الطبعة
الثالثة، 1409 ق / 1989 م.
168. المغني في الضعفاء، محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (م 748 ق).
253

169. معنى المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج، محمد الشريين.
170. من أعيان الشافعية في القرن السابع الهجري، شركة ومكتبة مطبعة مصطفى البابي الحلبي
وأولاده مصر، 1377 ق / 1958 م.
171. مفاتيح الجنان، عباس القمي، شركت تعاوني ناشران قم، الطبعة الثانية.
172. المفيد من معجم رجال الحديث، محمد الجواهري، مكتبة محلاتي، قم المقدسة، الطبعة
الاولى، 1417 ق.
173. مقاتل الطالبيين، أبو الفرج الإصفهاني (م 356 ق)، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، الطبعة
الثانية، 1419 ق / 1998 م.
174. مقالات الإسلامين واختلاف المصلين، أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري (م 324 ق).
175. مقياس الهداية في علم الدراية، عبد الله المامقاني (م 1351 ق) مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء
التراث، قم المقدسة، الطبعة الاولى المحققة، 1411 ق.
176. المقنعة، محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي (الملقب بالشيخ المفيد، 413 ق)،
مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، قم المقدسة، الطبعة الثانية، 1410 ق.
177. مكارم الأخلاق، الحسن بن الفضل الطبرسي (من أعلام القرن السادس)، دار القارئ، بيروت،
الطبعة الاولى، 1413 ق / 1997 م.
178. ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار، محمد باقر المجلسي (م 1111 ق)، مكتبة آية الله
المرعشي، قم المقدسة، 1407 ق.
179. ملخص المقال في أسماء الموثقين والمعتمدين من الرجال، عباس المحمود الدشتي، الطبعة
الاولى، 1420 ق.
180. المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، عبد الرحمن بن علي الجوزي (م 597 ق)، بيروت
1454 ق / 1995 م.
181. منتهى المقال في أحوال الرجال، محمد بن إسماعيل المازندراني (أبو علي الحائري،
م 1216 ق)، مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث، الطبعة الاولى، 1416 م.
182. الملل والنحل، محمد بن عبد الكريم الشهرستاني (548 ق)، دار الكتب العلمية، بيروت.
183. مناقب آل أبي طالب، محمد بن علي بن شهرآشوب السروي المازندراني (م 588 ق)،
دار الأضواء، بيروت، 1405 ق / 1985 م.
254

184. كتاب من لا يحضره الفقيه، محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (م 381 ق)، مؤسسة
النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، قم المقدسة 1416 ق.
185. المؤمن، الحسين بن سعيد الكوفي الأهوازي، مدرسة الإمام المهدي (عج)، قم المقدسة،
الطبعة الاولى، 1404 ق / 1363 ش.
186. المهندس البارع في شرح المختصر النافع، أحمد بن محمد بن فهد الحلي (م 841 ق)، مؤسسة
النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، قم المقدسة، 1407 ق.
187. ميزان الاعتدال، محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (م 748 ق)، دار الفكر، بيروت.
188. الناصريات، علي بن الحسين بن موسى الشريف المرتضى (م 436 ق)، مركز البحوث
والدراسات العلمية، طهران، 1417 ق / 1997 م.
189. النزاع التخاصم فيهما بين بني امية وبني هاشم، أحمد بن علي المقريزي (م 845 ق).
190. نفس الرحمن في فضائل سلمان، حسين النوري الطبرسي (م 1320 ق)، جواد القيومي، قم
المقدسة: مؤسسة الآفاق، الطبعة الأولي، 1411 ق.
191. كتاب النوادر، أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري القمي (م بعد 280 ق)، مدرسة الإمام
المهدي، قم المقدسة، الطبعة الاولى، 1408 ق.
192. نوادر المعجزات في مناقب الأئمة الهداة (عليهم السلام)، محمد بن جرير بن رستم الطبرسي الإمامي (في
المئة الرابعة)، مدرسة الإمام المهدي (عج) قم المقدسة، الطبعة الاولى، 1410 ق.
193. كتاب الوافي، محمد محسن (المشهور بالفيض الكاشاني، م 1091 ق)، مكتبة أمير المؤمنين
العامة أصفهان، الطبعة الاولى، 1406 ق.
194. النوروز في مصادر الفقه والحديث، مركز المعجم الفقهي في الحوزة العلمية بقم المشرفة،
لإحياء التراث دار القرآن الكريم.
195. وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة، محمد بن الحسن الحر العاملي (م 1104 ق)،
مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث، قم المقدسة: 1414 ق.
196. الهداية الكبرى، الحسين بن حمدان الخصيب (م 334 ق)، مؤسسة البلاغ، بيروت، 1411 ق /
1991 م.
255