الكتاب: الطبقات الكبرى
المؤلف: محمد بن سعد
الجزء: ١
الوفاة: ٢٣٠
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع:
المطبعة: دار صادر - بيروت
الناشر: دار صادر - بيروت
ردمك:
ملاحظات:

الطبقات الكبرى
1

الطبقات الكبرى
لابن سعد
المجلد الأول
السيرة الشريفة النبوية
دار صادر
بيروت
3

محمد بن سعد
وكتاب الطبقات
ترجم له ابن النديم في الفهرست: 199 (ط. فلوجل)، وابن أبي حاتم في
الجرح والتعديل رقم: 1433، والخطيب في تاريخ بغداد 5: 321، وابن خلكان
في وفيات الأعيان رقم: 617 (ط. محيي الدين عبد الحميد) والصفدي في الوافي
3: 88 (رقم 1009)، والذهبي في تذكرة الحفاظ، وابن حجر في تهذيب
التهذيب، وابن تغري بردي في النجوم الزاهرة (وفيات 230) والجزري في طبقات
القراء (1: 142). ووردت عنه إشارات في كتاب بغداد لابن طيفور، ومعجم
الأدباء لياقوت، والاعلان بالتوبيخ للسخاوي. وألف عنه أتولث ott loth رسالة عام
1869 ثم درس طريقته في الطبقات في مقال له نشر بمجلة zdmg ص 593 - 614
العدد 23، وكتب سخاو sachau تحليلا لكتابه في مقدمة الجزء الثالث من الطبقات،
وتحدث عنه هور وفنز horovitz بين كتاب المغازي الأولى ص 126 - 132 (ترجمة
حسين نصار). ويستطيع القارئ أن يراجع ما كتب عنه في دائرة المعارف الاسلامية
وفي تاريخ بروكلمان (الأصل 1: 136 والتكملة 1: 208).
ومع كل ذلك، فان المعلومات التي نحتاجها لنرسم منها هيكلا لسيرته
قليلة يسيرة لا تفي بشئ من هذا، لان محمد بن سعيد بن منيع البصري
الزهري المكنى بأبي عبد الله، يمثل شخصية الرواية الذي لم يسمح لذاته
وعلاقاته وأحواله بأن ترتسم على ما يرويه، أو أن تتدخل فيه، وإنه لمن
5

المفارقات أن ترى الشخص الذي حفظ لنا الصفات الخلقية والخلقية
وأدق المظاهر أحيانا عن حياة الأشخاص، لا يجد من يكتب عنه ترجمة
موضحة.
فكل ما لدينا عنه أنه ولد سنة 168 ه‍. بالبصرة، فنسب إليها، وارتحل
إلى بغداد وأقام فيها ملازما لأستاذه الواقدي يكتب له، حتى عرف باسم
" كاتب الواقدي ". وكانت له رحلة إلى المدينة والكوفة، ولا ريب في
أن رحلته إلى المدينة تمت قبل سنة 200 ه‍، فهو يذكر أنه لقي فيها بعض
الشيوخ عام 189 كما أن أكثر الذين روى عنهم من أهلها أدركتهم المنية
قبل مطلع القرن الثالث. وقد كان أحد أجداده مولى لبني هاشم، ولكن
ابن سعد نفسه كان قد تحلل من عهدة الولاء، وفي نسبته أنه زهري، وهي
نسبة غريبة بعدما صرحت الروايات بولاء أهله لبني هاشم.
وفي أثناء حله وترحاله، كان شغله الشاغل هو لقاء الشيوخ وكتابة
الحديث وجمع الكتب، ولذلك اتصل بأعلام عصره من المحدثين فروى
عنهم وقيد مروياته، وأفاد منها في تصنيف كتبه حتى وصف بأنه كان
كثير العلم، كثير الحديث والرواية، كثير الكتب. وهذا الخبر قد يدل على
أن نشاطه لم يقف به عند تأليف الطبقات، وعلى سعة باعه في نواح علمية
كثيرة فان المصادر لم تذكر له من المؤلفات إلا كتابين آخرين - عدا
الطبقات الكبير - وهما كتاب الطبقات الصغير، وهو مستخرج من المؤلف
الأول، وكتاب أخبار النبي - وهو الكتاب الوحيد الذي ذكره ابن النديم -
وربما لم يكن شيئا سوى الجزأين الأولين من الطبقات الكبير، أي أن الكتب
الثلاثة في حقيقتها كتاب واحد، وتسكت المصادر عما سوى ذلك من
مؤلفات.
ونستطيع أن نقول إن محمد بن سعد كان على اتصال بأكبر رجال
الحديث في عصره، سواء أكانوا شيوخا أم تلامذة. ومن يطلع على الطبقات
6

يجد له شيوخا كثيرين منهم سفيان بن عيينة وأبو الوليد الطيالسي ومحمد بن
سعدان الضرير ووكيع بن الجراح وسليمان بن حرب وهشيم والفضل بن
دكين والوليد بن مسلم ومعن بن عيسى وعشرات غيرهم، ولو راجع القارئ
تراجم هؤلاء الشيوخ في كتب الرجال، لوجد معظمهم ممن لا يشك في
عدالته. وهذا ما يجعلنا نعتقد أن المادة التي نقلها ابن سعد قد وجهت بالنقد
الضمني لأنه تحرى قبل نقلها أن تكون في الأكثر مأخوذة عن العدول الثقات.
وهذا الموقف هو الذي كسب لابن سعد تقدير معاصريه ومن بعدهم،
فكلهم تقريبا وثقه وأثنى عليه حتى قال فيه الخطيب: " محمد بن سعد عندنا
من أهل العدالة وحديثه يدل على صدقه فإنه يتحرى في كثير من رواياته ".
وقال ابن خلكان: " كان صدوقا ثقة " وقال ابن حجر: " أحد الحفاظ
الكبار الثقات المتبحرين " ووصفوه بالفضل والفهم والنبل، وفضلوه على
أستاذه الواقدي فقال السخاوي " ثقة مع أن أستاذه ضعيف ". وقد تستوقفنا
هنا ثلاث روايات تتصل بعدالته:
أولاها: أن ابن فهم - تلميذه - كان مرة عند مصعب الزبيري فمر
بهم يحيى بن معين قال له مصعب: يا أبا زكريا، حدثنا محمد بن سعد الكتاب بكذا وكذا، فقال له يحيى: كذب. وقد اعتذر عنه الخطيب بأن
تلك الأحاديث التي أنكرها يحيى ربما كانت من المناكير التي يرويها الواقدي،
أي أنه ألقى اللوم على أستاذه أيضا. ومن أجل هذه القصة فيما يبدو قال ابن
تغري بردي: وثقه جميع الحفاظ ما عدا يحيى بن معين.
الثانية: أن ابن أبي حاتم سأل أباه عنه فقال له: " يصدق " 1
- ولم يستعمل نعتا قويا في توثيقه - وزاد قائلا: رأيته جاء إلى القواريري
وسأله عن أحاديث فحدثه.

1 - أصبحت هذه اللفظة في مصدر متأخر " صدوق " انظر ابن الجزري 1: 143.
7

الثالثة: ما ذكره ابن طيفور 1 من أن المأمون كتب إلى إسحاق بن
إبراهيم في إشخاص سبعة من الفقهاء - بينهم محمد بن سعد كاتب الواقدي -
فأشخصوا إليه، فسألهم وامتحنهم عن خلق القرآن فأجابوا جميعا: إن القرآن
مخلوق. فهذه الرواية إن صحت تدل أولا على ما كان يتمتع به ابن سعد
من شهرة وتقدم في بغداد، ولكنها قد تشير ثانيا إلى شئ من عدم الرضى عنه
بين فئة من أهل الحديث: ومع ذلك فقد نرى بينه وبين أحمد بن حنبل الذي
وقف أصلب موقف في فتنة خلق القرآن علاقة قوية إذ كان أحمد يوجه
في كل جمعة برجل إلى ابن سعد يأخذ منه جزأين من حديث الواقدي فينظر
فيهما إلى الجمعة الأخرى ثم يردهما ويأخذ غيرهما.
أما تلامذته فهم كثيرون أيضا، ومنهم أحمد بن عبيد وابن أبي الدنيا
والبلاذري والحارث بن أبي أسامة والحسين بن فهم وغيرهم.
وتكاد المصادر تجمع على أن ابن سعد توفي يوم الأحد لأربع خلون
من جمادى الآخرة سنة 230 ه‍، بمدينة بغداد ودفن في مقبرة باب الشام
وهو يومئذ ابن اثنتين وستين سنة. وهذا الخبر منقول عن الحسين بن فهم
أحد تلامذته الأدنين، وأحد اثنين رويا كتاب الطبقات. ولكن ابن أبي
حاتم يذكر أنه توفي سنة ست وثلاثين (يعني ومائتين) وقال الصفدي في
الوافي انه توفي سنة 222 على خلاف في ذلك. ويبدو أن رواية ابن فهم هي
الصحيحة، فأما رواية الصفدي في الوافي فواضحة الخطأ لان ابن سعد يؤرخ
لأناس توفوا سنة 228 و 229 ه‍ 2 وليس هناك ما يدل على أن ذلك مما زاده
الرواة الذين نقلوا الكتاب. أما رواية ابن أبي حاتم فقد كتبت بالأرقام لا
بالحروف وهي في شكلها الذي كتبت به لا تسلم من الخطأ.

1 - جاء هذا الخبر على نحو أكمل في النجوم الزاهرة 2: 219.
2 - انظر الطبقات 5: 326.
8

ولم تقتصر ثقافة ابن سعد على الحديث والاخبار والسير بل إنه كتب
الغريب والفقه، وربما دلت صلته بالنحويين واللغويين مثل أبي زيد الأنصاري 1
على استكماله للنواحي اللغوية والنحوية، على نحو واسع. أما صلته بمحمد
ابن سعدان الضرير وهو من مشهوري القراء فتدل على اهتمامه بالقراءات،
وقد صرح ابن الجزري بأن ابن سعد روى الحروف عن محمد بن عمر
الواقدي ثم رواها عنه الحارث بن أبي سلمة، وكان توفره على كتابة تراجم
الرجال سببا في اطلاعه الواسع على علم الأنساب، ويبدو من الطبقات أنه أحكم
هذا الفرع إحكاما جيدا بحيث تمكن فيه من المناقشة والترجيح، وعمدته
في ذلك رواية أستاذه الواقدي، ورواية ابن إسحاق، ورواية ابن عمارة
الأنصاري في نسب الأنصار، ورواية هشام بن محمد بن السائب الكلبي،
وعن هذا الأخير روى ابن سعد كتابه " جمهرة الأنساب " 2.
و " الطبقات " معرض لنواح كثيرة من ثقافته، وهو عمل ضخم
أراده أن يكون في خمسة عشر مجلدا، ليخدم به السنة أو علم الحديث،
فتحدث فيه عن الرسول والصحابة والتابعين إلى عصره، مقتفيا خطى أستاذه
الواقدي الذي ألف أيضا كتاب " الطبقات "، ويبدو أن عمل ابن سعد شمل
رواية الواقدي نفسه في السيرة والتراجم مضافا إليها روايات أخذها عن
غير الواقدي في السيرة والتراجم أيضا، فإذا كتابه صورة أكمل وأوسع
لأنه يمثل نشاط المحدثين والأخباريين والنسابين في عصره وفيما قبله. غير
أو الواقدي يغلب على من عداه في توجيه كثير من المادة، وإن كنا نجد فصولا
استجدها ابن سعد، فلم يرد فيها ذكر للواقدي إطلاقا (مثل " ذكر كنية
رسول الله، صلى الله عليه وسلم " 1 / 1: 66، ومثل " ذكر ما كان

1 - انباه الرواة 2: 30 - 31
2 - ياقوت 7: 250 (ط. مرجوليوث).
9

رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يعوذ به ويعوذه به جبريل " 2 / 1: 14)
وقد كان الواقدي قليل الاهتمام بأمر التاريخ الجاهلي، ولذلك نجد أن رواية
هشام بن محمد بن السائب الكلبي قد غلبت على الفصول المتصلة بتاريخ الأنبياء
وبالأنساب القديمة، على وجه الاجمال، غير أن الفصول التي لم يذكر
فيها الواقدي قليلة، وأهم الفصول إنما هي من اجتهاده وتحريره، حتى
ليصدق قول ابن النديم على ابن سعد " ألف كتبه من تصنيفات الواقدي ".
وفي حديثه عن الوفود التي وفدت على الرسول تجد رواية الواقدي تسير جنبا
إلى جنب - في أكثر الأحيان - مع رواية هشام بن الكلبي. بل لم يقتصر
ابن سعد على الإفادة من " طبقات " الواقدي وإنما استقى معلومات من
كتبه الأخرى مثل كتاب " أزواج النبي، صلى الله عليه وسلم "، وكتاب
" وفاة النبي، صلى الله عليه وسلم "، وكتاب " أخبار مكة "، وكتاب
" السيرة "، وكتاب " طعم النبي "، وأفاد بخاصة من كتاب " المغازي "،
فقد دخل هذا الكتاب كله ضمن طبقات ابن سعد. غير أنه لم يكتف به في
هذا الموضوع فأضاف إليه المعلومات التي رواها عن ثلاثة من الرواة تتصل
رواية الأول منهم (وهو رويم بن يزيد المقرئ) بمغازي ابن إسحاق،
وتتصل رواية الثاني بأبي معشر أحد الذين كتبوا في المغازي، أما الثالث
وهو إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدني فتتصل روايته بمغازي موسى
ابن عقبة. وهكذا يجيء هذا الفصل ممثلا لأربعة كتب في المغازي (عدا
روايات أخرى). ولابد لنا من أن نتذكر أن اثنين من هؤلاء الثلاثة وهما
موسى بن عقبة وابن إسحاق كانا من تلامذة الزهري، وأن إحدى روايات
الواقدي تتصل بالزهري، كما أن الواقدي نفسه اعتمد كثيرا على مغازي
موسى بن عقبة ومغازي ابن إسحاق، دون أن يشير إليهما كثيرا. وفي
هذا ما يدل على اختلاط الروايات واتفاقها في منبع واحد. أما أبو معشر
فقد اعتمد عليه الواقدي أيضا وكان موثقا في السيرة والمغازي بصيرا بهما،
10

غير أن ابن سعد نفسه وصفه بأنه " كان كثير الحديث ضعيفا ".
ويتبين لنا من هذا العرض أن في رواة ابن سعد ثلاثة على الأقل يضعفهم
أهل الحديث، وهم: هشام بن محمد بن السائب الكلبي (وإن كان عندهم
أوثق من أبيه) ولكنه يروي عن أبيه، وكان ابن سعد يعرف أن المحدثين
يضعفونه. ثم الواقدي نفسه فقد اتهموه بأنه أغرب على الرسول بعشرين ألف
حديث وأنه كان يروي المناكير. والثالث أبو معشر هذا المذكور. غير
أنهم جميعا يوثقون في السيرة والمغازي. وهذا الانفصال بين الحديث من ناحية
والسير والاخبار والمغازي من ناحية أخرى أمر يستحق النظر. ولعل التحري
الدقيق يثبت أن المحدثين الذين جرحوا هؤلاء المؤرخين كانوا ينظرون
من زاوية خاصة، لعلها ضيقة محدودة، آية ذلك أن الواقدي نفسه وهو
ما يهمنا هنا - لان أكثر علم ابن سعد مأخوذ عنه - كان موثقا عند فريق
كبير من المحدثين فكان ابن سلام الجمحي يقول: " محمد بن عمر الواقدي
عالم دهره " وكان الامام مالك يسأله إذا أشكل عليه أمر، وقال فيه
الدراوردي " ذلك أمير المؤمنين في الحديث " وقال مصعب الزبيري " والله ما
رأينا مثله قط "، إلى غير ذلك من شهادات الأئمة الاعلام فيه. وقد كان
الواقدي ذا إحساس ميق بمهمة المؤرخ وواجبه وحدوده، وحسبنا شاهدا
على ذلك أنه عند تأريخه المغازي لم يترك موضعا حدثت فيه غزاة إلا كان
يذهب لمعاينته، وقد شهد بعضهم أنه رآه وهو ذاهب إلى حنين ليرى موضع
الوقعة. وأكبر ما عابه عليه المحدثون شئ اتبعه ابن سعد تلميذه أيضا وهو
جمع أسانيد كثيرة وإيراد متن واحد لها، وإدخال حديث الرجال بعضهم
في بعض، مبتغيا الايجاز إذا كثرت الروايات وتشابهت.
على أن اعتماد مغازي موسى بن عقبة وابن إسحاق وأبي معشر ورواة
الواقدي من المدنيين حقيقة هامة يمكن أن نرى فيها ما يسمى " مدرسة
المدينة " في السيرة، وهذه المدرسة التي انتقل مركز الثقل فيها من المدينة إلى
11

بغداد بانتقال ابن إسحاق وأبي معشر والواقدي، ثم انضم إليها ابن سعد
نفسه بدراسته على الواقدي، قد عملت في ظل الخلافة العباسية وكان بعض
أفرادها ينتمون إلى العباسيين بالولاء كأبي معشر وابن سعد، وكان بعضهم
يجد الحظوة التامة لدى العباسيين كابن إسحاق والواقدي.
وبعد أن انتهى ابن سعد في أكثر الجزأين الأولين من سيرة الرسول،
أضاف فصلا عن الذين كانوا يفتون بالمدينة على عهد الرسول، ثم أخذ يترجم
للصحابة والتابعين فشغل بلك جميع الاجزاء الباقية من كتابه، ما عدا الجزء
الأخير الذي خصصه للنساء وقد راعى في التراجم عنصرين: عنصر الزمان
وعنصر المكان - أما عنصر الزمان فقد تدخل في بناء الطبقات من أولها إلى
آخرها، وكانت السابقة إلى الاسلام هي المحور الأكبر فيه، سواء اتصلت
بالهجرة إلى الحبشة ثم بموقعة بدر أو وقت بما قبل فتح مكة، أو غير ذلك
من النقط الزمنية التي وجهت التقسيم في ذلك الكتاب، ومن ثم بدأ بالمهاجرين
البدريين ثم بالأنصار البدريين ثم بمن أسلم قديما ولم يشهد بدرا وإنما
هاجر إلى الحبشة أو شهد أحدا (فالبدريون مفضلون على من عداهم) ثم
من أسلم قبل فتح مكة وهكذا. و نلاحظ في هذه القسمة أن ابن سعد احتذى
فيها شيئا شبيها بما صنعه عمر بن الخطاب عندما دون الدواوين. وبعد هذا
تدخل العنصر المكاني فأخذ يترجم للصحابة ومن بعدهم على حسب الأمصار
التي نزلوها فسمى من كان بالمدينة ومكة والطائف واليمن واليمامة، ثم من
نزل الكوفة، ثم من نزل البصرة، ومن كان موطنه الشام ومصر وغيرهما.
وفي أثناء هذا التقسيم التفت إلى تقسيمات جزئية مؤسسة على الرواية، وظل
العامل الزمني معتبرا أيضا أثناء التقسيمات المكانية، وبخاصة عند الحديث
عن التابعين لأنه ترجم لهم في طبقات، والطبقة في العادة تساوي جيلا أو
عشرين سنة أو عشر سنين، وهي تساوي في كتاب ابن سعد عشرين سنة
تقريبا، فمثلا تراوح نهاية الطبقة الثالثة بين سنتي 108 - 113 وتراوح نهاية
12

الطبقة الرابعة بين سنتي 126 - 132.
وقد أظهر هذا التقسيم عيبا واحدا في الكتاب، إذ قد يكون أحد الأشخاص
داخلا في غير واحد في هذا المنهج الكبير، أي قد يكون أحد الناس
بدريا، ممن يفتي أيام الرسول، ثم هاجر إلى مصر من الأمصار وعلى هذا
فلابد له من ثلاث تراجم، غير أن ابن سعد كان على وعي بهذا ولذلك ففي
مثل هذه الأحوال تجده يطيل الترجمة في موطن واحد ويوجز في المواطن
الأخرى. وهناك مظهر آخر لهذا التقسيم نتج من الاعتماد الكلي على الرواية
وذلك هو أننا كلما ابتعدنا عن الطبقات الأولى التي تهم ابن سعد الرواية عنها
من جميع النواحي، أخذت الترجمة تتضاءل وتقل قيمتها، وبدلا في هذا بقولة
موجزة وأفاض كثيرا في تراجم الصحابة وكبار التابعين وبلغ من الدقة حدا
يجعل من كتابه وثيقة بالغة القيمة.
وقد اختفت شخصية ابن سعد أو كادت وراء السند، بل إنه لا يضيرنا
كثيرا أن نعتبر كتاب الطبقات رواية نقلها تلميذ ابن سعد " الحارث بن أبي
أسامة " مثلا - بل إننا نجد في بعض المواطن هذه العبارة " حدثنا محمد بن
سعد " أي أن الذي يروي النص تلميذه لا هو، وقد كفل هذا للكتاب قسطا
وافرا جدا من الموضوعية، كما هي الحال في أكثر نواحي الثقافة الاسلامية
المعتمدة على الأسانيد. وليس لابن سعد في الكتاب تعليقات كثيرة ولكن ما
يوجد منها يدل على قدرة نقدية طيبة. فمن ذلك قوله في التعليق على اختلاف
العلماء في نسب معد: " ولم أر بينهم اختلافا أن معدا من ولد قيذر بن إسماعيل،
وهذا الاختلاف في نسبته يدل على أنه لم يحفظ وإنما أخذ ذلك من أهل الكتاب
وترجموه لهم فاختلفوا فيه، ولو صح ذلك لكان رسول الله، صلى الله عليه
وسلم، أعلم الناس به، فالامر عندنا على الانتهاء إلى معد بن عدنان ثم الامساك
13

عما وراء ذلك إلى إسماعيل بن إبراهيم " 1. وهو يذكر رواية ابن الكلبي
أن والد الرسول توفي بعدما أتى على الرسول ثمانية وعشرون شهرا، ويقال
سبعة أشهر، ثم يعلق على ذلك بقوله: " والأول أثبت أنه توفي ورسول الله،
صلى الله عليه وسلم، حمل " 2 وأورد رواية يستفاد منها أن النبي بكى عند قبر
أمه لما فتح مكة فقال " وهذا غلط وليس قبرها بمكة، وقبرها بالأبواء " 3.
وقال في موطن آخذ يذكر وفاة حميد بن عبد الرحمن: " وقد سمعت من
يذكر أنه توفي سنة خمس ومائة وهذا غلط وخطأ ليس يمكن أن يكون
ذلك كذلك، لا في سنة ولا في روايته، وخمس وتسعون أشبه وأقرب إلى
الصواب " 4. ونقل عن هشام الكلبي قوله إن الذي حضر بدرا هو السائب
ابن مظعون (لا السائب بن عثمان بن مظعون) فقال في التعليق عليه:
" وذلك عندنا منه وهل لان أصحاب السيرة ومن يعلم المغازي يثبتون السائب
ابن عثمان بن مضعون فيمن شهد بدرا وشهد أحدا والخندق والمشاهد كلها...
الخ " 5. وهو يضعف شعرا يرويه 6، وروايته للشعر وبخاصة في السيرة،
ليست قليلة، ولكنها في باب المغازي مثلا أقل بكثير مما رواه الواقدي أو
ابن إسحاق. وهذا الميل النقدي الذي تصوره هذه النصوص موجود عند
أستاذه الواقدي أيضا.
ويجب أن نذكر أن كتاب الطبقات من أوائل ما ألف في هذا الموضوع،
واننا لا نعلم كتابا سبقه إلا طبقات الواقدي، وتذكر هذه الحقيقة يجعلنا
ندرك قيمة الكتاب من حيث هو مصدر قديم ومن حيث هو أحد النماذج
الأولى في موضوع " الرجال ". حقا إن التأليف في هذه الناحية كثر من
* (هامش) 1 و 2 و 3 الطبقات 1 - 1: 29، 62، 74.
4 الطبقات 5: 115.
5 الطبقات 3 - 1: 292.
6 الطبقات 1 - 1: 47. (*)
14

بعده، وربما انقسم التأليف في الطبقات بعده قسمين، قسم خاص بالصحابة
وقسم خاص بسائر رجال الحديث من بعدهم، ولكن أثر كتاب ابن سعد،
سواء ذكر اسمه أو لم يذكر، قد ظهر في التواليف التي جاءت من بعد.
وإذا كنا لا نعرف لابن سعد أثرا في " طبقات " خليفة بن خياط لان هذا لم
يصلنا، فنحن نعلم أن الصلة بين ابن سعد والبلاذري مثلا كانت وثيقة،
وأنا مادة ابن سعد قد تركت أثرا واضحا في كتاب " فتوح البلدان "، وكتاب
" أنساب الأشراف "، والثاني من هذين الكتابين صورة أخرى للتأليف في الطبقات.
وفي كتاب ابن سعد فصول هي الأصل الذي احتذاه المؤلفون في " دلائل
النبوة " كأبي نعم والبيهقي وعنه نقل ابن مندة في طبقاته، ويمكن أن تقارن
أصول السند عنده بما عند أبي نعيم الأصفهاني في " حلية الأولياء " فإن المتن
متشابه وطرق الاسناد هي نفس طرق ابن سعد، متجهة اتجاها آخر، على
أيدي رواة آخرين. ومن الغريب أن ابن عبد البر القرطبي في " الاستيعاب "
لا يذكر أنه اعتمد على طبقات ابن سعد ويقول إنه استمد من طبقات الواقدي
نفسه عن طريق محمد بن سعد عن طريق إبراهيم بن موسى بن جميل (- 300)
وهذا الأخير أندلسي هاجر إلى المشرق وسمع ابن حنبل وابن أبي الدنيا وابن
قتيبة وابن سعد نفسه، وتظل شهرة ابن سعد بين الأندلسيين محدودة - بعكس
طبقات الواقدي - حتى إن الكلاعي مؤلف " الاكتفاء " اعتمد على ابن
إسحاق موسى بن عقبة والواقدي ومصعب الزبيري ولم يذكر وهو ابن أبي بكر - 741) في كتابه " التمهيد والبيان في مقتل الشهيد عثمان "، وهو كتاب
ما يزال مخطوطا. وأغرب من هذا أمر المشارقة وبخاصة ابن الأثير مؤلف
" أسد الغابة " فإنه اكتفى في كتابه هذا بالاعتماد على أربعة كتب هي:
كتاب ابن مندة وكتاب أبي نعيم وكتاب ابن عبد البر ثم تذييل الحافظ أبي
موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى الأصفهاني. وواضح من هذا أن
15

كتاب ابن سعد يدخل في " أسد الغابة " دخولا غير مباشر، ولكن إغفال ابن
الأثير له أمر يستوقف النظر.
غير أن طبقات ابن سعد، مع ذلك كله، مصدر هام عند ابن عساكر
في كتابه " تاريخ دمشق " ومصدر هام في " تاريخ الاسلام " للذهبي وفي
" تجريد أسماء الصحابة " و " سير أعلام النبلاء " ومعتمد في " الإصابة "
و " تهذيب التهذيب " لابن حجر. وينقل عنه ابن كثير في تاريخه ويصرح ابن
تغري بردي بقوله: " ونقلنا عنه كثيرا في هذا الكتاب " - أي كتاب النجوم
الزاهرة - وكذلك كان مرجعا لمن كتبوا في السيرة من المتأخرين كالمقريزي في
" إمتاع الأسماع "، ولكثير من الكتب في الرجال.
وقد وصلنا هذا الكتاب برواية الحارث بن أبي أسامة لبعضه، والحسين
ابن فهم لبعضه الاخر - كلاهما يرويه عن ابن سعد - ونحن نعلم أن الأول
منهما له رواية مباشرة عن الواقدي نفسه. ثم تنقسم هذه الرواية فيأخذ أبو
أيوب سليمان بن إسحاق الحلاب عن الحارث، ويأخذ أبو الحسن أحمد بن
معروف الخشاب عن ابن فهم، وتعود الروايتان فتجتمعان عند أبي الحسن
ابن حيويه الخزاز وتتسلسل الرواية من بعد ذلك خلال عدد من الرواة حتى تصل
إلى محدث الشام ومسنده شمس الدين أبي الحجاج يوسف بن خليل الدمشقي ومنه
إلى شرف الدين محمد بن عبد المؤمن الدمياطي.
ومنذ سنة 1930 عمل في نشر هذا الكتاب جماعة من العلماء الألمان
فأشرف عليه سخاو وأعانه فيه هور وفتر ومتوخ وبروكلمان وشوالي ولبرت
وميسنر وسترستين، وكان اعتمادهم على مخطوطات خمس وجدوها، فجاء
عملهم في حدود الامكانات التي توفرت لهم جيدا مضبوطا دقيقا. فإعادة
طبع هذا الكتاب اليوم عمل هام ضروري، غايته تقريبه من أيدي الدارسين
وتسهيل وصوله إليهم، ففي صفحاته كنز لا ينضب من المعرفة لمن شاء أن يدرس
سيرة الرسول وحياة القرنين الأولين من تاريخ الاسلام، وهو المنيع الذي
16

يمد الباحثين بموضوعات جديدة في كتابه السير والبحث عن طرق الاسناد
وكيفية تدوين الحديث، ويعلمنا الشيء الكثير عن الأمور الاجتماعية المتصلة
بحياة البيت والسوق وأمور الزي والطعام والشراب وعن جوانب من الأعمال
والمهن والحياة التجارية، وعن كثير من النواحي الثقافية، والاحكام الفقهية،
والصراع بين السنة والأهواء، وعن عشرات من الموضوعات، كل ذلك
في لغة سهلة مستوية جزلة، وفي اعتدال وقصد وموضوعية وتجرد لا يستطيعه
إلا من كان مخلصا، كابن سعد، يقدم الغاية العلمية على كل شئ
آخر.
احسان عباس
17

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام
على سيد المرسلين
محمد النبي العربي الكريم وعلى آله وصحبه وسلم
أخبرنا الشيخ الامام العالم الحافظ العلامة النسابة شرف الدين أبو محمد
عبد المؤمن بن خلف بن أبي الحسن الدمياطي رحمه الله قراءة عليه وأنا
أسمع قال أخبرنا الشيخ الامام محدث الشام ومسنده شمس الدين أبو
الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال أخبرنا أبو محمد عبد
الله بن دهبل بن علي بن كارة قال أخبرنا القاضي أبو بكر بن محمد بن
عبد الباقي بن محمد بن عبد الله الأنصاري قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي
بن محمد بن الحسن بن عبد الله الجوهري عن أبي عمر محمد بن العباس بن
محمد بن زكريا بن يحيى بن معاذ بن حيويه الخزاز عن أبي الحسن أحمد
بن معروف بن بشر بن موسى الخشاب عن أبي محمد الحارث بن محمد بن
أبي أسامة التميمي عن أبي عبد الله محمد بن سعد بن منيع رحمه
الله قال
19

ذكر من انتمى إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن مصعب القرقساني أخبرنا الأوزاعي عن يحيى بن
أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال وأخبرنا الحكم
بن موسى أخبرنا هقل بن زياد عن الأوزاعي حدثني أبو عمار حدثني
عبد الله بن فروخ قال حدثني أبو هريرة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم أنا سيد ولد آدم
وأخبرنا محمد بن مصعب أخبرنا الأوزاعي عن شداد أبي عمار
عن واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله
اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل واصطفى من ولد إسماعيل
بني كنانة واصطفى من بني كنانة قريشا واصطفى من قريش
بني هاشم واصطفاني من بني هاشم
قال وأخبرنا أبو ضمرة المدني أنس بن عياض الليثي أخبرنا جعفر
بن محمد بن علي عن أبيه محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال قسم الله الأرض نصفين فجعلني
في خيرهما ثم قسم النصف على ثلاثة فكنت في خير ثلث
منها ثم اختار العرب من الناس ثم اختار قريشا من العرب
ثم اختار بني هاشم من قريش ثم اختار بني عبدا لمطلب
من بني هاشم ثم اختارني من بني عبد المطلب
أخبرنا عارم بن الفضل السدوسي ويونس بن محمد المؤدب قالا
أخبرنا حماد بن زيد عن عمرو يعني بن دينار عن محمد بن علي قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله اختار العرب فاختار
منهم كنانة أو النضر بن كنانة ثم اختار منهم قريشا ثم
اختار منهم بني هاشم ثم اختارني من بني هاشم
20

قال أخبرنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي أخبرنا العلاء بن خالد
أخبرنا عبد الله بن عبيد الله بن عمير قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ان الله اختار العرب فاختار كنانة من العرب واختار
قريشا من كنانة واختار بني هاشم من قريش واختارني من
بني هاشم
قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن يونس عن الحسن قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا سابق العرب
أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن
بن عباس في قوله تعالى رسول من أنفسكم قال قد ولدتموه
يا معشر العرب
أخبرنا الفضل بن دكين أبو نعيم أخبرنا العلاء بن عبد الكريم عن
مجاهد قال كان النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فبينا هو يسير بالليل
ومعه رجل يسايره إذ سمع حاديا يحدو وقوم أمامه فقال لصاحبه لو أتينا
حادي هؤلاء القوم فقربنا حتى غشينا القوم فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم ممن القوم قالوا من مضر فقال وأنا من
مضر ونى حادينا فسمعنا حاديكم فأتيناكم
أخبرنا عبيد الله بن موسى العبسي قال أخبرنا سفيان بن سعيد الثوري
عن حبيب بن أبي ثابت عن يحيى بن جعدة قال لقي رسول الله صلى
الله عليه وسلم ركبا فقال ممن القوم فقالوا من مضر فقال
وأنا من مضر قالوا يا رسول الله إنا رداف وليس معنا زاد إلا
الأسودان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن رداف ما
لنا زاد إلا الأسودان التمر والماء
أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي قال أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان
الجمحي عن طاوس قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر
21

إذ سمع صوت حاد فسار حتى أتاهم فلما أتاهم قال ونى حادينا فسمعنا
صوت حاديكم فجئنا نسمع حداءه فقال من القوم قالوا
مضريون فقال صلى الله عليه وسلم وأنا مضري فقالوا يا رسول
الله إن أول من حدا بينما رجل في سفر فضرب غلاما له على يده بعصا
فانكسرت يده فجعل الغلام يقول وهو يسير الإبل وا يداه وا يداه
وقال هيبا هيبا فسارت الإبل
أخبرنا معن بن عيسى الأشجعي القزاز أخبرنا معاوية بن صالح عن
يحيى بن جابر وكان أدرك بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
قال جاءت بنو فهيرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقالوا
إنك منا فقال إن جبريل ليخبرني أني رجل من مضر
أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا العوام بن حوشب قال حدثني
منصور بن المعتمر عن ربعي بن حراش عن حذيفة أنه ذكر مضر في كلام
له فقال إن منكم سيد ولد آدم يعني النبي صلى الله عليه وسلم
أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا عبد الواحد بن زياد أخبرنا معمر
عن الزهري قال جاء وفد كندة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم
جباب الحبرة وقد لفوا جيوبها وأكمتها بالديباج فقال أليس قد
أسلمتم قالوا بلى قال فألقوا هذا عنكم قال فخلعوا
الجباب قال فقالوا للنبي عليه السلام أنتم بنو عبد مناف بنو آكل المرار
قال فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم ناسبوا العباس وأبا سفيان
قال فقالوا لا نناسب غيرك قال فلا نحن بنو النضر بن كنانة
لا نقفوا أمنا ولا ندعي لغير أبينا
أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن صالح بن كيسان
عن بن شهاب قال بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لوفد
كندة حين قدموا عليه المدينة فزعموا أن بني هاشم منهم فقال رسول الله
22

صلى الله عليه وسلم بل نحن بنو النضر بن كنانة لن نقفو أمنا
ولن ندعى لغير أبينا
قال أخبرنا معن بن عيسى أخبرنا بن أبي ذئب عن أبيه أنه قيل
لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن ههنا ناسا من كندة يزعمون أنك
منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما ذلك شئ كان
يقوله العباس بن عبد المطلب وأبو سفيان بن حرب ليأمنا
باليمن معاذ الله أن نزني أمنا أو نقفو أبانا نحن بنو النضر
بن كنانة من قال غير ذلك فقد كذب
أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا حماد بن سلمة قال أخبرنا عقيل
بن أبي طلحة عن مسلم بن الهيصم عن الأشعث بن قيس قال قدمت على
رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد مكندة لا يروني أفضلهم
قال عفان فقلت يا رسول الله إنا نزعم أنكم منا قال فقال نحن بنو
النضر بن كنانة لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا قال فقال الأشعث
بن قيس لا أسمع أحدا ينفي قريشا من النضر بن كنانة إلا جلدته الحد
قال أخبرنا معن بن عيسى أخبرنا بن أبي ذئب عمن لا يتهم
عن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنا محمد
بن عبد الله فانتسب حتى بلغ النضر بن كنانة فمن قال غير ذلك
فقد كذب
أخبرنا يزيد بن هارون و عبد الله بن نمير قالا أخبرنا إسماعيل بن
أبي خالد عن قيس بن أبي حازم أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقام بين يديه فأخذه من الرعدة أفكل فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم هون عليك فإني لست بملك إنما أنا بن امرأة
من قريش كانت تأكل القديد
قال أخبرنا هشيم بن بشير قال أخبرنا حصين عن أبي مالك قال
23

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أوسط النسب في قريش ليس من
حي من أحياء قريش إلا وقد ولدوه قال فقال الله له قل لا أسألكم على
ما أدعوكم إليه أجرا إلا أن تودوني في قرابتي منكم وتحفظوني
قال أخبرنا سعيد بن منصور أخبرنا هشيم قال أخبرنا داود عن
الشعبي قال أكثروا علينا في هذه الآية قل لا أسألكم عليه
أجرا إلا المودة في القربى فكتب إلى بن عباس فكتب بن عباس
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أوسط النسب في قريش لم يكن
حي من أحياء قريش إلا وقد ولدوه فقال الله تبارك وتعالى قل لا
أسألكم على ما أدعوكم إليه أجرا إلا المودة تودوني لقرابتي وتحفظوني
في ذلك
أخبرنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي أخبرنا عمرو بن أبي زائدة
قال سمعت عكرمة يقول في قول الله تعالى قل لا أسألكم عليه
أجرا إلا المودة في القربى قال قل بطن من قريش إلا وقد كانت
لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم ولادة فقال إن لم تحفظوني
فيما جئت به فاحفظوني لقرابتي
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس أخبرنا إسرائيل عن سالم عن سعيد
بن جبير في قوله قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى
قال أن تصلوا قرابة ما بيني وبينكم
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن أبيه عن إسرائيل عن أبي إسحاق
عن البراء بن عازب قال وأخبرنا عبيد الله بن موسى العبسي وقبيصة
بن عقبة السوائي والضحاك بن مخلد الشيباني أبو عاصم النبيل قالوا
أخبرنا سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب وأخبرنا وهب
بن جرير بن حازم وعفان بن مسلم وهشام بن عبد الملك أبو الوليد
الطيالسي قالوا أخبرنا شعبة عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب أنه سمع
24

النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين يقول
أنا النبي لا كذب أنا بن عبد المطلب
قال وأخبرنا الضحاك بن مخلد الشيباني عن شبيب بن بشر عن
عكرمة عن بن عباس في قوله تعالى وتقلبك في الساجدين قال
من نبي إلى نبي ومن نبي إلى نبي حتى أخرجك نبيا
قال وأخبرنا سعيد بن سليمان الواسطي ومحمد بن الصباح البزاز
عن إسماعيل بن جعفر أخبرنا عمرو يعني بن أبي عمرو مولى المطلب
عن سعيد يعني المقبري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال بعثت من خير قرون بني آدم قرنا فقرنا حتى
بعثت من القرن الذي كنت فيه
قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي عن سعيد بن أبي عروبة
عن قتادة قال ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال إن
الله إذا أراد أن يبعث نبيا نظر إلى خير أهل الأرض قبيلة فيبعث
خيرها رجلا
ذكر من ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنبياء
قال أخبرنا محمد بن حميد أبو سفيان العبدي عن سفيان بن
سعيد
الثوري عن هشام بن سعد عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم الناس ولد آدم وآدم من تراب
أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي قالا أخبرنا
سفيان عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير قال خلق آدم من أرض
25

يقال لها دحناء
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي وخلاد بن يحيى قالا أخبرنا
مسعر عن أبي حصين قال قال لي سعيد بن جبير أتدري لم سمي آدم
لأنه خلق من أديم الأرض
قال أخبرنا هوذة بن خليفة أخبرنا عوف عن قسامة بن زهير
قال سمعت أبا موسى الأشعري يقول قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض
فجاء بنو آدم على قدر الأرض جاء منهم الأحمر والأبيض
والأسود وبين ذلك والسهل والحزن وبين ذلك والخبيث والطيب
وبين ذلك
قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي أخبرنا المعتمر بن سليمان
عن عاصم الأحول عن أبي قلابة قال خلق آدم من أديم الأرض كلها
من أسودها وأحمرها وأبيضها وحزنها وسهلها قال وقال الحسن مثله
وخلق جؤجؤه من ضرية
قال أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قطن أخبرنا شعبة عن أبي حصين
عن سعيد بن جبير قال إنما سمي آدم لأنه خلق من أديم الأرض وانما
سمي إنسانا لأنه نسي
قال أخبرنا حسين بن حسن الأشقري أخبرنا يعقوب بن عبد الله
القمي عن جعفر يعني بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن بن مسعود
قال إن الله بعث إبليس فأخذ من أديم الأرض من عذبها وملحها فخلق
منها آدم فكل شئ خلقه من عذبها فهو صائر إلى الجنة وإن كان بن كافر
وكل شئ خلقه من ملحها فهو صائر إلى النار وإن كان بن تقي قال فمن
ثم قال إبليس أأسجد لمن خلقت طينا لأنه جاء بالطينة قال
فسمي آدم لأنه خلق من أديم الأرض
26

قال أخبرنا الحسن بن موسى الأشيب ويونس بن محمد المؤدب قالا
أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إن الله لما صور آدم تركه ما شاء أن
يتركه فجعل إبليس يطيف به فلما رآه أجوف عرف أنه
خلق لا يتمالك
قال أخبرنا معاذ بن معاذ العنبري أخبرنا سليمان التيمي أخبرنا
أبو عثمان النهدي عن سلمان الفارسي أن بن مسعود قال خمر الله طينة آدم
أربعين ليلة أو قال أربعين يوما ثم ضرب بيده فيه فخرج كل طيب
في يمينه وخرج كل خبيث في يده الأخرى ثم خلط بينهما قال
فمن ثم يخرج الحي من الميت والميت من الحي
أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدني حدثني أبي عن عون
بن عبد الله بن الحارث الهاشمي عن أخيه عبد الله بن عبد الله بن الحارث عن
أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله خلق آدم
بيده
قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الكريم الصنعاني قال حدثني عبد
الصمد بن معقل أنه سمع وهب بن منبه يقول خلق الله بن آدم كما شاء
ومما شاء فكان كذلك تبارك الله أحسن الخالقين خلق من التراب والماء
فمنه لحمه ودمه وشعره وعظامه وجسده كله فهذا بدء الخلق الذي خلق
الله منه بن آدم ثم جعلت فيه النفس فبها يقوم ويقعد ويسمع ويبصر
ويعلم ما تعلم الدواب ويتقي ما تتقي ثم جعل فيه الروح فبه عرف
الحق من الباطل والرشد من الغي وبه حذر وتقدم واستتر وتعلم
ودبر الأمور كلها
قال أخبرنا خلاد بن يحيى أخبرنا هشام بن سعد أخبرنا زيد بن
أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
27

وسلم لما خلق الله آدم مسح ظهره فسقط من ظهره كل
نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة ثم جعل بين عيني كل
إنسان منهم وبيصا من نور ثم عرضهم على آدم فقال أي
رب من هؤلاء قال هؤلاء ذريتك فرأى رجلا منهم
أعجبه نور ما بين عينيه فقال أي رب من هذا قال
هذا رجل من ذريتك في آخر الأمم يقال له داود قال أي
رب كم عمره قال ستون سنة قال فزده من عمري
أربعين سنة قال إذا تكتب وتختم ولا تبدل قال فلما
انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت قال أو لم يبق من
عمري أربعون سنة قال أو لم تعطها ابنك داود قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم فجحد فجحدت ذريته ونسي
آدم فنسيت ذريته وخطئ آدم فخطئت ذريته
أخبرنا الحسن بن موسى الأشيب أخبرنا حماد بن سلمة عن علي بن
ريد عن يوسف بن مهران عن بن عباس قال لما نزلت آية الدين قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أول من جحد آدم عليه
السلام وكررها ثلاثا إن الله لما خلق آدم مسح على ظهره
فأخرج ذريته فعرضهم عليه فرأى فيهم رجلا يزهر فقال
أي رب أي بني هذا قال هذا ابنك داود قال فكم
عمره قال ستون سنة قال أي رب زده في عمره قال
لا إلا أن تزيده أنت من عمرك قال وكان عمر آدم ألف
سنة قال أي رب زده من عمري قال فزاده أربعين
سنة وكتب عليه كتابا وأشهد عليه الملائكة فلما احتضر
آدم أتته الملائكة لتقبض روحه فقال إنه قد بقي من
عمري أربعون سنة فقالوا إنك جعلتها لابنك داود
28

فقال أي رب ما فعلت فأنزل الله عليه الكتاب وأقام عليه
البينة ثم أكمل الله عز وجل لآدم ألف سنة وأكمل
لداود مائة سنة
قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي وهو بن علية
عن كلثوم بن جبر عن سعيد بن جبير عن بن عباس في قوله وإذ أخذ
ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على
أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا فمسح ربك ظهر
آدم فخرجت كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة بنعمان هذا الذي وراء
عرفة فأخذ ميثاقهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا
قال إسماعيل فحدثنا ربيعة بن كلثوم عن أبيه في هذا الحديث
قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة
قال أخبرنا سليمان بن حرب أخبرنا حماد بن زيد عن كلثوم
بن جبر عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال مسح ربك ظهر آدم بنعمان
هذه فأخرج منه كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة ثم أخذ عليهم
الميثاق قال ثم تلا وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم
ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى
شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو
تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل
أخبرنا سعيد بن سليمان الواسطي أخبرنا منصور يعني بن أبي
الأسود عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال خلق
الله آدم بدحناء فمسح ظهره فأخرج كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة
قال ألست بربكم قالوا بلى قال يقول الله شهدنا أن
تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين قال سعيد فيرون
أن الميثاق أخذ يومئذ
29

قال أخبرنا موسى بن مسعود أبو حذيفة النهدي أخبرنا زهير بن
محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن عبد الرحمن بن يزيد الأنصاري عن
أبي لبابة بن عبد المنذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم
الجمعة سيد الأيام وأعظمها عند الله خلق الله فيه آدم وأهبط
فيه آدم إلى الأرض وفيه توفى الله آدم
قال أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا حماد بن سلمة عن محمد بن
عمر عن أبي سلمة عن عبد الله بن سلام قال خلق الله آدم في آخر يوم
الجمعة
أخبرنا عمرو بن الهيثم أخبرنا شعبة عن الحكم عن إبراهيم قال
قال سلمان إن أول ما خلق من آدم رأسه فجعل يخلق جسده وهو ينظر
قال فبقيت رجلاه عند العصر قال يا رب الليل أعجل قد جاء الليل
قال الله وخلق الانسان من عجل
قال أخبرنا محمد بن حميد العبدي عن معمر عن قتادة في قوله
من طين قال استل آدم من الطين
قال أخبرنا محمد بن حميد العبدي عن معمر عن قتادة في قوله
أنشأناه خلقا آخر قال يقول بعضهم هو نبات الشعر وقال بعضهم
نفخ الروح
أخبرنا حماد بن خالد الخياط عن معاوية بن صالح عن راشد بن سعد
قال حدثني عبد الرحمن بن قتادة السلمي وكان من أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
إن الله خلق آدم ثم أخذ الخلق من ظهره فقال هؤلاء في
الجنة ولا أبالي وهؤلاء في النار ولا أبالي فقال قائل يا رسول
الله على ماذا نعمل قال على مواقع القدر
أخبرنا محمد بن مقاتل الخراساني قال أخبرنا عبد الله بن المبارك قال
30

أخبرنا إسماعيل بن رافع أنه سمع سعيدا المقبري يقول قال أبو هريرة
كان أول ما جرى فيه الروح من آدم بصره وخياشيمه فلما جرى الروح
منه في جسده كله عطس فلقاه الله حمده فحمد ربه فقال الله له رحمك
ربك ثم قال الله له اذهب يا آدم إلى أولئك الملا فقل لهم سلام عليكم
فانظر ماذا يردون عليك ففعل ثم رجع إلى الجبار فقال الله له وهو
أعلم ماذا قالوا لك فقال قالوا وعليك السلام ورحمة الله فقال له
هذا يا آدم تحيتك وتحية ذريتك
قال أخبرنا هشام بن محمد عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس
قال لما نفخ في آدم الروح عطس فقال الحمد لله رب العالمين فقال الله
له يرحمك ربك قال بن عباس سبقت رحمته غضبه
قال أخبرنا عفان بن مسلم والحسن بن موسى الأشيب قالا أخبرنا
حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن بن عباس قال
لما خلق الله آدم كان يمس رأسه السماء قال فوطده الله إلى الأرض
حتى صار ستين ذراعا في سبع أذرع عرضا
قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي عن سعيد عن قتادة عن
الحسن عن عتي عن أبي بن كعب عن النبي عليه السلام أنه قال إن
آدم كان رجلا طوالا كأنه نخلة سحوق كثير شعر الرأس
فلما ركب الخطيئة بدت له عورته وكان لا يراها قبل ذلك
فانطلق هاربا في الجنة فتعلقت به شجرة فقال لها
أرسليني فقالت لست بمرسلتك قال وناداه ربه
يا آدم أمني تفر قال رب إني استحييتك
قال أخبرنا سعيد بن سليمان أخبرنا عباد بن العوام عن سعيد بن
أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن عتي عن أبي بن كعب بمثل هذا الحديث
ولم يرفعه
31

أخبرنا حفص بن عمر الحوضي أخبرنا إسحاق بن الربيع أبو حمزة
العطار عن الحسن عن عتي عن أبي بن كعب قال كان آدم طوالا آدم
جعدا كأنه نخلة سحوق
قال أخبرنا يحيى بن السكن قال أخبرنا حماد بن سلمة قال
أخبرنا علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا جعادا
مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين على خلق آدم ستين ذراعا في سبع
أذرع
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس أخبرنا فضيل بن عياض
عن هشام عن الحسن قال بكى آدم على الجنة ثلاثمائة سنة
أخبرنا عمرو بن الهيثم وهاشم بن القاسم الكناني قالا أخبرنا المسعودي
عن أبي عمر الشامي عن عبيد بن الخشخاش عن أبي ذر قال قلت للنبي
عليه السلام أي الأنبياء أول قال آدم قلت أو نبيا كان قال
نعم نبي مكلم قال قلت فكم المرسلون قال ثلاثمائة
وخمسة عشر جما غفيرا
قال أخبرنا موسى بن إسماعيل أبو سلمة التبوذكي أخبرنا حماد
بن سلمة عن عبد الله بن عثمان بن خيثم عن سعيد بن جبير عن بن عباس
قال كان لآدم أربعة أولاد تؤام ذكر وأنثى من بطن وذكر وأنثى
من بطن فكانت أخت صاحب الحرث وضيئة وكانت أخت صاحب
الغنم قبيحة فقال صاحب الحرث أنا أحق بها وقال صاحب الغنم
أنا أحق بها فقال صاحب الغنم ويحك أتريد أن تستأثر بوضاءتها علي
تعال حتى نقرب قربانا فإن تقبل قربانك كنت أحق بها وإن تقبل
قرباني كنت أحق بها قال فقربا قربانهما فجاء صاحب الغنم بكبش
أعين أقرن أبيض وجاء صاحب الحرث بصبرة من طعامه فقبل الكبش
32

فخزنه الله في الجنة أربعين خريفا وهو الكبش الذي ذبحه إبراهيم صلى
الله عليه وسلم فقال صاحب الحرث لأقتلنك فقال صاحب الغنم
لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك
إلى قوله وذلك جزاء الظالمين فقتله فولد آدم كلهم من ذلك الكافر
قال أخبرنا موسى بن إسماعيل أخبرنا حماد بن سلمة عن علي بن
زيد عن يوسف بن مهران عن بن عباس قال كان آدم يزوج ذكر
هذا البطن بأنثى هذا البطن وأنثى هذا البطن بذكر هذا البطن
قال أخبرنا حفص بن عمر الحوضي أخبرنا إسحاق بن الربيع عن
الحسن عن عتي عن أبي بن كعب أن آدم لما حضره الموت قال لبنيه يا
بني أطلبوا لي من ثمرة الجنة فإني قد اشتهيتها فذهب بنوه وذاك في
مرضه يطلبون له من ثمرة الجنة فإذا هم بملائكة الله قالوا
لهم يا بني آدم ما تطلبون قالوا إن أبانا أشتاق إلى ثمرة الجنة فنحن نطلبها
قالوا ارجعوا فقد قضي الامر فإذا أبوهم قد قبض فأخذت الملائكة
آدم فغسلوه وحنطوه وكفنوه وحفروا له قبرا وجعلوا له لحدا ثم إن
ملكا من الملائكة تقدم فصلى عليه وخلفه الملائكة وبنو آدم خلفهم ثم
وضعوه في حفرته وسووا عليه فقالوا يا بني آدم هذا سبيلكم وهذه
سنتكم
قال أخبرنا سعيد بن سليمان أخبرنا هشيم قال أخبرنا يونس
بن عبيد عن حسن قال أخبرنا عتي السعدي عن أبي بن كعب قال
لما احتضر آدم قال لبنيه انطلقوا فاجتنوا لي من ثمار الجنة فخرج بنوه
فاستقبلتهم الملائكة فقالوا أين تريدون قالوا بعثنا أبونا لنجتني له
من ثمار الجنة قالوا ارجعوا فقد كفيتم فرجعوا معهم حتى دخلوا على
آدم فلما رأتهم حواء ذعرت فجعلت تدنو إلى آدم فتلزق به فقال
لها آدم إليك عني فمن قبلك أتيت خلي بيني وبين ملائكة ربي
33

فقبضوا روحه ثم غسلوه وكفنوه وحنطوه ثم صلوا عليه وحفروا له
ثم دفنوه فقالوا يا بني آدم هذه سنتكم في موتاكم
قال أخبرنا خالد بن خداش بن عجلان أخبرنا عبد الله بن وهب
عن عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن من حدثه عن أبي ذر قال
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن آدم خلق من ثلاث
تربات سوداء وبيضاء وخضراء
قال أخبرنا خالد بن خداش أخبرنا حماد بن زيد عن خالد الحذاء
قال خرجت خرجة لي فجئت وهم يقولون قال الحسن فلقيته فقلت
يا أبا سعيد آدم للسماء خلق أم للأرض فقال ما هذا يا أبا منازل
للأرض خلق قلت أرأيت لو اعتصم فلم يأكل من الشجرة قال
للأرض خلق فلم يكن بد من أن يأكل منها
أخبرنا خالد بن خداش أخبرنا خالد بن عبد الله عن بيان عن الشعبي
عن جعدة بن هبيرة قال الشجرة التي افتتن بها آدم الكرم وجعلت
فتنة لولده
قال أخبرنا خالد بن خداش أخبرنا عبد الله بن وهب عن سعيد
بن أبي أيوب عن جعفر بن ربيعة وزياد مولى مصعب قال سئل رسول
الله صلى الله عليه وسلم عن آدم أنبيا كان أو ملكا قال بل
نبي مكلم
قال أخبرنا خالد بن خداش أخبرنا عبد الله بن وهب عن بن
لهيعة عن الحارث بن يزيد عن علي بن رباح عن عقبة بن عامر عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم أنه قال الناس لآدم وحواء كطف
الصاع لن يملؤوه إن الله لا يسألكم عن أحسابكم ولا أنسابكم
يوم القيامة أكرمكم عند الله أتقاكم
قال أخبرنا هشام بن محمد أخبرني أبي عن أبي صالح عن بن
34

عباس قال خرج آدم من الجنة بين الصلاتين صلاة الظهر وصلاة
العصر فأنزل إلى الأرض وكان مكثه في الجنة نصف يوم من أيام
الآخرة وهو خمسمائة سنة من يوم كان مقداره اثنتي عشرة ساعة واليوم
ألف سنة مما يعد أهل الدنيا فأهبط آدم على جبل بالهند يقال له نوذ
وأهبطت حواء بجدة فنزل آدم معه ريح الجنة فعلق بشجرها وأوديتها
فامتلأ ما هنالك طيبا فمن ثم يؤتى بالطيب من ريح آدم صلى الله عليه
وسلم وقالوا أنزل معه من آس الجنة أيضا وأنزل معه بالحجر الأسود
وكان أشد بياضا من الثلج وعصا موسى وكانت من آس الجنة طولها
عشرة أذرع على طول موسى صلى الله عليه وسلم ومر ولبان ثم أنزل
عليه بعد العلاة والمطرقة والكلبتان فنظر آدم حين أهبط على الجبل إلى
قضيب من حديد نابت على الجبل فقال هذا من هذا فجعل يكسر
أشجارا عتقت ويبست بالمطرقة ثم أوقد على ذلك الغصن حتى ذاب
فكان أول شئ ضرب منه مدية فكان يعمل بها ثم ضرب التنور
وهو الذي ورثه نوح وهو الذي فار بالهند بالعذاب فلما حج آدم وضع
الحجر الأسود على أبي قبيس فكان يضئ لأهل مكة في ليالي الظلم كما
يضئ القمر فلما كان قبيل الاسلام بأربع سنين وقد كان الحيض
والجنب يصعدون إليه يمسحونه فاسود فأنزلته قريش من أبي قبيس
وحج آدم من الهند إلى مكة أربعين حجة على رجليه وكان آدم حين أهبط
يمسح رأسه السماء فمن ثم صلع وأورث ولده الصلع ونفرت
من طوله دواب البر فصارت وحشا من يومئذ فكان آدم وهو على ذلك
الجبل قائما يسمع أصوات الملائكة ويجد ريح الجنة فحط من طوله ذلك
إلى ستين ذراعا فكان ذلك طوله حتى مات ولم يجمع حسن آدم لاحد
من ولده إلا ليوسف وأنشأ آدم يقول رب كنت جارك في دارك ليس
لي رب غيرك ولا رقيب دونك آكل فيها رغدا واسكن حيث أحببت
35

فأهبطتني إلى هذا الجبل المقدس فكنت أسمع أصوات الملائكة وأراهم
كيف يحفون بعرشك وأجد ريح الجنة وطيبها ثم أهبطتني إلى الأرض
وحططتني إلى ستين ذراعا فقد انقطع عني الصوت والنظر وذهب عني
ريح الجنة
فأجابه الله تبارك وتعالى لمعصيتك يا آدم فعلت ذلك بك فلما
رأى الله عري آدم وحواء أمره أن يذبح كبشا من الضأن من الثمانية الأزواج
التي أنزل الله من الجنة فأخذ آدم كبشا فذبحه ثم أخذ صوفه فغزلته حواء
ونسجه هو وحواء فنسج آدم جبة لنفسه وجعل لحواء درعا وخمارا فلبساه
وقد كانا اجتمعا بجمع فسميت جمعا وتعارفا بعرفة فسميت عرفة
وبكيا على ما فاتهما مائتي سنة ولم يأكلا ولم يشربا أربعين يوما ثم أكلا
وشربا وهما يومئذ على نوذ الجبل الذي أهبط عليه آدم ولم يقرب حواء
مائة سنة ثم قربها فتلقت فحملت فولدت أول بطن قابيل وأخته لبود
توأمته ثم حملت فولدت هابيل وأخته إقليما توأمته فلما بلغوا أمر الله
آدم أن يزوج البطن الأول البطن الثاني والبطن الثاني البطن الأول يخالف
بين البطنين في النكاح وكانت أخت قابيل حسنة وأخت هابيل قبيحة
فقال آدم لحواء الذي أمر به فذكرته لابنيها فرضي هابيل وسخط
قابيل وقال لا والله ما أمر الله بهذا قط ولكن هذا عن أمرك يا آدم
فقال آدم فقربا قربانا فأيكما كان أحق بها أنزل الله نارا من السماء فأكلت
قربانه فرضيا بذلك فعدا هابيل وكان صاحب ماشية بخير غذاء غنمه
وزبد ولبن وكان قابيل زراعا فأخذ طنا من شر زرعه ثم صعدا
الجبل يعني نوذ وآدم معهما فوضعا القربان ودعا آدم ربه وقال
قابيل في نفسه ما أبالي أيقبل مني أم لا لا ينكح هابيل أختي أبدا فنزلت
النار فأكلت قربان هابيل وتجنبت قربان قابيل لأنه لم يكن زاكي القلب
فانطلق هابيل فأتاه قابيل وهو في غنمه فقال لأقتلنك قال لم تقتلني
36

قال لان الله تقبل منك ولم يتقبل مني ورد علي قرباني ونكحت أختي
الحسنة ونكحت أختك القبيحة ويتحدث الناس بعد اليوم أنك كنت خيرا
مني فقال له هابيل لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط
يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين إني أريد أن
تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء
الظالمين أما قوله بإثمي يقول تأثم بقتلي إذا قتلتني إلى إثمك الذي كان
عليك قبل أن تقتلني فقتله فأصبح من النادمين فتركه لم يوار
جسده فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري
سوءة أخيه وكان قتله عشية وغدا إليه غدوة لينظر ما فعل فإذا هو
بغراب حي يبحث على غراب ميت فقال يا ويلتا أعجزت أن
أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي كما يواري هذا سوءة
أخيه فدعا بالويل فأصبح من النادمين ثم أخذ قابيل بيد أخيه ثم
هبط من الجبل يعني نوذ إلى الحضيض فقال آدم لقابيل اذهب
فلا تزال مرعوبا أبدا لا تأمن من تراه فكان لا يمر به أحد من ولده إلا
رماه فأقبل بن لقابيل أعمى ومعه بن له فقال للأعمى ابنه هذا أبوك
قابيل فرمى الأعمى أباه قابيل فقتله فقال بن الأعمى يا أبتاه قتلت أباك
فرفع الأعمى يده فلطم ابنه فمات ابنه فقال الأعمى ويل لي قتلت أبي
برميتي وقتلت ابني بلطمتي ثم حملت حواء فولدت شيثا وأخته عزورا
فسمي هبة الله اشتق له من أسم هابيل فقال لها جبريل حين ولدته هذا
هبة الله لك بدل هابيل وهو بالعربية شث وبالسريانية شاث وبالعبرانية
شيث وإليه أوصى آدم صلوات الله عليه وكان آدم يوم ولد شيث بن
ثلاثين ومائة سنة ثم تغشاها آدم فحملت حملا خفيفا فمرت به
يقول قامت وقعدت ثم أتاها الشيطان في غير صورته فقال لها يا حواء
ما هذا في بطنك قالت لا أدري قال فلعله يكون بهيمة من هذه البهائم
37

ثم قالت ما أدري ثم أعرض عنها حتى إذا أثقلت أتاها فقال كيف
تجدينك يا حواء قالت إني لأخاف أن يكون كالذي خوفتني ما أستطيع
القيام إذا قمت قال أفرأيت إن دعوت الله فجعله إنسانا مثلك ومثل آدم تسميه
بي قالت نعم فانصرف عنها وقالت لآدم لقد أتاني آت فأخبرني أن
الذي في بطني بهيمة من هذه البهائم وإني لأجد له ثقلا وأخشى أن يكون
كما قال فلم يكن لآدم ولا لحواء هم غيره حتى وضعته فذلك قول الله
تبارك وتعالى دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من
الشاكرين فكان هذا دعاؤهما قبل أن تلد فلما ولدت غلاما سويا
أتاها فقال لها ألا سميته كما وعدتني قالت وما اسمك وكان اسمه
عزازيل ولو تسمى به لعرفته فقال اسمي الحارث
فسمته عبد الحارث فمات يقول الله لما أتاهما
صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون وأوحى الله إلى آدم أن لي حرما بحيال
عرشي فانطلق فابن لي بيتا فيه ثم حف به كما رأيت ملائكتي يحفون
بعرشي فهنالك أستجيب لك ولولدك من كان منهم في طاعتي فقال آدم
أي ربي وكيف لي بذلك لست أقوى عليه ولا أهتدي له فقيض الله له
ملكا فانطلق به نحو مكة فكان آدم إذا مر بروضة ومكان يعجبه قال للملك
انزل بنا ههنا فيقول له الملك مكانك حتى قدم مكة فكان كل مكان
نزل به عمرانا وكان كل مكان تعداه مفاوز وقفارا فبنى البيت من خمسة
أجبل من طور سينا وطور زيتون ولبنان والجودي وبنى قواعده
من حراء فلما فرغ من بنائه خرج به الملك إلى عرفات فأراه المناسك كلها
التي يفعلها الناس اليوم ثم قدم به مكة فطاف بالبيت أسبوعا ثم رجع إلى أرض
الهند فمات على نوذ فقال شيث لجبريل صل على آدم فقال تقدم
أنت فصل على أبيك وكبر عليه ثلاثين تكبيرة فأما خمس وهي الصلاة
وخمس وعشرون تفضيلا لآدم ولم يمت آدم حتى بلغ ولده وولد ولده
38

أربعين ألفا بنوذ ورأى آدم فيهم الزنا وشرب الخمر والفساد فأوصى أن لا
يناكح بنو شيث بني قابيل فجعل بنو شيث آدم في مغارة وجعلوا عليه حافظا
لا يقرأ أحدا من بني قابيل وكان الذين يأتونه ويستغفرون له بنو شيث
فكان عمر آدم تسعمائة سنة وستا وثلاثين سنة فقال مائة من بني شيث صباح
لو نظرنا ما فعل بنو عمنا يعنون بني قابيل فهبطت المائة إلى نساء قباح من
بني قابيل فأحبس النساء الرجال ثم مكثوا ما شاء الله ثم قال مائة آخرون
لو نظرنا ما فعل إخوتنا فهبطوا من الجبل إليهم فاحتبسهم النساء ثم هبط
بنوا شيث كلهم فجاءت المعصية وتناكحوا واختلطوا وكثر بنو قابيل حتى
ملأوا الأرض وهم الذين غرقوا أيام نوح
وولد شيث بن آدم أنوش ونفرا كثيرا وإليه أوصى شيث فولد أنوش
قينان ونفرا كثيرا وإليه الوصية فولد قينان مهاليل ونفرا معه وإليه الوصية
فولد مهاليل يرذ وهو اليارذ ونفرا معه وإليه الوصية وفي زمانه عملت
الأصنام ورجع من رجع عن الاسلام فولد يرذ خنوخ وهو إدريس النبي
عليه السلام ونفرا معه
ذكر حواء
قال أخبرنا حجاج بن محمد عن بن جريج عن مجاهد في قوله
وخلق منها زوجها قال خلق حواء من قصيري آدم صلى الله عليه
وسلم والقصيري الضلع الأقصر وهو نائم فاستيقظ فقال أثا
امرأة بالنبطية
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي أخبرنا سفيان بن سعيد
الثوري عن أبيه عن مولى لابن عباس عن بن عباس قال إنما سميت حواء
39

لأنها أم كل حي
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه عن أبي صالح
عن بن عباس قال أهبط آدم بالهند وحواء بجدة فجاء في طلبها حتى أتى
جمعا فازدلفت إليه حواء فلذلك سميت بالمزدلفة واجتمعا بجمع فلذلك
سميت جمعا
ذكر إدريس النبي صلى الله عليه وسلم
أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن بن
عباس قال أول نبي بعث في الأرض بعد آدم إدريس وهو خنوخ بن يرذ
وهو اليارذ وكان يصعد له في اليوم من العمل مالا يصعد لبني آدم في الشهر
فحسده إبليس وعصاه قومه فرفعه الله إليه مكانا عليا كما قال وأدخله
الجنة وقال لست بمخرجه منها وهذا في حديث لإدريس طويل فولد
خنوخ متوشلخ ونفرا معه وإليه الوصية فولد متوشلخ لمك ونفرا معه واليه
الوصية فولد لمك نوحا صلى الله عليه وسلم
ذكر نوح النبي صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه عن أبي صالح
عن بن عباس قال كان للمك يوم ولد نوحا اثنتان وثمانون سنة ولم
يكن أحد في ذلك الزمان ينهى عن منكر فبعث الله نوحا إليهم وهو بن
أربعمائة وثمانين سنة ثم دعاهم في نبوته مائة وعشرين سنة ثم أمره بصنعة
السفينة فصنعها وركبها وهو بن ستمائة سنة وغرق من غرق ثم مكث بعد
40

السفينة ثلاثمائة وخمسين سنة فولد نوح سام وفي ولده بياض وأدمة
وحام وفي ولده سواد وبياض قليل ويافث وفيهم الشقرة والحمرة
وكنعان وهو الذي غرق والعرب تسميه يام وذلك قول العرب إنما
هام عمنا يام فأم هؤلاء واحدة
وبجبل نوذ نجر نوح السفينة ومن ثم تبدأ الطوفان فركب نوح
السفينة ومعه بنوه هؤلاء وكنائنه نساء بنيه هؤلاء وثلاثة وسبعون من بني
شيث ممن آمن به فكانوا ثمانين في السفينة وحمل معه من كل زوجين
اثنين وكان طول السفينة ثلاثمائة ذراع بذراع جد أبي نوح وعرضها
خمسين ذراعا وطولها في السماء ثلاثين ذراعا وخرج منها من الماء ستة
أذرع وكانت مطبقة وجعل لها ثلاثة أبواب بعضها أسفل من بعض
فأرسل الله المطر أربعين ليلة وأربعين يوما فأقبلت الوحش حين أصابها المطر
والدواب والطير كلها إلى نوح وسخرت له فحمل فيها كما أمره الله من
كل زوجين اثنين وحمل معه
جسد آدم فجعله حاجزا بين النساء والرجال
فركبوا فيها لعشر ليال مضين من رجب وخرجوا منها يوم عاشوراء من
المحرم فلذلك صام من صام يوم عاشوراء وخرج الماء مثل ذلك نصفين
فذلك قول الله ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر يقول منصب
وفجرنا الأرض عيونا يقول شققنا الأرض فالتقى الماء على
أمر قد قدر فصار الماء نصفين نصف من السماء ونصف من
الأرض وارتفع الماء على أطول جبل في الأرض خمس عشرة ذراعا
فسارت بهم السفينة فطافت بهم الأرض كلها في ستة أشهر لا تستقر على شئ
حتى أتت الحرم فلم تدخله ودارت بالحرم أسبوعا ورفع البيت الذي
بناه آدم رفع من الغرق وهو البيت المعمور والحجر الأسود على أبي
قبيس فلما دارت بالحرم ذهبت في الأرض تسير بهم حتى انتهت إلى الجودي
وهو جبل بالحصنين من أرض الموصل فاستقرت على الجودي بعد ستة
41

أشهر لتمام السنة فقيل بعد الستة الأشهر بعدا للقوم الظالمين فلما
استوت على الجودي قيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي
يقول احبسي ماءك وغيض الماء نشفته الأرض فصار ما نزل
من السماء هذه البحور التي ترون في الأرض قال فآخر ما بقي في الأرض
من الطوفان ماء بحسمي بقي في الأرض أربعين سنة بعد الطوفان ثم
ذهب فهبط نوح إلى قرية فبنى كل رجل منهم بيتا فسميت سوق الثمانين
فغرق بنو قابيل كلهم وما بين نوح إلى آدم من الآباء كانوا على الاسلام
قال ودعا نوح على الأسد أن تلقى عليه الحمى وللحمامة بالانس
وللغراب بشقاء المعيشة
قال أخبرنا قبيصة بن عقبة السوائي أخبرنا سفيان بن سعيد الثوري
عن أبيه عن عكرمة قال كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الاسلام
قال ثم رجع الحديث إلى حديث هشام بن محمد بن السائب عن أبيه عن أبي
صالح عن بن عباس قال وتزوج نوح امرأة من بني قابيل فولدت له
غلاما فسماه يوناطن فولد بمدينة بالمشرق يقال لها معلنور شمسا فلما
ضاقت بهم سوق الثمانين تحولوا إلى بابل فبنوها وهي بين الفرات والصراة
وكانت اثني عشر فرسخا في اثني عشر فرسخا وكان بابها موضع دوران
اليوم فوق جسر الكوفة يسرة إذا عبرت فكثروا بها حتى بلغوا مائة ألف
وهم على الاسلام ولما خرج نوح من السفينة دفن آدم ببيت المقدس ومات
نوح صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي عن سعيد عن قتادة عن
الحسن عن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سام أبو
العرب وحام أبو الحبش ويافث أبو الروم
قال أخبرنا خالد بن خداش بن عجلان أخبرنا عبد الله بن وهب
عن معاوية بن صالح عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال ولد
42

نوح ثلاثة سام وحام ويافث فولد سام العرب وفارس والروم
وفي كل هؤلاء خير وولد حام السودان والبربر والقبط وولد يافث الترك
والصقالبة ويأجوج ومأجوج
قال وأخبرنا هشام بن محمد بن السائب عن أبيه عن أبي صالح
عن بن عباس قال أوحى الله إلى موسى إنك يا موسى وقومك وأهل الجزيرة
وأهل العال من ولد سام بن نوح قال بن عباس والعرب والفرس والنبط
والهند والسند والبند من ولد سام بن نوح
قال وأخبرنا هشام بن محمد بن السائب عن أبيه قال الهند والسند
والبند بنو يوفير بن يقطن بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح
قال ومكران بن البند وجرهم اسمه هذرم بن عامر بن سبا بن يقطن بن
عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح وحضرموت بن يقطن بن عابر
بن شالخ ويقطن هو قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح
في قول من نسبه إلى غير إسماعيل والفرس بنو فارس بن ببرس بن
ياسور بن سام بن نوح والنبط بنو نبيط بن ماش بن إرم بن سام بن نوح
وأهل الجزيرة والعال من ولد ماش بن إرم بن سام بن نوح وعمليق وهو
عريب وطسم وأميم بنو لوذ بن سام بن نوح وعمليق هو أبو العمالقة
ومنهم البربر وهم بنو تميلا بن مازرب بن فاران بن عمرو بن عمليق
بن لوذ بن سام بن نوح ما خلا صنهاجة وكتامة فإنهما بنو فريقيس بن
قيس بن صيفي بن سبأ ويقال أن عمليق أول من تكلم بالعربية حين ظعنوا
من بابل وكان يقال لهم ولجرهم العرب العاربة وثمود وجديس ابنا
جاثر بن إرم بن سام بن نوح وعاد وعبيل ابنا عوص بن إرم بن سام بن
نوح والروم بنو النطي بن يونان بن يافث بن نوح ونمروذ بن كوش بن
كنعان بن حام بن نوح وهو صاحب بابل وهو صاحب إبراهيم خليل
الرحمن صلى الله عليه وسلم قال وكان يقال لعاد في دهرهم
43

عاد إرم فلما هلكت عاد قيل لثمود ثمود إرم فلما هلكت ثمود قيل
لسائر بني إرم إرمان فهم النبط فكل هؤلاء كان على الاسلام وهم
ببابل حتى ملكهم نمروذ بن كوش بن كنعان بن حام بن نوح فدعاهم إلى
عبادة الأوثان ففعلوا فأمسوا وكلامهم السريانية ثم أصبحوا وقد بلبل
الله ألسنتهم فجعل لا يعرف بعضهم كلام بعض فصار لبني سام ثمانية عشر
لسانا ولبني حام ثمانية عشر لسانا ولبني يافث ستة وثلاثون لسانا
ففهم الله العربية عادا وعبيل وثمود وجديس وعمليق وطسم وأميم وبني
يقطن بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح وكان الذي عقد لهم
الأولوية ببابل يوناطن بن نوح فنزل بنو سام المجدل سرة الأرض وهو
فيما بين ساتيدما إلى البحر وما بين اليمن إلى الشام وجعل الله النبوة
والكتاب والجمال والأدمة والبياض فيهم ونزل بنو حام مجرى الجنوب
والدبور ويقال لتلك الناحية الداروم وجعل الله فيهم أدمة وبياض قليلا
وأعمر بلادهم وسماءهم ورفع عنهم الطاعون وجعل في أرضهم الأثل
والأراك والعشر والغاف والنخل وجرت الشمس والقمر في سمائهم
ونزل بنو يافث الصفون مجرى الشمال والصبا وفيهم الحمرة والشقرة
وأخلى الله أرضهم فاشتد بردها وأخلى سماءها فليس يجري فوقهم شئ
من النجوم السبعة الجارية لأنهم صاروا تحت بنات نعش والجدي والفرقدين
وابتلوا بالطاعون ثم لحقت عاد بالشحر فعليه هلكوا بواد يقال له مغيث
فخلفت بعدهم مهرة بالشحر ولحقت عبيل بموضع يثرب ولحقت
العماليق بصنعاء قبل أن تسمى صنعاء ثم انحدر بعضهم إلى يثرب فأخرجوا
منها عبيلا فنزلوا موضع الجحفة فأقبل سيل فاجتحفهم فذهب بهم
فسميت الجحفة ولحقت ثمود بالحجر وما يليه فهلكوا ثم ولحقت
طسم وجديس باليمامة وإنما سميت اليمامة بامرأة منهم فهلكوا
ولحقت أميم بأرض أبار فهلكوا بها وهي بين اليمامة والشحر ولا يصل
44

إليها اليوم أحد غلبت عليها الجن وإنما سميت أبار بأبار بن أميم ولحقت
بنو يقطن بن عابر باليمن فسميت حيث تيامنوا إليها ولحق قوم من
بني كنعان بن حام بالشام فسميت الشام حيث تشاءموا إليها وكانت الشام
يقال لها أرض بني كنعان ثم جاءت بنو إسرائيل فقتلوهم بها ونفوهم
عنها فكانت الشام لبني إسرائيل ووثبت الروم على بني إسرائيل فقتلوهم
وأجلوهم إلى العراق إلا قليلا منهم ثم جاءت العرب فغلبوا على الشام
فكان فالغ وهو فالخ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح وهو
الذي قسم الأرض بين بني نوح كما سمينا في الكتاب
قال أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة أخبرنا الحسن بن الحكم
النخعي أخبرنا أبو سبرة النخعي عن فروة بن مسيك الغطيفي ثم المرادي
قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ألا
أقاتل من أدبر من قومي بمن أقبل منهم فقال بلى ثم بدا لي فقلت
يا رسول الله لا بل أهل سبأ هم أعز وأشد قوة قال فأمرني رسول
الله وأذن لي في قتال سبأ فلما خرجت من عنده أنزل الله في سبأ ما أنزل
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعل الغطيفي فأرسل إلى
منزلي فوجدني قد سرت فردني فلما أتيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم وجدته قاعدا وحوله أصحابه فقال أدع القوم فمن أجابك
منهم فاقبل ومن أبى فلا تعجل عليه حتى تحدث إلي
فقال رجل من القوم يا رسول الله وما سبأ أرض هي أو امرأة قال
ليست بأرض ولا بامرأة ولكنه رجل ولد عشرة من العرب
فأما ستة فتيامنوا وأما أربعة فتشاءموا فأما الذين تشاءموا
فلخم وجذام وغسان وعاملة وأما الذين تيامنوا فالأزد
وكندة وحمير والأشعرون وأنمار ومذحج فقال رجل يا رسول
الله وما أنمار قال هم الذين منهم خثعم وبجيلة
45

ذكر إبراهيم خليل الرحمن صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه قال كان
أبو إبراهيم من أهل حران فأصابته سنة فأتى هرمزجرد ومعه امرأته أم إبراهيم
واسمها نونا بنت كرنبا بن كوثي من بني أرفخشد بن سام بن نوح
قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي عن غير واحد من أهل العلم قال
اسمها ابيونا من ولد افرايم بن ارغوا بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد
بن سام بن نوح
قال أخبرنا هشام بن محمد عن أبيه قال نهر كوثي كراه كرنبا
جد إبراهيم من قبل أمه وكان أبوه على أصنام الملك نمروذ فولد
إبراهيم بهرمزجرد وكان اسمه إبراهيم ثم انتقل إلى كوثي من أرض بابل
فلما بلغ إبراهيم وخالف قومه ودعاهم إلى عبادة الله بلغ ذلك الملك نمروذ
فحبسه في السجن سبع سنين ثم بنى له الحير بحصى وأوقده بالحطب الجزل
وألقى إبراهيم فيه فقال حسبي الله ونعم الوكيل فخرج منها سليما
لم يكلم
قال أخبرنا هشام بن محمد عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس
قال لما هرب إبراهيم من كوثي وخرج من النار ولسانه يومئذ سرياني
فلما عبر الفرات من حران غير الله لسانه فقيل عبراني حيث عبر الفرات
وبعث نمروذ في أثره وقال لا تدعوا أحدا يتكلم بالسريانية إلا جئتموني
به فلقوا إبراهيم فتكلم بالعبرانية فتركوه ولم يعرفوا لغته
قال هشام بن محمد عن أبيه فهاجر إبراهيم من بابل إلى الشام
فجاءته سارة فوهبت له نفسها فتزوجها وخرجت معه وهو يومئذ بن سبع
وثلاثين سنة فأتى حران فأقام بها زمانا ثم أتى الأردن فأقام بها زمانا
ثم خرج إلى مصر فأقام بها زمانا ثم رجع إلى الشام فنزل السبع أرضا
46

بين إيليا وفلسطين فاحتفر بئرا وبنى مسجدا ثم إن بعض أهل البلد آذوه
فتحول من عندهم فنزل منزلا بين الرملة وإيليا فاحتفر به بئرا وأقام به
وكان قد وسع عليه في المال والخدم وهو أول من أضاف الضيف وأول
من ثرد الثريد وأول من رأى الشيب
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي أخبرنا سفيان الثوري عن
عاصم عن أبي عثمان قال عاصم أراه عن سلمان قال سأل إبراهيم
ربه خيرا فأصبح ثلثا رأسه أبيض فقال ما هذا فقيل له عبرة في
الدنيا ونور في الآخرة
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي أخبرنا سفيان بن سعيد عن
أبيه عن عكرمة قال كان إبراهيم خليل الرحمن صلى الله عليه وسلم
يكنى أبا الأضياف
قال أخبرنا معن بن عيسى أخبرنا مالك بن أنس عن يحيى بن
سعيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال اختتن إبراهيم بالقدوم وهو
ابن عشرين ومائة سنة ثم عاش بعد ذلك ثمانين سنة قال أخبرنا هشام
ابن محمد عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس قال لما أتخذ الله إبراهيم
خليلا وتنبأه وله يومئذ ثلاثمائة عبد أعتقهم وأسلموا فكانوا يقاتلون معه
بالعصي قال فهم أول موال قاتلوا مع مولاهم
قال أخبرنا هشام بن محمد عن أبيه قال ولد إبراهيم صلى الله
عليه وسلم إسماعيل وهو أكبر ولده وأمه هاجر وهي قبطية
وإسحاق وكان ضرير البصر وأمه سارة بنت بثويل بن ناحور بن ساروغ
بن أرغوا بن فالخ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح ومدن
ومدين ويقشان وزمران وأشبق وشوخ وأمهم قنطورا بنت مقطور من
العرب العاربة فأما يقشان فلحق بنوه بمكة وأقام مدين بأرض مدين
فسميت به ومضى سائرهم في البلاد وقالوا لإبراهيم يا أبانا أنزلت
47

إسماعيل وإسحاق معك وأمرتنا أن ننزل أرض الغربة والوحشة قال بذلك
أمرت قال فعلمهم اسما من أسماء الله فكانوا يستسقون به ويستنصرون
فمنهم من نزل خراسان فجاءتهم الخزر فقالوا ينبغي للذي علمكم
هذا أن يكون خير أهل الأرض أو ملك الأرض قال فسموا ملوكهم
خاقان
قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال ولد لإبراهيم إسماعيل
وهو بن تسعين سنة فكان بكر أبيه وولد إسحاق بعده بثلاثين سنة
وإبراهيم يومئذ بن عشرين ومائة سنة وماتت سارة فتزوج إبراهيم امرأة
من الكنعانيين يقال لها قنطورا فولدت له أربعة نفر ماذى وزمران وسرحج
وسبق قال وتزوج امرأة أخرى يقال لها حجوني فولدت له سبعة نفر
نافس ومدين وكيشان وشروخ وأميم ولوط ويقشان فجميع ولد إبراهيم
ثلاثة عشر رجلا
قال أخبرنا هشام بن محمد عن أبيه قال خرج إبراهيم صلى الله
عليه وسلم إلى مكة ثلاث مرات دعا الناس إلى الحج في آخرهن فأجابه
كل شئ سمعه فأول من أجابه جرهم قبل العماليق ثم أسلموا ورجع
إبراهيم إلى بلد الشام فمات به وهو بن مائتي سنة
ذكر إسماعيل عليه السلام
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه قال وأخبرنا
محمد بن عمر الأسلمي عن غير واحد من أهل العلم قالوا كانت هاجر
من القبط من قرية أمام الفرمى قريب من فسطاط مصر وكانت لفرعون
من الفراعنة جبار عات من البقط وهو الذي عرض لسارة امرأة إبراهيم
48

فصرع ويقال بل ذهب يتناول يدها فيبست يده إلى صدره فقال
ادعى الله أن يذهب عني ما أصابني ولا أهيجك فدعت الله له فأطلق يده
وسري عنه وأفاق ودعا بهاجر وكانت آمن خدمة عنده فوهبها
لسارة وكساها كساء فوهبت سارة هاجر لإبراهيم صلى الله عليه وسلم
فوطئها فولدت له إسماعيل وهو أكبر ولده كان اسمه أشمويل
فأعرب
قال أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا سليم بن أخضر أخبرنا ابن
عون قال كان محمد يقول آجر بغير هاء أم إسماعيل
قال أخبرنا محمد بن حميد أبو سفيان العبدي عن معمر عن أيوب
عن بن سيرين عن أبي هريرة قال مر إبراهيم وسارة بجبار من الجبابرة
فأخبر الجبار بهما فأرسل إلى إبراهيم فقال من هذه معك قال أختي
قال أبو هريرة ولم يكذب إبراهيم قط إلا ثلاث مرات اثنتين في الله
وواحدة في امرأته قوله إني سقيم وقوله بل فعله كبيرهم
هذا وقوله للجبار في امرأته هي أختي قال فلما خرج من عند الجبار
دخل على سارة فقال لها إن هذا الجبار سألني عنك فأخبرته أنك أختي
وأنت أختي في الله فإن سألك فأخبريه أنك أختي فأرسل إليها الجبار فلما
أدخلت عليه دعت الله أن يكفه عنها قال أيوب فضبث بيده وأخذ
أخذة شديدة فعاهدها لئن خلي عنه لا يقربها فدعت الله فخلي عنه
ثم هم بها الثانية فأخذ أخذة هي أشد من الأولى فعاهدها أيضا لئن خلي
عنه لا يقربها فدعت الله فخلي عنه ثم هم بها الثالثة فأخذ أخذة هي
أشد من الأوليين فعاهدها لئن خلي عنه لا يقربها فدعت الله فخلي عنه
فقال للذي أدخلها أخرجها عني فإنك أدخلت علي شيطانا ولم تدخل علي
إنسانا وأخدمها هاجر فرجعت إلى إبراهيم صلى الله عليه وسلم
وهو يصلي ويدعو الله فقالت أبشر فقد كف الله يد الكافر الفاجر وأخدمني
49

هاجر ثم صارت هاجر لإبراهيم صلى الله عليه وسلم بعد فولدت
إسماعيل قال أبو هريرة فتلك أمكم يا بني ماء السماء كانت أمة
لام إسحاق
قال أخبرنا محمد بن حميد عن معمر عن الزهري قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا ملكتم القبط فأحسنوا إليهم فإن
لهم ذمة وإن لهم رحما يعني أم إسماعيل انها كانت منهم
قال أخبرنا محمد بن حميد عن معمر عن أيوب قال قال سعيد
بن جبير قال بن عباس أول ما أتخذت النساء النطق من قبل أن أم
إسماعيل صلى الله عليه وسلم اتخذت منطقا لتعفي أثرها على سارة يعني
حين خرج بها إبراهيم وبابنها إلى مكة
قال أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم
التيمي عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم العدوي عن أبي بكر بن سليمان
بن أبي حثمة العدوي عن أبي جهم بن حذيفة بن غانم قال أوحى الله
إلى إبراهيم يأمره بالمسير إلى بلده الحرا فركب إبراهيم البراق وحمل
إسماعيل أمامه وهو بن سنتين وهاجر خلفه ومعه جبريل يدله على
موضع البيت حتى قدم به مكة فأنزل إسماعيل وأمه إلى جانب البيت
ثم انصرف إبراهيم إلى الشام
أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدني قال حدثني أبي
عن أبي الجارود الربيع بن قزبع عن عقبة بن بشير أنه سأل محمد بن علي
من أول من تكلم بالعربية قال إسماعيل بن إبراهيم صلى الله عليهما
وهو بن ثلاث عشرة سنة قال قلت فما كان كلام الناس قبل ذلك يا أبا
جعفر قال العبرانية قال قلت فما كان كلام الله الذي أنزل على
رسله وعباده في ذلك الزمان قال العبرانية
قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي عن غير واحد من أهل العلم أن
50

إسماعيل ألهم من يوم ولد لسان العرب وولد إبراهيم أجمعون على
لسان أبيهم
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب عن أبيه قال لم يتكلم إسماعيل
بالعربية ولم يستحل خلاف أبيه وأول من تكلم بالعربية من ولده بنو
رعلة بنت يشجب بن يعرب بن لوزان بن جرهم بن عامر بن سبأ بن يقطن
بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح
قال أخبرنا موسى بن داود أخبرنا عبد الله بن لهيعة عن حيي بن
عبد الله قال بلغني أن إسماعيل النبي صلى الله عليه وسلم اختتن
وهو بن ثلاث عشرة سنة
قال أخبرنا يحيى بن إسحاق أبو زكريا البجلي السيلحيني ومحمد
بن معاوية النيسابوري قالا أخبرنا بن لهيعة عن بن أنعم أخبرني بكر
بن سويد أنه سمع علي بن رباح اللخمي يقول قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم كل العرب من ولد إسماعيل بن إبراهيم عليه
السلام
قال أخبرنا رؤيم بن يزيد المقري أخبرنا هارون بن أبي عيسى الشامي
عن محمد بن إسحاق بن يسار قال وأخبرنا هشام بن محمد الكلبي عن أبيه
قالا ولد لإسماعيل بن إبراهيم صلى الله عليهما اثنا عشر رجلا وهم
يناوذ وهو نبت وهو نابت وهو كبر ولده وقيذر وأذبل ومنسى
وهو منشى ومسمع وهو مشماعة ودما وهو دوما وبه سميت
دومة الجندل وماشى وأذر وهو أذور وطيما ويطور وينش وقيذما
وأمهم في رواية محمد بن إسحاق رعلة بنت مضاض بن عمرو الجرهمي
وفي رواية الكلبي رعلة بنت يشجب بن يعرب على ما نسبها في حديثه
الأول قال الكلبي وكانت لإسماعيل امرأة من العماليق ابنة صبدى
قبل الجرهمية وهي التي كان جاءها إبراهيم فجفته في القول ففارقها
51

إسماعيل ولم تلد له شيئا
قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي حدثني أسامة بن زيد بن أسلم
عن أبيه قال لما بلغ إسماعيل عشرين سنة توفيت أمه هاجر وهي ابنة تسعين
سنة فدفنها إسماعيل في الحجر
قال وأخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم
عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة
عن أبي جهم بن حذيفة بن غانم قال أوحى الله غلى إبراهيم صلى الله
عليه وسلم أن يبني البيت وهو يومئذ بن مائة سنة وإسماعيل يومئذ
بن ثلاثين سنة فبناه معه وتوفي إسماعيل بعد أبيه فدفن داخل الحجر مما
يلي الكعبة مع أمه هاجر وولي نابت بن إسماعيل البيت بعد أبيه مع أخواله
جرهم
قال أخبرنا خالد بن خداش بن عجلان أخبرنا عبد الله بن وهب
المصري أخبرنا حرملة بن عمران عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة أنه
قال ما يعلم موضع قبر نبي من الأنبياء إلا ثلاثة قبر إسماعيل فإنه
تحت الميزاب بين الركن والبيت وقبر هود فإنه في حقف من الرمل تحت
جبل من جبال اليمن عليه شجرة تندى وموضعه أشد الأرض حرا وقبر
رسول الله صلى الله عليه وسلم فغن هذه قبورهم بحث
52

ذكر القرون والسنين التي بين آدم
ومحمد عليهما الصلاة والسلام
قال أخبرنا قبيصة بن عقبة أخبرنا سفيان بن سعيد عن أبيه عن عكرمة
قال كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الاسلام
قال أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي عن غير واحد من أهل
العلم قالوا كان بين آدم ونوح عشرة قرون والقرن مائة سنة وبين نوح
وإبراهيم عشرة قرون والقرن مائة سنة وبين إبراهيم وموسى بن عمران
عشرة قرون والقرن مائة سنة
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب عن أبيه عن أبي صالح عن بن
عباس قال كان بين موسى بن عمران وعيسى بن مريم ألف سنة وتسعمائة
سنة ولم تكن بينهما فترة وانه أرسل بينهما ألف نبي من بني إسرائيل سوى
من أرسل من غيرهم وكان بين ميلاد عيسى والنبي صلى الله عليه وسلم
خمسمائة سنة وتسع وستون سنة بعث في أولها ثلاثة أنبياء وهو قوله
إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث والذي عزز به
شمعون وكان من الحواريين وكانت الفترة التي لم يبعث الله فيها رسولا
أربعمائة سنة وأربعا وثلاثين سنة وان حواريي عيسى بن مريم كانوا اثني
عشر رجلا وكان قد تبعه بشر كثير ولكنه لم يكن فيهم حواري إلا اثنا عشر
رجلا وكان من الحواريين القصار والصياد وكانوا عمالا يعملون بأيديهم
وان الحواريين هم الأصفياء وان عيسى صلى الله عليه وسلم حين رفع
كان بن اثنتين وثلاثين سنة وستة أشهر وكانت نبوته ثلاثين شهرا وإن
الله رفعه بجسده وانه حي الآن وسيرجع إلى الدنيا فيكون فيها ملكا
ثم يموت كما يموت الناس وكانت قرية عيسى تسمى ناصرة وكان
53

أصحابه يسمون الناصريين وكان يقال لعيسى الناصري فلذلك سميت
النصارى
ذكر تسمية الأنبياء وأنسابهم صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا عمرو بن الهيثم وهاشم بن القاسم الكناني أبو النضر قالا
أخبرنا المسعودي عن أبي عمر الشامي عن عبيد بن الخشخاش عن أبي ذر
قال قلت للنبي صلى الله عليه وسلم أي الأنبياء أول قال آدم قال
قلت أو نبيا كان قال نعم نبي مكلم قال فقلت فكم المرسلون
قال ثلاثمائة وخمسة عشر جما غفيرا
قال أخبرنا خالد بن خداش أخبرنا عبد الله بن وهب عن سعيد
بن أبي أيوب عن جعفر بن ربيعة وزياد مولى مصعب قال سئل رسول
الله صلى الله عليه وسلم عن آدم أنبيا كان قال بلى نبي
مكلم
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه قال أول
نبي بعث إدريس وهو خنوخ بن يارذ بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن
شيث بن آدم ثم نوح بن لمك بن متوشلخ بن خنوخ وهو إدريس ثم
إبراهيم بن تارح بن ناحور بن ساروغ بن ارغوا بن فالغ بن عابر بن شالخ
بن أرفخشد بن سام بن نوح ثم إسماعيل وإسحاق ابنا إبراهيم صلى
الله عليه وسلم ثم يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ثم يوسف بن يعقوب بن
إسحاق ثم لوط بن هاران بن تارح بن ناحور بن ساروغ وهو بن أخي
إبراهيم خليل الرحمن ثم هود بن عبد الله بن الخلود بن عاد بن غوص بن
إرم بن سام بن نوح ثم صالح بن آسف بن كماشج بن أروم بن ثمود
54

بن جائر بن إرم بن سام بن نوثم شعيب بن يوبب بن عيفا بن مدين بن
إبراهيم خليل الرحمن ثم موسى وهارون ابنا عمران بن قاهث بن لاوي
بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ثم إلياس بن تشبين بن العازر بن هارون
بن عمران بن قاهث بن لاوي بن يعقوب ثم اليسع بن عزى بن نشوتلخ
بن أفرايم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق ثم يونس بن متى من بني
يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ثم أيوب بن زارح بن أموص بن ليفزن
بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم ثم داود بن ايشا بن عويذ بن باعر
بن سلمون بن نحشون بن عميناذب بن إرم بن حصرون بن فارص بن يهوذا
بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ثم سليمان بن داود ثم زكريا بن
بشوى من بني يهوذا بن يعقوب ثم يحيى بن زكريا ثم عيسى بن مريم
بنت عمران بن ما ثان من بني يهوذا بن يعقوب ثم النبي صلى الله عليه
وسلم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم
ذكر نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتسمية
من ولده إلى آدم صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب بن بشر الكلبي قال علمني
أبي وأنا غلام نسب النبي صلى الله عليه وسلم محمد الطيب المبارك بن
عبد الله بن عبد المطلب واسمه شيبة الحمد بن هاشم واسمه عمرو بن
عبد مناف واسمه المغيرة بن قصي واسمه زيد بن كلاب بن مرة بن
كعب بن لؤي بن غالب بن فهر وإلى فهر جماع قريش وما كان فوق
فهر فليس يقال له قرشي يقال له كناني وهو فهر بن مالك بن النضر
واسمه قيس بن كنانة بن خزيمة بن مدركة واسمه عمرو بن إلياس بن مضر
55

بن نزار بن معد بن عدنان
قال وأخبرنا هشام بن محمد قال وحدثني محمد بن عبد الرحمن
العجلاني عن موسى بن يعقوب الزمعي عن عمته عن أمها كريمة بنت المقداد
بن الأسود البهراني قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم معد
بن عدنان بن أدد بن يرى بن أعراق الثرى
قالت وأخبرنا هشام قال أخبرني أبي عن أبي صالح عن بن عباس
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أنتسب لم يجاوز في ينسبه معد بن
عدنان بن أدد ثم يمسك ويقول كذب النسابون قال الله عز وجل
وقرونا بين ذلك كثيرا
قال بن عباس لو شاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعلمه
لعلمه قال أخبرنا عبيد الله بن موسى العبسي قال أخبرنا إسرائيل عن
أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبدا لله أنه كان يقرأ وعادا وثمودا
والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله كذب النسابون
قال أخبرنا هشام بن محمد عن أبيه قال بين معد وإسماعيل صلى
الله عليه وسلم نيف وثلاثون أبا وكان لا يسميهم ولا ينفذهم ولعله
ترك ذلك حيث سمع حديث أبي صالح عن بن عباس عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه كان إذا بلغ معد بن عدنان أمسك
قال هشام وأخبرني مخبر عن أبي ولم أسمعه منه أنه كان ينسب
معد بن عدنان بن أدد بن الهميسع بن سلامان بن عوص بن يوز بن قموال
بن أبي بن العوام بن ناشد بن حزا بن بلداس بن تدلاف بن طابخ بن جاحم
بن ناحش بن ماخي بن عبقى بن عبقر بن عبيد بن الدعا بن حمدان بن
سنبر بن يثربي بن نحزن بن يلحن بن أرعوي بن عيفى بن ديشان بن عيصر
بن أقناد بن إبهام بن مقصي بن ناحث بن زارح بن شمى بن مزى بن عوص
بن عرام بن قيذر بن إسماعيل بن إبراهيم صلى الله عليهما وسلم
56

قال وأخبرنا هشام بن محمد قال وكان رجل من أهل تدمر يكنى
أبا يعقوب من مسلمة بني إسرائيل قد قرأ من كتبهم وعلم علمهم
فذكر أن بورخ بن ناريا كاتب أرميا أثبت نسب معد بن عدنان عنده ووضعه
في كتبه وأنه معروف عند أحبار أهل الكتاب وعلمائهم مثبت في أسفارهم
وهو مقارب لهذه الأسماء ولعل خلاف ما بينهم من قبل اللغة لان هذه
الأسماء ترجمت من العبرانية
قال أخبرنا هشام بن محمد قال سمعت من يقول كان معد على
عهد عيسى بن مريم وهو معد بن عدنان بن أدد بن زيد بن يقدر بن يقدم
بن أمين بن منحر بن صابوح بن الهميسع بن يشجب بن يعرب بن العوام
بن نبت بن سلمان بن حمل بن قيذر بن إسماعيل بن إبراهيم
قال وقد قدم بعضهم العوام في بعض النسب على الهميسع فصيره
من ولده
قال أخبرنا رؤيم بن يزيد المقري عن هارون بن أبي عيسى الشامي
عن محمد بن إسحاق أنه كان ينسب معد بن عدنان على غير هذا النسب في
بعض روايته يقول معد بن عدنان بن مقوم بن ناحور بن تيرح بن يعرب
بن يشجب بن نابت بن إسماعيل
قال ويقول أيضا في رواية أخرى له معد بن عدنان بن أدد بن أيتحب
بن أيوب بن قيذر بن إسماعيل بن إبراهيم
قال محمد بن إسحاق وقد انتمى قصي بن كلاب إلى قيذر في بعض
شعره قال محمد بن سعد فأنشدني هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن
أبيه شعر قصي
فلست لحاضن ان لم تأثل بها أولاد قيذر والنبيت
قال أبو عبد الله محمد بن سعد ولم أر بينهم اختلافا أن معدا من ولد
قيذر بن إسماعيل وهذا الاختلاف في نسبته يدل على أنه لم يحفظ وإنما
57

أخذ ذلك من أهل الكتاب وترجموه لهم فاختلفوا فيه ولو صح ذلك لكان
رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم الناس به الامر عندنا على الانتهاء
إلى معد بن عدنان ثم الامساك عما وراء ذلك إلى إسماعيل بن
إبراهيم
قال أخبرنا خالد بن خداش أخبرنا عبد الله بن وهب قال
أخبرنا بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال ما وجدنا أحدا يعرف ما
وراء معد بن عدنان
قال أخبرنا خالد بن خداش أخبرنا عبد الله بن وهب قال أخبرني
بن لهيعة عن أبي الأسود قال سمعت أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة
يقول ما وجدنا في علم عالم ولا شعر شاعر أحدا يعرف ما وراء معد بن
عدنان بثبت
قال أخبرنا خالد بن خداش أخبرنا عبد الله بن وهب قال أخبرني
سعيد بن أبي أيوب عن عبد الله بن خالد قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لا تسبوا مضر فإنه كان قد أسلم
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب عن أبيه قال كان معد مع
بخت نصر حين غزا حصون اليمن
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب عن أبيه قال ولد معد بن
عدنان نزارا وفي ولده النبوة والثروة والخلافة وقنصا وقناصة وسناما
والعرف وعوفا وشكا وحيدان وحيدة وعبيد الرماح وجنيدا وجنادة
والقحم وايادا وأمهم معانة بنت جوشم بن جلهمة بن عمرو بن دوة
ابن جرهم وأخوهم لأمهم قضاعة وبعض القضاعيين وبعض النساب
يقول قضاعة بن معد وبه كان يكنى معد والله أعلم واسم قضاعة
عمرو وإنما قيل قضاعة لأنه انقضع عن قومه وانتسب في غيرهم وهذه
لغتهم
58

قال وقد تفرق ولد معد بن عدنان سوى نزار في غير بني معد
وبعضهم انتسب إلى معد فولد نزار بن معد مضر وأيادا وبه كان يكنى
نزار وأمهما سودة بنت عك وربيعة وهو الفرس وهو القشعم
وأنمارا وأمهما الحذالة بنت وعلان بن جوشم بن جلهمة بن عمرو بن جرهم
وكان يقال لمضر الحمراء ولاياد الشمطاء والبلقاء ولربيعة الفرس
ولانمار الحمار قال ويقال ان أنمارا هو أبو نجيلة وخثعم والله
أعلم
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب عن أبيه وغيره قال هو
إبراهيم بن آزر وكذلك هو في القرآن وفي التوراة إبراهيم بن تارح
وبعضهم يقول آزر بن تارح بن ناحور بن ساروغ ويقال شروغ بن أرغوا
ويقال أرغوا بن فالغ ويقال فالخ بن عابر بن شالخ ويقال سالخ بن أرفخشد
ابن سام بن نوح النبي عليه السلام بن لمك بن متوشلخ ويقال متوسلخ
ابن خنوخ وهو إدريس النبي عليه السلام بن يرذ وهو اليارذ ويقال
الياذر بن مهلائ يل بن قينان بن أنوش بن شيث ويقال شث وهو هبة الله بن
آدم صلى الله عليه وسلم كثيرا
ذكر أمهات رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه قال أم رسول
الله صلى الله عليه وسلم آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن
كلاب بن مرة وأمها برة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن
قصي بن كلاب وأمها أم حبيب بنت أسد بن عبد العزى بن قصي بن
كلاب وأمها برة بنت عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن
59

لؤي وأمها قلابة بنت الحارث بن مالك بن حباشة بن غنم بن لحيان
بن عادية بن صعصعة بن كعب بن هند بن طابخة بن لحيان بن هذيل بن مدركة
ابن الياس بن مضر وأمها أميمة بنت مالك بن غنم بن لحيان بن عادية بن
صعصعة وأمها دب بنت ثعلبة بن الحارث بن تميم بن سعد بن
هذيل بن مدركة وأمها عاتكة بنت غاضرة بن حطيط بن جشم بن ثقيف
وهو قسي بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة
بن قيس بن عيلان واسمه إلياس بن مضر وأمها ليلى بنت عوف بن
قسي وهو ثقيف وأم وهب بن عبد مناف بن زهرة جد رسول الله صلى
الله عليه وسلم قيل ويقال هند بنت أبي قيلة وهو وجز بن غالب
بن الحارث بن عمرو بن ملكان بن أفص بن حارثة من خزاعة وأمها
سلمى بنت لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة وأمها ماوية
بنت كعب بن القين من قضاعة وأم وجز بن غالب السلافة بنت واهب بن
البكير بن مجدعة بن عمرو من بني عمرو بن عوف من الأوس
وأمها ابنة قيس بن ربيعة من بني مازن بن بوي بن ملكان بن أفصى أخي أسلم
بن أفصى وأمها النجعة بنت عبيد بن الحارث من بني الحارث بن الخزرج
وأم عبد مناف بن زهرة جمل بنت مالك بن فصية بن سعد بن
مليح بن عمرو من خزاعة وأم زهرة بن كلاب أم قصي وهي فاطمة
بنت سعد بن سيل وهو خير بن حمالة بن عوف بن عامر الجادر من
الأزد
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه قال كتبت
للنبي صلى الله عليه وسلم خمسمائة أم فما وجدت فيهن سفاحا ولا
شيئا مما كان من أمر الجاهلية
قال أخبرنا أنس بن عياض أبو ضمرة الليثي عن جعفر بن محمد عن
أبيه محمد بن علي بن حسين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنما
60

خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم لم
يصبني من سفاح أهل الجاهلية شئ لم أخرج إلا من
طهره
قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن
أبي سبرة عن عبد المجيد بن سهيل عن عكرمة عن بن عباس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجت من لدن آدم من نكاح
غير سفاح
قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني محمد بن عبد الله
ابن مسلم عن عمه الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم خرجت من نكاح غير سفاح
ذكر الفواطم والعواتك اللاتي ولدن
رسول الله صلى الله عليه وسلم
والعاتكة في كلام العرب الطاهرة قال أخبرنا هشام بن محمد بن
السائب الكلبي عن أبيه قال أم عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي
وقد ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم هضيبة بنت عمرو بن عتوارة
بن عائش بن ظرب بن الحارث بن فهر وأمها ليلى بنت هلال بن وهيب
بن ضبة بن الحارث بن فهر وأمها سلمى بنت محارب بن فهر
وأمها عاتكة بنت يخلد بن النضر بن كنانة وأم عمرو بن عتوارة بن
عائش بن ظرب بن الحارث بن فهر عاتكة بنت عمرو بن سعد بن عوف
بن قسي وأمها فاطمة بنت بلال بن عمرو بن ثمالة من الأزد وأم
أسد بن عبد العزى بن قصي وقد ولد النبي صلى الله عليه وسلم
61

الحظيا وهي ريطة بنت كعب بن سعد بن تيم بن مرة وأم كعب بن سعد
بن تيم نعم بنت ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر وأمها
ناهية بنت الحارث بن منقذ بن عمرو بن معيص بن عامر بن لؤي وأمها
سلمى بنت ربيعة بن وهيب بن ضباب بن حجير بن عبد بن معيص بن
عامر بن لؤي وأمها خديجة بنت سعد بن سهم وأمها عاتكة بنت عبدة
بن ذكوان بن غاضرة بن صعصعة وأم ضباب بن حجير بن عبد بن معيص
فاطمة بنت عوف بن الحارث بن عبد مناة بن كنانة وأم عبيد بن عويج
بن عدي بن كعب وقد ولد النبي صلى الله عليه وسلم مخشية بنت
عمرو بن سلول بن كعب بن عمرو من خزاعة وأمها الربعة بنت حبشية
بن كعب بن عمرو وأمها عاتكة بنت مدلج بن مرة بن عبد مناة بن
كنانة فهؤلاء من قبل أمه صلى الله عليه وسلم
وأم عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن
عمران بن مخزوم وهي أقرب الفواطم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأمها صخرة بنت عبد بن عمران بن مخزوم وأمها تخمر بنت عبد بن
قصي وأمها سلمى بنت عامرة بن عميرة بن وديعة بن الحارث بن فهر
وأمها عاتكة بنت عبد الله بن وائلة بن ظرب بن عياذة بن عمرو بن بكر
بن يشكر بن الحارث وهو عدوان بن عمرو بن قيس ويقال عبد الله بن
حرب بن وائلة وأم عبد الله بن وائلة بن ظرب فاطمة بنت عامر بن ظرب
بن عياذة وأم عمران بن مخزوم سعدى بنت وهب بن تيم بن غالب
وأمها عاتكة بنت هلال بن وهيب بن ضبة وأم هاشم بن عبد مناف بن
قصي عاتكة بنت مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم
بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان وهي أقرب العواتك
إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأم هلال بن فالج بن ذكوان فاطمة بنت بجيد
بن رؤاس بن كلاب بن ربيعة وأم كلاب بن ربيعة مجد بنت تيم الادرم
62

بن غالب وأمها فاطمة بنت معاوية بن بكر بن هوازن وأم مرة بن هلال
بن فالج عاتكة بنت عدي بن سهم من أسلم وهم اخوة خزاعة وأم
وهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر عاتكة بنت غالب بن فهر وأم عمرو
بن عائذ بن عمران بن مخزوم فاطمة بنت ربيعة بن عبد العزى بن وزام بن
جحوش بن معاوية بن بكر بن هوازن وأم معاوية بن بكر بن هوازن
عاتكة بنت سعد بن هذيل بن مدركة وأم قصي بن كلاب فاطمة بنت
سعد بن سيل من الجدرة من الأزد وأم عبد مناف بن قصي حبى بنت
حليل بن حبشية الخزاعي وأمها فاطمة بنت نصر بن عوف بن عمرو
بن لحي من خزاعة وأم كعب بن لؤي ماوية بنت كعب بن القين وهو
النعمان بن جسر بن شيع الله بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران
بن الحاف بن قضاعة وأمها عاتكة بنت كاهل بن عذرة وأم لؤي بن
غالب عاتكة بنت يخلد بن النضر بن كنانة وأم غالب بن فهر بن مالك ليلى
بنت سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر وأمها سلمى بنت طابخة
بن إلياس بن مضر وأمها عاتكة بنت الأسد بن الغوث
قال وأخبرنا هشام بن محمد بن السائب عن غير أبيه أن عاتكة
بنت عامر بن الظرب من أمهات النبي صلى الله عليه وسلم قال أم برة
بنت عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب أميمة بنت مالك بن غنم
بن سويد بن حبشي بن عادية بن صعصعة بن كعب بن طابخة بن لحيان
وأمها قلابة بنت الحارث بن صعصعة بن كعب بن طابخة بن لحيان وأمها
دب بنت الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل وأمها لبني بنت الحارث بن
نمير بن أسيد بن عمرو بن تميم وأمها فاطمة بنت عبد الله بن حرب بن
وائلة وأمها زينب بنت مالك بن ناضرة بن غاضرة بن حطيط بن جشم
بن ثقيف وأمها عاتكة بنت عامر بن ظرب وأمها شقيقة بنت معن بن
مالك من باهلة وأمها سودة بنت أسيد بن عمرو بن تميم فهؤلاء العواتك
63

وهن ثلاث عشرة والفواطم وهن عشر
ذكر أمهات آباء رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه قال أم عبد
الله بن عبد المطلب بن هاشم فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم
وأمها صخرة بنت عبد بن عمران بن مخزوم وأمها تخمر بنت عبد بن قصي
وأم عبد المطلب بن هاشم سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر
بن غنم بن عدي بن النجار واسم النجار تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن
الخزرج وأمها عميرة بنت صخر بن حبيب بن الحارث بن ثعلبة بن مازن
بن النجار وأمها سلمى بنت عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار
وأمها أثيلة بنت زعورا بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن
النجار وأم هاشم بن عبد مناف عاتكة بنت مرة بن هلال بن فالج بن
ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منصور وأمها ماوية ويقال صفية
بنت حوزة بن عمرو بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن وأمها
رقاش بنت الأسحم بن منبه بن أسد بن عبد مناة بن عائذ الله بن سعد العشيرة
من مذحج وأمها كبشة بنت الرافقي بن مالك بن الحماس بن ربيعة بن كعب
بن الحارث بن كعب وأم عبد مناف بن قصي حبى بنت حليل بن حبشية
بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر من خزاعة
أمها هند بنت عامر بن النضر بن عمرو بن عامر من خزاعة وأمها ليلى
بنت مازن بن كعب بن عمرو بن عامر من خزاعة وأم قصي بن كلاب فاطمة
بنت سعد بن سيل وهو خير بن حمالة بن عوف بن عامر الجادر من الأزد
وكان أول من بنى جدار الكعبة فقيل له الجادر وأمها ظريفة بنت قيس بن
64

ذي الرأسين واسمه أمية بن جشم بن كنانة بن عمرو بن القين بن فهم
بن عمرو بن قيس بن عيلان وأمها صخرة بنت عامر بن كعب بن أفرك
بن بديل بن قيس بن عبقر بن أنمار وأم كلاب بن مرة هند بنت سرير
بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة بن خزيمة وأمها أمامة بنت عبد
مناة بن كنانة وأمها هند بنت دودان بن أسد بن خزيمة وأم مرة بن
كعب مخشية بنت شيبان بن محارب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة
وأمها وحشية بنت وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة
وأمها ماوية بنت ضبيعة بن ربيعة بن نزار وأم كعب بن لؤي ماوية
بنت كعب بن القين وهو النعمان بن جسر بن شيع الله بن أسد بن وبرة
بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة وأمها عاتكة
بنت كاهل بن عذرة وأم لؤي بن غالب عاتكة بنت يخلد بن النضر
بن كنانة وهو القول المجتمع عليه ويقال بل أمه سلمى بنت كعب بن
عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر من خزاعة وأمها أنيسة بنت
شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل وأمها تماضر
بنت الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة وأمها رهم بنت كاهل
بن أسد بن خزيمة وأم غالب بن فهر ليلى بنت الحارث بن تميم بن سعد
بن هذيل بن مدركة ويقال بل هي ليلى بنت سعد بن هذيل بن مدركة بن
إلياس بن مضر وأمها سلمى بنت طابخة بن إلياس بن مضر وأمها عاتكة
بنت الأسد بن الغوث وأمها زينب بنت ربيعة بن وائل بن قاسط بن هنب
وأم فهر بن مالك جندلة بنت عامر بن الحارث بن مضاض بن زيد بن
مالك من جرهم ويقال بل هي جندلة بنت الحارث بن جندلة بن مضاض
بن الحارث وليس بالأكبر بن عوانة بن عاموق بن يقطن من جرهم
وأمها هند بنت الظليم بن مالك بن الحارث من جرهم وأم مالك بن النضر
عكرشة بنت عدوان وهو الحارث بن عمرو بن قيس بن عيلان بن مضر
65

وأم النضر بن كنانة برة بنت مر بن أد بن طابخة أخت تميم بن مر وأم
كنانة بن خزيمة عوانة وهي هند بنت سعد بن قيس بن عيلان وأمها
دعد بنت إلياس بن مضر وأم خزيمة بن مدركة سلمى بنت أسلم بن الحاف
بن قضاعة وأم مدركة بن إلياس ليلى وهي خندف بنت حلوان بن عمران
بن الحاف بن قضاعة وأمها ضرية بنت ربيعة بن نزار وبها سمي ماء
ضرية الذي فيما بين مكة والنباج وأم إلياس بن مضر الرباب بنت حيدة
بن معد بن عدنان وأم مضر بن نزار سودة بنت عك بن الريث بن
عدنان بن أدد ومن ينتسب منهم إلى اليمن يقول عك بن عدثان بن
عبد الله بن نصر بن زهران من الأسد وأم نزار بن معد معانة بنت جوشم
بن جلهمة بن عمرو بن برة بن جرهم وأمها سلمى بنت الحارث بن
مالك بن غنم من لخم وأم معد بن عدنان مهدد بنت اللهم بن جلحب
بن جديس بن جاثر بن أرم
ذكر قصي بن كلاب
رحمه الله قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي عن غير واحد من علماء أهل
المدينة قال وأخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه قالوا تزوج
كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك فاطمة بنت سعد
بن سيل واسم سيل خير بن حمالة بن عوف بن عامر وهو الجادر وكان
أول من بنى جدار الكعبة بن عمرو بن جعثمة بن مبشر بن صعب بن
دهمان بن نصر بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن
مالك بن نصر بن الأزد وكان جعثمة خرج أيام خرجت الأزد من مأرب
فنزل في بني الديل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة فحالفهم وزوجهم وزوجوه
66

فولدت فاطمة بنت سعد لكلاب بن مرة زهرة بن كلاب ثم مكثت دهرا
ثم ولدت قصيا فسمي زيدا وتوفي كلاب بن مرة وقدم ربيعة بن حرام
بن ضنة بن عبد بن كبير بن عذرة بن سعد بن زيد أحد قضاعة فاحتملها
إلى بلاده من أرض عذرة من أشراف الشام إلى سرغ وما دونها فتخلف
زهرة بن كلاب في قومه لكبره وحملت قصيا معها لصغره وهو يومئذ
فطيم فسمي قصيا لتقصيها به إلى الشام فولدت لربيعة رزاحا وكان
قصي ينسب إلى ربيعة بن حرام فناضل رجلا من قضاعة يدعى رفيعا قال
هشام بن الكلبي وهو من عذرة فنضله قصي فغضب المنضول فوقع بينهما
شر حتى تقاولا وتنازعا فقال رقيع ألا تلحق ببلدك وقومك فإنك لست
منا فرجع قصي إلى أمه فقال من أبي فقالت أبوك ربيعة قال
لو كنت ابنه ما نفيت قالت أو قد قال هذا فوالله ما أحسن الجوار
ولا حفظ الحق أنت والله يا بني أكرم منه نفسا ووالدا ونسبا وأشرف
منزلا أبوك كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك
بن النضر بن كنانة القرشي وقومك بمكة عند البيت الحرام فما حوله
قال فوالله لا أقيم ههنا أبدا قالت فأقم حتى يجئ أبان الحج فتخرج
في حاج العرب فإني أخشى عليك أن يصيبك بعض الناس فأقام فلما
حضر ذلك بعثته مع قوم من قضاعة فقدم مكة وزهرة يومئذ حي وكان
أشعر وقصي أشعر فأتاه فقال له قصي أنا أخوك فقال ادن مني
وكان قد ذهب بصره وكبر فلمسه فقال أعرف والله الصوت والشبه
فلما فرغ من الحج عالجه القضاعيون على الخروج معهم والرجوع إلى بلادهم
فأبى وأقام بمكة وكان رجلا جلدا نهدا نسيبا فلم ينشب أن خطب إلى
حليل بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة وهو لحي الخزاعي
ابنته حبى فعرف حليل النسب ورغب فيه فزوجه وحليل يومئذ يلي
أمر مكة والحكم فيها وحجابة البيت ثم هلك حليل فحجب البيت ابنه
67

المحترش وهو أبو غبشان وكانت العرب تجعل له جعلا في كل موسم
فقصروا به في بعض المواسم منعوه بعض ما كانوا يعطونه فغضب فدعاه
قصي فسقاه ثم اشترى منه البيت بأزواد ويقال بزق خمر فرضي
ومضى إلى ظهر مكة
قال وأخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني عبد الله
بن عمرو بن زهير عن عبد الله بن خداش بن أمية الكعبي عن أبيه قال
وحدثتني فاطمة بنت مسلم الأسلمية عن فاطمة الخزاعية وكانت قد أدركت
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالا لما تزوج قصي إلى حليل
بن حبشية ابنته حبى وولدت له أولاده قال حليل إنما ولد قصي
ولدي هم بنو ابنتي فأوصى بولاية البيت والقيام بأمر مكة إلى قصي
وقال أنت أحق به
ثم رجع الحديث إلى حديث محمد بن عمر بن واقد الأسلمي وهشام
بن محمد الكلبي الأول قالوا ويقال انه لما هلك حليل بن حبشية
وانتشر ولد قصي وكثر ماله وعظم شرفه رأى أنه أولى بالبيت وأمر
مكة من خزاعة وبني بكر وأن قريشا فرعة إسماعيل بن إبراهيم وصريح
ولده فكلم رجالا من قريش وبني كنانة ودعاهم إلى إخراج خزاعة وبني
بكر من مكة وقال نحن أولى بهذا منهم فأجابوه إلى ذلك وتابعوه
وكتب قصي إلى أخيه بن أمه رزاح بن ربيعة بن حرام العذري يدعوه إلى
نصرته فخرج رزاح وخرج معه إخوته لأبيه حن ومحمود وجلهمة فيمن
تبعه من قضاعة حتى قدموا مكة وكانت صوفة وهم الغوث بن مر
يدفعون بالناس من عرفة ولا يرمون الجمار حتى يرمي رجل من صوفة فلما
كان بعد ذلك العام فعلت ذلك صوفة كما كانت تفعل فأتا ها قصي بمن
معه من قومه من قريش وكنانة وقضاعة عند العقبة فقالوا نحن أولى بهذا
منكم فناكروهم فاقتتلوا قتالا شديدا حتى انهزمت صوفة وقال
68

رزاح أجز قصي فأجاز الناس وغلبهم على ما كان في أيديهم من ذلك
فلم تزل الإفاضة في ولد قصي إلى اليوم وندمت خزاعة وبنو بكر فانحازوا
عنه فأجمع قصي لحربهم فاقتتلوا قتالا شديدا بالأبطح حتى كثرت القتلى
في الفريقين ثم تداعوا إلى الصلح وحكموا بينهم يعمر بن عوف
بن كعب بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة فقضى بينهم بأن قصي بن
كلب أولى بالبيت وأمر مكة من خزاعة وأن كل دم أصابه قصي من خزاعة
وبني بكر موضوع يشدخه تحت قدميه وأن ما أصابت خزاعة وبنو
بكر من قريش وبني كنانة ففيه الدية وأن يخلى بين قصي وبين البيت
وأمر مكة فسمي يومئذ يعمر الشداخ لما شدخ من الدماء
قال أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا موسى بن يعقوب الزمعي عن
عمته عن أمها كريمة بنت المقداد عن أبيها قال لما فرغ قصي ونفى خزاعة
وبني بكر عن مكة تجمعت إليه قريش فسميت يومئذ قريشا لحال تجمعها التقرش التجمع فلما استقر أمر قصي انصرف أخوه لامه رزاح بن
ربيعة العذري بمن معه من إخوته وقومه وهم ثلاثمائة رجل إلى بلادهم
فكان رزاح وحن يواصلان قصيا ويوافيان الموسم فينزلان معه في داره ويريان
تعظيم قريش والعرب له وكان يكرمهما ويصلهما وتكرمهما قريش لما
أبلياهم وأولياهم من القيام مع قصي في حرب خزاعة وبكر
قال أخبرنا هشام بن محمد عن أبيه قال إنما سموا قريشا لان بني
فهر الثلاثة كان اثنان منهم لام والآخر لام أخرى فافترقوا فنزلوا مكانا
من تهمة مكة ثم اجتمعوا بعد ذلك فقالت بنو بكر لقد تقرش بنو
جندلة وكان أول من نزل من مضر مكة خزيمة بن مدركة وهو الذي
وضع لهبل الصنم موضعه فكان يقال له صنم خزيمة فلم يزل بنوه بمكة
حتى ورث ذلك فهر بن مالك فخرجت بنو أسد ومن كان من كنانة بها
69

فنزلوا منازلهم اليوم قال أخبرنا هشام بن محمد الكلبي عن أبيه قال ولد لقصي بن كلاب
ولده كلهم من حبى بنت حليل عبد الدار بن قصي وكان بكره وعبد
مناف بن قصي واسمه المغيرة و عبد العزى بن قصي
وعبد بن قصي وتخمر بنت قصي
وبرة بنت قصي قال أخبرنا هشام بن محمد عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس قال
كان قصي يقول ولد لي أربعة رجال فسميت اثنين بإلهي وواحدا
بداري وواحدا بنفسي فكان يقال لعبد بن قصي عبد قصي واللذين
سماهما باله عبد مناف و عبد العزى وبداره عبد الدار
قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني عبد الله بن جعفر
الزهري قال وجدت في كتاب أبي بكر بن عبد الرحمن بن المسور بن
مخرمة أخبرنا محمد بن جبير بن مطعم قال وأخبرنا هشام بن محمد الكلبي
قال أخبرني أبي عن أبي صالح عن بن عباس قالا كان قصي بن كلاب
أول ولد كعب بن لؤي أصاب ملكا أطاع له به قومه فكان شريف أهل
مكة لا ينازع فيها فأبتنى دار الندوة وجعل بابها إلى البيت ففيها كان
يكون أمر قريش كله وما أرادوا من نكاح أو حرب أو مشورة فيما ينوبهم
حتى إن كانت الجارية تبلغ أن تدرع فما يشق درعها إلا فيها ثم
ينطلق بها إلى أهلها ولا يعقدون لواء حرب لهم ولا من قوم غيرهم إلا
في دار الندوة يعقده لهم قصي ولا يعذر لهم غلام إلا في دار الندوة
ولا تخرج عير من قريش فيرحلون إلا منها ولا يقدمون إلا نزلوا فيها
تشريفا له وتيمنا برأيه ومعرفة بفضله ويتبعون أمره كالدين المتبع لا
يعمل بغيره في حياته وبعد موته وكانت إليه الحجابة والسقاية والرفادة
واللواء والندوة وحكم مكة كله وكان يعشر من دخل مكة سوى
أهلها قال وإنما سميت دار الندوة لان قريشا كانوا ينتدون فيها أي
يجتمعون للخير والشر والندي مجمع القوم إذا اجتمعوا وقطع قصي مكة
70

رباعا بين قومه فأنزل كل قوم من قريش منازلهم التي أصبحوا فيها اليوم
ضاق البلد وكان كثير الشجر العضاه والسلم فهابت قريش قطع ذلك
في الحرم فأمرهم قصي بقطعه وقال إنما تقطعونه لمنازلكم ولخططكم
بهلة الله على من أراد فسادا وقطع هو بيده وأعوانه فقطعت حينئذ قريش
وسمته مجمعا لما جمع من أمرها وتيمنت به وبأمره وشرفته قريش
وملكته وأدخل قصي بطون قريش كلها الأبطح فسموا قريش البطاح
وأقام بنو معيص بن عامر بن لؤي وبنو تيم الأدرم بن غالب بن فهر وبنو
محارب بن فهر وبنو الحارث بن فهر بظهر مكة فهؤلاء الظواهر لأنهم
لم يهبطوا مع قصي إلى الأبطح إلا أن رهط أبي عبيدة بن الجراح وهم
من بني الحارث بن فهر نزلوا الأبطح فهم مع المطيبين أهل البطاح وقد
قال الشاعر في ذلك وهو ذكوان مولى عمر بن الخطاب للضحاك بن قيس
الفهري حين ضربه
فلو شهدتني من قريش عصابة قريش البطاح لا قريش الظواهر
وقال حذافة بن غانم العدوي لأبي لهب بن عبد المطلب
أبوكم قصي كان يدعى مجمعا به جمع الله القبائل من فهر
فدعي قصي مجمعا بجمعه قريشا وبقصي سميت قريش قريشا وكان
يقال لهم قبل ذلك بنو النضر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي
مبرة عن سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم أن عبد الملك بن مروان سأل محمد
بن جبير متى سميت قريش قريشا قال حين اجتمعت إلى الحرم من
تفرقها فذلك التجمع التقرش فقال عبد الملك ما سمعت هذا ولكن
سمعت أن قصيا كان يقال له القرشي ولم تسم قريش قبله
قال وأخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي
71

سبرة عن عبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي سلمة بن
عبد الرحمن بن عوف قال لما نزل قصي الحرم وغلب عليه فعل أفعالا
جميلة فقيل له القرشي فهو أول من سمي به
قال وأخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم قال النضر بن كنانة كان
يسمى القرشي
قال وأخبرنا محمد بن عمر عن عبد الله بن جعفر عن يعقوب بن عتبة
الأخنسي قال كانت الحمس قريش وكنانة وخزاعة ومن ولدته قريش
من سائر العرب وقال محمد بن عمر بغير هذا الاسناد أو حليف لقريش
قال محمد بن عمر والتحمس أشياء أحدثوها في دينهم تحمسوا فيها
أي شددوا على أنفسهم فيها فكانوا لا يخرجون من الحرم إذا حجوا
فقصروا عن بلوغ الحق والذي شرع الله تبارك وتعالى لإبراهيم وهو
موقف عرفة وهو من الحل وكانوا لا يسلؤون السمن ولا ينسجون مظال
الشعر وكانوا أهل القباب الحمر من الادم وشرعوا لمن قدم من الحاج أن
يطوف بالبيت وعليه ثيابه ما لم يذهبوا إلى عرفة فإذا رجعوا من عرفة لم
يطوفوا طواف الإفاضة بالبيت إلا عراة أو في ثوبي أحمسي وان طاف
في ثوبيه لم يحل له أن يلبسهما
قال محمد بن عمر وقصي أحدث وقود النار بالمزدلفة حين وقف
بها حتى يراها من دفع من عرفة فلم تزل توقد تلك النار تلك الليلة يعني
ليلة جمع في الجاهلية
قال محمد بن عمر فأخبرني كثير بن عبد الله المزني عن نافع عن بن
عمر قال كانت تلك النار توقد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأبي بكر وعمر وعثمان
قال محمد بن عمر وهي توقد إلى اليوم وفرض قصي على قريش
72

السقاية والرفادة فقال يا معشر قريش إنكم جيران الله وأهل بيته
وأهل الحرم وان الحاج ضيفان الله وزوار بيته وهم أحق الضيف بالكرامة
فاجعلوا لهم طعاما وشرابا أيام الحج حتى يصدروا عنكم ففعلوا
فكانوا يخرجون ذلك كل عام من أموالهم خرجا يترافدون ذلك فيدفعونه
إليه فيصنع الطعام للناس أيام منى وبمكة ويصنع حياضا للماء من أدم
فيسقي فيها بمكة ومنى وعرفة فجرى ذلك من أمره في الجاهلية على قومه
حتى قام الاسلام ثم جروا في الاسلام على ذلك إلى اليوم فلما كبر قصي
ورق وكان عبد الدار بكره وأكبر ولده وكان ضعيفا وكان إخوته قد
شرفوا عليه فقال له قصي أما والله يا بني لألحقنك بالقوم وإن كانوا
قد شرفوا عليك لا يدخل أحد منهم الكعبة حتى تكون أنت الذي تفتحها
له ولا تعقد قريش لواء لحربهم إلا كنت أنت الذي تعقده بيدك ولا
يشرب رجل بمكة إلا من سقايتك ولا يأكل أحد من أهل الموسم طعاما
بمكة إلا من طعامك ولا تقطع قريش أمرا من أمورها إلا في دارك فأعطاه
دار الندوة وحجابة البيت واللواء والسقاية والرفادة وخصه بذلك ليلحقه
بسائر إخوته وتوفي قصي فدفن بالحجون فقالت تخمر بنت قصي
ترثي أباها
طرق النعي بعيد نوم الهجد * فنعى قصيا ذا الندى والسودد
فنعى المهذب من لؤي كلها * فانهل دمعي كالجمان المفرد
فأرقت من حزن وهم داخل * أرق السليم لوجده المتفقد
73

ذكر عبد مناف بن قصي
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه قال لما هلك
قصي بن كلاب قام عبد مناف بن قصي على أمر قصي بعده وأمر قريش
إليه واختط بمكة رباعا بعد الذي كان قصي قطع لقومه وعلى عبد مناف
اقتصر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله تبارك وتعالى
عليه وأنذر عشيرتك الأقربين
قال أخبرنا هشام بن محمد قال فحدثني أبي عن أبي صالح عن بن
عباس قال لما أنزل الله تعالى على النبي صلى الله عليه وسلم وأنذر
عشيرتك الأقربين خرج حتى علا المروة ثم قال يال فهر فجاءته
قريش فقال أبو لهب بن عبد المطلب هذه فهر عندك فقل فقال يال
غالب فرجع بنو محارب وبنو الحارث ابنا فهر فقال يال لؤي بن
غالب فرجع بنو تيم الأدرم بن غالب فقال يال كعب بن لؤي فرجع بنو عامر بن لؤي
فقال يال مرة بن كعب فرجع بنو عدي
بن كعب وبنو سهم وبنو جمح ابنا عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي
فقال يال كلاب بن مرة فرجع بنو مخزوم بن يقظة بن مرة وبنو تيم
بن مرة فقال يال قصي فرجع بنو زهرة بن كلاب فقال يال
عبد مناف فرجع بنو عبد الدار بن قصي وبنو أسد بن عبد العزى بن
قصي وبنو عبد بن قصي فقال أبو لهب هذه بنو عبد مناف عندك فقل
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله قد أمرني أن أنذر عشيرتي
الأقربين وأنتم الأقربون من قريش وإني لا أملك لكم من
الله حظا ولا من الآخرة نصيبا إلا أن تقولوا لا إله إلا الله فأشهد
بها لكم عند ربكم وتدين لكم بها العرب وتذل لكم بها العجم
فقال أبو لهب تبا لك فلهذا دعوتنا فأنزل الله تبت يدا أبي لهب
74

يقول خسرت يدا أبي لهب
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه قال ولد عبد
منا ف بن قصي ستة نفر وست نسوة المطلب بن عبد مناف وكان أكبرهم
وهو الذي عقد الحلف لقريش من النجاشي في متجرها إلى أرضه وهاشم بن
عبد مناف واسمه عمرو وهو الذي عقد الحلف لقريش من هرقل لان
تختلف إلى الشام آمنة وعبد شمس بن عبد مناف وتماضر بنت عبد
مناف وحنة وقلابة وبرة وهالة بنات عبد مناف وأمهم عاتكة
الكبرى بنت مرة بن هلال بن فالج بن ثعلبة بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة
بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر
ونوفل بن عبد مناف وهو الذي عقد الحلف لقريش من كسرى إلى
العراق وأبا عمرو بن عبد مناف وأبا عبيد درج وأمهم واقدة بنت
أبي عدي وهو عامر بن عبد نهم بن زيد بن مازن بن صعصعة وريطة
بنت عبد مناف ولدت بني هلال بن معيط من بني كنانة بن خزيمة
وأمها الثقفية
ذكر هاشم بن عبد مناف
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه عن أبي صالح
عن بن عباس قال كان اسم هاشم عمرا وكان صاحب إيلاف قريش
وإيلاف قريش دأب قريش وكان أول من سن الرحلتين لقريش ترحل
إحداهما في الشتاء إلى اليمن وإلى الحبشة إلى النجاشي فيكرمه ويحبوه ورحلة
في الصيف إلى الشام إلى غزة وربما بلغ أنقرة فيدخل على قيصر فيكرمه
ويحبوه فأصابت قريشا سنوات ذهبن بالأموال فخرج هاشم
75

إلى الشام فأمر بخبز كثير فخبز له فحمله في الغرائر على الإبل حتى وافى
مكة فهشم ذلك الخبز يعني كسره وثرده ونحر تلك الإبل ثم أمر
الطهاة فطبخوا ثم كفأ القدور على الجفان فأشبع أهل مكة فكان ذلك
أول الحيا بعد السنة التي أصابتهم فسمي بذلك هاشما وقال عبد الله بن الزبعرى
في ذلك
عمرو العلى هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون عجاف
قال وأخبرنا هشام بن محمد قال فحدثني معروف بن الخربوذ
المكي قال حدثني رجل من آل عدي بن الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد
مناف عن أبيه قال وقال وهب بن عبد قصي في ذلك
تحمل هاشم ما ضاق عنه * وأعيا أن يقوم به بن بيض
أتاهم بالغرائر متأقات من * أرض الشام بالبر النفيض
فأوسع أهل مكة من هشيم * وشاب الخبز باللحم الغريض
فظل القوم بين مكللات من * الشيزاء حائرها يفيض
قال فحسده أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وكان ذا
مال فتكلف أن يصنع صنيع هاشم فعجز عنه فشمت به ناس من قريش
فغضب ونال من هاشم ودعاه إلى المنافرة فكره هاشم ذلك لسنه وقدره
فلم تدعه قريش واحفظوه قال فإني أنافرك على خمسين ناقة سود الحدق
تنحرها ببطن مكة والجلاء عن مكة عشر سنين فرضي أمية بذلك وجعلا
بينهما الكاهن الخزاعي فنفر هاشما عليه فأخذ هاشم الإبل فنحرها
وأطعمها من حضره وخرج أمية إلى الشام فأقام بها عشر سنين فكانت
هذه أول عداوة وقعت بين هاشم وأمية
76

قال وأخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني علي بن يزيد بن
عبد الله بن وهب بن زمعة عن أبيه أن هاشما وعبد شمس والمطلب ونوفل
بني عبد مناف أجمعوا أن يأخذوا ما بأيدي بني عبد الدار بن قصي مما كان
قصي جعل إلى عبد الدار من الحجابة واللواء والرفادة والسقاية والندوة ورأوا
أنهم أحق به منهم لشرفهم عليهم وفضلهم في قومهم وكان الذي قام
بأمرهم هاشم بن عبد مناف فأبت بنو عبد الدار أن تسلم ذلك إليهم
وقام بأمرهم عامر بن هاشم بن عبد
مناف بن عبد الدار فصار مع بني عبد مناف بن قصي بنو أسد بن عبد العزى بن قصي وبنو زهرة بن كلاب وبنو
تيم بن مرة وبنو الحارث بن فهر وصار مع بني عبد الدار بنو مخزوم وسهم
وجمح وبنو عدي بن كعب وخرجت من ذلك بنو عامر بن لؤي ومحارب
بن فهر فلم يكونوا مع واحد من الفريقين فعقد كل قوم على أمرهم حلفا مؤكدا
الا يتخاذلوا ولا يسلم بعضهم بعضا ما بل بحر صوفة
فأخرجت بنو عبد مناف ومن صار معهم جفنة مملوءة طيبا فوضعوها
حول الكعبة ثم غمس القوم أيديهم فيها وتعاهدوا وتعاقدوا وتحالفوا ومسحوا
الكعبة بأيديهم توكيدا على أنفسهم فسموا المطيبين
وأخرجت بنو عبد الدار ومن كان معهم جفنة من دم فغمسوا أيديهم
فيها وتعاقدوا وتحالفوا ألا يتخاذلوا ما بل بحر صوفة فسموا الاحلاف
ولعقة الدم وتهيؤوا للقتال وعبئت كل قبيلة لقبيلة فبينما الناس على
ذلك إذ تداعوا إلى الصلح إلى أن يعطوا بني عبد مناف بن قصصي السقاية والرفادة
وتكون الحجابة واللواء ودار الندوة إلى بني عبد الدار كما كانت ففعلوا
وتحاجز الناس فلم تزل دار الندوة في يدي بني عبد الدار حتى باعها عكرمة
بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي من معاوية بن أبي
سفيان فجعلها معاوية دار الامارة فهي في أيدي الخلفا إلى اليوم
قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال فحدثني يزيد بن عبد الملك
77

بن المغيرة النوفلي عن أبيه قال فاصطلحوا يومئذ أن ولي هاشم بن عبد
مناف بن قصي السقاية والرفادة وكان رجلا موسرا وكان إذا حضر
الحج قام في قريش فقال يا معشر قريش إنكم جيران الله وأهل بيته
وإنه يأتيكم في هذا الموسم زوار الله يعظمون حرمة بيته فهم ضيف الله
وأحق الضيف بالكرامة ضيفه وقد خصكم الله بذلك وأكرمكم به
وحفظ منكم أفضل ما حفظ جار من جاره فأكرموا ضيفه وزوره يأتون
شعثا غبرا من كل بلد على ضوامر كأنهن القداح قد أزحفوا وتفلوا وقملوا
وأرملوا فأقروهم وأسقوهم فكانت قريش ترافد على ذلك حتى أن كان
أهل البيت ليرسلون بالشئ اليسير على قدرهم وكان هاشم بن عبد مناف
بن قصي يخرج في كل عام مالا كثيرا وكان قوم من قريش أهل يسارة
يترافدون وكان كل إنسان يرسل بمائة مثقال هرقلية وكان هاشم يأمر
بحياض من أدم فتجعل في موضع زمزم ثم يستقي فيها الماء من البئار التي
بمكة فيشربه الحاج وكان يطعمهم أول ما يطعم قبل التروية بيوم بمكة وبمنى
وجمع وعرفة وكان يثرد لهم الخبز واللحم والخبز والسمن والسويق
والتمر ويجعل لهم الماء فيسقون بمنى والماء يومئذ قليل في حياض الادم
إلى أن يصدروا من منى فتنقطع الضيافة ويتفرق الناس لبلادهم
قال وأخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني القاسم بن العباس
اللهبني عن أبيه عن عبد الله بن نوفل بن الحارث قال كان هاشم رجلا
شريفا وهو الذي أخذ الحلف لقريش من قيصر لان تختلف آمنة وأما
من على الطريق فألفهم على أن تحمل قريش بضائعهم ولا كراء على أهل
الطريق فكتب له قيصر كتابا وكتب إلى النجاشي أن يدخل قريشا أرضه
وكانوا تجارا فخرج هاشم في عير لقريش فيها تجارات وكان طريقهم
على المدينة فنزلوا بسوق النبط فصادفوا سوقا تقوم بها في السنة يحشدون لها
فباعوا واشتروا ونظروا إلى امرأة على موضع مشرف من السوق فرأى امرأة
78

تأمر بما يشتري ويباع لها فرأى امرأة حازمة جلدة مع جمال فسأل هاشم
عنها أأيم هي أم ذات زوج فقيل له أيم كانت تحت أحيحة بن الجلاح
فولدت له عمرا ومعبدا ثم فارقها وكانت لا تنكح الرجال لشرفها في قومها
حتى يشترطوا لها أن أمرها بيدها فإذا كرهت رجلا فارقته وهي سلمى
بنت عمرو بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار
فخطبها هاشم فعرفت شرفه ونسبه فزوجته نفسها ودخل بها وصنع طعاما
ودعا من هناك من أصحاب العير الذين كانوا معه وكانوا أربعين رجلا
من قريش فيهم رجال من بني عبد مناف ومخزوم وسهم ودعا من الخزرج
رجالا وأقام بأصحابه أياما وعلقت سلمى بعبد المطلب فولدته وفي رأسه
شيبة فسمي شيبة وخرج هاشم في أصحابه إلى الشام حتى بلغ غزة فاشتكى
فأقاموا عليه حتى مات فدفنوه بغزة ورجعوا بتركته إلى ولده ويقال ان
الذي رجع بتركته إلى ولده أبورهم بن عبد العزى العامري وعامر بن لؤي
وهو يومئذ غلام بن عشرين سنة
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه قال أوصى
هاشم بن عبد مناف إلى أخيه المطلب بن عبد مناف فبنوا هاشم وبنو المطلب
يد واحدة إلى اليوم وبنو عبد شمس وبنو نوفل ابنا عبد مناف يد
إلى اليوم
قال وأخبرنا هشام بن محمد عن أبيه قال وولد هاشم بن عبد مناف
أربعة نفر وخمس نسوة شيبة الحمد وهو عبد المطلب وكان سيد
قريش حتى هلك ورقية بنت هاشم ماتت وهي جارية لم تبرز وأمها
سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن
النجار وأخواهما لأمها عمرو ومعبد ابنا أحيحة بن الجلاح بن الحريش بن
جحجبا بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن الأوس وأبا صيفي
بن هاشم واسمه عمرو وهو أكبرهم وصيفيا وأمهما هند بنت عمرو
79

بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج وأخوهما
لأمهما مخرمة بن المطلب بن عبد مناف بن قصي وأسد بن هاشم وأمه
قيلة وكانت تلقب الجزور بنت عامر بن مالك بن جذيمة وهو المصطلق
من خزاعة ونضلة بن هاشم والشفاء ورقية وأمهم أميمة بنت عدي
بن عبد الله بن دينار بن مالك بن سلامان بن سعد من قضاعة وأخواهما
لأمها نفيل بن عبد العزى العدوي وعمرو بن ربيعة بن الحارث بن حبيب
بن جذيمة بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي والضعيفة بنت هاشم
وخالدة بنت هاشم وأمها أم عبد الله وهي واقدة بنت أبي عدي ويقال
عدي وهو عامر بن عبد نهم بن زيد بن مازن بن صعصعة وحنة بنت
هاشم وأمها عدي بنت حبيب بن الحارث بن مالك بن حطيط بن جشم
بن قسي وهو ثقيف
قال وكان هاشم يكنى أبا يزيد وقال بعضهم بل كان يكنى بابنه
أسد بن هاشم ولما توفي هاشم رثاه ولده بأشعار كثيرة فكان مما قيل فيما
أخبرنا محمد بن عمر عن رجاله قالت خالدة بنت هاشم ترثي أباها وهو
شعر فيه ضعف
بكر النعي بخير من وطئ الحصى * ذي المكرمات وذي الفعال الفاضل
بالسيد الغمر السميدع ذي النهى * ماضي العزيمة غير نكس واغل
زين العشيرة كلها وربيعها في * المطبقات وفي الزمان الماحل
بأخي المكارم والفواضل والعلى * عمرو بن عبد مناف غير الباطل
ان المهذب من لؤي كلها * بالشام بين صفائح وجنادل
فأبكي عليه ما بقيت بعولة * فلقد رزئت أخا ندى وفواضل
ولقد رزئت قريع فهر كلها * ورئيسها في كل أمر شامل
80

وقالت الشفاء بنت هاشم ترثي أباها
عين جودي بعبرة وسجوم * واسفحي الدمع للجواد الكريم
عين واستعبري وسحي وجمي * لأبيك المسود المعلوم
هاشم الخير ذي الجلالة والمجد * وذي الباع والندى والصميم
وربيع للمجتدين وحرز * ولزاز لكل أمر عظيم
شمري نماه للعز صقر * شامخ البيت من سراة الأديم
شيظمي مهذب ذي فضول * أريحي مثل القناة وسيم
غالبي سميدع أحوذي * باسق المجد مضرحي حليم
صادق الناس في المواطن شهم * ماجد الجد غير نكس ذميم
ذكر عبد المطلب بن هاشم
ض " أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال كان المطلب بن عبد مناف
بن قصي أكبر من هاشم ومن عبد شمس وهو الذي عقد الحلف لقريش
من النجاشي في متجرها وكان شريفا في قومه مطاعا سيدا وكانت
قريش تسميه الفيض لسماحته فولي بعد هاشم السقاية والرفادة
وقال في ذلك
أبلغ لديك بني هاشم * بما قد فعلنا ولم نؤمر
أقمنا لنسقي حجيج الحرام * إذ ترك المجد لم يؤثر
نسوق الحجيج لأبياتنا * كأنهم بقر تحشر
81

قال وقدم ثابت بن المنذر بن حرام وهو أبو حسان بن ثابت الشاعر
مكة معتمرا فلقي المطلب وكان له خليلا فقال له لو رأيت بن أخيك
شيبة فينا لرأيت جمالا وهيبة وشرفا لقد نظرت إليه وهو يناضل فتيانا
من أخواله فيدخل مرماتيه جميعا في مثل راحتي هذه ويقول كلما خسق
أنا بن عمرو العلى فقال المطلب لا أمسي حتى أخرج إليه فأقدم به
فقال ثابت ما أرى سلمى تدفعه إليك ولا أخواله هم أضن به من ذلك
وما عليك أن تدعه فيكون في أخواله حتى يكون هو الذي يقدم عليك إلى ما
ههنا راغبا فيك فقال المطلب يا أبا أوس ما كنت لأدعه هناك ويترك
مآثر قومه وسطته ونسبه وشرفه في قومه ما قد علمت فخرج المطلب فورد
المدينة فنزل في ناحية وجعل يسأل عنه حتى وجده يرمي في فتيان من أخواله
فلما رآه عرف شبه أبيه فيه ففاضت عيناه وضمه إليه وكساه حلة يمانية
وأنشأ يقول
عرفت شيبة والنجار قد حفلت أبناؤها حوله بالنبل تنتضل
عرفت أجلاده منا وشيمته ففاض مني عليه وابل سبل
فأرسلت سلمى إلى المطلب فدعته إلى النزول عليها فقال شأني
أخف من ذلك ما أريد أن أحل عقدة حتى أقبض بن أخي وألحقه ببلده
وقومه فقالت لست بمرسلته معك وغلظت عليه فقال المطلب
لا تفعلي فإني غير منصرف حتى أخرج به معي بن أخي قد بلغ وهو غريب
في غير قومه ونحن أهل بيت شرف قومنا والمقام ببلده خير له من المقام
ههنا وهو ابنك حيث كان فلما رأت أنه غير مقصر حتى يخرج به
استنظرته ثلاثة أيام وتحول إليهم فنزل عندهم فأقام ثلاثا ثم احتمله وانطلقا
جميعا فأنشأ المطلب يقول كما أنشدني هشام بن محمد عن أبيه
82

أبلغ بني النجار ان جئتهم أني منهم وابنهم والخميس
رأيتهم قوما إذا جئتهم هووا لقائي وأحبوا حسيسي
ثم رجع الحديث إلى حديث محمد بن عمر قال ودخل به المطلب
مكة ظهرا فقالت قريش هذا عبد المطلب فقال ويحكم إنما
هو بن أخي شيبة بن عمرو فلما رأوه قالوا ابنه لعمري فلم يزل عبد
المطلب مقيما بمكة حتى أدرك وخرج المطلب بن عبد مناف تاجرا إلى
أرض اليمن فهلك بردمان من أرض اليمن فولي عبد المطلب بن هاشم
بعده الرفادة والسقاية فلم يزل ذلك بيده يطعم الحاج ويسقيهم في حياض
من أدم بمكة فلما سقي زمزم ترك السقي في الحياض بمكة وسقاهم من
زمزم حين حفرها وكان يحمل الماء من زمزم إلى عرفة فيسقيهم وكانت
زمزم سقيا من الله أتي في المنام مرات فأمر بحفرها ووصف له موضعها
فقيل له أحفر طيبة قال وما طيبة فلما كان الغد أتاه فقال أحفر
برة قال وما برة فلما كان الغد أتاه وهو نائم في مضجعه ذلك
فقال أحفر المضنونة قال وما المضنونة أبن لي ما تقول قال
فلما كان الغد أتاه فقال أحفر زمزم قال وما زمزم قال لا تنزح
ولا تذم تسقي الحجيج الأعظم وهي بين الفرث والدم عند
نقرة الغراب الأعصم قال وكان غراب أعصم لا يبرح عند الذبائح
مكان الفرث والدم وهي شرب لك ولولدك من بعدك قال فغدا عبد
المطلب بمعوله ومسحاته معه ابنه الحارث بن عبد المطلب وليس له
يومئذ ولد غيره فجعل عبد المطلب يحفر بالمعول ويغرف بالمسحاة في
المكتل فيحمله الحارث قيلقيه خارجا فحفر ثلاثة أيام ثم بدا له الطوي
فكبر وقال هذا طوي إسماعيل فعرفت قريش أنه قد أدرك الماء فأتوه
فقالوا أشركنا فيه فقال ما أنا بفاعل هذا أمر خصصت به دونكم
83

فاجعلوا بيننا وبينكم من شئتم أحاكمكم إليه قالوا كاهنة بني سعد
هذيم وكانت بمعان من أشراف الشام فخرجوا إليها وخرج مع عبد
المطلب عشرون رجلا من بني عبد مناف وخرجت قريش بعشرين رجلا
من قبائلها فلما كانوا بالفقير من طريق الشام أو حذوة فني ماء القوم
جميعا فعطشوا فقالوا لعبد المطلب ما ترى فقال هو الموت فليحفر
كل رجل منكم حفرة لنفسه فكلما مات رجل دفنه أصحابه حتى يكون
آخرهم رجلا واحدا فيموت ضيعة أيسر من أن تموتوا جميعا فحفروا
ثم قعدوا ينتظرون الموت فقال عبد المطلب والله ان القاءنا بأيدينا هكذا
لعجز ألا نضرب في الأرض فعسى الله أن يرزقنا ماء ببعض هذه البلاد
فارتحلوا وقام عبد المطلب إلى راحلته فركبها فلما انبعثت به انفجر تحت
خفها عين ماء عذب فكبر عبد المطلب وكبر أصحابه وشربوا جميعا
ثم دعا القبائل من قريش فقال هلموا إلى الماء الرواء فقد سقانا الله فشربوا
واستقوا وقالوا قد قضي لك علينا الذي سقاك هذا الماء بهذه الفلاة هو
الذي سقاك زمزم فوالله لا نخاصمك فيها أبدا فرجع ورجعوا معه ولم
يصلوا إلى الكاهنة وخلوا بينه وبين زمزم
قال أخبرنا خالد بن خداش أخبرنا معتمر بن سليمان التيمي قال
سمعت أبي يحدث عن أبي مجاز أن عبد المطلب أتي في المنام فقيل له
احتفر فقال أين فقيل له مكان كذا وكذا فلم يحتفر فأتي فقيل
له احتفر عند الفرث عند النمل عند مجلس خزاعة ونحوه فاحتفر فوجد
غزال وسلاحا وأظفارا فقال قومه لما رأوا الغنيمة كأنهم يريدون أن
يغازوه قال فعند ذلك نذر لئن ولد له عشرة لينحرن أحدهم فلما
ولد له عشرة وأراد ذبح عبد الله منعته بنو زهرة وقالوا أقرع بينه وبين
كذا وكذا من الإبل وانه أقرع فوقعت عليه سبع مرات وعلى الإبل مرة
قال لا أدري السبع عن أبي مجلز أم لا ثم صار من أمره أن ترك ابنه
84

ونحر الإبل
ثم رجع الحديث إلى حديث محمد بن عمر قال وكانت جرهم
حين أحسوا بالخروج من مكة دفنوا غزالين وسبعة أسياف قلعية وخمسة
أدراع سوابغ فاستخرجها عبد المطلب وكان يتأله ويعظم الظلم والفجور
فضرب الغزالين صفائح في وجه الكعبة وكانا من ذهب وعلق الأسياف
على البابين يريد أن يحرز به خزانة الكعبة وجعل المفتاح والقفل
من ذهب
وأخبرنا هشام بن محمد عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس قال
كان الغزال لجرهم فلما حفر عبد المطلب زمزم أستخرج الغزال وسيوفا
قلعية فضرب عليها بالقداح فخرجت للكعبة فجعل صفائح الذهب على باب
الكعبة فغدا عليه ثلاثة نفر من قريش فسرقوه
قال وأخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه وعن عبد
المجيد بن أبي عبس وأبي المقوم وغيرهم قالوا وكان عبد المطلب أحسن
قريش وجها وأمده جسما وأحلمه حلما وأجوده كفا وأبعد الناس من كل
موبقة تفسد الرجال ولم يره ملك قط إلا أكرمه وشفعه وكان سيد قريش
حتى هلك فأتاه نفر من خزاعة فقالوا نحن قوم متجاورون في الدار
هلم فلنحالفك فأجابهم إلى ذلك وأقبل عبد المطلب في سبعة نفر من بني
عبد المطلب والأرقم بن نضلة بن هاشم والضحاك وعمرو ابني أبي صيفي
بن هاشم ولم يحضره أحد من بني عبد شمس ولا نوفل فدخلوا دار الندوة
فتحالفوا فيها على التناصر والمواساة وكتبوا بينهم كتابا وعلقوه في الكعبة
وقال عبد المطلب في ذلك
سأوصي زبيرا إن توافقت منيتي بإمساك ما بيني وبين بني عمرو
وأن يحفظ الحلف الذي سن شيخه ولا يلحدن فيه بظلم ولا غدر
85

هم حفظوا الآل القديم وحالفوا أباك فكانوا دون قومك من فهر
قال فأوصى عبد المطلب إلى ابنه الزبير بن عبد المطلب وأوصى
الزبير إلى أبي طالب وأوصى أبو طالب إلى العباس بن عبد المطلب
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب قال حدثني محمد بن عبد
الرحمن الأنصاري عن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة
الزهري عن أبيه عن جده قال كان عبد المطلب إذا ورد اليمن نزل على
عظيم من عظماء حمير فنزل عليه مرة من المر فوجد عنده رجلا من
أهل اليمن قد أمهل له في العمر وقد قرأ الكتب فقال له يا عبد المطلب
تأذن لي أن أفتش مكانا منك قال ليس كل مكان مني آذن لك في تفتيشه
قال إنما هو منخراك قال فدونك قال فنظر إلى يار وهو
الشعر في منخريه فقال أرى نبوة وأرى ملكا وأرى أحدهما في بني
زهرة فرجع عبد المطلب فتزوج هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة
وزوج ابنه عبد الله آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة فولدت محمدا
صلى الله عليه وسلم فجعل الله في بني عبد المطلب النبوة والخلافة والله
أعلم حيث وضع ذلك
قال أخبرنا هشام بن محمد قال حدثني أبي قال هشام وأخبرني
رجل من أهل المدينة عن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة عن
أبيه قالا كان أول من خضب بالوسمة من قريش بمكة عبد الملك بن
هاشم فكان إذا ورد اليمن نزل على عظيم من عظماء حمير فقال له
يا عبد المطلب هل لك أن تغير هذا البياض فتعود شابا قال ذاك إليك
قال فأمر به فخضب بحناء ثم علي بالوسمة فقال له عبد المطلب
زودنا من هذا فزوده فأكثر فدخل مكة ليلا ثم خرج عليهم بالغداة
كأن شعره حلك الغراب فقالت له نتيلة بنت جناب بن كليب أم
86

العباس بن عبد المطلب يا شيبة الحمد لو دام هذا لك كان حسنا فقال
عبد المطلب
لو دام لي هذا السواد حمدته فكان بديلا من شباب قد انصرم
تمتعت منه والحياة قصيرة ولا بد من موت فتيلة أو هرم
وماذا الذي يجدي على المرء خفضه ونعمته يوما إذا عرشه انهدم
فموت جهيز عاجل لا شوى له أحب إلي من مقالهم حكم
قال فخضب أهل مكة بالسواد
قال وأخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه قال أخبرني
رجل من بني كنانة يقال له بن أبي صالح ورجل من أهل الرقة مولى لبني
أسد وكان عالما قالا تنافر عبد المطلب بن هاشم وحرب بن أمية إلى النجاشي
الحبشي فأبى أن ينفر بينهما فجعلا بينهما نفيل بن عبد العزى بن رياح
بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب فقال لحرب يا أبا
عمرو أتنافر رجلا هو أطول منك قامة وأعظم منك هامة وأوسم منك
وسامة وأقل منك لامة وأكثر منك ولدا وأجزل منك صفدا وأطول
منك مذودا فنفره عليه فقال حرب ان من انتكات الزمان أن جعلناك
حكما
قال وأخبرنا هشام بن محمد عن أبيه قال كان عبد المطلب نديما
لحرب بن أمية حتى تنافرا إلى نفيل بن عبد العزى جد عمر بن الخطاب
فلما نفر نفيل عبد المطلب تفرق فصار حرب نديما لعبد الله بن
جدعان
قال أخبرنا هشام بن محمد عن أبي مسكين قال كان لعبد المطلب
بن هاشم ماء بالطائف يقال له ذو الهرم وكان في يدي ثقيف دهر ثم طلبه
87

عبد المطلب منهم فأبوا عليه وكان صاحب أمر ثقيف جندب بن الحارث
بن حبيب بن الحارث بن مالك بن حطيط بن جشم بن ثقيف فأبى عليه
وخاصمه فيه فدعاهما ذلك إلى المنافرة إلى الكاهن العذري وكان يقال
له عزى سلمة وكان بالشام فتنافرا على إبل سموها فخرج عبد
المطلب في نفر من قريش ومعه ابنه الحارث ولا ولد له يومئذ غيره وخرج
جندب في نفر من ثقيف فنفد ماء عبد المطلب وأصحابه فطلبوا إلى
الثقيفين أن يسقوهم فأبوا ففجر الله لهم عينا من تحت جران بعير عبد
المطلب فحمد الله عز وجل وعلم أن ذلك منة فشربوا ريهم
وحملوا حاجتهم ونفد ماء الثقفيين فبعثوا إلى عبد المطلب يستسقونه فسقاهم
وأتوا الكاهن فنفر عبد المطلب عليهم فأخذ عبد المطلب الإبل فنحرها
وأخذ الهرم ورجع وقد فضله عليه وفضل قومه على قومه
ذكر نذر عبد المطلب أن ينحر ابنه
قال أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي أخبرنا محمد بن عبد
الله عن الزهري عن قبيصة بن ذؤيب عن بن عباس قال الواقدي وحدثنا
أبو بكر بن أبي سبرة عن شيبة بن نصاح عن الأعرج عن محمد بن ربيعة
بن الحارث وغيرهم قالوا لما رأى عبد المطلب قلة أعوانه في حفر زمزم
وانما كان يحفر وحده وابنه الحارث هو بكره نذر لئن أكمل
الله له عشرة ذكور حتى يراهم أن يذبح أحدهم فلما تكاملوا عشرة
فهم الحارث والزبير وأبو طالب وعبد الله وحمزة وأبو لهب والغيداق
والمقوم وضرار والعباس جمعهم ثم أخبرهم بنذره ودعاهم إلى الوفاء
لله به فما اختلف عليه منهم أحد وقالوا أوف بنذرك وأفعل ما شئت
88

فقال ليكتب كل رجل منكم أسمه في قدحه ففعلوا فدخل عبد المطلب
في جوف الكعبة وقال للسادن أضرب بقداحهم فضرب فخرج قدح
عبد الله أولها وكان عبد المطلب يحبه فأخذ بيده يقوده إلى المذبح ومعه
المدية فبكى بنات عبد المطلب وكن قياما وقالت إحداهن لأبيها
اعذر فيه بأن تضرب في إبلك السوائم التي في الحرم فقال للسادن أضرب
عليه بالقداح وعلى عشر من الإبل وكانت الدية يومئذ عشرا من الإبل
+ فضرب فخرج القدح على عبد الله فجعل يزيد عشرا عشرا كل ذلك
يخرج القدح على عبد الله حتى كملت المائة فضرب بالقداح فخرج على الإبل
فكبر عبد المطلب والناس معه وأحتمل بنات عبد المطلب أخاهن عبد الله
وقدم عبد المطلب الإبل فنحرها بين الصفا والمروة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني سعيد بن مسلم عن يعلى بن
مسلم عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال لما نحرها عبد المطلب خلى
بينها وبين كل من وردها من انسي أو سبع أو طائر لا يذب عنها أحدا
ولم يأكل منها هو ولا أحد من ولد شيئا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن الحارث
عن عكرمة عن بن عباس قال كانت الدية يومئذ عشرا من الإبل و عبد
المطلب أول من سن دية النفس مائة من الإبل فجرت في قريش والعرب
مائة من الإبل وأقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم على
ما كانت عليه
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي قال حدثني الوليد
بن عبد الله بن جميع الزهري عن بن لعبد الرحمن بن موهب بن رباح
الأشعري حليف بني زهرة عن أبيه قال حدثني مخرمة بن نوفل الزهري
قال سمعت أمي رقيقة بنت أبي صيفي بن هاشم بن عبد مناف تحدث
وكانت والدة عبد المطلب قالت تتابعت على قريش سنون ذهبن بالأموال
89

وأشفين على الأنفس قالت فسمعت قائلا في المنام يا معشر قريش
ان هذا النبي المبعوث منكم وهذا أبان خروجه وبه يأتيكم الحيا
والخصب فانظروا رجلا من أوسطكم نسبا طوالا عظاما أبيض مقرون
الحاجبين أهدب الأشفار جعدا سهل الخدين رقيق العرنين فليخرج
هو وجميع ولده وليخرج منكم من كل بطن رجل فتطهروا وتطيبوا
ثم استلموا الركن ثم أرقوا رأس أبي قبيس ثم يتقدم هذا الرجل
فيستسقي وتؤمنون فإنكم ستسقون فأصبحت فقصت رؤياها عليهم
فنظروا فوجدوا هذه الصفة صفة عبد المطلب فاجتمعوا إليه وخرج من
كل بطن منهم رجل ففعلوا ما أمرتهم به ثم علوا على أبي قبيس ومعهم
النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام فتقدم عبد المطلب وقال
لأهم هؤلاء عبيدك وبنو عبيدك وإماؤك وبنات إمائك وقد نزل بنا
ما ترى وتتابعت علينا هذه السنون فذهبت بالظلف والخف وأشفت
على الأنفس فأذهب عنا الجدب وائتنا بالحيا والخصب فما برحوا
حتى سألت الأودية وبرسول الله صلى الله عليه وسلم سقوا فقالت
رقيقة بنت أبي صيفي بن هشام بن عبد مناف
بشيبة الحمد أسقى الله بلدتنا * وقد فقدنا الحيا واجلوذ المطر
فجاد بالماء جوني له سبل * دان فعاشت به الانعام والشجر
منا من الله بالميمون طائره * وخير من بشرت يوما به مضر
مبارك الامر يستسقى الغمام به ما * في الأنام له عدل ولا خطر
قال أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي أخبرنا عبد الله بن
عثمان بن أبي سليمان عن أبيه قال وحدثنا محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني
عن أبيه قال وحدثنا عبد الله بن عمرو بن زهير الكعبي عن أبي مالك
90

الحميري عن عطاء بن يسار قال وحدثنا محمد بن سعيد الثقفي عن يعلى
بن عطاء عن وكيع بن عدس عن عمه أبي رزين العقيلي قال وحدثنا
سعيد بن مسلم عن عبد الله بن كثير عن مجاهد عن بن عباس دخل حديث
بعضهم في حديث بعض قالوا كان النجاشي قد وجه أرياط أبا أصحم
في أربعة آلاف إلى اليمن فأداخها وغلب عليها فأعطى الملوك واستذل الفقراء
فقام رجل من الحبشة يقال له أبرهة الأشرم أبو يكسوم فدعا إلى طاعته فأجابوه
فقتل أرياط وغلب على اليمن فرأى الناس يتجهزون أيام الموسم للحج
إلى بيت الله الحرام فسأل أين يذهب الناس فقال يحجون إلى بيت الله
بمكة قال مم هو قالوا من حجارة قال وما كسوته قالوا
ما يأتي من ههنا الوصائل قال والمسيح لأبنين لكم خيرا منه
فبنى لهم بيتا عمله بالرخام الأبيض والأحمر والأصفر والأسود وحلاه بالذهب
والفضة وحفه بالجوهر وجعل له أبوابا عليها صفائح الذهب ومسامير
الذهب وفصل بينها بالجوهر وجعل فيها ياقوتة حمراء عظيمة وجعل
له حجابا وكان يوقد فيه بالمندلي ويلطخ جدره بالمسك فيسود حتى
يغيب الجوهر وأمر الناس فحجوه فحجه كثير من قبائل العرب سنين
ومكث فيه رجال يتعبدون ويتألهون ونسكوا له وكان نفيل الخثعمي
يورض له ما يكره فأمهل فلما كان ليلة من الليالي لم ير أحدا يتحرك
فقام فجاء بعذرة فلطخ بها قبلته وجمع جيفا فألقاها فيه فأخبر أبرهة
بذلك فغضب غضبا شديدا وقال إنما فعلت هذا العرب غضبا لبيتهم
لأنقضنه حجرا حجرا وكتب إلى النجاشي يخبره بذلك ويسأله أن يبعث
إليه بفيله محمود وكان فيلا لم ير مثله في الأرض عظما وجسما وقوة
فبعث به إليه فلما قدم عليه الفيل سار أبرهة بالناس ومعه ملك حمير
ونفيل بن حبيب الخثعمي فلما دنا من الحرم أمر أصحابه بالغارة على
نعم الناس فأصابوا إبلا لعبد المطلب وكان نفيل صديقا لعبد المطلب
91

فكلمه في إبله فكلم نفيل أبرهة فقال أيها الملك قد أتاك سيد العرب
وأفضلهم وأعظمهم شرفا يحمل على الجياد ويعطي الأموال ويطعم ما هبت
الريح فأدخله على أبرهة فقال له حاجتك قال ترد علي إبلي
قال ما رأى ما بلغني عنك الا الغرور وقد ظننت أنك تكلمني في بيتكم
هذا الذي هو شرفكم قال عبد المطلب أردد علي أبلي ودونك والبيت
فان له ربا سيمنعه فأمر برد إبله عليه فلما قبضها قلدها النعال وأشعرها
وجعلها هديا وثبها في الحرم لكي يصاب منها شئ فيغضب رب الحرم وأوفى
عبد المطلب على حراء ومعه عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم ومطعم بن
عدي وأبو مسعود الثقفي فقال عبد المطلب
لأهم ان المرء يمنع * رحله فامنع حلالك
لا يغلبن صليبهم * ومحالهم غدوا محالك
ان كنت تاركهم وقبلتنا * فأمر ما بدا لك
قال فأقبلت الطير من البحر أبابيل مع كل طائر ثلاثة أحجار
حجران في رجليه وحجر في منقاره فقذفت الحجارة عليهم لا تصيب
شيئا الا هشمته والا نفط ذلك الموضع فكان ذلك أول ما كان الجدري
والحصبة والأشجار المرة فأهمدتهم الحجارة وبعث الله سيلا أتيا فذهب
بهم فألقاهم في البحر قال وولى أبرهة ومن بقي معه هرابا فجعل
أبرهة يسقط عضوا عضوا وأما محمود الفيل فيل النجاشي فربض ولم
يشجع على الحرم فنجا وأما الفيل الآخر فشجع فحصب ويقال كانت
ثلاثة عشر فيلا ونزل عبد المطلب من حراء فأقبل عليه رجلان من الحبشة
فقبلا رأسه وقالا له أنت كنت أعلم
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه قال ولد
عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف اثني عشر رجلا وست نسوة الحارث
92

وهو أكبر ولده وبه كان يكنى ومات في حياة أبيه وأمه صفية بنت
جنيدب بن حجير بن زباب بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة
و عبد الله أبا رسول الله صلى الله عليه وسلم والزبير وكان شاعرا
شريفا واليه أوصى عبد المطلب وأبا طالب واسمه عبد مناف وعبد
الكعبة مات ولم يعقب وأم حكيم وهي البيضاء وعاتكة وبرة
وأميمة وأروى وأمهم فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم
بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي وحمزة وهو أسد الله وأسد رسوله
شهد بدرا وأستشهد يوم أحد والمقوم وحجلا واسمه المغيرة وصفية
وأمهم هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب وأمها العيلة
بنت المطلب بن عبد مناف بن قصي والعباس وكان شريفا عاقلا مهيبا
وضرارا وكان من فتيان قريش جمالا وسخاء ومات أيام أوحى الله إلى
النبي صلى الله عليه وسلم ولا عقب
له وقثم بن عبد المطلب لا عقب له وأمهم نتيلة بنت جناب بن كليب بن مالك بن عمرو بن عامر بن زيد
مناة بن عامر وهو الضحيان بن سعد بن الخزرج بن تيم الله بن النمر بن
قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن
معد بن عدنان وأبا لهب بن عبد المطلب واسمه عبد العزى ويكنى أبا عتبة
كناه عبد المطلب أبا لهب لحسنه وجماله وكان جوادا وأمه لبني بنت
هاجر بن عبد مناف بن ضاطر بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو
من خزاعة وأمها هند بنت عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة
وأمها السوداء بنت زهرة بن كلاب والغيداق بن عبد المطلب واسمه
مصعب وأمه ممنعة بنت عمرو بن مالك بن مؤمل بن سويد بن أسعد
بن مشنوء بن عبد بن حبتر بن عدي بن سلول بن كعب بن عمرو من خزاعة
وأخوه لامه عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة أبو عبد الرحمن
بن عوف
93

قال الكلبي فلم يكن في العرب بنو أب مثل بني عبد المطلب أشرف
منهم ولا أجسم شم العرانين تشرب أنوفهم قبل شفاههم وقال فيهم
قرة بن حجل بن عبد المطلب
اعدد ضرارا ان عددت فتى ندى * والليث حمزة واعدد العباسا
واعدد زبيرا والمقوم بعده * والصنم حجلا والفتى الراآسا
وأبا عتيبة فاعددنه ثامنا * والقرم عبد مناف والجساسا
والقرم غيداقا تعد جحاجحا * سادوا على رغم العدو الناسا
والحارث الفياض ولى ماجدا * أيام نازعه الهمام الكاسا
ما في الأنام عمومة كعمومتي * خيرا ولا كأناسنا أناسا
قال فالعقب من بني عبد المطلب للعباس وأبي طالب والحارث
وأبي لهب وقد كان لحمزة والمقوم والزبير وحجل بني عبد المطلب
أولاد لأصلابهم فهلكوا والباقون لم يعقبوا وكان العدد من بني هاشم في
بني الحارث ثم تحول إلى بني أبي طالب ثم صار في بني العباس
ذكر تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت
وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال حدثنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني عبد الله
بن جعفر الزهري عن عمته أم بكر بنت المسور بن مخرمة عن أبيها
قال وحدثني عمر بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن يحيى بن
شبل عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قالا كانت آمنة بنت وهب
94

بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب في حجر عمها وهيب بن عبد مناف بن
زهرة فمشى إليه عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بابنه عبد
الله بن عبد المطلب أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب عليه
آمنة بنت وهب فزوجها عبد الله بن عبد المطلب
وخطب إليه عبد المطلب بن هاشم في مجلسه ذلك ابنته هالة بنت وهيب على نفسه فزوجه إياها فكان
تزوج عبد المطلب بن هاشم وتزوج عبد الله بن عبد المطلب في مجلس واحد
فولدت هالة بنت وهيب لعبد المطلب حمزة بن عبد المطلب فكان حمزة
عم رسول الله صلى الله عليه وسلم في النسب وأخاه من الرضاعة
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه وعن أبي
الفياض الخثعمي قالا لما تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب
أقام عندها ثلاثا وكانت تلك السنة عندهم إذا دخل الرجل على امرأته
في أهلها
ذكر المرأة التي عرضت نفسها على عبد الله بن عبد المطلب
وقد اختلف علينا فيها فمنهم من يقول كانت قتيلة بنت نوفل
بن أسد بن عبد العزى بن قصي أخت ورقة بن نوفل ومنهم من يقول
كانت فاطمة بنت مر الخثعمية
قال أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني محمد
بن عبد الله بن أخي الزهري عن عروة قال وحدثنا عبيد الله
بن محمد بن صفوان عن أبيه وحدثنا إسحاق بن عبيد الله عن سعيد بن
محمد بن جبير بن مطعم قالوا جميعا هي قتيلة بنت نوفل أخت ورقة
بن نوفل وكانت تنظر وتعتاف فمر بها عبد الله بن عبد المطلب فدعته
95

يستبضع منها ولزمت طرف ثوبه فأبى وقال حتى آتيك وخرج سريعا
حتى دخل على آمنة بنت وهب فوقع عليها فحملت برسول الله صلى الله
عليه وسلم ثم رجع عبد الله بن عبد المطلب إلى المرأة فوجدها تنظره
فقال هل لك في الذي عرضت علي فقالت لا مررت وفي وجهك
نور ساطع ثم رجعت وليس فيه ذلك النور وقال بعضهم قالت مررت
وبين عينيك غرة مثل غرة الفرس ورجعت وليس هي في وجهك
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه عن أبي صالح
عن بن عباس أن المرأة التي عرضت على عبد الله بن عبد المطلب ما عرضت
امرأة من بني أسد بن عبد العزى وهي أخت ورقة بن نوفل
قال وأخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبي الفياض
الخثعمي قال مر عبد الله بن عبد المطلب بامرأة من خثعم يقال لها فاطمة
بنت مر وكانت من أجمل الناس وأشبه واعفه وكانت قد قرأت الكتب
وكان شباب قريش يتحدثون إليها فرأت نور النبوة في وجه عبد الله
فقال يا فتى من أنت فأخبرها قالت هل لك أن تقع علي وأعطيك
مائة من الإبل فنظر إليها وقال
أما الحرام فالممات دونه والحل لا حل فأستبينه
فكيف بالامر الذي تنوينه
ثم مضى إلى امرأته آمنة بنت وهب فكان معها ثم ذكر الخثعمية
وجمالها وما عرضت عليه فأقبل إليها فلم ير منها من الاقبال عليه آخرا
كما رآه منها أولا فقال هل لك فيما قلت لي؟ فقالت قد كان ذاك
مرة فاليوم لا فذهبت مثلا وقالت أي شئ صنعت بعدي قال
وقعت على زوجتي آمنة بنت وهب قالت اني والله لست بصاحبة ريبة
ولكني رأيت نور النبوة في وجهك فأردت أن يكون ذلك في وأبى الله الا أن
96

يجعله حيث جعله وبلغ شباب قريش ما عرضت على عبد الله بن عبد المطلب
وتأبيه عليها فذكروا ذلك لها فأنشأت تقول
اني رأيت مخيلة عرضت * فتلألأت بحناتم القطر
فلمائها نور يضئ له * ما حوله كإضاءة الفجر
ورأيته شرفا أبوء به ما * كل قادح زنده يوري
لله ما زهرية سلبت ثوبيك * ما استلبت وما تدري
وقالت أيضا
بني هاشم قد غادرت من * أخيكم أمينة إذ للباه يعتلجان
كما غادر المصباح بعد خبوه * فتائل قد ميثت له بدهان
وما كل ما يحوي الفتى من * تلاده بحزم ولا ما فاته لتوان
فأجمل إذا طالبت أمرا فإنه * سيكفيكه جدان يصطرعان
سيكفيكه اما يد مقفعلة * واما يد مبسوطة ببنان
ولما قضت منه أمينة ما قضت * نبأ بصري عنه وكل لساني
قال وأخبرنا وهب بن جرير بن حازم أخبرنا أبي قال سمعت
أبا يزيد المدني قال نبئت أن عبد الله أبا رسول الله صلى الله عليه وسلم
أتى على امرأة من خثعم فرأت بين عينيه نورا ساطعا إلى السماء فقالت هل
لك في قال نعم حتى أرمي الجمرة فأنطلق فرمى الجمرة ثم أتى
امرأته آمنة بنت وهب ثم ذكر يعني الخثعمية فأتاها فقالت هل
أتيت امرأة بعدي قال نعم امرأتي آمنة بنت وهب قالت فلا حاجة
لي فيك انك مررت وبين عينيك نور ساطع إلى السماء فلما وقعت عليها
ذهب فأخبرها أنها قد حملت خير أهل الأرض
97

ذكر حمل آمنة برسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا
قال أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني علي بن
يزيد بن عبد الله بن وهب بن زمعة عن أبيه عن عمته قالت كنا نسمع
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حملت به آمنة بنت وهب كانت
تقول ما شعرت أني حملت به ولا وجدت له ثقلة كما تجد النساء
الا أني قد أنكرت رفع حيضي وربما كانت ترفعني وتعود وأتاني آت
وأنا بين النائم واليقظان فقال هل شعرت أنك حملت فكأني أقول
ما أدري فقال إنك قد حملت بسيد هذه الأمة ونبيها وذلك يوم
الاثنين قالت فكان ذلك مما يقن عندي الحمل ثم أمهلني حتى
إذا دنا ولادتي أتاني ذلك الآتي فقال قولي أعيذه بالواحد الصمد من شر
كل حاسد قالت فكنت أقول ذلك فذكرت ذلك لنسائي فقلن لي
تعلقي حديدا في عضديك وفي عنقك قالت ففعلت قالت فلم
يكن ترك علي الا أياما فأجده قد قطع فكنت لا أتعلقه
قال وأخبرنا محمد بن عمر بن واقد قال حدثني محمد بن عبد الله
عن الزهري قال قالت آمنة لقد علقت به فما وجدت له مشقة
حتى وضعته
قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي أخبرنا همام بن يحيى عن
إسحاق بن عبد الله قال قالت أم النبي صلى الله عليه وسلم قد حملت
الأولاد فما حملت سخلة أثقل منه قال قال محمد بن عمر الأسلمي
وهذا مما لا يعرف عندنا ولا عند أهل العلم لم تلد آمنة بنت وهب ولا عبد
الله بن عبد المطلب غير رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني قيس مولى عبد الواحد عن
سالم عن أبي جعفر محمد بن علي قال أمرت آمنة وهي حامل برسول
98

الله صلى الله عليه وسلم أن تسميه أحمد
ذكر وفاة عبد الله بن عبد المطلب
قال أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي أخبرنا موسى بن
عبيدة الربذي عن محمد بن كعب قال وحدثنا سعيد بن أبي زيد عن أيوب
بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة قالا خرج عبد الله بن عبد المطلب إلى
الشام إلى غزة في عير من عيرات قريش يحملون تجارات ففرغوا من
تجاراتهم ثم انصرفوا فمروا بالمدينة و عبد الله بن عبد المطلب يومئذ مريض
فقال أنا أتخلف عند أخوالي بني عدي بن النجار فأقام عندهم مريضا
شهرا ومضى أصحابه فقدموا مكة فسألهم عبد المطلب عن عبد الله
فقالوا خلفناه عند أخواله بني عدي بن النجار وهو مريض فبعث إليه
عبد المطلب أكبر ولده الحارث فوجده قد توفي ودفن في دار النابغة وهو
رجل من بني عدي بن النجار في الدار التي إذا دخلتها فالدويرة عن يسارك
وأخبره أخواله بمرضه وبقيامهم عليه وما ولوا من امره وانهم قبروه
فرجع إلى أبيه فأخبره فوجد عليه عبد المطلب وإخوته وأخواته وجدا
شديدا ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ حمل ولعبد الله يوم
توفي خمس وعشرون سنة
قال محمد بن عمر الواقدي هذا هو أثبت الأقاويل والرواية في وفاة
عبد الله بن عبد المطلب وسنة عندنا
قال وأخبرنا محمد بن عمر حدثني معمر عن الزهري قال
بعث عبد المطلب عبد الله إلى المدينة يمتار له تمرا فمات قال محمد بن عمر
والأول أثبت
99

قال أبو عبد الله محمد بن سعد وقد روي لنا في وفاته وجه آخر
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه وعن عوانة بن
الحكم قالا توفي عبد الله بن عبد المطلب بعدما أتى على رسول الله
صلى الله عليه وسلم ثمانية وعشرون شهرا ويقال سبعة أشهر
قال محمد بن سعد والأول أثبت أنه توفي ورسول الله صلى الله
عليه وسلم حمل
قال أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال ترك عبد الله بن
عبد المطلب أم أيمن وخمسة أجمال أوارك يعني تأكل الأراك وقطعة
غنم فورث ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت أم أيمن
تحضنه واسمها بركة وقالت آمنة بنت وهب ترثي زوجها عبد الله بن عبد
المطلب
عفا جانب البطحاء من بن هاشم وجاور لحدا خارجا في الغماغم
دعته المنايا دعوة فأجابها وما تركت في الناس مثل بن هاشم
عشية راحوا يحملون سريره تعاوره أصحابه في التزاحم
فان يك غالته المنايا وريبها فقد كان معطاء كثير التراحم
ذكر مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني أبو بكر
بن عبد الله بن أبي سبرة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن أبي
جعفر محمد بن علي قال ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
الاثنين لعشر ليال خلون من شهر ربيع الأول وكان قدوم أصحاب الفيل
100

قبل ذلك للنصف من المحرم فبين الفيل وبين مولد رسول الله صلى الله
عليه وسلم خمس وخمسون ليلة
قال وأخبرنا محمد بن عمر قال كان أبو معشر نجيح المدني يقول
ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين لليلتين خلتا من شهر
ربيع الأول
قال أخبرنا محمد بن معاوية النيسابوري أخبرنا بن لهيعة عن
خالد بن أبي عمران عن حنش الصنعاني عن بن عباس قال ولد نبيكم
يوم الاثنين
قال أخبرنا محمد بن عمر عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن
عبد الله بن علقمة بن الفغواء قال وحدثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة
عن عيسى بن طلحة عن بن عباس قال وحدثنا موسى بن عبيدة عن
محمد بن كعب وحدثنا محمد بن صالح عن عمران بن مناح قال وحدثنا
قيس بن الربيع عن بن إسحاق عن سعيد بن جبير قال وحدثنا عبد الله
الأسلمي عن ابنة أبي تجراة قال وحدثني حكيم بن محمد عن
أبيه عن قيس بن مخرمة قالوا جميعا ولد رسول الله صلى الله عليه
وسلم عام الفيل
قال أخبرنا يحيى بن معين أخبرنا حجاج بن محمد أخبرنا يونس
بن أبي سحاق عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال ولد رسول الله
صلى الله عليه وسلم يوم الفيل يعني عام الفيل
قال أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا محمد بن عبد الله بن مسلم عن
الزهري قال وحدثنا موسى بن عبيدة عن أخيه ومحمد بن كعب القرظي
قال وحدثنا عبد الله بن جعفر الزهري عن عمته أم بكر بنت المسور
عن أبيها قال وحدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم المدني وزياد بن حشرج
عن أبي وجزة قال وحدثنا معمر عن بن أبي نجيح عن مجاهد قال
101

حدثنا طلحة بن عمرو عن عطاء عن بن عباس دخل حديث بعضهم
في حديث بعض أن آمنة بنت وهب قالت لقد علقت به تعني رسول
الله صلى الله عليه وسلم فما وجدت له مشقة حتى وضعته فلما
فصل مني خرج معه نور أضاء له ما بين المشرق إلى المغرب ثم وقع على
الأرض معتمدا على يديه ثم أخذ قبضة من تراب فقضبها ورفع رأسه إلى السماء
وقال بعضهم وقع جاثيا على ركبتيه رافعا رأسه إلى السماء وخرج معه
نور أضاءت له قصور الشام وأسواقها حتى رأيت أعناق الإبل ببصري
قال وأخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي أخبرنا همام بن يحيى عن
إسحاق بن عبد الله أن أم النبي صلى الله عليه وسلم قالت لما ولدته
خرج مني نور أضاء له قصور الشام فولدته نظيفا ولدته كما يولد
السخل ما به قذر ووقع إلى الأرض وهو جالس على الأرض بيده
قال أخبرنا معاذ بن معاذ العنبري قال حدثنا بن عون عن بن
القبطية في مولد النبي صلى الله عليه وسلم قال قالت أمه رأيت كأن
شهابا خرج مني أضاءت له الأرض
قال وأخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا حماد بن سلمة عن أيوب
عن عكرمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ولدته أمه وضعته
تحت برمة فانفلقت عنه قالت فنظرت إليه فإذا هو قد شق بصره
ينظر إلى السماء
قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي عن ثور بن يزيد عن
أبي العجفاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رأت أمي حين وضعتني
سطع منها نور أضاءت له قصور بصري
قال أخبرنا سعد بن منصور أخبرنا فرج بن فضالة عن لقمان بن
عامر عن أبي أمامة الباهلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأت
أمي كأنه خرج منها نور أضاءت منه قصور الشام
102

قال أخبرنا الهيثم بن خارجة أخبرنا يحيى بن حمزة عن الأوزاعي
عن حسان بن عطية أن النبي صلى الله عليه وسلم لما ولد وقع على
كفيه وركبتيه شاخصا بصره إلى السماء
قال أخبرنا يونس بن عطاء المكي أخبرنا الحكم بن أبان العدني
أخبرنا عكرمة عن بن عباس عن أبيه العباس بن عبد المطلب قال ولد
النبي صلى الله عليه وسلم مختونا مسرورا قال وأعجب ذلك عبد
المطلب وحظي عنده وقال ليكونن لابني هذا شأن فكان له شان
قال أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني علي
بن يزيد بن عبد الله بن وهب بن زمعة عن أبيه عن عمته قالت ولما ولدت
آمنة بنت وهب رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى عبد المطلب
فجاءه البشير وهو جالس في الحجر معه ولده ورجال من قومه فأخبره
أن آمنة ولدت غلاما فسر ذلك عبد المطلب وقام هو ومن كان معه
فدخل عليها فأخبرته بكل ما رأت وما قيل لها وما أمرت به قال
فأخذه عبد المطلب فأدخله الكعبة وقام عندها يدعو الله ويشكر ما أعطاه
قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال وأخبرت أن عبد المطلب
قال يومئذ
الحمد لله الذي أعطاني * هذا الغلام الطيب الأردان
قد ساد في المهد على الغلمان * أعيذه بالله ذي الأركان
حتى أراه بالغ البنيان * أعيذه من شر ذ شنآن
من حاسد مضطرب العنان
103

ذكر أسماء الرسول الله صلى الله عليه وسلم وكنيته
قال أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك المدني عن موسى بن
يعقوب الزمعي عن سهل مولى عثيمة أنه كان نصرانيا من أهل مريس
وكان يقرأ الإنجيل فذكر أن صفة النبي صلى الله عليه وسلم في الإنجيل
وهو من ذرية إسماعيل اسمه أحمد
قال أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني قيس
مولى عبد الواحد عن سالم عن أبي جعفر محمد بن علي قال أمرت آمنة
وهي حامل برسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسميه أحمد
قال أخبرنا أبو عامر العقدي واسمه عبد الملك بن عمرو أخبرنا
زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن محمد بن علي يعني بن
الحنفية أنه سمع علي بن أبي طالب عليه السلام يقول قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم سميت أحمد
قال أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا حماد بن سلمة عن جعفر بن
أبي وحشية عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول أنا محمد وأحمد والحاشر والماحي
والخاتم والعاقب
قال وأخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا حماد بن سلمة عن عاصم
بن بهدلة عن زر بن حبيش عن حذيفة قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول في سكة من سكك المدينة أنا محمد وأحمد
والحاشر والمقفي ونبي الرحمة
قال أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسي والفضل بن دكين أبو نعيم
وكثير بن هشام وهاشم بن القاسم الكناني قالوا حدثنا المسعودي عن
عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبي موسى الأشعري قال سمى لنا رسول
104

الله صلى الله عليه وسلم نفسه أسماء منها ما حفظنا فقال أنا
محمد وأحمد والمقفي والحاشر ونبي الرحمة والتوبة
والملحمة
قال أخبرنا عبد الله بن نمير عن مالك يعني بن مغول عن
أبي حصين عن مجاهد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنا محمد
وأحمد أنا رسول الرحمة أنا رسول الملحمة أنا المقفي والحاشر
بعثت بالجهاد ولم أبعث بالزراع
قال أخبرنا معن بن عيسى الأشجعي أخبرنا مالك بن أنس عن
بن شهاب عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال لي خمسة أسماء أنا محمد وأحمد وأنا الماحي
يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي
وأنا العاقب
قال أخبرنا الفضل بن دكين عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن
محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله
وزاد وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي
قال أخبرنا حجين بن المثنى أبو عمر صاحب اللؤلؤ أخبرنا الليث
بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد يعني بن أبي هلال عن عتبة بن
مسلم عن نافع بن جبير أنه دخل على عبد الملك بن مروان فقال له أتحصي
أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كان جبير يعني بن مطعم
يعدها قال نعم هي ستة محمد وأحمد وخاتم وحاشر وعاقب
وماح فأما حاشر فبعث مع الساعة نذيرا لكم بين يدي عذاب شديد
وأما العاقب فإنه عقب الأنبياء وأما الماحي فان الله محا به سيئات
من أتبعه
قال أخبرنا أنس بن عياض أبو ضمرة الليثي قال حدثني الحارث
105

بن عبد الرحمن بن أبي ذباب عن عطاء بن ميناء عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عباد الله أنظروا كيف يصرف
الله عني شتمهم ولعنهم يعني قريشا قالوا كيف يا رسول الله
قال يشتمون مذمما ويلعنون مذمما وأنا محمد
ذكر كنية رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا داود بن قيس قال سمعت
موسى بن يسار سمعت أبا هريرة يقول إن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي فاني أنا أبو
القاسم
قال أخبرنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم الشيباني عن محمد بن عجلان
عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا
تجمعوا أسمي وكنيتي أنا أبو القاسم الله يعطي وأنا أقسم
قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس المدني عن سليمان
بن بلاعن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم في حديث ذكره قال ومحلوف أبي القاسم
يعني نفسه
قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي أخبرنا حميد الطويل
عن أنس بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم كان بالبقيع فنادى رجل
يا أبا القاسم فالتفت إليه النبي فقال لم أعنك فقال صلى الله عليه
وسلم سموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي أخبرنا سفيان عن منصور
106

عن سالم عن جابر قال ولد لرجل من الأنصار غلام فسماه محمد فغضبت
الأنصار وقالوا حتى نستأمر النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا ذلك له
فقال قد أحسنت الأنصار ثم قال تسموا باسمي ولا تكتنوا
بكنيتي فإنما انا أبو القاسم أقسم بينكم
قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال سئل سعيد بن أبي عروبة
عن الرجل يكتني بابي القاسم فأخبرنا عن قتادة عن سليمان اليشكري عن
جابر بن عبد الله ان رجلا من الأنصار اكتنى بأبي القاسم فقالت الأنصار
ما كنا لنكنيك بها حتى نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك
فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تسموا باسمي
ولا تكتنوا بكنيتي قال سعيد وكان قتادة يكره أن يكتني الرجل بأبي
القاسم وان لم يكن أسمه محمدا
قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال أخبرنا إسرائيل عن عبد
الكريم الجزري عن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري قال قال النبي
صلى الله عليه وسلم لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي
قال أخبرنا موسى بن داود الضبي أخبرنا بن لهيعة عن أبي يونس
مولى أبي هريرة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
لا تسموا باسمي وتكتنوا بكنيتي نهى أن يجمع بين الاسم
والكنية
قال أخبرنا قتيبة بن سعيد البلخي أخبرنا بكر بن مضر عن بن
عجلان عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
لا تجمعوا بين أسمي وكنيتي
قال أخبرنا عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي قال أخبرنا إسرائيل
عن ثوير عن مجاهد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسموا
باسمي ولا تكتنوا بكنيتي
107

ذكر من أرضع رسول الله صلى الله عليه
وسلم وتسمية إخوته وأخواته من الرضاعة
وقال أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني موسى
بن شيبة عن عميرة بنت عبيد الله بن كعب بن مالك عن برة بنت أبي
تجراة قالت أول من أرضع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثويبة
بلبن بن لها يقال له مسروح أياما قبل أن تقدم حليمة وكانت قد
أرضعت قبله حمزة بن عبد المطلب وأرضعت بعده أبا سلمة بن عبد
الأسد المخزومي
قال وأخبرنا محمد بن عمر عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن
عبد الله بن أبي ثور عن بن عباس قال كانت ثويبة مولاة أبي لهب قد
أرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أياما قبل أن تقدم حليمة
وأرضعت أبا سلمة بن عبد الأسد معه فكان أخاه من الرضاعة
قال أخبرنا محمد بن عمر عن معمر عن الزهري عن عروة بن الزبير
أن ثويبة كان أبو لهب أعتقها فأرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلما مات أبو لهب رآه بعض أهله في النوم بشر حيبة فقال ماذا لقيت
قال أبو لهب لم نذق بعدكم رخاء غير أني سقيت في هذه بعتاقي
ثويبة وأشار إلى النقيرة التي بين الابهام والتي تليها من الأصابع
قال وأخبرنا محمد بن عمر عن غير واحد من أهل العلم قالوا وكان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلها وهو بمكة وكانت خديجة
تكرمها وهي يومئذ مملوكة وطلبت إلى أبي لهب أن تبتاعها منه لتعتقها
فأبى أبو لهب فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة
أعتقها أبو لهب وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث إليها بصلة
108

وكسوة حتى جاءه خبرها أنها قد توفيت سنة سبع مرجعه من خيبر
فقال ما فعل ابنها مسروح فقيل مات قبلها ولم يبق من قرابتها
أحد
قال أخبرنا محمد بن عمر عن إبراهيم بن عباس عن القاسم بن عباس
اللهبي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن هاجر يسأل
عن ثويبة فكان يبعث إليها بالصلة والكسوة حتى جاءه خبرها أنها قد ماتت
فسأل من بقي من قرابتها قالوا لا أحد
قال أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير
عن عكرمة عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
حمزة بن عبد المطلب أخي من الرضاعة
قال أخبرنا محمد بن عمر حدثني عمر بن سعيد بن أبي حسين
عن بن أبي مليكة قال كان حمزة بن عبد المطلب رضيع رسول الله
صلى الله عليه وسلم أرضعتهما امرأة من العرب كان حمزة مسترضعا
له عند قوم من بني سعد بن بكر وكانت أم حمزة قد أرضعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يوما وهو عند أمه حليمة
قال أخبرنا خالد بن خداش أخبرنا عبد الله بن وهب المصري
عن مخرمة بن بكير عن أبيه قال سمعت عبد الله بن مسلم يقول سمعت محمد بن مسلم يعني أخاه الزهري يقول سمعت حميد بن عبد الرحمن
بن عوف يقول سمعت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
قالت قيل له أين أنت يا رسول الله من ابنة حمزة أو قيل له ألا
تخطب ابنة حمزة قال إن حمزة أخي من الرضاعة
قال أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا همام بن يحيى أخبرنا قتادة
عن جابر بن زيد عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أريد على ابنة حمزة فقال إنها ابنة أخي من الرضاعة وانها لا تحل
109

لي وانه يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب
قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن علي بن زيد بن جدعان
عن سعيد بن المسيب أن علي بن أبي طالب عليه السلام قال قلت
لرسول الله صلى الله عليه وسلم في ابنة حمزة وذكرت له من جمالها
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انها ابنة أخي من الرضاعة
أما علمت أن الله حرم من الرضاعة ما حرم من النسب
حدثنا هشام بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسي أخبرنا شعبة عن محمد
بن عبيد الله قال سمعت أبا صالح عن علي قال ذكرت ابنة حمزة
لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هي ابنة أخي من الرضاعة
قال أخبرنا سعيد بن سليمان الواسطي أخبرنا ليث بن سعد عن
يزيد بن أبي حبيب عن عراك بن مالك أن زينب بنت أبي سلمة أخبرته أن
أم حبيبة قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم انا قد حدثنا أنك ناكح
درة بنت أبي سلمة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلى أم
سلمة وقال لوأني لم أنكح أم سلمة ما حلت لي ان أباها
أخي من الرضاعة
قال أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي أخبرنا زكريا بن
يحيى بن يزيد السعدي عن أبيه قال قدم مكة عشر نسوة من بني سعد بن
بكر يطلبن الرضاع فأصبن الرضاع كلهن الا حليمة بنت عبد الله بن
الحارث بن شجنة بن جابر بن رزام بن ناصرة بن فصية بن نصر بن سعد
بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان
بن مضر وكان معها زوجها الحارث بن عبد العزى بن رفاعة بن ملان
بن ناصرة بن فصية بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن ويكنى أبا ذؤيب
وولدها منه عبد الله بن الحارث وكانت ترضعه وأنيسة بنت الحارث
وجد أمة بنت الحارث وهي الشيماء وكانت هي التي تحضن رسول الله
110

صلى الله عليه وسلم مع أمها وتوركه فعرض عليها رسول الله
صلى الله عليه وسلم فجعلت تقول يتيم ولا مال له وما عست أمه
ان تفعل فخرج النسوة وخلفنها فقالت حليمة لزوجها ما ترى قد
خرج صواحبي وليس بمكة غلام يسترضع الا هذا الغلام اليتيم فلو انا
اخذناه فاني أكره ان نرجع إلى بلادنا ولم نأخذ شيئا فقال لها زوجها
خذيه عسى الله ان يجعل لنا فيه خيرا فجاءت إلى أمه فأخذته منه فوضعته
في حجرها فاقبل عليه ثدياها حتى يقطرا لبنا فشرب رسول الله صلى
الله عليه وسلم حتى روي وشرب اخوه ولقد كان اخوه لا ينام من
الغرث وقالت أمه يا ظئر سلي عن ابنك فإنه سيكون له شان وأخبرتها
ما رأت وما قيل لها فيه حين ولدته وقالت قيل لي ثلاث ليال استرضعي
ابنك في بني سعد بن بكر ثم في آل أبي ذؤيب قالت حليمة فان
أبا هذا الغلام الذي في حجري أبو ذؤيب وهو زوجي فطابت نفس حليمة
وسرت بكل ما سمعت ثم خرجت به إلى منزلها فحدجوا اتانهم فركبتها
حليمة وحملت رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديها وركب الحارث
شارفهم فطلعا على صواحبها بوادي السرر وهن مرتعات وهما يتواهقان
فقلن يا حليمة ما صنعت فقالت أخذت والله خير مولود رأيته قط
وأعظمهم بركة قال النسوة أهو بن عبد المطلب قالت نعم
قالت فما رحلنا من منزلنا ذلك حتى رأيت الحسد من بعض نسائنا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال وذكر بعض الناس أن حليمة لما
خرجت برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بلادها قالت آمنة بنت وهب
أعيذه بالله ذي الجلال من شر ما مر على الجبال
حتى أراه حامل الحلال ويفعل العرف إلى الموالي
وغيرهم من حشوة الرجال
111

قال أخبرنا محمد بن عمر عن أصحابه قال مكث عندهم سنتين
حتى فطم وكأنه بن أربع سنين فقدموا به على أمه زائرين لها وأخبرتها
حليمة خبره وما رأوا من بركته فقالت آمنة ارجعي بابني فاني أخاف
عليه وباء مكة فوالله ليكونن له شأن فرجعت به ولما بلغ أربع سنين
كان يغدو مع أخيه وأخته في البهم قريبا من الحي فأتاه الملكان هناك
فشقا بطنه واستخرجا علقة سوداء فطرحاها وغسلا بطنه بماء الثلج في
طست من ذهب ثم وزن بألف من أمته فوزنهم فقال أحدهما للآخر
دعه فلو وزن بأمته كلها لوزنهم وجاء أخوه يصيح بأمه أدركي
أخي القرشي فخرجت أمه تعدو ومعها أبوه فيجدان رسول الله صلى
الله عليه وسلم منتقع اللون فنزلت به إلى آمنة بنت وهب وأخبرتها
خبره وقالت أنا لا نرده الا على جذع آنفنا ثم رجعت به أيضا
فكان عندها سنة أو نحوها لا تدعه يذهب مكانا بعيدا ثم رأت غمامة
تظله إذا وقف وقفت وإذا سار سارت فأفزعها ذلك أيضا من أمره
فقدمت به إلى أمه لترده وهو بن خمس سنين فأضلها في الناس فالتمسته
فلم تجده فأتت عبد المطلب فأخبرته فالتمسه عبد المطلب فلم يجده
فقام عند الكعبة فقال
لهم أد راكبي محمدا أده إلي * واصطنع عندي يدا
أنت الذي جعلته لي عضدا * لا يبعد الدهر به فيبعدا
أنت الذي سميته محمدا
قال أخبرنا سعيد بن سليمان الوسطي أخبرنا خالد بن عبد الله عن
داود بن أبي هند عن العباس بن عبد الرحمن عن كندير بن سعيد عن
أبيه قال كنت أطوف بالبيت فإذا رجل يقول رب رد إلي راكبي محمدا رده إلي واصطنع عندي يدا
112

قال قلت من هذا قالوا عبد المطلب بن هاشم بعث بابن بن له
في طلب إبل له ولم يبعث به في حاجة الا نجح فما لبثنا أن جاء فضمه إليه
وقال لا أبعث بك في حاجة
قال أخبرنا معاذ بن معاذ العنبري أخبرنا بن عون عن بن القبطية
قال كان النبي صلى الله عليه وسلم مسترضعا في بني سعد بن بكر
قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي أخبرنا همام بن يحيى عن
إسحاق بن عبد الله أن أم النبي صلى الله عليه وسلم لما دفعته إلى السعدية
التي أرضعته قالت لها احفظي ابني وأخبرتها لما رأت فمر بها اليهود
فقالت ألا تحدثوني عن ابني هذا فاني حملته كذا ووضعته كذا ورأيت
كذا كما وصفت أمه قال فقال
بعضهم لبعض اقتلوه فقالوا أيتيم هو فقالت لا هذا أبوه وأنا أمه فقالوا لو كان يتيما لقتلناه
قال فذهبت به حليمة وقالت كدت أخرب أمانتي قال إسحاق وكان
له أخ رضيع قال فجعل يقول له أترى أنه يكون بعث فقال النبي
صلى الله عليه وسلم أما والذي نفسي بيده لآخذن بيدك يوم القيامة ولأعرفنك قال فلما آمن بعد موت النبي صلى الله عليه
وسلم جعل يجلس فيبكي ويقول إنما أرجو أن يأخذ النبي صلى الله
عليه وسلم بيدي يوم القيامة فأنجو
قال أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا زكريا بن يحيى بن يزيد السعدي
عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أعربكم أنا
من قريش ولساني لسان بني سعد بن بكر
قال أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا أسامة بن زيد الليثي عن شيخ
من بني سعد قال قدمت حليمة بنت عبد الله على رسول الله صلى الله عليه
وسلم مكة وقد تزوج خديجة فتشكت جدب البلاد وهلاك الماشية
فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة فيها فأعطتها أربعين شاة
113

وبعيرا موقعا للظعينة وانصرفت إلى أهلها
قال أخبرنا عبد الله بن نمير الهمداني أخبرنا يحيى بن سعيد
الأنصاري عن محمد بن المنكدر قال استأذنت امرأة على النبي صلى الله
عليه وسلم قد كانت أرضعته فلما دخلت عليه قال أمي أمي
وعمد إلى ردائه فبسطه لها فقعدت عليه
قال أخبرنا إبراهيم بن شماس السمرقندي قال أخبرنا الفضل
بن موسى السيناني عن عيسى بن فرقد عن عمر بن سعد قال جاءت
ظئر النبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبسط لها رداءه وأدخل يده
في ثيابها ووضعها على صدرها قال وقضى حاجتها قال فجاءت
إلى أبي بكر فبسط لها رداءه وقال لها دعيني أضع يدي خارجا من الثياب
قال ففعل وقضى لها حاجتها ثم جاءت إلى عمر ففعل مثل ذلك
قال أخبرنا محمد بن عمر عن معمر عن الزهري وعن عبد الله بن
جعفر وابن أبي سبرة وغيرهم قالوا قدم وفد هوازن على رسول الله
صلى الله عليه وسلم بالجعرانة بعدما قسم الغنائم وفي الوفد عم النبي
صلى الله عليه وسلم من الرضاعة أبو ثروان فقال يومئذ يا رسول الله
إنما في هذه الحظائر من كان يكلفك من عماتك وخالاتك وحواضنك
وقد حضناك في حجورنا وأرضعناك بثدينا ولقد رأيتك مرضعا فما
رأيت مرضعا خيرا منك ورأيتك فطيما فما رأيت فطيما خيرا منك ثم
رأيتك شابا فما رأيت شابا خيرا منك وقد تكاملت فيك خلال الخير
ونحن مع ذلك أصلك وعشيرتك فامنن علينا من الله عليك فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم قد استأنيت بكم حتى ظننت أنكم
لا تقدمون وقد قسم النبي صلى الله عليه وسلم السبي وجرت فيه
السهمان وقدم عليه أربعة عشر رجلا من هوازن مسلمين وجاؤوا بإسلام
من وراءهم من قومهم وكان رأس القوم والمتكلم أبو صرد زهير بن
114

صرد فقال يا رسول الله انا أصل وعشيرة وقد أصابنا من البلاء ما
لا يخفى عليك يا رسول الله إنما في هذه الحظائر عماتك وخالاتك
وحواضنك اللاتي هن يكلفنك ولو أنا ملحنا للحارث بن أبي شمر
أو للنعمان بن المنذر ثم نزلا منا بمثل الذي نزلت به رجونا عطفهما وعائدتهما
وأنت خير المكفولين ويقال انه قال يومئذ أبو صرد إنما في هذه
الحظائر أخواتك وعماتك وخالاتك وبنات عمك وبنات خالاتك وأبعدهن
قريب منك بأبي أنت وأمي انهن حضنك في حجورهن وأرضعنك
بثديهن وتوركنك على أوراكهن وأنت خير المكفولين فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ان أحسن الحديث أصدقه وعندي من
ترون من المسلمين أفأبناؤكم ونساؤكم أحب إليكم أم
أموالكم فقالوا يا رسول الله خيرتنا بين أحسابنا وأموالنا وما كنا
لنعدل بالاحساب شيئا فرد علينا أبناءنا ونساءنا فقال النبي صلى الله
عليه وسلم أما ما لي ولبني عبد المطلب فهو لكم وأسأل لكم
الناس فإذا صليت بالناس الظهر فقولوا نستشفع برسول الله
إلى المسلمين وبالمسلمين إلى رسول الله فاني سأقول لكم ما
كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم وسأطلب لكم إلى
الناس فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر قاموا
فتكلموا بالذي قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد عليهم رسول
الله صلى الله عليه وسلم ما كان له ولبني عبد المطلب ورد المهاجرون
ورد الأنصار وسأل لهم قبائل العرب فاتفقوا على قول واحد بتسليمهم
ورضاهم ودفع ما كان في أيديهم من السبي الا قوما تمسكوا بما في أيديهم
فأعطاهم إبلا عوضا من ذلك
115

ذكر وفاة آمنة أم رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي أخبرنا محمد بن عبد
الله عن الزهري قال وحدثنا محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة
قال وحدثنا عبد الرحمن بن عبد العزيز عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد
بن عمرو بن حزم قال وحدثنا هاشم بن عاصم الأسلمي عن أبيه عن بن
عباس دخل حديث بعضهم في حديث بعض قالوا كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم مع أمه آمنة بنت وهب فلما بلغ ست سنين خرجت
به إلى أخواله بني عدي بن النجار بالمدينة تزورهم به ومعه أم أيمن تحضنه
وهم على بعيرين فنزلت به في دار النابغة فأقامت به عندهم شهرا فكان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر أمورا كانت في مقامه ذلك لما
نظر إلى أطم بني عدي بن النجار عرفه وقال كنت ألاعب أنيسة
جارية من الأنصار على هذا الاطم وكنت مع غلمان من
أخوالي نطير طائرا كان يقع عليه ونظر إلى الدار فقال ههنا
نزلت بي أمي وفي هذه الدار قبر أبي عبد الله بن عبد المطلب
وأحسنت العوم في بئر بني عدي بن النجار وكان قوم من اليهود
يختلفون ينظرون إليه فقالت أم أيمن فسمعت أحدهم
يقول هو نبي هذه الأمة وهذه دار هجرته فوعيت ذلك
كله من كلامه ثم رجعت به أمه إلى مكة فلما كانوا بالأبواء
توفيت آمنة بنت وهب فقبرها هناك فرجعت به أم أيمن على البعيرين
اللذين قدموا عليهما مكة وكانت تحضنه مع أمه ثم بعد أن ماتت فلما
مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرة الحديبية بالأبواء قال إن
الله قد أذن لمحمد في زيارة قبر أمه فأتاه رسول الله صلى الله
عليه وسلم فأصلحه وبكى عنده وبكى المسلمون لبكاء رسول الله صلى
116

الله عليه وسلم فقيل له فقال أدركتني رحمتها فبكيت
قال أخبرنا مالك بن إسماعيل النهدي أبو غسان أخبرنا شريك
بن عبد الله عن سماك بن حرب عن القاسم قال أستأذن النبي صلى الله
عليه وسلم في زيارة قبر أمه فأذن له فسأل المغفرة لها فأبي عليه
قال أخبرنا قبيصة بن عقبة أبو عامر السوائي أخبرنا سفيان بن
سعيد الثوري عن علقمة بن مرئد عن بن بريدة عن أبيه قال لما فتح رسول
الله صلى الله عليه وسلم مكة أتى جذم قبر فجلس إليه وجلس الناس
حوله فجعل كهيئة المخاطب ثم قام وهو يبكي فأستقبله عمر وكان
من أجرا الناس عليه فقال بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما الذي أبكاك
فقال هذا قبر أمي سألت ربي الزيارة فأذن لي وسألته الاستغفار
فلم يأذن لي فذكرتها فرققت فبكيت فلم ير يوما كان أكثر
باكيا من يومئذ قال بن سعد وهذا غلط وليس قبرها
بمكة وقبرها بالأبواء
ذكر ضم عبد المطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم
إليه بعد وفاة أمه وذكر وفاة عبد المطلب
ووصية أبي طالب برسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني محمد بن
عبد الله عن الزهري قال وحدثنا عبد الله بن جعفر عن عبد الواحد بن حمزة
بن عبد الله قال وحدثنا هاشم بن عاصم الأسلمي عن المنذر بن جهم قال
وحدثنا معمر عن بن أبي نجيح عن مجاهد قال وحدثنا عبد الرحمن بن
117

عبد العزيز عن أبي الحويرث قال وحدثنا بن أبي سبرة عن سليمان بن
سحيم عن نافع بن جبير دخل حديث بعضهم في حديث بعض قالوا
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون مع أمه آمنة بنت وهب فلما
توفيت قبضه إليه جده عبد المطلب وضمه ورق عليه رقة لم يرقها على
ولده وكان يقربه منه ويدنيه ويدخل عليه إذا خلا وإذا نام وكان يجلس
على فراشه فيقول عبد المطلب إذا رأى ذلك دعوا ابني انه ليؤنس
ملكا
وقال قوم من بني مدلج لعبد المطلب احفظ به فانا لم نر قدما
أشبه بالقدم التي في المقام منه فقال عبد المطلب لأبي طالب أسمع ما يقول
هؤلاء فكان أبو طالب يحتفظ به وقال عبد المطلب لام أيمن وكانت
تحضن رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بركة لا تغفلي عن ابني فاني
وجدته مع غلمان قريبا من السدرة وان أهل الكتاب يزعمون أن ابني هذا
نبي هذه الأمة وكان عبد المطلب لا يأكل طعاما الا قال علي
بابني فيؤتى به إليه فلما حضرت عبد المطلب الوفاة أوصى أبا طالب
بحفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم وحياطته ولما نزل بعبد المطلب
الوفاة قال لبناته أبكينني وأنا أسمع فبكته كل واحدة منهن بشعر فلما
سمع قول أميمة وقد أمسك لسانه جعل يحرك رأسه أي قد صدقت وقد
كنت كذلك وهو قولها
عيني جودا بدمع درر * على طيب الخيم والمعتصر
على ماجد الجد واري الزناد * جميل المحيا عظيم الخطر
على شيبة الحمد ذي المكرمات * وذي المجد والعز والمفتخر
وذي الحلم والفضل في النائبات كثير المكارم جم الفخر له فضل مجد على قومه مبين يلوح كضوء القمر
118

أتته المنايا فلم تشوه بصرف الليالي وريب القدر
قال ومات عبد المطلب فدفن بالحجون وهو يومئذ بن اثنتين
وثمانين سنة ويقال بن مائة وعشر سنين وسئل رسولا لله صلى الله
عليه وسلم أتذكر موت عبد المطلب قال نعم أنا يومئذ بن
ثماني سنين قالت أم أيمن رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يومئذ يبكي خلف سرى عبد المطلب قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب عن أبيه قال مات عبد المطلب
بن هاشم قبل الفجار وهو بن عشرين ومائة سنة
ذكر أبي طالب وضمه رسول الله صلى الله عليه
وسلم إليه وخروجه معه إلى الشام في المرة الأولى
قال أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال أخبرنا معمر
عن بن أبي نجيح عن مجاهد قال وحدثنا معاذ بن محمد الأنصاري عن عطاء
عن بن عباس قال وحدثنا محمد بن صالح و عبد الله بن جعفر وإبراهيم
بن إسماعيل بن أبي حبيبة دخل حديث بعضهم في حديث بعض قالوا
لما توفي عبد المطلب قبض أبو طالب رسول الله صلى الله عليه وسلم
إليه فكان يكون معه وكان أبو طالب لا مال له وكان يحبه حبا شديدا
لا يحبه ولده وكان لا ينام الا إلى جنبه ويخرج فيخرج معه وصب
به أبو طالب صبابة لم يصب مثلها بشئ قط وكان يخصه بالطعام وكان
إذا أكل عيال أبي طالب جميعا أو فرادى لم يشبعوا وإذا أكل معهم رسول
الله صلى الله عليه وسلم شبعوا فكان إذا أراد أن يغذيهم قال
119

كما أنتم حتى يحضر ابني فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأكل
معهم فكانوا يفضلون من طعامهم وان لم يكن معهم لم يشبعوا فيقول
أبو طالب انك لمبارك وكان الصبيان يصبحون رمصا شعثا ويصبح
رسول الله صلى الله عليه وسلم دهينا كحيلا
قال أخبرنا معاذ بن معاذ العنبري أخبرنا بن عون عن بن القبطية
قال كان أبو طالب توضع له وسادة بالبطحاء مثنية يتكئ عليها فجاء
النبي صلى الله عليه وسلم فبسطها ثم استلقى عليها قال فجاء أبو
طالب فأراد أن يتكئ عليها فسأل عنها فقالوا أخذها بن أخيك فقال
وحل البطحاء ان بن أخي هذا ليحسن بنعيم
قال أخبرنا عثمان بن عمر بن فارس البصري أخبرنا بن عون عن
عمرو بن سعيد قال كان أبو طالب تلقى له وسادة يقعد عليها فجاء
النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام فقعد عليها فقال أبو طالب
واله ربيعة ان بن أخي ليحسن بنعيم
قال أخبرنا خالد بن خداش أخبرنا معتمر بن سليمان قال سمعت
أبي يحدث عن أبي مجلز أن عبد المطلب أو أبا طالب شك خالد
قال لما مات عبد الله عطف على محمد صلى الله عليه وسلم قال فكان
لا يسافر سفرا الا كان معه فيه وانه توجه نحو الشام فنزل منزله فأتاه فيه
راهب فقال إن فيكم رجلا صالحا فقال إن فينا من يقري الضيف
ويفك الأسير ويفعل المعروف أو نحوا من هذا ثم قال إن فيكم
رجلا صالحا ثم قال أين أبو هذا الغلام قال فقال ها أنذا وليه
أو قيل هذا وليه قال احتفظ بهذا الغلام ولا تذهب به إلى الشام ان
اليهود حسد واني أخشاهم عليه قال ما أنت تقول ذاك ولكن الله
يقوله فرده قال اللهم إني أستودعك محمدا ثم انه مات
قال أخبرنا محمد بن عمر حدثني محمد بن صالح و عبد الله بن
120

جعفر وإبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين قالوا لما
بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة سنة خرج به أبو طالب
إلى الشام في العير التي خرج فيها للتجارة ونزلوا بالراهب بحيرا فقال لأبي
طالب في النبي صلى الله عليه وسلم ما قال وأمره أن يحتفظ به فرده
أبو طالب معه إلى مكة وشب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي
طالب يكلؤه الله ويحفظه ويحوطه من أمور الجاهلية ومعايبها لما يريد به
من كرامته وهو على دين قومه حتى بلغ أن كان رجلا أفضل قومه
مروءة وأحسنهم خلقا وأكرمهم مخالطة وأحسنهم جوارا وأعظمهم
حلما أمانة وأصدقهم حديثا وأبعدهم من الفحش والأذى وما رئي
ملاحيا ولا مماريا أحدا حتى سماه قومه الأمين لما جمع الله له من الأمور
الصالحة فيه فلقد كان الغالب عليه بمكة الأمين وكان أبو طالب يحفظه
ويحوطه ويعضده وينصره إلى أن مات
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب عن أبيه قال كان اسم أبي
طالب عبد مناف وكان له من الولد طالب بن أبي طالب وكان أكبر ولده
وكان المشركون أخرجوه وسائر بني هاشم إلى بدر كرها فخرج طالب
وهو يقول
اللهم اما يغزون طالب في * مقنب من هذه المقالب
فليكن المغلوب غير الغالب * وليكن المسلوب غير السالب
قال فلما انهزموا لم يوجد في الاسرى ولا في القتلى ولا رجع إلى مكة
ولا يدري ما حاله وليس له عقب وعقيل بن أبي طالب ويكنى أبا يزيد
وكان بينه وبين طالب في السن عشر سنين وكان عالما بنسب قريش
وجعفر بن أبي طالب وكان بينه وبين عقيل في السن عشر سنين وهو
قديم في الاسلام من مهاجرة الحبشة وقتل يوم مؤتة شهيدا وهو ذو الجناحين
121

يطير بهما في الجنة حيث شاء وعلي بن أبي طالب وكان بينه وبين جعفر
في السن عشر سنين وأم هانئ بنت أبي طالب واسمها هند وجمانة
بنت أبي طالب وريطة بنت أبي طالب قال وقال بعضهم وأسماء
بنت أبي طالب وأمهم جميعا فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن
قضي وطليق بن أبي طالب وأمه علة وأخوه لامه الحويرث
بن أبي ذباب بن عبد الله بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم
بن مرة
قال أخبرنا محمد بن عمر بن واقد قال حدثني معمر بن راشد
عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال لما حضرت أبا طالب الوفاة
جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده عبد الله بن أبي أمية
وأبا جهل بن هشام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عم قل
لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله فقال له أبو جهل وعبد
الله بن أبي أمية يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب قال ولم يزل
رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه ويقول يا عم قل
لا إله إلا الله أشهد لك بها عند الله ويقولان يا أبا طالب أترغب
عن ملة عبد المطلب حتى قال آخر كلمة تلكم بها أنا على ملة عبد
المطلب ثم مات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأستغفرن
لك ما لم أنه فأستغفر له رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته
حتى نزلت هذه الآية ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا
للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم
أصحاب الجحيم
قال أخبرنا محمد بن عمر وحدثني محمد بن عبد الله بن أخي
الزهري عن أبيه عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير العذري قال قال أبو طالب
يا بن أخي والله لولا رهبة أن تقول قريش دهرني الجزع فيكون سبة
122

عليك وعلى بني أبيك لفعلت الذي تقول وأقررت عينك بها لما أرى من
شكرك ووجدك بي ونصيحتك لي
ثم إن أبا طالب دعا بني عبد المطلب فقال لن تزالوا بخير ما سمعتم
من محمد وما اتبعتم أمره فاتبعوه وأعينوه ترشدوا فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أتأمرهم بها وتدعها لنفسك فقال أبو طالب
اما لو أنك سألتني الكلمة وانا صحيح لتابعتك على الذي تقول ولكني
أكره أن أجزع عند الموت فترى قريش أني أخذتها جزعا ورددتها
في صحتي
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا بن جريح وسفيان بن
عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي سعيد أو عن بن عمر قال نزلت انك
لا تهدي من أحببت في أبي طالب قال
أخبرنا محمد بن عمر حدثني الثوري عن حبيب بن أبي ثابت
عن بن عباس في قوله وهم ينهون عنه وينأون عنه قال
نزلت في أبي طالب ينهى عن أذى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
يؤذي وينأى أن يدخل في الاسلام
قال وأخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معاوية بن عبد الله بن عبيد
الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده عن علي قال أخبرت رسول الله
صلى الله عليه وسلم بموت أبي طالب فبكى ثم قال اذهب فاغسله
وكفنه وواره غفر الله له ورحمه قال ففعلت ما قال وجعل
رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر له أياما ولا يخرج من بيته حتى
نزل عليه جبريل عليه السلام بهذه الآية ما كان للنبي والذين
آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى قال علي
وأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فاغتسلت
قال أخبرنا سفيان بن عيينة عن عمرو قال لما مات أبو طالب
123

قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمك الله وغفر لك لا
أزال استغفر لك حتى ينهاني الله قال فأخذ المسلمون يستغفرون
لموتاهم الذين ماتوا وهم مشركون فأنزل اله تعالى ما كان للنبي والذين
آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى
قال أخبرنا الفضل بن دكين أبو نعيم أخبرنا سفيان عن أبي
إسحاق عن ناجية بن كعب عن علي قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم
فقلت إن عمك الشيخ الضال قد مات يعني أباه قال اذهب فواره
ولا تحدثن شيئا حتى تأتيني فأتيته فقلت له فأمرني فاغتسلت
ثم دعا لي بدعوات ما يسرني ما عرض بهن من شئ
أخبرنا عفان بن مسلم وهشام بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسي قالا
أخبرنا أبو عوانة أخبرنا عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن الحارث بن
نوفل عن العباس بن عبد المطلب قال قلت يا رسول الله هل نفعت أبا
طالب بشئ فإنه قد كان يحوطك ويغضب لك قال نعم وهو في
ضحضاح من النار ولولا ذلك لكان في الدرك الأسفل
من النار
أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن صالح بن
كيسان عن بن شهاب أن علي بن الحسين أخبره أن أبا طالب توفي في عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يرثه جعفر ولا علي وورثه طالب
وعقيل وذلك بأنه لا يرث المسلم الكافر ولا يرث الكافر المسلم
قال أخبرنا خالد بن مخلد البجلي قال حدثني سليمان بن بلال قال
حدثني هشام بن عروة عن أبيه قال ما زالوا كافين عنه حتى مات أبو
طالب يعني قريشا عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن
إسحاق بن عبد الله بن الحارث قال قال العباس يا رسول الله أترجو
124

لأبي طالب قال كل الخير أرجو من ربي
قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال توفي أبو طالب للنصف
من شوال في السنة العاشرة من حين نبئ رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو يومئذ بن بضع وثمانين سنة وتوفيت خديجة بعده بشهر وخمسة أيام
وهي يومئذ بنت خمس وستين سنة فاجتمعت على رسول الله صلى الله
عليه وسلم مصيبتان موت خديجة بنت خويلد وموت أبي طالب
عمه
ذكر رعية رسول الله صلى الله عليه وسلم الغنم بمكة
قال أخبرنا عبد الله بن نمير الهمداني عن هشام بن عروة عن وهب
بن كيسان عن عبيد بن عمير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما من نبي إلا قد رعى الغنم قالوا وأنت يا رسول الله قال
وأنا
قال أخبرنا سويد بن سعيد وأحمد بن محمد الأزرقي المكي قالا
حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص القرشي عن
جده سعيد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما بعث الله عز وجل نبيا إلا راعي الغنم قال له أصحابه
وأنت يا رسول الله قال نعم وأنا رعيتها لأهل مكة
بالقراريط
قال أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسي ومحمد بن عبد الله الأسدي قالا
أخبرنا مسعر عن سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال
مروا على النبي صلى الله عليه وسلم بثمر الأراك فقال رسول الله
125

صلى الله عليه وسلم عليكم بما اسود منه فاني كنت أجتنبه
إذ أنا راعي الغنم قالوا يا رسول الله ورعيتها قال نعم وما
من نبي إلا قد رعاها
قال أخبرنا عمر بن عمر بن فارس قال أخبرنا يونس بن يزيد
عن الزهري عن جابر بن عبد الله قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم
نجني الكباث فقال عليكم بالأسود منه فإنه أطيبه فاني كنت
أجنيه إذ كنت أرعى الغنم قلنا وكنت ترعى الغنم يا رسول الله
قال نعم وما من نبي إلا قد رعاها
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس أخبرنا
زهير أخبرنا أبو إسحاق قال كان بين أصحاب الغنم وبين أصحاب الإبل تنازع
فاستطال عليهم أصحاب الإبل قال فبلغنا والله أعلم أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال بعث موسى عليه السلام وهو راعي
غنم وبعث داود عليه السلام وهو راعي غنم وبعثت وأنا
أرعى غنم أهلي بأجياد
ذكر حضور رسول الله صلى الله عليه وسلم حرب الفجار
قال أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي حدثني الضحاك بن
عثمان عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة قال وأخبرنا
موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه قال وحدثنا عبد الله بن يزيد
الهذلي عن يعقوب بن عتبة الأخنسي قال وغير هؤلاء أيضا قد حدثني
ببعض هذا الحديث قالوا كان سبب حرب الفجار أن النعمان بن المنذر
بعث بلطيمة له إلى سوق عكاظ للتجارة وأجارها له الرحال عروة بن عتبة
126

بن جابر بن كلاب فنزلوا على ماء يقال له أوارة فوثب البراض بن قيس
أحد بني بكر بن عبد مناة بن كنانة وكان خليعا على عروة فقتله وهرب
إلى خيبر فاستخفى بها ولقي بشر بن أبي خازم الأسدي الشاعر فأخبره
الخبر وأمره أن يعلم ذلك عبد الله بن جدعان وهشام بن المغيرة وحرب
بن أمية ونوفل بن معاوية الديلي وبلعاء بن قيس فوافى عكاظا فأخبرهم
فخرجوا موائلين منكشفين إلى الحرم وبلغ قيسا الخبر آخر ذلك اليوم
فقال أبو براء ما كنا من قريش إلا في خدعة فخرجوا في آثارهم
فأدركوهم وقد دخلوا الحرم فناداهم رجل من بني عامر يقال له الأدرم
بن شعيب بأعلى صوته ان ميعاد ما بيننا وبينكم هذه الليالي من قابل وانا
لا نأتلي في جمع وقال
لقد وعدنا قريشا وهي كارهة بأن تجئ إلى ضرب رعابيل
قال ولم تقم تلك السنة سوق عكاظ قال فمكثت قريش وغيرها
من كنانة وأسد بن خزيمة ومن لحق بهم من الأحابيش وهم الحارث
بن عبد مناة بن كنانة وعضل والقارة وديش والمصطلق من خزاعة لحلفهم
بالحارث بن عبد مناة سنة يتأهبون لهذه الحرب وتأهبت قيس عيلان
ثم حضروا من قابل ورؤساء قريش عبد الله بن جدعان وهشام بن المغيرة
وحرب بن أمية وأبو أحيحة سعيد بن العاص وعتبة بن ربيعة والعاص
بن وائل ومعمر بن حبيب الجمحي وعكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد
مناف بن عبد الدار وخرجوا متساندين ويقال بل أمرهم إلى عبد الله
بن جدعان وكان في قيس أبو براء عامر بن مالك بن جعفر وسبيع بن
ربيعة بن معاوية النصري ودريد بن الصمة ومسعود بن معتب الثقفي
وأبو عروة بن مسعود وعوف بن أبي حارثة المري وعباس بن رعل
السلمي فهؤلاء الرؤساء والقادة ويقال بل كان أمرهم جميعا إلى أبي
براء وكانت الراية بيده وهو سوى صفوفهم فالتقوا فكانت الدبرة
127

أول النهار لقيس على قريش وكنانة ومن ضوي إليهم ثم صارت الدبرة
آخر النهار لقريش وكنانة على قيس فقتلوهم قتلا ذريعا حتى نادى عتبة
بن ربيعة يومئذ وانه لشاب ما كملت له ثلاثون سنة إلى الصلح
فاصطلحوا على أن عدوا القتلى وودت قريش لقيس ما قتلت فضلا عن قتلاهم
ووضعت الحرب أوزارها فانصرفت قريش وقيس قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم وذكر الفجار فقال قد حضرته مع عمومتي
ورميت فيه بأسهم وما أحب أني لم أكن فعلت فكان يوم
حضر بن عشرين سنة وكان الفجار بعد الفيل بعشرين سنة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال فحدثني الضحاك بن عثمان عن
عبد الله بن عروة عن حكيم بن حزام قال رأيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم بالفجار وقد حضره قال محمد بن عمر وقالت العرب في
الفجار أشعارا كثيرة
ذكر حضور رسول الله صلى
الله عليه وسلم حلف الفضول
قال أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي أخبرنا الضحاك بن
عثمان عن عبد الله بن عروة بن الزبير عن أبيه قال سمعت حكيم بن حزام
يقول كان حلف الفضول منصرف قريش من الفجار ورسول الله
صلى الله عليه وسلم يومئذ بن عشرين سنة
قال قال محمد بن عمر وأخبرني غير الضحاك قال كان الفجار
في شوال وهذا الحلف في ذي القعدة وكان أشرف حلف كان قط وأول
من دعا إليه الزبير بن عبد المطلب فاجتمعت بنو هاشم وزهرة وتيم في
128

دار عبد الله بن جدعان فصنع لهم طعاما فتعاقدوا وتعاهدوا بالله القائل
لنكونن مع المظلوم حتى يؤدى إليه حقه ما بل بحر صوفة وفي التأسي
في المعاش فسمت قريش ذلك الحلف حلف الفضول
قال وأخبرنا محمد بن عمر قال فحدثني محمد بن عبد الله عن الزهري
عن طلحة بن عبد الله بن عوف عن عبد الرحمن بن أزهر عن جبير بن مطعم
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحب أن لي بحلف حضرته
بدار بن جدعان حمر النعم وأني أغدر به هاشم وزهرة وتيم
تحالفوا أن يكونوا مع المظلوم ما بل بحر صوفة ولو دعيت
به لأجبت وهو حلف الفضول قال محمد بن عمر ولا نعلم أحدا سبق
بني هاشم بهذا الحلف
ذكر خروج رسول الله صلى الله عليه
وسلم إلى الشام في المرة الثانية
قال أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي أخبرنا موسى بن شيبة
عن عميرة بنت عبيد الله بن كعب بن مالك عن أم سعد بنت سعد بن
الربيع عن نفيسة بنت منية أخت يعلى بن منية قالت لما بلغ رسول الله
صلى الله عليه وسلم خمسا وعشرين سنة قال له أبو طالب أنا رجل لا مال
لي وقد اشتد الزمان علينا وهذه عير قومك وقد حضر خروجها إلى الشام
وخديجة بنت خويلد تبعث رجالا من قومك في عيراتها فلو جئتها فعرضت
نفسك عليها لأسرعت إليك وبلغ خديجة ما كان من محاورة عمه له
فأرسلت إليه في ذلك وقالت له أنا أعطيك ضعف ما أعطي رجلا
من قومك
129

قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي حدثني أبو المليح عن عبد
الله بن محمد بن عقيل قال قال أبو طالب يا بن أخي قد بلغني أن خديجة
استأجرت فلانا ببكرين ولسنا نرضى لك بمثل ما أعطته فهل لك أن تكلمها
قال ما أحببت فخرج إليها فقال هل لك يا خديجة أن تستأجري
محمدا فقد بلغنا أنك استأجرت فلانا ببكرين ولسنا نرضى لمحمد دون
أربع بكار قال فقالت خديجة لو سألت ذاك لبعيد بغيض فعلنا فكيف
وقد سألت لحبيب قريب
قال أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا موسى بن شيبة عن عميرة بنت
عبيد الله بن كعب بن مالك عن أم سعد بنت سعد بن الربيع عن نفيسة
بنت منية قالت قال أبو طالب هذا رزق قد ساقه الله إليك فخرج
مع غلامها ميسرة وجعل عمومته يوصون به أهل العير حتى قدما
بصرى من الشام فنزلا في ظل شجرة فقال نسطور الراهب ما نزل
تحت هذه الشجرة قط إلا نبي ثم قال لميسرة أفي عينيه حمرة قال
قال نعم لا تفارقه قال هو نبي وهو آخر الأنبياء ثم باع سلعته فوقع بينه
وبين رجل تلاح فقال له احلف باللات والعزى فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما حلفت بهما قط واني أمر فأعرض عنهما
فقال الرجل القول قولك ثم قال لميسرة هذا والله نبي تجده أحبارنا
منعوتا في كتبهم وكان ميسرة إذا كانت الهاجرة واشتد الحريري ملكين
يظلان رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشمس فوعى ذلك كله
ميسرة وكان الله قد ألقى عليه المحبة من ميسرة فكان كأنه عبد له
وباعوا تجارتهم وربحوا ضعف ما كانوا يربحون فلما رجعوا فكانوا
بمر الظهران قال ميسرة يا محمد أنطلق إلى خديجة فأخبرها بما صنع
الله لها على وجهك فإنها تعرف لك ذلك فتقدم رسول الله صلى الله
عليه وسلم حتى دخل مكة في ساعة الظهيرة وخديجة في علية لها فرأت
130

رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على بعيره وملكان يظلان عليه
فأرته نساءها فعجبن لذلك ودخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم
فخبرها بما ربحوا في وجههم فسرت بذلك فلما دخل ميسرة عليها
أخبرته بما رأت فقال ميسرة قد رأيت هذا منذ خرجنا من الشام وأخبرها
بما قال الراهب نسطور وبما قال الآخر الذي خالفه في البيع وقدم رسول
الله صلى الله عليه وسلم بتجارتها فربحت ضعف ما كانت تربح وأضعفت
له ضعف ما سمت له
ذكر تزويج رسول الله صلى الله
عليه وسلم خديجة بنت خويلد
قال أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي أخبرنا موسى بن شيبة
عن عميرة بنت عبيد الله بن كعب بن مالك عن أم سعد بنت سعد بن الربيع
عن نفيسة بنت منية قالت كانت خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى
بن قصي امرأة حازمة جلدة شريفة مع ما أراد الله بها من الكرامة
والخير وهي يومئذ أوسط قريش نسبا وأعظمهم شرفا وأكثرهم مالا
وكل قومها كان حريصا على نكاحها لو قدر على ذلك قد طلبوها وبذلوا
لها الأموال فأرسلتني دسيسا إلى محمد بعد أن رجع في عيرها من الشام
فقلت يا محمد ما يمنعك أن تزوج فقال ما بيدي ما أتزوج به
قلت فإن كفيت ذلك ودعيت إلى الجمال والمال والشرف والكفاءة ألا
تجيب قال فمن هي قلت خديجة قال وكيف لي بذلك
قالت قلت علي قال فأنا أفعل فذهبت فأخبرتها فأرسلت إليه
أن أئت لساعة كذا وكذا وأرسلت إلى عمها عمرو بن أسد ليزوجها
131

فحضر ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمومته فزوجه أحدهم
فقال عمرو بن أسد هذا البضع لا يقرع أنفه وتزوجها رسول الله صلى
الله عليه وسلم وهو بن خمس وعشرين سنة وخديجة يومئذ بنت أربعين
سنة ولدت قبل الفيل بخمس عشرة سنة
قال أخبرنا محمد بن عمر عن محمد بن عبد الله بن مسلم عن أبيه
عن محمد بن جبير بن مطعم وعن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة وعن بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن بن
عباس قالوا ان عمها عمرو بن أسد زوجها رسول الله صلى الله عليه
وسلم وان أباها مات قبل الفجار
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي قال أخبرني أبي
عن أبي صالح عن بن عباس قال زوج عمرو بن أسد بن عبد العزى بن
قصي خديجة بنت خويلد النبي صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ شيخ كبير
لم يبق لأسد لصلبه يومئذ غيره ولم يلد عمرو بن أسد شيئا
قال أخبرنا خالد بن خداش بن عجلان أخبرنا معتمر بن سليمان
قال سمعت أبي يذكر أن أبا مجلز حدث أن خديجة قالت لأختها
انطلقي إلى محمد فاذكريني له أو كما قالت وأن أختها جاءت فأجابها
بما شاء الله وأنهم تواطؤا على أن يتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأن أبا خديجة سقي من الخمر حتى أخذت فيه ثم دعا محمدا فزوجه
قال وسنت على الشيخ حلة فلما صحا قال ما هذه الحلة
قالوا كساكها ختنك محمد فغضب وأخذ السلاح وأخذ بنو هاشم
السلاح وقالوا ما كانت لنا فيكم رغبة ثم انهم اصطلحوا
بعد ذلك
قال أخبرنا محمد بن عمر بغير هذا الاسناد أن خديجة سقت أباها
الخمر حتى ثمل ونحرت بقرة وخلقته بخلوق وألبسته حلة
132

حبرة فلما صحا قال ما هذا العقير وما هذا العبير وما هذا الحبير
قالت زوجتني محمدا قال ما فعلت أنا أفعل هذا وقد خطبك أكابر
قريش فلم أفعل
قال وقال محمد بن عمر فهذا كله عندنا غلط ووهل والثبت
عندنا المحفوظ عن أهل العلم أن أباها خويلد بن أسد مات قبل الفجار
وأن عمها عمرو بن أسد زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذكر أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم وتسميتهم
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه عن أبي صالح
عن بن عباس قال كان أول من ولد لرسول الله صلى الله عليه وسلم
بمكة قبل النبوة القاسم وبه كان يكنى ثم ولد له زينب ثم رقية
ثم فاطمة ثم أم كلثوم ثم ولد له في الاسلام عبد الله فسمي الطيب
والطاهر وأمهم جميعا خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي
وأمها فاطمة بنت زائدة بن الأصم بن هرم بن رواحة بن حجر بن عبد
بن معيص بن عامر بن لؤي فكان أول من مات من ولده القاسم ثم
مات عبد الله بمكة فقال العاص بن وائل السهمي قد انقطع ولده فهو
أبتر فأنزل الله تبارك وتعالى ان شانئك هو الأبتر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عمرو بن سلمة الهذلي بن
سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال مات القاسم وهو
بن سنتين
قال وقال محمد بن عمر وكانت سلمى مولاة صفية بنت عبد
المطلب تقبل خديجة في ولادها وكانت تعق عن كل غلام بشاتين وعن
133

الجارية بشاة وكان بين كل ولدين لها سنة وكانت تسترضع لهم وتعد
ذلك قبل ولادها
ذكر إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليما
قال أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي أخبرنا عبد الحميد بن
جعفر عن أبيه قال لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية
في ذي القعدة سنة ست من الهجرة بعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس
القبطي صاحب الإسكندرية وكتب معه إليه كتابا يدعوه فيه إلى الاسلام
فلما قرأ الكتاب قال خيرا وأخذ الكتاب فكان مختوما فجعله في
حق من عاج وختم عليه ودفعه إلى جارية له وكتب إلى النبي صلى
الله عليه وسلم جواب كتابه ولم يسلم وأهدى إلى النبي صلى الله
عليه وسلم مارية القبطية وأختها سيرين وحماره يعفور وبغلته دلدل وكانت
بيضاء ولم يك في العرب يومئذ غيرها
قال محمد بن عمر وأخبرني أبو سعيد رجل من أهل العلم قال كانت
مارية من حفن من كورة أنصنا
قال أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا يعقوب بن محمد بن أبي صعصعة
عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة قال كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يعجب بمارية القبطية وكانت بيضاء جعدة جميلة
فأنزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأختها على أم سليم بنت ملحان
فدخل عليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليهما الاسلام
فأسلمتا فوطئ مارية بالملك وحولها إلى مال له بالعالية كان من أموال
بني النضير فكانت فيه في الصيف وفي خرافة النخل فكان يأتيها هناك
134

وكانت حسنة الدين ووهب أختها سيرين لحسان بن ثابت الشاعر فولدت
له عبد الرحمن وولدت مارية لرسول الله صلى الله عليه وسلم غلاما
فسماه إبراهيم وعق عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة يوم
سابعه وحلق رأسه فتصدق بزنة شعره فضة على المساكين وأمر بشعره
فدفن في الأرض وسماه إبراهيم وكانت قابلتها سلمى مولاة النبي صلى
الله عليه وسلم فخرجت إلى زوجها أبي رافع فأخبرته بأنها قد ولدت غلاما
فجاء أبو رافع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبشره فوهب له
عبدا وغار نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتد عليهن حين
رزق منها الولد
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بن أبي سبرة عن إسحاق
بن عبد الله عن أبي جعفر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حجب
مارية وكانت قد ثقلت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم وغرن عليها
ولا مثل عائشة
قال محمد بن عمر وولدته في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري
عن أنس بن مالك قال لما ولد إبراهيم جاء جبريل إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال السلام عليك يا أبا إبراهيم
قال وأخبرنا محمد بن خازم أبو معاوية الضرير عن إسماعيل بن مسلم
عن يونس بن عبيد عن أنس بن مالك قال خرج علينا رسول الله صلى
الله عليه وسلم حين أصبح فقال إنه ولد لي الليلة غلام واني
سميته باسم أبي إبراهيم
قال أخبرنا شبابة بن سوار أخبرنا المبارك بن فضالة عن الحسن
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انه ولد لي البارحة غلام
فسميته باسم أبي إبراهيم
135

قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن أبي سبرة عن
حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس عن عكرمة عن بن عباس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ولدت أم إبراهيم إبراهيم
أعتق أم إبراهيم ولدها
قال أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا يعقوب بن محمد بن أبي صعصعة
عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة قال لما ولد إبراهيم تنافست
فيه نساء الأنصار أيتهن ترضعه فدفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى أم بردة بنت المنذر بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي
بن النجار وزوجها البراء بن أوس بن خالد بن الجعد بن عوف بن مبذول
بن عمرو بن غنم بن عدي بن النجار فكانت ترضعه وكان يكون عند أبويه
في بني النجار ويأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم أم بردة فيقيل
عندها ويؤتى بإبراهيم
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثني سليمان بن المغيرة عن
ثابت البناني أخبرنا أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ولد لي الليلة غلام فسميته بأبي إبراهيم قال ثم دفعه
إلى أم سيف امرأة قين بالمدينة يقال له أبو سيف فأنطلق رسول الله
صلى الله عليه وسلم وتبعته حتى انتهينا إلى أبي سيف وهو ينفخ بكيره
وقد امتلأ البيت دخانا فأسرعت في المشي بين يدي رسول الله صلى الله
عليه وسلم حتى انتهيت إلى أبي سيف فقلت يا أبا سيف أمسك جاء
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمسك ودعا رسول الله صلى الله
عليه وسلم بالصبي فضمه إليه وقال ما شاء الله أن يقول
قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي بن علية عن
أيوب عن عمرو بن سعيد عن أنس بن مالك قال ما رأيت أحدا كان أرحم بالعيال
من رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إبراهيم مسترضعا له في عوالي
136

المدينة فكان يأتيه وتجئ معه فيدخل البيت وانه ليدخن قال وكان
ظئره قينا فيأخذه فيقبله
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري
عن عروة عن عائشة قالت لما ولد إبراهيم جاء به رسول الله صلى الله
عليه وسلم إلي فقال أنظري إلى شبهه بي فقلتما أرى شبها
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا ترين إلى بياضة ولحمه
فقلت إنه من قصر عليه اللقاح أبيض وسمن
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري
عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة عن عائشة
عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله غلا أنه قال قالت من سقي
ألبان الضأن سمن وأبيض
قال قال محمد بن عمر وكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم
قطعة غنم تروح عليه ولبن لقاح له فكان جسمه وجسم أمه مارية حسنا
قال أخبرنا سفيان بن عيينة عن بن أبي حسين عن مكحول قال
دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو معتمد على عبد الرحمن بن
عوف وإبراهيم يجود بنفسه فلما مات دمعت عينا رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال له عبد الرحمن أي رسول الله هذا الذي تنهى الناس عنه
متى يرك المسلمون تبكي يبكوا قال فلما شريت عنه عبرته قال
إنما هذا رحم وان من لا يرحم لا يرحم إنما ننهى الناس
عن النياحة وأن يندب الرجل بما ليس فيه ثم قال لولا أنه
وعد جامع وسبيل مئتاء وأن آخرنا لاحق بأولنا لوجدنا
عليه وجدا غير هذا وانا عليه لمحزونون تدمع العين ويحزن
القلب ولا نقول ما يسخط الرب وفضل رضاعه
في الجنة
137

قال أخبرنا عبد الله بن نمير الهمداني والنضر بن إسماعيل أبو المغيرة
قالا حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عطاء عن جابر بن عبد
الله الأنصاري عن عبد الرحمن بن عوف قال أخذ رسول الله صلى الله
عليه وسلم بيدي فانطلق بي إلى النخل الذي فيه إبراهيم فوضعه في حجره
وهو يجود بنفسه فذرفت عيناه فقلت له أتبكي يا رسول الله أولم
تنه عن البكاء قال إنما نهيت عن النوح عن صوتين أحمقين
فاجرين صوت عند نعمة لهو ولعب ومزامير شيطان وصوت
عند مصيبة خمش وجوه وشق جيوب ورنة شيطان قال
قال عبد الله بن نمير في حديبية إنما هذا رحمة ومن لا يرحم
لا يرحم يا إبراهيم لولا أنه أمر حق ووعد صادق وأنها سبيل
مأتية وأن أخرانا ستلحق أولانا لحزنا عليك حزنا هو أشد
من هذا وانا بك لمحزونون تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول
ما يسخط الرب عز وجل
قال أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا محمد بن رشاد عن مكحول
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على ابنه إبراهيم وهو في السوق
فدمعت عيناه ومعه عبد الرحمن بن عوف فقال أتبكي وقد نهيت عن
البكاء فقال إنما نهيت عن النياحة وأن يندب الميت بما
ليس فيه وانما هذه رحمة
قال أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا طلحة بن عمرو عن عطاء
قال لما توفي إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن القلب
سيحزن وان العين ستدمع ولن نقول ما يسخط الرب ولولا
أنه وعد صادق ويوم جامع لاشتد وجدنا عليك وانا بك يا
إبراهيم لمحزونون
قال أخبرنا موسى بن داود أخبرنا بن لهيعة عن بكير بن عبد
138

الله بن الأشج أن رسول الله 4 صلى الله عليه وسلم بكى على إبراهيم
ابنه فصرخ أسامة بن زيد فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال رأيتك
تبكي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم البكاء من الرحمة
والصراخ من الشيطان
قال أخبرنا يعلى بن عبيد الطنافسي أخبرنا الأجلح عن الحكم قال
لما مات إبراهيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا أنه أجل
معدود ووقت معلوم لجزعنا عليك أشد مما جزعنا العين
تدمع والقلب يحزن ولا نقول إن شاء الله إلا ما يرضي الرب وانا
عليك يا إبراهيم لمحزونون
قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم أخبرنا أبان أخبرنا قتادة أن إبراهيم
بن نبي الله صلى الله عليه وسلم توفي فقال نبي الله ان العين تدمع
والقلب يحزن ولا نقول إن شاء الله إلا خيرا وانا عليك يا
إبراهيم لمحزونون وقال تمام رضاعه في الجنة
قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن أيوب عن عمرو بن
سعيد قال لما توفي إبراهيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن إبراهيم
ابني وإنه مات في الثدي وإن له لظئرين تكملان رضاعه في
الجنة
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن له مرضعا في الجنة
تستكمل له بقية رضاعه
قال أخبرنا وكيع بن الجراح وهشام بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسي
ويحيى بن عباد عن شعبة قال سمعت عدي بن ثابت عن البراء بن عازب
قال لما مات إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أما ان له مرضعا في الجنة
139

قال أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا سليمان بن المغيرة أخبرنا
ثابت أخبرنا أنس بن مالك قال رأيت إبراهيم وهو يكيد بنفسه بين
يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدمعت عينا رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تدمع العين ويحزن
القلب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا والله يا إبراهيم إنا بك
لمحزونون
قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي البصري أخبرنا همام عن قتادة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على ابنه إبراهيم وقال تمام
رضاعه في الجنة
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى العبسي عن إسرائيل بن يونس عن
جابر عن عامر عن البراء قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
على ابنه إبراهيم بن القبطية ومات وهو بن ستة عشر شهرا وقال إن
له ظئرا تتم رضاعه في الجنة وهو صديق
قال أخبرنا وكيع عن سفيان عن جابر عن عامر أن النبي صلى الله
عليه وسلم صلى على ابنه إبراهيم وهو بن ستة عشر شهرا
قال أخبرنا وكيع عن إسرائيل عن جابر عن عامر عن البراء عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال إن له مرضعا في الجنة تستتم بقية
رضاعه وقال إنه صديق شهيد
قال أخبرنا عفان بن مسلم ويحيى بن حماد وموسى بن إسماعيل
التبوذكي قالوا أخبرنا أبو عوانة أخبرنا إسماعيل السدي قال سألت
أنس بن مالك أصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنه إبراهيم
قال لا أدري رحمة الله على إبراهيم لو عاش كان صديقا نبيا
قال أخبرنا عبد الله بن نمير الهمداني عن عطاء بن عجلان عن أنس
بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كبر على ابنه إبراهيم أربعا
140

قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس المدني عن سليمان بن
بلال عن جعفر بن محمد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على
ابنه إبراهيم حين مات
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى أخبرنا مسعر عن عدي بن ثابت
أنه سمع البراء يقول إن لابن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتوفى
لمرضعة في الجنة أو ظئرا شك مسعر
قال أخبرنا يحيى بن حماد أخبرنا أبو عوانة عن سليمان يعني
الأعمش عن مسلم عن البراء قال توفي إبراهيم بن رسول الله صلى الله
عليه وسلم لستة عشر شهرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ادفنوه
في البقيع فإن له مرضعا في الجنة قال وكان من
جارية له قبطية
قال أخبرنا خالد بن مخلد البجلي حدثني محمد بن موسى
قال أخبرني محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب قال أول من دفن بالبقيع
عثمان بن مظعون ثم أتبعه إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم أشار بيده يخبرني أن قبر إبراهيم إذا انتهيت إلى البقيع فجزت أقصى دار
عن يسارك تحت الكبا الذي خلف الدار
قال أخبرنا معن بن عيسى الأشجعي أخبرنا إبراهيم بن نوفل
بن المغيرة بن سعيد الهاشمي عن رجل من آل علي أن النبي صلى الله عليه
وسلم حين دفن إبراهيم قال هل من أحد يأتي بقربة فأتى
رجل من الأنصار بقربة ماء فقال رشها على قبر إبراهيم قال وقبر
إبراهيم قريب من الطريق وأشار إلى قريب من دار عقيل
قال أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا طلحة بن عمرو عن عطاء
قال لما سوي جدثه كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى كالحجر
في جانب الجدث فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي بإصبعه
141

ويقول إذا عمل أحدكم عملا فليتقنه فإنه مما يسلي
بنفس المصاب
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن سفيان عن برد عن مكحول أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان على شفير قبر ابنه فرأى فرجة في اللحد
فناول الحفار مدرة وقال إنها لا تضر ولا تنفع ولكنها تقر عين
الحي
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق
عن السائب بن مالك قال انكسفت الشمس وتوفي ذلك اليوم إبراهيم بن
رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى أخبرنا إسرائيل عن زياد بن علاقة
عن المغيرة بن شعبة قال انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان الشمس والقمر آيتان من آيات الله عز
وجل ولا ينكسفان لموت أحد فإذا رأيتموهما فعليكم
بالدعاء حتى ينكشفا
قال أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا عبد الرحمن بن الغسيل عن
عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد قال انكسفت الشمس يوم مات
إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الناس انكسفت الشمس
لموت إبراهيم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سمع ذلك
فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد أيها الناس ان الشمس
والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا
لحياة أحد فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى المساجد ودمعت عيناه
فقالوا يا رسول الله تبكي وأنت رسول الله قال إنما أنا بشر
تدمع العين ويخشع القلب ولا نقول ما يسخط الرب والله
يا إبراهيم إنا بك لمحزونون ومات وهو بن ثمانية عشر شهرا
142

وقال إن له مرضعا في الجنة
قال أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عمر الأسلمي عن إسرائيل
عن جابر عن عامر قال توفي إبراهيم وهو بن ثمانية عشر شهرا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر عن عبد
الله بن عثمان بن خثيم عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد قالت
لما مات إبراهيم دمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المعزي
يا رسول الله أنت أحق من عرف لله حقه فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب
لولا أنه وعد صادق ووعد جامع وأن الآخر لاحق بالأول لوجدنا
عليك يا إبراهيم أشد من وجدنا وانا بك
لمحزونون
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أسامة بن زيد الليثي عن المنذر
بن عبيد عن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت عن أمه سيرين قالت حضرت
موت إبراهيم فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما صحت أنا
وأختي ما ينهانا فلما مات نهانا عن الصياح وغسله الفضل بن عباس
ورسول الله صلى الله عليه وسلم والعباس جالسان ثم حمل فرأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم على شفير القبر والعباس جالس إلى
جنبه ونزل في حفرته الفضل بن عباس وأسامة بن زيد وأنا أبكي عند
قبره ما ينهاني أحد وخسفت الشمس ذلك اليوم فقال الناس لموت إبراهيم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها لا تخسف لموت أحد
ولا لحياته ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجة في اللبن فأمر
بها أن تسد فقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أما انها
لا تضر ولا تنفع ولكن تقر عين الحي وان العبد إذا عمل
عملا أحب الله أن يتقنه ومات يوم الثلاثاء لعشر ليال خلون من
143

شهر ربيع الأول سنة عشر
قال أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا يعقوب بن محمد بن أبي صعصعة
عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة قال توفي إبراهيم بن رسول
الله صلى الله عليه وسلم في بني مازن عند أم بردة فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم انه له مرضعة تتم رضاعه في الجنة وحمل
من بيت أم بردة على سرير صغير وصلى عليه رسول الله صلى الله عليه
وسلم بالبقيع فقيل له يا رسول الله أين ندفنه قال عند فرطنا
عثمان بن مظعون وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد
أعطى أم بردة قطعة نخل ناقلت بها بعد مال عبد الله بن زمعة بن الأسود
الأسدي
قال أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا عبد الله بن عاصم الحكمي عن
عمر بن الحكم بن ثوبان قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بحجر
فوضع عند قبره ورش على قبره الماء
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن عبد الله بن مسلم
قال سمعت عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم يحدث عمي
يعني الزهري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو عاش
إبراهيم لوضعت الجزية عن كل قبطي
قال أخبرنا الحكم بن موسى أبو صالح البزاز قال حدثنا الوليد
بن مسلم أخبرنا بن جابر أنه سمع مكحولا يحدث أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال في ابنه إبراهيم لما مات لو عاش ما رق
له خال
144

ذكر حضور رسول الله صلى الله عليه
وسلم هدم قريش الكعبة وبناؤها
قال أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي أخبرنا عبد الله بن
يزيد الهذلي عن سعيد بن عمرو الهذلي عن أبيه و عبد الله بن يزيد الهذلي عن
أبي غطفان عن بن عباس قال وحدثني محمد بن عبد الله عن الزهري
عن محمد بن جبير بن مطعم دخل حديث بعضهم في حديث بعض
قالوا كانت الجرف مطلة على مكة وكان السيل يدخل من أعلاها حتى
يدخل البيت فانصدع فخافوا أن ينهدم وسرق منه حلية وغزال من ذهب
كان عليه در وجوهر وكان موضوعا بالأرض فأقبلت سفينة في البحر
فيها روم ورأسهم بأقوم وكان بانيا فجنحتها الريح إلى الشعيبة وكانت
مرفأ السفن قبل الجدة فتحطمت السفينة فخرج الوليد بن المغيرة في
نفر من قريش إلى السفينة فابتاعوا خشبها وكلموا الرومي بأقوم فقدم معهم
وقالوا لو بنينا بيت ربنا فأمروا بالحجارة تجمع وتنقى الضواحي منها
فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل معهم وهو يومئذ بن خمس
وثلاثين سنة وكانوا يضعون أزرهم على عواتقهم ويحملون الحجارة
ففعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلبط به ونودي عورتك
فكان ذلك أول ما نودي فقال له أبو طالب يا بن أخي اجعل إزارك على
رأسك فقال ما أصابني ما أصابني إلا في تعدي فما رؤيت لرسول
الله صلى الله عليه وسلم عورة بعد ذلك فلما أجمعوا على هدمها قال
بعضهم لا تدخلوا في بنائها من كسبكم إلا طيبا لم تقطعوا فيه رحما
ولم تظلموا فيه أحدا فبدأ الوليد بن المغيرة بهدمها وأخذ المعول ثم قام
عليها يطرح الحجارة وهو يقول اللهم لم ترع إنما نريد الخير فهدم
145

وهدمت معه قريش ثم أخذوا في بنائها وميزوا البيت واقرعوا عليه
فوقع لعبد مناف وزهرة ما بين الركن الأسود إلى ركن الحجر وجه البيت
ووقع لبني أسد بن عبد العزى وبني عبد الدار بن قصي ما بين ركن الحجر
إلى ركن الحجر الآخر ووقع لتيم ومخزوم ما بين ركن الحجر إلى الركن
اليماني ووقع لسهم وجمح وعدي وعامر بن لؤي ما بين الركن اليماني
إلى الركن الأسود فبنوا فلما انتهوا إلى حيث يوضع الركن من البيت
قالت كل قبيلة نحن أحق بوضعه واختلفوا حتى خافوا القتال ثم جعلوا
بينهم أول من يدخل من باب بني شيبة فيكون هو الذي يضعه وقالوا
رضينا وسلمنا فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من دخل
من باب بني شيبة فلما رأوه قالوا هذا الأمين قد رضينا بما قضى بيننا
ثم أخبروه الخبر فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم رداءه وبسطه
في الأرض ثم وضع الركن فيه ثم قال ليأت من كل ربع من أرباع
قريش رجل فكان في ربع بني عبد مناف عتبة بن ربيعة وكان في
الربع الثاني أبو زمعة وكان في الربع الثالث أبو حذيفة بن المغيرة وكان
في الربع الرابع قيس بن عدي ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليأخذ كل رجل منكم بزاوية من زوايا الثوب ثم ارفعوه
جميعا فرفعوه ثم وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده في
موضعه ذلك فذهب رجل من أهل نجد ليناول النبي صلى الله عليه وسلم
حجرا يشد به الركن فقال العباس بن عبد المطلب لا ونحاه وناول
العباس رسول الله صلى الله عليه وسلم حجرا فشد به الركن فغضب
النجدي حيث نحي فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنه ليس يبني
معنا في البيت إلا منا قال فقال النجدي يا عجبا لقوم أهل شرف
وعقول وسن وأموال عمدوا إلى أصغرهم سنا وأقلهم مالا فرأسوه
عليهم في مكرمتهم وحرزهم كأنهم خدم له أما والله ليفوتنهم سبقا وليقسمن
146

بينهم حظوظا وجدودا ويقال انه إبليس فقال أبو طالب
ان لنا أوله وآخره في الحكم * والعدل الذي لا ننكره
وقد جهدنا جهده لنعمره * وقد عمرنا خيره وأكثره
فإن يكن حقا ففينا أوفره
ثم بنوا حتى انتهوا إلى موضع الخشب فكان خمسة عشر جائزا سقفوا
البيت عليه وبنوه على ستة أعمدة وأخرجوا الحجر من
البيت
قال أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا بن جريج عن الوليد بن عطاء
عن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة عن عائشة قالت قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان قومك استقصروا من بنيان الكعبة ولولا
حداثة عهدهم بالشرك أعدت فيه ما تركوا منه فإن بدا
لقومك من بعدي أن يبنوه فهلمي أريك ما تركوا منه
فأراها قريبا من سبع أذرع في الحجر قالت وقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم في حديثه ولجعلت لها بابين موضوعين في الأرض
شرقيا وغربيا أتدرين لم كان قومك رفعوا بابها فقلت
له لا أدري قال تعززا ألا يدخلها إلا من أرادوا وكان
الرجل إذا كرهوا أن يدخل يدعونه حتى إذا كاد أن يدخل دفعوه حتى
يسقط
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن يزيد الهذلي عن
سعيد بن عمرو عن أبيه قال رأيت قريشا يفتحون البيت في الجاهلية يوم
الاثنين ويوم الخميس فكان حجابه يجلسون على بابه فيرقى الرجل فإذا
كانوا لا يريدون دخوله دفع فطرح فربما عطب وكانوا لا يدخلون
الكعبة بحذاء يعظمون ذلك يضعون نعالهم تحت الدرج
147

قال أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة
عن خالد بن رباح عن المطلب بن عبد الله بن حنظب عن بن مرسا مولى
لقريش قال سمعت العباس بن عبد المطلب يقول كسا رسول الله
صلى الله عليه وسلم في حجته البيت الحبرات
ذكر نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم بن علية عن خالد الحذاء عن عبد
الله بن شقيق قال قال رجل يا رسول الله متى كنت نبيا فقال الناس
مه مه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوه كنت نبيا
وآدم بين الروح والجسد
قال أخبرنا عفان بن مسلم وعمر بن عاصم الكلابي قالا أخبرنا
حماد بن سلمة عن خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق عن بن أبي الجدعاء
قال قلت يا رسول الله متى كنت نبيا قال إذ آدم بين
الروح والجسد
قال أخبرنا عمر بن عاصم الكلابي أخبرنا أبو هلال أخبرنا داود
بن أبي هند عن مطرف بن عبد الله بن الشخير أن رجلا سأل رسول الله
صلى الله عليه وسلم متى كنت نبيا قال بين الروح والطين من
آدم
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا إسرائيل بن يونس عن جابر عن عامر
قال قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم متى استنبئت فقال
وآدم بين الروح والجسد حين أخذ مني الميثاق
قال أخبرنا الحسن بن سوار أبو العلاء الخراساني أخبرنا ليث بن
148

سعد عن معاوية بن صالح عن سعيد بن سويد عن عبد الأعلى بن هلال السلمي
عن عرباض بن سارية صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إني عبد الله وخاتم النبيين
وان آدم لمنجدل في طينته وسأخبركم من ذلك دعوة أبي
إبراهيم وبشارة عيسى بي ورؤيا أمي التي رأت وكذلك أمهات
النبيين يرين وان أم رسول الله صلى الله عليه وسلم رأت حين وضعته
نورا أضاءت لها منه قصور الشام
أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي أخبرنا جويبر عن الضحاك
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنا دعوة أبي إبراهيم قال
وهو يرفع القواعد من البيت ربنا وابعث فيهم رسولا منهم
حتى أتم الآية
أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني ربيعة بن عثمان
عن عمر بن أبي أنس قال وحدثنا إسماعيل بن عبد الملك الأنصاري عن
عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنا دعوة أبي إبراهيم وبشر بي عيسى بن مريم
أخبرنا سعيد بن منصور أخبرنا فرج بن فضالة عن لقمان بن عامر
عن أبي أمامة الباهلي قال قيل يا رسول الله ما كان بدء أمرك قال دعوة
أبي إبراهيم وبشر بي عيسى بن مريم
أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال
وأخبرنا عمر بن عاصم الكلابي أخبرنا أبو هلال عن قتادة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم كنت أول الناس في الخلق وآخرهم
في البعث
149

ذكر علامات النبوة في رسول الله صلى
الله عليه وسلم قبل أن يوحى إليه
حدثنا عبد الوهاب بن عطاء عن ثور بن يزيد وأخبرنا محمد بن
عمر أخبرنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان قال قيل لرسول الله
صلى الله عليه وسلم أخبرنا عن نفسك قال نعم أنا دعوة إبراهيم
وبشر بي عيسى بن مريم ورأت أمي حين وضعتني خرج منها
نور أضاءت له قصور الشام واسترضعت في بني سعد بن بكر
فبينما أنا مع أخي خلف بيوتنا نرعى بهما أتاني رجلان عليهما
ثياب بياض بطست من ذهب مملوء ثلجا فأخذاني فشقا
بطني فاستخرجا قلبي فشقاه فاستخرجا منه علقة سوداء
فطرحاها ثم غسلا بطني وقلبي بذلك الثلج ثم قال زنه
بمائة من أمته فوزنوني بهم فوزنتهم ثم قال زنه بألف
من أمته فوزنوني بهم فوزنتهم ثم قال دعه فلو وزنته
بأمته لوزنها
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن عبيدة عن أخيه قال
لما ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقع إلى الأرض وقع على يديه
رافعا رأسه إلى السماء وقبض قبضة من التراب بيده فبلغ ذلك رجلا من
لهب فقال لصاحب له أنجه لئن صدق الفأل ليغلبن هذا المولود أهل
الأرض
أخبرنا يزيد بن هارون وعفان بن مسلم قالا أخبرنا حماد بن سلمة
عن ثابت بن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يلعب
مع الصبيان فأتاه آت فأخذه فشق بطنه فاستخرج منه علقة فرمى بها وقال
150

هذه نصيب الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب من ماء زمزم ثم
لامه فأقبل الصبيان إلى ظئره قتل محمد فاستقبلت رسول
الله صلى الله عليه وسلم وقد انتقع لونه قال أنس فلقد كنا نرى
أثر المخيط في صدره
أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيه قال
لما قدمت حليمة قدم معها زوجها وابن لها صغير ترضعه يقال له عبد الله
وأتان قمراء وشارف لهم عجفاء قد مات سقبها من العجف ليس في ضرع
أمه قطرة لبن فقالوا نصيب ولدا نرضعه ومعها نسوة سعديات
فقدمن فأقمن أياما فأخذن ولم تأخذ حليمة ويعرض عليها النبي صلى
الله عليه وسلم فقالت يتيم لا أب له حتى إذا كان آخر ذلك أخذته
وخرج صواحبها قبلها بيوم فقالت آمنة يا حليمة أعلمي أنك قد أخذت
مولودا له شأن والله لحملته فما كنت أجد ما تجد النساء من الحمل ولقد
أتيت فقيل لي إنك ستلدين غلاما فسميه أحمد وهو سيد العالمين ولوقع
معتمدا على يديه رافعا رأسه إلى السماء قال فخرجت حليمة إلى زوجها
فأخبرته فسر بذلك وخرجوا على أتانهم منطلقة وعلى شارفهم قد درت
باللبن فكانوا يحلبون منها غبوقا وصبوحا فطلعت على صواحبها فلما
رأينها قلن من أخذت فأخبرتهن فقلن والله إنا لنرجو أن يكون
مباركا قالت حليمة قد رأينا بركته كنت لا أروي ابني عبد الله ولا
يدعنا ننام من الغرث فهو وأخوه يريوان ما أحبا وينامان ولو كان معهما
ثالث لروي ولقد أمرتني أمه أن أسأل عنه فرجعت به إلى بلادها
فأقامت به حتى قامت سوق عكاظ فانطلقت برسول الله صلى الله عليه
وسلم حتى تأتي به إلى عراف من هذيل يريه الناس صبيانهم فلما
نظر إليه صاح يا معشر هذيل يا معشر العرب فاجتمع إليه الناس من
أهل الموسم فقال اقتلوا هذا الصبي وانسلت به حليمة فجعل الناس
151

يقولون أي صبي فيقول هذا الصبي ولا يرون شيئا قد انطلقت به
أمه فيقال له ما هو قال رأيت غلاما وآلهته ليقتلن أهل دينكم
وليكسرن آلهتكم وليظهرن أمره عليكم فطلب بعكاظ فلم يوجد
ورجعت به حليمة إلى منزلها فكانت بعد لا تعرضه لعراف ولا لاحد
من الناس
قال أخبرنا محمد بن عمر حدثني زياد بن سعد عن عيسى بن عبد
الله بن مالك قال جعل الشيخ الهذلي يصيح يا لهذيل وآلهته ان هذا
لينتظر أمرا من السماء قال وجعل يغرى بالنبي صلى الله عليه وسلم
فلم ينشب أن دله فذهب عقله حتى مات كافرا
وأخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معاذ بن محمد عن عطاء بن أبي
رباح عن بن عباس قال خرجت حليمة تطلب النبي صلى الله عليه وسلم
وقد بدت البهم تقيل فوجدته مع أخته فقالت في هذا الحر فقالت
أخته يا أمه ما وجد أخي حرا رأيت غمامة تظل عليه إذا وقف وقفت
وإذا سار سارت معه حتى انتهى إلى هذا الموضع
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني نجيح أبو معشر قال كان يفرش
لعبد المطلب في ظل الكعبة فراش ويأتي بنوه فيجلسون حوالي الفراش ينتظرون
عبد المطلب ويأتي النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام جفر حتى
يرقى الفراش فيجلس عليه فيقول أعمامه مهلا يا محمد عن فراش أبيك
فيقول عبد المطلب إذا رأى ذلك منه إن ابني ليؤنس ملكا أو انه ليحدث
نفسه بملك
أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق أخبرنا عبد الله بن عون عن عمرو
بن سعيد أن أبا طالب قال كنت بذي المجاز ومعي بن أخي يعني النبي
صلى الله عليه وسلم فأدركني العطش فشكوت إليه فقلت يا بن أخي قد
عطشت وما قلت له ذاك وأنا أرى أن عنده شيئا إلا الجزع قال فثنى
152

وركه ثم نزل فقال يا عم أعطشت قال قلت نعم قال
فأهوى بعقبه إلى الأرض فإذا بالماء فقال أشرب يا عم قال
فشربت
أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي أخبرنا أبو المليح عن عبد الله بن محمد
بن عقيل قال أراد أبو طالب المسير إلى الشام فقال له النبي صلى الله
عليه وسلم أي عم إلى من تخلفني ههنا فما لي أم تكفلني
ولا أحد يؤويني قال فرق له ثم أردفه خلفه فخرج به فنزلوا
على صاحب دير فقال صاحب الدير ما هذا الغلام منك قال ابني
قال ما هو بابنك ولا ينبغي أن يكون له أب حي قال ولم قال لان
وجهه وجه نبي وعينه عين نبي قال وما النبي قال الذي يوحى
إليه من السماء فينبئ به أهل الأرض قال الله أجل مما تقول قال
فاتق عليه اليهود قال ثم خرج حتى نزل براهب أيضا صاحب دير
فقال ما هذا الغلام منك قال ابني قال ما هو بابنك وما ينبغي أن
يكون له أب حي قال ولم ذلك قال لان وجهه وجه نبي وعينه عين
نبي قال سبحان الله الله أجل مما تقول وقال يا بن أخي ألا تسمع
ما يقولون قال أي عم لا تنكر لله قدرة
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا محمد بن صالح بن دينار و عبد الله بن
جعفر الزهري قال وحدثنا بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين قالوا
لما خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه رسول الله صلى الله عليه وسلم
في المرة الأولى وهو بن اثنتي عشرة سنة فلما نزل الركب بصرى من
الشام وبها راهب يقال له بحيرا في صومعة له وكان علماء النصارى
يكونون في تلك الصومعة يتوارثونها عن كتاب يدرسونه فلما نزلوا بحيرا
وكان كثيرا ما يمرون به لا يكلمهم حتى إذا كان ذلك العام ونزلوا منزلا
قريبا من صومعته قد كانوا ينزلونه قبل ذلك كلما مروا فصنع لهم طعاما
153

ثم دعاهم وانما حمله على دعائهم أنه رآهم حين طلعوا وغمامة تظل
رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين القوم حتى نزلوا تحت الشجرة
ثم نظر إلى تلك الغمامة أظلت تلك الشجرة واخضلت أغصان الشجرة على
النبي صلى الله عليه وسلم حين أستظل تحتها فلما رأى بحيرا ذلك نزل
من صومعته وأمر بذلك الطعام فأتي به وأرسل إليهم فقال إني قد صنعت
لكم طعاما يا معشر قريش وأنا أحب أن تحضروه كلكم ولا تخلفوا منكم
صغيرا ولا كبيرا حرا ولا عبدا فإن هذا شئ تكرموني به فقال رجل
إن لك لشأنا يا بحيرا ما كنت تصنع بنا هذا فما شأنك اليوم قال فإني
أحببت أن أكرمكم ولكم حق فاجتمعوا إليه وتخلف رسول الله صلى
الله عليه وسلم من بين القوم لحداثة سنه ليس في القوم أصغر منه في رحالهم
تحت الشجرة فلما نظر بحيرا إلى القوم فلم ير الصفة التي يعرف ويجدها
عنده وجعل ينظر ولا يرى الغمامة على أحد من القوم ويراها متخلفة
على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بحيرا يا معشر قريش
لا يتخلفن منكم أحد عن طعامي قالوا ما تخلف أحد إلا غلام هو أحدث
القوم سنا في رحالهم فقال أدعوه فليحضر طعامي فما أقبح أن تحضروا
ويتخلف رجل واحد مع أني أراه من أنفسكم فقال القوم هو والله أوسطنا
نسبا وهو بن أخي هذا الرجل يعنون أبا طالب وهو من ولد عبد المطلب
فقال الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف والله ان كان بنا للؤم أن
يتخلف بن عبد المطلب من بيننا ثم قام إليه فاحتضنه وأقبل به حتى أجلسه
على الطعام والغمامة تسير على رأسه وجعل بحيرا يلحظه لحظا شديدا
وينظر إلى أشياء في جسده قد كان يجدها عنده من صفته فلما تفرقوا عن
طعامهم قام إليه الراهب فقال يا غلام أسألك بحق اللات والعزى الا أخبرتني
عما أسألك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسألني باللات
والعزى فوالله ما أبغضت شيئا بغضهما قال فبالله الا أخبرتني
154

عما أسألك عنه قال سلني عما بدا لك فجعل يسأله عن أشياء
من حاله حتى نومه فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره فيوافق
ذلك ما عنده ثم جعل ينظر بين عينيه ثم كشف عن ظهره فرأى خاتم
النبوة بين كتفيه على موضع الصفة التي عنده قال فقبل موضع الخاتم
وقالت قريش ان لمحمد عند هذا الراهب لقدرا وجعل أبو طالب
لما يرى من الراهب يخاف على بن أخيه فقال الراهب لأبي طالب ما
هذا الغلام منك قال أبو طالب ابني قال ما هو بابنك وما ينبغي
لهذا الغلام أن يكون أبوه حيا قال فابن أخي قال فما فعل أبوه
قال هلك وأمه حبلى به قال فما فعلت أمه قال توفيت قريبا
قال صدقت ارجع بابن أخيك إلى بلده واحذر عليه اليهود فوالله لئن
رأوه وعرفوا منه ما أعرف ليبغنه عنتا فإنه كائن لابن أخيك هذا
شأن عظيم نجده في كتبنا وما روينا عن آبائنا واعلم أني قد أديت إليك
النصيحة فلما فرغوا من تجاراتهم خرج به سريعا وكان رجال من يهود
قد رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرفوا صفته فأرادوا أن يغتالوه
فذهبوا إلى بحيرا فذاكروه أمره فنهاهم أشد النهي وقال لهم أتجدون صفته
قالوا نعم قال فما لكم إليه سبيل فصدقوه وتركوه ورجع به أبو
طالب فما خرج به سفرا بعد ذلك خوفا عليه
أخبرنا محمد بن عمر حدثني يعقوب بن عبد الله الأشعري عن جعفر
بن أبي المغيرة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى قال الراهب لأبي طالب
لا تخرجن بابن أخيك إلى ما ههنا فإن اليهود أهل عداوة وهذا نبي هذه
الأمة وهو من العرب واليهود تحسده تريد أن يكون من بني إسرائيل
فأحذر على بن أخيك
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا موسى بن شيبة عن عميرة بنت عبيد
الله بن كعب بن مالك عن أم سعد بنت سعد عن نفيسة بنت منية أخت
155

يعلى بن منية قالت لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا
وعشرين سنة وليس له بمكة اسم إلا الأمين لما تكامل فيه من خصال
الخير فقال له أبو طالب يا بن أخي أنا رجل لا مال لي وقد اشتد الزمان علينا
وألحت علينا سنون منكرة وليست لنا مادة ولا تجارة وهذه عير قومك
قد حضر خروجها إلى الشام وخديجة ابنة خويلد تبعث رجالا من قومك
في عيراتها فلو تعرضت لها وبلغ خديجة ذلك فأرسلت إليه وأضعفت له
ما كانت تعطي غيره فخرج مع غلامها ميسرة حتى قدما بصرى من الشام
فنزلا في سوق بصرى في ظل شجرة قريبا من صومعة راهب من الرهبان
يقال له نسطور فاطلع الراهب إلى ميسرة وكان يعرفه قبل ذلك
فقال يا ميسرة من هذا الذي نزل تحت هذه الشجرة فقال ميسرة
رجل من قريش من أهل الحرم فقال له الراهب ما نزل تحت هذه الشجرة
قط إلا نبي ثم قال في عينته حمرة قال ميسرة نعم لا تفارقه
قال الراهب هو هو آخر الأنبياء يا ليت أني أدركه حين يؤمر بالخروج
ثم حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم سوق بصرى فباع سلعته التي
خرج بها واشترى غيرها فكان بينه وبين رجل اختلاف في شئ فقال
له الرجل أحلف باللات والعزى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما حلفت بهما قط واني لأمر فأعرض عنهما قال الرجل القول
قولك ثم قال لميسرة وخلا به يا ميسرة هذا والله نبي والذي نفسي
بيده انه لهو تجده أحبارنا في كتبهم منعوتا فوعى ذلك ميسرة ثم أنصرف
أهل العير جميعا وكان ميسرة يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا كانت الهاجرة واشتد الحر يرى ملكين يظلانه من الشمس وهو على
بعيره قالوا كأن الله قد ألقى على رسوله المحبة من ميسرة فكان كأنه
عبد لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رجعوا فكانوا بمر الظهران
قال يا محمد انطلق إلى خديجة فاسبقني فأخبرها بما صنع الله لها
156

على وجهك فإنها تعرف ذلك لك فتقدم رسول الله صلى الله عليه
وسلم حتى قدم مكة في ساعة الظهيرة وخديجة في علية لها معها نساء فيهن
نفيسة بنت منية فرأت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل وهو
راكب على بعيره وملكان يظلان عليه فأرته نساءها فعجبن لذلك ودخل
عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فخبرها بما ربحوا في وجههم
فسرت بذلك فلما دخل ميسرة عليها أخبرته بما رأت فقال ميسرة
قد رأيت هذا منذ خرجنا من الشام وأخبرها بقول الراهب نسطور وما
قال الآخر الذي خالفه في البيع وربحت في تلك المرة ضعف ما كانت تربح
وأضعفت له ضعف ما سمت له
أخبرنا عبد الحميد الحماني عن النضر أبي عمر الخزاز عن عكرمة
عن بن عباس قال أول شئ رأى النبي صلى الله عليه وسلم من النبوة
أن قيل له استتر وهو غلام فما رئيت عورته من يومئذ
أخبرنا عبد الحميد الحماني عن سفيان الثوري عن منصور عن موسى
بن عبد الله بن يزيد عن امرأة عن عائشة قالت ما رأيت ذاك من رسول
الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني علي بن محمد بن عبيد الله بن عبد
الله بن عمر بن الخطاب عن منصور بن عبد الرحمن عن أمه عن برة ابنة
أبي تجراة قالت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أراد الله كرامته
وابتداءه بالنبوة كان إذا خرج لحاجته أبعد حتى لا يرى بيتا ويفضي إلى
الشعاب وبطون الأودية فلا يمر بحجر ولا شجرة إلا قالت السلام عليك
يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يلتفت عن يمينه وشماله وخلفه فلا يرى أحدا
أخبرنا محمد بن عبد الله بن يونس أخبرنا أبو الأحوص عن سعيد بن
مسروق عن منذر قال قال الربيع يعني بن خثيم كان يتحاكم إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية قبل الاسلام ثم اختص في
157

الاسلام قال ربيع حرف وما حرف من يطع الرسول فقد أطاع الله آمنه
أي أن الله آمنه على وحيه
أخبرنا خالد بن خداش أخبرنا حماد بن زيد عن ليث عن مجاهد
أن بني غفار قربوا عجلا لهم ليذبحوه على بعض أصنامهم فشدوه فصاح
يال ذريح أمر نجيح صائح يصيح بلسان فصيح بمكة يشهد أن لا اله
إلا الله قال فنظروا فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد بعث
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة
عن حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس عن عكرمة عن بن عباس
قال حدثتني أم أيمن قالت كان ببوانة صنم تحضره قريش تعظمه
تنسك له النسائك ويحلقون رؤوسهم عنده ويعكفون عنده يوما إلى الليل
وذلك يوما في السنة وكان أبو طالب يحضره مع قومه وكان يكلم رسول
الله صلى الله عليه وسلم أن يحضر ذلك العيد مع قومه فيأبى رسول الله
صلى الله عليه وسلم ذلك حتى رأيت أبا طالب غضب عليه ورأيت
عماته غضبن عليه يومئذ أشد الغضب وجعلن يقلن انا لنخاف عليك
مما تصنع من اجتناب آلهتنا وجعلن يقلن ما تريد يا محمد أن تحضر
لقومك عيدا ولا تكثر لهم جمعا قالت فلم يزالوا به حتى ذهب فغاب
عنهم ما شاء الله ثم رجع إلينا مرعوبا فزعا فقالت له عماته ما دهاك
قال إني أخشى أن يكون بي لمم فقلن ما كان الله ليبتليك
بالشيطان وفيك من خصال الخير ما فيك فما الذي رأيت قال إني
كلما دنوت من صنم منها تمثل لي رجل أبيض طويل
يصيح بي وراءك يا محمد لا تمسه قالت فما عاد إلى عيد لهم
حتى تنبأ
أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني سليمان بن داود
بن الحصين عن أبيه عن عكرمة عن بن عباس عن أبي بن كعب قال
158

لما قدم تبع المدينة ونزل بقناة فبعث إلى أحبار اليهود فقال إني مخرب هذا
البلد حتى لا تقوم به يهودية ويرجع الامر إلى دين العرب قال فقال له
سامول اليهودي وهو يومئذ أعلمهم أيها الملك إن هذا بلد يكون إليه
مهاجر نبي من بني إسماعيل مولده مكة اسمه أحمد وهذه دار هجرته
ان منزلك هذا الذي أنت به يكون به من القتلى والجراح أمر كبير في أصحابه
وفي عدوهم قال تبع ومن يقاتله يومئذ وهو نبي كما تزعمون قال
يسير إليه قومه فيقتتلون ههنا قال فأين قبره قال بهذا البلد قال
فإذا قوتل لمن تكون الدبرة قال تكون عليه مرة وله مرة وبهذا المكان
الذي أنت به تكون عليه ويقتل به أصحابه مقتلة لم يقتلوا في موطن
ثم تكون العاقبة له ويظهر فلا ينازعه هذا الامر أحد قال وما صفته
قال رجل ليس بالقصير ولا بالطويل في عينيه حمرة يركب البعير
ويلبس الشملة سيفه على عاتقه لا يبالي من لاقى أخا أو بن عم أو عما
حتى يظهر أمره قال تبع ما إلى هذا البلد من سبيل وما كان ليكون خرابها
على يدي فخرج تبع منصرفا إلى اليمن
أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني عبد الحميد بن جعفر
عن أبيه قال كان الزبير بن باطا وكان أعلم اليهود يقول اني وجدت
سفرا كان أبي يختمه علي فيه ذكر أحمد نبي يخرج بأرض القرظ صفته
كذا وكذا فتحدث به الزبير بعد أبيه والنبي صلى الله عليه وسلم
لم يبعث فما هو إلا أن سمع بالنبي صلى الله عليه وسلم قد خرج بمكة
حتى عمد إلى ذلك السفر فمحاه وكتم شأن النبي صلى الله عليه وسلم وقال
ليس به
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني الضحاك بن عثمان عن مخرمة
بن سليمان عن كريب عن بن عباس قال كانت يهود قريظة والنضير
وفدك وخيبر يجدون صفة النبي صلى الله عليه وسلم عندهم قبيل أن
159

يبعث وأن دار هجرته بالمدينة فلما ولد رسول الله صلى الله عليه
وسلم قالت أحبار اليهود ولد أحمد الليلة هذا الكوكب قد طلع
فلما تنبئ قالوا قد تنبى أحمد قد طلع الكوكب الذي يطلع وكانوا
يعرفون ذلك ويقرون به ويصفونه إلا الحسد والبغي
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر
بن قتادة عن نملة بن أبي نملة عن أبيه قال كانت يهود بني قريظة يدرسون
ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتبهم ويعلمونه الولدان بصفته
واسمه ومهاجره إلينا فلما ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم حسدوا
وبغوا وقالوا ليس به
أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني إبراهيم بن إسماعيل بن
أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن أبي سفيان مولى بن أبي أحمد أن إسلام
ثعلبة بن سعيد وأسيد بن سعية وأسد بن عبيد بن عمهم إنما كان عن حديث
بن الهيبان أبي عمير قدم بن الهيبان يهودي من يهود الشام قبيل
الاسلام بسنوات قالوا وما رأينا رجلا لا يصلي الصلوات الخمس
خيرا منه وكان إذا حبس عنا المطر احتجنا إليه نقول له يا بن الهيبان
أخرج فاستسق لنا فيقول لا حتى تقدموا أمام مخرجكم صدقة
فنقول وما نقدم فيقول صاعا من تمر أو مسدين من شعير عن كل
نفس فنفعل ذلك فيخرج بنا إلى ظهر وادينا فوالله لن نبرح حتى تمر
السحاب فتمطر علينا ففعل ذلك بنا مرارا كل ذلك نسقى فبينا
هو بين أظهرنا إذ حضرته الوفاة فقال يا معشر اليهود ما الذي ترون أنه
أخرجني من أرض الخمر والخمير إلى أرض البؤس والجوع قالوا أنت
أعلم يا أبا عمير قال إنما قدمتها أتوكف خروج نبي قد أظلكم زمانه
وهذا البلد مهاجره وكنت أرجو أن أدركه فأتبعه فإن سمعتم به فلا
تسبقن إليه فإنه يسفك الدماء ويسبي الذراري والنساء فلا يمنعكم
160

هذا منه ثم مات فلما كان في الليلة التي في صبيحتها فتحت بنو قريظة
قال لهم ثعلبة وأسيد ابن سعية وأسد بن عبيد فتيان شباب يا معشر يهود
والله إنه الرجل الذي وصف لنا أبو عمير بن الهيبان فاتقوا الله وأتبعوه
قالوا ليس به قالوا بلى والله انه لهو هو فنزلوا وأسلموا وأبى قومهم
أن يسلموا
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن
محمد بن جبير بن معظم عن أبيه قال كنا جلوسا عند صنم ببوانة قبل أن
يبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بشهر فنحرنا جزرا فإذا صائح
يصيح من جوف واحدة اسمعوا إلى العجب ذهب استراق الوحي ونرمى
بالشهب لنبي بمكة اسمه أحمد مهاجره إلى يثرب قال فأمسكنا
وعجبنا وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
حدثنا محمد بن عمر حدثني بن أبي ذئب عن مسلم بن جندب
عن النضر بن سفيان الهذلي عن أبيه قال خرجنا في عير لنا إلى الشام فلما
كنا بين الزرقاء ومعان وقد عرسنا من الليل إذا بفارس يقول أيها النيام
هبوا فليس هذا بحين رقاد قد خرج أحمد وطردت الجن كل مطرد
ففزعنا ونحن رفقة جرارة كلهم قد سمع هذا فرجعنا إلى أهلينا فإذا هم
يذكرون اختلافا بمكة بين قريش بنبي خرج فيهم من بني عبد المطلب
أسمه أحمد
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني علي بن عيسى الحكمي عن أبيه
عن عامر بن ربيعة قال سمعت زيد بن عمرو بن نفيل يقول أنا أنتظر
نبيا من ولد إسماعيل ثم من بني عبد المطلب ولا أراني أدركه وأنا أو من
به وأصدقه وأشهد أنه نبي فإن طالت بك مدة فرأيته فأقرئه مني السلام
وسأخبرك ما نعته حتى لا يخفى ليك قلت هلم قال هو
رجل ليس بالطويل ولا بالقصير ولا بكثير الشعر ولا بقليله وليست تفارق
161

عينيه حمرة وخاتم النبوة بين كتفيه واسمه أحمد وهذا البلد مولده
ومبعثه ثم يخرجه قومه منه ويكرهون ما جاء به حتى يهاجر إلى يثرب
فيظهر أمره فإياك أن تخدع عنه فإني طفت البلاد كلها أطلب دين إبراهيم
فكل من أسأل من اليهود والنصارى والمجوس يقولون هذا الدين وراءك
وينعتونه مثل ما نعته لك ويقولون لم يبق نبي غيره قال عامر بن ربيعة
فلما أسلمت أخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم قول زيد بن عمرو
وأقرأته منه السلام فرد عليه السلام ورحم عليه وقال قد رأيته في
الجنة يسحب ذيولا
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف القرشي عن إسماعيل
بن مجالد عن مجالد الشعبي عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب قال قال
زيد بن عمرو بن نفيل شاممت النصرانية واليهودية فكرهتهما فكنت
بالشام وما والاه حتى أتيت راهبا في صومعة فوقفت عليه فذكرت له
اغترابي عن قومي وكراهتي عبادة الأوثان واليهودية والنصرانية فقال لي
أراك تريد دين إبراهيم يا أخا أهل مكة انك لتطلب دينا ما يؤخذ اليوم به
وهو دين أبيك إبراهيم كان حنيفا لم يكن يهوديا ولا نصرانيا كان يصلي
ويسجد إلى هذا البيت الذي ببلادك فالحق ببلدك فإن نبيا يبعث من قومك
في بلدك يأتي بدين إبراهيم بالحنيفية وهو أكرم الخلق على الله
أخبرنا علي بن محمد عن أبي عبيدة بن عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد
بن عمار بن ياسر وغيره عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت
سكن يهودي بمكة يبيع بها تجارات فلما كان ليلة ولد رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال في مجلس من مجالس قريش هل كان فيكم من مولود
هذه الليلة قالوا لا نعلمه قال أخطأت والله حيث كنت أكره
أنظروا يا معشر قريش وأحصوا ما أقول لكم ولد الليلة نبي هذه الأمة
أحمد الآخر فان أخطأكم فبفلسطين به شامة بين كتفيه سوداء صفراء
162

فيها شعرات متواترات فتصدع القوم من مجالسهم وهم يعجبون من حديثه
فلما صاروا في منازلهم ذكروا لأهاليهم فقيل لبعضهم ولد لعبد الله بن
عبد المطلب الليلة غلام فسماه محمدا فالتقوا بعد من يومهم فأتوا اليهودي
في منزله فقالوا أعلمت أنه ولد فينا مولود قال أبعد خبري أم قبله
قالوا قبله واسمه أحمد قال فاذهبوا بنا إليه فخرجوا معه حتى دخلوا على
أمه فأخرجته إليهم فرأى الشامة في ظهره فغشي على اليهودي ثم
أفاق فقالوا ويلك ما لك قال ذهبت النبوة من بني إسرائيل وخرج
الكتاب من أيديهم وهذا مكتوب يقتلهم ويبز أخبارهم فازت العرب
بالنبوة أفرحتم يا معشر قريش أما والله ليسطون بكم سطوة يخرج
نبؤها من المشرق إلى المغرب
أخبرنا علي بن محمد عن يحيى بن معن أبي زكريا العجلاني عن يعقوب
بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس قال إن أول العرب فزع لرمي النجوم
ثقيف فأتوا عمرو بن أمية فقالوا ألم تر ما حدث قابلي فانظروا
فان كانت معالم النجوم التي يهتدى بها ويعرف بها أنواء الصيف والشتاء
انتثرت فهو طي الدنيا وذهاب هذا الخلق الذي فيها وان كانت نجوما غيرها
فأمر أراد الله بهذا الخلق ونبي يبعث في العرب فقد تحدث بذلك
أخبرنا علي بن محمد عن أبي زكريا العجلاني عن محمد بن كعب
القرظي قال أوحى الله إلى يعقوب أني أبعث من ذريتك ملوكا وأنبياء
حتى أبعث النبي الحرمي الذي تبني أمته هيكل بيت المقدس وهو خاتم الأنبياء
واسمه أحمد
أخبرنا علي بن محمد عن علي بن مجاهد عن حميد بن أبي البختري
عن الشعبي قال في مجلة إبراهيم صلى الله عليه وسلم انه كائن من ولدك
شعوب وشعوب حتى يأتي النبي الأمي الذي يكون خاتم الأنبياء
أخبرنا علي بن محمد عن سليمان القافلاني عن عطاء عن بن عباس
163

قال لما أمر إبراهيم بإخراج هاجر حمل على البراق فكان لا يمر بأرض
عذبة سهلة إلا قال انزل هاهنا يا جبريل فيقول لا حتى أتى مكة
فقال جبريل إنزل يا إبراهيم قال حيث لا ضرع ولا زرع قال
نعم هاهنا يخرج النبي الذي من ذرية ابنك الذي تتم به الكلمة
العليا
أخبرنا علي بن محمد عن أبي عمرو الزهري عن محمد بن كعب القرظي
قال لما خرجت هاجر بابنها إسماعيل تلقاها متلق فقال يا هاجر ان ابنك
أبو شعوب كثيرة ومن شعبة النبي الأمي ساكن الحرم
أخبرنا علي بن محمد عن أبي معشر عن يزيد بن رومان وعاصم بن
عمر وغيرهما أن كعب بن أسد قال لبني قريظة حين نزل النبي صلى الله
عليه وسلم في حصنهم يا معشر يهود تابعوا الرجل فوالله إنه النبي وقد
تبين لكم أنه نبي مرسل وأنه الذي كنتم تجدونه في الكتب وأنه الذي
بشر به عيسى وأنكم لتعرفون صفته قالوا هو به ولكن لا نفارق
حكم التوراة
أخبرنا علي بن محمد عن علي بن مجاهد عن محمد بن إسحاق عن سالم
مولى عبد الله بن مطيع عن أبي هريرة قال أتى رسول الله صلى الله عليه
وسلم بيت المدراس فقال أخرجوا إلي أعلمكم فقالوا عبد
الله بن صوريا فخلا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فناشده بدينه
وبما أنعم الله به عليهم وأطعمهم من المن والسلوى وظللهم به من الغمام
أتعلم أني رسول الله قال اللهم نعم وان القوم ليعرفون ما أعرف
وان صفتك ونعتك لمبين في التوراة ولكنهم حسدوك قال فما يمنعك
أنت قال أكره خلاف قومي وعسى أن يتبعوك ويسلموا فأسلم
أخبرنا علي بن محمد عن أبي معشر عن محمد بن جعفر بن الزبير ومحمد
بن عمارة بن غزية وغيرهما قالوا قدم وفد نجران وفيهم أبوا لحارث
164

بن علقمة بن ربيعة له علم بدينهم ورئاسة وكان أسقفهم وإمامهم وصاحب
مدراسهم وله فيهم قدر فعثرت به بغلته فقال أخوه تعس الابعد
يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو الحارث بل تعست
أنت أتشتم رجلا من المرسلين إنه الذي بشر به عيسى وإنه لفي التوراة
قال فما يمنعك من دينه قال شرفنا هؤلاء القوم وأكرمونا ومولونا وقد
أبوا إلا خلافة فحلف أخوه ألا يثني له صعرا حتى يقدم المدينة فيؤمن به
قال مهلا يا أخي فإنما كنت مازجا قال وإن فمضى يضرب راحلته
وأنشأ يقول
إليك يغدو قلقا وضينها معترضا في بطنها جنينها
مخالفا دين النصارى دينها
قال فقدم وأسلم
أخبرنا علي بن محمد عن أبي علي العبدي عن محمد بن السائب عن أبي
صالح عن بن عباس قال بعثت قريش النضر بن الحارث بن علقمة وعقبة
بن أبي معيط وغيرهما إلى يهود يثرب وقالوا لهم سلوهم عن محمد
فقدموا المدينة فقالوا أتيناكم لأمر حدث فينا منا غلام يتيم حقير يقول
قولا عظيما يزعم أنه رسول الرحمن ولا نعرف الرحمن إلا رحمان اليمامة
قالوا صفوا لنا صفته فوصفوا لهم قالوا فمن تبعه منكم قالوا
سفلتنا فضحك حبر منهم وقال هذا النبي الذي نجد نعته ونجد قومه أشد
الناس له عداوة
أخبرنا علي بن محمد عن يزيد بن عياض بن جعدية عن حرام بن
عثمان الأنصاري قال قدم أسعد بن زرارة من الشام تاجرا في أربعين رجلا
من قومه فرأى رؤيا أن آتيا أتاه فقال إن نبيا يخرج بمكة يا أبا أمامة
فاتبعه وآية ذلك أنكم تنزلون منزلا فيصاب أصحابك فتنجو أنت وفلان
165

يطعن في عينه فنزلوا منزلا فبيتهم الطاعون فأصيبوا جميعا غير أبي
أمامة وصاحب له طعن في عينه
أخبرنا علي بن محمد عن سعيد بن خالد وغيره عن صالح بكيسان
أن خالد بن سعيد قال رأيت في المنام قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم
ظلمة غشيت مكة حتى ما أرى جبلا ولا سهلا ثم رأيت نورا يخرج
من زمزم مثل ضوء المصباح كلما أرتفع عظم وسطع حتى ارتفع فأضاء
لي أول ما أضاء البيت ثم عظم الضوء حتى ما بقي من سهل ولا جبل إلا
وأنا أراه ثم سطع في السماء ثم انحدر حتى أضاء لي نخل يثرب فيها البسر
وسمعت قائلا يقول في الضوء سبحانه سبحانه تمت الكلمة وهلك بن مارد
بهضبة الحصى بين أذرح والأكمه سعدت هذه الأمة جاء نبي الأميين
وبلغ الكتاب أجله كذبته هذه القرية تعذب مرتين تتوب في الثالثة
ثلاث بقيت ثنتان بالمشرق وواحدة بالمغرب فقصها خالد
بن سعيد على أخيه عمرو بن سعيد فقال لقد رأيت عجبا
واني لأرى هذا أمرا يكون في بني عبد المطلب إذ رأيت النور خرج
من زمزم
أخبرنا علي بن محمد عن مسلمة بن علقمة عن داود بن أبي هند قال
قال بن عباس أوحى الله إلى بعض أنبياء بني إسرائيل اشتد غضبي عليكم
من أجل ما ضيعتم من أمري فإني حلفت لا يأتيكم روح القدس حتى أبعث
النبي الأمي من أرض العرب الذي يأتيه روح القدس
أخبرنا علي بن محمد عن محمد بن الفضل عن أبي حازم قال قدم
كاهن مكة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بن خمس سنين وقد قدمت
بالنبي صلى الله عليه وسلم ظئره إلى عبد المطلب وكانت تأتيه به في كل
عام فنظر إليه الكاهن مع عبد المطلب فقال يا معشر قريش اقتلوا هذا
الصبي فإنه يقتلكم ويفرقكم فهرب به عبد المطلب فلم تزل قريش
166

تخشى من أمره ما كان الكاهن حذرهم
أخبرنا علي بن محمد عن علي بن مجاهد عن محمد بن إسحاق عن عاصم
بن عمر بن قتادة عن علي بن حسين قال كانت امرأة في بني النجار يقال
لها فاطمة بنت النعمان كان لها تابع من الجن فكان يأتيها فأتاها حين هاجر
النبي صلى الله عليه وسلم فانقض على الحائط فقالت ما لك لم تأت
كما كنت تأتي قال قد جاء النبي الذي يحرم الزنا والخمر
أخبرنا علي بن محمد عن ورقاء بن عمر عن عطاء بن السائب عن سعيد
بن جبير عن بن عباس قال لما بعث محمد صلى الله عليه وسلم دحر
الجن ورموا بالكواكب وكانوا قبل ذلك يستمعون لكل قبيل من الجن
مقعد يستمعون في فأول من فزع لذلك أهل
الطائف فجعلوا يذبحون لآلهتهم من كان له إبل أو غنم كل يوم حتى كادت أموالهم تذهب ثم تناهوا
وقال بعضهم لبعض ألا ترون معالم السماء كما هي لم يذهب منها شئ
وقال إبليس هذا أمر حدث في الأرض أئتوني من كل أرض بتربة
فكان يؤتى بالتربة فيشمها ويلقيها حتى أتي بتربة تهامة فشمها وقال
ها هنا الحدث
أخبرنا علي بن محمد عن عبد الله بن محمد القرشي من بني أسد بن عبد
العزى عن الزهري قال كان الوحي يستمع وكان لامرأة من بني أسد
تابع فأتاها يوما وهو يصيح جاء أمر لا يطاق أحمد حرم الزنا فلما
جاء الله بالاسلام منعوا الاستماع
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن يزيد الهذلي عن سعيد
بن عمرو الهذلي عن أبيه قال حضرت مع رجال من قومي صنمنا سواع
وقد سقنا إليه الذبائح فكنت أول من قرب إليه بقرة سمينة فذبحتها على
الصنم فسمعنا صوتا من جوفها العجب العجب كل العجب خروج
نبي بين الأخاشب يحرم الزنا ويحرم الذبح للأصنام وحرست السماء
167

ورمينا بالشهب فتفرقنا وقدمنا مكة فسألنا فلم نجد أحدا يخبرنا بخروج
محمد صلى الله عليه وسلم حتى لقينا أبا بكر الصديق فقلنا يا أبا بكر
خرج أحد بمكة يدعو إلى الله يقال له أحمد قال وما ذاك قال فأخبرته
الخبر فقال نعم هذا رسول الله ثم دعانا إلى الاسلام فقلنا حتى ننظر
ما يصنع قومنا ويا ليت أنا أسلمنا يومئذ فأسلمنا بعده
أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني عبد الله بن يزيد الهذلي
عن عبد الله بن ساعدة الهذلي عن أبيه قال كنا عند صنمنا سواع وقد جلبت
إليه غنما لي مائتي شاة قد كان أصابها جرب فأدنيتها منه أطلب بركته
فسمعت مناديا من جوف الصنم ينادي قد ذهب كيد الجن ورمينا بالشهب
لنبي أسمه أحمد قال قلت عبرت والله فاصرف وجه غنمي منحدرا
إلى أهلي قال فلقيت رجلا فخبرني بظهور رسول الله صلى الله عليه
وسلم
أخبرنا علي بن محمد عن عبد الرحمن بن عبد الله عن محمد بن عمر
الشامي عن أشياخه قالوا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجر
أبي طالب وكان أبو طالب قليل المال كانت له قطعة من إبل فكان يؤتى
بلبنها فإذا أكل عيال أبي طالب جميعا أو فرادى لم يشبعوا وإذا أكل
معهم النبي صلى الله عليه وسلم شبعوا فكان إذا أراد أيطعمهم قال
أربعوا حتى يحضر ابني فيحضر فيأكل معهم فيفضل من طعامهم وان
كان لئن شرب أولهم ثم يناولهم فيشربون فيروون من آخرهم فيقول أبو
طالب إنك لمبارك وكان يصبح الصبيان شعثا رمصا ويصبح النبي
صلى الله عليه وسلم مدهونا مكحولا قالت أم أيمن ما رأيت النبي
صلى الله عليه وسلم شكا صغيرا ولا كبيرا جوعا ولا عطشا كان
يغدو فيشرب من زمزم فأعرض عليه الغداء فيقول لا أريده أنا شبعان
168

ذكر من تسمى في الجاهلية بمحمد رجاء
أن تدركه النبوة للذي كان من خبرها
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف عن سلمة بن عثمان عن
علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال كانت العرب تسمع من أهل الكتاب
ومن الكهان أن نبيا يبعث من العرب اسمه محمد فسمى من بلغه ذلك
من العرب ولده محمدا طمعا في النبوة
أخبرنا علي بن محمد عن سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق قال
سمي محمد بن خزاعي بن حزابة من بني ذكوان من بني سليم طمعا
في النبوة فأتى أبرهة باليمن فكان معه على دينه حتى مات فلما وجه
قال أخوه قيس بن خزاعي
فذلكم ذو التاج منا محمد ورأيته في حومة الموت تخفق
أخبرنا علي بن محمد عن مسلمة بن علقمة عن قتادة بن السكن العرني
قال كان في بني تميم محمد بن سفيان بن مجاشع وكان أسقفا
قيل لأبيه إنه يكون للعرب نبي اسمه محمد فسماه محمدا ومحمد الجشمي
في بني سواءة ومحمد الأسيدي ومحمد الفقيمي سموهم طمعا
في النبوة
169

ذكر علامات النبوة بعد نزول الوحي
على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا حماد بن سلمة أخبرنا علي بن زيد
عن أبي زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بالحجون وهو
مكتئب حزين فقال اللهم أرني اليوم آية لا أبالي من كذبني
بعدها من قومي فإذا شجرة من قبل عقبة المدينة فناداها فجاءت
تشق الأرض حتى انتهت إليه فسلمت عليه ثم أمرها فرجعت فقال
ما أبالي من كذبني بعدها من قومي
أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا طلحة بن عمرو عن عطاء قال
بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مسافرا فذهب يريد أن يتبرز
أو يقضي حاجته فلم يجد شيئا يتوارى به من الناس فرأى شجرتين بعيدتين
فقال لابن مسعود أذهب فقم بينهما فقل لهما إن رسول الله
أرسلني إليكما أن تجتمعا حتى يقضي حاجته وراءكما
فذهب بن مسعود فقال لهما فأقبلت إحداهما إلى الأخرى فقضى حاجته
وراءهما
حدثنا وكيع أخبرنا الأعمش عن المنهال بن عمرو عن يعلى بن
مرة قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا منزلا
فقال لي إئت تينك الاشاءتين فقل لهما إن رسول الله صلى
الله عليه وسلم يأمركما أن تجتمعا فأتيتهما فقلت لهما ذلك
فوثبت إحداهما إلى الأخرى فاجتمعتا فخرج النبي صلى الله عليه وسلم
فاستتر فقضى حاجته ثم وثبت كل واحدة منهما إلى مكانها
أخبرنا الفضل بن إسماعيل بن أبان الوراق أخبرنا عنبسة بن عبد
170

الرحمن القرشي عن محمد بن زاذان عن أم سعد عن عائشة قالت قلت
يا رسول الله تأتي الخلاء فلا يرى منك شئ من الأذى فقال أوما علمت
يا عائشة أن الأرض تبتلع ما يخرج من الأنبياء فلا يرى
منه شئ
أخبرنا مسلم بن إبراهيم أخبرنا الحارث بن عبيد أخبرنا أبو عمران
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا أنا
قاعد ذات يوم إذ دخل جبريل فوكز بين كتفي فقمت
إلى شجرة فيها مثل وكري الطير فقعد في واحدة وقعدت
في أخرى فسمت فارتفعت حتى سدت الخافقين ولو شئت
أن أمس السماء لمسست وأنا أقلب طرفي فالتفت إلى جبريل
فإذا هو كأنه حلس لاطئ فعرفت فضل علمه بالله وفتح
لي باب السماء فرأيت النور الأعظم ولط دوني الحجاب رفرفه
الدر والياقوت ثم أوحى الله إلي ما شاء أن يوحي
أخبرنا مسلم بن إبراهيم أخبرنا الحارث بن عبيد الأيادي أخبرنا
سعيد بن إياس أبو مسعود الجريري عن عبد الله بن شقيق عن عائشة قالت
كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت هذه الآية والله
يعصمك من الناس قالت فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
رأسه من القبة لهم فقال أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله
من الناس
أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا طلحة بن عمرو عن عطاء عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال انا معشر الأنبياء تنام أعيننا
ولا تنام قلوبنا
أخبرنا هوذة بن خليفة بن عبد الله بن أبي بكرة أخبرنا عوف عن
الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تنام عيناي ولا ينام قلبي
171

أخبرنا الحجاج بن محمد الأعور عن ليث بن سعد عن خالد بن يزيد
عن سعيد بن أبي هلال عن جابر بن عبد الله قال خرج علينا رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال رأيت في المنام كأن جبريل عند رأسي
وميكائيل عند رجلي يقول أحدهما لصاحبه أضرب له مثلا
فقال اسمع سمعت أذنك وأعقل عقل قلبك إنما مثلك
ومثل أمتك مثل ملك أتخذ دارا ثم بنى فيها بيتا ثم جعل
فيها مائدة ثم بعث رسولا يدعو الناس إلى طعامه فمنهم
من أجاب الرسول ومنهم من تركه فالله هو الملك والدار
هي الاسلام والبيت الجنة وأنت يا محمد الرسول من أجابك
يا محمد دخل الاسلام ومن دخل الاسلام دخل الجنة ومن
دخل الجنة أكل ما فيها
أخبرنا سعيد بن محمد الثقفي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأكل الصدقة ويأكل الهدية
فأهدت إليه يهودية شاة مصلية فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم
منها هو وأصحابه فقالت إني مسمومة فقال لأصحابه ارفعوا
أيديكم فإنها قد أخبرت انها مسمومة قال فرفعوا أيديهم
قال فمات بشر بن البراء فأرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال ما حملك على ما صنعت قالت أردت أن اعلم أن كنت
نبيا لم يضررك وان كنت ملكا أرحت الناس منك قال فأمر بها
فقتلت
أخبرنا سعيد بن سليمان أخبرنا خالد بن عبد الله عن حضين عن
سالم بن أبي الجعد قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلين
في بعض أمره فقالا يا رسول الله ما معنا ما نتزود فقال ابتغيا لي
سقاء فجاءاه بسقاء قال فأمرنا فملأناه ثم أوكأه وقال اذهبا
172

حتى تبلغا حتى تبلغا مكان كذا وكذا فإن الله سيرزقكما قال
فانطلقا حتى أتيا ذلك المكان الذي أمرهما به رسول الله صلى الله عليه
وسلم فانحل سقاؤهما فإذا لبن وزبد غنم فأكلا وشربا حتى شبعا
أخبرنا هاشم بن القاسم أبو النضر الكناني أخبرنا عبد الحميد بن بهرام
قال حدثني شهر يعني بن حوشب قال وحدث أبو سعيد الحضرمي
قال بينما رجل من أسلم في غنيمة له يهش عليها في بيداء ذي الحليفة
إذ عدا عليه ذئب فانتزع شاة من غنمه فجهجأه الرجل ورماه بالحجارة
حتى استنقذ منه شاته ثم إن الذئب أقبل حتى أقعى مستثفرا بذنبه مقابل
الرجل فقال أما اتقيت الله أن تنزع مني شاة رزقنيها الله قال الرجل
تالله ما سمعت كاليوم قط قال الذئب من أي شئ تعجب قال
أعجب من مخاطبة الذئب إياي قال الذئب قد تركت أعجب من ذلك
هاذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الحرتين في النخلات يحدث
الناس بما خلا ويحدثهم بما هو آت وأنت ههنا تتبع غنمك فلما
أن سمع الرجل قول الذئب ساق غنمه يحوزها حتى أدخلها قباء قرية الأنصار
فسأل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فصادفه في منزل أبي أيوب
فأخبره خبر الذئب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقت
أحضر العشية فإذا رأيت الناس اجتمعوا فأخبرهم ذلك
ففعل فلما أن صلى الصلاة واجتمع الناس أخبرهم الأسلمي خبر الذئب
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق صدق صدق تلك
الأعاجيب بين يدي الساعة قالها ثلاثا أما والذي نفس محمد
بيده ليوشكن الرجل منكم أن يغيب عن أهله الروحة أو
الغدوة ثم يخبره سوطه أو عصاه أو نعله بما أحدث أهله
من بعده
أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا عبد الحميد بن بهرام قال حدثني
173

شهر حدثني عبد الله بن عباس قال بينما رسول الله صلى الله عليه
وسلم بفناء بيته بمكة جالسا إذ مر به عثمان بن مظعون فكشر إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم
ألا تجلس قال بلى فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مستقبله
فبينما هو يحدثه إذ شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر ساعة
إلى السماء فأخذ يضع بصره حتى وضعه على يمينه في الأرض فتحرف
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جليسه عثمان إلى حيث وضع بصره
فأخذ ينغض رأسه كأنه يستفقه ما يقال له وابن مظعون ينظر فلما قضى
حاجته واستفقه ما يقال له وشخص بصر رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى السماء كما شخص أول مرة فأتبعه بصره حتى توارى في السماء فأقبل
على عثمان بجلسته الأولى فقال عثمان يا محمد فيما كنت أجالسك وآتيك
ما رأيتك تفعل كفعلك الغداة قال وما رأيتني فعلت قال رأيتك
تشخص بصرك إلى السماء ثم وضعته على يمينك فتحرفت إليه وتركتني فأخذت
تنغض رأسك كأنك تستفقه شيئا يقال لك قال أو فطنت لذاك
قال عثمان نعم قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني
رسول الله آنفا وأنت جالس قلت رسول الله قال نعم قال
فما قال لك قال إن الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى
وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون
قال عثمان فذلك حين استقر الايمان في قلبي وأحببت محمدا
أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا عبد الحميد بن بهرام أخبرنا شهر
قال قال بن عباس حضرت عصابة من اليهود يعني رسول الله صلى
الله عليه وسلم يوما فقالوا يا أبا القاسم حدثنا عن خلال نسألك عنهن
لا يعلمهن إلا نبي قال سلوني عما شئتم ولكن اجعلوا لي ذمة
الله وما أخذ يعقوب على بنيه لئن أنا حدثتكم شيئا فعرفتموه
174

لتبايعني على الاسلام قالوا فذلك لك قال فسلوني عما شئتم
قالوا أخبرنا عن أربع خلال نسألك عنهن أخبرنا أي الطعام حرم إسرائيل
على نفسه من قبل أن تنزل التوراة وأخبرنا كيف ماء المرأة من ماء الرجل
وكيف يكون الذكر منه وكيف تكون الأنثى وأخبرنا كيف هذا النبي
الأمي في النوم ومن وليه من الملائكة قال فعليكم عهد الله لئن
أنا أخبرتكم لتبايعني فأعطوه ما شاء من عهد وميثاق قال
فأنشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أن
إسرائيل يعقوب مرض مرضا شديدا وطال سقمه منه فنذر
لله نذرا لئن شفاه الله من سقمه ليحرمن أحب الشراب إليه
وأحب الطعام إليه فكان أحب الطعام إليه لحمان الإبل
وأحب الشراب إليه ألبانها قالوا اللهم نعم قال اللهم اشهد
عليهم قال فأنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو الذي أنزل
التوراة على موسى هل تعلمون أن ماء الرجل أبيض غليظ
وأن ماء المرأة أصفر رقيق فأيهما علا كان له الولد والشبه
بإذن الله وأن علا ماء الرجل على ماء المرأة كان ذكرا بإذن
الله وإن علا ماء المرأة على ماء الرجل كان أنثى بإذن الله
قالوا اللهم نعم قال اللهم اشهد عليهم قال فأنشدكم
بالله الذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أن هذا النبي
الأمي تنام عيناه ولا ينام قلبه قالوا اللهم نعم قال اللهم
اشهد عليهم قالوا أنت الآن فحدثنا من وليك من الملائكة
فعندها نجامعك أو نفارقك قال فإن وليي جبريل ولم يبعث
نبي قط إلا هو وليه قالوا فعندها نفارقك لو كان وليك سواه
من الملائكة لتابعناك وصدقناك قال فما يمنعكم من أن تصدقوه
قالوا إنه عدونا فعند ذلك قال الله جل ثناؤه قل من كان عدوا
175

لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله إلى قوله كأنهم لا
يعلمون فعند ذلك باؤوا بغضب
على غضب أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا سليمان يعني بن المغيرة عن إسحاق
بن عبد الله بن أبي طلحة قال زار رسول الله صلى الله عليه وسلم سعدا
فقال عنده فلما أبردوا جاؤوا بحمار لهم أعرابي قطوف قال فوطؤوا
لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقطيفة عليه فركب رسول الله صلى
الله عليه وسلم فأراد سعد أن يردف ابنه خلف رسول الله صلى الله عليه
وسلم ليرد الحمار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان كنت
باعثه معي فأحمله بين يدي قال لا بل خلفك يا رسول الله
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الدابة هم أولى بصدرها
قال سعد لا أبعثه معك ولكن رد الحمار قال فرده وهو هملاج
فريغ ما يساير
أخبرنا هاشم بن القاسم قال حدثني سليمان عن ثابت يعني البناني
قال اجتمع المنافقون فتكلموا بينهم فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إن رجالا منكم اجتمعوا فقالوا كذا وقالوا كذا
فقوموا واستغفروا الله وأستغفر لكم فلم يقوموا فقال ما
لكم قوموا فاستغفروا الله وأستغفر لكم ثلاث مرات فقال
لتقومن أو لأسمينكم بأسمائكم فقال قم يا فلان
قال فقاموا خزايا متقنعين
أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا سليمان عن ثابت عن أنس بن مالك
قال إني لقائم عند المنبر يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم
يخطب إذ قال بعض أهل المسجد يا رسول الله حبس المطر وهلكت
المواشي فأدع الله أن يسقينا فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه
وما نرى في السماء من سحاب فألف الله بين السحاب فوبلتنا حتى
176

رأيت الرجل الشديد تهمه نفسه أن يأتي أهله قال فمطرنا سبعا لا تقلع
حتى الجمعة الثانية ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فقال بعض
القوم يا رسول الله تهدمت البيوت وحبس السفار فادع الله أن يرفعها
عنا فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه فقال اللهم حوالينا
ولا علينا قال فتقور ما فوق رؤوسنا منها حتى كأنا في إكليل يمطر
ما حولنا ولا نمطر
أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا سليمان عن ثابت قال جعلت امرأة
من الأنصار طعيما لها ثم قالت لزوجها اذهب إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فأدعه وأسره إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
فجاء فقال يا رسول الله إن فلانة قد صنعت طعيما واني أحب أن تأتينا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس أجيبوا أبا فلان قال
فجئت وما تكاد تتبعني رجلاي لما تركت عند أهلي ورسول الله صلى الله
عليه وسلم قد جاء بالناس قال فقلت لامرأتي قد افتضحنا هذا رسول
الله صلى الله عليه وسلم قد جاء بالناس معه قالت أوما أمرتك أن
تسر ذلك إليه قال قد فعلت قالت فرسول الله صلى الله عليه
وسلم أعلم فجاؤوا حتى ملأوا البيت وملأوا الحجرة وكانوا في الدار
وجئ بمثل الكف فوضعت فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم
يبسطها في الاناء ويقول ما شاء الله أن يقول ثم قال أدنوا فكلوا فإذا
شبع أحدكم فليخل لصاحبه قال فجعل الرجل يقوم والآخر
يقعد حتى ما بقي من أهل البيت أحد إلا شبع ثم قال أدع لي أهل الحجرة
فجعل يقعد قاعد ويقوم قائم حتى شبعوا ثم قال أدع لي أهل الدار
فصنعوا مثل ذلك قال وبقي مثل ما كان في الاناء قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم كلوا وأطعموا جيرانكم
حدثنا هاشم بن القاسم أخبرنا سليمان عن ثابت قال قلت لانس
177

يا أبا حمزة حدثنا من هذه الأعاجيب شيئا شهدته ولا تحدثه عن غيرك
قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر يوما ثم انطلق
حتى قعد على المقاعد التي كان يأتيه عليها جبريل فجاء بلال فنادى بالعصر
فقام كل من كان له بالمدينة أهل يقضي الحاجة ويصيب من الوضوء وبقي
رجال من المهاجرين ليس لهم أهل بالمدينة فأتي رسول الله صلى الله عليه
وسلم بقدح أروح فيه ماء فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم كفه
في الاناء فما وسع الاناء كف رسول الله صلى الله عليه وسلم كلها
فقال بهؤلاء الأربع في الاناء ثم قال أدنوا فتوضؤوا ويده في الاناء
فتوضؤوا حتى ما بقي منهم أحد الا توضأ قال فقلت يا أبا حمزة كم
تراهم قال ما بين السبعين والثمانين
أخبرنا عفان بن مسلم وسليمان بن حرب وخالد بن خداش قالوا
أخبرنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم
دعا بماء فأتي به في قدح رحراح قال فوضع يده فيه فجعل الماء ينبع من
أصابعه كأنه العيون فشربنا قال أنس فحزرت القوم ما بين السبعين
إلى الثمانين إلا أن خالدا قال فجعل القوم يتوضؤون
أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن
مالك قال حضرت الصلاة فقام جيران المسجد يتوضؤون وبقي ما بين
السبعين إلى الثمانين فكانت منازلهم بعيدة فدعا رسول الله صلى الله عليه
وسلم بمخضب فيه ماء ما هو بملآن فوضع أصابعه فيه وجعل يصب عليهم
ويقول توضؤوا حتى توضؤوا كلهم وبقي في المخضب نحو
مما كان فيه
أخبرنا هشام بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسي أخبرنا حزم بن أبي
حزم قال سمعت الحسن يقول أخبرنا أنس بن مالك أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم خرج ذات يوم لبعض مخارجه ومعه ناس من أصحابه
178

فانطلقوا يسيرون فحضرت الصلاة فلم يجد القوم ما يتوضؤون به فقالوا
يا رسول الله ما نجد ما نتوضأ به ورئي في وجوه القوم كراهية ذلك فانطلق
رجل من القوم فجاء بقدح فيه شئ من ماء يسير فأخذه رسول الله صلى
الله عليه وسلم فتوضأ منه ثم مد أصابعه الأربع على القدح ثم قال هلموا
فتوضأ القوم حتى بلغوا ما يريدون من الوضوء فسئل كم بلغوا فقال
سبعين أو نحو ذلك
أخبرنا موسى بن مسعود أبو حذيفة النهدي أخبرنا عكرمة بن عمار
عن إياس بن سلمة عن أبيه قال قدمنا الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم ونحن أربع عشرة مائة وعليها خمسون شاة ما ترويها فقعد رسول
الله صلى الله عليه وسلم على جباها فإما بزق وإما دعا فجاشت
فسقينا واستقينا
أخبرنا خلف بن الوليد الأزدي أخبرنا خلف بن خليفة عن أبان بن
بشر عن شيخ من أهل البصرة أخبرنا نافع أنه كان مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم في زهاء أربعمائة رجل فنزل بنا على غير ماء فكأنه اشتد
على الناس ورأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل فنزلوا إذ أقبلت
عنز تمشي حتى أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم محددة القرنين
قال فحلبها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأروى
الجند وروي قال ثم قال يا نافع أملكها وما أراك تملكها قال فلما قال لي
رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أراك تملكها قال فأخذت
عودا فركزته في الأرض قال وأخذت رباطا فربطت الشاة فاستوثقت
منها قال ونام رسول الله صلى الله عليه وسلم ونام الناس ونمت قال
فاستيقظت فإذا الحبل محلول وإذا لا شاة قال فأتيت رسول الله صلى
الله عليه وسلم فأخبرته قال قلت الشاة ذهبت قال فقال لي رسول
الله صلى الله عليه وسلم يا نافع أوما أخبرتك أنك لا تملكها
179

إن الذي جاء بها هو الذي ذهب بها
أخبرنا عتاب بن زياد وأحمد بن الحجاج أبو العباس الخراسانيان
قالا أخبرنا عبد الله بن المبارك قال أخبرنا الأوزاعي قال حدثنا المطلب
بن حنظب المخزومي قال حدثني عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري
قال حدثني أبي قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في
غزاة فأصاب الناس مخمصة فاستأذن الناس رسول الله صلى الله
عليه وسلم في نحر بعض ظهرهم وقالوا يبلغنا الله به فلما رأى عمر
بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد هم أن يأذن لهم في
نحر بعض ظهرهم قال يا رسول الله كيف بنا إذا نحر لقينا القوم غدا جياعا
رجالا ولكن ان رأيت أن تدعو الناس ببقايا أزوادهم فتجمعها ثم
تدعو الله فيها بالبركة فإن الله سيبلغنا بدعوتك أو سيبارك لنا في
دعوتك فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ببقايا أزوادهم فجعل
الناس يجيئون بالحثية من الطعام وفوق ذلك وكان أعلاهم من جاء بصاع
من تمر فجمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قام فدعا ما شاء
الله أن يدعو ثم دعا الجيش بأوعيتهم وأمرهم أن يحثوا فما بقي في الجيش
وعاء إلا ملؤوه وبقي منه فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى
بدت نواجذه فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أني رسول
الله لا يلقى الله عبد يؤمن بهما إلا حجبت عنه النار يوم
القيامة أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا سليمان يعني بن المغيرة عن ثابت
البناني عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة قال خطبنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم عشية فقال إنكم تسرون عشيتكم هذه
وليلتكم وتأتون الماء إن شاء الله غدا فانطلق الناس لا يلوي
* *
بعضهم على بعض فإني لأسير إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم حين
180

ابهار الليل إذ نعس النبي صلى الله عليه وسلم فمال على راحلته
فدعمته يعني أسندته من غير أن أوقظه فاعتدل على راحلته ثم سرنا
ثم تهور الليل فنعس النبي صلى الله عليه وسلم فمال على راحلته ميلة
أخرى فدعمته من غير أن أوقظه فاعتدل على راحلته ثم سرنا حتى إذا
كان من آخر السحر مال ميلة هي أشد من الميلتين الأوليين حتى كاد أن ينجفل
فدعمته فرفع رأسه فقال من هذا فقلت أبو قتادة فقال متى
كان هذا من مسيرك مني قلت ما زال هذا مسيري منك منذ
الليلة قال حفظك الله بما حفظت نبيه به ثم قال أترانا
نخفى على الناس هل ترى من أحد كأنه يريد أن يعرس قال
قلت هذا راكب ثم قلت هذا راكب فاجتمعنا وكنا سبعةركبة
فمال النبي صلى الله عليه وسلم عن الطريق فوضع رأسه ثم قال
احفظوا علينا صلاتنا فكان أول ما أستيقظ هو بالشمس فقمنا
فزعين قال اركبوا فسرنا حتى إذا ارتفعت الشمس نزل فدعا بميضأة
كانت معي فيها ماء فتوضأنا وضوءا دون وضوء وبقي فيها شئ من ماء
فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا قتادة احفظ علينا ميضأتك
هذه فإنه سيكون لها نبأ ثم نودي بالصلاة فصلى النبي صلى
الله عليه وسلم ركعتين قبل الفجر ثم صلى الفجر كما كان يصلي كل
يوم ثم قال اركبوا فركبنا فجعل بعضنا يهمس إلى بعض فقال
النبي ص ما هذا الذي تهسمون دوني قال قلنا
يا رسول الله تفريطنا في صلاتنا قال فقال أما لكم في أسوة إنه
ليس في النوم تفريط ولكن التفريط على من لم يصل الصلاة
حتى يجئ وقت الصلاة الأخرى فمن فعل ذلك فليصل حين
ينبته لها فإذا كان الغد فليصلها عند وقتها ثم قال ما
ترون الناس صنعوا ثم قال أصبح الناس فقدوا نبيهم فقال أبو
181

بكر وعمر رسول الله يعدكم لم يكن ليخلفكم فقال الناس النبي
صلى الله عليه وسلم بين أيديكم فإن تطيعوا أبا بكر وعمر ترشدوا
فانتهينا إلى الناس حين حمي كل شئ أو قال حين تعالى النهار وهم
يقولون يا رسول الله هلكنا عطشا قال لا هلك عليكم فنزل
فقال أطلقوا لي غمري يعني بالغمر القعب الصغير ودعا بالميضأة
فجعل النبي ص يصب وأسقيهم فلما رأى الناس
ما فيها تكابوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم أحسنوا الملء
فكلكم سيروى قال فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصب
وأسقيهم حتى ما بقي غيري وغيره قال فصب وقال اشرب
قال فقلت يا رسول الله لا أشرب حتى تشرب فقال النبي صلى الله عليه
وسلم إن ساقي القوم آخرهم قال فشربت وشرب النبي صلى
الله عليه وسلم قال فأتى الناس الماء جامين رواء فقال عبد الله بن رباح
إني لفي مسجدكم هذا الجامع أحدث هذا الحديث إذ قال لي عمران بن
حصين أنظر أيها الفتى أنظر كيف تحدث فإني أحد الركب تلك الليلة
قال قلت يا أبا نجيد فأنت أعلم قال ممن أنت قال قلت من الأنصار
قال فأنتم أعلم ربحديثكم حدث القوم
قال فحدثت القوم فقال عمران وقد شهدت تلك الليلة وما شعرت أن أحدا من الناس حفظه
كما حفظته
حدثنا فضيل بن عبد الوهاب أبو محمد ا لغطفاني أخبرنا شريك
عن سماك عن أبي ظبيان عن بن عباس قال جاء رجل إلى النبي صلى
الله عليه وسلم فقال بم كنت نبيا قال أرأيت إن دعوت شيئا
من النخلة فأجابني أتؤمن بي قال نعم فدعاه فأجابه فآمن به
وأسلم
أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا شعبة قال أخبرني عمرو بن مرة
182

وحصين بن عبد الرحمن عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله قال
أصابنا عطش بالحديبية فجهشنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين
يديه تور فيه ماء فقال بأصابعه هكذا فيه وقال خذوا باسم الله قال
فجعل الماء يتخلل من أصابعه كأنها عيون فوسعنا وكفانا وقال حصين
في حديثه فشربنا وتوضأنا
أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا سليمان بن المغيرة عن ثابت البناني
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن المقداد قال أقبلت أنا وصاحبان لي قد
ذهبت أسماعنا وأبصارنا من الجهد قال فجعلنا نعرض أنفسنا على أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس أحد يقبلنا قال فانطلقنا إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق بنا إلى أهله قال فإذا ثلاثة
أعنز فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم احتلبوا هذا اللبن
بيننا قال فكنا نحتلب فيشرب كل إنسان نصيبه ونرفع لرسول الله
صلى الله عليه وسلم نصيبه قال فيجئ من الليل فيسلم تسليما لا يوقظ
نائما ويسمع اليقظان ثم يأتي المسجد فيصلي ثم يأتي شرابه فيشربه
قال فأتاني الشيطان ذات ليلة فقال محمد يأتي الأنصار فيتحفونه ويصيب
عندهم ما به حاجة إلى هذه الجرعة فاشربها قال ما زال يزين لي حتى
شربتها فلما وغلت في بطني وعرف أنه ليس إليها سبيل ندمني قال
ويحك ما صنعت شربت شراب محمد فيجء فلا يراه فيدعو عليك فتهلك
فتذهب دنياك وآخرتك قال وعلي شملة من صوف كلما رفعت على
رأسي خرجت قدماي وإذا أرسلت على قدمي خرج رأسي قال وجعل
لا يجيئني نوم قال وأما صاحباي فناما فجاء رسول الله صلى الله عليه
وسلم فسلم كما كان يسلم ثم أتى المسجد فصلى وأتى شرابه فكشف
عنه فلم يجد فيه شيئا قال فرفع رأسه إلى السماء قلت الآن يدعو علي
فأهلك فقال اللهم أطعم من أطعمني واسق من سقاني
183

قال فعمدت إلى الشملة فشددتها علي وأخذت الشفرة فانطلقت إلى الاعنز
أجسهن أيتهن أسمن فأذبح لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا
هن حفل كلهن فعمدت إلى إناء لآل محمد ما كانوا يطعمون أن يحلبوا
فيه فحلبت فيه حتى علته الرغوة ثم رجئت به إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال أما شربتم شرابكم الليلة يا مقداد قال
قلت أشرب يا رسول الله قالفشرب ثم ناولني فقلت يا رسول
الله أشرب فشرب ثم ناولني فأخذت ما بقي فشربت فلما عرفت
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد روي وأصابتني دعوته ضحكت
حتى ألقيت إلى الأرض قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى
سوأتك يا مقداد قال قلت يا رسول الله كان من أمري كذا
وصنعت كذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كانت هذه
إلا رحمة من الله أفلا كنت أدنيتني فتوقظ صاحبيك هذين
فيصيبان منها قال قلت والذي بعثك بالحق ما أبالي إذ أصبتها وأصبتها
معك من أصابها من الناس
أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا زهير أبو خيثمة أخبرنا سليمان الأعمش
عن القاسم قال قال عبد الله بن مسعود ما أعترف لاحد أسلم قبلي
أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا في غنم أهلي فقال أفي غنمك
لبن قال قلت لا قال فأخذ شاة فلمس ضرعها فأنزلت فما أعترف
لاحد أسلم قبلي
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف القرشي عن أبي زكريا
العجلاني عن محمد بن كعب القرظي وعن علي بن مجاهد عن محمد بن إسحاق
عن عاصم بن عمرو بن قتادة عن محمود بن لبيد عن بن عباس عن سلمان
قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في جنازة رجل من
أصحابه فلما رآني مقبلا قال لي در خلفي وطرح رداءه فرأيت
184

الخاتم وقبلته ثم درت إليه فجلست بين يديه فقال كاتب فكاتبت
على ثلاثمائة ودية عالقة وأربعين أوقية من ذهب فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم أعينوا أخاكم فكان الرجل يأتي بالودية والثنتين
والثلاث حتى جمعوا لي ثلاثمائة فقلت كيف لي بعلوقها فقال لي
انطلق ففقر لها بيدك ففقرت لها ثم أتيته فجاء معي فوضعها بيده
فما أخلفت منها واحدة وبقي الذهب فبينا أنا عنده أتي بمثل بيضة الحمامة
من ذهب صدقة فقال أين العبد المكاتب الفارسي فقمت فقال
خذ هذه فأد منها فقلت وكيف تكفيني هذه فمسح رسول الله
صلى الله عليه وسلم لسانه عليها فوزنت منها أربعين أوقية وبقي عندي
مثل ما أعطاهم
أخبرنا علي بن محمد عن الصلت بن دينار عن عبد الله بن شقيق عن
أبي صخر العقيلي قال خرجت إلى المدينة فتلقاني رسول الله صلى
الله عليه وسلم بين أبي بكر وعمر يمشي فمر بيهودي ومعه سفر فيه
التوراة يقرؤها على بن أخ له مريض بين يديه فقال النبي صلى الله عليه
وسلم يا يهودي نشدتك بالذي أنزل التوراة على موسى وفلق
البحر لبني إسرائيل أتجد في توراتك نعتي وصفتي ومخرجي
فأومأ برأسه أن لا فقال بن أخيه لكني أشهد بالذي أنزل التوراة على
موسى وفلق البحر لبني إسرائيل أنه ليجد نعتك وزمانك وصفتك ومخرجك
في كتابه وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقال النبي صلى
الله عليه وسلم أقيموا اليهودي عن صاحبكم وقبض الفتى فصلى
عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأجنه
أخبرنا علي بن محمد عن يعقوب بن داود عن شيخ من بني جمح
قال لما أتى النبي صلى الله عليه وسلم أم معبد قال هل من قرى
قالت لا قال فأنتبذ هو وأبو بكر وراح ابنها بشويهات فقال لامه
185

ما هذا السواد الذي أرى منتبذا قالت قوم طلبوا القرى فقلت ما عندنا
قى فأتاهم ابنها فاعتذر وقال إنها امرأة ضعيفة وعندنا ما تحتاجون
إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلق فأتني بشاة من
غنمك فجاء فأخذ عناقا فقالت أمه أين تذهب قال
سألاني شاة قالت يصنعان بها ماذا قال ما أحبا فمسح النبي
صلى الله عليه وسلم ضرعها وضرتها فتحفلت فحلب حتى ملا قعبا
وتركها أحفل ما كانت وقال انطلق به إلى أمك وأتني بشاة أخرى
من غنمك فأتى أمه بالقعب فقالت أنى لك هذا قال من لبن
الفلانة قالت وكيف ولم تقر سلا قط أظن هذا واللات الصابئ
الذي بمكة وشربت منه ثم جاءه بعناق أخرى فحلبها حتى ملا القعب
ثم تركها أحفل ما كانت ثم قال اشرب فشرب ثم قال جئني
بأخرى فأتاه بها فحلب وسقى أبا بكر ثم قال جئني بأخرى
فأتاه بها فحلب ثم شرب وتركهن أحفل ماكن
أخبرنا علي بن محمد عن الحسن بن دينار عن الحسن قال بينا رسول
الله صلى الله عليه وسلم في مسجده إذ أقبل جمل ناد حتى وضع رأسه
في حجر النبي صلى الله عليه وسلم وجرجر فقال النبي صلى الله عليه
وسلم إن هذا الجمل يزعم أنه لرجل وأنه يريد أن ينحره
في طعام عن أبيه الآن فجاء يستغيث فقال رجل يا رسول الله
هذا جمل فلان وقد أراد به ذلك فدعا النبي صلى الله عليه وسلم
الرجل فسأله عن ذلك فأخبره أنه أراد ذلك به فطلب إليه النبي صلى الله
عليه وسلم أن لا ينحره ففعل
أخبرنا علي بن محمد عن حباب بن موسى السعيدي عن جعفر بن محمد
عن أبيه قال قال علي رضي الله تعالى عنه بتنا ليلة بغير عشاء فأصبحت
فخرجت ثم رجعت إلى فاطمة عليها السلام وهي محزونة فقلت
186

مالك فقالت لم نتعش البارحة ولم نتغد اليوم وليس عندنا عشاء فخرجت
فالتمست فأصبت ما اشتريت طعاما ولحما بدرهم ثم أتيتها به فخبزت
وطبخت فلما فرغت من إنضاج القدر قالت لو أتيت أبي فدعوته
فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع في المسجد وهو
يقول أعوذ بالله من الجوع ضجيعا فقلت بأبي أنت وأمي يا رسول
الله عندنا طعام فهلم فتوكأ علي حتى دخل والقدر تفور فقال
اغرفي لعائشة فغرفت في صحفة ثم قال اغرفي لحفصة فغرفت في
صحفة حتى غرفت لجميع نسائه التسع ثم قال اغرفي لأبيك وزوجك
فغرفت فقال اغرفي فكلي فغرفت ثم رفعت القدر وإنها لتفيض
فأكلنا منها ما شاء الله
أخبرنا علي بن محمد عن يزيد بن عياض بن جعدية الليثي عن نافع
عن سالم عن علي قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة وهو
بمكة فاتخذت له طعاما ثم قال لعلي رضي الله تعالى عنه أدع لي بني عبد
المطلب فدعا أربعين فقال لعلي هلم طعامك قال علي
فأتيتهم بثريدة إن كان الرجل منهم ليأكل مثلها فأكلوا منها جميعا حتى
أمسكوا ثم قال أسقهم فسقيتهم بإناء هو ري أحدهم فشربوا
منه جميعا حتى صدروا فقال أبو لهب لقد سحركم محمد فتفرقوا
ولم يدعهم فلبثوا أياما ثم صنع لهم مثله ثم أمرني فجمعتهم فطعموا
ثم قال لهم صلى الله عليه وسلم من يؤازرني على ما أنا عليه
ويجيبني على أن يكون أخي وله الجنة فقلت أنا يا رسول الله
وإني لأحدثهم سنا وأحمشهم ساقا وسكت القوم ثم قالوا يا أبا طالب
ألا ترى ابنك قال دعوه فلن يألو بن عمه خيرا
أخبرنا علي بن محمد عن أبي معشر عن زيد بن أسلم وغيره أن عين
قتادة بن النعمان أصيبت فسالت على خده فردها رسول الله صلى الله عليه
187

وسلم بيده فكانت أصح عينيه وأحسنهما
أخبرنا علي بن محمد عن أبي معشر عن زيد بن أسلم ويزيد بن رومان
وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وغيرهم أن عكاشة بن محصن أنقطع
سيفه في يوم بدر فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم جذلا من
شجرة فعاد في يده سيفا صارما صافي الحديدة شديد المتن
أخبرنا علي بن محمد عن علي بن مجاهد عن عبد الأعلى بن ميمون بن
مهران عن أبيه قال قال عبد الله بن عباس كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يخطب إلى خشبة كانت في المسجد فلما صنع المنبر فصعده
رسول الله صلى الله عليه وسلم حنت الخشبة فنزل رسول الله صلى
الله عليه وسلم فاحتضنها فسكنت
أخبرنا علي بن محمد عن أبي معشر عن زيد بن أسلم وغيره أن
سراقة بن مالك ركب في طلب النبي صلى الله عليه وسلم بعدما استقسم
بالأزلام أيخرج أم لا يخرج فكان يخرج له أن لا يخرج ثلاث مرات فركب
فلحقهم فدعا النبي صلى الله عليه وسلم أن ترسخ قوائم فرسه فرسخت
فقال يا محمد أدع الله أن يطلق فرسي فأرد عنك فقال النبي صلى
الله عليه وسلم اللهم إن كان صادقا فأطلق له فرسه فخرجت
قوائم فرسه
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني الحكم بن القاسم عن زكريا بن
عمرو عن شيخ من قريش أن قريشا لما تكاتبت على بني هاشم حين أبوا أن
يدفعوا إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا تكاتبوا ألا ينكحوهم
ولا ينكحوا إليهم ولا يبيعوهم ولا يبتاعوا منهم ولا يخالطوهم في شئ
ولا يكلموهم فمكثوا ثلاث سنين في شعبهم محصورين إلا ما كان من أبي
لهب فإنه لم يدخل معهم ودخل معهم بنو المطلب بن عبد مناف فلما
مضت ثلاث سنين أطلع الله نبيه على أمر صحيفتهم وأن الأرضة قد
188

أكلت ما كان فيها من جور أو ظلم وبقي ما كان فيها من ذكر الله
فذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي طالب فقال أبو طالب
أحق ما تخبرني يا بن أخي قال نعم والله قال فذكر ذلك أبو طالب لاخوته فقالوا له ما ظنك به قال فقال أبو طالب والله ما كذبني
قط قال فما ترى قال أرى أن تلبسوا أحسن ما تجدون من الثياب
ثم تخرجون إلى قريش فنذكر ذلك لهم قبل أن يبلغهم الخبر قال فخرجوا
حتى دخلوا المسجد فصمدوا إلى الحجر وكان لا يجلس فيه إلا مسان
قريش وذوو نهاهم فترنعت إليهم المجالس ينظرون ماذا يقولون فقال
أبو طالب إنا قد جئنا لأمر فأجيبوا فيه بالذي يعرف لكم قالوا مرحبا
بكم وأهلا وعندنا ما يسرك فما طلبت قال إن بن أخي قد أخبرني ولم
يكذبني قط أن الله سلط على صحيفتكم التي كتبتم الأرضة فلمست كل
ما كان فيها من جور أو ظلم أو قطيعة رحم وبقي فيها كل ما ذكر به الله
فإن كان بن أخي صادقا نزعتم عن سوء رأيكم وإن كان كاذبا دفعته
إليكم فقتلتموه أو أستحييتموه إن شئتم قالوا قد أنصفتنا فأرسلوا إلى
الصحيفة فلما أتي بها قال أبو طالب أقرؤوها فلما فتحوها إذا هي كما
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أكلت كلها إلا ما كان من ذكر
الله فيها قال فسقط في أيدي القوم ثم نكسوا على رؤوسهم فقال أبو
طالب هل تبين لكم أنكم أولى بالظلم والقطيعة والإساءة فلم يراجعه
أحد من القوم وتلاوم رجال من قريش على ما صنعوا ببني هاشم فمكثوا
غير كثير ورجع أبو طالب إلى الشعب وهو يقول يا معشر قريش علام
نحصر ونحبس وقد بان الامر ثم دخل هو وأصحابه بين أستار الكعبة
والكعبة فقال اللهم انصرنا ممن ظلمنا وقطع أرحامنا واستحل منا
ما يحرم عليه منا ثم انصرفوا
أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي أخبرنا عبيد الله بن عمرو عن ابن
189

عقيل عن جابر أو غيره قال إن أول خبر جاء إلى المدينة عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن امرأة من أهل المدينة كان لها تابع فجاء في صورة
طائر حتى وقع على حائط دارهم فقالت المرأة انزل حدثنا ونحدثك
وتخبرنا ونخبرك قال إنه قد بعث بمكة نبي حرم علينا الزنا ومنع
منا القرار
ذكر مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وما بعث به
أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي أخبرنا سفيان الثوري قال سمعت
السدي يقول في قوله تعالى ووجدك ضالا فهدى قال كان على
أمر قومه أربعين عاما
أخبرنا عبد الله بن مسملة بن قعنب أخبرنا سليمان بن بلال قال
أخبرنا معن بن عيسى عن مالك بن أنس جميعا عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن
سمع أنس بن مالك يقول بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم على
رأس أربعين سنة يعني من مولده
أخبرنا روح بن عبادة أخبرنا هشام بن حسان عن عكرمة عن بن
عباس قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم لأربعين سنة
أخبرنا عبد الله بن عمرو أبو معمر المنقري أخبرنا عبد الوارث
بن سعيد أخبرنا أبو غالب الباهلي أنه شهد العلاء بن زياد العدوي يسأل
أنس بن مالك قال يا أبا حمزة بسن أي الرجال كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذ بعث قال كان بن أربعين سنة قال ثم كان ماذا
قال كان بمكة عشر سنين وبالمدينة عشر سنين قال هذا قول أنس أنه
كان بمكة عشر سنين ولم يكن يقوله غيره
190

أخبرنا المعلى بن أسد العمي أخبرنا وهيب بن خالد عن داود بن
أبي هند عن عامر وأخبرنا خلف بن الوليد الأزدي أخبرنا خالد بن عبد
الله عن داود بن أبي هند عن عامر وأخبرنا نصر بن سائب الخراساني
عن داود بن أبي هند عن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزلت
عليه النبوة وهو بن أربعين سنة وكان معه إسرافيل ثلاث سنين ثم عزل
عنه إسرافيل وأقرن به جبريل عشر سنين بمكة وعشر سنين مهاجره بالمدينة
فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بن ثلاث وستين سنة
قال محمد بن سعد فذكرت هذا الحديث لمحمد بن عمر فقال ليس يعرف
أهل العلم ببلدنا أن إسرافيل قرن بالنبي صلى الله عليه وسلم وإن علماءهم
وأهل السيرة منهم يقولون لم يقرن به غير جبريل من حين أنزل عليه الوحي إلى
أن قبض صلى الله عليه وسلم
أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا حماد بن سلمة عن أبي محمد قال
سمعت زرارة بن أوفى يقول القرن مائة وعشرون عاما قال فبعث رسول
الله صلى الله عليه وسلم في قرن كان العام الذي مات فيه يزيد بن
معاوية
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا سالم بن العلاء الأنصاري عن عبد الملك
أبي سليمان عن أبي جعفر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعثت إلى الأحمر والأسود قال عبد الملك الأحمر الناس والأسود
الجن
أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق عن عوف عن الحسن قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم أنا رسول من أدركت حيا ومن يولد
بعدي
أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي حدثني أبو عتبة إسماعيل بن عباس
عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان قال قال رسول الله صلى الله عليه
191

وسلم بعثت إلى الناس كافة فإن لم يستجيبوا لي فإلى العرب فإن
لم يستجيبوا لي فإلى قريش فإن لم يستجيبوا لي فإلى بني هاشم
فإن لم يستجيبوا لي فإلى وحدي
أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن
أبيه عن أبي هريرة أن النبي ص قال أرسلت إلى
الناس كافة وبي ختم النبيون
أخبرنا عبد الله بن نمير الهمداني عن مجالد بن سعيد عن عامر عن
جابر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إني خاتم
ألف نبي أو أكثر
أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد المكي أخبرنا مسلم بن خالد الزنجي
قال حدثني زياد بن سعد عن محمد بن المنكدر وعن صفوان بن سليم عن
أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت على أثر
ثمانية آلاف من الأنبياء منهم أربعة آلاف نبي من بني إسرائيل
أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسي أخبرنا برد الحريري عن حبيب بن
أبي ثابت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت بالحنيفية
السمحة
أخبرنا سعيد بن منصور أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن محمد بن
عجلان عن القعقاع عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم إنما بعثت لاتمم صالح الأخلاق
حدثنا الفضل بن دكين أخبرنا مسعر عن معبد بن خالد قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلمون أني رحمة مهداة
بعثت لرفع قوم ووضع آخرين
أخبرنا وكيع بن الجراح أخبرنا الأعمش عن أبي صالح قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أيها الناس إنما أنا رحمة
192

مهداة
أخبرنا معن بن عيسى الأشجعي أخبرنا مالك بن أنس أنه بلغه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنما بعثت لاتمم حسن
الأخلاق
حدثنا محمد بن عمر قال حدثني معمر بن راشد عن الزهري عن
سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله
إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله وأنزل
الله في كتابه وذكر قوما قد أستكبروا فقال إنهم كانوا إذا
قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن أبي الموالي عن
عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله قال وحدثني محمد بن هلال
عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أمرت
أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها منعوا
مني أنفسهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز
وجل
ذكر اليوم الذي بعث فيه رسولا لله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن معاوية النيسابوري أخبرنا بن لهيعة عن خالد بن أبي
عمران عن أبي حنش الصنعاني عن بن عباس قال نبئ نبيكم صلى
الله عليه وسلم يوم الاثنين
أخبرنا موسى بن داود أخبرنا علي بن عابس الكوفي عن مسلم عن
193

أنس قال استنبأ النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين
أخبرنا محمد بن عمر بن واقد قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن
أبي سبرة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن أبي جعفر قال نزل الملك
على رسول الله صلى الله عليه وسلم بحراء يوم الاثنين لسبع عشرة خلت
من شهر رمضان ورسول الله يومئذ بن أربعين سنة وجبريل الذي كان
ينزل عليه بالوحي
ذكر نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن حميد أبو سفيان العبدي عن معمر عن قتادة في قوله
تعالى وأيدناه بروح القدس قال هو جبريل
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر بن راشد ومحمد بن عبد الله
عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كان أول ما بدئ به رسول الله
صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة فكان لا يرى رؤيا إلا
جاءت مثل فلق الصبح قالت فمكث على ذلك ما شاء الله وحبب
إليه الخلوة فلم يكن شئ أحب إليه منها وكان يخلو بغار حراء يتحنث
فيه الليالي ذوات العدد قبل أن يرجع إلى أهله ثم يرجع إلى خديجة فيتزود
لمثلها حتى فجئه الحق وهو في غار حراء
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة
عن داود بن الحصين عن عكرمة عن بن عباس قال فبينا رسول الله
صلى الله عليه وسلم على ذلك وهو بأجياد إذ رأى ملكا واضعا إحدى
رجليه على الأخرى في أفق السماء يصيح يا محمد
أنا جبريل يا محمد أنا جبريل فذعر رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك وجعل
194

يراه كلما رفع رأسه إلى السماء فرجع سريعا إلى خديجة فأخبرها خبره
وقال يا خديجة والله ما أبغضت بغض هذه الأصنام شيئا قط
ولا الكهان وإني لأخشى أن أكون كاهنا قالت كلايابان عم
لا تقل ذلك فإن الله لا يفعل ذلك بك أبدا إنك لتصل الرحم وتصدق
الحديث وتؤدي الأمانة وإن خلقك لكريم ثم انطلقت إلى ورقة بن
نوفل وهي أول مرة أتته فأخبرته ما أخبرها به رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال ورقة والله إن بن عمك لصادق وإن هذا لبدء نبوة
وإنه ليأتيه الناموس الأكبر فمريه أن لا يجعل في نفسه إلا خيرا
أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة
عن عروةأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا خديجة إني
أرى ضوءا وأسمع صوتا لقد خشيت أن أكون كاهنا فقالت
إن الله لا يفعل بك ذلك يا بن عبد الله إنك تصدق الحديث وتؤدي الأمانة
وتصل الرحم
أخبرنا يحيى بن عباد وعفان بن مسلم قالا أخبرنا حماد بن سلمة
قال أخبرنا عمار بن أبي عمار قال يحيى بن عباد قال حماد بن
سلمة أحسبه عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
يا خديجة إني أسمع صوتا وأرى ضوءا وإني أخشى أن يكون في
جنن فقالت لم يكن الله ليفعل بك ذلك يا بن عبد الله ثم أتت ورقة
بن نوفل فذكرت له ذلك فقال إن يك صادقا فهذا ناموس مثل ناموس
موسى فإن يبعث وأنا حي فسأعزره وأنصره وأومن به
195

ذكر أول ما نزل عليه من القرآن
وما قيل له صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر بن رشاد عن الزهري عن
محمد بن عباد بن جعفر قال سمعت بعض علمائنا يقول كان أول ما
أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم اقرأ باسم ربك الذي خلق
خلق الانسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم
علم الانسان ما لم يعلم فهذا صدرها الذي أنزل على النبي صلى
الله عليه وسلم يوم حراء ثم نزل آخرها بعد ذلك بما شاء الله
أخبرنا هاشم بن القاسم الكناني أخبرنا شعبة عن عمرو بن دينار
عن عبيد بن عمير قال أول سورة أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم
اقرأ باسم ربك
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إبراهيم بن محمد بن أبي موسى
عن داود بن الحصين عن أبي غطفان بن طريف عن بن عباس أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم لما نزل عليه الوحي بحراء مكث أياما لا يرى جبريل
فحزن حزنا شديدا حتى كان يغدو إلى ثبير مرة وإلى حراء مرة يريد أن يلقي
نفسه منه فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك عامدا لبعض
تلك الجبال إلى أن سمع صوتا من السماء فوقف رسول الله صلى الله
عليه وسلم صعقا للصوت ثم رفع رأسه فإذا جبريل على كرسي بين السماء
والأرض متربعا عليه يقول يا محمد أنت رسول الله حقا وأنا جبريل
قال فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أقر الله عينه وربط
جأشه ثم تتابع الوحي بعد وحمي
أخبرنا محمد بن مصعب القرقساني أخبرنا أبو بكر بن عبد الله
196

بن أبي مريم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قيل لي يا محمد
لتنم عينك ولتسمع أذنك وليع قلبك قال النبي صلى الله
عليه وسلم فنامت عيني ووعى قلبي وسمعت أذني
ذكر شدة نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم
أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا حماد بن سلمة أخبرنا قتادة وحميد
عن الحسن عن حطان بن عبد الله الرقاشي عن عبادة بن الصامت أن النبي
صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل عليه الوحي كرب له وتربد
وجهه
أخبرنا عبيد الله بن موسى العبسي قال أخبرنا إسرائيل عن جابر عن
عكرمة قال كان إذا أوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقذ
لذلك ساعة كهيئة السكران
أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة
عن صالح بن محمد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي أروى الدوسي قال
رأيت الوحي ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم وأنه على راحلته
فترغو وتفتل يديها حتى أظن أن ذراعها تنقصم فربما
بركت وربما قامت موتدة يديها حتى يسرى عنه من ثقل الوحي وإنه ليتحدر منه
مثل الجمان
أخبرنا حجين بن المثنى أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة
عن عمه أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول كان
الوحي يأتيني على نحوين يأتيني به جبريل فيلقيه علي كما
يلقي الرجل على الرجل فذلك يتفلت مني ويأتيني في شئ
197

مثل صوت الجرس حتى يخالط قلبي فذاك الذي لا يتفلت مني
أخبرنا معن بن عيسى أخبرنا مالك بن أنس عن هشام بن عروة عن
أبيه عن عائشة أن الحارث بن هشام قال يا رسول الله كيف يأتيك الوحي
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحيانا يأتيني في مثل صلصلة
الجرس وهو أشده علي فيفصم عني وقد وعيت ما قال وأحيانا
يتمثل لي الملك فيكلمني فأعي ما يقول قالت عائشة ولقد
رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد
عرقا
أخبرنا عبيدة بن حميد التيمي قال حدثني موسى بن أبي عائشة عن
سعيد بن جبير عن بن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا
نزل عليه الوحي يعالج من ذلك شدة قال كان يتلقاه ويحرك شفتيه كي
لا ينساه فأنزل الله عليه لا تحرك به لسانك لتعجل به لتعجل
بأخذه إن علينا جمعه وقرآنه إن علينا أن نجمعه في صدرك
قال قرآنه أن يقرأه قال فاتبع قرآنه قال أنصت إن علينا
بيانه أن نبينه بلسانك قال فانشرح رسول الله صلى الله عليه
وسلم
أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا أبو عوانة أخبرنا موسى بن أبي
عائشة عن سعيد بن جبير عن بن عباس في قول الله تعالى لا تحرك
به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة يحرك به شفتيه
فأنزل الله تبارك وتعالى لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا
جمعه وقرآنه علينا جمعه في صدرك ثم تقرؤه قال فإذا قرأناه
فاتبع قرآنه قال استمع له وأنصت قال ثم إن علينا بيانه
198

قال ثم علينا أن تقرأه قال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعد ذلك إذا أتاه جبريل استمع له فإذا انطلق جبريل قرأه كما أقرئه
ذكر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم
الناس إلى الاسلام
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا جارية بن أبي عمران عن عبد الرحمن
بن القاسم عن أبيه قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصدع
بما جاء من عند الله وأن ينادي الناس بأمره وأن يدعوهم إلى الله فكان
يدعو من أول ما نزلت عليه النبوة ثلاث سنين مستخفيا إلى أن أمر
بظهور الدعاء
أخبرنا هوذة بن خليفة أخبرنا عوف عن محمد ومن أحسن
قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين
قال هو رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر بن راشد عن الزهري قال
دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الاسلام سرا وجهرا فاستجاب
لله من شاء من أحداث الرجال وضعفاء الناس حتى كثر من آمن به وكفار
قريش غير منكرين لما يقول فكان إذا مر عليهم في مجالسهم يشيرون إليه
أن غلام بني عبد المطلب ليكلم من السماء فكان ذلك حتى عاب الله آلهتهم
التي يعبدونها دونه وذكر هلاك آبائهم الذين ماتوا على الكفر فشنفوا
لرسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك وعادوه
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة
199

عن داود بن الحصين عن عكرمة عن بن عباس قال لما أنزلت وأنذر
عشيرتك الأقربين صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصفا
فقال يا معشر قريش فقالت قريش محمد على الصفا يهتف فأقبلوا
واجتمعوا فقالوا مالك يا محمد قال أرأيتم لو أخبرتكم أن
خيلا بسفح هذا الجبل أكنتم تصدقونني قالوا نعم أنت عندنا
غير متهم وما جربنا عليك كذبا قط قال فإني نذير لكم بين
يدي عذاب شديد يا بني عبد المطلب يا بني عبد مناف
يا بيني زهرة حتى عدد الافخاذ من قريش إن الله أمرني أن أنذر
عشيرتي الأقربين وإني لا أملك لكم من الدنيا منفعة ولا من
الآخرة نصيبا إلا أن تقولوا لا إله إلا الله قال يقول أبو لهب
تبا لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا فأنزل الله تبارك وتعالى تبت يدا
أبي لهب وتب السورة كلها
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بن موهب عن يعقوب بن عتبة
قال لما أظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام ومن معه وفشا
أمره بمكة ودعا بعضهم بعضا فكان أبو بكر يدعو ناحية سرا وكان سعيد
بن زيد مثل ذلك وكان عثمان مثل ذلك وكان عمر يدعو علانية
وحمزة بن عبد المطلب وأبو عبيدة بن الجراح فغضبت قريش من ذلك
وظهر منهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم الحسد والبغي وأشخص
به منهم رجال فبادوه وتستر آخرون وهم على ذلك الرأي إلا أنهم ينزهون
أنفسهم عن القيام والاشخاص برسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أهل
العداوة والمباداة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين يطلبون
الخصومة والجدل أبو جهل بن هشام وأبو لهب بن عبد المطلب والأسود
بن عبد يغوث والحارث بن قيس بن عدي وهو بن الغيطلة والغيطلة
أمه والوليد بن المغيرة وأمية وأبي ابنا خلف وأبو قيس بن الفاكه
200

بن المغيرة والعاص بن وائل والنضر بن الحارث ومنبه بن الحجاج
وزهير بن أبي أمية والسائب بن صيفي بن عابد والأسود بن عبد الأسد
والعاص بن سعيد بن العاص والعاص بن هاشم وعقبة بن أبي معيط
وابن الاصدى الهذلي وهو الذي نطحته الاروى والحكم بن أبي العاص
وعدي بن الحمراء وذلك أنهم كانوا جيرانه والذين كانت تنتهي عداوة
رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم أبو جهل وأبو لهب وعقبة
بن أبي معيط وكان عتبة وشيبة ابنا ربيعة وأبو سفيان بن حرب أهل
عداوة ولكنهم لم يشخصوا بالنبي صلى الله عليه وسلم كانوا كنحو
قريش قال بن سعد ولم يسلم منهم أحد إلا أبو سفيان
والحكم
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام
بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
كنت بين شر جارين بين أبي لهب وعقبة بن أبي معيط ان
كانا ليأتيان بالفروث فيطرحانها على بابي حتى إنهم ليأتون
ببعض ما يطرحون من الأذى فيطرحونه على بابي فيخرج به
رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول يا بني عبد مناف أي جوار
هذا ثم يلقيه بالطريق
ذكر ممشى قريش إلى أبي طالب في أمره صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني محمد بن لوط النوفلي عن
عون بن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال وحدثني عائذ بن يحيى
عن أبي الحويرث قال وحدثني محمد بن عبد الله بن أخي الزهري عن
201

أبيه عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير العذري دخل حديث بعضهم في حديث
بعض قالوا لما رأت قريش ظهور الاسلام وجلوس الملسمين حول الكعبة
سقط في أيديهم فمشوا إلى أبي طالب حتى دخلوا عليه فقالوا أنت
سيدنا وأفضلنا في أنفسنا وقد رأيت هذا الذي فعل هؤلاء السفهاء مع بن
أخيك من تركهم آلهتنا وطعنهم علينا وتسفيههم أحلامنا وجاؤوا بعمارة
بن الوليد بن المغيرة فقالوا قد جئناك بفتى قريش جمالا ونسبا ونهادة
وشعرا ندفعه إليك فيكون لك نصره وميراثه وتدفع إلينا بن أخيك فنقتله
فإن ذلك أجمع للعشيرة وأفضل في عواقب الأمور مغبة قال أبو طالب
والله ما أنصفتموني تعطونني ابنكم أغذوه لكم وأعطيكم بن أخي تقتلونه
ما هذا بالنصف تسومونني سوم العرير الذليل قالوا فأرسل إليه
فلنعطه النصف فأرسل إليه أبو طالب فجاء رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال يا بن أخي هؤلاء عمومتك وأشراف قومك وقد أرادوا
ينصفونك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا أسمع قالوا
تدعنا وآلهتنا وندعك والهك قال أبو طالب قد أنصفك القوم فاقبل منهم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيتم إن أعطيتكم هذه
هل أنتم معطي كلمة ان أنتم تكلمتم بها ملكتم بها
العرب ودانت لكم بها العجم فقال أبو جهل إن هذه لكلمة
مربحة نعم وأبيك لنقولنها وعشر أمثالها قال قولوا لا إله إلا الله
فاشمأزوا ونفروا منها وغضبوا وقاموا وهم يقولون اصبروا على آلهتكم
إن هذا لشئ يراد ويقال المتكلم بهذا عقبة بن أبي معيط وقالوا
لا نعود إليه أبدا وما خير من أن يغتال محمد فلما كان مساء تلك الليلة
فقد رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء أبو طالب وعمومته إلى منزله
فلم يجدوه فجمع فتيانا من بني هاشم وبني المطلب ثم قال ليأخذ كل
واحد منكم حديدة صارمة ثم ليتبعني إذا دخلت المسجد فلينظر كل فتى
202

منكم فليجلس إلىعظيم من عظمائهم فيهم بن الحنظلية يعني أبا جهل
فإنه لم يغب عن شر إن كان محمد قد قتل فقال الفتيان نفعل فجاء زيد
بن حارثة فوجد أبا طالب على تلك الحال فقال يا زيد أحسست بن أخي
قال نعم كنت معه آنفا فقال أبو طالب لا أدخل بيتي أبدا حتى أراه
فخرج زيد سريعا حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيت
عند الصفا ومعه أصحابه يتحدثون فأخبره الخبر فجاء رسول الله صلى
الله عليه وسلم إلى أبي طالب فقال يا بن أخي أين كنت أكنت
في خير قال نعم قال أدخل بيتك فدخل رسول الله صلى الله
عليه وسلم فلما أصبح أبو طالب غدا على النبي صلى الله عليه وسلم
فأخذ بيده فوقف به على أندية قريش ومعه الفتيان الهاشميون والمطلبيون
فقال يا معشر قريش هل تدرون ما هممت به قالوا لا فأخبرهم
الخبر وقال للفتيان أكشفوا عما في أيديكم فكشفوا فإذا كل رجل
منهم معه حديدة صارمة فقال والله لو قتلتموه ما بقيت منكم أحدا
حتى نتفانى نحن وأنتم فانكسر القوم وكان أشدهم انكسارا أبو جهل
ذكر هجرة من هاجر من أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم إلى أرض الحبشة في المرة الأولى
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا هشام بن سعد عن الزهري قال لما
كثر المسلمون وظهر الايمان وتحدث به ثار ناس كثير من المشركين
من كفار قريش بمن آمن من قبائلهم فعذبوهم وسجنوهم وأردوا فتنتهم
عن دينهم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم تفرقوا
في الأرض فقالوا أين نذهب يا رسول الله قال ههنا وأشار
203

إلى الحبشة وكانت أحب الأرض إليه أن يهاجر قبلها فهاجر ناس ذوو
عدد من المسلمين منهم من هاجر معه بأهله ومنهم من هاجر بنفسه حتى
قدموا أرض الحبشة
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا يونس بن محمد الظفري عن أبيه
عن رجل من قومه قال وأخبرنا عبيد الله بن العباس الهذلي عن الحارث
بن الفضيل قالا فخرجوا متسللين سرا وكانوا أحد عشر رجلا وأربع
نسوة حتى انتهوا إلى الشعيبة منهم الراكب والماشي ووفق الله تعالى للمسلمين
ساعة جاؤوا سفينتين للتجار حملوهم فيهما إلى أرض الحبشة بنصف دينار
وكان مخرجهم في رجب من السنة الخامسة من حين نبئ رسول الله صلى
الله عليه وسلم وخرجت قريش في آثارهم حتى جاؤوا البحر حيث ركبوا
فلم يدركوا منهم أحدا قالوا وقدمنا أرض الحبشة فجاورنا بها خير جار
أمنا على ديننا وعبدنا الله لا نؤذي ولا نسمع شيئا نكرهه
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني يونس بن محمد عن أبيه قال
وحدثني عبد الحميد بن جعفر عن محمد بن يحيى بن حبان قال تسمية
القوم الرجال والنساء عثمان بن عفان معه امرأته رقية بنت رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة معه امرأته سهلة بنت
سهيل بن عمرو والزبير بن العوام بن خويلد بن أسد ومصعب بن عمير
بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار و عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف
بن عبد بن الحارث بن زهرة وأبو سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد
الله بن مخزوم معه امرأته أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة وعثمان بن مظعون
الجمحي وعامر بن ربيعة العنزي حليف بني عدي بن كعب معه امرأته
ليلى بنت أبي حتمة وأبو سبرة بن أبي رهم بن عبد العزى العامري
وحاطب بن عمرو بن عبد شمس وسهيل بن بيضاء من بني الحارث بن
فهر و عبد الله بن مسعود حليف بني زهرة
204

ذكر سبب رجوع أصحاب النبي صلى
الله عليه وسلم من أرض الحبشة
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني يونس بن محمد بن فضالة الظفري
عن أبيه قال وحدثني كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب
قالا رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من قومه كفا عنه فجلس
خاليا فتمنى فقال ليته لا ينزل علي شئ ينفرهم عني وقارب
رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه ودنا منهم ودنوا منه فجلس يوما
مجلسا في ناد من تلك الأندية حول الكعبة فقرأ عليهم والنجم إذا هوى
حتى إذا بلغ أرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألقى
الشيطان كلمتين على لسانه تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجي
فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بهما ثم مضى فقرأ السورة كلها
وسجد وسجد القوم جميعا ورفع الوليد بن المغيرة ترابا إلى جبهته فسجد
عليه وكان شيخا كبيرا لا يقدر على السجود ويقال إن أبا أحيحة
سعيد بن العاص أخذ ترابا فسجد عليه رفعه إلى جبهته وكان شيخا كبيرا
فبعض الناس يقول إنما الذي رفع التراب الوليد وبعضهم يقول أبو أحيحة
وبعضهم يقول كلاهما جميعا فعل ذلك فرضوا بما تكلم به رسول الله
صلى الله عليه وسلم وقالوا قد عرفنا أن الله يحيي ويميت ويخلق
ويرزق ولكن آلهتنا هذه تشفع لنا عنده وأما إذ جعلت لها نصيبا فنحن
معك فكبر ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم من قولهم حتى
جلس في البيت فلما أمسى أتاه جبريل عليه السلام فعرض عليه
السورة فقال جبريل جئتك بهاتين الكلمتين فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم قلت على الله ما لم يقل فأوحى الله إليه وان
205

كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره
وإذا لاتخذوك خليلا إلى قوله ثم لا تجد لك علينا
نصيرا
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن
أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال فشت تلك السجدة في
الناس حتى بلغت أرض الحبشة فبلغ أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم أن أهل مكة قد سجدوا وأسلموا حتى أن الوليد بن المغيرة وأبا
أحيحة قد سجدا خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال القوم فمن
بقي بمكة إذا أسلم هؤلاء وقالوا عشائرنا أحب إلينا فخرجوا راجعين
حتى غذا كانوا دون مكة بساعة من نهار لقوا ركبا من كنانة فسألوهم عن
قريش وعن حالهم فقال الركب ذكر محمد وآلهتهم بخير فتابعه الملا
ثم ارتد عنها فعاد لشتم آلهتهم وعادوا له بالشر فتركناهم على ذلك
فأتمر القوم في الرجوع إلى أرض الحبشة ثم قالوا قد بلغنا ندخل فننظر ما فيه
قريش ويحدث عهدا من أراد بأهله ثم يرجع
أخبرنا محمد بن عمر قال فحدثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن
أبي بكر بن عبد الرحمن قال دخلوا مكة ولم يدخل أحد منهم إلا بجوار
إلا بن مسعود فإنه مكث يسيرا ثم رجع إلى أرض الحبشة
قال محمد بن عمر فكانوا خرجوا في رجب سنة خمس فأقاموا
شعبان وشهر رمضان وكانت السجدة في شهر رمضان وقدموا في شوال
سنة خمس
206

ذكر الهجرة الثانية إلى أرض الحبشة
أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني سيف بن سليمان
عن بن أبي نجيح قال وحدثني عتبة بن جبيرة الأشهلي عن يعقوب بن
عمر بن قتادة قال سمعت شيخا من بني مخزوم يحدث أنه سمع أم سلمة
قال وحدثنا عبد الله بن محمد الجمحي عن أبيه عن عبد الرحمن بن سابط
قالوا لما قدم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مكة من الهجرة الأولى
اشتد عليهم قومهم وسطت بهم عشائرهم ولقوا منهم أذى شديدا فأذن
لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخروج إلى أرض الحبشة مرة
ثانية فكانت ت خرجتهم الآخرة أعظمها مشقة ولقوا من قريش تعنيفا
شديدا ونالوهم بالأذى واشتد عليهم ما بلغهم عن النجاشي من حسن
جواره لهم فقال عثمان بن عفان يا رسول الله فهجرتنا الأولى وهذه
الآخرة إلى النجاشي ولست معنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنتم مهاجرون إلى الله وإلي لكم هاتان الهجرتان جميعا
قال عثمان فحسبنا يا رسول الله وكان عدة من خرج في هذه الهجرة
من الرجال ثلاثة وثمانين رجلا ومن النساء إحدى عشرة امرأة قرشية
وسبع غرائب فأقام المهاجرون بأرض الحبشة عند النجاشي بأحسن جوار
فلما سمعوا بمهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة رجع
منهم ثلاثة وثلاثون رجلا ومن النساء ثماني نسوة فمات منهم رجلان
بمكة وحبس بمكة سبعة نفر وشهد بدرا منهم أربعة وعشرون رجلا
فلما كان شهر ربيع الأول سنة سبع من هجرة رسول الله صلى الله عليه
وسلم إلى المدينة كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي
كتابا يدعوه فيه إلى الاسلام وبعث به مع عمرو بن أمية الضمري فلما
قرئ عليه الكتاب أسلم وقال لو قدرت أن آتيه لاتيته وكتب إليه
207

رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان بن
حرب وكانت فيمن هاجر إلى أرض الحبشة مع زوجها عبيد الله بن جحش
فتنصر هناك ومات فزوجه النجاشي إياها وأصدق عنه أربعمائة دينار
وكان الذي ولي تزويجها خالد بن سعيد بن العاص وكتب إليه رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن يبعث إليه من بقي عنده من أصحابه ويحملهم
ففعل وحملهم في سفينتين مع عمرو بن أمية الضمري فأرسلوا بهم إلى
ساحل بولا وهو الجار ثم تكاروا الظهر حتى قدموا المدينة فيجدون رسول
الله صلى الله عليه وسلم بخيبر فشخصوا إليه فوجدوه قد فتح خيبر
فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين أن يدخلوهم في
سهمانهم ففعلوا
ذكر حصر قريش رسول الله صلى
الله عليه وسلم وبني هاشم في الشعب أخبرنا محمد بن عمر بن واقد قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن
أبي سبرة عن إسحاق بن عبد الله عن أبي سلمة الحضرمي عن بن عباس
وحدثني معاذ بن محمد الأنصاري عن عاصم بن عمر بن قتادة وحدثنا
محمد بن عبد الله عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن
هشام قال وحدثنا عبد الله بن عثمان بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم
عن أبيه دخل حديث بعضهم في حديث بعض قالوا لما بلغ قريشا
فعل النجاشي لجعفر وأصحابه وإكرامه إياهم كبر ذلك عليهم وغضبوا
على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأجمعوا على قتل رسول
الله صلى الله عليه وسلم وكتبوا كتابا على بني هاشم ألا يناكحوهم ولا
208

يبايعوهم ولا يخالطوهم وكان الذي كتب الصحيفة منصور بن عكرمة
العبدري فشلت يده وعلقوا الصحيفة في جوف الكعبة وقال
بعضهم بل كانت عند أم الجلاس بنت مخربة الحنظلية خالة أبي جهل
وحصروا بني هاشم في شعب أبي طالب ليلة هلال المحرم سنة سبع من حين
تنبئ رسول الله صلى الله عليه وسلم وانحاز بنو المطلب بن عبد مناف
إلى أبي طالب في شعبة مع بني هاشم وخرج أبو لهب إلى قريش فظاهرهم
على بني هاشم وبني المطلب وقطعوا عنهم الميرة والمادة فكانوا لا يخرجون
إلا من موسم إلى موسم حتى بلغهم الجهد وسمع أصوات صبيانهم من وراء
الشعب فمن قريش من سره ذلك ومنهم من ساءه وقال أنظروا ما أصاب
منصور بن عكرمة فأقاموا في الشعب ثلاث سنين ثم أطلع الله رسوله
على أمر صحيفتهم وأن الأرضة قد أكلت ما كان فيها من جور وظلم وبقي
ما كان فيها من ذكر الله عز وجل
أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن زياد بن فياض
عن عكرمة قال كتبت قريش بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم
كتابا وختموا عليه ثلاثة خواتيم فأرسل الله عز وجل على الصحيفة
دابة فأكلت كل شئ إلا اسم الله عز وجل
أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن جابر عن محمد
بن علي وعكرمة قالا أكل كل شئ كان في الصحيفة إلا باسمك
اللهم
أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن جابر قال
حدثني شيخ من قريش من أهل مكة وكانت الصحيفة عند جده قال
أكل كل شئ كان في الصحيفة من قطيعة غير باسمك اللهم رجع الحديث
إلى حديث محمد بن عمر الأول قال فذكر ذلك رسول الله صلى
الله عليه وسلم لأبي طالب فذكر ذلك أبو طالب لاخوته وخرجوا إلى المسجد
209

فقال أبو طالب لكفار قريش إن بن أخي قد أخبرني ولم يكذبني قط
أن الله قد سلطة على صحيفتكم الأرضة فلحست كل ما كان فيها من جور أو
ظلم أو قطيعة رحم وبقي فيهكل ما ذكر به الله فإن كان بن أخي صادقا
نزعتم عن سوء رأيكم وان كان كاذبا دفعته إليكم فقتلتموه أو أستحييتموه
قالوا قد أنصفتنا فأرسلوا إلى الصحيفة ففتحوها فإذا هي كما قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم فسقط في أيديهم ونكسوا على رؤوسهم فقال
أبو طالب علام نحبس ونحصر وقد بان الامر ثم دخل هو وأصحابه
بين أستار الكعبة والكعبة فقال اللهم أنصرنا ممن ظلمنا وقطع أرحامنا
واستحل ما يحرم عليه منا ثم انصرفوا إلى الشعب وتلاوم رجال من
قريش على ما صنعوا ببني هاشم فيهم مطعم بن عدي وعدي بن قيس
وزمعة بن الأسود وأبو البحتري بن هاشم وزهير بن أبي أمية ولبسوا
السلاح ثم خرجوا إلى بني هاشم وبني المطلب فأمروهم بالخروج إلى مساكنهم
ففعلوا فلما رأت قريش ذلك سقط في أيديهم وعرفوا أن لن يسلموهم
وكان خروجهم من الشعب في السنة العاشرة
أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن جابر عن محمد
بن علي قال مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في الشعب
سنتين وقال الحكم مكثوا سنين
ذكر سبب خروج رسول الله صلى
الله عليه وسلم إلى الطائف
أخبرنا محمد بن عمر عن محمد بن صالح بن دينار و عبد الرحمن بن
عبد العزيز والمنذر بن عبد الله عن بعض أصحابه عن حكيم بن حزام قال
210

وحدثنا محمد بن عبد الله عن أبيه عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير قالوا لما
توفي أبو طالب وخديجة بنت خويلد وكان بينهما شهر وخمسة أيام
اجتمعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مصيبتان فلزم بيته وأقل
الخروج ونالت منه قريش ما لم تكن تنال ولا تطمع به فبلغ ذلك أبا لهب
فجاءه فقال يا محمد امض لما أردت وما كنت صانعا إذ كان أبو طالب حيا
فاصنعه لا واللات لا يوصل إليك حتى أموت وسب بن الغيطلة النبي
صلى الله عليه وسلم فأقبل عليه أبو لهب فنال منه فولى وهو يصيح
يا معشر قريش صبأ أبو عتبة فأقبلت قريش حتى وقفوا على أبي لهب
فقال ما فارقت دين عبد المطلب ولكني أمنع بن أخي أن يضام حتى يمضي
لما يريد قالواقد أحسنت وأجملت ووصلت الرحم فمكث رسول الله
صلى الله عليه وسلم كذلك أياما يذهب ويأتي لا يعترض له أحد من
قريش وهابوا أبا لهب إلى أن جاء عقبة بن أبي معيط وأبو جهل بن هشام
إلى أبي لهب فقالا له أخبرك بن أخيك أين مدخل أبيك فقال له أبو لهب
يا محمد أين مدخل عبد المطلب قال مع قومه فخرج أبو لهب إليهما
فقال قد سألته فقال مع قومه فقالا يزعم أنه في النار فقال يا محمد
أيدخل عبد المطلب النار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم
ومن مات على مثل ما مات عليه عبد المطلب دخل النار
فقال أبو لهب والله لا برحت لك عدوا أبدا وأنت تزعم أن عبد المطلب
في النار فاشتد عليه هو وسائر قريش
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن
أبي الحويرث عن محمد بن جبير بن مطعم قال لما توفي أبو طالب تناولت
قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم واجترؤوا عليه فخرج إلى
الطائف ومعه زيد بن حارثة وذلك في ليال بقين من شوال سنة عشر من
حين نبئ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال محمد بن عمر بغير هذا
211

الاسناد فأقام بالطائف عشرة أيام لا يدع أحدا من أشرافهم إلا جاءه
وكلمه فلم يجيبوه وخافوا على أحداثهم فقالوا يا محمد أخرج من بلدنا
والحق بمجابك من الأرض وأغروا به سفهاءهم فجعلوا يرمونه بالحجارة
حتى أن رجلي رسول الله صلى الله عليه وسلم لتدميان وزيد بن حارثة
يقيه بنفسه حتى لقد شج في رأسه شجاج فانصرف رسول الله صلى
الله عليه وسلم من الطائف راجعا إلى مكة وهو محزون لم يستجب له رجل
واحد ولا امرأة فلما نزل نخلة قام يصلي من الليل فصرف إليه نفر من
الجن سبعة من أهل نصيبين فاستمعوا عليه وهو يقرأ سورة الجن ولم
يشعر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلت عليه وإذ صرفنا
إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فهم هؤلاء الذين كانوا
صرفوا إليه بنخلة وأقام بنخلة أياما فقال له زيد بن حارثة كيف
تدخل عليهم يعني قريشا وهم أخرجوك فقال يا زيد إن الله
جاعل لما ترى فرجا ومخرجا وان الله ناصر دينه ومظهر
نبيه ثم انتهى إلى حراء فأرسل رجلا من خزاعة إلى مطعم بن عدي
أدخل في جوارك فقال نعم ودعا بنيه وقومه فقال تلبسوا السلاح
وكونوا عند أركان البيت فإني قد أجرت محمدا فدخل رسول الله صلى
الله عليه وسلم ومعه زيد بن حارثة حتى انتهى إلى المسجد الحرام فقام
مطعم بن عدي على راحلته فنادى يا معشر قريش إني قد أجرت محمدا
فلا يهجه أحد منكم فانتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الركن
فاستلمه وصلى ركعتين وانصرف إلى بيته ومطعم بن عدي وولده
مطيفون به
212

ذكر المعراج وفرض الصلوات
أخبرنا محمد بن عمر عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي سبرة وغيره من رجاله قالوا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل ربه أن يريه
الجنة والنار فلما كان ليلة السبت لسبع عشرة خلت من رمضان قبل
الهجرة بثمانية عشر شهرا ورسول الله صلى الله عليه وسلم نائم في بيته
ظهرا أتاه جبريل وميكائيل فقالا انطلق إلى ما سألت الله فانطلقا به إلى
ما بين المقام وزمزم فأتي بالمعراج فإذا هو أحسن شئ منظرا فعرجا به
إلى السماوات سماء سماء فلقي فيها الأنبياء وانتهى إلى سدرة المنتهى
وأري الجنة والنار قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انتهيت
إلى السماء السابعة لم أسمع إلا صريف الأقلام وفرضت عليه
الصلوات الخمس ونزل جبريل عليه السلام فصلى برسول الله صلى
الله عليه وسلم الصلوات في مواقيتها
ذكر ليلة أسري برسول الله صلى
الله عليه وسلم إلى بيت المقدس
أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني أسامة بن زيد الليثي عن
عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال وحدثني موسى بن يعقوب الزمعي
عن أبيه عن جده عن أم سلمة قال موسى وحدثني أبو الأسود عن عروة
عن عائشة قال محمد بن عمر وحدثني إسحاق بن حازم عن وهب بن
كيسان عن أبي مرة مولى عقيل عن أم هانئ ابنة أبي طالب وحدثني عبد
الله بن جعفر عن زكريا بن عمرو عن بن أبي مليكة عن بن عباس
213

وغيرهم أيضا قد حدثني دخل حديث بعضهم في حديث بعض قالوا
أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة سبع عشرة من شهر ربيع
الأول قبل الهجرة بسنة من شعب أبي طالب إلى بيت المقدس قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم حملت على دابة بيضاء بين الحمار
وبين البغلة في فخذيها جناحان تحفز بهما رجليها فلما
دنوت لاركبها شمست فوضع جبريل يده على معرفتها ثم
قال ألا تستحيين يا براق مما تصنعين والله ما ركب عليك
عبد لله قبل محمد أكرم على الله منه فاستحيت حتى
أرفضت عرقا ثم قرت حتى ركبتها فعملت بأذنيها وقبضت
الأرض حتى كان منتهى وقع حافرها طرفها وكانت طويلة
الظهر طويلة الاذنين وخرج معي جبريل لا يفوتني ولا أفوته
حتى انتهى بي إلى بيت المقدس فانتهى البراق إلى موقفه
الذي كان يقف فربطه فيه وكان مربط الأنبياء قبل رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال ورأيت الأنبياء جمعوا لي فرأيت إبراهيم
وموسى وعيسى فظننت أنه لابد من أن يكون لهم إمام
فقدمني جبريل حتى صليت بين أيديهم وسألتهم فقالوا
بعثنا بالتوحيد وقال بعضهم فقد النبي صلى الله عليه وسلم تلك
الليلة فتفرقت بنو عبد المطلب يطلبونه ويلتمسونه وخرج العباس بن عبد
المطلب حتى بلغ ذا طوى فجعل يصرخ يا محمد يا محمد فأجابه رسول
الله صلى الله عليه وسلم لبيك قال يا بن أخي عنيت قومك
منذ الليلة فأين كنت قال أتيت من بيت المقدس قال في
ليلتك قال نعم قال هل أصابك إلا خير قال ما أصابني
إلا خير وقالت أم هانئ ابنة أبي طالب ما أسري به إلا من بيتنا
نام عندنا تلك الليلة صلى العشاء ثم نام فلما كان قبل الفجر أنبهناه للصبح
214

فقام فلما صلى الصبح قال يا أم هانئ لقد صليت معكم العشاء
كما رأيت بهذا الوادي ثم قد جئت بيت المقدس فصليت
فيه ثم صليت الغداة معكم ثم قام ليخرج فقلت لا تحدث
هذا الناس فيكذبوك ويؤذوك فقال والله لاحدثنهم فأخبرهم
فتعجبوا وقالوا لم نسمع بمثل هذا قط وقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لجبريل يا جبريل إن قومي لا يصدقونني قال يصدقك
أبو بكر وهو الصديق فأتيت ناسا كثيرا كانوا قد صلوا وسلموا
وقمت في الحجر فخيل إلي بيت المقدس فطففت أخبرهم
عن آياته وأنا أنظر إليه فقال بعضهم كم للسمجد
من باب ولم أكن عددت أبوابه فجعلت أنظر إليها
وأعدها بابا بابا وأعلمهم وأخبرتهم عن عيرات لهم في
الطريق وعلامات فيها فوجدوا ذلك كما أخبرتهم وأنزل الله
عز وجل عليه وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس
قال كانت رؤيا عين رآها بعينه
أخبرنا حجين بن المثنى أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة
عن عبد الله بن الفضيل عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لقد رأيتني في الحجر وقريش تسألني عن
مسراي فسألوني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها فكربت
كربا ما كربت مثله قط فرفعه الله إلي أنظر إليه ما يسألوني
عن شئ إلا أنبأتهم به وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء
فإذا موسى قائم يصلي فإذا رجل ضرب جعد كأنه من رجال
شنوءة وإذا عيسى بن مريم قائم يصلي أقرب الناس به شبها
عروة بن مسعود الثقفي وإذا إبراهيم قائم يصلي أشبه الناس
به صاحبكم يعني نفسه فحانت الصلاة فأممتهم فلما فرغت
215

من الصلاة قال لي قائل يا محمد هذا مالك صاحب النار
فسلم عليه فالتفت إليه فبدأني بالسلام
ذكر دعاء رسول الله صلى الله عليه
وسلم قبائل العرب في المواسم
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أيوب بن النعمان عن أبيه عن
عبد الله بن كعب بن مالك قال وحدثنا محمد بن عبد الله عن الزهري
قال وحدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة ويزيد بن رومان
وغير هؤلاء أيضا قد حدثني قالوا أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم
بمكة ثلاث سنين من أول نبوته مستخفيا ثم أعلن في الرابعة فدعا الناس
إلى الاسلام عشر سنين يوافي المواسم كل عام يتبع الحاج في منازلهم في
المواسم بعكاظ ومجنة وذي المجاز يدعوهم إلى أن يمنعوه حتى يبلغ
رسالات ربه ولهم الجنة فلا يجد أحدا ينصره ولا يجيبه حتى إنه ليسأل
عن القبائل ومنازلها قبيلة قبيلة ويقول يا أيها الناس قولوا لا إله إلا
الله تفلحوا وتملكوا بها العرب وتذل لكم العجم وإذا آمنتم
كنتم ملوكا في الجنة وأبو لهب وراءه يقول لا تطيعوه فإنه صابئ
كاذب فيردون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبح الرد
ويؤذونه ويقولون أسرتك وعشيرتك أعلم بك حيث لم يتبعوك ويكلمونه
ويجادلونه ويكلمهم ويدعوهم إلى الله ويقول اللهم لو شئت لم
يكونوا هكذا فكان من سمي لنا من القبائل الذين أتاهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم ودعاهم وعرض نفسه عليهم بنو عامر بن صعصعة
ومحارب بن خصفة وفزارة وغسان ومرة وحنيفة وسليم
216

وعبس وبنو نضر وبنو البكاء وكندة وكلب والحارث بن كعب
وعذرة والحضارمة فلم يستجيب منهم أحد
ذكر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الأوس والخزرج
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني نافع بن كثير عن عبد الرحمن
بن القاسم بن محمد عن أبيه عن عائشة قال وحدثنا إسحاق بن إبراهيم
بن أبي منصور عن إبراهيم بن يحيى بن زيد بن ثابت عن أم سعد بنت سعد
بن ربيع قال وحدثنا داود بن عبد الرحمن العطار عن عبد الله بن عثمان
بن خثيم عن أبي الزبير عن جابر قال وحدثنا هشام بن سعد عن زيد بن
أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال وحدثني أسامة بن زيد بن أسلم عن
نافع أبي محمد قال سمعت أبا هريرة قال وحدثني محمد بن صالح
عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد دخل حديث بعضهم في
حديث بعض قالوا أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ما
أقام يدعو القبائل إلى الله ويعرض نفسه عليهم كل سنة بمجنة وعكاظ
ومنى أن يؤووه حتى يبلغ رسالة ربه ولهم الجنة فليست قبيلة من العرب
تستجيب له ويؤذى ويشتم حتى أراد الله إظهار دينه ونصر نبيه وإنجاز
ما وعده فساقه إلى هذا الحي من الأنصار لما أراد الله به من الكرامة
فانتهى إلى نفر منهم وهم يحلقون رؤوسهم فجلس إليهم فدعاهم إلى الله
وقرأ عليهم القرآن فاستجابوا لله ولرسوله فأسرعوا وآمنوا وصدقوا وآووا
ونصروا وواسوا وكانوا والله أطول الناس ألسنة وأحدهم سيوفا
فاختلف علينا في أول من أسلم من الأنصار وأجاب فذكروا الرجل بعينه
217

وذكروا الرجلين وذكروا أنه لم يكن أحد أول من الستة وذكروا
أن أول من أسلم ثمانية نفر وكتبنا كل ذلك وذكروا أن أول من
أسلم من الأنصار أسعد بن زرارة وذكوان بن عبد قيس خرجا إلى مكة
يتنافران إلى عتبة بن ربيعة فقال لهما قد شغلنا هذا المصلي عن كل شئ
يزعم أنه رسول الله قال وكان أسعد بن زرارة وأبو الهيثم بن التيهان
يتكلمان بالتوحيد بيثرب فقال ذكوان بن عبد قيس لاسعد بن زرارة حين
سمع كلام عتبة دونك هذا دينك فقاما إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فعرض عليهما الاسلام فأسلما ثم رجعا إلى المدينة فلقي أسعد أبا
الهيثم بن التيهان فأخبره بإسلامه وذكر له قول رسول الله صلى الله عليه
وسلم وما دعا إليه فقال أبو الهيثم فأنا أشهد معك أنه رسول
الله وأسلم
ويقال أن رافع بن مالك الزرقي ومعاذ بن عفراء خرجا إلى مكة
معتمرين فذكر لهما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتياه فعرض
عليهما الاسلام فأسلما فكانا أول من أسلم وقدما المدينة فأول مسجد
قرئ فيه القرآن بالمدينة مسجد بني زريق
ويقال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من مكة فمر
على نفر من أهل يثرب نزول بمنى ثمانية نفر منهم من بني النجار
معاذ بن عفراء وأسعد بن زرارة ومن بني زريق رافع بن مالك وذكوان
بن عبد قيس ومن بني سالم عبادة بن الصامت وأبو عبد الرحمن يزيد بن
ثعلبة ومن بني عبد الأشهل أبو الهيثم بن التيهان حليف لهم من بلي ومن
بني عمرو بن عوف عويم بن ساعدة فعرض عليهم رسول الله صلى الله
عليه وسلم الاسلام فأسلموا وقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
تمنعون لي ظهري حتى أبلغ رسالة ربي فقالوا يا رسول الله
نحن مجتهدون لله ولرسوله نحن فاعلم أعداء متباغضون وإنما كانت
218

وقعة بعاث عام الأول يوم من أيامنا اقتتلنا فيه فإن تقدم ونحن كذا
لا يكون لنا عليك اجتماع فدعنا حتى نرجع إلى عشائرنا لعل الله يصلح
ذات بيننا وموعدك الموسم العام المقبل
ويقال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الموسم الذي
لقي فيه الستة نفر من الأنصار فوقف عليهم فقال أحلفا يهودي
قالوا نعم فدعاهم إلى الله وعرض عليهم الاسلام وتلا عليهم القرآن
فأسلموا وهم من بني النجار أسعد بن زرارة وعوف بن الحارث بن
عفراء ومن بني زريق رافع بن مالك ومن بني سلمة قطبة بن عامر بن
حديدة ومن بني حرام بن كعب عقبة بن عامر بن نابئ ومن بني عبيد
بن عدي بن سلمة جابر بن عبد الله بن رئاب لم يكن قبلهم أحد
قال محمد بن عمر هذا عندنا أثبت ما سمعنا فيهم وهو المجتمع
عليه
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني زكريا بن زيد عن أبيه قال
هؤلاء الستة فيهم أبو الهيثم بن التيهان ثم رجع الحديث إلى الأول
قالوا ثم قدموا إلى المدينة فدعوا قومهم إلى الاسلام فأسلم من أسلم ولم
يبق دار من دور الأنصار إلا فيها ذكر من رسول الله صلى الله عليه
وسلم كثيرا
ذكر العقبة الأولى الاثني عشر
ليس فيهم عندنا اختلاف أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد
بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد قال وحدثنا
يونس بن محمد الظفري عن أبيه قال وحدثني عبد الحميد بن جعفر عن
219

أبيه وعن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عبد الرحمن بن عسيلة
الصناجي عن عبادة بن الصامت قالوا لما كان العام المقبل من العام الذي
لقي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم النفر الستة لقيه اثنا عشر رجلا
بعد ذلك بعام وهي العقبة الأولى من بني النجار أسعد بن زرارة وعوف
ومعاذ وهما ابنا الحارث وهما ابنا عفراء ومن بني زريق ذكوان بن
عبد قيس ورافع بن مالك ومن بني عوف بن الخزرج عبادة بن الصامت
ويزيد بن ثعلبة أبو عبد الرحمن ومن بني عامر بن عوف عباس بن عبادة
بن نضلة ومن بني سلمة عقبة بن عامر بن نابئ ومن بني سواد قطبة
بن عامر بن حديدة فهؤلاء عشرة من الخزرج ومن الأوس رجلان أبو
الهيثم بن التيهان من بلي حليف في بني عبد الأشهل ومن بني عمرو بن عوف
عويم بن ساعدة فأسلموا وبايعوا على بيعة النساء على أن لا نشرك بالله
شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا
وأرجلنا ولا نعصيه في معروف قال فإن وفيتم فلكم الجنة
ومن غشي من ذلك شيئا كان أمره إلى الله إن شاء عذبه
وإن شاء عفا عنه ولم يفرض يومئذ القتال ثم انصرفوا إلى المدينة
فأظهر الله الاسلام وكان أسعد بن زرارة يجمع بالمدينة بمن أسلم
وكتبت الأوس والخزرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابعث إلينا
مقرئا يقرئنا القرآن فبعث إليهم مصعب بن عمير العبدري فزل على
أسعد بن زرارة فكان يقرئهم القرآن فروى بعضهم أن مصعبا كان يجمع
بهم ثم خرج مع السبعين حتى وافوا الموسم مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم
220

ذكر العقبة الآخرة وهم السبعون الذين
بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني محمد بن يحيى
بن سهل عن أبيه عن جده عن أبي بردة بن نيار قال وحدثني أسامة بن
زيد الليثي عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن عبادة بن الصامت
قال وحدثني عبد الله بن يزيد عن أبي البداح بن عاصم عن عبد الرحمن
بن عويم بن ساعدة عن أبيه قال وحدثني عبيد بن يحيى عن معاذ بن
رفاعة قال وحدثني بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن أبي سفيان
قال وحدثني بن أبي سبرة عن الحارث بن الفضل عن سفيان بن أبي
العوجاء قال وحدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة ويزيد
بن رومان دخل حديث بعضهم في حديث بعض قالوا لما حضر الحج
مشى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين أسلموا بعضهم إلى
بعض يتواعدون المسير إلى الحج وموافاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
والاسلام يومئذ فاش بالمدينة فخرجوا وهم سبعون يزيدون رجلا أو رجلين
في خمر الأوس والخزرج وهم خمسمائة حتى قدموا على رسول الله صلى
الله عليه وسلم مكة فسلموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم
وعدهم منى وسط أيام التشريق ليلة النفر الأول إذا هدأت الرجل أن يوافوه
في الشعب الأيمن إذا أنحدروا من منى بأسفل العقبة حيث المسجد اليوم
وأمرهم أن لا ينبهوا نائما ولا ينتظروا غائبا قال فخرج القوم بعد هدأة
يتسللون الرجل والرجلان وقد سبقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى ذلك الموضع معه العباس بن عبد المطلب ليس معه أحد غيره فكان
أول من طلع على رسول الله صلى الله عليه وسلم رافع بن مالك الزرقي
221

ثم توافي السبعون ومعهم امرأتان قال أسعد بن زرارة فكان أول من تكلم
العباس بن عبد المطلب فقال يا معشر الخزرج إنكم قد دعوتم محمدا إلى
ما دعوتموه إليه ومحمد من أعز الناس في عشيرته يمنعه والله منا من كان
على قوله ومن لم يكن منا على قوله يمنعه للحسب والشرف وقد أبى محمد
الناس كلهم غيركم فإن كنتم أهل قوة وجلد وبصر بالحرب واستقلال بعداوة
العرب قاطبة ترميكم عن قوس واحدة فارتأوا رأيكم وأتمروا بينكم
ولا تفترقوا إلا عن ملا منكم واجتماع فإن أحسن الحديث أصدقه فقال
البراء بن معرور قد سمعنا ما قلت وإنا والله لو كان في أنفسنا غير ما تنطق
به لقلناه ولكنا نريد الوفاء والصدق وبذل مهج أنفسنا دون رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم القرآن
ثم دعاهم إلى الله ورغبهم في الاسلام وذكر الذي اجتمعوا له فأجابه البراء
بن معرور بالايمان والتصديق ثم قال يا رسول الله بايعنا فنحن أهل الحلقة
ورثناها كابرا عن كابر ويقال إن أبا الهيثم بن التيهان كان أول من تكلم
وأجاب إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدقه وقالوا
نقبله على مصيبة الأموال وقتل الاشراف ولغطوا فقال العباس بن عبد
المطلب وهو آخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم أخفوا جرسكم
فإن علينا عيونا وقدموا ذوي أسنانكم فيكونون هم الذين يلون كلامنا
منكم فإنا نخاف قومكم عليكم ثم إذا بايعتم فتفرقوا إلى محالكم
فتكلم البراء بن معرور فأجاب العباس بن عبد المطلب ثم قال ابسط
يدك يا رسول الله فكان أول من ضرب على يد رسول الله صلى الله عليه
وسلم البراء بن معرور ويقال أول من ضرب على يده أبو الهيثم بن التيهان
ويقال أسعد بن زرارة ثم ضرب السبعون كلهم على يده وبايعوه فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن موسى أخذ من بني إسرائيل
اثني عشر نقيبا فلا يجدن منكم أحد في نفسه أن يؤخذ
222

غيره فإنما يختار لي جبريل فلما تخيرهم قال للنقباء أنتم كفلاء
على غيركم ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم وأنا كفيل
على قومي قالوا نعم فلما بايع القوم وكملوا صاح الشيطان على العقبة
بأبعد صوت سمع يا أهل الاخاشب هل لكم في محمد والصباة معه
قد أجمعوا على حربكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انفضوا
إلى رحالكم فقال العباس بن عبادة بن نضلة يا رسول الله والذي
بعثك بالحق لئن أحببت لنميلن على أهل منى بأسيافنا وما أحد عليه سيف
تلك الليلة غيره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا لم نؤمر
بذلك فانفضوا إلى رحالكم فتفرقوا إلى رحالهم فلما أصبح القوم
غدت عليهم جلة قريش وأشرافهم حتى دخلوا شعب الأنصار فقالوا
يا معشر الخزرج إنه بلغنا أنكم لقيتم صاحبنا البارحة وواعدتموه أن تبايعوه
على حربنا وأيم الله ماحي من العرب أبغض إلينا أن تنشب بيننا وبينه
الحرب منكم قال فانبعث من كان هناك من الخزرج من المشركين
يحلفون لهم بالله ما كان هذا وما علمنا وجعل بن أبي يقول هذا باطل
وما كان هذا وما كان قومي ليفتاتوا علي بمثل هذا لو كنت بيثرب ما
صنع هذا قومي حتى يؤامروني فلما رجعت قريش من عندهم رحل البراء
بن معرور فتقدم إلى بطن يأجج وتلاحق أصحابه من المسلمين وجعلت
قريش تطلبهم في كل وجه ولا تعدوا طرق المدينة وحزبوا عليهم
فأدركوا سعد بن عبادة فجعلوا يده إلى عنقه بنسعة وجعلوا يضربونه
ويجرون شعره وكان ذا جمة حتى أدخلوه مكة فجاءه مطعم بن عدي
والحارث بن أمية بن عبد شمس فخلصاه من بين أيديهم وأتمرت الأنصار
حين فقدوا سعد بن عبادة أن يكروا إليه فإذا سعد قد طلع عليهم فرحل
القوم جميعا إلى المدينة
223

ذكر مقام رسول الله صلى الله عليه
وسلم بمكة من حين تنبأ إلى الهجرة
أخبرنا أنس بن عياض ويزيد بن هارون و عبد الله بن نمير قالوا
أخبرنا يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم نزل عليه القرآن وهو بن ثلاث وأربعين سنة وأقام بمكة
عشر سنين
أخبرنا أنس بن عياض عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن أنس بن مالك
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام بمكة عشر سنين
أخبرنا عبيد الله بن موسى والفضل بن دكين قالا أخبرنا سفيان عن
يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة قال حدثتني عائشة رضي الله تعالى عنها
وابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بمكة عشر سنين
ينزل عليه القرآن وبالمدينة عشر سنين
أخبرنا موسى بن داود أخبرنا بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أن
النبي صلى الله عليه وسلم أقام بمكة عشرا وخرج منها في صفر
وقدم المدينة في شهر ربيع الأول
أخبرنا يحيى بن عباد وعفان بن مسلم قالا أخبرنا حماد بن سلمة
أخبرنا عمار بن أبي عمار مولى بني هاشم عن بن عباس قال أقام رسول
الله صلى الله عليه وسلم بمكة خمس عشرة سنة سبع سنين يرى الضوء
والنور ويسمع الصوت وثماني سنين يوحى إليه زاد عفان في حديثه
وأقام بالمدينة عشر سنين
أخبرنا عبد الله بن نمير أخبرنا العلاء بن صالح عن المنهال بن عمرو
عن سعيد بن جبير أن رجلا أتى بن عباس فقال أنزل على رسول الله
224

صلى الله عليه وسلم عشرا بمكة وعشرا بالمدينة فقال من يقول ذاك
لقد أنزل عليه بمكة عشرا وخمسا يعني سنين أو أكثر
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن أبي رجاء قال سمعت
الحسن وقرأ وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه
تنزيلا قال كان الله ينزل بها القرآن بعضه قبل بعض لما علم أنه
سيكون في الناس ويحدث لقد بلغنا أنه كان بين أوله وآخره ثماني عشرة
سنة أنزل عليه ثماني سنين بمكة قبل أن يهاجر إلى المدينة وعشر سنين
بالمدينة
أخبرنا روح بن عبادة أخبرنا هشام بن حسان عن عكرمة عن بن عباس
قال أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة بعد أن بعث ثلاث
عشرة سنة يوحى إليه ثم أمر بالهجرة
أخبرنا روح بن عبادة أخبرنا زكريا بن إسحاق عن عمرو بن دينار
عن بن عباس قال مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاث
عشرة سنة
أخبرنا كثير بن هشام وموسى بن داود وموسى بن إسماعيل قالوا
أخبرنا حماد بن سلمة عن أبي حمزة قال سمعت بن عباس يقول أقام
رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاث عشرة سنة يوحى إليه
ذكر إذن رسول الله صلى الله عليه وسلم
للمسلمين في الهجرة إلى المدينة
أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني معمر بن راشد عن الزهري
عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف وعن عروة عن عائشة قالا لما صدر
225

السبعون من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم طابت نفسه وقد جعل
الله له منعة وقوما أهل حرب وعدة ونجدة وجعل البلاء يشتد على
المسلمين من المشركين لما يعلمون من الخروج فضيقوا على أصحابه وتعبثوا
بهم ونالوا منهم ما لم يكونوا ينالون من الشتم والأذى فشكا ذلك أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم واستأذنوه في الهجرة فقال قد
أريت دار هجرتكم أريت سبخة ذات نخل بين لابتين وهما
الحرتان ولو كانت السراة أرض نخل وسباخ لقلت هي هي
ثم مكث أياما ثم خرج إلى أصحابه مسرورا فقال قد أخبرت بدار
هجرتكم وهي يثرب فمن أراد الخروج فليخرج إليها
فجعل القوم يتجهزون ويتوافقون ويتواسون ويخرجون ويخفون ذلك فكان
أول من قدم المدينة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو سلمة
بن عبد الأسد ثم قدم بعده عامر بن ربيعة معه امرأته ليلى بنت أبي حثمة
فهي أول ظعينة قدمت المدينة ثم قدم أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم أرسالا فنزلوا على الأنصار في دورهم فآووهم ونصروهم وآسوهم
وكان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين بقباء قبل أن يقدم رسول الله
صلى الله عليه وسلم فلما خرج المسلمون في هجرتهم إلى المدينة كلبت
قريش عليهم وحربوا واغتاظوا على من خرج من فتيانهم وكان نفر من
الأنصار بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في العقبة الآخرة ثم رجعوا
إلى المدينة فلما قدم أول من هاجر إلى قباء خرجوا إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم بمكة حتى قدموا مع أصحابه في الهجرة فهم مهاجرون
أنصاريون وهم ذكوان بن عبد قيس وعقبة بن وهب بن كلدة
والعباس بن عبادة بن نضلة وزياد بن لبيد وخرج المسلمون جميعا إلى
المدينة فلم يبق بمكة منهم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو
بكر وعلي أو مفتون محبوس أو مريض أو ضعيف عن الخروج
226

ذكر خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأبي بكر إلى المدينة للهجرة
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر عن الزهري عن عروة عن
عائشة قال وحدثني بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين بن أبي غطفان عن
بن عباس قال وحدثني قدامة بن موسى عن عائشة بنت قدامة قال
وحدثني عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن عبيد
الله بن أبي رافع عن علي قال وحدثني معمر عن الزهري عن عبد الرحمن
بن مالك بن جعشم عن سراقة بن جعشم دخل حديث بعضهم في حديث
بعض قالوا لما رأى المشركون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
قد حملوا الذراري والأطفال إلى الأوس والخزرج عرفوا أنها دار منعة
وقوم أهل حلقة وبأس فخافوا خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاجتمعوا في دار الندوة ولم يتخلف أحد من أهل الرأي والحجى منهم
ليتشاوروا في أمره وحضرهم إبليس في صورة شيخ كبير من أهل نجد
مشتمل الصماء في بت فتذاكروا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأشار كل رجل منهم برأي كل ذلك يرده إبليس عليهم ولا يرضاه لهم
إلى أن قال أبو جهل أرى أن نأخذ من كل قبيلة من قريش غلاما نهدا
جليدا ثم نعطيه سيفا صارما فيضربونه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه
في القبائل فلا يدري بنو عبد مناف بعد ذلك ما تصنع قال فقال النجدي
لله در الفتى هذا والله الرأي وإلا فلا فتفرقوا على ذلك وأجمعوا عليه
وأتى جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره الخبر وأمره أن لا ينام
في مضجعه تلك الليلة وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي
بكر فقال إن الله عز وجل قد أذن لي في الخروج فقال أبو
227

بكر الصحابة يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم
قال أبو بكر فخذ بأبي أنت وأمي إحدى راحلتي هاتين فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم بالثمن وكان أبو بكر اشتراهما بثمانمائة درهم
من نعم بني قشير فأخذ إحداهما وهي القصواء وأمر عليا أن يبيت
في مضجعه تلك الليلة فبات فيه علي وتغشى بردا أحمر حضرميا كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام فيه واجتمع أولئك النفر من قريش
يتطلعون من صير الباب ويرصدونه يريدون ثيابه ويأتمرون أيهم يحمل على
المضطجع صاحب الفراش فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
عليهم وهم جلوس على الباب فأخذ حفنة من البطحاء فجعل يذرها على
رؤوسهم ويتلو يس والقرآن الحكيم حتى بلغ سواء عليهم
أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمون ومضى رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال قائل لهم ما تنتظرون قالوا محمدا قال خبتم
وخسرتم قد والله مر بكم وذر على رؤوسكم التراب قالوا والله ما
أبصرناه وقاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم وهم أبو جهل والحكم
بن أبي العاص وعقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث وأمية بن
خلف وابن الغيطلة وزمعة بن الأسود وطعيمة بن عدي وأبو لهب
وأبي بن خلف ونبيه ومنبه ابنا الحجاج فلما أصبحوا قام علي عن
الفراش فسألوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لاعلم لي به
وصار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزل أبي بكر فكان فيه
إلى الليل ثم خرج هو وأبو بكر فمضيا إلى غار ثور فدخلاه وضربت
العنكبوت على بابه بعشاش بعضها على بعض وطلبت قريش رسول الله
صلى الله عليه وسلم أشد الطلب حتى انتهوا إلى باب الغار فقال بعضهم
إن عليه العنكبوت قبل ميلاد محمد فانصرفوا
أخبرنا مسلم بن إبراهيم أخبرنا عون بن عمرو القيسي أخو رياح
228

القيسي أخبرنا أبو مصعب المكي قال أدركت زيد بن أرقم وأنس بن
مالك والمغيرة بن شعبة فسمعتهم يتحدثون أن النبي صلى الله عليه وسلم
ليلة الغار أمر الله شجرة فنبتت في وجه النبي صلى الله عليه وسلم فسترته
وأمر الله العنكبوت فنسجت على وجهه فسترته وأمر الله حمامتين وحشيتين
فوقعتا بفم الغار وأقبل فتيان قريش من كل بطن رجل بأسيافهم وعصيهم
وهراواتهم حتى إذا كانوا من النبي صلى الله عليه وسلم قدر أربعين
ذراعا نظر أولهم فرأى الحمامتين وحشيتين بفم الغار فعرفت أن ليس فيه
أحد قال فسمع النبي صلى الله عليه وسلم قوله فعرف أن الله قد درأ
عنه بهما فسمت النبي صلى الله عليه وسلم عليهن وفرض جزاءهن
وانحدرن في حرم الله رجع الحديث إلى الأول قالوا وكانت لأبي بكر
منيحة غنم يرعاها عامر بن فهيرة وكان يأتيهم بها ليلا فيحتلبون فإذا كان
سحر سرح مع الناس قالت عائشة وجهزناهما أحب الجهاز وصنعنا
لهما سفرة في جراب فقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها فأوكت
به الجراب وقطعت أخرى فصيرته عصاما لفم القربة فبذلك سميت
ذات النطاقين ومكث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في الغار
ثلاث ليال يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر واستأجر أبو بكر رجلا من
بني الديل هاديا خريتا يقال له عبد الله بن أريقط وهو على دين الكفر
ولكنهما أمناه فارتحلا ومعهما عامر بن فهيرة فأخذ بهم بن أريقط
يرتجز فما شعرت قريش أين وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى سمعوا صوتا من جني من أسفل مكة ولا يرى شخصه
جزى الله رب الناس خير جزائه رفيقين قالا خيمتي أم معبد
هما نزلا بالبر وارتحلا به فقد فاز من أمسى رفيق محمد
229

أخبرنا الحارث قال حدثني غير واحد من أصحابنا منهم محمد
بن المثنى البزاز وغيره قالوا أخبرنا محمد بن بشر بن محمد الواسطي
ويكنى أبا أحمد السكري أخبرنا عبد الملك بن وهب المذحجي عن الحر
بن الصياح عن أبي معبد الخزاعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
لما هاجر من مكة إلى المدينة هو وأبو بكر وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر
ودليلهم عبد الله بن أريقط الليثي فمروا بخيمتي أم معبد الخزاعية وكانت
امرأة جلدة برزة تحتبي وتقعد بفناء الخيمة ثم تسقي وتطعم
فسألوها تمرا أو لحما يشترون فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك وإذا القوم
مرملون مسنتون فقالت والله لو كان عندنا شئ ما أعوزكم القرى
فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في كسر الخيمة فقال
ما هذه الشاة يا أم معبد قالت هذه شاة خلفها الجهد عن الغنم
فقال هل بها من لبن قالت هي أجهد من ذلك قال أتأذنين
لي أن أحلبها قالت نعم بأبي أنت وأمي إن رأيت بها حلبا فدعا
رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشاة فمسح ضرعها وذكر اسم الله وقال
اللهم بارك لها في شاتها قال فتفاجت ودرت واجترت فدعا
بإناء لها يربض الرهط فحلب فيه ثجا حتى علبه الثمال فسقاها فشربت حتى
رويت وسقى أصحابه حتى رووا وشرب صلى الله عليه وسلم آخرهم
وقالساقي القوم آخرهم فشربوا جميعا عللا بعد نهل حتى أراضوا
ثم حلب فيه ثانيا عودا على بدء فغادره عندها ثم ارتحلوا عنها فقلما لبثت
أن جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزا حيلاعجافا هزلى ما تساوق مخهن
قليل لا نقي بهن فلما رأى اللبن عجب وقال من أين لكم هذا والشاة
عازبة ولا حلوبة في البيت قالت لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك كان
من حديثه كيت وكيت قال والله إني لأراه صاحب قريش الذي
يطلب صفيه لي يا أم معبد قالت رأيت رجلا ظاهر الوضاءة متبلج
230

الوجه حسن الخلق لم تعبه ثجلة ولم تزر به صعلة وسيم قسيم
في عينيه دعج وفي أشفاره وطف وفي صوته صحل أحور أكحل أزج
أقرن شديد سواد الشعر في عنقه سطع وفي لحيته كثافة إذا صمت
فعليه الوقار وإذا تكلم سما وعلاه البهاء وكأن منطقه خرزات نظم يتحدرن
حلو المنطق فصل لا نزر ولا هذر أجهر الناس وأجمله من بعيد
وأحلاه وأحسنه من قريب ربعة لا تشنوؤه من طول ولا تقتحمه عين من
قصر غصن بين غصنين فهو أنضر الثلاثة منظرا وأحسنهم قدرا له
رفقاء يحفون به إذا قال استمعوا لقوله وإذا أمر تبادروا إلى أمره
محفود محشود لا عابث ولا مفند قال هذا والله صاحب قريش الذي
ذكر لنا من أمره ما ذكر ولو كنت وافقته يا أم معبد لالتمست أن أصحبه
ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا وأصبح صوت بمكة عاليا بين السماء
والأرض يسمعونه ولا يرون من يقول وهو يقول
جزى الله رب الناس خير جزائه رفيقين حلا خيمتي أم معبد
هما نزلا بالبر وارتحلا به فأفلح من أمسى رفيق محمد
فيال قصي ما زوى الله عنكم به من فعال لا يجازي وسؤدد
سلوا أختكم عن شاتها وإنائها فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد
دعاها بشاة حائل فتحلبت له بصريح ضرة الشاة مزبد
فغادره رهنا لديها لحالب تدر بها في مصدر ثم مورد
وأصبح القوم قد فقدوا نبيهم وأخذوا على خيمتي أم معبد حتى لحقوا
النبي صلى الله عليه وسلم قال فأجابه حسان بن ثابت فقال
لقد خاب قوم غاب عنهم نبيهم وقدس من يسري إليهم ويغتدي
ترحل عن قوم فزالت عقولهم وحل على قوم بنور مجدد
231

وهل يستوي ضلال قوم تسلعوا عمى وهداة يهتدون بمهتد
نبي يرى ما لا يرى الناس حوله ويتلو كتاب الله في كل مشهد
فإن قال في يوم مقالة غائب فتصديقها في ضحوة اليوم أو غد
لتهن أبا بكر سعادة جده بصحبته من يسعد
الله يسعد ويهن بني كعب مكان فتاتهم ومقعدها للمسلمين بمرصد
قال عبد الملك فبلغنا أن أم معبد هاجرت إلى النبي صلى الله عليه
وسلم وأسلمت وكان خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم من
الغار ليلة الاثنين لأربع ليال خلون من شهر ربيع الأول فقال يوم الثلاثاء
بقديد فلما راحوا منها عرض لهم سراقة بن مالك بن جعشم وهو على
فرس له فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسخت قوائم
فرسه فقال يا محمد أدع الله أن يطلق فرسي وأرجع عنك وأرد من
ورائي ففعل فأطلق ورجع فوجد الناس يلتمسون رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال ارجعوا فقد استبرأت لكم ما ههنا وقد عرفتم بصري
بالأثر فرجعوا عنه أخبرنا عثمان بن عمر عن بن عون عن عمير بن إسحاق
قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر فعرض لهما
سراقة بن جعشم فساخت فرسه فقال يا هذان ادعوا لي الله ولكما
ألا أعود فدعوا الله فعاد فساخت فقال ادعوا
لي الله ولكما ألا أعود قال وعرض عليهما الزاد والحملان فقالا أكفنا نفسك فقال
قد كفيتكماها
ثم رجع الحديث إلى الأول قال وسلك رسول الله صلى الله
عليه وسلم في الخرار ثم جاز ثنية المرة ثم سلك لقفاثم أجاز مدلجة
لقف ثم استبطن مدلجة مجاج ثم سلك مرجح مجاج ثم بطن مرجح
232

ثم بطن ذات كشد ثم على الحدائد ثم على الاذاخر ثم بطن ريغ فصلى
به المغرب ثم ذا سلم ثم أعدا مدلجة ثم العثانية ثم جاز بطن القاحة ثم
هبط العرج ثم سلك في الجدوات ثم في الغابر عن يمين ركوبة ثم هبط
بطن العقيق حتى انتهى إلى الجثجاثة فقال من يدلنا على الطريق
إلى بني عمرو بن عوف فلا يقرب المدينة فسلك على طريق الظبي حتى
خرج على العصبة وكان المهاجرون قد استبطأوا رسول الله صلى الله عليه
وسلم في القدوم عليهم فكانوا يغدون مع الأنصار إلى ظهر حرة العصبة
فيتحينون قدومه في أول النهار فإذا أحرقتهم الشمس رجعوا إلى منازلهم
فلما كان اليوم الذي قدم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوم
الاثنين لليلتين خلتا من شهر ربيع الأول ويقال لاثنتي عشرة ليلة خلت من
شهر ربيع الأول جلسوا كما كانوا يجلسون فلما أحرقتهم الشمس
رجعوا إلى بيوتهم فإذا رجل من اليهود يصيح على أطم بأعلى صوته يا بني
قيلة هذا صاحبكم قد جاء فخرجوا فإذا رسول الله صلى الله عليه
وسلم وأصحابه الثلاثة فسمعت الرجة في بني عمرو بن عوف والتكبير
وتلبس المسلمون السلاح فلما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى قباء جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام أبو بكر يذكر
الناس وجاء المسلمون يسلمون على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على كلثوم بن الهدم وهو الثبت
عندنا ولكنه كان يتحدث مع أصحابه في منزل سعد بن خيثمة وكان
يسمى منزل العزاب فلذلك قيل نزل على سعد بن خيثمة
أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس
أن أبا بكر الصديق كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم بين مكة
والمدينة وكان أبو بكر يختلف إلى الشام فكان يعرف وكان النبي
صلى الله عليه وسلم لا يعرف فكانوا يقولون يا أبا بكر من هذا
233

الغلام بين يديك فقال هذا يهديني السبيل فلما دنوا من المدينة نزلا
الحرة وبعث إلى الأنصار فجاؤوا فقالوا قوما آمنين مطمئنين قال
فشهدته يوم دخل المدينة علينا فما رأيت يوما قط كان أحسن ولا أضوأ من
يوم دخل المدينة علينا وشهدته يوم مات فما رأيت قط يوما كان أقبح
ولا أظلم من يوم مات
أخبرنا هاشم بن القاسم الكناني أخبرنا أبو معشر عن أبي وهب مولى
أبي هريرة قال ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم وراء أبي بكر
ناقته قال فكلما لقيه إنسان قال من أنت قال باغ أبغي فقال
من هذا وراءك قال هاد يهديني
أخبرنا مسلم بن إبراهيم أخبرنا جعفر بن سليمان أخبرنا ثابت البناني
عن أنس بن مالك قال لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله
عليه وسلم المدينة أضاء منها كل شئ
أخبرنا وهب بن جرير بن حازم قال أخبرنا شعبة عن أبي إسحاق
عن البراء قال جاء النبي صلى الله عليه وسلم يعني إلى المدينة في الهجرة
فما رأيت أشد فرحا منهم بشئ من النبي ص حتى
سمعت النساء والصبيان والإماء يقولون هذا رسول الله قد جاء
قد جاء
أخبرنا يحيى بن عباد وعفان بن مسلم قالا أخبرنا شعبة قال أنبأنا
أبو إسحاق قال سمعت البراء يقول أول من قدم علينا من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير وابن أم مكتوم فجعلا
يقرئان الناس القرآن قال ثم جاء عمار وبلال وسعد قال ثم جاء
عمر بن الخطاب في عشرين قال ثم جاء رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال فما رأيت الناس فرحوا بشئ قط فرحهم به حتى رأيت الولائد
والصبيان يقولون هذا رسول الله قد جاء فما قدم حتى قرأت سبح
234

اسم ربك الاعلى وسورا من المفصل
أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي قال أخبرنا عوف بن زرارة
بن أوفى قال قال عبد الله بن سلام لما قدم رسول الله صلى الله عليه
وسلم المدينة انجفل الناس إليه وقيل قدم رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال فجئت في الناس لأنظر إليه قال فلما رأيت وجه رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا وجهه ليس بوجه كذاب قال فكان
أول شئ سمعته يتكلم به أن قال يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا
الطعام وصلوا الأرحام وصلوا والناس نيام وادخلوا الجنة
بسلام
أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا عبد الوارث أخبرنا أبو التياح
عن أنس بن مالك قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل في
علو المدينة في حي يقال لهم بنو عمرو بن عوف فأقام أربع عشرة ليلة
ثم أرسل إلى ملا من بني النجار فجاؤوه متقلدين سيوفهم قال أنس فكأني
أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ردفه وملا بني
النجار حوله حتى ألقي بفناء أبي أيوب
أخبرنا أبو معمر المنقري أخبرنا عبد الوارث أخبرنا عبد العزيز
بن صهيب عن أنس بن مالك قال أقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم
إلى المدينة وهو مردف أبا بكر قال وأبو بكر شيخ يعرف ونبي الله
صلى الله عليه وسلم شاب لا يعرف قال فيلقى الرجل أبا بكر فيقول
يا أبا بكر من هذا الرجل الذي بين يديك فيقول هذا الرجل يهديني
السبيل قال فيحسب الحاسب أنما يهديه الطريق وإنما يعني سبيل
الخير قال والتفت أبو بكر فإذا هو بفارس قد لحقهم فقال يا نبي الله
هذا فارس قد لحق بنا قال فالتفت نبي الله صلى الله عليه وسلم
فقال اللهم أصرعه فصرعته فرسه ثم قامت تحمحم
235

قال فقال يا نبي الله مرني بما شئت قال فقال قف مكانك فلا
تتركن أحدا يلحق بنا قال فكان أول النهار جاهدا على رسول
الله صلى الله عليه وسلم وكان آخر النهار مسلحة له قال فنزل نبي
الله صلى الله عليه وسلم جانب الحرة وبعث إلى الأنصار فجاؤوا نبي
الله صلى الله عليه وسلم فسلموا عليهما وقالوا اركبا آمنين مطاعين
قال فركب نبي الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وحفوا حولهما
بالسلاح قال فقيل في المدينة جاء نبي الله جاء نبي الله فاستشرفوا
نبي الله ينظرون ويقولون جاء نبي الله صلى الله عليه وسلم قال فأقبل
يسير حتى نزل إلى جنب دار أبي أيوب قال فإنه ليحدث أهله إذ سمع
به عبد الله بن سلام وهو في نخل لأهله يخترف
لهم فعجل أن يضع التي يخترف فيها فجاء وهي معه فسمع من نبي الله صلى الله عليه وسلم ثم رجع
إلى أهله فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم أي بيوت أهلنا أقرب
قال فقال أبو أيوب يا نبي الله هذه داري وهذا بابي قال فقال اذهب
فهيئ لنا مقيلا قال فذهب فهيأ لهما مقيلا ثم جاء فقال يا نبي
الله قد هيأت لكما مقيلا قوما على بركة الله فقيلا
قال ثم رجع الحديث إلى الأول قالوا أقام رسول الله صلى
الله عليه وسلم ببني عمرو بن عوف يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء
والخميس وخرج يوم الجمعة فجمع في بني سالم ويقال أقام ببني عمرو
بن عوف أربع عشرة ليلة فلما كان يوم الجمعة ارتفاع النهار دعا راحلته
وحشد المسلمون وتلبسوا بالسلاح وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم
ناقته القصواء والناس معه عن يمينه وشماله فاعترضته الأنصار لا يمر بدار
من دورهم إلا قالوا هلم يا نبي الله إلى القوة والمنعة والثروة فيقول
لهم خيرا ويدعو لهم ويقول إنها مأمورة فخلوا سبيلها فلما أتى
مسجد بني سالم جمع بمن كان معه من المسلمين وهم مائة
236

أخبرنا يحيى بن محمد الجاري قال حدثني مجمع بن يعقوب أنه سمع
شرحبيل بن سعد يقول لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينتقل
من قباء اعترضت له بنو سالم فقالوا يا رسول الله وأخذوا بخطام راحلته
هلم إلى العدد والعدة والسلاح والمنعة فقال خلوا سبيلها فإنها
مأمورة ثم اعترضت له بنو الحارث بن الخزرج فقالوا له مثل ذلك فقال
لهم مثل ذلك ثم اعترضت له بنو عدي فقالوا له مثل ذلك فقال لهم مثل
ذلك حتى بركت حيث أمرها الله
قال ثم رجع الحديث إلى الأول قال ثم ركب رسول الله
صلى الله عليه وسلم ناقته وأخذ عن يمين الطريق حتى جاء بلحبلى ثم
مضى حتى انتهى إلى المسجد فبركت عند مسجد رسول الله صلى الله عليه
وسلم فجعل الناس يكلمون رسول الله صلى الله عليه وسلم في النزول
عليهم وجاء أبو أيوب خالد بن زيد بن كليب فحط رحله فأدخله منزله
فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المرء مع رحله وجاء
أسعد بن زرارة فأخذ بزمام راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت
عنده وهذا الثبت قال زيد بن ثابت فأول هدية دخلت على رسول الله
صلى الله عليه وسلم في منزل أبي أيوب هدية دخلت بها إناء قصعة مثرودة
فيها خبز وسمن ولبن فقلت أرسلت بهذه القصعة أمي فقال بارك الله
فيك ودعا أصحابه فأكلوا فلم أرم الباب حتى جاءت قصعة سعد بن
عبادة ثريد وعراق وما كان من ليلة إلا وعلى باب رسول الله صلى الله
عليه وسلم الثلاثة والأربعة يحملون الطعام يتناوبون ذلك حتى تحول رسول
الله صلى الله عليه وسلم من منزل أبي أيوب وكان مقامه فيه سبعة أشهر
وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم من منزل أبي أيوب زيد بن حارثة
وأبا رافع وأعطاهما بعيرين وخمسمائة درهم إلى مكة فقدما عليه بفاطمة
وأم كلثوم ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسودة بنت زمعة
237

زوجته وأسامة بن زيد وكانت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
قد هاجر بها زوجها عثمان بن عفان قبل ذلك وحبس أبو العاص بن الربيع
امرأته زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمل زيد بن حارثة
امرأته أم أيمن مع ابنها أسامة بن زيد وخرج عبد الله بن أبي بكر معهم
بعيال أبي بكر فيهم عائشة فقدموا المدينة فأنزلهم في بيت حارثة
بن النعمان
ذكر مؤاخاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
بين المهاجرين والأنصار
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري قال
وحدثنا موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه قال وحدثنا عبد الرحمن
بن أبي الزناد عن إبراهيم بن يحيى بن زيد بن ثابت قال وحدثنا موسى
بن ضمرة بن سعيد عن أبيه قالوا لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم
المدينة آخى بين المهاجرين بعضهم لبعض وآخى بين المهاجرين والأنصار
آخى بينهم على الحق والمؤاساة ويتوارثون بعد الممات دون ذوي الأرحام
وكانوا تسعين رجلا خمسة وأربعون
من المهاجرين وخمسة وأربعون من الأنصار ويقال كانوا مائة خمسون
من المهاجرين وخمسون من الأنصار وكان ذلك قبل بدر فلما كانت وقعة بدر وأنزل الله تعالى
وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله إن الله بكل
شئ عليم فنسخت هذه الآية ما كان قبلها وأنقطعت المؤاخاة في
الميراث ورجع كل إنسان إلى نسبه وورثه ذوو رحمه
أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا حماد بن سلمة عن عاصم الأحول
238

عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حالف بين المهاجرين
والأنصار في دار أنس
ذكر بناء رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد بالمدينة
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر بن راشد عن الزهري قال
بركت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موضع مسجد رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ يصلي فيه رجال من المسلمين وكان مربدا
لسهل وسهيل غلامين يتيمين من الأنصار وكانا في حجر أبي أمامة أسعد
بن زرارة فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغلامين فساومهما
بالمربد ليتخذه مسجدا فقالا بل نهبه لك يا رسول الله فأبى رسول
الله صلى الله عليه وسلم حتى ابتاعه منهما قال محمد بن عمر وقال
غير معمر عن الزهري فابتاعه منهما بعشرة دنانير قال وقال معمر عن
الزهري وأمر أبا بكر أن يعطيهما ذلك وكان جدارا مجدرا ليس عليه
سقف وقبلته إلى بيت المقدس وكان أسعد بن زرارة بناه فكان يصلي
بأصحابه فيه ويجمع بهم فيه الجمعة قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه
وسلم فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنخل الذي في الحديقة
والغرقد الذي فيه أن يقطع وأمر باللبن فضرب وكان في المربد قبور
جاهلية فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فنبشت وأمر بالعظام أن
تغيب وكان في المربد ماء مستنجل فسيروه حتى ذهب وأسسوا المسجد
فجعلوا طوله مما يلي القبلة إلى مؤخره مائة ذراع وفي هذين الجانبين مثل
ذلك فهو مربع ويقال كان أقل من المائة وجعلوا الأساس قريبا من
ثلاثة أذرع على الأرض بالحجارة ثم بنوه باللبن وبنى رسول الله صلى
239

الله عليه وسلم وأصحابه وجعل ينقل معهم الحجارة بنفسه ويقول
اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة
وجعل يقول
هذا الحمال لا حمال خيبر هذا أبر ربنا وأطهر
وجعل قبلته إلى بيت المقدس وجعل له ثلاثة أبواب بابا في مؤخره
وبابا يقال له باب الرحمة وهو الباب الذي يدعى باب عاتكة والباب
الثالث الذي يدخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الباب الذي
يلي آل عثمان وجعل طول الجدار بسطة وعمده الجذوع وسقفه
جريدا فقيل له ألا تسقفه فقال عريش كعريش موسى
خشيبات وثمام الشأن أعجل من ذلك وبنى بيوتا إلى جنبه باللبن
وسقفها بجذوع النخل والجريد فلما فرغ من البناء بنى بعائشة في البيت الذي
بابه شارع إلى المسجد وجعل سودة بنت زمعة في البيت الآخر الذي يليه
إلى الباب الذي يلي آل عثمان
أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا عبد الوارث بن سعيد أخبرنا أبو
التياح عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يصلي حيث أدركته الصلاة ويصلي في مرابض الغنم ثم انه أمر بالمسجد
فأرسل إلى ملا من بني النجار فجاؤوه فقال ثامنوني بحائطكم
هذا قالوا لا والله لا نطلب ثمنه إلا إلى الله قال أنس فكانت فيه
قبور المشركين وكان فيه نخل وكانت فيه خرب فأمر رسول الله
صلى الله عليه وسلم بالنخل فقطع وبقبور المشركين فنبشت وبالخرب
فسويت قال فصفوا النخل قبلة وجعلوا عضادتيه حجارة وكانوا
يرتجزون ورسول الله صلى الله عليه وسلم معهم وهو يقول
اللهم لا خير إلا خير الآخرة فانصر الأنصار والمهاجرة
240

قال أبو التياح فحدثني بن أبي الهذيل أن عمارا كان رجلا ضابطا
وكان يحمل حجرين حجرين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويها
بن سمية تقتلك الفئة الباغية
أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثني معتمر بن سليمان التيمي قال
سمعت معمر بن راشد يحدث عن الزهري قال قال نبي الله صلى الله
عليه وسلم وهم يبنون المسجد
هذا الحمال لا حمال خيبر هذا أبر ربنا وأطهر
قال فكان الزهري يقول أنه لم يقل شيئا من الشعر إلا قد قيل قبله أو
نوى ذاك إلا هذا
ذكر صرف القبلة عن بيت المقدس إلى الكعبة
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن
داود بن الحصين عن عكرمة عن بن عباس قال وأخبرنا عبد الله بن جعفر
الزهري عن عثمان بن محمد الأخنسي وعن غيرهما أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا وكان
يحب أن يصرف إلى الكعبة فقال يا جبريل وددت أن الله صرف
وجهي عن قبلة يهود فقال جبريل إنما أنا عبد فادع ربك وسله
وجعل إذا صلى إلى بيت المقدس يرفع رأسه إلى السماء فنزلت عليه قد
نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فوجه
إلى الكعبة إلى الميزاب ويقال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ركعتين من الظهر في مسجده بالمسلمين ثم أمر أن يوجه إلى المسجد الحرام
فاستدار إليه ودار معه المسلمون ويقال بل زار رسول الله صلى الله عليه
241

وسلم أم بشر بن البراء بن معرور في بني سلمة فصنعت له طعاما وحانت
الظهر فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه ركعتين ثم أمر
أن يوجه إلى الكعبة فاستدار إلى الكعبة واستقبل الميزاب فسمي المسجد
مسجد القبلتين وذلك يوم الاثنين للنصف من رجب على رأس سبعة عشر
شهرا وفرض صوم شهر رمضان في شعبان على رأس ثمانية عشر شهرا
قال محمد بن عمر وهذا الثبت عندنا
أخبرنا يزيد بن هارون عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم صلى إلى بيت المقدس بعد أن قدم المدينة ستة
عشر شهرا ثم حول إلى الكعبة قبل بدر بشهرين
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا زهير عن أبي إسحاق عن البراء
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى قبل بيت المقدس ستة عشر شهرا
أو سبعة عشر شهرا وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت وأنه صلاها
أو صلى صلاة العصر وصلى معه قوم فخرج رجل ممن كان صلى معه فمر
على أهل مسجد وهم راكعون فقال أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم قبل مكة فداروا كما هم قبل البيت
أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا حماد بن سلمة قال أخبرنا ثابت
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي نحو بيت
المقدس فنزلت قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة
ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام فمر رجل من بني سلمة
يقوم وهم ركوع في صلاة الفجر وقد صلوا ركعة فنادى ألا إن القبلة قد
حولت إلى الكعبة فمالوا إلى الكعبة
أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدني أخبرنا كثير بن عبد
الله المزني عن أبيه عن جده أنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم حين قدم المدينة فصلى نحو بيت المقدس سبعة عشر شهرا
242

أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا قيس بن الربيع أخبرنا زياد بن
علاقة عن عمارة بن أوس الأنصاري قال صلينا إحدى صلاتي العشي
فقام رجل على باب المسجد ونحن في الصلاة فنادى ان الصلاة قد وجهت
إلى الكعبة فتحول أو انحرف امامنا نحو الكعبة والنساء والصبيان
أخبرنا يحيى بن حماد أخبرنا أبو عوانة عن سليمان الأعمش عن
مجاهد عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
بمكة يصلي نحو بيت المقدس والكعبة بين يديه وبعدما هاجر إلى المدينة
شتة عشر شهرا ثم وجه إلى الكعبة
أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا أبو معشر عن محمد بن كعب القرظي
قال ما خالف نبي نبيا قط في قبلة ولا في سنة إلا أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم استقبل بيت المقدس من حيث قدم المدينة ستة عشرا شهرا ثم
قرأ شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا
أخبرنا الحسن بن موسى أخبرنا زهير أخبرنا أبو إسحاق عن البراء
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أول ما قدم المدينة نزل على
أجداده أو قال على أخواله من الأنصار وأنه صلى قبل بيت المقدس ستة
عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت
وأنه صلى أول صلاة صلاها العصر وصلاها معه قوم فخرج رجل ممن
صلى معه فمر على أهل مسجد وهم راكعون فقال أشهد بالله لقد صليت
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مكة فداروا كما هم قبل
البيت وكان يعجبه أن يحول قبل البيت وكانت اليهود قد أعجبهم إذ
كان يصلي قبل بيت المقدس وأهل الكتاب فلما ولى وجهه قبل
البيت أنكروا ذلك
أخبرنا الحسن بن موسى أخبرنا زهير أخبرنا أبو إسحاق عن البراء
في حديثه هذا أنه مات على القبلة قبل أن تحول قبل البيت رجال وقتلوا
243

فلم ندر ما يقول فيهم فأنزل الله وما كان الله ليضيع ايمانكم إن
الله بالناس لرؤوف رحيم
ذكر المسجد الذي أسس على التقوى
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا ربيعة بن عثمان عن عمران بن أبي
أنس عن سهل بن سعد وحدثنا عبد العزيز بن محمد وسليمان بن بلال عن
إسحاق بن المستورد عن محمد بن عمر بن جارية عن أبي غزية وحدثنا
عبد الله بن محمد عن أبيه عن جده عن أبي سعيد الخدري قال 4 وا لما صرفت
القبلة إلى الكعبة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجد قباء فقدم
جدار المسجد إلى موضعه اليوم وأسسه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
جبريل يؤم بي البيت ونقل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه
الحجارة لبنائه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيه كل سبت ماشيا
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من توضأ فأسبغ الوضوء ثم
جاء مسجد قباء فصلى فيه كان له أجر عمرة وكان عمر
يأتيه يوم الاثنين ويوم الخميس وقال لو كان بطرف من الأطراف لضربنا
إليه أكباد الإبل وكان أبو أيوب الأنصاري يقول هو المسجد الذي
أسس على التقوى وكان أبي بن كعب وغيره من أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقولون هو مسجد رسول الله صلى الله عليه
وسلم
أخبرنا محمد بن الصلت أخبرنا أبو كدينة عن هشام بن عروة
عن أبيه في قوله تعالى لمسجد أسس على التقوى قال
مسجد قباء
244

أخبرنا سفيان بن عيينة عن زيد بن عمر قال قال بن عمر دخل
رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجد بني عمرو بن عوف وهو مسجد
قباء قال فدخلت عليه رجال الأنصار يسلمون عليه قال بن عمر
ودخل معه صهيب فسألت صهيبا كيف كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يصنع إذا كان يسلم عليه قال كان يشير بيده
أخبرنا أنس بن عياض أبو ضمرة حدثنا شريك بن عبد الله بن أبي
نمر عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه قال خرجت مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين إلى قباء
أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن جابر عن سالم أو
نافع عن بن عمر قال لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي
مسجد قباء راكبا وماشيا
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن بن
عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي قباء ماشيا وراكبا
أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسي أخبرنا عبيد الله يعني بن عمر
عن نافع عن بن عمر أنه كان يأتي مسجد قباء فيصلي فيه ركعتين
أخبرنا معن بن عيسى والفضل بن دكين قالا أخبرنا هشام بن سعد
عن نافع عن عبد الله بن عمر قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم إلى قباء فقام يصلي فجاءته الأنصار تسلم عليه فقال بن عمر
فقلت لبلال كيف رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرد عليهم
قال يشير إليهم بيده وهو يصلي
أخبرنا خالد بن مخلد وأبو عامر العقدي قالا أخبرنا عبد الله بن
جعفر عن عمته أم بكر بنت المسور أن عمر بن الخطاب قال لو كان
مسجد قباء في أفق من الآفاق لضربنا إليه أكباد الإبل
أخبرنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة قال أخبرنا أبو أسامة أخبرنا
245

عبد الحميد بن جعفر أخبرنا أبوالابرد مولى بني خطمة عن أسد بن
ظهير وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم من أتى مسجقباء فصلى فيه كان
كعمرة
ذكر الاذان
أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي أخبرنا سليمان بن سليم القاري عن
سليمان بن سحيم عن نافع بن جبير قال وحدثنا عبد الحميد بن جعفر
عن يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قال وحدثنا هشام بن سعيد عن
زيد بن أسلم قال وحدثنا معمر بن راشد عن الزهري عن سعيد بن المسيب
قالوا كان الناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يؤمر بالاذان
ينادي منادي النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة جامعة فيجتمع الناس
فلما صرفت القبلة إلى الكعبة أمر بالاذان وكان رسول الله صلى الله عليه
وسلم قد أهمه أمر الاذان وأنهم ذكروا أشياء يجمعون بها الناس للصلاة
فقال بعضهم البوق وقال بعضهم الناقو س فبينا هم على ذلك إذ نام عبد الله
بن زيد الخزرجي فأري في النوم أن رجلا مر وعليه ثوبان أخضران وفي
يده ناقوس قال فقلت أتبيع الناقوس فقال ماذا تريد به فقلت
أريد أن أبتاعه لكي أضرب به للصلاة لجماعة الناس قال فأنا أحدثك
بخير لكم من ذلك تقول الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن
محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الفلاح الله أكبر الله أكبر
لا إله إلا الله فأتى عبد الله بن زيد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأخبره فقال له قم مع بلال فألق عليه ما قيل لك وليؤذن
246

بذلك ففعل وجاء عمر فقال لقد رأيت مثل الذي رأى فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم فلله الحمد فذلك أثبت قالوا وأذن
بالاذان وبقي ينادي في الناس الصلاة جامعة للامر يحدث فيحضرون له
يخبرون به مثل فتح يقرأ أو أمر يؤمرون به فينادي الصلاة جامعة وإن
كان في غير وقت الصلاة
أخبرنا محمد بن كثير العبدي أخبرنا سليمان بن كثير أخبرنا حصين
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الله بن زيد الأنصاري ثم من بني النجار
قال استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس في الاذان فقال
لقد هممت أن أبعث رجالا فيقومون على آطام المدينة
فيؤذنون الناس بالصلاة حتى هموا أن ينقسوا قال فأتى عبد
الله بن زيد أهله فقالوا ألا نعشيك قال لا أذوق طعاما فإني قد رأيت
نبي الله صلى الله عليه وسلم قد أهمه أمره للصلاة فنام فرأى في المنام كأن
رجلا عليه ثياب خضر وهو قائم على سقف المسجد فأذن ثم قعد قعدة
ثم قام فأقام الصلاة قال فقام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره
بالذي رأى فأمره أن يعلم بلالا ففعل قال فأقبل الناس لما سمعوا
ذلك وجاء عمر بن الخطاب فقال يا رسول الله لقد رأيت الذي رأى
فقال له نبي الله صلى الله عليه وسلم فما منعك أن تأتيني قال
استحييت لما رأيتني قد سبقت يا رسول الله
أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي أخبرنا مسلم بن خالد
حدثني عبد الرحيم بن عمر عن بن شهاب عن سالم بن عبد الله بن عمر
عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يجعل
شيئا يجمع به الناس للصلاة فذكر عنده البوق وأهله فكرهه وذكر
الناقوس وأهله فكرهه حتى أري رجل من الأنصار يقال له عبد الله بن
زيد الاذان وأريه عمر بن الخطاب تلك الليلة فأما عمر فقال إذا أصبحت
247

أخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما الأنصاري فطرق رسول
الله صلى الله عليه وسلم من الليل فأخبره وأمر رسول الله صلى الله
عليه وسلم بلالا فأذن بالصلاة وذكر أذان الناس اليوم قال فزاد
بلال في الصبح الصلاة خير من النوم فأقرها رسول الله صلى الله عليه
وسلم وليست فيما أري الأنصاري
ذكر فرض شهر رمضان وزكاة الفطر
وصلاة العيدين وسنة الأضحية
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن الجمحي عن
الزهري عن عروة عن عائشة قال وأخبرنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن
بن عمر قال وأخبرنا عبد العزيز بن محمد عن ربيح بن عبد الرحمن بن
أبي سعيد الخدري عن أبيه عن جده قالوا نزل فرض شهر رمضان بعدما
صرفت القبلة إلى الكعبة بشهر في شعبان على رأس ثمانية عشر شهرا من
مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر رسول الله صلى الله عليه
وسلم في هذه السنة بزكاة الفطر وذلك قبل أن تفرض الزكاة في الأموال
وأن تخرج عن الصغير والكبير والحر والعبد والذكر والاثنى صاع
من تمر أو صاع من شعير أو صاع من زبيب أو مدان من بر
وكان يخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الفطر بيومين فيأمر
بإخراجها قبل أن يغدو إلى المصلى وقال أغنوهم يعني المساكين
عن طواف هذا اليوم وكان يقسمها إذا رجع وصلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم صلاة العيد يوم الفطر بالمصلى قبل الخطبة وصلى العيد
يوم الأضحى وأمر بالأضحية وأقام بالمدينة عشر سنين يضحي في
248

كل عام
أخبرنا عبد الله بن نمير عن حجاج عن نافع قال سئل بن عمر
عن الأضحية فقال أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة عشر
سنين لا يدع الأضحى ثم رجع الحديث إلى حديث محمد بن عمر الأول
قالوا وكان يصلي العيدين قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة وكانت تحمل
العنزة بين يديه وكانت العنزة للزبير بن العوام قدم بها من أرض الحبشة فأخذها
منه رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا حماد بن خالد الخياط عن العمري عن نافع عن بن عمر
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كانت تحمل له عنزة يوم العيد يصلي
إليها ثم رجع الحديث إلى حديث محمد بن عمر قالوا وكان رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا ضحى اشترى كبشين سمينين أقرنين أملحين
فإذا صلى وخطب أتي بأحدهما وهو قائم في مصلاه فذبحه بيده بالمدية ثم
يقول اللهم هذا عن أمتي جميعا من شهد لك بالتوحيد وشهد
لي بالبلاغ ثم يؤتى بالآخر فيذبحه هو عن نفسه بيده ثم يقول هذا
عن محمد وآل محمد فيأكل هو وأهله منه ويطعم المساكين
وكان يذبح عند طرف الزقاق عند دار معاوية قال محمد بن عمر وكذلك
تصنع الأئمة عندنا بالمدينة
ذكر منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن
عبد المجيد بن سهيل عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال وحدثني غير محمد
بن عبد الرحمن أيضا ببعض ذلك قالوا كان رسول الله صلى الله عليه
249

وسلم يوم الجمعة يخطب إلى جذع في المسجد قائما فقال إن القيام
قد شق علي فقال له تميم الداري ألا أعمل لك منبرا كما رأيت
يصنع بالشام فشاور رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين في ذلك
فرأوا أن يتخذه فقال العباس بن عبد المطلب إن لي غلاما يقال له كلاب
أعمل الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مره أن يعمله
فأرسله إلى أثلة بالغابة فقطعها ثم عمل منها درجتين ومقعدا ثم جاء
به فوضعه في موضعه اليوم فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام
عليه وقال منبري هذا على ترعة من ترع الجنة وقوائم منبري
رواتب في الجنة وقال منبري على حوضي وقال ما بين
منبري وبيتي روضةمن رياض الجنة وسن رسول الله صلى الله
عليه وسلم الايمان على الحقوق عند منبره وقال من حلف على
منبري كاذبا ولو على سواك أراك فليتبوأ مقعده من النار
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صعد على المنبر سلم فإذا
جلس أذن المؤذن وكان يخطب خطبتين ويجلس جلستين وكان يشير
بإصبعه ويؤمن الناس وكان يتوكأ على عصا يخطب عليها يوم الجمعة
وكانت من شوحط وكان إذا خطب استقبله الناس بوجوههم وأصغوا
بأسماعهم ورمقوه بأبصارهم وكان يصلي الجمعة حين تميل الشمس
وكان له برد يمني طوله ست أذرع في ثلاث أذرع وشبر وإزار من نسج
عمان طوله أربع أذرع وشبر في ذراعين وشبر فكان يلبسهما في الجمعة ويوم
العيد ثم يطويان
أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس المدني بن أخت مالك بن
أنس قال حدثني سليمان بن بلال عن سعد بن سعيد بن قيس عن عباس
بن سهل بن سعد الساعدي عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
يقوم الجمعة إذا خطب إلى خشبة ذات فرضتين قال أراها من دوم
250

وكانت في مصلاه فكان يتكئ إليها فقال له أصحابه يا رسول الله
إن الناس قد كثروا فلو اتخذت شيئا تقوم عليه إذا خطبت يراك الناس
فقال ما شئتم قال سهل ولم يكن بالمدينة إلا نجار واحد فذهبت أنا
وذاك النجار إلى الخافقين فقطعنا هذا المنبر من أثلة قال فقام عليه النبي
صلى الله عليه وسلم فحنت الخشبة فقال النبي صلى الله عليه وسلم
ألا تعجبون لحنين هذه الخشبة فأقبل الناس وفرقوا من حنينها
حتى كثر بكاؤهم فنزل النبي صلى الله عليه وسلم حتى أتاها فوضع
يده عليها فسكنت فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بها فدفنت تحت
منبره أو جعلت في السقف
قال أخبرنا يحيى بن محمد الجاري عن عبد المهيمن بن عباس بن سهل
بن سعد الساعدي عن أبيه عن جده قال قطع للنبي صلى الله عليه وسلم
ثلاث درجات من طرفاء الغابة وأن سهلا حمل خشبة منهن حتى وضعها
في موضع المنبر
أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن صالح بن
كيسان عن بن شهاب قال حدثني من سمع جابر بن عبد الله يقول إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم إلى جذع نخلة منصوب في
المسجد حتى إذا بدا له أن يتخذ المنبر شاور ذوي الرأي من المسلمين فرأوا
أن يتخذه فاتخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كان يوم الجمعة
أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس على المنبر فلما فقده
الجذع حن حنينا أفزع الناس فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من
مجلسه حتى انتهى إليه فقام إليه ومسه فهدأ ثم لم يسمع له حنين بعد ذلك
اليوم
أخبرنا عبد الله بن جعفر الرفي قال حدثني عبيد الله بن عمرو عن
بن عقيل عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه قال كان رسول الله صلى
251

الله عليه وسلم يصلي إلى جذع إذ كان المسجد عريشا فكان يخطب إلى
ذلك الجذع فقال رجل من أصحابه يا رسول الله هل لك أن أعمل لك
منبرا تقوم عليه يوم الجمعة حتى يراك الناس وتسمعهم خطبتك قال
نعم فصنع له ثلاث درجات هن اللاتي على المنبر أعلى المنبر فلما
صنع المنبر ووضع في موضعه وأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
يقوم على المنبر فمر إليه فخار الجذع حتى تصدع وانشق فنزل رسول
الله صلى الله عليه وسلم فمسحه بيده حتى سكن ثم رجع إلى المنبر
وكان إذا صلى صلى إلى ذلك الجذع فلما هدم المسجد وغير أخذ ذلك
الجذع أبي بن كعب فكان عنده في داره حتى بلي وأكلته الأرضة وعاد
رفاتا
أخبرنا كثير بن هشام أخبرنا حماد بن سلمة أخبرنا عمار بن
أبي عمار عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى
جذع فلما اتخذ المنبر فتحول إليه حن الجذع حتى أتاه فاحتضنه فقال
لو لم أحتضنه لحن إلى يوم القيامة
أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي أخبرنا عبد العزيز
بن أبي حازم عن أبيه أنه سمع سهل بن سعد يسأل عن المنبر من أي عود
هو فقال أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فلانة امرأة
سماها فقال مري غلامك النجار يعمل لي أعوادا أكلم الناس
عليها فعمل هذه الثلاث الدرجات من طرفاء الغابة فأمر رسول الله
صلى الله عليه وسلم فوضعت هذا الموضع قال سهل فرأيت رسول
الله صلى الله عليه وسلم أول يوم جلس عليه كبر فكبر الناس خلفه
ثم ركع وهو على المنبر ثم رفع فنزل القهقهرى فسجد في أصل المنبر ثم
عاد حتى فرغ من صلاته فصنع فيها كما صنع في الركعة الأولى فلما
فرغ أقبل على الناس فقال أيها الناس إنما صنعت هذا لتأتموا بي
252

ولتعلموا صلاتي
أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس قال حدثني سليمان بن
بلال عن يحيى بن سعيد قال أخبرني حفص بن عبيد الله بن أنس بن مالك
الأنصاري أنه سمع جابر بن عبد الله يقول كان المسجد في زمن النبي
صلى الله عليه وسلم مسقوفا على جذوع من نخل فكان النبي صلى الله
عليه وسلم إذا خطب يقوم إلى جذع منها فلما صنع له المنبر فكان عليه
قال فسمعنا لذلك الجذع صوتا كصوت العشار حتى جاءه النبي صلى
الله عليه وسلم فوضع يده عليه فسكن
أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن محمد
بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال منبري هذا على ترعة من ترع الجنة قال
والترعة الباب
أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب أخبرنا عبد العزيز بن أبي حازم
عن أبيه عن سهل بن سعد قال كنا نقول إن المنبر على ترعة من ترع الجنة
قال سهل أتدرون ما الترعة قالوا نعم الباب قال نعم
هو الباب
أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسي عن عبيد الله بن عمر عن خبيب
بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة
ومنبري على حوضي
أخبرنا قبيصة بن عقبة أخبرنا سفيان عن عمار الدهني عن أبي سلمة
عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوائم منبري
رواتب في الجنة
أخبرنا أنس بن عياض الليثي أخبرنا هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي
253

وقاص الزهري عن عبد الله بن نسطاس قال سمعت جابر بن عبد الله يقول
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحلف رجل على يمين آثمة
عند هذا المنبر إلا تبوأ مقعده من النار ولو على سواك أخضر
أخبرنا الضحاك بن مخلد عن الحسن بن يزيد أبي يونس الضمري قال
سمعت أبا سلمة قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لا يحلف أحد عند هذا المنبر أو عند منبري على
يمين آثمة ولو على سواك رطب إلا وجبت له النار
أخبرنا معن بن عيسى أخبرنا مالك بن أنس عن عبد الله بن أبي بكر
عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد المازني أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة
أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك قال أخبرني بن أبي ذئب
عن حمزة بن أبي جعفر عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد القارئ أنه نظر
إلى بن عمر وضع يده على مقعد النبي صلى الله عليه وسلم من المنبر ثم
وضعها على وجهه
أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي وخالد بن مخلد البجلي
قالا أخبرنا أبو مودود عبد العزيز مولى لهذيل عن يزيد بن عبد الله بن
قسيط قال رأيت ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا خلا
المسجد أخذوا برمانة المنبر الصلعاء التي تلي القبر بميامنهم ثم استقبلوا القبلة
يدعون
قال أبو عبد الله محمد بن سعد ذكر عبد الله بن مسلمة الصلعاء ولم
يذكرها خالد بن مخلد
254

ذكر الصفة ومن كان فيها من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني واقد بن أبي ياسر
التميمي عن يزيد بن عبد الله بن قسيط قال كان أهل الصفة ناسا من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا منازل لهم فكانوا ينامون على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ويظلون فيه ما لهم مأوى غيره
فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوهم إليه بالليل إذا تعشى فيفرقهم
على أصحابه وتتعشى طائفة منهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى جاء الله تعالى بالغنى
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن مسلمة عن عمر
بن عبد الله عن بن كعب القرظي في قوله جل ثناؤه للفقراء الذين
أحصروا في سبيل الله قال هم أصحاب الصفة وكانوا لا مساكن
لهم بالمدينة ولا عشائر فحث الله عليهم الناس بالصدقة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن نعيم بن عبد الله
المجمر عن أبيه قال سمعت أبا هريرة يقول رأيت ثلاثين رجلا من
أهل الصفة يصلون خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس
عليهم أردية
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني زيد بن فراس عن محمد بن كعب
قال سمعت واثلة بن الأسقع قال رأيت ثلاثين رجلا من أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم يصلون خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم
في الازر أنا منهم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن خوط عن إسحاق
255

بن سالم عن أبي هريرة قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة
فقال أدع لي أصحابي يعني أهل الصفة فجعلت أتبعهم رجلا رجلا
فأوقظهم حتى جمعتهم فجئنا باب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأستأذنا
فأذن لنا فوضع لنا صحفة فيها صنيع من شعير ووضع عليها يده وقال
خذوا باسم الله فأكلنا منها ما شئنا قال ثم رفعنا أيدينا وقد قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وضعت الصحفة والذي نفس
محمد بيده ما أمسى في آل محمد طعام ليس شيئا ترونه
فقلنا لأبي هريرة قدركم هي حين فرغتم قال مثلها حين وضعتإ
الا أن فيها أثر الأصابع
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني كثير بن زيد عن الوليد بن
رباح عن أبي هريرة قال كنت من أهل الصفة في حياة رسول الله صلى
الله عليه وسلم وان كان ليغشى علي فيما بين بيت عائشة وأم سلمة
من الجوع
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن بيدة عن نعيم بن عبد
الله المجمر عن أبيه عن أبي ذر قال كنت من أهل الصفة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني شيبان أبو معاوية عن يحيى
بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن يعيش بن قيس بن طهفة
الغفاري عن أبيه قال كنت من أصحاب الصفة
256

ذكر الموضع الذي كان يصلي فيه رسول الله
صلى الله عليه وسلم على الجنائز قال حدثنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني فليح بن سليمان
عن سعيد بن عبيد بن السباق عن أبي سعيد الخدري قال كنا مقدم النبي
صلى الله عليه وسلم المدينة إذا حضر منا الميت أتيناه فأخبرناه فحضره
واستغفر له حتى إذا قبض انصرف ومن معه وربما قعد حتى يدفن وربما
طال ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم من حبسه فلما خشينا
مشقة ذلك عليه قال بعض القوم لبعض والله لو كنا لا نؤذن النبي بأحد
حتى يقبض فإذا قبض آذناه فلم تكن لذلك مشقة عليه ولا حبس قال
ففعلنا ذلك قال فكنا نؤذنه بالميت بعد أن يموت فيأتيه فيصلي عليه
ويستغفر له فربما انصرف عند ذلك وربما مكث حتى يدفن الميت فكنا
على ذلك أيضا حينا ثم قالوا والله لو أنا لم نشخص رسول الله صلى
الله عليه وسلم وحملنا الميت إلى منزله حتى نرسل إليه فيصلي عليه عند
بيته لكان ذلك أرفق به وأيسر عليه قال ففعلنا ذلك
قال محمد بن عمر فمن هناك سمي ذلك الموضع موضع الجنائز لان
الجنائز حملت إليه ثم جرى ذلك من فعل الناس في حمل جنائزهم والصلاة
عليها في ذلك الموضع إلى اليوم
257

ذكر بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم الرسل بكتبه
إلى الملوك يدعوهم إلى الاسلام وما كتب به رسول الله
صلى الله عليه وسلم لناس من العرب وغيرهم
قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني معمر بن راشد
ومحمد بن عبد الله عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن عباس
قال وحدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن المسور بن رفاعة قال
وحدثنا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه قال وحدثنا عمر بن سليمان بن أبي
حثمة عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة عن جدته الشفاء قال وحدثنا
أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن محمد بن يوسف عن السائب بن يزيد
عن العلاء بن الحضرمي قال وحدثنا معاذ بن محمد الأنصاري عن جعفر
بن عمرو بن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري عن أهله عن عمرو بن أمية
الضمري دخل حديث بعضهم في حديث بعض قالوا إن رسول الله
صلى الله عليه وسلم لما رجع من الحديبية في ذي الحجة سنة ست أرسل
الرسل إلى الملوك يدعوهم إلى الاسلام وكتب إليهم كتبا فقيل يا رسول
الله إن الملوك لا يقرأون كتابا إلا مختوما فاتخذ رسول الله صلى الله عليه
وسلم يومئذ خاتما من فضة فصه منه نقشه ثلاثة أسطر محمد رسول
الله وختم به الكتب فخرج ستة نفر منهم في يوم واحد وذلك في
المحرم سنة سبع وأصبح كل رجل منهم يتكلم بلسان القوم الذين بعثه
إليهم فكان أول رسول بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو
بن أمية الضمري إلى النجاشي وكتب إليه كتابين يدعوه في أحدهما إلى
الاسلام ويتلو عليه القرآن فأخذ كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فوضعه على عينيه ونزل من سريره فجلس على الأرض تواضعا ثم أسلم
258

وشهد شهادة الحق وقال لو كنت أستطيع أن آتيه لاتيته وكتب إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم بإجابته وتصديقه وإسلامه على يدي جعفر بن
أبي طالب لله رب العالمين وفي الكتاب الآخر يأمره أن يزوجه أم حبيبة
بنت أبي سفيان بن حرب وكانت قد هاجرت إلى أرض الحبشة مع زوجها
عبيد الله بن جحش الأسدي فتنصر هناك ومات وأمره رسول الله صلى
الله عليه وسلم في الكتاب أن يبعث إليه بمن قبله من أصحابه ويحملهم
ففعل فزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان وأصدق عنه أربعمائة دينار وأمر
بجهاز المسلمين وما يصلحهم وحملهم في سفينتين مع عمرو بن أمية الضمري
ودعا بحق من عاج فجعل فيه كتابي رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال لن تزال الحبشة بخير ما كان هذان الكتابان بين أظهرها
قالوا وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم دحية بن خليفة
الكلبي وهو أحد الستة إلى قيصر يدعوه إلى الاسلام وكتب معه كتابا
وأمره أن يدفعه إلى عظيم بصرى ليدفعه إلى قيصر فدفعه عظيم بصرى
إليه وهو يومئذ بحمص وقيصر يومئذ ماش في نذر كان عليه ان ظهرت
الروم على فارس أن يمشي حافيا من قسطنطينية إلى إيلياء فقرأ الكتاب
وأذن لعظماء الروم في دسكرة له بحمص فقال يا معشر الروم هل لكم
في الفلاح والرشد وأن يثبت لكم ملككم وتتبعون ما قال عيسى بن مريم
قالت الروم وما ذاك أيها الملك قال تتبعون هذا النبي العربي قال
فحاصوا حيصة حمر الوحش وتناحزوا ورفعوا الصليب فلما رأى هرقل
ذلك منهم يئس من إسلامهم وخافهم على نفسه وملكه فسكنهم ثم قال
إنما قلت لكم ما قلت أختبركم لأنظر كيف صلابتكم في دينكم فقد
رأيت منكم الذي أحب فسجدوا له
قالوا وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن حذافة
السهمي وهو أحد الستة إلى كسرى يدعوه إلى الاسلام وكتب معه كتابا
259

قال عبد الله فدفعت إليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرئ
عليه ثم أخذه فمزقه فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال اللهم مزق ملكه وكتب كسرى إلى باذان عامله على اليمن
أن ابعث من عندك رجلين جلدين إلى هذا الرجل الذي بالحجاز فليأتياني
بخبره فبعث باذان قهرمانه ورجلا آخر وكتب معهما كتابا فقدما المدينة
فدفعا كتاب باذان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فتبسم رسول الله صلى
الله عليه وسلم ودعاهما إلى الاسلام وفرائصهما ترعد وقال ارجعا
عني يومكما هذا حتى تأتياني الغد فأخبركما بما أريد فجاءاه
من الغد فقال لهما أبلغا صاحبكما أن ربي قد قتل ربه كسرى
في هذه الليلة لسبع ساعات مضت منها وهي ليلة الثلاثاء لعشر
ليال مضين من جمادى الأولى سنة سبع وأن الله تبارك وتعالى سلط
عليه ابنه شيرويه فقتله فرجعا إلى باذان بذلك فأسلم هو والأبناء
الذين باليمن
قالوا وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطب بن أبي بلتعة
اللخمي وهو أحد الستة إلى المقوقس صاحب الإسكندرية عظيم القبط
يدعوه إلى الاسلام وكتب معه كتابا فأوصل إليه كتاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقرأه وقال له خيرا وأخذ الكتاب فجعله في حق من عاج
وختم عليه ودفعه إلى جاريته وكتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم قد
علمت أن نبيا قد بقي وكنت أظن أنه يخرج بالشام وقد أكرمت رسولك
وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم وقد أهديت لك كسوة
وبغلة تركبها ولم يزد على هذا ولم يسلم فقبل رسول الله صلى الله عليه
وسلم هديته وأخذ الجاريتين مارية أم إبراهيم بن رسول الله صلى
الله عليه وسلم وأختها سيرين وبغلة بيضاء لم يكن في العرب يومئذ غيرها
وهي دلدل وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ضن الخبيث بملكه
260

ولا بقاء لملكه قال حاطب كان لي مكرما في الضيافة وقلة اللبث
ببابه ما أقمت عنده إلا خمسة أيام
قالوا وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم شجاع بن وهب
الأسدي وهو أحد الستة إلى الحارث بن أبي شمر الغساني يدعوه إلى
الاسلام وكتب معه كتابا قال شجاع فأتيت إليه وهو بغوطة دمشق
وهو مشغول بتهيئة الانزال والالطاف لقيصر وهو جاء من حمص إلى إيلياء
فأقمت على بابه يومين أو ثلاثة فقلت لحاجبه إني رسول رسول الله صلى
الله عليه وسلم إليه فقال لا تصل إليه حتى يخرج يوم كذا وكذا وجعل
حاجبه وكان روميا أسمه مري يسألني عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم فكنت أحدثه عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما
يدعو إليه فيرق حتى يغلبه البكاء ويقول إني قد قرأت الإنجيل فأجد
صفة هذا النبي صلى الله عليه وسلم بعينه فأنا أو من به وأصدقه وأخاف
من الحارث أن يقتلني وكان يكرمني ويحسن ضيافتي وخرج الحارث يوما
فجلس ووضع التاج على رأسه فأذن لي عليه فدفعت إليه كتاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقرأه ثم رمى به وقال من ينتزع مني ملكي
أنا سائر إليه ولو كان باليمن جئته علي بالناس فلم يزل يفرض حتى
قام وأمر بالخيول تنعل ثم قال أخبر صاحبك ما ترى وكتب إلى قيصر
يخبره خبري وما عزم عليه فكتب إليه قيصر ألا تسير إليه واله عنه
ووافني بايلياء فلما جاءه جواب كتابه دعاني فقال متى تريد أن تخرج
إلى صاحبك فقلت غدا فأمر لي بمائة مثقال ذهب ووصلني مري
وأمر لي بنفقة وكسوة وقال أقرئ رسول الله صلى الله عليه وسلم
مني السلام فقدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال
باد ملكه وأقرأته من مري السلام وأخبرته بما قال فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم صدق ومات الحارث بن أبي شمر عام الفتح
261

قالوا وكان فروة بن عمرو الجذامي عاملا لقيصر على عمان من
أرض البلقاء فلم يكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم فروة
وكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامه وأهدى له وبعث
من عنده رسولا من قومه يقال له مسعود بن سعد فقرأ رسول الله صلى
الله عليه وسلم كتابه وقبل هديته وكتب إليه جواب كتابه وأجاز
مسعودا بأثنتي عشرة أوقية ونش وذلك خمسمائة درهم
قالوا وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سليط بن عمرو
العامري وهو أحد الستة إلى هوذة بن علي الحنفي يدعوه إلى الاسلام
وكتب معه كتابا فقدم عليه وأنزله وحباه وقرأ كتاب النبي صلى الله
عليه وسلم ورد ردا دون رد وكتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم
ما أحسن ما تدعو إليه وأجمله وأنا شاعر قومي وخطيبهم والعرب تهاب
مكاني فاجعل لي بعض الامر أتبعك وأجاز سليط بن عمرو بجائزة
وكساه أثوابا من نسج هجر فقدم بذلك كله على النبي صلى الله عليه
وسلم وأخبره عنه بما قال وقرأ كتابه وقال لو سألني سيابة من
الأرض ما فعلت باد وباد ما في يديه فلما انصرف من عام الفتح
جاءه جبريل فأخبره أنه قد مات
قالوا وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص في
ذي القعدة سنة ثمان إلى جيفروعبد ابني الجلندي وهما من الأزد
والملك منهما جيفر يدعوهما إلى الاسلام وكتب معه إليهما كتابا وختم
الكتاب قال عمرو فلما قدمت عمان عمدت إلى عبد وكان أحلم
الرجلين وأسهلهما خلقا فقلت إني رسول رسول الله صلى الله عليه
وسلم إليك وإلى أخيك فقال أخي المقدم علي بالسن والملك وأنا
أوصلك إليه حتى يقرأ كتابك فمكثت أياما ببابه ثم انه دعاني فدخلت
عليه فدفعت إليه الكتاب مختوما ففض خاتمه وقرأه حتى انتهى إلى آخره
262

ثم دفعه إلى أخيه فقرأه مثل قراءته إلا أني رأيت أخاه أرق منه فقال
دعني يومي هذا وارجع إلي غدا فلما كان الغد رجعت إليه قال إني
فكرت فيما دعوتني إليه فإذا أنا أضعف العرب إذا ملكت رجلا ما في
يدي قلت فإني خارج غدا فلما أيقن بمخرجي أصبح فأرسل إلي
فدخلت عليه فأجاب إلى الاسلام هو وأخوه جميعا وصدقا بالنبي صلى
الله عليه وسلم وخليا بيني وبين الصدقة وبين الحكم فيما بينهم وكانا
لي عونا على من خالفني فأخذت الصدقة من أغنيائهم فرددتها في فقرائهم
فلم أزل مقيما فيهم حتى بلغنا وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
قالوا وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم منصرفه من الجعرانة
العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوي العبدي وهو بالبحرين يدعوه إلى
الاسلام وكتب إليه كتابا فكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بإسلامه وتصديقه وإني قد قرأت كتابك على أهل هجر فمنهم من أحب
الاسلام وأعجبه ودخل فيه ومنهم من كرهه وبأرضي مجوس ويهود فأحدث
إلي في ذلك أمرك فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك
مهما تصلح فلن نعزلك عن عملك ومن أقام على يهودية
أو مجوسية فعليه الجزية وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى مجوس هجر يعرض عليهم الاسلام فإن أبوا أخذت منهم الجزية
وبأن لا تنكح نساؤهم ولا تؤكل ذبائحهم وكان رسول الله صلى الله عليه
وسلم بعث أبا هريرة مع العلاء بن الحضرمي وأوصاه به خيرا
وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم للعلاء فرائض الإبل والبقر
والغنم والثمار والأموال فقرأ كتابه على الناس وأخذ صدقاتهم
قال أخبرنا الهيثم بن عدي الطائي قال أنبأنا مجالد بن سعيد
وزكرياء بن أبي زائدة عن الشعبي قال كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يكتب كما تكتب قريش باسمك اللهم حتى نزلت عليه اركبوا
263

فيها باسم الله مجراها ومرساها فكتب بسم الله حتى نزلت عليه
قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن فكتب بسم الله الرحمن حتى نزلت
عليه إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم فكتب بسم
الله الرحمن الرحيم
قال أخبرنا الهيثم بن عدي قال أخبرنا دلهم بن صالح وأبو بكر
الهذلي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه بريدة بن الحصيب الأسلمي قال
حدثنا محمد بن إسحاق عن يزيد بن رومان والزهري قال وحدثنا الحسن
بن عمارة عن فراس عن الشعبي دخل حديث بعضهم
في حديث بعض أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه وافوني بأجمعكم
بالغداة وكان صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر حبس في مصلاه
قليلا يسبح ويدعو ثم التفت إليهم فبعث عدة إلى عدة وقال لهم انصحوا
لله في عباده فإنه من أسترعي شيئا من أمور الناس ثم لم ينصح
لهم حرم الله عليه الجنة انطلقوا ولا تصنعوا كما صنعت
رسل عيسى بن مريم فإنهم أتوا القريب وتركوا البعيد فأصبحوا
يعني الرسل وكل رجل منهم يتكلم بلسان القوم الذين أرسل
إليهم فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال هذا أعظم ما
كان من حق الله عليهم في أمر عباده
قال وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن كتابا
يخبرهم فيه بشرائع الاسلام وفرائض الصدقة في المواشي والأموال ويوصيهم
بأصحابه ورسله خيرا وكان رسوله إليهم معاذ بن جبل ومالك بن مرارة
ويخبرهم بوصول رسولهم إليه وما بلغ عنهم
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عدة من أهل
اليمن سماهم منهم الحارث بن عبد كلال
وشريح بن عبد كلال ونعيم بن عبد كلال ونعمان قيل ذي يزن ومعافر وهمدان
264

وزرعة ذي رعين وكان قد أسلم من أول حمير وأمرهم أن يجمعوا
الصدقة والجزية فيدفعوهما إلى معاذ بن جبل ومالك بن مرارة وأمرهم بهما
خيرا وكان مالك بن مرارة رسول أهل اليمن إلى النبي صلى الله عليه
وسلم بإسلامهم وطاعتهم فكتب إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن مالك بن مرارة قد بلغ الخبر وحفظ الغيب
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني معاوية من
كندة بمثل ذلك
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني عمرو من
حمير يدعوهم إلى الاسلام وفي الكتاب وكتب خالد بن سعيد بن
العاص
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبلة بن الأيهم
ملك غسان يدعوه إلى الاسلام فأسلم وكتب بإسلامه إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم واهدى له هدية ولم يزل مسلما حتى كان في زمان عمر بن
الخطاب فبينما هو في سوق دمشق إذ وطئ رجلا من مزينة فوثب
المزني فلطمه فأخذ وانطلق به إلى أبي عبيدة بن الجراح فقالوا هذا
لطم جبلة قال فليلطمه قالوا وما يقتل قال لا قالوا فما
تقطع يده قال لا إنما أمر الله تبارك وتعالى بالقود قال جبلة
أو ترون أني جاعل وجهي ندا لوجه جدي جاء من عمق بئس الدين
هذا ثم ارتد نصرانيا وترحل بقومه حتى دخل أرض الروم فبلغ ذلك
عمر فشق عليه وقال لحسان بن ثابت أبا الوليد أما علمت أن صديقك
جبلة بن الأيهم أرتد نصرانيا قال إنا لله وإنا إليه راجعون ولم
قال لطمه رجل من مزينة قال وحق له فقام إليه عمر بالدرة
فضربه بها
قالوا وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جرير بن عبد الله
265

البجلي إلى ذي الكلاع بن ناكور بن حبيب بن مالك بن حسان بن تبع
وإلى ذي عمرو يدعوهما إلى الاسلام فأسلما وأسلمت ضريبة بنت أبرهة بن الصباح
امرأة ذي الكلاع وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وجرير عندهم
فأخبره ذو عمرو بوفاته صلى الله عليه وسلم فخرج جرير إلى المدينة
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعدي كرب بن
أبرهة أن له ما أسلم عليه من أرض خولان
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لاسقف بني الحارث
بن كعب وأساقفة نجران وكهنتهم ومن تبعهم ورهبانهم أن لهم على ما تحت
أيديهم من قليل وكثير من بيعهم وصلواتهم ورهبانيتهم وجوار الله ورسوله
لا يغير أسقف عن أسقفيته ولا راهب عن رهبانيته ولا كاهن عن كهانته
ولا يغير حق من حقوقهم ولا سلطانهم ولا شئ مما كانوا عليه ما
نصحوا وأصلحوا فيما عليهم غير مثقلين بظلم ولا ظالمين وكتب المغيرة
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لربيعة بن ذي مرحب
الحضرمي وإخوته وأعمامه أن لهم أموالهم ونحلهم ورقيقهم وآبارهم وشجرهم
ومياههم وسواقيهم ونبتهم وشراجعهم بحضرموت وكل مال لآل ذي
مرحب وأن كل رهن بأرضهم يحسب ثمره وسدره وقضبه من رهنه
الذي هو فيه وأن كل ما كان في ثمارهم من خير فإنه لا يسأله أحد عنه
وأن الله ورسوله براء منه وأن نصر آل ذي مرحب على جماعة المسلمين
وأن أرضهم بريئة من الجور وأن أموالهم وأنفسهم وزافر حائط الملك الذي
كان يسيل إلى آل قيس وأن الله ورسوله جار على ذلك وكتب معاوية
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن أسلم من حدس
من لخم وأقام الصلاة وآتى الزكاة وأعطى حظ الله وحظ رسوله وفارق
المشركين فإنه آمن بذمة الله وذمة رسوله محمد ومن رجع عن دينه فإن
ذمة الله وذمة محمد رسوله منه بريئة ومن شهد له مسلم بإسلامه فإنه آمن
266

بذمة محمد وإنه من المسلمين وكتب عبد الله بن زيد
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لخالد بن ضماد
الأزدي أن له ما أسلم عليه من أرضه على أن يؤمن بالله لا يشرك به شيئا
ويشهد أن محمدا عبده ورسوله وعلى أن يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة
ويصوم شهر رمضان ويحج البيت ولا يأوي محدثا ولا يرتاب
وعلى أن ينصح لله ولرسوله وعلى أن يحب أحباء الله ويبغض أعداء الله
وعلى محمد النبي أن يمنعه مما يمنع منه نفسه وماله وأهله وأن لخالد الأزدي
ذمة الله وذمة محمد النبي إن وفى بهذا وكتب أبي
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم
حيث بعثه إلى اليمن عهدا يعلمه فيه شرائع الاسلام وفرائضه وحدوده
وكتب أبي
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لنعيم بن أوس
أخي تميم الداري أن له حبري وعينون بالشام قريتها كلها سهلها وجبلها
وماءها وحرثها وأنباطها وبقرها ولعقبه من بعده لا يحاقه فيها أحد
ولا يلجه عليهم بظلم ومن ظلمهم وأخذ منهم شيئا فإن عليه لعنة الله والملائكة
والناس أجمعين وكتب علي
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم للحصين بن أوس
الأسلمي أنه أعطاه الفرغين وذات أعشاش لا يحاقه فيها أحد وكتب علي
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني قرة بن عبد
الله بن أبي نجيح النبهانيين أنه أعطاهم المظلة كلها أرضها وماءها وسهلها
وجبلها حمى يرعون فيه مواشيهم وكتب معاوية
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني الضباب من بني
الحارث بن كعب أن لهم سارية ورافعها لا يحاقهم فيها أحد ما أقاموا
الصلاة وآتوا الزكاة وأطاعوا الله ورسوله وفارقوا المشركين
267

وكتب المغيرة قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليزيد بن الطفيل
الحارثي أن له المضة كلها لا يحاقه فيها أحد ما أقام الصلاة وآتى الزكاة
وحارب المشركين وكتب جهيم بن الصلت
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني قنان بن ثعلبة
من بني الحارث أن لهم مجسا وأنهم آمنون على أموالهم وأنفسهم
وكتب المغيرة
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد يغوث بن وعلة
الحارثي أن له ما أسلم عليه من أرضها وأشيائها يعني نخلها ما أقام الصلاة
وآتى الزكاة وأعطى خمس المغانم في الغزو ولا عشر ولا حشر ومن
تبعه من قومه وكتب الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني زياد بن الحارث
الحارثيين أن لهم جماء وأذنبة وانهم آمنون ما أقاموا الصلاة وآتوا
الزكاة وحاربوا المشركين وكتب علي
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليزيد بن المحجل
الحارثي أن لهم نمرة ومساقيها ووادي الرحمن من بين غابتها وأنه على قومه
من بني مالك وعقبة لا يغزون ولا يحشرون وكتب المغيرة بن شعبة
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لقيس بن الحصين
ذي الغصة أمانة لبني أبيه بني الحارث ولبني نهد أن لهم ذمة الله وذمة رسوله
لا يحشرون ولا يعشرون ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وفارقوا المشركين
وأشهدوا على إسلامهم وأن في أموالهم حقا للمسلمين قال وكان بنو
نهد خلفاء بني الحارث
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني قنان بن يزيد
الحارثيين أن لهم مذودا وسواقيه ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وفارقوا
268

المشركين وأمنوا السبيل وأشهدوا على إسلامهم
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعاصم بن الحارث
الحارثي أن له نجمة من راكس لا يحاقه فيها أحد وكتب الأرقم
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني معاوية بن
جرول الطائيين لمن أسلم منهم وأقام الصلاة وآتى الزكاة وأطاع الله ورسوله
وأعطى من المغانم خمس الله وسهم النبي صلى الله عليه وسلم وفارق
المشركين وأشهد على إسلامه أنه آمن بأمان الله ورسوله وأن لهم ما
أسلموا عليه والغنم مبيتة وكتب الزبير بن العوام
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعامر بن الأسود
بن عامر بن جوين الطائي أن له ولقومه طئ ما أسلموا عليه من بلادهم
ومياههم ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وفارقوا المشركين وكتب
المغيرة
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني جوين الطائيين
لمن آمن منهم بالله وأقام الصلاة وآتى الزكاة وفارق المشركين وأطاع
الله ورسوله وأعطى من المغانم خمس الله وسهم النبي وأشهد على إسلامه
فإن له أمان الله ومحمد بن عبد الله وأن لهم أرضهم ومياههم وما أسلموا
عليه وغدوة الغنم من ورائها مبيتة وكتب المغيرة قال يعني بغدوة
الغنم قال تغدو الغنم بالغداة فتمشي إلى الليل فما خلفت من الأرض
وراءها فهو لهم وقوله مبيتة يقول حيث باتت
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني معن الطائي
أن لهم ما أسلموا عليه من بلادهم ومياههم وغدوة الغنم من ورائها مبيتة
ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطاعوا الله ورسوله وفارقوا المشركين
وأشهدوا على إسلامهم وأمنوا السبيل وكتب العلاء وشهد
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن
269

الرحيم من محمد النبي إلى بني أسد سلام عليكم فإني أحمد
إليكم الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فلا تقربن مياه
طئ وأرضهم فإنه لا تحل لكم مياههم ولا يلجن أرضهم
إلا من أولجوا وذمة محمد بريئة ممن عصاه وليقم قضاعي
بن عمرو وكتب خالد بن سعيد قال وقضاعي بن عمرو من بني
عذرة وكان عاملا عليهم
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا لجنادة الأزدي
وقومه ومن تبعه ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطاعوا الله ورسوله
وأعطوا من المغانم خمس الله وسهم النبي صلى الله عليه وسلم وفارقوا
المشركين فإن لهم ذمة الله وذمة محمد بن عبد الله وكتب أبي
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد هذيم من
قضاعة وإلى جذام كتابا واحدا يعلمهم فيه فرائض الصدقة وأمرهم أن
يدفعوا الصدقة والخمس إلى رسوليه أبي وعنبسة أو من أرسلاه قال ولم
ينسبا لنا
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني زرعة وبني
الربعة من جهينة أنهم آمنون على أنفسهم وأموالهم وأن لهم النصر على من
ظلمهم أو حاربهم إلا في الدين والاهل ولأهل باديتهم من بر منهم واتقى
ما لحاضرتهم والله المستعان
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني جعيل من بلي
أنهم رهط من قريش ثم من بني عبد مناف لهم مثل الذي لهم وعليهم مثل
الذي عليهم وأنهم لا يحشرون ولا يعشرون وأن لهم ما أسلموا عليه
من أموالهم وأن لهم سعاية نصر وسعد بن بكر وثمالة وهذيل وبايع
رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك عاصم بن أبي صيفي وعمرو
بن أبي صيفي والأعجم بن سفيان وعلي بن سعد وشهد على ذلك
270

العباس بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وأبو
سفيان بن حرب قال وإنما جعل الشهود من بني عبد مناف لهذا الحديث
لانهم حلفاء بني عبد مناف ويعني لا يحشرون من ماء إلى ماء في الصدقة
ولا يعشرون يقول في السنة إلا مرة وقوله إن لهم سعاية يعني الصدقة
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لاسلم من خزاعة
لمن آمن منهم وأقام الصلاة وآتى الزكاة وناصح في دين الله أن لهم النصر
على من دهمهم بظلم وعليهم نصر النبي صلى الله عليه وسلم إذا
دعاهم ولأهل باديتهم ما لأهل حاضرتهم وانهم مهاجرون حيث كانوا
وكتب العلاء بن الحضرمي وشهد
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعوسجة بن حرملة
الجهني بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطى الرسول عوسجة
بن حرملة الجهني من ذي المروة أعطاه ما بين بلكشة إلى
المصنعة إلى الجفلات إلى الجد جبل القبلة لا يحاقه أحد ومن
حاقه فلا حق له وحقه حق وكتب عقبة وشهد
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني شنخ من
جهينة بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطى محمد النبي بني
شنخ من جهينة أعطاهم ما خطوا من صفينة وما حرثوا
ومن حاقهم فلا حق له وحقهم حق كتب العلاء بن عقبة
وشهد
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني الجرمز بن
ربيعة وهم من جهينة أنهم آمنون ببلادهم ولهم ما أسلموا عليه
وكتب المغيرة
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن معبد
الجهني وبني الحرقة من جهينة وبني الجرمز من أسلم منهم وأقام الصلاة
271

وآتى الزكاة وأطاع الله ورسوله وأعطى من الغنائم الخمس وسهم النبي
الصفي ومن أشهد على إسلامه وفارق المشركين فإنه آمن بأمان
الله وأمان محمد وما كان من الدين مدونة لاحد من المسلمين قضي عليه برأس المال
وبطل الربا في الرهن وأن الصدقة في الثمار العشر ومن لحق بهم فإن له
مثل ما لهم
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال بن الحارث
المزني أن له النخل وجزعة شطره ذا المزارع والنخل وأن له ما أصلح به
الزرع من قدس وأن له المضة والجزع والغيلة إن كان صادقا وكتب
معاوية فأما قوله جزعة فإنه يعني قرية وأما شطره فإنه يعني تجاهه وهو
في كتاب الله عز وجل فول وجهك شطر المسجد الحرام يعني
تجاه المسجد الحرام وأما قوله من قدس فالقدس الخرج وما أشبهه من
آلة السفر وأما المضة فاسم الأرض
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بديل وبسر
وسروات بني عمرو أما بعد فإني لم آثم مالكم ولم أضع
في جنبكم وان أكرم أهل تهامة علي وأقربهم رحما مني
أنتم ومن تبعكم من المطيبين أما بعد فإني قد أخذت
لمن هاجر منكم مثل ما أخذت لنفسي ولو هاجر بأرضه
إلا ساكن مكة إلا معتمرا أو حاجا فإني لم أضع فيكم منذ
سالمت وأنكم غير خائفين من قبلي ولا محصرين أما بعد
فإنه قد أسلم علقمة بن علاثة وابنا هوذة وهاجرا وبايعا
على من تبعهم من عكرمة وأن بعضنا من بعض في الحلال
والحرام وأني والله ما كذبتكم وليحبنكم ربكم قال ولم
يكتب فيها السلام لأنه كتب بها إليهم قبل أن ينزل عليه السلام وأما
علقمة بن علاثة فهو علقمة بن علاثة بن عوف بن الأحوص بن جعفر بن
272

كلاب وابنا هوذة العداء وعمرو ابنا خالد بن هوذة من بني عمرو بن
ربيعة بن عامر بن صعصعة ومن تبعهم من عكرمة فإنه عكرمة بن خصفة
بن قيس بن عيلان ومن تبعكم من المطيبين فهم بنو هاشم وبنو زهرة
وبنو الحارث بن فهر وتيم بن مرة وأسد بن عبد العزى
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم للعداء بن خالد بن
هوذة ومن تبعه من عامر بن عكرمة أنه أعطاهم ما بين المصباعة إلى الزح ولوابة
يعني لوابة الخرار وكتب خالد بن سعيد
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مسيلمة الكذاب
لعنه الله يدعوه إلى الاسلام وبعث به مع عمرو بن أمية الضمري فكتب
إليه مسيلمة جواب كتابه ويذكر فيه أنه نبي مثله ويسأله أن يقاسمه
الأرض ويذكر أن قريشا قوم لا يعدلون فكتب إليه رسول الله صلى
الله عليه وسلم وقال العنوه لعنه الله وكتب إليه بلغني كتابك
الكذب والافتراء على اللوان الأرض لله يورثها من يشاء من
عباده والعاقبة للمتقين والسلام على من أتبع الهدى قال وبعث
به مع السائب بن العوام أخي الزبير بن العوام
قالوا وكتب رسولا لله صلى الله عليه وسلم لسلمة بن مالك بن أبي
عامر السلمي من بني حارثة أنه أعطاه مدفوا لا يحاقه فيه أحد ومن حاقه
فلا حق له وحقه حق
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس بن مرداس
السلمي أنه أعطاه مدفوا فمن حاقه فلا حق له وكتب العلاء بن عقبة
وشهد
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لهوذة بن نبيشة السلمي
ثم من بني عصية أنه أعطاه ما حوى الجفر كله
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم للاجب رجل
273

من بني سليم أنه أعطاه فالسا وكتب الأرقم
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لراشد بن عبد السلمي
أنه أعطاه غلوتين بسهم وغلوة بحجر برهاط لا يحاقه فيها أحد
ومن حاقه فلا حق له وحقه حق وكتب خالد بن سعيد
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لحرام بن عبد عوف
من بني سليم أنه أعطاه إذا ما وما كان له من شواق لا يحل لاحد أن يظلمهم
ولا يظلمون أحدا وكتب خالد بن سعيد
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن
الرحيم هذا ما حالف عليه نعيم بن مسعود بن رخيلة الأشجعي
حالفه على النصر والنصيحة ما كان أحد مكانه ما بل بحر
صوفة وكتب علي
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن
الرحيم هذا كتاب من محمد رسول الله للزبير بن العوام أني
أعطيته شواق أعلاه وأسفله لا يحاقه فيه أحد وكتب علي
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لجميل بن رزام العدوي
أنه أعطاه الرمداء لا يحاقه فيها أحد وكتب علي
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لحصين بن نضلة
الأسدي أن له أراما وكسة لا يحاقه فيها أحد وكتب المغيرة بن شعبة
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني غفار أنهم من المسلمين
لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين وأن النبي عقد لهم ذمة
الله ذمة رسوله على أموالهم وأنفسهم ولهم النصر على من بدأهم بالظلم وأن النبي
إذا دعاهم لينصروه أجابوه وعليهم نصره إلا من حارب في الدين ما بل بحر
صوفة وأن هذا الكتاب لا يحول دون إثم
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني ضمرة بن بكر
274

بن عبد مناة بن كنانة أنهم آمنون على أموالهم وأنفسهم وأن لهم النصر على
من دهمهم بظلم وعليهم نصر النبي صلى الله عليه وسلم ما بل بحر
صوفة إلا أن يحاربوا في دين الله وأن النبي إذا دعاهم أجابوه عليهم
بذلك ذمه الله ورسوله ولهم النصر على من بر منهم واتقى
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الهلال صاحب
البحر ينسلم أنت فإني أحمد إليلك الله الذي لا إله إلا هو
لا شريك له وأدعوك إلى الله وحده تؤمن بالله وتطيع وتدخل
في الجماعة فإنه خير لك والسلام على من اتبع الهدى
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أسيبخت بن عبد
الله صاحب هجرانه قد جاءني الأقرع بكتابك وشفاعتك
لقومك واني قد شفعتك وصدقت رسولك الأقرع في قومك
فأبشر فيما سألتني وطلبتني بالذي تحب ولكني نظرت أن
أعلمه وتلقاني فإن تجئنا أكرمك وإن تقعد أكرمك أما
بعد فإني لا أستهدي أحدا وان تهد إلي أقبل هديتك وقد
حمد عمالي مكانك وأوصيك بأحسن الذي أنت عليه من الصلاة
والزكاة وقرابة المؤمنين وإني قد سميت قومك بن عبد الله
فمرهم بالصلاة وبأحسن العمل وأبشر والسلام عليك وعلى
قومك المؤمنين
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل هجر أما
بعد فإني أوصيكم بالله وبأنفسكم ألا تضلوا بعد أن هديتم
ولا تغووا بعد أن رشدتم أما بعد فإنه قد جاؤني وفدكم
فلم آت إليهم إلا ما سرهم ولو أني اجتهدت فيكم جهدي
كله أخرجتكم من هجر فشفعت غائبكم وأفضلت على
شاهدكم فاذكروا نعمة الله عليكم أما بعد فإنه قد
275

أتاني الذي صنعتم وانه من يحسن منكم لاأحمل عليه
ذنب المسئ فإذا جاءكم أمرائي فأطيعوهم وانصروهم على أمر
الله وفي سبيله وانه من يعمل منكم صالحة فلن تضل عند
الله ولا عندي
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المنذر بن ساوى
أما بعد فإن رسلي قد حمدوك وانك مهما تصلح أصلح إليك
وأثبك على عملك وتنصح لله ولرسوله والسلام عليك وبعث
بها مع العلاء بن الحضرمي
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المنذر بن ساوى
كتابا آخر أما بعد فإني قد بعثت إليك قدامة وأبا هريرة
فادفع إليهما ما اجتمع عندك من جزية أرضك والسلام
وكتب أبي قالوا وكتب
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى العلاء بن الحضرمي
أما بعد فإني قد بعثت إلى المنذر بن ساوى من يقبض منه
ما اجتمع عنده من الجزية فعجله بها وابعث معها ما اجتمع
عندك من الصدقة والعثور والسلام وكتب أبي
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ضغاطر الأسقف
سلام على من آمن أما على أثر ذلك فإن عيسى بن مريم روح
الله وكلمته ألقاها إلى مريم الزكية وإني أو من بالله وما أنزل
إلينا وما أنزل إالى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط
وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين
أحد منهم ونحن له مسلمون والسلام على من اتبع الهدى
قال وبعث به مع دحية بن خليفة الكلبي
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني جنبة وهم
276

يهود بمقنا وإلى أهل مقنى ومقنا قريب من أيلة أما بعد فقد نزل
علي أيتكم راجعين إلى قريتكم فإذا جاءكم كتابي هذا فإنكم
آمنون لكذمة الله وذمة رسوله وان رسول الله غافر لكم
سيئاتكم وكل ذنوبكم وان لكم ذمة الله وذمة رسوله
لا ظلم عليكم ولا عدى وان رسول الله جاركم مما منع منه
نفسه فإن لرسول الله بزكم وكل رقيق فيكم والكراع والحلقة
إلا ما عفا عنه رسول الله أو رسول رسول الله وان عليكم بعد
ذلك ربع ما أخرجت نخلكم وربع ما صادت عروككم وربع
ما اغتزل نساؤكم وانكم برئتم بعد من كل جزية أو سخرة
فإن سمعتم وأطعتم فإن على رسولا لله أن يكرم كريمكم
ويعفو عن مسيئكم أما بعد فإلى المؤمنين والمسلمين من أطلع
أهل مقنا بخير فهو خير له ومن أطلعهم بشر فهو شر له وأن
ليس عليكم أمير إلا من أنفسكم أو من أهل رسول الله والسلام
أما قوله أيتكم يعني رسلهم ولرسول الله بزكم يعني بزهم الذي
يصالحون عليه في صلحهم ورقيقهم والحلقة ما جمعت الدار من سلاح
أو مال وأما عروككم فالعروك خشب تلقى في البحر يركبون عليها
فيلقون شباكهم يصيدون السمك
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يحنة بن روبة
سروات أهل أيلة سلم أنتم فإني أحمد إليكم الله الذي لا
إله إلا هو فإني لم أكن لاقاتلكم حتى أكتب إليكم فأسلم
أو أعط الجزية وأطع الله ورسوله ورسل رسوله وأكرمهم
وأكسهم كسوة حسنة غير كسوة الغزاء واكس زيدا كسوة
حسنة فمهما رضيت رسلي فإني قد رضيت وقد علم الجزية
فإن أردتم أن يأمن البر والبحر فأطع الله ورسوله ويمنع عنكم
277

كل حق كان للعرب والعجم إلا حق الله وحق رسوله وإنك
ان رددتهم ولم ترضهم لا آخذ منكم شيئا حتى أقاتلكم
فأسبي الصغير وأقتل الكبير فإني رسول الله بالحق أو من بالله وكتبه
ورسله وبالمسيح بن مريم أنه كلمة الله واني أو من به أنه
رسول الله وأت قبل أن يمسكم الشر فإني قد أوصيت رسلي
بكم وأعط حرملة ثلاثة أوسق شعيرا وان حرملة شفع
لكم واني لولا الله وذلك لم أراسلكم شيئا حتى ترى الجيش
وانكم إن أطعتم رسلي فإن الله لكم جار ومحمد ومن يكون
منه وان رسلي شرحبيل وأبي وحرملة وحريث بن زيد الطائي فإنهم
مهما قاضوك عليه فقد رضيته وان لكم ذمة الله وذمة
محمد رسول الله والسلام عليكم إن أطعتم وجهزوا أهل مقنا
إلى أرضهم
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لجماع كانوا في
جبل تهامة قد غصبوا المارة من كنانة ومزينة والحكم والقارة ومن اتبعهم من
العبيد فلما ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد منهم وفد على
النبي صلى الله عليه وسلم فكتب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد النبي رسول الله
لعباد الله العتقاء انهم إن آمنوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة
فعبدهم حر ومولاهم محمد ومن كان منهم من قبيلة لم
يرد إليها وما كان فيهم من دم أصابوه أو مال أخذوه فهو لهم
وما كان لهم من دين في الناس رد إليهم ولا ظلم عليهم ولا
عدوان وان لهم علىذلك ذمة الله وذمة محمد والسلام عليكم
وكتب أبي بن كعب
قالوا وكتب رسول اللصلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن
278

الرحيم هذا كتاب من محمد رسول الله لبني غاديا أن لهم الذمة
وعليهم الجزية ولا عداء ولا جلاء الليل مد والنهار شد
وكتب خالد بن سعيد قالوا وهم قوم من يهود وقوله مد يقول
يمده الليل ويشده النهار لا ينقضه شئ
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن
الرحيم هذا كتاب من محمد رسول الله لبني عريض طعمة
من رسول الله عشرة أوسق قمحا وعشرة أوسق شعيرا في كل
حصاد وخمسين وسقا تمرا يوفون في كل عام لحينه لا يظلمون
شيئا وكتب خالد بن سعيد قال وبني عريض قوم من يهود
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي بن علية عن الجريري عن أبي العلاء
قال كنت مع مطرف في سوق الإبل فجاء أعرابي بقطعة أديم أو جراب
فقال من يقرأ أو قال أفيكم من يقرأ فقلت نعم أنا أقرأ فقال
دونك هذا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتبه لي فإذا فيه
بسم الله الرحمن الرحيم من محمد النبي لبني زهير بن
أقيش حي من عكل أنهم إن شهدوا أن لا إله إلا الله وأن
محمدا رسول الله وفارقوا المشركين وأقروا بالخمس في غنائمهم
وسهم النبي وصفيه فإنهم آمنون بأمان الله ورسوله فقال له
القوم أو بعضهم أسمعت من رسول الله شيئا تحدثناه قال نعم
قالوا فحدثنا رحمك الله قال سمعته يقول من سره أن يذهب
كثير من وحر الصدر فليصم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر
فقال له القوم أو بعضهم أسمعت هذا من رسول الله قال أراكم
تخافون أن أكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لا أحدثكم
حديثا اليوم
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي أخبرنا لوط بن يحيى
279

الأزدي قال كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي ظبيان الأزدي
من غامد يدعوه ويدعو قومه إلى الاسلام فأجابه في نفر من قومه بمكة
منهم مخنف و عبد الله وزهير بنو سليم وعبد شمس بن عفيف
بن زهير هؤلاء بمكة وقدم عليه بالمدينة الجحن بن المرقع وجندب
بن زهير وجندب بن كعب ثم قدم بعد مع الأربعين الحكم من مغفل
فأتاه بمكة أربعون رجلا وكتب النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ظبيان
كتابا وكانت له صحبة وأدرك عمر بن الخطاب
أخبرنا هشام بن محمد بن السائب قال حدثني جميل بن مرثد قال
وفد رجل من الاجئيين يقال له حبيب بن عمر وعلى النبي صلى الله عليه
وسلم فكتب له كتابا هذا كتاب من محمد رسول الله لحبيب
بن عمرو أخي بني أجإ ولمن أسلم من قومه وأقام الصلاة وآتى
الزكاة أن له ماله وماءه ما عليه حاضره وباديه على ذلك
عهد الله وذمة رسوله
قال أخبرنا هشام بن محمد قال حدثني رجل من بني بحتر من
طئ قال وفد على رسول الله صلى الله عليوسلم الوليد بن جابر بن
ظالم بن حارثة بن عتاب بن أبي حارثة بن جدي بن تدول ببحتر فأسلم وكتب
له كتابا هو عند أهله بالجبلين
قال أخبرنا علي بن محمد القرشي عن أبي معشر عن يزيد بن رومان
ومحمد بن كعب وعن يزيد بن عياض بن جعدبة الليثي عن الزهري وعن
غيرهم قالوا كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سمعان بن عمرو
بن قريط بن عبيد بن بي بكر بن كلاب مع عبد الله بن عوسجة العرني
فرقع بكتابه دلوه فقيل لهم بنو الراقع ثم أسلم سمعان وقدم على رسول
الله صلى الله عليه وسلم وقال
أقلني كما أمنت وردا ولم أكن بأسوأ ذنبا إذ أتيتك من ورد
280

قال أخبرنا علي بن محمد عن حماد بن سلمة عن الحجاج بن أرطأة
عن أبي إسحاق الهمداني أن العرني أتاه كتاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم فرقع به دلوه فقالت له ابنته ما أراك إلا ستصيبك قارعة أتاك
كتاب سيد العرب فرقعت به دلوك فمر به جيش لرسول الله صلى الله
عليه وسلم فاستباحوا كل شئ له فأسلم وأتى النبي صلى الله عليه وسلم
فأخبره فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أصبت من مال
قبل أن يقسمه المسلمون فأنت أحق به
قال أخبرنا علي بن محمد عن عمرو بن عبد الرحمن الزهري عن زامل
بن عمرو الجذامي قال كان فروة بن عمرو الجذامي عاملا للروم على
عمان من أرض البلقاء أو على معان فأسلم وكتب إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم بإسلامه وبعث به مع رجل من قومه يقال له مسعود
بن سعد وبعث إليه ببغلة بيضاء وفرس وحمار وأثواب لين وقباء سندس
مخوص بالذهب فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من محمد
رسول الله إلى فروة بن عمرو أما بعد فقد قدم علينا رسولك
وبلغ ما أرسلت به وخبر عما قبلكم وأتانا بإسلامك وأن
الله هداك بهداه إن أصلحت وأطعت الله ورسوله وأقمت
الصلاة وآتيت الزكاة وأمر بلالا فأعطى رسوله مسعود بن سعد أثنتي
عشرة أوقية ونشأ قال وبلغ ملك الروم إسلام فروة فدعاه فقال له
رجع عن دينك نملكك قال لا أفارق دين محمد وانك تعلم أن عيسى
قد بشر به ولكنك تضن بملكك فحبسه ثم أخرجه فقتله وصلبه
قال أخبرنا علي بن محمد عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن رجل
من بني سدوس قال كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بكر بن
وائل أما بعد فأسلموا تسلموا قال قتادة فما وجدوا رجلا يقرؤه
حتى جاءهم رجل من بني ضبيعة بن ربيعة فقرأه فهم يسمون بني الكاتب
281

وكان الذي أتاهم بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ظبيان بن مرئد
السدوسي
قال أخبرنا علي بن محمد عن معتمر عن رجل من أصحابه يقال له
عطاء عن عبد الله بن يحيى بن سلمان قال أراني بن لسعير بن عداء كتابا
من رسول الله صلى الله عليه وسلم من محمد رسول الله إلى
السعير بن عداء أني قد أخفرتك الرحيح وجعلت لك فضل بني
السبيل
قال أخبرنا علي بن محمد عن يزيد بن عياض عن الزهري قال كتب
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحارث ومسروح ونعيم بن عبد
كلال من حمير سلم أنتم ما آمنتم بالله ورسوله وأن الله وحده
لا شريك له بعث موسى بآياته وخلق عيسى بكلماته قالت
اليهود عزير بن الله وقالت النصارى الله ثالث ثلاثة عيسى بن
الله قال وبعث بالكتاب مع عياش بن أبي ربيعة المخزومي وقال
إذا جئت أرضهم فلا تدخلن ليلا حتى تصبح ثم تطهر فأحسن
طهورك وصل ركعتين وسل الله النجاح والقبول واستعذ بالله وخذ
كتابي بيمينك وأدفعه بيمينك في أيمانهم فإنهم قابلون واقرأ
عليهم لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين
منفكين فإذا فرغت منها فقل آمن محمد وأنا أول المؤمنين
فلن تأتيك حجة إلا دحضت ولا كتاب زخرف إلا ذهب نوره
وهم قارئون عليك فإذا رطنوا فقل ترجموا وقل حسبي الله
آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لاعدل بينكم الله ربنا
وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجةبيننا وبينكم الله
يجمع بيننا وإليه المصير فإذا أسلموا فسلهم قضبهم الثلاثة
التي إذا حضروا بها سجدوا وهي من الأثل قضيب ملمع
282

ببياض وصفرة وقضيب ذو عجر كأنه خيزران والأسود البهيم
كأنه من ساسم ثم أخرجها فحرقها بسوقهم قال عياش
فخرجت أفعل ما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا دخلت
إذا الناس قد لبسوا زينتهم قال فمررت لأنظر إليهم حتى انتهيت إلى
ستور عظام على أبواب دور ثلاثة فكشفت الستر ودخلت الباب الأوسط
فانتهيت إلى قوم في قاعة الدار فقلت أنا رسول رسول الله وفعلت ما
أمرني فقبلوا وكان كما قال صلى الله عليه وسلم
قالوا بالاسناد الأول وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
عبد القيس من محمد رسول الله إلى الأكبر بن عبد القيس أنهم
آمنون بأمان الله وأمان رسوله على ما أحدثوا في الجاهلية من
القحم وعليهم الوفاء بما عاهدوا ولهم أن لا يحبسوا عن
طريق الميرة ولا يمنعوا صوب القطر ولا يحرموا حريم الثمار عند
بلوغه والعلاء بن الحضرمي أمين رسول الله على برها وبحرها
وحاضرها وسراياها وما خرج منها وأهل البحرين خفراؤه من
الضيم وأعوانه على الظالم وأنصاره في الملاحم عليهم بذلك
عهد الله وميثاقه لا يبدلوا قولا ولا يريدوا فرقة ولهم على جند
المسلمين الشركة في الفئ والعدل في الحكم والقصد في السيرة
حكم لا تبديل له في الفريقين كليهما والله ورسوله يشهد
عليهم
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أقيال حضرموت
وعظمائه كتب إلى زرعة وقهد والبسي والبحيري وعبد كلال وربيعة
وحجر وقد مدح الشاعر بعض أقيالهم فقال
ألا ان خير الناس كلهم قهد وعبد كلال خير سائرهم بعد
283

وقال آخر يمدح زرعة
ألا ان خير الناس بعد محمد لزرعة ان كان البحيري أسلما
قالوا وكتب رسول الله صص إلى نفاثة بن فروة
الدئلي ملك السماوة قالوا وكتب إلى عذرة في عسيب وبعث به مع رجل
من بني عذرة فعداعليه ورد بن مرداس أحد بني سعد هذيم فكسر العسيب
وأسلم واستشهد مع زيد بن حارثة في غزوة وادي القرى أو غزوة القردة
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لمطرف بن الكاهن
الباهلي هذا كتاب من محمد رسول الله لمطرف بن الكاهن ولمن
سكن بيشة من باهلة أن من أحيا أرضا مواتا بيضاء فيها مناخ
الانعام ومراح فهي له وعليهم في كل ثلاثين من البقر فارض
وفي كل أربعين من الغنم عتود وفي كل خمسين من الإبل ثاغية
مسنة وليس للمصدق أن يصدقها إلا في مراعيها وهم آمنون
بأمان الله
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لنهشل بن مالك الوائلي
4 من باهلة باسمك اللهم هذا كتاب من محمد رسول الله
لنهشل بن مالك ومن معه من بني وائل لمن أسلم وأقام
الصلاة وآتى الزكاة وأطاع الله ورسوله وأعطى من المغنم خمس
الله وسهم النبي وأشهد على إسلامه وفارق المشركين فإنه آمن
بأمان الله وبرئ إليه محمد من الظلم كله وأن لهم أن لا
يحشروا ولا يعشروا وعاملهم من أنفسهم وكتب عثمان بن
عفان
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لثقيف كتابا أن
لهم ذمة الله وذمة محمد بن عبد الله على ما كتب لهم وكتب خالد بن سعيد
284

وشهد الحسن والحسين ودفع النبي صلى الله عليه وسلم الكتاب إلى نمير
بن خرشة قالوا وسأل وفد ثقيف رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن يحرم لهم وجا فكتب لهم هذا كتاب من محمد رسول الله
إلى المؤمنين ان عضاه و ج وصيده لا يعضد فمن وجد يفعل
ذلك فإنه يؤخذ فيبلغ النبي وهذا أمر النبي محمد بن عبد الله
رسول الله وكتب خالد بن سعيد بأمر النبي محمد بن عبد الله فلا يتعدينه
أحد فيظلم نفسه فيما أمر به محمد رسول الله
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعيد بن سفيان الرعلي
هذا ما أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد بن سفيان
الرعلي أعطاه نخل السوارقية وقصرها لا يحاقه فيها أحد ومن
حاقه فلا حق له وحقه حق وكتب خالد بن سعيد
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعتبة بن فرقد
هذا ما أعطى النبي صلى الله عليه وسلم عتبة بن فرقد أعطاه
موضع دار بمكة يبنيها مما يلي المروة فلا يحاقه فيها أحد ومن
حاقه فإنه لا حق له وحقه حق وكتب معاوية
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني جناب من كلب
هذا كتاب من محمد النبي رسول الله لبني جناب وأحلافهم
ومن ظاهرهم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والتمسك بالايمان
والوفاء بالعهد وعليهم في الهاملة الراعية في كل خمس شاة
غير ذات عوار والحمولة المائرة لهم لاغية والسقي الرواء والعذي
285

من الأرض يقيمه الأمين وظيفة لا يزاد عليهم شهد سعد بن عبادة
و عبد الله بن أنيس ودحية بن خليفة الكلبي
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا كتاب من
محمد رسول الله لمهري بن الأبيض على من آمن من مهرة
أنهم لا يؤكلون ولا يغار عليهم ولا يعركون وعليهم إقامة
شرائع الاسلام فمن بدل فقد حارب الله ومن آمن به فله
ذمة الله وذمة رسوله اللقطة مؤداة والسارحة منداة والتفث
السيئة والرفث الفسوق وكتب محمد بن مسلمة الأنصاري
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لخثعم هذا كتاب
من محمد رسول الله لخثعم من حاضر ببيشة وباديتها أن كل
دم أصبتموه في الجاهلية فهو عنكم موضوع ومن أسلم منكم
طوعا أو كرها في يده حرث من خبار أو عزاز تسقيه السماء أو
يرويه اللثى فزكا عمارة في غير أزمة ولاحطمة فله نشره وأكله
وعليهم في كل سيح العشر وفي كل غرب نصف العشر شهد
جرير بن عبد الله ومن حضر
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لوفد ثمالة والحدان
هذا كتاب من محمد رسول الله لبادية الأسياف ونازلة الأجواف
مما حازت صحار ليس عليهم في النخل خراص ولا مكيال
مطبق حتى يوضع في الفداء وعليهم في كل عشرة أوساق وسق
وكاتب الصحيفة ثابت بن قيس بن شماس شهد سعد بن عبادة ومحمد بن
مسلمة
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبارق من الأزد
هذا كتاب من محمد رسول الله لبارق أن لا تجد ثمارهم
وأن لا ترعى بلادهم في مربع ولا مصيف إلا بمسألة من بارق
286

ومن مر بهم من المسلمين في عرك أو جدب فله ضيافة ثلاثة
أيام فإذا أينعت ثمارهم فلابن السبيل اللقاط يوسع بطنه من
غير أن يقتثم شهد أبو عبيدة بن الجراح وحذيفة بن اليمان وكتب
أبي بن كعب الجدب أن لا يكون مرعى والعرك أن تخلي إبلك
في الحمض خاصة فتأكل منه حاجتها ويقتثم يحمل معه
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لوائل بن حجر لما
أراد الشخوص إلى بلاده قال يا رسول الله أكتب لي إلى قومي كتابا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكتب له يا معاوية إلى الأقيال
العباهلة ليقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة والصدقة على التيعة السائمة
لصاحبها التيمة لا خلاط ولا وراط ولا شغار ولا جلب ولا جنب
ولا شناق وعليهم العون لسرايا المسلمين وعلى كل عشرة
ما تحمل العراب من أجبأ فقد أربى وقال وائل يا رسول الله
أكتب لي بأرضي التي كانت في الجاهلية وشهد له أقيال
حمير وأقيال حضرموت فكتب له هذا كتاب من محمد النبي لوائل بن حجر
قيل حضرموت وذلك أنك أسلمت وجعلت لك ما في يديك
من الأرضين والحصون وأنه يؤخذ منك من كل عشرة واحد
ينظر في ذلك ذوا عدل وجعلت لك أن لا تظلم فيها ما قام
الدين والنبي والمؤمنون عليه أنصار قالوا وكان الأشعث وغيره
من كندة نازعوا وائل بن حجر في واد حضرموت فادعوه عند رسول الله
صلى الله عليه وسلم فكتب به رسول الله صلى الله عليه وسلم
لوائل بن حجر
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل نجران هذا
كتاب من محمد النبي سول الله لأهل نجران أنه كان له
عليهم حكمه في كل ثمرة صفراء أو بيضاء أو سوداء أو
287

رقيق فأفضل عليهم وترك ذلك كله على ألفي حلة حلل
الأواقي في كل رجب ألف حلة وفي كل صفر ألف حلة كل حلة
أوقية فما زادت حلل الخراج أو نقصت على الأواقي فبالحساب وما
قبضوا من دروع أو خيل أو ركاب أو عرض أخذ منهم فبالحساب
وعلى نجران مثواة رسلي عشرين يوما فدون ذلك ولا تحبس
رسلي فوق شهر وعليهم عارية ثلاثين درعا وثلاثين فرسا وثلاثين
بعيرا إذا كان باليمن كيد وما هلك مما أعاروا رسلي من دروع
أو خيل أو ركاب فهو ضمان على رسلي حتى يؤدوه إليهم ولنجران
وحاشيتهم جوار الله وذمة محمد النبي رسول الله على أنفسهم
وملتهم وأرضهم وأموالهم وغائبهم وشاهدهم وبيعهم
وصلواتهم لا يغيروا أسقفا عن أسقفيته ولا راهبا عن رهبانيته
ولا واقفا عن وقفانيته وكل ما تحت أيديهم من قليل أو كثير
وليس ربا ولا دم جاهلية ومن سأل منهم حقا فبينهم النصف
غير ظالمين ولا مظلومين لنجران ومن أكل ربا من ذي قبل
فذمتي منه بريئة ولا يؤاخذ أحد منهم بظلم آخر وعلى
ما في هذه الصحيفة جوار الله وذمة النبي أبدا حتى يأتي الله بأمره
إن نصحوا وأصلحوا فيما عليهم غير مثقلين بظلم شهد أبو
سفيان بن حرب وغيلان بن عمرو ومالك بن عوف النصري والأقرع بن
حابس والمستورد بن عمرو أخو بلي والمغيرة بن شعبة وعامر مولى أبي
بكر
قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني شيخ من أهل دومة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب لاكيدر هذا الكتاب جاءني
بالكتاب فقرأته وأخذت منه نسخته بسم الله الرحمن الرحيم هذا
كتاب من محمد رسول الله لاكيدر حين أجاب إلى الاسلام وخلع
288

الأنداد والأصنام مع خالد بن الوليد سيف الله في دومة الجندل
وأكنافها أن له الضاحية من الضحل والبور والمعامي وأغفال الأرض
والحلقة والسلاح والحافر والحصن ولكم الضامنة من النخل
والمعين من المعمور وبعد الخمس لا تعدل سارحتكم ولا تعد
فاردتككم ولا يحظر عليكم النبات ولا يؤخذ منكم إلا عشر
الثبات تقيمون الصلاة لوقتها وتؤتون الزكاة بحقها عليكم
بذاك لعهد والميثاق ولكم بذلك الصدق والوفاء شهد الله
ومن حضر من المسلمين قال محمد بن عمر الضحل الماء القليل
والمعامي الاعلام من الأرض ما لا حد له والضامنة ما حمل من النخل
وقوله لا تعدل سارحتكم يقول لا تنحى عن الرعي والفاردة ما لا تجب
فيه الصدقة والاغفال ما لا يقال على حده من الأرض والمعين الماء
الجاري والثبات النخل القديم الذي قد ضرب عروقه في الأرض وثبت
قال وكانت دومة وأيلة وتيماء قد خافوا النبي لما رأوا العرب قد أسلمت
قال وقدم يحنة بن روبة على النبي صلى الله عليه وسلم وكان ملك أيلة
وأشفق أن يبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما بعث إلى أكيدر
وأقبل ومعه أهل الشام وأهل اليمن وأهل البحر ومن جربا وأذرح فأتوه
فصالحهم وقطع عليهم جزية معلومة وكتب لهم كتابا بسم الله الرحمن
الرحيم هذا أمنة من الله ومحمد النبي رسول الله ليحنة بن
روبة وأهل أيلة لسفنهم وسيارتهم في البر والبحر لهم ذمة
الله وذمة محمد رسول الله ولمن كان معهم من أهل الشام
وأهل اليمن وأهل البحر ومن أحدث حدثا فإنه لا يحول ماله
دون نفسه وأنه طيبة لمن أخذه من الناس وأنه لا يحل
أن يمنعوا ماء يردونه ولا طريقا يريدونه من بر وبحر هذا
كتاب جهيم بن الصلت وشرحبيل بن حسنة بإذن رسول الله
289

أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني يعقوب بن محمد الظفري عن عاصم
بن عمر بن قتادة عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه قال رأيت على يحنة
بن روبة يوم أتى النبي صلى الله عليه وسلم صليبا من ذهب وهو معقود
الناصية فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم كفر وأومأ برأسه
فأومأ إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ارفع رأسك وصالحه
يومئذ وكساه رسول الله صلى الله عليه وسلم برد يمنة وأمر بإنزاله عند
بلال قال ورأيت أكيدر حين قدم به خالد وعليه صليب من ذهب وعليه
الديباج ظاهرا قال ثم رجع الحديث إلى الأول قال محمد بن عمر
ونسخت كتاب أهل أذرح فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم هذا
كتاب من محمد النبي لأهل أذرح أنهم آمنون بأمان الله ومحمد
وأن عليهم مائة دينار في كل رجب وافية طيبة والله كفيل
عليهم بالنصح والاحسان للمسلمين ومن لجأ إليهم من
المسلمين من المخافة والتعزيز إذا خشوا على المسلمين وهم آمنون
حتى يحدث إليهم محمد قبل خروجه يعني إذا أراد الخروج
قال ووضع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجزية على أهل أيلة ثلاثمائة
دينار كل سنة وكانوا ثلاثمائة رجل
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل جربا وأذرح
هذا كتاب من محمد النبي لأهل جربا وأذرح أنهم آمنون بأمان
الله وأمان محمد وأن عليهم مائة دينار في كل رجب وافية طيبة
والله كفيل عليهم
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل مقنا أنهم آمنون
بأمان الله وأمان محمد وأن عليهم ربع غزولهم وربع ثمارهم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا بن أبي ذئب قال أخبرنا
صالح مولى التؤمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صالح أهل مقنا
290

على أخذ ربع ثمارهم وربع غزولهم قال محمد بن عمر وأهل مقنا يهود
على ساحل البحر وأهل جربا وأذرح يهود أيضا وقوله طيبة يعني من الخلاص
أي ذهب خالص وقوله خروجه يعني إذا أراد الخروج
ذكر وفادات العرب على رسول الله ص
وفد مزينة
قال أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني كثير بن
عبد الله المزني عن أبيه عن جده قال كان أول من وفد على رسول الله
صلى الله عليه وسلم من مضر أربعمائة من مزينة وذلك في رجب سنة
مس فجعل لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الهجرة في دارهم وقال أنتم مهاجرون حيث كنتم فارجعوا إلى أموالكم فرجعوا
إلى بلادهم
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي أخبرنا أبو مسكين وأبو
عبد الرحمن العجلاني قالا قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم
نفر من مزينة منهم خزاعي بن عبد نهم فبايعه على قومه مزينة وقدم معه
عشرة منهم فيهم بلال بن الحارث والنعمان بن مقرن وأبو أسماء وأسامة
وعبيد الله بن بردة و عبد الله بن درة وبشر بن المحتفر
قال محمد بن سعد وقال غير هشام وكان فيهم دكين بن سعيد وعمرو
بن عوف قال وقال هشام في حديثه ثم إن خزاعيا خرج إلى قومه
فلم يجدهم كما ظن فأقام فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم حسان
بن ثابت فقال أذكر خزاعيا ولا تهجه فقال حسان بن ثابت
291

ألا أبلغ خزاعيا رسولا بأن الذم يغسله الوفاء
وأنك خير عثمان بن عمرو وأسناها إذا ذكر السناء
وبايعت الرسول وكان خيرا إلى خير وأداك الثراء
فما يعجزك أو ما لا تطقه من الأشياء لا تعجز عداء
قال وعداء بطنه الذي هو منه قال فقام خزاعي فقال يا قوم قد
خصكم شاعر الرجل فأنشدكم الله قالوا فانا لا ننبو عليك قال
وأسلموا ووافدوا على النبي صلى الله عليه وسلم فدفع رسول الله صلى
الله عليه وسلم لواء مزينة يوم الفتح إلى خزاعي وكانوا يومئذ ألف رجل
وهو أخو المغفل أبي عبد الله بن المغفل وأخو عبد الله ذي البجادين
وفد أسد
قال أخبرنا محمد بن عمر حدثنا هشام بن سعد عن محمد بن كعب
القرظي قال وأخبرنا هشام بن محمد الكلبي عن أبيه قالا قدم عشرة رهط
من بني أسد بن خزيمة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول سنة
تسع فيهم حضرمي بن عامر وضرار بن الأزور ووابصة بن معبد
وقتادة بن القايف وسلمة بن حبيش وطلحة بن خويلد ونقادة بن عبد
الله بن خلف فقال حضرمي بن عامر أتيناك نتدرع الليل البهيم في سنة
شهباء ولم تبعث إلينا بعثا فنزلت فيهم يمنون عليك أن أسلموا
وكان معهم قوم من بني الزنية وهم بنو مالك بن مالك بن ثعلبة بن
دودان بن أسد فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتم بنو
الرشدة فقالوا لا نكون مثل بني محولة يعنون بني عبد الله بن غطفان
292

قال أخبرنا هشام بن محمد قال حدثني أبو سفيان النخعي عن رجل
من بني أسد ثم من بني مالك بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لنقادة بن عبد الله بن خلف بن عميرة بن مري بن سعد بن مالك
الأسدي يا نقادة ابغ لي ناقة حلبانة ركبانة ولا تولهها على ولد
فطلبها في نعمه فلم يقدر عليها فوجدها عند بن عم له يقال له سنان بن
ظفير فأطلبه إياها فساقها نقادة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فمسح ضرعها ودعا نقادة فحلبها حتى إذا بقى فيها بقية من لبنها قال
أي نقادة أترك دواعي اللبن فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وسقى أصحابه من لبن تلك الناقة وسقى نقادة سؤره وقال اللهم بارك
فيها من ناقة وفيمن منحها قال نقادة قلت وفيمن جاء بها يا نبي
الله قال وفيمن جاء بها
وفد تميم قال أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري قال
وحدثنا عبد الله بن يزيد عن سعيد بن عمرو قالا بعث رسول الله صلى
الله عليه وسلم بشر بن سفيان ويقال النحام العدوي على صدقات بني
كعب من خزاعة فجاء وقد حل بنواحيهم بنو عمرو بن جندب بن العنبر بن
عمرو بن تميم فجمعت خزاعة مواشيها للصدقة فاستنكر ذلك بنو تميم
وأبوا وأبتدروا القسي وشهروا السيوف فقدم المصدق على النبي صلى
الله عليه وسلم فأخبره فقال من لهؤلاء القوم فانتدب لهم عيينة
بن بدر الفزاري فبعثه النبي صلى الله عليه وسلم في خمسين فارسا
من العرب ليس فيهم مهاجري ولا أنصاري فأغار عليهم منهم فأخذ أحد
293

أعشر رجلا وإحدى عشرة امرأة وثلاثين صبيا فجلبهم إلى المدينة فقدم
فيهم عدة من رؤساء بني تميم عطارد بن حاجب والزبرقان بن بدر
وقيس بن عاصم وقيس بن الحارث ونعيم بن سعد والأقرع بن حابس
ورياح بن الحارث وعمرو بن الاهتم
ويقال كانوا تسعين أو ثمانين رجلا فدخلوا المسجد وقد أذن
بلال بالظهر والناس ينتظرون خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم
فعجلوا واستبطؤوه فنادوه يا محمد اخرج إلينا فخرج رسول الله صلى
الله عليه وسلم وأقام بلال فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
الظهر ثم أتوه فقال الأقرع يا محمد إئذن لي فوالله إن جهدي لزين وإن
ذمي لشين فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبت ذلك
الله تبارك وتعالى ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس
وخطب خطيبهم وهو عطارد بن حاجب فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لثابت بن قيس بن شماس أجبه فأجابه ثم قالوا
يا محمد إئذن لشاعرنا فأذن له فقام الزبرقان بن بدر فأنشد فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت أجبه فأجابه بمثل شعره
فقالوا والله لخظيبه أبلغ من خظيبنا ولشاعره أشعر من شاعرنا ولهم
أحلم منا ونزل فيهم إن الذين ينادونك من وراء الحجرات
أكثرهم لا يعقلون وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قيس
بن عاصم هذا سيد أهل الوبر ورد عليهم رسول الله صلى الله
عليه وسلم الاسرى والسبي وأمر لهم بالجوائز كما كان يجيز الوفد
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني ربيعة بن عثمان عن شيخ
أخبره أن امرأة من بني النجار قالت أنا أنظر إلى الوفد يومئذ يأخذون جوائزهم
عند بلال اثنتي عشرة أوقية ونشا قالت وقد رأيت غلاما أعطاه يومئذ
وهو أصغرهم خمس أواق يعني عمرو بن الاهتم
294

قال أخبرنا هشام بن محمد قال حدثني رجل من عبد القيس قال
حدثني محمد بن جناح أخو بني كعب بن عمرو بن تميم قال وفد سفيان
بن العذيل بن الحارث بن مصاد بن مازن بن ذؤيب بن كعب بن عمرو بن
تميم على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم فقال له ابنه قيس يا أبت
دعني آتي النبي صلى الله عليه وسلم معك قال سنعود
قال فحدثني محمد بن جناح عن عاصم الأحول قال قال غنيم بن
قيس بن سفيان أشرف علينا راكب فنعى لنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم ورحمته وبركاته فنهضنا من الاحوية فقلنا بأبينا وأمنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم وقلت
ألا لي الويل على محمد قد كنت في حياته بمقعد
وفي أمان من عدو معتدي
قال ومات قيس بن سفيان بن العذيل زمن أبي بكر الصديق مع العلاء
بن الحضرمي بالبحرين فقال الشاعر
فإن يك قيس قد مضى لسبيله فقد طاف قيس بالرسول وسلما
وفد عبس
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي قال حدثني أبو
الشغب عكرشة بن أربد العبسي وعدة من بني عبس قالوا وفد على رسول
الله صلى الله عليه وسلم تسعة رهط من بني عبس فكانوا من المهاجرين
الأولين منهم ميسرة بن مسروق والحارث بن الربيع وهو الكامل
وقنان بن دارم وبشر بن الحارث بن عبادة وهدم بن مسعدة وسباع
295

بن زيد وأبو الحصن بن لقمان وعبد الله بن مالك وفروة بن الحصين
بن فضالة فأسلموا فدعا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير
وقال أبغوني رجلا يعشركم أعقد لكم لواء فدخل طلحة
بن عبيد الله فعقد لهم لواء وجعل شعارهم يا عشرة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عمار بن عبد الله بن عبس
الدئلي عن عروة بن أذينة الليثي قال بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن عيرا لقريش أقبلت من الشام فبعث بني عبس في سرية وعقد لهم لواء
فقالوا يا رسول الله كيف نقسم غنيمة إن أصبناها ونحن تسعة قال أنا
عاشركم وجعلت الولاة اللواء الأعظم لواء الجماعة والامام لبني عبس
ليست لهم راية
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني علي بن مسلم الليثي عن
المقبري عن أبي هريرة قال قدم ثلاثة نفر من بني عبس على رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقالوا انه قدم علينا قراؤنا فأخبرونا أنه لا إسلام
لمن لا هجرة له ولنا أموال ومواش هي معاشنا فإن كان لا إسلام لمن
لا هجرة له بعناها وهاجرنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
اتقوا الله حيث كنتم فلن يلتكم من أعمالكم شيئا ولو
كنتم بصمد وجازان وسألهم عن خالد بن سنان فقالوا لا عقب
له فقال نبي ضيعه قومه ثم أنشأ يحدث أصحابه حديث خالد
بن سنان
296

وفد فزارة
قال أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا عبد الله بن محمد بن عمر الجمحي
عن أبي وجزة السعدي قال لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم
من تبوك وكانت سنة تسع قدم عليه وفد بني فزارة بضعة عشر رجلا
فيهم خارجة بن حصن والحر بن قيس بن حصن وهو أصغرهم على
ركاب عجاف فجاؤوا مقرين بالاسلام وسألهم رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن بلادهم فقال أحدهم يا رسول الله أسنتت بلادنا
وهلكت مواشينا وأجدب جنابنا وغرث عيالنا فادع لنا ربك فصعد
رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر ودعا فقال اللهم أسق بلادك
وبهائمك وانشر رحمتك وأحي بلدك الميت اللهم اسقنا
غيثا مغيثا مريئا مريعا مطبقا واسعا عاجلا غير آجل نافعا غير ضار
اللهم اسقنا سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا هدم ولا غرق ولا
محق اللهم اسقنا الغيث وانصرنا على الأعداء فمطرت فما
رأوا السماء ستا فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فدعا
فقال اللهم حوالينا ولا علينا على الآكام والظراب وبطون الأودية
ومنابت الشجر قال فانجابت السماء عن المدينة انجياب الثوب
وفد مرة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم
المزني عن أشياخهم قالوا قدم وفد بني مرة على رسول الله صلى الله عليه
وسلم مرجعه من تبوك في سنة تسع وهم ثلاثة عشر رجلا رأسهم
297

الحارث بن عوف فقالوا يا رسول الله إنا قومك وعشيرتك ونحن
قوم من بني لؤي بن غالب فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال
أين تركت أهلك قال بسلاح وما والاها قال وكيف البلاد
قال والله إنا لمسنتون فادع الله لنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
اللهم أسقهم الغيث وأمر بلالا أن يجيزهم فأجازهم بعشر أواق
عشر أواق فضة وفضل الحارث بن عوف أعطاه اثنتي عشرة أوقية
ورجعوا إلى بلادهم فوجدوها قد مطرت في اليوم الذي دعا لهم رسول الله
ص
وفد ثعلبة
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن رجل
من بني ثعلبة عن أبيه قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم
من الجعرانة سنة ثمان قدمنا عليه أربعة نفر وقلنا نحن رسل من خلفنا من
قومنا ونحن وهم مقرون بالاسلام فأمر لنا بضيافة وأقمنا أياما ثم جئناه
لنودعه فقال لبلال أجزهم كما تجيز الوفد فجاء بنقر من فضة
وأعطى كل رجل منا خمس أواق قال ليس عندنا دراهم فانصرفنا
إلى بلادنا
298

وفد محارب
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن أبي
وجزة السعدي قال قدم وفد محارب سنة عشر في حجة الوداع وهم عشرة
نفر منهم سواء بن الحارث وابنه خزيمة بن سواء فأنزلوا دار رملة
بنت الحارث وكان بلال يأتيهم بغداء وعشاء فأسلموا وقالوا نحن على
من وراءنا ولم يكن أحد في تلك المواسم أفظ ولا أغلظ على رسول الله
صلى الله عليه وسلم منهم وكان في الوفد رجل منهم فعرفه رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال الحمد لله الذي أبقاني حتى صدقت بك
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذه القلوب بيد الله ومسح
وجه خزيمة بن سواء فصارت له غرة بيضاء وأجازهم كما يجيز الوفد
وانصرفوا إلى أهلهم
وفد سعد بن بكر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن كريب عن بن عباس قال
بعثت بنو سعد بن بكر في رجب سنة خمس ضمام بن ثعلبة وكان جلدا
أشعر ذا غديرتين وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل حتى
وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فأغلظ في المسألة سأله
عمن أرسله وبما أرسله وسأله عن شرائع الاسلام فأجابه رسول الله
صلى الله عليه وسلم في ذلك كله فرجع إلى قومه مسلما قد خلع الأنداد
وأخبرهم بما أمرهم به ونهاهم عنه فما أمسى في ذلك اليوم في حاضره
رجل ولا مرأة إلا مسلما وبنوا المساجد وأذنوا بالصلوات
299

وفد كلاب
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن شيبة بن عمرو
بن عبد الله بن كعب مالك عن خارجة بن عبد الله بن كعب قال قدم
وفد بني كلاب في سنة تسع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم
ثلاثة عشر رجلا فيهم لبيد بن ربيعة وجبار بن سلمى فأنزلهم دار
رملة بنت الحارث وكان بين جبار وكعب بن مالك خلة فبلغ كعبا قدومهم
فرحب بهم وأهدى لجبار وأكرمه وخرجوا مع كعب فدخلوا على
رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلموا عليه بسلام الاسلام وقالوا
إن الضحاك بن سفيان سار فينا بكتاب الله وبسنتك التي أمرته وانه دعانا
إلى الله فاستجبنا لله ولرسوله وانه أخذ الصدقة من أغنيائنا فردها على
فقرائنا
وفد رؤاس بن كلاب
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي أخبرنا وكيع الرؤاسي
عن أبيه عن أبي نفيع طارق بن علقمة الرؤاسي قال قدم رجل منا يقال
له عمرو بن مالك بن قيس بن بجيد بن رؤاس بن كلاب بن ربيعة بن عامر
بن صعصعة على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم ثم أتى قومه فدعاهم
إلى الاسلام فقالوا حتى نصيب من بني عقيل بن كعب مثل ما أصابوا
منا فخرجوا يريدونهم وخرج معهم عمرو بن مالك فأصابوا فيهم
ثم خرجوا يسوقون النعم فأدركهم فارس من بني عقيل يقال له ربيعة
بن المنتفق بن عامر بن عقيل وهو يقول
300

أقسمت لا أطعن إلا فارسا إذا الكماة لبسوا القوانسا
قال أبو نفيع فقلت نجوتم يا معشر الرجالة سائر اليوم فأدرك العقيلي
رجلا من بني عبيد بن رؤاس يقال له المحرس بن عبد الله بن عمرو
بن عبيد بن رؤاس فطعنه في عضده فاختلها فاعتنق المحرس فرسه وقال
يا آل رؤاس فقال ربيعة رؤاس خيل أو أناس فعطف على ربيعة عمرو
بن مالك فطعنه فقتله قال ثم خرجنا نسوق النعم وأقبل بنو عقيل في
طلبنا حتى انتهينا إلى تربة فقطع ما بيننا وبينهم وادي تربة فجعلت بنو
عقيل ينظرون إلينا ولا يصلون إلى شئ فمضينا قال عمرو بن مالك
فأسقط في يدي وقلت قتلت رجلا وقد أسلمت وبايعت النبي صلى الله
عليه وسلم فشددت يدي في غل إلى عنقي ثم خرجت أريد النبي صلى الله عليه
وسلم وقد بلغه ذلك فقال لئن أتاني لأضربن ما فوق الغل من
يده قال فأطلقت يدي ثم أتيته فسلمت عليه فأعرض عني فأتيته عن
يمينه فأعرض عني فأتيته عن يساره فأعرض عني فأتيته من قبل وجهه
فقلت يا رسول الله إن الرب ليترضى فيرضى فارض عني رضي الله عنك
قال قد رضيت عنك
وفد عقيل بن كعب
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب أخبرنا رجل من بني عقيل
عن أشياخ قومه قالوا وفد منا من بني عقيل على رسول الله صلى الله
عليه وسلم ربيع بن معاوية بن خفاجة بن عمرو بن عقيل ومطرف بن
عبد الله بن الأعلم بن عمرو بن ربيعة بن عقيل وأنس بن قيس بن المنتفق
301

بن عامر بن عقيل فبايعوا وأسلموا وبايعوه على من وراءهم من قومهم
فأعطاهم النبي صلى الله عليه وسلم العقيق عقيق بني عقيل وهي أرض
فيها عيون ونخل وكتب لهم بذلك كتابا في أديم أحمر بسم الله الرحمن
الرحيم هذا ما أعطى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
ربيعا ومطرفا وأنسا أعطاهم العقيق ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة
وسمعوا وأطاعوا ولم يعطهم حقا لمسلم فكان الكتاب في يد مطرف
قال ووفد عليه أيضا لقيط بن عامر بن المنتفق بن عامر بن عقيل وهو أبو رزين
فأعطاه ماء يقال له النظيم وبايعه على قومه قال وقدم عليه أبو حرب بن
خويلد بن عامر بن عقيل فقرأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم
القرآن وعرض عليه الاسلام فقال أما وأيم الله لقد لقيت الله أو لقيت من
لقيه وانك لتقول قولا لانحسن مثله ولكني سوف أضرب بقداحي هذه
على ما تدعوني إليه وعلى ديني الذي أنا عليه وضرب بالقداح فخرج عليه
سهم الكفر ثم أعاده فخرج عليه ثلاث مرات فقال لرسول الله صلى الله
عليه وسلم أبي هذا إلاما ترى ثم رجع إلى أخيه عقال بن خويلد فقال له
قل خيسك هل لك في محمد بن عبد الله يدعو إلى دين الاسلام ويقرأ القرآن
وقد أعطاني العقيق ان أنا أسلمت فقال له عقال أنا والله أخطك أكثر
مما يخط محمد ثم ركب فرسه وجر رمحه على أسفل العقيق فأخذ أسفله
وما فيه من عين ثم إن عقالا قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فعرض عليه الاسلام وجعل يقول له أتشهد أن محمدا رسول الله
فيقول أشهد أن هبيرة بن النفاضة نعم الفارس ثوم قرني لبان ثم قال
أتشهد أن محمدا رسول الله قال أشهد أن الصريح تحت الرغوة
ثم قال له الثالثة أتشهد قال فشهد وأسلم قال وابن النفاضة هبيرة
بن معاوية بن عبادة بن عقيل ومعاوية هو فارس الهرار والهرار اسم
فرسه ولبان هو موضع خيسك خيرك
302

قالوا وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم الحصين بن المعلى
بن ربيعة بن عقيل وذو الجوشن الضبابي فأسلما
وفد جعدة
قال أخبرنا هشام بن محمد عن رجل من بني عقيل قال وفد إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم الرقاد بن عمرو بن ربيعة بن جعدة بن كعب
وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفلج ضيعة وكتب له كتابا
وهو عندهم
وفد قشير بن كعب
قال أخبرنا هشام بن محمد عن رجل من بني عقيل وأخبرنا علي بن
محمد القرشي قالا وفدعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نفر من قشير
فيهم ثور بن عروة بن عبد الله بن سلمة بن قشير فأسلم فأقطعه رسول الله
صلى الله عليه وسلم قطيعة وكتب له بها كتابا ومنهم حيدة بن معاوية بن
قشير وذلك قبل حجة الوداع وبعد حنين ومنهم قرة بن هبيرة بن سلمة
الخير بن قشير فأسلم فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكساه
بردا وأمره أن يتصدق على قومه أي يلي الصدقة فقال قرة حين رجع
حباها رسول الله إذ نزلت به وأمكنها من نائل غير منفد
فأضحت بروض الخضر وهي حثيثة وقد أنجحت حاجاتها من محمد
عليها فتى لا يردف الذم رحله تروك لأمر العاجز المتردد
303

وفد بني البكاء
قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني عبد الله بن عامر
عن عبد الله بن عامر البكائي من بني عامر بن صعصعة قال وحدثني
محرز بن جعفر عن الجعد بن عبد الله بن عامر البكائي من بني عامر بن صعصعة
عن أبيه قالا وفد من بني البكاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم
سنة تسع ثلاثة نفر معاوية بن ثور بن عبادة بن البكاء وهو يومئذ بن مائة
سنة ومعه بن له يقال له بشر والفجيع بن عبد الله بن جندح بن البكاء
ومعهم عبد عمرو البكائي وهو الأصم فأمر لهم رسول الله صلى الله
عليه وسلم بمنزل وضيافة وأجازهم ورجعوا إلى قومهم وقال معاوية
للنبي صلى الله عليه وسلم إني أتبرك بمسك وقد كبرت وابني هذا بر
بي فامسح وجهه فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم وجه بشر بن
معاوية وأعطاه أعنزا عفرا وبرك عليهن قال الجعد فالسنة ربما أصابت
بني البكاء ولا تصيبهم وقال محمد بن بشر بن معاوية بن ثور بن عبادة
بن البكاء
وأبي الذي مسح الرسول برأسه ودعا له بالخير والبركات
أعطاه أحمد إذ أتاه أعنزا عفرا نواجل ليس باللجبات
يملآن وفد الحي كل عشية وبعود ذاك الملء بالغدوات
بوركن من منح وبورك مانحا وعليه مني ما حييت صلاتي
أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي قال كتب رسول الله صلى
الله عليه وسلم للفجيع كتابا من محمد النبي للفجيع ومن تبعه
وأسلم وأقام الصلاة وآتى الزكاة وأعطى الله ورسوله وأعطى من المغانم
304

خمس الله ونصر النبي وأصحابه وأشهد على إسلامه وفارق
المشركين فإنه آمن بأمان الله وأمان محمد قال هشام وسمى
رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد عمرو الأصم عبد الرحمن وكتب له
بمائة الذي أسلم عليه ذي القصة وكان عبد الرحمن من أصحاب الظلة
يعني الصفة صفة المسجد
وفد كنانة
قال أخبرنا علي بن محمد القرشي عن أبي معشر عن يزيد بن رومان
ومحمد بن كعب وعن أبي بكر الهذلي عن الشعبي وعن علي بن مجاهد وعن
محمد بن إسحاق بن الزهري وعكرمة بن خالد بن عاصم بن عمرو بن قتادة
وعن يزيد بن عياض بن جعدبة عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم وعن مسلمة
بن علقمة عن خالد الحذاء عن أبي قلابة في رجال آخرين من أهل العلم
يزيد بعضهم على بعض فيما ذكروا من وفود العرب على رسول الله صلى
الله عليه وسلم قالوا وفد واثلة بن الأسقع الليثي على رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقدم المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتجهز
إلى تبوك فصلى معها لصبح فقال له ما أنت وما جاء بك وما حاجتك
فأخبره عن نسبه وقال أتيتك لاومن بالله ورسوله قال فبايع على
ما أحببت وكرهت فبايعه ورجع إلى أهله فأخبرهم فقال له أبوه
والله لا أكلمك كلمة أبدا وسمعت أخته كلامه فأسلمت وجهزته فخرج
راجعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجده قد صار إلى تبوك
فقال من يحملني عقبه وله سهمي فحمله كعب بن عجرة حتى لحق برسول
الله صلى الله عليه وسلم وشهد معه تبوك وبعثه رسول الله صلى الله
305

عليه وسلم مع خالد بن الوليد إلى أكيدر فغنم فجاء بسهمه إلى كعب بن
عجرة فأبى أن يقبله وسوغه إياه وقال إنما حملتك لله
وفد بني عبد بن عدي
قالوا وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد بني عبد
بن عدي وفيهم الحارث بن أهبان وعويمر بن الأخرم وحبيب وربيعة
ابنا ملة ومعهم رهط من قومهم فقالوا يا محمد نحن أهل الحرم وساكنه
وأعز من به ونحن لا نريد قتالك ولو قاتلت غير قريش قاتلنا معك ولكنا
لا نقاتل قريشا وإنا لنحبك ومن أنت منه فإن أصبت منا أحدا خطأ
فعليك ديته وإن أصبنا أحدا من أصحابك فعلينا ديته فقال نعم
فأسلموا
وفد أشجع
قالوا وقدمت أشجع على رسول الله صلى الله عليه وسلم عام
الخندق وهم مائة رأسهم مسعود بن رخيلة فنزلوا شعب سلع فخرج
إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر لهم بأحمال التمر فقالوا
يا محمد لا نعلم أحدا من قومنا أقرب دارا منك منا ولا أقل عددا وقد
ضقنا بحربك وبحرب قومك فجئنا نوادعك فوادعهم ويقال بل قدمت
أشجع بعدما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني قريظة وهم
سبعمائة فوادعهم ثم أسلموا بعد ذلك
306

وفد باهلة
قالوا وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مطرف بن
الكاهن الباهلي بعد الفتح وافدا لقومه فأسلم وأخذ لقومه أمانا وكتب له
رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا فيه فرائض الصدقات ثم قدم
نهشل بن مالك الوائلي من باهلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وافدا
لقومه فأسلم وكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم ولمن أسلم من
قومه كتابا فيه شرائع الاسلام وكتبه عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه
وفد سليم
قالوا وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من بني
سليم يقال له قيس بن نسيبة فسمع كلامه وسأله عن أشياء فأجابه ووعى
ذلك كله ودعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الاسلام فأسلم
ورجع إلى قومه بني سليم فقال قد سمعت ترجمة الروم وهيمنة فارس
وأشعار العرب وكهانة الكاهن وكلام مقاول حمير فما يشبه كلام
محمد شيئا من كلامهم فأطيعوني وخذوا بنصيبكم منه فلما كان عام
الفتح خرجت بنو سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقوه بقديد
وهم تسعمائة ويقال كانوا ألفا فيهم العباس بن مرداس وأنس بن عياض
بن رعل وراشد بن عبد ربه فأسلموا وقالوا اجعلنا في مقدمتك واجعل
لواءنا أحمر وشعارنا مقدم ففعل ذلك بهم فشهدوا معه الفتح والطائف
وحنينا
وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم راشد بن عبد ربه رهاطا
307

وفيها عين يقال لها عين الرسول وكان راشد يسدن صنما لبني سليم فرأى
يوما ثعلبين يبولان عليه فقال
أرب يبول الثعلبان برأسه لقد ذل من بالت عليه الثعالب
ثم شد عليه فكسره ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له
ما اسمك قال غاوي بن عبد العزى قال أنت راشد بن عبد
ربه فأسلم وحسن إسلامه وشهد الفتح مع النبي صلى الله عليه وسلم
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير قرى عربية خيبر وخير
بني سليم راشد وعقد له على قومه
قال أخبرنا هشام بن محمد قال حدثني رجل من بني سليم من بني
الشريد قال وفد رجل منا يقال له قدر بن عمار على النبي صلى الله
عليه وسلم بالمدينة فأسلم وعاهده على أن يأتيه بالاف من قومه على الخيل
وأنشد يقول
شددت يميني إذ أتيت محمدا بخير يد شدت بحجزة مئزر
وذاك امرؤ قاسمته نصف دينه وأعطيته ألف امرئ غير أعسر
ثم أتى إلى قومه فأخبرهم الخبر فخرج معه تسعمائة وخلف في الحي
مائة فأقبل بهم يريد النبي صلى الله عليه وسلم فنزل به الموت فأوصى
إلى ثلاثة رهط من قومه إلى العباس بن مرداس وأمره على ثلاثمائة وإلى
الأخنس
بن يزيد وأمره على ثلاثمائة وقال ائتوا هذا الرجل حتى تقضوا العهد
الذي في عنقي ثم مات فمضوا حتى قدموا على النبي صلى الله عليه
وسلم فقال أين الرجل الحسن الوجه الطويل اللسان الصادق
الايمان قالوا يا رسول الله دعاه الله فأجابه وأخبروه خبره فقال
308

أين تكملة الألف الذين عاهدني عليهم قالو قد خلف مائة
بالحي مخافة حرب كان بيننا وبين بني كنانة قال ابعثوا إليها فإنه
لا يأتيكم في عامكم هذا شئ تكرهونه فبعثوا إليها فأتته بالهدة
وهي مائة عليها المنقع بن مالك بن أمية بن عبد العزى بن عمل بن كعب
بن الحارث بن بهثة بن سليم فلما سمعوا وئيد الخيل قالوا يا رسول
الله أتينا قال لا بل لكم لا عليكم هذه سليم بن منصور
قد جاءت فشهدوا مع النبي صلى الله عليه وسلم الفتح وحنينا
وللمنقع يقول العباس بن مرداس القائد
القائد المائة التي وفى بها تسع المئين فتم ألف أقرع
وفد هلال بن عامر
قال رجع الحديث إلى حديث علي بن محمد القرشي قالوا وقدم
على رسول الله صلى الله عليه وسلم نفر من بني هلال فيهم عبد عوف
بن أصرم بن عمرو بن شعيبة بن الهزم من رؤيبة فسأله عن ا سمه فأخبره
فقال أنت عبد الله وأسلم فقال رجل من ولده
جدي الذي اختارت هوازن كلها إلى النبي عبد عوف وافدا
ومنهم قبيصة بن المخارق قال يا رسول الله إني حملت عن قومي
حمالة فأعني فيها قال هي لك في الصدقات إذا جاءت
قال أخبرنا هشام بن محمد أخبرنا جعفر بن كلاب الجعفري عن
أشياخ لبني عامر قالوا وفد زياد بن عبد الله بن مالك بن بجير بن الهزم
بن رؤيبة بن عبد الله بن هلال بن عامر على النبي صلى الله عليه وسلم
309

فلما دخل المدينة توجه إلى منزل ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى
الله عليه وسلم وكانت خالة زياد أمه غرة بنت الحارث وهو يومئذ شاب
فدخل النبي صلى الله عليه وسلم وهو عندها فلما أتى رسول الله
صلى الله عليه وسلم غضب فرجع فقالت يا رسول الله هذا بن أختي
فدخل إليها ثم خرج حتى أتى المسجد ومعه زياد فصلى الظهر ثم أدنى
زيادا فدعا له ووضع يده على رأسه ثم حدرها على طرف أنفه فكانت
بنو هلال تقول ما زلنا نتعرف البركة في وجه زياد وقال الشاعر لعلي
بن زياد
يا بن الذي مسح النبي برأسه ودعا له بالخير عند المسجد
أعني زيادا لا أريد سواءه من غائر أو متهم أو منجد
ما زال ذاك النور في عرنينه حتى تبوأ بيته في الملحد
وفد عامر بن صعصعة
قال ثم رجع الحديث إلى محمد بن علي القرشي قالوا وقدم
عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب وأربد بن ربيعة بن مالك بن
جعفر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عامر يا محمد ما لي إن
أسلمت فقال لك ما للمسلمين وعليك ما على المسلمين قال
أتجعل لي الامر من بعدك قال ليس ذاك لك ولا لقومك قال
أفتجعل لي الوبر ولك المدر قال لا ولكني أجعل لك أعنة الخيل
فإنك أمرؤ فارس قال أو ليست لي لأملأنها عليك خيلا ورجالا
ثم وليا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم أكفنيهما اللهم
واهد بني عامر وأغن الاسلام عن عامر يعني بن الطفيل فسلط
310

الله تبارك وتعالى على عامر داء في رقبته فاندلع لسانه في حنجرته كضرع
الشاة فمال إلى بيت امرأة من بني سلول وقال غدة كغدة البكر وموت
في بيت سلولية وأرسل الله على أربد صاعقة فقتلته فبكاه لبيد بن ربيعة
وكان في ذلك الوفد عبد الله الشخير أبو مطرف فقال يا رسول الله أنت
سيدنا وذو الطول علينا فقال السيد الله لا يستهوينكم الشيطان
قالوا وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم علقمة بن علاثة
بن عوف بن الأحوص بن جعفر بن كلاب وهوذة بن خالد بن ربيعة وابنه
وكان عمر جالسا إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول
الله أوسع لعلقمة فأوسع له فجلس إلى جنبه فقص عليه رسول
الله صلى الله عليه وسلم شرائع الاسلام وقرأ عليه قرآنا فقال يا محمد
إن ربك لكريم وقد آمنت بك وبايعت على عكرمة بن خصفة أخي قيس
وأسلم هوذة وابنه وابن أخيه وبايع هوذة على عكرمة أيضا
قال أخبرنا هشام بن محمد عن إبراهيم بن إسحاق العبدي عن الحجاج
بن أرطأة عن عون بن أبي جحيفة السوائي عن أبيه قال قدم وفد بني
عامر وكنت معهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوجدناه بالأبطح
في قبة حمراء فسلمنا عليه فقال من أنتم قلنا بنو عامر بن صعصعة
قال مرحبا بكم أنتم مني وأنا منكم وحضرت الصلاة فقام
بلال فأذن وجعل يستدير في أذانه ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بإناء فيه ماء فتوضأ وفضلت فضلة من وضوئه فجعلنا لا نألوا أن نتوضأ مما
بقي من وضوئه ثم أقام بلال الصلاة فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم ركعتين ثم حضرت العصر فقام بلال فأذن فجعل يستدير في أذانه
فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين
311

وفد ثقيف
قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي عن عبد الله بن أبي يحيى الأسلمي
عمن أخبره قال لم يحضر عروة بن مسعود ولا غيلان بن سلمة حصار
الطائف كانا بجرش يتعلمان صنعة العرادات والمنجنيق والدبابات فقدما وقد
انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطائف فنصبا المنجنيق
والعرادات والدبابات وأعد اللقتال ثم ألقى الله في قلب عروة الاسلام
وغيره عما كان عليه فخرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم
ثم استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخروج إلى قومه ليدعوهم
إلى الاسلام فقال إنهم إذا قاتلوك قال لأنا أحب إليهم من أبكار
أولادهم ثم استأذنه الثانية ثم الثالثة فقال إن شئت فاخرج فخرج
فسار إلى الطائف خمسا فقدم عشاء فدخل منزله فجاء قومه فحيوه بتحية
الشرك فقال عليكم بتحية أهل الجنة السلام ودعاهم إلى الاسلام
فخرجوا من عنده يأتمرون به فلما طلع الفجر أوفى على غرفة له فأذن
بالصلاة فخرجت ثقيف من كل ناحية فرماه رجل من بني مالك يقال له
أوس بن عوف فأصاب أكحله فلم يرقأ دمه وقام غيلان بن سلمة وكنانة
بن عبد يا ليل والحكم بن عمرو بن وهب ووجوه الاحلاف فلبسوا السلاح
وحشدوا فلما رأى عروة ذلك قال قد تصدقت بدمي على صاحبه لأصلح
بذاك بينكم وهي كرامة أكرمني الله بها وشهادة ساقها الله إلي وقال
ادفنوني مع الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات
فدفنوه معهم وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خبره فقال مثله
كمثل صاحب ياسين دعا قومه إلى الله فقتلوه ولحق أبو المليح
بن عروة وقارب بن الأسود بن مسعود بالنبي صلى الله عليه وسلم
فأسلما وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مالك بن عوف فقالا
312

تركناه بالطائف فقال خبروه أنه إن أتاني مسلما رددت إليه
أهله وماله وأعطيته مائة من الإبل فقدم على رسول الله صلى
الله عليه وسلم فأعطاه ذلك وقال يا رسول الله أنا أكفيك ثقيفا أغير
على سرحهم حتى يأتوك مسلمين فاستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم
على من أسلم من قومه والقبائل فكان يغير على سرح ثقيف ويقاتلهم
فلما رأت ذلك ثقيف مشوا إلى عبد يا ليل وأتمروا بينهم أن يبعثوا إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم نفرا منهم وفدا فخرج عبد يا ليل
وابناه كنانة وربيعة وشرحبيل بن غيلان بن سلمة والحكم بن عمرو بن وهب
بن معتب وعثمان بن أبي العاص وأوس بن عوف ونمير بن خرشة بن
ربيعة فساروا في سبيعن رجلا وهؤلاء الستة رؤساؤهم وقال بعضهم
كانوا جميعا بضعة عشر رجلا وهو أثبت قال المغيرة بن شعبة إني
لفي ركاب المسلمين بذي حرض فإذا عثمان بن أبي العاص تلقاني يستخبرني
فلما رأيتهم خرجت أشتد أبشر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدومهم
فألقى أبا بكر الصديق رضي الله تعالى عنه فأخبرته بقدومهم فقال أقسمت
عليك لا تسبقني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بخبرهم
فدخل فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فسر بمقدمهم ونزل من كان منهم من
الاحلاف على المغيرة بن شعبة فأكرمهم وضرب النبي صلى الله عليه
وسلم لمن كان فيهم من بني مالك قبة في المسجد فكان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يأتيهم كل ليلة بعد العشاء فيقف عليهم ويحدثهم حتى
يراوح بين قدميه ويشكو قريشا ويذكر الحرب التي كانت بينه وبينهم
ثم قاضى النبي صلى الله عليه وسلم ثقيفا على قضية وعلموا القرآن
واستعمل عليهم عثمان بن أبي العاص واستعفت ثقيف من هدم اللات والعزى
فأعفاهم قال المغيرة فكنت أنا هدمتها قال المغيرة فدخلوا في الاسلام
313

فلا أعلم قوما من العرب بني أب ولا قبيلة كانوا أصح إسلاما ولا أبعد أن
يوجد فيهم غش لله ولكتابه منهم
وفود ربيعة عبد القيس
قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني قدامة بن موسى
عن عبد العزيز بن رمانة عن عروة بن الزبير قال وحدثني عبد الحميد
بن جعفر عن أبيه قالا كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل
البحرين أن يقدم عليه عشرون رجلا منهم فقدم عليه عشرون رجلا رأسهم
عبد الله بن عوف الأشج وفيهم الجارو ومنقذ بن حيان وهو بن أخت
الأشج وكان قدومهم عام الفتح فقيل يا رسول الله هؤلاء وفد عبد
القيس قال مرحبا بهم نعم القوم عبد القيس قال ونظر
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأفق صبيحة ليلة قدموا وقال
ليأتين ركب من المشركين لم يكرهوا على الاسلام قد أنضوا
الركاب وأفنوا الزاد بصاحبهم علامة اللهم اغفر لعبد القيس
أتوني لا يسألوني مالا هم خير أهل المشرق قال فجاؤوا في
ثيابهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فسلموا عليه وسألهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم أيكم عبد الله الأشج قال أنا
يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رجلا دميما فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال إنه لا يستسقى في مسوك الرجال إنما يحتاج من الرجل إلى
أصغريه لسانه وقلبه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيك خصلتان
يحبهما الله فقال عبد الله وما هما قال الحم والأناة قال
أشئ حدث أم جبلت عليه قال بل جبلت عليه وكان الجارود
314

نصرانيا فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الاسلام فأسلم فحسن
إسلامه وأنزل وفد عبد القيس في دار رملة بنت الحارث وأجرى عليهم
ضيافة وأقاموا عشرة أيام وكان عبد الله الأشج يسائل رسول الله صلى
الله عليه وسلم عن الفقه والقرآن وأمر لهم بجوائز وفضل عليهم عبد
الله فأعطاه أثنتي عشرة أوقية ونشأ ومسح رسول الله صلى الله
عليه وسلم وجه منقذ بن حيان
وفد بكبن وائل
قال ثم رجع الحديث إلى حديث محمد بن علي القرشي بإسناده
الأول قالوا وقدم وفد بكر بن وائل على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال له رجل منهم هل تعرف قس بن ساعدة فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم ليس هو منكم هذا رجل من إياد تحنف في
الجاهلية فوافى عكاظ والناس مجتمعون فيكلمهم بكلامه
الذي حفظ عنه وكان في الوفد بشير بن الخصاصية و عبد الله بن مرثد
وحسان بن حوط وقال رجل من ولد حسان
أنا بن حسان بن حوط وأبي رسول بكر كلها إلى النبي
قالوا وقدم معهم عبد الله بن أسود بن شهاب بن عوف بن عمرو
بن الحارث بن سدوس على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ينزل
اليمامة فباع ما كان له من مال باليمامة وهاجر وقدم على رسول الله صلى
الله عليه وسلم بجراب من تمر فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالبركة
315

وفد تغلب
قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني أبو بكر بن عبد
الله بن أبي سبرة عن يعقوب بن زيد بن طلحة قال قدم على رسول الله
صلى الله عليه وسلم وفد بني تغلب ستة عشر رجلا مسلمين ونصارى
عليهم صلب الذهب فنزلوا دار رملة بنت الحارث فصالح رسول الله
صلى الله عليه وسلم النصارى على أن يقرهم على دينهم على أن لا يصبغوا
أولادهم في النصرانية وأجاز المسلمين منهم بجوائزهم وفد حنيفة
قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني الضحاك بن عثمان
عن يزيد بن رومان قال محمد بن سعد وأخبرنا علي بن محمد القرشي
عن من سمى من رجاله قالوا قدم وفد بني حنيفة على رسول الله صلى
الله عليه وسلم بضعة عشر رجلا فيهم رحال بن عنفوة وسلمى
بن حنظلة السحيمي وطلق بن علي بن قيس وحمران بن جابر من
بني شمر وعلي بن سنان والاقعس بن مسلمة وزيد بن عبد عمرو
ومسيلمة بن حبيب وعلى الوفد سلمى بن حنظلة فأنزلوا دار رملة
بنت الحارث وأجريت عليهم ضيافة فكانوا يؤتون بغداء وعشاء مرة
خبزا ولحما ومرة خبزا ولبنا ومرة خبزا وسمنا ومرة تمرا نثر لهم فأتوا
رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فسلموا عليه وشهدوا شهادة
الحق وخلفوا مسيلمة في رحلهم وأقاموا أياما يختلفون إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم وكان رحال بن عنفوة يتعلم القرآن من أبي بن كعب
316

فلما أرادوا الرجوع إلى بلادهم أمر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
بجوائزهم خمس أواق كل رجل فقالوا يا رسول الله إنا خلفنا صاحبا
لنا في رحالنا يبصرها لنا وفي ركابنا يحفظها علينا فأمر له رسول الله
صلى الله عليه وسلم بمثل ما أمر به لأصحابه وقال ليس بشركم
مكانا لحفظه ركابكم ورحالكم فقيل ذلك لمسيلمة فقال عرف
أن الامر إلي من بعده ورجعوا إلى اليمامة وأعطاهم رسول الله صلى الله
عليه وسلم إداوة من ماء فيها فضل طهور فقال إذا قدمتم بلدكم فاكسروا
بيعتكم وأنضحوا مكانها بهذا الماء واتخذوا مكانها مسجدا ففعلوا وصارت
الإداوة عند الأقعس بن مسلمة وصار المؤذن طلق بن علي فأذن فسمعه
راهب البيعة فقال كلمة حق ودعوة حق وهرب فكان آخر العهد
به وأدعى مسيلمة لعنه الله النبوة وشهد له الرحال بن عنفوة أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم أشركه في الامر فافتتن الناس به
وفد شيبان
قال أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا عبد الله بن حسان أخو بني كعب
من بلعنبر أنه حدثته جدتاه صفية بنت عليبة ودحيبة بنت عليبة حدثتاه
عن حديث قيلة بنت مخرمة وكانتا ربيبتيها وقيلة جدة أبيهما أم أمه
أنها كانت تحت حبيب بن أزهر أخي بني جناب وأنها ولدت له النساء
ثم توفي في أول الاسلام فانتزع بناتها منها عمهن أثؤب بن أزهر فخرجت
تبتغي الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول الاسلام فبكت
جويرية منهن حديباء وكانت أخذتها الفرصة عليها سبيج من صوف
قال فذهبت بها معها فبينا هما ترثكان الجمل إذ أنتفجت الأرنب فقالت
317

الحديباء القصية والله لا يزال كعبك أعلى من كعب أثؤب في هذا الحديث
أبدا ثم سنح الثعلب فسمته باسم نسيه عبد الله بن حسان ثقالت فيه مثل
ما قالت في الأرنب فبينما هما ترتكان الجمل إذ برك الجمل فأخذته رعدة
فقالت الحديباء أدركتك والأمانة أخذة أثؤب فقلت وأضطررت إليها
ويحك فما أصنع فقالت اقلبي ثيابك ظهورها لبطونها وادحرجي ظهرك
لبطنك واقلبي أحلاس جملك ثم خلعت سبيجها فقلبته ثم أدحرجت ظهرها
لبطنها فلما فعلت ما أمرتني بها نتفض الجمل ثم قام ففاج وبال فقالت
أعيدي عليك أداتك ففعلت ثم خرجنا نرتك فإذا أيؤب يسعى وراءنا
بالسيف صلتا فوألنا إلى حواء ضخم قد أراه حين ألقى الجمل إلى رواق
البيت الأوسط جملا ذلولا وأقتحمت داخله وأدركني بالسيف فأصابت
ظبته طائفة من قروني ثم قال ألقي إلي بنت أخي يا دفار فرميت بها
إليه فجعلها على منكبه فذهب بها وكانت أعلم به من أهل البيت وخرجت
إلى أخت لي ناكح في بني شيبان أبتغي الصحابة إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فبينما أنا عندها ليلة من الليالي تحسبني نائمة إذ جاء زوجها من
السامر فقال وأبيك لقد وجدت لقيلة صاحب صدق فقالت أختي
من هو قال حريث بن حسان الشيباني غاديا وافد بكر بن وائل إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم ذا صباح فغدوت إلى جملي وقد سمعت ما قالا
فشددت عليه ثم نشدت عنه فوجدته غير بعيد فسألته الصحبة فقال نعم
وكرامة وركابهم مناخة فخرجت معه صاحب صدق حتى قد منا على
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بالناس صلاة الغداة وقد
أقيمت حين انشق الفجر والنجوم شابكة في السماء والرجال لا تكاد تعارف
مع ظلمة الليل فصففت مع الرجال وكنت امرأة حديثة عهد بجاهلية فقال
لي الرجل الذي يليني من الصف امرأة أنت أم رجل فقلت لا بل امرأة
فقال إنك قد كدت تفتنيني فصلي مع النساء وراءك وإذا صف من
318

نساء قد حدث عند الحجرات لم أكن رأيته حين دخلت فكنت فيهن حتى
إذا طلعت الشمس دنوت فجعلت إذا رأيت رجلا ذا رواء وذا قشر طمح
إليه بصري لارى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق الناس حتى جاء
رجل وقد ارتفعت الشمس فقال السلام عليك يا رسول الله فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
وعليه تعني النبي صلى الله عليه وسلم أسمال ملببتين كانتا بزعفران فقد
نفضتا ومعه عسيب نخلة مقشور غير خوصتين من أعلاه وهو قاعد القرفصاء
فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم متخشعا في الجلسة أرعدت
من الفرق فقال جليسه يا رسول الله أرعدت المسكينة فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ولم ينظر إلي وأنا عند ظهره يا مسكينة
عليك السكينة فلما قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم أذهب الله
ما كان أدخل قلبي من الرعب وتقدم صاحبي أول رجل فبايعه على الاسلام
عليه وعلى قومه ثم قال يا رسول الله أكتب بيننا وبين بني تميم بالدهناء
لا يجاوزها إلينا منهم إلا مسافر أو مجاور فقال يا غلام اكتب له
بالدهناء فلما رأيته أمر له بأن يكتب له بها شخص بي وهي وطني
وداري فقلت يا رسول الله إنه لم يسألك السوية من الأرض إذ سألك
إنما هذه الدهناء عندك مقيد الجمل ومرعى الغنم ونساء تميم وأبناؤها
وراء ذلك فقال أمسك يا غلام صدقت المسكينة المسلم أخو
المسلم يسعهما الماء والشجر ويتعاونان على الفتان فلما رأى
حريث أن قد حيل دون كتابه ضرب بإحدى يديه على الأخرى وقال كنت
أنا وأنت كما قيل حتفها تحمل ضأن بأظلافها فقلت أما والله ان كنت
لدليلا في الظلماء جوادا بذي الرحل عفيفا عن الرفيقة حتى قدمت
على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن لا تلمني على حظي إذ سألت
حظك فقال وما حظك في الدهناء لا أبالك فقلت مقيد جملي تسأله
319

لجمل امرأتك فقال لا جرم إني أشهد رسول الله أني لك أخ ما حييت
إذ أثنيت هذا علي عنده فقلت إذ بدأتها فلن أضيعها فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم أيلام بن ذه أن يفصل الخطة وينتصر
من وراء الحجرة فبكيت ثم قلت قد والله كنت ولدته يا رسول
الله حازما فقاتل معك يوم الربذة ثم ذهب يميرني من خيبر فأصابته
حماها وترك علي النساء فقال والذي نفس محمد بيده لو
لم تكوني مسكينة لجررناك اليوم على وجهك أو لجررت
على وجهك شك عبد الله أيغلب أحيدكم أن يصاحب صويحبه
في الدنيا معروفا فإذا حال بينه وبينه من هو أولى به منه استرجع
ثم قال رب أنسني ما أمضيت وأعني على ما أبقيت والذي نفس
محمد بيده أن أحيدكم ليبكي فيستعبر إليه صويحبه
فيا عباد الله لا تعذبوا إخوانكم وكتب لها في قطعة من أديم أحمر
لقيلة وللنسوة بنات قيلة أن لا يظلمن حقا ولا يكرهن على منكح وكل
مؤمن مسلم لهن نصير أحسن ولا تسئن
قال أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا عبد الله بن حسان قال حدثني
حبان بن عامر وكان جدي أبا أمي عن حديث حرملة بن عبد الله
جده أبي أمه الكعبي من كعب بلعنبر قال وحدثتني جدتاي صفية
بنت عليبة ودحيبة بنت عليبة وكان جدهما حرملة أن حرملة خرج
حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عنده حتى عرفه رسول
الله صلى الله عليه وسلم ثم ارتحل قال فلمت نفسي فقلت والله
لا أذهب حتى أزداد من العلم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبلت
حتى قمت فقلت يا رسول الله ما تأمرني أعمل فقال يا حرملة
إئت المعروف واجتنب المنكر وانصرفت حتى أتيت راحلتي ثم
رجعت حتى قمت مقامي أو قريبا منه ثم قلت يا رسول الله ما تأمرني
320

أعمل فقال يا حرملة إئت المعروف واجتنب المنكر وانظر
الذي تحب أذنك إذا قمت من عند القوم أن يقولوه لك
فأتوالذي تكره أن يقولوه لك إذا قمت من عندهم
فاجتنبه
وفادات أهل اليمن وفد طئ
قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني أبو بكر بن عبد
الله بن سبرة عن أبي عمير الطائي وكان يتيم الزهري قال وأخبرنا
هشام بن محمد بن السائب الكلبي أخبرنا عبادة الطائي عن أشياخهم قالوا
قدم وفد طئ على رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة عشر رجلا
رأسهم وسيدهم زيد الخير وهو زيد الخيل بن مهلهل من بني نبهان
وفيهم وزر بن جابر بن سدوس بن أصمع النبهاني وقبيصة بن الأسود
بن عامر من جرم طئ ومالك بن عبد الله بن خيبري من بني معن
وقعين بن خليف بن جديلة ورجل من بني بولان فدخلوا المدينة ورسول
الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فعقدوا رواحلهم بفناء المسجد ثم
دخلوا فدنوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليهم الاسلام
أسلموا وجازهم بخمس أواق ففضة كل رجل منهم وأعطى زيد الخيل
اثنتي عشرة أوقية ونشا وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ذكر
لي رجل من العرب إلا رأيته دون ما ذكر لي إلا ما كان من زيد
فإنه لم يبلغ كل ما فيه وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم
زيد الخيل وقطع له فيد وأرضين فكتب له بذلك كتابا ورجع مع
قومه فلما كان بموضع يقال له الفردة مات هناك فعمدت امرأته إلى
321

كل ما كان النبي صلى الله عليه وسلم كتب له به فخرقته وكان رسول
الله صلى الله عليه وسلم قد بعث علي بن أبي طالب إلى الفلس صنم
طئ يهدمه ويشن الغارات فخرج في مائتي فرس فأغار على حاضر آل
حاتم فأصابوا ابنة حاتم فقدم بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم
في سبايا من طئ وفي حديث هشام بن محمد أن الذي أغار عليهم وسبى
ابنة حاتم من خيل النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد
ثم رجع الحديث إلى الأول قال وهرب عدي بن حاتم من خيل
النبي صلى الله عليه وسلم حتى لحق بالشام وكان على النصرانية وكان
يسير في قومه بالمرباع وجعلت ابنة حاتم في حظيرة بباب المسجد وكانت
امرأة جميلة جزلة فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقامت إليه
فقالت هلك الوالد وغاب الوافد فامنن علي من الله عليك قال من
وافدك قالت عدي بن حاتم فقال الفار من الله ومن
رسوله وقدم وفد من قضاعة من الشام قالت فكساني النبي صلى
الله عليه وسلم وأعطاني نفقة وحملني وخرجت معهم حتى قدمت الشام
على عدي فجعلت أقول له القاطع الظالم أحتملت بأهلك وولدك وتركت
بقية والدك فأقامت عنده أياما وقالت له أرى أن تلحق برسول الله
صلى الله عليه وسلم فخرج عدي حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه
وسلم فسلم عليه وهو في المسجد فقال من الرجل قال عدي
بن حاتم فأنطلق به إلى بيته وألقى له وسادة محشوة بليف وقال اجلس
عليها فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأرض وعرض
عليه الاسلام فأسلم عدي وأستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم
على صدقات قومه
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب قال حدثني جميل بن مرثد
الطائي من بني معن عن أشياخهم قالوا قدم عمرو بن المسبح بن كعب
322

بن عمرو بن عصر بن غنم بن حارثة بن ثوب بن معن الطائي على النبي
صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ بن مائة وخمسين سنة فسأله عن الصيد
فقال كل ما أصميت ودع ما أنميت وهو الذي يقول له امرؤ
القيس بن حجر وكان أرمى العرب
رب رام من بني ثعل مخرج كفيه من ستره
وفد تجيب
قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي أخبرنا عبد الله بن عمرو بن
زهير عن أبي الحويرث قال قدم وفد تجيب على رسول الله صلى الله
عليه وسلم سنة تسع وهم ثلاثة عشر رجلا وساقوا معهم صدقات
أموالهم التي فرض الله عليهم فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم
بهم وقال مرحبا بكم وأكرم منزلهم وحباهم وأمر بلالا أن يحسن
ضيافتهم وجوائزهم وأعطاهم أكثر مما كان يجيز به الوفد وقال هل
بقي منكم أحد قالوا غلام خلفناه على رحالنا وهو أحدثنا سنا
قال أرسلوه إلينا فأقبل الغلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال إني أمرؤ من بني أبناء الرهط الذين أتوك آنفا فقضيت حوائجهم
فاقض حاجتي قال وما حاجتك قال تسأل الله أن يغفر لي ويرحمني
ويجعل غناي في قلبي فقال اللهم أغفر له وارحمه واجعل غناه
في قلبه ثم أمر له بمثل ما أمر به لرجل من أصحابه فأنطلقوا راجعين
إلى أهليهم ثم وافوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الموسم بمنى ستة
عشر فسألهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الغلام فقالوا
ما رأينا مثله أقنع منه بما رزقه الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إني لأرجو أن نموت جميعا
323

وفد خولان
قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني غير واحد من أهل
العلم قال قدم وفد خولان وهم عشرة نفر في شعبان سنة عشر فقالوا
يا رسول الله نحن مؤمنون بالله ومصدقون برسوله ونحن على من وراءنا
من قومنا وقد ضربنا إليك آباط الإبل فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ما فعل عم أنس صنم لهم قالوا بشر وعر أبدلنا الله
به ما جئت به ولو قد رجعنا إليه هدمناه وسألوا رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن أشياء من أمر دينهم فجعل يخبرهم بها وأمر من يعلمهم
القرآن والسنن وأنزلوا دار رملة بنت الحارث وأمر بضيافة فأجريت عليهم
ثم جاؤوا بعد أيام يودعونه فأمر لهم بجوائز اثنتي عشرة أوقية ونش
ورجعوا إلى قومهم فلم يحلوا عقدة حتى هدموا عم أنس وحرموا ما حرم
عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحلوا ما أحل لهم وفد جعفي
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه وعن أبي بكر
بن قيس الجعفي قالا كانت جعفي يحرمون القلب في الجاهلية فوفد إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان منهم قيس بن سلمة بن شراحيل
من بني مران بن جعفي وسلمة بن يزيد بن مشجعة بن المجمع وهما
أخوان لام وأمهما مليكة بنت الحلو بن مالك من بني حريم بن جعفي
فأسلما فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغني أنكم
لا تأكلون القلب قالا نعم قال فإنه لا يكمل إسلامكم
324

إلا بأكله ودعا لهما بقلب فشوي ثم ناوله سلمة بن يزيد فلما أخذه
أرعدت يده فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم كله فأكله
وقال
على أني أكلت القلب كرها وترعد حين مسته بناني
قال وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لقيس بن سلمة
كتابا نسخته كتاب من محمد رسول الله لقيس بن سلمة
بن شراحيل أني استعملتك على مران ومواليها
وحريم ومواليها والكلاب ومواليها من أقام الصلاة وآتى الزكاة وصدق ماله وصفاه
قال الكلاب أود وزبيد وجزء بن سعد العشيرة وزيد الله بن سعد وعائذ الله بن سعد
وبنو صلاءة من بني الحارث بن كعب قال ثم قالا
يا رسول الله إن أمنا مليكة بنت الحلو كانت تفك العاني وتطعم البائس وترحم
المسكين وإنها ماتت وقد وأدت بنية لها صغيرة فما حالها قال الوائدة
والموؤودة في النار فقاما مغضبين فقال إلي فارجعا فقال
وأمي مع أمكما فأبيا ومضيا وهما يقولان والله إن رجلا أطعمنا
القلب وزعم أن أمنا في النار لأهل أن لا يتبع وذهبا فلما كانا ببعض
الطريق لقيا رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم معه إبل
من إبل الصدقة فأوثقاه وطردا الإبل فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم
فلعنهما فيمن كان يلعن في قوله لعن الله رعلا وذكوان وعصية
ولحيان وابني مليكة بن حريم ومران
قال أخبرنا هشام بن محمد قال حدثني الوليد بن عبد الله الجعفي
عن أبيه عن أشياخهم قالوا وفد أبو سبرة وهو يزيد بن مالك بن عبد الله
بن الذؤيب بن سلمة بن عمرو بن ذهل بن مران بن جعفي على النبي
صلى الله عليه وسلم ومعه ابناه سبرة وعزيز فقال رسول الله صلى الله
325

عليه وسلم لعزيز ما اسمك قال عزيز قال لا عزيز إلا الله
أنت عبد الرحمن فأسلموا وقال له أبو سبرة يا رسول الله إن
بظهر كفي سلعة قد منعتني من خطام راحلتي فدعا له رسول الله صلى
الله عليه وسلم بقدح فجعل يضرب به على السلعة ويمسحها فذهبت
فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم ولابنيه وقال له يا رسول
الله أقطعني وادي قومي باليمن وكان يقال له حردان ففعل و عبد الرحمن
هو أبو خيثمة بن عبد الرحمن
وفد صداء
قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني شيخ من بلمصطلق
عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انصرف من الجعرانة سنة
ثمان بعث قيس بن سعد بن عبادة إلى ناحية اليمن وأمره أن يطأ صداء فعسكر
بناحية قناة في أربعمائة من المسلمين وقدم رجل من صداء فسأل عن ذلك
البعث فأخبر بهم فخرج سريعا حتى ورد على رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال جئتك وافدا على من ورائي فاردد الجيش وأنا لك بقومي
فردهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم منهم بعد ذلك على رسول
الله صلى الله عليه وسلم خمسة عشر رجلا فأسلموا وبايعوا رسول الله
صلى الله عليه وسلم على من وراءهم من قومهم ورجعوا إلى بلادهم
ففشا فيهم الاسلام فوافى النبي صلى الله عليه وسلم مائة رجل منهم
في حجة الوداع
قال أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا الثوري عن عبد الرحمن بن زياد بن
أنعم عن زياد بن نعيم عن زياد بن الحارث الصدائي قال قدمت
326

على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله بلغني أنك تبعث
إلى قومي جيشا فاردد الجيش وأنا لك بقومي فردهم رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال وقدم قومي عليه فقال يا أخا صداء إنك لمطاع
في قومك قال قلت بل من الله ومن رسوله قال وهو الذي أمره
رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر أن يؤذن فأذن ثم جاء بلال ليقيم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أخا صداء قد أذن ومن
أذن فهو يقيم
وفد مراد
قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي أخبرنا عبد الله بن عمرو بن
زهير عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال قدم فروة بن مسيك
المرادي وافدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم مفارقا لملوك كندة
ومتابعا للنبي صلى الله عليه وسلم فنزل على سعد بن عبادة وكان يتعلم
القرآن وفرائض الاسلام وشرائعه وأجازه رسول الله صلى الله عليه وسلم
باثنتي عشرة أوقية وحمله على بعير نجيب وأعطاه حلة من نسج عمان
واستعمله على مراد وزبيد ومذحج وبعث معه خالد بن سعيد بن العاص على
الصدقات وكتب له كتابا فيه فرائض الصدقة ولم يزل على الصدقة حتى
توفي رسول الله ص
327

وفد زبيد
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن عمرو بن زهير
عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال قدم عمر بن معد يكرب
الزبيدي في عشرة نفر من زبيد المدينة فقال من سيد أهل هذه البحرة
من بني عمرو بن عامر فقيل له سعد بن عبادة فأقبل يقود راحلته
حتى أناخ ببابه فخرج إليه سعد فرحب به وأمر برحله فحط وأكرمه
وحباه ثم راح به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم هو ومن
معه وأقام أياما ثم أجازه رسول الله صلى الله عليه وسلم بجائزة
وانصرف إلى بلاده وأقام مع قومه على الاسلام فلما توفي رسول الله
صلى الله عليه وسلم ارتد ثم رجع إلى الاسلام وأبلى يوم القادسية وغيرها
وفد كندة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري
قال قدم الأشعث بن قيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بضعة
عشر راكبا من كندة فدخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم مسجده
قد رجلوا جمعهم واكتحلوا وعليهم جباب الحبرة قد كفوها بالحرير
وعليهم الديباج ظاهر مخوض بالذهب وقال لهم رسول الله صلى الله عليه
وسلم ألم تسلموا قالوا بلى قال فما بال هذا عليكم
فألقوه فلما أرادوا الرجوع إلى بلادهم أجازهم بعشر أواق
عشر أواق وأعطى الأشعث اثنتي عشرة أوقية
328

وفد الصدف
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عمر بن يحيى بن سهل بن
أبي حثمة عن شرحبيل بن عبد العزيز الصدفي عن آبائه قالوا قدم وفدنا
على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم بضعة عشر رجلا على قلائص
لهم في أزر وأردية فصادفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بين
بيته وبين المنبر فجلسوا ولم يسلموا فقال مسلمون أنتم قالوا
نعم قال فهلا سلمتم فقاموا قياما فقالوا السلام عليك أيها النبي
ورحمة الله قال وعليكم السلام اجلسوا فجلسوا وسألوا رسول
الله صلى الله عليه وسلم عن أوقات الصلاة فأخبرهم بها وفد خشين
قال أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا عبد الرحمن بن صالح عن
محجن بن وهب قال قدم أبو ثعلبة الخشني على رسول الله صلى الله
عليه وسلم وهو يتجهز إلى خيبر فأسلم وخرج معه فشهد خيبر ثم قدم
بعد ذلك سبعة نفر من خشين فنزلوا على أبي ثعلبة فأسلموا وبايعوا ورجعوا
إلى قومهم
وفد سعد هذيم
قال أخبرنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا محمد
بن عبد الله بن أخي الز هري عن أبي عمير الطائي عن أبي النعمان عن أبيه
329

قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وافدا في نفر من قومي
فنزلنا ناحية من المدينة ثم خرجنا نؤم المسجد فنجد رسول الله صلى الله
عليه وسلم يصلي على جنازة في المسجد فانصرف رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال من أنتم قلنا من بني سعد هذيم فأسلمنا وبايعنا
ثم انصرفنا إلى رحالنا فأمر بنا فأنزلنا وضيفنا فأقمنا ثلاثا ثم جئناه
نودعه فقال أمروا عليكم أحدكم وأمر بلالا فأجازنا بأواق من فضة
ورجعنا إلى قومنا فرزقهم الله الاسلام
وفد بلي
قال أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة
عن موسى بن سعد مولى لبني مخزوم عن رويفع بن ثابت البلوي قال
قدم وفد قومي في شهر ربيع الأول سنة تسع فأنزلتهم في منزلي ببني جديلة
ثم خرجتهم حتى انتهينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس
مع أصحابه في بيته في الغداة فقدم شيخ الوفد أبو الضباب فجلس بين يدي
رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلم وأسلم القوم وسألوا رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن الضيافة وعن أشياء من أمر دينهم فأجابهم
ثم رجعت بهم إلى منزلي فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي بحمل
تمر يقول استعن بهذا التمر قال فكانوا يأكلون منه ومن غيره
فأقاموا ثلاثا ثم جاؤوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يودعونه فأمر
لهم بجوائز كما كان يجيز من كان قبلهم ثم رجعوا إلى بلادهم
330

وفد بهراء
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن يعقوب الزمعي
عن عمته عن أمها كريمة بنت المقداد قالت سمعت أمي ضباعة بنت الزبير
بن عبد المطلب تقول قدم وفد بهراء من اليمن وهم ثلاثة عشر رجلا
فأقبلوا يقودون رواحلهم حتى انتهوا إلى باب المقداد بن عمرو ببني جديلة
فخرج إليهم المقداد فرحب بهم وأنزلهم في منزل من الدار وأتوا النبي
صلى الله عليه وسلم فأسلموا وتعلموا الفرائض وأقاموا أياما ثم جاؤوا
رسول الله صلى الله عليه وسلم يودعونه فأمر بجوائزهم وانصرفوا
إلى أهلهم
وفد عذرة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إسحاق بن عبد الله بن نسطاس
عن أبي عمرو بن حريث العذري قال وجدت في كتاب آبائي قالوا
قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفر سنة تسع وفد نا اثنا عشر
رجلا فيهم حمزة بن النعمان العذري وسليم وسعد ابنا مالك ومالك
بن أبي رياح فنزلوا دار رملة بنت الحارث النجارية ثم جاؤوا إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فسلموا بسلام أهل الجاهلية وقالوا نحن إخوة قصي
لامه ونحن الذين أزاحوا خزاعة وبني بكر عن مكة ولنا قرابات وأرحام
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مرحبا بكم وأهلا ما أعرفني
بكم ما منعكم من تحية الاسلام قالوا قدمنا مرتادين لقومنا
وسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن أشياء من أمر دينهم فأجابهم فيها
331

وأسلموا وأقاموا أياما ثم انصرفوا إلى أهليهم فأمر لهم بجوائز كما كان يجيز
الوفد وكسا أحدهم بردا
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب قال حدثني شرقي بن القطامي
عن مدلج بن المقداد بن زمل العذري قال وحدثني ببعضه أبو زفر الكلبي
قالا وفد زمل بن عمرو العذري على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره
بما سمع من صنمهم فقال ذلك مؤمن من الجن فأسلم وعقد له
رسول الله صلى الله عليه وسلم لواء على قومه فشهد بعد ذلك صفين
مع معاوية ثم شهد به المرج فقتل وأنشأ يقول حين وفد على النبي صلى
الله عليه وسلم
إليك رسول الله أعملت نصها أكلفها حزنا وقوزا من الرمل
لأنصر خير الناس نصرا مؤزرا وأعقد حبلامن حبالك في حبلي
وأشهد أن الله لا شئ غيره أدين له ما أثقلت قدمي نعلي
وفد سلامان
قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني محمد بن يحيى بن
سهل بن أبي حثمة قال وجدت في كتب أبي أن حبيب بن عمرو السلاماني
كان يحدث قال قدمنا وفد سلامان على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ونحن سبعة فصادفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خارجا من المسجد
إلى جنازة دعي إليها فقلنا السلام عليك يا رسول الله فقال وعليكم
من أنتم قلنا نحن من سلامان قدمنا لنبايعك على الاسلام ونحن على
من وراءنا من قومنا فالتفت إلى ثوبان غلامه فقال أنزل هؤلاء الوفد
حيث ينزل الوفد فلما صلى الظهر جلس بين المنبر وبيته فتقدمنا
332

إليه فسألناه عن أمر الصلاة وشرائع الاسلام وعن الرقي وأسلمنا وأعطى
كل رجل منا خمس أواق ورجعنا إلى بلادنا وذلك في شوال سنة عشر
وفد جهينة
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي أخبرنا أبو عبد الرحمن
المدني قال لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وفد إليه عبد العزى
بن بدر بن زيد بن معاوية الجهني من بني الربعة بن رشدان بن قيس بن
جهينة ومعه أخوه لامه أبو روعة وهو بن عم له فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لعبد العزى أنت عبد الله ولأبي روعة أنت
رعت العدو إن شاء الله وقال من أنتم قالوا بنو غيان قال
أنتم بنو رشدان وكان أسم واديهم غوى فسماه رسول الله صلى الله
عليه وسلم رشدا وقال لجبلي جهينة الأشعر والاجرد هما من
جبال الجنة لا تطؤهما فتنة وأعطى اللواء يوم الفتح عبد الله بن
بدر وخط لهم مسجدهم وهو أول مسجد خط بالمدينة
قال أخبرنا هشام بن محمد أخبرنا خالد بن سعيد عن رجل من
جهينة من بني دهمان عن أبيه وقد صحب النبي صلى الله عليه وسلم
قال قال عمرو بن مرة الجهني كان لنا صنم وكنا نعظمه وكنت سادنه
فلما سمعت بالنبي صلى الله عليه وسلم كسرته وخرجت حتى أقدم المدينة
على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمت وشهدت شهادة الحق وآمنت
بما جاء به من حلال وحرام فذلك حين أقول
شهدت بأن الله حق وانني لآلهة الاحجار أول تارك
وشمرت عن ساقي الازار مهاجرا إليك أجوب الوعث بعد الدكادك
333

لاصحب خير الناس نفسا ووالدا رسول مليك الناس فوق الحبائك
قال ثم بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومه يدعوهم
إلىالاسلام فأجابوه إلا رجلا واحدارد عليه قوله فدعا عليه عمرو بن
مرة فسقط فوه فما كان يقدر على الكلام وعمي واحتاج
وفد كلب
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي قال حدثني الحارث
بن عمرو الكلبي عن عمه عمارة بن جزء عن رجل من بني ماوية من كلب
قال وأخبرني أبو ليلى بن عطية الكلبي عن عمه قالا قال عبد عمرو بن جبلة
بن وائل بن الجلاح الكلبي شخصت أنا وعاصم رجل من بني
رقاش من بني عامر حتى أتينا النبي صلى الله عليه وسلم فعرض علينا الاسلام فأسلمنا
وقال أنا النبي الأمي الصادق الزكي والويل كل الويل لمن كذبني
وتولى عني وقاتلني والخير كل الخير لمن آواني ونصرني وآمن
بي وصدق قولي وجاهد معي قالا فنحن نؤمن بك ونصدق قولك
فأسلمنا وأنشأ عبد عمرو يقول
أجبت رسول الله إذ جاء بالهدى وأصبحت بعد الجحد بالله أوجرا
وودعت لذات القداح وقد أرى بها سدكا عمري وللهو أصورا
وآمنت بالله العلي مكانه وأصبحت للأوثان ما عشت منكرا
قال أخبرنا هشام بن محمد قال حدثني بن أبي صالح رجل من
بني كنانة عن ربيعة بن إبراهيم الدمشقي قال وفد حارثة بن قطن بن زائر
بن حصن بن كعب بن عليم الكلبي وحمل بن سعدانة بن حارثة بن مغفل
334

بن كعب بن عليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلما فعقد لحمل
بن سعدانة لواء فشهد بذلك اللواء صفين مع معاوية وكتب لحارثة بن قطن
كتابا فيه هذا كتاب من محمد رسول الله لأهل دومة الجندل
وما يليها من طوائف كلب مع حارثة بن قطن لنا الضاحية
من البعل ولكم الضامنة من النخل على الجارية العشر وعلى الغائرة
نصف العشر لا تجمع سارحتكم ولا تعدل فاردتكم تقيمون
الصلاة لوقتها وتؤتون الزكاة بحقها لا يحظر عليكم النبات
ولا يؤخذ منكم عشر البتات لكم بذلك العهد والميثاق ولنا
عليكم النصح والوفاء وذمة الله ورسوله شهد الله ومن حضر
من المسلمين
وفد جرم
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب أخبرنا سعد بن مرة الجرمي
عن أبيه قال وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان منا يقال
لأحدهما الأصقع بن شريح بن صريم بن عمرو بن رياح بن عوف بن عميرة
بن الهون بن أعجب بن قدامة بن جرم بن ريان بن حلوان بن عمران
بن الحاف بن قضاعة والآخر هوذة بن عمرو بن زيد بن عمرو بن رياح
فأسلما وكتب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا قال فأنشدني
بعض الجرميين شعرا قاله عامر بن عصمة بن شريح يعني الأصقع
وكان أبو شريح الخير عمي فتى الفتيان حمال الغرامة
عميد الحي من جرم إذا ما ذوو الآكال سامونا ظلامه
وسابق قومه لما دعاهم إلى الاسلام أحمد من تهامه
335

فلباه وكان له ظهيرا فرفله على حيي قدامه
قال أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا مسعر بن حبيب أخبرنا
عمرو بن سلمة بن قيس الجرمي أن أباه ونفرا من قومه وفدوا إلى النبي صلى
الله عليه وسلم حين أسلم الناس وتعلموا القرآن وقضوا حوائجهم فقالوا
له من يصلي بنا أو لنا فقال ليصل بكم أكثركم جمعا أو أخذا
للقرآن قال فجاؤوا إلى قومهم فسألوا فيهم فلم يجدوا فيهم أحدا
أكثر أخذا أو جمع من القرآن أكثر مما جمعت أو أخذت قال وأنا يومئذ
غلام علي شملة فقدموني فصليت بهم فما شهدت مجمعا من جرم إلا
وأنا إمامهم إلى يومي هذا قال يزيد قال مسعر وكان يصلي على جنائزهم
ويؤمهم في مسجدهم حتى مضى لسبيله
قال أخبرنا عارف بن الفضل أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب قال
حدثني عمرو بن سلمة أبو زيد الجرمي قال كنا بحضرة ماء ممر الناس عليه
وكنا نسألهم ما هذا الامر فيقولون رجل زعم أنه نبي وأن الله أرسله وأن
الله أوحى إليه كذا وكذا فجعلت لا أسمع شيئا من ذلك إلا حفظته كأنما
يغرى في صدري بغراء حتى جمعت فيه قرآنا كثيرا قال وكانت
العرب تلوم بإسلامها الفتح يقولون أنظروا فإن ظهر عليهم فهو صادق
وهو نبي فلما جاءتنا وقعة الفتح بادركل قوم بإسلامهم فانطلق أبي
بإسلام حوائنا ذلك وأقام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله
أن يقيم قال ثم أقبل فلما دنا منا تلقيناه فلما رأيناه قال جئتكم
والله من عند رسول الله حقا ثم قال إنه يأمركم بكذا وكذا وينهاكم
عن كذا وكذا وأن تصلوا صلاة كذا في حين
كذا وصلاة كذا في حين كذا وإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم أكثركم قرآنا
قال فنظر أهل حوائنا فما وجدوا أحدا أكثر قرآنا مني للذي كنت أحفظه
336

من الركبان قال فقدموني بين أيديهم فكنت أصلي بهم وأنا بن ست
سنين قال وكان علي بردة كنت إذا سجدت تقلصت عني فقالت
امرأة من الحي ألا تغطون عنا أست قارئكم قال فكسوني قميصا
من معقد البحرين قال فما فرحت بشئ أشد من فرحي بذلك القميص
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس أخبرنا أبو شهاب عن خالد
الحذاء عن أبي قلابة عن عمرو بن سلمة الجرمي قال كنت أتلقى الركبان
فيقرئوني الآية فكنت أؤم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا هشام بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسي أخبرنا شعبة
عن أيوب قال سمعت عمرو بن سلمة قال ذهب أبي بإسلام قومه إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان فيما قال لهم يؤمكم أكثركم
قرآنا قال فكنت أصغرهم فكنت أؤمهم فقالت امرأة غطوا عنا
أست قارئكم فقطعوا لي قميصا فما فرحت بشئ ما فرحت بذلك القميص
قال أخبرنا يزيد بن هارون عن عاصم عن عمرو بن سلمة قال
لما رجع قومي من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا إنه قال
ليؤمكم أكثركم قراءة للقرآن قال فدعوني فعلموني
الركوع والسجود قال فكنت أصلي بهم وعلي بردة مفتوقة فكانوا
يقولون لأبي ألا تغطي عنا أست ابنك
وفد الأزد
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن عمرو بن زهير
الكعبي عن منير بن عبد الله الأزدي
قال قدم صرد بن عبد الله الأزدي في بضعة عشر رجلا من قومه وفدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
337

فنزلوا على فروة بن عمرو فحياهم وأكرمهم وأقاموا عنده عشرة أيام
وكان صرد أفضلهم فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على من أسلم
من قومه وأمره أن يجاهد بهم من يليه من أهل الشرك من قبائل اليمن
فخرج حتى نزل جرش وهي مدينة حصينة مغلقة وبها قبائل من اليمن
قد تحصنوا فيها فدعاهم إلى الاسلام فأبوا فحاصرهم شهرا وكان يغير
على مواشيهم فيأخذها ثم تنحى عنهم إلى جبل يقال شكر فظنوا
أنه قد انهزم فخرجوا في طلبه فصف صفوفه فحمل عليهم هو والمسلمون
فوضعوا سيوفهم فيهم حيث شاؤوا وأخذوا من خيلهم عشرين فرسا فقاتلوهم
عليها نهارا طويلا وكان أهل جرش بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم رجلين يرتادان وينظران فأخبرهما رسول الله صلى الله عليه
وسلم بملتقاهم وظفر صرد بهم فقدم رجلان على قومهما فقصا عليهم
القصة فخرج وفدهم حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأسلموا فقال مرحبا بكم أحسن الناس وجوها وأصدقه لقاء
وأطيبه كلاما وأعظمه أمانة أنتم مني وأنا منكم وجعل
شعارهم مبرورا وحمى لهم حمى حول قريتهم على أعلام معلومة
وفد غسان
قال أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة
عن محمد بن بكير الغساني عن قومه غسان قالوا قدمنا على رسول الله
صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان سنة عشر المدينة ونحن ثلاثة نفر
فنزلنا دار رملة بنت الحارث فإذا وفود العرب كلهم مصدقون بمحمد
صلى الله عليه وسلم فقلنا فيما بيننا أيرانا شر من يرى من العرب ثم
338

أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمنا وصدقنا وشهدنا أن ما جاء
به حق ولا ندري أيتبعنا قومنا أم لا فأجاز لهم رسول الله صلى الله عليه
وسلم بجوائز وانصرفوا راجعين فقدموا على قومهم فلم يستجيبوا لهم
فكتموا إسلامهم حتى مات منهم رجلان مسلمين وأدرك واحد منهم عمر
بن الخطاب عام اليرموك فلقي أبا عبيدة فخبره بإسلامه فكان يكرمه
وفد الحارثبن كعب
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إبراهيم بن موسى المخزومي
عن عبد الله بن عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث عن أبيه قال بعث
رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد في أربعمائة من المسلمين
في شهر ربيع الأول سنة عشر إلى بني الحارث بنجران وأمره أن يدعوهم
إلى الاسلام قبل أن يقاتلهم ثلاثا ففعل فاستجاب له من هناك من بلحارث
بن كعب ودخلوا فيما دعاهم إليه ونزل بين أظهرهم يعلمهم الاسلام
وشرائعه وكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وكتب بذلك إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم وبعث به مع بلال بن الحارث المزني يخبره عما
وطئوا وإسراع بني الحارث إلى الاسلام فكتب رسول الله صلى الله عليه
وسلم إلى خالد أن بشرهم وأنذرهم وأقبل ومعك وفدهم فقدم خالد ومعه وفدهم
منهم قيس بن الحصين ذو الغصة ويزيد بن
عبد المدان و عبد الله بن عبد المدان ويزيد بن المحجل و عبد الله بن
قراد وشداد بن عبد الله القناني وعمرو بن عبد الله وأنزلهم خالد
عليه ثم تقدم خالد وهم معه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
من هؤلاء الذين كأنهم رجال الهند فقيل بنو الحارث بن كعب
339

فسلموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهدوا أن لا إله إلا الله وأن
محمدا رسول الله فأجازهم بعشر أواق وأجاز قيس بن الحصين باثنتي
عشرة أوقية ونش وأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على بني الحارث
بن كعب ثم انصرفوا إلى قومهم في بقية شوال فلم يمكثوا بعد أن رجعوا
إلى قومهم إلا أربعة أشهر حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم
صلوات الله عليه ورحمته وبركاته كثيرا دائما
قال أخبرنا علي بن محمد القرشي عن أبي بكر الهذلي عن الشعبي
قال قدم عبدة بن مسهر الحارثي على النبي صلى الله عليه وسلم
فسأله عن أشياء مما خلف ورأى في سفره فجعل النبي صلى الله عليه وسلم
يخبره عنها ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلم يا بن مسهر
لاتبع دينك بدنياك فأسلم
وفد همدان
قال أخبرنا هشام بن محمد قال حدثنا حبان بن هانئ بمسلم
بن قيس بن عمرو بن مالك بن لأي الهمداني ثم الأرحبي عن أشياخهم قالوا
قدم قيس بن مالك بن سعد بن لأي الأرحبي على رسول الله صلى الله عليه
وسلم وهو بمكة فقال يا رسول الله أتيتك لاومن بك وأنصرك فقال
له مرحبا بك أتأخذوني بما في يا معشر همدان قال نعم بأبي
أنت وأمي قال فاذهب إلى قومك فإن فعلوا فارجع أذهب
معك فخرج قيس إلى قومه فأسلموا واغتسلوا في جوف المحورة وتوجهوا
إلى القبلة ثم خرج بإسلامهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
قد أسلم قومي وأمروني أن آخذك فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم
340

وافد القوم قيس وقال وفيت وفى الله بك ومسح بناصيته
وكتب عهده على قومه همدان أحمورها وغربها وخلائطها ومواليها أن يسمعوا
له ويطيعوا وأن لهم ذمة الله وذمة رسوله ما أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة
وأطعمه ثلاثمائة فرق من خيوان مائتان زبيب وذرة شطران ومن عمران
الجوف مائة فرق بر جارية أبدا من مال الله قال هشام الفرق مكيال
لأهل اليمن وأحمورها قدم وآل ذي مران وآل ذي لعوة وأذواء
همدان وغربها أرحب ونهم وشاكر ووادعة ويام ورمهبة
ودالان وخارف وعذر وحجور
قال أخبرنا هشام بن محمد أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن إسرائيل
بن يونس عن أبي إسحاق عن أشياخ قومه قالوا عرض رسول الله صلى الله
عليه وسلم نفسه بالموسم على قبائل العرب فمر به رجل من أرحب يقال
له عبد الله بن قيس بن أم غزال فقال هل عند قومك من منعة
قال نعم فعرض عليه الاسلام فأسلم ثم انه خاف أن يخفره قومه فوعده
الحج من قابل ثم وجه الهمداني يريد قومه فقتله رجل من بني زبيد يقال له
ذباب ثم إن فتية من أرحب قتلوا ذبابا الزبيدي بعبد الله بن قيس
قال أخبرنا علي بن محمد بن أبي سيف القرشي عمن سمى من رجاله
من أهل العلم قالوا قدم وفد همدان على رسول الله صلى الله عليه وسلم
عليهم مقطعات الحبرة مكففة بالديباج وفيهم حمزة بن مالك من ذي
مشعار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم الحي همدان
ما أسرعها إلى النصر وأصبرها على الجهد ومنهم أبدال وأوتاد
الاسلام فأسلموا وكتب لهم النبي صلى الله عليه وسلم كتابا بمخلاف
خارف ويام وشاكر وأهل الهضب وحقاف الرمل من همدان
لمن أسلم
341

وفد سعد العشيرة
قال أخبرنا هشام بن محمد أخبرنا أبو كبران المرادي عن يحيى
بن هانئ بن عروة عن عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي قال لما سمعوا
بخروج النبي صلى الله عليه وسلم وثب ذباب رجل من بني أنس الله
بن سعد العشيرة إلى صنم كان لسعد العشيرة يقال له فراض فحطمه
ثم وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وقال
تبعت رسول الله إذ جاء بالهدى وخلفت فراضا بدار هوان
شددت عليه شدة فتركته كأن لم يكن والدهر ذو حدثان
فلما رأيت الله أظهر دينه أجبت رسول الله حين دعاني
فأصبحت للاسلام ما عشت ناصرا وألقيت فيها كلكلي وجراني
فمن مبلغ سعد العشيرة أنني شريت الذي يبقى بآخر فان
قال أخبرنا هشام عن أبيه عن مسلم بن عبد الله بن شريك النخعي
عن أبيه قال كان عبد الله بن ذباب الانسي مع علي بن أبي طالب بصفين
فكان له غناء
وفد عنس
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي أخبرنا أبو زفر
الكلبي عن رجل من عنس بن مالك من مذحج قال كان منا رجل وفد
على النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه وهو يتعشى فدعاه إلى العشاء فجلس
فلما تعشى أقبل عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال أتشهد أن
342

لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فقال أشهد أن لا إله
إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فقال أراغبا جئت أم راهبا فقال
أما الرغبة فوالله ما في يديك مال وأما الرهبة فوالله إنني لببلد ما تبلغه
جيوشك ولكني خوفت فخفت وقيل لي آمن بالله آمنت فأقبل رسول
الله صلى الله عليه وسلم على القوم فقال رب خطيب من عنس
فمكث يختلف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جاءه يودعه فقال
له رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرج وبتته وقال إن أحسست
شيئا فوائل إلى أدنى قرية فخرج في بعض الطريق فواءل أدنى
قرية فمات رحمه الله واسمه ربيعة
وفد الداريين
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة وأخبرنا هشام بن محمد الكلبي أخبرنا
عبد الله بن يزيد بن روح بن زنباع الجذامي عن أبيه قالا قدم وفد الداريين
على رسول الله صلى الله عليه وسلم منصرفه من تبوك وهم عشرة
نفر فيهم تميم ونعيم ابنا أوس بن خارجة بن سواد بن جذيمة بن دراع
بن عدي بن الدار بن هانئ بن حبيب بن نمارة بن لخم ويزيد بن قيس
بن خارجة والفاكه بن النعمان بن جبلة بن صفارة قال الواقدي صفارة
وقال هشام صفار بن ربيعة بن دراع بن عدي بن الدار وجبلة بن مالك بن
صفارة وأبو هند والطيب ابنا ذر وهو عبد الله بن رزين بن عميت
بن ربيعة بن دراع وهانئ بن حبيب وعزيز ومرة ابنا مالك بن سواد
بن جذيمة فأسلموا وسمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الطيب
343

عبد الله وسمى عزيزا عبد الرحمن وأهدى هانئ بن حبيب لرسول الله
صلى الله عليه وسلم راوية خمر وأفراسا وقباء مخوصا بالذهب فقبل
الأفراس والقباء وأعطاه العباس بن عبد المطلب فقال ما أصنع به
قال انتزع الذهب فتحليه نساءك أو تستنفقه ثم تبيع الديباج
فتأخذ ثمنه فباعه العباس من رجل من يهود بثمانية آلاف درهم
وقال تميم لنا جيرة من الروم لهم قريتان يقال لاحداهما حبرى والاخرى
بيت عينون فإن فتح الله عليك الشام فهبهما لي قال فهما لك فلما
قام أبو بكر أعطاه ذلك وكتب له كتابا وأقام وفد الداريين حتى توفي
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأوصى لهم بحاد مائة وسق
وفد الرهاويين حي من مذحج
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أسامة بن زيد عن زيد بن
طلحة التيمي قال قدم خمسة عشر رجلا من الرهاويين وهم حي من
مذحج على رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة عشر فنزلوا دار
رملة بنت الحارث فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتحدث
عندهم طويلا وأهدوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم هدايا منها
فرس يقال له المرواح وأمر به فشور بين يديه فأعجبه فأسلموا وتعلموا
القرآن والفرائض وأجازهم كما يجيز الوفد أرفعهم أثنتي عشرة أوقية
ونشأ وأخفضهم خمس أواق ثم رجعوا إلى بلادهم ثم قدم منهم
نفر فحجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة وأقاموا حتى
توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأوصى لهم بحاد مائة وسق بخيبر
في الكتيبة جارية عليهم وكتب لهم كتابا فباعوا ذلك في زمان معاوية
344

قال أخبرنا هشام بن محمد الكلبي قال حدثني عمرو بن هزان
بن سعيد الرهاوي عن أبيه قال وفد منا رجل يقال له عمرو بن سبيع إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم فعقد له رسول الله صلى الله عليه وسلم
لواء فقاتل بذلك اللواء يوم صفين مع معاوية وقال في اتيانه النبي صلى
الله عليه وسلم
إليك رسول الله أعملت نصها تجوب الفيافي سملقا بعد سملق
على ذات ألواح أكلفها السرى تخب برحلي مرة ثم تعنق
فما لك عندي راحة أو تلجلجي بباب النبي الهاشمي الموفق
عتقت إذا من رحلة ثم رحلة وقطع دياميم وهم مؤرق
قال هشام التلجلج أن تبرك فلا تنهض وقال الشاعر
فمن مبلغ الحسناء أن حليلها مصاد بن مذعور تلجلج غادرا
وفد غامد
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني غير واحد من أهل العلم
قالوا قدم وفد غامد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان
وهم عشرة فنزلوا ببقيع الغرقد ثم لبسوا من صالح ثيابهم ثم انطلقوا
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلموا عليه وأقروا بالاسلام وكتب
لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا فيه شرائع الاسلام وأتوا
أبي بن كعب فعلمهم قرآنا وأجازهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
كما يجيز الوفد وانصرفوا
345

وفد النخع
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه عن أشياخ
النخع قالوا بعثت النخع رجلين منهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وافدين بإسلامهم أرطاة بن شراحيل بن كعب من بني حارثة بن سعد
بن مالك بن النخع والجهيش واسمه الأرقم من بني بكر بن عوف
بن النخع فخرجا حتى قدما على رسول الله صفعرض
عليهما الاسلام فقبلاه فبايعاه على قومهما فأعجب رسول الله صلى الله
عليه وسلم شأنهما وحسن هيئتهما فقال هل وراءكما من قومكما
مثلكما قالا يا رسول الله قد خلفنا من قومنا سبعين رجلا كلهم أفضل
منا وكلهم يقطع الامر وينفذ الأشياء ما يشاركوننا في الامر إذا كان
فدعا لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقومهما بخير وقال اللهم
بارك في النخع وعقد لارطاة لواء على قومه فكان في يديه يوم الفتح
وشهد به القادسية فقتل يومئذ فأخذه أخوه دريد فقتل رحمهما الله
فأخذه سيف بن الحارث من بني جذيمة فدخل به الكوفة
قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال كان آخر من قدم من الوفد
على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد النخع وقدموا من اليمن للنصف
من المحرم سنة إحدى عشرة وهم مائتا رجل فنزلوا دار رملة بنت الحارث
ثم جاؤوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرين بالاسلام وقد كانوا بايعوا
معاذ بن جبل باليمن فكان فيهم زرارة بن عمرو قال أخبرنا هشام بن
محمد قال هو زرارة بن قيس بن الحارث بن عداء وكان نصرانيا
346

وفد بجيلة
قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني عبد الحميد بن جعفر
عن أبيه قال قدم جرير بن عبد الله البجلي سنة عشر المدينة ومعه من قومه
مائة وخمسون رجلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلع
عليكم من هذالفج من خير ذي يمن على وجهه مسحة
ملك فطلع جرير على راحلته ومعه قومه فأسلموا وبايعوا قال جرير
فبسط رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعني وقال على أن تشهد
أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم
رمضان وتنصح المسلم وتطيع الوالي وان كان عبدا حبشيا فقال
نعم فبايعه وقدم قيس بن عزرة الأحمسي في مائتين وخمسين رجلا
من أحمس فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنتم فقالوا
نحن أحمس الله وكان يقال لهم ذاك في الجاهلية فقال لهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأنتم اليوم لله وقال رسول الله صلى الله ليه
وسلم لبلال أعط ركب بجيلة وابدأ بالاحمسيين ففعل وكان
نزول جرير بن عبد الله على فروة بن عمرو البياضي وكان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يسائله عما وراءه فقال يا رسول الله قد أظهر الله
الاسلام وأظهر الاذان في مساجدهم وساحاتهم وهدمت القبائل أصنامها
التي كانت تعبد قال فما فعل ذو الخلصة قال هو على حاله قد
بقي والله مريح منه إن شاء الله فبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى هدم ذي الخلصة وعقد له لواء فقال إني لا أثبت على الخيل فمسح
رسول الله صلى الله عليه وسلم بصدره وقال اللهم اجعله هاديا
مهديا فخرج في قومه وهم زهاء مائتين فما أكال الغيبة حتى رجع
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هدمته قال نعم والذي بعثك
347

بالحق وأخذت ما عليه وأحرقته بالنار فتركته كما يسوء من يهوى هواه
وما صدنا عنه أحد قال فبرك رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ
على خيل أحمس ورجالها
وفد خثعم
قال أخبرنا علي بن محمد القرشي عن أبي معشر عن يزيد بن رومان
ومحمد بن كعب قال وأخبرنا علي بن مجاهد عن محمد بن إسحاق عن
الزهري وعكرمة بن خالد وعاصم بن عمر بن قتادة قال وأخبرنا يزيد بن
عياض بن جعدية عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم وعن غيرهم من أهل العلم
يزيد بعضهم على بعض قالوا وفد عثعث بن زحر وأنس بن مدرك
في رجال من خثعم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما هدم جرير
بن عبد الله ذا الخلصة وقتل من قتل من خثعم فقالوا آمنا بالله ورسوله
وما جاء من عند الله فاكتب لنا كتابا نتبع ما فيه فكتب لهم كتابا شهد
فيه جرير بن عبد الله ومن حضر
وفد الاشعرين
قالوا وقدم الاشعرون على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم
خمسون رجلا فيهم أبو موسى الأشعري وأخوة لهم ومعهم رجلان من
عك وقدموا في سفن في البحر وخرجوا بجدة فلما دنوا من المدينة جعلوا
يقولون غدا نلقى الأحبة محمدا وحزبه ثم قدموا فوجدوا رسول الله
صلى الله عليه وسلم في سفره بخيبر ثم لقوا رسول الله صلى الله عليه
348

وسلم فبايعوا وأسلموا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاشعرون
في الناس كصرة فيها مسك
وفد حضرموت
قالوا وقدم وفد حضرموت مع وفد كندة على رسول الله صلى
الله عليه وسلم وهم بنو وليعة ملوك حضرموت حمدة ومخوس ومشرح
وأبضعة فأسلموا وقال مخوس يا رسول الله أدع أن يذهب عني
هذه الرتة من لساني فدعا له وأطعمه طعمة من صدقة حضرموت وقدم
وائل بن حجر الحضرمي وافدا على النبي صلى الله عليه وسلم وقال
جئت راغبا في الاسلام والهجرة فدعا له ومسح رأسه ونودي ليجتمع
الناس الصلاة جامعة سرورا بقدوم وائل بن حجر وأمر رسول
الله صلى الله عليه وسلم معاوية بن أبي سفيان أن ينزله فمشى معه ووائل
راكب فقال له معاوية ألق إلي نعلك قال لا إني لم أكن لالبسها
وقد لبستها قال فأردفني قال لست من أرداف الملوك قال إن
الرمضاء قد أحرقت قدمي قال امش في ظل ناقتي كفاك به شرفا ولما
أراد الشخوص إلى بلاده كتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا
كتاب من محمد النبي لوائل بن حجر قيل حضرموت إنك
أسلمت وجعلت لك ما في يديك من الأرضين والحصون وأن
يؤخذ منك من كل عشرة واحد ينظر في ذلك ذو عدل
وجعلت لك أن لا تظلم فيها ما قام الدين والنبي والمؤمنون عليه
أنصار
قال أخبرنا هشام بن محمد مولى لبني هاشم عن بن أبي عبيدة
349

من ولد عمار بن ياسر قال وفد مخوس بن معد يكرب بن وليعة
فيمن معه على النبي صلى الله عليه وسلم ثم خرجوا من عنده فأصاب
مخوسا اللقوة فرجع منهم نفر فقالوا يا رسول الله سيد العرب ضربته
اللقوة فادللنا على دوائه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذوا
مخيطا فاحموه في النار ثم اقلبوا شفر عينه ففيها شفاؤه وإليها
مصيره فالله أعلم ما قلتم حين خرجتم من عندي فصنعوه
به فبرأ
قال أخبرنا هشام بن محمد قال حدثني عمرو بن مهاجر الكندي
قال كانت امرأة من حضرموت ثم من تنعة يقال لها تهناة بنت كليب
صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كسوة ثم دعت ابنها كليب بن
أسد بن كليب فقالت انطلق بهذه الكسوة إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فأتاه بها وأسلم فدعا له فقال رجل من ولده يعرض بناس من قومه
لقد مسح الرسول أبا أبينا ولم يمسح وجوه بني بحير
شبابهم وشيبهم سواء فهم في اللؤم أسنان الحمير
وقال كليب حين أتى النبي صلى الله عليه وسلم
من وشز برهوت تهوي بي عذافرة إليك يا خير من يحفى وينتعل
تجوب بي صفصفا غبرا مناهله تزداد عفواإذا ما كلت الإبل
شهرين أعملها نصا على وجل أرجو بذاك ثواب الله يا رجل
أنت النبي الذي كنا نخبره وبشرتنا بك التوراة والرسل
قال أخبرنا هشام بن محمد أخبرنا سعيد وحجر ابنا عبد الجبار
بن وائل بن حجر الحضرمي عن علقمة بن وائل قال وفد وائل بن حجر
بن سعد الحضرمي على النبي صلى الله عليه وسلم فمسح وجهه ودعا له
350

ورفله على قومه ثم خطب الناس فقال أيها الناس هذا وائل بن حجر
أتاكم من حضرموت ومد بها صوته راغبا في الاسلام ثم قال
لمعاوية انطلق به فأنزله منزلا بالحرة قال معاوية فانطلقت
به وقد أحرقت رجلي الرمضاء فقلت أردفني قال لست من أرداف
الملوك قلت فأعطني نعليك أتوقى بهما من الحر قال لا يبلغ أهل اليمن
أن سوقة لبس نعل ملك ولكن إن شئت قصرت عليك ناقتي فسرت
في ظلها قال معاوية فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأنبأته بقوله
فقال إن فيه لعبية من عبية الجاهلية فلما أراد الانصراف
كتب له كتابا
وفد أزد عمان ثم رجع الحديث إلى حديث علي بن محمد قالوا أسلم أهل عمان
فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم العلاء بن الحضرمي ليعلمهم
شرائع الاسلام ويصدق أموالهم فخرج وفدهم إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فيهم أسد بن يبرح الطاحي فلقوا رسول الله صلى الله عليه
وسلم فسألوه أن يبعث معهم رجلا يقيم أمرهم فقال مخربة العبدي
واسمه مدرك بن خوط ابعثني إليهم فإن لهم علي منة أسروني
يوم جنوب فمنوا علي فوجهه معهم إلى عمان وقدم بعدهم سلمة بن
عياذ الأزدي في ناس من قومه فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عما
يعبد وما يدعو إليه فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أدع
الله أن يجمع كلمتنا وألفتنا فدعا لهم وأسلم سلمة ومن معه
351

وفد غافق
قالوا وقدم جليحة بن شجار بن صحار الغافقي على رسول الله
صلى الله عليه وسلم في رجال من قومه فقالوا يا رسول الله نحن الكواهل
من قومنا وقد أسلمنا وصدقاتنا محبوسة بأفنيتنا فقال لكم ما
للمسلمين وعليكم ما عليهم فقال عوز بن سرير الغافقي
آمنا بالله واتبعنا الرسول
وفد بارق
قالوا وقدم وفد بارق على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاهم
إلى الاسلام فأسلموا وبايعوا وكتب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
هذا كتاب من محمد رسول الله لبارق لا تجز ثمارهم ولا
ترعى بلادهم في مربع ولا مصيف إلا بمسالة من بارق ومن
مر بهم من المسلمين في عرك أو جدب فله ضيافة ثلاثة أيام
وإذا أينعت ثمارهم فلابن السبيل اللقاط يوسع بطنه من غير أن
يقتشم شهد أبو عبيدة بن الجراح وحذيفة بن اليمان وكتب أبي بن
كعب
352

وفد دوس
قالوا لما أسلم الطفيل بن عمرو الدوسي دعا قومه فأسلموا وقدم
معه منهم المدينة سبعون أو ثمانون أهل بيت وفيهم أبو هريرة و عبد الله بن
أزيهر الدوسي ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر فساروا إليه
فلقوه هناك فذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم لهم من
غنيمة خيبر ثم قدموا معه المدينة فقال الطفيل بن عمير يا رسول الله لا
تفرق بيني وبين قومي فأنزلهم حرة الدجاج وقال أبو هريرة في هجرته
حين خرج من دار قومه
يا طولها من ليلة وعناءها على أنها من بلدة الكفر نجت
وقال عبد الله بن أزيهر يا رسول الله إن لي في قومي سطة ومكانا
فاجعلني عليهم فقال رسول الله صيا أخا دوس
إن الاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فمن صدق الله نجا ومن
آل إلى غير ذلك هلك إن أعظم قومك ثوابا أعظمهم صدقا
ويوشك الحق أن يغلب الباطل
وفد ثمالة والحدان
قالوا قدم عبد الله بن علس الثمالي ومسلية بن هزان الحداني
على رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط من قومهما بعد فتح مكة
فأسلموا وبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على قومهم وكتب لهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا بما فرض عليهم من الصدقة في
353

أموالهم كتبه ثابت بن قيس بن شماس وشهد فيه سعد بن عبادة ومحمد
بن مسلمة
وفد أسلم
قالوا قدم عميرة بن أقصى في عصابة من أسلم فقالوا قد آمنا بالله
ورسوله واتبعنا منهاجك فاجعل لنا عندك منزلة تعرف العرب فضيلتها
فإنا إخوة الأنصار ولك علينا الوفا والنصر في الشدة والرخاء فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها
وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لاسلم ومن أسلم من قبائل العرب
ممن يسكن السيف والسهل كتابا فيه ذكر الصدقة والفرائض في المواشي
وكتب الصحيفة ثابت بن قيس بن شماس وشهد أبو عبيدة بن الجراح
وعمر بن الخطاب
وفد جذام
قالوا قدم رفاعة بن زيد بن عمير بن معبد الجذامي ثم أحد بني
الضبيب على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهدنة قبل خيبر وأهدى
له عبدا وأسلم فكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا هذا
كتاب من محمد رسول الله لرفاعة بن زيد إلى قومه ومن دخل
معهم يدعوهم إلى الله فمن أقبل ففي حزب الله ومن أبى
فله أمان شهرين فأجابه قومه وأسلموا
354

قال أخبرنا هشام بن محمد أخبرنا عبد الله بن يزيد بن روح بن زنباع
عن بن قيس بن ناتل الجذامي قال كان رجل من جذام ثم أحد بني
نفاثة يقال له فروة بن عمرو بن النافرة بعث إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم بإسلامه وأهدى له بغلة بيضاء وكان فروة عاملا للروم على
ما يليهم من العرب وكان منزله معان وما حولها من أرض الشام فلما بلغ
الروم إسلامه طلبوه حتى أخذوه فحبسوه عندهم ثم أخرجوه ليضربوا
عنقه فقال
أبلغ سراة المؤمنين بأنني سلم لربي أعظمي ومقامي
فضربوا عنقه وصلبوه
وفد مهرة
رجع الحديث إلى حديث علي بن محمد قالوا قدم وفد مهرة عليهم
مهري بن الأبيض فعرض عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
الاسلام فأسلموا ووصلهم وكتب لهم هذا كتاب من محمد رسول
الله لمهري بن الأبيض على من آمن به من مهرة ألا يؤكلوا
ولا يعركوا وعليهم إقامة شرائع الاسلام فمن بدل فقد
حارب ومن آمن به فله ذمة الله وذمة رسوله اللقطة
مؤداة والسارحة منداة والتفث السيئة والرفث الفسوق وكتب
محمد بن مسلمة الأنصاري قال يعني بقوله لا يؤكلون أي لا يغار عليهم
قال أخبرنا هشام بن محمد أخبرنا معمر بن عمران المهري عن أبيه
قالوا وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من مهرة يقال له
زهير بن قرضم بن العجيل بن قباث بن قمومي بن نقلان العبدي بن
355

الآمري بن مهري بن حيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة من الشحر
فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدنيه ويكرمه لبعد مسافته فلما
أراد الانصراف ثبته وحمله وكتب له كتابا فكتابه عندهم إلى اليوم
وفد حمير
قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني عمر بن محمد بن
صهبان عن زامل بن عمرو عن شهاب بن عبد الله الخولاني عن رجل من
حمير أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ووفد عليه قال قدم
على رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك بن مرارة الرهاوي رسول ملوك
حمير بكتابهم وإسلامهم وذلك في شهر رمضان سنة تسع فأمر بلالا أن
ينزله ويكرمه ويضيفه وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
الحارث بن عبد كلال وإلى نعيم بن عبد كلال وإلى النعمان قيل ذي
رعين ومعافر وهمدان أما بعد ذلكم فإني احمد الله الذي
لا إله إلا هو أما بعد فإنه قد وقع بنا رسولكم مقفلنا من
أرض الروم فبلغ ما أرسلتم وخبر عما قبلكم وأنبأنا بإسلامكم
وقتلكم المشركين فإن الله تبارك وتعالى قد هداكم بهداه إن
أصلحتم وأطعتم الله ورسوله وأقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة
وأعطيتم من المغنم خمس الله وخمس نبيه وصفيه وما
كتب على المؤمنين من الصدقة
356

وفد نجران
رحمه اللهرجع الحديث إلى حديث علي بن محمد القرشي قالوا وكتب رسول
الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل نجران فخرج إليه وفدهم أربعة عشر
رجلا من أشرافهم نصارى فيهم العاقب وهو عبد المسيح رجل من
كندة وأبو الحارث بن علقمة رجل من بني ربيعة وأخو كرز والسيد
وأوس ابنا الحارث وزيد بن قيس وشيبة وخويلد وخالد وعمرو
وعبيد الله وفيهم ثلاثة نفر يتولون أمورهم والعاقب وهو أميرهم وصاحب
مشورتهم والذي يصدرون عن رأيه وأبو الحارث أسقفهم وحبرهم وإمامهم وصاحب مدارسهم والسيد وهو صاحب رحلتهم فتقدمهم
كرز أخو أبي الحارث وهو يقول
إليك تغدو قلقا وضينها معترضا في بطنها جنينها
مخالفا دين النصارى دينها
فقدم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قدم الوفد بعده فدخلوا
المسجد عليهم ثياب الحبرة وأردية مكفوفة بالحرير فقاموا يصلون في
المسجد نحو المشرق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوهم
ثم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأعرض عنهم ولم يكلمهم فقال
لهم عثمان ذلك من أجل زيكم هذا فانصرفوا يومهم ذلك ثم غدوا
عليه بزي الرهبان فسلموا عليه فرد عليهم ودعاهم إلى الاسلام فأبوا
وكثر الكلام والحجاج بينهم وتلا عليهم القرآن وقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم إن أنكرتم ما أقول لكم فهلم أباهلكم
فانصرفوا على ذلك فغدا عبد المسيح ورجلان من ذوي رأيهم على
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قد بدا لنا أن لا نباهلك فاحكم
357

علينا بما أحببت نعطك ونصالحك فصالحهم على ألفي حلة ألف في رجب وألف في صفر أوقية كل حلة من الأواقي وعلى عارية ثلاثين درعا
وثلاثين رمحا وثلاثين بعيرا وثلاثين فرسا إن كان باليمن كيد
ولنجران وحاشيتهم جوار الله وذمة محمد النبي رسول الله على أنفسهم وملتهم
وأرضهم وأموالهم وغائبهم وشاهدهم وبيعهم لا يغير أسقف عن سقيفاه
ولا راهب عن رهبانيته ولا واقف عن وقفانيته وأشهد على ذلك شهودا
منهم أبو سفيان بن حرب والأقرع بن حابس والمغيرة بن شعبة فرجعوا
إلى بلادهم فلم يلبث السيد والعقب إلا يسيرا حتى رجعا إلى النبي صلى الله
عليه وسلم فأسلما وأنزلهما دار أبي أيوب الأنصاري وأقام أهل نجران
على ما كتب لهم به النبي صلى الله عليه وسلم حتى قبضه الله صلوات
الله عليه ورحمته ورضوانه وسلامه ثم ولي أبو بكر الصديق فكتب بالوصاة
بهم عند وفاته ثم أصابوا ربا فأخرجهم عمر بن الخطاب من أرضهم
وكتب لهم هذا ما كتب عمر أمير المؤمنين لنجران من سار منهم انه آمن
بأمان الله لا يضرهم أحد من المسلمين وفاء لهم بما كتب لهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأبو بكر أما بعد فمن وقعوا به من أمراء الشام
وأمراء العراق فليوسعهم من جريب الأرض فما اعتملوا من ذلك فهو لهم صدقة وعقبة لهم بمكان أرضهم لا سبيل عليهم فيه لاحد ولا مغرم
أما بعد فمن حضرهم من رجل مسلم فلينصرهم على من ظلمهم فإنهم
أقوام لهم الذمة وجزيتهم عنهم متروكة أربعة وعشرين شهرا بعد أن تقدموا
ولا يكلفوا إلا من ضيعتهم التي اعتملوا غير مظلومين ولا معنوف عليهم
شهد عثمان بن عفان ومعيقب بن أبي فاطمة فوقع ناس منهم بالعراق
فنزلوا النجرانية التي بناحية الكوفة
358

وفد جيشان قال محمد بن عمر بلغني عن عمرو بن شعيب قال قدم أبو وهب
الجيشاني على رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من قومه فسألوه
عن أشربة تكون باليمن قال فسموا له البتع من العسل والمرز من الشعير
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تسكرون منها قالوا
إن أكثرنا سكرنا قال فحرام قليل ما أسكر كثيره وسألوه
عن الرجل يتخذ الشراب فيسقيه عماله فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم كل مسكر حرام
وفد السباع
قال محمد بن عمر قال حدثني شعيب بن عبادة عن المطلب بن عبد
الله بن حنطب قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس
بالمدينة في أصحابه أقبل ذئب فوقف بين يدي رسول الله صلى الله عليه
وسلم فعوى بين يديه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا
وافد السباع إليكم فإن أحببتم أن تفرضوا له شيئا لا يعدوه
إلى غيره وإن أحببتم تركتموه وتحرزتم منه فما أخذ فهو
رزقه فقالوا يا رسول الله ما تطيب أنفسنا له بشئ فأومأ إليه النبي
صلى الله عليه وسلم بأصابعه أي خالسهم فولى وله عسلان
359

ذكر صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم
في التوراة والإنجيل
أخبرنا معن بن عيسى أخبرنا معاوية بن صالح عن أبي فروة عن بن
عباس أنه سأل كعب الأحبار كيف تجد نعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم في التوراة فقال نجده محمد بن عبد الله مولده بمكة ومهاجره
إلى طابة ويكون ملكه بالشام ليس بفحاش ولا بصخاب في الأسواق
ولا يكافئ بالسيئة ولكن يعفو ويغفر أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي أخبرنا همام بن يحيى أخبرنا عاصم
عن أبي صالح قال قال كعب إن نعت محمد صلى الله عليه وسلم
في التوراة محمد عبدي المختار لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق
ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر مولده بمكة ومهاجره
بالمدينة وملكه بالشام
أخبرنا عبيد الله بن موسى أخبرنا إسرائيل عن عاصم عن أبي الضحى
عن أبي عبد الله الجدلي عن كعب قال إنا نجد في التوراة محمد النبي
المختار لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يجزي السيئة السيئة
ولكن يعفو ويغفر
أخبرنا معن بن عيسى أخبرنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم قال
بلغنا أن عبد الله بن سلام كان يقول إن صفة رسول الله صلى الله عليه
وسلم في التوراة يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزا
للأميين أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ
ولا صخب بالأسواق ولا يجزي السيئة بالسيئة ولكن يعفو ويصفح
ولن أقبضه حتى أقيم به الملة المتعوجة بأن يقولوا لا إله إلا الله فيفتح
360

به أعينا عميا وآذانا صما وقلفا فبلو غبا لمغ ذلك كعبا فقال صدق عبد
الله بن سلام ألا أنها بلسانهم عموميين وآذانا صموميين وقلوبا غلوفيين
أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا جرير بن حازم حدثني من سمع
الزهري يحدث أن يهوديا قال ما كان بقي شئ من نعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم في التوراة إلا رأيته إلا الحلم واني أسلفته ثلاثين
دينارا إلى أجل معلوم فتركته حتى إذا بقي من الاجل يوم أتيته فقلت
يا محمداقض حقي فإنكم معاشر بني عبد المطلب مطل فقال عمر
يا يهودي الخبيث أما والله لولا مكانه لضربت الذي فيه عيناك فقال رسول
الله صغفر الله لك يا أبا حفص نحن كنا
إلى غير هذا منك أحوج إلى أن تكون أمرتني بقضاء ما علي وهو
إلى أن تكون أعنته في قضاء حقه أحوج قال فلم يزده جهلي
عليه إلا حلما قال يا يهودي إنما يحل حقك غدا ثم قال
يا أبا حفص اذهب به إلى الحائط الذي كان سأل أول يوم فإن رضيه
فأعطه كذا وكذا صاعا وزده لما قلت له كذا وكذا صاعا فإن
لم يرض فاعطه ذلك من حائط كذا وكذا فأتى بي الحائط
فرضي تمره فأعطاه ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أمره
من الزيادة قال فلما قبض اليهودي تمره قال أشهد أن لا إله إلا الله وأنه
رسول الله صلى الله عليه وسلم صفته في التوراة كلها إلا الحلم فاختبرت
حلمه اليوم فوجدته على ما وصف في التوراة واني أشهدك أن هذا التمر
وشطر مالي في فقراء المسلمين فقال عمر فقلت أو بعضهم فقال
أو بعضهم قال وأسلم أهل بيت اليهودي كلهم إلا شيخا كان بن مائة
سنة فعسا على الكفر
أخبرنا يزيد بن هارون وهاشم بن القاسم قالا أخبرنا عبد العزيز بن
361

أبي سلمة الماجشون وأخبرنا موسى بن داود وشريح بن النعمان قالا أخبرنا
فليح بن سليمان قال عبد العزيز ومليح أخبرنا هلال عن عطاء بن يسار
أخبرنا عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سئل عن صفة النبي صلى الله عليه
وسلم في التوراة فقال أجل والله إنه موصوف في التوراة بصفته في القرآن
يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وهي في التوراة
يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزا للأميين أنت عبدي
ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب بالأسواق
ولا يدفع السيئة بالسيئة ولكن يعفويغفر ولن أقبضه حتى أقيم به الملة
العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله فيفتح به أعينا عميا وآذانا صما
وقلوبا غلفا بأن يقولوا لا إله إلا الله قال عطاء في حديث فليح ثم لقيت
كعبا فسألته فما اختلف في حرف إلا أن كعبا يقول بلغته أعينا عمومى
وآذانا صمومي وقلوبا غلوفى
أخبرنا معن بن عيسى أخبرنا معاوية بن صالح عن بحير عن خالد
بن معدان عن كثير بن مرة قال إن الله يقول لقد جاءكم رسول ليس بواهن
ولا كسيل يفتح أعينا كانت عميا ويسمع آذانا كانت صما ويختن
قلوبا كانت غلفا ويقيم سنة كانت عوجاء حتى يقال لا إله إلا الله
أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء أخبرنا سعيد عن قتادة قال بلغنا
أن نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الكتب محمد رسول
الله ليس بفظ ولا غليظ ولا صخوب في الأسواق ولا يجزي بالسيئة
مثلها ولكن يعفو ويصفح أمته الحمادون على كل حال
أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن أبي يحيى عن
مجاهد عن بن عباس فاسألوا أهل الذكر قال مشركو قريش إن
محمدا رسول الله في التوراة والإنجيل
أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال أخبرنا سعيد عن قتادة في قوله
362

إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى الآية قال هم
اليهود كتموا محمدا صلى الله عليه وسلم وهم يجدونه مكتوبا عندهم في
التوراة والإنجيل قال ويلعنهم اللاعنون قال من ملائكة الله
والمؤمنون
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا يونس بن أبي إسحاق عن العيزار
بن حريث قال قالت عائشة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
مكتوب في الإنجيل لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يجزي
بالسيئة مثلها ولكن يعفو ويصفح
أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك المدني عن موسى بن يعقوب
الزمعي عن سهل مولى عتيبة أنه كان نصرانيا من أهل مريس وأنه كان
يتيما في حجر أمه وعمه وأنه كان يقرأ الإنجيل قال فأخذت مصحفا
لعمي فقرأته حتى مرت بي ورقة فأنكرت كتابتها حين مرت بي ومسستها
بيدي قال فنظرت فإذا فصول الورقة ملصق بغراء قال ففتقتها
فوجدت فيها نعت محمد صلى الله عليه وسلم أنه لا قصير ولا طويل
أبيض ذو ضفيرين بين كتفيه خاتم يكثر الاحتباء ولا يقبل الصدقة
ويركب الحمار والبعير ويحتلب الشاة ويلبس قميصا مرقوعا ومن فعل
ذلك فقد برئ من الكبر وهو يفعل ذلك وهو من ذرية إسماعيل اسمه
أحمد قال سهل فلما انتهيت إلى هذا من ذكر محمد صلى الله عليه وسلم
جاء عمي فلما رأى الورقة ضربني وقال ما لك وفتح هذه الورقة وقراءتها
فقلت فيها نعت النبي صلى الله عليه وسلم أحمد فقال إنه لم
يأت بعد
363

ذكر صفة أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم
+ أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن يونس عن الحسن قال سئلت
عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كان خلقه
القرآن
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا قيس بن سليمان العنبري حدثني
رجل حدثني مسروق بن الأجدع أنه دخل على عائشة فقال لها حدثيني
بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت ألست رجلا عربيا
تقرأ القرآن قال قلت بلى قالت فإن القرآن خلقه
أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة
عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام قال قلت لعائشة أنبئيني عن خلق
رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ألست تقرأ القرآن قال قلت
بلى قالت فإن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن قال
قتادة وإن القرآن جاء بأحسن أخلاق الناس
أخبرنا خالد بن خداش أخبرنا حماد بن زيد عن المعلى بن زياد
عن الحسن أن رهطا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اجتمعوا
فقالوا لو أرسلنا إلى أمهات المؤمنين فسألناهن عما نحلوا عليه يعني
النبي صلى الله عليه وسلم من العمل لعلنا أن نقتدي به فأرسلوا إلى هذه
ثم هذه فجاء الرسول بأمر واحد إنكم تسألون عن خلق نبيكم صلى
الله عليه وسلم وخلقه القرآن ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبيت
يصلي وينام ويصوم ويفطر ويأتي أهله
أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا عبد الوارث بن سعيد أخبرنا أبو
التياح عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس
خلقا
364

أخبرنا يزيد بن هارون وإسحاق بن يوسف الأزرق قالا أخبرنا زكريا
عن أبي إسحاق عن أبي عبد الله الجدلي قال سألت عائشة كيف كان خلق
النبي صلى الله عليه وسلم في بيته قالت كان أحسن الناس خلقا لم يكن
فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا في الأسواق ولا يجزي بالسيئة مثلها ولكن
يعفو ويصفح
أخبرنا عبد الله بن نمير ومحمد بن عبيد الطنافسي قالا أخبرنا الأعمش
عن شقيق عن مسروق قال قال عبد الله بن عمر ولم يكن رسول الله صلى
الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا
أخبرنا عبد الله بن يزيد المقرئ أخبرنا الليث بن سعد حدثني
أبو عثمان الوليد بن أبي الوليد أن سليمان بن خارجة بن زيد بن ثابت حدثه
عن خارجة بن زيد بن ثابت قال دخل نفر على زيد بن ثابت فقالوا حدثنا
عن أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ماذا أحدثكم كنت
جاره فكان إذا نزل عليه الوحي أرسل إلي فكتبته له وكان إذا ذكرنا
الدنيا ذكرها معنا وإذا ذكرنا الطعام ذكره معنا أفكل هذا أحدثكم
عنه
أخبرنا يعلى بن عبيد الطنافسي و عبد الله بن نمير الهمداني قالا
أخبرنا حارثة بن أبي الرجال عن عمرة عن عائشة أنها سئلت كيف كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خلا في بيته قالت كان ألين الناس
وأكرم الناس وكان رجلا من رجالكم إلا أنه كان ضحاكا بساما
أخبرنا وهب بن جرير بن حازم وعفان بن مسلم وعمرو بن الهيثم
قالوا أخبرنا شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن الأسود قال قلت لعائشة
ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته قالت كان في
مهنة أهله قال وهب بن جرير في حديثه وإذا حضرت الصلاة خرج فصلى
وقال عفان في حديثه وإذا حضرت الصلاة قام إلى الصلاة قال شعبة
365

وفي الصحيفة خرج إلى الصلاة وحفظ شعبة قام إلى الصلاة
أخبرنا مؤمل بن إسماعيل عن سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه
قال قيل لعائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته قالت
ما يصنع أحدكم يرقع ثوبه ويخصف نعله
أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا مهدي بن ميمون وأخبرنا عمرو
بن عاصم أخبرنا همام بن يحيى كلاهما عن هشام بن عروة عن أبيه قال
قلت لعائشة ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته
قالت كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما تعمل الرجال في بيوتهم
أخبرنا هشام بن القاسم الكلابي أخبرنا شعبة عن الحكم عن إبراهيم
عن الأسود قال سألت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع
في أهله قالت كان يكون في مهنة أهله فإذا حضرت الصلاة خرج إلى
الصلاة وربما قالت قام تعني بالمهنة في خدمة أهله
أخبرنا أحمد بن الحجاج الخراساني أخبرنا عبد الله بن المبارك قال
أخبرنا الحجاج بن الفرافصة عن عقيل عن بن شهاب أن عائشة قالت
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل عمل البيت وأكثر ما يعمل
الخياطة
أخبرنا عبد الله بن نمير الهمداني أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن
عائشة قالت ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرؤين أحدهما
أيسر من الآخر إلا اختار الذي هو الأيسر
أخبرنا معن بن عيسى الأشجعي وموسى بن داود قالا أخبرنا مالك
بن أنس عن بن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت ما خير
رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما
فإكان إثما كان أبعد الناس منه وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم
لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله
366

أخبرنا محمد بن مصعب القرقساني أخبرنا الأوزاعي عن الزهري عن
عروة عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت ما خير رسول الله صلى الله
عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما
أخبرنا عفان بن مسلم وسعيد بن سليمان قالا أخبرنا حماد بن زبد
أخبرنا معمر بن راشد ونعمان قال عفان أو أحدهما عن الزهري عن عروة
عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت ما لعن رسول الله صلى الله عليه
وسلم مسلما من لعنة تذكر ولا انتقم لنفسه شيئا يؤتى إليه إلا أن تنتهك
حرمات الله ولاضرب بيده شيئا قط إلا أن يضرب بها في سبيل الله ولا
سئل شيئا قط فمنعه إلا أن يسأل مأثما فإنه كان أبعد الناس منه ولا خير
بين أمرين قط إلا اختار أيسرهما وقالت كان إذا كان حديث عهد
بجبريل يدارسه كان أجود بالخير من الريح المرسلة
أخبرنا وكيع بن الجراح عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي
الله تعالى عنها قالت ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما له
ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله
أخبرنا محمد بن حميد العبدي عن معمر عن الزهري عن عروة عن
عائشة رضي الله تعالى عنها قالت ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم
خادما قط ولا امرأة ولاضرب بيده شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله
ولا خير بين أمرين إلا كان أحبهما إليه أيسرهما حتى يكون إثما فإذا كان
إثما كان أبعد الناس من الاثم ولا انتقم لنفسه في شئ يؤتى إليه حتى تنتهك
حرمات الله فيكون هو ينتقم له
أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس المدني عن سليمان بن بلال
عن بن أبي عتيق عن موسى بن عقبة عن بن شهاب عن عروة عن عائشة
رضي الله تعالى عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن صالح بن
367

كيسان عن بن شهاب أخبرني علي بن الحسين أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم لم يضرب امرأة ولا خادما ولا ضرب بيده شيئا قط إلا أن يجاهد
في سبيل الله
أخبرنا سليمان أبو داود الطيالسي وهاشم بن القاسم قالا حدثنا شعبة
عن قتادة قال سمعت عبد الله بن أبي عتبة يحدث عن أبي سعيد الخدري
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في
خدرها وكان إذا كره الشئ عرفناه في وجهه
أخبرنا الفضل بن دكين وموسى بن داود وهشام بن سعيد البزاز
قالوا أخبرنا محمد بن محمد بن مسلم الطائفي عن بن أبي نجيح قال موسى
عن عبد الله بن عبيد بن عمير وقال هشام عن عبيد بن عمير قال بلغني أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أتي في غير حد إلا عفا عنه
أخبرنا الفضل بن دكين عن بن عتبة وأخبرنا محمد بن عبد الله
الأسدي ومحمد بن كثير العبدي عن سفيان الثوري وأخبرنا خالد بن مخلد
البجلي عن منكدر بن محمد وأخبرنا أحمد الأزرقي المكي
أخبرنا مسلم بن خالد يعني الزنجي حدثني زياد بن سعد كلهم عن
محمد بن المنكدر قال شهدت جابر بن عبد الله قال ما سئل النبي
صلى الله عليه وسلم شيئا قط فقال لا
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا أبو العلاء الخفاف وخالد بن
طهمان عن المنهال بن عمرو عن محمد بن الحنفية قال كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم لا يكاد يقول لشئ لا فإذا هو سئل فأراد أن يفعل
قال نعم وإذا لم يرد أن يفعل سكت فكان قد عرف ذلك منه
أخبرنا سليمان بن داود الهاشمي وموسى بن داود الضبي قالا أخبرنا
إبراهيم بن سعد الزهري عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة
عن بن عباس أنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس
368

بالخير وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فكان جبريل
يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه
وسلم القرآن فإذا لقيه جبريل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
أجود بالخير من الريح المرسلة
أخبرنا أبو عامر العقدي عبد الملك بن عمرو البصري وموسى بن داود
قالا أخبرنا فليح بن سليمان عن هلال وهو هلال بن أبي ميمونة وابن
أبي هلال بن علي عن أنس بن مالك قال لم يكن رسول الله صلى الله
عليه وسلم سبابا ولا فحاشا ولا لعانا كان يقول لاحدنا عند المعاتبة
ما له ترب جبينه
أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي أخبرنا كثير بن زيد عن زياد بن
أبي زياد مولى عياش بن أبي ربيعة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال كانت خصلتان لا يكلهما إلى أحد الوضوء من الليل حين يقوم
والسائل يقوم
حتى يعطيه
أخبرنا عتاب بن زياد الخراساني قال أخبرنا بن المبارك قال
أخبرنا الحسن بن صالح عن منصور عن إبراهيم قال حدثت أن النبي
صلى الله عليه وسلم لم ير خارجا من الغائط قط إلا توضأ
أخبرنا سعيد بن منصور أخبرنا عبد العزيز بن محمد أخبرنا عبيد
الله بن عمر عن محمد بن إبراهيم عن زينب بنت جحش رضي الله تعالى عنها
قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه أن يتوضأ من مخضب
لي صفر
أخبرنا الحسن بن سوار أبو العلاء الخراساني أخبرنا ليث بن سعد
أن معاوية بن صالح حدثه أن أبا حمزة حدثه أن عائشة رضي الله تعالى عنها
قالت ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أختار
أيسرهما وما أنتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه من أحد قط
369

إلا أن يؤذى في الله فينتقم ولا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يكل صدقته إلى غير نفسه حتى يكون هو الذي يضعها في يد السائل ولا
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل وضوءه إلى غير نفسه حتى
يكون هو الذي يهئ وضوءه لنفسه حتى يقوم من الليل
أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن منصور عن إبراهيم
قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يركب الحمار ويجيب دعوة
المملوك
أخبرنا بكر بن عبد الرحمن قاضي أهل الكوفة حدثني عيسى بن المختار
عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن مسلم أبي عبد الله عن أنس بن مالك
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يجيب دعوة العبد
أخبرنا بكر بن عبد الرحمن حدثني عيسى بن المختار عن محمد
بن عبد الرحمن بن أبي ليلة عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله عن النبي
صلى الله عليه وسلم أنه كان يجيب دعوة العبد
أخبرنا مالك بن إسماعيل أبو غسان النهدي قال أخبرنا إسرائيل عن
مسلم بن كيسان عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يركب الحمار ويردف بعده ويجيب دعوة المملوك
أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس المدني عن سليمان بن بلال
عن بن عجلان عن حمزة بن عبد الله بن عتبة قال كانت في النبي صلى
الله عليه وسلم خصال ليست في الجبارين كان لا يدعوه أحمر ولا أسود
من الناس إلا أجابه وكان ربما وجد تمرة ملقاة فيأخذها فيهوي بها إلى
فيه وانه ليخشى أن تكون من الصدقة وكان يركب الحمار عريا ليس
عليه شئ
أخبرنا محمد بن ربيعة الكلابي عن مسلم مولى الشعبي عن الشعبي أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم ركب حمارا عريا
370

أخبرنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي أخبرنا عيسى بن يونس بن أبي
إسحاق السبعي أخبرنا الأحوص بن حكم عن راشد بن سعد المقرئي أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أجاب دعوة عبد
أخبرنا مالك بن إسماعيل أبو غسان عن الحسن بن صالح عن مسلم
عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يجيب دعوة
المملوك
أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا شعبة عن مسلم الأعور قال سمعت
أنس بن مالك يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعود
المريض
ويشهد الجنازة ويركب الحمار ويأتي دعوة المملوك ولقد رأيته يوم خيبر
على حمار خطامه ليف
أخبرنا عمر بن حبيب العدوي أخبرنا شعبة بن الحجاج عن حبيب
بن أبي ثابت عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقعد على الأرض ويأكل على الأرض ويجيب دعوة المملوك ويقول
لو دعيت إلى ذراع لأجبت ولو أهدي إلي كراع لقبلت وكان
يعقل شاته
أخبرنا محمد بن المقاتل الخراساني قال أخبرنا عبد الله بن المبارك
قال أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد
فإنما أنا عبد وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس محتفزا
أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن
مالك أن نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوا أزواج
النبي صلى الله عليه وسلم عن عمله في السر فأخبروهم فقال بعضهم
لا أتزوج النساء وقال بعضهم لا آكل اللحم وقال بعضهم لا أنام
على فراش وقال بعضهم أصوم ولا أفطر فحمد الله النبي صلى الله
371

عليه وسلم وأثنى عليه ثم قال ما بال أقوام قالوا كذا وكذا لكني
أصلي وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي
فليس مني
أخبرنا سعيد بن منصور أخبرنا أبو عوانة عن عطاء بن السائب عن
سعيد بن جبير قال قال لي بن عباس إن خير هذه الأمة كان أكثرها
نساء
أخبرنا محمد بن مقاتل الخراساني أخبرنا عبد الله بن المبارك قال
أخبرنا سفيان أن الحسن قال لما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم
قال هذا نبيي هذا خياري ائنسوا به وخذوا في سنته وسبيله لم يكن تغلق
دونه الأبواب ولا تقوم دونه الحجة ولا يغدى عليه بالجفان ولا يراح
عليه بها ويجلس بالأرض ويأكل طعامه بالأرض ويلبس الغليظ
ويركب الحمار ويردف بعده ويلعق أصابعه وكان يقول من يرغب
عن سنتي فليس مني
أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا قيس بن الربيع أخبرنا سماك بن
حرب قال قلت لجابر بن سمرة أكنت تجالس رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال نعم فكان طويل الصمت وكان أصحابه يتناشدون الاشعار
ويذكرون أشياء من أمر الجاهلية فيضحكون ويبتسم رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا ضحكوا
أخبرنا سعيد بن سليمان أخبرنا شريك عن سماك عن جابر بن سمرة
قال جالست رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من مائة مرة فكان
أصحابه يتناشدون الاشعار في المسجد وأشياء من أمر الجاهلية فربما تبسم رسول
الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن معاوية النيسابوري أخبرنا بن لهيعة عن عبيد الله بن
المغيرة سمعت عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي يقول ما رأيت
372

أحدا أكثر تبسما من رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا مسعر عن عبد الملك بن عمير
عن بن عمر قال ما رأيت أحدا أجود ولا أنجد ولا أشجع ولا أوضأ من رسول
الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا عفان بن مسلم وسعيد بن منصور قالا أخبرنا حماد بن زيد
قال سمعت ثابتا البناني يحدث عن أنس بن مالك قال كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم أشجع الناس وأحسن الناس وأجود الناس
قال فزع أهل المدينة ليلة فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم
قبل الصوت فتلقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سبقهم وهو
يقول لن تراعوا وهو على فرس لأبي طلحة عري في عنقه السيف
قال فجعل يقول للناس لن تراعوا وقال وجدناه بحرا أو أنه البحر
يعني الفرس
أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا حماد بن سلمة قال أخبرنا حميد
عن بكر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب فرسا
فاستحضره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدناه بحرا
373

ذكر ما أعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم
من القوة على الجماع
الرب عز وجلاخبرنا عبيد الله بن موسى عن أسامة بن زيد عن صفوان بن سليم قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل بقدر فأكلت منها
فأعطيت قوة أربعين رجلا في الجماع
أخبرنا مالك بن إسماعيل أبو غسان أخبرنا إسرائيل عن ليث عن
مجاهد قال أعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم بضع أربعين رجلا
وأعطي كل رجل من أهل الجنة بضع ثمانين
أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي وقبيصة بن عقبة قالا أخبرنا سفيان
عن معمر عن بن طاوس عن طاوس قال أعطي النبي صلى الله عليه
وسلم قوة أربعين رجلا في الجماع
أخبرنا محمد بن ربيعة الكلابي عن أبي الحسن العسقلاني عن أبي جعفر
محمد بن ركانة عن أبيه أنه صارع النبي صلى الله عليه وسلم فصرعه
النبي صلى الله عليه وسلم وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول
فرق ما بيننا وبين المشركين العمائم على القلانس
ذكر إعطائه القود من نفسه صلى الله عليه وسلم
أخبرنا سفيان بن عيينة عن عمرو يعني بن دينار عن عمرو بن
شعيب قال لما قدم عمر الشام أتاه رجل يستأديه على أمير ضربه فأراد
عمر أن يقيده فقال عمرو بن العاص أتقيده منه قال نعم قال
إذا لا نعمل لك على عمل قال لا أبالي ألا أقيد منه وقد رأيت رسول
374

الله صلى الله عليه وسلم يعطي القود من نفسه قال أفلا نرضيه
قال أرضوه إن شئت
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا حفص بن غياث عن حجاج عن عطاء
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقاد من خدش من نفسه
أخبرنا هاشم بن القاسم الكناني أخبرنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن
سعيد بن المسيب قال أقاد النبي صلى الله عليه وسلم من نفسه وأقاد
أبو بكر من نفسه وأقاد عمر من نفسه
باب صفة كلامه صلى الله عليه وسلم
أخبرنا روح بن عبادة أخبرنا أسامة بن زيد عن الزهري عن عروة
عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا يسرد سردكم هذا يتكلم بكلام فصل يحفظه من سمعه
أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي أخبرنا مسعر قال سمعت شيخا
يقول سمعت جابر بن عبد الله يقول كان في كلام رسول الله
صلى الله عليه وسلم ترتيل وترسيل
باب صفة قراءته صلى الله عليه وسلم في صلاته
وغيرها وحسن صوته صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمبن عبد الله الأسدي أخبرنا سفيان عن منصور عن
إبراهيم قال كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم تعرف بتحريك
لحيته
375

أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا همام قال أخبرنا بن جريج عن
أبي مليكة عن أم سلمة قالت كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال فوصفت بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب
العالمين قال فوصفت حرفا حرفا
أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا جرير بن حازم قال سمعت قتادة
قال سألت أنس بن مالك قال قلت كيف كانت قراءة رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال كان يمد صوته مدا
أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي أخبرنا همام بن يحيى وجرير بن
حازم قالا أخبرنا قتادة قال سئل أنس كيف كانت قراءة رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال كانت مدا ثم قال بسم الله الرحمن
الرحيم يمد بسم الله ويمد الرحمن ويمد الرحيم
أخبرنا هاشم بن القاسم الكناني أخبرنا الحسام بن مصك عن قتادة
قال ما بعث الله نبيا قط إلا بعثه حسن الوجه حسن الصوت حتى بعث
نبيكم صلى الله عليه وسلم فبعثه حسن الوجه حسن الصوت ولم
يكن يرجع ولكن كان يمد بعض المد
أخبرنا يوسف بن العرق أخبرنا الطيب بن سلمان حدثتنا عمرة
قالت سمعت عائشة رضي الله تعالى عنها تقول إن رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان لا يقرأ القرآن في أقل من ثلاث
ذكر صفته صلى الله عليه وسلم في خطبته
أخبرنا سعيد بن منصور قال أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن جعفر
بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
376

كان إذا خطب الناس احمرت عيناه ورفع صوته واشتد غضبه كأنه
منذؤ جيش صبحتكم أو مستكم ثم يقول بعثت أنا والساعة كهاتين
وأشار بالسبابة والوسطى ثم يقول أحسن الهدي هدي محمد
وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة من مات وترك مالا
فلأهله ومن ترك دينا أو ضياعا فإلي وعلي
أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي وقتيبة بن سعيد قالا أخبرنا
عبد الله بن لهيعة عن أبي الأسود عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب بمخصرة في يده
ذكر حسن خلقه وعشرته صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن الصباح قال أخبرنا إسماعيل بن زكريا عن عاصم
يعني الأحول عن عوسجة بن الرماح عن عبد الله بن أبي الهذيل عن بن
مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم كما حسنت
خلقي فحسن خلقي
أخبرنا عبيدة بن حميد التيمي عن الأعمش عن شقيق عن مسروق
قال دخلت على عبد الله بن عمرو وهو يقول إن نبيكم صلى الله عليه
وسلم لم يكن فاحشا ولا متفحشا وانه كان يقول إن خيركم أحسنكم
أخلاقا
أخبرنا عبد الحميد بن عبد الرحمن الجمالي عن أبي بكر الهذلي عن
الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس وعائشة قالا كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل شهر رمضان أطلق كل أسير وأعطى
كل سائل
377

أخبرنا أحمد بن الحجاج الخراساني قال أخبرنا عبد الله بن المبارك
قال أخبرنا إسماعيل بن عياش قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
أصبر الناس على أوزار الناس
أخبرنا خالد بن خداش أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب عن إبراهيم
بن ميسرة قال قالت عائشة رضي الله تعالى عنها ما خلق أبغض إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب وما اطلع منه على شئ
عند أحد من أصحابه فيبخل له من نفسه حتى يعلم أن أحدث توبة
أخبرنا هشام بن القاسم وسعيد بن محمد الثقفي قالا أخبرنا عمران
بن زيد الثعلبي عن زيد العمى عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم إذا لقيه الرجل فصافحه لم ينزع يده من يده حتى يكون
الرجل هو الذي ينزعها ولا يصرف وجهه عن وجهه حتى يكون الرجل هو الذي
يصرفه ولم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدما ركبتيه بين يدي
جليس له قط
أخبرنا خلف بن الوليد أخبرنا أبو جعفر الرازي عن أبي درهم
عن يونس بن عبيد عن مولى لانس بن مالك قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم عشر سنين وشممت العطر كله فلم أشم نكهة
أطيب من نهكة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى
الله عليه وسلم إذا لقيه أحد من أصحابه فقام معه فلم ينصرف حتى
يكون الرجل هو الذي ينصرف عنه وإذا لقيه أحد من أصحابه فتناول يده
ناولها إياه فلم ينزع يده منه حتى يكون الرجل هو الذي ينزع يده منه
وإذا لقي أحدا من أصحابه فتناول أذنه ناولها إياه ثم لم ينزعها عنه حتى
يكون الرجل هو الذي ينزعها عنه
أخبرنا محمد بن مقاتل الخراساني قال أخبرنا عبد الله بن المبارك قال
أخبرنا شريك عن يزيد بن أبي زياد عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه
378

وسلم كان إذا أتاه رجل فرأى في وجهه بشرا أخذ بيده
أخبرنا هاشم بن القاسم عن أبي معشر عن سعيد المقبري قال كان
النبي صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملا أثبته ولم يكونه يعمل به
مرة ويدعه مرة
ذكر صفته في مشيه صلى الله عليه وسلم
أخبرنا الحجاج بن محمد الأعور وموسى بن داود عن أبي إسرائيل
عن سيار أبي اكم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مشى
مشى مشي السوقي ليس بالعجز ولا الكسلان
أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا ح بن عون أخبرنا أبو محمد عبد
الرحمن بن عبيدة عن أبي هريرة قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم في جنازة فكنت إذا مشيت سبقني فألتفت إلى رجل إلى جنبي
فقلت تطوى له الأرض وخليل إبراهيم
أخبرنا خالد بن خداش أخبرنا عبد الله بوهب حدثني عبد
الجبار بن عمر عن محمد بن المنكدر عن جابر قال كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم لا يلتفت إذا مشى وكان ربما تعلق رداؤه بالشجرة أو
بالشئ فلا يلتفت وكانوا يضحكون وكانوا قد أمنوا التفاته
أخبرنا عبد الصمد بن النعمان البزاز قال أخبرنا طلحة بن زيد عن
الوضين بن عطاء عن يزيد بن مثرد قال كان النبي صلى الله عليه وسلم
إذا مشى أسرع حتى يهرول الرجل وراءه فلا يدركه
أخبرنا عتاب بن زياد الخراساني أخبرنا عبد الله بن المبارك قال
أخبرنا رشدين بن سعد حدثني عمرو بن الحارث عن أبي يونس مولى أبي
379

هريرة عن أبي هريرة قال ما رأيت شيئا أحسن من النبي صلى الله عليه
وسلم كأن الشمس تجري في وجهه وما رأيت أحدا أسرع في مشيه من
النبي صلى الله عليه وسلم كأن الأرض تطوى له إنا لنجهد وهو
غير مكترث
ذكر صفته في مأكله صلى الله عليه وسلم
الله تعالى أخبرنا يزيد بن هارون وإسحاق بن عيسى قالا أخبرنا حماد بن سلمة
عن ثابت البناني عن شعيب بن عبد الله بن عمرو قال إسحاق بن عيسى في حديثه
عن أبيه قال ما روي رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل متكئا
قط ولا يطأ عقبه رجلان
أخبرنا عبيدة بن حميد عن منصور يعني بن المعتمر وأخبرنا الفضل
بن دكين أخبرنا مسعر كلاهما عن علي بن الأقمر قال سمعت
أبا جحيفة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا آكل
متكئا
أخبرنا سعيد بن منصور وخالد بن خداش قالا أخبرنا عبد العزيز
بن محمد عن شريك بن أبي نمر عن عطاء بن يسار أن جبريل أتى النبي
صلى الله عليه وسلم وهو بأعلى مكة يأكل متكئا فقال له يا محمد أكل
الملوك فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا عتاب بن زياد قال أخبرنا بن المبارك قال أخبرنا معمر
عن الزهري قال بلغنا أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم ملك لم يأته
قبلها ومعه جبريل فقال الملك وجبريل صامت إن ربك يخيرك بين
أن تكون نبيا ملكا أو نبيا عبدا فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى
380

جبريل كالمستأمر له فأشار إليه أن تواضع فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم بل نبيا عبدا قال الزهري فزعموا أن النبي صلى الله
عليه وسلم لم يأكل منذ قالها متكئا حتى فارق الدنيا
أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا أبو معشر عن سعيد المقبري عن عائشة
رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها يا عائشة لو
شئت لسارت معي جبال الذهب أتاني ملك وإن حجزته
لتساوي الكعبة فقال إن ربك يقرئ عليك السلام ويقول
لك إن شئت نبيا ملكا وإن شئت نبيا عبدا فأشار إلي جبريل
ضع نفسك فقلت نبيا عبدا قالت وكان النبي صلى الله عليه
وسلم بعد ذلك لا يأكل متكئا ويقول آكل كما يأكل العبد
وأجلس كما يجلس العبد
أخبرنا محمد بن مقاتل قال أخبرنا عبد الله بن المبارك قال قراءة على
بن جريج قال أخبرنا هشام بن عروة أن بن كعب بن عجرة أخبره
عن كعب بن عجرة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يأكل بثلاث أصابع قال هشام بالابهام والتي تليها والوسطى قال ثم رأيته
يلعق أصابعه الثلاث حين أراد أن يمسحها قبل أن يمسحها فلعق قبل
الوسطى ثم التي تليها ثم الابهام
أخبرنا عتاب بن زياد قال أخبرنا عبد الله بن المبارك قال أخبرنا
يحيى بن أيوب قال أخبرنا عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم
عن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عرض علي ربي
ليجعل لي بطحاء مكة ذهبا فقلت لا يا ربي ولكني أشبع يوما
وأجوع يوما وقال ثلاثا أو نحو ذا فإذا جعت تضرعت إليك
وذكرتك وإذا شبعت حمدتك وشكرتك
381

ذكر من محاسن أخلاقه صلى الله عليه وسلم
أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال أخبرنا الحارث بن عبيد أخبرنا ثابت
وأبو عمران الجوني عن أنس بن مالك قال بعثني النبي صلى الله عليه
وسلم في حاجة فرأيت صبيانا فقعدت معهم فجاء النبي صلى الله
عليه وسلم فسلم على الصبيان
أخبرنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة أخبرنا وكيع عن داود بن أبي
عبد الله عن بن جدعان عن جدته عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه
وسلم أرسل وصيفة له فأبطأت فقال لولا القصاص لأوجعتك
بهذا السواك
أخبرنا عبد الله بن صالح بن مسلم قال أخبرنا مندل عن الحسن بن
الحكم عن أنس قال خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر
سنين فما رأيته قط أدنى ركبتين من ركبة جليسه ولا صافحه إنسان فنزع
يده من يده حتى يكون هو الذي يفارقه ولا قاومه إنسان فانصرف عنه
حتى يكون هو الذي ينصرف وما قال لشئ صنعته لم صنعت كذا وكذا
ولا قال ألا صنعت كذا وكذا ولقد شممت العطر فما شممت ريح
شئ أطيب ريحا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أصغى إليه رجل
فنحى رأسه حتى يكون هو الذي يتنحى عنه
أخبرنا عارم بن الفضل أخبرنا حماد بن زيد عن علي بن زيد عن
الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتمثل بهذا البيت
كفى بالاسلام والشيب للمرء ناهيا
فقال أبو بكر يا رسول الله إنما قال الشاعر
كفى الشيب والاسلام للمرء ناهيا
382

ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
كفى بالاسلام والشيب للمرء ناهيا
فقال أبو بكر أشهد أنك رسول الله ما علمك الشعر وما ينبغي
لك
أخبرنا محمد بن الصباح أخبرنا الوليد بن أبي ثور عن سماك عن عكرمة
قال سئلت عائشة رضي الله تعالى عنها هل سمعت رسول الله يتمثل شعرا
قط قالت كان أحيانا إذا دخل بيته يقول
ويأتيك بالاخبار من لم يردد
أخبرنا مسلم بن إبراهيم أخبرنا سعيد بن زيد أخبرنا واصل عن
يحيى بن عبيد الجهضمي عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
يتبوأ لبوله كما يتبوأ لمنزله
أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل وأخبرنا الفضل بن
دكين أخبرنا سفيان جميعا عن المقداد بن شريح عن أبيه قال سمعت
عائشة رضي الله تعالى عنها تقسم بالله ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم
أحد من الناس يبول قائما منذ نزل عليه القرآن
أخبرنا هاشم بن القاسم وخلف بن الوليد قالا أخبرنا عبد الله بن المبارك
عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم عن حبيب بن صالح قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المرفق لبس حذاءه وغطى رأسه
أخبرنا عتاب بن زياد قال أخبرنا عبد الله بن المبارك قال أخبرنا
عبد الله بن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة عن حنش عن بن عباس أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج يهريق الماء فيتمسح بالتراب فأقول
يا رسول الله إن الماء منك قريب فيقول وما أدري لعلي لا أبلغه
أخبرنا وكيع بن الجراح والفضل بن دكين عن سفيان عن منصور
383

عن موسى بن عبد الله بن يزيد الخطمي عن مولى لعائشة قال قالت عائشة
رضي الله تعالى عنها ما نظرت إلى فرج النبي صلى الله عليه وسلم وقالت ما رأيت فرج النبي صلى الله عليه وسلم قط
قال محمد بن
سعد أخبرت عن عبد السلام بن حرب عن الأعمش عن أنس بن مالك قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى الغائط لم يرفع ثيابه حتى يدنو
من المكان الذي يريد
ذكر صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي أخبرنا مسعر عن زياد بن علاقة
أنه سمع المغيرة بن شعبة يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم حتى ترم رجلاه أو قدماه فيقال له فيقول أفلا أكون عبدا
شكورا
أخبرنا سليمان بن داود الهاشمي قال أخبرنا إبراهيم بن سعد عن أبيه
عن أبي سلمة قال ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان
أكثر صلاته وهو قاعد وكان يقول أحب الأعمال إلى الله أدومها
وإن قل
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا عزرة بن ثابت الأنصاري عن
ثمامة بن عبد الله بن أنس قال كان أنس يتنفس في الاناء مرتين أو
ثلاثا وزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتنفس في الاناء
ثلاثا
أخبرنا إسحاق بن عيسى أخبرنا عبد الوارث بن سعيد أخبرنا
أبو عصام عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتنفس
384

في الشراب ثلاثا ويقول هو أهنأ وأمرأ وأبرا قال أنس فأنا أتنفس
في الشراب ثلاثا
أخبرنا الفضل بن دكين وأحمد بن عبد الله بن يونس عن مندل عن
محمد بن عجلان عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة قال كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا عطش غض صوته وغطى
وجهه
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا طلحة بن عمرو عن عطاء عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال إنا معشر الأنبياء أمرنا أن نؤخر سحورنا
ونعجل إفطارنا وأن نمسك أيماننا على شمائلنا في صلاتنا
أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي أخبرنا سفيان عن أبي فزارة عن
يزيد بن الأصم قال ما رئي النبي صلى الله عليه وسلم متثاوبا في صلاة
قط
أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال أخبرنا بن المبارك عن معمر عن
الزهري قال ما ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة قط
أخبرنا عتاب بن زياد أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا عبد العزيز
بن أبي رواد قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شهد جنازة
أكثر الصمات وأكثر حديث نفسه وكانوا يرون أنما يحدث نفسه بأمر
الميت وما يرد عليه ما هو مسؤول عنه
أخبرنا سعيد بن محمد الثقفي عن الأحوص بن حكيم عن أبي عون وراشد
بن سعد وعن أبيه قالوا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى
وضع يمينه على شماله
أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا أبان أخبرنا قتادة حدثتني صفية
بنت شيبة عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
يغتسل بالصاع ويتوضأ بالمد
385

أخبرنا عبد الله بن إدريس الأودي سمعت الأعمش يذكر عن سالم
بن أبي الجعد عن كريب عن بن عباس قال بت عند ميمونة خالتي
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاغتسل فأتي بمنديل فلم يمسه وجعل
يقول بيده هكذا قال يعني ينفضها
أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا خلاد الصفار عن يزيد الرقاشي
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فخلل لحيته
وقال بهذا أمرني ربي وأدخل عبيد الله يده اليمنى تحت ذقنه كأنه
يرفع لحيته إلى السماء
أخبرنا محمد بن ربيعة الكلابي عن أبي عمرو بن العلاء عن إياس بن جعفر
الحنفي قال أخبرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت له خرقة
يتنشف بها عند الوضوء
أخبرنا يحيى بن السكن قال أخبرنا شعبة قال أخبرنا الأشعث بن
سليمان عن أبيه عن مسروق عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يحب التيمن في كل شئ في طهوره وفي
ترجله وفي تنعله
أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا أبان بن يزيد عن قتادة عن أنس قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذبح أضحيته بيده ويسمي فيها
حدثنا عفان بن مسلم أخبرنا أبان بن يزيد العطار أخبرنا يحيى
بن أبي كثير حدثني عمران بن حطان أن عائشة رضي الله تعالى عنها
حدثته أنها قالت كان نبي الله صلى الله عليه وسلم لا يترك في بيته
شيئا فيه تصليب إلا نقضه
أخبرنا سعيد بن محمد الثقفي أخبرنا سالم أبو النضر عن نافع عن بن
عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أشفق من الحاجة يعني ينساها
ربط في خنصره أو في خاتمه الخيط
386

أخبرنا إسحاق بن عيسى أخبرنا حماد بن سلمة عن يونس بن خباب
عن مجاهد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم الاثنين والخميس
أخبرنا إسحاق بن عيسى أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم حتى يقال قد صام ويفطر
حتىيقال قد أفطر
حدثنا شريح بن النعمان أخبرنا هشيم قال أخبرنا محمد بن إسحاق
عن حفص بن عبيد الله بن أنس بن مالك قال كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يفطر يوم الفطر على تمرات ثم يغدو
أخبرنا إبراهيم بن شماس قال أخبرنا يحيى بن اليمان عن سفيان عن
جابر عن أبي محمد عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت كان النبي صلى
الله عليه وسلم لا يقعد في بيت مظلم حتى يضاء له بالسراج أخبرنا موسى بن داود أخبرنا بن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن علي
بن رباح أن رجلا سمع عبادة بن الصامت يقول خرج علينا النبي صلى
الله عليه وسلم فقال أبو بكر قوموا نستغيث برسول الله صلى الله عليه
وسلم من هذا المنافق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقام
لي إنما يقام لله
أخبرنا موسى بن داود وقتيبة بن سعيد قالا أخبرنا بن لهيعة عن عقيل
عن بن شهاب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤتى له بالباكورة
فيقبلها ويضعها على عينه ويقول اللهم كما أريتنا أوله فأرنا آخره
أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال أخبرنا سليمان بن بلال عن ربيعة
عن عبد الملك بن سعيد عن أبي حميد أو أبي أسيد قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم
وتلين له أشعاركم وأبشاركم وترون أنه منكم قريب فأنا
أولاكم به وإذا سمعتم الحديث عني تنكره قلوبكم وتنفر
387

منه أشعاركم وأبشاركم وترون أنه منكم بعيد فأنا
أبعدكم منه
ذكر قبول رسول الله صلى الله عليه وسلم
الهدية وتركه الصدقة
أخبرنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم الشيباني عن محمد بن عبد الرحمن
المليكي عن بن أبي مليكة عن بن عباس عن عائشة رضي الله تعالى عنها
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة
أخبرنا سعيد بن سليمان أخبرنا عباد بن العوام عن محمد بن عمرو
وعن أبي سلمة عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقبل الهدية ولا يأكل الصدقة
أخبرنا محمد بن مصعب القرقساني أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي
مريم عن حبيب بن عبيد الرحبي قال كان النبي صلى الله عليه وسلم
إذا أتي بالشئ قال أهدية أو صدقة فإن قيل صدقة لم يأكل وإن
قيل هدية أكل قال فأتاه ناس من اليهود بجفنة من ثريد فقال هدية أم
صدقة فقالوا هدية فأكل فقال بعضهم جلس محمد جلسة
العبد ففهمها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال وأنا عبد وأجلس
جلسة العبد
أخبرنا عمرو بن الهيثم أخبرنا المسعودي عن عون بن عبد الله قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتي بشئ قال أصدقة أو هدية
فإن قالوا صدقة صرفها إلى أهل الصفة وإن قالوا هدية أمر بها فوضعت
ثم دعا أهل الصفة إليها
388

أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا حماد بن سلمة عن محمد بن زياد قال
سمعت أبا هريرة يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أتي
بطعام من غير أهله سأل عنه فإن قيل هدية أكل وإن قيل صدقة قال
كلوا ولم يأكل
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا معرف بن واصل السعدي حدثتني
حفصة بنت طلق امرأة من الحي سنة تسعين عن جدي أبي عميرة
رشيد بن مالك قال كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات
يوم فجاء رجل بطبق عليه تمر فقال ما هذا أصدقة أم هدية فقال
الرجل بل صدقة فقال قدمها إلى القوم قال والحسن يتعفر
بين يديه فأخذ تمرة فجعلها في فيه فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه
وسلم فأدخل إصبعه في فيه فانتزع التمرة ثم قذفها ثم قال إنا آل
محمد لا نأكل الصدقة
أخبرنا هشام بن سعيد البزاز أخبرنا الحسن بن أيوب الحضرمي
حدثني عبد الله بن بسر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال كانت
أختي تبعثني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهدية فيقبلها
أخبرنا هشام بن سعيد أخبرنا الحسن بن أيوب عن عبد الله بن بسر
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة
أخبرنا شبابة بن سوار ومالك بن إسماعيل و عبد الله بن صالح عن علي
قال أهدى كسرى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل منه وأهدت
له الملوك فقبل منهم
أخبرنا روح بن عبادة أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس
بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو أهدي إلي كراع
لقبلت ولو دعيت يعني إلى ذراع لأجبت
389

أخبرنا الفضل بن دكين وأحمد بن عبد الله بن يونس قالا أخبرنا
الفضل بن زهير عن داود بن عبد الله أن حميد بن عبد الرحمن الحميري حدثه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو دعيت إلى كراع لأجبت
ولو أهدي إلي لقبلت
أخبرنا موسى بن داود أخبرنا نافع بن عمر عن بن أبي مليكة أن
النبي صلى الله عليه وسلم دخل على عائشة رضي الله تعالى عنها فأتي
بطعام ليس فيه لحم فقال ألم أر عندكم برمة قالوا بلى
تصدق به إلى بريرة وأنت لا تأكل الصدقة فقال إنه لم يتصدق
به علي ولو أطعمتموني لأكلت
قال أبو عبد الله محمد بن سعد وفي غير هذا الحديث هو على بريرة
صدقة وهو لنا هدية يعني منها
أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي قال أخبرنا عوف عن الحسن أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله حرم علي الصدقة
وعلى أهل بيتي
أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال أخبرنا عوف عن الحسن أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال إني لارى التمرة ملقاة في بيتي
أشتهيها فيمنعني من أكلها مخافة أن تكون من الصدقة
أخبرنا قبيصة بن عقبة أخبرنا سفيان عن منصور عن طلحة بن مصرف
عن أنس بن مالك قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمرة مطروحة
في الطريق فقال لولا أني أخشى أن تكون من الصدقة لأكلتها
قال ومر بن عمر بتمرة مطروحة فأكلها
أخبرنا مطرف بن عبد الله أخبرنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أسامة
بن زيد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم نائما فتحرك من الليل فوجد تمرة تحت جنبه فأخذها
390

فأكلها ثم جعل يتضور من آخر الليل ولا يأتيه النوم فذكر ذلك لبعض
نسائه فقال إني وجدت تمرة تحت جنبي فأكلتها ثم تخوفت
أن تكون من الصدقة
أخبرنا مطرف بن عبد الله أخبرنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أسامة
بن زيد عن عبد الملك بن المغيرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يا بني عبد المطلب إن الصدقة أوساخ الناس فلا تأكلوها ولا
تعملوا عليها
ذكر طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم
وما كان يعجبه منه
أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن
عائشة رضي الله تعالى عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يعجبه الحلو والعسل
أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي أخبرنا همام عن قتادة عن أنس قال
أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فإذا خياط من أهل المدينة قد دعاه فأتاه
بخبز شعير واهالة سنخة فإذا فيها قرع فجعلت
أراه يعجبه القرع فجعلت أقدمه قدام النبي صلى الله عليه وسلم قال أنس فلم أزل يعجبني القرع
منذ رأيته يعجب النبي صلى الله عليه وسلم
أخبرنا يحيى بن عباد قال أخبرنا عمارة بن زاذان أخبرنا ثابت عن
أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الدباء أو قال
القرع
أخبرنا قتيبة بن سعيد البلخي أخبرنا ليث بن سعد عن معاوية بن صالح
391

عن أبي طالوت قال دخلت على أنس بن مالك وهو يأكل القرع وهو يقول
يا لك شجيرة ما أحبك إلي لحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
إياك
أخبرنا هاشم بن القاسم الكناني أخبرنا أبو معشر عن عبد الله بن عبد
الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أنه قال إذا كان عندنا دباء آثرنا به
رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا موسى بن داود وإسحاق بن عيسى قالا أخبرنا إبراهيم بن سعد
عن أبيه عن عبد الله بن جعفر قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم
يأكل قثاء برطب
أخبرنا عبيدة بن حميد التيمي حدثني عبد العزيز بن رفيع عن عكرمة
قال قالت عائشة رضي الله تعالى عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يأتي القدر فيأخذ الذراع منها فيأكلها ثم يصلي ولا يتوضأ ولا يمضض
أخبرنا مكي بن إبراهيم أبو السكن البلخي أخبرنا الجعيد بن عبد
الرحمن عن الحسن بن عبد الله بن عبيد الله أن عمرو بن عبيد الله حدثه قال
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل كتفا ثم قام فتمضمض وصلى
ولم يتوضأ
أخبرنا عبيدة بن حميد حدثني داود بن أبي هند عن إسحاق بن عبد
الله قال كانت أم حكيم بنت الزبير مما تهدي الشئ للنبي صلى الله
عليه وسلم كذاك قال فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم ذات
يوم فقدمت إليه كتفا قال فجعلت تسحاها والنبي يأكل ثم قام فصلى
ولم يتوضأ
أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا أبو جعفر الرازي عن جعفر بن محمد
عن أبيه عن علي بن حسين عن أم سلمة قالت أكل رسول الله صلى الله
عليه وسلم لحما وصلى ولم يتوضأ
392

أخبرنا عارم بن الفضل أخبرنا حماد بن سلمة عن عبد الرحمن بن
أبي رافع عن عمته سلمى عن أبي رافع قال ذبحت للنبي صلى الله عليه
وسلم شاة فقال يا أبا رافع ناولني الذراع فناولته ثم قال
ناولني الذراع فناولته ثم قال ناولني الذراع قال فقلت يا رسول
الله وهل للشاة إلا ذراعان فقال لو سكت لناولتني ما دعوت به
أخبرنا مسلم بن إبراهيم أخبرنا جرير بن حازم أخبرنا حميد عن
أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرطب
والطبيخ
أخبرنا سعيد بن سليمان أخبرنا المبارك بن سعيد أخبرنا عمر بن سعيد
أخوه عن رجل من أهل البصرة عن عكرمة عن بن عباس قال كان أحب
الطعام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الثريد من الخبز والثريد من التمر
يعني الحيس
أخبرنا سعيد بن سليمان حدثنا عباد عن حميد عن أنس أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الثفل يعني الثريد
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا مسعر عن علي بن الأقمر قال كان
النبي صلى الله عليه وسلم يأكل تمرا فإذا مر بحشفة أمسكها في يده
فقال له قائل أعطني هذه التي بقيت قال إني لست أرضى لكم ما
أسخطه لنفسي
أخبرنا يحيى بن محمد الجاري عن عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن
سعيد عن أبيه عن جده أنه أهدي له صحفي نقي يعني حواري فقال
ما هذا إن هذا الطعام ما رأيته قال ما كان يأكله النبي صلى الله عليه
وسلم قال لا ولا رآه بعينه قال إنما كان يطحن له الشعير فينفخ
نفختين ثم يصنع له فيأكله
أخبرنا وهب بن جرير بن حازم قال أخبرنا شعبة عن أبي إسحاق
393

قال قال عمر بن الخطاب لا ينخل لي الدقيق بعدما رأيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يأكل
أخبرنا الأسود بن عامر وإسحاق بن عيسى قالا أخبرنا شريك عن
عبد الله بن محمد بن عقيل عن الربيع وبنت معوذ بن عفراء قالت أتيت
النبي صلى الله عليه وسلم بقناع من رطب وأجر زغب قالت فأكل
منه وأعطاني ملء كفه حليا أو ذهبا وقال تحلي به
أخبرنا خالد بن خداش حدثنا عبد العزيز بن محمد أخبرنا هشام
بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يستعذب له الماء من السقيا
أخبرنا هاشم بن القاسم الكناني أخبرنا أبو معشر أخبرنا حفص بن
عمر بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال أهدي لرسول
الله صلى الله عليه وسلم طبق من رطب فجثا على ركبتيه فأخذ يناولني
قبضة قبضة يرسل به إلى نسائه وأخذ قبضة منها فأكلها ويلقي النوى
بشماله فمرت به داجنة فناولها فأكلت
ذكر ما كان يعاف رسول الله صلى الله عليه وسلم
من الطعام والشراب
الله تبارك وتعالى أخبرنا يونس بن محمد المؤدب أخبرنا ليث بن سعد عن يزيد بن أبي
حبيب عن أبي الخير عن أبي رهم السماعي أن أبا أيوب حدثه قال قلت
يا رسول الله إنك كنت ترسل إلي بالطعام فإذا رأيت أثر أصابعك وضعت
يدي فيه حتى كان هذا الطعام الذي أرسلت به إلي فنظرت فلم
أر فيه أثر أصابعك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل إن فيه
394

بصلا فكرهت أن آكله من أجل الملك الذي يأتيني وأما أنتم
فكلوه
أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن إبراهيم بن عبد
الاعلى عن سويد قال أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بقصعة فيها
ثوم فوجد ريح الثوم فكف يده فكف معاذ يده فكف القوم أيديهم
فقال لهم مالكم فقالوا كففت يدك فكففنا أيدينا فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم كلوا بسم الله فإني أناجي من لا تناجون
أخبرنا خالد بن خداش أخبرنا عبد الله بن وهب قال سمعت أبا
صخر قال أتي النبي صلى الله عليه وسلم بسويق لوز فقال لهم رسول
الله صلى الله عليه وسلم أخروه هذا شراب المترفين
أخبرنا عتاب بن زياد قال أخبرنا بن المبارك قال أخبرنا حياة
بن شريح عن عمرو بن مالك عن حميد بن زياد عن يزيد بن قسيط أن
النبي صلى الله عليه وسلم أتي بسويق من سويق اللوز فلما خيف له
قال لماذا قالوا سويق اللوز قال أخروه عني هذا شراب
المترفين
أخبرنا عبيدة بن الحميد عن واقد أبي عبد الله الخياط عن سعيد بن
جبير عن بن عباس قال أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم سمن
وأقط وضب قال فأكل من السمن والأقط قال ثم قال للضب إن
هذا لشئ ما أكلته قط فمن شاء أن يأكله فليأكله فقال
فأكل على خوانه
أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا شعبة عن الحكم عن زيد بن وهب عن
البراء بن عازب عن ثابت بن وديعة الأنصاري عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه أتي بضب فقال أمة مسخت والله أعلم
أخبرنا سعيد بن سليمان أخبرنا خالد بن عبد الله عن حصين عن
395

زيد بن وهب عن ثابت بن يزيد بن وديعة قال كنا مع النبي صلى الله عليه
وسلم فأصبنا ضبابا فشويناها فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم
منها بضب فأخذ عودا فجعل يعد أصابعه فقال مسخت أمة من
بني إسرائيل دواب في الأرض فلا أدري أي دواب هي قال فلم
يأكله ولم ينه عنه
أخبرنا سعيد بن سليمان أخبرنا عباد بن العوام عن الشيباني عن يزيد
بن الأصم عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو عند
ميمونة إذ قربت إليه خوانا عليه لحم ضب فلما أراد أن يأكل قالت ميمونة
يا رسول الله تدري ما هذا قال لا قالت هذا لحم ضب قال هذا
لحم لم آكله وعنده الفضل بن عباس وخالد بن الوليد وامرأة أخرى
فقال له خالد يا رسول الله أحرام هو قال لا وقال كلوا فأكل
الفضل وخالد والمرأة وقالت ميمونة أما أنا فلا آكل من شئ لم يأكل
منه رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا إسحاق بن عيسى أخبرنا حماد بن سلمة عن أبي المهزم قال
سمعت أبا هريرة يقول أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبعة أضب
في جفنة وقد صب عليها سمن فقال كلوا ولم يأكل فقالوا يا رسول
الله أنأكل ولا تأكل فقال اني أعافها
أخبرنا إسحاق بن عيسى أخبرنا حماد بن سلمة عن بشر بن حرب
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بضب
فقال اقلبوه لظهره فقلبوه ثم قال اقلبوه لبطنه فقلبوه
فقال تاه سبط من بني إسرائيل ممن غضب الله عليه فإن يك فهو هذا فإن
يك فهو هذا
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن علي بن زيد حدثني عمران
بن أبي حرملة عن بن عباس قال دخلت مع رسول الله صلى الله عليه
396

وسلم أنا وخالد بن الوليد على ميمونة بنت الحارث فقالت ألا أطعمكم
من هدية أهدتها لنا أم عقيق فقال بلى فجئ بضبين مشويين فتبزق
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له خالد بن الوليد كأنك تنقذره
قال أجل قالت ألا أسقيكم من لبن أهدته لنا قال بلى قال
فجئ بإناء من لبن فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عن يمينه
وخالد عن شماله فقال لي اشرب هو لك وإن شئت آثرت به
خالدا فعلمت ما كنت لأوثر بسؤرك علي أحدا فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من أطعمه الله طعاما فليقل اللهم بارك لنا
فيه وأطعمنا خيرا منه ومن سقاه الله لبنا فليقل اللهم
بارك لنا فيه وزدنا منه فإنه ليس شئ يجزي من الطعام
والشراب غير اللبن
أخبرنا هاشم بن القاسم قال أخبرنا شعبة قال أخبرنا جعفر بن إياس
سمعت سعيد بن جبير عن بن عباس
قال أهدت أم حفيد خالة بن عباس لرسول الله صلى الله عليه وسلم سمنا وأقطا وأضبا فأكل من السمن
والأقط وترك الأضب تقذرا قال وأكل على مائدة رسول الله صلى
الله عليه وسلم ولو كان حراما لم يؤكل على مائدة رسول الله صلى الله
عليه وسلم
أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا أبو جعفر الرازي وورقاء بن عمر عن
عبد الله بن دينار عن بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ناداه رجل فقال كيف تقول في الضب قال لست بآكله
ولا محرمه
أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا حاتم بن وردان أخبرنا يونس عن
محمد بن سيرين قال أتي نبي الله صلى الله عليه وسلم بضب فقال
إنا قوم قرويون وانا نعافه
397

ذكر ما حبب إلى رسولا لله صلى الله عليه وسلم
من النساء والطيب
أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا سلام أبو المنذر عن ثابت عن أنس
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال حبب إلي من الدنيا النساء
والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة
أخبرنا موسى بن إسماعيل أخبرنا أبو بشر صاحب البصري عن يونس
عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحببت من
عيش الدنيا إلا الطيب والنساء
أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي أخبرنا أبو المليح عن ميمون قال
ما نال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عيش الدنيا إلا الطيب والنساء
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن رجل
حدثه عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت كان يعجب نبي الله صلى
الله عليه وسلم من الدنيا ثلاثة أشياء الطيب والنساء والطعام فأصاب
اثنتين ولم يصب واحدة أصاب النساء والطيب ولم يصب الطعام
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا موسى بن قيس الحضرمي عن سلمة
بن كهيل قال لم يصب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا من الدنيا
أحب إليه من النساء والطيب
أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا أبو هلال عن قتادة عن معقل بن يسار
قال ما كان شئ أعجب إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم من الخيل
ثم قال اللهم غفرا بل النساء
أخبرنا موسى بن إسماعيل أبو سلمة أخبرنا أبو بشر صاحب البصري
أخبرنا يزيد الرقاشي أن أنس بن مالك حدثهم قال كنا نعرف خروج
398

النبي صلى الله عليه وسلم بريح الطيب
أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسي وعبيد الله بن موسى العنسي قالا
أخبرنا الأعمش عن إبراهيم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يعرف بريح الطيب إذا أقبل
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا عزرة بن ثابت حدثني ثمامة
بن عبد الله بن أنس أن أنسا كان لا يرد الطيب وزعم أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان لا يرد الطيب
أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا المبارك يعني بن فضالة أخبرنا
إسماعيل بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري قال سمعت أنس بن مالك
يقول ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض عليه طيب
قط فرده
أخبرنا موسى بن إسماعيل أخبرنا أبو بشر أخبرنا عبد الله بن عطاء
المكي عن محمد بن علي قال قلت لعائشة رضي الله تعالى عنها يا أمه أكان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يتطيب قالت نعم بذكارة الطيب قلت
وما ذكارة الطيب قالت المسك والعنبر
أخبرنا عبيد الله بن موسى أخبرنا إسرائيل عن عبد الله بن المختار عن
موسى بن أنس عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان له سك يتطيب منه
أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا شعبة عن خليد بن جعفر قال سمعت
أبا نضرة عن أبي سعيد الخدري قال ذكروا المسك عند النبي صلى الله عليه
وسلم فقال أو ليس من أطيب الطيب
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا هشام بن سعيد عن زيد بن أسلم عن
عبيد بن جريج قال قلت لابن عمر يا أبا عبد الرحمن إني رأيتك تستحب
هذا الخلوق فقال كان أحب الطيب إلى رسول الله صلى الله
399

عليه وسلم
أخبرنا موسى بن داود أخبرنا بن لهيعة عن بكير عن نافع عن بن
عمر كان إذا استجمر يجعل الكافور على العود ثم يستجمر به ويقول هكذا
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستجمر
ذكر شدة العيش على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا عفان بن مسلم والحسن بن موسى الأشيب قالا أخبرنا ثابت
بن يزيد أخبرنا هلال بن خباب عن عكرمة عن بن عبا س أن النبي
صلى الله عليه وسلم كان يبيت الليالي المتتابعة طاويا وأهله لا يجدون عشاء
قال وكان عامة خبزهم الشعير
أخبرنا هشام بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسي أخبرنا أبو هاشم
صاحب الزعفران أخبرنا محمد بن عبد الله أن أنس بن مالك حدثه أن فاطمة
عليها السلام جاءت بكسرة خبز إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال
ما هذه الكسرة يا فاطمة قالت قرص خبزته فلم تطب نفسي
حتى أتيتك بهذه الكسرة فقال أما إنه أول طعام دخل فم أبيك
منذ ثلاثة أيام
أخبرنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم الشيباني عن زينب بنت أبي طليق
أم الحصين قالت حدثني حبان بن جزء أبو بحر عن أبي هريرة أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم كان يشد صلبه بالحجر من الغرث
أخبرنا مالك بن إسماعيل أبو غسان أخبرنا إسرائيل عن مجالد عن
الشعبي عن مسروق قال بينما عائشة رضي الله تعالى عنها تحدثني ذات
يوم إذ بكت فقلت ما يبكيك يا أم المؤمنين قالت ما ملأت بطني من
400

طعام فشئت أن أبكي إلا بكيت أذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم
وما كان فيه من الجهد
أخبرنا سعيد بن سليمان أخبرنا هشيم قال أخبرنا مجالد عن الشعبي
عن مسروق قال دخلت على عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها وهي
تبكي فقلت يا أم المؤمنين ما يبكيك
قالت ما أشبع فأشاء أن أبكي إلا بكيت وذلك لان رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تأتي عليه
أربعة أشهر ما يشبع من خبز بر
أخبرنا عبيد الله بن موسى أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد
الرحمن الأسود عن الأسود عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت ما شبع
آل محمد غداء وعشاء من خبز الشعير ثلاثة أيام متتابعات حتى لحق بالله
أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا محمد بن طلحة عن أبي حمزة عن إبراهيم
عن الأسود عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت ما شبع آل محمد
ثلاثا من خبز بر حتى قبض وما رفع عن مائدته كسرة فضلا حتى
قبض
أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا أبو معشر عن سعيد عن أبي هريرة
قال كان يمر بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم هلال ثم هلال ثم
هلال لا يوقد في شئ من بيوته نار لا لخبز ولا لطبيخ قالوا بأي شئ
كانوا يعيشون يا أبا هريرة قال بالأسودين التمر والماء قال وكان
له جيران من الأنصار جزاهم الله خيرا لهم منائح يرسلون إليه بشئ
من لبن
أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا جرير بن عثمان عن سليمان بن عامر
قال سمعت أبا أمامة يقول ما كان يفضل عن أهل بيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم خبز الشعير
أخبرنا خالد بن خداش أخبرنا عبد الله بن وهب حدثني جرير
401

بن حازم عن يونس عن الحسن قال خطب رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال والله ما أمسى في آل محمد صاع من طعام وانها
لتسعة أبيات والله ما قالها استقلالا لرزق الله ولكن أراد أن تأسى به أمته
أخبرنا سعيد بن سليمان أخبرنا عباد عن هلال أخبرنا عكرمة
عن بن عباس قال والله لقد كان يأتي على آل محمد صلى الله عليه
وسلم الليالي ما يجدون فيها عشاء
أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي أخبرنا بن أبي ذئب عن المقبري
عن بعض بني الوليد مولى الأخنسيين قال بينما نحن على طعام لنا في مخرج
لنا طلع علينا أبو هريرة فرحبنا به وقلنا هلم قال لا والله لا أذوقه
مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يشبع هو ولا أهله من خبز
الشعير
أخبرنا روح بن عبادة أخبرنا موسى بن عبيدة عن عبد الله بن عبيدة
عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت ما شبع رسول الله صلى الله عليه
وسلم في يوم مرتين حتى لحق بالله ولا رفعنا له فضل طعام عن شبع
حتى لحق بالله إلا أن نرفعه لغائب فقيل لها ما كانت معيشتكم قالت
الأسودان الماء والتمر وقالت وكان لنا جيران من الأنصار لهم ربائب يسقوننا
من لبنها جزاهم الله خيرا
أخبرنا مالك بن إسماعيل أخبرنا محمد بن طلحة بن مصرف عن
أبي حمزة عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت
ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم ثلاثا من خبز بر حتى قبض وما
رفعت عن مائدته كسرة فضلا حتى قبض
أخبرنا مالك بن إسماعيل أخبرنا زهير بن معاوية حدثني أبو
إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن الأسود عن عائشة رضي الله تعالى عنها
قالت ما شبع آل محمد يومين تباعا فصاعدا إلا من خبز الشعير
402

أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا مطيع حدثني كردوس التغلبي
عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنها ذكرت أن آل محمد لم يشبعوا ثلاثة أيام
متوالية من طعام بر حتى مضى النبي صلى الله عليه وسلم لسبيله
أخبرنا روح بن عبادة أخبرنا حماد بن سلمة وغيره عن هشام بن
عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها وأخبرنا عارم بن الفضل عن
حماد بن زيد عن هشام بن عروة عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت
والله لقد كان يأتي على آل محمد صلى الله عليه وسلم شهر لا نخبز فيه
قال قلت يا أم المؤمنين فما كان يأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالت كان لنا جيران من الأنصار جزاهم الله خيرا كان لهم شئ
من لبن يهدون منه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك ومحمد بن عمر الأسلمي عن
بن أبي ذئب عن مسلم بن جندب عن نوفل بن إياس الهذلي قال كان
عبد الرحمن بن عوف لنا جليسا وكان نعم الجليس وانه انقلب بنا ذات
يوم حتى إذا دخلنا بيته ودخل فاغتسل ثم خرج فجلس معنا وأتانا بجفنة فيها
خبز ولحم فلما وضعت بكى عبد الرحمن فقلت يا أبا محمد ما يبكيك
فقال فارق رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا ولم يشبع هو ولا أهل
بيته من خبز الشعير ولا أرانا أخرنا لهذا لما هو خير لنا
أخبرنا سعيد بن منصور أخبرنا عبد الحميد بن سليمان قال سمعت
أبا حازم يقول قال أبو هريرة ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم
من الكسر اليابسة حتى فارق الدنيا وأصبحتم تهدرون بالدنيا ونقر بأصابعه
أخبرنا خالد بن خداش أخبرنا عبد الله بن وهب عن بن لهيعة
عن عقيل عن بن شهاب أن أبا هريرة كان يمر بالمغيرة بن الأخنس وهو يطعم
الطعام فقال ما هذا الطعام قال خبز النقي واللحم السمين قال
وما النقي قال الدقيق فتعجب أبو هريرة ثم قال عجبا لك يا مغيرة
403

رسول الله صلى الله عليه وسلم قبضه الله عز وجل وما شبع من الخبز
والزيت مرتين في يوم وأنت وأصحابك تهدرون ههنا الدنيا بينكم ونقر
بإصبعه يقول كأنهم صبيان
أخبرنا مسلم بن إبراهيم أخبرنا أبان بن يزيد أخبرنا قتادة أخبرنا
أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجمع له غداءا ولا عشاء
من خبز ولحم إلا على ضفف
أخبرنا مسلم بن إبراهيم أخبرنا سلام بن مسكين أخبرنا عمر بن
معدان عن أنس بن مالك قال شهدت للنبي صلى الله عليه وسلم وليمة
ما فيها خبز ولا لحم أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي أخبرنا همام أخبرنا قتادة قال
كنا نأتي أنس بن مالك وخبازه قائم فقال يوما كلوا فما أعلم رسول
الله صلى الله عليه وسلم رأى رغيفا مرقق بعينه حتى لحق بربه ولا شاة
سميطا قط
أخبرنا معن بن عيسى أخبرنا عبد الله بن المؤمل عن عبد الله بن أبي
مليكة عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت ما اجتمع في بطن النبي صلى
الله عليه وسلم طعامان في يوم قط إن أكل لحما لم يزد عليه وإن أكل
تمرا لم يزد عليه وإن أكل خبزا لم يزد عليه وكان رجلا مسقاما
وكانت العرب تنعت له فيتداوى بما تنعت له العرب وكانت العجم تنعت
له فيتداوى
أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي أخبرنا عبد الله بن جعفر عن يزيد بن
الهاد عن عروة عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت مات رسول الله
صلى الله عليه وسلم ولم يشبع مرتين في يوم من خبز الشعير قالت وإن كان
ليهدى لنا قناع فيه تمر فيه كعب من إهالة فنفرح به
أخبرنا سعيد بن سليمان أخبرنا سليمان بن المغيرة عن حميد يعني
404

بن هلال قال قالت عائشة رضي الله تعالى عنها أرسل أبو بكر قائمة شاة
ليلا فقطعت وأمسك علي رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قطع رسول
الله صلى الله عليه وسلم وأمسكت عليه قال فقيل لها على غير مصباح
قالت عائشة رضي الله تعالى عنها لو كان عندنا مصباح لائتدمنا به كان يأتي
على آل محمد شهر ما يخبزون خبزا ولا يطبخون قدرا قال فذكرت
ذلك لصفوان فقال كان يأتي عليهم الشهران
أخبرنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن الأعمش عن عمرو بن مرة
عن أبي نضر قال سمعت عائشة رضي الله تعالى عنها تقول إني لجالسة
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت فأهدى لنا أبو بكر رجل
شاة فإني لأقطعها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظلمة البيت
فقال لها قائل أما كان لكم سراج فقالت لو كان لنا ما يسرج به
أكلناه
أخبرنا خالد بن خداش أخبرنا أبو جميع عن حميد بن هلال
رفع الحديث إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها قالت أتتنا ليلة قائمة
من عند أبي بكر تعني مسلوخا فأنا أمسك على النبي صلى الله عليه وسلم
وهو يقطع أو النبي صلى الله عليه وسلم يمسك علي وأنا أقطع فقال
لها رجل من القوم يا أم المؤمنين أما كان عندكم حينئذ مصباح قالت
لو أن عندنا مصباحا أكلناه
أخبرنا خالد بن خداش أخبرنا عبد الله بن وهب أخبرنا أبو صخر
حميد بن زياد عن يزيد بن قسيط عن عروة عن عائشة رضي الله تعالى عنها
قالت لقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شبع من خبز وزيت
في يوم مرتين
أخبرنا روح بن عبادة وسليمان أبو داود الطيالسي قالا أخبرنا شعبة
عن سماك سمع النعمان بن بشير يقول سمعت عمر بن الخطاب وهو يذكر
405

ما فتح على الناس فقال عمر لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يلتوي يومه من الجوع ما يجد من الدقل ما يملا به بطنه
أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن سماك عن النعمان
بن بشير قال سمعته وهو يخطب يقول احمدوا الله فربما أتى على رسول الله
صلى الله عليه وسلم اليوم يظل يلتوي ما يشبع من الدقل
أخبرنا الفضل بن دكين والحسن بن موسى قالا أخبرنا زهير عن
سماك قال سمعت النعمان بن بشير يقول على المنبر ما كان النبي صلى
الله عليه وسلم أو نبيكم يشبع من الدقل وما ترضون دون ألوان التمر
والزبد قال الحسن بن موسى في حديثه وألوان الثياب
أخبرنا موسى بن إسماعيل أخبرنا سليمان بن عبيد المازني أبو داود
أخبرنا عمران بن زيد المدني حدثني والدي قال دخلنا على عائشة
رضي الله تعالى عنها فقلنا سلام عليك يا أمه فقالت وعليك السلام ثم
بكت فقلنا ما بكاؤك يا أمه قالت بلغني أن الرجل منكم يأكل من
ألوان الطعام حتى يلتمس لذلك دواء يمرئه فذكرت نبيكم صلى الله عليه
وسلم فذاك الذي أبكاني خرج من الدنيا ولم يملا بطنه في يوم من طعامين
كان إذا شبع من التمر لم يشبع من الخبز وإذا شبع من الخبز لم يشبع من التمر
فذاك الذي أبكاني
أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك ومحمد بن عمر الأسلمي عن
حماد بن أبي حميد عن محمد بن المنكدر قال أدركني عروة بن الزبير
فأخذ بيدي فقال يا أبا عبد الله فقلت لبيك فقال دخلت على أمي
عائشة رضي الله تعالى عنها فقالت يا بني فقلت لبيك فقالت والله
إن كنا لنمكث أربعين ليلة ما نوقد في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
بنار مصباحا ولا يره فقلت يا أمه فبم كنتم تعيشون فقالت بالأسودين
التمر والماء
406

أخبرنا روح بن عبادة أخبرنا بسطام يعني بن مسلم عن معاوية
بن قرة قال قال أبي لقد غبرنا مع نبينا صلى الله عليه وسلم وما لنا
طعام إلا الأسودان ثم قال لي هل تدري ما الأسودان قلت لا قال
التمر والماء
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا مصعب بن سليمان الزهري سمعت
أنس بن مالك وهو يقول أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم تمر فأخذ يهديه
قال ثم رأيته يأكل منه مقعيا من الجوع
أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي أخبرنا همام بن يحيى أخبرنا قتادة
عن أنس أن أم سليم بعثت معه بقناع عليه رطب إلى النبي صلى الله عليه
وسلم قال فجعل يقبض القبضة فيبعث بها إلى بعض نسائه ثم أكل
أكل رجل يعلم أنه يشتهيه
أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا أبان عن قتادة عن أنس أن يهوديا دعا
النبي صلى الله عليه وسلم إلى خبز شعير وإهالة سنخة فأجابه
أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي أخبرنا سفيان عن منصور بن صفية
عن أمه عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت توفي رسول الله صلى الله
عليه وسلم وما شبعنا من الأسودين
أخبرنا سعيد بن منصور وخالد بن خداش قالا أخبرنا داود بن عبد
الرحمن أخبرنا منصور بن عبد الرحمن عن أمه صفية عن عائشة رضي الله
تعالى عنها قالت توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين شبع الناس
من الأسودين التمر والماء
أخبرنا الوليد بن الأعز وسعيد بن منصور قالا أخبرنا عبد الحميد
بن سليمان عن أبي حازم عن سهل بن سعد سمعه يقول ما شبع رسول الله
صلى الله عليه وسلم شبعتين في يوم حتى فارق الدنيا
أخبرنا إسماعيل بن أبان الوراق أخبرنا كثير بن سليم عن أنس قال
407

ما رفع من بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم شئ قط ولا حملت
معه طنفسة يجلس عليها
أخبرنا مسلم بن إبراهيم أخبرنا حماد بن سلمة أخبرنا فرقد السنجي
عن سعيد بن جبير عن بن عمر قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم
أدهن بزيت غير مقتت
أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا عبد الحميد بن بهرام حدثني شهيد
حدثتني أسماء بنت يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي يوم
توفي ودرعه مرهونة عند رجل من اليهود بوسق من شعير
أخبرنا سعيد بن سليمان أخبرنا عبد الحميد بن سليمان أخبرنا
أبو حازم عن سهل بن سعد قال قلت لسهل أكانت المناخل على عهد النبي
صلى الله عليه وسلم فقال رأيت منخلا في ذاك الزمان وما أكل
رسول الله صلى الله عليه وسلم الشعير منخولا حتى فارق الدنيا قال
قلت كيف كنتم تصنعون قال كنا ندحنها ثم ننفخ قشرها فيطير ما
طار ونستمسك ما أستمسك
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا أفلح بن سعيد قال سمعت عبد الله بن
رافع يخبر أنه سمع أم سلمة تقول لقد توفي رسول الله صلى الله عليه
وسلم وما للمسلمين من منخل
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا فائد عن عبد الله بن علي بن أبي رافع عن
جدته سملى قالت ما كان لنا منخل على عهد رسول الله صلى الله عليه
وسلم إنما كنا ننسف الشعير إذا طحن نسفا
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا نافع بن ثابت عن بن دومان أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر كانوا يأكلون الشعير غير منخول
أخبرنا محمد بن عمر حدثني أبو معشر عن المقبري عن أبي هريرة
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إني أعوذ
408

بك من الجوع فإنه بئس الضجيع
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا شيبان عن جابر عن أبي جعفر قال
ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان أكثر طعامه خبز الشعير
والتمر
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا منصور بن أبي الأسود عن إسماعيل بن
أبي خالد عن حكيم بن جابر قال رئي عند النبي صلى الله عليه وسلم
دباء فقيل ما تصنعون به قالوا نكثر به الطعام قال غير منصور
نستعين به على العيال
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن مخرمة
بن سليمان الوالبي أخبرني الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه
وسلم كان يجوع قلت لأبي هريرة وكيف ذلك الجوع قال
لكثرة من يغشاه وأضيافه وقوم يلزمونه لذلك فلا يأكل طعاما أبدا
إلا ومعه أصحابه وأهل الحاجة يتتبعون من المسجد فلما فتح الله خيبر
اتسع الناس بعض الاتساع وفي الامر بعد ضيق والمعاش شديد
هي بلاد ظلف لا زرع فيها إنما طعام أهلها التمر وعلى ذلك أقاموا
قال مخرمة بن سليمان وكانت جفنة سعد تدور على رسول الله صلى الله
عليه وسلم منذ يوم نزل المدينة في الهجرة إلى يوم توفي وغير سعد
بن عبادة من الأنصار يفعلون ذلك فكان أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم كثيرا يتواسون ولكن الحقوق تكثر والقدام يكثرون
والبلاد ضيقة ليس فيها معاش إنما تخرج ثمرتهم من ماء ثمر يحمله الرجال
على أكتافهم أم الإبل والإبل أكل ذلك وربما أصاب نخلهم القشام فيذهب
ثمرتهم تلك السنة قال محمد بن عمر سمعت عبد الرحمن بن أبي الزناد
يقول كل ما اشتد من الامر فهو ظلف وقال محمد بن عمر القشام
شئ يصيب البلح بمثل الجدري فيقير
409

أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا معاوية بن صالح عن يحيى بن جابر عن
المقدام بن معد يكرب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما ملا آدمي
وعاء شرا من بطن حسب بن آدم أكلات يقمن صلبه فإن
كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه
ذكر صفة خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا يعلى ومحمد ابنا عبيد الطنافسيان وعبيد الله بن موسى العبسي ومحمد
بن عبد الله بن الزبير الأسدي عن مجمع بن يحيى الأنصاري عن عبد الله
بن عمران عن رجل من الأنصار أنه سأل عليا وهو محتب بحمائل سيفه
في مسجد الكوفة عن نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفته
فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض اللون مشربا
حمرة أدعج العين سبط الشعر كث اللحية سهل الخد ذا وفرة
دقيق المسربة كأن عنقه إبريق فضة له شعر من لبته إلى سرته
يجري كالقضيب ليس في بطنه ولا صدره شعر غيره شثن الكف والقدم
إذا مشى كأنما ينحدر من صبب وإذا قام كأنما ينقلع من صخر
إذا التفت التفت جميعا كأن عرقه
في وجهه اللؤلؤ ولريح عرقه أطيب من المسك الأذفر ليس بالقصير ولا بالطويل ولا بالعاجز ولا
اللئيم لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا يزيد بن هارون ويحيى بن عباد والحسن بن موسى قالوا قال
أخبرنا حماد بن سلمة عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن محمد بن علي
عن أبيه علي بن أبي طالب قال كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم ضخم الهامة عظيم العينين أهدب الأشفار
410

مشرب العينين حمرة كث اللحية أزهر اللون إذا مشى تكفأ كأنما
يمشي في صعد وإذا التفت التفت جميعا شثن الكفين والقدمين
أخبرنا الفضل بن دكين وهاشم بن القاسم قالا أخبرنا المسعودي
أخبرنا عثمان بن عبد الله بن هرمز عن نافع بن جبير بن مطعم عن علي
بن أبي طالب قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه
وسلم بالطويل ولا بالقصير ضخم الرأس واللحية شثن الكفين
والقدمين مشرب اللون حمرة ضخم الكراديس طويل المسربة
إذا مشى تكفأ تكفؤا كأنما ينحط من صبب لم أر قبله ولا بعده مثله
صلى الله عليه وسلم
أخبرنا سعيد بن منصور أخبرنا نوح بن قيس الحداني حدثني
خالد بن خالد التميمي عن يوسف بن مازن الراسبي أن رجلا قال لعلي بن
أبي طالب انعت لنا النبي صلى الله عليه وسلم صفة لنا قال كان
ليس بالذاهب طولا وفوق الربعة إذا جاء مع القوم غمرهم أبيض شديد
الوضح ضخم الهامة أغر أبلج أهدب الأشفار شثن الكفين والقدمين
إذا مشى تقلع كأنما ينحدر من صبب كأن العرق في وجهه اللؤلؤ لم
أر قبله ولا بعده مثله
أخبرنا سعيد بن منصور والحكم بن موسى قالا أخبرنا عيسى بن يونس
عن عمر مولى غفرة حدثني إبراهيم بن محمد من ولد علي قال
كان علي إذا نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لم يكن
بالطويل الممغط ولا بالقصير المتردد كان ربعة من القوم ولم يكن
بالجعد القطط ولا السبط كان جعدا رجلا ولم يكن بالمطهم ولا
المكلثم وكان في وجهه تدوير أبيض مشرب أدعج العينين أهدب
الأشفار جليل المشاش والكتد أجرد ذا مسربة شثن الكفين
والقدمين إذا مشى تقلع كأنما يمشي في صبب وإذا التفت التفت معا
411

بين كتفيه خاتم النبوة وهو خاتم النبيين أجود الناس كفا وأجرأ
الناس صدرا وأصدق الناس لهجة وأوفى الناس بذمي وألينهم عريكة
وأكرمهم عشرة من رآه بديهة هابه ومن خالطه معرفة أحبه يقول
ناعته لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا سعيد بن منصور أخبرنا خالد بن عبد الله عن عبيد الله بن محمد
بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده قال قيل لعلي يا أبا
حسن انعت لنا النبي صلى الله عليه وسلم قال كان أبيض مشرب
بياضه حمرة أهدب الأشفار أسود الحدقة لا قصيرا ولا طويلا
وهو إلى الطول أقرب عظيم المناكب في صدره مسربة لا جعد
ولا سبط شثن الكف والقدم إذا مشى تكفأ كأنما يمشي في صعد
كأن العرق في وجهه اللؤلؤ لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه
وسلم
أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي حدثني عبد الله بن محمد بن عمر
بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده عن علي قال بعثني رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فإني لأخطب يوما على الناس وحبر من
أحبار اليهود واقف في يده سفر ينظر فيه فنادى إلي فقال صف لنا أبا
القاسم فقال علي رضي الله تعالى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليس بالقصير ولا بالطويل البائن وليس بالجعد القطط ولا بالسبط
هو رجل الشعر أسوده ضخم الرأس مشرب لونه حمرة عظيم
الكراديس شثن الكفين والقدمين طويل المسربة وهو الشعر الذي
يكون في النحر إلى السرة أهدب الأشفار مقرون الحاجبين صلت
الجبين بعيد ما بين المنكبين إذا مشى يتكفأ كأنما ينزل من صبب
لم أر قبله مثله ولم أر بعده مثله قال علي ثم سكت فقال لي الحبر وماذا
قال علي هذا ما يحضرني قال الحبر في عينيه حمرة حسن اللحية
412

حسن الفم تام الاذنين يقبل جميعا ويدبر جميعا فقال علي هذه
والله صفته قال الحبر وشئ آخر فقال علي وما هو قال الحبر
وفيه جنأ قال علي هو الذي قلت لك كأنما ينزل من صبب قال الحبر
فإني أجد هذه الصفة في سفر آبائي ونجده يبعث من حرم الله وأمنه وموضع
بيته ثم يهاجر إلى حرم يحرمه هو ويكون له حرمة كحرمة الحرم الذي حرم
الله ونجد أنصاره الذين هاجر إليهم قوما من ولد عمرو بن عامر أهل نخل
وأهل الأرض قبلهم يهود قال قال علي هو هو وهو رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال الحبر فإني أشهد أنه نبي الله وأنه رسول الله صلى
الله عليه وسلم إلى الناس كافة فعلى ذلك أحيا وعليه أموت وعليه أبعث
إن شاء الله قال فكان يأتي عليا فيعلمه القرآن ويخبره بشرائع الاسلام
ثم خرج علي والحبر هنالك حتى مات في خلافة أبي بكر وهو مؤمن برسول
الله صلى الله عليه وسلم يصدق به
أخبرنا معن بن عيسى الأشجعي أخبرنا مالك بن أنس أخبرنا
عبد الله بن مسلمة بن قعنب وخالد بن مخلد عن سليمان بن بلال كلاهما
عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أنه سمع أنس بن مالك يقول كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم ربعة من الرجال ليس بالطويل البائن ولا بالقصير
وليس بالأبيض الأمهق ولا بالآدم وليس بالجعد القطط ولا بالسبط
أخبرنا عفان بن مسلم والحسن بن موسى قالا أخبرنا حماد بن سلمة
عن ثابت عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر
اللون إذا مشى تكفأ وما مسست ديباجة ولا حريرة ولا شيئا قط ألين
من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شممت مسكة ولا عنبرة
ما أطيب من ريحه
أخبرنا يزيد بن هارون ومحمد بن عبد الله الأنصاري قالا أخبرنا حميد
قال قال أنس ما مسست قط حريرة ولا خزة ألين من كف رسول
413

الله صلى الله عليه وسلم ولا شممت رائحة قط مسكة ولا عنبرة أطيب
رائحة من رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا سعيد بن منصور وخلف بن الوليد قالا أخبرنا خالد بن عبد
الله عن حميد عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
أسمر وما شممت مسكة ولا عنبرة أطيب ريحا من رسول الله صلى الله
عليه وسلم
أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا جرير بن حازم عن قتادة عن أنس
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضخم القدمين كثير العرق
لم أر بعده مثله
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا مندل عن حميد عن أنس قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالقصير ولا بالطويل
أخبرنا عمرو بن عاصم أخبرنا همام أخبرنا قتادة عن أنس بن مالك
أو عن رجل عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
ضخم الكفين ضخم القدمين حسن الوجه لم أر بعده مثله
أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك وموسى بن داود عن بن أبي
ذيب عن صالح بن أبي صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة أنه كان ينعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم شبح الذراعين أهدب أشفار العينين
بعيد ما بين المنكبين يقبل جميعا ويدبر جميعا بأبي وأمي لم يكن فاحشا
ولا متفحشا ولا صخابا في الأسواق
أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس المدني عن سليمان بن بلال
عن عبد الملك بن قدامة بن إبراهيم الجمحي عن قدامة بن موسى عن محمد
بن سعيد المسيب أن أبا هريرة كان إذا رأى
أحدا من الاعراب أو أحدا لم ير النبي صلى الله عليه وسلم قال ألا أصف لكم النبي صلى الله عليه
وسلم كان شثن القدمين هدب العينين أبيض الكشحين يقبل معا
414

ويدبر معا فدى له أبي وأمي ما رأيت مثله قبله ولا بعده
أخبرنا الحسن بن موسى وموسى بن داود عن بن لهيعة عن أبي يونس
عن أبي هريرة قال ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله صلى الله عليه
وسلم كأن الشمس تجري في جبهته وما رأيت أحدا أسرع في مشيته من
رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما الأرض تطوى له إنا نجهد
أنفسنا وإنه لغير مكترث
أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الملك عن سعيد بن عبيد بن السباق
عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم شثن القدمين
والكفين ضخم الساقين عظيم الساعدين ضخم المنكبين بعيد ما بين
المنكبين رحب الصدر رجل الرأس أهدب العينين حسن الفم
حسن اللحية تام الاذنين ربعة من القوم لا طويلا ولا قصيرا أحسن
الناس لونا يقبل معا ويدبر معا لم أر مثله ولم أسمع بمثله
أخبرنا أحمد بن الحجاج الخراساني قال أخبرنا عبد الله بن المبارك
قال أخبرنا أسامة بن زيد وأخبرني موسى بن مسلم مولى ابنة قارظ عن
أبي هريرة أنه ربما كان حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم فيقول
حدثنيه أهدب الشفرين أبيض الكشحين إذا أقبل أقبل جميعا وإذا
أدبر أدبر جميعا لم تر عيني مثله ولن تراه
أخبرنا أحمد بن الحجاج عن عبد الله بن المبارك عن عمرو بن الحارث
عن أبي يونس عن أبي هريرة قال ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله
صلى الله عليه وسلم كأن الشمس تجري في جبهته وما رأيت أحدا أسرع
مشيا من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن الأرض تطوى له وإنا
لنجهد أن ندركه وإنه لغير مكترث
أخبرنا قدامة بن محمد المدني حدثتني أمي فاطمة بنت مضر عن جدها
خشرم بن بشار أن رجلا من بني عامر أتى أبا أمامة الباهلي فقال يا أبا
415

أمامة إنك رجل عربي إذا وصفت شيئا شفيت منه فصف لي رسول الله
صلى الله عليه وسلم حتى كأني أراه فقال أبو أمامة كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم رجلا أبيض تعلوه حمرة أدعج العينين أهدب
الأشفار ضخم المناكب أشعر الذراعين والصدر شثن الأطراف
ذا مسربة في الرجال أطول منه وفي الرجال أقصر منه عليه سحوليتان
إزاره تحت ركبتيه بثلاث أصابع أو أربع إذا تعطف بردائه لم يحط به
فهو متأبطه تحت إبطه إذا مشى تكفأ حتى يمشي في صعود وإذا التفت
التفت جميعا بين كتفيه خاتم النبوة قال العامري قد وصفت لي صفة
لو كان في جميع الناس لعرفته
أخبرنا سليمان أبو داود الطيالسي أخبرنا شعبة عن سماك بن حرب
قال سمعت جابر بن سمرة يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
ضليع لفم منهوس العقب
أخبرنا عبيد الله بن موسى والفضل بن دكين قالا أخبرنا إسرائيل
عن سماك أنه سمع جابر بن سمرة ووصف النبي صلى الله عليه وسلم
فقال له الرجل أوجهه مثل السيف فقال جابر مثل الشمس والقمر
مستدير أخبرنا عفان بن مسلم وهشام أبو الوليد الطيالسي قالا أخبرنا شعبة
عن أبي إسحاق سمعت البراء يقول كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم مربوعا بعيد ما بين المنكبين قال عفان في حديثه يبلغ شعره
شحمة أذنيه عليه حلة حمراء
أخبرنا وكيع بن الجراح عن سفيان عن أبي إسحاق عن البراء أنه وصف
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعيد ما بين المنكبين ليس بالقصير
ولا بالطويل
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا زهير عن أبي إسحاق أن رجلا
416

سأل البراء أليس كان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل السيف
قال لا مثل القمر
أخبرنا هوذة بن خليفة أخبرنا عوف عن يزيد الفارسي قال رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم زمن بن عباس على البصرة
قال فقلت لابن عباس إني قد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال بن عباس فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إن
الشيطان لا يستطيع أن يتشبه بي فمن رآني في النوم فقد
رآني فهل تستطيع أن تنعت هذا الرجل الذي قد رأيت قال نعم أنعت
لك رجلا بين الرجلين جسمه ولحمه أسمر إلى البياض حسن المضحك
أكحل العينين جميل دوائر الوجه قد ملأت لحيته ما لدن هذه إلى هذه
وأشار بيده إلى صدغيه حتى كادت تملأ نحره قال عوف ولا أدري
ما كان مع هذا من النعت قال فقال بن عباس لو رأيته في اليقظة ما
استطعت أن تنعته فوق هذا
أخبرنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن عثمان بن المغيرة عن مجاهد
عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني رأيت
عيسى وموسى وإبراهيم فأما عيسى فجعد أحمر عريض الصدر
وأما موسى فآدم جسيم سبط كأنه من رجال الزط فقالوا له
إبراهيم فقال أنظروا إلى صاحبكم يعني رسول الله صلى الله
عليه وسلم نفسه
أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند
حدثني رجل عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
لا يلتفت إلا جميعا وإذا مشى مشى مجتمعا ليس فيه كسل
أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا الجريري قال كنت أطوف
مع أبي طفيل بالبيت فقال ما بقي أحد رأى رسول الله صلى الله عليه
417

وسلم غيري قال قلت رأيته قال نعم قلت كيف كان صفته
فقال كان أبيض مليحا مقصدا
أخبرنا خلف بن الوليد الأزدي أخبرنا خالد بن عبد الله عن الجريري
عن أبي الطفيل قال قلت له رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
نعم كان أبيض مليح الوجه
أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا مسعر عن عبد الملك بن عمير
عن بن عمر قال ما رأيت أحدا أجود ولا أنجد ولا أشجع ولا أوضأ من
رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني بكير عن مسمار عن زياد
مولى سعد قال سألت سعد بن أبي وقاص هل خضب رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال لا ولا هم به قال كان شبيه في عنفقته وناصيته
ولو أشاء أعدها لعددتها قلت فما صفته قال كان رجلا
ليس بالطويل ولا بالقصير ولا بالأبيض الأمهق ولا بالآدم ولا بالسبط
ولا بالقطيط وكانت لحيته حسنة وجبينه صلتا مشربا بحمرة شثن الأصابع
شديد سواد الرأس واللحية
أخبرنا خالد بن مخلد البجلي أخبرنا عبد الله بن جعفر عن إسماعيل بن
محمد بن سعد عن عامر بن سعد عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يسلم عن يمينه حتى يرى بياض خده ثم يسلم عن يساره
حتى يرى بياض خده
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا أبو الأحوص عن أشعث يعني
بن سليم قال سمعت شيخا من بني كنانة يقول كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم ووصفه فقال أبيض مربوعا كأحسن الرجال وجها
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني فروة بن زبيد عن بشير مولى المأربين
عن جابر بن عبد الله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض
418

مشربا بحمرة شثن الأصابع ليس بالطويل ولا بالقصير ولا بالسبط
ولا بالجعد إذا مشى هرول الناس وراءه ولا ترى مثله أبدا
أخبرنا محمد بن عمر حدثني شيبان عن جابر عن أبي الطفيل قال
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة فما أنسى شدة بياض وجهه وشدة
سواد شعره إن من الرجال لمن هو أطول منه ومنهم
من هو أقصر منه يمشي ويمشون قلت لخولة أمي فمن هذا قالت
هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت ما كانت ثيابه قالت
ما أحفظ ذلك الآن
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا شيبان عن جابر عن أبي صالح عن أم
هلال قالت ما رأيت بطن رسول الله صلى الله عليه وسلم قط إلا ذكرت
القراطيس المثنية بعضها على بعض
أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا موسى بن عبيدة أخبرني أيوب
بن خالد عمن أخبره أنه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث
رواه قال فما رأيت رجلا مثله متجردا كأنه فلقة قمر
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا يوسف بن صهيب عن عبد الله بن
بريدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحسن البشر قدما
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا سفيان الثوري عن الزبير عن إبراهيم
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفترش رجله اليسرى حتى
يرى ظاهرها أسود
أخبرنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن جابر عن محمد بن علي قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد البطش
أخبرنا وهب بن جرير يعني بن حازم أخبرنا أبي سمعت الحسن
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وأشجع الناس
وأحسن الناس أبيض أزهر
419

حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا حسن بن صالح عن سماك عن
عكرمة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقص من شاربه
قال وقال عكرمة وكان إبراهيم خليل الرحمن من قبله يقص من شاربه
أخبرنا وكيع بن الجراح عن مسعر عن عوف قال كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم لا يضحك إلا تبسما ولا يلتفت إلا جميعا
أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا سعيد بن يزيد أخبرنا أبو سليمان
عن رجل عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم لا يلتفت إلا جميعا
أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا الحسام بن مصك عن قتادة قال ما
بعث الله نبيا قط إلا بعثه حسن الوجه حسن الصوت حتى بعث نبيكم
فكان حسن الوجه حسن الصوت ولم يكن يرجع وكان يمد بعض المد
أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق أخبرنا زكريا بن أبي زائدة عن
سعد بن إبراهيم عن نافع بن جبير بن مطعم أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال إني قد بدنت فلا تبادروني بالقيام في الصلاة والركوع
والسجود
أخبرنا أنس بن عياض أبو ضمرة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
رضي الله تعالى عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصلي شيئا
من صلاته وهو جالس فلما دخل في السن جعل يجلس حتى إذا بقي من
السورة أربعون آية أو ثلاثون آية قام فقرأها ثم سجد
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا داود بن قيس الفراء أخبرنا عبيد
الله بن عبد الله بن أقرم الخزاعي حدثني أبي أنه كان مع أبيه بالقاع من
عزة فمر بنا ركب فأناخوا ناحية الطريق فقال لي أبي وأقيمت الصلاة
فإذا فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصليت معهم فكأني أنظر
إلى عفرتي إبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد
420

أخبرنا عبيد الله بن موسى أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن رجل
من بني تميم قال سمعت بن عباس يقول رأيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم ساجدا مخويا فرأيت بياض إبطيه
أخبرنا معن بن عيسى أخبرنا بن أبي ذيب عن شعبة عن بن عباس
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد يرى بياض إبطيه
أخبرنا كثير بن هشام والفضل بن دكين قالا أخبرنا جعفر بن برقان
أخبرنا يزيد بن الأصم عن ميمونة قالت كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا سجد جافى يديه حتى يرى من خلفه بياض إبطيه
أخبرنا علي بن عبد الله بن جعفر قال أخبرنا عبد الرزاق بن همام
بن نافع قال أخبرنا معمر عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن
عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد يرى بياض
إبطيه
أخبرنا موسى بن داود أخبرنا بن لهيعة عن عبد الله بن المغيرة عن أبي
الهيثم عن أبي سعيد الخدري قال كأني أنظر إلى بياض كشح النبي صلى
الله عليه وسلم وهو ساجد
أخبرنا محمد بن عبيد الأسدي أخبرنا سفيان عن منصور عن إبراهيم
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد يرى بياض إبطيه
أخبرنا يونس بن محمد المؤدب أخبرنا شريك عن أبي إسحاق قال
وصف لنا البراء فاعتمد على كفيه ورفع لي عجيزته وقال هكذا كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يسجد
أخبرنا الحكم بن موسى أخبرنا مبشر بن إسماعيل الحلبي عن أبي
بكر الغساني عن أبي الأحوص حكيم بن عمير عن جابر بن عبد الله قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد في أعلى جبهته مع قصاص
الشعر
421

أخبرنا مالك بن إسماعيل أبو غسان النهدي أخبرنا جميع بن عمر
بن عبد الرحمن العجلي حدثني رجل بمكة عن بن لأبي هالة التميمي
عن الحسن بن علي قال سألت خالي هند بن أبي هالة التميمي وكان وصافا
عن حلية رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أشتهي أن يصف لي منها
شيئا أتعلق به فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخما مفخما
يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر أطول من المربوع وأقصر من المشذب
عظيم الهامة رجل الشعر إن انفرقت عقيصته فرق وإلا فلا يجاوز شعره
سحمة أذنيه إذا هو وفره أزهر اللون واسع الجبين أزج الحواجب
سوابغ في غير قرن بينهما عرق يديره الغضب أقنى العرنين له نور
تعلوه يحسبه من لم يتأمله أشم كث اللحية ضليع الفم مفلج الأسنان
دقيق المسربة كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة معتدل الخلق
بادن متماسك سواء البطن والصدر عريض الصدر بعيد ما بين المنكبين
ضخم الكراديس أنور المتجرد موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري
كالخط عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك أشعر الذراعين والمنكبين
وأعالي الصدر طويل الزندين رحب الراحة سبط القصب شن الكفين
والقدمين سائل الأطراف خمصان الأخمصين مسيح القدمين ينبو
عنهما الماء إذا زال زال قلعا يخطو تكفؤا ويمشي هونا ريع
المشية إذا مشى كأنما ينحط من صبب وإذا ألتفت التفت جميعا خافض
الطرف نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء يعني جل نظره
الملاحظة يسبق أصحابه يبدر من لقي بالسلام قال قلت صف لي
منطقه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متواصلا للأحزان
دائم الفكرة ليست له راحة لا يتكلم في غير حاجة طويل السكت
يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه ويتكلم بجوامع الكلام فضل لا فضول
ولا تقصير دمثا ليس بالجافي ولا المهين يعظم النعمة وإن دقت لا يذم
422

منها شيئا لا يذم ذواقا ولا يمدحه لا تغضبه الدنيا وما كان لها فإذا تعوطي
الحق لم يعرفه أحد ولم يقم لغضبه شئ حتى ينتصر له لا يغضب لنفسه
ولا ينتصر لها إذا أشار أشار بكفه كلها وإذا تعجب قلبها وإذا تحدث
أتصل بها يضرب براحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى وإذا غضب أعرض
وأشاح وإذا فرح غض طرفه جل ضحكه التبسم ويفتر عن مثل
حب الغمام قال فكتمتها الحسين بن علي زمانا ثم حدثته فوجدته قد
سبقني إليه فسأله عما سألته عنه ووجدته قد سأل أباه عن مدخله ومجلسه
ومخرجه وشكله فلم يدع منه شيئا
قال الحسين سألت أبي عن دخول النبي صلى الله عليه وسلم
فقال كان دخوله لنفسه مأذونا له في ذلك فكان إذا أوى إلى منزله جزأ
دخوله ثلاثة أجزاء جزءا لله وجزءا لأهله وجزءا لنفسه ثم جزءا
جزؤه بينه وبين الناس فيسرد ذلك على العامة بالخاصة ولا يدخر عنهم
شيئا وكان من سيرته في جزء الأمة إيثار أهل الفضل ناديه وقسمه على
قدر فضلهم في الدين فمنهم ذو الحاجة ومنهم ذو الحاجتين ومنهم ذو
الحوائج فيتشاغل بهم ويشغلهم فيما أصلحهم والأمة من مسألته عنهم وإخبارهم
بالذي ينبغي لهم ويقول ليبلغ الشاهد الغائب وأبلغوني حاجة من
لا يستطيع إبلاغي حاجته فإنه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع
إبلاغها إياه ثبت الله قدميه يوم القيامة لا يذكر عنده إلا ذلك
ولا يقبل من أحد غيره يدخلون روادا ولا يفترقون إلا عن ذواق
ويخرجون أدلة
قال فسألته عن مخرجه كيف كان يصنع فيه فقال كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يخزن لسانه إلا مما يعينهم ويؤلفهم ولا يفرقهم
أو قال ينفرهم ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم ويحذر الناس
ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد بشره ولا خلقه ويتفقد أصحابه
423

ويسأل الناس عما في الناس ويحسن الحسن ويقويه ويقبح القبيح ويوهنه
معتدل الامر غير مختلف لا يغفل مخافة أن يغفلوا لكل حال عنده عتاد
لا يقصر عن الحق ولا يجوزه الدين يلونه من الناس خيارهم أفضلهم
عنده أعمهم نصيحة وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مؤاساة ومؤازرة
قال فسألته عن مجلسه فقال كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر لا يوطن الأماكن وينهى عن
إيطانها وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث انتهى به المجلس ويأمر بذلك
يعطي كل جلسائه بنصيبه لا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه من
جالسه أو قاومه في حاجة صابرة حتى يكون هو المنصرف ومن سأله حاجة
لم يرده إلا بها أو بميسور من القول قد وسع الناس منه بسطة وخلقه
فصار لهم أبا وصاروا في الحق عنده سواء مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر
وأمانة لا ترفع فيه الأصوات ولا تؤبن فيه الحرم ولا تنثى فلتأته متعادلين
يتفاضلون فيه بالتقوى متواضعين يوقرون فيه الكبير ويرحمون فيه الصغير
ويؤثرون ذا الحاجة ويحفظون أو يحوطون الغريب
قال قلت كيف كانت سيرته في جلسائه قال كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم دائم البشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ
ولا غليظ ولا صخاب ولا فحاش ولا عياب يتغافل عما لا يشتهي ولا
يدنس منه ولا يجنب فيه قد ترك نفسه من ثلاث المراء والاكثار
ومما لا يعنيه وترك الناس من ثلاث كان لا يذم أحدا ولا يعيره ولا
يطلب عورته ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما
على رؤوسهم الطير فإن سكت تكلموا ولا يتنازعون عنده من تكلم
أنصتوا له حتى يفرغ حديثهم عنده حديث أوليتهم يضحك مما يضحكون
منه ويتعجب مما يتعجبون منه ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته
حتى إذا كان أصحابه ليستجلبونهم ويقول إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها
424

فأردفوه ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ ولا يقطع عن أحد حديثه حتى
يجوز فيقطعه بنهي أو قيام
قال فسألته كيف كان سكوته قال كان سكوت رسول الله
صلى الله عليه وسلم على أربع على الحلم والحذر والتقرير والتفكر
فأما تقريره ففي تسوية النظر والاستماع من الناس وأما تذكره أو تفكره
ففيما يبقى ويفنى وجمع الحلم والصبر وكان لا يغضبه شئ ولا يستنفره
وجمع له الحذر في أربع أخذه بالحسنى ليقتدى به وتركه القبيح ليتناهى
عنه واجتهاده الرأي فيما أصلح أمته والقيام فيما جمع لهم الدنيا
والآخرة
ذكر خاتم النبوة الذي كان بين كتفي رسول الله
صلى الله عليه وسلم
أخبرنا عبيد الله بن موسى العبسي والفضل بن دكين قالا أخبرنا
إسرائيل عن سماك أنه سمع جابر بن سمرة وصف النبي صلى الله عليه
وسلم فقال ورأيت خاتمه عند كتفيه مثل بيضة الحمامة تشبه جسمه
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا حسن بن صالح عن سماك
حدثني جابر بن سمرة قال رأيت الخاتم الذي في ظهر رسول الله صلى
الله عليه وسلم سلعة مثل بيضة الحمامة
أخبرنا سليمان أبو داود الطيالسي قال أخبرنا ش شعبة عن سماك بن حرب
سمع جابر بن سمرة يقول نظرت إلى الخاتم على ظهر رسول الله صلى
الله عليه وسلم كأنه بيضة
أخبرنا الضحاك بن مخلد أخبرنا عزرة بن ثابت أخبرنا علباء
425

بن أحمر عن أبي رمثة قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم
يا أبا رمثة ادن مني امسح ظهري فدنوت فمسحت ظهره ثم وضعت
أصابعي على الخاتم فغمزتها قلنا له وما الخاتم قال شعر مجتمع عند
كتفيه
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا زهير عن عروة بن عبد الله بن قشير
حدثني معاوية بن قرة عن أبيه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم في رهط من مزينة فبايعته وإن قميصه لمطلق ثم أدخلت يدي في
جيب قميصه فمسست الخاتم
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس وخالد بن خداش عن حماد بن زيد
أخبرنا عاصم الأحول بن عبد الله بن سرجس قال أتيت رسول الله صلى
الله عليه وسلم وهو جالس في أصحابه فدرت من خلفه فعرف الذي
أريده فألقى الرداء عن ظهره فنظرت إلى الخاتم على بعض الكتف مثل
الجمع قال حماد جمع الكف وجمع حماد كفه وضم أصابعه
حوله خيلان كأنها الثآليل ثم جئت فاستقبلته فقلت غفر الله لك يا رسول
الله قال ولك فقال له بعض القوم يستغفر لك رسول الله فقال
نعم ولكم وتلا الآية واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات
هكذا قال أحمد بن عبد الله بن يونس وأما خالد بن خداش فقال ثم
جئت حتى استقبله فقلت استغفر لي يا رسول الله فقال غفر الله
لك ثم أجمعا على آخر الحديث أيضا
أخبرنا عفان بن مسلم وهشام أبو الوليد الطيالسي وسعد بن منصور
قالوا أخبرنا عبيد الله بن إياد بن لقيط حدثني إياد بن لقيط عن أبي رمثة
قال انطلقت مع أبي نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فنظر
أبي إلى مثل السلعة بين كتفيه فقال يا رسول الله إني كأطب الرجال ألا
أعالجها لك فقال لا طبيبها الذي خلقها
426

أخبرنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي حدثني حماد بن سلمة
عن عاصم عن أبي رمثة قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا في
كتفه مثل بعرة البعير أو بيضة الحمامة فقلت يا رسول الله ألا أداويك
منها فإنا أهل بيت نتطبب فقال يداويها الذي وضعها
أخبرنا قبيصة بن عقبة عن سفيان عن إياد بن لقيط عن أبي رمثة قال
أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ومعي ابني فقال أتحبه قلت
نعم قال لا يحنى عليك ولا تحنى عليه فالتفت فإذا خلف
كتفيه مثل التفاحة قلت يا رسول الله إني أداوي فدعني حتى أبطها
وأداويها قال طبيبها الذي خلقها
أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي عن عبيد الله بن عمرو عن عبد الملك بن
عمير عن إياد بن لقيط عن أبي رمثة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم
ومعي بن لي فقلت يا ابني هذا نبي الله فلما رآه أرعد من هيبته فلما
انتهيت قلت يا رسول الله إني طبيب من أهل بيت أطباء وكان أبي طبيبا
في الجاهلية معروفا ذلك لنا فأذن لي في التي بين كتفيك فإن كانت سلعة
بططتها فشفى الله نبيه فقال لا طبيب لها إلا الله وهي مثل بيضة
الحمامة
ذكر شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا وكيع بن الجراح عن سفيان عن أبي إسحاق عن البراء قال كان
لرسول الله صلى الله عليه وسلم شعر يضرب منكبيه
قال أخبرنا يحيى بن عباد وهشام أبو الوليد الطيالسي قالا أخبرنا
شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت البراء يصف رسول الله صلى الله عليه
427

وسلم فقال كان شعره إلى شحمة أذنيه
أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن
البراء قال سمعته يقول ما رأيت أحدا من خلق الله أحسن في حلة حمراء
من رسول الله صلى الله عليه وسلم إن جمته لتضرب قريبا من منكبيه
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا شريك عن أبي إسحاق عن البراء
قال ما رأيت أحدا أجمل من رسول الله صلى الله عليه وسلم مترجلا في
حلة حمراء شعره قريب من عاتقيه
أخبرنا يزيد بن هارون وسليمان بن حرب
قالا أخبرنا جرير بن حازم أخبرنا قتادة قال قلت لانس بن مالك كيف كان شعر رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال كان شعرا رجلا ليس بالسبط ولا بالجعد
زاد يزيد بن هارون بين أذنيه وعاتقه
أخبرنا عارم بن الفضل أخبرنا حماد بن سلمة أخبرنا ثابت عن
أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يجاوز شعره
أذنيه
أخبرنا سليمان أبو داود الطيالسي وعمرو بن عاصم الكلابي عن همام
عن قتادة عن أنس بن مالك قال كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم
شعر قال أبو داود يبلغ منكبيه وقال عمرو يضرب منكبيه
أخبرنا محمد بن مقاتل الخراساني قال أخبرنا عبد الله بن المبارك قال
أخبرنا معمر عن ثابت عن أنس أن شعر النبي صلى الله عليه وسلم كان
إلى أنصاف أذنيه
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا مندل عن حميد عن أنس قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالجعد ولا بالسبط شعره إلى
أنصاف أذنيه
أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا حماد بن سلمة أخبرنا حميد عن
428

أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يجاوز شعره أذنيه
أخبرنا عفان بن مسلم وهشام أبو الوليد الطيالسي وسعيد بن منصور
قالوا أخبرنا عبيد الله بن إياد بن لقيط عن أبي رمثة قال كنت أظن أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم شئ لا يشبه الناس فرأيته فإذا هو بشر
له وفرة
أخبرنا يعلى ومحمد ابنا عبيد الطنافسيان عن مجمع بن يحيى الأنصاري
عن عبد الله بن عمران عن رجل من الأنصار عن علي أنه وصف النبي
صلى الله عليه وسلم فقال كان ذا وفرة
أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب أخبرنا بن أبي الزناد عن هشام
بن عروة عن أبيه قال قالت عائشة رضي الله تعالى عنها كان شعر رسول الله
صلى الله عليه وسلم فوق الوفرة ودون الجمة
أخبرنا محمد بن مقاتل الخراساني قال أخبرنا عبد الله بن المبارك قال
أخبرنا إسماعيل بن مسلم العبدي قال أخبرنا أبو المتوكل الناجي أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم كانت له لمة تغطي شحمة أذنيه
أخبرنا عبد الملك بن عمر وأبو عامر العقدي أخبرنا إبراهيم بن نافع
عن بن نجيح عن مجاهد عن أم هانئ قالت رأيت في رأس رسول
الله صلى الله عليه وسلم ضفائر أربعا
أخبرنا الفضل بن دكين عن سفيان بن عيينة عن بن أبي نجيح عن
مجاهد قال قالت أم هانئ رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قدم مكة
وله أربع غدائر
أخبرنا أحمد بن الوليد المكي أخبرنا مسلم بن خالد عن بن أبي نجيح
عن مجاهد عن أم هانئ قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وله أربع غدائر تعني شعره
أخبرنا يحيى بن عباد البصري أخبرنا إبراهيم بن سعد حدثني
429

بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس قال كان أهل الكتاب
يسدلون أشعارهم وكان المشركون يفرقون رؤوسهم وكان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه فسدل
رسول الله صلى الله عليه وسلم ناصيته ثم فرق بعد
أخبرنا سعيد بن محمد الثقفي عن الأحوص بن حكيم عن راشد بن سعد
وعن أبيه حكيم بن عمير قالا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يفرق ويأمر بالفرق وينهى عن السكينية
أخبرنا معن بن عيسى الأشجعي وإسحاق بن عيسى قالا أخبرنا مالك
بن أنس عن زياد بن سعد أنه سمع بن شهاب يقول سدل رسول الله
صلى الله عليه وسلم ناصيته ما شاء الله ثم فرق بعد
أخبرنا الفضل بن دكين وعبيد الله بن موسى قالا أخبرنا إسرائيل
عن سماك أنه سمع جابر بن سمرة قال كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم كثر يعني الشعر واللحية قال عبيد الله كثير شعر اللحية
أخبرنا أنس بن عياض أبو ضمرة الليثي عن جعفر بن محمد عن أبيه أن
الحسن بن محمد الحنفية سأل جابر بن عبد الله عن غسل النبي صلى الله عليه
وسلم فقال كان النبي صلى الله عليه وسلم يغرف على رأسه ثلاث
غرفات فقال حسن إن شعري كثير يعني حسن نفسه فقال جابر
يا ابن أخي شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أكثر من
شعرك وأطيب
أخبرنا سعيد بن منصور أخبرنا إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز
بن عبيد الله قال رأيت وهب بن كيسان يسجد على قصاص شعره
فقلت يا أبا نعيم أمكن جبهتك من الأرض قال إني سمعت جابر
بن عبد الله يقول ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد على
قصاص شعره
430

أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا حماد بن سلمة عن حميد عن أنس
أنه سئل عن شعر النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما رأيت شعرا أشبه
بشعر النبي صلى الله عليه وسلم من شعر قتادة ففرح يومئذ قتادة
أخبرنا سليمان بن حرب أخبرنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس
قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم والحلاق يحلقه وقد أطاف به أصحابه
ما يريدون أن يقع شعره إلا في يدي رجل
ذكر شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي ويزيد بن هارون وأنس بن عياض
أبو حمزة الليثي ومعاذ العنبري ومحمد بن عبد الله الأنصاري قالوا
أخبرنا حميد الطويل قال سئل أنس بن مالك هل خضب رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال ما شانه الله بالشيب وما كان فيه من الشيب ما يخضب
قال إسماعيل ويزيد في حديثهما إنما كانت شعرات في مقدم لحيته وأشار
حميد بيده إلى مقدم لحيته وفعل ذلك يزيد وقال معاذ في حديثه ولم يبلغ
الشيب الذي كان به عشرين شعرة
أخبرنا موسى بن داود أخبرنا زهير عن حميد الطويل قال قيل لانس
بن مالك أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخضب قال
كان شمطه أقل من ذلك لم يبلغ ما في لحيته من الشيب عشرين شعرة
قال زهير وأصغى حميد إلى رجل عن يمينه قال سبع عشرة ووضع
يده على عنفقته
أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت قال قيل
لانس هل شاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما شانه الله
431

بالشيب ما كان في رأسه ولحيته إلا سبع عشرة أو ثماني عشرة
أخبرنا سليمان بن حرب وعارم بن الفضل عن حماد بن زيد عن ثابت
البناني قال سئل أنس عن خضاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال
إن النبي صلى الله عليه وسلم لم ير من الشيب ما يخضب قال سليمان
في حديثه إنما كان شمطات في لحيته ولو شئت عددتهن وقال عارم في
حديثه لو شئت لعددت شيبه
أخبرنا أنس بن عياض أخبرنا ربيعة بن أبي عبد الرحمن أنه سمع أنس
بن مالك يقول توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس في رأسه
ولحيته عشرون شعرة بيضاء
أخبرنا الفضل بن دكين وعفان بن مسلم وعمرو بن عاصم الكلابي
قالوا أخبرنا همام بن يحيى عن قتادة قال سألت أنس بن مالك أخضب
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لم يبلغ ذلك إنما كان شئ في
صدغيه
أخبرنا الحجاج بن نصير أخبرنا محمد بن عمرو عن محمد بن سيرين
قال سألت أنس بن مالك قلت هل خضب رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال لم يبلغ ذلك ولكن أبا بكر قد خضب قال فجئت يومئذ
فاختضبت
أخبرنا محمد بن مقاتل قال أخبرنا عبد الله بن المبارك قال أخبرنا المثنى
بن سعيد عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخضب قط
إنما كان البياض في مقدم لحيته في العنفقة قليلا وفي الرأس نبذ يسير لا يكاد
يرى قال المثنى مرة والصدغين
أخبرنا محمد بن الصباح أخبرنا إسماعيل بن زكريا عن عاصم عن بن
سيرين قال سألت أنس بن مالك هل كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يخضب قال لم يبلغ الخضاب كانت في لحيته شعيرات بيض
432

أخبرنا عارم بن الفضل أخبرنا حماد بن سلمة أخبرنا سماك بن
حرب قال سئل جابر بن سمرة أشاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال ما كان في رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ولحيته شيب إلا
شعرات في مفرق رأسه إذا أدهن
وأراهن الدهن أخبرنا سليما ن أبو داود الطيالسي قال أخبرنا شعبة عن سماك عن جابر
بن سمرة أنه سئل عن شيب النبي صلى الله عليه وسلم فقال كان إذا
دهن رأسه لم يتبين وإذا لم يدهن تبين
أخبرنا عبيد الله بن موسى والفضل بن دكين قالا أخبرنا إسرائيل عن
سماك بن حرب أنه سمع جابر بن سمرة قال كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم قد شمط مقدم رأسه ولحيته فكان إذا دهنه ومشطه لم
يتبين وإذا شعث رأسه تبين
أخبرنا وكيع بن جراح عن سفيان عن أيوب السختياني عن يوسف بن
طلق بن حبيب أن حجاما أخذ من شارب النبي صلى الله عليه وسلم
فرأى شيبة في لحيته فأهوى إليها فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم بيده
وقال من شاب شيبة في الاسلام كانت له نورا يوم القيامة
أخبرنا عمرو بن الهيثم ويحيى بن حليف بن عقبة قالا أخبرنا هشام
الدستوائي عن قتادة قال سألت سعيدا يعني سعيد بن المسيب هل خضب
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما كان بلغ ذلك
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا أبو الأحوص عن أشعث يعني بن
سليم قال سمعت شيخا من بني كنانة يقول رأيت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يمشي في سوق ذي المجاز جعدا أسود الرأس واللحية
أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي حدثني بكير بن مسمار عن زياد مولى
سعد قال سألت سعد بن أبي وقاص هل خضب رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال لا ولا هم به قال كان شيبه في عنفقته
433

وناصيته لو أشاء أعدها عددتها
أخبرنا محمد بن عمر عن عمر بن عقبة بن أبي عائشة الأسلمي عن المنذر
بن جهم عن الهيثم بن دهر الأسلمي قال رأيت شيب رسول الله صلى
الله عليه وسلم في عنفقته وناصيته حزرته يكون ثلاثين شيبة
عددا
أخبرنا محمد بن عمر حدثني فروة بن زبيد عن بشير مولى المازنيين
قال سألت جابر بن عبد الله هل خضب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال لا ما كان شيبه يحتاج إلى الخضاب كان وضح في عنفقته وناصيته
ولو أردنا أن نحصيها أحصيناها
أخبرنا يزيد بن هارون أن جرير بن عثمان قال قلت لعبد الله بن بشر
أشيخا كان النبي صلى الله عليه وسلم قال كان في عنفقته شعرات بيض
أخبرنا هاشم بن القاسم الكناني أخبرنا جرير بن عثمان الرحبي قال
سألت عبد الله بن بشر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكان
النبي صلى الله عليه وسلم شيخا قال كان أشب من ذلك ولكن كان
في لحيته وربما قال في عنفقته شعرات بيض
أخبرنا الفضل بن دكين والحسن بن موسى الأشيب وموسى بن داود
قالوا أخبرنا زهير بن معاوية عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة قال رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا منه أبيض ووضع زهير يده على
عنفقته قيل لأبي جحيفة من أنت يومئذ قال أبري النبلة وأريشها
أخبرنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن وهب السوائي
وهو أبو جحيفة قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فرأيت بياضا
من تحت شفته السفلى مثل موضع إصبع العنفقة
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا شريك عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة
قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم شابت عنفقته
434

أخبرنا مسلم بن إبراهيم أخبرنا القاسم بن الفضل قال شهدت محمد
بن علي ونظر إلى الصلت بين زبيد وشمط سائل على عنفقته فقال
محمد هكذا كان شمط النبي صلى الله عليه وسلم سائلا على عنفقته
ففرح الصلت بذلك فرحا شديدا
أخبرنا يعلى بن عبيد أخبرنا حجاج بن دينار بن محمد بن واسع قال قيل
يا رسول الله لقد أسرع إليك الشيب قال شيبتني الر كتاب أحكمت
آياته ثم فصلت وأخواتها
أخبرنا عثمان بن عمر قال أخبرنا يونس عن الزهري عن أبي سلمة قال
قيل يا رسول الله نرى في رأسك شيبا قال ما لي لا أشيب وأنا أقرأ هودا
وإذا الشمس كورت
أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن علي بن أبي علي عن جعفر
بن محمد عن أبيه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أنا أكبر منك
مولدا وأنت خير مني وأفضل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
شيبتني هود وأخواتها وما فعل بالأمم قبلي
أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا شيبان وإسرائيل عن أبي إسحاق
عن عكرمة عن بن عباس قال قال أبو بكر أراك قد شبت يا رسول الله
قال شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا
الشمس كورت
أخبرنا الفضل بن دكين و عبد الوهاب بن عطاء قالا أخبرنا طلحة بن
عمرو عن عطاء قال قال بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
يا رسول الله لقد أسرع إليك الشيب فقال أجل شيبتني هود وأخواتها
قال عطاء أخواتها
اقتربت الساعة والمرسلات وإذا الشمس كورت
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا مسعود بن سعد عن أبي إسحاق عن
عكرمة قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم شبت وعجل عليك الشيب
435

فقال شيبتني هود وأخواتها أو ذواتها
أخبرنا عفان بن مسلم وإسحاق بن عيسى قالا أخبرنا أبو الأحوص
أخبرنا أبو إسحاق عن عكرمة قال قال أبو بكر سألت رسول الله صلى
الله عليه وسلم قلت يا رسول الله ما شيبك قال هود والواقعة
والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت
أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال أخبرنا سعيد عن قتادة قال قالوا
لقد أسرع إليك الشيب يا رسول الله قال شيبتني هود وأخواتها
أخبرنا خالد بن خداش أخبرنا عبد الله بن وهب حدثني أبو صخر
أن يزيد الرقاشي حدثه قال سمعت أنس بن مالك يقول بينما أبو بكر
وعمر جالسان في نحر المنبر إذ طلع عليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم
من بعض بيوت نسائه يمسح لحيته ويرفعها فينظر إليها قال أنس وكانت
لحيته أكثر شيبا من رأسه فلما وقف عليهما سلم قال أنس وكان أبو
بكر رجلا رقيقا وكان عمر رجلا شديدا فقال أبو بكر بأبي وأمي
لقد أسرع فيك الشيب فرفع لحيته بيده ونظر إليهما فترقرقت عينا أبي بكر
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل شيبتني هود وأخواتها
قال أبو بكر بأبي وأمي وما أخواتها قال الواقعة والقارعة وسأل
سائل وإذا الشمس كورت قال أبو صخر فأخبرت هذا الحديث بن
قسيط فقال يا أحمد ما زلت أسمع هذا الحديث من أشياخي فلم تركت
الحاقة وما أدراك ما الحاقة
436

ذكر من قال خضب رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا عفان بن مسلم ومسلم بن إبراهيم ويونس بن محمد المؤدب
قالوا أخبرنا سلام بن أبي مطيع أخبرنا عثمان بن عبد الله بن موهب
قال دخلنا على أم سلمة فأخرجت إلينا صرة فيها شعر من شعر النبي صلى
الله عليه وسلم مخضوبا بالحناء قال عفان ويونس في حديثهما والكتم
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا معقل بن عبد الله عن عكرمة بن
خالد قال عندي من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم مخضوب
مصبوغ في سكة
أخبرنا الفضل بن دكين ويحيى بن عباد قالا أخبرنا يونس بن أبي
إسحاق أخبرنا إبراهيم بن محمد بن سعد قال يحيى بن عباد عن أبيه
قال كان لنا جلجل من ذهب فكان الناس يغسلونه وفيه شعر رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال فتخرج منه شعرات قد غيرت بالحناء
والكتم
أخبرنا عبد الله بن نمير أخبرنا عثمان بن حكم قال رأيت عند
آل أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة شعرات من شعر رسول الله صلى الله
عليه وسلم مصبوغة بالحناء
أخبرنا حجين بن المثنى أخبرنا الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن
سعيد بن أبي هلال عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال رأيت شعرا من شعره
يعني النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو أحمر فسألت عنه فقيل
لي أحمر من الطيب
أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري أخبرنا كهمس عن عبد الله
437

بن بريدة قال قيل له هل خضب رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال نعم
أخبرنا جرير بن عبد الحميد عن يزيد بن زياد عن أبي جعفر قال
شمط عارضا رسول الله صلى الله عليه وسلم فخضبه بحناء وكتم
أخبرنا عفان بن مسلم وهشام أبو الوليد الطيالسي وسعيد بن منصور
عن عبيد الله بن إياد عن أبيه عن أبي رمثة أنه وصف النبي صلى الله
عليه وسلم فقال ذو وفرة وبها ردع من حناء
أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا حماد بن سلمة قال أخبرنا عبيد
الله بن عمر عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن بن جريج أنه قال لابن عمر
أراك تغير لحيتك قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يغير
لحيته
أخبرنا هاشم بن القاسم الكناني أخبرنا عاصم بن عمر عن عبد الله
بن سعيد المقبري عن عبيد بن جريج قال سمعته وهو يحدث أبي
قال جئت إلى بن عمر فقلت رأيتك لا تغير لحيتك إلا بهذه الصفرة قال
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع ذاك
أخبرنا خالد بن خداش أخبرنا عبد الله بن وهب عن عبد الله بن
عمر عن نافع عن بن عمر أنه كان يصفر لحيته بالخلوق ويحدث أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم كان يصفر
أخبرنا سعيد بن محمد الثقفي عن الأحوص بن حكيم عن أبيه عن عبد
الرحمن الثمالي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغير لحيته
بماء السدر ويأمر بتغيير الشعر مخالفة للأعاجم
438

الله عز وجل ذكر ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه
في تغيير الشيب وكراهة الخضاب بالسواد
أخبرنا يزيد بن هارون و عبد الله بن نمير ومحمد بن عبد الله الأنصاري
عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود والنصارى
أخبرنا محمد بن كناسة الأسدي أخبرنا هشام بن عروة عن عثمان
بن عروة عن أبيه عن الزبير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود
أخبرنا عبد الله بن نمير عن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود
أخبرنا عبد الله بن نمير عن الأجلح عن عبد الله بن بريدة عن أبي الأسود
الدؤلي عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أحسن
ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم
أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال أخبرنا المسعودي عن الأجلح
عن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
أحسن ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم
أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني كهمس حدثني
عبد الله بن بريدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أحسن
ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم
أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن صالح بن كيسان عن
بن شهاب قال قال أبو سلمة بن عبد الرحمن إن أبا هريرة قال إن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال إن اليهود والنصارى لا يصبغون
فخالفوهم
439

أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا بن عيينة عن الوهري عن سليمان
وأبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن اليهود
والنصارى لا يصبغون فخالفوهم
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا يونس بن أبي إسحاق حدثني إبراهيم
بن محمد بن سعد بن أبي وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
كيف تصنع اليهود بشيبها قالوا لا يغيرونه بشئ قال
فخالفوهم فإن أمثل ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم
أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال أخبرنا سعيد عن حماد عن إبراهيم
عن الأسود بن يزيد أن الأنصار دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ورؤوسهم ولحاهم بيض فأمرهم أن يغيروا قال فراح الناس بين أحمر
وأصفر
أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال سأل سعيد يعني بن أبي عروبة
عن الخضاب فأخبرنا عن قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
من كان مغيرا لابد فأخضبوا بالحناء والكتم
أخبرنا مؤمل بن إسماعيل أخبرنا سفيان عن الركين بن الربيع عن
القاسم بن حسان عن عمه عبد الرحمن بن حرملة عن عبد الله قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره تغيير الشيب
أخبرنا عفان بن مسلم وهاشم بن القاسم وأحمد بن عبد الله بن يونس
قالوا أخبرنا محمد بن طلحة عن حميد بن وهب القرشي عن بني طاوس
عن أبيهم طاوس عن عبد الله بن عباس قال مر على النبي صلى الله عليه
وسلم رجل قد خضب بالحناء قال ما أحسن هذا ثم مر عليه
رجل بعده قد خضب بالحناء والكتم فقال هذا أحسن من هذا
قال مر عليه رجل قد خضب بالصفرة فقال هذا أحسن من هذا
كله
440

أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال أخبرنا بن جريج عن بن شهاب
قال قال النبي صلى الله عليه وسلم غيروا بالأصباغ قال بن شهاب
وأحبها إلي أحلكها
أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي أخبرنا همام أخبرنا المثنى بن
الصباح عن عمر بن شعيب أن عمرو بن العاص حدث أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم نهى عن خضاب السواد
أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي أخبرنا عبيد الله بن عمرو عن عبد
الكريم عن سعيد بن جبير عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال قوم يخضبون بالسواد في آخر الزمان كحواصل الحمام
لا يريحون رائحة الجنة
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن ليث عن عامر رفعه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله لا ينظر إلى من
يخضب بالسواد يوم القيامة
أخبرنا كثير بن هشام أخبرنا ناهض بن سالم عن موسى بن دينار
مولى أبي بكر عن مجاهد قال رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا
أسود الشعر قد رآه بالأمس أبيض الشعر قال من أنت قال أنا فلان
قال بل أنت شيطان
أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال أخبرنا راشد أبو محمد الحماني
عن رجل عن الزهري قال مكتوب في التوراة ملعون من غيرها بالسواد
يعني اللحية
أخبرنا أبو أسامة ومحمد بن عبيد وإسحاق بن يوسف الأزرق عن عبد
الملك بن أبي سليمان قال سئل عطاء عن خضاب الوسمة فقال هو
مما أحدث الناس قد رأيت نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه
441

وسلم فما رأيت أحدا منهم خضب بالوسمة وما كانوا يختضبون إلا بالحناء
والكتم وهذه الصفرة
ذكر من قال أطلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنورة
أخبرنا الفضل بن دكين وموسى بن داود قالا أخبرنا شريك
عن ليث أبي المسرفي قال الفضل عن إبراهيم وقال موسى عن أبي معشر
عن إبراهيم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أطلى بالنورة
ولي عانته وفرجه بيده
أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي أخبرنا سفيان أخبرنا منصور
عن حبيب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أطلى ولي عانته
بيده
أخبرنا قبيصة بن عقبة أخبرنا سفيان عن صالح عن أبي معشر وسفيان
عن منصور عن حبيب بن أبي ثابت قالا كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا أطلى بالنورة ولي عانته بيده
أخبرنا عارم بن الفضل وموسى بن داود قالا أخبرنا حماد بن
زيد أخبرنا أبو هاشم عن حبيب بن أبي ثابت أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم تنور
أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي وحفص بن عمر الحوضي قالا أخبرنا
همام عن قتادة قال ما تنور رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو
بكر ولا عمر ولا عثمان قال عمرو بن عاصم في حديثه ولا الخلفاء وقال
حفص بن عمر في حديثه ولا الحسن
أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد عن قتادة أن النبي صلى الله
442

عليه وسلم لم يتنور ولا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان
أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء عن حنظلة عن نافع عن بن عمر أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال من الفطرة قص الأظفار والشارب وحلق
العانة
ذكر حجامة رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي أخبرنا سفيان عن حميد عن أنس
قال أحتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم وحجمه أبو طيبة
وأمر له بصاعين وأمرهم أن يخففوا عنه من ضريبته
أخبرنا خالد بن خداش أخبرنا علي بن ثابت عن الوازع عن أبي
سلمة عن جابر قال أخرد إلينا أبو طيبة المحاجم لثماني عشرة رمضان
نهارا فقلت أين كنت قال كنت عند رسول الله صلى الله عليه
وسلم أحجمه
أخبرنا مالك بن إسماعيل وسريج بن النعمان وخالد بن خداش عن
أبي عوانة عن أبي بشر جعفر بن إياس عن سليمان بن قيس عن جابر بن
عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا أبا طيبة فحجمه ثم
سأله كم خراجك قال ثلاثة أيصع فوضع عنه صاعا
أخبرنا أبو الجواب بن الأحوص بن جواب الضبي أخبرنا عمار
بن زريق عن محمد بن عبد الرحمن عن أبي الزبير عن جابر قال حجم
أبو طيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كم خراجك قال
كذا وكذا فوضع عنه من خراجه ولم ينهه
أخبرنا حجين بن المثنى أخبرنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن حميد
443

الطويل عن أنس بن مالك قال احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم
حجمة أبو طيبة مولى كان لبعض الأنصار فأعطاه صاعين من طعام
وكلم أهله أن يخففوا عنه من ضريبته قال وقال الحجامة من أفضل
دوائكم
أخبرنا حجين بن المثنى أخبرنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن حميد
الطويل قال كان بن عباس يقول احتجم رسول الله صلى الله عليه
وسلم وأعطاه أجره ولو كان خبيثا لم يعطه
أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا شعبة عن الحكم عن مقسم عن
بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم بالقاحة وهو صائم
أخبرنا نصر بن باب عن الحجاج عن الحكم عن مقسم عن أبي عباس
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم فغشي عليه يومئذ
فلذلك كرهت الحجامة للصائم
أخبرنا نصر بن باب عن داود عن عامر قال حجم رسول الله
صلى الله عليه وسلم عبد لبني بياضة قال فقال كم خراجك
قال كذا وكذا قال فوضع عنه من خراجه قال ولم يعطه رسول
الله صلى الله عليه وسلم أجره
أخبرنا عبيدة بن حميد التيمي حدثني عبد الملك بن عمير عن حصين
بن عقبة عن سمرة بن جندب قال كنت عند رسول الله صلى الله عليه
وسلم فدعا حجاما فحجمه بمحاجم من قرون وجعل يشرطه بطرف
شفرة قال فدخل أعرابي فرآه ولم يكن يدري ما الحجامة قال ففزع
فقال يا رسول الله علام تعطي هذا يقطع جلدك قال فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم هذا الحجم قال يا رسول الله وما الحجم قال
هو خير ما تداوى به الناس
أخبرنا موسى بن داود أخبرنا بن لهيعة عن عمرو بن شعيب عن
444

أبيه عن جده قال احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطى
الحجام أجره
أخبرنا يحيى بن إسحاق البجلي قال أخبرنا وهب عن أبي طاوس
عن أبيه عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى
الحجام أجره واشتط
أخبرنا هاشم بن سعيد البزاز قال أخبرنا بن لهيعة عن موسى بن عقبة
أخبرنا بشر بن سعيد وأخبرني زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم
احتجم في المسجد
أخبرنا محمد بن معاوية النيسابوري أخبرنا بن لهيعة عن موسى بن
عقبة عن سعيد بن المسيب أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم في
المسجد
أخبرنا الحسن بن موسى الأشيب أخبرنا ثابت بن يزيد عن هلال
بن خباب عن عكرمة عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
احتجم وهو محرم من أكلة أكلها من شاة سمها امرأة من أهل خيبر
فلم يزل شاكيا
أخبرنا نصر بن باب عن الحجاج عن عطاء قال احتجم رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو محرم
أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا أبو جعفر الرازي وأخبرني أحمد
بن عبد الله بن يونس عن مندل كلاهما عن يزيد بن أبي زياد عن مقسم
عن بن عباس قال احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صائم
محرم
أخبرنا يحيى بن إسحاق البجلي قال أخبرنا عبد العزيز بن مسلم عن
يزيد بن أبي زياد عن مقسم عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم احتجم وهو صائم
445

أخبرنا سعيد بن سليمان أخبرنا عباد بن العوام عن أبي السوار السلمي
أخبرنا أبو حاضر عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
احتجم بالقاحة وهو محرم
أخبرنا سعيد بن سليمان أخبرنا عباد عن هلال بن خباب عن عكرمة
عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم
أخبرنا الحكم بن موسى والقاسم بن خارجة أخبرنا يحيى بن حمزة
عن النعمان بن المنذر عن عطاء ومجاهد وطاووس عن بن عباس أن نبي الله
صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم من وجع وسئل أتسوك النبي
صلى الله عليه وسلم وهو محرم قال نعم
أخبرنا الأسود بن عامر وإسحاق بن عيسى قالا أخبرنا جرير بن حازم
عن قتادة عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يحتجم ثلاثا على الأخدعين ثنتين وعلى الكاهل واحدة
أخبرنا بن القاسم قال أخبرنا ليث عن عقيل عن بن شهاب عن
إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص أنه وضع يده على المكان الناتئ
من الرأس فوق اليافوخ فقال هذا موضع محجم رسول الله صلى الله
عليه وسلم الذي كان يحتجم قال عقيل وحدثني غير واحد أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم كان يسميها المغيثة
أخبرنا عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي أخبرنا عبد الرحمن بن
ثابت بن ثوبان عن أبيه عن أبي هزان عن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد
أنه كان يحتجم على هامته وبين كتفيه فقالوا أيها الأمير ما هذه الحجامة
فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحتجمها وقال من
إهراق منه هذه الدماء فلا يضره ألا يتداوى بشئ لشئ
أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا عبد الوارث بن سعيد أخبرنا عبد
العزيز بن صهيب عن الحسن قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
446

يحتجم اثنتين في الأخدعين وواحدة في الكاهل وكان يأمر بالوتر
أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا همام أخبرنا قتادة أن النبي صلى
الله عليه وسلم كان يحتجم ثنتين في الأخدعين وواحدة في الكاهل
أخبرنا سعيد بن محمد الثقفي عن الأحوص بن حكيم عن خالد بن
معدان وراشد بن سعد عن جبير بن نفير أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم احتجم وسط رأسه
أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا المسعودي عن عبد الله بن عمر بن
عبد العزيز قال احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم في وسط رأسه
وكان يسميها منقذا
أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا ليث يعني بن سعد عن الحجاج
بن عبد الله الحميري عن بكير بن الأشج قال بلغني أن الأقرع بن حابس
دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحتجم في القمحدوة فقال
يا بن أبي كبشة لم احتجمت وسط رأسك فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم يا بن حابس إن فيها شفاء من وجع الرأس والأضراس
والنعاس والمرض وأشك في الجنون ليت يشك
أخبرنا عمر بن حفص يعني أبا حفص العبدي عن مالك بن دينار
عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم في رأسه وأمر
أصحابه أن يحتجموا في رؤوسهم
أخبرنا عمر بن حفص عن أبان عن أنس قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم الحجامة في الرأس هي المغيثة أمرني بها جبريل
حين أكلت طعام اليهودية
أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال أخبرنا سعيد عن قتادة عن أنس بن
مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال خير ما تداويتم
به الحجامة والقسط البحري
447

أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا سلام بن سلم الطويل عن زيد العمي
عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ليلة أسري بي ما مررت بملا من الملائكة إلا قالوا يا محمد
مر أمتك بالحجامة
أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء عن الربيع بن صبيح عن عمرو بن
سعيد بن أبي الحسن رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال
ما مررت بملك أو قال بالملأ الأعلى شك الربيع إلا أمروني بالحجامة
أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا سلام بن سلم عن زيد العمي عن
معاوية بن قرة عن معقل بن يسار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الحجامة يوم الثلاثاء لسبع عشرة من الشهر دواء لداء السنة
أخبرنا سعيد بن سليمان أخبرنا هياج بن بسطام أخبرنا عنبسة بن
عبد الرحمن عن محمد بن زاذان عن أم سعد قالت سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يأمر بدفن الدم إذا احتجم
أخبرنا محمد بن مقاتل قال أخبرنا عبد الله بن المبارك قال أخبرنا
الأوزاعي عن هارون بن رئاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم
ثم قال لرجلا دفنه لا يبحث عنه كلب
أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا إسرائيل عن جابر عن أبي جعفر قال
إنما كرهت الحجامة للصائم لان النبي صلى الله عليه وسلم احتجم
فغشي عليه
قال أبو عبد الله محمد بن سعد وفي حديث الليث بن سعد عن جعفر
بن ربيعة عن عكرمة قال فنافق عند ذلك رجل
أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا إسرائيل عن جابر عن أبي جعفر قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعط بالسمسم ويغسل رأسه بالسدر
448

ذكر أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من شاربه
حدثنا عفان بن مسلم أخبرنا حماد بن سلمة قال أخبرنا عبيد
الله بن عمر عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن بن جريج أنه قال لابن عمر
رأيتك تحفي شاربك قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يحفي
شاربه
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا مندل عن عبد الرحمن بن زياد عن
أشياخ لهم قالوا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ الشارب
من أطرافه
أخبرنا سعيد بن منصور أخبرنا سفيان عن عبد المجيد بن سهيل عن
عبيد الله بن عبد الله قال جاء مجوسي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
قد أعفى شاربه وأحفى لحيته فقال من أمرك بهذا قال ربي قال
لكن ربي أمرني أن أحفي شاربي وأعفي لحيتي
ذكر لباس رسول الله صلى الله عليه وسلم
وما روي في البياض
أخبرنا عارم بن الفضل أخبرنا حماد بن زيد وأخبرنا إسحاق بن
عيسى أخبرنا حماد بن سلمة جميعا عن أيوب بن أبي السختياني عن
أبي قلابة عن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
عليكم بالبياض من الثياب فليلبسها أحياؤكم وكفنوا فيها
موتاكم قال حماد بن زيد في حديثه فإنها من خير ثيابكم
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا المسعودي عن الحكم وحبيب بن
449

أبي ثابت وحدثنا سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن ميمون بن أبي
شبيب عن عمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
البسوا الثياب البيض فإنها أطهر وأطيب وكفنوا فيها موتاكم
أخبرنا الفضل بن دكين ويحيى بن عباد قالا أخبرنا المسعودي عن
عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم البسوا الثياب البيض وكفنوا فيها
موتاكم
أخبرنا الفضل بن دكين حدثنا أبو بكر الهذلي عن أبي قلابة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من أحب ثيابكم إلى الله البياض
فصلوا فيها وكفنوا فيها موتاكم
الحمرة
أخبرنا عبد الله بن نمير ويعلى بن عبيد عن الأجلح عن أبي إسحاق عن
البراء قال ما رأيت أحدا كان أحسن في حلة حمراء من رسول الله صلى
الله عليه وسلم أخبرنا هشام بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسي قال أخبرنا شعبة عن
أبي إسحاق قال سمعت البراء وصف النبي صلى الله عليه وسلم فقال
لقد رأيت عليه حلة حمراء ما رأيت شيئا قط أحسن منها
أخبرنا وكيع بن الجراح عن سفيان عن أبي إسحاق عن البراء قال
ما رأيت من ذي لمة أحسن في حلة حمراء من رسول الله صلى الله عليه
وسلم
أخبرنا وكيع بن الجراح وإسحاق بن يوسف الأزرق قالا أخبرنا
سفيان أخبرنا عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال أتيت النبي صلى الله
عليه وسلم بالأبطح وهو في قبة له حمراء فخرج وعليه جبة له حمراء
450

وحلة عليه حمراء قال وكأني أنظر إلى بريق ساقيه
أخبرنا عارم بن الفضل أخبرنا الصعق بن حزن عن علي بن الحكم
عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش الأسدي قال جاء رجل من مراد
يقال له صفوان بن عسال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متكئ
على برد له أحمر
أخبرنا موسى بن إسماعيل وسعيد بن سليمان قال حدثنا حفص بن
غياث عن حجاج عن أبي جعفر عن جابر بن عبد الله قال كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يلبس برده الأحمر في العيدين والجمعة
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا أبو الأحوص عن أشعث بن سليم
قال سمعت شيخا من كنانة يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعليه بردان أحمران
أخبرنا سريج بن النعمان أخبرنا هشيم أخبرنا حجاج عن أبي جعفر
محمد بن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يلبس يوم الجمعة
برده الأحمر ويعتم يوم العيدين
الصفرة
أخبرنا وكيع بن الجراح أخبرنا بن أبي ليلى عن محمد بن عبد الرحمن
بن سعد بن زرارة عن محمد بن عمرو بن شرحبيل عن قيس بن سعد بن عبادة
قال أتانا النبي صلى الله عليه وسلم فوضعنا له غسلا فاغتسل ثم
أتيناه بملحفة ورسية فاشتمل بها فكأني أنظر إلى أثر الورس على عكنه
أخبرنا يزيد بن هارون ومحمد بن عبد الله الأنصاري قالا أخبرنا هشام
بن حسان عن بكر بن عبد الله المزني قال كانت لرسول الله صلى الله عليه
وسلم ملحفة مورسة فإذا دار على نسائه رشها بالماء
أخبرنا معن بن عيسى أخبرنا محمد بن مسلم الطائفي عن إسماعيل بن
451

أمية قال رأيت ملحفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم مصبوغة
بورس
أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن زكريا بن إبراهيم بن عبد
الله بن مطيع عن ركيح بن أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة عن أبيه عن أمه
عن أم سلمة قالت ربما صبغ لرسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه
ورداؤه وإزاره بزعفران وورس ثم يخرج فيها
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا هشام بن سعد عن يحيى بن عبد
الله بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبغ ثيابه
بالزعفران قميصه ورداؤه وعمامته
أخبرنا مصعب بن عبد الله بن مصعب الزبيري قال سمعت أبي
يخبر عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر عن أبيه قال رأيت على رسول
الله صلى الله عليه وسلم رداء وعمامة مصبوغين بالعبير قال مصعب
والعبير عندنا الزعفران
أخبرنا خلاد بن يحيى أخبرنا عاصم بن محمد حدثني أبي عن زيد
بن أسلم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبغ ثيابه كلها
بالزعفران حتى العمامة
أخبرنا مؤمل بن إسماعيل أخبرنا عمر بن محمد عن أبيه لا أدري
عن بن عمر أم لا قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصفر ثيابه
أخبرنا قاسم بن القاسم أخبرنا عاصم بن عمر عن عمر بن محمد عن
زيد بن أسلم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبغ ثيابه كلها
بالزعفران حتى العمامة
الخضرة أخبرنا عفان بن مسلم وهشام بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسي وسعيد
452

بن منصور قالوا أخبرنا عبيد الله بن إياد حدثني إياد بن لقيط عن أبي
رمثة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه بردان أخضران
أخبرنا مؤمل بن إسماعيل أخبرنا سفيان عن بن جريج عن عطاء
أو غيره عن بن يعلى عن أبيه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم
يطوف بالبيت مضطبعا ببرد أخضر
الصوف
أخبرنا يزيد بن هارون ومسلم بن إبراهيم وسعيد بن سليمان قالوا
أخبرنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن أبي بردة قال دخلت على
عائشة رضي الله تعالى عنها فأخرجت إلينا إزارا غليظا مما يصنع باليمن وكساء
من هذه الملبدة فأقسمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض فيها
أخبرنا يزيد بن هارون وعفان بن مسلم والفضل بن دكين قالوا
أخبرنا همام بن يحيى عن قتادة عن مطرف عن عائشة رضي الله تعالى عنها
قالت جعل للنبي صلى الله عليه وسلم بردة سوداء من صوف
فلبسها فذكرت بياض النبي صلى الله عليه وسلم وسوادها فلما
عرق فيها وجد منها ريح الصوف تعني فقذفها وكان تعجبه الريح
الطيبة
أخبرنا محمد بن حرب المكي عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة
عن عبد الله بن عبد الرحمن بن فلان بن الصامت أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم صلى في مسجد بني عبد الأشهل في كساء يلتف به يضع يديه
عليه يقيه برد الحصى
أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل بن
أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن مشيخة بني عبد الأشهل أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم صلى في مسجد بني عبد الأشهل ملتحفا بكساء
453

فكان يضع يديه على الكساء يقيه برد الحصى إذا سجد
أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب وسعيد بن منصور وخالد بن خداش
قالوا أخبرنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد قال جاءت
امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببردة منسوجة فيها حاشيتاها
قال سهل وتدرون ما البردة قالوا الشملة قال نعم هي الشملة
فقالت يا رسول الله نسجت هذه البردة بيدي فجئت بها أكسوكها
قال فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم محتاجا إليها فخرج علينا
وإنها لإزاره فجسها فلان بن فلان لرجل من القوم سماه فقال
يا رسول الله ما أحسن هذه البردة أكسنيها فقال نعم فجلس ما
شاء الله في المجلس ثم رجع فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم
طواها ثم أرسل بها إليه فقال له القوم ما أحسنت كسيها رسول الله
صلى الله عليه وسلم محتاجا إليها ثم سألته إياها وقد علمت أنه لا يرد
سائلا فقال الرجل والله ما سألته إياها لألبسها ولكن سألته إياها لتكون
كفني يوم أموت قال سهل فكانت كفنه يوم مات
أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسي وعبيدة بن حميد وإسحاق بن يوسف
الأزرق قالوا أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء بن أبي رباح عن
عبد الله مولى أسماء قال أخرجت إلينا أسماء جبة من طيالسة لها لبنة
شبر من ديباج كسرواني وفروجها مكفوفة به فقالت هذه جبة رسول
الله صلى الله عليه وسلم كان يلبسها فلما توفي رسول الله صلى الله
عليه وسلم كانت عند عائشة فلما توفيت عائشة رضي الله تعالى عنها
قبضتها فنحن نغسلها للمريض منا إذا اشتكى
أخبرنا عمر بن حبيب العدوي أخبرنا شعبة عن حبيب بن أبي ثابت
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يلبس الصوف
أخبرنا إسحاق بن عيسى أخبرنا جرير بن حازم عن الحسن قال
454

قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة باردة فصلى في مرط امرأة
من نسائه مرط والله تعني من صوف يعني لا كثيف ولا لين
السواد والعمائم
أخبرنا وكيع بن الجراح وعفان بن مسلم عن حماد بن سلمة عن أبي
الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة وعليه عمامة سوداء
أخبرنا وكيع بن الجراح عن مساور الوراق عن جعفر بن عمرو بن
حريث عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس وعليه عمامة
سوداء
أخبرنا وكيع بن الجراح عن سفيان بن أبي الفضل عن الحسن قال كانت
عمامة رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء
أخبرنا عتاب بن زياد أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا سفيان عمن
سمع الحسن يقول كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء
تسمى العقاب وعمامته سوداء
أخبرنا عتاب بن زياد أخبرنا عبد الله بن المبارك قال أخبرنا بن لهيعة
عن بكر بن سوادة حدثني يزيد بن أبي حبيب قال كانت رايات رسول
الله صلى الله عليه وسلم سودا
أخبرنا محمد بن معاوية النيسابوري أخبرنا بن لهيعة عن بكر بن سوادة
عن صالح بن خيوان أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد رفع
العمامة عن جبهته
أخبرنا موسى بن داود أخبرنا مندل عن بن جريج عن عطاء أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ وعليه عمامة فرفع عمامته عن
رأسه ومسح مقدم رأسه
أخبرنا عتاب بن زياد قال أخبرنا عبد الله بن المبارك قال أخبرنا
455

أبو شيبة الواسطي عن طريف بن شهاب عن الحسن قال كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يعتم ويرخي عمامته بين كتفيه
أخبرنا محمد بن سليم العبدي حدثني الدراوردي أخبرنا عبيد الله
بن عمر عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
إذا اعتم سدل عمامته بين كتفيه
أخبرنا خالد بن خداش أخبرنا عبد الله بن وهب عن أبي صخر عن
بن قسيط عن عروة بن الزبير قال أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم
عمامة معلمة فقطع علمها ثم لبسها
الحبرة
أخبرنا عفان بن مسلم وهشام أبو الوليد الطيالسي وعمرو بن عاصم
قالوا أخبرنا همام بن يحيى أخبرنا قتادة قال قلت لانس بن مالك
أي اللباس كان أحب وأعجب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
الحبرة
أخبرنا معن بن عيسى أخبرنا محمد بن هلال قال رأيت على هشام
يعني بن عبد الملك برد النبي صلى الله عليه وسلم من حبرة له حاشيتان
السندس والحرير الذي لبسه رسول الله
صلى الله عليه وسلم ثم تركه
أخبرنا إسحاق بن عيسى أخبرنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد
بن جدعان عن أنس بن مالك قال أهدى ملك الروم إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم مستقة من سندس فلبسها فكأني أنظر إلى يديها
تذبذبان من طولهما فجعل القوم يقولون يا رسول الله أنزلت عليك
456

من السماء فقال وما تعجبون منها فوالذي نفسي بيده إن منديلا
من مناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها ثم بعث بها إلى جعفر
بن أبي طالب فلبسها فقال النبي صلى الله عليه وسلم إني لم
أعطكها لتلبسها قال فما أصنع بها قال ابعث بها إلى أخيك
النجاشي
أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا الليث بن سعد حدثني يزيد بن أبي
حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر أنه قال أهدي إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم فروج يعني قباء حرير فلبسه ثم صلى فيه ثم انصرف
فنزعه نزعا شديدا كالكاره له ثم قال لا ينبغي هذا للمتقين
أخبرنا سليمان بن داود الهاشمي قال أخبرنا إبراهيم بن سعد عن
الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم صلى في خميصة لها أعلام فنظر إلى أعلامها نظرة فلما سلم
قال اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم فإنها ألهتني آنفا عن
صلاتي وأتوني بأنبجانية أبي جهم
أخبرنا معن بن عيسى أخبرنا مالك بن أنس عن علقمة بن أبي علقمة
عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت أهدى أبو الجهم بن حذيفة
لرسول الله صلى الله عليه وسلم خميصة شامية لها علم فشهد فيها الصلاة
فلما انصرف قال ردوا هذه الخميصة على أبي جهم فإني نظرت
إلى علمها في الصلاة فكاد يفتنني
أخبرنا معن بن عيسى أخبرنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم لبس خميصة لها علم ثم أعطاها أبا جهم
وأخذ من أبي جهم أنبجانيا فقال يا رسول الله ولم فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إني نظرت إلى علمها في الصلاة
457

ذكر أصناف لباسه صلى الله عليه وسلم
أيضا وطولها وعرضها
أخبرنا معن بن عيسى وإسحاق بن سليمان الرازي قالا أخبرنا مالك
بن أنس عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال كنت
يوما أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ
الحاشية فأدركه أعرابي فجبذ بردائه جبذة شديدة قال أنس حتى نظرت
إلى صفحة عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثرت به حاشية الثوب
من شدة جبذته فقال يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك قال
فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك ثم أمر له بعطاء
أخبرنا سعيد بن منصور أخبرنا خالد بن عبد الله عن مسلم الأعور
عن أنس بن مالك قال كان قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم
قطنا قصير الطول قصير الكمين
أخبرنا محمد بن ربيعة الكلابي عن موسى المعلم عن بديل قال كان
كم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرسغ
أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي حدثني بن لهيعة عن أبي الأسود
عن عروة بن الزبير أن طول رداء النبي صلى الله عليه وسلم أربع أذرع
وعرضه ذراعان وشبر
أخبرنا عتاب بن زياد أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا بن لهيعة
عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل أنه حدثه عن عروة بن الزبير أن ثوب
رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يخرج فيه إلى الوفد ورداؤه
حضرمي طوله أربع أذرع وعرضه ذراعان وشبر فهو عند الخلفاء قد
خلق وطووه بثوب يلبسونه يوم الأضحى والفطر
458

أخبرنا عثمان بن سعيد بن مرة مولى سعيد بن العاص أخبرنا الحسن
عن مسلم عن مجاهد عن بن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم
يلبس قميصا قصير اليدين والطول
أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا إسرائيل بن يونس عن عبد الأعلى
الثعلبي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال كنت مع عمر رضي الله تعالى عنه
في حديث رواه عنه قال فقال رأيت أبا القاسم وعليه جبة شامية ضيقة
الكمين
صفة أزرته صلى الله عليه وسلم
حدثنا خالد بن خداش أخبرنا عبد الله بن وهب عن بن لهيعة عن
يزيد بن أبي حبيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرخي الإزار
من بين يديه ويرفعه من ورائه
أخبرنا أنس بن عياض أبو ضمرة الليثي عن محمد بن أبي يحيى مولى
الأسلميين عن عكرمة مولى بن عباس قال رأيت بن عباس إذا اتزر
أرخى مقدم إزاره حتى تقع حاشيتاه على ظهر قدميه ويرفع الإزار مما وراءه
قال فقلت له لم تأتزر هكذا قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يأتزر هذه الأزرة
أخبرنا سعيد بن منصور أخبرنا عبد العزيز بن محمد أخبرنا محمد
بن أبي يحيى عن رجل عن بن عباس قال رأيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يأتزر تحت سرته وتبدو سرته ورأيت عمر يأتزر فوق سرته
459

ذكر قناعته صلى الله عليه وسلم بثوبه ولباسه القميص
وما كان يقول إذا لبس ثوبا عليه
أخبرنا خلاد بن يحيى المكي أخبرنا سفيان الثوري عن الربيع عن
يزيد بن أبان عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يكثر القناع حتى نرى حاشية ثوبه كأنه ثوب زيات
أخبرنا عمر بن حفص العبدي عن يزيد بن أبان الرقاشي أبي محمد عن
أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر التقنع
بثوبه حتى كأن ثوبه ثوب زيات أو دهان
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا زهير عن عروة بن عبد الله بن قشير
حدثني معاوية بن قرة عن أبيه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
في رهط من مزينة فبايعته وإن قميصه لمطلق ثم أدخلت يدي من
جيب قميصه فمسست الخاتم قال عروة فما رأيت معاوية وابنه في
شتاء ولا حر إلا مطلقي أزرارهما لا يزران أبدا
أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي قال أخبرنا سعيد بن إياس
الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم غذا استجد ثوبا سماه باسمه قميصا أو إزارا أو عمامة
ويقول اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه أسألك من خيره
وخير ما صنع له وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له
أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي أخبرنا سفيان عن بن أبي ليلة عن
عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا لبس ثوبا أو قال إذا لبس أحدكم ثوبا فليقل الحمد
لله الذي كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به في حياتي
460

أخبرنا محمد بن مقاتل قال أخبرنا عبد الله بن المبارك قال أخبرنا
موسى بن عبيدة عن إياس بن سلمة عن أبيه قال بعث النبي صلى الله عليه
وسلم عثمان بن عفان إلى مكة فأجاره أبان بن سعيد حمله على سرجه
وردفه حتى قدم به مكة فقال يا بن عم أراك متخشعا أسبل
إزارك كما يسبل قومك قال هكذا يأتزر صاحبنا إلى أنصاف
ساقيه قال يا بن عم طف بالبيت قال إنا لا نصنع شيئا حتى يصنع
صاحبنا ونتبع أثره
أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري أخبرنا أبو عمرو بن العلاء عن
إياس بن جعفر الحنفي قال كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خرقة
إذا توضأ تمسح بها
أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي أخبرنا همام بن يحيى أخبرنا
قتادة عن محمد بن سيرين أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى حلة
وإما قال ثوبا بتسع وعشرين ناقة
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا همام عن قتادة عن علي بن زيد
عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل أن النبي صلى الله عليه وسلم
اشترى حلة بتسع وعشرين أوقية
أخبرنا الفضل بن دكين عن عبد السلام بن حرب حدثني موسى
الحارثي في زمن بني أمية قال وصف لرسول الله صلى الله عليه وسلم
الطيلسان فقال هذا ثوب لا يؤدى شكره
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا حسن بن صالح عن إسماعيل قال
كان برد النبي صلى الله عليه وسلم رداؤه ثمنه دينار
461

ذكر صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
في ثوب واحد ولبسه إياه
حدثنا وكيع بن الجراح وموسى بن داود عن شريك بن عبد الله النخعي
عن حسين بن عبد الله بن عبيد الله عن عكرمة عن بن عباس أنه رأى رسول
الله صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب واحد يتقي بفضوله حر الأرض
وبردها
أخبرنا أنس بن عياض أبو ضمرة الليثي أخبرنا حميد الطويل عن
أنس بن مالك أنه قال آخر صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم
مع القوم صلى في ثوب واحد متوشحا به خلف أبي بكر
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا مندل عن حميد عن أنس قال
صلى النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي قبض فيه في ثوب واحد
متوشحا به قاعدا
أخبرنا مطرف بن عبد الله أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الموال عن
موسى بن إبراهيم بن أبي ربيعة عن أبيه أنه قال دخلنا على أنس بن مالك
فقام يصلي في ثوب واحد فقلنا أتصلي في ثوب واحد ورداؤك موضوع
فقال نعم رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي هكذا
أخبرنا موسى بن داود أخبرنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن حميد
الطويل عن أنس عن أم الفضل قالت صلى بنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم في بيته في مرضه في ثوب واحد متوشحا به المغرب فقرأ
والمرسلات ما صلى بعدها صلاة حتى قبض
أخبرنا عبيد الله بن موسى أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عمر
بن أبي سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في ثوب واحد قد خالف
462

بين طرفيه
أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن الضحاك بن عثمان عن
هشام بن عروة عن أبيه عن عمر بن أبي سلمة قال رأيت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يصلي في ثوب واحد في بيته ملتحفا به
أخبرنا أنس بن عياض عن عبيد الله بن عمر عن بن شهاب عن عمر
بن أبي سلمة المخزومي أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي
في ثوب واحد ملتحفا
أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي أخبرنا عبيد الله بن عمرو عن بن عقيل
قال قلنا لجابر بن عبد الله صل بنا كما رأيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يصلي قال فأخذ ملحفة فشدها من تحت ثندؤته وقال
هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع
أخبرنا أبو الزبير أنه رأى جابر بن عبد الله يصلي في ثوب واحد متوشحا به
وأن جابرا أخبره أنه دخل على نبي الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي
في ثوب واحد متوشحا به
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا سفيا ن عن أبي الزبير عن جابر قال
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب واحد متوشحا به
أخبرنا خالد بن خداش أخبرنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو
أن الزبير حدثه أنه رأى جابر بن عبد الله يصلي في ثوب متوشحا به وعنده
ثيابه قال أبو الزبير قال جابر إنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم
يصنع ذلك
أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا يزيد بن عياض بن يزيد بن
جعدبة أخبرنا زيد بن حسن عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم صلى في إزار مؤتزرا به ليس عليه غيره
463

أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس أخبرنا يعلى بن الحارث المحاربي
عن غيلان بن جامع عن إياس بن سلمة عن بن لعمار بن يسار عن أبيه قال
أمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثوب واحد متوشحا به
وأخبرنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي عن الحسن بن يحيى الخشني
أخبرنا زيد بن واقد عن بسر بن عبيد الله الحضرمي عن أبي إدريس الخولاني
عن أبي الدرداء قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى
بنا في ثوب واحد متوشحا به وخالف بين طرفيه فلما انصرف قال عمر
فيه وفيه قال نعم يعني الجنابة والصلاة
أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا محمد بن طلحة عن الأعمش عن أبي
سفيان عن جابر بن عبد الله عن أبي سعيد الخدري قال دخلت على رسول
الله صلى الله عليه وسلم في بيته وهو يصلي في ثوب واحد متوشحا
أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا الليث حدثني يزيد بن أبي حبيب
عن سويد بن قيس عن معاوية بن حديج عن معاوية بن أبي سفيان أنه سأل
أخته أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم هل كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يصلي في الثوب الذي يجامعها فيه فقالت نعم إذا
لم ير فيه أذى
ذكر ضجاع رسول الله صلى الله عليه وسلم وافتراشه
أخبرنا وكيع بن الجراح و عبد الله بن نمير عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت كان ضجاع النبي صلى الله عليه
وسلم من أدم محشوا ليفا
أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا أبو معشر أخبرنا حارثة بن محمد بن
464

عبد الرحمن بن أبي الرجال قال دخلت مع القاسم بن محمد على جدتي
عمرة بنت عبد الرحمن فقالت حدثتني عائشة قالت أذن رسول الله
صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب عليه ورسول الله صلى الله عليه
وسلم راقد ليس بينه وبين الأرض إلا حصير وقد أثر بجنبه وتحت
رأسه وسادة من أدم محشوة ليفا وعلى رأسه أهب معلقة فيها ريح
أخبرنا سعيد بن سليمان أخبرنا عباد بن عباد المهلبي عن مجالد عن
الشعبي عن مسروق عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت دخلت امرأة من
الأنصار علي فرأت فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم عباءة
مثنية فانطلقت فبعثت إليه بفراش حشوه صوف فدخل علي رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال ما هذا قلت يا رسول الله فلان الأنصارية
دخلت علي فرأت فراشك فذهبت فبعثت بهذا فقال رديه فلم أرده
وأعجبني أن يكون في بيتي حتى قال ذلك ثلاث مرات فقال والله
يا عائشة لو شئت لأجرى الله معي جبال الذهب والفضة
أخبرنا عمر بن حفص عن أم شبيب عن عائشة رضي الله تعالى عنها
أنها كانت تفرش للنبي صلى الله عليه وسلم عباءة مثنية فجاء ليلة
وقد ربعتها فنام عليها فقال يا عائشة ما لفراشي الليلة ليس كما
كان قلت يا رسول الله ربعتها لك قال فأعيديه كما كان
أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا أبان بن يزيد العطار أخبرنا يحيى
بن أبي كثير حدثني عمران بن حطان أن عائشة رضي الله تعالى عنها
حدثته أنها قالت كان نبي الله صلى الله عليه وسلم لا يترك في بيته
شيئا فيه تصليب إلا نقضه
أخبرنا وكيع بن الجراح عن إسرائيل عن سماك عن جابر بن سمرة
قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في بيته فرأيته متكئا على
وسادة
465

أخبرنا مالك بن إسماعيل أبو غسان النهدي أخبرنا عمر بن زياد
الهلالي عن الأسود بن قيس عن جندب بن سفيان قال أصابت النبي
صلى الله عليه وسلم أشاءة نخلة فأدمت إصبعه فقال ما هي إلا أصبع
دميت وفي سبيل الله ما لقيت قال فحمل فوضع على سرير
له مرمول بشرط ووضع تحت رأسه مرفقة من أدم محشوة بليف فدخل
عليه عمر وقد أثر الشريط بجنبه فبكى عمر فقال ما يبكيك قال
يا رسول الله ذكرت كسرى وقيصر يجلسون على سرر الذهب ويلبسون السندس
والاستبرق أو قال الحرير والاستبرق فقال أما ترضون أن تكون
لكم الآخرة ولهم الدنيا قال وفي البيت أهب لها ريح فقال
لو أمرت بهذه فأخرجت فقال لا متاع الحي يعني الأهل
أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي أخبرنا أبو الأشهب قال سمعت
الحسن قال دخل عمر بن الخطاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فرآه على حصير أو سرير أبو الأشهب شك قال أراه قد أثر بجنبه
قال وفي البيت أهب عطنة قال فبكى عمر فقال ما يبكيك
يا عمر قال أنت نبي الله وكسرى وقيصر على أسرة الذهب قال
يا عمر أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة
أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء والفضل بن دكين قالا أخبرنا طلحة
بن عمرو عن عطاء قال دخل عمر بن الخطاب على النبي صلى الله
عليه وسلم ذات يوم وهو مضطجع على ضجاع من أدم قال الفضل في حديثه
محشو ليفا لم يزد على هذا وزاد عبد الوهاب وفي البيت أهب ملقاة
فبكى عمر فقال ما يبكيك يا عمر قال أبكي أن كسرى في
الخز والقز والحرير والديباج وقيصر في مثل ذلك وأنت تجيب الله وخيرته
كما أرى قال لا تبك يا عمر فلو أشاء أن تسير الجبال ذهبا
لسارت ولو أن الدنيا تعدل عند الله جناح ذباب ما أعطى كافرا
466

منها شيئا
أخبرنا يحيى بن عباد وهاشم بن القاسم قالا أخبرنا المسعودي عن
عمرو بن مرة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود قال اضطجع
رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير فأثر الحصير بجلده فلما
استيقظ جعلت أمسح عنه وأقول يا رسول الله ألا أذنتنا نبسط لك على
هذا الحصير شيئا يقيك منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مالي
وللدنيا وما أنا والدنيا ما أنا والدنيا إلا كراكب استظل تحت
شجرة ثم راح وتركها
أخبرنا معن بن عيسى أخبرنا مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد
الله قال دخل عمر بن الخطاب على النبي صلى الله عليه وسلم وهو
على خصفة أو حصير قد أثرت به
أخبرنا موسى بن داود أخبرنا بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن
سنان بن سعد عن أنس بن مالك قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم
في بيت أبي طلحة يصلي على بساط
أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن إسحاق
بن عبد بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال صلى بنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم في بيت أم سليم على حصير قد تغير من القدم قال
ونضحه بشئ من ماء فسجد عليه
أخبرنا محمد بن ربيعة الكلابي عن يونس بن الحارث الثقفي عن أبي
عون عن أبيه عن المغيرة بن شعبة قال كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم
فرو وكان يستحب أن تكون له فروة مدبوغة يصلي عليها
أخبرنا محمد بن مقاتل قال أخبرنا
عبد الله بن المبارك قال أخبرنا قيس بن الربيع عن عثمان الثقفي عن أبي ليلى الكندي عن رب هذه الدار
جرير أو أبي جرير قال انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
467

وهو يخطب بنا فوضعت يدي على ميركته فإذا مسك ضائنة
أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا أبو معشر عن سعيد يعني المقبري
قال كان للنبي صلى الله عليه وسلم حصير يفترشه بالنهار فإذا كان
الليل احتجز حجرة من المسجد فصلى فيه
أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا وهيب عن موسى بن عقبة قال سمعت
أبا النضر يحدث عن بسر بن سعيد عن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه
وسلم اتخذ في المسجد حجرة من حصير فصلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فيها ليالي فاجتمع إليه ناس ثم فقدوا صوته ليلة فظنوا أنه قد نام
فجعل بعضهم يتنحنح ليخرج إليهم فخرج إليهم فقال ما زال بكم
الذي أرى من صنيعكم حتى خشيت أن يكتب عليكم ولو
كتب عليكم ما قمتم به فصلوا أيها الناس في بيوتكم
إن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة
ذكر الخمرة التي كان يصلي عليها رسول الله
صلى الله عليه وسلم
أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا ثابت بن يزيد أخبرنا عاصم الأحول
عن أبي قلابة قال دخلت بيت أم سلمة فسألت ابنة ابنها أم كلثوم عن
مصلى النبي صلى الله عليه وسلم فأرتني المسجد فغذا فيه خمرة
فأردت أن أنحيها فقالت إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي
على الخمرة
أخبرنا يحيى بن عباد أخبرنا حماد بن سلمة عن الالندق بن قيس
عن ذكوان عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم
468

كان يصلي على الخمرة
أخبرنا عبيدة بن حميد التيمي حدثني سليمان الأعمش عن ثابت
بن عبيد عن القاسم بن محمد بن أبي بكر قال قالت عائشة رضي الله تعالى عنها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ناوليني الخمرة من المسجد
قالت قلت إني حائض فقال إن حيضتك ليست في يدك
أخبرنا محمد بن سابق أخبرنا زائدة عن إسماعيل السدي عن عبد الله
البهي قال حدثتني عائشة رضيا لله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان في المسجد فقال للجارية ناوليني الخمرة فقالت
إنها حائض فقال إن حيضتها ليست في يدها فقالت عائشة رضي
الله تعالى عنها أراد أن نبسطها فيصلي عليها
أخبرنا محمد بن الصباح أخبرنا هشيم قال أخبرنا بن أبي ليلى
عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا عائشة
ناوليني الخمرة من المسجد قالت يا رسول الله إني حائض قال
إنها ليست في يدك
أخبرنا سعيد بن سليمان أخبرنا شريك عن أبي إسحاق عن البهي
عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على الخمرة
أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا شعبة وأخبرنا سعيد بن سليمان
أخبرنا عباد بن العوام جميعا عن الشيباني عن عبد الله بن شداد عن ميمونة
بنت الحارث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي على الخمرة
469

ذكر خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذهب
أخبرنا يزيد بن هارون والفضل بن دكين قالا أخبرنا سفيان عن
عبد الله بن دينار قال سمعت بن عمر وأخبرنا عفان بن مسلم و عبد الله
بن مسلمة بن قعنب قالا أخبرنا عبد العزيز بن مسلم عن عبد الله بن دينار
عن بن عمر وأخبرنا خالد بن مخلد البجلي أخبرنا سليمان بن بلال عن
عبد الله بن دينار عن بن عمر وأخبرنا مسلم بن إبراهيم أخبرنا جويرية
بن أسماء عن نافع عن بن عمر وأخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا ليث بن
سعد عن نافع عن بن عمر وأخبرنا عفان بن مسلم وخالد بن خداش قالا
أخبرنا أبو عوانة أخبرنا أبو بشر عن نافع عن بن عمر وأخبرنا الضحاك
بن مخلد الشيباني عن المغيرة عن بن زياد الموصلي عن نافع عن بن عمر
وأخبرنا خالد بن مخلد البجلي أخبرنا عبد الله بن عمر العمري عن نافع
عن بن عمر وأخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس أخبرنا زهير أخبرنا
موسى بن عقبة أخبرني نافع أنه سمع بن عمر وأخبرنا عبد الوهاب
بن عطاء العجلي أخبرنا أسامة بن زيد عن نافع عن بن عمر دخل حديث
بعضهم في حديث بعض قال اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم
خاتما من ذهب فكان يجعل فصه في بطن كفه إذا لبسه في يده اليمنى
فصنع الناس خواتيم من ذهب فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم
على المنبر فنزعه وقال إني كنت ألبس هذا الخاتم وأجعل فصه
من باطن كفي فرمى به وقال والله لا ألبسه أبدا ونبذ النبي
صلى الله عليه وسلم الخاتم فنبذ الناس خواتيمهم
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا محمد بن شريك عن عمرو بن دينار
عن طاوس وأخبرنا عارم بن الفضل أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب
قال سمعت طاوسا يحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتما
470

من ذهب فبينما هو يخطب الناس يوما نظر إليه فقال له نظرة ولكم
أخرى ثم خلعه فرمى به وقال لا ألبسه أبدا
أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس وخالد بن مخلد قالا حدثنا
سليمان بن بلال عن جعفر بن محمد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان يتختم في يساره بخاتم من ذهب فخرج على الناس فطفقوا
ينظرون إليه فوضع يده اليمنى على خنصره اليسرى ثم رجع إلى أهله
فرمى به
أخبرنا حجاج بن محمد أخبرنا شعبة عن قتادة عن النضر بن أنس
عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى
عن خاتم الذهب
ذكر خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم الفضة
أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري و عبد الوهاب بن عطاء العجلي
قالا أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك وأخبرنا
يزيد بن هارون وهاشم بن القاسم قالا أخبرنا شعبة عن قتادة عن أنس بن
مالك قال كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قيصر أو إلى الروم
ولم يختمه فقيل له إن كتابك لا يقرأ إلا أن يكون مختوما فاتخذ رسول
الله صلى الله عليه وسلم خاتما من فضة فنقشه ونقش محمد رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال فكأني أنظر إلى بياضه في يد رسول الله
صلى الله عليه وسلم
أخبرنا يزيد بن هارون ومحمد بن عبد الله الأنصاري و عبد الوهاب بن
عطاء العجلي قالوا أخبرنا حميد الطويل وأخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا
471

حماد بن سلمة أخبرنا ثابت زاد بعضهم على بعض قال سئل أنس
بن مالك هل اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتما فقال نعم
أخر ليلة العشاء الآخرة إلى قريب من شطر الليل فلما صلى أقبل علينا بوجهه
فقال إن الناس قد صلوا وناموا ولم تزالوا في صلاة ما انتظرتموها
قال أنس فكأني أنظر الآن إلى وميض خاتمه في يده ورفع أنس يده
اليسرى
أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي أخبرنا همام عن أبان بن أبي عياش
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اصطنع خاتما كله
من فضة وقال لا يصنع أحد على صفته
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس وموسى بن داود قالا أخبرنا زهير
أخبرنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال كان خاتم رسول الله صلى
الله عليه وسلم من فضة كله فصه منه قال زهير فسألت حميدا عن
الفص كيف هو فأخبروني أنه لا يدري كيف هو
أخبرنا عبد الله بن وهب البصري وعثمان بن عمر قالا أخبرنا يونس
بن يزيد عن الزهري حدثني أنس بن مالك قال اتخذ رسول الله صلى
الله عليه وسلم خاتما من ورق فصه حبشي قال عثمان بن عمر في حديثه
نقشه محمد رسول الله
أخبرنا سليمان بن داود الهاشمي وموسى بن داود الضبي قالا أخبرنا
إبراهيم بن سعد عن بن شهاب عن أنس أنه رأى في يد رسول الله صلى
الله عليه وسلم خاتما من ورق يوما واحدا فصنع الناس خواتيم من
ورق فلبسوها فطرح النبي صلى الله عليه وسلم خاتمه فطرح الناس
خواتيمهم
أخبرنا عبد الله بن نمير عن عبيد الله بن عمر
عن نافع عن بن عمر قال اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتما من ورق فكان في
472

يده ثم كان في يد أبي بكر بعده ثم كان في يد عمر بعده ثم كان في
يد عثمان حتى وقع في بئر أريس نقشه محمد رسول الله
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا بن عيينة عن أيوب بن موسى عن
نافع عن بن عمر قال اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتما
من فضة نقش فيه محمد رسول الله فجعل فصه في بطن كفه
أخبرنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن جابر عن محمد بن علي
وعطاء قالا كان خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضة وكان
نقشه محمد رسول الله
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا سفيان عن منصور عن إبراهيم قال
كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم فضي وفيه محمد رسول الله
أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس حدثني جعفر بن محمد عن
أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرح خاتمه الذهب ثم تختم
خاتما من ورق فجعله في يساره
أخبرنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن عيسى بن أبي عزة عن عامر
قال كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم من فضة
ذكر خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم
الملوي عليه فضة
أخبرنا جرير بن عبد الحميد الرازي عن مغيرة عن فرقد عن إبراهيم
قال كان خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم حديدا ملويا عليه فضة
أخبرنا الفضل بن دكين وموسى بن داود قالا أخبرنا محمد بن راشد
عن مكحول أن خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من حديد ملوي
473

عليه فضة غير أن فصه باد
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا إسحاق عن سعيد أن خالد بن سعيد
أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده خاتم له فقال له رسول
الله صلى الله عليه وسلم ما هذا الخاتم فقال خاتم اتخذته فقال
اطرحه إلي فطرحه فغدا خاتم من حديد ملوي عليه فضة فقال
ما نقشه فقال محمد رسول الله قال فأخذه رسول الله صلى الله
عليه وسلم فلبسه فهو الذي كان في يده
أخبرنا أحمد بن محمد الأزرقي المكي أخبرنا عمرو بن يحيى بن سعيد
القرشي عن جده قال دخل عمرو بن سعيد بن العاص حين قدم من الحبشة
على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما هذا الخاتم في يدك
يا عمرو قال هذه حلقة يا رسول الله قال فما نقشها قال
محمد رسول الله قال فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فتختمه
فكان في يده حتى قبض ثم في يد أبي بكر حتى قبض ثم في يد عمر
حتى قبض ثم لبسه عثمان فبينا هو يحفر بئرا لأهل المدينة يقال لها
بئر أريس فبينا هو جالس على شفتها يأمر بحفرها سقط الخاتم في البئر
وكان عثمان يكثر إخراج خاتمه من يده وإدخاله فالتمسوه فلم يقدروا
عليه
ذكر نقش خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا عبد الله بن إدريس الأودي أخبرنا هشام عن بن سيرين قال
كان في خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله محمد رسول الله
أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني أبي حدثني ثمامة
474

أخبرنا أنس بن مالك قال كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم نقشه
ثلاثة أسطر محمد رسول الله محمد في سطر ورسول في سطر والله
في سطر
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن عبد العزيز بن صهيب عن
أنس بن مالك قال اصطنع رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتما
فقال إنا قد اصطنعنا خاتما ونقشنا فيه نقشا فلا ينقش عليه
أحد
أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري و عبد الوهاب بن عطاء العجلي قالا
حدثنا بن جريج أخبرني الحسن بن مسلم عن طاوس قال قالت قريش
للنبي صلى الله عليه وسلم إن الناس هاهنا كأنهم يريدون العجم لا يجرون
عندهم كتابا إلا وعليه طابع فكان هو الذي هاجه على أن اتخذ خاتمه
ونقش فيه محمد رسول الله وقال لا ينقش أحد على نقش
خاتمي
أخبرنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم الشيباني عن سعيد بن أبي عروبة
عن قتادة عن أنس قال كان نقش خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم
محمد رسول الله
أخبرنا شبابة بن سوار عن المبارك عن الحسن قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إني قد اتخذت خاتما فلا يتخلف عليه
أحد قال وكان نقشه محمد رسول الله
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن الحجاج بن أبي عثمان قال
سئل الحسن عن الرجل يكون في خاتمه اسم من أسماء الله فيدخل به الخلاء
فقال أو لم يكن في خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم آية من كتاب
الله يعني محمد رسول الله
أخبرنا جرير بن عبد الحميد الرازي عن منصور عن إبراهيم وأخبرنا
475

الفضل بن دكين أخبرني شريك عن منصور عن إبراهيم وسالم بن أبي
الجعد وأخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سفيان بن سعيد عن منصور
عن إبراهيم قالا كان نقش خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد
رسول الله
أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد
قال كان نقش خاتم النبي صلى الله عليه وسلم محمد رسول الله
أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا أبو خلدة قال قلت لأبي العالية
ما كان نقش خاتم نبي الله صلى الله عليه وسلم قال صدق الله ثم الحق
الحق بعده محمد رسول الله
أخبرنا خالد بن خداش أخبرنا عبد الله بن وهب عن أسامة بن زيد
أن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان حدثه أن معاذ بن جبل لما قدم من
اليمن حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها قدم وفي يده خاتم
من ورق نقشه محمد رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما هذا الخاتم قال يا رسول الله إني كنت أكتب إلى الناس فأفرق أن
يزاد فيها وينقص منها فاتخذت خاتما أختم به قال وما نقشه قال
محمد رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم آمن كل شئ
من معاذ حتى خاتمه ثم أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم
فتختمه
ذكر ما صار إليه أمر خاتمه صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري أخبرنا أبي حدثني ثمامة بن
عبد الله حدثنا أنس بن مالك قال كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم
في يده حتى مات وفي يد أبي بكر وعمر حتى ماتا ثم كان في يد عثمان
476

ست سنين فلما كان في الست الباقية كنا معه على بئر أريس وهو يحرك خاتم
رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده فوقع في البئر فطلبناه مع عثمان
ثلاثة أيام فلم نقدر عليه
أخبرنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن جابر عن عدي بن عدي
عن علي بن حسين قال كان خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم مع
أبي بكر وعمر فلما أخذه عثمان سقط فهلك فنقش علي رضي الله تعالى عنه
نقشه
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا سعيد بن عبد الرحمن أخبرنا
محمد بن سيرين أن خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم سقط من يد عثمان
فابتغي فلم يوجد
أخبرنا الفضل بن دكين وإسحاق بن سليمان أبو يحيى الرازي قالا
أخبرنا عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم كان يجعل فص خاتمه مما يلي بطن كفه
أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة قال رأيت بن أبي
رافع يتختم في يمينه فسألته عن ذلك فذكر أنه رأى عبد الله بن جعفر
يتختم في يمينه وقال عبد الله بن جعفر كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يتختم في يمينه
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن أبي منصور عن
ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه عن جده وأخبرنا محمد بن
عمر أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن عبد الملك بن مسلم
عن يعلى بن شداد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلبس خاتمه
في يساره
قال أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي أخبرنا عطاف
بن خالد عن عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة عن سعيد بن المسيب قال ما
477

تختم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لقي الله ولا أبو بكر حتى
لقي الله ولا عمر حتى لقي الله ولا عثمان حتى لقي الله ثم ذكر ثلاثة
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
ذكر نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا همام عن قتادة عن أنس بن مالك
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لنعله قبالان
أخبرنا عبيد الله بموسى قال أخبرنا إسرائيل عن جابر أن محمد بن
علي أخرج لهم نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأراني معقبة مثل
الحضرمية لها قبالان
أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي أخبرنا سفيان عن خالد الحذاء عن
عبد الله بن الحارث قال كانت نعل النبي صلى الله عليه وسلم لها زمامان
شراكهما مثني في العقدة
أخبرنا عفان بن مسلم وعمر بن عاصم قالا أخبرنا همام عن قتادة
عن أنس قال كانت نعل النبي صلى الله عليه وسلم لها قبالان قال
عفان في حديثه من سبت أي ليس عليها شعر
أخبرنا يحيى بن عباد أخبرنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة
قال رأيت نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مخصرة معقبة ملسنة
لها قبالان
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا عيسى بن طهمان قال أمر أنس
وأنا عنده فأخرج نعلا لها قبالان فسمعت ثابتا البناني يقول هذه نعل
النبي صلى الله عليه وسلم
478

أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا شعبة عن خالد الحذاء عن عبد الله
بن الحارث الأنصاري أنه رأى نعلي النبي صلى الله عليه وسلم كانتا
مقابلتين
أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري أخبرنا بن عون قال ذهبت
بنعلي أشركهما بمكة قال أظنه سنة مائة أو عشر ومائة فأتيت حذاء
ليشركهما قال ولهما قبالان قال فقلت شركهما قال فقال ألا
أشركهما كما رأيت نعلي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قلت
وأين رأيتهما قال عند فاطمة بنت عبيد الله بن عباس قال قلت
شركهما قال فشركهما فجعل أذنيهما على اليمين
أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا سليم بن أخضر أخبرنا بن عون
قال أتيت حذاء بمكة فقلت له شرك لي نعلي فقال إن شئت شركتهما
على اليمين كما رأيت نعلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له
وأين رأيتهما قال رأيتهما عند فاطمة بنت عبيد الله بن عباس قال
قلت له شركهما كما رأيت نعلي رسول الله صلى الله عليه وسلم
فشركهما كلتيهما على اليمين
أخبرنا الفضل بن دكين وقبيصة بن عقبة عن سفيان وأخبرنا عبيد
الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل جميعا عن السدي قال أخبرنا من سمع
عمرو بن حريث ورأى ناسا لا يصلون في نعالهم فقال رأيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يصلي في نعلين مخصوفتين
أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي أخبرنا مسعر عن زياد بن فياض
عن رجل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في نعلين مخصوفتين
أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي أخبرنا سفيان عن خالد الحذاء عن
يزيد بن الشخير عن مطرف بن الشخير قال أخبرني أعرابي لنا قال
رأيت نعل نبيكم صلى الله عليه وسلم مخصوفة
479

أخبرنا عارم بن الفضل أخبرنا حماد بن زيد عن سعيد بن يزيد
وأخبرنا هشام بن عبد الملك الطيالسي عن أبي عوانة عن أبي مسلمة وهو
سعيد بن يزيد قال سألت أنس بن مالك أكان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يصلي في نعليه قال نعم
أخبرنا محمد بن معاوية النيسابوري قال أخبرنا مجمع بن يعقوب
بن مجمع الأنصاري أخبرني محمد بن إسماعيل بن مجمع قال قيل
لعبد الله بن أبي حبيبة ما أدركت من رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال رأيته يصلي في نعليه في مسجد قباء
أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال أخبرنا حسين المعلم عن عمرو
بن شعيب عن أبيه عن جده قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يصلي حافيا وناعلا وينصرف عن يمينه وعن شماله ويصوم في السفر
ويفطر ويشرب قائما وقاعدا
أخبرنا سعيد بن محمد الثقفي عن الأحوص بن حكيم عن خالد
بن معدان قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منتعلا وحافيا وقائما
وقاعدا وكان ينصرف عن يمينه وعن شماله
أخبرنا هشام بن الوليد الطيالسي أخبرنا حماد بن سلمة عن أبي
نعامة السعدي عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال بينما رسول الله صلى
الله عليه وسلم يصلي إذ وضع نعليه على يساره فألقى الناس نعالهم فلما
قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قال ما حملكم
على القاء نعالكم قالوا رأيناك ألقيت فألقينا فقال إن جبريل
أخبرني أن فيهما قذرا أو أذى فمن رأى يعني في نعله قذرا أو أذى
فليمسحهما ثم ليصل فيهما
أخبرنا موسى بن داود أخبرنا عبد الله بن المؤمل عن محمد بن عباد
بن جعفر قال كان أكثر صلوات النبي صلى الله عليه وسلم في نعليه
480

قال فجاءه جبريل فقال إن فيهما شيئا فخلع رسول الله صلى الله
عليه وسلم نعليه فخلعوا نعالهم فلما قضى رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال لهم لم خلعتم قالوا رأيناك خلعت فخلعنا قال
إن جبريل أخبرني أن فيهما شيئا
أخبرنا عبيدة بن حميد التيمي عن منصور عن إبراهيم قال نزع
النبي صلى الله عليه وسلم نعليه في الصلاة فلما رآه الناس قد طرح
نعليه طرحوا نعالهم قال فلما رآهم قد طرحوا نعالهم لبس نعليه فما
رئي نازعا نعليه بعد
أخبرنا عتاب بن زياد عن عبد الله بن المبارك قال أخبرنا مالك بن
أنس عن أبي النضر قال انقطع شراك نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم
فوصله بشئ من حرير فجعل ينظر إليه فلما قضى صلاته قال لهما نزعوا
هذا واجعلوا الأول مكانه قيل كيف يا رسول الله قال إني
كنت أنظر إليه وأنا أصلي
أخبرنا سليمان بن حرب وعفان بن مسلم قالا أخبرنا شعبة أخبرني
الأشعث بن سليم قال سمعت أبي يحدث عن مسروق عن عائشة قالت
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب التيمن في شأنه كله في طهوره
وترجله ونعله قال عفان في حديثه قال ثم سألته بعد بالكوفة فقال
التيمن ما استطاع
أخبرنا عبيد الله بن موسى العبسي قال أخبرنا إسرائيل عن عبد الله
بن عيسى عن محمد بن سعيد بن عبد الله بن عطاء عن عائشة قالت كان
النبي صلى الله عليه وسلم ينتعل قائما وقاعدا
ويشرب قائما وقاعدا ويتقبل عن يمينه وعن شماله
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن
عبيد بن جريج قال قلت لابن عمر يا أبا عبد الرحمن أراك تستحب هذه
481

النعال السبتية قال إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبسها
ويتوضأ فيها
أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا عاصم بن عمر عن عبد الله بن سعيد
المقبري عن عبيد بن جريج قال سمعته وهو يحدث أبي قال جئت
إلى بن عمر فقلت له رأيتك لا تلبس من النعال إلا السبتية فقال رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا يونس بن أبي إسحاق أخبرنا
المنهال بن عمرو قال كان أنس صاحب نعل رسول الله صلى الله عليه
وسلم وإداوته
ذكر خف رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا دلهم بن صالح حدثني رجل
عن عبد الله بن بريدة عن أبيه أن صاحب الحبشة أهدى إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم خفين ساذجين فمسح عليهما
أخبرنا محمد بن ربيعة الكلابي عن دلهم بن صالح عن حجير بن
عبد الله عن بن بريدة عن أبيه أن النجاشي أهدى إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم خفين أسودين ساذجين فلبسهما ومسح عليهما
482

ذكر سواك رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا عفان بن مسلم أو غيره عن همام بن يحيى عن علي بن زيد
قال حدثتنا أم محمد عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه
وسلم كان لا يرقد ليلا ولا نهارا فيستيقظ إلا تسوك قبل أن يتوضأ
أخبرنا موسى بن مسعود أبو حذيفة النهدي البصري أخبرنا عكرمة
بن عمار عن شداد بن عبد الله قال كان السواك قد أحفى لثة رسول الله
صلى الله عليه وسلم
أخبرنا سعيد بن منصور أخبرنا هشيم قال أخبرنا أبو حرة
عن الحسن عن سعد بن هشام عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان يوضع له السواك من الليل وكان استأنف السواك فكان إذا قام من الليل
استاك ثم توضأ ثم صلى ركعتين خفيفتين ثم صلى ثماني ركعات
ثم أوتر
أخبرنا عارم بن الفضل أخبرنا حماد بن زيد عن غيلان بن جرير
عن أبي هريرة عن أبيه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو
يستن بمسواك بيده والمسواك في فيه وهو يقول عا عا كأنه
يتهوع
أخبرنا الحجاج بن نصير أخبرنا الحسام بن مصك عن قتادة عن
عكرمة قال استاك رسول الله صلى الله عليه وسلم بجريد رطب وهو
صائم فقيل لقتادة إن أناسا يكرهونه قال استاك والله رسول الله
صلى الله عليه وسلم بجريد رطب وهو صائم
أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا مندل عن ثور عن خالد بن
معدان قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسافر بالسواك
483

ذكر مشط رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومكحلته ومرآته وقدحه
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا مندل عن بن جريج قال كان
لرسول الله صلى الله عليه وسلم مشط عاج يتمشط به
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا مندل عن ثور عن خالد بن معدان
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسافر بالمشط والمرآة والدهن
والسواك والكحل
أخبرنا قبيصة بن عقبة أخبرنا سفيان عن ربيع بن صبيح عن يزيد الرقاشي
عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر
دهن رأسه ويسرح لحيته بالماء
أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا عباد بن منصور عن عكرمة عن بن
عباس قال كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم مكحل يكتحل بها
عند النوم ثلاثا في كل عين
أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن ربيعة الكلابي قالا أخبرنا عبد
الحميد بن جعفر عن عمران بن أبي أنس قال كان النبي صلى الله عليه
وسلم يكتحل في عينه اليمنى ثلاث مرات واليسرى مرتين
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس وموسى بن داود قالا أخبرنا حبان
عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم كان يكتحل بالإثمد وهو صائم
أخبرنا يحيى بن عباد أخبرنا المسعودي وأخبرنا سريج بن النعمان
أخبرنا أبو عوانة جميعا عن عبد الله بن عمر بن خثيم المكي عن سعيد بن
جبير عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم
484

بالإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر قال سريج في حديثه وإنه
من خير أنجالكم
أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي أخبرنا مندل عن محمد بن إسحاق
عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال أهدى المقوقس إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم قدح زجاج كان يشرب فيه
أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي حدثنا مندل عن بن جريج عن
عطاء قال كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم قدح زجاج فكان
يشرب فيه
أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا شريك عن حميد قال رأيت قدح
النبي صلى الله عليه وسلم عند أنس فيه فضة أو قد شد بفضة
أخبرنا موسى بن داود أخبرنا بن لهيعة عن أبي النضر قال ذكر
لي أنه كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مغتسل من صفر
ذكر سيوف رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن
عبد المجيد بن سهيل قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة
في الهجرة بسيف كان لأبي مأثور يعني أباه
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا بن أبي الزناد عن أبيه عن عبيد الله بن
عبد الله بن عتبة عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غنم
سيفه ذا الفقار يوم بدر
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري عن بن
المسيب مثله فأقر رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه أخبرنا عبيد
485

الله بن موسى والفضل بن دكين وأحمد بن عبد الله بن يونس قالوا أخبرنا
إسرائيل عن جابر عن عامر قال أخرج إلينا علي بن حسين سيف رسول
الله صلى الله عليه وسلم فإذا قبيعته من فضة وإذا حلقته التي يكون
فيها الحمائل من فضة وسلسلته فإذا هو سيف قد نحل كان لمنبه بن
الحجاج السهمي أصابه يوم بدر
أخبرنا محمد بن معاوية النيسابوري أخبرنا بن أبي الزناد عن أبيه
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه
وسلم تنفل سيفا لنفسه يوم بدر يقال له ذو الفقار وهو الذي رأى فيه
الرؤيا يوم أحد
أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس أخبرنا سليمان بن بلال عن
علقمة بن أبي علقمة قال بلغني والله أعلم أن اسم سيف رسول الله
صلى الله عليه وسلم ذو الفقار واسم رايته العقاب
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن
مروان بن أبي سعيد بن المعلى قال أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
من سلاح بني قينقاع ثلاثي أسياف سيف قلعي وسيف يدعى بتارا
وسيف يدعى الحتف وكان عنده بعد ذلك المخذم ورسوب أصابهما
من الفلس
أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا عبد الواحد بن زياد أخبرنا خصيف
عن مجاهد وزياد بن أبي مريم قالا كان سيف رسول الله صلى الله عليه
وسلم خيفيا له قرن
أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن جابر عن عامر
قال قرأت في جفن سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم ذي الفقار
العقل على المؤمنين ولا يترك مفرح في الاسلام والمفرح يكون في القوم
لا يعلم له مولى ولا يقتل مسلم بكافر
486

أخبرنا عمرو بن عاصم أخبرنا همام وجرير بن حازم وأخبرنا
مسلم بن إبراهيم ويونس بن محمد المؤدب والأسود بن عامر قالوا أخبرنا
جرير بن حازم قالا أخبرنا قتادة عن أنس بن مالك قال كانت قبيعة سيف
رسول الله صلى الله عليه وسلم فضة
قال عمرو بن عاصم في حديثه وكانت نعل سيف رسول الله صلى
الله عليه وسلم فضة وقبيعته فضة وما بين ذلك حلق فضة
أخبرنا مسلم بن إبراهيم و عبد الوهاب بن عطاء قالا أخبرنا هشام
الدستوائي أخبرنا قتادة عن سعيد بن أبي الحسن قال كانت قبيعة سيف
النبي صلى الله عليه وسلم من فضة
أخبرنا خالد بن مخلد البجلي حدثني سليمان بن بلال أخبرنا جعفر
بن محمد عن أبيه قال كانت نعل سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم
وحلقه وقباعته من فضة
ذكر درع رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن
مروان بن أبي سعيد بن المعلى قال أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
من سلاح قينقا درعين درع يقال لها السعدية ودرع يقال لها فضة
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا موسى بن عمر عن جعفر بن محمود
عن محمد بن مسلمة قال رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
أحد درعين درعه ذات الفضول ودرعه فضة ورأيت عليه يوم خيبر
درعين ذات الفضول والسعدية
أخبرنا عبيد الله بن موسى والفضل بن دكين وأحمد بن عبد الله بن
487

يونس قالوا أخبرنا إسرائيل عن جابر عن عامر قال أخرج إلينا علي بن
حسين درع رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هي يمانية رقيقة ذات
ورافين إذا علقت بزرافينها لم تمس الأرض وإذا أرسلت مست
الأرض
أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال أخبرنا سليمان بن بلال
وأخبرنا خالد بن خداش أخبرنا حاتم بن إسماعيل جميعا عن جعفر بن
محمد عن أبيه قال كان في درع النبي صلى الله عليه وسلم حلقتان من
فضة عند موضع قال عبد الله الثدي وقال خالد الصدر وحلقتان
خلف ظهره من فضة قال خالد في حديثه عن جعفر قال أبي فلبستها
فخطت في الأرض
أخبرنا خالد بن مخلد البجلي حدثني سليمان بن بلال حدثني جعفر
بن محمد عن أبيه قال رهن رسول الله صلى الله عليه وسلم درعا
له عند أبي الشحم اليهودي رجل من بني ظفر في شعير
أخبرنا يزيد بن هارون ومحمد بن عبد الله الأسدي قالا أخبرنا سفيان
بن سعيد عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضي الله تعالى عنها
قالت قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن درعه لمرهونة قال
يزيد في حديثه بثلاثين صاعا من شعير وقال محمد بن عبد الله الأسدي
في حديثه بستين صاعا
أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام عن عكرمة عن بن عباس
بمثله وزاد أحدهما رزقا لعياله
أخبرنا حجاج بن نصير أخبرنا عبد الحميد بن بهرام أخبرنا شهر
بن حوشب حدثتني أسماء بنت يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
توفي يوم توفي ودرعه مرهونة عند رجل من اليهود بوسق شعير
488

ذكر ترس رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا عتاب بن زياد أخبرنا عبد الله بن المبارك قال أخبرنا عبد
الرحمن بن يزيد بن جابر قال سمعت مكحولا يقول كان لرسول الله
صلى الله عليه وسلم ترس فيه تمثال رأس كبش فكره النبي صلى
الله عليه وسلم مكانه فأصبح وقد أذهبه الله
ذكر أرماح رسول الله صلى الله عليه وسلم وقسيه
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن
مروان بن أبي سعيد بن المعلى قال أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
من سلاح بني قينقاع ثلاثة أرماح وثلاث قسي قوس اسمها الروحاء
وقوس شوحط تدعى البيضاء وقوس صفراء تدعى الصفراء من نبع
ذكر خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم ودوابه
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا محمد بن يحيى بن سهل بن أبي حشمة
عن أبيه قال أول فرس ملكه رسول الله صلى الله عليه وسلم فرس
ابتاعه بالمدينة من رجل من بني فزارة بعشر أواق وكان اسمه عند الأعرابي
الضرس فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم السكب فكان
أول ما غزا عليه أحدا ليس مع المسلمين يومئذ فرس غيره وفرس لأبي
بردة بن نيار يقال له ملاوح
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا عبد الحميد بن جعفر عن يزيد بن أبي
489

حبيب قال كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم فرس يدعى السكب
أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن علقمة
بن أبي علقمة قال بلغني والله أعلم أن اسم فرس النبي صلى الله
عليه وسلم السكب وكان أغر محجلا طلق اليمين
أخبرنا سليمان بن حرب أخبرنا سعيد بن زيد عن الزبير بن الحريت
عن أبي لبيد عن أنس بن مالك قال راهن رسول الله صلى الله عليه وسلم
على فرس يقال لها سيحة فجاءت سابقة فهش لذلك وأعجبه
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا الحسن بن عمارة عن الحكم عن مقسم
عن بن عباس قال كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم فرس يدعى
المرتجز
أخبرنا محمد بن عمر قال سألت محمد بن يحيى بن سهل بن أبي
حثمة عن المرتجز فقال هو الفرس الذي اشتراه يعني رسول الله
صلى الله عليه وسلم من الأعرابي الذي شهد له فيه خزيمة بن ثابت وكان
الأعرابي من بني مرة
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا أبي بن عباس بن سهل عن أبيه عن
جده قال كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم عندي ثلاثة أفراس
لزاز والظرب واللحيف فأما لزاز فأهداه له المقوقس وأما اللحيف
فأهداه له ربيعة بن أبي البراء فأثابه عليه فرائض من نعم بني كلاب وأما
الظرب فأهداه له فروة بن عمير الجذامي وأهدى تميم الداري لرسول
الله صلى الله عليه وسلم فرسا يقال له الورد فأعطاه عمر فحمل عليه
عمر رضي الله تعالى عنه في سبيل الله فوجده يباع
أخبرنا حجين بن المثنى أخبرنا الليث بن سعد عن خالد بن يزيد
عن سعيد بن أبي هلال عن أبي عبد الله واقد أنه بلغه أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قام إلى فرس له فمسح وجهه بكم قميصه فقالوا يا رسول
490

الله أبقميصك قال إن جبريل عاتبني في الخيل
أخبرنا علي بن يزيد الصدائي عن عبد القدوس عن عكرمة عن بن
عباس قال أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم بغلة شهباء فهي
أول شهباء كانت في الاسلام فبعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى زوجته أم سلمة فأتيته بصوف وليف ثم فتلت أنا ورسول الله صلى
الله عليه وسلم لها رسنا وعذارا ثم دخل البيت فأخرج عباءة مطرفة
فثناها ثم ربعها على ظهرها ثم سمى وركب ثم أردفني خلفه
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا موسى بن إبراهيم عن أبيه قال كانت
دلدل بغلة النبي صلى الله عليه وسلم أول بغلة رئيت في الاسلام أهداها
له المقوقس وأهدى معها حمارا يقال له عفير فكانت البغلة قد بقيت حتى
زمن معاوية
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا معمر عن الزهري قال دلدل أهداها
فروة بن عمرو الجذامي
أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن علقمة
بن أبي علقمة قال بلغني والله أعلم أن اسم بغلة النبي صلى الله عليه
وسلم الدلدل وكانت شهباء وكانت بينبع حتى ماتت ثم
أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن زامل بن عمرو قال أهدى فروة بن عمرو إلى النبي صلى الله
عليه وسلم بغلة يقال لها فضة فوهبها لأبي بكر وحماره يعفور فنفق
منصرفه من حجة الوداع
أخبرنا هاشم بن القاسم الكناني أخبرنا ليث بن سعد عن يزيد بن أبي
حبيب عن أبي الخير عن عبد الله بن زرير الغافقي عن علي بن أبي طالب أنه
قال أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم بغلة فقلنا يا رسول
الله لو أنا أنزينا الحمر على خيلنا فجاءتنا بمثل هذه فقال رسول الله صلى
491

الله عليه وسلم إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون
أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس المدني عن سليمان بن بلال
عن علقمة بن أبي علقمة قال بلغني والله أعلم أن اسم حمار النبي
صلى الله عليه وسلم اليعفور
أخبرنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي حدثني يزيد بن عطاء البزاز
أخبرنا أبو إسحاق عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال كانت
الأنبياء يلبسون الصوف ويحلبون الشاء ويركبون الحمر وكان لرسول
الله صلى الله عليه وسلم حمار يقال له عفير
أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي وقبيصة بن عقبة قالا أخبرنا سفيان
الثوري عن جعفر عن أبيه قال كانت بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم
تسمى الشهباء وحماره اليعفور
ذكر إبل رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن عمر حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي عن
أبيه قال كانت القصواء من نعم بني الحريس ابتاعها أبو بكر وأخرى
معها بثمانمائة درهم فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم منه بأربعمائة
درهم فكانت عنده حتى نفقت وهي التي هاجر عليها وكانت حين
قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة رباعية وكان اسمها القصواء
والجدعاء والعضباء
أخبرنا محمد بن عمر حدثني بن أبي ذئب عن يحيى بن يعلى عن
بن المسيب قال كان اسمها العضباء وكان في طرف أذنها جدع
أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي وقبيصة بن عقبة قالا حدثنا سفيان
492

عن جعفر عن أبيه قال كانت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تسمى
القصواء
أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن علقمة
بن أبي علقمة قال بلغني والله أعلم أن اسم ناقة النبي صلى الله عليه
وسلم القصواء
أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي عن حميد الطويل عن أنس بن
مالك قال كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ناقة تسمى العضباء
وكانت لا تسبق قال فقدم أعرابي على قعود له فسابقها فسبقت فشق
ذلك على المسلمين قالوا سبقت العضباء قال فبلغ ذلك رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال إنه حق على الله أن لا يرتفع من الدنيا
شئ إلا وضعه
أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا مالك بن أنس عن بن شهاب عن
سعيد بن المسيب قال كانت القصواء ناقة رسول الله صلى الله عليه
وسلم تسبق كلما دفعت في سباق فسبقت فكانت على المسلمين كآبة إن
سبقت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الناس إذا رفعوا
شيئا أو أرادوا رفع شئ وضعه الله
أخبرنا محمد بن عمر حدثني أيمن بن نابل عن قدامة بن عبد الله
قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته يرمي على ناقة
صهباء
أخبرنا محمد بن عمر حدثني الثوري عن سلمة بن نبيط عن أبيه
قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة بعرفة على جمل
أحمر
493

ذكر لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن عمر حدثني معاوية بن عبد الله بن عبيد الله بن
أبي رافع قال كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقاح وهي التي
أغار عليها بالغابة وهي عشرون لقحة وكانت التي يعيش بها أهل
رسول الله صلى الله عليه وسلم يراح إليه كل ليلة بقربتين عظيمتين من
لبن فكان فيها لقائح لها غزر الحناء والسمراء والعريس والسعدية
والبغوم واليسيرة والدباء
أخبرنا محمد بن عمر حدثني هارون بن محمد عن أبيه عن نبهان
مولى أم سلمة قال سمعت أم سلمة تقول وكان عيشنا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم اللبن أو قالت أكثر عيشنا كانت لرسول الله صلى
الله عليه وسلم لقائح بالغابة كان قد فرقها على نسائه فكانت لي منها
لقحة تدعى العريس وكنا منها فيما شئنا من اللبن وكانت لعائشة رضي
الله تعالى عنها لقحة تدعى السمراء غزيرة ولم تكن كلقحتي فقرب راعيهن
اللقاح إلى مرعى بناحية الجوانية فكانت تروح على أبياتنا فنؤتي بهما
فتحلبان فتوجد لقحته تعني النبي صلى الله عليه وسلم أغزر منها
بمثل لبنها أو أكثر
أخبرنا محمد بن عمر حدثني موسى بن عبيدة عن ثابت مولى أم
سلمة عن أم سلمة قالت أهدى الضحاك بن سفيان الكلابي لرسول الله
صلى الله عليه وسلم لقحة تدعى بردة لم أر من الإبل شيئا قط أحسن
منها وتحلب ما تحلب لقحتان غزيرتان فكانت تروح على أبياتنا يرعاها
هند وأسماء يعتقبانها بأحد مرة وبالجماء مرة ثم يأوي بها إلى منزلنا معه
ملء ثوبه مما يسقط من الشجر وما يهش من الشجر فتبيت في علف حتى
الصباح فربما حلبت على أضيافه فيشربون حتى ينهلوا غبوقا ويفرق علينا
494

بعد ما فضل وحلابها صبوحا حسن
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا عبد السلام بن جبير عن أبيه قال كانت
لرسول الله صلى الله عليه وسلم سبع لقائح تكون بذي الجدر
وتكون بالجماء فكان لبنها يؤوب إلينا لقحة تدعى
مهرة ولقحة تدعى الشقراء ولقحة تدعى الدباء فكانت مهرة أرسل بها سعد بن عبادة من
نعم بني عقيل وكانت غزيرة وكانت الشقراء والدباء ابتاعهما بسوق
النبط من بني عامر وكانت بردة والسمراء والعريس واليسيرة والحناء
يحلبن ويراح إليه بلبنهن كل ليلة وكان فيها غلام النبي صلى الله عليه
وسلم يسار فقتلوه
أخبرنا محمد بن عمر قال فحدثني سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد
عن سعيد بن المسيب قال لما أمسى رسول الله صلى الله عليه
وسلم ولم يأته لبن لقاحه قال عطش الله من عطش آل محمد الليلة
ذكر منايح رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغنم
أخبرنا محمد بن عمر حدثني زكريا بن يحيى عن إبراهيم بن عبد
الله من ولد عقبة بن غزوان قال كانت منايح رسول الله صلى الله عليه
وسلم من الغنم سبعا عجوة وزمزم وسقيا وبركة وورسة
وإطلال وإطراف
أخبرنا محمد بن عمر حدثني أبو إسحاق عن عباد بن منصور عن
عكرمة عن بن عباس قال كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم سبع
أعنز منايح ترعاهن أم أيمن
أخبرنا محمد بن عمر قال فحدثني عبدا لملك بن سليمان عن محمد
495

بن عبد الله بن الحصين قال كانت منايح رسول الله صلى الله عليه وسلم
ترعى بأحد وتروح كل ليلة على البيت الذي يدور فيه رسول الله صلى
الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن عمر حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن
مسلم بن يسار عن وجيهة مولاة أم سلمة قالت سئلت أم سلمة هل كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يبدو قالت لا والله ما علمته
كانت لنا أعنز سبع فكان الراعي يبلغ بهن مرة الجماء ومرة أحدا
ويروح بهن علينا فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقاح بذي
الجدر فتؤوب إلينا ألبانها بالليل وتكون بالغابة فتؤوب إلينا ألبانها بالليل
وهو كان أكثر عيشنا من الإبل والغنم
أخبرنا الأسود بن عامر والهيثم بن خارجة قالا أخبرنا يحيى بن حمزة
عن زيد بن واقد والنعمان عن مكحول أنه سئل عن جلد الميتة فقال كانت
لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة تسمى قمر ففقدها يوما فقال
ما فعلت قمر فقالوا ماتت يا رسول الله قال فما فعلتم بإهابها
قالوا ميتة قال دباغها طهورها ولم يذكر الهيثم في حديثه النعمان
وقال في حديثه عن زيد عن مكحول
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا خالد بن إلياس عن صالح بن نبهان
عن أبيه عن أبي الهيثم بن التيهان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
ما من أهل بيت عندهم شاة إلا وفي بيتهم بركة
أخبرنا محمد بن عمر حدثني خالد بن إلياس عن أبي ثفال عن خالد
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مامن أهل بيت تروح عليهم
ثلاثة من الغنم إلا باتت الملائكة تصلي عليهم حتى تصبح
496

ذكر خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومواليه
أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي أخبرنا محمد بن نعيم بن عبد الله المجمر
عن أبيه قال سمعت أبا هريرة يقول ما كنت أظن هند وأسماء ابني حارثة
الأسلميين إلا مملوكين لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال محمد بن
عمر كانا يخدمانه لا يريمان بابه هما وأنس بن مالك
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا فايد مولى عبد الله عن عبد الله بن علي
بن أبي رافع عن جدته سلمى قالت كان خدم رسول الله صلى الله عليه
وسلم أنا وخضرة ورضوى وميمونة بنت سعد أعتقهن رسول
الله صلى الله عليه وسلم كلهن
أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي أخبرنا سفيان الثوري عن جعفر
بن محمد عن أبيه قال كانت جارية النبي صلى الله عليه وسلم تسمى
خضرة
أخبرنا محمد بن عمر حدثني عتبة بن جبيرة الأشهلي قال كتب عمر
بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن حزم أن أفحص لي عن أسماء خدم رسول
الله صلى الله عليه وسلم من الرجال والنساء ومواليه فكتب إليه
يخبره أن أم أيمن واسمها بركة كانت لأبي رسول الله صلى الله عليه وسلم
فورثها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقها وكان عبيد الخزرجي
قد تزوجها بمكة فولدت أيمن ثم إن خديجة ملكت زيد بن حارثة اشتراه
لها حكيم بن حزام بن خويلد بسوق عكاظ بأربعمائة درهم فسأل رسول
الله صلى الله عليه وسلم خديجة أن تهب له زيد بن حارثة وذلك بعد
أن تزوجها فوهبته له فأعتق رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن
حارثة وأعتق بركة امرأته وكان أبو كبشة من مولدي مكة فأعتقه وكان
أنسة من مولدي السراة فأعتقه وكان صالح شقران غلاما له فأعتقه
497

وكان سفينة غلاما له فأعتقه وكان ثوبان رجلا من أهل اليمن ابتاعه رسول
الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فأعتقه وله نسب في اليمن وكان رباح
أسود فأعتقه وكان يسار عبدا نوبيا أصابه في غزوة بني عبد بن ثعلبة فأعتقه
وكان أبو رافع للعباس فوهبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلما
أسلم العباس بشر أبو رافع رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامه
فسر به فأعتقه واسمه أسلم وكان فضالة مولى له يمانيا نزل الشام بعد
وكان أبو مويهبة مولدا من مولدي مزينة فأعتقه وكان رافع غلاما لسعيد
بن العاص فورثه ولده فأعتق بعضهم نصيبه في الاسلام وتمسك بعض
فجاء رافع إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستعينه فيمن لم يعتق حتى
يعتقه فكلمه فيه فوهبه للنبي صلى الله عليه وسلم فأعتقه رسول الله
صلى الله عليه وسلم فكان يقول أنا مولى رسول الله صلى الله عليه
وسلم وكان مدعم غلاما للنبي صلى الله عليه وسلم وهبه له رفاعة بن زيد الجذامي
وكان من مولدي حسمى
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا مالك بن أنس عن ثور بن زيد الديلي
عن أبي الغيث عن أبي هريرة قال وهبه له رفاعة بن زيد الجذامي فلما
شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر انصرف إلى وادي القرى
فلما نزل يحط رحله بوادي القرى جاءه سهم غرب فقتله فقيل هنيئا له
الشهادة فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا والذي نفسي بيده إن
الشملة التي أخذها عنا يوم خيبر تحرق عليه في النار رجع الحديث
إلى الأول قال وكان كركرة غلاما للنبي صلى الله عليه وسلم
أخبرنا هاشم بن القاسم الكناني أخبرنا عكرمة بن عمار حدثني إياس
بن سلمة بن الأكوع عن أبيه في حديث رواه أنه كان للنبي صلى الله عليه
وسلم غلام له رباح وكان في ظهر النبي صلى الله عليه وسلم
الذي أغار عليه بن عيينة بن حصن
498

ذكر بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وحجر أزواجه
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا عبد الله بن زيد الهذلي قال رأيت بيوت
أزواج النبي صلى الله عليه وسلم حين هدمها عمر بن عبد العزيز كانت
بيوتا باللبن ولها حجر من جريد مطرورة بالطين عددت تسعة أبيات
بحجرها وهي ما بين بيت عائشة رضي الله تعالى عنها إلى الباب الذي يلي باب
النبي صلى الله عليه وسلم إلى منزل أسماء بنت حسن بن عبد الله بن
عبيد الله بن العباس ورأيت بيت أم سلمة وحجرتها من لبن فسألت بن
ابنها فقال لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة دومة بنت
أم سلمة حجرتها بلبن فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر
إلى اللبن فدخل عليها أول نسائه فقال ما هذا البناء فقالت أردت يا
رسول الله أن أكف أبصار الناس فقال يا أم سلمة إن شر ما ذهب
فيه مال المسلمين البنيان
قال محمد بن عمر فحدثت هذا الحديث معاذ بن محمد الأنصاري
فقال سمعت عطاء الخراساني في مجلس فيه عمر بن أبي أنس يقول وهو
فيما بين القبر والمنبر أدركت حجر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم
من جريد النخل على أبوابها المسوح من شعر أسود فحضرت كتاب الوليد
بن عبد الملك يقرأ يأمر بإدخال حجر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فما رأيت أكثر باكيا من
ذلك اليوم
قال عطاء فسمعت سعيد بن المسيب يقول يومئذ والله لوددت أنهم
تركوها على حالها ينشأ ناشئ من أهل المدينة ويقدم القادم من الأفق فيرى
499

ما اكتفى به رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته فيكون ذلك مما
يزهد الناس في التكاثر والتفاخر قال معاذ فلما فرغ عطاء الخراساني
من حديثه قال عمر بن أبي أنس كان منها أربعة أبيات بلبن لها حجر
من جريد وكانت خمسة أبيات من جريد مطينة لا حجر لها على أبوابها
مسوح الشعر ذرعت الستر فوجدته ثلاث أذرع في ذراع والعظم أو أدنى
من العظم فأما ما ذكرت من البكاء يومئذ فلقد رأيتني في مجلس فيه نفر
من أبناء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم أبو سلمة بن عبد
الرحمن بن عوف وأبو أمامة بن سهل بن حنيف وخارجة بن زيد بن
ثابت وإنهم ليبكون حتى أخضل لحاهم الدمع وقال يومئذ أبو أمامة ليتها
تركت فلم تهدم حتى يقصر الناس عن البناء ويروا ما رضي الله لنبيه
صلى الله عليه وسلم ومفاتيح خزائن الدنيا بيده
أخبرنا محمد بن عمر عن عبد الله بن عامر الأسلمي قال قال لي أبو
بكر بن حزم وهو في مصلاه فيما بين الأسطوانة التي تلي حرف القبر التي
تلي الأخرى إلى طريق باب رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا بيت
زينب بنت جحش وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فيه
وهذا كله إلى باب أسماء بنت حسن بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس اليوم
إلى رحبة المسجد فهذه بيوت النبي صلى الله عليه وسلم التي رأيتها
بالجريد قد طرت بالطين عليها مسوح شعر
أخبرنا قبيصة بن عقبة أخبرنا نجاد بن فروخ اليربوعي عن شيخ
من أهل المدينة قال رأيت حجر النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن تهدم
بجرائد النخل ملبسة الأنطاع
أخبرنا خالد بن مخلد حدثني داود بن شيبان قال رأيت حجر
أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وعليها المسوح يعني متاع الاعراب
أخبرنا محمد بن مقاتل المروزي قال أخبرنا عبد الله بن المبارك قال
500

أخبرنا حريث بن السائب قال سمعت الحسن يقول كنت أدخل بيوت
أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في خلافة عثمان بن عفان فأتناول سقفها
بيدي
ذكر صدقات رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا صالح بن جعفر عن الميسور بن رفاعة
عن محمد بن كعب قال أول صدقة في الاسلام وقف رسول الله صلى
الله عليه وسلم أمواله لما قتل مخيريق بأحد وأوصي إن أصبت
فأموالي لرسول الله صلى الله
عليه وسلم فقبضها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتصدق بها
أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الحميد بن جعفر عن محمد بن
إبراهيم بن الحارث حدثني عبد الله بن كعب بن مالك قال قال مخيريق يوم
أحد إن أصبت فأموالي لمحمد صلى الله عليه وسلم يضعها حيث أراه
الله وهي عامة صدقات رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن عمر حدثني محمد بن بشر بن حميد عن أبيه قال
سمعت عمر بن عبد العزيز يقول في خلافته بخناصرة سمعت بالمدينة
والناس يومئذ بها كثير من مشيخة المهاجرين والأنصار أن حوائط النبي
صلى الله عليه وسلم يعني السبعة التي وقف من أموال مخيريق وقال
إن أصبت فأموالي لمحمد يضعها حيث أراه الله وقتل يوم أحد فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم مخيريق خير يهود ثم دعا لنا عمر بتمر
منها فأتي بتمر في طبق فقال كتب إلي أبو بكر بن حزم يخبرني أن هذا
التمر من العذق الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
501

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل منه قال قلت يا أمير
المؤمنين فاقسمه بيننا فقسمه فأصاب كل رجل منا تسع تمرات
قال عمر بن عبد العزيز قد دخلتها إذ كنت واليا بالمدينة وأكلت من هذه
النخلة ولم أر مثلها من التمر أطيب ولا أعذب
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا يحيى بن سعيد بن دينار عن أبي وجزة
يزيد بن عبيد السعدي قال كان مخيريق أيسر بني قينقاع وكان من
أحبار يهود وعلمائها بالتوراة فخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى أحد ينصره وهو على دينه فقال محمد بن مسلمة وسلمة بن سلامة
إن أصبت فأموالي إلى محمد صلى الله عليه وسلم يضعها حيث أراه الله
عز وجل فلما كان يوم السبت وانكسفت قريش ودفن القتلى وجد
مخيريق مقتولا به جراح فدفن ناحية من مقابر المسلمين ولم يصل عليه
ولم يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ ولا بعده يترحم عليه
ولم يزده على أن قال مخيريق خير يهود فهذا أمره
أخبرنا محمد بن عمر حدثني أيوب بن أبي أيوب عن عثمان بن
وثاب قال ما هذه الحوائط إلا من أموال بني النضير لقد رجع رسول
الله صلى الله عليه وسلم من أحد ففرق أموال مخيريق
أخبرنا محمد بن عمر حدثني الضحاك بن عثمان عن الزهري قال
هذه الحوائط السبعة من أموال بني النضير
أخبرنا محمد بن عمر حدثني موسى بن عمر الحارثي عن محمد بن
سهل بن أبي حثمة قال كانت صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم
من أموال بني النضير وهي سبعة الأعواف والصافية والدلال والميثب
وبرقة وحسنى ومشربة أم إبراهيم وإنما سميت مشربة أم إبراهيم
لان أم إبراهيم مارية كانت تنزلها وكان ذلك المال لسلام بن مشكم
النضري
502

أخبرنا محمد بن عمر حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة
عن الميسور بن رفاعة عن محمد بن كعب القرظي قال كانت الحبس
على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حبس سبعة حوائط بالمدينة
الأعواف والصافية والدلال والميثب وبرقة وحسنى ومشربة
أم إبراهيم قال بن كعب وقد حبس المسلمون بعده على أولادهم وأولاد
أولادهم
أخبرنا محمد بن عمر حدثني أسامة بن زيد الليثي عن الزهري عن
مالك بن أوس بن الحدثان عن عمر بن الخطاب قال كان لرسول
الله صلى الله عليه وسلم ثلاث صفايا فكانت بنو النضير حبسا لنوائبه
وكانت فدك لابن السبيل وكانت خيبر فكان الخمس قد جزأه ثلاثة
أجزاء فجزءان للمسلمين وجزء كان ينفق منه على أهله فإن فضل منه
فضل رده على فقراء المهاجرين
ذكر البئار التي شرب منها رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن عمر حدثني سعيد بن أبي زيد عن مروان بن أبي
سعيد بن المعلى قال كنت قد طلبت البئار التي كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يستعذب منها والتي برك فيها وبصق فيها فكان يشرب
من بئر بضاعة وبصق فيها وبرك وكان يشرب من بئر مالك بن النضر
بن ضمضم وهي التي يقال لها بئر أبي أنس وكان يشرب من بئر جنب
قصر بني حديلة اليوم وكان يشرب من جاسم بئر أبي الهيثم بن التيهان
براتج وكان يشرب من بيوت السقيا وكان يشرب من بئر غرس بقاء
وبرك فيها وقال هي عين من عيون الجنة وكان يشرب من العبيرة
503

بئر بني أمية بن زيد وقف على بئرها فبصق فيها وشرب منها ونزل
وسأل عن اسمها فقيل العبيرة فسماها اليسيرة وكان يشرب من بئر رومة
بالعقيق
أخبرنا محمد بن عمر حدثني معاوية بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي
رافع عن أبيه عن جدته سلمى قالت لما نزل رسول الله صلى الله عليه
وسلم منزل أبي أيوب كان أبو أيوب يخدمه ويستعذب له من بئر أبي
أنس مالك بن النضر فلما صار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
منزله كان أنس بن مالك وهند وأسماء ابنا حارثة يحملون قدور الماء إلى
بيوت نسائه من بئر السقيا ثم كان خادمه رباح عبدا أسود يستقي مرة
من بئر غرس ومرة من بيوت السقيا بأمره
أخبرنا محمد بن عمر حدثني سليمان بن عاصم عن سليمان بن عبد
الله بن أبي عويمر عن عبد الله بن نيار عن الهيثم بن النضر بن دهر الأسلمي
قال خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولزمت بابه في قوم محاويج
فكنت آتيه بالماء من جاسم بئر أبي الهيثم بن التيهان وكان ماؤها طيبا
أخبرنا محمد بن عمر حدثني سعيد بن أبي زيد عن من سمع نافعا
يخبر عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس
على شفير بئر غرس رأيت الليلة أني جالس على عين من عيون
الجنة يعني هذه البئر
أخبرنا محمد بن عمر حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة
عن حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس عن عكرمة عن بن عباس
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بئر غرس من عيون
الجنة
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا عاصم بن عبد الله الحكمي عن عمر
بن الحكم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم البئر بئر
504

غرس هي من عيون الجنة وماؤها أطيب المياه وكان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يستعذب له منها وغسل من بئر غرس
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا سعيد بن محمد عن سعيد بن رقيش قال
سمعت أنس بن مالك يقول جئنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
قباء فانتهى إلى بئر غرس وإنه ليستقي منها على حمار ثم نقوم عامة
النهار ما نجد فيها ماء فمضمض رسول الله صلى الله عليه وسلم في
الدلو ورده فيها فجاشت بالرواء
أخبرنا محمد بن عمر حدثني الثوري عن بن جريج عن أبي جعفر
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعذب له من بئر غرس
ومنها غسل
أخبرنا محمد بن عمر حدثنا إبراهيم بن محمد عن أبيه عن سهل بن
سعد قال سقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي من بئر بضاعة
أخبرنا محمد بن عمر حدثني أبي بن عباس بن سهل بن سعد عن
أبيه قال سمعت عدة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم
أبو أسيد وأبو حميد وأبي سهل بن سعد يقولون أتى رسول الله صلى الله
عليه وسلم بئر بضاعة فتوضأ في الدلو ورده في البئر ومج في الدلو
مرة أخرى وبصق فيها وشرب من مائها وكان إذا مرض المريض في عهده
يقول اغسلوه من ماء بضاعة فيغسل فكأنما حل من عقال
أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد المهيمن بن عباس عن يزيد بن
المنذر بن أبي أسيد الساعدي عن أبيه قال سمعت أبا حميد الساعدي يقول
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا مرارا على بئر بضاعة وخيله
تسقى منها وشرب منها وتوضأ ودعا فيها بالبركة
أخبرنا محمد بن عمر حدثني عمرو بن عبد الله بن عنبسة عن محمد
بن عبد الله بن عمرو بن عثمان قال نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم
505

إلى رومة وكانت لرجل من مزينة يسقي عليها بأجر فقال نعم صدقة
المسلم هذه من رجل يبتاعها من المزني فيتصدق بها فاشتراها
عثمان بن عفان بأربعمائة دينار فتصدق بها فلما علق عليها العلق مر بها
رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل عنها فأخبر أن عثمان اشتراها
وتصدق بها فقال اللهم أوجب له الجنة ودعا بدلو من مائها
فشرب منه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا النقاخ أما إن
هذا الوادي ستستكثر مياهه ويعذبون وبئر المزني أعذبها
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن
خالد بن رباح عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال مر رسول الله
صلى الله عليه وسلم يوما ببئر المزني وله خيمة إلى جنبها وجرة فيها
ماء بارد فسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم ماء باردا في الصيف
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا العذب الزلال
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا معمر يعني بن راشد عن الزهري
عن محمود بن الربيع أنه يقفل مجة مجها رسول الله صلى الله عليه وسلم
في الدلو في بئر أنس
أخبرنا محمد بن عمر حدثني بن أبي طوالة عن أبيه قال سمعت
أنس بن مالك يقول شرب رسول الله صلى الله عليه وسلم من بئرنا
هذه
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن هشام عن عروة
عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يستعذب له من بيوت السقيا
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا عاصم بن عبد الله الحكمي قال
شرب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج إلى بدر من بئر السقيا
فكان يشرب منها بعد
506