الكتاب: الطبقات الكبرى
المؤلف: محمد بن سعد
الجزء: ٣
الوفاة: ٢٣٠
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع:
المطبعة: دار صادر - بيروت
الناشر: دار صادر - بيروت
ردمك:
ملاحظات:

الطبقات الكبرى 3
1

الطبقات الكبرى
لابن سعد
المجلد الثالث
في البدرين من المهاجرين والأنصار
دار صادر
بيروت
3

طبقات البدريين من المهاجرين
ذكر الطبقة الأولى
تسمية من أحصينا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم من المهاجرين والأنصار وغيرهم ومن كان بعدهم
من أبنائهم وأتباعهم من أهل الفقه والعلم والرواية
للحديث وما انتهى إلينا من أسمائهم وأنسابهم
وكناهم وصفاتهم طبقة طبقة
أخبرنا محمد بن سعد قال وفيما أخبرنا به محمد بن عمر بن واقد
الأسلمي عن محمد بن عبد الله عن عمه الزهري عن عروة وعن بن أبي
حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة وعن محمد بن صالح بن دينار عن
عاصم بن عمر بن قتادة ويزيد بن رومان وعن موسى بن محمد بن إبراهيم
بن الحارث التيمي عن أبيه وعن عبد المجيد بن أبي عبس عن أبيه وعن
عبد الرحمن بن عبد العزيز عن أبي الحويرث عن محمد بن جبير بن مطعم
وعن أفلح بن سعيد القرظي عن سعيد بن عبد الرحمن بن رقيش وعن
غير هؤلاء أيضا ممن لقي من رجال أهل المدينة وغيرهم من أهل العلم
وفيما أخبرنا به الحسين بن بهرام عن أبي معشر نجيح المدني وفيما
أخبرنا به رؤيم بن يزيد المقرئ عن هارون بن أبي عيسى عن محمد بن
5

إسحاق وفيما أخبرنا به أحمد بن محمد بن أيوب عن إبراهيم بن سعد
عن محمد بن إسحاق وفيما أخبرنا به إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس
عن إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة وفيما أخبرنا
به عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري عن زكريا بن زيد بن سعد الأشهلي
وزكرياء بن يحيى بن أبي الزوائد السعدي وأبي عبيدة بن عبد الله بن محمد
بن عمار بن ياسر وإبراهيم بن نوح بن محمد الظفري وعن غيره ممن
لقي من أهل العلم والنسب بتسمية من شهد مع رسولا لله صلى الله عليه
وسلم بدرا والنقباء وعددهم وتسميتهم وغيرهم ممن صحب
رسولا لله صلى الله عليه وسلم وفيما أخبرنا به الفضل بن دكين أبو
نعيم ومعن بن عيسى الأشجعي القزاز وهشام بن محمد بن السائب بن بشير
الكلبي عن أبيه وغيرهم من أهل العلم والنسب فكل هؤلاء قد أخبرني
في تسمية أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن كان بعدهم من
التابعين من أهل الفقه والرواية للحديث بشئ فجمعت ذلك كله وبينت
من أمكنني تسميته منهم في موضعه
الطبقة الأولى على السابقين في الاسلام ممن شهد بدرا
من المهاجرين الأولين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم
ومن الأنصار الذين تبوأوا الدار والايمان ومن حلفائهم جميعا ومواليهم
ومن ضرب له رسول الله صلى له عليه وسلم بسهمه وأجره
شهدها من المهاجرين من بني هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن
مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر وإلى فهر اجتماع قريش بن
مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار
بن معد بن عدنان من بني إسماعيل بن إبراهيم صلى الله عليه وسلم
6

محمد رسولا لله صلى الله عليه وسلم
الطيب المبارك سيد المسلمين وإمام المتقين رسول رب العالمين بن
عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمه آمنة بنت
وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن
غالب بن فهر
وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم من الولد القاسم وبه كان
يكنى ولد له قبل أن يبعث صلى الله عليه وسلم و عبد الله وهو
الطيب وهو الطاهر سمي بذلك لأنه ولد في الاسلام وزينب وأم
كلثوم ورقية وفاطمة وأمهم كلهم خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد
العزى بن قصي وهي أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم
وإبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمه مارية القبطية
بعث بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم المقوقس صاحب الإسكندرية
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب قال أخبرني أبي عن أبي
صالح عن بن عباس قال كان أكبر ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم
القاسم ثم زينب ثم عبد الله ثم أم كلثوم ثم فاطمة ثم رقية
فمات القاسم وهو أول ميت من ولده صلى الله عليه وسلم بمكة
ثم مات عبد الله فقال العاص بن وائل لقد انقطع نسله فهو أبتر فأنزل
الله تبارك وتعالى إن شانئك هو الأبتر ثم ولدت له مارية بالمدينة
إبراهيم في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة فمات وهو بن ثمانية عشر
شهرا
قالوا وبدأ وجع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونة
7

زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من صفر
وتوفي صلوات الله عليه يوم الاثنين لثنتي عشرة ليلة خلت من شهر
ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة ودفن يوم الثلاثاء حين زاغت
الشمس وكان مقامه بالمدينة بعد الهجرة عشر سنين وكان مقامه صلى
الله عليه وسلم بمكة من قبل ذلك من حين تنبأ إلى أن هاجر ثلاث
عشرة سنة وبعث وهو بن أربعين سنة وولد عام الفيل وتوفي
صلوات الله عليه وهو بن ثلاث وستين سنة
حمزة بن عبد المطلب
أسد الله وأسد رسوله وعمه رضي الله تعالى عنه بن عبد المطلب بن
هاشم بن عبد مناف بن قصي وأم هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة
بن كلاب بن مرة وكان يكنى أبا عمارة وكاله من الولد يعلى
وكان يكنى به حمزة أبا يعلى وعامر درج وأمهما بنت الملة بن مالك
بن عبادة بن حجر بن فائد بن الحارث بن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن
عوف بن عمرو بن عوف من الأنصار من الأوس وعمارة بن حمزة
وقد كان يكنى به أيضا وأمه خولة بنت قيس بن قهد الأنصارية من
بني ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وأمامة بنت حمزة وأمها سلمى
بنت عميس أخت أسماء بنت عميس الخثعمية وأمامة التي اختصم فيها
علي وجعفر وزيد بن حارثة وأراد كل واحد منهم أن تكون عنده فقضى
بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لجعفر من أجل أن خالتها أسماء
بنت عميس كانت عنده وزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم
سلمة بن أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي وقال هل جزيت سلمة
8

فهلك قبل أن يجمعها إليه وقد كان ليعلى بن حمزة أولاد عمارة والفضل
والزبير وعقيل ومحمد درجوا فلم يبق لحمزة بن عبد المطلب ولد ولا
عقب
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبيد الله بن عبد
الرحمن بن موهب قال سمعت محمد بن كعب القرظي قال نال أبو
جهل وعدي بن الحمراء وابن الأصداء من النبي صلى الله عليه وسلم
يوما وشتموه وآذوه فبلغ ذلك حمزة بن عبد المطلب فدخل المسجد مغضبا
فضرب رأس أبي جهل بالقوس ضربة أوضحت في رأسه وأسلم حمزة
فعز به رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون وذلك بعد دخول رسول
الله صلى الله عليه وسلم دار أرقم في السنة السادسة من النبوة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن صالح عن عمران
بن مناح قال لما هاجر حمزة بن عبد المطلب إلى المدينة نزل على كلثوم
بن الهدم قال محمد بن صالح وقال عاصم بن عمر بن قتادة نزل على
سعد بن خيثمة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الله بن محمد بن عمر
قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين حمزة بن عبد المطلب
وزيد بن حارثة وإليه أوصى حمزة بن عبد المطلب يوم أحد حين حضر
القتال
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني شعيب بن عبادة عن يزيد
بن رومان قال أول لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم حين
قدم المدينة لحمزة بن عبد المطلب بعثه سرية في ثلاثين راكبا حتى بلغو
قريبا من سيف البحر يعترض لعير قريش وهي منحدرة إلى مكة قد جاءت
من الشآم وفيها أبو جهل بن هشام في ثلاثمائة راكب فانصرف ولم يكن
بينهم قتال
9

قال محمد بن عمر وهو الخبر المجمع عليه عندنا إن أول لواء
عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم لحمزة بن عبد المطلب
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم
عن أبيه قال كان حمزة معلما يوم بدر بريشة نعامة قال محمد بن
عمر وحمل حمزة لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بني
قينقاع ولم يكن الرايات يومئذ
وقتل رحمه الله يوم أحد على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة
وهو يومئذ بن تسع وخمسين سنة كان أسن من رسول الله صلى الله
عليه وسلم بأربع سنين وكان رجلا ليس بالطويل ولا بالقصير قتله
وحشي بن حرب وشق بطنه وأخذ كبده فجاء بها إلى هند بنت عتبة
بن ربيعة فمضغتها ثم لفضتها ثم جاءت فمثلت بحمزة وجعلت
من ذلك مسكتين ومعضدين وخدمتين حتى قدمت بذلك وبكبده
مكة
وكفن حمزة في بردة فجعلوا إذا خمروا بها رأسه بدت قدماه
وإذا خمروا بها رجليه تنكشف عن وجهه فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم غطوا وجهه وجعل على رجليه الحرمل
قال أخبرنا وكيع بن الجراح قال أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه
أن حمزة بن عبد المطلب كفن في ثوب
قال أخبرنا محمد بن عمر حدثني عمر بن عثمان الجحشي عن
آبائه قالوا دفن حمزة بن عبد المطلب وعبد الله بن جحش في قبر واحد
وحمزة خال عبد الله بن جحش
قال قال محمد بن عمر ونزل في قبر حمزة أبو بكر وعمر وعلي
والزبير ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على حفرته وقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت الملائكة تغسل حمزة لان كان
10

جنبا ذلك اليوم وكان حمزة أول من صلى رسول الله عليه ذلك اليوم من
الشهداء وكبر عليه أربعا ثم جمع إليه الشهداء فكلما أتي بشهيد وضع
إلى جنب حمزة فصلى عليه وعلى الشهيد حتى صلى عليه سبعين مرة
وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم البكاء في بني عبد الأشهل
على قتلاهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن حمزة لا بواكي
له فسمع ذلك سعد بن معاذ فرجع إلى نساء بني عبد الأشهم فساقهن إلى باب
رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكين على حمزة فسمع ذلك رسول
الله صلى الله عليه وسلم فدعا لهن وردهن فلم تبك امرأة من الأنصار
بعد ذلك إلى اليوم على ميت إلا بدأت بالبكاء على حمزة ثم بكت على
ميتها
قال أخبرنا شهاب بن عباد العبدي قال أخبرنا عبد الجبار بن ورد
عن الزبير عن جابر بن عبد الله قال لما أراد معاوية أن يجري عينه
التي بأحد كتبوا إليه إنا لا نستطيع أن نجريها إلا على قبور الشهداء قال
فكتب انبشوهم قال فرأيتهم يحمل على أعناق الرجال كأنهم
قوم نيام وأصابت المسحاة طرف رجل حمزة بن عبد المطلب فانبعثت دما
قال أخبرنا سفيان بن عيينة وإسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن علي
بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب قال قال علي لرسول الله
صلى الله عليه وسلم ألا تتزوج ابنة عمك ابنة حمزة فإنها قال سفيان
أجمل وقال إسماعيل أحسن فتاة في قريش فقال يا علي أما علمت
أن حمزة أخي من الرضاعة وأن الله حرم من الرضاع ما حرم من النسب
قال أخبرنا عبد الله بن نمير و محمد بن عبيد قالا أخبرنا الأعمش
عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي قال قلت يا رسول
الله مالي أراك تتوق في نساء قريش وتدعنا قال عندك شئ قال قلت
نعم ابنة حمزة قال تلك ابنة أخي من الرضاعة
11

قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال أخبرنا سعيد بن أبي
عروبة عن قتادة عن جابر بن يزيد عن بن عباس قال أريد رسول
الله صلى الله عليه وسلم على ابنة حمزة فقال إنها ابنة أخي من الرضاعة
وإنه يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب
قال أخبرنا موسى بن إسماعيل قال أخبرنا حماد بن سلمة عن
عمار بن أبي عمار أن حمزة بن عبد المطلب سأل النبي صلى الله عليه
وسلم أن يريه جبريل في صورته قال إنك لا تستطيع أن تراه
قال بلى قال فاقعد مكانك قال فنزل جبريل على خشبة في الكعبة
كان المشركون يضعون ثيابه عليها إذا طافوا بالبيت فقال ارفع طرفك
فانظر فنظر فإذا قدماه مثل الزبرجد الأخضر فخر مغشيا عليه
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق
عن حارثة بن مضرب عن علي قال قال لي رسول الله صلى الله عليه
وسلم يوم بدر يا علي ناد لي حمزة وكان أقربهم إلى المشركين
قال أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة وإسحاق بن يوسف الأزرق
عن بن عون عن عمير بن إسحاق قال كان حمزة بن عبد المطلب
يقاتل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد بسيفين ويقول
أنا أسد الله وجعل يقبل ويدبر قال فبينما هو كذلك إذ عثر عثرة فوقع
على ظهر وبصر به الأسود قال أبو أسامة فزرقه بحربة فقتله وقال
إسحاق بن يوسف فطعنه الحبشي بحربة أو رمح فبقره
قال أخبرنا هوذة بن خليفة قال أخبرنا عوف عن محمد قال
بلغني أن هند بنت عتبة بن بن ربيعة جاءت في الأحزاب يوم أحد وكانت قد
نذرت لئن قدرت على حمزة بن عبد المطلب لتأكلن من كبده قال
فلما كان حيث أصيب حمزة ومثلوا بالقتلى وجاؤوا بحزة من كبد حمزة
فأخذتها تمضغها لتأكلها فلم تستطع أن تبتلعها فلفظتها فبلغ ذلك رسول
12

الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله قد حرم على النار أن تذوق من
لحم حمزة شيئا أبدا ثم قال محمد وهذه شدائد على هند المسكينة
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة قال
أخبرنا عطاء بن السائب عن الشعبي عن بن مسعود قال قال أبو سفيان يوم
أحد قد كانت في القوم مثلة وإن كانت لعن غير ملا مني ما أمرت
ولا نهيت ولا أحببت ولا كرهت ساءني ولا سرني قال ونظروا فإذا
حمزة قد بقر بطنه وأخذت هند كبده فلاكتها فلم تستطيع هند أن تأكلها
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكلت منها شيئا قالوا لا قال
ما كان الله ليدخل شيئا من حمزة النار
قال أخبرنا خالد بن مخلد قال حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز
قال حدثني الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال يوم أحد من رأى مقتل حمزة فقال
رجل أعزك الله أنا رأيت مقتله قال فانطلق فأرناه فخرج حتى
وقف على حمزة فرآه قد شق بطنه وقد مثل به فقال يا رسول الله
مثل به والله فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينظر إليه
ووقف بين ظهراني القتلى فقال أنا شهيد على هؤلاء لفوهم في دمائهم
فإنه ليس من جريح يجرح في الله إلا جاء جرحه يوم القيامة يدمى
لونه لون الدم وريحه ريح المسك قدموا أكثرهم قرآنا فاجعلوه
في اللحد
قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال أخبرنا صالح المري
قال أخبرنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن أبي هريرة أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم وقف على حمزة بن عبد المطلب حيث استشهد
فنظر إلى منظر لم ينظر إلى شئ قط كان أوجع لقلبه منه ونظر إليه قد
مثل به فقال رحمة الله عليك فإنك كنت ما علمت وصولا للرحم
13

فعولا للخيرات ولولا حزن من بعدك عليك لسرني أن أتركك حتى
يحشرك الله من أرواح شتى أما والله علي ذلك لأمثلن بسبعين منهم
مكانك فنزل جبريل عليه السلام والنبي صلى الله عليه وسلم واقف
بخواتيم النحل وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به إلى آخر
الآية فكفر النبي صلى الله عليه وسلم عن يمينه وأمسك عن الذي
أراد وصبر
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال أخبرنا أبو بكر بن
عياش عن يزيد عن مقسم عن بن عباس قال لما قتل حمزة
يوم أحد أقبلت صفية تطلبه لا تدري ما صنع قال فلقيت عليا والزبير
فقال علي للزبير أذكر لأمك قال الزبير لا بل أذكر أنت لعمتك
قالت ما فعل حمزة قال فأرياها أنهما لا يدريان قال فجاء النبي
صلى الله عليه وسلم فقال إني أخاف على عقلها قال فوضع يده على
صدرها ودعا لها فاسترجعت وبكت ثم جاء فقام عليه وقد مثل به فقال
لولا جزع النساء لتركته حتى يحشر من حواصل الطير وبطون السباع
قال ثم أمر بالقتلى فجعل يصلي عليهم قال فيضع تسعة وحمزة فيكبر
عليهم سبعا ثم يرفعون ويترك حمزة ثم يجاء بتسعة فيكبر عليهم حتى
فرغ منهم
قال أخبرنا روح بن عباد وعثمان عمر وزيد بن الحباب عن أسامة
بن زيد عن الزهري عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
مر بعمه حمزة يوم أحد وقد جدع ومثل به فقال لولا أن تجد
صفية في نفسها لتركته حتى تأكله العافية حتى يحشر من بطون الطير
والسباع قال فكفن في نمرة إذا خمر برأسه بدت رجلاه وإذا
مدت على رجليه بدا رأسه قال وقلت الثياب وكثرت القتلى فكفن
الرجل والرجلان والثلاثة في ثوب واحد وكان يجمع الثلاثة والاثنين في
14

قبر ثم يسأل أيهم أكثر قرآنا فيقدمه في اللحد
قال أخبرنا وكيع وعبد الله بن نمير عن هاشم بن عروة عن أبيه
أن حمزة بن عبد المطلب كفن في ثوب واحد
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا شريك عن إبراهيم بن
المهاجر عن إبراهيم قال قال خباب كفن حمزة في بردة إذا غطي
رأسه خرجت رجلاه وإذا غطيت رجلاه خرج رأسه فغطي رأسه وجعل
على رجليه إذخر
قال أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال أخبرنا محمد بن صالح
عن يزيد بن زيد عن أبي أسيد الساعدي قال أنا مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم على قبر حمزة فجعلوا يجرون النمرة فتنكشف قدماه
ويجرونها على قدميه فينكشف وجهه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
اجعلوها على وجهه واجعلوا على قدميه من هذا الشجر قال فرفع رسول
الله صلى الله عليه وسلم رأسه فإذا أصحابه يبكون فقال ما يبكيكم
قيل يا رسول الله لا نجد لعمك اليوم ثوبا واحدا يسعه فقال إنه يأتي على
الناس زمان يخرجون إلى الأرياف فيصيبون فيها مطعما وملبسا ومركبا
أو قال مراكب فيكتبون إلى أهلهم هلموا إلينا فإنكم بأرض جردة
والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون لا يصبر على لأوائها وشدتها أحد
إلا كانت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة
قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال أخبرنا سليمان بن المغيرة
قال أخبرنا هشام بن عروة قال أقبلت صفية بنت عبد المطلب ومعها
ثوبان تريد أن تكفن أخاها حمزة بن عبد المطلب فيهما قال فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم للزبير بن العوام وهي أمه وهو ابنها عليك
المرأة قال فاستقبلها ليردها قالت هكذا لا أرض لك ولا أم لك
فانتهت إليه فإذا إلى جنبه رجل من الأنصار صريع فكفن حمزة في أوسع
15

الثوبين وكفن الأنصاري في الآخر
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثني أشعث قال
سئل الحسن أيغسل الشهداء قال نعم قال وقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم لقد رأيت الملائكة تغسل حمزة
قال أخبرنا وكيع والفضل بن دكين عن شريك عن حصين عن
أبي مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على قتلى أحد عشرة
عشرة يصلي على حمزة مع كل عشرة
قال أخبرنا محمد بن الفضيل بن غزوان عن يزيد بن أبي زياد
عن عبد الله بن الحارث قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
على حمزة فكبر عليه تسعا ثم جئ بأخرى فكبر عليها سبعا ثم جئ
بأخرى فكبر عليها خمسا حتى فرغ من جميعهم غير أنه وتر
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة قال
أخبرنا عطاء بن السائب عن الشعبي عن بن مسعود قال وضع رسول الله
صلى الله عليه وسلم حمزة فصلى عليه وجئ برجل من الأنصار فوضع
إلى جنبه فصلى عليه فرفع الأنصاري وترك حمزة ثم جئ بآخر فوضع
إلى جنب حمزة فصلى عليه فرفع الأنصاري وترك حمزة حتى صلى
عليه يومئذ سبعين صلاة
قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال أخبرنا همام عن عطاء
بن السائب عن الشعبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على
حمزة بن عبد المطلب ثم جئ برجل فوضع فصلى عليهما جميعا ثم
رفع
الرجل وجئ بآخر فما زال يفعل ذلك حتى صلى يومئذ على حمزة
سبعين صلاة
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال أخبرنا أبو الأحوص
قال أخبرنا سعيد بن مسروق عن أبي الضحى قال في قول الله جل ثناؤه
16

ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم
يرزقون قال نزلت في قتلى أحد ونزل فيهم ويتخذ منكم
شهداء قال قتل يومئذ سبعون من المسلمين أربعة من المهاجرين حمزة
بن عبد المطلب ومصعب بن عمير أخو بني عبد الدار والشماس بن
عثمان المخزومي و عبد الله بن جحش الأسدي وسائرهم من الأنصار
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن سفيان عن أبي هاشم عن أبي
مجلز عن قيس بن عباد قال سمعت أبا ذر يقسم أنزلت هذه الآيات
هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا إلى قوله إن
الله يفعل ما يريد في هؤلاء الرهط الستة يوم بدر حمزة بن عبد
المطلب وعلي بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث وعتبة بن ربيعة
وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة
قال أخبرنا عثمان بن عمر وعبيد الله بن موسى وروح بن عبادة
قالوا أخبرنا أسامة بن زيد عن نافع عن بن عمر قال لما رجع رسول
الله صلى الله عليه وسلم من أحد سمع نساء بني عبد الأشهل يبكين
على هلكاهن فقال لكن حمزة لا بواكي له قال فاجتمع نساء
الأنصار عنده فبكين على حمزة ورقد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاستيقظ وهن يبكين فقال يا ويحهن إنهن هاهنا حتى الآن مروهن
فلير جعن ولا يبكين على هالك بعد اليوم
قال أخبرنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي قال أخبرنا زهير
بن محمد وأخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي قال أخبرنا عبد
العزيز بن محمد الدراوردي جميعا عن شريك بن أبي نمر عن عطاء بن
يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على نساء بني عبد الأشهل
لما فرغ من أحد فسمعهن يبكين على من استشهد منهم بأحد فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لكن حمزة لا بواكي له فسمعها سعد بن معاذ
17

فذهب إلى نساء بني عبد الأشهل فأمرهن أن يذهبن إلى باب رسول الله
صلى الله عليه وسلم فيبكين على حمزة فذهبن فبكين فسمع رسول الله
صلى الله عليه وسلم بكاءهن فقال من هؤلاء فقيل نساء الأنصار
فخرج إليهن فقال ارجعن لا بكاء بعد اليوم
وقال عبد الملك بن عمرو في حديثه عن زهير بن محمد وقال بارك
الله عليكن وعلى أولادكن وعلى أولاد أولادكن وقال عبد الله بن مسلمة
في حديثه عن عبد العزيز بن محمد رحمكن الله ورحم أولادكن وأولاد
أولادكن
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال أخبرنا محمد بن عمرو
قال أخبرنا محمد بن إبراهيم قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم
حين انصرف من أحد وبنو عبد الأشهل نساؤهم يبكين على قتلاهم فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن حمزة لا بواكي له فبلغ ذلك سعد
بن معاذ فساق نساءه حتى جاء بهن إلى باب المسجد يبكين على حمزة
قالت عائشة فخرجنا إليهن نبكي معهن فنام رسول الله صلى الله عليه
وسلم ونحن نبكي ثم استيقظ فصلى صلاة العشاء الآخرة ثم نام ونحن
نبكي ثم استيقظ فسمع الصوت فقال ألا أراهن ها هنا إلى الآن
قولوا لهن فليرجعن ثم دعا لهن ولأزواجهن ولأولادهن ثم أصبح
فنهى عن البكاء كأشد ما نهى عن شئ
قال أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك قال قال أخبرنا
محمد بن أبي حميد عن بن المنكدر قال أقبل رسول الله صلى الله عليه
وسلم من أحد فمر على بني عبد الأشهل ونساء الأنصار يبكين على
هلكاهن يندبنهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن حمزة
لا بواكي له قال فدخل رجال من الأنصار على نسائهم فقالوا حولن
بكاءكن وندبكن على حمزة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم
18

فطال قيامه يستمع ثم انصرف فقام على المنبر من الغد فنهى عن النياحة
كأشد ما نهى عن شئ قط وقال كل نادبة كاذبة إلا نادبة حمزة
قال حدثنا مسلم بن إبراهيم قال أخبرنا حكيم بن سلمان قال
سمعت محارب بن دثار يذكر قال لما قتل حمزة بن عبد المطلب جعل
الناس يبكون على قتلاهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لكن حمزة
لا بواكي له قال فسمعت ذلك الأنصار فأمروا نساؤهم فبكين عليه
فجاءت امرأة واضعة يدها على رأسها ترن فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم فعلت فعل الشيطان حين أهبط إلى الأرض وضع يده على رأسه
يرن وإنه ليس منا من حلق ولا من خرق ولا من سلق
قال أخبرنا عبد الله بن نمير قال أخبرنا زياد بن المنذر عن أبي جعفر
قال كانت فاطمة تأتي قبر حمزة ترمه وتصلحه
علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه
واسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب واسمه شيبة بن هاشم
واسمه عمرو بن عبد مناف واسمه المغيرة بن قصي واسمه زيد ويكنى
علي أبا الحسن وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي
وكان له من الولد الحسن والحسين وزينب الكبرى وأم كلثوم الكبرى
وأمهم فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحمد بن علي الأكبر
وهو بن الحنفية وأمه خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة بن ثعلبة
بن يربوع بن ثعلبة بن الدول بن حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن
بكر بن وائل وعبيد الله بن علي قتله المختار بن أبي عبيد بالمذار وأبو
بكر بن علي قتل مع الحسين ولا عقب لهما وأمهما ليلى بنت مسعود بن
خالد بن ثابت بن ربعي بن سلمى بن جندل بن نهشل بن دارم بن مالك
19

بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم والعباس الأكبر بن علي وعثمان
وجعفر الأكبر و عبد الله قتلوا مع الحسين بن علي ولا بقية لهم وأمهم
أم البنين بنت حزام بن خالد بن جعفر بن ربيعة بن الوحيد بن عامر بن كعب
بن كلا ب ومحمد الأصغر بن علي قتل مع الحسين وأمه أم ولد
ويحيى وعون ابنا علي وأمهما أسماء بنت عميس الخثعمية وعمر الأكبر
بن علي ورقية بنت علي وأمهما الصهباء وهي أم حبيب بنت ربيعة بن
بجير بن العبد بن علقمة بن الحارث بن عتبة بن سعد بن زهير بن جشم
بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل وكانت سبية
أصابها خالد بن الوليد حين أغار على بني تغلب بناحية عين التمر ومحمد
الأوسط بن علو أمه أمامة بنت أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى بن
عبد شمس بن عبد مناف وأمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه
وسلم وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وأم
الحسن بنت علي ورملة الكبرى وأمهما أم سعيد بنت عروة بن مسعود
بن متعب بن مالك الثقفي وأم هانئ بنت علي وميمونة وزينب
الصغرى ورملة الصغرى وأم كلثوم الصغرى وفاطمة وأمامة
وخديجة وأم الكرام وأم سلمة وأم جعفر وجمانة ونفيسة
بنات علي وهن لأمهات أولاد شتى وابنة لعلي لم تسم لنا هلكت
وهي جارية لم تبرز وأمها محياة بنت امرئ القيس بن عدي بن أوس
بن جابر بن كعب بن عليم من كلب وكانت تخرج إلى المسجد وهي
جارية فيقال لها من أخوالك فتقول وه وه تعني كلبا فجميع ولد علي
بن أبي طالب لصلبه أربعة عشر ذكرا وتسع عشرة امرأة وكان النسل من
ولده لخمسة الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية والعباس بن الكلابية
وعمر بن التغلبية قال محمد بن سعد لم يصح لنا من ولد علي رضي الله
تعالى عنه غير هؤلاء
20

ذكر إسلام علي وصلاته
قال أخبرنا وكيع بن الجراح ويزيد بن هارون وعفان بن مسلم عن
شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي حمزة مولى الأنصار عن زيد بن أرقم
قال أول من أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم علي قال عفان
بن مسلم أول من صلى
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا إبراهيم بن نافع وإسحاق
بن حازم عن أبي نجيح عن مجاهد قال أول من صلى علي وهو بن
عشر سنين
قال أخبرنا محمد بن عمر حدثني عمرو بن عبد الله بن عتبة عن
عمارة بن غزية عن محمد بن عبد الرحمن بن زرارة قال أسلم علي
وهو بن تسع سنين
قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس حدثني عن الحسن
بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب أن علي بن أبي طالب حين دعاه
النبي صلى الله عليه وسلم إلى الاسلام كان بن تسع سنين قال الحسن
بن زيد ويقال دون تسع سنين ولم يعبد الأوثان قط لصغره
قال أخبرنا يزيد بن هارون وسليمان أبو داود الطيالسي قالا قال
أخبرنا شعبة عن سلمة بن كهيل عن حبة العرني قال سمعت عليا
يقول أنا أول من صلى قال يزيد أو أسلم
قال أخبرنا يحيى بن حماد البصري قال قال أخبرنا أبو عوانة
عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن بن عباس قال أول من
أسلم من الناس بعد خديجة علي قال محمد بن عمرو وأصحابنا مجمعون أن
أول أهل القبلة الذي استجاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة
بنت خويلد ثم اختلف عندنا في ثلاثة نفر أيهم أسلم أولا في أبي بكر
21

وعلي وزيد بن حارثة وما نجد إسلام علي صحيحا إلا وهو بن إحدى
عشرة سنة
قال أخبرنا بن عمر حدثني عبد الله بن محمد عن أبيه عن عبيد
الله بن أبي رافع عن علي قال لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى المدينة في الهجرة أمرني أن أقيم بعده حتى أؤدي ودائع كانت عنده
للناس ولذا كان يسمى الأمين فأقمت ثلاثا فكنت أظهر ما تغيبت
يوما واحدا ثم خرجت فجعلت أتبع طريق رسول الله صلى الله عليه
وسلم حتى قدمت بني عمرو بن عوف ورسول الله صلى الله عليه وسلم
مقيم فنزلت على كلثوم بن الهدم وهنالك منزل رسول الله صلى الله عليه
وسلم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عاصم بن سويد من بني
عمرو بن عوف عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال قدم علي
للنصف من شهر ربيع الأول ورسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء
لم يرم بعد
قال أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن محمد بن عمر بن
علي عن أبيه قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين
المهاجرين بعضهم فبعض وآخى بين المهاجرين والأنصار فلم تكن
مؤاخاة إلا قبل بدر آخى بينهم على الحق والمؤاساة فآخى رسول الله
صلى الله عليه وسلم بينه وبين علي بن أبي طالب
قال أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن عبد الله بن محمد
بن عمر بن علي عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم حين آخى بين
أصحابه وضع يده على منكب علي ثم قال أنت أخي ترثني وأرثك
فلما نزلت آية الميراث قطعت ذاك
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم
22

عن أبيه قال محمد بن عمر وأخبرنا عبد الله بن جعفر عن أبي عون وسعد
بن إبراهيم قال محمد بن عمر وأخبرنا محمد بن صالح عن عاصم بن
عمر بن قتاد قالوا آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين علي بن
أبي طالب وسهل بن حنيف
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم
عن أبيه قال كان علي بن أبي طالب يوم بدر معلما بصوفة بيضاء
قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال أخبرنا سعيد بن أبي عروبة
عن قتادة أن علي بن أبي طالب كان صاحب لواء رسول الله صلى الله
عليه وسلم يوم بدر وفي كل مشهد
ذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي
طالب أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون
من موسى إلا أنه لا نبي بعدي
قال قال محمد بن عمر وكان علي ممن ثبت مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم يوم أحد حين انهزم الناس وبايعه على الموت وبعثه
رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى بني سعد بفدك في مائة رجل
وكان معه إحدى رايات المهاجرين الثلاث يوم فتح مكة وبعثه سرية
إلى الفلس إلى طئ وبعثه إلى اليمن ولم يتخلف عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم في غزوة غزاها إلا غزوة تبوك خلفه في أهله
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا فضل بن مرزوق عن
عطية حدثني أبو سعيد قال غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم
23

غزوة تبوك وخلف عليا في أهله فقال بعض الناس ما منعه أن يخرج
به إلا أنه كره صحبته فبلغ ذلك عليا فذكره للنبي صلى الله عليه
وسلم فقال أيا بن أبي طالب أما ترضى أن تنزل مني بمنزلة هارون
من موسى
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا فطر بن خليفة عن عبد
الله بن شريك قال سمعت عبد الله بن رقيم الكناني قال قدمنا المدينة
فلقينا سعد بن مالك فقال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك
وخلف عليا فقال له يا رسول الله خرجت وخلفتني فقال أما
ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي
قال أخبرنا عفان بن مسلم عن حماد بن سلمة قال أخبرنا علي
بن زيد عن سعيد بن المسيب قال قلت لسعد بن مالك إني أريد أن أسألك
عن حديث وأنا أهابك أن أسألك عنه قال لا تفعل يا بن أخي إذا علمت
أن عندي علما فسلني عنه ولا تهبني فقلت قول رسول الله صلى الله
عليه وسلم لعلي حين خلفه بالمدينة في غزوة تبوك قال قال أتخلفني
في الخالفة في النساء والصبيان فقال أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون
من موسى فأدبر علي مسرعا كأني أنظر إلى غبار قدميه يسطع وقد
قال حماد فرجع علي مسرعا
قال وأخبرنا روح بن عبادة قال أخبرنا عون عن ميمون عن البراء
بن عازب وزيد بن أرقم قالا لما كان عند غزوة جيش العسرة وهي
تبوك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب إنه بد
من أن أقيم أو تقيم فخلفه فلما فصل رسول الله صلى الله عليه وسلم
غازيا قال ناس ما خلف عليا إلا لشئ كرهه منه فبلغ ذلك عليا
فاتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إليه فقال له ما جاء
بك يا علي قال لا يا رسول الله إلا أني سمعت ناسا يزعمون أنك إنما
24

خلقتني لشئ كرهته مني فتضاحك رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال يا علي أما ترضى أن تكون مني كهارون من موسى غير أنك لست
بنبي قال بلى يا رسول الله قال فإنه كذلك
أخبرنا روح بن عبادة قال أخبرنا بسطام بن مسلم عن مالك بن دينار
قال قلت لسعيد بن جبير من كان صاحب راية رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال إنك لرخو اللبب فقال لي معبد الجهني أنا أخبرك
كان يحملها قال مسير بن ميسرة العبسي فإذا كان القتال أخذها علي بن أبي
طالب رضي الله تعالى عنه
ذكر صفة علي بن أبي طالب عليه السلام
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد
عن الشعبي قال رأيت عليا وكان عريض اللحية وقد أخذت ما بين منكبيه
أصلع على رأسه زغيبات
أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا يونس بن أبي إسحاق عن أبيه
أبي إسحاق قال رأيت عليا فقال لي أبي قم يا عمرو فانظر إلى أمير
المؤمنين فقمت إليه فلم أره يخضب لحيته ضخم اللحية
قال أخبرنا مؤمل بن إسماعيل وقبيصة بن عقبة قالا أخبرنا سفيان
عن أبي إسحاق قال رأيت عليا أبيض الرأس واللحية
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا شريك عن أبي إسحاق
قال رأيت عليا أصلع أبيض اللحية رفعني أبي
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا شريك عن جابر عن
عامر قال كان علي يطردنا من الرحبة ونحن صبيان أبيض الرأس واللحية
25

قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا زهير عن أبي إسحاق
أنه صلى مع علي الجمعة حين مالت الشمس قال فرأيته أبيض اللحية
أجلح
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا الثوري وإسرائيل وشيبان
وقيس عن أبي إسحاق قال رأيت عليا أبيض الرأس واللحية
أخبرنا شهاب بن عباد العبدي قال أخبرنا إبراهيم بن حميد عن
إسماعيل عن عامر قال ما رأيت رجلا قط أعرض لحية من علي قد
ملأت ما بين منكبيه بيضاء
قال أخبرنا الفضل بن دكين وعفان بن مسلم وسليمان بن حرب
قالوا أخبرنا أبو هلال قال حدثني سوادة بن حنظلة القشيري قال
رأيت عليا أصفر اللحية
قال أخبرنا عبد الله بن نمير وأسباط بن محمد عن إسماعيل بن سلمان
الأزرق عن أبي عمر البزاز عن محمد بن الحنفية قال خضب علي بالحناء
مرة ثم تركه
قال أخبرنا وهب بن جرير بن حازم قال أخبرنا أبي قال سمعت
أبا رجاء قال رأيت عليا أصلع كثير الشعر كأنما اجتاب إهاب شاة
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا أبو عوانة عن مغير
عن قدامة بن عتاب قال كان علي ضخم البطن ضخم مشاشة المنكب
ضخم عضلة الذراع دقيق مستدقها ضخم عضلة الساق دقيق
مستدقها قال رأيته يخطب في يوم من أيام الشتاء عليه قميص قهز
وإزاران قطريان معتما بسب كتان مما ينسج في سوادكم
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا رزام بن سعد الضبي
قال سمعت أبي ينعت عليا قال كان رجلا فوق الربعة ضخم
المنكبين طويل اللحية وإن شئت قلت إذا نظرت إليه هو آدم وإن
26

تبينته من قريب قلت أن يكون أسمر أدنى من أن يكون آدم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة قال سألت أبا جعفر محمد بن
علي قلت ما كانت صفة علي قال رجل آدم شديد الأدمة ثقيل
العينين عظيمهما ذو بطن أصلع إلى القصر أقرب
قال أخبرنا عمرو بن عاصم قال أخبرنا همام بن يحيى عن محمد
بن جحادة قال حدثني أبو سعيد بياع الكرابيس أن عليا كان يأتي
السوق في الأيام فيسلم عليهم فإذا رأوه قالوا بوذا شكنب أمد قيل له
إنهم يقولون إنك ضخم البطن فقال إن أعلاه علم وأسفله طعام
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن جابر عن
عامر قال رأيت عليا ورأسه ولحيته بيضاوان كأنهما قطن
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا سلمة برجاء التميمي
عن مدرك أبي الحجاج قال رأيت في عيني علي أثر الكحل
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام بن حسان قال
أخبرنا أبو الرضى القيسي قال ربما رأيت عليا يخطبنا وعليه إزار ورداء
مرتديا به غير ملتحف وعمامة فينظر إلى شعر صدره وبطنه
ذكر لباس علي عليه السلام
قال أخبرنا وكيع عن أبي مكين عن خالد أبي أمية قال رأيت
عليا وقد لحق إزاره بركبتيه
قال أخبرنا يعلى بن عبيد و عبد الله بن نمير عن الأجلح عن عبد
الله بن أبي الهذيل قال رأيت عليا عليه قميص رازي إذا مد كمه بلغ
27

الظفر فإذا أرخاه قال يعلى بلغ نصف ساعده وقال عبد الله بن نمير
بلغ نصف الذراع
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن علي بن صالح عن عطاء أبي
محمد قال رأيت على علي قميصا من هذه الكرابيس غير غسى
قال أخبرنا أنس بن عياض أبو ضمرة الليثي قال حدثني محمد
بن أبي يحيى عن أبي العلاء مولى الأسلميين قال رأيت عليا يأتزر فوق
السرة
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن سفيان عن عمرو بن قيس أن
عليا رئي عليه إزار مرقوع فقيل له فقال يخشع القلب ويقتدي به المؤمن
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا الحر بن جرموز عن أبيه
قال رأيت عليا وهو يخرج من القصر وعليه قطريتان إزار إلى نصف الساق
ورداء مشمر قريب منه ومعه درة له يمشي بها في الأسواق ويأمرهم بتقوى
الله وحسن البيع ويقول أوفوا الكيل والميزان ويقول لا تنفخوا اللحم
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا سعيد بن عبيد عن علي
بن ربيعة أنه رأى على علي بردين قطريين
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا حميد بن عبد الله الأصم
قال سمعت فروخ مولى لبني الأشتر قال رأيت عليا في بني ديوار وأنا
غلام فقال أتعرفني فقلت نعم أنت أمير المؤمنين ثم أتى آخر فقال أتعرفني
فقال لا فاشترى منه قميصا زابيا فلبسه فمد كم القميص فإذا هو مع أصابعه
فقال له كفه فلما كفه قال الحمد لله الذي كسا علي بن أبي طالب
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا أيوب بن دينار أبو سليمان
المكتب قال حدثني
والدي أنه رأى عليا يمشي في السوق وعليه إزار
إلى نصف ساقيه وبردة على ظهره قال ورأيت عليه بردين نجرانيين
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا عبد الجبار بن المغيرة
28

الأزدي حدثتني أم كثيرة أنها رأت عليا ومعه مخفقة وعليه رداء
سنبلاني وقميص كرابيس وإزار كرابيس إلى نصف ساقيه الإزار
والقميص
قال أخبرنا خالد بن مخلد قال أخبرنا سليمان بن بلال قال حدثني
جعفر بن محمد عن أبيه قال كان علي بن أبي طالب يطوف في السوق بيده
درة فأتي بقميص له سنبلاني فلبسه فخرج كماه على يديه فأمر بهما فقطعا
حتى استويا بيده ثم أخذ درته فذهب يطوف
قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس عن سليمان بن بلال
عن جعفر بن محمد عن أبيه قال ابتاع علي قميصا سنبلانيا بأربعة دراهم
فجاء الخياط فمد كم القميص فأمره أن يقطعه مما خلف أصابعه
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا زهير بن معاوية عن جابر
عن هرمز قال رأيت عليا متعصبا بعصابة سوداء ما أدري أي طرفيها
أطول الذي قدامه أو الذي خلفه يعني عمامة
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا شريك عن جابر عن مولى
لجعفر فقال له هرمز قال رأيت عليا عليه عمامة سوداء قد أرخاها من
بين يديه ومن خلفه
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن أبي العنبس عمرو بن مروان عن أبيه
قال رأيت على علي عمامة سوداء قد أرخاها من خلفه
أخبرنا وكيع بن الجراح عن الأعمش عن ثابت بن عبيد عن أبي جعفر
الأنصاري قال رأيت على علي عمامة سوداء يوم قتل عثمان قال ورأيته
جالسا في ظلة النساء وسمعته يومئذ يوم قتل عثمان يقول تبلكم سائر
الدهر
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا علي بن صالح عن عطاء
أبي محمد قال رأيت عليا خرج من الباب الصغير فصلى ركعتين حين
29

ارتفعت الشمس وعليه قميص كرابيس كسكري فوق الكعبين وكماه إلى
الأصابع وأصل الأصابع غير مغسول
ذكر قلنسوة علي بن أبي طالب عليه السلام
وخاتمه وتختمه له وما كان نقشه
قال أخبرنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة قال حدثنا عبد السلام
بن حرب عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن إبراهيم بن عبد الله
بن حنين عن بن عباس عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا كان إزارك واسعا فتوشح به وإذا كان ضيقا فأتزر به
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا حسن بن صالح عن أبي
حيان قال كانت قلنسوة علي لطيفة
قال أخبرنا محمد بن ربيعة الكلابي عن كسيان بن أبي عمر عن
يزيد بن الحارث بن بلال الفزاري قال رأيت على علي قلنسوة بيضاء
مصرية
قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا أبان بن قطن عن محمد
بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عبد الرحمن بن أبي ليلى أن علي
بن أبي طالب تختم في يساره
قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس عن سليمان بن بلال
عن جعفر بن محمد بن علي عن أبيه أن عليا تختم في اليسار
قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال أخبرنا معتمر عن أبيه
عن أبي إسحاق الشيباني قال قرأت نقش خاتم علي بن أبي طالب في صلح
أهل الشام محمد رسول الله
30

قال أخبرنا الحسن بن موسى الأشيب وعمرو بن خالد المصري
قالا أخبرنا زهير عن جابر الجعفي عن محمد بن علي قال كان نقش خاتم
علي الله الملك
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن جابر
عن محمد بن علي قال كان نقش خاتم علي الله الملك
أخبرنا مالك بن إسماعيل النهدي قال أخبرنا جعفر بن زياد عن الأعمش
عن أبي ظبيان قال خرج علينا علي في إزار أصفر وخميصة سوداء
الخميصة شبه البرنكان
ذكر قتل عثمان بن عفان وبيعة علي بن أبي طالب
رضيا لله تعالى عنهما
قال قالوا لما قتل عثمان رحمه الله يوم الجمعة لثماني عشرة ليلة مضت
من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين وبويع لعلي بن أبي طالب رحمه الله
بالمدينة الغد من يوم قتل عثمان بالخلافة بايعه طلحة والزبير وسعد
بن أبي وقاص وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وعمار بن ياسر
وأسامة بن زيد وسهل بن حنيف وأبو أيوب الأنصاري ومحمد بن
مسلمة وزيد بن ثابت وخزيمة بن ثابت وجميع من كان بالمدينة
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرهم ثم ذكر طلحة
والزبير أنهما بايعا كارهين غير طائعين وخرجا إلى مكة وبها عائشة ثم
خرجا من مكة ومعهما عائشة إلى البصرة يطلبون بدم عثمان وبلغ عليا
عليه السلام ذلك فخرج من المدينة إلى العراق وخلف على المدينة سهل
بن حنيف ثم كتب إليه أن يقدم عليه وولى المدينة أبا حسن المازني
31

فنزل ذا قار وبعث عمار بن ياسر والحسن بن علي إلى أهل الكوفة يستنفرهم
للمسير معه فقدموا عليه فسار بهم إلى البصرة فلقي طلحة والزبى
وعائشة ومن كان معهم من أهل البصرة وغيرهم يوم الحمل في جمادي
الآخرة سنة ست وثلاثين وظفر بهم وقتل يومئذ طلحة والزبير وغيرهما
وبلغت القتلى ثلاثة عشر ألف قتيل وأقام علي بالبصرة خمس عشرة ليلة
ثم انصرف إلى الكوفة
ذكر علي ومعاوية وقتالهما وتحكيم الحكمين
ثم خرج يريد معاوية بن أبي سفيان ومن معه بالشام فبلغ ذلك معاوية
فخرج فيمن معه من أهل الشام والتقوا بصفين في صفر سنة سبع وثلاثين
فلم يزالوا يقتتلون بها أياما وقتل بصفين عمار بن ياسر وخزيمة
بن ثابت وأبو عمرة المازني وكانوا مع علي ورفع أهل الشام المصاحف
يدعون إلى ما فيها مكيدة من عمرو بن العاص أشار بذلك على معاوية وهو
معه فكره الناس الحرب وتداعوا إلى الصلح وحكموا الحكمين
فحكم علي أبا موسى الأشعري وحكم معاوية عمرو بن العاص وكتبوا
بينهم كتابا أن يوافوا رأس الحول بأذرح فينظروا في أمر هذه الأمة
فافترق الناس فرجع معاوية بالألفة من أهل الشام وانصرف علي إلى الكوفة
بالاختلاف والدغل فخرجت عليه الخوارج من أصحابه ومن كان معه
وقالوا لا حكم إلا الله وعسكروا بحروراء فبذلك سموا الحرورية
فبعث إليهم علي عبد الله بن عباس وغيره فخاصمهم وحاجهم فرجع منهم
قوم كثير وثبت قوم على رأيهم وساروا إلى النهروان فعرضوا للسبيل
وقتلوا عبد الله بن خباب بن الأرت فسار إليهم علي فقتلهم بالنهروان
32

وقتل منهم ذا الثدية وذلك سنة ثمان وثلاثين ثم انصرف علي إلى
الكوفة فلم يزل بها يخافون عليه الخوارج من يومئذ إلى أن قتل رحمه الله
واجتمع الناس بأذرح في شعبان سنة ثمان وثلاثين وحضرها سعد بن أبي
وقاص وابن عمر وغيرهما من أصحاب رسولا لله صلى الله عليه وسلم
فقدم عمرو أبا موسى فتكلم فخلع عليا وتكلم عمرو فأقر معاوية
وبايع له فتفرق الناس على هذا
ذكر عبد الرحمن بن ملجم المرادي وبيعة علي ورده إياه
وقوله لتخضبن هذه من هذه وتمثله بالشعر وقتله
عليا عليه السلام وكيف قتله عبد الله بن جعفر
والحسين بن علي ومحمد بن الحنفية
أخبرنا الفضل بن دكين أبو نعيم أخبرنا فطر بن خليفة قال
حدثني أبو الطفيل قال دعا علي الناس إلى البيعة فجاء عبد الرحمن
بن ملجم المرادي فرده مرتين ثم أتاه فقال ما يحبس أشقاها
لتخضبن أو لتصبغن هذه من هذا يعني لحيته من رأسه ثم تمثل
بهذين البيتين
أشدد حيازيمك للموت فإن الموت آتيك
ولا تجزع من القتل إذا حل بواديك
قال محمد بن سعد وزادني غير أبي نعيم في هذا الحديث بهذا الاسناد
33

عن علي بن أبي طالب والله إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم
إلي
أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة عن يزيد بن إبراهيم عن محمد
بن سيرين قال علي بن أبي طالب للمرادي
أريد حباءه ويريد قتلي عذيرك من خليلك من مراد
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم بن علية عن عمارة بن أبي حفصة
عن أبي مجلز قال جاء رجل من مراد إلى علي وهو يصلي في المسجد
فقال احترس فإن ناسا من مراد يريدون قتلك فقال إن مع كل
رجل ملكين يحفظانه مما لم يقدر فإذا جاء القدر خليا بينه وبينه وإن
الاجل جنة حصينة
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام بن حسان عن محمد
عن عبيدة قال قال علي ما يحبس أشقاكم أن يجئ فيقتلني
اللهم قد سئمتهم وسئموني فأرحهم مني وأرحني منهم
قال أخبرنا وكيع بن الجراح قال أخبرنا الأعمش عن سالم بن أبي
الجعد عن عبد الله بن سبع قال سمعت عليا يقول لتخضبن هذه
من هذه فما ينتظر بالأشقى قالوا يا أمير المؤمنين فأخبرنا به نبير عترته
فقال إذا والله تقتلوا بي غير قاتلي قالوا فاستخلف علينا فقال
لا ولكن أترككم إلى ما ترككم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم
قالوا فما تقول لربك إذا أتيته قال أقول اللهم تركتك فيهم
فإن شئت أصلحتهم وإن شئت أفسدتهم
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن سنان بن
حبيب عن نبل بنت بدر عن زوجها قال سمعت عليا يقول لتخضبن
هذه من هذا يعني لحيته من رأسه
34

قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا موسى بن عبيدة عن أبي
بكر بن عبيد الله بن أنس أو أيوب بن خالد أو كليهما أخبرنا عبيد الله
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي يا علي من أشقى الأولين
والآخرين قال الله ورسوله أعلم قال أشقى الأولين عاقر الناقة
وأشقى الآخرين الذي يطعنك يا علي وأشار إلى حيث يطعن
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا سليمان بن القاسم الثقفي
قال حدثتني أمي عن أم جعفر سرية علي قالت إني لأصب على يديه
الماء إذا رفع رأسه فأخذ بلحيته فرفعها إلى أنفه فقال واها لك لتخضبن
بدم قالت فأصيب يوم الجمعة
قال أخبرنا خالد بن مخلد ومحمد بن الصلت قالا أخبرنا الربيع
بن المنذر عن أبيه عن بن الحنفية قال دخل علينا بن ملجم الحمام
وأنا وحسن وحسين جلوس في الحمام فلما دخل كأنهما اشمأزا منه
وقالا ما أجرأك تدخل علينا قال فقلت لهما دعاه عنكما فلعمري
ما يريد بكما أحشم من هذا فلما كان يوم أتي به أسيرا قال بن الحنفية
ما أنا اليوم بأعرف به مني يوم دخل علينا الحمام فقال علي إنه أسير
فأحسنوا نزله وأكرموا مثواه فإن بقيت قتلت أو عفوت وإن مت
فاقتلوا قتلي ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين
قال أخبرنا جرير عن مغيرة عن قشم مولى لابن عباس قال كتب
علي في وصيته إلى أكبر ولدي غير طاعن عليه في بطن ولا فرج
قالوا انتدب ثلاثة نفر من الخوارج عبد الرحمن بن ملجم المرادي
وهو من حمير وعداده في مراد وهو حليف بني جبلة من كندة
والبرك بن عبد الله التميمي وعمرو بن بكير التميمي فاجتمعوا بمكة
وتعاهدوا وتعاقدوا ليقتلن هؤلاء الثلاثة علي بن أبي طالب ومعاوية بن
أبي سفيان وعمرو بن العاص ويريحن العباد منهم فقال عبد الرحمن بن
35

ملجم أنا لكم بعلي بن أبي طالب وقال البرك وأنا لكم بمعاوية
وقال عمرو بن بكير أنا أكفيكم عمرو بن العاص فتعاهدوا على ذلك
وتعاقدوا وتواثقوا لا ينكص رجل منهم عن صاحبه الذي سمي ويتوجه
إليه حتى يقتله أو يموت دونه فاتعدوا بينهم ليلة سبع عشرة من شهر رمضان
ثم توجه كل رجل منهم إلى المصر الذي فيه صاحبه فقدم عبد الرحمن
بن ملجم الكوفة فلقي أصحابه من الخوارج فكاتمهم ما يريد وكان
يزورهم ويزورونه فزار يوما نفرا من تيم الرباب فرأى امرأة منهم يقال
لها قطام بنت شجنة بن عدي بن عامر بن عوف بن ثعلبة بن سعد بن ذهل
بن تيم الرباب وكان علي قتل أباها وأخاها يوم نهروان فأعجبته فخطبها
فقالت لا أتزوجك حتى تسمي لي فقال لا تسألينني شيئا إلا أعطيتك
فقالت ثلاثة آلاف وقتل علي بن أبي طالب فقال والله ما جاء بي
إلى هذا المصر إلا قتل علي بن أبي طالب وقد آتيتك ما سألت ولقي
عبد الرحمن بن ملجم شبيب بن بجرة الأشجعي فأعلمه ما يريد ودعاه
إلى أن يكون معه فأجابه إلى ذلك وبات عبد الرحمن بن ملجم تلك الليلة
التي عزم فيها أن يقتل عليا في صبيحتها يناجي الأشعث بن قيس الكندي
في مسجده حتى كاد أن يطلع الفجر فقال له الأشعث فضحك الصبح
فقم فقام عبد الرحمن بن ملجم وشبيب بن بجرة فأخذا أسيافهما ثم جاءا
حتى جلسا مقابل السدة التي يخرج منها علي قال الحسن بن علي وأتيته
سحرا فجلست إليه فقال إني بت الليلة أوقظ أهلي فملكتني عيناي
وأنا جالس فسنح لي رسول الله فقلت يا رسول الله ما لقيت من أمتك
من الأولاد واللدد فقال لي ادع الله عليهم فقلت اللهم أبدلني
بهم خيرا لي منهم وأبدلهم شرا لهم مني ودخل بن النباح المؤذن على
ذلك فقال الصلاة فأخذت بيده فقام يمشي وابن النباح بين يديه وأنا
خلفه فلما خرج من الباب نادى أيها الناس الصلاة الصلاة كذلك
36

كان يفعل في كل يوم يخرج ومعه درته يوقظ الناس فاعترضه الرجلان
فقال بعض من حضر ذلك فرأيت بريق السيف وسمعت قائلا يقول لله
الحكم يا علي لا لك ثم رأيت سيفا ثانيا فضربا جميعا فأما سيف
عبد الرحمن بن ملجم فأصاب جبهته إلى قرنه ووصل إلى دماغه وأما
سيف شبيب فوقع في الطاق وسمعت عليا يقول لا يفوتنكم الرجل
وشد الناس عليهما من كل جانب فأما شبيب فأفلت وأخذ عبد
الرحمن بن ملجم فأدخل على علي فقال أطيبوا طعامه وألينوا فراشه
فإن أعش فأنا أولى بدمه عفوا و قصاصا وإن أمت فألحقوه بي أخاصمه
عند رب العالمين فقالت أم كلثوم بنت عليا عدو الله قتلت أمير المؤمنين
قال ما قتلت إلا أباك قالت فوالله إني لأرجو أن لا يكون على أمير المؤمنين
بأس قال فلم تبكين إذا ثم قال والله لقد سممته شهرا يعني
سيفه فإن أخلفني فأبعده الله وأسحقه وبعث الأشعث بن قيس ابنه
قيس بن الأشعث صبيحة ضرب علي عليه السلام فقال أي بني انظر
كيف أصبح أمير المؤمنين فذهب فنظر إليه ثم رجع فقال رأيت عينيه
داخلتين في رأسه فقال الأشعث عيني دميغ ورب الكعبة قال ومكث
علي يوم الجمعة وليلة السبت وتوفي رحمة الله عليه وبركاته ليلة الأحد
لإحدى عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان سنة أربعين وغسله الحسن والحسين
و عبد الله بن جعفر وكفن في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن يحيى بن مسلم أبي الضحاك
عن عاصم بن كليب عن أبيه قال وأخبرنا عبد الله بن نمير عن عبد السلام
رجل من بني مسيلمة عن بيان عن عامر الشعبي قال وأخبرنا عبد الله بن
نمير عن سفيان عن أبي روق عن رجل قال وأخبرنا الفضل بن دكين قال
أخبرنا خالد بن إلياس عن إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص قال وأخبرنا
شبابة بن سوار الفزاري قال أخبرنا قيس بن الربيع عن بيان عن الشعبي
37

أن الحسن بن علي صلى على علي بن أبي طالب فكبر عليه أربع تكبيرات
ودفن علي بالكوفة عند مسجد الجماعة في الرحبة مما يلي أبواب كندة قبل
أن ينصرف الناس من صلاة الفجر ثم انصرف الحسن بن علي من دفنه
فدعا الناس إلى بيعته فبايعوه
وكانت خلافة علي أربع سنين وتسعة أشهر
قال أخبرنا الفضل بن دكين عن شريك عن أبي إسحاق قال توف
علي وهو يومئذ بن ثلاث وستين سنة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا علي بن عمو أبو بكر بن أبي
سبرة عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال سمعت محمد بن الحنفية يقول
سنة الجحاف حين دخلت إحدى وثمانون هذه لي خمس وستون سنة
وقد جاوزت سن أبي قلت وكم كانت سنه يوم قتل يرحمه الله
قال ثلاثا وستين سنة قال محمد بن عمرو هو الثبت عندنا
قال أخبرنا محمد بن ربيعة الكلابي عن طلق الأعمى عن جدته
قالت كنت أنوح أنا وأم كلثوم بنت علي على علي عليه السلام
قال أخبرنا عبد الله بن نمير وعبيد الله بن موسى قالا أخبرنا إسماعيل
بن أبي خالد عن أبي إسحاق عن هبير بن يريم قال سمعت الحسن بن
علي قام يخطب الناس فقال يا أيها الناس لقد فارقكم أمس رجل
ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون لقد كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يبعثه المبعث فيعطيه الراية فما يرد حتى يفتح الله عليه إن
جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ما ترك صفراء ولا بيضاء إلا
سبعمائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادما
قال أخبرنا عبد الله بن نمير عن الأجلح عن أبي إسحاق عن هبيرة
بن يريم قال لما توفي علي بن أبي طالب قام الحسن بن علي فصعد
المنبر فقال أيها الناس قد قبض الليلة رجل لم يسبقه الأولون ولا
38

يدركه الآخرون قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثه المبعث
فيكتنفه جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله فلا ينثني حتى يفتح الله له
وما ترك إلا سبعمائة درهم أراد أن يشتري بها خادما ولقد قبض في الليلة
التي عرج فيها بروح عيسى بن مريم ليلة سبع وعشرين من رمضان
قال أخبرنا أبو معاوية الضرير عن حجاج عن أبي إسحاق عن
عمرو بن الأصم قال قيل للحسن بن علي إن ناسا من شيعة أبي الحسن
علي عليه السلام يزعمون أنه دابة الأرض وأنه سيبعث قبل يوم
القيامة فقال كذبوا ليس أولئك شيعته أولئك أعداؤه لو علمنا
ذلك ما قسمنا ميراثه ولا أنكحنا نساءه قال بن سعد هكذا قال عن عمرو
بن الأصم
قال أخبرنا أسباط بن محمد عن مطرف عن أبي إسحاق عن
عمرو بن الأصم قال دخلت على الحسن بن علي وهو في دار عمرو بن
حريث فقلت له إن ناسا يزعمون أن عليا يرجع قبل يوم القيامة فضحك
وقال سبحان الله لو علمنا ذلك ما زوجنا نساؤه ولا ساهمنا ميراثه قالوا
وكان عبد الرحمن بن ملجم في السجن فلما مات علي رضوان الله عليه
ورحمته وبركاته ودفن بعث الحسن بن علي إلى عبد الرحمن بن ملجم
فأخرجه من السجن ليقتله فاجتمع الناس وجاؤوه بالنفط والبواري والنار
فقالوا نحرقه فقال عبد الله بن جعفر وحسين بن علي ومحمد بن الحنفية
دعونا حتى نشفي أنفسنا منه فقطع عبد الله بن جعفر يديه ورجليه فلم
يجزع ولم يتكلم فكحل عينيه بمسمار محمى فلم يجزع وجعل يقول
إنك لتكحل عيني عمك بملمول مض وجعل يقول اقرأ
باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق حتى أتى على آخر
السورة كلها وإن عينيه لتسيلان ثم أمر به فعولج عن لسانه ليقطعه فجزع
فقيل له قطعنا يديك ورجليك وسملنا عينيك يا عدو الله فلم تجزع
39

فلما صرنا إلى لسانك جزعت فقال ما ذاك مني من جزع إلا أني أكره
أن أكون في الدنيا فواقا لا أذكر الله فقطعوا لسانه ثم جعلوه في قوصرة
وأحرقوه بالنار والعباس بن علي يومئذ صغير فلم يستأذن به بلوغه
وكان عبد الرحمن بن ملجم رجل أسمر حسن الوجه أفلج شعره مع شحمة
أذنيه في جبهته أثر السجود قالوا وذهب بقتل علي عليه السلام
إلى الحجاز سفيان بن أمية بن أبي سفيان بن أمية بن عبد شمس فبلغ ذلك
عائشة فقالت
فألقت عصاها واستقرت بها النوى كما قر عينا بالإياب المسافر
زيد الحب
زيد الحب بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزى بن امرئ القيس
بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ود وسماه أبوه بضمة بن عوف
بن كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب
بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة واسمه
عمرو وإنما سمي قضاعة لأنه انقضع عن قومه بن مالك بن عمرو بن مرة
بن مالك بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان
وإلى قحطان جماع اليمن وأم زيد بن حارثة سعدى بنت ثعلبة بن عبد عامر بن أفلت
بن سلسلة من بني معن من طئ فزارت سعدى أم زيد بن حارثة
قومها وزيد معها فأغارت خيل لبني القين بن جسر في الجاهلية فمروا
على أبيات بني معن رهط أم زيد فاحتملوا زيدا إذ هو يومئذ غلام يفعة
قد أوصف فوافوا به سوق عكاظ فعرضوه للبيع فاشتراه منهم حكيم
بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي لعمته خديجة بنت
40

خويلد بأربع مائة درهم فلما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهبته له فقبضه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كان أبوه حارثة
بن شراحيل حين فقده قال
بكيت على زيد ولم أدر ما فعل أحي فيرجى أم أتى دونه الاجل
فوالله ما أدري وإن كنت سائلا أغالك سهل الأرض أم غالك الجبل
فيا ليت شعري هل لك الدهر رجعة فحسبي من الدنيا رجوعك لي بجل
تذكرنيه الشمس عند طلوعها وتعرض ذكراه إذا قارب الطفل
وإن هبت الأرواح هيجن ذكره فيا طول ما حزني عليه ويا وجل
سأعمل نص العيس في الأرض جاهد ولا أسأم التطواف أو تسأم الإبل
حياتي أو تأتي علي منيتي وكل امرئ فان وإن غره الامل
وأوصي به قيسا وعمرا كليهما وأوصي يزيدا ثم من بعدهم جبل
يعني جبلة بن حارثة أخا زيد وكان أكبر من زيد ويعني يزيد أخا
زيد لامه وهو يزيد بن كعب بن شراحيل قال فحج ناس من كلب
فرأوا زيدا فعرفهم وعرفوه فقال بلغوا أهلي هذه الأبيات فإني أعلم أنهم
قد جزعوا علي وقال
ألكني إلى قومي وإن كنت نائيا بأني قطين البيت عند المشاعر
فكفوا من الوجد الذي قد شجاكم ولا تعملوا في الأرض نص الأباعر
فإني بحمد الله في خير أسرة كرام معد كابرا بعد كابر
قال فانطلق الكلبيون وأعلموا أباه فقال ابني ورب الكعبة
ووصفوا له موضعه وعند من هو فخرج حارث وكعب ابنا شراحيل بفدائه
41

وقدما مكة فسألا عن النبي صلى الله عليه وسلم فقيل هو في المسجد
فدخلا عليه فقالا يا بن عبد الله يا بن عبد المطلب يا بن هاشم
يا بن سيد قومه أنتم أهل الحرم وجيرانه وعند بيته تفكون العاني
وتطعمون الأسير جئناك في ابننا عندك فامنن علينا وأحسن إلينا في فدائه
فإنا سنرفع لك في الفداء قال من هو قالوا زيد بن حارثة فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم فهل أنتم لغير ذلك قالوا ما هو قال دعوه
فخيروه فإن اختاركم فهو لكما بغير فداء وإن اختارني فوالله ما أنا بالذي
أختار على من اختارني أحدا قالا قد زدتنا على النصف وأحسنت قال
فدعاه فقال هل تعرف هؤلاء قال نعم قال من هما قال هذا
أبي وهذا عمي قال فإنا من قد علمت ورأيت صحبتي لك فاخترني
أو اخترهما فقال زيد ما أنا بالذي أختار عليك أحدا أنت مني بمكان
الأب والام فقالا ويحك يا زيد أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك
وعمك وأهل بيتك قال نعم إني قد رأيت من هذا الرجل شيئا ما أنا
بالذي أختار عليه أحدا أبدا فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذلك أخرجه إلى الحجر فقال يا من حضر اشهدوا أن زيدا ابني أرثه
ويرثني فلما رأى ذلك أبوه وعمه طابت أنفسهما وانصرفا فدعي زيد
بن محمد حتى جاء الله بالاسلام هذا كله حدثنا به هشام بن محمد بن السائب
الكلبي عن أبيه وعن جميل بن مرثد الطائي وغيرهما وقد ذكر بعض
هذا الحديث عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس وقال في إسناده عن
بن عباس فزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش
بن رئاب الأسدية وأمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم فطلقها
زيد بعد ذلك فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلم المنافقون
في ذلك وطعنوا فيه وقالوا محمد يحرم نساء الولد وقد تزوج امرأة
ابنه زيد فأنزل الله جل جلاله ما كان محمد أبا أحد من رجالكم
42

ولكن رسول الله وخاتم النبيين إلى آخر الآية وقال ادعوهم
لآبائهم فدعي يومئذ زيد بن حارثة ودعي الأدعياء إلى آبائهم فدعي
المقداد إلى عمرو وكان يقال له قبل ذلك المقداد بن الأسود
وكان الأسود بن عبد يغوث الزهري قد تبناه
قال أخبرنا حجاج بن محمد قال أخبرنا بن جريج قال أخبرني
موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله أنه حدثه عن عبد الله بن عمر أنه قال
في زيد بن حارثة ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد حتى نزلت ادعوهم
لآبائهم
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا وهيب بخالد قال
وأخبرني المعلى بن أسد عن عبد العزيز بن المختار قالا جميعا أخبرنا موسى
بن عقبة قال حدثني سالم بن عبد الله بن عمر عن
عبد الله بن عمر عن زيد بن حارثة الكلبي مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عبد الله
بن عمر قال ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد حتى نزل القرآن ادعوهم
لآبائهم هو أقسط عند الله
قال أخبرنا أبو داود عن سفيان عن نسير عن علي بن حسين
ما كان محمد أبا أحد من رجالكم قال نزلت في زيد
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد عن ثابت
قال كان يقال زيد بن محمد
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق
عن هبيرة وهانئ بن هانئ عن علي وعن أبي إسحاق عن البراء بن
عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لزيد بن حارثة في حديث
ابنة حمزة أنت أخونا ومولانا
قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن خالد السكري الرقي قال
أخبرنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط
43

عن محمد بن أسامة بن زيد عن أبيه أسامة بن زيد قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة يا زيد أنت مولاي ومني وإلي وأحب
القوم إلي
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن الحسن بن أسامة
بن زيد عن أبيه قال كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين
زيد بن حارثة عشر سنين رسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر منه
وكان زيد رجلا قصيرا آدم شديد الأدمة في أنفه فطس وكان يكنى
أبا أسامة
قال أخبرنا محمد بن عمر حدثني بن موهب عن نافع بن جبير
قال وحدثني محمد بن الحسن بن أسامة عن الحسن المازني عن يزيد
عن عبد الله بن قسيط عن محمد بن أسامة بن زيد قال وحدثني ربيعة بن
عثمان عن عمران بن أبي أنس قال وحدثنا مصعب بن ثابت عن أبي
الأسود عن سليمان بن يسار قال وحدثنا بن أبي ذئب عن الزهري قالوا
أول من أسلم زيد بن حارثة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن عمران
بن مناح قال لما هاجر زيد بن حارثة إلى المدينة نزل على كلثوم بن الهدم
قال محمد بن صالح وأما عاصم بن عمر بن قتادة فقال نزل على سعد بن
خيثمة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم
عن أبيه قال وأخبرنا عبد الله بن جعفر عن بن أبي عون وسعد بن إبراهيم
قال وحدثنا محمد بن صالح عن عاصم بن عمر قالوا آخى رسول الله
صلى الله عليه وسلم بين زيد بن حارثة وحمزة بن عبد المطلب وآخى
رسولا لله صلى الله عليه وسلم بين زيد بن حارثة وأسيد بن خضير
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه وعن شرقي
44

بن قطامي وغيرهما قالوا أقبلت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط
وأمها أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس وأمها أم
حكيم وهي البيضاء بنت عبد المطلب بن هاشم مهاجرة إلى النبي صلى
الله عليه وسلم بالمدينة فخطبها الزبير بن العوام وزيد بن حارثة و عبد
الرحمن بن عوف وعمرو بن العاص فاستشارت أخاها لأمها عثمان بن
عفان فأشار عليها أن تأتي النبي صلى الله عليه وسلم فأتته فأشار عليها
بزيد بن حارثة فتزوجته فولدت له زيد بن زيد ورقية فهلك زيد وهو
صغير وماتت رقية في حجر عثمان وطلق زيد بن حارثة أم كلثوم
وتزوج درة بنت أبي لهب ثم طلقها وتزوج هند بنت العوام أخت الزبير
بن العوام ثم زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم أم أيمن حاضنة
رسول الله صلى الله عليه وسلم ومولاته وجعل له الجنة فولدت له
أسامة فكان يكنى به وشهد زيد بدرا وأحدا واستخلفه رسول الله صلى
الله عليه وسلم على المدينة حين خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى
المريسيع وشهد الخندق والحديبية وخيبر وكان من الرماة المذكورين
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن الحسن بن أسامة عن
أبي الحويرث قال خرج زيد بن حارثة أمير سبع سرايا أوله القردة
فاعترض للعير فأصابوها وأفلت أبو سفيان بن حرب وأعيان القوم وأسر
فرات بن حيان العجلي يومئذ وقدم بالعير على النبي صلى الله عليه
وسلم فخمسها
قال أخبرنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم قال أخبرنا يزيد بن
أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع قال غزوت مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم سبع غزوات ومع زيد بن حارثة تسع غزوات يؤمره
رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا
45

قال أخبرنا محمد بن عبيد قال حدثني وائل بن داود قال سمعت
البهي يحدث أن عائشة قالت ما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
زيد بن حارثة في جيش قط إلا أمره عليهم ولو بقي بعده استخلفه
قال قال محمد بن عمر أول سرية خرج فيها زيد سريته إلى
القردة ثم سريته إلى الجموم ثم سريته إلى العيص ثم سريته إلى
الطرف ثم سريته إلى حسمى ثم سريته إلى أم قرفة ثم عقد له
رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس في غزوة مؤتة وقدمه
على الامراء فلما التقى المسلمون والمشركون كان الامراء يقاتلون على
أرجلهم فأخذ زيد بن حارثة اللواء فقاتل وقاتل الناس معه والمسلمون على
صفوفهم فقتل زيد طعنا بالرماح شهيدا فصلى عليه رسول الله صلى
الله عليه وسلم وقال استغفروا له وقد خل الجنة وهو يسعى وكانت
مؤتة في جمادي الأولى سنة ثمان من الهجرة وقتل زيد يومئذ وهو بن
خمس وخمسين سنة
قال أخبرنا أبو معاوية الضرير ويزيد بن هارون ومحمد بن عبيد
الطنافسي قالوا أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن أبي
إسحاق عن أبي ميسرة قال لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل زيد بن حارثة
وجعفر وابن رواحة قام نبي الله صلى الله عليه وسلم فذكر شأنهم فبدأ
يزيد فقال اللهم اغفر لزيد اللهم اغفر لزيد اللهم اغفر لزيد
اللهم اغفر لجعفر ولعبد الله بن رواحة
أخبرنا الفضل بن دكين و عبد الملك بن عمرو وأبو أسامة وسليمان
بن حرب قالوا أخبرنا الأسود بن شيبان عن خالد بن شمير عن عبد
الله بن رياح الأنصاري سمعه يقول أخبرنا أبو قتادة الأنصاري فارس
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعث رسول الله صلى الله عليه
وسلم جيش الامراء فقال عليكم زيد بن حارثة فإن أصيب زيد فجعفر
46

بن أبي طالب فإن أصيب جعفر
فعبد الله بن رواحة قال فوثب جعفر فقال يا رسول الله ما كنت أرهب أن تستعمل علي زيدا فقال أمضه
فإنك لا تدري أي ذلك خير
قال أخبرنا سليمان بن حرب قال أخبرنا حماد بن زيد عن خالد
بن شمير قال لما أصيب زيد بن حارثة أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم
قال فجهشت بنت زيد في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى
رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتحب فقال له سعد بن عبادة
يا رسول الله ما هذا قال هذا شوق الحبيب إلى حبيبه
ذكر أبي مرثد الغنوي
أبو مرثد الغنوي حليف حمزة بن عبد المطلب واسم أبي مرثد
كناز بن الحصين بن يربوع بن طريف بن خرشة بن عبيد بن سعد بن
عوف بن كعب بن جلان بن غنم بيحيى بن يعصر بن سعد بن قيس
بن عيلان بن مضر وكان تربا لحمزة بن عبد المطلب وكان رجلا طوالا
كثير شعر الرأس وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبي مرثد
وعبادة بن الصامت في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر
قال أخبرنا محمد بن عمر حدثني محمد بن صالح عن عمران بن
مناح قال لما هاجر أبو مرثد الغنوي وابنه مرثد بن أبي مرثد إلى المدينة
نزلا على كلثوم بن الهدم قال محمد بن صالح وأما عاصم بن عمر بن
قتادة فقال نزلا على سعد بن خيثمة قال محمد بن عمر فشهد أبو
مرثد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم ومات بالمدينة قديما في خلافة أبي بكر سنة اثنتي عشرة وهو يومئذ
بن ست وستين سنة
47

ذكر مرثد بن أبي مرثد الغنوي
حليف حمزة بن عبد المطلب آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بينه وبين أوس بن الصامت أخي عبادة بن الصامت
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا سعد بن مالك الغنوي عن
آبائه قال شهد مرثد بن أبي مرثد الغنوي يوم بدر على فرس يقال له السبل
قال محمد بن عمر وشهد أحدا وقتل يوم الرجيع شهيدا وكان أميرا
في هذه السرية وذلك في صفر على رأس ستة وثلاثين شهرا من مهاجر
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة
ذكر أنسة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا محمد بن عمر حدثني محمد بن صالح بن دينار التمار
عن عمر ابن مناح مولى بني عامر بن لؤي قال لما هاجر أنسة مولى رسول
الله صلى الله عليه وسلم نزل على كلثوم بن الهدم قال محمد بن صالح
وأما عاصم بن عمر فقال نزل على سعد بن خيثمة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي
حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن بن عباس قال قتل
أنسة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر قال محمد بن عمر
وليس ذلك عندنا بثبت ورأيت أهل العلم يثبتون أنه لم يقتل ببدر
وقد شهد أحدا وبقي بعد ذلك زمانا
قال أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن
محمد بن يوسف قال مات أنسة بعد النبي صلى الله عليه وسلم في
48

ولاية أبي بكر الصديق وكان من مولدي السراة وكان يكنى أبا مسرح
قال فحدثني من سمع يونس بن يزيد الأيلي يخبر عن الزهري أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم كان يأذن بعد الظهر وهي السنة ويأذن عليه
أنسة مولاه
أبو كبشة
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم واسمه سليم من مولدي
أرض دوس
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن صالح عن عمران
بن مناح قال لما هاجر أبو كبشة مولى رسول الله صلى الله عليه
وسلم إلى المدينة نزل على أم كلثوم بن الهدم قال محمد بن صالح وأما
عاصم بن عمر بن قتادة فقال نزل على سعد بن خيثمة قال محمد بن عمر
شهد أبو كبشة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا وأحدا والمشاهد
كلها وتوفي يوم استخلف عمر بن الخطاب وذلك يوم الثلاثاء
لثمان بقين من جمادي الآخرة سنة ثلاث عشرة من الهجرة
ذكر صالح شقران
غلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان لعبد الرحمن بن عوف
فأعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذه منه بالثمن وكان عبدا
حبشيا وهو صالح بن عدي شهد بدرا وهو مملوك فاستعمله رسول الله
49

صلى الله عليه وسلم على الاسرى ولم يسهم له فجزاه كل رجل له
أسير فأصاب أكثر مما أصاب رجل من القوم من المقسم وحضر بدرا
أيضا ثلاثة أعبد مماليك غلام لعبد الرحمن بن عوف وغلام لحاطب
بن أبي بلتعة وغلام لسعد بن معاذ فجزاهم رسول الله صلى الله
عليه وسلم ولم يسهم لهم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهان العدوي قال استعمل رسول
الله صلى الله عليه وسلم شقران مولاه على جمع ما وجد في رجال
أهل المريسيع من رثة المتاع والسلاح والنعم والشاء وجميع الذرية ناحية
وأوصله رسول الله صلى الله عليه وسلم عند وفاته وكان فيمن حضر
غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أهل بيته وكانوا ثمانية
سوى شقران
ومن بني المطلب بن عبد مناف بن قصي
عبيدة بن الحارث
بن عبد المطلب بن عبد مناف بن قصي وأمه سخيلة بنت خزاعي بن
الحويرث بن حبيب بن مالك بن الحارث بن حطيط بن جشم بن قسي
وهو ثقيف وكان لعبيدة من الولد معاوية وعون ومنقذ والحارث ومحمد
وإبراهيم وريطة وخديجة وسخيلة وصفية لأمهات أولاد شتى وكان
عبيدة أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشر سنين وكان يكنى
أبا الحارث أيضا وكان مربوعا أسمر حسن الوجه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن صالح عن يزيد
50

ابن رومان قال أسلم عبيدة بن الحارث قبل دخول رسول الله صلى الله
عليه وسلم دار الأرقم بن أبا الأرقم وقبل أن يدعو فيها
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا حكيم بن محمد عن أبيه
قال خرج عبيدة والطفيل والحصين بنو الحارث بن المطلب ومسطح
بن أثاثة بن المطلب من مكة للهجرة فاتعدوا بطن ناجح فتخلف مسطح
لأنه لدغ فلما أصبحوا جاءهم الخبر فانطلقوا إليه فوجدوه بالحصاص
فحملوه فقدموا المدينة فنزلوا على عبد الرحمن بن سلمة العجلاني
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال أقطع رسول الله صلى الله عليه
وسلم لعبيدة بن الحارث والطفيل وأخويه موضع خطبتهم اليوم بالمدينة
فيما بين بقيع الزبير وبني مازن
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم
بن الحارث التيمي عن أبيه قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بين عبيدة بن الحارث وبلال وآخى بين عبيدة بن الحارث وعمير بن
الحمام الأنصاري وقتلا جميعا يوم بدر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا معاذ بن محمد الأنصاري
عن عبد الله بن عبد الله بن أبي صعصعة قال كان أول لواء عقده رسول
الله صلى الله عليه وسلم بعد أن قدم المدينة لحمزة بن عبد المطلب ثم
عقد بعده لواء عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب وبعثه في ستين راكبا فلقوا
أبا سفيان بن حرب بن أمية وهو في مائتين على ماء يقال له أحياء من بطن
رابغ فلم يكن بينهم يومئذ إلا الرمي لم يسلوا سيفا ولم يدن بعضهم
من بعض وكان أول من رمى يومئذ سعد بن أبي وقاص
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني يونس بن محمد الظفري
عن أبيه قال قتل عبيدة بن الحارث شيبة بن ربيعة يوم بدر فدفنه
51

رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصفراء قال يونس أراني أبي
قبر عبيدة بن الحارث بذات أجذال بالمضيق أسفل من عين الجدول وذلك
من الصفراء وكان عبيدة قتل بن ثلاث وستين سنة
ذكر الطفيل بن الحارث
الطفيل بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي وأمه سخيلة
بنت خزاعي الثقفية وهي أم عبيدة بن الحارث وكان للطفيل من الولد
عامر بن الطفيف وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الطفيل بن
الحارث والمنذر بن محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح هذا في رواية
محمد بن عمر وأما في رواية محمد بن إسحاق فإنه آخى بين الطفيل بن
الحارث وسفيان بن نسر بن عمرو بن الحارث بن كعب بن زيد بن الحارث
الأنصاري قال محمد بن عمر وشهد الطفيل بدرا وأحدا والمشاهد كلها
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي في سنة اثنتين وثلاثين وهو
بن سبعين سنة
ذكر الحصين بن الحارث
الحصين بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي وأمه سخيلة
بنت خزاعي الثقفية وهي أم عبيدة والطفيل ابني الحارث وكان للحصين
من الولد عبد الله الشاعر وأمه أم عبد الله بنت عدي بن خويلد بن أسد بن
عبد العزى بن قصي وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الحصين
بن الحارث ورافع بن عنجدة هذا في رواية محمد بن عمر وأما في
52

رواية محمد بن إسحاق فإنه آخى بين الحصين و عبد الله بن جبير أخي خوات
بن جبير قال محمد بن عمر وشهد الحصين بدرا وأحدا والمشاهد كلها
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي بعد الطفيل بن الحارث بأشهر
في سنة اثنتين وثلاثين
ذكر مسطح بن أثاثة
مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب بن عبد مناف بن قصي ويكنى
أبا عباد وأمه أم مسطح بنت أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف بن
قصي وكانت من المبايعات وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بين مسطح بن أثاثة وزيد بن المزيد هذا في رواية محمد بن إسحاق قال
محمد بن عمر وشهد مسطح بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأطعمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن
إلياس بخيبر وسقا وتوفي سنة أربع وثلاثين وهو يومئذ بن ست
وخمسين سنة
ومن بني عبد شمس بن عبد مناف بن قصي
عثمان بن عفان رحمه الله
بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وأمه
أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي
وأمها أم حكم وهي البيضاء بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف
بن قصي وكان عثمان في الجاهلية يكنى أبا عمرو فلما كان الاسلام
53

ولد له من رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم غلام سماه عبد
الله واكتنى به فكناه المسلمون أبا عبد الله فبلغ عبد الله ست سنين فنقره
ديك على عينيه فمرض فمات في جمادي الأولى سنة أربع من الهجرة
فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل في حفرته عثمان بن
عفان وكان لعثمان رضي الله تعالى عنه من الولد سوى عبد الله بن رقية
عبد الله الأصغر درج وأمه فاختة بنت غزوان بن جابر بن نسيب بن
وهيب بن زيد بن مالك بن عبد بن عوف بن الحارث بن مازن بن منصور
بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان وعمرو وخالد وأبان
وعمر ومريم وأمهم أم عمرو بنت جندب بن عمرو بن حممة
بن الحارث بن رفاعة بن سعد بن ثعلبة بن لؤي بن عامر بن غنم بن دهمان
بن منهب بن دوس من الأزد والوليد بن عثمان وسعيد وأم سعيد
وأمهم فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن
مخزوم و عبد الملك بن عثمان درج وأمه أم البنين بنت عيينة بن حصن
بن حذيفة بن بدر الفزاري وعائشة بنت عثمان وأم أبان وأم عمرو
وأمهن رملة بنت شيبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي
ومريم بنت عثمان وأمها نائلة بنت الفرافصة بن الأحوص بن عمرو
بن ثعلبة بن الحارث بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب من كلب
وأم البنين بنت عثمان وأمها أم ولد وهي التي كانت عند عبد الله بن يزيد
بن أبي سفيان
54

ذكر إسلام عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن يزيد بن
رومان قال خرج عثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله على أثر الزبير بن
العوام فدخلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليهما الاسلام
وقرأ عليهما القرآن وأنبأهما بحقوق الاسلام ووعدهما الكرامة من الله
فآمنا وصدقا فقال عثمان يا رسول الله قدمت حديثا من الشام فلما كنا بين
معان والزرقاء فنحن كالنيام إذا مناد ينادينا أيها النيام هبوا فإن أحمد
قد خرج بمكة فقدمنا فسمعنا بك وكان إسلام عثمان قديما قبل دخول
رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم
بن حارث التيمي عن أبيه قال لما أسلم عثمان بن عفان أخذه عمه الحكم
بن أبي العاص بن أمية فأوثقه رباطا وقال أترغب عن ملة آبائك إلى دين
محدث والله لا أحلك أبدا حتى تدع ما أنت عليه من هذا لدين
فقال عثمان والله لا أدعه أبدا ولا أفارقه فلما رأى الحكم صلابته في
دينه تركه
قالوا فكان عثمان ممن هاجر من مكة إلى أرض الحبشة الهجرة الأولى والهجرة
الثانية ومعه فيهما جميعا امرأته رقية بنت رسول الله
صلى الله عليه وسلم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنهما لأول
من هاجر إلى الله بعد لوط
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الجبار بن عمارة
قال سمعت عبد الله بن أبي بكر بن محمد
بن عمرو بن حزم قال محمد بن عمر وأخبرنا موسى بن يعقوب الزمعي عن محمد بن جعفر بن الزبير قالا
لما هاجر عثمان من مكة إلى المدينة نزل على أوس بن ثابت أخي حسان بن
55

ثابت في بني النجار
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال لما أقطع رسول الله صلى الله عليه
وسلم الدور بالمدينة خط لعثمان بن عفان داره اليوم ويقال إن الخوخة
التي في دار عثمان اليوم وجاه باب النبي الذي كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يخرج منه إذا دخل بيت عثمان
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم
عن أبيه قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عثمان بن عفان
و عبد الرحمن بن عوف وآخى بين عثمان وأوس بن ثابت أبي شداد بن
أوس ويقال أبي عبادة سعد بن عثمان الزرقي
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن المسور بن رفاعة عن عبد الله بن مكنف بن حارثة الأنصاري
قال لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر خلف عثمان
على ابنته رقية وكانت مريضة فماتت رضي الله تعالى عنها يوم قدم
زيد بن حارثة المدينة بشيرا بما فتح الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ببدر وضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان بسهمه وأجره في
بدر فكان كمن شهدها
قال أخبرنا محمد بن عمر قال وقال غير بن أبي سبرة
وزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بعد رقية أم كلثوم
بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فماتت عنده فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لو كان عندي ثالثة زوجتها عثمان
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عائذ بن يحيى عن أبي
الحويرث قال استخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المدينة
في غزوته إلى ذات الرقاع عثمان بن عفان واستخلفه رسول الله صلى
56

الله عليه وسلم أيضا على المدينة في غزوته إلى غطفان بذي أمر بنجد
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن موسى بن سعد مولى أسد بن عبد العزى عن يحيى بن عبد
الرحمن بن حاطب عن أبيه قال سمعته يقول ما رأيت أحدا من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا حدث أتم حديثا ولا أحسن
من عثمان بن عفان إلا أنه كان رجلا يهاب الحديث
ذكر لباس عثمان
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عتبة بن جبيرة عن الحصين
بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ عن محمود بن لبيد أنه
رأى عثمان بن عفان على بغلة له عليه ثوبان أصفران له غديرتان
قال أخبرنا يزيد بن هارون ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك
قالا أخبرنا بن ذئب عن عبد الرحمن بن سعد مولى الأسود بن سفيان قال
رأيت عثمان بن عفان وهو يبني الزوراء على بغلة شهباء مضفرا لحيته
لم يقل بن أبي فديك على بغلة شهباء وقاله يزيد
قال أخبرنا خالد بن مخلد قال حدثني الحكم بن الصلت
قال حدثني أبي قال رأيت عثمان بن عفان يخطب وعليه خميصة سوداء
وهو مخضوب بحناء
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا شريك بن عبد الله قال
حدثني شيخ من الحاطبيين عن أبيه قال رأيت على عثمان قميصا قوهيا
على المنبر
قال أخبرنا هشيم بن بشير عن حصين عن عمرو بن جاوان
57

عن الأحنف بن قيس قال رأيت على عثمان بن عفان ملاءة صفراء
قال أخبرنا خالد بن مخلد قال أخبرنا إسحاق بن يحيى بن طلحة
عن موسى بن طلحة قال رأيت عثمان بن عفان وعليه ثوبان ممصران
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الله بن محمد عن ثابت
بن عجلان عن سليم أبي عامر قال رأيت على عثمان بن عفان بردا
يمانيا ثمن مائة درهم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا بن أبي سبرة عن مروان
بن أبي سعيد المعلى قال حدثني الأعرج عن محمد بن ربيعة بن الحارث
قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوسعون على نسائهم
في اللباس الذي يصان ويتجمل به ثم يقول رأيت على عثمان مطرف
خز ثمن مائتي درهم فقال هذا لنائلة كسوتها إياه فأنا ألبسه أسرها به
قال أخبرنا محمد بن عمر قال سألت عمرو بن عبد الله بن عنبسة
وعروة بن خالد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان و عبد الرحمن بن أبي
الزناد عن صفة عثمان فلم أر بينهم اختلافا قالوا كان رجلا ليس بالقصير
ولا بالطويل حسن الوجه رقيق البشرة كبير اللحية عظيمها
أسمر اللون عظيم الكراديس بعيد ما بين المنكبين كثير شعر الرأس
يضفر لحيته
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا واقد بن أبي ياسر أن عثمان
كان يشد أسنانه بالذهب
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا واقد بن أبي ياسر عن عبيد
الله بن دارة أن عثمان كان قد سلس بوله عليه فداواه ثم أرسله فكان
يتوضأ لكل صلاة
قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا سليمان بن بلال عن جعفر
بن محمد عن أبيه أن عثمان تختم في اليسار
58

قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال أخبرنا سفيان عن عمر بن سعيد
قال كان عثمان بن عفان إذا ولد له ولد دعا به وهو في خرقة فيشمه
فقيل له لم تفعل هذا فقال إني أحب إن أصابه شئ أن يكون
قد وقع له في قلبي شئ يعني الحب
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا إسحاق بن يحيى عن عمه
موسى بن طلحة قال رأيت عثمان يخرج يوم الجمعة عليه ثوبان أصفران
فيجلس على المنبر فيؤذن المؤذن وهو يتحدث يسأل عن أسعارهم
وعن قدامهم وعن مرضاهم ثم إذا سكت المؤذن قام يتوكأ على عصا
عقفاء فيخطب وهي في يده ثم يجلس جلسة فيبتدئ كلام الناس فيسألهم
كمسألته الأولى ثم يقوم فيخطب ثم ينزل ويقيم المؤذن
قال أخبرنا هشام بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسي قال أخبرنا
هشيم قال أخبرني محمد بن قيس عن موسى بن طلحة بن عبيد الله قال
رأيت عثمان بن عفان والمؤذن يؤذن وهو يحدث الناس يسألهم ويستخبرهم
عن الأسعار والاخبار
قال أخبرنا محمد بن ربيعة عن أم غراب عن بنانة قالت كان
عثمان يتنشف بعد الوضوء
قال أخبرنا محمد بن ربيعة عن أم غراب عن بنانة أن عثمان
كان يتمطر
قال أخبرنا محمد بن ربيعة عن أم غراب عن بنانة قالت كان
عثمان إذا اغتسل جئته بثيابه فيقول لي لا تنظري إلي فإنه لا يحل لك
قالت وكنت لامرأته
قال أخبرنا محمد بن ربيعة عن أم غراب عن بناته أن عثمان كان
أبيض اللحية
قال أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة عن علي بن مسعدة عن
59

عبد الله الرومي قال كان عثمان يلي وضوء الليل بنفسه قال فقيل له
لو أمرت بعض الخدم فكفوك فقال لا الليل لهم يستريحون فيه
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا وهيب بن خالد قال أخبرنا
خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال أصدق أمتي حياء عثمان
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا سليم بن أخضر قال
حدثني بن عون عن محمد قال كان أعلمهم بالمناسك بن عفان وبعده
بن عمر
قال أخبرنا روح بن عبادة وعفان بن مسلم قالا أخبرنا حماد
بن سلمة قال أخبرنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن إبراهيم عن
عكرمة عن بن عباس في قوله هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل
وهو على صراط مستقيم قال عثمان بن عفان
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا وهيب بن خالد عن يونس
بن عبيد عن الحسن قال رأيت عثمان ينام في المسجد متوسدا رداءه
قال أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي قال أخبرنا مسلم
بن خالد الزنجي قال حدثني عبد الرحيم عن هشام بن عروة عن أبيه
أن عثمان بن عفان لم يستشهد في وصيته
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عمرو بن عثمان بن هانئ
عن عبيد الله بن دارة قال كان عثمان رجلا تاجرا في الجاهلية والاسلام
وكان يدفع ماله قراضا
قال أخبرنا محمد بن عمر وشبل بن العلاء عن العلاء بن عبد الرحمن
عن أبيه أن عثمان دفع إليه مالا مضاربة على النصف
60

ذكر الشورى وما كان أمرهم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني شرحبيل بن أبي عون
عن أبيه عن المسور بن مخرمة قال كان عمر بن الخطاب وهو صحيح
يسأل أن يستخلف فيأبى فصعد يوما المنبر بكلمات وقال
إن مت فأمركم إلى هؤلاء الستة الذين فارقوا رسول الله صلى الله عليه
وسلم وهو عنهم راض علي بن أبي طالب ونظيره الزبير بن العوام
و عبد الرحمن بن عوف ونظيره عثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله
ونظيره سعد بن مالك ألا وإني أوصيكم بتقوى الله في الحكم والعدل
في القسم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الأزهري
عن أبي جعفر قال قال عمر بن الخطاب لأصحاب الشورى تشاوروا
في أمركم فإن كان اثنان واثنان فارجعوا في الشورى وإن كان أربعة واثنان
فخذوا صنف الأكثر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا هشام بن سعد و عبد الله بن
زيد بن أسلم عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر قال وإن اجتمع رأي ثلاثة
وثلاثة فاتبعوا صنف عبد الرحمن بن عوف واسمعوا وأطيعوا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني الضحاك بن عثمان بن عبد
الملك بن عبيد عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع أن عمر حين طعن
قال ليصل لكم صهيب ثلاثا وتشاوروا في أمركم والامر إلى هؤلاء الستة
فمن بعل أمركم فاضربوا عنقه يعني من خالفكم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن موسى عن إسحاق
بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال أرسل عمر بن الخطاب
إلى أبي طلحة قبل أن يموت بساعة فقال يا أبا طلحة كن في خمسين من
61

قومك من الأنصار مع هؤلاء النفر أصحاب الشورى فلا تتركهم يمضي
اليوم الثالث حتى يؤمروا أحدهم اللهم أنت خليفتي عليهم
ذكر بيعة عثمان بن عفان رحمه الله
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني مالك بن أبي الرجال
قال حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال وافى أبو طلحة في أصحابه
ساعة قبر عمر فلزم أصحاب الشورى فلما جعلوا أمرهم إلى عبد
الرحمن بن عوف يختار لهم منهم لزم أبو طلحة باب عبد الرحمن بن عوف
بأصحابه حتى بايع عثمان
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني سعيد المكتب عن سلمة
بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه قال أول من بايع لعثمان عبد
الرحمن ثم علي بن أبي طالب
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عمر بن عميرة بن هني
مولى عمر بن الخطاب عن أبيه عن جده قال أنا رأيت عليا بايع عثمان
أول الناس ثم تتابع الناس فبايعوا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إسماعيل بن إبراهيم بن
عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي عن أبيه أن عثمان لما بويع
خرج إلى الناس فخطبهم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس إن
أول مركب صعب وإن بعد اليوم أياما وإن أعش تأتكم الخطبة
على وجهها وما كنا خطباء وسيعلمنا الله
قال أخبرنا أبو معاوية قال أخبرنا الأعمش عن عبد الله بن سنان
الأسدي قال قال عبد الله حين استخلف عثمان ما ألونا عن أعلى
62

ذي فوق
قال أخبرنا أبو معاوية الضرير وعبيد الله بن موسى وأبو نعيم الفضل
بن دكين قالوا أخبرنا مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن
سبرة قال قال عبد الله حين استخلف عثمان استخلفنا خير من بقي
ولم نأله
قال أخبرنا حجاج بن محمد عن شعبة عن عبد الملك بن ميسرة
عن النزال بن سبرة قال شهدت عبد الملك بن مسعود في هذا المسجد ما خطب
خطبة إلا قال أمرنا خير من بقي ولم نأل
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة قال
أخبرنا عاصم بن بهدلة عن أبي وائل أن عبد الله بن مسعود سار من
المدينة إلى الكوفة ثمانيا حين استخلف عثمان بن عفان فحمد الله وأثنى عليه
ثم قال أما بعد فإن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب مات فلم نر يوما أكثر
نشيجا من يومئذ وإنا اجتمعنا أصحاب محمد فلم نأل عن خيرنا ذي
فوق فبايعنا أمير المؤمنين عثمان فبايعوه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن إسماعيل بن
محمد بن سعد بن أبي وقاص عن عثمان بن محمد الأخنسي قال وأخبرنا
محمد بن عمر قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن يعقوب بن
زيد عن أبيه قالا بويع عثمان بن عفان يوم الاثنين لليلة بقيت من ذي
الحجة سنة ثلاث وعشرين فاستقبل لخلافته المحرم سنة أربع وعشرين
قال محمد بن عمر قال أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة في حديثه
فوجه عثمان على الحج تلك السنة عبد الرحمن بن عوف فحج بالناس سنة
أربع وعشرين ثم حج عثمان في خلافته كلها بالناس عشر سنين ولاء
إلا السنة التي حوصر فيها فوجه عبد الله بن عباس على الحج بالناس
وهي سنة خمس وثلاثين
63

قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أسامة بن زيد الليثي عن
داود بن الحصين عن عكرمة عن بن عباس أن عثمان بن عفان استعمله
على الحج في السنة التي قتل فيها سنة خمس وثلاثين فخرج فحج بالناس
بأمر عثمان
قال أخبرنا محمد بن عمر حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري
قال لما ولي عثمان عاش اثنتي عشرة سنة أميرا يعمل ست سنين لا ينقم
الناس عليه شيئا وإنه لأحب إلى قريش من عمر بن الخطاب لان عمر كان
شديدا عليهم فلما وليهم عثمان لان لهم ووصلهم ثم توانى في أمرهم
واستعمل أقرباءه وأهل بيته في الست الأواخر وكتب لمروان بخمس مصر
وأعطى أقرباءه المال وتأول في ذلك الصلة التي أمر الله بها واتخذ الأموال
واستسلف من بيت المال وقال إن أبا بكر وعمر تركا من ذلك ما هو لهما
وإني أخذته فقسمته في أقربائي فأنكر الناس عليه ذلك
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر عن أم
بكر بنت المسور عن أبيها قال سمعت عثمان يقول أيها الناس إن
أبا بكر وعمر كانا يتأولان في هذا المال ظلف أنفسهما وذوي أرحامهما
وإني تأولت فيه صلة رحمي
ذكر المصريين وحصر عثمان رضي الله تعالى عنه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إبراهيم بن جعفر عن أم
الربيع بنت عبد الرحمن بن محمد بن مسلمة عن أبيها قال وأخبرنا
محمد بن عمر قال حدثني يحيى بن عبد العزيز عن جعفر بن محمود
عن محمد بن مسلمة قال وأخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بن جريج
64

وداود بن عبد الرحمن العطار عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله
أن المصريين لما أقبلوا من مصر يريدون عثمان ونزلوا بذي خشب دعا عثمان
محمد بن مسلمة فقال اذهب إليهم فارددهم عني وأعطهم الرضى وأخبرهم
أني فاعل بالأمور التي طلبوا ونازع عن كذا بالأمور التي تكلموا فيها
فركب محمد بن مسلمة إليهم إلى ذي خشب قال جابر وأرسل معه
عثمان خمسين راكبا من الأنصار أنا فيهم وكان رؤساؤهم أربعة عبد
الرحمن بن عديس البلوي وسودان بن حمران المرادي وابن البياع
وعمرو بن الحمق الخزاعي لقد كان الاسم غلب حتى يقال جيش عمرو
بن الحمق فأتاهم محمد بن مسلمة فقال إن أمير المؤمنين يقول كذا
ويقول كذا وأخبرهم بقوله فلم يزل بهم حتى رجعوا فلما كانوا
بالبويب رأوا جملا عليه ميسم الصدقة فأخذوه فإذا غلام لعثمان فأخذوا
متاعه ففتشوه فوجدوا فيه قصبة من رصاص فيها كتاب في جوف الادراة
في الماء إلى عبد الله بن سعد أن افعل بفلان كذا وبفلان كذا من القوم
الذين شرعوا في عثمان فرجع القوم ثانية حتى نزلوا بذي خشب فأرسل
عثمان إلى محمد بن مسلمة فقال اخرج فارددهم عني فقال لا أفعل
قال فقدموا فحصروا عثمان
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن الحارث بن
الفضيل عن أبيه عن سفيان بن أبي العوجاء قال أنكر عثمان أن يكون
كتب الكتاب أو أرسل ذلك الرسول وقال فعل ذلك دوني
قال أخبرنا قبيصة بن عقبة عن سفيان عن أبي إسحاق عن
عمرو بن الأصم قال كنت فيمن أرسلوا من جيش ذي خشب قال
فقالوا لنا سلوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واجعلوا آخر
من تسألون عليا أنقدم قال فسألناهم فقالوا اقدموا إلا عليا
قال لا آمركم فإن أبيتم فبيض فليفرخ
65

ذكر ما قيل لعثمان في الخلع وما قالهم
ح قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا جرير بن حازم قال
أخبرني يعلى بن حكيم عن نافع قال حدثني عبد الله بن عمر قال
قال لي عثمان وهو محصور في الدار ما ترى فيما أشار به علي المغيرة بن
الأخنس قال قلت ما أشار به عليك قال إن هؤلاء القوم يريدون
خلعي فإن خلعت تركوني وإن لم أخلع قتلوني قال قلت أرأيت
إن خلعت تترك مخلدا في الدنيا قال لا قال فهل يملكون
الجنة والنار قال لا قال فقلت أرأيت إن لم تخلع هل يزيدون على
قتلك قال لا قلت فلا أرى أن تسن هذه السنة في الاسلام
كلما سخط قوم على أميرهم خلعوه لا تخلع قميصا قمصكه الله
قال أخبرنا موسى بن إسماعيل قال أخبرنا عمر بن أبي خليفة
قال حدثتني أم يوسف بن ماهك عن أمها قالت كانوا يدخلون على
عثمان وهو محصور فيقولون انزع لنا فيقول لا أنزع سربا لا سربلنيه
الله ولكن أنزع عما تكرهون قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال أخبرنا طلحة بن زيد
الجزري أو الشامي عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم عن عبد الرحمن
بن جبير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان إن الله
كساك يوما سربالا فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه لظالم
قال أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة عن إسماعيل بن أبي خالد
قال أخبرنا قيس قال أخبرني أبو سهلة مولى عثمان قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم في مرضه وددت أن عندي بعض أصحابي
فقالت عائشة فقلت يا رسول الله أدعو لك أبا بكر فأسكت فعرفت
أنه لا يريده قلت أدعو لك عمر فأسكت فعرفت أنه لا يريده قلت
66

أدعو لك عليا فأسكت فعرفت أنه لا يريده فقلت فأدعو لك بن عفان
قال نعم فلما جاء أشار إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تباعدي
فجاء عثمان فجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجعل رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول له ولون عثمان يتغير قال قيس فأخبرني أبو
سهلة قال لما كان يوم الدار قيل لعثمان ألا تقاتل فقال إن رسول
الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي عهدا وإني صابر عليه قال أبو
سهلة فيرون أنه ذلك اليوم قال أخبرنا عفان بن مسلم وسليمان بن حرب قالا أخبرنا حماد
بن زيد أخبرنا يحيى بن سعيد عن أبي أمامة بن سهل قال كنت مع
عثمان في الدار وهو محصور قال وكنا ندخل مدخلا إذا دخلناه سمعنا
كلام من على البلاط قال فدخل عثمان يوما لحاجة فخرج منتقعا لونه
فقال إنهم ليتوعدونني بالقتل آنفا قال قلنا يكفيكهم الله يا أمير
المؤمنين قال ولم يقتلونني وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول لا يحل دم امرئ مسلم إلا في إحدى ثلاث رجل كفر بعد
إيمانه أو زنى بعد إحصانه أو قتل نفسا بغير نفس فوالله ما زنيت في جاهلية
ولا في إسلام قط ولا تمنيت أن لي بديني بدلا منذ هداني الله
ولا قتلت نفسا ففيم يقتلونني قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال أخبرنا حفص بن أبي
بكر قال أخبرنا هياج بن سريع عن مجاهد قال أشرف عثمان على الذين
حاصروه فقال يا قوم لا تقتلوني فإني وال وأخ مسلم فوالله إن أردت
إلا الاصلاح ما استطعت أصبت أو أخطأت وإنكم إن تقتلوني لا تصلوا
جميعا أبدا ولا تغفروا جميعا أبدا ولا يقسم فيؤكم بينكم قال فلما
أبوا قال أنشدكم الله هل دعوتم عند وفاة أمير المؤمنين بما دعوتم به
وأمركم جميعا لم يتفرق وأنتم أهل دينه وحقه فتقولون إن الله لم يجب
67

دعوتكم أم تقولون هان الدين على الله أم تقولون إني أخذت هذا الامر
بالسيف والغلبة ولم آخذه عن مشورة من المسلمين أم تقولون إن الله لم
يعلم من أول أمري شيئا لم يعلم من آخره فلما أبوا قال اللهم أحصهم
عددا واقتلهم بددا ولا تبق منهم أحدا قال مجاهد فقتل الله منهم من
قتل في الفتنة وبعث يزيد إلى أهل المدينة عشرين ألفا فأباحوا المدينة ثلاثا
يصنعون ما شاؤوا لمداهنتهم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عمرو بن عبد الله بن عنبسة
بن عمرو بن عثمان قال حدثني محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان عن
بن لبيبة أن عثمان بن عفان لما حصر أشرف عليهم من كوة في الطمار
فقال أفيكم طلحة قالوا نعم قال أنشدك الله هل تعلم أنه لما آخى
رسول الله بين المهاجرين والأنصار آخى بيني وبين نفسه فقال طلحة
اللهم نعم فقيل لطلحة في ذلك فقال نشدني وأمر رأيته ألا
أشهد به
قال أخبرنا محمد بن يزيد الواسطي ويزيد بن هارون قالا أخبرنا
العوام بن حوشب عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي جعفر محمد بن علي
قال بعث عثمان إلى علي يدعوه وهو محصور في الدار فأدار أن يأتيه
فتعلقوا به ومنعوه قال فحل عمامة سوداء على رأسه وقال هذا أو
قال اللهم لا أرضى قتله ولا آمر به والله لا أرضى قتله ولا آمر به
قال أخبرنا كثير بن هشام عن جعفر بن برقان قال حدثني راشد
بن كسيان أبو فزار ه العبسي أن عثمان بعث إلى علي وهو محضور في الدار
أن ائتي فقام علي ليأتيه فقام بعض أهل علي حتى حبسه وقال ألا
ترى إلى ما بين يديك من الكتائب لا تخلص إليه وعلى علي عمامة
سوداء فنقضها على رأسه ثم رمى بها إلى رسول عثمان وقال أخبره
بالذي قد رأيت ثم خرج علي من المسجد حتى انتهى إلى أحجار الزيت في
68

سوق المدينة فأتاه قتله فقال اللهم إني أبرأ إليك من دمه أن أكون قتلت
أو مالأت على قتله
قال أخبرنا كثير بن هشام قال أخبرنا جعفر بن برقان قال
أخبرنا ميمون بن مهران قال لما حوصر عثمان بن عفان في الدار بعث رجلا
فقال سل وانظر ما يقول الناس قال سمعت بعضهم يقول قد حل
دمه فقال عثمان ما يحل دم امرئ مسلم إلا رجل كفر بعد إيمانه أو
زنى بعد إحصانه أو قتل رجلا فقتل به قال وأحسبه قال هو أو غيره
أو سعى في الأرض فسادا قال أخبرنا روح بن عبادة قال أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن
يعلى بن حكيم عن نافع عن بن عمر قال لما أرادوا أن يقتلوا عثمان أشرف
عليهم فقال علام تقتلونني فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول لا يحل قتل رجل إلا بإحدى ثلاث رجل كفر بعد
إسلامه فإنه يقتل ورجل زنى بعد إحصانه فإنه يرجم ورجل قتل رجل
متعمدا فإنه يقتل
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو عن أبيه
عن علقمة بن وقاص قال قال عمرو بن العاص لعثمان وهو على المنبر
يا عثمان إنك قد ركبت بهذه الأمة نهابير من الامر فتب وليتوبوا معك
قال فحول وجهه إلى القبلة فرفع يديه فقال اللهم إني أستغفرك وأتوب
إليك ورفع الناس أيديهم
قال أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي من بني عامر بن لؤي
قال أخبرنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عمرو بن العاص أنه قال لعثمان
إنك ركبت بنا نهابير وركبناها معك فتب يتب الناس معك فرفع عثمان
يديه فقال اللهم إني أتوب إليك
قال أخبرنا شبابة بن سوار الفزاري قال وحدثني إبراهيم بن
69

سعد عن أبيه عن جده قال سمعت عثمان بن عفان يقول إن وجدتم
في كتاب الله أن تضعوا رجلي في قيود فضعوهما
قال أخبرنا عبد الله بن إدريس قال أخبرنا هشام بن حسان عن
محمد بن سيرين قال جاء زيد بن ثابت إلى عثمان فقال هذه الأنصار
بالباب يقولون إن شئت كنا أنصارا لله مرتين قال فقال عثمان أما
القتال فلا
قال أخبرنا عبد الله بن إدريس قال أخبرنا يحيى بن سعيد عن عبد
الله بن عامر بن ربيعة قال قال عثمان يوم الدار إن أعظمكم عني
غناء رجل كف يده وسلاحه
قال أخبرنا أبو معاوية الضرير قال أخبرنا الأعمش عن أبي صالح
عن أبي هريرة قال دخلت على عثمان يوم الدار فقلت يا أمير المؤمنين طاب
أم ضرب فقال يا أبا هريرة أيسرك أن تقتل الناس جميعا وإياي
قال قلت لا قال فإنك والله إن قتلت رجلا واحدا فكأنما قتل
الناس جميعا قال فرجعت ولم أقاتل
قال أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة قال أخبرنا هشام بن عروة
عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال قلت لعثمان يوم الدار قاتلهم فوالله
لقد أحل الله لك قتالهم فقال لا والله لا أقاتلهم أبدا قال فدخلوا عليه
وهو صائم قال وقد كان عثمان أمر عبد الله بن الزبير على الدار وقال
عثمان من كانت لي عليه طاعة فليطع عبد الله بن الزبير
قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي بن علية عن أيوب
عن بن أبي ملكية عن عبد الله بن الزبير قال قلت لعثمان يا أمير المؤمنين
إن معك في الدار عصابة مستنصرة بنصر الله بأقل منهم لعثمان فأذن لي
فلا قاتل فقال أنشدك الله رجلا أو قال أذكر بالله رجلا أهراق
في دمه أو قال أهراق في دما
70

قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن بن عون عن بن سيرين قال
كان مع عثمان يومئذ في الدار سبعمائة لو يدعهم لضربوهم إن شاء الله
حتى يخرجوهم من أقطارها منهم بن عمر والحسن بن علي و عبد الله
بن الزبير
قال أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة عن عبد الملك بن أبي سليمان
قال حدثني أبو ليلى الكندي قال شهدت عثمان وهو محصور فاطلع
من كو وهو يقول يا أيها الناس لا تقتلوني واستتيبوني فوالله لئن قتلتموني
لا تصلون جميعا أبدا ولا تجاهدون عدوا جميعا أبدا ولتختلفن حتى
تصيروا هكذا وشبك بين أصابعه ثم قال يا قوم لا يجرمنكم
شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح
وما قوم لوط منكم ببعيد وأرسل إلى عبد الله بن سلام فقال ما ترى
فقال الكف الكف فإنه أبلغ لك في الحجة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد
عن أبي جعفر القارئ مولى بن عباس المخزومي قال كان المصريون
الذين حصروا عثمان ستمائة رأسهم عبد الرحمن بن عديس البلوي وكنانة
بن بشر بن عتاب الكندي وعمرو بن الحمق الخزاعي والذين قدموا
من الكوفة مائتين رأسهم مالك الأشتر النخعي والذين قدموا من البصرة
مائة رجل رأسهم حكيم بن جبلة العبدي وكانوا يدا واحدة في الشر
وكان حثالة من الناس قد ضووا إليهم قد مزجت عهودهم وأماناتهم
مفتونون وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين خذلوه كرهوا
الفتنة وظنوا أن الامر لا يبلغ قتله فندموا على ما صنعوا في أمره ولعمري
لو قاموا أو قام بعضهم فحثا في وجوههم التراب لانصرفوا خاسرين
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني الحكم بن القاسم عن أبي
عون مولى المسور بن مخرمة قال ما زال المصريون كافين عن دمه وعن
71

القتال حتى قدمت أمداد العراق من الكوفة ومن البصرة ومن الشام فلما
جاؤوا وشجع القوم حين بلغهم أن البعوث قد فصلت من العراق من عند
بن عامر ومن مصر من عند عبد الله بن سعد فقالوا نعالجه قبل أن
تقدم الامداد
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن عبد المجيد بن سهيل عن مالك بن أبي عامر قال خرج سعد
بن أبي وقاص حتى دخل على عثمان رحمة الله عليه وهو محصور ثم
خرج من عنده فرأى عبد الرحمن بن عديس ومالكا الأشتر وحكيم بن
جبلة فصفق بيديه إحداهما على الأخرى ثم استرجع ثم أظهر
الكلام فقال والله إن أمر هؤلاء رؤساؤه لأمر سوء
ذكر قتل عثمان بن عفان رحمة الله عليه
قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن بن عون عن الحسن قال
أنبأني وثاب وكان فيمن أدركه عتق أمير المؤمنين عمر وكان بين يدي
عثمان ورأيت بحلقه أثر طعنتين كأنهما كبتان طعنهما يومئذ يوم الدار
دار عثمان قال بعثني عثمان فدعوت له الأشتر فجاء قال بن عون أظنه
قال فطرحت لأمير المؤمنين وسادة وله وسادة فقال يا أشتر ما يريد الناس
مني قال ثلاث ليس لك من إحداهن بد قال ما هن قال يخيرونك
بين أن تخلع لهم أمرهم فتقول هذا أمركم فاختاروا له من شئتم وبين
أن تقص من نفسك فإن أبيت هاتين فإن القوم قاتلوك قال أما من
إحداهن بد قال لا ما من إحداهن بد قال أما أن أخلع لهم
أمرهم فما كنت لأخلع سربالا سربلنيه الله قال وقال غيره والله لان
72

أقدم فتضرب عنقي أحب إلي من أن أخلع أمة محمد بعضها
على بعض قالوا هذا أشبه بكلام عثمان وأما أن أقص من نفسي فوالله
لقد علمت أن صاحبي بين يدي قد كانا يعاقبان وما يقوم بد في القصاص
وأما أن تقتلوني فوالله لئن قتلتموني لا تتحابون بعدي أبدا ولا تصلون
بعدي جميعا أبدا ولا تقاتلون بعدي عدوا جميعا أبدا ثم قام فانطلق
فمكثا فقلنا لعل الناس فجاء رويجل كأنه ذئب فاطلع من باب ثم رجع
فجاء محمد بن أبي بكر في ثلاثة عشر رجلا حتى انتهى إلى عثمان فأخذ بلحيته
فقال بها حتى سمع وقع أضراسه فقال ما أغنى
معاوية ما أغنى عنك بن عامر ما أغنت كتبك فقال أرسل لي لحيتي يا بن
أخي أرسل لي لحيتي يا بن أخي قال فأنا رأيت استعداء رجل من
القوم يعينه فقام إليه بمشقص حتى وجأ به في رأسه قال ثم قلت
ثم مه قال ثم تغاووا والله عليه حتى قتلوه رحمه الله
قال أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن
عبد الرحمن بن محمد بن عبد أن محمد بن أبي بكر تسور على عثمان من دار
عمرو بن حزم ومعه كنانة بن بشر بن عتاب وسودان بن حمران وعمرو
بن الحمق فوجدوا عثمان عند امرأته نائلة وهو يقرأ في المصحف سورة
البقرة فتقدمهم محمد بن أبي بكر فأخذ بلحية عثمان فقال قد أخزاك
الله يا نعثل فقال عثمان لست بنعثل ولكن عبد الله وأمير المؤمنين
فقال محمد ما أغنى عنك معاوية وفلان فقال عثمان يا بن أخي
دع عنك لحيتي فما كان أبوك ليقبض على ما قبضت عليه فقال محمد
ما أريد بك أشد من قبضي على لحيتك فقال عثمان أستنصر الله عليك
وأستعين به ثم طعن جبينه بمشقص في يده ورفع كنانة بن بشر بن
عتاب مشاقص كانت في يده فوجأ بها في أصل أذن عثمان فمضت حتى
دخلت في حلقه ثم علاه بالسيف حتى قتله
73

قال عبد الرحمن بن عبد العزيز فسمعت بن أبي عون يقول ضرب
كنانة بن بشر جبينه ومقدم رأسه بعمود حديد فخر لجنبه وضربه
سودان بن حمران المرادي بعدما خر لجنبه فقتله وأما عمرو بن الحمق
فوثب على عثمان فجلس على صدره وبه رمق فطعنه تسع طعنات وقال
أما ثلاث منهن فإني طعنتهن لله وأما ست فإني طعنت إياهن لما كان
في صدري عليه
قال وأخبرنا محمد بن عمر قال حدثني الزبير بن عبد الله عن جدته
قالت لما ضربه بالمشاقص قال عثمان بسم الله توكلت على الله وإذا
الدم يسيل على اللحية يقطر والمصحف بين يديه فاتكأ على شقه الأيسر
وهو يقول سبحان الله العظيم وهو في ذلك يقرأ المصحف والدم يسيل
على المصحف حتى وقف الدم عند قوله تعالى فسيكفيكهم الله وهو
السميع العليم وأطبق المصحف وضربوه جميعا ضربة واحدة
فضربوه والله بأبي هو يحيي الليل في ركعة ويصل الرحم ويطعم
الملهوف ويحمل الكل فرحمه الله
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر عن بن
أبي عون عن الزهري قال قتل عثمان عند صلاة العصر وشد عبد لعثمان
أسود على كنانة بن بشر فقتله وشد سودان على العبد فقتله ودخلت
الغوغاء دار عثمان فصاح إنسان منهم أيحل دم عثمان ولا يحل ماله
فانتهبوا متاعه فقامت نائلة فقالت لصوص ورب الكعبة يا أعداء الله
ما ركبتم من دم عثمان أعظم أما والله لقد قتلتموه صواما قواما يقرأ
القرآن في ركعة ثم خرج الناس من دار عثمان فأغلق بابه على ثلاثة قتلوا
عثمان وعبد عثمان الأسود وكنانة بن بشر قال أخبرنا
أبو أسامة حماد بن أسامة ويزيد بن هارون قالا أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن يعلى بن حكيم عن نافع قال أصبح عثمان بن
74

عفان يوم قتل يقص رؤيا على أصحابه رآها فقال رأيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم البارحة فقال لي يا عثمان أفطر عندنا قال فأصبح
صائما وقتل في ذلك اليوم رحمه الله قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا وهيب بن خالد قال
أخبرنا موسى بن عقبة عن أبي علقمة مولى عبد الرحمن بن عوف عن كثير
بن الصلت الكندي قال نام عثمان في اليوم الذي قتل فيه وذلك يوم
الجمعة فلما استيقظ قال لولا أن يقول الناس تمنى عثمان أمنية
لحدثتكم حديثا قال قلنا حدثنا أصلحك الله فلسنا على ما يقول الناس
قال إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامي هذا فقال إنك
شاهد فينا الجمعة قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا وهيب قال أخبرنا داود
عن زياد بن عبد الله عن أم هلال بنت وكيع عن امرأة عثمان قال
وأحسبها بنت الفرافصة قالت أغفى عثمان فلما استيقظ قال إن
القوم يقتلونني فقلت كلا يا أمير المؤمنين قال إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر فقالوا أفطر عندنا الليلة أو
قالوا إنك تفطر عندنا الليلة
ذكر أنه كان يقرأ القرآن في ركعة
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام عن محمد بن سيرين
أن عثمان كان يحيي الليل فيختم القرآن في ركعة
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمر عن محمد
بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن عثمان قال قمت خلف المقام وأنا أريد
75

أن يغلبني عليه أحد تلك الليلة فإذا رجل يغمزني فلم ألتفت
ثم غمزني فنظرت فإذا عثمان بن عفان فتنحيت فتقدم فقرأ القرآن في
ركعة ثم انصرف
قال أخبرنا أبو معاوية الضرير عن عاصم الأحول عن بن سيرين
قال قالت امرأة عثمان حين قتل عثمان لقد قتلتموه وإنه ليحيي الليل
كله بالقرآن في ركعة قال أخبرنا عبد الله بن نمير عن قيس عن أبي إسحاق عن رجل
قد سماه قال رأيت رجلا طيب الريح نظيف الثوب قائما إلى دبر الكعبة
يصلي وغلام خلفه كلما تعايا عليه فتح عليه فقلت من هذا
فقالوا عثمان
قال أخبرنا يوسف بن الغرق قال أخبرنا خالد بن بكير عن
عطاء بن أبي رباح أن عثمان بن عفان صلى بالناس ثم قام خلف المقام فجمع
كتاب الله في ركعة كانت وترة فسميت البتيراء
قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال أخبرنا قرة بن خالد وسلام بن
مسكين قالا أخبرنا محمد بن سيرين قال لما أحاطوا بعثمان ودخلوا عليه
ليقتلوه قالت امرأته إن تقتلوه أو تدعوه فقد كان يحيي الليل بركعة
يجمع فيها القرآن
ذكر ما خلف عثمان وكم عاش وأين دفن
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا بن أبي سبرة عن سعيد بن
أبي زيد عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال كان لعثمان
بن عفان عند خازنه يوم قتل ثلاثون ألف ألف درهم وخمسمائة ألف
درهم وخمسون ومائة ألف دينار فانتهبت وذهبت وترك ألف بعير
76

بالربذة وترك صدقات كان تصدق بها ببراديس وخيبر ووادي القرى
قيمة مائتي ألف دينار
قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس قال حدثني عم
جدتي الربيع بن مالك بن أبي عامر عن أبيه قال كان الناس يتوقون أن
يدفنوا موتاهم في حش كوكب فكان عثمان بن عفان يقول يوشك
أن يهلك رجل صالح فيدفن هناك فيأتسي الناس به قال مالك بن
أبي عامر فكان عثمان بن عفان أول من دفن هناك
قال محمد بن سعد فذكرت هذا الحديث لمحمد بن عمر فعرفه
وقال حدثني عمرو بن عبد الله بن عنبسة عن محمد بن عبد الله
بن عمرو عن بن لبيبة عن عبد الله بن عمرو بن عثمان قال بويع عثمان بن
عفان بالخلافة أول يوم من المحرم سنة أربع وعشرين وقتل يرحمه الله
يوم الجمعة لثماني عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة ست وثلاثين بعد العصر
وكان يوم صائما ودفن ليلة السبت بين المغرب والعشاء في حش كوكب
بالبقيع فهي مقبرة بني أمية اليوم وكانت خلافته اثنتي عشرة سنة غير
اثني عشر يوما وقتل وهو بن اثنتين وثمانين سنة وكان أبو معشر يقول
قتل وهو بن خمس وسبعين سنة
77

ذكر من دفن عثمان ومتى دفن ومن حمله ومن
صلى عليه وعلى أي شئ حمل ومن نزل في قبره
ومن تبعه وأين دفن رضي الله تعالى عنه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم
التيمي عن أبيه عن عبد الله بن نيار الأسلمي قال لما حج معاوية
نظر إلى بيوت أسلم شوارع في السوق فقال أظلموا عليهم بيوتهم أظلم
الله عليهم قبورهم قتلة عثمان قال نيار بن مكرم فخرجت إليه فقلت
له إن بيتي يظلم علي وأنا رابع أربعة حملنا أمير المؤمنين وقبرناه وصلينا
عليه فعرفه معاوية فقال اقطعوا البناء لا تبنوا على وجه داره قال ثم
دعاني خاليا فقال متى حملتموه ومتى قبرتموه ومن صلى عليه فقلت
حملناه رحمه الله ليلة السبت بين المغرب والعشاء فكنت أنا وجبير
بن مطعم وحكيم بن حزام وأبو جهم بن حذيفة العدوي وتقدم
جبير بن مطعم فصلى عليه فصدقه معاوية وكانوا هم الذين نزلوا
في حفرته قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد
عن محمد بن يوسف قال خرجت نائلة بنت الفرافصة تلك الليلة وقد شقت
جيبها قبلا ودبرا ومعها سراج وهي تصيح وا أمير المؤمنيناه قال
فقال لها جبير بن مطعم أطفئي السراج لا يفطن بنا فقد رأيت الغواة
الذين على الباب قال فأطفأت السراج وانتهوا إلى البقيع فصلى
عليه جبير بن مطعم وخلفه حكيم بن حزام وأبو جهم بن حذيفة ونيار
بن مكرم الأسلمي ونائلة بنت الفرافصة وأم البنين بنت عيينة امرأتاه
ونزل في حفرته نيار بن مكرم وأبو جهم بن حذيفة وجبير بن مطعم
78

وكان حكيم بن حزام وأم البنين ونائلة يدلونه على الرجال حتى لحدوا له
وبني عليه وغبوا قبره وتفرقوا قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا أبو مالك عبد الملك بن
حسين النخعي عن عمران بن مسلم بن رباح عن عبد الله البهي أن جبير
بن مطعم صلى على عثمان في ستة عشر رجلا بجبير سبعة عشر
قال بن سعد الحديث الأول صلى عليه أربعة أثبت
قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس المدني قال حدثني
عم جدتي الربيع بن مالك بن أبي عامر عن أبيه قال كنت أحد حملة
عثمان بن عفان حين توفي حملناه على باب وإن رأسه ليقرع الباب
لاسراعنا به وإن بنا من الخوف لأمرا عظيما حتى واريناه في قبره
حش كوكب
قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس عن عبد الرحمن بن
أبي الزناد قال حمل عثمان بن عفان أربعة جبير بن مطعم وحكيم
بن حزام ونيار بن مكرم الأسلمي وفتى من العرب فقلت له الفتى
جد مالك بن أبي عامر فقال لم يسم لي قال والعثمانيون أعرف مني
بتلك الحرمة وأرعاهم لها
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا معتمر بن سليمان سمعت
أبي يقول أخبرنا أبو عثمان أن عثمان قتل في أوسط أيام التشريق
قال أخبرنا عبد الله بن إدريس قال أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد
عن قيس بن أبي حازم عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال لقد
رأيتني وإن عمر موثقي وأخته على الاسلام ولو أرفض أحد فيما
صنعتم بابن عفان كان حقيقا
79

ذكر ما قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا عبد الله بن إدريس قال أخبرنا محمد بن أبي أيوب
عن حميد بن أبي هلال عبد الله بن عكيم قال لا أعين على دم خليفة
أبدا بعد عثمان قال فيقال له يا أبا معبد أو أعنت على دمه فقال إني
لأعد ذكر مساويه عونا على دمه
قال أخبرنا عبد الله بن إدريس قال أخبرنا ليث عن زياد بن أبي
مليح عن أبيه عن بن عباس قال لو أجمع الناس على قتل عثمان لرموا
بالحجارة كما رمي قوم لوط قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا الصعق بن حزن قال
أخبرنا قتادة عن زهدم الجرمي قال خطب بن عباس فقال لو لم يطلب
الناس بدم عثمان لرموا بالحجارة من السماء قال أخبرنا كثير بن هشام قال أخبرنا جعفر بن برقان قال
حدثني العلاء بن عبد الله بن رافع عن ميمون بن مهران قال لما قتل عثمان
قال حذيفة هكذا وحلق بيده يعني عقد عشرة فتق في الاسلام
فتق لا يرتقه جبل قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب
عن أبي قلابة قال لما بلغ ثمامة بن عدي قتل عثمان وكان أميرا على
صنعاء وكانت له صحبة بكى فطال بكاؤه ثم قال هذا حين أنزعت
خلافة النبوة من أمة محمد وصار ملكا وجبرية من غلب على شئ
أكله
قال وأخبرنا أحمد بن إسحاق الحضرمي قال أخبرنا وهيب بن
خالد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن ثمامة بن
عدي بمثله سواء قال وكان من قريش
80

قال أخبرنا سليمان بن حرب وعارم بن الفضل قالا أخبرنا حماد
بن زيد قال أخبرنا يحيى بن سعيد قال قال أبو حميد الساعدي لما قتل
عثمان وكان ممن شهد بدرا اللهم إن لك علي ألا أفعل كذا ولا أفعل
كذا ولا أضحك حتى ألقاك
قال أخبرنا أبو معاوية قال أخبرنا الأعمش عن أبي صالح قال
كان أبو هريرة إذا ذكر ما صنع بعثمان بكى قال فكأني أسمعه يقول هاه
هاه ينتحب
قال أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسي قال أخبرنا فطر بن
خليفة عن زيد بن علي أن زيد بن ثابت كان يبكي على عثمان يوم الدار
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا اليمان بن المغيرة قال
أخبرنا إسحاق بن سويد حدثني من سمع حسان بن ثابت يقول
وكأن أصحاب النبي عشية بدن تنحر عند باب المسجد
أبكي أبا عمرو لحسن بلائه أمسى رهينا في بقيع الغرقد
قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال أخبرنا سلام بن مسكين قال
أخبرنا مالك بن دينار أخبرني من سمع عبد الله بن سلام يقول يوم قتل
عثمان اليوم هلكت العرب
قال أخبرنا أبو معاوية الضرير قال أخبرنا الأعمش عن أبي صالح
قال سمعت عبد الله بن سلام يوم قتل عثمان يقول والله لا تهرقون محجما
من دم إلا ازددتم به من الله بعدا
قال أخبرنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن ليث عن طاوس
قال سئل عبد الله بن سلام حين قتل عثمان كيف يجدون صفة عثمان
في كتبهم قال نجده أميرا يوم القيامة على القاتل والخاذل
قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن ليث عن طاوس قال
81

قال عبد الله بن سلام يحكم عثمان يوم القيامة في القاتل والخاذل
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال أخبرنا أبو شهاب
عن خالد الحذاء عن أبي قلابة قال بلغني أن عثمان بن عفان يحكم
في قتلته يوم القيامة
أخبرنا أبو معاوية عن ليث عن طاوس عن بن عباس قال سمعت
عليا يقول حين قتل عثمان والله ما قتلت وأمرت ولكن غلبت
يقول ذلك ثلاث مرات
قال أخبرنا عبد الله بن نمير عن شريك عن عبد الله بن عيسى عن
عبد الرحمن بن أبي ليلى قال رأيت عليا عند أحجار الزيت رافعا ضبعيه
يقول اللهم إني أبرأ إليك من أمر عثمان
قال أخبرنا روح بن عبادة قال أخبرنا عثمان بن عتاب عن خالد
الربعي قال إن في كتاب الله المبارك أن عثمان بن عفان رافع يديه إلى الله
يقول يا رب قتلني عبادك المؤمنون
قال أخبرنا أبو معاوية الضرير قال أخبرنا الأعمش عن خيثمة
عن مسروق عن عائشة قالت حين قتل عثمان تركتموه كالثوب النقي
من الدنس ثم قربتموه تذبحوه كما يذبح الكبش هلا كان هذا
قبل هذا فقال لها مسروق هذا عملك أنت كتبت إلى الناس
تأمرهم بالخروج إليه قال فقالت عائشة لا والذي آمن به المؤمنون وكفر
به الكافرون ما كتبت إليهم بسوداء في بيضاء حتى جلست مجلسي هذا
قال الأعمش فكانوا يرون أنه كتب على لسانها
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد عن الزبير
عن عبد الله بن شقيق عن عائشة قالت مصتموه موص الاناء ثم
قتلتموه تعني عثمان
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا جرير بن حازم قال سمعت
82

محمد بن سيرين يقول قالت عائشة حين قتل عثمان مصتم الرجل موص
الاناء ثم قتلتموه
قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال أخبرنا أبو الأشهب
قال أخبرنا الحسن قال لما أدركوا بالعقوبة يعني قتلة عثمان بن عفان
قال أخذ الفاسق بن أبي بكر قال أبو الأشهب وكان الحسن لا يسميه
باسمه إنما كان يسميه الفاسق قال فأخذ فجعل في جوف حمار ثم
أحرق عليه
قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال أخبرنا أبو الأشهب
قال حدثني عوف عن محمد بن سيرين أن حذيفة بن اليمان قال اللهم
إن كان قتل عثمان خيرا فليس لي منه نصيب وإن كان قتله شرا فإني منه
برئ والله لئن كان قتله خيرا ليحلبنها لبنا ولئن كان قتله شرا
ليمتصن بها دما
قال أخبرنا عمرو بن عاصم قال أخبرنا همام قال حدثني
قتادة عن أبي المليح عن عبد الله بن سلام قال ما قتل نبي قط إلا قتل
به سبعون ألفا من أمته ولا قتل خليفة قط إلا قتل به خمسة وثلاثون ألفا
قال أخبرنا سليمان بن حرب قال أخبرنا حماد بزيد عن أيوب
عن قنافة العقيلي عن مطرف أنه دخل على عمار بن ياسر فقال له
إنا كنا ضلالا فهدانا الله وكنا أعرابا فهاجرنا يقيم مقيما يتعلم القرآن
ويغزو الغاز فإذا قدم الغازي أقام يتعلم القرآن وغزا المقيم ننظر
ما تأمروننا به فإذا أمرتمونا بأمر اتبعنا وإذا نهيتمونا عن شئ انتهينا عنه
جاءنا كتابكم بقتل أمير المؤمنين عمر وأنا بايعنا بن عفان ورضينا لأنفسنا
وأنفسكم فبايعنا لبيعتكم فلم قتلتموه قال أيوب فلم نجد عند
ذلك جوابا
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال أخبرنا زهير بن معاوية
83

قال أخبرنا كنانة مولى صفية قال رأيت قاتل عثمان في الدار رجلا أسود
من أهل مصر يقال له جبلة باسط يديه أو قال رافع يديه يقول
أنا قاتل نعثل
قال أخبرنا حجاج بن نصير قال أخبرنا أبو خلدة عن المسيب
بن دارم قال إن الذي قتل عثمان قام في قتال العدو سبع عشرة كرة
يقتل من حوله لا يصيبه شئ حتمات على فراشه
أبو حذيفة
بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي واسمه
هشيم وأمه أم صفوان واسمها فاطمة بنت صفوان بن أمية بن محرث
الكناني وكان لأبي حذيفة من الولد محمد وأمه سهلة بنت سهيل بن عمرو
من بني عامر بن لؤي وهو الذي وثب بعثمان بن عفان وأعان عليه وحرض
أهل مصر حتى ساروا إليه وعاصم بن أبي حذيفة وأمه آمنة بنت عمرو
بن حرب بن أمية وقد انقرض ولد أبي حذيفة فلم يبق منهم أحد
وانقرض ولد أبيه عتبة بن ربيعة جميعا إلا ولد المغيرة بن عمران بن عاصم
بن الوليد بن عتبة بن ربيعة فإنهم بالشام
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن صالح عن يزيد
بن رومان قال أسلم أبو حذيفة قبل دخول رسول الله صلى الله عليه
وسلم دار الأرقم يدعو فيها
قالوا وكان أبو حذيفة من مهاجرة الحبشة في الهجرتين جميعا ومعه
امرأته سهلة بنت سهيل بن عمرو وولدت له هناك بأرض الحبشة محمد
بن أبي حذيفة
84

قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الجبار بن عمارة
قال سمعت عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال وأخبرنا
محمد بن عمر عن موسى بن يعقوب عن محمد بن جعفر بن الزبير قال لما
هاجر أبو حذيفة بن عتبة وسالم مولى أبي حذيفة من مكة إلى المدينة نزلا على
عباد بن بشر وقتلا جميعا باليمامة
قالوا وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبي حذيفة
وعباد بن بشر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد
عن أبيه قال شهد أبو حذيفة بدرا ودعا أباه عتبة بن ربيعة إلى البراز فقالت
أخته هند بنت عتبة لما دعا أباه إلى البراز
الأحول الأثعل المشؤوم طائره أبو حذيفة شر الناس في الدين
أما شكرت أبا رباك من صغر حتى شببت شبابا غير محجون
قال وكان أبو حذيفة رجلا طوالا حسن الوجه مرادف الأسنان
وهو الأثعل وكان أحول وشهد أيضا أحدا والخندق والمشاهد كلها
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل يوم اليمامة سنة اثنتي عشرة
وهو بن ثلاث أو أربع وخمسين سنة وذلك في خلافة أبي بكر الصديق
رضي الله تعالى عنه
سالم مولى أبي حذيفة
بن عتبة بن ربيعة في رواية موسى بن عقبة سالم بن معقل من
أهل إصطخر وهو مولى ثبيتة بنت يعار الأنصارية ثم أحد بني عبيد
85

بن زيد بمالك بن عوف بن عمرو بن عوف من الأوس رهط
أنيس بن قتادة فسالم يذكر في الأنصار في بني عبيد لعتق ثبيتة بنت
يعار إياه ويذكر في المهاجرين لموالاته لأبي حذيفة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إبراهيم بن إسماعيل بن
أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن أبي سفيان قال كان سالم لثبيتة بنت
يعار الأنصارية وكانت تحت أبي حذيفة فأعتقته سائبة فتولى أبا حذيفة
وتبناه أبو حذيفة فكان يقال سالم بن أبي حذيفة
قالت امرأة أبي حذيفة سهلة بنت سهيل بن عمرو جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد
أن نزلت هذه الآية ادعوهم لآبائهم فقلت يا رسول الله إنما كان
سالم عندنا ولدا قال فأرضعيه خمس رضعات يدخل عليك قالت
فأرضعته وهو كبير وزوجه أبو حذيفة بنت أخيه فاطمة بنت الوليد بن عتبة
بن ربيعة فلما قتل يوم اليمامة أرسل أبو بكر بميراثه إلى مولاته فأبت
أن تقبله ثم إن عمر أرسل به فأبت وقالت سيبته لله فجعله عمر
في بيت المال
قال محمد بن عمر فحدثت بن أبي ذئب بهذا الحديث فقال أخبرني
يزيد بن أبي حبيب عن سعيد بن المسيب قال كان سالم سائبة فأوصى بثلث
ماله في سبيل الله وثلثه في الرقاب وثلثه لمواليه
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب
عن محمد أن سالما مولى أبي حذيفة أعتقته امرأة من الأنصار سائبة وقالت
وال من شئت فوالى أبا حذيفة بن عتبة فكان يدخل على امرأته فذكرت
ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم وقالت إني أرى ذاك في وجه أبي حذيفة
فقال أرضعيه فقالت إنه ذو لحية قال قد علمت أنه ذو لحية
قال فقتل يوم اليمامة فدفع ميراثه إلى المرأة
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا معقل بن عبيد الله
86

عن أبي مليكة عن القاسم بن محمد أن سهلة بنت سهيل بن عمرو
أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي امرأة أبي حذيفة فقالت يا رسول
الله سالم مولى أبي حذيفة معي وقد أدرك ما يدرك الرجال فقال أرضعيه
فإذا أرضعته فقد حرم عليك ما يحرم من ذي المحرم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر عن الزهري عن
أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة بن الأسود قال أخبرتني أمي عن أم
سلمة أنها قالت أبى سائر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن يدخل عليهن أحد بهذا الرضاع وقلن إنما هذا رخصة من رسول الله
صلى الله عليه وسلم لسالم خاصة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر عن الزهري
عن عروة عن عائشة إنما أخذت بذلك من بين أزواج النبي صلى الله عليه
وسلم
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا شيبان عن منصور عن
مالك بن الحارث قال كان زيد بن حارثة معروفا بنسبه وكان سالم مولى
أبي حذيفة لا يعرف نسبه فكان يقال سالم من الصالحين
قال أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الحميد بن عمران بن أبي
أنس عن أبيه قال سمعت بن عمر يقول أقبل سالم مولى أبي حذيفة
يوم المهاجرين من مكة حتى قدم المدينة لأنه كان أقرأهم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أفلح بن سعيد عن أبي كعب
القرظي قال كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين بقباء فيهم عمر
بن الخطاب قبل أن يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا أنس بن عياض و عبد الله بن نمير عن عبيد الله بن عمر
عن نافع عن بن عمر أن المهاجرين الأولين لما قدموا من مكة إلى المدينة
نزلوا بالعصبة إلى جنب قباء فأفهم سالم مولى أبي حذيفة لأنه كان أكثرهم
87

قرآنا قال عبد الله بن نمير في حديثه فيهم عمر بن الخطاب وأبو سلمة
بن عبد الأسد
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم
عن أبيه قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سالم مولى أبي
حذيفة وأبي عبيدة بن الجراح وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بينه وبين معاذ بن ماعص الأنصاري
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني يونس بن محمد الظفري
عن يعقوب بن عمر بن قتادة قال أخبرني محمد بن ثابت بن قيس بن شماس
قال لما انكشف المسلمون يوم اليمامة قال سالم مولى أبي حذيفة ما كهذا
كنا نفعل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فحفر لنفسه حفرة وقام
فيها ومعه راية المهاجرين يومئذ فقاتل حتى قتل رحمه الله يوم اليمامة
شهيدا سنة اثنتي عشرة وذلك في خلافة أبي بكر الصديق
قال محمد بن عمر وغير يونس بن محمد الظفري يقول في هذا الحديث
فوجد رأس سالم عند رجلي
أبي حذيفة أو رأس أبي حذيفة عند رجلي سالم
قال أخبرنا أبو معاوية الضرير قال أخبرنا أبو إسحاق يعني الشيباني
عن عبيد بن أبي الجعد عن عبد الله بن شداد بن الهاد أن سالما مولى أبي
حذيفة قتل يوم اليمامة فباع عمر ميراثه فبلغ مائتي درهم فأعطاها أمه فقال
كليها
88

وحلفاء بني عبد شمس من بني غنم بن دودان
بن أسد بن خزيمة بن مدركة وهم حلفاء حرب بن أمية وأبي سفيان بن حرب (
عبد الله بن جحش
بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان
بن أسد بن خزيمة ويكنى أبا محمد وأمه أميمة بنت عبد المطلب بن
هاشم بن عبد مناف بن قصي
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن صالح عن يزيد بن
رومان قال أسلم عبد الله وعبيد الله وأبو أحمد بنو جحش قبل دخول رسول
الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم
قالوا وهاجر عبد الله وعبيد الله ابنا جحش إلى أرض الحبشة في
المرة الثانية وكانت مع عبيد الله زوجته أم حبيبة بنت أبي سفيان فتنصر
عبيد الله بأرض الحبشة ومات بها ورجع عبد الله إلى مكة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عمر بن عثمان الجحشي
عن أبيه قال كان بنو غنم بن دودان أهل إسلام قد أوعبوا في الهجرة
إلى المدينة رجالهم ونساؤهم فخرجوا جميعا وتركوا دورهم مغلقة فخرج
عبد الله بن جحش وأخوه أبو أحمد بن جحش واسمه عبد وعكاشة
بن محصن وأبو سنان بن محصن وسنان بن أبي سنان وشجاع بن وهب
وأخوه عقبة بن وهب وأربد بن حميرة ومعبد بن نباتة وسعيد بن
رقيش ويزيد بن رقيش ومحرز بن نضلة وقيس بن جابر وعمرو بن محصن
89

بن مالك ومالك بن عمرو وصفوان بن عمرو وثقاف بن عمرو وربيعة
بن أكثم وزبير بن عبيد فنزلوا جميعا على مبشر بن عبد المنذر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن عثمان بن أبي
سليمان بن جبير بن مطعم عن أبيه قال كان ممن خرج في الهجرة إلى
المدينة فأوعبوا رجالهم ونساؤهم وغلقوا دورهم فلم يبق منهم أحد
إلا خرج مهاجرا دار بني غنم بن دودان ودار أبي البكير ودار
بني مظعون قال أخبرنا محمد بن عمر عن موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه
قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عبد الله بن جحش وعاصم
بثابت بن أبي الأفلح
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني خارجة بن عبد الله عن داود
بن الحصين عن نافع بن جبير قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
عبد الله بن جحش في رجب على رأس سبعة عشر شهرا سرية إلى نخلة
وخرج معه نفر من المهاجرين ليس فيهم أنصاري وأمره عليهم وكتب له
كتابا وقال إذا سرت يومين فانشره فانظر فيه ثم امض لامري الذي
أمرتك به
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا نجيح أبو معشر المدني
قال في هذه السرية تسمى عبد الله بن جحش أمير المؤمنين
قال أخبرنا عفان بن مسلم وموسى بن إسماعيل قالا أخبرنا حماد
بن سلمة قال أخبرنا علي بن زيد عن سعيد بن المسيب أن رجلا
سمع عبد الله بن جحش يقول قبل يوم أحد بيوم اللهم إذا لاقوا هؤلاء
غدا أقسم عليك لما يقتلوني ويبقروا بطني ويجدعوني
فإذا قلت لي لم فعل بك هذا فأقول اللهم فيك فلما التقوا
فعلوا ذلك به وقال الرجل الذي سمعه أما هذا فقد استجيب له وأعطاه الله
90

ما سأل في جسده في الدنيا وأنا أرجو أن يعطى ما سأل في الآخرة
قال أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي البصري قال حدثني
كثير بن زيد حدثني المطلب بن عبد الله بن حنطب أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم يوم خرج إلى أحد نزل عند الشيخين فأصبح هناك فجاءته
أم سلمة بكتف مشوية فأكلها ثم جاءته بنبيذ فشرب ثم أخذه رجل
من القوم فشرب منه ثم أخذ عبد الله بن جحش فعب فيه فقال له رجل
بعض شرابك أتدري أين تغدو قال نعم ألقى الله وأنا ريان
أحب إلي من أن ألقاه وأنا ظمآن اللهم إني أسألك أن أستشهد وأن
يمثل بي فتقول فيم صنع بك هذا فأقول فيك وفي رسولك
قال عمر فقتل عبد الله بن جحش يوم أحد شهيدا قتله أبو الحكم
بن الأخنس بن شريف الثقفي ودفن عبد الله بن جحش وحمزة بن عبد
المطلب وهو خاله في قبر واحد وكان عبد الله يوم قتل بن بضع
وأربعين سنة وكان رجلا ليس بالطويل ولا بالقصير كثير الشعر وولي
تركته رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشترى لابنه مالا بخيبر
يزيد بن رقيش
بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان
بن أسد بن خزيمة ويكنى أبا خالد شهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل يوم اليمامة شهيدا سنة
اثنتي عشرة
91

عكاشة بن محصن
بن حرثان بن قيس بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد
بن خزيمة ويكنى أبا محصن شهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد
كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعثه رسول الله صلى الله
عليه وسلم إلى الغمر سرية في أربعين رجلا فانصرفوا ولم يلقوا كيدا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عمر بن عثمان الجحشي عن
آبائه عن أم قيس بنت محصن قالت توفي رسول الله صلى الله عليه
وسلم وعكاشة بن أربع وأربعين سنة وقتل بعد ذلك بسنة ببزاخة في
خلافة أبي بكر الصديق سنة اثنتي عشرة وكان عكاشة من أجمل الرجال
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني سعيد بن محمد بن أبي زيد
عن عيسى بن عميلة الفزاري عن أبيه قال خرج خالد بن الوليد على الناس
يعترضهم في الردة فكلما سمع أذانا للوقت كف وإذا لم يسمع أذانا أغار
فلما دنا خالد من طليحة وأصحابه بعث عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم
طليعة أمامه يأتيانه بالخبر وكانا فارسين عكاشة على فرس له يقال له
الرزام وثابت على فرس له يقال له المحبر فلقيا طليحة وأخاه سلمة
بخويل طليعة لمن وراءهما من الناس فانفرد طليحة بعكاشة وسلمة
بثابت فلم يلبث أن قتل ثابت بن أقرم فصرخ طليحة لسلمة
أعني على الرجل فإنه قاتلي فكر سلمة على عكاشة فقتلاه جميعا ثم كرا
راجعين إلى من وراءهما من الناس فأخبراهم فسر عيينة بن حصن
وكان مع طليحة وكان قد خلفه على عسكره وقال هذا الظفر وأقبل
خالد بن الوليد ومعه المسلمون فلم يرعهم إلا ثابت بن أقرم قتيلا تطؤه
المطي فعظم ذلك على المسلمين ثم لم يسيروا إلا يسيرا حتى وطئوا
عكاشة قتيلا فثقل القوم على المطي كما وصف واصفهم حتى ما تكاد
92

المطي ترفع أخفافها
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الملك بن سليمان عن
ضمرة بن سعيد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي واقد الليثي قال
كنا نحن المقدمة مائتي فارس وعلينا زيد بن الخطاب وكان ثابت بن أقرم
وعكاشة بن محصن أمامنا فلما مررنا بهما سئ بنا وخالد والمسلمون
وراءنا بعد فوقفنا عليهما حتى طلع خالد يسيرا فأمرنا فحفرنا لهما
ودفناهما بدمائهما وثيابهما ولقد وجدنا بعكاشة جراحات منكرة
قال محمد بن عمر وهذا أثبت ما روي في قتل عكاشة بن محصن
وثابت بن أقرم عندنا والله أعلم
أبو سنان بن محصن
بن حرثان بن قيس بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد
بن خزيمة شهد بدرا وأحدا والخندق وتوفي والنبي صلى الله عليه
وسلم محاصر بني قريظة
قال أخبرنا وكيع بن الجراح قال أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد
عن عامر قال أول من بايع النبي صلى الله عليه وسلم بيعت الرضوان
أبو سنان الأسدي قال محمد بن عمر هذا الحديث وهل أبو سنان
توفي والنبي صلى الله عليه وسلم محاصر بني قريظة سنة خمس من الهجرة
ودفن في مقبرة بني قريظة اليوم وتوفي وهو بن أربعين سنة وكان أسن
من عكاشة بسنتين ولكن الذي بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم
في بيعة الرضوان يوم الحديبية سنة ست سنان بن أبي سنان بن محصن
وكان قد شهد بدرا مع أبيه وشهد أحدا والخندق والمشاهد
93

سنان بن أبي سنان
بن محصن بن حرثان بن قيس بن مرة كان بينه وبين أبيه في
السن عشرون سنه وشهد بدرا وأحدا والخندق والحديبية وهو أول من
بايع النبي صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان وتوفي سنة اثنتين وثلاثين
شجاع بن وهب
بن ربيعة بن أسد بن صهيب بن مالك بن كبير بن غنم بن دودان
بن أسد بن خزيمة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عمر بن عثمان الجحشي
قال كان شجاع بن وهب يكنى أبا وهب وكان رجلا نحيفا طوالا
أجنأ وكان من مهاجرة الحبشة في الهجرة الثانية وآخى رسول الله صلى
الله عليه وسلم بينه وبين أوس بن خولي
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن عمر بن الحكم قال
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم شجاع بن وهب سرية في أربعة
وعشرين رجلا إلى جمع هوازن بالسي من أرض بني عامر ناحية ركية
وأمره أن يغير عليهم فصبحهم وهو غارون فأصابوا نعما وشاء كثيرا
قال محمد بن عمر وكان شجاع بن وهب رسول رسول الله
صلى الله عليه وسلم بكتابه إلى الحارث بن أبي شمر الغساني وكانوا
بغوطة دمشق فلم يسلم وأسلم حاجبه مري وبعث إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم بكتاب مع شجاع يقرئه به السلام ويخبره أنه على دينه فقال
94

رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق وشهد شجاع بدرا وأحدا والخندق
والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل يوم اليمامة
شهيدا سنة اثنتي عشرة وهو بن بضع وأربعين سنة
وأخوه
بسم الله الرحمن الرحيم عقبة بن وهب بن ربيعة بن أسد بن صهيب شهد بدرا وأحدا والخندق
والمشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
ربيعة بن أكثم
بن سخبرة بن عمرو بن لكيز بن عامر بن غنم بن دودان بن
أسد بن خزيمة هكذا نسبه محمد بن إسحاق قال أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا عمر بن عثمان الجحشي عن
آبائه أن ربيعة بن أكثم كان يكنى أبا يزيد وكان قصيرا رحراحا شهد
بدرا وهو بن ثلاثين سنة وشهد أحدا والخندق والحديبية وقتل بخيبر
شهيدا سنة سبع وهو بن سبع وثلاثين سنة قتله الحارث اليهودي بالنطاة
محرز بن نضلة
بن عبد الله بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة
ويكنى أبا نضلة وكان أبيض حسن الوجه وكان يلقب فهيرة وكانت
95

بنو عبد الأشهل يدعون أنه حليفهم قال محمد بن عمر سمعت إبراهيم
بن إسماعيل بن أبي حبيبة يقول ذلك ويقول ما خرج يوم السرح إلا محرز
بن نضلة من دار بني عبد الأشهل على فرس لمحمد بن مسلمة يقال له
ذو اللمة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم
عن أبيه قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين محرز بن نضلة
وعمارة بن حزم
قال محمد بن عمر وشهد بدرا وأحدا والخندق
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن صالح بن كسيان قال قال محرز بن نضلة رأيت سماء الدنيا
أفرجت لي حتى دخلتها حتى انتهيت إلى السماء السابعة ثم انتهيت إلى سدرة
المنتهى فقيل لي هذا منزلك فعرضتها على أبي بكر الصديق وكان أعبر
الناس فقال أبشر بالشهادة فقتل بعد ذلك بيوم خرج مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم إلى غزوة الغابة يوم السرح وهي غزوة ذي
قرد سنة ست فقتله مسعدة بن حكمة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عمر بن عثمان الجحشي عن
آبائه أن محرز بن نضلة شهد بدرا وهو بن إحدى أو اثنتين وثلاثين سنة
وكان يوم قتل بن سبع وثلاثين سنة أو ثمان وثلاثين سنة أو نحو ذلك
قليلا
96

أربد بن حميرة
ويكنى أبا مخشي وهو من بني أسد بن خزيمة من أنفسهم
وكذلك قال محمد بن إسحاق ولم يشك فيه قاله محمد بن عمر عن عبد الله
بن جعفر الزهري
قال وأخبرنا محمد بن عمر عن بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين
قالا هو سويد بن مخشي وهو من طئ حليف لبني عبد شمس
قال وأخبرنا الحسين بن محمد عن أبي معشر قال هو أبو مخشي
واسمه سويد بن عدي
قال أخبرنا عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري قال هما اثنان
أربد بن حميرة شهد بدرا لا شك فيه وسويد بن مخشي شهد أحدا ولم
يشهد بدرا
ومن حلفاء بني عبد شمس من بني سليم بن منصور
وقال محمد بن إسحاق هم حلفاء بني كبير بن غنم بن دودان
وهم من بني حجر آل بني سليم وهم إخوة
مالك بن عمرو
شهد بدر وأحدا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقتل باليمامة سنة اثنتي عشرة ذكروه جميعا واجتمعوا عليه
97

مدلاج بن عمرو
شهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها ذكره محمد بن إسحاق وأبو معشر
ومحمد بن عمر ولم يذكره موسى بن عقبة ومات سنة خمسين وذلك في
خلافة معاوية بن أبي سفيان
ثقف بن عمرو
بن سميط وهو أخو مالك ومدلاج قال محمد بن إسحاق ومحمد
بن عمر وهو ثقف بن عمرو وقال أبو معشر ثقاف بن عمرو ولم
يذكره موسى بن عقبة وذلك وهم منه أو ممن روي عنه وشهد ثقف
بدرا وأحدا والخندق والحديبية وخيبر وقتل بخيبر شهيدا سنة سبع من
الهجرة قتله أسير اليهودي ستة عشر رجلا
ومن حلفاء بني نوفل بن عبد مناف بن قصي
عتبة بن غزوان
بن جابر بن وهب بن نسيب بن زيد بن مالك بن الحارث بن عوف
بن مازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر
ويكنى أبا عبد الله
قال بن سعد وسمعت بعضهم يكنيه أبا غزوان وكان رجلا طوالا
98

جميلا وهو قديم الاسلام وهاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية وكان
من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني جبير بن عبد الله وإبراهيم
بن عبد الله وهما من ولد عتبة بن غزوان قالا قدم عتبة بن غزوان المدينة
في الهجرة وهو بن أربعين سنة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا حكيم بن محمد عن أبيه
قال نزل عتبة بن غزوان وخباب مولى عتبة حين هاجر إلى المدينة
على عبد الله بن سلمة العجلاني
قال أخبرنا محمد بن عمر عن موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه
قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عتبة بن غزوان وأبي
دجانة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني جبير بن عبد الله وإبراهيم
بن عبد الله قالا استعمل عمر بن الخطاب عتبة بن غزوان على البصرة
فهو الذي مصر البصرة واختطها وكانت قبل ذلك الأبلة وبنى المسجد
بقصب قال محمد بن عمر ويقال كان عتبة مع سعد بن أبي وقاص فوجهه
إلى البصرة بكتاب عمر إليه يأمره بذلك وكانت ولايته على البصرة ستة
أشهر ثم قدم على عمر المدينة فرده عمر على البصرة واليا فمات في البصرة
سنة سبع عشرة وهو بن سبع وخمسين سنة وذلك في خلافة
عمر بن الخطاب أصابه بطن فمات بمعدن بني سليم فقدم سويد
غلامه بمتاعه وتركته إلى عمر بن الخطاب
99

خباب مولى عتبة
بن غزوان ويكنى أبا يحيى آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بينه وبين تميم مولى خراش بن الصمة وشهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد
كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي سنة تسع عشرة وهو
يومئذ بن خمسين سنة وصلى عليه عمر بن الخطاب بالمدينة
ومن بني أسد بن عبد العزى بن قصي
الزبير بن العوام
بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وأمه صفية بنت
عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي
قال أخبرنا وكيع بن الجراح قال أخبرنا هشام بن عروة عن أخيه
عبد الله بن عروة عن الفرافصة الحنفي في حديث رواه أن الزبير بن
العوام كان يكنى أبا عبد الله
قالوا وكان للزبير من الولد أحد عشر ذكرا وتسع نسوة عبد الله
وعروة والمنذر وعاصم والمهاجر درجا وخديجة الكبرى وأم الحسن
وعائشة وأمهم أسماء بنت أبي بكر الصديق وخالد وعمرو وحبيبة
وسودة وهند وأمهم أم خالد وهي أمة بنت خالد بن سعيد بن العاص
بن أمية ومصعب وحمزة ورملة وأمهم الرباب بنت أنيف بن
عبيد بن مصاد بن كعب بن عليم بن جناب من كلب وعبيدة وجعفر
وأمهما زينب وهي أم جعفر بنت مرثد بن عمرو بن عبد عمرو بن بشر
بن عمرو بن مرثد بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة وزينب
100

وأمها أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط وخديجة الصغرى وأمها الحلال
بنت قيس بن نوفل بن جابر بن شجنة بن أسامة بن مالك بن نصر بن قعين
من بني أسد
قال وأخبرت عن هشام بن عروة عن أبيه قال قال الزبير بن العوام
إن طلحة بن عبيد الله التيمي يسمي بنيه بأسماء الأنبياء وقد علم أن
لا نبي بعد محمد وإني أسمي بني بأسماء الشهداء لعلمهم أن يستشهدوا
فسمى عبد الله بعبد الله بن جحش والمنذر بالمنذر بن عمرو وعروة
بعروة بن مسعود وحمزة بحمزة بن عبد المطلب وجعفرا بجعفر بن أبي
طالب ومصعبا بمصعب بن عمير وعبيدة بعبيدة بن الحارث وخالدا
بخالد بن سعيد وعمرا بعمرو بن سعيد بن العاص قتل يوم اليرموك
قال أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة قال حدثني هشام بن عروبة
عن أبيه قال قاتل الزبير بمكة وهو غلام رجلا فكسر يده وضربه
ضربا شديدا فمر بالرجل على صفية وهو يحمل فقالت ما شأنه
قالوا قاتل الزبير فقالت
كيف رأيت زبرا آأقطا حسبته أم تمرا أم مشمعلا صقرا
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة عن هشام
بن عروة عن عروة أن صفية كانت تضرب الزبير ضربا شديدا وهو يتيم
فقيل لها قتلته خلعت فؤاده أهلكت هذا الغلام قالت إنما أضربه
كي يلب ويجر الجيش ذا الجلب
قال وكسر يد غلام ذات يوم فجئ بالغلام إلى صفية وقيل
لها ذلك فقالت صفية
كيف وجدت زبرا آأقطا حسبته أم تمرا أم مشمعلا صقرا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرني مصعب بن ثابت قال حدثني
101

أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل قال وكان إسلام الزبير بعد أبي
بكر كان رابعا أو خامسا
قال وأخبرت عن حماد بن أسامة عن هشام بن عروة أن الزبير أسلم
و هو بن ست عشرة سنة ولم يتخلف عن غزوة غزاها رسول الله صلى
الله عليه وسلم
قالوا وهاجر الزبير إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن صالح عن عاصم
بن عمر بن قتادة قال لما هاجر الزبير بن العوام من مكة إلى المدينة نزل
على المنذر بن محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم
عن أبيه قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الزبير وبين بن
مسعود
قال أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك المدني قال أخبرنا
عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه أن النبي صلى
الله عليه وسلم حين آخى بين أصحابه آخى بين الزبير وطلحة
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن هشام
بن عروة عن أبيه قال وأخبرنا محمد بن عمر عن عبد الرحمن بن أبي
الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه قال وأخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا
محمد بن عبد الله عن الزهري عن عروة قال آخى رسول الله صلى الله
عليه وسلم بين الزبير بن العوام وكعب بن مالك
قال أخبرنا عبد الله بن نمير عن هشام بن عروة عن بشير بن عبد
الرحمن بن كعب بن مالك قال كان النبي صلى الله عليه وسلم آخى
بين الزبير وبين كعب بن مالك
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم
102

عن أبيه قال كان الزبير بن العوام يعلم بعصابة صفراء وكان يحدث
أن الملائكة نزلت يوم بدر على خيل بلق عليها عمائم صفر فكان على
الزبير يومئذ عصابة صفراء
قال أخبرنا وكيع عن هشام بن عروة عن رجل من ولد الزبير
قال مرة عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير وقال مرة عن حمزة بن
عبد الله قال كان على الزبير يوم بدر عمامة صفراء معتجرا بها
وكانت على الملائكة يومئذ عمائم صفر
قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال أخبرنا همام عن هشام
بن عروة عن أبيه قال كانت على الزبير ريطة صفراء معتجرا بها يوم
بدر فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الملائكة نزلت على سيماء
الزبير
قال أخبرنا أبو أسامة قال أخبرنا هشام بن عروة قال لم يكن
مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر غير فرسين أحدهما عليه الزبير
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا
سعيد بن زيد قال أخبرنا علي بن زيد قال أخبرنا سعيد بن المسيب قال رخص للزبير بن العوام
في لبس الحرير
قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال سئل سعيد بن أبي عروبة
عن لبس الحرير فأخبرنا عن قتادة عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله
عليه وسلم رخص للزبير في قميص حرير
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
لما خط الدور بالمدينة جعل للزبير بقيعا واسعا
قال أخبرنا علي بن عبد الله بن جعفر المديني قال أخبرنا يحيى
بن آدم قال أخبرنا أبو بكر بن عياش عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء
103

ابنة أبي بكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطع الزبير نخلا
قال أخبرنا أنس بن عياض و عبد الله بن نمير الهمداني قالا
أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطع
الزبير أرضا فيها نخل كانت من أموال بني النضير وأن أبا بكر أقطع
الزبير الجرف قال أنس بن عياض في حديثه أرضا مواتا وقال عبد
الله بن نمير في حديثه وأن عمر أقطع الزبير العقيق أجمع
قالوا وشهد الزبير بن العوام بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم وثبت معه يوم أحد وبايعه على الموت
وكانت مع الزبير إحدى رايات المهاجرين الثلاث في غزوة الفتح
قال أخبرنا عبد الله بن نمير عن هشام بن عروة عن أبيه قال
قالت لي عائشة أبواك والله من الذين استجابوا لله والرسول من
بعد ما أصابهم القرح
قال أخبرنا المعلى بن أسد قال أخبرنا محمد بن عمران حدثني
أبو سعيد عبد الله بن بسر عن أبي كبشة الأنماري قال لما فتح رسول
الله صلى الله عليه وسلم مكة كان الزبير بن العوام على المجنبة اليسرى
وكان المقداد بن الأسود على المجنبة اليمنى فلما دخل رسول الله صلى
الله عليه وسلم مكة وهدأ الناس جاءا بفرسيهما فقام رسول الله صلى
الله عليه وسلم يمسح الغبار عن وجوههما بثوبه وقال إني قد جعلت
للفرس سهمين وللفارس سهما فمن نقصهما نقصه الله
104

ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم إن لكل نبي
حواريا وحواريي الزبير بن العوام
قال أخبرنا أنس بن عياض الليثي عن هشام بن عروة عن أبيه أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال لكل أمة حواري وحواريي الزبير
بن عمتي
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام بن حسان عن الحسن
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكل نبي حواري
وإن حواريي الزبير
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة قال
وأخبرنا الفضل بن دكين أبو نعيم وهشام أبو الوليد الطيالسي قالا أخبرنا
أبو الأحوص قال وأخبرنا موسى بن إسماعيل قال أخبرنا سلام بن أبي
مطيع قال وأخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال أخبرنا زائدة بن قدامة
كلهم عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش قال جاء بن جرموز
يستأذن على علي رضي الله تعالى عنه فقال له الآذن هذا بن جرموز
قاتل الزبير على الباب يستأذن فقال علي عليه السلام ليدخل قاتل
بن صفية النار سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن
لكل نبي حواريا وحواريي الزبير قال سلام بن أبي مطيع من بينهم
عن عاصم عن زر قال كنت عند علي ولم يقل في حديثه ليدخل قاتل بن
صفية النار وقالوا جميعا في إسنادهم
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا سفيان عن محمد بن المنكدر
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يأتيني بخبر
القوم يوم الأحزاب فقال الزبير أنا فقال من يأتيني بخبر القوم
105

فقال الزبير أنا فقال من يأتيني بخبر القوم فقال الزبير أنا فقال
النبي صلى الله عليه وسلم إن لكل نبي حواريا وإن حواريي الزبير
قال أخبرنا يحيى بن عباد قال أخبرنا فليح بن سليمان أبو يحيى
قال حدثني محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال ندب رسول
الله صلى الله عليه وسلم الناس يوم الخندق من يأتيه بخبر بني قريظة
فانتدب الزبير ثم ندبهم فانتدب الزبير ثم ندبهم الثالثة فانتدب الزبير
فأخذ بيده وقال إن لكل نبي حواريا وحواريي الزبير
قال أخبرنا عبد الله بن نافع بن ثابت بن عبد الله بن الزبير حدثني
المنكدر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال إن لكل نبي حواريا وحواريي الزبير
قال وأخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن
نافع قال سمع بن عمر رجلا يقول أنا بن حواري رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال بن عمر إن كنت من آل الزبير وإلا فلا
قال أخبرنا عمرو بن عاصم قال أخبرنا همام بن يحيى عن هشام
بن عروة أن غلاما مر بابن عمر فسئل من هو فقال بن حواري رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال فقال بن عمر إن كنت من ولد الزبير
وإلا فلا قال فسئل هل كان أحد يقال له حواري رسول الله صلى
الله عليه وسلم غير الزبير قال لا أعلمه
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة قال
أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال قلت لأبي يوم
الأحزاب قد رأيتك يا أبة تحمل على فرس لك أشقر قال قد
رأيتني أي بني قلت نعم قال فإن رسول الله حينئذ جمع لي
أبويه يقول فداك أبي وأمي
قال أخبرنا عفان بن مسلم ووهب بن جرير بن حازم وهشام وأبو
106

الوليد الطيالسي قالوا أخبرنا شعبة عن جامع بن شداد قال سمعت
عامر بن عبد الله بن الزبير يحدث عن أبيه قال قلت للزبير ما لي لا أسمعك
تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يحدث فلان وفلان
قال أما إني لم أفارقه أسلمت ولكني سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول من كذب علي فليتبوأ مقعدا من النار قال
وهب بن جرير في حديثه عن الزبير والله ما قال متعمدا وأنتم تقولون
متعمدا
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة عن هشام
بن عروة أن الزبير بعث إلى مصر فقيل له إن بها الطاعون فقال
إنما جئنا للطعن والطاعون قال فوضعوا السلاليم فصعدوا عليها
قال أخبرنا أنس بن عياض أبو ضمرة الليثي عن هشام بن عروة
عن أبيه أن الزبير بن العوام لما قتل عمر محا نفسه من الديوان
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا قيس بن الربيع عن أبي
حصين أن عثمان بن عفان أجاز الزبير بن العوام بستمائة ألف فنزل على
أخواله بني كاهل فقال أي المال أجود قالوا مال أصبهان قال
أعطوني من مال أصبهان
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا أفلح بن سعيد المدني قال
أخبرنا محمد بن كعب القرظي أن الزبير كان لا يغير يعني الشيب
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرني عبد الرحمن بن أبي الزناد
عن هشام بن عروة عن أبيه قال ربما أخذت بالشعر على منكبي الزبير
وأنا غلام فأتعلق به على ظهره
قال محمد بن عمر وكان الزبير بن العوام رجلا ليس بالطويل ولا
بالقصير إلى الخفة ما هو في اللحم ولحيته خفيفة أسمر اللون أشعر
رحمه الله
107

ذكر وصية الزبير وقضاء دينه وجميع تركته
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا حفص بن غياث عن هشام
بن عروة عن أبيه الزبير بن العوام جعل دارا له حبيسا على كل مردودة
من بناته
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن هشام بن عروة عن أبيه أن الزبير
بن العوام أوصى بثلثه
قال أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة قال أخبرنا هشام بن عروة
عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال لما وقف الزبير يوم الجمل دعاني فقمت
إلى جنبه فقال يا بني إنه لا يقتل اليوم إلا ظالم أو مظلوم وإني لا أراني
إلا سأقتل اليوم مظلوما وإن من أكبر همي لديني أفتري ديننا
يبقي من مالنا شيئا ثم قال يا بني بع مالنا واقض ديني وأوص بالثلث
فإن فضل من مالنا من بعد قضاء الدين شئ فثلثه لولدك قال هشام
وكان بعض ولد عبد الله بن الزبير قد وازى بعض بني الزبير خبيب وعباد
قال وله يومئذ تسع بنات قال عبد الله بن الزبير فجعل يوصيني بدينه
ويقول يا بني إن عجزت عن شئ منه فاستعن عليه مولاي قال
فوالله ما دريت ما أراد حتى قلت يا أبة من مولاك قال الله قال
فوالله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت يا مولى الزبير اقض عنه دينه
فيقضيه قال وقتل الزبير ولم يدع دينارا ولا درهما إلا أرضين فيها الغابة
وإحدى عشرة دارا بالمدينة ودارين بالبصرة ودارا بالكوفة ودارا
بمصر قال وإنما كان دينه الذي كان عليه أن الرجل كان يأتيه بالمال
ليستودعه إياه فيقول الزبير لا ولكن هو سلف إني أخشى عليه
الضيعة وما ولي إمارة قط ولا جباية ولا خراجا ولا شيئا إلا أن يكون
في غزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع أبي بكر وعمر وعثمان
108

قال عبد الله بن الزبير فحسبت ما عليه من الدين فوجدته ألفي
ألف ومائتي ألف فلقي حكيم بن حزام عبد الله بن الزبير فقال يا بن
أخي كم على أخي من الدين قال فكتمه وقال مائة ألف فقال حكيم
والله ما أرى أموالكم تتسع لهذه فقال له عبد الله أفرأيتك إن كانت ألفي
ألف ومائتي ألف قال ما أراكم تطيقون هذا فإن عجزتم عن شئ
منه فاستعينوا بي وكان الزبير اشترى الغابة بسبعين ومائة ألف فباعها عبد
الله بن الزبير بألف ألف وستمائة ألف ثم قام فقال من كان له على
الزبير شئ فليوافنا بالغابة قال فأتاه عبد الله بن جعفر وكان له على
الزبير أربعمائة ألف فقال لعبد الله بن الزبير إن شئتم تركتها لكم
وإن شئتم فأخروها فيما تؤخرون إن أخر تم شيئا فقال عبد الله بن
الزبير لا قال فاقطعوا لي قطعة فقال له عبد الله لك من هاهنا
إلى هاهنا قال فباعه منها بقضاء دينه فأوفاه وبقي منها أربعة أسهم ونصف
قال فقدم على معاوية وعنده عمرو بن عثمان والمنذر بن الزبير وابن زمعة
قال فقال له معاوية كم قومت الغابة قال كل سهم مائة ألف
قال كم بقي قال أربعة أسهم ونصف قال فقال المنذر بن الزبير
قد أخذت سهما بمائة ألف وقال عمرو بن عثمان قد أخذت سهما بمائة
ألف وقال بن زمعة قد أخذت سهما بمائة ألف فقال معاوية فكم
بقي قال سهم ونصف قال أخذته بخمسين ومائة ألف قال وباع
عبد الله بن جعفر نصيبه من معاوية بستمائة ألف فلما فرغ بن الزبير
من قضاء دينه قال بنو الزبير أقسم بيننا ميراثنا قال لا والله لا أقسم
بينكم حتى أنادي في الموسم أربع سنين ألا من كان له على الزبير دين
فليأتنا فلنقضه قال فجعل كل سنة ينادي بالموسم فلما مضت أربع
سنين قسم بينهم قال وكان للزبير أربع نسوة قال وربع الثمن فأصاب
كل امرأة ألف ألف ومائة ألف قال فجميع ماله خمسة وثلاثون
109

ألف ألف ومائتا ألف
قال أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال وحدثنا سفيان
بن عيينة قال اقتسم ميراث الزبير على أربعين ألف ألف
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن هشام بن عروة عن أبيه قال كانت قيمة ما ترك الزبير أحدا
وخمسين أو اثنين وخمسين ألف ألف
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو حمزة عبد الواحد بن ميمون
عن عروة قال كان للزبير بمصر خطط وبالاسكندرية خطط وبالكوفة
خطط وبالبصرة دور وكانت له غلات تقدم عليه من أعراض المدينة
ذكر قتل الزبير ومن قتله وأين قبره وكم عاش
قال أخبرنا الحسن بن موسى الأشيب قال أخبرنا ثابت بن يزيد
عن هلال بن خباب عن عكرمة عن بن عباس أنه أتى الزبير فقال أين
صفية بنت عبد المطلب حيث تقاتل بسيفك علي بن أبي طالب بن عبد
المطلب قال فرجع الزبير فلقيه بن جرموز فقتله فأتى بن عباس عليا
فقال إلى أين قاتل بن صفية قال علي إلى النار
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا عمران بن زائدة بن نشيط
عن أبيه عن أبي خالد يعني الوالبي قال دعا الأحنف بني تميم فلم
يجيبوه ثم دعا بني سعد فلم يجيبوه فاعتزل في رهط فمر الزبير على فرس
له يقال له ذو النعال فقال الأحنف هذا الذي كان يفسد بين الناس
قال فاتبعه رجلان ممن كان معه فحمل عليه أحدهما فطعنه وحمل
110

عليه الآخر فقتله وجاء برأسه إلى الباب فقال ائذنوا لقاتل الزبير
فسمعه علي فقال بشر قاتل بن صفية بالنار فألقاه وذهب
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا فضيل بن مرزوق
قال حدثني سفيان بن عقبة عن قرة بن الحارث عن جون بن قتادة قال
كنت مع الزبير بن العوام يوم الجمل وكانوا يسلمون عليه بالامرة فجاء
فارس يسير فقال السلام عليك أيها الأمير ثم أخبره بشئ ثم جاء
آخر ففعل مثل ذلك ثم جاء آخر ففعل مثل ذلك فلما التقى القوم ورأى
الزبير ما رأى قال وا جدع أنفياه أو يا قطع ظهرياه قال فضيل
لا أدري أيهما قال ثم أخذه أفكل قال فجعل السلاح ينتقض قال
جون فقلت ثكلتني أمي أهذا الذي كنت أريد أن أموت معه
والذي نفسي بيده ما أرى هذا إلا من شئ قد سمعه أو رآه وهو فارس
رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما تشاغل الناس انصرف فقعد
على دابته ثم ذهب وانصرف جون فجلس على دابته فلحق بالأحنف
قال فأتى الأحنف فارسان فنزلا وأكبا عليه يناجيانه فرفع الأحنف رأسه
فقال يا عمرو يعني بن جرموز يا فلان فأتياه فأكبا عليه فناجاهما
ساعة ثم انصرف ثم جاء عمرو بن جرموز بعد ذلك إلى الأحنف فقال
أدركته في وادي السباع فقتلته فكان قرة بن الحارث بن الجون يقول
والذي نفسي بيده إن كان صاحب الزبير إلا الأحنف
قال أخبرنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي قال أخبرنا الأسود
بن شيبان عن خالد بن سمير أنه ذكر الزبير في حديث رواه قال فركب
الزبير فأصابه أخو بني تميم بوادي السباع قالوا خرج الزبير بن العوام
يوم الجمل وهو يوم الخميس لعشر ليال خلون من جمادي الآخرة سنة
ست وثلاثين بعد القتال على فرس له يقال له ذو الخمار منطلقا يريد الرجوع
إلى المدينة فلقيه رجل من بني تميم يقال له النعر بن زمام المجاشعي
111

بسفوان فقال له يا حواري رسول الله إلي إلي فأنت في ذمتي لا يصل
إليك أحد من الناس فأقبل معه وأقبل رجل من بني تميم آخر إلى الأحنف
بن قيس فقال له فيما بينه وبينه هذا الزبير في وادي السباع فرفع الأحنف
صوته وقال ما أصنع وما تأمروني إن كان الزبير لف بين غارين من المسلمين
قتل أحدهما الآخر ثم هو يريد اللحاق بأهله فسمعه عمير بن جرموز
التميمي وفضالة بن حابس التميمي
ونفيع أو نفيل بن حابس التميمي فركبوا أفراسهم في طلبه فلحقوه فحمل عليه عمير بن جرموز فطعنه
طعنة خفيفة فحمل عليه الزبير فلما ظن أن الزبير قاتله دعا يا فضالة
يا نفيع ثم قال الله الله يا زبير فكف عنه ثم سار فحمل عليه القوم
جميعا فقتلوه رحمه الله فطعنه عمير بن جرموز طعنة أثبتته فوقع
فاعتوروه وأخذوا سيفه وأخذ بن جرموز رأسه فحمله حتى أتى به وبسيفه
عليا فأخذه علي وقال سيف والله طال ما جلا به عن وجه رسول الله
صلى الله عليه وسلم الكرب ولكن الحين ومصارع السوء ودفن
الزبير رحمه الله بوادي السباع وجلس علي يبكي عليه هو وأصحابه
وقالت عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل وكانت تحت الزبير بن
العوام وكان أهل المدينة يقولون من أراد الشهادة فليتزوج عاتكة
بنت زيد كانت عند عبد الله بن أبي بكر فقتل عنها ثم كانت عند عمر
بن الخطاب فقتل عنها ثم كانت عند الزبير فقتل عنها فقالت
غدر بن جرموز بفارس بهمة يوم اللقاء وكان غير معرد
يا عمرو لو نبهته لوجدته لا طائشا رعش الجنان ولا اليد
شلت يمينك إن قتلت لمسلما حلت عليك عقوبة المتعمد
ثكلتك أمك هل ظفرت بمثله فيمن مضى فيما تروح وتغتدي
كم غمرة قد خاضها لم يثنه عنها طرادك يا بن فقع القردد
112

وقال جرير بن الخطفي
إن الرزية من تضمن قبره وادي السباع لكل جنب مصرع
لما أتى خبر الزبير تواضعت سور المدينة والجبال الخشع
وبكى الزبير بناته في مأتم ماذا يرد بكاء من لا يسمع
قال أخبرنا أحمد بن عمر قال أخبرنا عبيد الله بن عروة بن الزبير
عن أخيه عبد الله بن عروة عن عروة قال قتل أبي يوم الجمل وقد زاد
على الستين أربع سنين
قال أخبرنا محمد بن عمر قال سمعت مصعب بن ثابت بن عبد الله
بن الزبير يقول شهد الزبير بن العوام بدرا وهو بن تسع وعشرين سنة
وقتل وهو بن أربع وستين سنة
قال أخبرنا موسى بن إسماعيل قال حدثني جرير بن حازم قال
سمعت الحسن ذكر الزبير فقال يا عجبا للزبير أخذ بحقوي أعرابي من
بني مجاشع أجرني أجرني حتى قتل والله ما كان له بقرن أما والله
لقد كنت في ذمة منيعة
قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال أخبرنا سفيان عن منصور عن
إبراهيم قال جاء بن جرموز يستأذن على علي فاستجفاه فقال أما أصحاب
البلاء فقال علي بفيك التراب إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير
من الذين قال الله في حقهم ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا
على سرر متقابلين
قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال أخبرنا سفيان عن جعفر بن محمد عن
أبيه قال قال علي إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير من الذين قال
الله في حقهم ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين
113

رضي الله تعالى عنهما
ومن حلفاء بن أسد بن عبد العزى بن قصي وهم حلفاء
الزبير بن العوام حاطب بن أبي بلتعة
ويكنى أبا محمد وهو من لخم ثم أحد بني راشدة بن أزب بن
جزيلة بن لخم وهو مالك بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن
يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن
قحطان وإلى قحطان جماع اليمن وكان اسم راشدة خالفة
فوفدوا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال من أنتم قالوا بنو خالفة
فقال أنتم بنو راشدة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن عاصم
بن عمر بن قتادة قال لما هاجر حاطب بن أبي بلتعة وسعد مولى حاطب
من مكة إلى المدينة نزلا على المنذر بن محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح
قالوا آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين حاطب بن أبي
بلتعة ورخيلة بن خالد وشهد حاطب بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم
بكتاب إلى المقوقس صاحب الإسكندرية وكان حاطب من الرماة المذكورين
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات بالمدينة سنة ثلاثين
وهو بن خمس وستين وصلى عليه عثمان بن عفان
قال وأخبرنا محمد بن عمر قال حدثني شيخ من ولد حاطب عن
آبائه قالوا وكان حاطب رجلا حسن الجسم خفيف اللحية أجنأ وكان
إلى القصر ما هو شثن الاصاب
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني يحيى بن عبد الله بن أبي
فروة عن يعقوب بن عتبة قال ترك حاطب بن أبي بلتعة يوم مات أربعة
114

آلاف دينار ودراهم ودارا وغير ذلك وكان تاجرا يبيع الطعام وغيره
ولحاطب بقية بالمدينة
سعد مولى حاطب
بن أبي بلتعة وهو سعد بن خولي بن سبرة بن دريم بن قيس
بن مالك بن عميرة بن عامر بن بكر بن عامر الأكبر بن عوف بن بكر
بن عوف بن عذرة بن رفيدة بن ثور بن كلب من قضاعة ويقال سعد
بن خولي بن القوسار بن الحارث بن مالك بن عميرة ويقال هو سعد
بن خولي بن فروة بن القوسار ولخولي يقول رجل من بني أسد
ودله على امرأته من بني القوسار
إن ابنة القوسار يا صاح دلني عليها قضاعي يحب جماليا
فأعطيت خولي بن فروة ما اشتهى من المشمخرات الذرى والروابيا
وأجمعوا على أنه سعد بن خولي من كلب إلا أن أبا معشر وحده
كان يقول هو من مذحج ولعله لم يحفظ نسبه كما حفظه غيره
وأجمعوا جميعا على أنه أصابه سبي فصار إلى حاطب بن أبي بلتعة اللخمي
حليف بني أسد بن عبد العزى بن قصي فأنعم عليه وشهد معه بدرا
وأحدا وقتل يوم أحد شهيدا على رأس اثنين وثلاثين شهرا من مهاجر
رسول الله صلى الله عليه وسلم وفرض عمر بن الخطاب لابنه عبد الله
بن سعد في الأنصار
ثلاثة نفر وليس لسعد مولى حاطب عقب
115

ومن بني عبد الدار بن قصي مصعب الخير
بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي ويكنى
أبا محمد وأمه خناس بنت مالك بن المضرب بن وهب بن عمرو بن حجير
بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي وكان لمصعب من الولد ابنة يقال
لها زينب وأمها حمنة بنت جحش بن رباب بن يعمر بن صبرة بن
مرة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة فزوجها عبد الله
بن عبد بن أبي أمية بن المغير فولدت له ابنة يقال لها قريبة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا إبراهيم بن محمد العبدري
عن أبيه قال كان مصعب بن عمير فتى مكة شبابا وجمالا وسبيبا
وكان أبواه يحبانه وكانت أمه مليئة كثيرة المال تكسوه أحسن ما يكون
من الثياب وأرقه وكان أعطر أهل مكة يلبس الحضرمي من النعال
فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكره ويقول ما رأيت بمكة
أحدا أحسن لمة ولا أرق حلة ولا أنعم نعمة من مصعب بن عمير
فبلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الاسلام في دار أرقم
بن أبي الأرقم فدخل عليه فأسلم وصدق به وخرج فكتم إسلامه خوفا
من أمه وقومه فكان يختلف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
سرا فبصر به عثمان بن طلحة يصلي فأخبر أمه وقومه فأخذوه فحبسوه
فلم يزل محبوسا حتى خرج إلى أرض الحبشة في الهجرة الأولى ثم رجع مع
المسلمين حين رجعوا فرجع متغير الحال قد حرج يعني غلظ فكف
أمه عنه من العذل
قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس قال حدثني سليمان
بن بلال عن أبي عبد العزيز الربذي عن أخيه عبد الله بن عبيدة عن عروة
بن الزبير قال بينا أنا جالس يوما مع عمر بن عبد العزيز وهو يبني المسجد
116

فقال أقبل مصعب بن عمير ذات يوم و النبي صلى الله عليه وسلم
جالس في أصحابه عليه قطعة نمرة قد وصلها بإهاب قد ردنه ثم وصله
إليها فلما رآه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نكسوا رؤوسهم
رحمة له ليس عندهم ما يغيرون عنه فسلم فرد عليه النبي صلى الله
عليه وسلم وأحسن عليه الثناء وقال الحمد لله ليقلب الدنيا بأهلها
لقد رأيت هذا يعني مصعبا وما بمكة فتى من قريش أنعم عند أبويه
نعيما منه ثم أخرجه من ذلك الرغبة في الخير في حب الله ورسوله
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال
كان مصعب بن عمير لي خدنا وصاحبا منذ يوم أسلم إلى أن قتل رحمه
الله بأحد خرج معنا إلى الهجرتين جميعا بأرض الحبشة وكان رفيقي
من بين القوم فلم أر رجلا قط كان أحسن خلقا ولا أقل خلافا منه
ذكر بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم
إياه إلى المدينة ليفقه الأنصار
قال أخبرنا هشام بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسي قال أخبرنا
شعبة قال أنبأنا أبو إسحاق سمعت البراء بن عازب يقول أول من
قدم علينا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير
وابن أم مكتوم يعني في الهجرة إلى المدينة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الجبار بن عمارة
قال سمعت عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم يقول لما هاجر
مصعب بن عمير من مكة إلى المدينة نزل على سعد بن معاذ
117

قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه
قال وأخبرنا بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن أبي سفيان وواقد
بن عمرو بن سعد بن معاذ قالا وأخبرنا عبد الرحمن بن عبد العزيز عن
عاصم بن عمر عن قتادة قال وأخبرنا عبد الحميد بن عمران بن أبي أنس
عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال وأخبرنا بن جريج ومعمر
ومحمد بن عبد الله عن الزهري قال وأخبرنا إسحاق بن حازم عن يزيد
بن رومان قال وأخبرنا إسماعيل بن عياش عن يافع بن عامر عن سليمان
بن موسى قال وأخبرنا إبراهيم بن محمد العبدري عن أبيه دخل
حديث بعضهم في حديث بعض قالوا لما انصرف أهل العقبة الأولى الاثنا
عشر وفشا الاسلام في دور الأنصار أرسلت الأنصار رجلا إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم وكتبت إليه كتابا ابعث إلينا رجلا يفقهنا في
الدين ويقرئنا القرآن فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
مصعب بن عمير فقدم فنزل على سعد بن زرارة وكان يأتي الأنصار في
دورهم وقبائلهم فيدعوهم إلى الاسلام ويقرأ عليهم القرآن فيسلم الرجل
والرجلان حتى ظهر الاسلام وفشا في دور الأنصار كلها والعوالي إلا دورا
من أوس الله وهي خطمة ووائل وواقف وكان مصعب يقرئهم
القرآن ويعلمهم فكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستأذنه
أن يجمع بهم فأذن له وكتب إليه انظر من اليوم الذي يجهر فيه
اليهود لسبتهم فإذا زالت الشمس فازدلف إلى الله فيه بركعتين واخطب
فيهم فجمع بهم مصعب بن عمير في دار سعد بن خيشمة وهم اثنا عشر
رجلا وما ذبح لهم يومئذ إلا شاة فهو أول من جمع في الاسلام
جمعة
وقد روى قوم من الأنصار أن أول من جمع بهم أبو أمامة أسعد بن
زرارة ثم خرج مصعب بن عمير من المدينة مع السبعين الذين وافوا رسول
118

الله صلى الله عليه وسلم في العقبة الثانية من حاج الأوس والخزرج ورافق
أسعد بن زرارة في سفره ذلك فقدم مكة فجاء منزل رسول الله صلى
الله عليه وسلم أولا ولم يقرب منزله فجعل يخبر رسول الله صلى
الله عليه وسلم عن الأنصار وسرعتهم إلى الاسلام واستبطأهم رسول
الله صلى الله عليه وسلم فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل
ما أخبره وبلغ أمه أنه قد قدم فأرسلت إليه يا عاق أتقدم بلدا أنا
فيه لا تبدأ بي فقال ما كنت لأبدأ بأحد قبل رسول الله صلى الله عليه
وسلم فلما سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره بما أخبره
ذهب إلى أمه فقالت إنك لعلي ما أنت عليه من الصبأة بعد قال
أنا على دين رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الاسلام الذي رضي الله
لنفسه ولرسوله قالت ما شكرت ما رثيتك مرة بأرض الحبشة ومرة
بيثرب فقال أقر بديني إن تفتنوني فأرادت حبسه فقال لئن أنت
حبستني لأحرصن على قتل من يتعرض لي قالت فاذهب لشأنك
وجعلت تبكي فقال مصعب يا أمة إني لك ناصح عليك شفيق فاشهدي
أنه لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله قالت والثواقب لا أدخل
في دينك فيزري برأيي ويضعف عقلي ولكني أدعك وما أنت عليه وأقيم
على ديني قال وأقام مصعب بن عمير مع النبي صلى الله عليه وسلم
بمكة بقية ذي الحجة والمحرم وصفر وقدم قبل رسول الله صلى الله
عليه وسلم إلى المدينة مهاجرا لهلال شهر ربيع الأول قبل مقدم رسول
الله صلى الله عليه وسلم باثنتي عشرة ليلة
قال أخبرنا روح بن عبادة قال أخبرنا بن جريج عن عطاء
قال وأخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي وقبيصة بن عقبة قالا أخبرنا سفيان
عن بن جريج عن عطاء قال أول من جمع بالمدينة رجل من بني عبد
الدار قال قلت بأمر النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم فمه قال
119

سفى ان يقول هو مصعب بن عمير
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن
أبيه قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مصعب بن عمير
وسعد بن أبي وقاص وآخى بين مصعب بن عمير وأبي أيوب الأنصاري
ويقال ذكوان بن عبد قيس
ذكر حمل مصعب لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن قدامة عن عمر بن حسين قال كان لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم الأعظم
لواء المهاجرين يوم بدر مع مصعب بن عمير
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا إبراهيم بن محمد بن شرحبيل
العبدري عن أبيه قال حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد فلما
جال المسلمون ثبت به مصعب فأقبل بن قميئة وهو فارس فضرب
يده اليمنى فقطعها ومصعب يقول وما محمد إلا رسول قد خلت
من قبله الرسل الآية وأخذ اللواء بيده اليسرى وحنا عليه فضرب
يده اليسرى فقطعها فحنا على اللواء وضمه بعضديه إلى صدره وهو
يقول وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل الآية ثم حمل عليه
الثالثة بالرمح فأنفذه واندق الرمح ووقع مصعب وسقط اللواء وابتدره
رجلان من بني عبد الدار سويبط بن سعد بن حرملة وأبو الروم بن
عمير فأخذه أبو الروم بن عمير فلم يزل في يده حتى دخل به المدينة حين
انصرف المسلمون
قال محمد بن عمر قال إبراهيم بن محمد عن أبيه قال ما نزلت
120

هذه الآية وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل يومئذ حتى نزلت
بعد ذلك
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني الزبير بن سعد النوفلي عن
عبد الله بن الفضل بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب قال
أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد مصعب بن عمير اللواء
فقتل مصعب فأخذه ملك في صورة مصعب فجعل رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول له في آخر النهار تقدم يا مصعب فالتفت إليه
الملك فقال لست بمصعب فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنه ملك أيد به
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا عمرو بن صهبان عن
معاذ بن عبد الله عن وهب بن قطن عن عبيد بن عمير أن النبي صلى
الله عليه وسلم وقف على مصعب بن عمير وهو منجعف على وجهه فقرأ
هذه الآية من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه إلى آخر
الآية ثم قال إن رسول الله يشهد أنكم الشهداء عند الله يوم
القيامة ثم أقبل على الناس فقال أيها الناس زوروهم وأتوهم وسلموا
عليهم فوالذي نفسي بيده لا يسلم عليهم مسلم إلى يوم القيامة إلا
ردوا عليه السلام
قال أخبرنا أبو معاوية الضرير قال حدثنا الأعمش عن شقيق عن
خباب بن الأرت قال هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
في سبيل الله نبتغي وجه الله فوجب أجرنا على الله فمنا من مضى ولم يأكل
من أجره شيئا منهم مصعب بن عمير قتل يوم أحد فلم يوجد له شئ
يكفن فيه إلا نمرة قال فكنا إذا وضعناها على رأسه خرجت رجلاه
وإذا وضعناها على رجليه خرج رأسه فقال لنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم اجعلوها مما يلي رأسه واجعلوا على رجليه من الإذخر ومنا من
121

أينعت له ثمرته فهو يهد بها
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إبراهيم بن محمد بن شرحبيل
العبدري عن أبيه قال كان مصعب بن عمير رقيق البشرة حسن اللمة
ليس بالقصير ولا بالطويل قتل يوم أحد على رأس اثنين وثلاثين شهرا
من الهجرة وهو بن أربعين سنة أو يزيد شيئا فوقف عليه رسول الله صلى
الله عليه وسلم وهو في بردة مقتول فقال لقد رأيتك بمكة وما بها
أحدق أرق حلة ولا أحسن لمة منك ثم أنت شعث الرأس في بردة
ثم أمر به يقبر فنزل في قبره أخوه أبو الروم بن عمير وعامر بن ربيعة
وسويبط بن سعد بن حرملة
سويبط بن سعد
بن حرملة بن مالك وكان مالك شاعرا بن عميلة بن السباق
بن عبد الدار بن قصي وأمه هنيدة بنت خباب أبي سرحان بن منقذ
بن سبيع بن جعثمة بن سعد بن مليح من خزاعة وكان سويبط من
مهاجرة الحبشة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا حكيم بن محمد عن أبيه
قال لما هاجر سويبط بن سعد من مكة إلى المدينة نزل على عبد الله بن سلمة
العجلاني
قالوا آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سويبط بن سعد
وعائذ بن ماعص الزرقي شهد سويبط بدرا وأحدا
122

ومن بني عبد بن قصي بن كلاب (طليب بن عمير
بن وهب بن كثير بن عبد بن قصي ويكنى أبا عدي وأمه أروى
بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم
بن الحارث التيمي عن أبيه قال أسلم طليب بن عمير في دار الأرقم ثم
خرج فدخل على أمه وهي أروى بنت عبد المطلب فقال تبعت محمدا
وأسلمت لله فقالت أمه إن أحق من وازرت وعضدت بن خالك
والله لو كنا نقدر على ما يقدر عليه الرجال لمنعناه وذببنا عنه فقلت
يا أمة فما يمنعك أن تسلمي وتتبعيه فقد أسلم أخوك حمزة فقالت
انظر ما يصنع أخواتي ثم أكون إحداهن قال فقلت فإني أسألك بالله
إلا أتيته فسلمت عليه وصدقته وشهدت أن لا إله إلا الله فقالت
فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ثم كانت بعد
تعضد النبي صلى الله عليه وسلم بلسانها وتحض ابنها على نصرته
والقيام بأمره
قالوا وكان طليب بن عمير من مهاجرة الحبشة في الهجرة الثانية
ذكروه جميعا موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبو معشر ومحمد بن عمر
وأجمعوا على ذلك
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا حكيم بن محمد عن أبيه
قال لما هاجر طليب بن عمير من مكة إلى المدينة نزل على عبد الله بن
سلمة العجلاني
قالوا آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين طليب بن عمير
والمنذر بن عمرو الساعدي وشهد طليب بدرا في رواية محمد بن عمر
وثبت ذلك ولم يذكره موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبو معشر ممن
123

شهد بدرا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الله بن جعفر عن إسماعيل
بن محمد بن سعد ومحمد بن عبد الله بن عمرو قالا وأخبرنا قدامة بن
موسى عن عائشة بنت قدامة قالوا قتل طليب بن عمير يوم أجنادين
شهيدا في جمادي الأولى سنة ثلاث عشرة وهو بن خمس وثلاثين سنة
وليس له عقب
ومن بني زهرة بن كلاب بن مرة عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف
بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب وكان اسمه
في الجاهلية عبد عمرو فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين
أسلم عبد الرحمن ويكنى أبا محمد وأمه الشفاء بنت عوف بن عبد
بن الحارث بن زهرة بن كلاب
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الزهري
عن يعقوب بن عتبة الأخنسي قال ولد عبد الرحمن بن عوف بعد الفيل
بعشر سنين
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن صالح عن يزيد
بن رومان قال أسلم عبد الرحمن بن عوف قبل أن يدخل رسول الله
صلى الله عليه وسلم دار أرقم بن أبي الأرقم وقبل أن يدعو فيها
قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبيد
بن عمير عن عمرو بن دينار قال كان اسم عبد الرحمن بن عوف عبد
الكعبة فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن
قال أخبرنا أبو معاوية الضرير ومحمد بن عبيد عن هشام بن عروة
124

عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن عوف
كيف فعلت يا أبا محمد في استلام الحجر فقال كل ذلك فعلت
استلمت وتركت فقال أصبت
قالوا وهاجر عبد الرحمن بن عوف إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعا
في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر
أخبرنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي قال أخبرنا عبد الله
بن جعفر عن عبد الرحمن بن حميد عن أبيه قال قال المسور بن مخرمة
بينما أنا أسير في ركب بين عثمان و عبد الرحمن
بن عوف و عبد الرحمن قدامي عليه خميصة سوداء
فقال عثمان من صاحب الخميصة السوداء قالوا عبد الرحمن بن عوف فناداني عثمان يا مسور فقلت لبيك
يا أمير المؤمنين فقال من زعم أنه خير من خالك في الهجرة الأولى وفي
الهجرة الثانية الآخرة فقد كذب
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا معمر بن راشد عن قتادة
عن أنس بن مالك قال لما هاجر عبد الرحمن بن عوف من مكة إلى المدين
نزل على سعد بن الربيع في بلحارث بن الخزرج فقال له سعد بن الربيع
هذا مالي فأنا أقاسمكه ولي زوجتان فأنا أنزل لك عن إحداهما
فقال بارك الله لك ولكن إذا أصبحت فدلوني على سوقكم فدلوه
فخرج فرجع معه بحميت من سمن وأقط قد ربحه
قال أخبرنا يزيد بن هارون ومعاذ بن معاذ قالا أخبرنا حميد
الطويل عن أنس بن مالك أن عبد الرحمن بن عوف هاجر إلى النبي صلى
الله عليه وسلم فآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد
بن الربيع
قال أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك قال أخبرنا عبد الله
بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسل
125

لما آخى بينه وبين أصحابه آخى بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة قال
أخبرنا ثابت وحميد عن أنس بن مالك أن عبد الرحمن بن عوف قدم المدينة
فآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبين سعد بن الربيع الأنصاري
فقال له سعد أخي أنا أكثر أهل المدينة مالا فانظر شطر مالي فخذه
وتحتي امرأتان فانظر أيتهما أعجب إليك حتى أطلقها لك فقال عبد الرحمن
بن عوف بارك الله لك في أهلك ومالك دلوني على السوق فدلوه
على السوق فاشترى وباع فربح بشئ من أقط وسمن ثم لبث
ما شاء الله أن يلبث فجاء وعليه ردع من زعفران فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم مهيم فقال يا رسول الله تزوجت امرأة قال
فما أصدقتها قال وزن نواة من ذهب قال أولم ولو بشاة
قال عبد الرحمن فلقد رأيتني ولو رفعت حجرا رجوت أن أصيب تحته
ذهبا أو فضة
قال أخبرنا جرير بن عبد الحميد عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن
بن أبي ليلى أن عبد الرحمن بن عوف تزوج امرأة من الأنصار على ثلاثين ألفا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم خط الدور بالمدينة فخط لبني زهرة في ناحية من مؤخر المسجد
فكان لعبد الرحمن بن عوف الحش والحش نخل صغار لا يسقى
قال أخبرنا عفان بن مسلم ويحيى بن عباد قالا أخبرنا حماد
بن سلمة قال أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه أن عبد الرحمن بن عوف
قال أشهد أن رسول الله أقطعني وعمر بن الخطاب أرض كذا
وكذا فذهب الزبير إلى آل عمر فاشترى منهم نصيبهم وقال الزبير
لعثمان إن بن عوف قال كذا وكذا فقال هو جائز الشهادة له وعليه
126

قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال حدثني أبي
عن سعد بن إبراهيم وغيره من ولد إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قالوا
قال عبد الرحمن بن عوف قطع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أرضا
بالشام يقال لها السليل فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكتب لي بها
كتابا وإنما قال لي إذا فتح الله علينا بالشام فهي لك
ذكر أزواج عبد الرحمن بن عوف وولده
قالوا وكان لعبد الرحمن بن عوف من الولد سالم الأكبر مات قبل
الاسلام وأمه أم كلثوم بنت عتبة بن ربيعة وأم القاسم ولدت أيضا
في الجاهلية وأمها بنت شيبة بن ربيعة بن عبد شمس ومحمد وبه كان
يكنى وإبراهيم وحميد وإسماعيل وحميدة وأمة الرحمن وأمهم أم
كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس ومعن
وعمر وزيد وأمة الرحمن الصغرى وأمهم سهلة بنت عاصم بن عدي
بن الجد بن العجلان من بلى من قضاعة وهم من الأنصار وعروة الأكبر
قتل يوم أفريقية وأمه بحرية بنت هانئ بن قبيصة بن هانئ بن مسعود
بن أبي ربيعة من بني شيبان وسالم الأصغر قتل يوم فتح أفريقية وأمه
سهلة بنت سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك
بن حسل بن عامر بن لؤي وأبو بكر وأمه أم حكيم بنت قارض بن
خالد بن عبيد بن سويد حليفهم و عبد الله بن عبد الرحمن قتل بأفريقية
يوم فتحت وأمه ابنة أبي الحيس بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن
عبد الأشهل من الأوس من الأنصار وأبو سلمة وهو عبد الله
الأصغر وأمه تماضر بنت الإصبع بن عمرو بن ثعلبة بن حصن بن ضمضم
127

بن عدي بن جناب من كلب وهي أول كلبية نكحها قرشي وعبد
الرحمن بن عبد الرحمن وأمه أسماء بنت سلامة بن مخربة بن جندل
بن نهشل بن دارم ومصعب وآمنة ومريم وأمهم أم حريث من سبي
بهراء وسهيل وهو أبو الأبيض وأمه مجبنت يزيد بن سلامة
ذي فائش الحميرية وعثمان وأمه غزال بنت كسرى أم ولد من سبى
سعد بن أبي وقاص يوم المدائن وعروة درج ويحيى وبلال لأمهات
أولاد درجوا وأم يحيى بنت عبد الرحمن وأمها زينب بنت الصباح بن
ثعلبة بن عوف بن شبيب بن مازن بن سبي بهراء أيضا وجويرية بنت
عبد الرحمن وأمها بادية بنت غيلان بن سلمة بن متعب الثقفي
قالوا وشهد عبد الرحمن بن عوف بدرا وأحدا والخندق والمشاهد
كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبت يوم أحد حين ولى
الناس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي بن علية عن أيوب عن
محمد بن سيرين عن عمرو بن وهب قال كنا عند المغيرة بن شعبة فسئل
هل أم النبي صلى الله عليه وسلم أحد من هذه الأمة غير أبي بكر
قال نعم قال فزاده عندي تصديقا الذي قرب به الحديث قال كنا
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فلما كان من السحر ضرب
عنق راحلتي فظننت أن له حاجة فعدلت معه فانطلقنا حتى تبرزنا عن
الناس فنزل عن راحلته ثم انطلق فتغيب عني حتى ما أراه فمكث طويلا ثم
جاء فقال حاجتك يا مغيرة قلت ما لي حاجة قال فهل معك ماء
قلت نعم فقمت إلى قربة أو قال سطيحة معلقة في آخر الرحل
فأتيته بها فصببت عليه فغسل يديه فأحسن غسلهما قال وأشك دلكهما
بتراب أم لا ثم غسل وجهه ثم ذهب يحسر عن يديه وعليه جبة شامية
ضيقة الكم فضاقت فأخرج يديه من تحتها إخراجا فغسل وجهه ويديه
128

قال فتجئ في الحديث غسل الوجه مرتين فلا أدري أهكذا كان ثم مسح
بناصيته ومسح على العمامة ومسح على الخفين ثم ركبنا فأدركنا الناس وقد
أقيمت الصلاة فتقدمهم عبد الرحمن بن عوف وقد صلى ركعة وهم
في الثانية فذهبت أوذنه فنهاني فصلينا الركعة التي أدركنا وقضينا التي
سبقتنا
قال بن سعد فذكرت هذا الحديث لمحمد بن عمر قال كان هذا
في غزوة تبوك وكان المغيرة يحمل وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال النبي صلى الله عليه وسلم حين صلى خلف عبد الرحمن بن عوف
ما قبض نبي قط حتى يصلي خلف رجل صالح من أمته
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني سعيد بن مسلم بن قماذين
عن عطاء بن أبي رباح عن بن عمر قال بعث رسول الله صلى الله
عليه وسلم عبد الرحمن بن عوف في سبعمائة إلى دومة الجندل وذلك في
شعبان سنة ست من الهجرة فنقض عمامته بيده ثم عممه بعمامة سوداء
فأرخى بين كتفيه منها فقدم دومة فدعاهم إلى الاسلام فأبوا ثلاثا ثم
أسلم الأصبغ بن عمرو الكلبي وكان نصرانيا وكان رأسهم فبعث عبد
الرحمن فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فكتب إليه أن تزوج
تماضر بنت الأصبغ فتزوجها عبد الرحمن وبنى بها وأقبل بها وهي أم
أبي سلمة بن عبد الرحمن
129

ذكر رخصة النبي صلى الله عليه وسلم
لعبد الرحمن بن عوف في لبس الحرير
قال أخبرنا وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه أن عبد الرحمن بن
عوف كان يلبس الحرير من شرى كان به
قال أخبرنا القاسم بن مالك المزني عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن
قال كان عبد الرحمن بن عوف رجلا شريا فاستأذن رسول الله صلى
الله عليه وسلم في قميص حرير فأذن له قال الحسن وكان المسلمون
يلبسون الحرير في الحرب
قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال سئل سعيد بن أبي عروبة
عن الحرير فأخبرنا عن قتادة عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه
وسلم رخص لعبد الرحمن بن عوف في قميص من حرير في سفر من
حكة كان يجدها بجلده
قال أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق قال أخبرنا أبو جناب
الكلبي عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن
قال شكا عبد الرحمن بن عوف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كثرة القمل وقال
يا رسول الله تأذن لي أن ألبس قميصا من حرير قال فأذن له فلما توفي
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وقام عمر أقبل بابنه أبي سلمة
وعليه قميص من حرير فقال عمر ما هذا ثم أدخل يده في جيب القميص
فشقه إلى سفله فقال له عبد الرحمن ما علمت أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم أحله لي فقال إنما أحله لك لأنك شكوت إليه القمل
فأما لغيرك فلا
قال أخبرنا عفان بن مسلم وعمرو بن عاصم الكلابي قالا أخبرنا
130

همام بن يحيى قال أخبرنا قتادة عن أنس بن مالك قال شكا عبد الرحمن
بن عوف والزبير بن العوام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم القمل
فرخص لهما في قميص الحرير في غزاة لهما قال عمرو بن عاصم في حديثه
قال فرأيت على كل واحد منهما قميصا من حرير
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا
سعيد بن زيد قال أخبرنا علي بن زيد قال أخبرنا سعيد بن المسيب قال رخص لعبد الرحمن
بن عوف في لبس الحرير
قال أخبرنا الفضل بن دكين أبو نعيم أخبرنا مسعر عن سعد
بن إبراهيم قال كان عبد الرحمن بن عوف يلبس البرد أو الحلة تساوي
خمسمائة أو أربعمائة
قال أخبرنا يحيى بن يعلى بن الحارث حدثني مندل بن علي
العنزي عن أبي فروة عن قيس بن أبي مرثد عن عطاء بن أبي رباح عن
بن عمر قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عمم عبد الرحمن
بن عوف بعمامة سوداء وقال هكذا تعمم
قال أخبرنا محمد بن الفضيل بن غزوان ويزيد بن هارون عن زكريا
بن أبي زائدة عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال كان
عبد الرحمن بن عوف إذا أتى مكة كره أن ينزل منزله الذي هاجر منه
قال يزيد في حديثه منزله الذي كان ينزله في الجاهلية حتى يخرج منه
قال أخبرنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي قال أخبرنا خالد بن
يزيد بن أبي مالك عن أبيه عن عطاء بن أبي رباح عن إبراهيم بن عبد الرحمن
بن عوف عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال يا بن
عوف إنك من الأغنياء ولن تدخل الجنة إلا زحفا فأقرض الله
يطلق لك قدميك قال بن عوف وما الذي أقرض الله يا رسول
الله قال تبدأ بما أمسيت فيه قال أمن كله أجمع يا رسول الله
131

قال نعم قال فخرج بن عوف وهو يهم بذلك فأرسل إليه رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال إن جبريل قال عمر بن عوف فليضف
الضيف وليطعم المسكين وليعط السائل ويبدأ بمن يعول فإنه
إذا فعل ذلك كان تزكية ما هو فيه
قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال قال أبو المليح عن حبيب
بن أبي مرزوق قال قدمت عير لعبد الرحمن بن عوف قال فكان
لأهل المدينة يومئذ رجة فقالت عائشة ما هذا قيل لها هذه عير عبد
الرحمن بن عوف قدمت فقالت عائشة أما إني سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول كأني بعبد الرحمن بن عوف على الصراط
يميل به مرة ويستقيم أخرى حتى يفلت ولم يكد قال فبلغ ذلك عبد
الرحمن بن عوف فقال هي ما عليها صدقة قال وما كان عليها أفضل
منها قال وهي يومئذ خمسمائة راحلة
قال أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي المدني وأحمد بن محمد
بن الوليد الأزرقي المكي قالا أخبرنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق
عن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحصين عن عوف بن الحارث عن
أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول لأزواجه إن الذي يحافظ عليكن بعدي
لهو الصادق البار اللهم اسق عبد الرحمن بن عوف من سلسبيل الجنة
قال أحمد بن محمد الأزرقي في حديثه وقال إبراهيم بن سعد فحدثني
بعض أهلي من ولد عبد الرحمن بن عوف أن عبد الرحمن بن عوف باع
أمواله من كيدمة وهو سهمه من بني النضير بأربعين ألف دينار
فقسمها على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا عبد الملك بن عمرو العقدي قال أخبرنا عبد الله بن
جعفر عن أم بكر بنت المسور أن عبد الرحمن بن عوف باع أرضا له من
132

عثمان بأربعين ألف دينار فقسم ذلك في فقراء بني زهرة وفي ذي الحاجة من
الناس وفي أمهات المؤمنين قال المسور فأتيت عائشة بنصيبها من ذلك
فقالت من أرسل بهذا قلت عبد الرحمن بن عوف فقالت إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحنو عليكن بعدي إلا
الصابرون سقى الله بن عوف من سلسبيل الجنة
ذكر صفة عبد الرحمن بن عوف
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا يعقوب بن محمد العذري
قال أخبرنا عبد الواحد بن أبي عون عن عمران بن مناح أن عبد الرحمن
بن عوف كان لا يغير يعني الشيب
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الزهري
عن يعقوب بن عتبة قال كان عبد الرحمن بن عوف رجلا طويلا حسن
الوجه رقيق البشرة فيه جنأ أبيض مشربا حمرة لا يغير
لحيته ولا رأسه قال محمد بن عمر وقد روي عن أبي بكر الصديق
ذكر تولية عبد الرحمن الشورى والحج
قال أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي قال أخبرنا عبد الله
بن جعفر عن أم بكر بنت المسور عن أبيها قال لما ولي عبد الرحمن
بن عوف الشورى كان أحب الناس إلي أن يليه فإن تركه فسعد بن أبي
وقاص فلحقني عمرو بن العاص فقال ما ظن خالك بالله أن ولى هذا
الامر أحدا وهو يعلم أنه خير منه قال فقال لي ما أحب فأتيت عبد الرحمن
133

فذكرت ذلك له فقال من قال ذلك لك فقلت لا أخبرك فقال
لئن لم تخبرني لا أكلمك أبدا فقلت عمرو بن العاص فقال عبد الرحمن
فوالله لان تؤخذ مدية فتوضع في حلقي ثم ينفذ بها إلى الجانب الآخر
أحب إلي من ذلك
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا أبو المعلى الجزري عن
ميمون بن مهران عن بن عمر أن عبد الرحمن بن عوف قال لأصحاب
الشورى هل لكم إلى أن أختار لكم وأتفصى منها فقال علي
نعم أنا أول من رضي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول أنت أمين في أهل السماء وأمين في أهل الأرض
قالوا لما استخلف عمر بن الخطاب سنة ثلاث عشرة بعث تلك
السنة على الحج عبد الرحمن بن عوف فحج بالناس وحج مع عمر أيضا
آخر حجة حجها عمر سنة ثلاث وعشرين وأذن عمر تلك السنة لأزواج
النبي صلى الله عليه وسلم في الحج فحملن في الهوادج وبعث معهن
عثمان بن عفان و عبد الرحمن بن عوف فكان عثمان يسير على راحلته
أمامهن فلا يدع أحدا يدنو منهن وكان عبد الرحمن بن عوف يسير من
ورائهن على راحلته فلا يدع أحدا يدنو منهن وينزلن مع عمر كل منزل
فكان عثمان و عبد الرحمن ينزلان بهن في الشعاب فيقبلانهن الشعاب وينزلان
هما في أول الشعب فلا يتركان أحدا يمر عليهن فلما استخلف عثمان
بن عفان سنة أربع وعشرين بعث تلك السنة على الحج عبد الرحمن بن عوف
فحج بالناس
قال أخبرنا محمد بن كثير العبدي قال أخبرنا سليمان بن كثير
عن الزهري عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال أغمي على عبد
الرحمن بن عوف ثم أفاق فقال أغشي علي قالوا نعم قال فإنه
أتاني ملكان أو رجلان فيهما فظاظة وغلظة فانطلقا بي ثم أتاني رجلان
134

أو ملكان هما أرق منهما وأرحم فقالا أين تريدان به
قالا نريد به العزيز الأمين قالا خليا عنه فإنه ممن كتبت له السعادة وهو في بطن
أمه
قال أخبرنا محمد بن حميد العبدي عن معمر عن الزهري عن حميد
بن عبد الرحمن بن عوف عن أمه أم كلثوم وكانت من المهاجرات الأول
في قوله استعينوا بالصبر والصلاة قالت غشي على عبد الرحمن بن عوف
غشية ظنوا أن نفسه فيها فخرجت امرأته أم كلثوم إلى المسجد تستعين
بما أمرت أن تستعين به من الصبر والصلاة
ذكر وفاة عبد الرحمن وحمل سريره وما قيل بعد وفاته
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الزهري
عن يعقوب بن عتبة قال مات عبد الرحمن بن عوف سنة اثنتين وثلاثين
وهو يومئذ بن خمس وسبعين
قال أخبرنا وكيع بن الجراح وحجاج بن محمد ويحيى بن حماد
قالوا أخبرنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه قال رأيت سعد بن مالك
عند قائمتي سرير عبد الرحمن بن عوف وهو يقول وا جبلاه قال يحيى
بن حماد في حديثه ووضع السرير على كاهله
قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا إبراهيم بن المهاجر بن مسمار
عن سعد بن إبراهيم عن أبيه قال رأيت سعد بن أبي وقاص بين عمودي
سرير عبد الرحمن بن عوف
قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا إبراهيم بن سعد عن أبيه
عن جده أنه سمعت علي بن أبي طالب يقول يوم مات عبد الرحمن بن عوف
135

اذهب بن عوف فقد أدركت صفوها وسبقت رنقها
قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا إبراهيم بن سعد عن أبيه
عن جده أنه سمع عمرو بن العاص يوم مات عبد الرحمن بن عوف يقول
أذهب عنك بن عوف فقد ذهبت ببطنتك ما تغضغض منها
من شئ
ذكر وصية عبد الرحمن بن عوف وتركته
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني مخرمة بن بكير أنه
سمع أبا الأسود يقول أوصى عبد الرحمن بن عوف في السبيل بخمسين
ألف دينار
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن محمد بن أبي حرملة عن عثمان بن الشريف قال ترك عبد الرحمن
بن عوف ألف بعير وثلاثة آلاف شاة بالبقيع ومائة فرس ترعى بالبقيع
وكان يزرع بالجرف على عشرين ناضحا وكان يدخل قوت أهله من
ذلك سنة
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب
عن محمد أن عبد الرحمن عوف توفي وكان فيما ترك ذهب قطع
بالفؤوس حتى مجلت أيدي الرجال منه وترك أربع نسوة فأخرجت امرأة
من ثمنها بثمانين ألفا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا أسامة بن زيد الليثي عن صالح
بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال أصاب ماضر بنت الأصبغ
ربع الثمن فأخرجت بمائة ألف وهي إحدى الأربع
136

الفضل بن دكين أبو نعيم قال أخبرنا كامل أبو العلاء
قال سمعت أبا صالح قال مات عبد الرحمن بن عوف وترك ثلاث نسوة
فأصاب كل واحدة مما ترك ثمانون ألفا ثمانون ألفا
سعد بن أبي وقاص
واسم أبي وقاص مالك بن وهيب بن عبد مناف بزهرة بن كلاب
بن مرة ويكنى أبا إسحاق وأمه حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد
شمس بن عبد مناف بن قصي
قال أخبرنا محمد بن سليم العبدي قال أخبرنا سفيان بن عيينة
عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن سعد قال قلت يا رسول الله من
أنا قال أنت سعد بن مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة من قال
غير ذلك فعليه لعنة الله
قال أخبرنا علي بن عبد الله بن جعفر قال أخبرنا يحيى بن سعيد
القطان عن مجالد عن الشعبي عن جابر بن عبد الله قال أقبل سعد ورسول
الله صلى الله عليه وسلم جالس فقال هذا خالي فليربأ امرأ خاله
قالوا وكان لسعد بن أبي وقاص من الولد إسحاق الأكبر وبه كان
يكنى درج وأم الحكم الكبرى وأمهما ابنة شهاب بن عبد الله بن
الحارث بن زهرة وعمر قتله المختار ومحمد بن سعد قتل يوم دير
الجماجم قتله الحجاج وحفصة وأم القاسم وأم كلثوم وأمهم ماوية
بنت قيس بن معدي كرب بن أبي الكيسم بن السمط بن امرئ القيس
بن عمرو بن معاوية من كندة وعامر وإسحاق الأصغر وإسماعيل وأم
عمران وأمهم أم عامر بنت عمرو بن عمرو بن كعب بن عمرو بن زرعة
137

بن عبد الله بن أبي جشم بن كعب بن عمرو من بهراء وإبراهيم وموسى
وأم الحكم الصغرى وأم عمرو وهند وأم الزبير وأم موسى وأمهم زبد
ويزعم بنوها أنها ابنة الحارث بن يعمر بن شراحيل بن عبد عوف بن مالك
بن جناب بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل
أصيبت سباء و عبد الله بن سعد وأمهم سلمى من بني تغلب بن وائل
ومصعب بن سعد وأمه خولة بنت عمرو بن أوس بن سلامة بن غزية
بن معبد بن سعد بن زهير بن تيم الله بن أسامة بن مالك بن بكر بن حبيب
بن عمرو بن تغلب بن وائل و عبد الله الأصغر وبجير واسمه عبد الرحمن
وحميدة وأمهم أم هلال بنت ربيع بن نري بن أوس بن حارثة بن لام
بن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جدعاء بن ذهل بن رومان بن حارثة
بن خارجة بن سعد بن مذحج وعمير بن سعد الأكبر هلك قبل أبيه
وحمنة وأمها أم حكيم بنت قارض من بني كنانة حلفاء بني زهرة
وعمير الأصغر وعمرو وعمران وأم عمرو وأم أيوب وأم إسحاق وأمهم
سلمى بنت خصفة بن ثقف بن ربيعة متيم اللات بن ثعلبة بن عكابة
وصالح بن سعد كان نزل الحيرة لشر وقع بينه وبين أخيه عمر بن سعد
ونزلها ولده ثم نزلوا رأس العين وأمه طيبة بنت عامر بن عتبة بن
شراحيل بن عبد الله بن صابر بن مالك بن الخزرج بن تيم الله من النمر بن
قاسط وعثمان ورملة وأمهما أم حجير وعمرة وهي العمياء تزوجها
سهيل بن عبد الرحمن بن عوف وأمها امرأة من سبي العرب وعائشة
بنت سعد
138

ذكر إسلام سعد بن أبي وقاص
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر عن إسماعيل
بن محمد بن سعد عن عامر بن سعد عن أبيه قال ما أسلم رجل قبلي
إلا رجل أسلم في اليوم الذي أسلمت فيه ولقد أتى علي يوم وإني لثلث
الاسلام
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن إسماعيل بن
محمد بن سعد عن أبيه عن عامر بن سعد عن أبيه قال كنت ثالثا في
الاسلام
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن إسماعيل بن
محمد عن المهاجر بن مسمار عن سعد قال لقد أسلمت يوم أسلمت وما
فرض الله الصلوات
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني سلمة بن بخت
عن عائشة بنت سعد قالت سمعت أبي يقول وأسلمت وأنا بن سبع عشرة سنة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن إسماعيل بن
محمد عن أبيه قال لما هاجر سعد وعمير ابنا أبي وقاص من مكة إلى المدينة
نزلا في منزل لأخيهما عتبة بن أبي وقاص كان بناه في بني عمرو بن عوف
وحائط له وكان عتبة أصاب دما بمكة فهرب فنزل في بني عمرو بن
عوف وذلك قبل بعاث
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال منزل سعد بن أبي وقاص بالمدينة
خطة مرسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا موسى بن محمد عن أبيه
قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سعد بن أبي وقاص
139

ومصعب بن عمير
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الله بن جعفر عن سعد
بن إبراهيم وعبد الواحد بن أبي عون قالا آخى رسول الله صلى الله عليه
وسلم بين سعد بن أبي وقاص وسعد بن معاذ
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا أبو بكر بن إسماعيل بن
محمد عن أبيه عن عامر بن سعد عن أبيه أنه كان مع حمزة بن عبد المطلب
في سريته التي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها (
ذكر أول من رمى بسهم في سبيل الله
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عمر بن سلمة بن أبي بريد
عن عمه عن سعد بن أبي وقاص قال أنا أول من رمى في الاسلام بسهم
خرجنا مع عبيدة بن الحارث ستين راكبا سرية
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن إسماعيل بن أبي خالد عقيس بن
أبي حازم قال سمعت سعدا يقول إني لأول رجل من العرب رمى بسهم
في سبيل الله
قال أخبرنا عبد الله بن نمير ويعلى ومحمد ابنا عبيد قالوا
أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال سمعت سعد
بن أبي وقاص يقول والله إني لأول رجل من العرب رمى بسهم في سبيل
الله ولقد كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وما لنا طعام
نأكله إلا ورق الحبلة وهذا السمر حتى إن أحدنا ليضع كما تضع
الشاه ما له خلط ثم أصبحت بنو أسد يعزرونني عن الدين لقد خبت
إذا وضل عملية قال بن نمير وضل عملي
140

قال أخبرنا وكيع بن الجراح ومحمد بن عبيد والفضل بن دكين عن
المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن قال أول من رمى بسهم في سبيل الله
سعد بن مالك
قال أخبرنا وهب بن جرير قال أخبرنا شعبة عن عاصم عن أبي عثمان
عن سعد بن مالك قال وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله
قال أخبرنا أبو معاوية الضرير قال أخبرنا الأعمش عن إبراهيم
قال قال عبد الله لقد رأيت سعدا يقاتل يوم بدر قتال الفارس في الرجال
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا بن أبي حبيبة عن داود بن
الحصين قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن أبي وقاص
في سرية إلى الخرار فخرج في عشرين راكبا يعترض لعير قريش فلم يلق
أحدا
ذكر جمع النبي صلى الله عليه وسلم لسعد أبويه بالفداء
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن سفيان عن سعد بن إبراهيم عن عبد
الله بن شداد عن علي بن أبي طالب قال ما سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يفدي أحدا بأبويه إلا سعدا فإني سمعته يقول يوم أحد
إرم سعد فداك أبي وأمي
قال أخبرنا عبد الله بن نمير عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب
قال سمعت سعد بن أبي وقاص يذكر أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم جمع له أبويه يوم أحد
قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن أيوب سمعت عائشة
بنت سعد تقول أبي والله الذي جمع له النبي صلى الله عليه وسلم
141

الأبوين يوم أحد
قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا محمد بن بجاد من ولد سعد
بن أبي وقاص أنه سمع عائشة بنت سعد تذكر عن أبيها سعد أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال له يوم أحد فدى لك أبي وأمي
قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا محمد بن بجاد عن عائش
بنت سعد عن أبيها سعد بن أبي وقاص أنه قال
ألا هل أتى رسول الله أني حميت صحابي بصدور نبلي
أذود بها عدوهم ذيادا بكل حزونة وبكل سهل
فما يعتد رام من معد بسهم مع رسول الله قبلي
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد
عن قيس بن أبي حازم قال نبئت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لسعد بن مالك اللهم استجب له إذا دعاك
قال أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي قال أخبرنا عبد الله
بن جعفر الزهري عن إسماعيل بن محمد بن سعد عن سعد قال لقد
شهدت بدرا وما في وجهي غير شعرة واحدة أمسها ثم أكثر الله لي بعد من
اللحي يعني أولادا كثيرا
قالوا وشهد سعد بدرا وأحدا وثبت يوم أحد مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم حين ولى الناس وشهد الخندق والحديبية وخيبر وفتح
مكة وكانت معه يومئذ إحدى رايات المهاجرين الثلاث وشهد المشاهد
كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من الرماة المذكورين من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال أخبرنا ليث بن سعد
عن محمد بن عجلان عن نفر قد سماهم أن سعدا كان يخضب بالسواد
142

قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال أخبرنا عبد
العزيز بن المطلب عن يونس بن يزيد الأيلي عن بن شهاب عن سعد بن أبي
وقاص أنه كان يصبغ بالسواد
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بكير بن مسمار عن عائشة
بنت سعد قالت كان أبي رجلا قصيرا دحداحا غليظا ذا هامة
شثن الأصابع أشعر وكان يخضب بالسواد
قال أخبرنا خالد بن مخلد قال أخبرنا عبد الله بن عمر عن وهب
بن كيسان قال رأيت سعد بن أبي وقاص يلبس الخز
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن أبي سعد سعيد بن المرزبان عن
عمرو بن ميمون قال أمنا سعد في مستقة
قال أخبرنا قبيصة بن عقبة عن سفيان عن حكيم بن الديلمي أن سعدا
كان يسبح بالحصي
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا إسرائيل عن أبي حصين عن
مصعب بن سعد عن سعد بن أبي وقاص أنه كان يلبس خاتما من ذهب
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا قيس بن الربيع عن عمران
بن موسى بن طلحة قال أخبرني محمد بن إبراهيم بن سعد عن أبيه أن
سعدا كان في يده خاتم من ذهب
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال أخبرنا يونس بن أبي
إسحاق عن مصعب بن سعد عن سعد أنه كان إذا أراد أن يأكل الثوم بدا
قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن أيوب عن محمد قال
نبئت أن سعدا كان يقول ما أزعم أني بقميصي هذا أحق مني بالخلافة
قد جاهدت إذ أنا أعرف الجهاد ولا أبخع نفسي إن كان رجل خيرا مني
لا أقاتل حتى تأتوني بسيف له عينان ولسان وشفتان فيقول هذا مؤمن وهذا
كافر
143

قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا شعبة عن يحيى بن الحصين
قال سمعت الحي يتحدثون أن أبي قال لسعد ما يمنعك من القتال
قال حتى تجيئوني بسيف يعرف المؤمن من الكافر
قال أخبرنا عفان بن مسلم وعارم بن الفصل قالا أخبرنا حماد
بن زيد قال أخبرنا يحيى بن سعيد عن السائب بن يزيد أنه صحب
سعد بن أبي وقاص من المدينة إلى مكة قال فما سمعته يحدث عن النبي
صلى الله عليه وسلم حديثا حتى رجع
أخبرنا يحيى بن عباد قال أخبرنا شعبة قال أخبرنا سعد عن خالته
أنهم دخلوا على سعد بن أبي وقاص فسئل عن شئ فاستعجم فقال
إني أخاف أن أحدثكم واحدا فتزيدوا عليه المائة
ذكر وصية سعد رحمه الله
قال أخبرنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عامر بن سعد عن سعد
قال مرضت مرضا أسقبت منه على الموت فأتاني رسول الله صلى الله عليه
وسلم يعودني فقلت يا رسول الله لي مال كثير وليس يرثني إلا ابنتي
أفأوصي بثلثي مالي قال لا قلت
فالشطر قال لا قلت فالثلث قال الثلث والثلث كثير إنك أن تترك ولدك أغنياء خير
من أن تتركهم عالة يتكففون الناس إنك لن تنفق نفقة إلا أجرت
عليها حتى اللقمة تجعلها في في امرأتك ولعلك أن تخلف حتى ينتفع
بك أقوام ويضر بك آخرون اللهم أمض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم
على أعقابهم لكن البائس سعد بن خولة يرثي له رسول الله صلى الله
عليه وسلم إن مات بمكة
144

قال أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي قالا
أخبرنا سفيان عن سعد عن عامر بن سعد عن سعد قال جاءني النبي صلى
الله عليه وسلم يعودني وأنا بمكة وهو يكره أن أموت بالأرض التي هاجرت
منها فقال يرحم الله بن عفراء فقلت يا رسول الله أوصي بمالي
كله قال لا قلت فالشطر قال لا قلت الثلث قال
الثلث والثلث كثير إنك أن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم
عالة يتكففون الناس في أيديهم وإنك مهما أنفقت على أهلك من نفقة
فإنها صدقة حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك وعسى الله أن يرفعك
فينتفع بك قوم ويضر بك آخرون قال ولم يكن له يومئذ إلا ابنة
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا وهيب قال أخبرنا أيوب
عن عمرو بن سعيد عن حميد بن عبد الرحمن عن ثلاثة من ولد سعد عن سعد
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليه يعوده وهو مريض وهو
بمكة فقال يا رسول الله لقد خشيت أن أموت بالأرض التي هاجرت منها
كما مات سعد بن خولة فادع الله أن يشفيني فقال اللهم اشف سعدا اللهم اشف
سعدا اللهم اشف سعدا فقال يا رسول الله إن
لي مالا كثيرا وليس لي وارث إلا ابنة أفأوصي بمالي كله قال لا
قال أفأوصي بثلثيه قال لا قال أفأوصي بنصفه قال لا قال
أفأوصي بثلثه قال الثلث والثلث كثير إن نفقتك من مالك لك صدقة
وإن نفقتك على عيالك لك صدقة وإن نفقتك على أهلك لك صدقة وإنك
أن تدع أهلك بعيش أو قال بخير خير من أن تدعهم يتكففون
الناس
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا همام بن يحيى قال
أخبرنا قتادة عن يونس بن جبير عن محمد بن سعد عن أبيه أن النبي صلى
الله عليه وسلم دخل عليه وهو بمكة وهو يريد أن يوصي قال فقلت
145

إنه ليس لي إلا ابنة واحدة أفأوصي
بمالي كله قال لا قال أفأوصي بالنصف قال لا قال أفأوصي بالثلث قال الثلث والثلث كثير
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا وهيب قال أخبرنا عبد
الله بن عثمان بن خثيم عن عمرو بن القاري عن أبيه عن جده عمرو بن
القاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم فخلف سعدا مريضا
حيث خرج إلى حنين فلما قدم من الجعرانة معتمرا دخل عليه وهو وجع
مغلوب فقال يا رسول الله إن لي مالا وإني أورث كلالة أفأوصي
بمالي أو أتصدق به قال لا قال أفأوصي بثلثيه قال لا قال
أفأوصي بشطره قال لا قال أفأوصي بثلثه قال نعم وذلك كثير
أو كبير قال أي رسول الله أميت أنا بالدار التي خرجت منها مهاجرا
قال إني لأرجو أن يرفعك الله فينكأ بك أقواما وينتفع بك آخرون
يا عمرو بن القاري إن مات سعد بعدي فهاهنا ادفنه نحو طريق المدينة
وأشار بيده هكذا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني سفيان بن عيينة عن إسماعيل
بن محمد عن عبد الرحمن الأعرج قال خلف رسول الله صلى الله عليه
وسلم على سعد بن أبي وقاص رجلا فقال إن مات سعد بمكة فلا
تدفنه بها
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني سفيان بن عيينة عن محمد
بن قيس عن أبي بردة بن أبي موسى قال قال سعد بن أبي وقاص للنبي
صلى الله عليه وسلم أتكره أن يموت الرجل في الأرض التي هاجر
منها قال نعم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا سفيان بن عيينة عن بن أبي
نجيح عن مجاهد عن سعد بن أبي وقاص قال مرضت فأتاني رسول الله
صلى الله عليه وسلم يعودني فوضع يده بين ثديي فوجدت بردها على
146

فؤادي ثم قال إنك رجل مفؤود فأت الحارث بن كلدة أخا ثقيف
فإنه رجل يتطبب فمره فليأخذ سبع تمرات من عجوة المدينة
فليجأهن بنواهن ثم ليلدك بهن
قال أخبرنا عفان بن مسلم والحسن بن موسى الأشيب قالا أخبرنا
حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عن مصعب بن سعد قال كان
رأس أبي في حجري وهو يقضي قال فدمعت عيناي فنظر إلي فقال
ما يبكيك أي بني فقلت لمكانك وما أرى بك قال فلا تبك علي
فإن الله لا يعذبني أبدا وإني من أهل الجنة إن الله يدين المؤمنين
بحسناتهم ما عملوا لله قال وأما الكفار فيخف عنهم بحسناتهم فإذا
نفدت قال ليطلب كل عامل ثواب عمله ممن عمل له
ذكر موت سعد ودفنه
قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا مالك بن أنس أنه سمع
غير واحد يقول إن سعد بن أبي وقاص مات بالعقيق فحمل إلى المدينة
ودفن بها
قال أخبرنا مطرف بن عبد الله قال أخبرنا عبد العزيز بن أبي
حازم عن محمد بن عبد الله بن أخي بن شهاب أنه سأل بن شهاب هل
يكره أن يحمل الميت من أرض إلى أرض قال فقد حمل سعد
بن أبي وقاص من العقيق إلى المدينة
قال أخبرنا أنس بن عياض أبو ضمرة الليثي عن يونس بن يزيد
قال سئل بن شهاب هل يكره أن يحمل الميت من قرية إلى قرية
فقال قد حمل سعد بن أبي وقاص من العقيق إلى المدينة
147

ذكر الصلاة على سعد وكيف حملت جنازته
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا وهيب قال أخبرنا موسى
بن عقبة عن عبد الواحد عن عباد بن عبد الله بن الزبير يحدث عن عائشة
أنه لما توفي سعد بن أبي وقاص أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
أن يمروا بجنازته في المسجد ففعلوا فوقف به على حجرهن فصلين
عليه وخرج به من باب الجنائز الذي كان إلى المقاعد فبلغهن أن الناس
عابوا ذلك وقالوا ما كانت الجنائز يدخل بها المسجد فبلغ ذلك عائشة
فقالت ما أسرع الناس إلى أن يعيبوا ما لا علم لهم به عابوا علينا أن يمر
بجنازة في المسجد وما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سهيل
بن بيضاء إلا في جوف المسجد
قال أخبرنا سعيد بن منصور قال أخبرنا فليح بن سليمان عن صالح
بن عجلان ومحمد بن عباد بن عبد الله عن عباد بن عبد الله بن الزبير
أن عائشة أمرت بجنازة سعد أن يمر بها عليها في المسجد فبلغها أن قد قيل
في ذلك فقالت ما أسرع الناس إلى القول والله ما صلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم على سهيل بن بيضاء إلا في المسجد قال أخبرنا
الفضل بن دكين قال أخبرنا خالد بن إلياس عن صالح بن يزيد مولى الأسود
قال كنت عند سعيد بن المسيب فمر عليه علي بن حسين فقال أين صلي
على سعد بن أبي وقاص قال شق به المسجد إلى أزواج النبي صلى
الله عليه وسلم أرسلن إليهم إنا لا نستطيع أن نخرج إليه نصلي عليه
فدخلوا به فقاموا به على رؤوسهن فصلين عليه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا بكير بن مسمار وعبيدة
بنت نابل عن عائشة بنت سعد قالت مات أبي رحمه الله في قصره بالعقيق
على عشرة أميال من المدينة فحمل إلى المدينة على رقاب الرجال وصلى عليه
148

مروان بن الحكم وهو يومئذ والي المدينة وذلك في سنة خمس وخمسين
وكان يوم مات بن بضع وسبعين سنة
قال محمد بن عمر وهذا أثبت ما روينا في وقت وفاته وقد روى
سعد عن أبي بكر وعمر
قال محمد بن سعد وقد سمعت غير محمد بن عمر ممن قد حمل
العلم ورواه يقول مات سعد سنة خمسين فالله أعلم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا فروة بن الزبير عن عائشة
بنت سعد قالت أرسل سعد بن أبي وقاص إلى مروان بن الحكم بزكاة
عين ماله خمسة آلاف درهم وترك سعد يوم مات مائتي ألف وخمسين
ألف درهم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إسماعيل بن إبراهيم بن
عقبة عن أبيه وعمه عن سالم بن عبد الله عن أبيه أن عمر قاسم سعد بن أبي
وقاص ماله حين عزله عن العراق
عمير بن أبي وقاص
بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة وأمه حمنة
بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي
قالوا آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عمير بن أبي
وقاص وعمرو بن معاذ أخي سعد بن معاذ
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن إسماعيل بن
محمد بن سعد عن أبيه عن عامر بن سعد عن أبيه قال رأيت أخي عمير
بن أبي وقاص قبل أن يعرضنا رسول الله صلى الله عليه وسلم للخروج
149

إلى بدر يتوارى فقلت ما لك يا أخي فقال إني أخاف أن يراني رسول
الله صلى الله عليه وسلم فيستصغرني فيردني وأنا أحب الخروج لعل
الله يرزقني الشهادة قال فعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاستصغره فقال ارجع فبكى عمير فأجازه رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال سعد فكنت أعقد له حمائل سيفه من صغره فقتل ببدر
وهو بن ست عشرة سنة قتله عمرو بن عبد ود
ومن خلفاء بني زهرة بن كلاب من قبائل العرب
9 ' عبد الله بن مسعود
بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فأر بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل
بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة واسم مدركة عمرو
بن إلياس بن مضر ويكنى أبا عبد الرحمن
حالف مسعود بن غافل عبد بن الحارث بن زهرة في الجاهلية وأم
عبد الله بن مسعود أم عبد بنت عبد ود بن سواء بن قريم بن صاهلة بن
كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل وأمها هند بنت عبد بن الحارث
بن زهرة بن كلاب
قال أخبرنا يعلى بن عبيد قال أخبرنا الأعمش عن زيد بن وهب
وحدثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة أن عبد الله بن مسعود كان يكنى أبا
عبد الرحمن
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة عن عاصم
بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود قال كنت غلاما
يافعا أرعى غنما لعقبة بن أبي معيط فجاء النبي صلى الله عليه وسلم
150

وأبو بكر وقد فرا من المشركين فقالا يا غلام هل عندك من لبن تسقينا
فقلت إني مؤتمن ولست ساقيكما فقال النبي صلى الله عليه وسلم
هل عندك من جذعة لم ينز عليها الفحل قلت نعم فأتيتهما بها
فاعتقله النبي صلى الله عليه وسلم ومسح الضرع
ودعا فحفل الضرع ثم أتاه أبو بكر بصخرة متقعرة فاحتلب فيها فشرب أبو بكر ثم شربت
ثم قال للضرع اقلص فقلص قال فأتيته بعد ذلك فقلت علمني من
هذا القول قال إنك غلام معلم فأخذت من فيه سبعين سورة لا ينازعني
فيها أحد
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن صالح عن يزيد بن
رومان قال أسلم عبد الله بن مسعود قبل دخول رسول الله صلى الله عليه
وسلم دار الأرقم
قال أخبرنا محمد بن عبيد والفضل بن دكين قالا حدثنا المسعودي
عن القاسم بن عبد الرحمن قال كان أول من أفشى القرآن بمكة من في
رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود
قالوا هاجر عبد الله بن مسعود إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعا في رواية
أبي معشر ومحمد بن عمر ولم يذكره محمد بن إسحاق في الهجرة الأولى
وذكره في الهجرة الثانية إلى أرض الحبشة
قال أخبرنا محمد بن ربيعة الكلابي عن أبي عميس عن القاسم بن
عبد الرحمن أن عبد الله بن مسعود أخذ في أرض الحبشة في شئ فرشا
دينارين
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الجبار بن عمارة
قال سمعت عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال وأخبرنا
محمد بن عمر عن موسى بيعقوب عن محمد بن جعفر بن الزبير قالا لما
هاجر عبد الله بن مسعود من مكة إلى المدينة نزل على معاذ بن جبل
151

قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن عاصم
بن عمر بن قتادة قال نزل عبد الله بن مسعود حين هاجر على سعد بن
خيثمة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم
بن الحارث التيمي عن أبيه قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بين عبد الله بن مسعود والزبير بن العوام
قالوا وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عبد الله بن
مسعود ومعاذ بن جبل
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا بن جريج وسفيان بن عيينة
عن عمر بن دينار عن يحيى بن جعدة قالوا لما قدم رسول الله صلى
الله عليه وسلم المدينة أقطع الناس الدور فقال حي من بني زهرة يقال لهم
بنو عبد بن زهرة نكب عن ابن أم عبد فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم فلم يبعثني الله إذا إن الله لا يقدس قوما لا يعطي
الضعيف منهم حقه
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا سفيان بن عيينة عن عمرو
بن دينار عن يحيى بن جعدة مثله
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
خط الدور فخط لبني زهرة في ناحية مؤخر المسجد فجعل لعبد الله وعتبة
ابني مسعود هذه الخطة عند المسجد
قالوا وشهد عبد الله بن مسعود بدرا وضرب عنق أبي جهل بعد
أن أثبته ابنا عفراء وشهد أحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قطن قال أخبرنا المسعودي عن
152

علي بن السائب عن إبراهيم عن عبد الله في قوله تعالى الذين استجابوا
لله والرسول قال كنا ثمانية عشر رجلا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الله بن جعفر عن عبد
الرحمن بن محمد بن عبد القارئ عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال
كان عبد الله بن مسعود صاحب سواد رسول الله صلى الله عليه وسلم
يعني سره ووساده يعني فراشه وسواكه ونعليه وطهوره وهذا
يكون في السفر
قال أخبرنا وكيع بن الجراح وعبيد الله بن موسى عن المسعودي
عن عبد الملك بن عمير عن أبي المليح قال كان عبد الله يستر رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل ويوقظه إذا نام ويمشي معه في الأرض
وحشا
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا شعبة عن المغيرة عن إبراهيم
عن علقمة عن أبي الدرداء سمعه يقول ألم يكن فيكم صاحب السواد
وصاحب السواد بن مسعود
قال أخبرنا الفضل بن دكين وعمرو بن الهيثم أبو قطن قالا
أخبرنا المسعودي عن بن عباس العامري عن عبد الله بن شداد أن عبد الله
بن مسعود كان صاحب السواد والوسادة والنعلين
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا المسعودي عن القاسم
بن عبد الرحمن قال كان عبد الله يلبس رسول الله صلى الله عليه وسلم
نعليه ثم يمشي أمامه بالعصا حتى إذا أتى مجلسه نزع نعليه فأدخلهما
في ذراعيه وأعطاه العصا فإذا أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
يقوم ألبسه نعليه ثم مشى بالعصا أمامه حتى يدخل الحجرة قبل رسول الله
صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا عبد الله بن إدريس سمعت الحسن بن عبيد الله النخعي
153

يذكر عن إبراهيم بن سويد عن إبراهيم بن يزيد عن عبد الله قال قال لي
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذنك علي أن ترفع الحجاب
وأتسمع سوادي حتى أنهاك
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا شعبة عن أبي إسحاق قال
قال أبو موسى الأشعري لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وما
أرى إلا بن مسعود من أهله
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن الحارث
عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كنت مؤمرا
أحدا دون شورى المسلمين لأمرت بن أم عبد
قال أخبرنا أبو معاوية الضرير قال أخبرنا الأعمش عن إبراهيم عن
علقمة قال كان عبد الله يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم في هديه
ودله وسمعته وكان علقمة يشبه بعبد الله
قال أخبرنا محمد بن عبيد قال أخبرنا الأعمش عن شقيق سمعت
حذيفة يقول إن أشبه الناس هديا ودلا وسمتا بمحمد صلى الله عليه
وسلم عبد الله بن مسعود من حين يخرج إلى أن يرجع لا أدري ما يصنع
في بيته
قال أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال أخبرنا شعبة عن أبي
إسحاق سمعت عبد الرحمن بن يزيد يقول قلنا لحذيفة أخبرنا برجل
قريب السمت والهدي من رسول الله صلى الله عليه وسلم نأخذ
عنه فقال ما أعرف أحدا أقرب سمتا وهديا ودلا برسول الله صلى
الله عليه وسلم من بن أم عبد حتى يواريه جدار بيت قال ولقد علم
المحفوظون من أصحاب محمد أن بن أم عبد من أقربهم إلى الله وسيلة
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا حفص بن غياث عن
الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة قال كان عبد الله إذا دخل
154

الدار استأنس ورفع كلامه كي يستأنسوا
قال أخبرنا مالك بن إسماعيل أبو غسان قال أخبرنا إسرائيل عن
ثوير عن أبيه قال سمعت بن مسعود يقول ما نمت الضحى منذ
أسلمت
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا قيس بن الربيع عن عاصم
عن زر عن عبد الله أنه كان يصوم الاثنين والخميس
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا زهير بن معاوية عن أبي
إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال ما رأيت فقيها أقل صوما من عبد
الله بن مسعود فقيل له لم لا تصوم فقال إني أختار الصلاة عن الصوم
فإذا صمت ضعفت عن الصلاة
قال أخبرنا محمد بن الفضيل بن غزوان قال أخبرنا مغيرة عن
أم موسى قالت سمعت عليا يقول أمر النبي صلى الله عليه وسلم
بن مسعود أن يصعد شجرة فيأتيه بشئ منها فنظر أصحابه إلى حموشة
ساقيه فضحكوا منها فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما تضحكون
لرجل عبد الله يوم القيامة في الميزان أثقل من أحد
قال أخبرنا محمد بن عبيد قال أخبرنا العوام بن حوشب عن
إبراهيم التيمي أن بن مسعود صعد شجرة فجعلوا يضحكون من دقة
ساقيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتضحكون منهما لهما
أثقل في الميزان من جبل أحد
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة عن
عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن عبد الله قال كنت أجتني لرسول
الله صلى الله عليه وسلم من الأراك قال فضحك القوم من دقة ساقي
فقال النبي صلى الله عليه وسلم مم تضحكون قالوا من دقة
ساقه فقال هي أثقل في الميزان من أحد
155

قال أخبرنا عبد الله بن نمير عن الأعمش عن زيد بن وهب قال
كنت جالسا في القوم عند عمر إذ جاء رجل نحيف قليل فجعل عمر ينظر
إليه ويتهلل وجهه ثم قال كنيف ملئ علما
كنيف ملئ علما كنيف ملئ علما فإذا هو بن مسعود
قال أخبرنا عبد الله بن عمير قال أخبرنا الأعمش عن حبة بن
جوين قال كنا عند علي فذكرنا بعض قول عبد الله وأثنى القوم عليه
فقالوا يا أمير المؤمنين ما رأينا رجلا كان أحسن خلقا ولا أرفق تعليما
ولا أحسن مجالسة ولا أشد ورعا من عبد الله بن مسعود فقال علي
نشدتكم الله إنه لصدق من قلوبكم قالوا نعم فقال اللهم
إني أشهدك اللهم إني أقول فيه مثل ما قالوا أو أفضل
قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال أخبرنا سفيان عن أبي إسحاق
عن حبة قال لما قدم علي الكوفة أتاه نفر من أصحاب عبد الله فسألهم
عنه حتى رأوا أنه يمتحنهم قال وأنا أقول فيه مثل الذي قالوا أو أفضل
قرأ القرآن فأحل حلاله وحر م حرامه فقيه في الدين عالم بالسنة
قال أخبرنا الفضل بن دكين ويحيى بن عباد قالا أخبرنا المسعودي
حدثني مسلم البطين عن عمرو بن ميمون قال اختلفت إلى عبد الله بن
مسعود سنة ما سمعته يحدث فيها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولا يقول فيها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنه حدث ذات
يوم بحديث فجرى على لسانه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلاه
الكرب حتى رأيت العرق يتحدر عن جبهته ثم قال إن شاء الله إما
فوق ذاك وإما قريب من ذاك وإما دون ذاك
قال أخبرنا المعلى بن أسد قال أخبرنا عبد العزيز بن المختار عن
منصور الغداني عن الشعبي عن علقمة بن قيس أن عبد الله بن مسعود كان
يقوم قائما كل عشية خميس فما سمعته في عشية منها يقول قال رسول
156

الله غير مرة واحدة قال فنظرت إليه وهو معتمد على عصا فنظرت إلى
العصا تزعزع
قال أخبرنا مالك بن إسماعيل قال أخبرنا إسرائيل عن أبي حصين
عن عامر عن مسروق عن عبد الله قال حدث يوما حديثا فقال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أرعد وأرعدت ثيابه ثم قال
أو نحو ذا أو شبه ذا
قال أخبرنا عفان بن مسلم وهشام أبو الوليد الطيالسي ويحيى بن
عباد قالوا أخبرنا شعبة عن جامع بن شداد قال أخبرنا عبد الله بن
مرداس قال كان عبد الله يخطبنا كل خميس فيتكل بكلمات فيسكت
حين يسكت ونحن نشتهي أن يزيدنا
قال أخبرنا عفان بن مسلم وموسى بن إسماعيل قالا أخبرنا وهيب
عن داود عن عامر أن مهاجر عبد الله بن مسعود كان بحمص فحدره عمر
إلى الكوفة وكتب إليهم إني والله الذي لا إله إلا هو آثرتكم به على نفسي
فخذوا منه
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا المسعودي عن القاسم
بن عبد الرحمن قال كان عطاء عبد الله بن مسعود ستة آلاف
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا خالد بن عبد الله قال
أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال رأيت عبد الله
بن مسعود رجلا خفيف اللحم
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا المسعودي عن سليمان بن
ميناء عن نفيع مولى عبد الله قال كان عبد الله بن مسعود من أجود الناس
ثوبا أبيض من أطيب الناس ريحا
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال أخبرنا مسعر عن محمد
بن جحادة عن طلحة قال كان عبد الله يعرف بالليل بريح الطيب
157

قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الله بن جعفر عن عبد
الرحمن بن محمد بن عبد القارئ عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال
كان عبد الله رجلا نحيفا قصيرا أشد الأدمة وكان لا يغير
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن سفيان عن أبي إسحاق قال قال
هبيرة بن يريم كان لعبد الله شعر يرفعه على أذنيه كأنما جعل بعسل
قال وكيع يعني لا يغادر شعرة شعرة
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا زهير عن أبي إسحاق
عن هبيرة بن يريم قال كان شعر عبد الله بن مسعود يبلغ ترقوته
فرأيته إذا صلى يجعله وراء أذنيه
قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي قال أخبرنا سعيد بن
أبي عروبة عن أبي معشر عن إبراهيم أن بن مسعود كان خاتمه من حديد
قال أخبرنا أبو معاوية الضرير و عبد الله بن نمير قالا أخبرنا الأعمش
عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال مرض مرضا فجزع فيه قال
فقلنا له ما رأيناك جزعت في مرض ما جزعت في مرضك هذا فقال
إنه أخذني وأقرب بي من الغفلة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا سفيان الثوري قال ذكر
الموت عبد الله بن مسعود فقال ما أنا له اليوم بمتيسر
قال أخبرنا يعلى بن عبيد قال أخبرنا إسماعيل عن جرير رجل
من بجيلة قال قال عبد الله وددت أني إذا ما مت لم أبعث
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن أبي العميس عن عامر بن عبد الله
بن الزبير عن بن مسعود أنه أوصى فكتب في وصيته بسم الله الرحمن
الرحيم
158

ذكر ما أوصى به عبد الله بن مسعود
ان حدث به حدث في مرضه هذا إن مرجع وصيته إلى الله وإلى
الزبير بن العوام وابنه عبد الله بن الزبير أنهما في حل وبل مما وليا وقضيا
وأنه لا تزوج امرأة من بنات عبد الله إلا بإذنهما لا تحظر عن ذلك
زينب
قال أخبرنا موسى بن إسماعيل قال أخبرنا عبد الواحد بن زياد
قال حدثني أبو عميس عتبة بن عبد الله قال حدثني عامر بن عبد الله
بن الزبير قال أوصى عبد الله بن مسعود إلى الزبير وكان رسول الله صلى
الله عليه وسلم آخى بينهما فأوصى إليه وإلى ابنه عبد الله بن الزبير هذا
ما أوصى عبد الله بن مسعود إن حدث به حدث في مرضه إن مرجع
وصيته إلى الزبير بن العوام وإلى ابنه عبد الله بن الزبير وإنهما في حل
وبل فيما وليا من ذلك وقضيا من ذلك لا حرج عليهما في شئ منه وإنه
لا تزوج امرأة من بناته إلا بعلمهما ولا يحجر ذلك عن امرأته زينب
بنت عبد الله الثقفية وكان فيما أوصى به في رقيقه إذا أدى فلان خمسمائة
فهو حر
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن أبي العميس عن حبيب بن أبي
ثابت عن خيثم بن عمرو أن بن مسعود أوصى أن يكفن في حلة
بمائتي درهم
قال أخبرنا مالك بن إسماعيل أبو غسان قال أخبرنا شريك عن
محمد بن عبد الله المرادي عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة بن عبد الله عن
عبد الله بن مسعود قال ادفنوني عند قبر عثمان بن مظعون
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الزهري
عن عبد الرحمن بن محمد بن عبد القارئ عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة
159

قال مات عبد الله بن مسعود بالمدينة ودفن بالبقيع سنة اثنتين وثلاثين
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الحميد بن عمران العجلي
عن عون بن عبد الله بن عتبة قال توفي عبد الله بن مسعود وهو بن بضع
وستين سنة
قال محمد بن عمر وقد روي لنا أنه صلى على عبد الله بن مسعود
عمار بن ياسر وقال قائل صلى عليه عثمان بن عفان واستغفر كل واحد
منهما لصاحبه قبل موت عبد الله قال وهو أثبت عندنا إن عثمان بن عفان
صلى عليه قال وقد روى عبد الله عن أبي بكر وعمر
قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال أخبرنا همام عن قتادة
أن بن مسعود دفن ليلا
قال أخبرنا محمد بن عمر عن بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين
عن ثعلبة بن أبي مالك قال مررت على قبر بن مسعود الغد من يوم دفن
فرأيته مرشوشا
قال أخبرنا وهب بن جرير قال أخبرنا شعبة عن أبي إسحاق
عن أبي الأحوص قال شهدت أبا موسى وأبا مسعود حين مات عبد الله
بن مسعود فقال أحدهما لصاحبه أتراه ترك بعده مثله فقال إن
قلت ذاك أن كان ليدخل إذا حجبنا ويشهد إذا غبنا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا منصور بن أبي الأسود عن
إدريس بن يزيد عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش قال ترك بن
مسعود تسعين ألف درهم
قال أخبرنا يزيد بن هارون عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس
بن أبي حازم قال دخل الزبير بن العوام على عثمان بعد وفاة عبد الله بن
مسعود فقال أعطني عطاء عبد الله فأهل عبد الله أحق به من بيت المال
فأعطاه خمسة عشر ألف درهم
160

قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا حفص بن غياث عن
هشام بن عروة عن أبيه أن عبد الله بن مسعود أوصى إلى الزبير وقد كان
عثمان حرمه عطاءه سنتين فأتاه الزبير فقال إن عياله أحوج إليه من بيت
المال فأعطاه عطاءه عشرين ألفا أو خمسة وعشرين ألفا
المقداد بن عمرو
بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود بن عمرو بن سعد
بن دهير بن لؤي بن ثعلبة بن مالك بن الشريد بن أبي أهون بن فائش
بن دريم بن القين بن أهود بن بهراء بن عمرو بن الحاف بن قضاعة
ويكنى أبا معبد وكان حالف الأسود بن عبد يغوث الزهري في الجاهلية
فتبناه فكان يقال له المقداد بن الأسود فلما نزل القرآن ادعوهم
لآبائهم قيل المقداد بن عمرو وهاجر المقداد إلى أرض الحبشة الهجرة
الثانية في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر ولم يذكره موسى بن عقبة
ولا أبو معشر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن عاصم
بن عمر بن قتادة قال لما هاجر المقداد بن عمرو من مكة إلى المدينة نزل
على كلثوم بن الهدم
قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المقداد وجبار
بن صخر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبه قال قطع رسول الله صلى الله عليه وسلم
للمقداد في بني حديلة دعاه إلى تلك الناحية أبي بن كعب
161

قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا موسى بن يعقوب عن عمته
عن أمها كريمة بنت المقداد بن عمرو عن أمها ضباعة بنت الزبير بن عبد
المطلب عن المقداد بن عمرو قال كان معي فرس يوم بدر يقال له سبحة
قال أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قطن قال أخبرنا شعبة عن
أبي إسحاق عن رجل قد سماه أراه حارثة بن مضرب على علي قال ما
كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد بن عمرو
قال أخبرنا محمد بن عبيد والفضل بن دكين قالا أخبرنا المسعودي
عن القاسم بن عبد الرحمن قال أول من عدا به فرسه في سبيل الله المقداد
بن الأسود
قال أخبرنا قبيصة بن عقبة أخبرنا سفيان عن أبيه قال أول من
عدا به فرسه في سبيل الله المقداد بن الأسود
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن مخارق عن
طارق عن عبد الله قال شهدت من المقداد مشهدا لان أكون أنا صاحبه
أحب إلي مما عدل به إنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدعو
على المشركين فقال يا رسول الله إنا والله لا نقول لك كما قال قوم موسى
لموسى فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ولكنا نقاتل
عن يمينك وعن يسارك وبين يديك ومن خلفك فرأيت النبي صلى الله
عليه وسلم يشرق لذلك ويسره ذلك
قالوا وشهد المقداد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم وكان من الرماة المذكورين من أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة قال أخبرنا
ثابت أن المقداد بن عمرو خطب إلى رجل من قريش فأبى أن يزوجه فقال له
النبي صلى الله عليه وسلم لكني أزوجك ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب
162

قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن يعقوب عن عمته
عن أمها قالت بعنا طعمة المقداد التي أطعمه رسول الله صلى الله عليه
وسلم بخيبر خمسة عشر وسقا وشعيرا من معاوية بن أبي سفيان بمائة
ألف درهم
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا جرير بن عثمان قال
أخبرنا عبد الرحمن بن ميسرة عن أبي راشد الحبراني قال خرجت من
المسجد فإذا أنا بالمقداد بن الأسود على تابوت من توابيت الصيارفة قد فضل
عنها عظيما فقلت له قد أعذر الله إليك فقال أبت علينا سورة البحوث
انفروا خفافا وثقالا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا موسى بن يعقوب عن عمته
عن أمها كريمة بنت المقداد أنها وصفت أباها لهم فقالت كان رجلا
طويلا آدم ذا بطن كثير شعر الرأس يصفر لحيته وهي حسنة وليست
بالعظيمة ولا بالنحيفة أعين مقرون الحاجبين أقنأ
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال أخبرنا عمرو بن ثابت
أبي المقدام عن أبيه عن أبي فائد أن المقداد بن الأسود شرب دهن الخروع
فمات
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا موسى بن يعقوب عن عمته
عن أمها كريمة بنت المقداد قالت مات المقداد بالجرف على ثلاثة أميال
من المدينة فحمل على رقاب الرجال حتى دفن بالمدينة بالبقيع وصلى عليه
عثمان بن عفان وذلك سنة ثلاث وثلاثين وكان يوم مات بن سبعين
سنة أو نحوها
قال أخبرنا روح بن عبادة أو نبئت عنه عن شعبة عن الحكم أن
عثمان بن عفان جعل يثني على المقداد بعدما مات فقال الزبير
لا ألفينك بعد الموت تندبني وفي حياة ما زودتني زادي
163

خباب بن الأرت
بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب من بني سعد بن زيد مناة
بن تميم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرني بنسب خباب هذا موسى
بن يعقوب بن عبد الله بن وهب بن زمعة عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن
يتيم عروة بن الزبير قال محمد بن عمر كذلك يقول ولد خباب أيضا
وقالوا كان أصابه سبا فبيع بمكة فاشترته أم أنمار وهي أم
سباع الخزاعية حلف عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة
ويقال بل أم خباب وأم سباع بن عبد العزى الخزاعي واحدة
وكانت ختانة بمكة وهي التي عنى حمزة بن عبد المطلب يوم أحد حين
قال لسباع بن عبد العزى وأمه أم أنمار هلم إلي يا بن مقطعة
البظور فانضم خباب بن الأرت إلى آل سباع وادعى حلف بني زهرة
بهذا السبب
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا عبد الواحد بن زياد عن
الأعمش عن إبراهيم عن علقمة أن خبابا يكنى أبا عبد الله
قال أخبرنا أبو معاوية الضرير ووكيع بن الجراح عن الأعمش عن
أبي الضحى عن مسروق عن خباب قال كنت رجلا قينا وكان لي على
العاص بن وائل دين فأتيته أتقاضاه فقال لي لن أقضيك حتى تكفر
بمحمد قال فقلت له لن أكفر به حتى تموت ثم تبعث قال إني
لمبعوث من بعد الموت فسوف أقضيك إذا رجعت إلى مال وولد قال فنزل
فيه أفرأيتم الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا إلى قوله
فردا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن صالح عن يزيد
164

بن رومان قال أسلم خباب بن الأرت قبل أن يدخل رسول الله صلى
الله عليه وسلم دار الأرقم وقبل أن يدعو فيها
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا معاوية بن عبد الرحمن أبي
مزرد عن يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قال كان خباب بن الأرت
من المستضعفين الذين يعذبون بمكة ليرجع عن دينه
قال أخبرنا وكيع بن الجراح والفضل بن دكين عن سفيان عن أبي
إسحاق عن أبي ليلى الكندي قال جاء خباب بن الأرت إلى عمر فقال
ادنه فما أحد أحق بهذا المجلس منك إلا عمار بن ياسر فجعل خباب
يريه آثارا في ظهره مما عذبه المشركون
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال أخبرنا حبان بن علي
عن مجالد عن الشعبي قال ما على الأرض أحد أحق بهذا المجلس من هذا
إلا رجل واحد قال له خباب من هو يا أمير المؤمنين قال بلال
قال فقال له خباب يا أمير المؤمنين ما هو بأحق مني إن بلالا كان له
في المشركين من يمنعه الله به ولم يكن لي أحد يمنعني فلقد رأيتني يوما
أخذوني وأوقدوا لي نارا ثم سلقوني فيها ثم وضع رجل رجله على صدري
فما اتقيت الأرض أو قال برد الأرض إلا بظهري قال ثم كشف
عن ظهره فإذا هو قد برص
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن عاصم
بن عمر بن قتادة قال لما هاجر خباب بن الأرت من مكة إلى المدينة نزل
على كلثوم بن الهدم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا موسى بن يعقوب عن عمته
أن المقداد بن عمرو بن الأرت لما هاجر إلى المدينة نزلا على كلثوم
بن الهدم فلم يبرحا منزله حتى توفي قبل أن يخرج رسول الله صلى الله
165

عليه وسلم إلى بدر بيسير فتحولا فنزلا على سعد بن عبادة فلم يزالا
عنده حتى فتحت بنو قريظة
قالوا وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين خباب بن الأرت
وجبر بن عتيك وشهد خباب بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا حجاج بن محمد عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه
عن حارثة بن مضرب قال دخلت على خباب بن الأرت أعوده وقد اكتوى
سبع كيات قال فسمعته يقول لولا أني سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول لا ينبغي لاحد أن يتمنى الموت لألفاني قد تمنيته
وقد أتي بكفنه قباطي فبكى ثم قال لكن حمزة عم النبي صلى الله
عليه وسلم كفن في بردة فإذا مدت على قدميه قلصت عن رأسه وإذا
مدت على رأسه قلصت عن قدميه حتى جعل عليه إذخر ولقد رأيتني
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أملك دينارا ولا درهما وإن في
ناحية بيتي في تابوتي لأربعين ألف واف ولقد خشيت أن تكون قد عجلت
لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا
قال أخبرنا يعلى بن عبيدة قال أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد
عن قيس بن أبي حازم قال دخلنا على خباب بن الأرت نعوده وقد اكتوى
في بطنه سبعا فقال لولا أن رسول الله نهانا أن ندعوا بالموت لدعوت
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال أخبرنا مسعر بن كدام
عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال عاد خبابا نفر من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا أبشر يا أبا عبد الله إخوانك
تقدم عليهم غدا فبكى وقال عليها من حالي أما إنه ليس بي جزع
ولكن ذكرتموني أقواما وسميتموهم لي إخوانا وإن أولئك مضوا بأجورهم
كما هي وإني أخاف أن يكون ثواب ما تذكرون من تلك الأعمال ما
166

أوتينا بعدهم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري
عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال سألت عبد الله بن خباب
متى مات أبوك قال سنة سبع وثلاثين وهو يومئذ بن ثلاث وسبعين سنة
قال محمد بن عمر وسمعت من يقول هو أول من قبره علي بالكوفة
وصلى عليه منصرفه من صفين
قال أخبرنا طلق بن غنام النخعي قال أخبرنا محمد بن عكرمة
بن قيس بن الأحنف النخعي عن أبيه قال حدثني بن الخباب قال كان
الناس يدفنون موتاهم بالكوفة في جبابينهم فلما ثقل خباب قال لي
أي بني إذا مت فادفني بهذا الظهر فإنك لو قد دفنتني بالظهر قيل
دفن بالظهر رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفن
الناس موتاهم فلما مات خباب رحمه الله دفن بالظهر فكان أول مدفون
بظهر الكوفة خباب
ذو اليدين ويقال ذو الشمالين
واسمه عمير بن عبد عمرو بن نضلة بن عمرو بن غبشان بن سليم
بن مالك بن أفضى بن حارثة بن عمرو بن عامر بن خزاعة ويكنى أبا
محمد وكان يعمل بيديه جميعا فقيل ذو اليدين وقدم عبد عمرو بن
نضلة إلى مكة فعقد بينه وبين عبد بن الحارث بن زهرة حلفا فزوجه عبد
ابنته نعم بنت عبد الحارث فولدت له عميرا ذا الشمالين وريطة
ابني عبد عمرو وكانت ريطة تلقب مسخنة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن عاصم
167

بن عمر بن قتادة قال لما هاجر ذو الشمالين عمير بن عبد عمرو من مكة
إلى المدينة نزل على سعد بن خيثمة
قالوا وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عمير بن عبد
عمرو الخزاعي وبين يزيد بن الحارث بن فسحم وقتلا جميعا ببدر
قتل ذا الشمالين أبو أسامة الجشمي وكان عمير ذو الشمالين يوم قتل
ببدر بن بضع وثلاثين سنة
قال محمد بن عمر حدثني بذلك مشيخة من خزاعة
مسعود بن الربيع
بن عمرو بن سعد بن عبد العزى من القارة حليف بني عبد مناف
بن زهرة بن كلاب ويكنى أبا عمير هكذا قال أبو معشر ومحمد بن
عمر مسعود بن ربيع وقال موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق مسعود بن
ربيعة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن صالح عن يزيد بن
رومان قال أسلم مسعود بن الربيع القاري قبل دخول رسول الله صلى
الله عليه وسلم دار الأرقم
قال وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مسعود بن الربيع
القاري وبين عبيد بن التيهان
قال وذكر بعض من يروي العلم أنه كان لمسعود بن الربيع أخ
يقال له عمرو بن الربيع صحب النبي وشهد بدرا
قال محمد بن سعد ولم أر شهوده بدرا يثبت ولم يذكره أهل العلم
بالسيرة
168

وشهد مسعود بن الربيع بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم ومات سنة ثلاثين وقد زاد في سنه على الستين
وليس له عقب ثمانية نفر
ومن بني تيم بن مرة بن كعب
أبو بكر الصديق عليه السلام
واسمه عبد الله بن أبي قحافة واسمه عثمان بن عامر بن عمرو بن
كعب بن سعد بن تيم بن مرة وأمه أم الخير واسمها سلمى بنت صخر
بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة وكان لأبي بكر من الولد عبد
الله وأسماء ذات النطاقين وأمها قتيلة بنت عبد العزى بن عبد أسعد بن
نضر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي و عبد الرحمن وعائشة وأمهما
أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة بن سبيع
بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة ويقال بل هي أم
رومان بنت عامر بن عميرة بن ذهل بن دهمان بن الحارث بن غنم بن
مالك بن كنانة ومحمد بن أبي بكر وأمه أسماء بنت عميس بن معد بن
تيم بن الحارث بن كعب بن مالك بن قحافة بن عامر بن مالك بن نسر بن
وهب الله بن شهران بن عفرس بن حلف بن أفتل وهو خشعم
وأم كلثوم بنت أبي بكر وأمها حبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير
من بني الحارث بن الخزرج وكانت بها نسأ فلما توفي أبو بكر ولدت
بعده
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا إسحاق بن يحيى بن طلحة
عن معاوية بن إسحاق بن طلحة عن أبيه عن عائشة أنها سئلت لم سمي
169

أبو بكر عتيقا فقالت نظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
هذا عتيق الله من النار
قال وأما محمد بن إسحاق فقال أبو قحافة كان اسمه عتيقا ولم يذكر
ذلك غيره
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال أخبرنا المعافى بن
عمران قال أخبرنا مغيرة بن زياد قال أرسلت إلى بن أبي مليكة أسأله
عن أبي بكر الصديق ما كان اسمه قال فأتيته فسألته فقال كان اسمه
عبد الله بن عثمان وإنما كان عتيق كذا وكذا يعني لقبا
قال أخبرت عن عبد الرزاق بن همام عن معمر عن بن سيرين
قال اسم أبي بكر عتيق بن عثمان
قال أخبرنا سعيد بن منصور قال أخبرنا صالح بن موسى الطلحي
قال حدثني معاوية بن إسحاق عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين
قالت إني لفي بيت رسول الله وأصحابه في الفناء وبيني وبينهم الستر إذ
أقبل أبو بكر فقال رسول الله من سره أن ينظر إلى عتيق من النار فلينظر
إلى هذا قالت وإن اسمه الذي سماه به أهله لعبد الله بن عثمان بن عامر
بن عمرو لكن غلب عليه عتيق
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا أبو معشر قال أخبرنا
أبو وهب مولى أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
ليلة أسري به قلت لجبريل إن قومي لا يصدقونني فقال له جبريل
يصدقك أبو بكر وهو الصديق
قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال أخبرنا قرة بن خالد قال
أخبرنا محمد بن سيرين عن عقبة بن أوس عن عبد الله بن عمرو بن العاص
قال أبو بكر سميتموه الصديق وأصبتم اسمه
قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال أخبرنا سفيان عن أبي الجحاف
170

عن مسلم البطين قال
إنا نعاتب لا أبا لك عصبة علقوا الفرى وبروا من الصديق
وبروا سفاها من وزير نبيهم تبا لمن يبرأ من الفاروق
إني على رغم العداة لقائل دانا بدين الصادق المصدوق
أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا عبد الواحد بن زياد قال أخبرنا
الحسن بن عبيد الله قال أخبرنا إبراهيم النخعي قال كان أبو بكر يسمى
الأواه لرأفته ورحمته
قال أخبرنا سعيد بن محمد الثقفي عن كثير النواء عن أبي سريحة
سمعت عليا عليه السلام يقول على المنبر ألا إن أبا بكر أواه منيب القلب
إلا إن عمر ناصح الله فنصحه
ذكر إسلام أبي بكر رحمه الله
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد عن إبراهيم
بن محمد بن طلحة قال وحدثني منصور بن سلمة بن دينار عن محمد بن
طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر عن أبيه قال وحدثني عبد
الملك بن سليمان عن أبي النضر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال وحدثني
أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن صالح بن محمد عن زائدة عن أبي
عبد الله الدوسي عن أبي أروى الدوسي قالوا أول من أسلم أبو بكر
الصديق
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا شعبة عن عمرو بن مرة
عن إبراهيم قال أول من صلى أبو بكر الصديق
171

قال أخبرنا محمد بن عمر حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم
عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة عن أبيه عن أسماء
بنت أبي بكر قالت أسلم أبي أول المسلمين ولا والله ما عقلت أبي إلا وهو
يدين الدين
أخبرنا محمد بن عم قال حدثني معمر ومحمد بن عبد الله عن الزهري
عن عروة عن عائشة قالت ما عقلت أبوي إلا وهما يدينان الدين وما
مر علينا يوم قط إلا ورسول الله يأتينا فيه بكرة وعشية
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا أبو عوانة عن مغيرة عن
عامر قال قال رجل لبلال من سبق قال محمد قال من صلى
قال أبو بكر قال قال الرجل إنما أعني في الخيل قال بلال وأنا إنما
أعني في الخير
قال أخبرنا أبو أسامة حماد بن سلمة عن هشام بن عروة قال
أخبرني أبي قال أسلم أبو بكر يوم أسلم وله أربعون ألف درهم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أسامة بن زيد بن أسلم عن
أبيه قال كان أبو بكر معروفا بالتجارة لقد بعث النبي صلى الله عليه
وسلم وعنده أربعون ألف درهم فكان يعتق منها ويقوي المسلمين حتى
قدم المدينة بخمسة آلاف درهم ثم كان يفعل فيها ما كان يفعل بمكة
ذكر الغار والهجرة إلى المدينة
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن هشام
بن عروة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر
الصديق قد أمرت بالخروج يعني الهجرة فقال أبو بكر الصحبة
172

يا رسول الله قال لك الصحبة قال فخرجا حتى أتيا ثورا فاختبيا فيه
فكان عبد الله بن أبي بكر يأتيهما بخبر أهل مكة بالليل ثم يصبح بين أظهرهم
كأنه بات بها وكان عامر بن فهيرة يرعى غنما لأبي بكر فكان يريحها
عليهما فيشربان من اللبن وكانت أسماء تجعل لهما طعاما فتبعث به إليهما
فجعلت طعاما في سفرة فلم تجد شيئا تربطها به فقطعت نطاقها فربطتها به
فسميت ذات النطاقين قال ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إني قد أمرت بالهجرة وكان لأبي بكر بعير واشترى رسول الله صلى
الله عليه وسلم بعيرا آخر فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيرا
وركب أبو بكر بعيرا وركب آخر فيما يعلم حماد عامر بن فهيرة بعيرا
فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يثقل على البعير فيتحول رسول
الله على بعير أبي بكر ويتحول أبو بكر إلى بعير عامر بن فهيرة ويتحول
عامر بن فهيرة إلى بعير رسول الله صلى الله عليه وسلم فيثقل بعير
أبي بكر حين يركبه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فاستقبلتهما
هدية من الشام من طلحة بن عبيد الله إلى أبي بكر فيها ثياب بياض من
ثياب الشام فلبساها فدخلا المدينة في ثياب بياض
قال أخبرنا أبو أسامة قال أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه أن عبد
الله بن أبي بكر كان الذي يختلف بالطعام إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وأبي بكر وهما في الغار
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر عن الزهري عن عروة
عن عائشة قالت كان خروج أبي بكر للهجرة إلى المدينة مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم ومعهما عامر بن فهيرة ومعهما دليل يقال له عبد الله
بن أريقط الديلي وهو يومئذ على الكفر ولكنهما أمناه
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا همام بن يحيى قال
أخبرنا ثابت عن أنس أن أبا بكر حدثه قال قلت للنبي صلى الله عليه
173

وسلم ونحن في الغار لو أن أحدهم ينظر إلى قدميه
لأبصرنا تحت قدميه قال فقال يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما
قال أخبرنا شبابة بن سوار قال أخبرنا أبو العطوف الجزري
عن الزهري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت
هل قلت في أبي بكر شيئا فقال نعم فقال قل وأنا أسمع فقال
وثاني اثنين في الغار المنيف وقد طاف العدو به إذ صعد الجبلا
وكان حب رسول الله قد علموا من البرية لم يعدل به رجلا
قال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ثم
قال صدقت يا حسان هو كما قلت
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن عطية
بن عبد الله بن أنيس عن أبيه قال لما هاجر أبو بكر من مكة إلى المدينة نزل
على حبيب بن يساف
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن عبيدة عن أيوب
بن خالد قال نزل أبو بكر على خارجة بن زيد بن أبي زهير
قال أخبرنا محمد بن عمر عن موسى بن يعقوب قال حدثني
محمد بن جعفر بن الزبير قال نزل أبو بكر على خارجة بن زيد بن أبي
زهير وتزوج ابنته ولم يزل في بنت الحارث بن الخزرج بالسنح حتى توفي
رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم
عن أبيه قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبي بكر وعمر
قال أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك قال أخبرنا عبد الله
بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم لما آخى بين أصحابه آخى بين أبي بكر وعمر
174

قال أخبرنا محمد بن عبيد قال حدثني وائل بن داود عن رجل
من أهل البصرة قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبي بكر
وعمر فرأهما يوما مقبلين فقال إن هذين لسيدا كهول أهل الجنة
من الأولين والآخرين كهولهم وشبابهم إلا النبيين والمرسلين
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال أخبرنا ملك بن مغول
عن الشعبي قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبي بكر
وعمر فأقبلا أحدهما آخذ بيد صاحبه فقال من سره أن ينظر إلى
سيدي كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين
فلينظر إلى هذين المقبلين
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال لما أقطع رسول الله صلى الله عليه
وسلم الدور بالمدينة جعل لأبي بكر موضع داره عند المسجد وهي الدار
التي صارت لآل معمر
قالوا وشهد أبو بكر بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رايته
العظمى يوم تبوك إلى أبي بكر وكانت سوداء وأطعمه رسول الله صلى الله
عليه وسلم بخيبر مائة وسق وكان في من ثبت مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم يوم أحد حين ولى الناس
قال وأخبرنا محمد بن عمر قال حدثني حمزة بن عبد الواحد عن
عكرمة بن عمار عن إياس بن سلمة عن أبيه قال بعث رسول الله صلى
الله عليه وسلم أبا بكر إلى نجد وأمره عليها فبيتنا ناسا من هوازن فقتلت
بيدي سبعة أهل أبيات وكان شعارنا أمت أمت
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثني مسعر عن أبي عون
عن أبي صالح عن علي قال قيل لعلي ولأبي بكر يوم بدر مع أحدكما
175

جبريل ومع الآخر ميكائيل وإسرافيل ملك عظيم يشهد القتال أو
قال يشهد الصف
قال أخبرنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن
أبي الأحوص عن عبد الله قال قال النبي إني أبرأ إلى كل خليل من خلته
غير أن الله قد اتخذ صاحبكم خليلا يعني نفسه ولو كنت متخذا
خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا
قال أخبرني عفان بن مسلم قال أخبرنا شعبة عن أبي إسحاق عن
أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو كنت
متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر
قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال حدثنا عبيد الله بن عمرو
عن زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث قال حدثنا
جندب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لو كنت متخذا
خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر خليلا
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا وهيب قال أخبرنا خالد
عن أبي قلابة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
أرحم أمتي بأمتي أبو بكر
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة عن الجريري
عن عبد الله بن شقيق عن عمرو بن العاص قال قلت يا رسول الله أي الناس
أحب إليك قال عائشة قلت إنما أعني من الرجال قال أبوها
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد عن هشام
عن محمد قال كان أغير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال أخبرنا السري بن
يحيى عن الحسن قال قال أبو بكر يا رسول الله ما أزال أراني أطأ في
عذرات الناس قال لتكونن من الناس بسبيل قال ورأيت في صدري
176

كالرقمتين قال سنتين قال ورأيت على حلة حبرة قال
ولد تحبر به
قال أخبرنا حجاج بن محمد عن بن جريج قال أخبرنا عطاء
أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحج عام الفتح وأنه أمر أبا بكر الصديق
على الحج
قال أخبرنا خالد بن مخلد قال أخبرنا عبد الله بن عمر عن نافع
عن بن عمر قال استعمل النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر على الحج
في أول حجة كانت في الاسلام ثم حج رسول الله في السنة المقبلة فلما
قبض النبي صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر استعمل عمر بن
الخطاب على الحج ثم حج أبو بكر من قابل فلما قبض أبو بكر واستخلف
عمر استعمل عبد الرحمن بن عوف على الحج ثم لم يزل عمر يحج سنيه
كلها حتى قبض فاستخلف عثمان فاستعمل عبد الرحمن بن عوف على
الحج
قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال أخبرنا أبو بكر بن
عياش عن مبشر السعدي عن بن شهاب قال رأى النبي صلى الله عليه
وسلم رؤيا فقصها على أبي بكر فقال يا أبا بكر رأيت كأني استبقت
أنا وأنت درجة فسبقتك بمرقاتين ونصف قال خير يا رسول الله
يبقيك الله حتى ترى ما يسرك ويقر عينك قال فأعاد عليه مثل ذلك
ثلاث مرات وأعاد عليه مثل ذلك قال فقال له في الثالثة يا أبا بكر رأيت
كأني استبقت أنا وأنت درجة فسبقتك بمرقاتين ونصف قال يا رسول
الله يقبضك الله على رحمته ومغفرته وأعيش بعدك سنتين ونصفا
قال أخبرنا الفضل بن عنبسة الخزاز الواسطي وعارم بن الفضل
قالا أخبرنا حماد بن زيد قال أخبرنا سعيد بن أبي صدقة عن محمد
بن سيرين قال لم يكن أحد بعد النبي أهيب لما لا يعلم من أبي بكر
177

ولم يكن أحد بعد أبي بكر أهيب لما لا يعلم من عمر وإن أبا بكر نزلت
به قضية لم نجد لها في كتاب الله أصلا ولا في السنة أثرا فقال أجتهد
رأيي فإن يكن صوابا فمن الله وإن يكن خطأ فمني وأستغفر الله
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا إبراهيم بن سعد عن أبيه
عن بن جبير بن مطعم عن أبيه أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم
تسأله شيئا فقال لها ارجعي إلي فقالت فإن رجعت فلم أجدك يا رسول
الله تعرض بالموت فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن رجعت
ولم تجديني فالقي أبا بكر
قال أخبرنا سليمان أبو داود الطيالسي و عبد العزيز بن عبد الله قالا
أخبرنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه أن
امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم في شئ فقال لها رسول الله صلى
الله عليه وسلم ارجعي إلي قالت يا رسول الله فإن لم أرك تعني الموت
فإلى من قال إلى أبي بكر
ذكر الصلاة التي أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم
أبا بكر عند وفاته
قال أخبرنا حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن عبد الملك بن عمير
عن أبي بردة عن أبي موسى قال مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاشتد وجعه فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت عائشة
يا رسول الله إن أبا بكر رجل رقيق وإنه إذا قام مقامك لم يكد يسمع الناس
قال مروا أبا بكر فليصل بالناس فإنكن صواحب يوسف
قال أخبرنا حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن عاصم عن زر عن
178

عبد الله قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت الأنصار
منا أمير ومنكم أمير قال فأتاهم عمر فقال يا معشر الأنصار ألستم
تعلمون أن رسول الله أمر أبا بكر أن يصلي بالناس قالوا بلى قال
فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر قالوا نعوذ الله أن نتقدم أبا بكر
قال أخبرنا أبو معاوية الضرير قال أخبرنا الأعمش عن إبراهيم
عن الأسود عن عائشة قالت لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم
جاء بلال يؤذنه بالصلاة فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس قالت
فقلت يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف وإنه متى يقم مقامك لا يسمع
الناس فلو أمرت عمر قال مروا أبا بكر يصلي بالناس فقلت لحفصة
قولي له إن أبا بكر رجل أسيف وإنه متى ما يقم مقامك لا يسمع الناس
فلو أمرت عمر قال فقالت له حفصة فقال إنكن لأنتن صواحب
يوسف مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت حفصة لعائشة ما كنت
لأصيب منك خيرا قالت فأمروا أبا بكر يصلي بالناس فلما دخل أبو
بكر في الصلاة وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفسه خفة
فقام يهادي بين رجلين ورجلاه تخطان في الأرض حتى دخل المسجد
فلما سمع أبو بكر حسه ذهب يتأخر فأومأ إليه رسول الله صلى الله
عليه وسلم قم كما أنت قالت فجاء رسول الله حتى جلس عن يسار
أبي بكر فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس جالسا
وأبو بكر قائما يقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله والناس يقتدون بصلاة
أبي بكر
قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا مالك بن أنس عن هشام
بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال مروا
أبا بكر فليصل بالناس فقالت عائشة يا رسول الله إن أبا بكر إذا قام
مقامك لم يسمع الناس من البكاء فأمر عمر فليصل بالناس قال مروا
179

أبا بكر فليصل بالناس فقالت عائشة فقلت لحفصة قولي له إن أبا بكر
إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء فأمر عمر فليصل بالناس ففعلت
حفصة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكن لأنتن صواحب
يوسف مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت حفصة لعائشة ما كنت
لأصيب منك خيرا
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال أخبرنا أبو إسرائيل
عن الفضيل بن عمرو الفقيمي قال صلى أبو بكر بالناس ثلاثا في حياة
النبي صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا إبراهيم بن سعد عن صالح
بن كيسان عن الزهري عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال ادعى لي أباك وأخاك حتى أكتب لأبي بكر كتابا فإني أخاف
أن يقول قائل ويتمنى ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر
قال أخبرنا أبو معاوية الضرير قال أخبرنا عبد الرحمن بن أبي
بكر القرشي عن بن أبي مليكة عن عائشة قالت لما ثقل رسول الله
صلى الله عليه وسلم دعا عبد الرحمن بن أبي بكر فقال ائتني بكتف
حتى أكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه فذهب عبد الرحمن ليقوم
فقال اجلس أبى الله والمؤمنون أن يختلف على أبي بكر
قال أخبرنا عفان بن مسلم وسليمان أبو داود الطيالسي قالا أخبرنا
محمد بن أبان الجعفي عن عبد العزيز بن رفيع عن عبد الله بن أبي مليكة
قال أبو داود عن عائشة وقال عفان عن عبد الله بن أبي مليكة قال قال
النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة لما مرض ادعوا لي عبد الرحمن بن
أبي بكر أكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه أحد من بعدي وقال عفان
لا يختلف فيه المسلمون ثم قال دعيه معاذ الله أن يختلف المؤمنون
في أبي بكر
180

قال أخبرنا جعفر بن عون قال أخبرنا عميس عتبة بن عبد
الله عن بن أبي مليكة قال سمعت عائشة وسئلت يا أم المؤمنين من كان
رسول الله مستخلفا لو استخلف قالت أبا بكر ثم قيل لها من بعد
أبي بكر قالت عمر ثم قيل لها من بعد عمر قالت أبا عبيدة
بن الجراح قال ثم انتهت إلى ذا
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال أخبرنا أبو معشر
عن محمد بن قيس قال اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة
عشر يوما فكان إذا وجد خفة صلى وإذا ثقل صلى أبو بكر (
ذكر بيعة أبي بكر
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا العوام عن إبراهيم التيمي
قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى عمر أبا عبيدة بن
الجراح فقال ابسط يدك فلأبايعك فإنك أمين هذه الأمة على لسان رسول
الله فقال أبو عبيدة لعمر ما رأيت لك فهة قبلها منذ أسلمت أتبايعني
وفيكم الصديق وثاني اثنين
قال أخبرنا معاذ بن معاذ ومحمد بن عبد الله الأنصاري قالا أخبرنا
أبو عون عن محمد قال لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم أتوا أبا عبيدة
فقال أتأتوني وفيكم ثالث ثلاثة قال أبو عون قلت لمحمد ما ثالث
ثلاثة قال ألم تر إلى تلك الآية إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن
إن الله معنا
قال أخبرنا يعقوب بن إبراهيم الزهري عن أبيه عن صالح بن كيسان
عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عبد الله بن عباس
181

سمعت عمر بن الخطاب وذكر بيعة أبي بكر فقال وليس فيكم
من تقطع إليه الأعناق مثل أبي بكر
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا شعبة عن الجريري قال
لما أبطأ الناس عن أبي بكر قال من أحق بهذا الامر مني ألست
أول من صلى ألست ألست قال فذكر خصالا فعلها مع النبي صلى
الله عليه وسلم
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد عن يحيى
بن سعيد عن القاسم بن محمد أن النبي صلى الله عليه وسلم لما توفي
اجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة فأتاهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن
الجراح قال فقام حباب بن المنذر وكان بدريا فقال منا أمير ومنكم
أمير فإنا والله ما ننفس هذا الامر عليكم أيها الرهط ولكنا نخاف أن
يليها أو قال يليه أقوام قتلنا آباءهم وإخوتهم قال فقال له
عمر إذا كان ذلك فمت إن استطعت فتكلم أبو بكر فقال نحن الامراء
وأنتم الوزراء وهذا الامر بيننا وبينكم نصفين كقد الابلمة يعني الخوصة
فبايع أول الناس بشير بن سعد أبو النعمان قال فلما اجتمع الناس على أبي
بكر قسم بين الناس قسما فبعث إلى عجوز من بني عدي بن النجار
بقسمها مع زيد بن ثابت فقالت ما هذا قال قسم قسمه أبو بكر
للنساء فقالت أتراشوني عن ديني فقالوا لا فقالت أتخافون
أن أدع ما أنا عليه فقالوا لا قالت فوالله لا آخذ منه شيئا أبدا
فرجع زيد إلى أبي بكر فأخبره بما قالت فقال أبو بكر ونحن لا نأخذ
مما أعطيناها شيئا أبدا
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا هشام بن عروة
قال عبيد الله أظنه عن أبيه قال لما ولي أبو بكر خطب الناس فحمد
الله وأثنى عليه ثم قال أمبعد أيها الناس قد وليت أمركم ولست بخيركم
182

ولكن نزل القرآن وسن النبي صلى الله عليه وسلم السنن فعلمنا
فعلمنا اعملوا أن أكيس الكيس التقوى وأن أحمق الحمق
الفجور وأن أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ له بحقه وأن أضعفكم
عندي القوي حتى آخذ منه الحق أيها الناس إنما أنا متبع ولست
بمبتدع فإن أحسنت فأعينوني وإن زغت فقوموني
قال أخبرنا الفضل بن دكين وشعيب بن حرب قالا أخبرنا
مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف قال سألت عبد الله بن أبي
أوفى أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا قلت فكيف
كتب على الناس الوصية وأمروا بها قال أوصى بكتاب الله قال
وقال هذيل أكان أبو بكر يتأمر على وصي رسول الله لود أبو بكر
أنه وجد من رسول الله صلى الله عليه وسلم عقدا فخزم أنفه
بخزامة
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن أبي بكر الهذلي عن الحسن قال
قال علي لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم نظرنا في أمرنا فوجدنا النبي
صلى الله عليه وسلم قد قدم أبا بكر في الصلاة فرضينا لدنيانا من رضي
رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا فقدمنا أبا بكر
قال أخبرنا وكيع بن الجراح قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق
عن الأرقم بن شرحبيل عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم
لما جاء إلى أبي بكر وهو يصلي بالناس في مرضه أخذ من حيث كان بلغ
أبو بكر من القراءة
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن نافع بن عمر عن بن أبي مليكة
قال قال رجل لأبي بكر يا خليفة الله فقال لست بخليفة الله ولكنني
خليفة رسول الله أنا راض بذلك
قال أخبرنا عبد الله بن الزبير الحميدي المكي قال أخبرنا سفيان
183

بن عيينة قال أخبرنا الوليد بن كثير عن بن صياد عن سعيد بن المسيب
قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتجت مكة فقال أبو
قحافة ما هذا قالوا قبض رسول الله قال فمن ولي الناس بعده
قالوا ابنك قال أرضيت بذلك بنو عبد شمس وبنو المغيرة قالوا
نعم قال فإنه لا مانع لما أعطى الله ولا معطي لما منع الله قال ثم
ارتجت مكة برجة هي دون الأولى فقال أبو قحافة ما هذا قالوا
ابنك مات فقال أبو قحافة هذا خبر جليل
قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال أخبرنا هشام الدستوائي قال
أخبرنا عطاء بن السائب قال لما استخلف أبو بكر أصبح غاديا إلى السوق
وعلى رقبته أثواب يتجر بها فلقيه عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن
الجراح فقالا له أين تريد يا خليفة رسول الله قال السوق قالا
تصنع ماذا وقد وليت أمر المسلمين قال فمن أين أطعم عيالي
قالا له انطلق حتى نفرض لك شيئا فانطلق معهما ففرضوا له كل
يوم شطر شاة وما كسوه في الرأس والبطن فقال عمر إلى القضاء
وقال أبو عبيدة وإلي الفئ قال عمر فلقد كان يأتي علي الشهر
ما يختصم إلي فيه اثنان
قال أخبرنا روح بن عبادة ومحمد بن عبد الله الأنصاري قالا
أخبرنا بن عون عن عمير بن إسحاق أن رجلا رأى على عنق أبي بكر
الصديق عباءة فقال ما هذا هاتها أكفيكها فقال إليك عني
لا تغرني أنت وابن الخطاب من عيالي
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا سليمان بن المغيرة عن حميد
بن هلال قال لما ولي أبو بكر قال أصحاب رسول الله افرضوا لخليفة
رسول الله ما يغنيه قالوا نعم برداه إذا أخلقهما وضعهما وأخذ
مثلهما وظهره إذا سافر ونفقته على أهله كما كان ينفق قبل أن يستخلف
184

قال أبو بكر رضيت
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب
عن حميد بن هلال أن أبا بكر لما استخلف راح إلى السوق يحمل ابرادا
له وقال لا تغروني من عيالي
قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال أخبرنا عبيد الله بن عمرو
عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت لما ولي أبو بكر قال قد
علم قومي أن حرفتي لم تكن لتعجز عن مؤونة أهلي وقد شغلت
بأمر المسلمين وسأحترف للمسلمين في مالهم وسيأكل آل أبي بكر من
هذا المال
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال أخبرنا أبو بكر بن
عياش عن عمرو بن ميمون عن أبيه قال لما استخلف أبو بكر جعلوا له
ألفين فقال زيد وني فإن لي عيالا وقد شغلتموني عن التجارة قال
فزادوه خمسمائة قال إما أن تكون ألفين فزادوه خمسمائة أو كانت
ألفين وخمسمائة فزادوه خمسمائة
ذكر بيعة أبي بكر رحمه الله
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا أبو بكر بن عبد اللبن أبي
سبرة عن مروان بن أبي سعيد بن المعلى قال سمعت سعيد بن المسيب
قال وأخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الرحمن بن صبيحة
التيمي عن أبيه قال وأخبرنا عبد الرحمن بن عمر عن نافع عن بن عمر
قال وأخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري عن عروة عن عائشة قال
وأخبرنا أبو قدامة عثمان بن محمد عن أبي وجزة عن أبيه قال وغير هؤلاء
185

أيضا قد حدثني ببعضه فدخل حديث بعضهم في حديث بعض قالوا بويع
أبو بكر الصديق يوم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين
لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة من مهاجر
رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان منزله بالسنح عند زوجته حبيبة
بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير من بني الحارث بن الخزرج وكان قد
حجر عليه حجرة من شعر فما زاد على ذلك حتى تحول إلى منزله بالمدينة
فأقام هناك بالسنح بعدما بويع له ستة أشهر يغدو على رجليه إلى المدينة وربما
ركب على فرس له وعليه إزار ورداء ممشق فيوافي المدينة فيصلي الصلوات
بالناس فإذا صلى العشاء رجع إلى أهله بالسنح فكان إذا حضر صلى
بالناس وإذا لم يحضر صلى عمر بن الخطاب وكان يقيم يوم الجمعة
في صدر النهار بالسنح يصبغ رأسه ولحيته ثم يروح لقدر الجمعة فيجمع
بالناس وكان رجلا تاجرا فكان يغدو كل يوم السوق فيبيع ويبتاع
وكانت له قطعة غنم تروح عليه وربما خرج هو نفسه فيها وربما كفيها
فرعيت له وكان يحلب للحي أغنامهم فلما بويع له بالخلافة قالت جارية
من الحي الآن لا تحلب لنا منائح دارنا فسمعها أبو بكر فقال بلى لعمري
لأحلبنها لكم وإني لأرجو أن لا يغيرني ما دخلت فيه عن خلق كنت
عليه فكان يحلب لهم فربما قال للجارية من الحي يا جارية أتحبين أن
أرغي لك أو أصرح فربما قالت أرغ وربما قالت صرح
فأي ذلك قالت فعل فمكث كذلك بالسنح ستة أشهر ثم نزل إلى المدينة
فأقام بها ونظر في أمره فقال لا والله ما يصلح أمر الناس التجارة وما يصلح
لهم إلا التفرغ والنظر في شأنهم وما بد لعيالي مما يصلحهم فترك التجارة
واستنفق من مال المسلمين ما يصلحه ويصلح عياله يوما بيوم ويحج ويعتمر
وكان الذي فرضوا له كل سنة ستة آلاف درهم فلما حضرته الوفاة
قال ردوا ما عندنا من مال المسلمين فإني لا أصيب من هذا المال شيئا وإن
186

أرضي التي بمكان كذا وكذا للمسلمين بما أصبت من أموالهم فدفع ذلك
إلى عمر ولقوح وعبد صيقل وقطيفة ما يساوي خمسة دراهم فقال
عمر لقد أتعب من بعده
قالوا واستعمل أبو بكر على الحج سنة إحدى عشرة عمر بن الخطاب
ثم اعتمر أبو بكر في رجب سنة اثنتي عشرة فدخل مكة ضحوة فأتى منزله
وأبو قحافة جالس على باب داره معه فتيان أحداث يحدثهم إلى أن قيل له
هذا ابنك فنهض قائما وعجل أبو بكر أن ينيخ راحلته فنزل عنها وهي
قائمة فجعل يقول يا أبت لا تقم ثم لاقاه فالتزمه وقبل بين عيني أبي
قحافة وجعل الشيخ يبكي فرحا بقدومه وجاء إلى مكة عتاب بن أسيد
وسهيل بن عمرو وعكرمة بن أبي جهل والحارث بن هشام فسلموا عليه
سلام عليك يا خليفة رسول الله وصافحوه جميعا فجعل أبو بكر يبكي
حين يذكرون رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سلموا على أبي قحافة
فقال أبو قحافة يا عتيق هؤلاء الملا فأحسن صحبتهم فقال أبو بكر
يا أبت لا حول ولا قوة إلا بالله طوقت عظيما من الامر لا قوة لي به ولا
يدان إلا بالله ثم دخل فاغتسل وخرج وتبعه أصحابه فنحاهم ثم قال
امشوا على رسلكم ولقيه الناس يتمشون في وجهه ويعزونه بنبي الله
صلى الله عليه وسلم وهو يبكي حتى انتهى إلى البيت فاضطبع بردائه ثم
استلم الركن ثم طاف سبعا وركع ركعتين ثم انصرف إلى منزله فلما
كان الظهر خرج فطاف أيضا بالبيت ثم جلس قريبا من دار الندوة فقال
هل من أحد يتشكى من ظلامة أو يطلب حقا فما أتاه أحد واثنى الناس
على واليهم خيرا ثم صلى العصر وجلس فودعه الناس ثم خرج راجعا
إلى المدينة فلما كان وقت الحج سنة اثنتي عشرة حج أبو بكر بالناس تلك
السنة وأفرد الحج واستخلف على المدينة عثمان بن عفان
187

ذكر صفة أبي بكر
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد
عن قيس بن أبي حازم قال دخلت مع أبي على أبي بكر وكان رجلا نحيفا
خفيف اللحم أبيض
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا شعيب بن طلحة بن عبد
الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق عن أبيه عن عائشة أنها نظرت إلى
رجل من العرب مارا وهي في هودجها فقالت ما رأيت رجلا أشبه بأبي
بكر من هذا فقلنا صفي لنا أبا بكر فقالت رجل أبيض نحيف
خفيف العارضين أجنأ لا يستمسك إزاره يسترخي عن حقوته
معروق الوجه غائر العينين ناتئ الجبهة عاري الأشاجع هذه
صفته
قال محمد بن عمر فذكرت ذلك لموسى بن عمران بن عبد الله بن
عبد الرحمن بن أبي بكر فقال سمعت عاصم بن عبيد الله بن عاصم يذكر
هذه الصفة بعينها
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سفيان بن حسين عن الزهري
عن عروة عن عائشة أن أبا بكر كان يخضب بالحناء والكتم
قال أخبرنا جعفر بن عون قال أخبرنا عبد الرحمن بن زياد عن
عمارة عن عمه قال مررت بأبي بكر وهو خليفة يومئذ ولحيته حمراء
قانية
قال أخبرنا جعفر بن عون ومحمد بن عبد الله الأسدي قالا أخبرنا
مسعر عن أبي عون عن شيخ من بني أسد قال رأيت أبا بكر في غزوة ذات
السلاسل كأن لحيته لهاب العرفج شيخا خفيفا أبيض على ناقة له
أدماء
188

قال أخبرنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن ثابت عن أبي جعفر
الأنصاري قال رأيت أبا بكر الصديق ورأسه ولحيته كأنهما جمر الغضا
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا يحيى بن سعيد عن محمد
بن إبراهيم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن عبد الرحمن بن الأسود بن
عبد يغوث وكان جليسا لهم كان أبيض الرأس واللحية فغدا عليهم ذات
يوم وقد حمرها فقال له القوم هذا أحسن فقال إن أمي عائشة
أرسلت إلي البارحة جاريتها نخيلة فأقسمت علي لأصبغن وأخبرتني أن
أبا بكر كان يصبغ
قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس قال حدثني سليمان
بن بلال عن محمد بن أبي عتيق وموسى بن عقبة عن بن شهاب قال
أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة قالت صبغ أبو بكر بالحناء والكتم
قال أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي قال أخبرنا
عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن أبي عمرو عن القاسم بن محمد قال
سمعت عائشة وذكر عندها رجل يخضب بالحناء فقالت إن يخضب فقد
خضب أبو بكر قبله بالحناء
قال القاسم لو علمت أن رسول الله خضب لبدأت برسول الله
فذكرته
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال أخبرنا حميد قال
سئل أنس بن مالك أخضب رسول الله فقال ليشنه الشيب ولكن
خضب أبو بكر بالحناء
وخضب عمر بالحناء قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حميد الطويل عن أنس
بن مالك قال خضب أبو بكر بالحناء والكتم
قال أخبرنا أبو معاوية الضرير قال أخبرنا عاصم الأحول عن بن
سيرين قال سألت أنس بن مالك بأي شئ كان يختضب أبو بكر قال
189

بالحناء والكتم قال قلت فعمر قال بالحناء قال قلت فالنبي
صلى الله عليه وسلم قال لم يدرك ذاك
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا همام بن يحيى عن قتادة
عن أنس وأخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال أخبرنا سعيد بن أبي عروبة
عن قتادة عن أنس بن مالك قال وأخبرنا عبد الله بن نمير قال أخبرنا
عبيد الله بن عمر عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال خضب أبو
بكر بالحناء والكتم
قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا إبراهيم بن سعد عن بن
شهاب عن عروة عن عائشة أن أبا بكر كان يصبغ بالحناء والكتم
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن سماك
عن رجل من بني خيثم قال رأيت أبا بكر قد خضب رأسه ولحيته
بالحناء
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى والفضل بن دكين قالا أخبرنا
إسرائيل عن معاوية بن إسحاق قال سألت القاسم بن محمد أكان أبو بكر
يخضب قال نعم قد كان يغير
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن عما
الدهني قال جلست إلى أشياخ من الأنصار بمكة فسألهم عبيد بن أبي
الجعد أكان عمر يخضب بالحناء والكتم فقالوا أخبرنا فلان أن أبا بكر
كان يخضب بالحناء والكتم
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا بن عيينة عن الزهري
عن عروة عن عائشة أن أبا بكر كان يخضب بالحناء والكتم
قال أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال أخبرنا أبو عوانة عن
حصين عن المغيرة بن شبيل البجلي عن قيس بن أبي حازم أن أبا بكر كان
يخرج إليهم وكأن لحيته ضرام عرفج من شدة الحمرة من الحناء والكتم
190

قال أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قطن قال أخبرنا شعبة عن قتادة
عن أنس قال وأخبرنا سعيد بن منصور عن حماد بن زيد عن ثابت عن
أنس أن أبا بكر كان يخضب بالحناء والكتم
قال وأخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قطن قال أخبرنا شعبة عن زياد
بن علاقة عن رجل أظنه قال من قومه أن أبا بكر خضب بالحناء والكتم
قال أخبرنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي قال أخبرنا محمد
بن حمير قال أخبرنا إبراهيم بن أبي عبلة أن عقبة بن وساج حدثه
عن أنس خادم النبي صلى الله عليه وسلم قال قدم رسول الله صلى
الله عليه وسلم المدينة وليس في أصحابه أشمط غير أبي بكر فغلفها
بالحناء والكتم
قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال أخبرنا بن جريج عن عثمان
بن أبي سليمان عن نافع بن جبير بن مطعم قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم غيروا ولا تشبهوا باليهود قال فصبغ أبو بكر بالحناء
والكتم وصبغ عمر فاشتد صبغه وصفر عثمان بن عفان قال فقيل
لنافع بن جبير فالنبي صلى الله عليه وسلم قال كان يمس السدر
قال بن جريج وقال عطاء الخراساني إن النبي صلى الله عليه وسلم قال
من أجمل ما تجملون به الحناء والكتم
قال أخبرنا مالك بن إسماعيل أبو غسان النهدي قال أخبرنا إسرائيل
عن عاصم بن سليمان قال سأل بن سيرين أنس بن مالك هل كان أحد
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يخضب قال أبو بكر
قال حسبي
191

ذكر وصية أبي بكر
قال أخبرنا وكيع بن الجراح و عبد الله بن نمير قالا أخبرنا الأعمش
عن أبي وائل عن مسروق عن عائشة قالت لما مرض أبو بكر مرضه الذي
مات فيه قال انظروا ما زاد في مالي منذ دخلت الامارة فابعثوا به إلى الخليفة
من بعدي فإني قد كنت أستحله قال وقال عبد الله بن نمير أستصلحه
جهدي وكنت أصيب من الودك نحوا مما كنت أصيب في التجارة قالت
عائشة فلما مات نظرنا فإذا عبد نوبي كان يحمل صبيانه وإذا ناضح
كان يسني عليه قال عبد الله بن نمير ناضح كان يسقي بستانا له
قالت فبعثنا بهما إلى عمر قالت فأخبرني جدي أن عمر بكى وقال
رحمة الله على أبي بكر لقد أتعب من بعده تعبا شديدا
قال أخبرنا عبد الله بن نمير ومحمد بن عبيد عن عبيد الله بن عمر
عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أن أبا بكر حين حضره الموت
قال إني لا أعلم عند أبي بكر من هذا المال شيئا غير هذه اللقحة وغير
هذا الغلام الصيقل كان يعمل سيوف المسلمين ويخدمنا فإذا مت فادفعيه
إلى عمر فلما دفعته إلى عمر قال رحم الله أبا بكر لقد أتعب من
بعده
قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال أخبرنا سليمان بن المغيرة
عن ثابت عن أنس قال أطفنا بغرفة أبي بكر الصديق في مرضته التي
قبض فيها قال فقلنا كيف أصبح أو كيف أمسى خليفة رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال فاطلع علينا اطلاعه فقال ألستم ترضون
بما أصنع قلنا بلى قد رضينا قال وكانت عائشة هي تمرضه قال
فقال أما إني قد كنت حريصا على أن أوفر للمسلمين فيئهم مع أني
قد أصبت من اللحم واللبن فانظروا إذا رجعتم مني فانظروا ما كان عندنا
192

فأبلغوه عمر قال فذاك حيث عرفوا أنه استخلف عمر قال وما كان
عنده دينار ولا درهم ما كان إلا خادم ولقحة ومحلب فلما رأى
ذلك عمر يحمل إليه قال يرحم الله أبا بكر لقد أتعب من بعده
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا بن عون عن محمد قال
توفي أبو بكر الصديق وعليه ستة آلاف كان أخذها من بيت المال فلما
حضرته الوفاة قال إن عمر لم يدعني حتى أصبت من بيت المال ستة آلاف درهم وإن حائطي الذي بمكان كذا وكذا فيها فلما توفي ذكر
ذلك لعمر فقال يرحم الله أبا بكر لقد أحب أن لا يدع لاحد بعده مقالا
وأنا والي الامر من بعده وقد رددتها عليكم
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت
عن سمية عن عائشة أن أبا بكر قال لها يا عائشة ما عندي من مال إلا
لقحة وقدح فإذا مت فاذهبوا بهما إلى عمر فلما مات ذهبوا بهما
إلى عمر فقال يرحم الله أبا بكر لقد أتعب من بعده
قال أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي وقبيصة
بن عقب عن سفيان عن السري عن عبد خير عن علي قال يرحم الله أبا
بكر هو أول من جمع اللوحين
قال أخبرنا خالد بن مخلد قال حدثني أسامة بن زيد بن أسلم
عن أبيه عن نيار الأسلمي عن عائشة قالت قسم أبي أول عام الفئ
فأعطى الحر عشرة وأعطى المملوك عشرة والمرأة عشرة وأمتها عشرة
ثم قسم في العام الثاني فأعطاهم عشرين عشرين
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال أخبرنا أبو عامر الحزاز
صالح بن رستم قال حدثني أبو عمران الجوني عن أسير قال قال
سلمان دخلت على أبي بكر الصديق في مرضه فقلت يا خليفة رسول الله
أعهد إلي عهدا فإني لا أراك تعهد إلي بعد يومي هذا قال أجل
193

يا سلمان إنها ستكون فتوح فلا أعرفن ما كان من حظك منها ما جعلت
في بطنك أو ألقيته على ظهرك واعلم أنه من صلى الصلوات الخمس فإنه
يصبح في ذمة الله ويمسي في ذمة الله فلا تقتلن أحدا من أهل ذمة
الله فيطلبك الله بذمته فيكبك الله على وجهك في النار
قال أخبرنا وكيع بن الجراح وكثير بن هشام عن جعفر بن برقان
عن خالد بن أبي عزة أن أبا بكر أوصى بخمس ماله أو قال آخذ من
مالي ما أخذ الله من فئ المسلمين
قال أخبرنا عمرو بن عاصم قال أخبرنا همام بن يحيى عن قتادة
قال قال أبو بكر لي من مالي ما رضي ربي من الغنيمة فأوصى بالخمس
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد عن إسحاق
بن سويد أن أبا بكر أوصى بالخمس
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا سفيان عن عيينة عن
الزهري عن عروة عن عائشة قالت لما حضر أبا بكر الوفاة جلس فتشهد
ثم قال أما بعد يا بنية فإن أحب الناس غنى إلي بعدي أنت وإن أعز
الناس علي فقرا بعدي أنت وإني كنت نحلتك جداد عشرين وسقا
من مالي فوددت والله أنك حزته وأخذته فإنما هو ما الوارث وهما
أخواك وأختاك قالت قلت هذا أخواي فمن أختاي قال ذات
بطن ابنة خارجة فإني أظنها جارية
قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال أخبرنا القاسم بن الفضل قال
أخبرنا أبو الكباش الكندي عن محمد بن الأشعث أن أبا بكر الصديق لما
أن ثقل قال لعائشة إنه ليس أحد من أهلي أحب إلي منك وقد كنت
أقطعتك أرضا بالبحرين ولا أراك رزأت منها شيئا قالت له أجل
قال فإذا أنا مت فابعثي بهذه الجارية وكانت ترضع ابنه وهاتين
اللقحتين وحالبهما إلى عمر وكان يسقي لبنهما جلساءه ولم يكن في
194

يده من المال شئ فلما مات أبو بكر بعثت عائشة بالغلام واللقحتين والجارية
إلى عمر فقال عمر يرحم الله أبا بكر لقد أتعب من بعده فقبل اللقحتين
والغلام ورد الجارية عليهم
قال أخبرنا عمرو بن عاصم قال أخبرنا همام عن هشام بن عروة
عن أبيه عن عائشة أن أبا بكر لما حضرته الوفاة دعاها فقال إنه ليس في
أهلي بعدي أحد أحب إلي غنى منك ولا أعز علي فقرا منك وإني
كنت نحلتك من أرض بالعالية جداد يعني صرام عشرين وسقا فلو
كنت جددته تمرا عاما واحدا انحاز لك وإنما هو مال الوارث وإنما
هما أخواك وأختاك فقلت إنما هي أسماء فقال وذات بطن
ابنة خارجة قد ألقي في روعي أنها جارية فاستوصي بها خيرا فولدت
أم كلثوم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أفلح بن حميد عن أبيه
قال كان المال الذي نحل عائشة بالعالية من أموال بني النضير بئر حجر
كان النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه ذلك المال فأصلحه بعد ذلك أبو
بكر وغرس فيه وديا
قال أخبرنا أبو سهل نضر بن باب عن داود بن أبي هند عن عامر
أن أبا بكر الصديق لما احتضر قال لعائشة أي بنية قد علمت أنك كنت أحب الناس إلي وأعزهم وأني كنت
نحلتك أرضي التي تعلمين بمكان
كذا وكذا وأنا أحب أن ترد بها علي فيكون ذلك قسمة بين ولدي على كتاب
الله فألقى ربي حين ألقاه ولم أفضل بعض ولدي على بعض
قال أخبرنا وكيع بن الجراح وأبو أسامة قالا أخبرنا هشام بن عروة
عن أبيه عن عائشة قالت ما ترك أبو بكر دينارا ولا درهما ضرب الله
سكته
قال أخبرنا وكيع بن الجراح و عبد الله بن نمير ويعلى بن عبيد
195

عن إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله البهي مولى الزبير عن عائشة قالت
لما حضر أبو بكر قلت كلمة من قول حاتم
لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر
فقال لا تقولي هكذا يا بنية ولكن قولي وجاءت سكرة الموت
بالحق ذلك ما كنت منه تحيد انظروا ملاءتي هاتين فإذا
مت فاغسلوهما وكفنوني فيهما فإن الحي أحوج إلى الجديد من الميت
قال أخبرنا يعلى ومحمد ابنا عبيد قالا أخبرنا موسى الجهني
عن أبي بكر بن حفص بن عمر قال جاءت عائشة إلى أبي بكر وهو يعالج
ما يعالج الميت ونفسه في صدره فتمثلت هذا البيت
لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر
فنظر إليها كالغضبان ثم قال ليس كذلك يا أم المؤمنين ولكن
وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد إني قد كنت
نحلتك حائطا وإن في نفسي منه شيئا فرديه إلى الميراث قالت نعم
فرددته فقال أما إنا مند ولينا أمر المسلمين لم نأكل لهم دينارا ولا درهما
ولكنا قد أكلنا من جريش طعامهم في بطوننا ولبسنا من خشن ثيابهم على
ظهورنا وليس عندنا من فئ المسلمين قليل ولا كثير إلا هذا العبد الحبشي
وهذا البعير الناضح وجرد هذه القطيفة فإذا مت فابعثي بهن إلى عمر
وأبرئي منهن ففعلت فلما جاء الرسول عمر بكى حتى جعلت دموعه
تسيل في الأرض ويقول رحم الله أبا بكر لقد أتعب من بعده رحم
الله أبا بكر لقد أتعب من بعده يا غلام ارفعهن فقال عبد الرحمن
بن عوف سبحان الله تسلب عيال أبي بكر عبدا حبشيا وبعيرا ناضحا
وجرد قطيفة ثمن خمسة الدراهم قال فما تأمر قال تردهن
على عياله فقال لا والذي بعث محمدا بالحق أو كما حلف لا يكون
196

هذا في ولايتي أبدا ولا خرج أبو بكر منها عند الموت وأردهن أنا
على عياله الموت أقرب من ذلك
قال أخبرنا أبو أسامة حماد بو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة أنها قالت لما مرض أبو بكر
من لا يزال دمعه مقنعا فإنه لا بد مرة مدفوق
فقال أبو بكر ليس كذاك أي بنية ولكن جاءت سكرة الموت
بالحق ذلك ما كنت منه تحيد
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا هارون بن أبي إبراهيم
قال أخبرنا عبد الله بن عبيد أن أبا بكر أتته عائشة وهو يجود بنفسه فقالت
يا أبتاه هذا كما قال حاتم
إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر
فقال يا بنية قول الله أصدق جاءت سكرة الموت بالحق ذلك
ما كنت منه تحيد إذا أنا مت فاغسلي أخلاقي فاجعليها أكفاني
فقالت يا أبتاه قد رزق الله وأحسن نكفنك في الجديد قال إن الحي
هو أحوج يصون نفسه ويقنعها من الميت إنما يصير إلى الصديد وإلى البلى
قال وأخبرنا روح بن عبادة قال أخبرنا هشام بن حسان عن بكر
بن عبد الله المزني قال بلغني أن أبا بكر الصديق لما مرض فثقل قعدت
عائشة عند رأسه فقالت
كل ذي إبل موروثها وكل ذي سلب مسلوب
فقال ليس كما قلت يا بنتاه ولكن كما قال الله وجاءت سكرة
الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد
قال أخبرنا عفان قال أخبرنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد
197

عن القاسم بن محمد عن عائشة أنها تمثلت بهذا البيت وأبو بكر يقضي
وأبيض يستسقي الغمام بوجهه ربيع اليتامى عصمة للأرامل
فقال أبو بكر ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرني حماد بن سلمة قال
أخبرنا ثابت عن سمية أن عائشة قالت
من لا يزال دمعه مقنعا فإنه لا بد مرة مدفوق
فقال أبو بكر وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت
منه تحيد
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت
قال كان أبو بكر يتمثل بهذا البيت
لا تزال تنعى حبيبا حتى تكونه وقد يرجو الفتى الرجا يموت دونه
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا مالك بن مغول عن أبي
السفر قال مرض أبو بكر فقالوا ألا ندعو الطبيب فقال قد رآني
فقال إني فعال لما أريد
قال أخبرنا روح بن عبادة قال أخبرنا هشام بن أبي عبد الله عن
قتادة قال بلغني أن أبا بكر قال وددت أني خضرة تأكلني الدواب
قال أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي قال حدثني الليث
بن سعد عن عقيل عن بن شهاب أن أبا بكر والحارث بن كلدة كانا
يأكلان خزبرة أهديت لأبي بكر فقال الحارث لأبي بكر ارفع يدك
يا خليفة رسول الله والله إن فيها لسم سنة وأنا وأنت نموت في يوم
واحد قال فرفع يده فلم يزالا عليلين حتى ماتا في يوم واحد عند انقضاء
السنة
198

قال أخبرنا محمد بن حميد العبدي عن معمر عن هشام بن عروة
عن أبيه قال قال أبو بكر لان أوصي
بالخمس أحب إلي من أن أوصي بالربع ولإن أوصي بالربع أحب إلي من أن أوصي بالثلث ومن أوصى
بالثلث فلم يترك شيئا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن عبد المجيد بن سهيل عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال وأخبرنا
بردان بن أبي النضر عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التميمي قال وأخبرنا
عمرو بن عبد الله بن عنبسة عن أبي النضر عن عبد الله البهي دخل حديث
بعضهم في حديث بعض أن أبا بكر الصديق لما استعز به دعا عبد الرحمن
بن عوف فقال أخبرني عن عمر بن الخطاب فقال عبد الرحمن
ما تسألني عن أمر إلا وأنت أعلم به مني فقال أبو بكر وإن فقال
عبد الرحمن هو والله أفضل من رأيك فيه ثم دعا عثمان بن عفان فقال
أخبرني عن عمر فقال أنت أخبرنا به فقال على ذلك يا أبا عبد الله
فقال عثمان اللهم علمي به أن سريرته خير من علانيته وأنه ليس فينا
مثله فقال أبو بكر يرحمك الله والله لو تركته ما عدوتك وشاور
معهما سعيد بن زيد أبا الأعور وأسيد بن الحضير وغيرهما من المهاجرين
والأنصار فقال أسيد اللهم أعلمه الخيرة بعدك يرضى للرضي
ويسخط للسخط الذي يسر خير من الذي يعلن ولم يل هذا الامر
أحد أقوى عليه منه وسمع بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
بدخول عبد الرحمن وعثمان على أبي بكر وخلوتهما به فدخلوا على أبي
بكر فقال له قائل منهم ما أنت قائل لربك إذا سألك عن استخلافك
عمر لعمر علينا وقد ترى غلظته فقال أبو بكر أجلسوني
أبالله تخوفوني خاب من تزود من أمركم بظلم أقول اللهم
استخلفت عليهم خير أهلك أبلغ عني ما قلت لك من وراءك ثم
199

اضطجع ودعا عثمان بن عفان فقال اكتب بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة في آخر عهده بالدنيا خارجا منها وعند
أول عهده بالآخرة داخلا فيها حيث يؤمن الكافر ويوقن الفاجر ويصدق
الكاذب إني استخلفت عليكم بعدي عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا
وإني لم آل الله ورسوله ودينه ونفسي وإياك خيرا فإن عدل فذلك
ظني به وعلمي فيه وإن بدل فلكل امرئ ما اكتسب من الاثم
والخير أردت ولا أعلم الغيب سيعلم الذين ظلموا أي منقلب
ينقلبون والسلام عليكم ورحمة الله ثم أمر بالكتاب فختمه ثم
قال بعضهم لما أملى أبو بكر صدر هذا الكتاب بقي ذكر عمر فذهب به
قبل أن يسمي أحدا فكتب عثمان إني قد استخلفت عليكم عمر بن
الخطاب ثم أفاق أبو بكر فقال اقرأ علي ما كتبت فقرأ عليه
ذكر عمر فكبر أبو بكر وقال أراك خفت إن أقبلت نفسي في غشيتي
تلك يختلف الناس فجزاك الله عن الاسلام وأهله خيرا والله إن كنت
لها لأهلا ثم أمره فخرج بالكتاب مختوما ومعه عمر بن الخطاب وأسيد
بن سعيد القرظي فقال عثمان للناس أتبايعون لمن في هذا الكتاب فقالوا
نعم وقال بعضهم قد علمنا به قال بن سعد علي القائل وهو عمر
فأقروا بذلك جميعا ورضوا به وبايعوا ثم دعا أبو بكر عمر خاليا فأوصاه
بما أوصاه به ثم خرج من عنده فرفع أبو بكر يديه مدا فقال اللهم
إني لم أرد بذلك إلا صلاحهم وخفت عليهم الفتنة فعملت فيهم بما أنت
أعلم به واجتهدت لهم رأيي فوليت عليهم خيرهم وأقواهم عليهم
وأحرصهم على ما أرشدهم وقد حضرني من أمرك ما حضر فاخلفني
فيهم فهم عبادك ونواصيهم بيدك أصلح لهم وإليهم واجعله من خلفائك
الراشدين يتبع هدى نبي الرحمة وهدى الصالحين بعده وأصلح له
رعيته
200

قال أخبرنا أبو معاوية الضرير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت
لما ثقل أبو بكر قال أي يوم هذا قالت قلنا يوم الاثنين قال فأي
يوم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت قلنا قبض يوم
الاثنين قال فإني أرجو ما بيني وبين الليل قالت وكان عليه ثوب فيه
ردع من مشق فقال إذا أنا مت فاغسلوا ثوبي هذا وضموا إليه ثوبين
جديدين وكفنوني في ثلاثة أثواب فقلنا ألا نجعلها جددا كلها
قال فقال لا إنما هو للمهلة الحي أحق بالجديد من الميت قالت
فمات ليلة الثلاثاء رحمه الله
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة عن هشام
بن عروة عن عروة عن عائشة أن أبا بك قال لها في أي يوم مات رسول
الله صلى الله عليه وسلم قالت في يوم الاثنين قال ما شاء الله إني
لأرجو فيما بيني وبين الليل قال ففيم كفنتموه قالت في ثلاثة أثواب
بيض سحولية يمانية ليس فيها قميص ولا عمامة فقال أبو بكر
انظري ثوبي هذا فيه ردع زعفران أو مشق فاغسليه واجعلي معه ثوبين
آخرين فقالت عائشة يا أبت هو خلق فقال إن الحي أحق بالجديد
وإنما هو للمهلة وكان عبد الله بن أبي بكر أعطاهم حلة حبرة فأدرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ثم استخرجوه منها فكفن في ثلاثة
أثواب بيض فأخذ عبد الله الحلة فقال لأكفنن نفسي في شئ مس
النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال بعد ذلك والله لا أكفن في شئ
منعه الله نبيه أن يكفن فيه ومات أبو بكر ليلة الثلاثاء ودفن ليلا
وماتت عائشة ليلا فدفنها عبد الله بن الزبير ليلا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أسامة بن زيد الليثي عن
محمد بن حمزة بن عمر عن أبيه قال وأخبرنا عمر بن عمران بن عبد الله
بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق عن عمر بن حسين مولى آل مظعون
201

عن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر قال وأخبرنا محمد بن
عبد الله عن الزهري عن عروة عن عائشة قالوا كان أول بدء مرض
أبي بكر أنه اغتسل يوم الاثنين لسبع خلون من جمادى الآخرة وكان
يوما باردا فحم خمسة عشر يوما لا يخرج إلى صلاة وكان يأمر عمر
بن الخطاب يصلي بالناس ويدخل الناس عليه يعودونه وهو يثقل كل
يوم وهو نازل يومئذ في داره التي قطع له النبي صلى الله عليه وسلم
وجاه دار عثمان بن عفان اليوم وكان عثمان ألزمهم له في مرضه وتوفي
أبو بكر رحمه الله مساء ليلة الثلاثاء لثماني ليال بقين من جمادى الآخرة سنة
ثلاث عشرة من مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم فكانت خلافته سنتين
وثلاثة أشهر وعشر ليال وكان أبو معشر يقول سنتين وأربعة أشهر إلا
أربع ليال وتوفي رحمه الله وهو بن ثلاث وستين سنة مجمع على
ذلك في الروايات كلها استوفى سن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان أبو بكر ولد بعد الفيل بثلاث سنين
قال أخبرنا يحيى بن عباد قال أخبرنا شعبة قال أخبرني أبو
إسحاق عن عامر بن سعد عن جرير أنه سمع معاوية يقول توفي أبو بكر
وهو بن ثلاث وستين سنة
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا شريك عن أبي إسحاق
قال مات أبو بكر وهو بن ثلاث وستين سنة
قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس عن سليمان بن بلال
عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال استكمل أبو بكر في خلافته
سن رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوفي وهو بن ثلاث وستين سنة
قال أخبرنا علي بن عبد الله بن جعفر قال أخبرنا سفيان بن عيينة
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وسهيل بن بيضاء
202

قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن شعبة عن سعد بن إبراهيم أن أبا
بكر أوصى أن تغسله امرأته أسماء قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال حدثنا همام عن قتادة
أن أبا بكر غسلته امرأته أسماء بنت عميس
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن محمد بن شريك عن بن أبي مليكة
أن أبا بكر أوصى أن تغسله امرأته أسماء
أخبرنا عبد الله بن نمير عن سعيد عن قتادة عن الحسن أن أبا بكر
أوصى أن تغسله أسماء
قال أخبرنا وكيع بن الجراح والفضل بن دكين عن سفيان عن إبراهيم
بن مهاجر عن إبراهيم أن أبا بكر غسلته امرأته أسماء
قال أخبرنا عبد الله بن نمير قال أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد
عن سعيد بن أبي بردة عن أبي بكر بن حفص أن أبا بكر أوصى أسماء
بنت عميس أن تغسله إذا مات وعزم عليها لما أفطرت لأنه أقوى لك
فذكرت يمينه من آخر النهار فدعت بماء فشربت وقالت والله لا أتبعه
اليوم حنثا
قال أخبرنا معاذ بن معاذ ومحمد بن عبد الله الأنصاري قالا أخبرنا
أشعث عن عبد الواحد بن صبرة عن القاسم بن محمد أن أبا بكر الصديق
أوصى أن تغسله امرأته أسماء فإن عجزت أعانها ابنها منه محمد
قال محمد بن عمر وهذا وهل وقال محمد بن سعد هذا
خطأ
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا بن جريج عن عطاء قال
أوصى أبو بكر أن تغسله امرأته أسماء بنت عميس فإن لم تستطع استعانت
بعبد الرحمن بن أبي بكر
قال محمد بن عمر وهذا الثبت وكيف يعينها محمد ابنها وإنما
203

ولدته بذي الحليفة في حجة الوداع سنة عشر وكان له يوم توفي أبو بكر
ثلاث سنين أو نحوها
قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا أبو معشر عن هشام بن عروة
عن أبيه عن عائشة أن أبا بكر غسلته أسماء بنت عميس
قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا مالك بن عبد الله بن أبي
بكر أن أسماء بنت عميس امرأة أبي بكر الصديق غسلت أبا بكر حين
توفي ثم خرجت فسألت من حضرها من المهاجرين فقالت إني صائمة
وهذا يوم شديد بالبرد فهل علي غسل قالوا لا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر عن أبي
عبيد حاجب سليمان عن عطاء قال غسلته في غداة باردة فسألت عثمان هل
عليها غسل فقال لا وعمر يسمع ذلك ولا ينكره
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن حنظلة عن القاسم بن محمد قال
كفن أبو بكر في ريطتين ريطة بيضاء وريطة ممصرة وقال الحي
أحوج إلى الكسوة من الميت إنما هو لما يخرج من أنفه وفيه
أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حميد الطويل عن بكر بن عبد
الله المزني أن أبا بكر كفن في ثوبين
قال أخبرنا عبد الله بن نمير عن عبيد الله بن عمر عن عبد الرحمن
بن القاسم عن أبيه قال كفن أبو بكر في ثلاثة أثواب أحدها ثوب ممصر
قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا مالك عن يحيى بن سعيد
قال بلغني أن أبا بكر الصديق قال لعائشة وهو مريض في كم كفن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت في ثلاثة أثواب سحولية
فقال أبو بكر خذوا هذا الثوب لثوب عليه قد أصابه مشق أو زعفران
فاغسلوه ثم كفنوني فيه مع ثوبين آخرين فقالت عائشة وما هذا
قال أبو بكر الحي أحوج إلى الجديد من الميت وإنما هو للمهلة
204

قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا مندل عن ليث عن
عطاء قال كفن أبو بكر في ثوبين غسيلين
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال أخبرنا سفيان عن عبد
الرحمن بن القاسم عن أبيه أن أبا بكر كفن في ثلاثة أثواب
قال أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال أخبرنا شعبة قال
سألت عبد الرحمن بن القاسم عن أبي بكر في كم كفن قال في ثلاثة
أثواب قلت من حدثكم قال سمعته من محمد بن علي
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا زهير عن أبي إسحاق
قال كفن أبو بكر في ثوبين
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا سفيان وشريك عن
عمران بن مسلم عن سويد بن غفلة قال كفن أبو بكر في ثوبين
قال شريك معقدين
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا زهير عن عمران بن مسلم
عن سويد بن غفلة أن أبا بكر كفن في ثوبين من هذه الثياب الموصولة
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال أخبرنا كثير بن زيد
عن المطلب بن عبد الله أن أبا بكر أمرهم أن يرحضوا أخلاقه فيدفنوه
فيها قال ودفن ليلا
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا سيف بن أبي سليمان
قال سمعت القاسم بن محمد قال قال أبو بكر حين حضره الموت
كفنوني في ثوبي هذين اللذين كنت أصلي فيهما واغسلوهما فإنهما للمهلة
والتراب
قال أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي وعفان بن مسلم والحسن بن
موسى الأشيب قالوا أخبرنا شعبة عن محمد بن عبد الرحمن عن عمرة
عن عائشة قالت قال أبو بكر اغسلوا ثوبي هذا وكفنوني فيه فإن الحي
205

أفقر إلى الجديد من الميت
قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال أخبرنا القاسم بن الفضل قال
أخبرنا عبد الرحمن بن القاسم أن أبا بكر الصديق كفن في ثوبين غسيلين
سحوليين من ثياب اليمن وقال أبو بكر الحي أولى بالجديد إنما
الكفن للمهلة
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال أخبرنا سعيد بن أبي
عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب أن أبا بكر كفن في ثوبين أحدهما
غسيل
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا معمر ومحمد عن الزهري
عن عروة عن عائشة قالت أوصى أبو بكر أن يكفن بثوبين عليه كان
يلبسهما قال كفنوني فيهما فإن الحي هو أفقر إلى الجديد من الميت
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بن جريج عن عطاء عن
عبيد بن عمير قال كفن أبو بكر في ثوبين أحدهما غسيل
قال أخبرنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي قال أخبرنا
خالد بن إلياس عن الصالح بن أبي حسان أن علي بن الحسين سأل سعيد بن
المسيب أين صلي على أبي بكر فقال بين القبر والمنبر قال من
صلى عليه قال عمر قال كم كبر عليه قال أربعا
قال أخبرنا شبابة بن سوار الفزاري قال أخبرنا عبد الأعلى بن
أبي المساور عن حماد عن إبراهيم قال صلى عمرو على أبي بكر فكبر
عليه أربعا
قال أخبرنا وكيع عن كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن
حنطب أن أبا بكر وعمر صلي عليهما في المسجد تجاه المنبر
قال أخبرنا وكيع بن الجراح و عبد الله بن نمير عن هشام بن عروة
عن أبيه قال وكيع أو غيره شك هشام وقال بن نمير عن أبيه ولم يشك
206

أن أبا بكر صلي عليه في المسجد
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا خالد بن إلياس عن صالح
بن يزيد مولى الأسود قال كنت عند سعيد بن المسيب فمر عليه علي
بن حسين فقال أين صلي على أبي بكر فقال بين القبر والمنبر
قال حدثنا الفضل بن دكين قال أخبرنا خالد بن إلياس عن أبي
عبيدة بن محمد بن عمار عن أبيه أن عمر كبر على أبي بكر أربعا
قال أخبرنا سعيد بن منصور قال أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن
هشام بن عروة عن أبيه أن أبا بكر صلي عليه في المسجد
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا حفص بن غياث عن بن
جريج عن محمد بن فلان بن سعد أن عمر حين صلى على أبي بكر في المسجد
رجع
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا معمر عن الزهري قال
وحدثنا كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قالا الذي صلى
على أبي بكر عمر بن الخطاب وصلى صهيب على عمر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن نافع عن أبيه
قال صلى عمر على أبي بكر
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن هشام بن عروة عن أبيه أو غيره
شك هشام أن أبا بكر دفن ليلا
قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال أخبرنا همام عن هشام
بن عروة قال حدثني أبي أن عائشة حدثت قالت توفي أبو بكر
ليلا فدفناه قبل أن نصبح
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن موسى بن علي عن أبيه عن عقبة
بن عامر قال سئل أن يقبر الميت ليلا فقال قد قبر أبو بكر بالليل
قال أخبرنا أبو معاوية الضرير قال أخبرنا بن جريج عن إسماعيل
207

بن محمد بن سعد عن بن السباق أن عمر دفن أبا بكر ليلا ثم دخل
المسجد فأوتر بثلاث
قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا عبد الله بن المؤمل عن بن
أبي مليكة أن أبا بكر دفن ليلا
قال أخبرنا محمد بن مصعب القرقساني عن الأوزاعي عن يحيى
بن سعيد أن أبا بكر دفن ليلا
قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم قال أخبرنا الوليد بن أبي هشام
عن القاسم بن محمد قال دفن أبو بكر ليلا
قال أخبرنا محمد بن ربيعة الكلابي عن كثير بن زيد عن المطلب
بن عبد الله بن حنطب أن أبا بكر الصديق
دفن ليلا
قال أخبرنا مطرف بن عبد الله اليساري قال أخبرنا عبد العزيز
بن أبي حازم عن محمد بن عبد الله عن بن شهاب بلغه أن أبا بكر دفن
ليلا دفنه عمر بن الخطاب
قال أخبرنا أنس بن عياض عن يونس بن يزيد الأيلي عن بن شهاب
أن عمر دفن أبا بكر ليلا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن خالد بن رباح عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن بن عمر
قال حضرت دفن أبي بكر فنزل في حفرته عمر بن الخطاب وعثمان بن
عفان وطلحة بن عبد الله و عبد الرحمن بن أبي بكر قال بن عمر فأردت
أن أنزل فقال عمر كفيت
قال أخبرنا عثمان بن عمر قال أخبرنا يونس بن يزيد عن الزهري
عن سعيد بن المسيب قال لما توفي أبو بكر أقامت عليه عائشة النوح فبلغ
عمر فجاء فنهاهن عن النوح على أبي بكر فأبين أن ينتهين فقال
لهشام بن الوليد أخرج إلى ابنة أبي قحافة فعلاها بالدرة ضربات
208

فتفرق النوائح حين سمعن ذلك وقال تردن أن يعذب أبو بكر
ببكائكن إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الميت يعذب
ببكاء أهله عليه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا مالك بن أبي الرجال عن
أبيه عن عائشة قالت توفي أبو بكر بين المغرب والعشاء فأصبحنا فاجتمع
نساء المهاجرين والأنصار وأقاموا النوح وأبو بكر يغسل ويكفن فأمر
عمر بن الخطاب بالنوح ففرقن فوالله على ذلك إن كن ليفرقن
ويجتمعن
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سيرة عن عمر بن عبد الله بن عروة أنه سمع عروة والقاسم بن محمد يقولان
أوصى أبو بكر عائشة أن يدفن إلى جانب رسول الله صلى الله عليه
وسلم فلما توفي حفر له وجعل رأسه عند كتفي رسول الله صلى
الله عليه وسلم وألصق اللحد بقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقبر هناك
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني ربيعة بن عثمان عن عامر
بن عبد الله بن الزبير قال رأس أبي بكر عند كتفي رسول الله صلى
الله عليه وسلم ورأس عمر عند حقوي أبي بكر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن عمرو بن أبي عمر عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال
جعل قبر أبي بكر مثل قبر النبي صلى الله عليه وسلم مسطحا ورش
عليه الماء
قال أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن عمرو بن عثمان
بن هانئ عن القاسم بن محمد قال دخلت على عائشة فقلت يا أمة اكشفي
لي عن قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه فكشفت لي عن ثلاثة
209

قبور لا مشرفة ولا لاطئة مبطوحة ببطحاء العرصة الحمراء قال
فرأيت قبر النبي صلى الله عليه وسلم مقدما وقبر أبي بكر عند رأسه
ورأس عمر عند رجل النبي صلى الله عليه وسلم قال عمرو بن عثمان
فوصف القاسم قبورهم
قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا مالك بن أنس عن عبد الله بن دينار أنه قال رأيت عبد الله بن عمر يقف على قبر النبي صلى الله
عليه وسلم فيصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو لأبي بكر
وعمر
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا أبو عقيل عن رجل
قال سئل علي عن أبي بكر وعمر فقال كانا إمامي هدى راشدين
مرشدين مصلحين منجحين خرجا من الدنيا خميصين
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا الضحاك بن عثمان عن عمارة
بن عبد الله بن صياد عن بن المسيب قال سمع أبو قحافة الهائعة بمكة
فقال ما هذا قال توفي ابنك قال رزء جليل من قام بالامر
بعده قالوا عمر قال صاحبه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا شعيب بن طلحة بن
عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر عن أبيه قال ورث أبا بكر الصديق
أبوه أبو قحافة السدس وورثه معه ولده عبد الرحمن ومحمد وعائشة
وأسماء وأم كلثوم بنو أبي بكر وامرأتاه أسماء بنت عميس وحبيبة ابنة
خارجة بن زيد بن أبي زهير من بلحارث بن الخزرج وهي أم أم كلثوم
وكانت بها نسأ حين توفي أبو بكر رحمه الله
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا إسحاق بن يحيى بن طلحة
قال سمعت مجاهدا يقول كلم أبو قحافة في ميراثه من أبي بكر الصديق
رحمه الله فقال قد رددت ذلك على ولد أبي بكر
210

قالوا ثم لم يعش أبو قحافة بعد أبي بكر إلا ستة أشهر وأياما
وتوفي في المحر سنة أربع عشرة بمكة وهو بن سبع وتسعين سنة
قال أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قطن قال أخبرنا الربيع عن حبان
الصائغ قال كان نقش خاتم أبي بكر نعم القادر الله
قال أخبرنا معن بن عيسى وأبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس قالا
أخبرنا سليمان بن بلال عن جعفر بن محمد عن أبيه أن أبا بكر الصديق تختم
في اليسار
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب
وهشام عن محمد بن سيرين قال مات أبو بكر ولم يجمع القرآن
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال أخبرنا أبو معاوية
عن السري بن يحيى عن بسطام بن مسلم قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لأبي بكر وعمر لا يتأمر عليكما أحد بعدي
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال أخبرنا بن عون عن
محمد أن أبا بكر قال لعمر ابسط يدك نبايع لك فقال له عمر أنت
أفضل مني فقال له أبو بكر أنت أقوى مني فقال له عمر فإن قوتي
لك مع فضلك قال فبايعه
قال أخبرنا الحسن بن موسى الأشيب قال أخبرنا زهير قال
أخبرنا عروة بن عبد الله بن قشير قال لقيت أبا جعفر وقد قصعت لحيتي
فقال ما لك عن الخضاب قال قلت أكره في هذا البلد قال
فاصبغ بالوسمة فإني كنت أخضب بها حتى تحرك فمي ثم قال
إن أناسا من حمقى قرائكم يزعمون أن خضاب اللحى حرام وأنهم
سألوا محمد بن أبي بكر أو القاسم بن محمد قال زهير الشك من غيري
عن خضاب أبي بكر فقال كان يخضب بالحناء والكتم فهذا الصديق قد
خضب قال قلت الصديق قال نعم ورب هذه القبلة أو الكعبة
211

إنه الصديق
قال أخبرنا وهب بن جرير قال أخبرنا أبي سمعت الحسن قال
لما بويع أبو بكر قام خطيبا فلا والله ما خطب خطبته أحد بعد فحمد
الله وأثنى عليه ثقال أما بعد فإني وليت هذا الامر وأنا له كاره ووالله
لوددت أن بعضكم كفانيه ألا وإنكم إن كلفتموني أن أعمل فيكم
بمثل عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أقم به كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم عبدا أكرمه الله بالوحي وعصمه به ألا
وإنما أنا بشر ولست بخير من أحد منكم فراعوني فإذا رأيتموني استقمت
فاتبعوني وإن رأيتموني زغت فقوموني واعلموا أن لي شيطانا يعتريني
فإذا رأيتموني غضبت فاجتنبوني لا أؤثر في أشعاركم وأبشاركم
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا وهيب بن خالد قال
أخبرنا داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال لما
توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قامت خطباء الأنصار فجعل الرجل
منهم يقول يا معشر المهاجرين إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
إذا استعمل رجلا منكم قرن معه رجلا منا فنرى أن يلي هذا الامر رجلان
أحدهما منكم والآخر منا قال فتتابعت خطباء الأنصار على ذلك فقام زيد
بن ثابت فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين
وإن الامام إنما يكون من المهاجرين ونحن أنصاره كما كنا أنصار رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقام أبو بكر فقال جزاكم الله من حي خيرا
يا معشر الأنصار وثبت قائلكم ثم قال أما والله لو فعلتم غير ذلك لما
صالحناكم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن يحيى بن سهل بن
أبي حثمة عن أبيه عن جده قال أخبرنا عبد الملك بن وهب عن بن صبيحة
التيمي عن آبائه عن جده صبيحة قال وأخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن
212

أبي بكر عن أبيه عن حنظلة بن قيس الزرقي عن جبير بن الحويرث قال
وأخبرنا محمد بن هلال عن أبيه دخل حديث بعضهم في حديث بعض أن
أبا بكر الصديق كان له بيت مال بالسنح معروف ليس بحرسه أحد
فقيل له يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تجعل على بيت
المال من يحرسه فقال لا يخاف عليه قلت لم قال عليه
قفل قال وكان يعطي ما فيه حتى لا يبقى فيه شئ فلما تحول
أبو بكر إلى المدينة حوله فجعل بيت ماله في الدار التي كان فيها وكان
قدم عليه مال من معدن القبلية ومن معادن جهينة كثير وانفتح معدن
بني سليم في خلافة أبي بكر فقدم عليه منه بصدقته فكان يوضع ذلك
في بيت المال فكان أبو بكر يقسمه على الناس نقرا نقرا فيصيب كل
مائة إنسان كذا وكذا وكان يسوي بين الناس في القسم الحر والعبد والذكر
والأنثى والصغير والكبير فيه سواء وكان يشتري الإبل والخيل والسلاح
فيحمل في سبيل الله واشترى عاما قطائف أتى بها من البادية ففرقها
في أرامل أهل المدينة في الشتاء فلما توفي أبو بكر ودفن دعا عمر بن الخطاب
الامناء ودخل بهم بيت مال أبي بكر ومعه عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن
عفان وغيرهما ففتحوا بيت المال فلم يجدوا فيه دينارا ولا درهما ووجدوا
خيشة للمال فنقضت فوجدوا فيها درهما فرحموا على أبي بكر وكان
بالمدينة وزان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يزن ما
كان عند أبي بكر من مال فسئل الوزان كم بلغ ذلك المال الذي ورد
على أبي بكر قال مائتي ألف
213

طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة ويكنى أبا
محمد وأمه الصعبة بنت عبد الله بن عماد الحضرمي وأمها عاتكة بنت
وهب بن عبد بن قصي بن كلاب وكان وهب بن عبد صاحب الرفادة
دون قريش كلها
وكان لطلحة من الولد محمد وهو السجاد وبه كان يكنى قتل يوم
الجمل مع أبيه وعمران بن طلحة وأمهما حمنة بنت جحش بن رئاب
بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة
وأمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وموسى
بن طلحة وأمه خولة بنت القعقاع بن معبد بن زرارة بن عدس بن
زيد من بني تميم وكان يقال للقعقاع تيار الفرات من سخائه ويعقوب
بن طلحة وكان جوادا قتل يوم الحرة وإسماعيل وإسحاق وأمهم أم
أبان بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس وزكرياء ويوسف وعائشة وأمهم
أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق وعيسى ويحيى وأمهما سعدى بنت
عوف بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة المري وأم إسحاق بنت طلحة
تزوجها الحسن بن علي بن أبي طالب فولدت له طلحة ثم توفي عنها فخلف
عليها الحسين بن علي فولدت له فاطمة وأمها الجرباء وهي أم الحارث
بنت قسامة بن حنظلة بن وهب بن قيس بن عبيد بن طريف بن مالك
بن جدعاء من طئ والصعبة بنت طلحة وأمها أم ولد ومريم ابنة
طلحة وأمها أم ولد وصالح بن طلحة درج وأمه الفرعة بنت علي
سبية من بني تغلب
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني الضحاك بن عثمان عن مخرمة
بن سليمان الوالبي عن إبراهيم بن محمد بن طلحة قال قال طلحة بن عبيد
214

الله حضرت سوق بصرى فإذا راهب في صومعته يقول سلوا أهل هذا
الموسم أفيهم أحد من أهل الحرم قال طلحة فقلت نعم أنا فقال
هل ظهر أحمد بعد قال قلت ومن أحمد قال بن عبد الله بن
عبد المطلب هذا شهره الذي يخرج فيه وهو آخر الأنبياء ومخرجه من الحرم
ومهاجره إلى نخل وحرة وسباخ فإياك أن تسبق إليه قال طلحة
فوقع في قلبي ما قال فخرجت سريعا حتى قدمت مكة فقلت هل كان
من حدث قالوا نعم محمد بن عبد الله الأمين تنبأ وقد تبعه بن أبي
قحافة قال فخرجت حتى دخلت على أبي بكر فقلت أتبعت هذا الرجل
قال نعم فانطلق إليه فادخل عليه فاتبعه فإنه يدعو إلى الحق فأخبره
طلحة بما قال الراهب فخرج أبو بكر بطلحة فدخل به على رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأسلم طلحة وأخبر رسول الله بما قال الراهب فسر
رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فلما أسلم أبو بكر وطلحة بن
عبيد الله أخذهما نوفل بن خويلد بن العدوية فشدهما في حبل واحد
ولم يمنعهما بنو تيم وكان نوفل بن خويلد يدعى أسد قريش فلذلك سمي
أبو بكر وطلحة القرينين
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا فائد مولى عبيد الله بن علي
بن أبي رافع عن عبد الله بن سعد عن أبيه قال لما ارتحل رسول الله صلى
الله عليه وسلم من الخرار في هجرته إلى المدينة فكان الغد لقيه طلحة بن
عبيد الله جائيا من الشام في عير فكسا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأبا بكر من ثياب الشام وخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من
بالمدينة من المسلمين قد استبطؤوا رسول الله فعجل رسول الله صلى
الله عليه وسلم السير ومضى طلحة إلى مكة حتى فرغ من حاجته ثم
خرج بعد ذلك مع آل أبي بكر فهو الذي قدم بهم المدينة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الجبار بن عمارة
215

قال سمعت عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال لما هاجر
طلحة بن عبيد الله إلى المدينة نزل على أسعد بن زرارة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم
بن الحارث التيمي عن أبيه قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بين طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا إسحاق بن يحيى بن طلحة
عن عمه عيسى بن طلحة قال وأخبرنا مخرمة بن بكير عن أبيه عن بسر
بن سعيد قالا آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين طلحة بن عبيد
الله وأبي بن كعب
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال جعل رسول الله صلى الله عليه
وسلم لطلحة موضع داره
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن المسور بن رفاعة عن عبد الله بن مكنف عن حارثة الأنصار
قال محمد بن عمر وسمعت بعض هذا الحديث من غير بن أبي سبرة قالوا
لما تحين رسول الله صلى الله عليه وسلم فصول عير قريش من الشام
بعث طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قبل خروجه من
المدينة بعشر ليال يتحسبان خبر العير فخرجا حتى بلغا الحوراء فلم يزالا
مقيمين هناك حتى مرت بهما العير وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم
الخبر قبل رجوع طلحة وسعيد إليه فندب أصحابه وخرج يريد العير
فساحلت العير وأسرعت وساروا الليل والنهار فرقا من الطلب وخرج
طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد يريدان المدينة ليخبرا رسول الله صلى
الله عليه وسلم خبر العير ولم يعلما بخروجه فقدما المدينة في اليوم الذي
لاقى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم النفير من قريش ببدر فخرجا
216

من المدينة يعترضان رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقياه بتربان فيما
بين ملل والسيالة على المحجة منصرفا من بدر فلم يشهد طلحة وسعيد
الوقعة فضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهامهما وأجورهما
في بدر فكانا كمن شهدها وشهد طلحة أحدا مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم وكان فيمن ثبت معه يومئذ حين ولى الناس وبايعه
على الموت ورمى مالك بن زهير يوم أحد رسول الله صلى الله عليه
وسلم فاتقى طلحة بيده عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصاب
خنصره فشلت فقال حين أصابته الرمية حس فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لو قال بسم الله لدخل الجنة والناس ينظرون
وكان طلحة قد أصابته يومئذ في رأسه المصلبة ضربه رجل من المشركين
ضربتين ضربة وهو مقبل وضربة وهو معرض عنه فكان قد نزف
منها الدم وكان ضرار بن الخطاب الفهري يقول أنا ولله ضربته
يومئذ وشهد طلحة الخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم
قال أخبرنا عبد الله بن نمير ويعلى ومحمد ابنا عبيد والفضل بن
دكين عن زكريا بن أبي زائدة عن عامر الشعبي قال أصيب أنف النبي
صلى الله عليه وسلم ورباعيته يوم أحد وإن طلحة بن عبيد الله وقى رسول
الله صلى الله عليه وسلم بيده فضربت فشلت إصبعه
قال أخبرنا أبو أسامة عن إسماعيل بن أبي خالد قال أخبرنا قيس
قال رأيت إصبعي طلحة قد شلتا اللتين وقى بهما النبي صلى الله عليه
وسلم يوم أحد
قال أخبرنا سعيد بمنصور قال أخبرنا صالح بن موسى عن معاوية
بن إسحاق عن عائشة وأم إسحاق ابنتي طلحة قالتا جرح أبونا يوم أحد
أربعا وعشرين جراحة وقع منها في رأسه شجة مربعة وقطع نساه
217

يعني عرق النساء وشلت إصبعه وسائر الجراح في سائر جسده وقد
غلبه الغشي ورسول الله صلى الله عليه وسلم مكسورة رباعيتاه مشجوج
في وجه قد علاه الغشي وطلحة محتمله يرجع به القهقري كلما
أدركه أحد من المشركين قاتل دونه حتى أسنده إلى الشعب
قال أخبرنا موسى بن إسماعيل قال أخبرنا عبد الله بن المبارك
قال أخبرنا إسحاق بن يحيى بن طلحة قال أخبرني عيسى بن طلحة عن
عائشة أم المؤمنين قالت حدثني أبو بكر قال كنت في أول من فاء
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فقال لنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم عليكم صاحبكم يريد طلحة وقد نزف فلم ينظر إليه
وأقبلنا على النبي صلى الله عليه وسلم
قال إسحاق بن يحيى وأخبرني موسى بن طلحة قال رجع طلحة
يومئذ بخمس وسبعين أو سبع وثلاثين ضربة ربع فيها جبينه وقطع نساه
وشلت إصبعه التي تلي الابهام
قال عبد الله بن المبارك وأخبرني محمد بن إسحاق عن يحيى بن
عباد عن أبيه عن جده عن الزبير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول أوجب طلحة
قال وأخبرنا سعيد بن منصور قال أخبرنا صالح بن موسى عن معاوية
بن إسحاق عن عائشة بنت طلحة عن عائشة قالت إني لفي بيتي ورسول
الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالفناء وبيني وبينهم الستر إذ أقبل
طلحة بن عبيد الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره أن
ينظر إلى رجل يمشي على الأرض وقد قضى نحبه فلينظر إلى طلحة
قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال أخبرنا إسحاق بن يحيى
بن طلحة قال حدثني موسى بن طلحة قال دخلت على معاوية فقال
ألا أبشرك قال قلت بلى قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
218

وسلم يقول طلحة ممن قضى نحب
قال أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال أخبرنا أبو عوانة عن
حصين عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم من أراد أن ينظر إلى رجل قد قضى نحبه فلينظر إلى طلحة
بن عبيد الله
قال حصين قاتل طلحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى جرح يومئذ
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن شريك عن أبي إسحاق أن النبي
صلى الله عليه وسلم بعث طلحة سرية في عشرة وقال شعاركم يا عشر
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا شريك عن أبي إسحاق
قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية تسعة وأتمهم عشرة
بطلحة بن عبيد الله وقال شعاركم عشرة
قال أخبرنا محمد قال سمعت من يصف طلحة قال كان رجلا
آدم كثير الشعر ليس بالجعد القطط ولا بالسبط حسن الوجه دقيق
العرنين إذا مشى أسرع وكان لا يغير شعره وقد روى عن أبي
بكر وعمر
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا عمرو بن عثمان مولى
آل طلحة عن أبي جعفر قال كان طلحة بن عبيد الله يلبس المعصفرات
قال أخبرنا يحيى بن عباد قال أخبرنا فليح بن سليمان عن نافع
عن أسلم مولى عمر أن عمر رأى على طلحة بن عبيد الله ثوبين مصبوغين
بمشق وهو محرم فقال ما بال هذين الثوبين يا طلح فقال يا أمير
المؤمنين إنما صبغناه بمدر فقال عمر إنكم أيها الرهط أيمة يقتدي
بكم الناس ولو أن جاهلا رأى عليك ثوبيك هذين لقال قد كان طلحة
يلبس الثياب المصبغة وهو محرم
219

قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن إسحاق عن نافع
عن صفية بنت أبي عبيد أو أسلم أن عمر أبصر طلحة بن عبيد الله وعليه
ثوبان ممشقان فقال ما هذا يا طلحة فقال يا أمير المؤمنين إنما هو
مدر فقال إنكم أيها الرهط أيمة يقتدى بكم ولو رآك أحد
جاهل قال طلحة يلبس الثياب المصبغة وهو محرم وإن أحسن ما يلبس
المحرم البياض فلا تلبسوا على الناس
قال أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عمر قالا أخبرنا إسرائيل
قال سمعت عمران بن موسى بن طلحة يذكر عن أبيه أن طلحة بن عبيد
الله قتل يوم الجمل وعليه خاتم من ذهب
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا قيس بن الربيع عن عمران
بن موسى بن طلحة عن أبيه قال كان في يد طلحة خاتم من ذهب فيه
ياقوتة حمراء فنزعها وجعل مكانها جزعة فأصيب رحمه الله يوم الجمل
وهي عليه
قال أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي قال أخبرنا سفيان
بن عيينة قال كانت غلة طلحة بن عبيد الله ألفا وافيا
قال أخبرنا الفضل بن دكين عن سفيان بن عيينة عن طلحة بن يحيى
قال حدثتني جدتي سعدى بنت عوف المرية قالت دخلت على طلحة
ذات يوم فقلت ما لي أراك أرابك شئ من أهلك فنعتب قال نعم
حليلة المرء أنت ولكن عندي مال قد أهمني أو غمني قالت اقسمه
فدعا جاريته فقال ادخلي على قومي فأخذ يقسمه فسألتها كم كان
المال فقالت أربعمائة ألف
قال أخبرنا روح بن عبادة قال أخبرنا هشام عن الحسن أن طلحة
بن عبيد الله باع أرضا له من عثمان بن عفان بسبعمائة ألف فحملها إليه فلما
جاء بها قال إن رجلا تبيت هذه عنده في بيته لا يدري ما يطرقه من أمر
220

الله العزيز بالله فبات ورسله مختلف بها في سكك المدينة حتى أسحر
وما عنده منها درهم
قال أخبرنا الفضل بن دكين عن سفيان بن عيينة عن مجالد عن عامر
عن قبيصة بن جابر قال ما رأيت أحدا أعطى لجزيل مال من غير مسألة
من طلحة بن عبيد الله
قال أخبرنا الفضل بن دكين عن سفيان بن عيينة عن بن أبي خالد
عن بن أبي حازم قال سمعت طلحة بن عبيد الله يقول وكان يعد
من حلماء قريش إن أقل العيب على الرجل جلوسه في داره
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا إسماعيل عن قيس قال
قال طلحة بن عبيد الله إن أقل العيب على المرء أن يجلس في داره
قال حدثنا محمد بن عمر قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن مخرمة بن سليمان الوالبي عن عيسى بن طلحة قال كان أبو
محمد طلحة يغل كل يوم من العراق ألف واف درهم ودانقين
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم
عن أبيه قال كان طلحة بن عبيد الله يغل بالعراق ما بين أربعمائة ألف
إلى خمسمائة ألف ويغل بالسراة عشرة آلاف دينار أو أقل أو أكثر
وبالاعراض له غلات وكان لا يدع أحدا من بني تيم عائلا إلا كفاه
مؤونته ومؤونة عياله وزوج أياماهم وأخدم عائلهم وقضى دين غارمهم
ولقد كان يرسل إلى عائشة إذا جاءت غلته كل سنة بعشرة آلاف ولقد
قضى عن صبيحة التيمي ثلاثين ألف درهم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إسحاق بن يحيى عن موسى
بن طلحة أن معاوية سأله كم ترك أبو محمد يرحمه الله من العين قال
ترك ألفي ألف درهم ومائتي ألف درهم ومائتي ألف دينار وكان ماله
قد اغتيل كان يغل كل سنة من العراق مائة ألف سوى غلاته من السراة
221

وغيرها ولقد كان يدخل قوت أهله بالمدينة سنتهم من مزرعة بقناة
كان يزرع على عشرين ناضحا وأول من زرع القمح بقناة هو فقال
معاوية عاش حميدا سخيا شريفا وقتل فقيرا رحمه الله
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن محمد بن زيد بن المهاجر عن إبراهيم بن محمد بن طلحة قال
كانت قيمة ما ترك طلحة بن عبيد الله من العقار والأموال وما ترك من الناض
ثلاثين ألف ألف درهم ترك من العين ألفي ألف ومائتي ألف درهم ومائتي
ألف دينار والباقي عروض
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إسحاق بن يحيى عن جدته
سعدى بنت عوف المرية أم يحيى بن طلحة قالت قتل طلحة بن عبيد
الله يرحمه الله وفي يد خازنه ألفا ألف درهم ومائتا ألف درهم وقومت
أصوله وعقاره ثلاثين ألف ألف درهم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو رجاء الأيلي عن يزيد
بن أبي حبيب عن علي بن رباح قال قال عمرو بن العاص حدثت أن
طلحة بن عبيد الله ترك مائة بهار في كبهار ثلاث قناطر ذهب وسمعت
أن البهار جلد ثور
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن مخرمة بن سليمان الوالبي عن السائب بن يزيد قال صحبت
طلحة بن عبيد الله في السفر والحضر فلم أخبر أحدا أعم سخاء على الدرهم
والثوب والطعام من طلحة
قال محمد بن سعد وأخبرني من سمع إسماعيل بن أبي خالد يخبر
عن حكيم بن جابر الأحمسي قال قال طلحة بن عبيد الله يوم الجمل
إنا داهنا في أمر عثمان فلا نجد اليوم شيئا أمثل من أن نبذل دماءنا
فيه اللهم خذ لعثمان مني اليوم حتى ترضى
222

قال أخبرنا روح بن عبادة قال أخبرنا عوف قال بلغني أن
مروان بن الحكم رمى طلحة يوم الجمل وهو واقف إلى جنب عائشة بسهم
فأصاب ساقه ثم قال والله لا أطلب قاتل عثمان بعدك أبدا فقال طلحة
لمولى له ابغني مكانا قال لا أقدر عليه قال هذا والله سهم أرسله
الله اللهم خذ لعثمان مني حتى ترضى ثم وسد حجرا فمات
قال أخبرنا روح بن عبادة قال أخبرنا بن عون عن نافع قال
كان مروان مع طلحة في الخيل فرأى فرجة في درع طلحة فرماه بسهم
فقتله
قال أخبر نروح بن عبادة قال أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن
قتادة قال رمي طلحة فأعنق فرسه فركض فمات في بني تميم فقال
بالله مصرع شيخ أضيع
قال أخبرنا سليمان بن حرب قال أخبرنا حماد بن زيد عن قرة
بن خالد عن محمد بن سيرين أن مروان اعترض طلحة لما جال الناس بسهم
فأصابه فقتله
قال محمد بن سعد أخبرني من سمع أبا حباب الكلبي يقول حدثني
شيخ من كلب قال سمعت عبد الملك بن مروان يقول لولا أن أمير المؤمنين
مروان أخبرني أنه هو الذي قتل طلحة ما تركت من ولد طلحة أحدا إلا
قتلته بعثمان بن عفان
قال أخبرنا أبو أسامة عن إسماعيل بن أبي خالد قال أخبرني
قيس بن أبي حازم قال رمى مروان بن الحكم طلحة يوم الجمل في ركبته
فجعل الدم يغذو يسيل فإذا أمسكوه استمسك وإذا تركوه سأل قال
والله ما بلغت إلينا سهامهم بعد ثم قال دعوه فإنما هو سهم
أرسله الله فمات فدفنوه على شط الكلاء فرأى بعض أهله أنه قال
ألا تريحونني من هذا الماء فإني قد غرقت ثلاث مرات يقولها فنبشوه
223

من قبره أخضر كأنه السلق فنزفوا عنه الماء ثم استخرجوه فإذا ما يلي
الأرض من لحيته ووجهه قد أكلته الأرض فاشتروا دارا من دور أبي بكرة
فدفنوه فيها
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم
بن محمد بن طلحة عن محمد بن زيد بن المهاجر قال قتل طلحة بن عبيد
الله يرحمه الله يوم الجمل وكان يوم الخميس لعشر خلون من جمادى
الآخرة سنة ست وثلاثين وكان يوم قتل بن أربع وستين سنة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال قال لي إسحاق بن يحيى عن عيسى
بن طلحة قال قتل وهو بن اثنتين وستين سنة
قال أخبرنا أبو معاوية الضرير قال أخبرنا أبو مالك الأشجعي عن
أبي حبيبة مولى لطلحة قال دخل عمران بن طلحة على علي بعدما
فرغ من أصحاب الجمل فرحب به وقال إني لأرجو أي يجعلني الله وإياك
من الذين قال الله إخوانا على سرر متقابلين قال ورجلان جالسان على
ناحية البساط فقالا الله أعدل من ذلك تقتلهم بالأمس وتكونون
إخوانا على سرر متقابلين في الجنة فقال علي قوما أبعد أرض
وأسحقها فمن هو إذا إن لم أكن أنا وطلحة قال ثم قال لعمران
كيف أهلك من بقي من أمهات أولاد أبيك أما إنا لم نقبض أرضكم
هذه السنين ونحن نريد أن نأخذها إنما أخذناها مخافة أن ينتهبها
الناس يا فلان اذهب معه إلى بن قرظة فمره فليدفع إليه أرضه وغلة هذه
السنين يا بن أخي وأتنا في الحاجة إذا كانت لك
قال أخبرنا عبد الله بن نمير عن طلحة بن يحيى قال أخبرني أبو
حبيبة قال جاء عمران بن طلحة إلى علي فقال تعال هاهنا يا بن أخي
فأجلسه على طنفسته فقال والله إني لأرجو ا أن أكون أنا وأبو هذا ممن
قال الله ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين
224

فقال له بن الكواء الله أعدل من ذلك فقام إليه بدرته فضربه وقال
أنت لا أم لك وأصحابك تنكرون هذا
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا أبان بن عبد الله البجلي
قال حدثني نعيم بن أبي هند قال حدثني ربعي بن حراش قال إني
لعند علي جالس إذ جاء بن طلحة فسلم على علي فرحب به علي فقال
ترحب بي يا أمير المؤمنين وقد قتلت والدي وأخذت مالي قال أما
مالك فهو معزول في بيت المال فاغد إلى مالك فخذه وأما قولك قتلت
أبي فإني أرجو أن أكون أنا وأبوك من الذين قال الله ونزعنا ما في صدورهم
من غل إخوانا على سرر متقابلين فقال رجل من همدان أعور
الله أعدل من ذلك فصاح علي صيحة تداعى لها القصر قال فمن
ذاك إذا لم نكن نحن أولئك
قال أخبرنا حفص بن عمر الحوضي قال أخبرنا عبيدة بن أبي
ريطة قال أخبرني أبو حميدة علي بن عبد الله الظاعني قال لما قدم علي
الكوفة أرسل إلى ابني طلحة بن عبيد الله فقال لهما يا ابني أخي انطلقا
إلى أرضكما فاقبضاها فإني إنما قبضتها لئلا يتخطفها الناس إني لأرجو
أن أكون أنا وأبوكما ممن ذكر الله في كتابه ونزعنا ما في صدورهم
من غل إخوانا على سرر متقابلين قال الحارث الأعور الهمداني
الله أعدل من ذلك فأخذ علي بمجامع ثيابه وقال فمن لا أم لك
مرتين
قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال أخبرنا عبيد الله بن عمرو
عن زيدا بن أبي أنيسة عن محمد الأنصاري عن أبيه قال جاء رجل يوم
الجمل فقال إئذنوا لقاتل طلحة قال فسمعت عليا يقول بشره
بالنار
225

صهيب بن سنان
بن مالك بن عبد عمرو بن عقيل بن عامر بن جندلة بن خزيمة بن
كعب بن سعد بن أسلم بن أوس مناة بن النمر بن قاسط بن هنب
بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار وأمه سلمى بنت
قعيد بن مهيض بن خزاعي بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم وكان
أبوه سنان بن مالك أو عمه عاملا لكسرى على الأبلة وكانت منازلهم
بأرض الموصل ويقال كانوا في قرية على شط الفرات مما يلي الجزيرة
والموصل فأغارت الروم على تلك الناحية فسبت صهيبا وهو غلام صغير
فقال عمه أنشد الله الغلام النمري دج وأهلي بالثني قال والثني
اسم القرية التي كان أهله بها فنشأ صهيب بالروم فصار ألكن فابتاعته
كلب منهم ثم قدمت به مكة فاشتراه عبد الله بن جدعان التيمي منهم فأعتقه
فأقام معه بمكة إلى أن هلك عبد الله بن جدعان وبعث النبي صلى الله
عليه وسلم لما أراد الله به من الكرامة ومن به عليه من الاسلام وأما
أهل صهيب وولده فيقولون بل هرب من الروم حين بلغ وعقل فقدم
مكة فحالف عبد الله بن جدعان وأقام معه إلى أن هلك وكان صهيب
رجلا أحمر شديد الحمرة ليس بالطويل ولا بالقصير وهو إلى القصر
أقرب وكان كثير شعر الرأس وكان يخضب بالحناء
قال أخبرنا سليمان بن حرب وعارم بن الفضل قالا أخبرنا حماد
بن زيد عن معروف بن أبي معروف الجزري قال سمعت محمد بن سيرين
يقول صهيب من العرب من النمر بن قاسط قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن يونس عن الحسن قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم صهيب سابق الروم
قال أخبرنا عبد الملك أبو عامر العقدي وأبو حذيفة موسى بن مسعود
226

قالا أخبرنا زهير بن محمد قال وأخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال
أخبرنا عبيد الله بن عمرو جميعا عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن حمزة
بن صهيب عن أبيه أنه كان يكنى أبا يحيى ويقول إنه من العرب ويطعم
الطعام الكثير فقال له عمر بن الخطاب يا صهيب ما لك تكنى أبا يحيى
وليس لك ولد وتقول إنك من العرب وأنت رجل من الروم وتطعم
الطعام الكثير وذلك سرف في المال فقال صهيب إن رسول الله صلى
الله عليه وسلم كناني أبا يحيى وأما قولك في النسب وادعائي إلى العرب
فإني رجل من النمر بن قاسط من أهل الموصل ولكن سبيت سبتني
الروم غلاما صغيرا بعد أن عقلت أهلي وقومي وعرفت نسبي وأما
قولك في الطعام وإسرافي فيه فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
يقول إن خياركم من أطعم الطعام ورد السلام فذلك الذي يحملني
على أن أطعم الطعام
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن أبي عبيدة عن
أبيه قال عمار بياسر لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم ورسول
الله صلى الله عليه وسلم فيها فقلت ما تريد فقال لي ما تريد أنت
فقلت أردت أن أدخل على محمد فأسمع كلامه قال وأنا أريد ذلك
قال فدخلنا عليه فعرض علينا الاسلام فأسلمنا ثم مكثنا يومنا على ذلك حتى
أمسينا ثم خرجنا ونحن مستخفون فكان إسلام عمار وصهيب بعد
بضعة وثلاثين رجلا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا معاوية بن عبد الرحمن بن
أبن مزرد عن يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قال كان صهيب بن
سنان من المستضعفين من المؤمنين الذين كانوا يعذبون في الله بمكة
قال أخبرنا هوذة بن خليفة قال أخبرنا عوف عن أبي عثمان
النهدي قال بلغني أن صهيبا حين أراد الهجرة إلى المدينة قال له أهل مكة
227

أتيتنا هاهنا صعلوكا حقيرا فكثر مالك عندنا وبلغت ما بلغت ثم تنطلق
بنفسك ومالك والله لا يكون ذلك فقال أرأيتم إن تركت مالي
تخلون أنتم سبيلي قالوا نعم فجعل لهم ماله أجمع فبلغ النبي
صلى الله عليه وسلم فقال ربح صهيب
ربح صهيب قال أخبرنا عفان بن مسلم وسليمان بن حرب وموسى بن إسماعيل
قالوا أخبرنا حماد بن زيد قال أخبرني علي بن زيد عن سعيد بن المسيب
قال أقبل صهيب مهاجرا نحو المدينة واتبعه نفر من قريش فنزل عن راحلته
وانتشل ما في كنانته ثم قال يا معشر قريش لقد علمتم أني من
أرماكم رجلا وأيم الله لا تصلون إلي حتى أرمي بكل سهم معي في
كنانتي ثم أضربكم بسيفي ما بقي في يدي منه شئ فافعلوا ما شئتم
فإن شئتم دللتكم على مالي وخليتم سبيلي قالوا نعم ففعل
فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم قال ربح البيع أبا يحيى
ربح البيع قال ونزلت ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة
الله والله رؤوف بالعباد
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عاصم بن سويد من بني
عمرو بن عوف عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال قدم آخر
الناس في الهجرة إلى المدينة علي وصهيب بن سنان وذلك للنصف من شهر
ربيع الأول ورسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء لم يرم بعد
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر عن عبد
الحكيم بن صهيب عن عمر بن الحكم قال قدم صهيب على رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو بقباء ومعه أبو بكر وعمر وبين أيديهم رطب
قد جاءهم به كلثوم بن الهدم أمهات جراذين وصهيب قد رمد بالطريق
وأصابته مجاعة شديدة فوقع الرطب فقال عمر يا رسول الله ألا ترى
إلى صهيب يأكل الرطب وهو رمد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
228

تأكل الرطب وأنت رمد فقال صهيب وإنما آكله بشق عيني
الصحيحة فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل صهيب يقول
لأبي بكر وعدتني أن تصطحب فخرجت وتركتني ويقول وعدتني
يا رسول ا لله أن تصاحبني فانطلقت وتركتني فأخذتني قريش فحبسوني
فاشتريت نفسي وأهلي بمالي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ربح
البيع فأنزل الله ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة
الله وقال صهيب يا رسول الله ما تزودت إلا مدا من دقيق عجنته
بالأبواء حتى قدمت عليك
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن عاصم
بن عمر بن قتادة قال لما هاجر صهيب من مكة إلى المدينة نزل على سعد
بن خيثمة ونزل العزاب من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
على سعد بن خيثم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم
بن الحارث التيمي عن أبيه قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بين صهيب بن سنان والحارث بن الصمه
قال وشهد صهيب بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا سليمان بن حرب قال أخبرنا جرير بن حازم عن يعلى
بن حكيم عن سليمان بن أبي عبد الله قال كان صهيب يقول هلموا
نحدثكم عن مغازينا فأما أن أقول قال رسول الله فلا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني فليح بن سليمان عن عامر
بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال قال عمر لأهل الشورى فيما يوصيهم
به وليصل لكم صهيب
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني طلحة بن محمد بن سعيد
229

عن أبيه سعيد بن المسيب قال لما توفي عمر نظر المسلمون فإذا صهيب
يصلي بهم المكتوبات بأمر عمر فقدموا صهيبا فصلى على عمر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو حذيفة رجل من ولد
صهيب عن أبيه عن جده قال توفي صهيب في شوال سنة ثمان وثلاثين وهو
بن سبعين سنة بالمدينة ودفن بالبقيع قال محمد بن عمر وقد روى صهيب
عن عمر رضي الله تعالى عنهما
عامر بن فهيرة
مولى أبي بكر الصديق ويكنى أبا عمرو
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر عن الزهري عن
عروة عن عائشة في حديث لها طويل قالت وكان عامر بن فهيرة للطفيل
بن الحارث أخي عائشة لأمها أم رومان فأسلم عامر فاشتراه أبو بكر
فأعتقه وكان يرعى عليه منيحة من غنم له
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن يزيد
بن رومان قال أسلم عامر بن فهيرة قبل أن يدخل رسول الله صلى
الله عليه وسلم دار الأرقم وقبل أن يدعو فيها
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا معاوية بن عبد الرحمن بن
أبي مزرد عن يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قال كان عامر بن فهيرة
من المستضعفين من المؤمنين فكان ممن يعذب بمكة ليرجع عن
دينه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن صالح عن عاصم
بن عمر بن قتادة قال لما هاجر عامر بن فهيرة إلى المدينة نزل على سعد
230

بن خيثمة
قالوا آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عامر بن فهيرة
والحارث بن أوس بن معاذ وشهد عامر بن فهيرة بدرا وأحدا وقتل
يوم بئر معونة سنة أربع من الهجرة وكان يوم قتل بن أربعين سنة
قال أخبرنا بن يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن صالح بن كيسان
عن بن شهاب قال أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك
ورجال من أهل العلم أن عامر بن فهيرة كان من أولئك الرهط الذين قتلوا
يوم بئر معونة قال بن شهاب فزعم عروة بن الزبير أنه قتل يومئذ فلم
يوجد جسده حين دفن قال عروة وكانوا يرون أن الملائكة هي
دفنته
قال أخبرنا محمد بن عمر عن من سمي من رجاله في صدر هذا
الكتاب أن جبار بن سلمى الكلبي طعن عامر بن فهيرة يومئذ فأنفذه
فقال عامر فزت والله قال وذهب بعامر علوا في السماء حتى ما
أراه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الملائكة وارت جثته
وأنزل عليين وسأل جبار بن سلمى ما قوله فزت والله قالوا
الجنة قال فأسلم جبار لما رأى من أمر عامر بن فهيرة فحسن
إسلامه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري
عن عروة عن عائشة قالت رفع عامر بن فهيرة إلى السماء فلم توجد جثته
يرون أن الملائكة وارته
231

بلال بن رباح
مولى أبي بكر ويكنى أبا عبد الله وكان من مولدي السراة واسم
أمه حمامة وكانت لبعض بني جمح
قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن يونس عن الحسن قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم بلال سابق الحبشة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا معاوية بن عبد الرحمن بن
أبي مزرد عن يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قال كان بلال بن رباح
من المستضعفين من المؤمنين وكان يعذب حين أسلم ليرجع عن دينه
فما أعطاهم قط كلمة مما يريدون وكان الذي يعذبه أمية بن خلف
قال أخبرنا عثمان بن عمر ومحمد بن عبد الله الأنصاري قالا أخبرنا
بن عون عن عمير بن إسحاق قال كان بلال إذا اشتدوا عليه في
العذاب قال أحد أحد فيقولون له قل كما نقول فيقول إن
لساني لا يحسنه
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب
عن محمد أن بلالا أخذه أهله فمطوه وألقوا عليه البطحاء وجلد بقرة
فجعلوا يقولون ربك اللات والعزى ويقول أحد أحد قال فأتى
عليه أبو بكر فقال علام تعذبون هذا الانسان قال فاشتراه بسبع
أواق فأعتقه فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال الشركة
يا أبا بكر فقال قد أعتقته يا رسول الله
قال أخبرنا عبد الله بن الزبير الحميدي قال أخبرنا سفيان بن عيينة
عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال اشترى أبو بكر بلالا بخمس
أواق
قال أخبرنا الفضل بن دكين و عبد الملك بن عمرو العقدي وأحمد
232

بن عبد الله بن يونس قالوا أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة
عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن عمر كان يقول أبو بكر
سيدنا وأعتق سيدنا يعني بلالا
قال أخبرنا جرير بن عبد الحميد الضبي عن ليث عن مجاهد في قوله
تعالى ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار اتخذناهم
سخريا أم زاغت عنهم الابصار قال يقول أبو جهل أين بلال
أين فلان كنا نعدهم في الدنيا من الأشرار فلا نراهم في النار
أم هم في مكان
لا نراهم فيه أهم في النار لا نرى مكانهم قال أخبرنا جرير بن عبد الحميد عن منصور عن مجاهد قال أول
من أظهر الاسلام سبعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر
وبلال وخباب وصهيب وعمار وسمية أم عمار قال
فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه عمه وأما أبو بكر فمنعه
قومه وأخذ الآخرون فألبسوهم أدراع الحديد ثم صهروهم في الشمس
حتى بلغ الجهد منهم كل مبلغ فأعطوهم ما سألوا فجاء كل رجل منهم
قومه بأنطاع الأدم فيها الماء فألقوهم فيه وحملوا بجوانبه إلا بلالا
فلما كان العشي جاء أبو جهل فجعل يشتم سمية ويرفث ثم
طعنها فقتلها فهي أول شهيد استشهد في الاسلام إلا بلالا فإنه هانت عليه
نفسه في الله حتى ملوه فجعلوا في عنقه حبلا ثم أمروا صبيانهم أن يشتدوا
به بين أخشبي مكة فجعل بلال يقول أحد أحد
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن عاصم
بن عمر بن قتادة لما هاجر بلال إلى المدينة نزل على سعد بن خيثمة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم
عن أبيه قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين بلال وبين عبيدة
بن الحارث بن المطلب وقال محمد بن عمر ويقال أنه آخى بين بلال
233

وبين أبي رويحة الخثعمي قال محمد بن عمر وليس ذلك بثبت ولم يشهد أبو رويحة بدرا
وكان محمد بن إسحاق يثبت مؤاخاة بلال وأبي رويحة عبد الله بن
عبد الرحمن الخثعمي ثم أحد الفرع ويقول لما دون عمر بن الخطاب
الدواوين بالشام خرج بلال إلى الشام فأقام بها مجاهدا فقال له عمر إلى
من تجعل ديوانك يا بلال قال مع أبي رويحة لا أفارقه أبدا للاخوة التي
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عقد بيني وبينه فضمه إليه وضم
ديوان الحبشة إلى خثعم لمكان بلال منهم فهو في خثعم إلى هذا
اليوم بالشام
قال أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسي والفضل بن دكين قالا أخبرنا
المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن قال أول من أذن بلال
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم
بن الحارث التيمي عن أبيه قال كان بلال إذا فرغ من الاذان فأراد أن
يعلم النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد أذن وقف على الباب وقال
حي على الصلاة حي على الفلاح الصلاة يا رسول
الله قال محمد بن عمر فإذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
فرآه بلال ابتدأ في الإقامة
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن جابر عن
عامر قال كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة مؤذنين بلال
وأبو محذورة
وعمرو بن أم مكتوم
فإذا غاب بلال أذن أبو محذورة وإذا غاب أبو محذورة أذن عمرو بن أم مكتوم
أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب عن
بن أبي مليكة أو غيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بلالا
أن يؤذن يوم الفتح على ظهر الكعبة فأذن على ظهرها والحارث بن هشام
234

وصفوان بن أمية قاعدان فقال أحدهما للآخر أنظر إلى هذا الحبشي
فقال الآخر إن يكرهه الله يغيره
قال أخبرنا مالك بن إسماعيل أبو غسان النهدي قال أخبرنا شريك
عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة أن بلالا كان يؤذن حين يدحض
الشمس ويؤخر الإقامة قليلا أو قال وربما أخر الإقامة قليلا ولكن
لا يخرج في الاذان عن الوقت
قال أخبرنا عفان بن مسلم وعارم قالا أخبرنا حماد بن سلمة
عن ثابت عن أنس بن مالك أن بلالا صعد ليؤذن وهو يقول
مال بلالا ثكلته أمه وابتل من نضح دم جبينه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن عمر عن نافع
عن بن عمر قال كانت العنزة تحمل بين يدي رسول الله صلى
الله عليه وسلم يوم العيد يحملها بلال المؤذن
قال محمد بن عمر فكان يركزها بين يديه والمصلى يومئذ فضاء
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إبراهيم بن محمد بن عمار
بن سعد القرظ عن أبيه عن جده قال كان بلال يحمل العنزة بين يدي
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم العيد والاستسقاء
قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدني قال حدثني
عبد الرحمن بن سعيد بن عمار بن سعد بن عمار بن سعد المؤذن قال
حدثني عبد الله بن محمد بن عمار بن سعد وعمار بن حفص بن عمر بن
سعد وعمر بن حفص بن عمر بن سعد عن آبائهم عن أجداد أنهم أخبروه
أن النجاشي الحبشي بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث
عنزات فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم واحدة لنفسه وأعطى علي
بن أبي طالب واحدة وأعطى عمر بن الخطاب واحدة فكان بلال يمشي
235

بتلك العنزة التي أمسكها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه بين يدي
رسول الله صلى الله عليه وسلم في العيدين يوم الفطر ويوم الأضحى
حتى يأتي المصلى فيركزها بين يديه فيصلي إليها ثم كان يمشي بها
بين يدي أبي بكر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك ثم كان
سعد القرظ يمشي بها بين يدي عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان في العيدين
فيركزها بين أيديهما ويصليان إليها قال عبد الرحمن بن سعد وهي هذه
العنزة التي يمشى بها اليوم بين يدي الولاة
قالوا ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بلال إلى
أبي بكر الصديق فقال له يا خليفة رسول الله إني سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو يقول أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله
فقال أبو بكر فما تشاء يا بلال قال أردت أن أرابط في سبيل الله حتى
أموت فقال أبو بكر أنشدك الله يا بلال وحرمتي وحقي فقد كبرت
وضعفت واقترب أجلي فأقام بلال مع أبي بكر حتى توفي أبو بكر فلما
توفي أبو بكر جاء بلال إلى عمر بن الخطاب فقال له كما قال لأبي بكر
فرد عليه عمر كما رد عليه أبو بكر فأبى بلال عليه فقال عمر فإلى
من ترى أن أجعل النداء فقال إلى سعد فإنه قد أذن لرسول الله
صلى الله عليه وسلم فدعا عمر سعدا فجعل الاذان إليه وإلى عقبه من
بعده
قال أخبرنا محمد بن عمر عن موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث
التيمي عن أبيه قال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن بلال
ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقبر فكان إذا قال أشهد أن
محمدا رسول الله انتحب الناس في المسجد قال فلما دفن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال له أبو بكر أذن فقال إن كنت إنما
أعتقتني لان أكون معك فسبيل ذلك وإن كنت أعتقتني لله فخلني ومن
236

أعتقتني له فقال ما أعتقتك إلا لله قال فإني لا أؤذن لاحد بعد
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فذاك إليك قال فأقام حتى خرجت
بعوث الشام فسار معهم حتى انتهى إليها
قال أخبرنا روح بن عبادة وعفان بن مسلم وسليمان بن حرب
قالوا أخبرنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب أن
أبا بكر لما قعد على المنبر يوم الجمعة قال له بلال يا أبا بكر قال لبيك
قال أعتقتني لله أو لنفسك قال لله قال فأذن لي حتى أغزو
في سبيل الله فأذن له فذهب إلى الشام فمات ثم
قال أخبرنا وهب بن جرير قال أخبرنا شعبة عن مغيرة وأبي
سلمة عن الشعبي قال خطب بلال وأخوه إلى أثل بيت من اليمن فقال
أنا بلال وهذا أخي عبدان من الحبشة كنا ضالين فهدانا الله وكنا
عبدين فأعتقنا الله إن تنكحونا فالحمد لله وإن تمنعونا فالله أكبر
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا عبد الواحد بن زياد قال
أخبرنا عمرو بن ميمون قال حدثني أبي أن أخا لبلال كان ينتمي إلى العرب
ويزعم أنه منهم فخطب امرأة من العرب فقالوا إن حضر بلال زوجناك
قال فحضر بلال فتشهد وقال أنا بلال بن رباح وهذا أخي وهو
امرؤ سوء في الخلق والدين فإن شئتم أن تزوجوه وإن شئتم أن تدعوا
فدعوا فقالوا من تكون أخاه نزوجه فزوجوه
قال أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن هشام بن سعد عن
زيد بن أسلم أن بني أبي البكير جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالوا زوج أختنا فلانا فقال لهم أين أنتم عن بلال ثم جاؤوا
مرة أخرى فقالوا يا رسول الله أنكح أختنا فلانا فقال أين أنتم
عن بلال ثم جاؤوا الثالثة فقالوا أنكح أختنا فلانا فقال أين أنتم عن
بلال أين أنتم عن رجل من أهل الجنة قال فأنكحوه
237

قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا هشام بن سعد عن زيد بن
أسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم زوج ابنة أبي البكير بلالا
قال أخبرنا حجاج بن محمد عن أبي معشر عن المقبري أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم زوج ابنة البكير بلالا
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا
أبو هلال قال أخبرنا قتادة أن بلالا تزوج امرأة عربية من بني زهرة
قال أخبرت عن أبي اليمان الحمصي عن جرير بن عثمان عن عبد
الرحمن بن ميسرة عن بن مراهن قال كان أناس يأتون بلالا فيذكرون
فضله وما قسم الله له من الخير فكان يقول إنما أنا حبشي كنت بالأمس
عبدا
قال أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسي قال أخبرنا إسماعيل بن أبي
خالد عن قيس قال قال بلال لأبي بكر حين توفي رسول الله صلى الله
عليه وسلم إن كنت إنما اشتريتني لنفسك فأمسكني وإن كنت إ نما
اشتريتني لله فذرني وعملي لله
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم
بن الحارث التيمي عن أبيه قال توفي بلال بدمشق سنة عشرين ودفن عند
الباب الصغير في مقبرة دمشق وهو بن بضع وستين سنة
قال أخبرنا محمد بن عمر سمعت شعيب بن طلحة من ولد أبي بكر
الصديق يقول كان بلال ترب أبي بكر قال محمد بن عمر فإن كان
هذا هكذا وقد توفي أبو بكر سنة ثلاث عشرة وهو بن ثلاث وستين سنة
فبين هذا وبين ما روي لنا في بلال سبع سنين وشعيب بن طلحة أعلم
بميلاد بلال حين يقول هو ترب أبي بكر فالله أعلم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني سعيد بن عبد العزيز عن
مكحول قال حدثني من رأى بلالا رجلا آدم شديد الأدمة نحيفا
238

طوالا أجنأ له شعر كثير خفيف العارضين به شمط كثير
لا يغير قال محمد بن عمر قد شهد بلال بدرا وأحدا والخندق والمشاهد
كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة نفر
ومن بني مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب
بن لؤي بن غالب أبو سلمة بن عبد الأسد
بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم واسم أبي سلمة عبد الله
وأمه برة بنت عبد المطلب بن هشام بن عبد مناف بن قصي وكان لأبي
سلمة من الولد سلمة وعمر وزينب ودرة وأمهم أم سلمة واسمها
هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وولدت زينب
بأرض الحبشة في الهجرة إليها
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن صالح عن يزيد بن
رومان قال أسلم أبو سلمة بن عبد الأسد قبل أن يدخل رسول الله
صلى الله عليه وسلم دار أرقم بن أبي الأرقم وقبل أن يدعو فيها
قالوا وكان أبو سلمة من مهاجرة الحبشة في الهجرتين جميعا
ومعه امرأته أم سلمة بنت أبي أمية فيهما جميعا مجمع على ذلك في
الروايات
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي
أمامة بن سهل بن حنيف قال أول من قدم عليها من أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم المدينة للهجرة أبو سلمة بن عبد الأسد
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عاصم بن سويد من بني
عمرو بن عوف عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال أول من
239

قدم علينا في الهجرة من مكة إلى المدينة أبو سلمة بن عبد الأسد قدم لعشر
خلون من المحرم وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة لاثنتي
عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول فكان بين أول من قدم من المهاجرين
فنزلوا في بني عمرو بن عوف وبين آخرهم شهران
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن موسى بن ميسرة عن أبي ميمونة قال سمعت أم سلمة
تقول ونزل أبو سلمة حين هاجر إلى المدينة بقباء على مبشر بن عبد المنذر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم
بن الحارث التيمي عن أبيه قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بين أبي سلمة بن عبد الأسد وسعد بن خيثمة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال لما أقطع رسول الله صلى الله عليه
وسلم الدور بالمدينة جعل لأبي سلمة موضع داره عند دار بني عبد العزيز
الزهريين اليوم كانت معه أم سلمة فباعوه بعد وتحولوا إلى بني كعب
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عمر بن عثمان قال حدثني
عبد الملك بن عبيد عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع عن عمر بن أبي
سلمة أن أبا سلمة شهد بدرا وأحدا وكان الذي جرحه بأحد أبو أسامة الجشمي
رماه بمعبلة في عضده فمكث شهرا يداويه فبرأ فيما يرى وقد اندمل
الجرح على بغي لا يعرفه فبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في
المحرم على رأس خمسة وثلاثين شهرا من الهجرة سرية إلى بني أسد بن قطن
فغاب بضع عشرة ليلة ثم قدم المدينة فانتقض به الجرح فاشتكى ثم مات
لثلاث ليال مضين من جمادى الآخرة فغسل من اليسيرة بئر بني أمية
بن زيد بالعالية وكان ينزل هناك حين تحول من قباء غسل بين قرني
البئر وكان اسمها في الجاهلية العبير فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم
240

اليسيرة ثم حمل من بني أمية بن زيد فدفن بالمدينة
قال عمر بن أبي سلمة فاعتدت أمي أم سلمة حتى حلت
أربعة أشهر وعشرا
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا بن أبي ذئب قال وأخبرنا
عثمان بن عمر عن يونس بن يزيد جميعا عن الزهري عن قبيصة بن ذؤيب
قال لما حضرت أبا سلمة بن عبد الأسد الوفاة حضره النبي صلى الله
عليه وسلم وبينه وبين النساء ستر مستور فبكين فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم إن الميت يحضر ويؤمن على ما يقول أهله وإن البصر
ليشخص للروح حين يعرج بها فلما قاظت نفسه بسط النبي صلى
الله عليه وسلم كفيه على عينيه فأغمضهما
قال أخبرنا وكيع بن الجراح والفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله
الأسدي عن سفيان عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن قبيصة بن ذؤيب
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أغمض أبا سلمة حين مات
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل
بن مجمع الأنصاري قال أخبرنا بن شهاب أن قبيصة بن ذؤيب حدثه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أغمض أبو سلمة حين مات
قال أخبرنا معن بن عيسى ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك قالا
أخبرنا بن أبي ذئب عن بن شهاب عن من سمع قبيصة بن ذؤيب يحدث
أن النبي صلى الله عليه وسلم أغمض أبا سلمة حين مات
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب
عن أبي قلابة قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم أبا سلمة بن عبد الأسد
يعوده فوافق دخوله عليه خروج نفسه قال فقلن النساء عند ذلك فقال
مه لا تدعون على أنفسكن إلا بخير فإن الملائكة تحضر الميت أو
قال أهل الميت فيؤمنون على دعائهم فلا تدعون على أنفسكن
241

إلا بخير ثم قال اللهم افسح له في قبره وأضئ له فيه وعظنوره
واغفر ذنبه اللهم ارفع درجته في المهديين واخلفه في
تركته في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين ثم قال إن الروح
إذا خرج تبعه البصر أما رأيتم إلى شخوص عينيه
أرقم بن أبي الأرقم
بن أسد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه أميمة بنت الحارث
بن حبالة بن عمير بن غبشان من خزاعة وخاله نافع بن عبد الحارث
الخزاعي عامل عمر بن الخطاب على مكة ويكنى الأرقم أبا عبد الله
واسم أبي الأرقم عبد مناف ويكنى أسد بن عبد الله أبا جندب وكان
للأرقم من الولد عبيد الله لأم ولد وعثمان لام ولد وأمية ومريم وأمهما
هند بنت عبد الله بن الحارث من بني أسد بن خزيمة وصفية لام ولد
ويتعاد ولد الأرقم إلى بضعة وعشرين إنسانا وكلهم ولد عثمان بن الأرقم
وبعضهم بالشام وقعوا إليها منذ سنين
وأما ولد عبيد الله بن الأرقم فانقرضوا فلم يبق منهم أحد
قال أخبرنا محمد بن عمران بن هند بن عبد الله بن عثمان بن الأرقم
بن أبي الأرقم المخزومي قال أخبرني أبي عن يحيى بن عمران بن عثمان
بن الأرقم قال سمعت جدي عثمان بن الأرقم يقول أنا بن سبعة في
الاسلام أسلم أبي سابع سبعة وكانت داره بمكة على الصفا وهي الدار
التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يكون فيها أول الاسلام وفيها
دعا الناس إلى الاسلام وأسلم فيها قوم كثير وقال ليلة الاثنين فيها
اللهم أعز الاسلام بأحب الرجلين إليك عمر بن الخطاب أو عمرو بن
242

هشام فجاء عمر بن الخطاب من الغد بكرة فأسلم في دار الأرقم وخرجوا
منها فكبروا وطافوا البيت ظاهرين ودعيت دار الأرقم دار الاسلام
وتصدق بها الأرقم على ولده فقرأت نسخة صدقة الأرقم بداره بسم
الله الرحمن الرحيم هذا ما قضى الأرقم في ربعه ما حاز الصفا إنها محرمة
بمكانها من الحرم لا تباع ولا تورث شهد هشام بن العاص وفلان مولى
هشام بن العاص
قال فلم تزل هذه الدار صدقة قائمة فيها ولده يسكنون ويؤاجرون
ويأخذون عليها حتى كان زمن أبي جعفر
قال محمد بن عمران فأخبرني أبي عن يحيى بن عمران بن عثمان
بن الأرقم قال إني لاعلم اليوم الذي وقعت في نفس أبي جعفر إنه
ليسعى بين الصفا والمروة في حجة حجها ونحن على ظهر الدار في فسطاط
فيمر تحتنا لو أشاء أن آخذ قلنسوة عليه لأخذتها وإنه لينظر إلينا
من حين يهبط الوادي حتى يصعد إلى الصفا فلما خرج محمد بن عبد
الله بن حسن بالمدينة كان عبد الله بن عثمان بن الأرقم ممن تابعه ولم يخرج
معه فتعلق عليه أبو جعفر بذلك فكتب إلى عامله بالمدينة أن يحبسه ويطرحه
في حديد ثم بعث رجلا من أهل الكوفة يقال له شهاب بن عبد رب
وكتب معه إلى عامل المدينة أن يفعل ما يأمره به فدخل شهاب على عبد الله
بن عثمان الحبس وهو شيخ كبير بن بضع وثمانين سنة وقد ضجر بالحديد
والحبس فقال له هل لك أن أخلصك مما أنت فيه وتبيعني دار الأرقم
فإن أمير المؤمنين يريدها وعسى إن بعته إياها أن أكلمه فيك فيعفو
عنك قال إنها صدقة ولكن حقي منها له ومعي فيها شركاء إخوتي
وغيرهم فقال إنما عليك نفسك أعطنا حقك وبرئت فأشهد
له بحقه وكتب عليه كتاب شرى على حساب سبعة عشر ألف دينار ثم تتبع
إخوته ففتنتهم كثرة المال فباعوه فصارت لأبي جعفر ولمن أقطعها
243

ثم صيرها المهدي للخيزران أم موسى وهارون فبنتها وعرفت بها
ثم صارت لجعفر بن موسى أمير المؤمنين ثم سكنها أصحاب الشطوي
والعدني ثم اشترى عامتها أو أكثرها غسان بن عباد من ولد موسى
بن جعفر
قال وأما دار الأرقم بالمدينة في بني زريق فقطيعة من النبي صلى
الله عليه وسلم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر عن سعد
بن إبراهيم قال وحدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة
قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أرقم بن أبي الأرقم
وبين أبي طلحة زيد بن سهل قالوا وشهد الأرقم بن أبي الأرقم بدرا وأحدا
والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا محمد بن عمر عن عمران بن هند عن أبيه قال حضرت
الأرقم بن أبي الأرقم الوفاة فأوصى أن يصلي عليه سعد بن أبي وقاص
وكان مروان بن الحكم واليا لمعاوية على المدينة وكان سعد في قصره بالعقيق
ومات الأرقم فاحتبس عليهم سعد فقال مروان أيحبس صاحب
رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل غائب وأراد الصلاة عليه فأبى
عبيد الله بن الأرقم ذلك على مروان وقامت معه بنو مخزوم ووقع بينهم
كلام ثم جاء سعد فصلى عليه وذلك سنة خمس وخمسين بالمدينة
وهلك الأرقم وهو بن بضع وثمانين سنة
244

شماس بن عثمان
بن الشريد بن هرمي بن عامر بن مخزوم وكان اسم شماس عثمان
وإنما سمي شماسا لوضاءته فغلب على اسمه وأمه صفية بنت
ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وأمه الضيرية بنت أبي قيس بن
عب مناف بن زهرة بن كلاب والضيرية هي أم أبي مليكة وكان
محمد بن إسحاق يزيد في نسب شماس سويد بن هرمي وأما هشام بن الكلبي
ومحمد بن عمر فكانا يقولان الشريد بن هرمي ولا يذكران سويدا
وكان لشماس من الولد عبد الله وأمه أم حبيب بنت سعيد بن يربوع
بن عنكشة بن عامر بن مخزوم وكانت أم حبيب من المهاجرات الأول
وكان شماس ممن هاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية في رواية محمد
بن إسحاق ومحمد بن عمر ولم يذكره موسى بن عقبة وأبو معشر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عمر بن عثمان عن أبيه قال
لما هاجر شماس بن عثمان إلى المدينة نزل على مبشر بن عبد المنذر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عمر بن عثمان عن عبد الملك
بن عبيد عن سعيد بن المسيب قال لم يزل شماس بن عثمان بن الشريد
نازلا ببني عمرو بن عوف عند مبشر بن عبد المنذر حتى قتل بأحد
قال أخبرنا محمد بن عمر عن موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث
عن أبيه قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين شماس بن عثمان
وحنظلة بن أبي عامر
قال أخبرنا محمد بن عمر عن عمر بن عثمان عن عبد الملك بن عبيد
عن سعيد بن المسيب و عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع قالا شهد شماس
بن عثمان بدرا وأحدا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما
وجدت لشماس بن عثمان شبيها إلا الجنة يعني مما يقاتل عن رسول الله
245

صلى الله عليه وسلم يومئذ يعني يوم أحد وكان رسول الله صلى الله
عليه وسلم لا يرمي ببصره يمينا ولا شمالا إلا رأى شماسا في ذلك الوجه
يذب بسيفه حتى غشي رسول الله صلى الله عليه وسلم فترس بنفسه
دونه حتى قتل فحمل إلى المدينة وبه رمق فأدخل على عائشة فقالت
أم سلمة بن عمي يدخل على غيري فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم احملوه إلى أم سلمة فحمل إليها فمات عندها رحمه
الله فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرد إلى أحد فيدفن هناك
كما هو في ثيابه التي مات فيها وقد مكث يوما وليلة ولكنه لم يذق شيئا
ولم يصل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يغسله كان يوم قتل
رحمه الله بن أربع وثلاثين سنة وليس له عقب
ومن حلفاء بني مخزوم عمار بن ياسر
بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبة
بن عوف بن حارثة بن عامر الأكبر بن يام بن عنس وهو زيد بن مالك
بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب
بن يعرب بن قحطان وبنو مالك بن أدمن مذحج كان قدم ياسر بن
عامر وأخواه الحارث ومالك من اليمن إلى مكة يطلبون أخالهم فرجع الحارث
ومالك إلى اليمن وأقام ياسر بمكة وحالف أبا خذيفة بن المغيرة بن عبد الله
بن عمر بن مخزوم وزوجه أبو حذيفة أمة له يقال لها سمية بنت خياط
فولدت له عمارا فأعتقه أبو حذيفة ولم يزل ياسر وعمار مع أبي حذيفة
إلى أن مات وجاء الله بالاسلام فأسلم ياسر وسمية وعمار وأخوه عبد الله
بن ياسر وكان لياسر بن آخر أكبر من عمار و عبد الله يقال له
حريث قتلته بنو الديل في الجاهلية
246

وخلف على سمية بعد ياسر الأزرق وكان روميا غلاما للحارث
بن كلدة الثقفي وهو ممن خرج يوم الطائف إلى النبي صلى الله عليه
وسلم مع عبيد أهل الطائف وفيهم أبو بكرة فأعتقهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم فولدت سمية للأزرق سلمة بن الأزرق فهو أخو
عمار لامه ثم ادعى ولد سلمة وعمر عقبة بني الأزرق أن الأزرق بن
عمرو بن الحارث بن أبي شمر من غسان وأنه حليف لبني أمية
وشرفوا بمكة وتزوج الأزرق وولده في بني أمية وكان لهم منهم أولاد
وكان عمار يكنى أبا اليقظان
وكان بنو الأزرق في أول أمرهم يدعون أنهم من بني تغلب ثم
من بني عكب وتصحيح هذا أن جبير بن مطعم تزوج إليهم امرأة
وهي بنت الأزرق فولدت له بنية تزوجها سعيد بن العاص فولدت له عبد
الله بن سعيد فمدح الأخطل عبد الله بن سعيد بكلمة له طويلة فقال فيها
وتجمع نوفلا وبني عكب كلا الحيين أفلح من أصابا
ثم أفسدتهم خزاعة ودعوهم إلى اليمن وزينوا لهم ذلك وقالوا
أنتم لا يغسل عنكم ذكر الروم إلا أن تدعوا أنكم من غسان فانتموا
إلى غسان بعد
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الله بن أبي عبيدة بن
محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه قال قال عمار بن ياسر لقيت صهيب بن
سنان على باب دار الأرقم ورسول الله فيها فقلت له ما تريد قال لي
ما تريد أنت فقلت أردت أن أدخل على محمد فأسمع كلامه قال
وأنا أريد ذلك فدخلنا عليه فعرض علينا الاسلام فأسلمنا ثم مكثنا يومنا
على ذلك حتى أمسينا ثم خرجنا ونحن مستخفون فكان إسلام عمار
247

وصهيب بعد بضعة وثلاثين رجلا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا معاوية بن عبد الرحمن بن
أبي مزرد عن يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قال كان عمار بن ياسر
من المستضعفين الذين يعذبون بمكة ليرجع عن دينه قال محمد بن عمر
والمستضعفون قوم لا عشائر لهم بمكة وليست لهم منعة ولا قوة فكانت
قريش تعذبهم في الرمضاء بأنصاف النهار ليرجعوا عن دينهم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عثمان بن محمد عن عبد
الحكيم بن صهيب عن عمر بن الحكم قال كان عمار بن ياسر يعذب
حتى لا يدري ما يقول وكان صهيب يعذب حتى لا يدري ما يقول
وكان أبو فكيهة يعذب حتى لا يدري ما يقول وبلال وعامر بن فهيرة
وقوم من المسلمين وفيهم نزلت هذه الآية والذين هاجروا في الله
من بعد ما فتنوا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عثمان بن محمد عن الحارث
بن الفضل عن محمد بن كعب القرظي قال أخبرني من رأى عمار بن
ياسر متجردا في سراويل قال فنظرت إلى ظهره فيه حبط كثير فقلت
ما هذا قال هذا مما كانت تعذبني به قريش في رمضاء مكة
قال أخبرنا يحيى بن حماد قال أخبرنا أبو عوانة عن أبي بلج
عن عمرو بن ميمون قال أحرق المشركون عمار بن ياسر بالنار قال
فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر به ويمر يده على رأسه فيقويا
نار كوني بردا وسلاما على عمار كما كنت على إبراهيم تقتلك
الفئة الباغية
قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم وعمرو بن الهيثم أبو قطن قالا أخبرنا
القاسم بن الفضل قال أخبرنا عمرو بن مرة الجملي عن سالم بن أبي الجعد
عن عثمان بن عفان قال أقبلت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم
248

آخذ بيدي نتماشى في البطحاء حتى أتينا على أبي عمار وعمار وأمه وهم
يعذبون فقال ياسر الدهر هكذا فقال له النبي صلى الله عليه
وسلم اصبر اللهم اغفر لآل ياسر وقد فعلت
قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال أخبرنا هشام الدستوائي قال
أخبرنا أبو الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بآل عمار وهم
يعذبون فقال لهم أبشروا آل عمار فإن موعدكم الجنة
قال أخبرنا الفضل بن عنبسة قال أخبرنا شعبة عن أبي بشر
عن يوسف المكي أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بعمار وأبي عمار
وأمه وهم يعذبون في البطحاء فقال أبشروا يا آل عمار فإن موعدكم
الجنة
قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن بن عون عن محمد أن النبي
صلى الله عليه وسلم لقي عمارا وهو يبكي فجعل يمسح عن عينيه وهو
يقول أخذك الكفار فغطوك في الماء فقلت كذا وكذا فإن عادوا
فقل ذاك لهم
قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال أخبرنا عبيد الله بن عمرو
عن عبد الكريم بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال أخذ المشركون
عمار بن ياسر فلم يتركوه حتى نال من رسول الله صلى الله عليه وسلم
وذكر آلهتهم بخير فلما أتى النبي صلى الله عليه وسلم قال ما
وراءك قال شر يا رسول الله والله ما تركت حتى نلت منك
وذكرت آلهتهم بخير قال فكيف تجد قلبك قال مطمئن
بالايمان قال فإن عادوا فعد
قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال أخبرنا عبيد الله بن عمرو
عن عبد الكريم عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر في قوله إلا
من أكره وقلبه مطمئن بالايمان قال ذلك عمار بن ياسر
249

وفي قوله ولكن من شرح بالكفر صدرا قال ذلك عبد الله
بن أبي سرح
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن إسرائيل عن جابر عن الحكم إلا
من أكره وقلبه مطمئن بالايمان نزلت في عمار بن ياسر
قال أخبرنا حجاج بن محمد قال قال بن جريج سمعت عبد الله
بن عبيد بن عمير يقول نزل في عمار بن ياسر إذ كان يعذب في الله
قوله وهم لا يفتنون
قال أخبرنا محمد بن كناسة عن الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس
في قوله أمن هو قانت آناء الليل قال نزلت في عمار بن ياسر
قال أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسي والفضل بن دكين قالا أخبرنا
المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن قال أول من بنى مسجدا يصلي فيه
عمار بن ياسر
قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال أخبرنا سفيان عن أبيه قال أول
من اتخذ في بيته مسجدا يصلى فيه عمار
قالوا هاجر عمار بن ياسر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عمر بن عثمان عن أبيه قال
لما هاجر عمار بن ياسر من مكة إلى المدينة نزل على مبشر بن عبد المنذر
قال أخبرنا محمد بن عمر عن عبد الله بن جعفر قال آخى رسول
الله صلى الله عليه وسلم بين عمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان قال
عبد الله بن جعفر إن لم يكن حذيفة شهد بدرا فإن إسلامه كان قديما
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهيري
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال أقطع رسول الله صلى الله عليه
وسلم عمار بن ياسر موضع داره
قالوا وشهد عمار بن ياسر بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها
250

مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا وهب بن جرير بن حازم وموسى بن إسماعيل قالا
أخبرنا جرير بن حازم قال سمعت الحسن قال قال عمار بن ياسر
قد قاتلت مر رسول الله صلى الله عليه وسلم الإنس والجن فقيل
له ما هذا قاتلت الانس فكيف قاتلت الجن قال نزلنا مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم منزلا فأخذت قربتي ودلوي لأستقي فقال
لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إنه سيأتيك آت يمنعك من الماء
فلما كنت على رأس البئر إذا رجل أسود كأنه مرس فقال لا ولله
لا تستقي اليوم منها ذنوبا واحدا فأخذته وأخذني فصرعته ثم أخذت
حجرا فكسرت به أنفه ووجهه ثم ملأت قربتي فأتيت بها رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال أتدري من هو قلت لا قال
ذاك الشيطان جاء يمنعك من الماء
قال أخبرنا عبد الله بن نمير عن الأجلح عن عبد الله بن أبي الهذيل
قال لما بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجده جعل القوم يحملون
وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يحمل هو وعمار فجعل عمار يرتجز
ويقول
نحن المسلمون نبتني المساجدا
وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المساجدا وقد
كان عمار اشتكى قبل ذلك فقال بعض القوم ليموتن عمار اليوم
فسمعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فنفض لبنته وقال ويحك
ولم يقل ويلك يا بن سمية تقتلك الفئة الباغية
قال أخبرنا إسحاق بن الأزرق قال أخبرنا عوف الأعرابي عن
251

الحسن عن أمه عن أم سلمى قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقول تقتل عمار الفئة الباغية قال عوف ولا أحسبه إلا قال
وقاتله في النار
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال أخبرنا بن عون عن
الحسن عن أمه عن أم سلمة قالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليعاطيهم يوم الخندق حتى اغبر صدره وهو يقول
اللهم إن العيش عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة
وجاء عمار فقال ويحك يا بن سمية تقتلك الفئة الباغية
قال أخبرنا سليمان أبو داود الطيالسي قال أخبرنا شعبة قال
أخبرني أيوب وخالد الحذاء عن الحسن عن أمه عن أم سلمة أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال لعمار تقتلك الفئة الباغية
قال أخبرنا سليمان أبو داود الطيالسي قال أخبرنا شعبة قال
أخبرني عمرو بن دينار قال سمعت أبا هشام يحدث عن أبي سعيد الخدري
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في عمار تقتلك الفئة
الباغية
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا وهيب قال أخبرنا داود
عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال لما أخذ النبي صلى الله عليه
وسلم في بناء المسجد جعلنا نحمل لبنة لبنة وجعل عمار يحمل لبنتين
لبنتين فجئت فحدثني أصحابي أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل
ينفض التراب عن رأسه ويقول ويحك بن سمية تقتلك الفئة
الباغية
قال أخبرنا إسحاق بن أبي إسرائيل قال أخبرنا النضر بن شميل
قال أخبرنا شعبة عن أبي مسلمة عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري
252

قال حدثني من هو خير مني أبو قتادة قال قال النبي صلى الله عليه
وسلم لعمار وهو يمسح التراب عن رأسه بؤسا لك بن سمى
تقتلك فئة باغية
قال أخبرنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن عبد الرحمن بن زياد
عن عبد الله بن الحارث قال إنني لأسير مع معاوية في منصرفه عن صفين
بينه وبين عمرو بن العاص قال فقال عبد الله بن عمرو يا أبت سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمار ويحك يا بن سمية تقتلك
الفئة الباغية قال فقال عمرو لمعاوية ألا تسمع ما يقول هذا قال فقال
معاوية ما تزال تأتينا بهنة تدحض بها في بولك أنحن قتلناه
إنما قتله الذين جاؤوا به
قال أخبرنا يزيد بن هارون عن العوام بن حوشب قال حدثني
أسود بن مسعود عن حنظلة بن خويلد العنزي قال بينما نحن عند معاوية
إذ جاءه رجلان يختصمان في رأس عمار يقول كل واحد منهما أنا قتلته
فقال عبد الله بن عمرو ليطب به أحدكما نفسا لصاحبه فإني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تقتله الفئة الباغية قال فقال
معاوية ألا تغني عنا مجنونك يا عمرو فما بالك معنا قال إن أبي
شكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أطع أباك حيا
ولا تعصه فأنا معكم ولست أقاتل
قال أخبرنا خالد بن مخلد قال حدثني سليمان بن بلال قال
حدثني جعفر بن محمد قال سمعت رجلا من الأنصار يحدث أبي عن
هني مولى عمر بن الخطاب قال كنت أول شئ مع معاوية على علي
فكان أصحاب معاوية يقولون لا والله لا نقتل عمارا أبدا إن قتلناه
فنحن كما يقولون فلما كان يوم صفين ذهبت أنظر في القتلى فإذا عمار
بن ياسر مقتول فقال هني فجئت إلى عمرو بن العاص وهو على سريره
253

فقلت أبا عبد الله قال ما تشاء قلت انظر أكلمك فقام إلي
فقلت عمار بن ياسر ما سمعت فيه فقال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم تقتله الفئة الباغية فقلت هو ذا والله مقتول فقال هذا
باطل فقلت بصر به عيني مقتول قال فانطلق فأرنيه فذهبت
به فأوقفته عليه فساعة رآه انتقع لونه ثم أعرض في شق وقال إنما
قتله الذي خرج به
قال أخبرنا وكيع بن الجراح ومحمد بن عبد الله الأسدي عن سفيان
عن أبي قيس الأودي عن هذيل قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم
فقيل له إن عمارا وقع عليه حائط فمات قال ما مات عمار
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن نافع عن أبيه
عن بن عمر قال رأيت عمار بن ياسر يوم اليمامة على صخرة وقد أشرف
يصيح يا معشر المسلمين أمن الجنة تفرون أنا عمار بن ياسر هلموا
إلي وأنا أنظر إلى أذنه قد قطعت فهي تذبذب وهو يقاتل أشد
القتال
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا شعبة عن قيس بن مسلم
عن طارق بن شهاب قال قال رجل من بني تميم لعمار أيها الأجدع
فقال عمار خير أذني سببت قال شعبة إنها أصيبت مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا سليمان أبو داود الطيالسي ويحيى بن عباد قالا أخبرنا
شعبة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال غزا أهل البصرة ماء
وعليهم رجل من آل عطارد التميمي فأمده أهل الكوفة وعليهم عمار
بن ياسر فقال الذي من آل عطارد لعمار بن ياسر يا أجدع أتريد أن
تشاركنا في غنائمنا فقال عمار خير أذني سببت قال شعبة ويعني أنها
أصيبت مع النبي صلى الله عليه وسلم قال فكتب
254

في ذلك إلى عمر فكتب عمر إنما الغنيمة لمن شهد الوقعة
قال بن سعد قال شعبة لم ندر أنها أصيبت باليمامة
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن سفيان عن أبي إسحاق عن حارثة
بن مضرب قال قرئ علينا كتاب عمر بن الخطاب أما بعد فإني
بعثت إليكم عمار بن ياسر أميرا وابن مسعود معلما ووزيرا وقد جعلت
بن مسعود على بيت مالكم وإنهما لمن النجباء من أصحاب محمد من أهل
بدر فاسمعوا لهما وأطيعوا واقتدوا بهما وقد آثرتكم بابن أم عبد
على نفسي وبعثت عثمان بن حنيف على السواد ورزقتهم كل يوم شاة فاجعل
شطرها وبطنها لعمار والشطر الباقي بين هؤلاء الثلاثة
قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال أخبرنا سفيان عن أبي سنان عن
عبد الله بن أبي الهذيل أن عمر رزق عمارا وابن مسعود وعثمان بن حنيف
شاة لعمار شطرها وبطنها ولعبد الله ربعها ولعثمان ربعها كل يوم
قال أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي قالا
أخبرنا سفيان عن مغيرة عن إبراهيم أن عمارا كان يقر أكل يوم جمعة
على المنبر بياسين
قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال أخبرنا سفيان عن أبي سنان عن عبد
الله بن أبي الهذيل قال وأخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا سفيان
عن الأجلح عن بن أبي الهذيل قال رأيت عمار بن ياسر اشترى قتا بدرهم
فاستزاد حبلا فأبى فجابذه حتى قاسمه نصفين وحمله على ظهره وهو
أمير الكوفة
قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال أخبرنا غسان بن مضر قال
أخبرنا سعيد بن يزيد عن أبي نضرة عن مطرف قال دخلت على رجل
بالكوفة وإذا رجل قاعد إلى جنبه وخياط يخيط إما قطيفة سمور أو ثعالب
قال قلت ألم تر ما صنع علي صنع كذا وصنع كذا قال فقال
255

يا فاسق ألا أراك تذكر أمير المؤمنين قال فقال صاحبي مهلا يا أبا
اليقظان فإنه ضيفي قال فعرفت أنه عمار
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا جرير بن حازم عن سعيد
بن أبي مسلمة عن أبي نضرة عن مطرف قال رأيت عمار بن ياسر يقطع
على لحاف ثعالب ثوبا
قال أخبرنا موسى بن إسماعيل قال أخبرنا وهيب عن داود عن
عامر قال سئل عمار عن مسألة فقال هل كان هذا بعد قالوا لا
قال فدعونا حتى يكون فإذا كان تجشمناها لكم
قال أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي قالا أخبرنا
سفيان عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد قال وشى
رجل بعمار إلى عمر فبلغ ذلك عمارا فرفع يديه فقال اللهم إن كان
كذب علي فابسط له في الدنيا واجعله موطأ العقب
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا خالد بن عبد الله قال
أخبرنا داود عن عامر قال قال عمر لعمار أساءك عزلنا إياك قال
لئن قلت ذاك لقد ساءني حين استعملتني وساءني حين عزلتني
قال أخبرنا عفان بن مسلم ومسلم بن إبراهيم قالا أخبرنا الأسود
بن شيبان قال أخبرنا أبو نوفل بن أبي عقرب قال كان عمار بن ياسر
من أطول الناس سكوتا وأقله كلاما وكان يقول عائذ بالله من فتنة
عائذ بالله من فتنة قال ثم عرضت له بعد فتنة عظيمة
قال أخبرنا أبو داود الطيالسي قال أخبرنا شعبة قال أنبأنا عمرو
بن مرة قال سمعت عبد الله بن سلمة يقول رأيت عمار بن ياسر يوم
صفين شيخا آدم في يده الحربة وإنها لترعد فنظر إلى عمرو بن
العاص ومعه الراية فقال إن هذه راية قد قاتلت بها مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم ثلاث مرات وهذه الرابعة والله لو ضربونا حتى يبلغونا
256

سعفات هجر لعرفت أن مصلحتنا على الحق وأنهم على الضلالة
قال أخبرنا يحيى بن عباد قال أخبرنا شعبة قال حدثني عمر
بن مرة قال سمعت عبد الله بن سلمة قال رأيت عمار بن ياسر يوم
صفين شيخا آدم طوالا والحربة بيده وإن يده لترعش وهو يقول
والذي نفسي بيده لو ضربونا حتى يبلغونا سعفات هجر لعرفت أن مصلحتنا
على الحق وأنهم على الباطل قال وبيده الراية
فقال إن هذه الراية قد قاتلت بها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين وإن هذه
للثالثة
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا موسى بن قيس الحضرمي
عن سلمة بن كهيل قال قال عمار بن ياسر يوم صفين الجنة تحت
البارقة الظمآن قد يرد الماء المأمور وذا اليوم ألقى الأحبة محمدا
وحزبه ولله لو ضربونا حتى يبلغونا سعفات هجر لعلمت أنا على حق
وأنهم على باطل والله لقد قاتلت بهذه الراية ثلاث مرات مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم وما هذه المرة بأبرهن ولا أنقاهن
قال أخبرنا وكيع بن الجراح قال أخبرنا سفيان عن حبيب بن أبي
ثابت عن أبي البختري قال قال عمار يوم صفين ائتوني بشربة
لبن فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي إن آخر شربة تشربها
من الدنيا شربة لبن فأتى بلبن فشربه ثم تقدم فقتل
قال أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت
عن أبي البختري قال أتى عمار يومئذ بلبن فضحك وقال قال لي
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن آخر شراب تشربه لبن حتى
تموت
قال أخبرنا محمد بن عمر حدثني يعقوب بن عبد الله القمي عن
جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن عمار بن
257

ياسر أنه قال وهو يسير إلى صفين على شط الفرات اللهم إنه لو أعلم
أنه أرضى لك عني أن أرمي بنفسي من هذا الجبل فأتردى فأسقط فعلت
ولو أعلم أنه أرضى لك عني أن أوقد نارا عظيمة فأقع فيها فعلت اللهم
لو أعلم أنه أرضى لك عني أن ألقي نفسي في الماء فأغرق نفسي فعلت
فإني لا أقاتل إلا أريد وجهك وأنا أرجو أن لا تخيبني وأنا أريد
وجهك
قال أخبرنا محمد بن عمر حدثني من سمع سلمة بن كهيل يخبر
عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجد قال سمعت عمار بن ياسر وهو بصفين
يقول الجنة تحت البارقة والظمآن يرد الماء والماء مورود اليوم
ألقى الأحبة محمدا وحزبه لقد قاتلت صاحب هذه الراية ثلاثا مع
رسول الله وهذه الرابعة كإحداهن
قال أخبرنا محمد بن عمر حدثني هاشم بن عاصم عن المنذر بن جهم
قال حدثني أبو مروان الأسلمي قال شهدت صفين مع الناس فبينما نحن
وقوف إذ خرج عمار بن ياسر وقد كادت الشمس أن تغرب وهو يقول
من رائح إلى الله الظمآن يرد الماء الجنة تحت أطراف العوالي اليوم
ألقى الأحبة اليوم ألقى محمدا وحزبه
قال أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن أبي عبيدة عن أبيه
عن لؤلؤة مولاة أم الحكم بنت عمار بن ياسر قالت لما كان اليوم الذي
قتل فيه عمار والراية يحملها هاشم بن عتبة وقد قتل أصحاب علي
ذلك اليوم حتى كانت العصر ثم تقرب عمار من وراء هاشم يقدمه
وقد جنحت الشمس للغروب ومع عمار ضيح من لبن فكان وجوب
الشمس أن يفطر فقال حين وجبت الشمس وشرب الضيح سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول آخر زادك من الدنيا ضي من
لبن قال ثم اقترب فقاتل حتى قتل وهو يومئذ بن أربع وتسعين سنة
258

قال أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الحارث بن الفضيل عن
أبيه عن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال شهد خزيمة بن ثابت الجمل
وهو لا يسل سيفا وشهد صفين وقال أنا لا أصل أبدا حتى يقتل
عمار فأنظر من يقتله فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول تقتله الفئة الباغية قال فلما قتل عمار بن ياسر قال خزيمة
قد بانت لي الضلالة واقترب فقاتل حتى قتل وكان الذي قتل عمار بن
ياسر أبو غادية المزني طعنه برمح فسقط وكان يومئذ يقاتل في محفة
فقتل يومئذ وهو بن أربع وتسعين سنة فلما وقع أكب عليه رجل آخر
فاحتز رأسه فأقبلا يختصمان فيه كلاهما يقول أنا قتلته فقال عمرو
بن العاص والله إن يختصمان إلا في النار فسمعها منه معاوية فلما انصرف
الرجلان قال معاوية لعمرو بن العاص ما رأيت مثل ما صنعت قوم
بذلوا أنفسهم دوننا تقول لهما إنكما تختصمان في النار فقال عمرو
هو والله ذاك والله إنك لتعلمه ولوددت أني مت قبل هذه بعشرين
سنة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الله بن جعفر عن بن
عون قال قتل عمار رحمه الله وهو بن إحدى وتسعين سنة وكان أقدم
في الميلاد من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أقبل إليه ثلاثة
نفر عقبة بن عامر الجهني وعمر بن الحارث الخولاني وشريك بن سلمة
المرادي فانتهوا إليه جميعا وهو يقول والله لو ضربتمونا حتى تبلغوا
بنا سعفات هجر لعلمت أنا على حق وأنتم على باطل فحملوا عليه
جميعا فقتلوه
وزعم بعض الناس أن عقبة بن عامر هو الذي قتل عمارا وهو
الذي كان ضربه حين أمره عثمان بن عفان ويقال بل الذي قتله عمر بن
الحارث الخولاني
259

قال أخبرنا عفان بن مسلم ومسلم بن إبراهيم وموسى بن إسماعيل
قالوا أخبرنا ربيعة بن كلثوم بن جبر قال حدثني أبي قال كنت
بواسط القصب عند عبد الاعلى بن عبد الله بن عامر فقلت الاذن هذا
أبو غادية الجهني فقال عبد الأعلى أدخلوه فدخل عليه مقطعات
له فإذا رجل طوال ضرب من الرجال كأنه ليس من هذه الأمة فلما
أن قعد قال بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم العقبة فقال
يا أيها الناس ألا إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم
كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا هل بلغت
فقلنا نعم فقال اللهم اشهد ثم قال ألا لا ترجعوا بعدي كفارا
يضرب بعضكم رقاب بعض قال ثم أتبع ذا فقال إنا كنا نعد
عمار بن ياسر فينا حنانا فبينا أنا في مسجد قباء إذ هو يقول ألا إن
نعثلا هذا لعثمان فالتفت فلو أجد عليه أعوانا لوطئته حتى أقتله
قال قلت اللهم إنك إن تشأ تمكني من عمار فلما كان يوم صفين
أقبل يستن أول الكتيبة رجلا حتى إذا كان بين الصفين فأبصر رجل
عورة فطعنه في ركبته بالرمح فعثر فانكشف المغفر عنه فضربته فإذا
رأس عمار قال فلم أر رجلا أبين ضلالة عندي منه إنه سمع
من النبي عليه السلام ما سمع ثم قتل عمارا قال واستسقى أبو غادية
فأتي بماء في زجاج فأبى أن يشرب فيها فأتي بماء في قدح فشرب
فقال رجل على رأس الأمير قائم بالنبطية أوى يد كفتا يتورع عن
الشراب في زجاج ولم يتورع عن قتل عمار
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة قال
أخبرنا أبو حفص وكلثوم بن جبر عن أبي غادية قال سمعت عمار بن
ياسر يقع في عثمان يشتمه بالمدينة قال فتوعدته بالقتل قلت لئن أمكنني
260

الله منك لأفعلن فلما كان يوم صفين جعل عمار يحمل على الناس
فقيل هذا عمار فرأيت فرجة بين الرئتين وبين الساقين قال فحملت
عليه فطعنته في ركبته قال فوقع فقتلته فقيل قتلت عمار بن ياسر
وأخبر عمرو بن العاص فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول إن قاتله وسالبه في النار فقيل لعمرو بن العاص هو ذا أنت تقاتله
فقال إنما قال قاتله وسالبه
قال أخبرنا محمد بن عمر وغيره قالوا لما استلحم القتال بصفين
وكادوا يتفانون قال معاوية هذا يوم تفانى فيه العرب إلا أن تدركهم
فيه خفة العبد يعني عمار بن ياسر قال وكان القتال الشديد ثلاثة
أيام ولياليهن آخرهن ليلة الهرير فلما كان اليوم الثالث قال عمار
لهاشم بن عتبة بن أبي وقاص ومعه اللواء يومئذ احمل فداك أبي وأمي
فقال هاشم يا عمار رحمك الله إنك رجل تستخفك الحرب وإني
إنما أزحف باللواء زحفا رجاء أن أبلغ بذلك ما أريد وإني إن خففت
لم آمن الهلكة فلم يزل به حتى حمل فنهض عمار في كتيبته
فنهض إليه ذو الكلاع في كتيبته فاقتتلوا فقتلا جميعا واستوصلت الكتيبتان
وحمل على عمار حوي السكسكي وأبو الغادية المزني وقتلاه
فقيل لأبي الغادية كيف قتلته قال لما دلف إلينا في كتيبته ودلفنا
إليه نادى هل من مبارز فبرز إليه رجل من السكاسك فاضطربا بسيفيهما
فقتل عمار السكسكي ثم نادى من يبارز فبرز إليه رجل من حمير
فاضطربا بسيفيهما فقتل عمار الحميري وأثخنه الحميري ونادى من
يبارز فبرزت إليه فاختلفنا ضربتين وقد كانت يده ضعفت فانتحى
عليه بضربة أخرى فسقط فضربته بسيفي حتى برد قال ونادى الناس
قتلت أبا اليقظان قتلك الله فقلت اذهب إليك فوالله ما أبالي من كنت
وبالله ما أعرفه يومئذ فقال له محمد بن المنتشر يا أبا الغادية خصمك
261

يوم القيامة مازندر يعني ضخما قال فضحك وكان أبو الغادية شيخا
كبيرا جسيما أدلم قال وقال علي حين قتل عمار إن امرأ من المسلمين
لم يعظم عليه قتل بن ياسر وتدخل به عليه المصيبة الموجعة لغير
رشيد رحم الله عمارا يوم أسلم ورحم الله عمارا يوم قتل
ورحم الله عمارا يوم يبعث حيا لقد رأيت عمارا وما يذكر من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة إلا كان رابعا ولا خمسة
إلا كان خامسا وما كان أحد من قدماء أصحاب رسول الله يشك أن
عمارا قد وجبت له الجنة في غير موطن ولا اثنين فهنيئا لعمار بالجنة
ولقد قيل إن عمارا مع الحق والحق معه يدور عمار مع الحق أينما
دار وقاتل عمار في النار
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن إسماعيل بن أبي خالد عن يحيى
بن عابس قال قال عمار ادفنوني في ثيابي فإني مخاصم
قال أخبرنا
الفضل بن دكين قال أخبرنا شريك عن أبي إسحاق
الشيباني عن مثنى العبدي عن أشياخ لهم شهدوا عمارا قال لا تغسلوا
عني دما ولا تحثوا علي ترابا فإني مخاصم
قال أخبرنا عبد الله بن نمير عن أشعث بن سوار عن أبي إسحاق
أن عليا صلى على عمار بن ياسر وهاشم بن عتبة رضي الله تعالى عنهما
فجعل عمار مما يليه وهاشما أمام ذلك وكبر عليهما تكبيرا واحدا خمسا
أو ستا أو سبعا والشك في ذلك من أشعث
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا الحسن بن عمارة عن أبي
إسحاق عن عاصم بن ضمرة أن عليا صلى على عمار ولم يغسله
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا عبد العزيز بن سياه
عن حبيب بن أبي ثابت قال قتل عمار يوم قتل وهو مجتمع العقل
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى والفضل بن دكين قالا أخبرنا
262

سعيد بن أوس العبسي عن بلال بن يحيى العبسي قال لما حضر خذيفة
الموت وإنما عاش بعد قتل عثمان أربعين ليلة فقيل هل يا أبا عبد الله إن
هذا الرجل قد قتل يعني عثمان فما ترى قال أما إذ أبيتم فأجلسوني
فأسندوه إلى صدر رجل ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول أبو اليقظان على الفطرة أبو اليقظان على الفطرة لن يدعها
حتى يموت أو ينسيه الهرم
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا عبد الجبار بن عباس
عن أبي إسحاق قال لما قتل عمار دخل خزيمة بن ثابت فسطاطه وطرح
عليه سلاحه وشن عليه من الماء فاغتسل ثم قاتل حتى قتل رحمه الله
قال أخبرنا معاذ بن معاذ قال أخبرنا بن عون عن الحسن قال
قال عمرو بن العاص إني لأرجو ألا يكون رسول الله صلى الله عليه
وسلم مات يوم مات وهو يحب رجلا فيدخله الله النار قال فقالوا
قد كنا نراه يحبك وكان يستعملك قال فقال الله أعلم أحبني أم تألفني
ولكنا كنا نراه يحب رجلا قالوا فمن ذلك الرجل قال عمار
بن ياسر قالوا فذاك قتيلكم يوم صفين قال قد والله قتلناه
قال أخبرنا يزيد بن هارون وموسى بن إسماعيل قالا أخبرنا جرير
بن حازم قال أخبرنا الحسن قال قيل لعمرو بن العاص قد كان رسول
الله يحبك ويستعملك قال قد كان والله يفعل فلا أدري أحب أم تألف
يتألفني ولكني أشهد على رجلين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو يحبهما عبد الله بن مسعود وعمار بن ياسر قالوا فذاك والله
قتيلكم يوم صفين قال صدقتم والله لقد قتلناه
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا العوام بن حوشب عن
عمرو بن مرة عن أبي وائل قال رأى عمرو بن شرحبيل أبو ميسرة
وكان من أفاضل أصحاب عبد الله في المنام قال رأيت كأني أدخلت
263

الجنة فإذا قباب مضروبة فقلت لمن هذه قالوا لذي الكلاع وحوشب
وكانا ممن قتل مع معاوية قال قلت فأين عمار وأصحابه قالوا أمامك
قال قلت وقد قتل بعضهم بعضا قيل إنهم لقوا الله فوجدوه واسع
المغفرة قلت فما فعل أهل النهر قيل لقوا برحا
قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال أخبرنا سفيان عن الأعمش عن
أبي الضحى قال رأى أبو ميسرة في المنام روضة خضراء فيها قباب مضروبة
فيها عمار وقباب مضروبة فيها ذو الكلاع قال قلت كيف هذا وقد
اقتتلوا قال فقيل لي وجدوا ربا واسع المغفرة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الله بن أبي عبيدة بن
محمد بن عمار عن أبيه عن لؤلؤة مولاة أم الحكم بنت عمار أنها وصفت
لهم عمارا فقالت كان رجلا آدم طوالا مضطربا أشهل العينين
بعيد ما بين المنكبين وكان لا يغير شيبه
قال محمد بن عمر والذي أجمع عليه في قتل عمار أنه قتل
رحمه الله مع علي بن أبي طالب بصفين في صفر سنة سبع وثلاثين وهو
بن ثلاث وتسعين سنة ودفن هناك بصفين رحمه الله ورضي عنه
معتب بن عوف
بن عامر بن الفضل بن عفيف وهو الذي يدعى عيهامة بن كليب
بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن عامر من خزاعة هكذا
نسبه محمد بن إسحاق في كتابه وهو الذي يقال له معتب بن الحمراء ويكنى
أبا عوف حليف لبني مخزوم وكان من مهاجرة الحبشة في الهجرة الثانية
في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر ولم يذكره موسى بن عقبة وأبو
264

معشر في من هاجر إلى أرض الحبشة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عمر بن عثمان عن أبيه قال
لما هاجر معتب بن عوف من مكة إلى المدينة نزل على مبشر بن عبد المنذر
قالوا آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين معتب بن الحمراء
وثعلبة بن حاطب وشهد معتب بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات سنة سبع وخمسين وهو يومئذ
بن ثمان وسبعين سنة خمسة نفر
ومن بني عدي بن كعب بن لؤي
عمر بن الخطاب
رضي الله تعالى عنه وأرضاه بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد
الله بن قرط بن رزاح بن عدي بكعب ويكنى أبا حفص وأمه حنتمة
بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وكان لعمر من الولد
عبد الله وعبد الرحمن وحفصة وأمهم زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب
بن حذافة بن جمح وزيد الأكبر لا بقية له ورقية وأمهما أم
كلثوم بنت علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم وأمها فاطمة بنت
رسول الله صلى الله عليه وسلم وزيد الأصغر وعبيد الله قتل يوم صفين
مع معاوية وأمهما أم كلثوم بنت جرول بن مالك بن المسيب بن ربيعة
بن أصرم بن ضبيس بن حرام بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو
من خزاعة وكان الاسلام فرق بين عمر وبين أم كلثوم بنت جرول
وعاصم وأمه جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح واسمه قيس بن عصمة بن
مالك بن أمة بن ضبيعة بن زيد من الأوس من الأنصار و عبد الرحمن
265

الأوسط وهو أبو المجبر وأمه لهية أم ولد و عبد الرحمن الأصغر
وأمه أم ولد وفاطمة وأمها أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة
بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وزينب وهي أصغر ولد عمر وأمها فكيهة
أم ولد وعياض بن عمر وأمه عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل
قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس المدني قال أخبرنا
سليمان بن بلال عن عبيد الله بن عمر عن نافع قال غير النبي صلى الله
عليه وسلم اسم أم عاصم بن عمر وكان اسمها عاصية قال لا بل أنت
جميلة
قال محمد بن سعد سألت أبا بكر بن محمد بن أبي مرة المكي
وكان عالما بأمور مكة عن منزل عمر بن الخطاب الذي كان في الجاهلية
بمكة فقال كان ينزل في أصل الجبل الذي يقال له اليوم جبل عمر وكان
اسم الجبل في الجاهلية العاقر فنسب إلى عمر بعد ذلك وبه كانت منازل
بني عدي بن كعب
قال أخبرنا يزيد بن هارون وعفان بن مسلم وعارم بن الفضل
قالوا أخبرنا حماد بن زيد قال أخبرنا يزيد بن حازم عن سليمان بن
يسار قال مر عمر بن الخطاب بضجنان فقال لقد رأيتني وإني لأرعى
على الخطاب في هذا المكان وكان والله ما علمت فظا غليظا ثم أصبحت
إلى أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم ثم قال متمثلا
لا شئ فيما ترى إلا بشاشته يبقى الاله ويودي المال والولد
ثم قال لبعيره حوب
قال أخبرنا سعيد بن عامر و عبد الوهاب بن عطاء قالا أخبرنا
محمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه قال أقبلنا
مع عمر بن الخطاب قافلين من مكة حتى إذا كنا بشعاب ضجنان وقف
266

الناس فكان محمد يقول مكانا كثير الشجر والأشب قال فقال لقد
رأيتني في هذا المكان وأنا في إبل للخطاب وكان فظا غليظا أحتطب
عليها مرة وأختبط عليها أخرى ثم أصبحت اليوم يضرب الناس بجنباتي
ليس فوقي أحد قال ثم مثل بهذا البيت
لا شئ فيما ترى إلا بشاشته يبقى الاله ويودي المال والولد
قال أخبرنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي قال أخبرنا خارجة
بن عبد الله عن نافع عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
اللهم أعز الاسلام بأحب الرجلين إليك بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل
بن هشام قال فكان أحبهما إليه عمر بن الخطاب
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا خالد بن الحارث قال
أخبرنا عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب قال كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى عمر بن الخطاب أو أبا جهل بن هشام
قال اللهم اشدد دينك بأحبهما إليك فشدد دينه بعمر بن الخطاب
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال أخبرنا أشعث بن
سوار عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم أعز الدين
بعمر بن الخطاب
إسلام عمر رحمه الله
قال أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق قال أخبرنا القاسم بن عثمان
البصري عن أنس مالك قال خرج عمر متقلد السيف فلقيه رجل من
بني زهرة قال أين تعمد يا عمر فقال أريد أن أقتل محمدا قال
وكيف تأمن في بني هاشم وبني زهرة وقد قتلت محمدا قال فقال عمر
ما أراك إلا قد صبوت وتركت دينك الذي أنت عليه قال أفلا أدلك
267

على العجب يا عمر إن ختنك وأختك قد صبوا وتركا دينك الذي أنت
عليه قال فمشى عمر ذامرا حتى أتاهما وعندهما رجل من المهاجرين يقال
له خباب قال فلما سمع خباب حس عمر توارى في البيت فدخل
عليهما فقال ما هذه الهينمة التي سمعتها عندكم قال كانوا يقرؤون
طه فقالا ما عدا حديثا تحدثناه بيننا قال فلعلكما قد صبوتما قال
فقال له ختنه أرأيت يا عمر إن كان الحق في غير دينك قال فوثب عمر
على ختنه فوطئه وطأ شديدا فجاءت أخته فدفعته عن زوجها فنفحها بيده
نفحة فدمي وجهها فقالت وهي غضبى يا عمر إن كان الحق في غير دينك
اشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمدا رسول الله فلما يئس عمر
قال أعطوني هذا الكتاب الذي عندكم فأقرأه قال وكان عمر يقرأ
الكتب فقالت أخته إنك رجس ولا يمسه إلا المطهرون فقم فاغتسل
أتوضأ قال فقام عمر فتوضأ ثم أخذ الكتاب فقرأ طه حتى انتهى إلى
قوله إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري
قال فقال عمر دلوني على محمد فلما سمع خباب قول عمر خرج
من البيت فقال أبشر يا عمر فإني أرجو أن تكون دعوة رسول الله
صلى الله عليه وسلم لك ليلة الخميس اللهم أعز الاسلام بعمر بن الخطاب
أو بعمرو بن هشام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدار التي
في أصل الصفا فانطلق عمر حتى أتى الدار قال وعلى باب الدار حمزة
وطلحة وأناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأى
حمزة وجل القوم من عمر قال حمزة نعم فهذا عمر فإن يرد الله بعمر
خيرا يسلم ويتبع النبي صلى الله عليه وسلم وإن يرد غير ذلك يكن
قتله علينا هينا قال النبي عليه السلام داخل يوحى إليه قال فخرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عمر فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل
السيف فقال أما أنت منتهيا يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال
268

ما أنزل بالوليد بن المغيرة اللهم هذا عمر بن الخطاب اللهم أعز
الدين بعمر بن الخطاب قال فقال عمر أشهد أنك رسول الله فأسلم
وقال اخرج يا رسول الله
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إبراهيم بن إسماعيل بن
أبي حبيبة عن داود بن الحصين قال وحدثني معمر عن الزهري قالا
أسلم عمر بن الخطاب بعد أن دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم
دار الأرقم وبعد أربعين أو نيف وأربعين بين رجال ونساء قد أسلموا
قبله وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بالأمس اللهم
أيد الاسلام بأحب الرجلين إليك عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام
فلما أسلم عمر نزل جبريل فقال يا محمد لقد استبشر أهل السماء بإسلام
عمر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري
عن سعيد بن المسيب قال أسلم عمر بعد أربعين رجلا وعشرة نسوة
فما هو إلا أن أسلم عمر فظهر الاسلام بمكة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني علي بن محمد عن عبيد الله
بن سلمان الأغر عن أبيه عن صهيب بن سنان قال لما أسلم عمر ظهر
الاسلام ودعي إليه علانية وجلسنا حول البيت حلقا وطفنا بالبيت
وانتصفنا ممن غلظ علينا ورددنا عليه بعض ما يأتي به
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن عبد الله عن أبيه
قال ذكرت له حديث عمر فقال أخبرني عبد الله بن ثعلبة بن صعير
قال أسلم عمر بعد خمسة وأربعين رجلا وإحدى عشرة امرأة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أسامة بن زيد بن
أسلم عن أبيه عن جده قال سمعت عمر بن الخطاب يقول ولدت قبل الفجار
الأعظم الآخر بأربع سنين وأسلم في ذي الحجة السنة السادسة من النبوة
269

وهو بن ست وعشرين سنة قال وكان عبد الله بن عمر يقول أسلم
عمر وأنا بن ست سنين
قال أخبرنا عبد الله بن نمير ويعلى ومحمد ابنا عبيد قالوا أخبرنا
إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال سمعت عبد الله بن
مسعود يقول ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر
قال محمد بن عبيد في حديثه لقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي بالبيت
حتى أسلم عمر فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا نصلي
قال أخبرنا يعلى ومحمد ابنا عبيد وعبيد الله بن موسى والفضل بن
دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي قالوا أخبرنا مسعر عن القاسم بن عبد
الرحمن قال قال عبد الله بن مسعود كان إسلام عمر فتحا وكانت هجرته
نصرا وكانت إمارته رحمة لقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي بالبيت حتى
أسلم عمر فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا فصلينا
قال أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن صالح بن كيسان
قال قال بن شهاب بلغنا أن أهل الكتاب كانوا أول من قال لعمر
الفاروق وكان المسلمون يأثرون ذلك من قولهم ولم يبلغنا أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم ذكر من ذلك شيئا ولم يبلغنا أن بن عمر قال ذلك
إلا لعمر كان فيما يذكر من مناقب عمر الصالحة ويثني عليه قال وقد
بلغنا أن عبد الله بن عمر كان يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
اللهم أيد دينك بعمر بن الخطاب
قال أخبرنا أحمد بن محمد الأزرقي المكي قال أخبرنا عبد الرحمن
بن حسن عن أيوب بن موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه وهو الفاروق فرق الله به بين الحق
والباطل
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا أبو حزرة يعقوب بن مجاهد
270

عن محمد بن إبراهيم عن أبي عمرو ذكوان قال قلت لعائشة من سمى
عمر الفاروق قالت النبي عليه السلام
ذكر هجرة عمر بن الخطاب وإخائه رحمه الله
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن عبد الله بن مسلم
عن الزهري عن سالم عن أبيه وأخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عمر بن
أبي عاتكة و عبد الله بن نافع عن نافع عن بن عمر قال لما أذن رسول
الله صلى الله عليه وسلم للناس في الخروج إلى المدينة جعل المسلمون يخرجون
أرسالا يصطحب الرجال فيخرجون قال عمر و عبد الله قلنا لنافع مشاة
أو ركبانا قال كل ذاك أما أهل القوة فركبان ويعتقبون وأما من
لم يجد ظهرا فيمشون
قال عمر بن الخطاب فكنت قد اتعدت أنا وعياش بن أبي ربيعة
وهشام بن العاص بن وائل التناضب من إضاءة بني غفار وكنا إنما نخرج
سرا فقلنا أيكم ما تخلف عن الموعد فلينطلق من أصبح عند الإضاءة
ففتن فيمن فتن وقدمت أنا وعياش فلما كنا بالعقيق عدلنا إلى العصبة
حتى أتينا قباء فنزلنا على رفاعة بن عبد المنذر فقدم على عياش بن أبي ربيعة
أخواه لامه أبو جهل والحارث ابنا هشام بن المغيرة وأمهم أسماء ابنة
مخربة من بني تميم والنبي صلى الله عليه وسلم بعد بمكة لم يخرج
فأسرعا السير فنزلا معنا بقباء فقالا لعياش إن أمك قد نذرت ألا يظلها
ظل ولا يمس رأسها دهن حتى تراك قال عمر فقلت لعياش والله
إن يرداك إلا عن دينك فاحذر على دينك قال عياش فإن لي بمكة
271

مالا لعلي آخذه فيكون لنا قوة وأبر قسم أمي فخرج معهما فلما كانوا
بضجنان نزل عن راحلته فنزلا معه فأوثقاه رباطا حتى دخل به مكة فقالا
كذا يا أهل مكة فافعلوا بسفهائكم ثم حبسوه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم
عن أبيه قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبي بكر الصديق
وعمر بن الخطاب
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن صالح عن عاصم
بن عمر بن قتادة قال محمد بن عمرو أخبرنا عبد الله بن جعفر عن سعد
بن إبراهيم قالا آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عمر بن
الخطاب وعويم بن ساعدة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر عن عبد
الواحد بن أبي عون قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين
عمر بن الخطاب وعتبان بن مالك قال محمد بن عمر ويقال بين عمر
ومعاذ بن عفراء
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال منزل عمر بن الخطاب بالمدينة خطة
من رسول الله صلى الله عليه وسلم
قالوا شهد عمر بن الخطاب بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج في عدة سرايا وكان أمير
بعضها
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا أسامة بن زيد بن أسلم عن
أبي بكر بن عبد الرحمن قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
عمر بن الخطاب سرية في ثلاثين رجلا إلى عجز هوازن بتربة في شعبان
سنة سبع من الهجرة
272

قال أخبرنا روح بن عبادة قال أخبرنا عوف عن ميمون أبي عبد
الله عن عبد الله بن بريد عن أبيه بريدة الأسلمي قال لما كان حيث نزل
رسول الله صلى الله عليه وسلم بحضرة أهل خيبر أعطى رسول الله
صلى الله عليه وسلم اللواء عمر بن الخطاب
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال أخبرنا سفيان عن عاصم
بن عبيد الله عن سالم عن بن عمر قال استأذن عمر النبي صلى الله عليه
وسلم في العمرة فقال يا أخي أشركنا في صالح دعائك ولا تنسنا
قال أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي وسليمان بن حرب قالا
أخبرنا شعبة عن عاصم بن عبيد الله قال سمعت سالم بن عبد الله عن أبيه
عن عمر أنه استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة فأذن له
فقال النبي لا تنسنا يا أخي من دعائك قال سليمان في حديثه قال
فقال لي كلمة ما يسرني أن لي بها الدنيا قال سليمان قال شعبة ثم
لقيت عاصما بعد بالمدينة فحدثته فقال قال أشركنا يا أخي في دعائك
قال أبو الوليد هكذا في كتابي عن بن عمر
قال أخبرنا سعيد بن محمد الثقفي عن المغيرة بن زياد الموصلي عن
الوليد بن أبي هشام قال استأذن عمر بن الخطاب النبي صلى الله عليه
وسلم في العمرة وقال إني أريد المشي فأذن له قال فلما ولى دعاه
فقال يا أخي شبنا بشئ من دعائك ولا تنسنا
قال حدثنا عبد الله بن نمير عن الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي
عبيدة قال قال عبد الله أفرس الناس ثلاثة أبو بكر في عمر وصاحبة
موسى حين قالت استأجره وصاحبة يوسف
273

ذكر استخلاف عمر رحمه
الله قال أخبرنا سعيد بن عامر قال أخبرنا صالح بن رستم عن بن أبي
مليكة عن عائشة قالت لما ثقل أبي دخل عليه فلان وفلان فقالوا يا خليفة
رسول الله ماذا تقول لربك إذا قدمت عليه غدا وقد استخلفت علينا بن الخطاب
فقال أجلسوني أبالله ترهبوني أقول استخلفت عليهم خيرهم
قال أخبرنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم النبيل قال أخبرنا عبيد
الله بن أبي زياد عن يوسف بن ماهك عن عائشة قالت لما حضرت أبا
بكر الوفاة استخلف عمر فدخل عليه علي وطلحة فقالا من استخلفت
قال عمر قالا فماذا أنت قائل لربك قال أبالله تفرقاني لأنا
أعلم بالله وبعمر منكما أقول استخلفت عليهم خير أهلك
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أسامة بن زيد الليثي عن
محمد بن حمزة بن عمرو عن أبيه قال توفي أبو بكر الصديق مساء ليلة
الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة فاستقبل عمر بخلافته
يوم الثلاثاء صبيحة موت أبي بكر رحمه الله
قال أخبرنا أسباط بن محمد عن أشعث عن الحسن قال فيمن ظن
أن أول خطبة خطبها عمر حمد الله أثنى عليه ثم قال أما بعد فقد
ابتليت بكم وابتليتم بي وخلفت فيكم بعد صاحبي فمن كان بحضرتنا
باشرناه بأنفسنا ومهما غاب عنا ولينا أهل القوة والأمانة فمن يحسن
نزده حسنا ومن يسئ نعاقبه ويغفر الله لنولكم
قال أخبرنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن جامع بن شداد
عن أبيه قال كان أول كلام تكلم به عمر حين صعد المنبر أن قال
اللهم إني شديد فليني وإني ضعيف فقوني وإني بخيل فسخني
قال أخبرنا وهب بن جرير قال أخبرنا شعبة عن جامع بشداد
274

عن ذي قرابة له قال سمعت عمر بن الخطاب يقول ثلاث كلمات
إذا قلتها فهيمنوا عليها اللهم إني ضعيف فقوني اللهم إني غليظ فليني
اللهم إني بخيل فسخني
قال أخبرنا عفان بن مسلم ووهب بن جرير قالا أخبرنا جرير
بن حازم قال سمعت حميد بن هلال قال أخبرنا من شهد وفاة
أبي بكر الصديق فلما فرغ عمر من دفنه نفض يده عن تراب قبره ثم قام
خطيبا مكانه فقال إن الله ابتلاكم بي وابتلاني بكم وأبقاني فيكم بعد
صاحبي فوالله لا يحضرني شئ من أمركم فيليه أحد دوني ولا
يتغيب عني فآلو فيه عن الجزء والأمانة ولئن أحسنوا لأحسنن إليهم
ولئن أساؤوا لأنكلن بهم قال الرجل فوالله ما زاد على ذلك حتى فارق
الدنيا
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة قال
أخبرنا يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد قال قال عمر بن الخطاب
ليعلم من ولي هذا الامر من بعدي أن سيريده عنه القريب والبعيد
إني لأقاتل الناس عن نفسي قتالا ولو علمت أن أحدا من الناس أقوى
عليه مني لكنت أقدم فتضرب عنقي أحب إلي من أن إليه
قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن أيوب وابن عون
وهشام دخل حديث بعضهم في حديث بعض عن محمد بن سيرين عن الأحنف
قال كنا جلوسا بباب عمر فمرت جارية فقالوا سرية أمير المؤمنين
فقالت ما هي لأمير المؤمنين بسرية وما تحل له إنها من مال الله
فقلنا فماذا يحل له من مال الله فما هو إلا قدر أن بلغت وجاء الرسول
فدعانا فأتيناه فقال ماذا قلتم قلنا لم نقل بأسا مرت جارية فقلنا هذه
سرية أمير المؤمنين فقالت ما هي لأمير المؤمنين بسرية وما تحل له
إنها من مال الله فقلنا فماذا يحل له من مال الله فقال أنا أخبركم
275

بما أستحل منه يحل لي حلتان حلة في الشتاء وحلة في القيظ
وما أحج عليه وأعتمر من الظهر وقوتي وقوت أهلي كقوت رجل من
قريش ليس بأغناهم ولا بأفقرهم ثم أنا بعد رجل من المسلمين يصيبني
ما أصابهم
قال أخبرنا وكيع بن الجراح وقبيصة بن عقبة قالا أخبرني سفيان
عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب قال قال عمر بن الخطاب إني
أنزلت نفسي من مال الله منزلة مال اليتيم إن استغنيت استعففت وإن افتقرت
أكلت بالمعروف قال وكيع في حديثه فإن أيسرت قضيت
قال أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق قال أخبرني زكريا بن
أبي زائدة عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن عمر أنه قال إني
أنزلت مال الله مني بمنزلة مال اليتيم فإن استغنيت عففت عنه وإن افتقرت
أكلت بالمعروف
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال أخبرنا زائدة بن قدامة
عن الأعمش عن أبي وائل قال قال عمر إني أنزلت مال الله مني بمنزلة
مال اليتيم من كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن سلمة عن هشام
بن عروة عن عروة أن عمر بن الخطاب قال لا يحل لي من هذا المال
إلا ما كنت آكلا من صلب مالي
قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال أخبرنا سلام بن مسكين قال
أخبرنا عمران أن عمر بن الخطاب كان إذا احتاج أتى صاحب بيت المال
فاستقرضه فربما عسر فيأتيه صاحب بيت المال يتقاضاه فيلزمه فيحتال
له عمر وربما خرج عطاؤه فقضاه
قال أخبرنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر قال أخبرنا عيسى بن
حفص قال حدثني رجل من بني سلمة عن بن للبراء بن معرور أن
276

عمر خرج يوما حتى أتى المنبر وقد كان اشتكى شكوى له فنعت له العسل
وفي بيت المال عكة فقال إن أذنتم لي فيها أخذتها وإلا فإنها علي حرام
فأذنوا له فيها
قال أخبرنا أنس بن عياض أبو ضمرة الليثي عن هشام بن عروة
عن أبيه عن عاصم بن عمر قال أرسل إلي عمر يرفا فأتيته وهو في مصلاه
عند الفجر أو عند الظهر قال فقال والله ما كنت أرى هذا المال يحل
لي من قبل أن إليه إلا بحقه وما كان قط أحرم علي منه إذ وليته فعاد
أمانتي وقد أنفقت عليك شهرا من مال الله ولست بزائدك ولكني معينك
بثمر مالي بالغابة فاجدده فبعه ثم ائت رجلا من قومك من تجارهم فقم
إلى جنبه فإذا اشترى شيئا فاستشركه فاستنفق وأنفق على أهلك
قال أخبرنا عارم بن الفضل أخبرني حماد بن سلمة عن حميد
عن الحسن أن عمر بن الخطاب رأى جارية تطيش هزالا فقال عمر
من هذه الجارية فقال عبد الله هذه إحدى بناتك قال وأي بناتي
هذه قال ابني قال ما بلغ بها ما أرى قال عملك لا ننفق
عليها فقال إني والله ما أغرك من ولدك فأوسع على ولدك أيها
الرجل
قال أخبرنا يزيد بن هارون وأبو أسامة حماد بن أسامة قالا أخبرنا
إسماعيل بن أبي خالد عن مصعب بن سعد قال قالت حفصة بنت عمر
لأبيها قال يزيد يا أمير المؤمنين وقال أبو أسامة يا أبت إنه قد أوسع
الله الرزق وفتح عليك الأرض وأكثر من الخير فلو طعمت طعاما ألين
من طعامك ولبست لباسا ألين من لباسك فقال سأخاصمك إلى نفسك
أما تذكرين ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقى من شدة
العيش قال فما زال يذكرها حتى أبكاها ثم قال إني قد قلت لك
إني والله لئن استطعت لأشاركنها في عيشهما الشديد لعلي ألقى معهما
277

عيشهما الرخي قال يزيد بن هارون يعني رسول الله وأبا بكر
أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال أخبرنا أبو عقيل قال الحسن إن
عمر بن الخطاب أبى إلا شدة وحصرا على نفسه فجاء الله بالسعة فجاء
المسلمون فدخلوا على حفصة فقالوا أبى عمر إلا شدة على نفسه وحصرا
وقد بسط الله في الرزق فليبسط في هذا الفئ فيما شاء منه وهو في
حل من جماعة المسلمين فكأنها قاربتهم في هواهم فلما انصرفوا من
عندها دخل عليها عمر فأخبرته بالذي قال القوم فقال لها عمر يا حفصة
بنت عمر نصحت قومك وغششت أباك إنما حق أهلي في نفسي
ومالي فأما في ديني وأمانتي فلا
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد عن غالب
يعني القطان عن الحسن قال كلموا حفصة أن تكلم أباها أن يلين
من عيشه شيئا فقالت يا أبتاه أو يا أمير المؤمنين إن قومك كلموني
أن تلين من عيشك فقال غششت أباك ونصحت لقومك
قال أخبرنا يحيى بن حماد والفضل بن عنبسة قالا أخبرنا أبو
عوانة عن الأعمش عن إبراهيم أن عمر بن الخطاب كان يتجر وهو
خليفة قال يحيى في حديثه وجهز عيرا إلى الشام فبعث إلى عبد الرحمن
بن عوف وقال الفضل فبعث إلى رجل من أصحاب النبي عليه السلام
قالا جميعا يستقرضه أربعة آلاف درهم فقال للرسول قل له يأخذها
من بيت المال ثم ليردها فلما جاءه الرسول فأخبره بما قال شق ذلك
عليه فلقيه عمر فقال أنت القائل ليأخذها من بيت المال فإن مت قبل
أن تجئ قلتم أخذها أمير المؤمنين دعوها له وأوخذ بها يوم القيامة
لا ولكن أردت أن آخذها من رجل حريص شحيح مثلك فإن مت أخذها
قال يحيى من ميراثي وقال الفضل من مالي
قال أخبرنا عبد الله بن نمير قال إسماعيل بن أبي خالد قال
278

أخبرني سعيد بن أبي بردة عن يسار بن نمير قال سألني عمر كم
أنفقنا في حجتنا هذه قلت خمسة عشر دينارا
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن سفيان عن يحيى بن سعيد عن شيخ
لهم قال خرج عمر بن الخطاب إلى مكة فما ضرب فسطاطا حتى رجع
كان يستظل بالنطع
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد
عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال وأخبرنا الفضل بن دكين و عبد الوهاب
بن عطاء قالا أخبرنا عبد الله العمري عن عبد الرحمن بن القاسم عن عبد
الله بن عامر بن ربيعة قال صحبت عمر بن الخطاب من المدينة إلى مكة
في الحج ثم رجعنا فما ضرب فسطاطا ولا كان له بناء يستظل به إنما كان
يلقي نطعا أو كساء على شجرة فيستظل تحته
قال أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة قال حدثني جرير بن حازم
قال سمعت الحسن يحدث قال قدم أبو موسى في وفد أهل البصرة
على عمر قال فقالوا كنا ندخل كل يوم وله خبز ثلاث فربما وافقناها
مأدومة بزيت وربما وافقناها بسمن وربما وافقناها باللبن وربما
وافقناها بالقدائد اليابسة قد دقت ثم أغلي بها وربما وافقنا اللحم الغريض
وهو قليل فقال لنا يوما أيها القوم إني والله لقد أرى تعذيركم وكراهيتكم
لطعامي وإني والله لو شئت لكنت أطيبكم طعاما وأرفعكم عيشا
أما والله ما أجهل عن كراكر وأسنمة وعن صلا وصناب وصلائق ولكني
سمعت الله جل ثناؤه عير قوما بأمر فعلوه فقال أذهبتم طيباتكم
في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها وإن أبا موسى كلمنا فقال لو كلمتم
أمير المؤمنين يفرض لنا من بيت المال أرزاقنا فوالله ما زال حتى كلمناه
فقال يا معشر الامراء أما ترضون لأنفسكم ما أرضاه لنفسي قال قلنا
يا أمير المؤمنين إن المدينة أرض العيش بها شديد ولا نرى طعامك يعشي
279

ولا يؤكل وإنا بأرض ذات ريف وإن أميرنا يعشي وإن طعامه
يؤكل فنكت في الأرض ساعة ثم رفع رأسه فقال فنعم فإني قد فرضت
لكم كل يوم من بيت المال شاتين وجريبين فإذا كان بالغداة فضع إحدى
الشاتين على أحد الجريبين فكل أنت وأصحابك ثم ادع بشرابك فاشرب
ثم اسق الذي عن يمينك ثم الذي يليه ثم قم لحاجتك فإذا كان بالعشي
فضع الشاة الغابرة على الجريب الغابر فكل أنت وأصحابك ثم ادع بشرابك
فاشرب ألا وأشبعوا الناس في بيوتهم وأطعموا عيالهم فإن تحفينكم للناس
لا يحسن أخلاقهم ولا يشبع جائعهم والله مع ذلك ما أظن رستاقا
يؤخذ منه كل يوم شاتان وجريبان إلا يسرعان في خرابه
قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن يونس عن حميد بن
هلال أن حفص بن أبي العاص كان يحضر طعام عمر فكان لا يأكل
فقال له عمر ما يمنعك من طعامنا قال إن طعامك جشب غليظ
وإني راجع إلى طعام لين قد صنع لي فأصيب منه قال أتراني أعجز
أن آمر بشاة فيلقى عنها شعرها وآمر بدقيق فينخل في خرقة ثم آمر
به فيخبز خبزا رقاقا وآمر بصاع من زبيب فيقذف في سعن ثم يصب
عليه الماء فيصبح كأنه دم غزال فقال إني لأراك عالما بطيب العيش
فقال أجل والذي نفسي بيده لولا أن تنتقض حسناتي لشاركتكم
في لين عيشكم
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن سلمة عن سعيد
الجريري عن أبي نضرة عن الربيع بن زياد الحارثي أنه وفد إلى عمر بن
الخطاب فأعجبته هيئته ونحوه فشكا عمر طعاما غليظا أكله فقال الربيع
يا أمير المؤمنين إن أحق الناس بطعام لين ومركب لين وملبس لين
لأنت فرفع عمر جريدة معه فضرب بهار أسه وقال أما والله ما أراك
أردت بها الله وما أردت بها إلا مقاربتي إن كنت لأحسب أن فيك ويحك
280

هل تدري ما مثلي ومثل هؤلاء قال وما مثلك ومثلهم قال مثل
قوم سافروا فدفعوا نفقاتهم إلى رجل منهم فقالوا له أنفق علينا فهل
يحل له أن يستأثر منها بشئ قال لا يا أمير المؤمنين قال فكذلك
مثلي ومثلهم ثم قال عمر إني لم أستعمل عليكم عمالي ليضربوا أبشاركم
وليشتموا أعراضكم ويأخذوا أموالكم ولكني استعملتهم ليعلموكم كتاب
ربكم وسنة نبيكم فمن ظلمه عامله بمظلمة فلا إذن له علي ليرفعها
إلي حتى أقصه منه فقال عمرو بن العاص يا أمير المؤمنين أرأيت إن
أدب أمير رجلا من رعيته أتقصه منه فقال عمر وما لي لا أقصه
منه وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقص من نفسه وكتب
عمر إلى أمراء الأجناد لا تضربوا المسلمين فتذلوهم ولا تحرموهم
فتكفروهم ولا تجمروهم فتفتنوهم ولا تنزلوهم الغياض فتضيعوهم
قالوا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما توفي واستخلف
أبو بكر الصديق كان يقال له خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلما توفي أبو بكر رحمه الله واستخلف عمر بن الخطاب قيل لعمر خليفة
خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال المسلمون فمن جاء بعد
عمر قيل له خليفة خليفة خليفة رسول الله عليه السلام فيطول هذا
ولكن أجمعوا على اسم تدعون به الخليفة يدع به من بعده من الخلفاء
فقال بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن المؤمنون وعمر
أميرنا فدعي عمر أمير المؤمنين فهو أول من
سمي بذلك وهو أول من كتب التأريخ في شهر ربيع الأول سنة ست عشرة فكتبه من هجرة النبي
صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة وهو أول من جمع القرآن في
الصحف وهو أول من سن قيام شهر رمضان وجمع الناس على ذلك
وكتب به إلى البلدان وذلك في شهر رمضان سنة أربع عشرة وجعل للناس
بالمدينة قارئين قارئا يصلي بالرجال وقارئا يصلي بالنساء وهو أول
281

من ضرب في الخمر ثمانين واشتد على أهل الريب والتهم وأحرق بيت
رويشد الثقفي وكان حانوتا وغرب ربيعة بن أمية بن خلف إلى خيبر وكان
صاحب شراب فدخل أرض الروم فارتد وهو أول من عس في عمله
بالمدينة وحمل الدرة وأدب بها ولقد قيل بعده لدرة عمر أهيب من
سيفكم وهو أول من فتح الفتوح وهي الأرضون والكور التي فيها الخراج
والفئ فتح العراق كله السواد والجبال وأذربيجان وكور البصرة
وأرضها وكور الأهواز وفارس وكور الشام ما خلا أجنادين فإنها فتحت
في خلافة أبي بكر الصديق رحمه الله وفتح عمر كور الجزيرة والموصل
ومصر والإسكندرية وقتل رحمه الله وخيله على الري وقد فتحوا
عامتها وهو أول من مسح السواد وأرض الجبل ووضع الخراج على الأرضين
والجزية على جماجم أهل الذمة فيما فتح من البلدان فوضع على الغني ثمانية
وأربعين درهما وعلى الوسط أربعة وعشرين درهما وعلى الفقير اثني عشر
درهما وقال لا يعوز رجلا منهم درهم في شهر فبلغ خراج السواد
والجبل على عهد عمر رحمه الله مائة ألف ألف وعشرين ألف ألف واف
وألواف درهم ودانقان ونصف وهو أول من مصر الأمصار الكوفة
والبصرة والجزيرة والشام ومصر والموصل وأنزلها العرب وخط الكوفة
والبصرة خططا للقبائل وهو أول من استقضى القضاة في الأمصار وهو
أول من دون الديوان وكتب الناس على قبائلهم وفرض لهم الأعطية من
الفئ وقسم القسوم في الناس وفرض لأهل بدر وفضلهم على غيرهم
وفرض للمسلمين على أقدارهم وتقدمهم في الاسلام وهو أول من حمل
الطعام في السفن من مصر في البحر حتى ورد البحر ثم حمل من الجار إلى المدينة
وكان عمر رضي الله تعالى عنه إذا بعث عاملا له على مدينة كتب ماله وقد قاسم
غير واحد منهم ماله إذا عزله منهم سعد بن أبي وقاص وأبو هريرة
وكان يستعمل رجلا من أصحاب رسول الله عليه السلام مثل عمرو
282

بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان والمغيرة بن شعبة ويدع من هو أفضل
منهم مثل عثمان وعلي وطلحة والزبير و عبد الرحمن بن عوف ونظرائهم
لقوة أولئك على العمل والبصر به ولاشراف عمر عليهم وهيبتهم له
وقيل لما لك لا تولي الأكابر من أصحاب رسول الله عليه السلام
فقال أكره أن أدنسهم بالعمل
واتخذ عمر دار الرقيق وقال بعضهم الدقيق فجعل فيها الدقيق
والسويق والتمر والزبيب وما يحتاج إليه يعين به المنقطع به والضيف ينزل
بعمر ووضع عمر في طريق السبل ما بين مكة والمدينة ما يصلح من
ينقطع به ويحمل من ماء إلى ماء وهدم عمر مسجد رسول الله صلى
الله عليه وسلم وزاد فيه وأدخل دار العباس بن عبد المطلب فيما زاد
ووسعه وبناه لما كثر الناس بالمدينة وهو أخرج اليهود من الحجاز وأجلاهم
من جزيرة العرب إلى الشام وأخرج أهل نجران وأنزلهم ناحية الكوفة
وكان عمر خرج إلى الجابية في صفر سنة ست عشرة فأقام بها عشرين ليلة
يقصر الصلاة وحضر فتح بيت المقدس وقسم الغنائم بالجابية وخرج
بعد ذلك في جمادى الأولى سنة سبع عشرة يريد الشام فبلغ سرغ فبلغه أن
الطاعون قد اشتعل بالشام فرجع من سرغ فكلمه أبو عبيدة بن الجراح
وقال أتفر من قدر الله قال نعم إلى قدر الله
وفي خلافته كان طاعون عمواس في سنة ثماني عشرة وفي هذه السنة
كان أول عام الرمادة أصاب الناس محل وجدب ومجاعة تسعة أشهر
واستعمل عمر على الحج بالناس أول سنة استخلف وهي سنة ثلاث عشرة
عبد الرحمن بن عوف فحج بالناس تلك السنة ثم لم يزل عمر بن الخطاب
يحج بالناس في كل سنة خلافته كلها فحج بهم عشر سنين ولاء وحج
بأزواج النبي عليه السلام في آخر حجة حجها بالناس سنة ثلاث وعشرين
واعتمر عمر في خلافته ثلاث مرات عمرة في رجب سنة سبع عشرة
283

وعمرة في رجب سنة إحدى وعشرين وعمرة في رجب سنة اثنتين وعشرين
وهو آخر المقام إلى موضعه اليوم كان ملصقا بالبيت
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثني الأشعث عن
الحسن أن عمر بن الخطاب مصر الأمصار المدينة والبصرة والكوفة والبحرين
ومصر والشام والجزيرة
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة عن يونس
عن الحسن أن عمر بن الخطاب قال هان شئ أصلبه قوما أن
أبدلهم أميرا مكان أمير
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بسلمة عن علي
بن زيد عن عبد الله بن إبراهيم قال أول من ألقى الحصى في مسجد رسول
الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب وكان الناس إذا رفعوا رؤوسهم
من السجود نفضوا أيديهم فأمر عمر بالحصى فجئ به من العقيق فبسط
في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن زيد قال أخبرنا
أيوب عن محمد بن سيرين قال قال عمر بن الخطاب لأعزلن خالد
بن الوليد والمثنى مثنى بني شيبان حتى يعلما أن الله إنما كان ينصر عباده
وليس إياهما كان ينصر
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة قال أخبرنا
كثير أبو محمد عن عبد الرحمن بن عجلان أن عمر بن الخطاب مر بقوم
يرتمون فقال أحدهم أسيت فقال عمر سوء اللحن أسوأ من
سوء الرمي
قال وأخبرنا سليمان بن حرب قال أخبرنا جرير بن حازم عن يعلى
بن حكيم عن نافع قال قال عمر لا يسألني الله عن ركوب المسلمين
البحر أبدا
284

قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني هشام بن سعد عن زيد بن
أسلم قال كتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص يسأله عن ركوب
البحر قال فكتب عمرو إليه يقول دود على عود فإن انكسر العود هلك
الدود قال فكره عمر أن يحملهم في البحر قال هشام وقال سعيد بن أبي
هلال فأمسك عمر عن ركوب البحر
قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال أخبرنا داود بن أبي
الفرات قال أخبرنا عبد الله بن بريدة الأسلمي قال بينما عمر بن الخطاب
يعس ذات ليلة إذا امرأة تقول
هل من سبيل إلى خمر فأشربها أم هل سبيل إلى نصر بن حجاج
فلما أصبح سأل عنه فإذا هو من بني سليم فأرسل إليه فأتاه فإذا
هو من أحسن الناس شعرا وأصبحهم وجها فأمره عمر أن يطم شعره
ففعل فخرجت جبهته فازداد حسنا فأمره عمر أن يعتم ففعل فازداد
حسنا فقال عمر لا والذي نفسي بيده لا تجامعني بأرض أنا بها فأمر
له بما يصلحه وسيره إلى البصرة قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال أخبرنا داود بن أبي
الفرات قال أخبرنا عبد الله بن بريدة الأسلمي قال خرج عمر بن الخطاب
يعس ذات ليلة فإذا هو بنسوة يتحدثن فإذا هن يقلن أي أهل المدينة
أصبح فقالت امرأة منهن أبو ذئب فلما أصبح سأل عنه فإذا هو
من بني سليم فلما نظر إليه عمر إذا هو من أجمل الناس فقال له عمر
أنت والله ذئبهن مرتين أو ثلاثا والذي نفسي بيده لا تجامعني بأرض
أنا بها قال فإن كنت لا بد مسيرني فسيرني حيث سيرت بن عمي
يعني نصر بن حجاج السلمي فأمر له بما يصلحه وسيره إلى البصرة
قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن بن عون عن محمد
أن بريدا قدم على عمر فنثر كنانته فبدرت صحيفة فأخذها فقرأها
285

فإذا فيها
ألا أبلغ أبا حفص رسولا فدى لك من أخي ثقة إزاري
قلائصنا هداك الله إنا شغلنا عنكم زمن الحصار
فما قلص وجدن معقلات قفا سلع بمختلف البحار
قلائص من بني سعد بن بكر وأسلم أو جهينة أو غفار
يعقلهن جعدة من سليم معيدا يبتغي سقط العذار
فقال ادعو لي جعدة من سليم قال فدعوا به فجلده مائة
معقولا ونهاه أن يدخل على امرأة مغيب
قال أخبرنا عمرو بن عاصم قال أخبرنا عاصم بن العباس الأسدي
قال سمعت سعيد بن المسيب يقول كان عمر بن الخطاب يحب الصلاة
في كبد الليل يعني وسط الليل
قال أخبرنا عمرو بن عاصم قال أخبرنا أبو هلال عن محمد بن
سيرين قال كان عمر بن الخطاب قد اعتراه نسيان في الصلاة فجعل رجل
خلفه يلقنه فإذا أومأ إليه أن يسجد أيقوم فعل
قال أخبرنا المعلى بن أسد قال أخبرنا وهيب بن خالد عن يحيى
بن سعد عن سالم بن عبد الله أن عمر بن الخطاب كان يدخل يده في
دبرة البعير ويقول إني لخائف أن أسأل عما بك
قال أخبرنا خالد بن مخلد البجلي قال أخبرنا عبد الله بن عمر
عن الزهري قال قال عمر بن الخطاب في العام الذي طعن فيه أيها
الناس إني أكلمكم بالكلام فمن حفظه فليحدث به حيث انتهت به
راحلته ومن لم يحفظه فأحرج بالله على امرئ أن يقول علي ما لم أقل
قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال أخبرنا سفيان عن معمر عن
286

الزهري قال أراد عمر بن الخطاب أن يكتب السنن فاستخار الله شهرا
ثم أصبح وقد عزم له فقال ذكرت قوما كتبوا كتابا فأقبلوا عليه وتركوا
كتاب الله
قال أخبرنا محمد بن مصعب القرقساني قال أخبرنا أبو بكر بن
عبد الله بن أبي مريم عن راشد بن سعد أن عمر بن الخطاب أتى بمال
فجعل يقسمه بين الناس فازدحموا عليه فأقبل سعد بن أبي وقاص
يزاحم الناس حتى خلص إليه فعلاه عمر بالدرة وقال إنك أقبلت لا تهاب
سلطان الله في الأرض فأحببت أن أعلمك أن سلطان الله لن يهابك
قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال أخبرنا عبيد الله بن عمرو
عن عبد الكريم عن عكرمة أن حجاما كان يقص عمر بن الخطاب
وكان رجلا مهيبا فتنحنح عمر فأحدث الحجام فأمر له عمر بأربعين
درهما والحجام هو سعيد بن الهيلم
قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال حدثنا أبي
عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب أنه قال في
ولايته من ولي هذا الامر بعدي فليعلم أن سيريده عنه القريب والبعيد
وأيم الله ما كنت إلا أقاتل الناس عن نفسي قتالا
قال أخبرنا مطرف بن عبد الله قال أخبرنا عبد العزيز بن أبي
حازم عن معمر بن محمد عن أبيه محمد بن زيد قال اجتمع علي وعثمان
وطلحة والزبير و عبد الرحمن بن عوف وسعد وكان أجرأهم على عمر
عبد الرحمن بن عوف فقالوا يا عبد الرحمن لو كلمت أمير المؤمنين
للناس فإنه يأتي الرجل طالب الحاجة فتمنعه هيبتك أن يكلمك في
حاجة حتى يرجع ولم يقض حاجته فدخل عليه فكلمه فقال يا أمير
المؤمنين لن للناس فإنه يقدم القادم فتمنعه هيبتك أن يكلمك في حاجته
حتى يرجع ولم يكلمك قال يا عبد الرحمن أنشدك الله أعلي وعثمان
287

وطلحة والزبير وسعد أمروك بهذا قال اللهم نعم قال يا عبد الرحمن
والله لقد لنت للناس حتى خشيت الله في اللين ثم اشتددت عليهم حتى خشيت
الله في الشدة فأين المخرج فقام عبد الرحمن يبكي يجر رداءه يقول
بيده أف لهم بعدك أف لهم بعدك
قال أخبرنا سعيد بن منصور قال أخبرنا سفيان عن عاصم
بكليب عن أبيه عن بن عباس قال كان عمر بن الخطاب كلما صلى
صلاة جلس للناس فمن كانت له حاجة نظر فيها فصلى صلوات لا يجلس
فيها فأتيت الباب فقلت يا يرفا فخرج علينا يرفا فقلت أبأمير المؤمنين
شكوى قال لا فبينا أنا كذلك إذ جاء عثمان فدخل يرفا ثم خرج
علينا فقال قم يا بن عفان قم يا بن عباس فدخلنا على عمر وبين يديه
صبر من مال على كل صبرة منها كتف فقال إني نظرت فلم
أجد بالمدينة أكثر عشيرة منكما خذا هذا المال فاقسماه بين الناس
فإن فضل فضل فردا فأما عثمان فحثا وأما أنا فجثيت لركبتي فقلت
وإن كان نقصانا رددت علينا فقال شنشنة من أخشن قال سفيان
يعني حجرا من جبل أما كان هذا عند الله إذ محمد صلى الله عليه وسلم
وأصحابه يأكلون القد قلت بلى ولو فتح عليه لصنع غير الذي تصنع
قال وما كان يصنع قلت إذا لاكل وأطعمنا قال فرأيته نشج
حتى اختلفت أضلاعه وقال لوددت أني خرجت منه كفافا لا علي
ولا لي
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا يحيى بن سعيد عن سعيد
بن المسيب قال أصيب بعير من المال زعم يحيى من الفئ فنحره عمر
وأرسل إلى أزواج النبي منه وصنع ما بقي فدعا عليه من المسلمين وفيهم يومئذ
العباس بن عبد المطلب فقال العباس يا أمير المؤمنين لو صنعت لنا
كل يوم مثل هذا فأكلنا عندك وتحدثنا فقال عمر لا أعود لمثلها إنه
288

مضى صاحبان لي يعني النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر عملا عملا
وسلكا طريقا وإني إن عملت بغير عملهما سلك بي طريق غير طريقهما
قال أخبرنا عبد الله بن مسلم بن قعنب الحارثي قال أخبرنا مالك
بن انس عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب خرج فقعد على المنبر
فثاب الناس إليه حتى سمع به أهل العالية فنزلوا فعلمهم حتى ما بقي وجه
إلا علمهم ثم أتى أهله وقال قد سمعتم ما نهيت عنه وإني لا أعرف
أن أحدا منكم يأتي شيئا مما نهيت عنه إلا ضاعفت له العذاب ضعفين
أو كما قال
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر عن الزهري عن سالم
بن عبد الله عن أبيه قال كان عمر إذا أراد أن ينهى الناس عن شئ
تقدم إلى أهله فقال لا أعلمن أحدا وقع في شئ مما نهيت عنه إلا أضعفت
له العقوبة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن إسماعيل بن أبي حكيم عن عروة قال كان عمر إذا أتاه الخصمان
برك على ركبتيه وقال اللهم أعني عليهما فإن كل واحد منهما
يريدني عن ديني
قال أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق ومحمد بن عبد الله الأنصاري
وهوذة بن خليفة قالوا أخبرنا بن عون عن محمد بن سيرين قال قال عمر
بن الخطاب ما بقي في شئ من أمر الجاهلية إلا أني لست أبالي إلى أي
الناس نكحت وأيهم أنكحت
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال
أخبرنا القاسم بن الفضل قال حدثني معاوية بن قرة عن الحكم بن أبي العاص الثقفي قال كنت قاعدا
مع عمر بن الخطاب فأتاه رجل فسلم عليه فقال له عمر بينك وبين
أهل نجران قرابة قال الرجل لا قال عمر بلى قال الرجل لا
289

قال عمر بلى والله أنشد الله كل رجل من المسلمين يعلم أن بين هذا
وبين أهل نجران قرابة لما تكلم فقال رجل من القوم يا أمير المؤمنين
بلى بينه وبين أهل نجران قرابة من قبل كذا وكذا فقال له عمر مه فإنا
نقفو الآثار
قال أخبرنا يعلى بن عبيد قال أخبرنا سفيان عن أبي نهيك عن
زياد بن حدير قال رأيت عمر أكثر الناس صياما وأكثرهم سواكا
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال أخبرنا زهير بن معاوية
قال أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال قال عمر
بن الخطاب لو كنت أطيق مع الخليفي لأذنت
قال أخبرنا يعلى بن عبيد قال أخبرنا مسعر بن كدام عن حبيب
بن أبي ثابت عن يحيى بن أبي جعدة قال قال عمر بن الخطاب لولا
أن أسير في سبيل الله أو أضع جبيني لله في التراب أو أجالس قوما يلتقطون
طيب القول كما يلتقط طيب الثمر لأحببت أن أكون قد لحقت بالله
قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال أخبرني عمر بن سليمان
بن أبي حثمة عن أبيه قال قالت الشفاء ابنة عبد الله ورأت فتيانا
يقصدون في المشي ويتكلمون رويدا فقالت ما هذا فقالوا نساك
فقالت كان والله عمر إذا تكلم أسمع وإذا مشى أسرع وإذا ضرب أوجع
وهو الناسك حقا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الله بن جعفر عن أم
بكر بنت المسور عن أبيها المسور بن مخرمة قال كنا نلزم عمر بن الخطاب
نتعلم منه الورع
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد عن يحيى
يعني بن سعيد قال قال عمر بن الخطاب ما أبالي إذا اختصم إلي رجلان
لأيهما كان الحق
290

قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا وهيب بن خالد قال
أخبرنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال أشد أمتي في أمر الله عمر
قال أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق قال أخبرنا محمد بن قيس
الأسدي عن العلاء بن أبي عائشة أن عمر بن الخطاب دعا بحلاق فحلقه
بموسى يعني جسده فاستشرف له الناس فقال أيها الناس إن هذا
ليس من السنة ولكن النورة من النعيم فكرهتها
قال أخبرنا حجاج بن محمد قال أخبرنا أبو هلال الراسبي عن قتادة
قال كان الخلفاء لا يتنورون أبو بكر وعمر وعثمان
قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي قال أخبرنا سعيد بن
أبي عروبة بلغه عن عمر بن عبد العزيز أنه قال رأيت النبي صلى الله
عليه وسلم في المنام وأبو بكر عن يمينه وعمر عن شماله فقال لي يا عمر
إن وليت من أمر الناس شيئا فخذ بسيرة هذين
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا عبد الله بن عبد الله بن أبي
أويس المديني عن الزهري عن سالم قال كان عمر بن الخطاب و عبد الله
بن عمر لا يعرف فيهما البر حتى يقولا أو يفعلا قال قلت يا أبا بكر ما
تعني بذلك قال لم يكونا مؤنثين ولا متماوتين
قال أخبرنا معن بن عيسى و عبد الله بن مسلمة بن قعنب قالا أخبرنا
مالك عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال كان
البر لا يعرف في عمر ولا في ابنه حتى يقولا أو يفعلا
قال أخبرنا معن بن عيسى و عبد الله بن مسلمة بن قعنب قالا أخبرنا
مالك بن أنس عن قطن بن وهب بن عويمر بن الأجدع قال معن إن
عمر بن الخطاب كان يسير ببعض طريق مكة وقال عبد الله بن مسلمة
عن قطن بن وهب عن عمه إنه كان مع عمر بن الخطاب في سفر فلما
291

كان قريبا من الروحاء قال معن عبد الله بن مسلمة في حديثهما فسمع
صوت راع في جبل فعدل إليه فلما دنا منه صاح يا راعي الغنم فأجابه
الراعي فقال يا راعيها فقال عمر إني قد مررت بمكان هو أخصب
من مكانك وإن كل راع مسؤول عن رعيته ثم عدل صدور الركاب
قال أخبرنا عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني عن النعمان بن
ثابت عن موسى بن طلحة عن بن الحوتكية قال سئل عمر عن شئ
فقال لولا أني أكره أن أزيد في الحديث أو أنتقص منه لحدثتكم به
قال أخبرنا معن بن عيسى وروح بن عبادة قالا أخبرنا مالك بن
أنس عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال سمعت
عمر بن الخطاب يوما وخرجت معه حتى دخل حائطا فسمعته يقول وبيني
وبينه جدار وهو في جوف الحائط عمر بن الخطاب أمير المؤمنين بخ
والله بني الخطاب لتتقين الله أو ليعذبنك
قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال حدثني أبي
عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب أنه كان
يقول إن الناس لم يزالوا مستقيمين ما استقامت لهم أيمتهم وهداتهم
قال أخبرنا عبد الله بن إدريس عن هشام بن حسان عن الحسن قال
قال عمر بن الخطاب الرعية مؤدية إلى الامام ما أدى الامام إلى الله
فإذا رتع الامام رتعوا
قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال حدثني أبي
عن عاصم بن محمد عن زيد بن أسلم قال أخبرني أسلم أبي أن عبد الله بن
عمر قال يا أسلم أخبرني عن عمر قال فأخبرته عن بعض شأنه فقال
عبد الله ما رأيت أحدا قط بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من
حين قبض كان أجد ولا أجود حتى انتهى من عمر
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا مندل بن علي عن عاصم
292

قال سمعت أبا عثمان النهدي يقول والذي لو شاء أن تنطق قناني
نطقت لو كان عمر بن الخطاب ميزانا ما كان فيه ميط شعرة
قال أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي المكي قال أخبرنا
أبو عمير الحارث بن عمير عن رجل أن عمر بن الخطاب رقي المنبر وجمع
الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس لقد رأيتني وما لي من أكال
يأكله الناس إلا أن لي خالات من بني مخزوم فكنت أستعذب لهن الماء
فيقبضن لي القبضات من الزبيب قال ثم نزل عن المنبر فقيل له ما
أردت إلى هذا يا أمير المؤمنين قال إني وجدت في نفسي شيئا فأردت
أن أطأطئ منها
قال أخبرنا علي بن عبد الله بن جعفر قال قال سفيان يعني بن
عيينة قال عمر بن الخطاب أحب الناس إلي من رفع إلي عيوبي
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن سلمة قال
أخبرنا حميد عن أنس بن مالك أن الهرمزان رأى عمر بن الخطاب مضطجعا
في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هذا والله الملك
الهنئ
قال أخبرنا خالد بن مخلد البجلي قال أخبرنا عبد الله بن عمر
قال أخبرني زيد بن أسلم عن أبيه قال رأيت عمر بن الخطاب يأخذ
بأذن الفرس ويأخذ بيده الأخرى أذنه ثم ينزو على متن الفرس
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان
عن عطاء قال كان عمر بن الخطاب يأمر عماله أن يوافوه بالموسم فإذا
اجتمعوا قال أيها الناس إني لم أبعث عمالي عليكم ليصيبوا من أبشاركم
ولا من أموالكم إنما بعثتهم ليحجزوا بينكم وليقسموا فيئكم بينكم
فمن فعل به غير ذلك فليقم فما قام أحد إلا رجل واحد قام فقال
يا أمير المؤمنين إن عاملك فلانا ضربني مائة سوط قال فيم ضربته
293

قم فاقتص منه فقام عمرو بن العاص فقال يا أمير المؤمنين إنك إن
فعلت هذا يكثر عليك ويكون سنيه أخذ بها من بعدك فقال أنا لا
أقيد وقد رأيت رسول الله يقيد من نفسه قال فدعنا فلنرضه قال
دونكم فأرضوه فافتدى منه بمائتي دينار كل سوط بدينارين
قال أخبرني زيد بن هارون قال أخبرنا الجريري عن أبي نضرة
عن أبي سعيد مولى أبي أسيد قال كان عمر بن الخطاب يعس المسجد
بعد العشاء فلا يرى فيه أحدا إلا أخرجه إلا رجلا قائما يصلي فمر بنفر
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم أبي بن كعب فقال
من هؤلاء قال أبي نفر من أهلك يا أمير المؤمنين قال ما خلفكم
بعد الصلاة قال جلسنا نذكر الله قال فجلس معهم ثم قال لأدناهم
إليه خذ قال فدعا فاستقرأهم رجلا رجلا يدعون حتى انتهى إلي
وأنا إلى جنبه فقال هات فحصرت وأخذني من الرعدة أفكل حتى
جعل يجد مس ذلك مني فقال ولو أن تقول اللهم اغفر لنا اللهم ارحمنا
قال ثم أخذ عمر فما كان في القوم أكثر دمعة ولا أشد بكاء منه ثم
قال إيها الآن فتفرقوا
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا فرج بن فضالة عن محمد
بن الوليد الزبيدي عن الزهري قال كان عمر بن الخطاب يجلس متربعا
ويستلقي على ظهره ويرفع إحدى رجليه على الأخرى
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا فرج بن فضالة عن محمد
بن الوليد عن الزهري قال قال عمر بن الخطاب إذا أطال أحدكم الجلوس
في المسجد فلا عليه أن يضع جنبه فإنه أجدر أن لا يمل جلوسه
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب
وهشام عن محمد بن سيرين قال قتل عمر ولم يجمع القرآن
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عائذ بن يحيى عن أبي
294

الحويرث عن جبير بن الحويرث بن نقيد أن عمر بن الخطاب استشار
المسلمين في تدوين الديوان فقال له علي بن أبي طالب تقسم كل سنة
ما اجتمع إليك من مال ولا تمسك منه شيئا وقال عثمان بن عفان
أرى مالا كثيرا يسع الناس وإن لم يحصوا حتى تعرف من أخذ ممن
لم يأخذ خشيت أن ينتشر الامر فقال له الوليد بن هشام بن المغيرة
يا أمير المؤمنين قد جئت الشام فرأيت ملوكها قد دونوا ديوانا وجندوا
جنودا فدون ديوانا وجند جنودا فأخذ بقوله فدعا عقيل بن أبي طالب
ومخرمة بن نوفل وجبير بن مطعم وكانوا من نساب قريش فقال اكتبوا
الناس على منازلهم فكتبوا فبدؤوا ببني هاشم ثم أتبعوهم أبا بكر وقومه
ثم عمر وقومه على الخلافة فلما نظر إليه عمر قال وددت والله أنه
هكذا ولكن ابدؤوا بقرابة النبي صلى الله عليه وسلم الأقرب فالأقرب
حتى تضعوا عمر حيث وضعه الله
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أسامة بن زيد بن أسلم عن
أبيه عن جده قال رأيت عمر بن الخطاب حين عرض عليه الكتاب
وبنو تيم على أثر بني هاشم وبنو عدي على أثر بني تيم فأسمعه يقول
ضعوا عمر موضعه وابدؤوا بالأقرب فالأقرب من رسول الله صلى الله
عليه وسلم فجاءت بنو عدي إلى عمر فقالوا أنت خليفة رسول الله
صلى الله عليه وسلم أو خليفة أبي بكر وأبو بكر خليفة رسول الله عليه
السلام قالوا وذاك فلو جعلت نفسك حيث جعلك هؤلاء القوم قال
بخ بخ بني عدي أردتم الاكل على ظهري لان أذهب حسناتي لكم
لا والله حتى تأتيكم الدعوة وإن أطبق عليكم الدفتر يعني ولو أن تكتبوا
آخر الناس إن لي صاحبين سلكا طريقا فإن خالفتهما خولف بي والله
ما أدركنا الفضل في الدنيا ولا ما نرجو من الآخرة من ثواب الله على ما عملنا
إلا بمحمد صلى الله عليه وسلم فهو شرفنا وقومه أشرف العرب ثم
295

الأقرب فالأقرب إن العرب شرفت برسول الله ولو أن بعضنا يلقاه
إلى آباء كثيرة وما بيننا وبين أن نلقاه إلى نسبه ثم لا نفارقه إلى آدم إلا آباء
يسيرة مع ذلك والله لئن جاءت الأعاجم بالاعمال وجئنا بغير عمل فهم
أولى بمحمد منا يوم القيامة فلا ينظر رجل إلى القرابة ويعمل لما عند
الله فإن من قصر به عمله لا يسرع به نسبه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أسامة بن زيد بن أسلم
عن يحيى بن عبد الله بن مالك عن أبيه عن جده قال محمد بن عمر وأخبرنا
سليمان بن داود بن الحصين عن أبيه عن عكرمة عن بن عباس قال محمد
بن عمر وأخبرنا عبد الله بن جعفر عن عثمان بن محمد الأخنسي قال محمد
بن عمر وأخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال وحدثني محمد
بن عبد الله عن الزهري عن سعيد بن المسيب دخل حديث بعضهم في
حديث بعض قالوا لما أجمع عمر بن الخطاب على تدوين الديوان وذلك
في المحرم سنة عشرين بدأ ببني هاشم في الدعوة ثم الأقرب فالأقرب برسول
الله صلى الله عليه وسلم فكان القوم إذا استووا في القرابة برسول الله
صلى الله عليه وسلم قدم أهل السابقة حتى انتهى إلى الأنصار فقالوا
بمن نبدأ فقال عمر ابدؤوا برهط سعد بن معاذ الأشهلي ثم الأقرب
فالأقرب بسعد بن معاذ وفرض عمر لأهل الديوان ففضل أهل السوابق
والمشاهد في الفرائض وكان أبو بكر الصديق قد سوى بين الناس في القسم
فقيل لعمر في ذلك فقال لا أجعل من قاتل رسول الله صلى الله عليه
وسلم كمن قاتل معه فبدأ بمن شهد بدرا من المهاجرين والأنصار ففرض
لكل رجل منهم خمسة آلاف درهم في كل سنة حليفهم ومولاهم معهم
بالسواء وفرض لمن كان له إسلام كإسلام أهل بدر من مهاجرة الحبشة
ومن شهد أحدا أربعة آلاف درهم لكل رجل منهم وفرض لأبناء
البدريين ألفين ألفين إلا حسنا وحسينا فإنه الحقهما بفريضة أبيهما
296

لقرابتهما برسول الله صلى الله عليه وسلم ففرض لكل واحد منهما
خمسة آلاف درهم وفرض للعباس بن عبد المطلب خمسة آلاف درهم
لقرابته برسول الله صلى الله عليه وسلم
قال وقد روى بعضهم أنه فرض له سبع آلاف درهم وقال
سائرهم لم يفضل أحدا على أهل بدر إلا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
فإنه فرض لكل امرأة منهن اثني عشر ألف درهم جويرية
بنت الحارث وصفية بنت حيي فيهن هذا المجتمع عليه وفرض لمن
هاجر قبل الفتح لكل رجل ثلاثة آلاف درهم وفرض لمسلمة الفتح
لكل رجل منهم ألفين وفرض لغلمان أحداث من أبناء المهاجرين والأنصار
كفرائض مسلمة الفتح وفرض لعمر بن أبي سلمة أربعة آلاف درهم
فقال محمد بن عبد الله بن جحش لم تفضل عمر علينا فقد هاجر آباؤنا
وشهدوا فقال عمر أفضله لمكانه من النبي صلى الله عليه وسلم
فليأت الذي يستعتب بأم مثل أم سلمة أو عتبه وفرض لأسامة بن
زيد أربعة آلاف درهم فقال عبد الله بن عمر فرضت لثلاثة
آلاف وفرضت لأسامة في أربعة آلاف وقد شهدت ما لم يشهد أسامة
فقال عمر زدته لأنه كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
منك وكان أبوه أحب إلى رسول الله عليه السلام من أبيك ثم فرض
للناس على منازلهم وقراءتهم للقرآن وجهاده ثم جعل من بقي من الناس
بابا واحدا فألحق من جاءهم من المسلمين بالمدينة فخمسة وعشرين دينارا
لكل رجل وفرض للمحررين معهم وفرض لأهل اليمن وقيس بالشام
والعراق لكل رجل ألفين إلى ألف إلى تسعمائة إلى خمسمائة إلى ثلاثمائة
لم ينقص أحدا من ثلاثمائة وقال لئن كثر المال لأفرضن لكل رجل
أربعة آلاف درهم ألف لسفره وألف لسلاحه وألف يخلفها لأهله
وألف لفرسه وبغله وفرض لنساء مهاجرات فرض لصفية بنت
297

عبد المطلب ستة آلاف درهم ولأسماء ابنة عميس ألف درهم ولا
كلثوم بنت عقبة ألف درهم ولام عبد الله بن مسعود ألف درهم وقد
روي أنه فرض للنساء المهاجرات ثلاثة آلاف درهم لكل واحدة وأمر
عمر فكتب له عيال أهل العوالي فكان يجري عليهم القوت ثم كان
عثمان فوسع عليهم في القوت والكسوة وكان عمر يفرض للمنفوس مائة
درهم فإذا ترعرع بلغ به مائتي درهم فإذا بلغ زاده وكان إذا أتي باللقيط
فرض له مائة درهم وفرض له رزقا يأخذه وليه كل شهر ما يصلحه
ثم ينقله من سنة إلى سنة وكان يوصي بهم خيرا ويجعل رضاعهم ونفقتهم
من بيت المال
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني حزام بن هشام الكعبي عن
أبيه قال رأيت عمر بن الخطاب يحمل ديوان خزاعة حتى ينزل قديدا
فتأتيه بقديد فلا يغيب عنه امرأة بكر ولا ثيب فيعطيهن في أيديهن ثم
يروح فينزل عسفان فيفعل مثل ذلك أيضا حتى توفي
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن محمد بن زيد قال كان ديوان حمير على عهد عمر على
حده
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن عمر العمري
عن جهم بن أبي جهم قال قدم خالد بن عرفطة العذري على عمر فسأله
عما وراءه فقال يا أمير المؤمنين تركت من ورائي يسألون الله أن يزيد في عمرك من أعمارهم ما وطئ أحد القادسية إلا عطاؤه ألفان أو خمس
عشرة مائة وما من مولود يولد إلا ألحق على مائة وجريبين كل شهر
ذكرا كان أو أنثى وما يبلغ لنا ذكر إلا ألحق على خمسمائة أو ستمائة فإذا
خرج هذا لأهل بيت منهم من يأكل الطعام ومنهم من لا يأكل الطعام
فما ظنك به فإنه لينفقه فيما ينبغي وفيما لا ينبغي قال عمر فالله المستعان إنما
298

هو حقهم أعطوه وأنا أسعد بأدائه إليهم منهم بأخذه فلا تحمدني
عليه فإنه لو كان من مال الخطاب ما أعطيتموه ولكني قد علمت أن فيه
فضلا ولا ينبغي أن أحبسه عنهم فلو أنه إذا خرج عطاء أحد هؤلاء
العريب ابتاع منه غنما فجعلها بسوادهم ثم إذا خرج العطاء الثانية ابتاع
الرأس فجعله فيها فإني ويحك يا خالد بن عرفطة أخاف عليكم أن
يليكم بعدي ولاة لا يعد العطاء في زمانهم مالا فإن بقي أحد منهم
أو أحد من ولده كان لهم شئ قد اعتقدوه فيتكئون عليه فإن نصيحتي
لك أنت عندي جالس كنصيحتي لمن هو بأقصى ثغر من ثغور المسلمين
وذلك لما طوقني الله من أمرهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من مات غاشا لرعيته لم يرح رائحة الجنة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن عمرو السميعي
عن الحسن قال كتب عمر إلى حذيفة أن أعط الناس أعطيتهم وأرزاقهم
الذي أفاء الله عليهم ليس هو لعمر ولا لآل عمر اقسمه بينهم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الزهري
و عبد الملك بن سليمان عن إسماعيل بن محمد بن سعد عن السائب بن يزيد
قال سمعت عمر بن الخطاب يقول والذي لا إله إلا هو ثلاثا ما من الناس
أحد إلا عبد مملوك وما أنا فيه إلا كأحدكم ولكنا على منازلنا من كتاب
الله وقسمنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فالرجل وبلاؤه في الاسلام
والرجل وقدمه في الاسلام والرجل وغناؤه في الاسلام والرجل
وحاجته والله لئن بقيت ليأتين الراعي بجبل صنعاء حظه من هذا المال
وهو مكانه قال إسماعيل بن محمد فذكرت ذلك لأبي فعرف الحديث
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أسامة بن زيد الليثي عن
299

محمد بن المنكدر عن مالك بن أوس بن الحدثان قال سمعت عمر بن الخطاب
يقول ما على الأرض مسلم لا يملكون رقبته إلا له في هذا الفئ حق
أعطيه أو منعه ولئن عشت ليأتين الراعي باليمن حقه قبل أن يحمر
وجهه يعني في طلبه
ق ء قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو عن أبي
سلمة عن أبي هريرة أنه قدم على عمر من البحرين قال أبو هريرة
فلقيته في صلاة العشاء الآخرة فسلمت عليه فسألني عن الناس ثم قال لي
ماذا جئت به قلت جئت بخمسمائة ألف درهم قال هل تدري ما
تقول قلت جئت بخمسمائة ألف درهم قال ماذا تقول قال قلت
مائة ألف مائة ألف مائة ألف مائة ألف مائة ألف حتى عددت
خمسا قال إنك ناعس فارجع إلى أهلك فنم فإذا أصبحت فأتني
فقال أبو هريرة فغدوت إليه فقال ماذا جئت به قلت جئت
بخمسمائة ألف درهم قال عمر أطيب قلت نعم لا أعلم إلا ذلك
فقال للناس إنه قد قدم علينا مال كثير فإن شئتم أن نعد لكم عددا وإن
شئتم أن نكيله لكم كيلا فقال له رجل يا أمير المؤمنين إني قد رأيت
هؤلاء الأعاجم يدونون ديوانا يعطون الناس عليه قال فدون الديوان
وفرض للمهاجرين الأولين في خمسة آلاف خمسة آلاف وللأنصار في
أربعة آلاف أربعة آلاف ولأزواج النبي عليه السلام في اثني عشر ألفا
قال يزيد قال محمد بن عمرو حدثني يزيد بن خصيفة عن عبد الله
بن رافع عن برزة بنت رافع قالت لما خرج العطاء أرسل عمر إلى
زينب بنت جحش بالذي لها فلما دخل عليها قالت غفر الله لعمر غيري
من أخواتي كان أقوى على قسم هذا مني فقالوا هذا كله لك قالت
سبحان الله واستترت منه بثوب قالت صبوه واطرحوا عليه ثوبا ثم قالت
لي أدخلي يدك فاقبضي منه قبضة فاذهبي بها إلى بني فلان وبني فلان من
300

أهل رحمها وأيتامها فقسمته حتى بقيت بقية تحت الثوب فقالت لها برزة
بنت رافع غفر الله لك يا أم المؤمنين والله لقد كان لنا في هذا حق
فقالت فلكم ما تحت الثوب قالت فكشفنا الثوب فوجدنا خمسة وثمانين
درهما ثم رفعت يديها إلى السماء فقالت اللهم يدركني عطاء
لعمر بعد عامي هذا فماتت
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا أبو عقيل يحيى بن المتوكل
قال حدثني عبد الله بن نافع عن أبيه عن بن عمر قال قدمت رفقة
من التجار فنزلوا المصلى فقال عمر لعبد الرحمن بن عوف هل لك أن
نحرسهم الليلة من السرق فباتا يحرسانهم ويصليان ما كتب الله لهما
فسمع عمر بكاء صبي فتوجه نحوه فقال لامه اتقي الله وأحسني إلى
صبيك ثم عاد إلى مكانه فسمع بكاءه فعاد إلى أمه فقال لها مثل ذلك
ثم عاد إلى مكانه فلما كان في آخر الليل سمع بكاءه فأتى أمه فقال
ويحك إني لأراك أم سوء ما لي أرى ابنك لا يقر منذ الليلة قالت
يا عبد الله قد أبرمتني منذ الليلة إني أريغه عن الفطام فيأبى قال ولم
قالت لان عمر لا يفرض إلا للفطم قال وكم له قالت كذا
وكذا شهرا قال ويحك لا تعجليه فصلى الفجر وما يستبين الناس
قراءته من غلبة البكاء فلما سلم قال يا بؤسا لعمر كم قتل من أولاد
المسلمين ثم أمر مناديا فنادى ألا لا تعجلوا صبيانكم عن الفطام
فإنا نفرض لكل مولود في الاسلام وكتب بذلك إلى الآفاق إنا نفرض
لكل مولود في الاسلام
قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال أخبرنا سفيان عن جعفر بن محمد
عن أبيه قال استشارهم عمر في العطاء بمن يبدأ فقالوا ابدأ بنفسك
قال فبدأ بالأقارب من رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل قومه
قال أخبرنا عبد الله بن نمير عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم
301

عن أبيه قال سمعت عمر بن الخطاب يقول والله لئن بقيت إلى هذا
العام المقبل لألحقن آخر الناس بأولهم ولأجعلنهم رجلا واحدا
قال أخبرني معن بن عيسى قال أخبرنا مالك بن أنس عن زيد بن
أسلم عن أبيه أنه سمع عمر بن الخطاب قال لئن بقيت إلى الحول لألحقن
أسفل الناس بأعلاهم
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق
عن حارثة بن مضرب عن عمر قال لئن عشت حتى يكثر المال لأجعلن
عطاء الرجل المسلم ثلاثة آلاف ألف لكراعه وسلاحه وألف نفقة له
وألف نفقة لأهله
قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال أخبرنا أبو الأشهب
قال أخبرنا الحسن قال قال عمر بن الخطاب لو قد علمت نصيبي
من هذا الامر لاتى الراعي بسروات حمير نصيبه وهو لا يعرق جبينه فيه
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد عن عمرو
قال قسم عمر بن الخطاب بين أهل مكة مرة عشرة عشرة فأعطى
رجلا فقيل يا أمير المؤمنين إنه مملوك قال ردوه ردوه ثم قال
دعوه
قال أخبرنا يعلى بن عبيد قال أخبرنا هارون البربري عن عبد الله
بن عبيد بن عمير قال قال عمر إني لأرجو أن أكيل لهم المال بالصاع
قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا مالك بن أنس عن يحيى بن
سعيد أن عمر بن الخطاب كان يحمل في العام الواحد على أربعين ألف بعير
يحمل الرجل إلى الشام على بعير ويحمل الرجلين إلى العراق على بعير فجاءه
رجل من أهل العراق قال احملني وسحيما فقال عمر أنشدك بالله
أسحيم زق قال نعم
قال أخبرنا عبد الله بن نمير قال أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه
302

عن عائشة قالت كان عمر بن الخطاب يرسل إلينا بأحظائنا حتى من
الرؤوس والأكارع
قال أخبرنا يعلي بن عبيد قال أخبرنا هارون البربري عن عبد الله
بن عبيد بن عمير قال قال عمر بن الخطاب لأزيدنهم ما زاد المال
لأعدنه لهم عدا فإن أعياني لأكيلنه لهم كيلا فإن أعياني حشوته
بغير حساب
قال أخبرنا سليمان بن حرب قال أخبرنا أبو هلال قال أخبرنا
الحسن قال كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى أما بعد فأعلم
يوما من السنة لا يبقى في بيت المال درهم حتى يكتسح اكتساحا حتى
يعلم الله أني قد أديت إلى كل ذي حق حقه قال الحسن فأخذ صفوها
وترك كدرها حتى ألحقه الله بصاحبيه
قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال أخبرنا سليمان بن المغيرة
قال أخبرنا حميد بن هلال قال أخبرنا زهير بن حيان قال وكان
زهير يلقى بن عباس ويسمع منه قال قال بن عباس دعاني عمر بن
الخطاب فأتيته فإذا بين يديه نطع عليه الذهب منثور حثا قال يقول بن
عباس أخبرنا زهير هل تدري ما حثا قلت لا قال التبر
قال هلم فاقسم هذا بين قومك فالله أعلم حيث زوى هذا عن نبيه
عليه السلام وعن أبي بكر فأعليته لخير أعطيته أو لشر قال فأكببت
عليه أقسم وأزيل قال فسمعت البكاء قال فإذا صوت عمر يبكي ويقول
في بكائه كلا والذي نفسي بيده ما حبسه عن نبيه عليه السلام وعن
أبي بكر إرادة الشر لهما وأعطاه عمر إرادة الخير له
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن زيد عن هشام
بن حسان عن محمد بن سيرين أن صهرا لعمر بن الخطاب قدم على عمر
فعرض له أن يعطيه من بيت المال فانتهره عمر وقال أردت أن ألقى
303

الله ملكا خائنا فلما كان بعد ذلك أعطاه من صلب ماله عشرة آلاف
درهم
قال أخبرنا خالد بن مخلد قال أخبرنا عبد الله بن عمر عن سعيد
بن زيد عن سالم أبي عبد الله قال فرض عمر بن الخطاب للناس حتى
لم يدع أحدا من الناس إلا فرض له حتى بقيت بقية عشائر لهم ولا موالي
ففرض لهم ما بين المائتين وخمسين إلى ثلاثمائة
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال أخبرنا عبد الله بن
المبارك عن يونس عن الزهري عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب
فرض لأهل بدر من المهاجرين من قريش والعرب والموالي خمسة آلاف
خمسة آلاف وللأنصار ومواليهم أربعة آلاف أربعة آلاف
قال أخبرنا الحسن بن موسى قال أخبرنا زهير قال أخبرنا أبو
إسحاق عن مصعب بن سعد أن عمر أول من فرض الأعطية فرض لأهل
بدر والمهاجرين والأنصار ستة آلاف ستة آلاف وفرض لأزواج النبي
عليه السلام ففضل عليهن عائشة فرض لها في اثني عشر ألفا ولسائرهن
عشرة آلاف عشرة آلاف غير جويرية وصفية فرض لهما في ستة آلاف
ستة آلاف وفرض للمهاجرات الأول أسماء بنت عميس وأسماء
بنت أبي بكر وأم عبد أم عبد الله بن مسعود ألفا ألفا
قال أخبرنا الحسن بن موسى قال أخبرنا زهير قال أخبرنا أبو
إسحاق قال روي عن حارثة بن مضرب قال قال عمر لئن عشت
لأجعلن عطاء المسلمين ثلاثة آلاف
قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال أخبرنا سفيان عن الأسود بن قيس
عن شيخ لهم قال قال عمر بن الخطاب لئن عشت لأجعلن عطاء
سفلة الناس ألفين
304

قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال أخبرنا هارون البربري عن عبد
الله بن عبيد بن عمير قال قال عمر بن الخطاب والله لأزيدن الناس
ما زاد المال لأعدن لهم عدا فإن أعياني كثرته لأحشون لهم حشوا
بغير حساب هو مالهم يأخذونه
قال أخبرنا إسحاق بن منصور قال أخبرنا زهير عن أبي إسحاق
عن حارثة بن مضرب أن عمر أمر بجريب من طعام فعجن ثم خبز ثم
ثرد ثم دعا عليه ثلاثين رجلا فأكلوا منه ثم فعل في العشاء مثل ذلك
ثم قال يكفي الرجل جريبان كل شهر فرزق الناس جريبين كل
شهر المرأة والرجل والمملوك جريبين جريبين كل شهر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عاصم بن عبد الله بن أسعد
الجهني عن عمران بن سويد عن بن المسيب عن عمر قال أيما عامل
لي ظلم أحدا فبلغتني مظلمته فلم أغيرها فأنا ظلمته
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر عن الزهري عن عمر
بن الخطاب قال إني لأتحرج أن أستعمل الرجل وأنا أجد أقوى منه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عاصم بن عمر عن محمد
بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه عن عمر قال
لو مات جمل ضياعا على شط الفرات لخشيت أن يسألني الله عنه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عكرمة بن عبد الله بن
فروخ عن أبو جزة عن أبيه قال كان عمر بن الخطاب يحمي النقيع
لخيل المسلمين ويحمي الربذ والشرف لابل الصدقة يحمل على ثلاثين
ألف بعير في سبيل الله كل سنة
قال أخبرني محمد بن عمر قال أخبرنا يزيد بن فراس عن يزيد
بن شريك الفزاري قال عقلت عمر بن الخطاب يحمل على ثلاثين ألف
بعير كل حول في سبيل الله وعلى ثلاثمائة فرس وكانت الخيل ترعى
305

في النقيع
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن عبد الله الزهري
عن الزهري عن السائب بن يزيد قال رأيت خيلا عند عمر بن الخطاب
رحمه الله موسومة في أفخاذها حبيس في سبيل الله
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عكرمة بن عبد الله بن
فروخ عن السائب بن يزيد قال رأيت عمر بن الخطاب السنة يصلح
أداة الإبل التي يحمل عليها في سبيل الله براذعها وأقتابها فإذا حمل
الرجل على البعير جعل معه أداته
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني كثير بن عبد الله المزني
عن أبيه عن جده أن عمر بن الخطاب استأذنه أهل الطريق يبنون ما بين
مكة والمدينة فأذن لهم وقال بن السبيل أحق بالماء والظل
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني قيس بن الربيع عن عاصم
الأحول عن أبي عثمان النهدي عن عمر بن الخطاب أنه كان يغزي الأعزب
عن ذي الحليلة ويغزي الفارس عن القاعد
قال أخبرنا محمد بن عمر حدثني بن أبي سبرة عن خارجة
بن عبد الله بن كعب عن أبيه عن عمر بن الخطاب أنه كان يعقب بين
الغزاة وينهى أن تحمل الذرية إلى الثغور
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني قيس بن الربيع عن عطاء
بن السائب عن زادان عن سلمان أن عمر قال له أملك أنا أم خليفة
فقال له سلمان إن أنت جبيت من أرض المسلمين درهما أو أقل أو
أكثر ثم وضعته في غير حقه فأنت ملك غير خليفة فاستعبر عمر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن الحارث عن أبيه
عن سفيان بن أبي العوجاء قال قال عمر بن الخطاب والله ما أدري
أخليفة أنا أم ملك فإن كنت ملكا فهذا أمر عظيم قال قائل يا أمير
306

المؤمنين إن بينهما فرقا قال ما هو قال الخليفة لا يأخذ إلا حقا
ولا يضعه إلا في حق فأنت بحمد الله كذلك والملك يعسف الناس
فيأخذ من هذا ويعطي هذا فسكت عمر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إسماعيل بن إبراهيم بن
عقبة عن محمد بن عقبة عن سالم عن بن عمر أن عمر أمر عماله فكتبوا
أموالهم منهم سعد بن أبي وقاص فشاطرهم عمر أموالهم فأخذ نصفا
وأعطاهم نصفا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني سفيان بن عيينة عن مطرف
عن الشعبي أن عمر كان إذا استعمل عاملا كتب ماله
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عثمان بن عبد الله بن زياد
مولى مصعب بن الزبير عن أيوب بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن
أبيه قال مكث عمر زمانا لا يأكل من المال شيئا حتى دخلت عليه في
ذلك خصاصة وأرسل إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاستشارهم فقال قد شغلت نفسي في هذا الامر فما يصلح لي منه
فقال عثمان بن عفان كل وأطعم قال وقال ذلك سعيد بن زيد بن
عمرو بن نفيل وقال لعلي ما تقول أنت في ذلك قال غداء وعشاء
قال فأخذ عمر بذلك
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر عن عبد
الواحد بن أبي عون عن محمد بن المنكدر عن سعيد بن المسيب أن عمر
استشار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال والله لأطوقنكم
من ذلك طوق الحمامة ما يصلح لي من هذا المال فقال علي غداء
وعشاء قال صدقت
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن نافع عن أبيه
عن بن عمر قال كان عمر يقوت نفسه وأهله ويكتسي الحلة في الصيف
307

ولربما خرق الإزار حتى يرقعه فما يبدل مكانه حتى يأتي الا بان
وما من عام يكثر فيه المال إلا كسوته فيما أرى أدنى من العام الماضي
فكلمته في ذلك حفصة فقال إنما أكتسي من مال المسلمين وهذا يبلغني
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم
عن أبيه قال كان عمر بن الخطاب يستنفق كل يوم درهمين له ولعياله
وإنه أنفق في حجته ثمانين ومائة درهم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عمر بن صالح عن صالح
مولى التومة عن بن الزبير قال أنفق عمر ثمانين ومائة درهم فقال قد
أسرفنا في هذا المال
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني علي بن محمد عن أبيه عن
بن عمر أن عمر أنفق في حجته ستة عشر دينارا فقال يا عبد الله بن
عمر أسرفنا في هذا المال قال وهذا مثل الأول على صرف اثني عشر
درهما بدينار
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري
عن عروة عن عائشة قالت لما ولي عمر أكل هو وأهله من المال واحترف
في مال نفسه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن سليمان عن
عبد الله بن واقد عن بن عمر قال أهدى أبو موسى الأشعري لامرأة عمر
عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل طنفسة أراها تكون ذراعا وشبرا فدخل
عليها عمر فرآها فقال أنى لك هذه فقالت أهداها لي أبو موسى
الأشعري فأخذها عمر فضرب بها رأسها حتى نغض رأسها ثم قال
علي بأبي موسى الأشعري وأتعبوه قال فأتي به قد أتعب وهو يقول لا تعجل علي يا أمير المؤمنين فقال عمر ما يحملك على أن تهدي لنسائي
ثم أخذها عمر فضرب بها فوق رأسه وقال خذها فلا حاجة لنا فيها
308

قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن عمر و عبد الله
بن زيد بن أسلم عن أبيه قال قال لي عمر يا أسلم أمسك
على الباب ولا تأخذن من أحد شيئا قال فرأى علي يوما ثوبا جديدا فقال
من أين لك هذا قلت كسانيه عبيد الله بن عمر فقال أما عبيد
الله فخذه منه وأمر غيره فلا تأخذن منه شيئا قال أسلم فجاء الزبير وأنا
على الباب فسألني أن يدخل فقلت أمير المؤمنين مشغول ساعة فرفع يده
فضرب خلف أذني ضربة صيحتني قال فدخلت على عمر فقال
ما لك فقلت ضربني الزبير وأخبرته خبره قال فجعل عمر يقول
الزبير والله أرى ثم قال أدخله فأدخلته على عمر فقال عمر
لم ضربت هذا الغلام فقال الزبير زعم أنه سيمنعنا من الدخول عليك
فقال عمر هل ردك عن بابي قط قال لا قال عمر فإن قال لك
اصبر ساعة فإن أمير المؤمنين مشغول لم تعذرني إنه والله إنما يدمى
السبع للسباع فتأكله
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن عمر عن زيد
بن أسلم عن أبيه قال جاء بلال يريد أن يستأذن على عمر فقلت إنه
نائم فقال يا أسلم كيف تجدون عمر فقلت خير الناس إلا أنه إذا
غضب فهو أمر عظيم فقال بلال لو كنت عنده إذا غضب قرأت
عليه القرآن حتى يذهب غضبه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن عون بن مالك
الدار عن أبيه عن جده قال صاح علي عمر يوما وعلاني بالدرة فقلت
أذكرك بالله قال فطرحها وقال لقد ذكرتني عظيما
قال أخبرني محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن نافع عن أبيه
عن بن عمر قال ما رأيت عمر غضب قط فذكر الله عنده أو خوف
أو قرأ عنده إنسان آية من القرآن إلا وقف عما كان يريد
309

قال أخبرنا محمد بن عمر حدثني حزام بن هشام عن أبيه قال
لما صدر الناس عن الحج سنة ثماني عشرة أصاب الناس جهد شديد وأجدبت
البلاد وهلكت الماشية وجاع الناس وهلكوا حتى كان الناس يرون يستفون
الرمة ويحفرون نفق اليرابيع والجرذان يخرجون ما فيها
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن عبد المجيد بن سهيل عن عوف بن الحارث عن أبيه قال سمي
ذلك العام عام الرمادة لان الأرض كلها صارت سوداء فشبهت بالرماد
وكانت تسعة أشهر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن عمر عن نافع
عن بن عمر أن عمر بن الخطاب كتب إلى عمرو بن العاص عام الرمادة
بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى العاصي بن العاصي
سلام عليك أما بعد أفتراني هالكا ومن قبلي وتعيش أنت ومن قبلك
فيا غوثاه ثلاثا قال فكتب إليه عمرو بن العاص بسم الله الرحمن
الرحيم لعبد الله عمر أمير المؤمنين من عمرو بن العاص سلام عليك
فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد أتاك الغوث فلبث لبث
لأبعثن إليك بعير أولها عندك وآخرها عندي قال فلما قدم أول الطعام
كلم عمر بن الخطاب الزبير بن العوام فقال له تعترض للعير فتميلها
إلى أهل البادية فتقسمها بينهم فوالله لعلك ألا تكون أصبت بعد
صحبتك رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا أفضل منه قال فأبى
الزبير واعتل قال وأقبل رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
فقال عمر لكن هذا لا يأبى فكلمه عمر ففعل وخرج فقال له عمر
أما ما لقيت من الطعام فمل به إلى أهل البادية فأما الظروف فاجعلها
لحفا يلبسونها وأما الإبل فانحرها لهم يأكلون من
لحومها ويحملون من ودكها ولا تنتظر أن يقولوا ننتظر بها الحيا وأما الدقيق فيصطنعون
310

ويحرزون حتى يأتي أمر الله لهم بالفرج وكان عمر يصنع الطعام وينادي
مناديه من أحب أن يحضر طعاما فيأكل فليفعل ومن أحب أن
يأخذ ما يكفيه وأهله فليأت فليأخذه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إسحاق بن يحيى قال
حدثني موسى بن طلحة قال كتب عمر إلى عمرو بن العاص أن ابعث
إلينا بالطعام على الإبل وابعث في البحر فبعث عمرو على الإبل فلقيت
الإبل بأفواه الشام فعدل بها رسله يمينا وشمالا ينحرون الجزر ويطعمون
الدقيق ويكسون العباء وبعث رجلا إلى الجار إلى الطعام الذي بعث به
عمرو من مصر في البحر فحمل إلى أهل تهامة يطعمونه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني حزام بن هشام عن أبيه
قال رأيت رسل عمر ما بين مكة والمدينة يطعمون الطعام من الجار
وبعث إليه يزيد بن أبي سفيان من الشام بطعام قال بن سعد هذا غلط يزيد
بن أبي سفيان كان قد مات يومئذ وإنما كتب إلى معاوية فبعث إليه من
يتلقاه بأفواه الشام يصنع به كالذي صنع رسل عمر ويطعمون الناس
الدقيق وينحرون لهم الجزر ويكسونهم العباء وبعث إليه سعد بن أبي
وقاص من العراق بمثل ذلك فأرسل إليه من لقيه بأفواه العراق فجعلوا
ينحرون الجزر ويطعمون الدقيق ويكسونهم العباء حتى رفع الله ذلك عن
المسلمين
قال أخبرني محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن عون المالكي
عن أبيه عن جده قال كتب عمر إلى عمرو بن العاص يأمره أن يبعث
إليه من الطعام فبعث عمرو في البر والبحر وكتب إلى معاوية إذا جاءك
كتابي هذا فابعث إلينا من الطعام بما يصلح من قبلنا فإنهم قد هلكوا
إلا أن يرحمهم الله قال ثم بعث إلى سعد يبعث إليه فبعث إليه قال
فكان عمر يطعم الناس الثريد الخبز يأدمه بالزيت قد أفير من الفور
311

في القدور وينحر بين الأيام الجزور فيجعلها على الثريد وكان عمر يأكل
مع القوم كما يأكلون
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن زيد بن أسلم
عن أبيه عن جده قال كان عمر يصوم الدهر قال فكان زمان الرمادة
إذا أمسى أتي بخبز قد ثرد بالزيت إلى أن نحروا يوما من الأيام جزورا
فأطعمها الناس وغرفوا له طيبها فأتي به فإذا فدر من سنام ومن كبد
فقال أنى هذا قال يا أمير المؤمنين من الجزور التي نحرنا اليوم قال
بخ بخ بئس الوالي أنا إن أكلت طيبها وأطعمت الناس كراديسها ارفع
هذه الجفنة هات لنا غير هذا الطعام قال فأتي بخبز وزيت قال فجعل
يكسر بيده ويثرد ذلك الخبز ثم قال ويحك يا يرفا احمل هذه الجفنة
حتى تأتي بها أهل بيت بثمغ فإني لم آتهم منذ ثلاثة أيام وأحسبهم
مقفرين فضعها بين أيديهم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن نافع عن أبيه
عن بن عمر قال كان عمر بن الخطاب أحدث في زمان الرمادة أمرا
ما كان يفعله لقد كان يصلي بالناس بالعشاء ثم يخرج متى يدخل بيته
فلا يزال يصلي حتى يكون آخر الليل ثم يخرج فيأتي الانقاب فيطوف
عليه وإني لأسمعه ليلة في السحر وهو يقول اللهم لا تجعل هلاك
أمة محمد على يدي
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن يزيد الهذلي
قال سمعت السائب بن يزيد يقول ركب عمر بن الخطاب عام الرمادة
دابة فراثت شعيرا فرآها عمر فقال المسلمون يموتون هزلا وهذه الدابة
تأكل الشعير لا والله لا أركبها حتى يحيا الناس
قال أخبرنا محمد بن عمر وإسماعيل بن أبي أويس قالا أخبرنا
سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن محمد بيحيى بن حبان قال
312

وأخبرنا سليمان بن حرب عن حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن محمد
بن يحيى بن حبان قال أتي عمر بن الخطاب بخبز مفتوت بسمن عام
الرمادة فدعا رجلا بدويا فجعل يأكل معه فجعل البدوي يتبع باللقمة
الودك في جانب الصحفة فقال له عمر كأنك مقفر من الودك فقال
أجل ما أكلت سمنا ولا زيتا ولا رأيت آكلا له منذ كذا وكذا إلى اليوم
فحلف عمر لا يذوق لحما ولا سمنا حتى يحيا الناس أول ما أحيوا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر عن بن طاوس عن
أبيه قال لم يأكل عمر بن الخطاب سمنا ولا سمينا حتى أحيا الناس
قال أخبرنا عبد الله بن نمير عن عبيد الله عن ثابت البناني عن أنس
بن مالك قال تقرقر بطن عمر بن الخطاب وكان يأكل الزيت عام
الرمادة وكان حرم عليه السمن فنقر بطنه بإصبعه قال تقرقر
تقرقرك إنه ليس لك عندنا غيره حتى يحيا الناس
قال أخبرنا سعد بن منصور قال أخبرنا سفيان عن عبد الملك بن
عمير عن عبد الرحمن بن أبي بكر عن أبيه قال سمعت عمر بن الخطاب
يقول لتمرنن أيها البطن على الزيت ما دام السمن يباع بالأواقي
قال أخبرنا يزيد بن هارون عن محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم
عن أبيه قال أصاب الناس عام سنة فغلا فيها السمن وكان عمر يأكله
فلما قل قال لا آكله حتى يأكله الناس فكان يأكل الزيت فقال
يا أسلم اكسر عني حرة بالنار فكنت أطبخه له فيأكله فيتقرقر بطنه عنه
فيقول تقرقر لا والله لا تأكله حتى يأكله الناس
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا عمر بن عبد الرحمن
بن أسيد بن عبد الرحمن بن زيد بن عمر بن الخطاب عن زيد بن أسلم عن
أبيه أن عمر بن الخطاب حرم على نفسه اللحم عام الرمادة حتى يأكله الناس
فكان لعبيد الله بن عمر بهمة فجعلت في التنور فخرج على عمر ريحها
313

فقال ما أظن أحدا من أهلي اجترأ علي وهو في نفر من أصحابه فقال
اذهب فانظر فوجدتها في التنور فقال عبيد الله استرني سترك الله
فقال قد عرف حين أرسلني أن لن أكذبه فاستخرجها ثم جاء بها فوضعها
بين يديه واعتذر إليه أن تكون كانت بعلمه وقال عبيد الله إنما كانت
لابني اشتريتها فقرمت إلى اللحم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أسامة بن زيد قال حدثني
نافع مولى الزبير قال سمعت أبا هريرة يقول يرحم الله بن حنتمة
لقد رأيته عام الرمادة وإنه ليحمل على ظهره جرابين وعكة زيت في يده
وإنه ليعتقب هو وأسلم فلما رآني قال من أين يا أبا هريرة قلت
قريبا قال فأخذت أعقبه فحملناه حتى انتهينا إلى صرار فإذا صر م نحو
من عشرين بيتا من محارب فقال عمر ما أقدمكم قالوا الجهد
قال فأخرجوا لنا جلد الميتة مشويا كانوا يأكلونه ورمة العظام مسحوقة
كانوا يسفونها فرأيت عمر طرح رداءه ثم اتزر فما زال يطبخ لهم حتى
شبعوا وأرسل أسلم إلى المدينة فجاء بأبعرة فحملهم عليها حتى أنزلهم
الجبانة ثم كساهم وكان يختلف إليهم وإلى غيرهم حتى رفع الله ذلك
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني حزام بن هشام عن أبيه
قال رأيت عمر بن الخطاب عام الرمادة مر على امرأة وهي تعصد عصيدة
لها فقال ليس هكذا تعصدين ثم أخذ المسوط فقال هكذا فأراها
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن يعقوب عن عمته
عن هشام بن خالد قال سمعت عمر بن الخطاب يقول لا تذرن إحداكن
الدقيق حتى يسخن الماء ثم تذره قليلا قليلا وتسوطه بمسوطها
فإنه أريع له وأحرى أن لا يتقرد
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن يزيد عن عياض
بن خليفة قال رأيت عمر عام الرمادة وهو أسود اللون ولقد كان أبيض
314

فنقول مم ذا فيقول كان رجلا عربيا وكان يأكل السمن واللبن
فلما أمحل الناس حرمها حتى يحيوا فأكل بالزيت فغير لونه وجاع فأكثر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أسامة بن زيد بن أسلم عن
أبيه عن جده قال كنا نقول لو لم يرفع الله المحل عام الرمادة لظننا
أن عمر يموت هما بأمر المسلمين
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن نافع عن أبيه
عن صفية بنت أبي عبيد قالت حدثني بعض نساء عمر قالت ما قرب
عمر امرأة زمن الرمادة حتى أحيا الناس هما
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني يزيد بن فراس الديلي عن
أبيه قال كان عمر بن الخطاب ينحر كل يوم على مائدته عشرين جزورا
من جزر بعث بها عمرو بن العاص من مصر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني الجحاف بن عبد الرحمن
عن عيسى بن عبد الله بن مالك الدار عن أبيه عن جده قال لما كتب عمر
إلى عمرو بن العاص يبعث بالطعام في البر والبحر بعث إليه في البحر بعشرين
سفينة تحمل الدقيق والودك وبعث إليه في البر بألف بعير تحمل الدقيق
وبعث إليه معاوية بثلاثة آلاف بعير تحمل الدقيق وبعث إليه بثلاثة آلاف
عباءة وبعث إليه عمرو بن العاص بخمسة آلاف كساء وبعث إليه
والي الكوفة بألفي بعير تحمل الدقيق
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني الجحاف بن عبد الرحمن
عن عيسى بن معمر قال نظر عمر بن الخطاب عام الرمادة إلى بطيخة
في يد بعض ولده فقال بخ بخ يا بن أمير المؤمنين تأكل الفاكهة وأمة
محمد هزلى فخرج الصبي هاربا وبكى فأسكت عمر بعدما سأل عن ذلك
فقالوا اشتراها بكف من نوى
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن الحجازي عن
315

عجوز من جهينة أدركت عمر بن الخطاب وهي جارية قالت سمعت أبي
وهو يقول سمعت عمر بن الخطاب وهو يطعم الناس زمن الرمادة يقول
نطعم ما وجدنا أن نطعم فإن أعوزنا جعلنا مع أهل كل بيت ممن
يجد عدتهم ممن لا يجد إلى أن يأتي الله بالحيا
قال أخبرنا محمد بن عبيد الله قال أخبرنا عبيد الله بن عمر عن نافع
عن بن عمر أن عمر قال لو لم أجد للناس من المال ما يسعهم إلا أن
أدخل على كل أهل بيت عدتهم فيقاسمونهم أنصاف بطونهم حتى يأتي
الله بحيا فعلت فإنهم لن يهلكوا عن أنصاف بطونهم قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر عن أم
بكر بنت المسور بن مخرمة عن أبيها قال سمعت عمر بن الخطاب
يقول بعدما رفع الله المحل في الرمادة لو لم يرفعه الله لجعلت مع كل أهل
بيت مثلهم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني هشام بن سعد عن زيد بن
أسلم عن أبيه قال لما كان عام الرمادة تجلبت العرب من كل ناحية
فقدموا المدينة فكان عمر بن الخطاب قد أمر رجالا يقومون عليهم ويقسمون
عليهم أطعمتهم وإدامهم فكان يزيد بن أخت النمر وكان المسور بن
مخرمة وكان عبد الرحمن بن عبد القارئ وكان عبد الله بن عتبة بن مسعود
فكانوا إذا أمسوا اجتمعوا عند عمر فيخبرونه بكل ما كانوا فيه وكان
كل رجل منهم على ناحية من المدينة وكان الاعراب حلولا فيما بين رأس
الثنية إلى راتج إلى بني حارثة إلى بني عبد الأشهل إلى البقيع إلى بني قريظة
ومنهم طائفة بناحية بني سلمة هم محدقون بالمدينة فسمعت عمر يقول
ليلة وقد تعشى الناس عنده أحصوا من
تعشى عندنا فأحصوهم من القابلة فوجدوهم سبعة آلاف رجل وقال أحصوا العيالات الذين لا يأتون
والمرضى والصبيان فأحصوهم فوجدوهم أربعين ألفا ثم مكثنا ليالي فزاد الناس
316

فأمر بهم فأحصوا فوجدوا من تعشى عنده عشرة آلاف والآخرين خمسين
ألفا فما برحوا حتى أرسل الله السماء فلما مطرت رأيت عمر قد وكل
كل قوم من هؤلاء النفر بناحيتهم يخرجونهم إلى البادية ويعطونهم قوتا
وحملانا إلى باديتهم ولقد رأيت عمر يخرجهم هو بنفسه قال أسلم وقد
كان وقع فيهم الموت فأراه مات ثلثاهم وبقي ثلث وكانت قدور عمر
يقوم إليها العمال في السحر يعملون الكركور حتى يصبحوا ثم يطعمون
المرضى منهم ويعملون العصائد وكان عمر يأمر بالزيت فيفار في القدور
الكبار على النار حتى يذهب حمته وحره ثم يثرد الخبز ثم يؤدم بذلك
الزيت فكانت العرب يحمون من الزيت وما أكل عمر في بيت أحد
من ولده ولا بيت أحد من نسائه ذواقا زمان الرمادة إلا ما يتعشى مع الناس
حتى أحيا الله الناس أول ما أحيوا قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عثمان بن عبد الله بن زياد
عن عمران بن بشير عن مالك بن أوس بن الحدثان من بني نصر قال
لما كان عام الرمادة قدم على عمر قومي مائة بيت فنزلوا بالجبانة فكان
عمر يطعم الناس من جاءه ومن لم يأت أرسل إليه بالدقيق والتمر والأدم
إلى منزله فكان يرسل إلى قومي بما يصلحهم شهرا بشهر وكان يتعاهد
مرضاهم وأكفان من مات منهم لقد رأيت الموت وقع فيهم حين أكلوا
الثفل وكان عمر يأتي بنفسه فيصلي عليهم لقد رأيته صلى على عشرة
جميعا فلما أحيوا قال أخرجوا من القرية إلى ما كنتم اعتدتم من البرية
فجعل عمر يحمل الضعيف منهم حتى لحقوا ببلادهم
قال أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق والفضل بن دكين قالا
أخبرنا زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي عن عبد الله بن عمر قال رأيت
عمر بن الخطاب يتحلب فوه فقلت له ما شأنك فقال أشتهي
317

جرادا مقليا قال أخبرنا محمد بن عبيد الله قال أخبرنا عبيد الله بن عمر عن
نافع عن بن عمر قال ذكر لعمر جراد بالربذة فقال لوددت أن
عندنا منه قفعة أو قفعتين فنأكل منه
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال أخبرنا يونس بن أبي
إسحاق عن أبي الشعثاء عن بن عمر قال سمعت عمر يقول على المنبر
وددت أن عندنا خصفة أو خصفتين من جراد فأصبنا منه
قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا مالك بن أنس عن إسحاق
بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال رأيت عمر بن الخطاب
وهو يومئذ أمير المؤمنين يطرح له من صاع من تمر فيأكل حتى يأك
حشفها قال أخبرنا عفان بن مسلم وعمرو بن عاصم الكلابي قالا أخبرنا
همام قال أخبرنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال حدثني أنس
أنه رأى عمر أكل صاعا من تمر بحشفه
قال أخبرنا معن بن عيسى عن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن
أبيه عن عمر مثل ذلك
قال أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا سفيان بن عيينة عن عاصم
بن عبيد الله بن عاصم أن عمر كان يمسح بنعليه ويقول إن مناديل
آل عمر نعالهم
قال أخبرنا سعيد بن منصور قال أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن
محمد بن يوسف عن السائب بن يزيد قال ربما تعشيت عند عمر بن الخطاب
فيأكل الخبز واللحم ثم يمسح يده على قدمه ثم يقول هذا منديل عمر
وآل عمر
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة ووهيب
بن خالد قالا أخبرنا حميد عن أنس قال كان أحب الطعام إلى عمر
318

الثفل وأحب الشراب إليه النبيذ
قال أخبرنا عفان بن مسلم ومسلم بن إبراهيم قالا أخبرنا جعفر
بن سليمان قال أخبرنا مالك بن دينار عن الحسن قال ما ادهن عمر
بن الخطاب حتى قتل إلا بسمن أو إهالة أو زيت مقتت
قال أخبرنا سعيد بن محمد الثقفي عن الأحوص بن حكيم عن أبيه
قال أتي عمر بلحم فيه سمن فأبى أن يأكلهما وقال كل واحد منهما
أدم
قال أخبرنا الوليد بن الأغر المكي قال أخبرنا عبد الحميد بن
سليمان عن أبي حازم قال دخل عمر بن الخطاب على حفصة ابنته فقدمت
إليه مرقا باردا وخبزا وصبت في المرق زيتا فقال أدمان في إناء واحد
لا أذوقه حتى ألقى الله
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام عن الحسن أن عمر
دخل على رجل فاستسقاه وهو عطشان فأتاه بعسل فقال ما هذا قال
عسل قال والله لا يكون فيما أحاسب به يوم القيامة
قال أخبرنا أبو معاوية الضرير و عبد الله بن نمير قالا أخبرنا الأعمش
عن شقيق عن يسار بن نمير قال والله ما نخلت لعمر الدقيق قط إلا وأنا
له عاص
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر بن راشد عن الزهري
عن السائب بن يزيد عن أبيه قال رأيت عمر بن الخطاب يصلي في جوف
الليل في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم زمان الرمادة وهو يقول
اللهم تهلكنا بالسنين وارفع عنا البلاء يردد هذه الكلمة
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا زهير عن أبي عاصم الغطفاني
عن يسار بن نمير قال ما نخلت لعمر الدقيق قط إلا وأنا له عاص
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني يزيد بن فراس الديلي عن
319

السائب بن يزيد قال رأيت على عمر بن الخطاب إزارا في زمن الرمادة
فيه ست عشرة رقعة ورداؤه خمس وشبر وهو يقول اللهم لا تجعل
هلكة أمة محمد على رجلي
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الله بن يزيد عن عبد الله
بن ساعدة قال رأيت عمر إذا صلى المغرب نادى أيها الناس استغفروا
ربكم ثم توبوا إليه وسلوه من فضله واستسقوا سقيا رحمة لا سقيا عذاب
فلم يزل كذلك حتى فرج الله ذلك
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الله بن يزيد قال
حدثني من حضر عمر بن الخطاب عام الرمادة وهو يقول أيها الناس
ادعوا الله أن يذهب عنكم المحل وهو يطوف على رقبته درة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني الثوري عن عن مطرف عن
الشعبي أن عمر خرج يستسقي فقام على المنبر فقرأ هذه الآيات استغفروا
ربكم إنه كان غفارا ويقول استغفروا ربكم ثم توبوا إليه
ثم نزل فقيل يا أمير المؤمنين ما منعك أن تستسقي قال قد طلبت
المطر بمجاديح السماء التي ينزل بها القطر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن عمر بن حفص
عن أبي وجزة السعدي عن أبيه قال رأيت عمر خرج بنا إلى المصلى
يستسقي فكان أكثر دعائه الاستغفار حتى قلت لا يزيد عليه ثم صلى ودعا
الله فقال اللهم اسقنا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الملك بن وهب عن
سليمان بن عبد الله بن عويمر الأسلمي عن عبد الله بن نيار الأسلمي عن أبيه
قال لما أجمع عمر على أن يستسقي ويخرج بالناس كتب إلى عماله أن يخرجوا
يوم كذا وكذا وأن يتضرعوا إلى ربهم ويطلبوا إليه أن يرفع هذا المحل
عنهم قال وخرج لذلك اليوم عليه برد رسول الله صلى الله عليه وسلم
320

حتى انتهى إ لي المصلى فخطب الناس وتضرع وجعل الناس يلحون فما
كان أكثر دعائه إلا الاستغفار حتى إذا قرب أن ينصرف رفع يديه مدا
وحول رداءه وجعل اليمين على اليسار ثم اليسار على اليمين ثم مد يديه
وجعل يلح في الدعاء وبكى عمر بكاء طويلا حتى أخضل لحيته
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني خالد بن إلياس عن يحيى
بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه أن عمر صلى بالناس عام الرمادة
ركعتين قبل الخطبة وكبر فيها خمسا وسبعا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر عن بن
أبي عون قال قال عمر بن الخطاب للعباس بن عبد المطلب يا أبا الفضل
كم بقي علينا من النجوم قال العواء قال كم بقي منها قال
ثمانية أيام قال عمر عسى الله أن يجعل فيها خيرا وقال عمر
للعباس اغد غدا إن شاء الله قال فلما ألح عمر بالدعاء أخذ بيد العباس
ثم رفعها وقال اللهم إنا نتشفع إليك بعم نبيك أن تذهب عنا المحل
وأن تسقينا الغيث فلم يبرحوا حتى سقوا وأطبقت السماء عليهم أياما
فلما مطروا وأحيوا شيئا أخرج العرب من المدينة وقال الحقوا
ببلادكم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أسامة بن زيد عن ميمون
بن ميسرة عن السائب بن يزيد قال نظرت إلى عمر بن الخطاب يوما
في الرمادة غدا متبذلا متضرعا عليه برد لا يبلغ ركبتيه يرفع صوته
بالاستغفار وعيناه تهراقان على خديه وعن يمينه العباس بن عبد المطلب
فدعا يومئذ وهو مستقبل القبلة رافعا يديه إلى السماء وعج إلى ربه فدعا
ودعا الناس معه ثم أخذ بيد العباس فقال اللهم إنا نستشفع بعم رسولك
إليك فما زال العباس قائما إلى جنبه مليا والعباس يدعو وعيناه تهملان
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن محمد بن عمر
321

بن حاطب عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه قال رأيت عمر
أخذ بيد العباس فقام به فقال اللهم إنا نستشفع بعم رسولك إليك
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني نافع بن ثابت عن أبي الأسود
عن سليمان بن يسار قال خطب عمر بن الخطاب الناس في زمان الرمادة
فقال أيها الناس اتقوا الله في أنفسكم وفيما غاب عن الناس من أمركم
فقد ابتليت بكم وابتليتم بي فما أدري السخطة علي دونكم أو عليكم
دوني أو قد عمتني وعمتكم فهلموا فلندع الله يصلح قلوبنا وأن
يرحمنا وأن يرفع عنا المحل قال فرئي عمر يومئذ رافعا يديه يدعو الله
ودعا الناس وبكى وبكى الناس مليا ثم نزل
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني هشام بن سعد عن زيد بن
أسلم عن أبيه قال سمعت عمر يقول أيها الناس إني أخشى أن تكون
سخطة عمتنا جميعا فأعتبوا ربكم وانزعوا وتوبوا إليه وأحدثوا
خيرا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني هشام بن سعد عن زيد
بن أسلم عن أبيه قال كنا في الرمادة لا نرى سحابا فلما استسقى عمر بالناس
مكثنا أياما ثم جعلنا نرى قزع السحاب وجعل عمر يظهر التكبير كلما
دخل وخرج ويكبر الناس حتى نظرنا إلى سحابة سوداء طلعت من البحر
ثم تشاءمت فكانت الحيا بإذن الله
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن محمد بن عمر
عن أبي وجزة السعدي عن أبيه قال كانت العرب قد علمت اليوم الذي
استسقى فيه عمر وقد بقيت غبرات منهم فخرجوا يستسقون كأنهم النسور
العجاف تخرج من وكورها يعجون إلى الله
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني سعيد بن عطاء بن أبي
مروان عن أبيه عن جده قال رأيت عمر بن الخطاب حين وقع المطر
322

عام الرمادة يخرج الاعراب يقول اخرجوا اخرجوا الحقوا
ببلادكم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني خالد بن إلياس عن يحيى
بن عبد الرحمن بن حاطب أن عمر أخر الصدقة عام الرمادة فلم يبعث
السعاة فلما كان قابل ورفع الله ذلك الجدب أمرهم أن يخرجوا فأخذوا
عقالين فأمرهم أن يقسموا عقالا ويقدموا عليه بعقال
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني طلحة بن محمد عن حوشب
بن بشر الفزاري عن أبيه قال رأيتنا عام الرمادة وحصت السنة أموالنا
فيبقى عند العدد الكثير الشئ الذي لا ذكر له فلم يبعث عمر تلك السنة
السعاة فلما كان قابل بعثهم فأخذوا عقالين فقسموا عقالا وقدموا عليه
بعقال فما وجد في بني فزارة كلها إلا ستين فرضة فقسم ثلاثون وقدم
عليه بثلاثين وكان عمر يبعث السعاة فيأمرهم أن يأتوا الناس حيث كانوا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني سفيان بن عيينة عن بن أبي
نجيح عن كردم أن عمر بعث مصدقا عام الرمادة فقال أعط من
أبقيت له السنة غنما وراعيا ولا تعط من أبقت له السنة غنمين وراعيين
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني الحكم بن الصلت قال
سمعت يزيد بن شريك الفزاري يقول أنا في زمن عمر بن الخطاب أرعى
البهم قلت من كان يبعث عليكم قال مسلمة بن مخلد وكان
يأخذ الصدقة من أغنيائنا فيردها على فقرائنا
قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال أخبرنا سفيان قال وأخبرنا عبيد
الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل قال وأخبرنا يحيى بن عباد وعارم
بن الفضل قالا أخبرنا حماد بن زيد قال وأخبرنا هشام أبو الوليد
الطيالسي قال أخبرنا أبو عوانة قالوا جميعا عن عاصم بن أبي النجود
عن زر بن جبيش قال رأيت عمر بن الخطاب خرج مخرجا لأهل
323

المدينة رجل آدم طويل أعسر أيسر أصلع ملبب بردا له
قطريا يمشي حافيا مشرفا على الناس كأنه راكب على دابة وهو
يقول يا عباد الله هاجروا ولا تهجروا واتقوا الأرنب أن يحذفها
أحدكم بالعصا أو يرسلها بالحجج ثم يقول بأكلها ولكن ليذك لكم
الرسل والرماح والنبل
قال يحيى بن عباد قال حماد بن زيد فسئل عاصم عن قوله
هاجروا ولا تهجروا فقال كونوا مهاجرين حقا ولا تشبهوا بالمهاجرين
ولستم منهم
قال محمد بن عمر هذا الحديث لا يعرف عندنا إن عمر كان
آدم إلا أن يكون رآه عام الرمادة فإنه كان تغير لونه حين أكل الزيت
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن يزيد الهذلي
عن عياض بن خليفة قال رأيت عمر عام الرمادة وهو أسود اللون ولقد
كان أبيض فيقال مم ذا فيقول كان رجلا عربيا وكان يأكل السمن
واللبن فلما أمحل الناس حرمهما فأكل الزيت حتى غير لونه وجاع
فأكثر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عمر بن عمران بن عبد الله
بن عبد الرحمن بن أبي بكر عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر
بن ربيعة قال رأيت عمر رجلا أبيض أمهق تعلوه حمرة طوالا
أصلع
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا شعيب بن طلحة عن أبيه
عن القاسم بن محمد قال سمعت بن عمر يصف عمر يقول رجل أبيض
تعلو حمرة طوال أصلع أشيب
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا موسى بن عمران بن عبد
الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر عن عاصم بن عبيد الله عن سالم بن عبد الله
324

قال سمعت بن عمر يقول إنما جاءتنا الأدمة من قبل أخوالي وأم
عبد الله بن عمر زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح
قال والخال أنزع شئ وجاءني البضع من أخوالي فهاتان الخصلتان
لم تكونا في أبي رحمه الله كان أبي أبيض لا يتزوج النساء لشهوة إلا لطلب
الولد
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا حزام بن هشام عن أبيه قال
ما رأيت عمر مع قوم قط إلا رأيت أنه فوقهم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا بن جريج عن عمرو بن
دينار عن عبيد بن عمير قال كان عمر يفوق الناس طولا
قال أخبرنا أبو حذيفة موسى بن مسعود قال أخبرنا عكرمة بن
عمار عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال كان عمر رجلا
أيسر
قال أخبرنا سليمان بن حرب قال أخبرنا أبو هلال قال سمعت
أبا التياح يحدث في مجلس الحسن قال لقي رجل راعيا فقال له أشعرت
أن ذاك الأعسر الأيسر أسلم يعني عمر فقال الذي كان يصارع
في سوق عكاظ قال نعم قال أما والله ليوسعنهم خيرا أو
ليوسعنهم شرا
قال أخبرنا سليمان أبو داود الطيالسي عن شعبة عن سماك بن حرب
عن بشر بن قحيف قال محمد بن سعد وقال غير أبي داود مسلمة بن
قحيف قال رأيت عمر رجلا ضخما
قال أخبرنا سليمان أبو داود الطيالسي عن شعبة عن سماك بن حرب
قال أخبرني هلال قال رأيت عمر رجلا جسيما كأنه من رجال بني
سدوس
قال أخبرنا عثمان بن عمر قال أخبرنا شعبة عن سماك أحسب
325

عن رجل من قومه يقال له هلال بن عبد الله قال كان عمر يسرع يعني
في مشيته وكان رجلا آدم كأنه من رجال بني سدوس وكان في
رجليه روح
قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي قال أخبرنا بن جريج
عن عثمان بن أبي سليمان عن نافع بن جبير بن مطعم قال صلع عمر
فاشتد صلعه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا مالك بن أنس عن زيد بن
أسلم عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أسلم قال رأيت عمر إذا غضب
أخذ بهذا وأشار إلى سبلته فقال بها إلى فمه ونفخ فيه
قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرني مالك بن أنس عن زيد بن
أسلم عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه أن عمر بن الخطاب أتاه رجل
من أهل البادية فقال يا أمير المؤمنين بلادنا قاتلنا عليها في الجاهلية وأسلمنا
عليها في الاسلام ثم تحمى علينا فجعل عمر ينفخ ويفتل شاربه
قال أخبرنا يعلى بن عبيد قال أخبرنا سفيان قال وأخبرنا عبد
الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل قالا جميعا عن أبي إسحاق عن أبي
عبيدة قال عبيد الله في حديثه عن عبد الله قال ركب عمر فرسا فانكشف
ثوبه عن فخذه فرأى أهل نجران بفخذه شامة سوداء فقالوا هذا الذي
نجد في كتابنا أنه يخرجنا من أرضنا
قال أخبرنا يحيى بن سعيد الأموي قال أخبرنا الأعمش عن عدي
بن ثابت الأنصاري عن أبي مسعود الأنصاري قال كنا جلوسا في نادينا
فأقبل رجل على فرس يركضه يجري حتى كاد يوطئنا قال فارتعنا
لذلك وقمنا قال فإذا عمر بن الخطاب قال فقلنا فمن بعدك يا أمير
المؤمنين قال وما أنكرتم وجدت نشاطا فأخذت فرسا فركضته
قال أخبرنا يزيد بن هارون ومحمد بن عبد الله الأنصاري قالا
326

أخبرنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال خضب عمر بالحناء
قال أخبرنا عبد الله بن نمير عن عبيد الله بن عمر قال وأخبرنا
خالد بن مخلد البجلي قال أخبرنا عبد الله بن عمر جميعا عن حميد
الطويل عن أنس بن مالك قال كان عمر يرجل بالحناء
قال أخبرنا سعيد بن منصور قال أخبرنا حماد بن زيد عن ثابت
عن أنس قال كان عمر يخضب بالحناء
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا خالد بن أبي بكر قال
كان عمر يصفر لحيته ويرجل رأسه بالحناء
قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا مالك بن أنس عن إسحاق
بن عبد الله بن أبي طلحة قال قال أنس بن مالك رأيت عمر بن الخطاب
وهو يومئذ أمير المؤمنين وقد رقع بين كتفيه برقاع ثلاث لب بعضها
فوق بعض
قال أخبرنا خالد بن مخلد قال أخبرنا عبد الله بن عمر عن إسحاق
بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال رأيت عمر بن الخطاب
يرمي جمر العقبة وعليه إزار مرقوع بفرو وهو يومئذ وال
قال أخبرنا شبابة بن سوار قال أخبرنا سليمان بن المغيرة عن ثابت
البناني عن أنس بن مالك قال كان بين كتفي عمر بن الخطاب ثلاث
رقاع
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا سليمان بن المغيرة عن ثابت
البناني عن أنس قال لقد رأيت بين كتفي عمر أربع رقاع في قميص له
قال أخبرنا سليمان بن حرب قال أخبرنا حماد بن زيد عن ثابت
البناني عن أنس بن مالك قال كنا عند عمر بن الخطاب وعليه قميص
في ظهره أربع رقاع فقرأ فاكهة وأبا فقال ما الأب ثم قال إن
هذا هو التكلف فما عليك أن لا تدري ما الأب
327

قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال أخبرنا سفيان الثوري
عن سعيد الجريري عن أبن عثمان قال أخبرني من رأى عمر يرمي الجمرة
عليه إزار قطري مرقوع من أدم
قال أخبرنا أسباط بن محمد عن خالد بن أبي كريمة عن أبي محصن
الطائي قال رئي على عمر بن الخطاب وهو يصلي إزار فيه رقاع بعضها
من أدم وهو أمير المؤمنين
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن سلمة قال
أخبرنا علي بن زيد عن أبي عثمان النهدي قال رأيت إزار عمر بن الخطاب
قد رقعه بقطعة أدم
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن سلمة قال
أخبرنا علي بن زيد عن أنس بن مالك قال رأيت قميص عمر بن الخطاب
مما يلي منكبيه مرقوعا برقع
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا مهدي بن ميمون قال
أخبرنا سعيد بن الجريري عن أبي عثمان النهدي قال رأيت عمر بن الخطاب
يطوف بالبيت عليه إزار فيه اثنتا عشرة رقعة إحداهن بأديم أحمر
قال أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال أخبرنا أبو عوانة عن أبي
بشر عن عطاء عن عبيد بن عمير قال رأيت عمر يرمي الجمار عليه إزار
مرقع على مقعدته
قال أخبرنا عمر بن حفص عن مالك بن دينار عن الحسن أن عمر
بن الخطاب كان في إزار اثنتا عشرة رقعة بعضها من أدم وهو أمير
المؤمنين
قال أخبرنا وكيع بن الجراح قال أخبرنا الأعمش عن إبراهيم
التيمي عن عمرو بن ميمون قال رأيت على عمر بن الخطاب يوم أصيب
إزارا أصفر
328

قال أخبرنا سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي
الأشهب أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى على عمر قميصا فقال
أجديد قميصك أم لبيس فقال لا بل لبيس فقال البس جديدا
وعش حميدا وتوف شهيدا وليعطك الله قرة عين الدنيا والآخرة
قال أخبرنا عبد الله بن إدريس قال أخبرنا أبو الأشهب عن رجل
من مزينة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى على عمر ثوبا فقال
أجديد ثوبك هذا أم غسيل قال فقال يا رسول الله غسيل فقال يا عمر
البس جديدا وعش حميدا وتوف شهيدا ويعطيك الله قرة عين في الدنيا
والآخرة
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن أبي سعد البقال سعيد بن المرزبان
عن عمرو بن ميمون قال أمنا عمر بن الخطاب في بت
قال أخبرنا محمد بن عبيد قال أخبرنا الأعمش عن إبراهيم التيمي
عن عمرو بن ميمون قال رأيت عمر لما طعن عليه ملحفة صفراء
قد وضعها على جرحه وهو يقول كان أمر الله قدرا مقدورا
قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال أخبرنا سلام بن مسكين قال
أخبرنا عبد العزيز بن أبي جميلة الأنصاري قال أبطأ عمر بن الخطاب
جمعة بالصلاة فخرج فلما ان صعد المنبر اعتذر إلى الناس فقال إنما
حبسني قميصي هذا لم يكن لي قميص غيره كان يخاط له قميص سنبلاني
لا يجاوز كمه رسغ كفيه
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد عن بديل
بن ميسرة قال خرج عمر بن الخطاب يوما إلى الجمعة وعليه قميص
سنبلاني فجعل يعتذر إلى الناس وهو يقول حبسني قميصي هذا وجعل
يمد يده يعني كميه فإذا تركه رجع إلى أطراف أصابعه
قال أخبرنا مالك بن إسماعيل أبو غسان النهدي قال أخبرنا عمر
329

بن زياد الهلالي عن الأسود بن قيس عن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص
قال حدثني يناق بن سلمان دهقان من دهاقين قرية يقال لها كذا قال
مر بي عمر بن الخطاب فألقى إلي قميصه فقال اغسل هذا بالأشنان
فعمدت إلى قطريتين فقطعت من كل واحدة منهما قميصا ثم أتيته
فقلت البس هذا فإنه أجمل وألين قال أمن مالك قال قلت
من مالي قال هل خالطه شئ من الذمة قال قلت لا إلا خياطه
قال أعزب هلم إلي قميصي قال فلبسه وإنه لأخضر من الأشنان
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أسامة بن زيد عن أبيه عن
جده قال رأيت على عمر وهو خليفة إزارا مرقوعا في أربعة مواضع بعضها
فوق بعض وما علمت له إزارا غيره
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا أبو إسماعيل يعني حاتم
بن إسماعيل عن عبيد الله بن الوليد عن العوام بن جويرية عن أنس بن مالك
قال رأيت على عمر إزارا فيه أربع عشرة رقعة إن بعضها لادم وما
عليه قميص ولا رداء معتم معه الدرة يطوف في سوق المدينة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا حزام بن هشام عن أبيه قال
رأيت عمر يتزر فرق السرة
قال أخبرنا سليمان بن داود أبو داود الطيالسي قال أخبرنا شعبة قال
أخبرني عامر بن عبيدة الباهلي قال سألت أنسا عن الخز فقال وددت
أن الله لم يخلقه وما أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا وقد
لبسه ما خلا عمر وابن عمر
قال أخبرنا معن بن عيسى وأبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس قالا
أخبرنا سليمان بن بلال عن جعفر بن محمد عن أبيه أن عمر بن الخطاب
تختم في اليسار
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا عمرو بن عبد الله عن
330

مهاجر أبي الحسن عن عمرو بن ميمون عن عمر بن الخطاب أنه كان يقول
في دعائه الذي يدعو به اللهم توفني مع الأبرار ولا تخلفني في الأشرار
وقني عذاب النار وألحقني بالأخيار
قال أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن هشام بن سعد عن
زيد بن أسلم عن أبيه عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها
سمعت أباها يقول اللهم ارزقني قتلا في سبيلك ووفاة في بلد نبيك
قالت قلت وأنى ذلك قال إن الله يأتي بأمره أنى شاء
قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا مالك بن أنس عن زيد بن
أسلم أن عمر بن الخطاب كان يقول في دعائه اللهم إني أسألك شهادة
في سبيلك ووفاة ببلد رسولك
قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال أخبرنا عبيد الله بن عمرو
عن عبد الملك بن عمير عن أبي بردة عن أبيه قال رأى عوف بن مالك
أن الناس جمعوا في صعيد واحد فإذا رجل قد علا الناس بثلاثة أذرع
قلت من هذا قال عمر بن الخطاب قلت بم يعلوهم قال إن
فيه ثلاث خصال لا يخاف في الله لومة لائم وإنه شهيد مستشهد
وخليفة مستخلف فأتى عوف أبا بكر فحدثه فبعث إلى عمر فبشره فقال
أبو بكر قص رؤياك قال فلما قال خليفة مستخلف انتهره عمر فأسكته
فلما ولي عمر انطلق إلى الشام فبينما هو يخطب إذ رأى عوف بن مالك
فدعاه فصعد معه المنبر فقال أقصص رؤياك فقصها فقال أما
ألا أخاف في الله لومة لائم فأرجو أن يجعلني الله فيهم وأما خليفة مستخلف
فقد استخلفت فأسأل الله أن يعينني على ما ولاني وأما شهيد مستشهد
فأنى لي الشهادة وأنا بين ظهراني جزيرة العرب لست أغزو الناس حولي
ثم قال ويلي ويلي يأتي بها الله إن شاء الله
قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا مالك بن أنس عن عبد الله
331

بن دينار عن سعد الجاري مولى عمر بن الخطاب أن عمر بن الخطاب
دعا أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب وكانت تحته فوجدها تبكي فقال
ما يبكيك فقالت يا أمير المؤمنين هذا اليهودي تعني كعب الأحبار
يقول إنك على باب من أبواب جهنم فقال عمر ما شاء الله والله إني
لأرجو أن يكون ربي خلقني سعيدا ثم أرسل إلى كعب فدعاه فلما جاءه
كعب قال يا أمير المؤمنين لا تعجل علي والذي نفسي بيده لا ينسلخ
ذو الحجة حتى تدخل الجنة فقال عمر أي شئ هذا مرة في الجنة
ومرة في النار فقال يا أمير المؤمنين والذي نفسي بيده إنا لنجدك في
كتاب الله على باب من أبواب جهنم تمنع الناس أن يقعوا فيها فإذا مت
لم يزالوا يقتحمون فيها إلى يوم القيامة
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت
البناني عن أنس بن مالك عن أبي موسى الأشعري قال رأيت كأني أخذت
جواد كثيرة فاضمحلت حتى بقيت جادة واحدة فسلكتها حتى انتهيت
إلى جبل فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقه وإلى جنبه أبو بكر
وإذا هو يومئ إلى عمر أن تعال فقلت إنا لله وإنا إليه راجعون مات
والله أمير المؤمنين فقلت ألا تكتب بهذا إلى عمر فقال ما كنت
لأنعى له نفسه
قال أخبرنا هشام بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسي قال أخبرني
أبو عوانة قال وأخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال أخبرنا عبيد الله
بن عمرو جميعا عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن حذيفة
قال كنت واقفا مع عمر بن الخطاب بعرفات وإن راحلتي لبجنب
راحلته وإن ركبتي لتمس ركبته ونحن ننتظر أن تغرب الشمس
فنفيض فلما رأى تكبير الناس ودعاءهم وما يصنعون أعجبه ذلك
فقال يا حذيفة كم ترى هذا يبقى للناس فقلت على الفتنة باب
332

فإذا كسر الباب أو فتح خرجت ففزع فقال وما ذلك الباب وما
كسر باب أو فتحه قلت رجل يموت أو يقتل فقال يا حذيفة
من ترى قومك يؤمرون بعدي قال قلت رأيت الناس قد أسندوا أمرهم
إلى عثمان بن عفان
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل
بن مجمع الأنصاري قال أخبرني بن شهاب أن محمد بن جبير حدثه
عن جبير بن مطعم قال بينما عمر واقف على جبال عرفة سمع رجلا
يصرخ يقول يا خليفة يا خليفة فسمعه رجل آخر وهم يعتافون
فقال ما لك فك الله لهواتك فأقبلت على الرجل فصخبت عليه
قلت لا تسبن الرجل قال جبير بن مطعم فإني الغد واقف مع عمر
على العقبة يرميها إذ جاءت حصاة عائرة فنقفت رأس عمر ففصدت
فسمعت رجلا من الجبل يقول أشعرت ورب الكعبة لا يقف عمر
هذا الموقف بعد العام أبدا قال جبير بن مطعم فإذا هو الذي صرخ فينا
بالأمس فاشتد ذلك علي
قال بن شهاب فأخبرني إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي ربيعة
أن أمه أم كلثوم بنت أبي بكر حدثته عن عائشة قالت لما كان آخر
حجة حجها عمر بأمهات المؤمنين قالت إذ صدرنا عن عرفة مررت بالمحصب
سمعت رجلا على راحلته يقول أين كان عمر أمير المؤمنين فسمعت
رجلا آخر يقول هاهنا كان أمير المؤمنين قال فأناخ راحلته ثم رفع
عقيرته فقال
عليك سلام من إمام وباركت يد الله في ذاك الأديم الممزق
فمن يسع أو يركب جناحي نعامة ليدرك ما قدمت بالأمس يسبق
قضيت أمورا ثم غادرت بعدها بوائق في أكمامها لم تفتق
333

فلم يحرك ذاك الراكب ولم يدر من هو فكنا نتحدث أنه من
الجن قال فقدم عمر من تلك الحجة فطعن فمات
قال حدثنا محمد بن عمر قال حدثني معمر ومحمد بن عبيد الله
عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه بنحو هذا الحديث وقال
الذي قال يعرفه يا خليفة قاتلك الله لا يقف عمر هذا الموقف بعد العام
أبدا والذي قال على الجمرة أشعرت والله ما أرى أمير المؤمنين إلا سيقتل
رجل من لهب بطن من الأزد وكان عائفا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد
عن موسى بن عقبة قال قالت عائشة من صاحب هذه الأبيات
جزى الله خيرا من إمام وباركت
فقالوا مزرد بن ضرار قالت فلقيت مزردا بعد ذلك فحلف بالله
ما شهد تلك السنة الموسم
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا يحيى بن سعيد عن سعيد
بن المسيب أن عمر لما أفاض من منى أناخ بالابطع فكوم كومة من
بطحاء وطرح عليها طرف ثوبه ثم استلقى عليها ورفع يديه إلى السماء
وقال اللهم كبرت سني وضعفت قوتي وانتشرت رعيتي فاقبضني
إليك غير مضيع ولا مفرط فلما قدم المدينة خطب الناس فقال أيها
الناس قد فرضت لكم الفرائض وسننت لكم السنن وتركتم على الواضحة
ثم صفق يمينه على شماله إلا أن تضلوا بالناس يمينا وشمالا ثم إياكم
أن تهلكوا عن آية الرجم وأن يقول قائل لا نحد حدين في كتاب الله
فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رجم ورجمنا بعده فوالله
لولا أن يقول الناس أحدث عمر في كتاب الله لكتبتها في المصحف
فقد قرأناها والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة قال سعيد فما
334

انسلخ ذو الحجة حتى طعن
قال أخبرنا عمر بن عاصم قال أخبرنا أبو الأشهب قال سمعت
الحسن قال قال عمر بن الخطاب اللهم كبرت سني ورق عظمي
وخشيت الانتشار من رعيتي فاقبضني إليك غير عاجز ولا ملوم
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة قال
أخبرنا يوسف بن سعد عن عفان عن عثمان بن أبي العاص عن عمر بن الخطاب
قال اللهم كبرت سني ورق عظمي وخشيت الانتشار من رعيتي فاقبضني
إليك غير عاجز ولا ملوم
قال أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك المدني عن هشام بن
سعد عن سعيد بن أبي هلال أنه بلغه أن عمر بن الخطاب خطب الناس يوم
الجمعة فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال أما بعد أيها الناس
إني أريت رؤيا لا أراها إلا لحضور أجلي رأيت أن ديكا أحمر نقرني نقرتين
فحدثتها أسماء بنت عميس فحدثتني أنه يقتلني رجل من الأعاجم
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب
عن محمد قال قال عمر رأيت كأن ديكا نقرني نقرتين فقلت يسوق
الله إلي الشهادة ويقتلني أعجم أو عجمي
قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال أخبرنا همام بن يحيى
قال وأخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قطن قال أخبرنا هشام بن أبي عبد
الله الدستوائي قال وأخبرنا شبابة بن سوار الفزاري قال أخبرنا شعبة
بن الحجاج قالوا جميعا عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن
أبي طلحة اليعمري أن عمر بن الخطاب خطب الناس في يوم جمعة فذكر
نبي الله وذكر أبا بكر فقال إني رأيت أن ديكا نقرني ولا أراه إلا حضور
أجلي فإن أقواما يأمرونني استخلف وإن الله لم يكن ليضيع دينه ولا
خلافته والذي بعث به نبيه صلى الله عليه وسلم فإن عجل بي أمر
335

فالخلافة شورى بين هؤلاء الرهط الستة الذين توفي رسول الله صلى الله
عليه وسلم وهو عنهم راض قد علمت أن أقواما سيطعنون في هذا
الامر بعدي أنا ضربتهم بيدي هذه على الاسلام فإن فعلوا فأولئك أعداء
الله الكفار الضلال ثم إني لم أدع شيئا هو أهم إلى من الكلالة وما
راجعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شئ ما راجعته في الكلالة
وما أغلظ لي في شئ منذ صاحبته ما أغلظ لي في الكلالة حتى طعن
بإصبعه في بطني فقال يا عمر تكفيك الآية التي في آخر النساء وإن أعش
أقض فيها بقضية يقضي بها من يقرأ القرآن ومن لا يقرأ القرآن ثم
قال اللهم إني أشهدك على أمراء الأمصار فإني إنما بعثتهم ليعلموا
الناس دينهم وسنة نبيهم ويعدلوا عليهم ويقسموا فيئهم بينهم ويرفعوا
إلي ما أشكل عليهم من أمرهم ثم إنكم أيها الناس تأكلون من شجرتين
لا أراهما إلا خبيثتين البصل والثوم وقد كنت أرى رسول الله صلى
الله عليه وسلم إذا وجد ريحهما من الرجل في المسجد أمر فأخذ بيده
فأخرج من المسجد إلى البقيع فمن أكلهما لا بد فليمتهما طبخا
قال أخبرنا يزيد بن هارون و عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي
وهشام أبو الوليد الطيالسي قالوا أخبرنا شعبة بن الحجاج عن أبي حمز
قال سمعت رجلا من بني تميم يقال له جويرة بن قدامة قال حججت
عام توفي عمر فأتى المدينة فخطب فقال رأيت كأن ديكا نقرني فما
عاش إلا تلك الجمعة حتى طعن قال فدخل عليه أصحاب النبي صلى
الله عليه وسلم ثم أهل المدينة ثم أهل الشام ثم أهل العراق قال
فكنا آخر من دخل عليه قال فكلما دخل قوم بكوا وأثنوا عليه
قال فكنت في من دخل فإذا هو قد عصب على جراحته قال فسألناه الوصية
قال وما سأله الوصية أحد غيرنا فقال أوصيكم بكتاب الله فإنكم لن
تضلوا ما اتبعتموه وأوصيكم بالمهاجرين فإن الناس يكثرون ويقلون
336

وأوصيكم بالأنصار فإنهم شعب الاسلام الذي لجأ إليه وأوصيكم بالأعراب
فإنهم أصلكم ومادتكم قال شعبة ثم حدثنيه مرة أخرى فزاد فيه فإنهم
أصلكم ومادتكم وإخوانكم وعدو عدوكم وأوصيكم بأهل الذمة فإنهم
ذمة نبيكم وأرزاق عيالكم قوموا عني
قال أخبرنا محمد بن الفضيل بن غزوان الضبي قال أخبرنا حصين
بن عبد الرحمن عن عمرو بن ميمون قال جئت فإذا عمر واقف على
حذيفة وعثمان بن حنيف وهو يقول تخافان أن تكونا حملتما الأرض
ما لا تطيق فقال عثمان لو شئت لأضعفت أرضي وقال حذيفة
لقد حملت الأرض أمرا هي له مطيقة وما فيها كبير فضل فجعل يقول
انظرا ما لديكما إن تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق ثم قال والله
لئن سلمني الله لأدعن أرامل أهل العراق لا يحتجن إلى أحد بعدي
أبدا قال فما أتت عليه إلا رابعة حتى أصيب وكان إذا دخل المسجد
قام بين الصفوف ثم قال استووا فإذا استووا تقدم فكبر فلما كبر
طعن قال فسمعته يقول قتلني الكلب أو أكلني الكلب ما
أدري أيهما قال وطار العلج في يده سكين ذات طرفين ما يمر برجل
يمينا ولا شمالا إلا طعنه فأصاب ثلاثة عشر رجلا من المسلمين فمات
منهم تسعة قال فلما رأى ذلك الرجل من المسلمين طرح عليه برنسا له
ليأخذه فلما ظن أنه مأخوذ نحر نفسه قال وما كان بيني وبينه يعني
عمر حين طعن إلا بن العباس فأخذ بيد عبد الرحمن بن عوف
فقدمه فصلوا الفجر يومئذ صلاة خفيفة قال فأما نواحي المسجد فلا
يدرون ما الامر إلا أنهم حين فقدوا صوت عمر جعلوا يقولون سبحان الله سبحان
الله قال فلما انصرفوا كان أول من دخل على عمر بن عباس
فقال انظر من قتلني فخرج بن عباس فجال ساعة ثم أتاه فقال
غلام المغيرة بن شعبة الصناع قال وكان نجارا قال ما له قاتله الله
337

والله لقد كنت أمرت به معروفا ثم قال الحمد لله الذي لم يجعل منيتي
بيد رجل يدعي إلى الاسلام ثم قال لابن عباس لقد كنت أنت وأبوك
تحبان أن تكثر العلوج بالمدينة فقال بن عباس إن شئت فعلنا
فقال أبعد ما تكلموا بكلامكم وصلوا بصلاتكم ونسكوا نسككم
فقال له الناس ليس عليك بأس فدعا بنبيذ فشربه فخرج من جرحه
ثم دعا بلبن فشربه فخرج من جرحه فلما ظن أنه الموت قال يا عبد
الله بن عمر انظر كم علي من الدين قال فحسبه فوجده ستة وثمانين
ألف درهم قال يا عبد الله إن وفى لها مال آل عمر فأدها عني من
أموالهم وإن لم تف أموالهم فاسأل فيها بني عدي بن كعب فإن لم تف
من أموالهم فاسأل فيها قريشا ولا تعدهم إلى غيرهم ثم قال يا عبد
الله اذهب إلى عائشة أم المؤمنين فقل لها يقرأ عليك عمر السلام ولا
تقل أمير المؤمنين فإني لست لهم اليوم بأمير يقول تأذنين له أن يدفن
مع صاحبيه فأتاها بن عمر فوجدها قاعدة تبكي فسلم عليها ثم قال
يستأذن عمر بن الخطاب أن يدفن مع صاحبيه فقالت قد ولله كنت
أريده لنفسي ولأوثرنه به اليوم على نفسي فلما جاء قيل هذا عبد الله بن
عمر فقال عمر ارفعاني فأسنده رجل إليه فقال ما لديك فقال
أذنت لك قال عمر ما كان شئ أهم إلي من ذلك المضجع يا عبد
الله بن عمر انظر إذا أنا مت فاحملني علي سرير ثم قف بي على الباب فقل
يستأذن عمر بن الخطاب فإن أذنت لي فأدخلني وإن لم تأذن فادفني
في مقابر المسلمين فلما حمل فكأن المسلمين لم تصبهم مصيبة إلا يومئذ
قال فأذنت له فدفن رحمه الله حيث أكرمه الله مع النبي صلى الله عليه
وسلم وأبي بكر وقالوا له حين حضره الموت استخلف فقال
لا أجد أحدا أحق بهذا الامر من هؤلاء النفر الذين توفي رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض فأيهم استخلف فهو الخليفة
338

من بعدي فسمى عليا وعثمان وطلحة والزبير و عبد الرحمن وسعدا
فإن أصابت سعدا فذاك وإلا فأيهم استخلف فليستعن به فإني لم
أعزله عن عجز ولا خيانة قال وجعل عبد الله معهم يشاورونه وليس
له من الامر شئ قال فلما اجتمعوا قال عبد الرحمن اجعلوا أمركم
إلى ثلاثة نفر منكم فجعل الزبير أمره إلى علي وجعل طلحة أمره إلى عثمان
وجعل سعد أمره إلى عبد الرحمن فأتمر أولئك الثلاثة حين جعل
الامر إليهم فقال عبد الرحمن أيكم يبرأ من الامر ويجعل الامر
إلي ولكم الله علي ألا آلوكم عن أفضلكم وخيركم للمسلمين فأسكت
الشيخان علي وعثمان فقال عبد الرحمن تجعلانه إلي وأنا أخرج منها
فوالله لا آلوكم عن أفضلكم وخيركم للمسلمين قالوا نعم فخلا
بعلي فقال إن لك من القرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم
والقدم والله عليك لئن استخلفت لتعدلن ولئن استخلف عثمان لتسمعن
ولتطيعن فقال نعم قال وخلا بعثمان فقال مثل ذلك قال فقال عثمان
فنعم قال فقال ابسط يدك يا عثمان فبسط يده فبايعه علي والناس
ثم قال عمر أوصي الخليفة من بعدي بتقوى الله والمهاجرين الأولين
أن يحفظ لهم حقهم وأن يعرف لهم حرمتهم وأوصيه بأهل الأمصار
خيرا فإنهم ردء الاسلام وغيظ العدو وجباة المال أن لا يؤخذ منهم
إلا فضلهم عن رضى منهم وأوصيه بالأنصار الذين تبوأوا الدار والايمان
أن يقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم وأوصيه بالأعراب خيرا
فإنهم أصل العرب ومادة الاسلام وأن يؤخذ من حواشي أموالهم فيرد
على فقرائهم وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله أن يوفي لهم بعهدهم وأن
لا يكلفوا إلا طاقتهم وأن يقاتل من وراءهم
قال أخبرنا معاوية بن عمرو الأزدي والحسن بن موسى الأشيب
وأحمد بن عبد الله بن يونس قالوا أخبرنا زهير بن معاوية أبو خيثمة
339

قال أخبرنا أبو إسحاق عن عمرو بن ميمون قال شهدت عمر حين
طعن قال أتاه أبو لؤلؤة وهو يسوي الصفوف فطعنه وطعن اثني عشر
معه هو ثالث عشر قال فأنا رأيت عمر باسطا يده وهو يقول أدركوا
الكلب فقد قتلني قال فماج الناس وأتاه رجل من ورائه فأخذه قال
فمات منهم سبعة أو ستة قال فحمل عمر إلى منزله قال فأتى الطبيب
فقال أي الشراب أحب إليك قال النبيذ قال فدعى بنبيذ فشرب
منه فخرج من إحدى طعناته فقالوا إنما هذا الصديد صديد دم قال فدعى
بلبن فشرب منه فخرج فقال أوص بما كنت موصيا فوالله ما أراك
تمسي قال فأتاه كعب فقال ألم أقل لك إنك لا تموت إلا شهيدا
وأنت تقول من أين وأنا في جزيرة العرب قال فقال رجل الصلاة عباد
الله قد كادت الشمس تطلع قال فتدافعوا حتى قدموا عبد الرحمن بن
عوف فقرأ بأقصر سورتين في القرآن والعصر وإنا أعطيناك الكوثر
قال فقال عمر يا عبد الله ائتني بالكتف التي كتبت فيها شأن الجد بالأمس
وقال لو أراد الله أن يتم هذا الامر لأتمه فقال عبد الله نحن
نكفيك هذا الامر يا أمير المؤمنين قال لا وأخذه فمحاه بيده
قال فدعا ستة نفر عثمان وعليا وسعد بن أبي وقاص و عبد الرحمن بن
عوف وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام قال فدعا عثمان أولهم فقال
يا عثمان إن عرف لك أصحابك سنك فاتق الله ولا تحمل بني أبي
معيط على رقاب الناس ثم دعا عليا فأوصاه ثم أمر صهيبا أن يصلي
بالناس
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل بن يونس عن
أبي إسحاق عن عمرو بميمون قال شهدت عمر يوم طعن فما منعني
أن أكون في الصف المتقدم إلا هيبته وكان رجلا مهيبا فكنت في
الصف الذي يليه وكان عمر لا يكبر حتى يستقبل الصف المقدم
340

بوجهه فإن رأى رجلا متقدما من الصف أو متأخرا ضربه بالدرة فذلك
الذي منعني منه فأقبل عمر فعرض له أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة
فناجى عمر غير بعيد ثم طعنه ثلاث طعنات قال فسمعت عمر وهو يقول
هكذا بيده وقد بسطها دونكم الكلب قد قتلني وماج الناس فجرح
ثلاثة عشر وشد عليه رجل من خلفه فاحتضنه واحتمل عمر وماج
الناس بعضهم في بعض حتى قال قائل الصلاة عباد الله قد طلعت الشمس
فدفعوا عبد الرحمن بن عوف فصلى بنا بأقصر سورتين في القرآن إذا جاء
نصر الله والفتح وإنا أعطينا ك الكوثر واحتمل عمر فدخل
الناس عليه فقال يا عبد الله بن عباس اخرج فناد في الناس أيها الناس
إن أمير المؤمنين يقول أعن ملا منكم هذا فقالوا معاذ الله ما علمنا
ولا اطلعنا فقال ادعوا لي طبيبا فدعي له الطبيب فقال أي الشراب
أحب إليك قال نبيذ فسقي نبيذا فخرج من بعض طعناته فقال الناس
هذا صديد اسقوه لبنا فسقي لبنا فخرج فقال الطبيب ما أرى
أن تمسي فما كنت فاعلا فافعل فقال يا عبد الله بن عمر ناولني
الكتف فلو أراد الله أن يمضي ما فيها أمضاه فقال له عمر أنا
أكفيك محوها فقال لا والله لا يمحوها أحد غيري فمحاها عمر
بيده وكان فيها فريضة الجد ثم قال ادعوا لي عليا وعثمان وطلحة
والزبير و عبد الرحمن بن عوف وسعدا فلم يكلم أحدا منهم غير علي
وعثمان فقال يا علي لعل هؤلاء القوم يعرفون لك قرابتك من النبي
صلى الله عليه وسلم وصهرك وما آتاك الله من الفقه والعلم فإن وليت
هذا الامر فاتق الله فيه ثم دعا عثمان فقال يا عثمان لعل هؤلاء القوم
يعرفون لك صهرك من رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنك وشرفك
فإن وليت هذا الامر فاتق الله ولا تحملن بني أبي معيط على رقاب
الناس ثم قال ادعوا لي صهيبا فدعي فقال صل بالناس ثلاثا وليخل
341

هؤلاء القوم في بيت فإذا اجتمعوا على رجل فمن خالفهم فاضربوا رأسه
فلما خرجوا من عند عمر قال عمر لو ولوها الأجلح سلك بهم الطريق
فقال له بن عمر فما يمنعك يا أمير المؤمنين قال أكره أن أتحملها
حيا وميتا ثم دخل عليه كعب فقال الحق من ربك فلا تكونن من
الممترين قد أنبأتك أنك شهيد فقلت من أين لي بالشهادة وأنا في جزيرة
العرب
قال أخبرنا عبد الله بن بكر السهمي قال أخبرنا حاتم بن أبي صفيرة
عن سماك أن عمر بن الخطاب لما حضر قال إن
أستخلف فسنة وإلا أستخلف فسنة توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يستخلف
وتوفي أبو بكر فاستخلف فقال علي فعرفت والله أنه لن يعدل
بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فذاك حين جعلها عمر شورى بين عثمان بن
عفان وعلي بن أبي طالب والزبير وطلحة و عبد الرحمن بن عوف وسعد
بن أبي وقاص وقال للأنصار أدخلوهم بيتا ثلاثة أيام فإن استقاموا
وإلا فأدخلوا عليهم فاضربوا أعناقهم
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا أبو عوانة عن حسين بن
عمران عن شيخ عن عبد الرحمن بن أبزى عن عمر قال هذا الامر في
أهل بدر ما بقي منهم أحد ثم في أهل أحد ما بقي منهم أحد وفي كذا
وكذا وليس فيها لطليق ولا لولد طليق ولا لمسلمة الفتح شئ
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة عن علي
بن زيد بن جدعان عن أبي رافع أن عمر بن الخطاب كان مستندا
إلى بن عباس وعنده بن عمر وسعيد بن زيد فقال اعلموا أني لم أقل
في الكلالة شيئا ولم أستخلف بعدي أحدا وأنه من أدرك وفاتي من سبي
العرب فهو حر من مال الله قال سعيد بن زيد بن عمرو إنك لو أشرت
برجل من المسلمين ائتمنك الناس فقال عمر قد رأيت من أصحابي
342

حرصا سيئا وإني جاعل هذا الامر إلى هؤلاء النفر الستة الذين مات رسول
الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض ثم قال لو أدركني
أحد رجلين فجعلت هذا الامر إليه لوثقت به سالم مولى أبي حذيفة
وأبي عبيدة بن الجراح
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن الأعمش عن إبراهيم قال قال
عمر من أستخلف لو كان أبو عبيدة بن الجراح فقال له رجل
يا أمير المؤمنين فأين أنت من عبد الله بن عمر فقال قاتلك الله والله
ما أردت الله بهذا أستخلف رجلا ليس يحسن يطلق امرأته
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد قال
أخبرنا أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة أن بن عمر قال لعمر بن الخطاب
لو استخلفت قال من قال تجتهد فإنك لست لهم برب تجتهد
أرأيت لو أنك بعثت إلى قيم أرضك ألم تكن تحب أن يستخلف مكانه
حتى يرجع إلى الأرض قال بلى قال أرأيت لو بعثت إلى راعي
غنمك ألم تكن تحب أن يستخلف رجلا حتى يرجع قال حماد
فسمعت رجلا يحدث أيوب أنه قال إن أستخلف فقد استخلف من
هو خير مني وإن أترك فقد ترك من هو خير مني فلما عرض بهذا ظننت
أنه ليس بمستخلف
قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال أخبرنا هارون البربري عن عبد
الله بن عبيد قال قال ناس لعمر بن الخطاب ألا تعهد إلينا ألا تؤمر
علينا قال بأي ذلك آخذ فقد تبين لي
قال أخبرنا شهاب بن عباد العبدي قال حدثنا إبراهيم بن حميد عن
ابن أبي خالد قال أخبرنا جبير بن محمد بن مطعم بن جبير بن مطعم قال
أخبرت أن عمر قال لعلي إن وليت من أمر المسلمين شيئا فلا تحملن بني
عبد المطلب على رقاب الناس وقال لعثمان يا عثمان إن وليت من أمر
343

المسلمين شيئا فلا تحملن بني أبي معيط على رقاب الناس
قال أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن صالح
ابن كيسان قال قال بن شهاب أخبرني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر
قال دخل الرهط على عمر قبيل أن ينزل به عبد الرحمن بن عوف
وعثمان وعلي والزبير وسعد فنظر إليهم فقال إني قد نظرت لكم في أمر
الناس فلم أجد عند الناس شقاقا إلا أن يكون فيكم فإن كان شقاق
فهو فيكم وإنما الامر إلى الستة إلى عبد الرحمن وعثمان وعلي والزبير وطلحة
وسعد وكان طلحة غائبا في أمواله بالسراة ثم إن قومكم إنما يؤمرون
أحدكم أيها الثلاثة لعبد الرحمن وعثمان وعلي فإن كنت على شئ
من أمر الناس يا عبد الرحمن فلا تحمل ذوي قرابتك على رقاب الناس
وإن كنت يا عثمان على شئ من أمر الناس فلا تحملن بني أبي معيط على
رقاب الناس وإن كنت على شئ من أمر الناس يا علي فلا تحملن بني
هاشم على رقاب الناس ثم قال قوموا فتشاوروا فأمروا أحدكم قال
عبد الله بن عمر فقاموا يتشاورون فدعاني عثمان مرة أو مرتين ليدخلني
في الامر ولا والله ما أحب أني كنت فيه عالما أنه سيكون في أمرهم ما
قال أبي والله لقل ما رأيته يحرك شفتيه قط إلا كان حقا
فلما أكثر عثمان علي قلت له ألا تعقلون أتؤمرون وأمير المؤمنين
حي فوالله لكأنما أيقظت عمر من مرقد فقال عمر أمهلوا فإن حدث
بي حدث فليصل لكم صهيب ثلاث ليال ثم اجمعوا أمركم فمن
تأمر منكم على غير مشورة من المسلمين فاضربوا عنقه
قال بن شهاب قال سالم قلت لعبد لله ابدأ بعبد الرحمن قبل علي
قال نعم والله
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن أبي معشر قال حدثنا أشياخنا
قال قال عمر إن هذا الامر لا يصلح إلا بالشدة التي لا جبرية فيها
344

وباللين الذي لا وهن فيه
قال أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن صالح
ابن كيسان عن بن شهاب قال كان عمر لا يأذن لسبي قد احتلم في
دخول المدينة حتى كتب المغيرة بن شعبة وهو على الكوفة يذكر له غلاما
عنده صنعا ويستأذنه أن يدخله المدينة ويقول إن عنده أعمالا كثيرة
فيها منافع للناس إنه حداد نقاش نجار فكتب إليه عمر فأذن له أن
يرسل به إلى المدينة وضرب عليه المغيرة مائة درهم كل شهر فجاء
إلى عمر يشتكي إليه شدة الخراج فقال له عمر ماذا تحسن من العمل
فذكر له الأعمال التي يحسن فقال له عمر ما خراجك بكثير في
كنه عملك فانصرف ساخطا يتذمر فلبث عمر ليالي ثم إن العبد
مر به فدعاه فقال له ألم أحدث أنك تقول لو أشاء لصنعت رحى
تطحن بالريح فالتفت العبد ساخطا عابسا إلى عمر ومع عمر رهط
فقال لاصنعن لك رحى يتحدث بها الناس فلما ولى العبد أقبل
عمر على الرهط الذين معه فقال لهم أوعدني العبد آنفا فلبث لي ليالي ثم
اشتمل أبو لؤلؤة على خنجر ذي رأسين نصابه في وسطه فكمن في زاوية
من زوايا المسجد في غلس السحر فلم يزل هناك حتى خرج عمر يوقظ
الناس للصلاة صلاة الفجر وكان عمر يفعل ذلك فلما دنا منه عمر
وثب عليه فطعنه ثلاث طعنات إحداهن تحت السرة قد خرقت الصفاق
وهي التي قتلته ثم انحاز أيضا على أهل المسجد فطعن من يليه حتى طعن
سوى عمر أحد عشر رجلا ثم انتحر بخنجره فقال عمر حين أدركه
النزف وانقصف الناس عليه قولوا لعبد الرحمن بن عوف فليصل
بالناس ثم غلب عمر النزف حتى غشي عليه قال بن عباس فاحتملت
عمر في رهط حتى أدخلته بيته ثم صلى بالناس عبد الرحمن فأنكر الناس
صوت عبد الرحمن فقال بن عباس فلم أزل عند عمر ولم يزل في غشية
345

واحدة حتى أسفر الصبح فلما أسفر أفاق فنظر في وجوهنا فقال أصلى ا
لناس قال فقلت نعم فقال لا إسلام لمن ترك الصلاة ثم دعا
بوضوء فتوضأ ثم صلى ثم قال اخرج يا عبد الله بن عباس فسل
من قتلني قال بن عباس فخرجت حتى فتحت باب الدار فإذا الناس
مجتمعون جاهلون بخبر عمر قال فقلت من طعن أمير المؤمنين فقالوا
طعنه عدو الله أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة قال فدخلت فإذا عمر يبد
في النظر يستأني خبر ما بعثني إليه فقلت أرسلني أمير المؤمنين لأسأل من
قتله فكلمت الناس فزعموا أنه طعنه عدو الله أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة
ثم طعن معه رهطا ثم قتل نفسه فقال الحمد لله الذي لم يجعل قاتلي
يحاجني عند الله بسجدة سجدها له قط ما كانت العرب لتقتلني
قال سالم فسمعت عبد الله بن عمر يقول قال عمر أرسلوا إلي طبيبا ينظر
إلى جرحي هذا قال فأرسلوا إلى طبيب من العرب فسقى عمر نبيذا فشبه
النبيذ بالدم حين خرج من الطعنة التي تحت السرة قال فدعوت طبيبا آخر
من الأنصار ثم من بني معاوية فسقاه لبنا فخرج اللبن من الطعنة يصلد
أبيض قال فقال له الطبيب يا أمير المؤمنين أعهد فقال عمر صدقني
أخو بني معاوية ولو قلت غير ذلك لكذبتك قال فبكى عليه القوم حين
سمعوا فقال لا تبكوا علينا من كان باكيا فليخرج ألم تسمعوا
ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يعذب الميت ببكاء
أهله عليه فمن أجل ذلك كان عبد الله بن عمر لا يقر أن يبكى
عنده على هالك من ولده ولا غيرهم وكانت عائشة زوج النبي صلى الله
عليه وسلم تقيم النوح على
الهالك من أهلها فحدثت بقول عمر عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقالت يرحم الله عمر وابن عمر فوالله ما
كذبا ولكن عمر وهل إنما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم
على نوح يبكون على هالك لهم فقال إن هؤلاء يبكون وإن صاحبهم
346

ليعذب وكان قد اجترم ذلك
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني هشام بن عمارة عن أبي
الحويرث قال لما قدم غلام المغيرة بن شعبة ضرب عليه عشرين ومائة
درهم كل شهر أربعة دراهم كل يوم قال وكان خبيثا إذا نظر إلى
السبي الصغار يأتي فيمسح رؤوسهم ويبكي ويقول إن العرب أكلت
كبدي فلما قدم عمر من مكة جاء أبو لؤلؤة إلى عمر يريده فوجده غاديا
إلى السوق وهو متكئ على يد عبد الله بن الزبير فقال يا أمير المؤمنين
إن سيدي المغيرة يكلفني ما لا أطيق من الضريبة قال عمر وكم
كلفك قال أربعة دراهم كل يوم قال وما تعمل قال الارحاء
وسكت عن سائر أعماله فقال في كم تعمل الرحى فأخبره قال
وبكم تبيعها فأخبره فقال لقد كلفك يسيرا انطلق فأعط مولاك
ما سألك فلما ولى قال عمر ألا تجعل لنا رحى قال بلى أجعل
لك رحى يتحدث بها أهل الأمصار ففزع عمر من كلمته قال وعلي
معه فقال ما تراه أراد قال أوعدك يا أمير المؤمنين قال عمر يكفيناه
الله قد ظننت أنه يريد بكلمته غورا
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن عبد
الله بن أبي بكر بن حزم قال كان أبو لؤلؤة من سبي نهاوند
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن إسماعيل بن
محمد بن سعد عن أبيه قال لما طعن عمر هرب أبو لؤلؤة قال وجعل
عمر ينادي الكلب الكلب قال فطعن نفرا فأخذ أبا لؤلؤة رهط من
قريش عبد الله بن عوف الزهري وهاشم بن عتبة بن أبي وقاص ورجل
من بني سهم فطرح عليه عبد الله بن عوف خميصة كانت عليه فانتحر
بالخنجر حين أخذ
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن نافع عن أبيه
347

قال إنما طعن نفسه به حتى قتل نفسه واحتز عبد الله بن عوف الزهري
رأس أبي لؤلؤة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إسماعيل بن إبراهيم بن
عقبة عن محمد بن عقبة عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال سمعت عمر يقول
لقد طعنني أبو لؤلؤة وما أظنه إلا كلبا حتى طعنني الثالثة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن جعفر بن محمد عن أبيه قال لما طعن عمر بن الخطاب اجتمع
الناس إليه البدريون المهاجرون والأنصار فقال لابن عباس اخرج إليهم
فسلهم عن ملا منكم ومشورة كان هذا الذي أصابني قال فخرج
ابن عباس فسألهم فقال القوم لا والله ولوددنا أن الله زاد في عمرك من
أعمارنا
قال أخبرنا وكيع بن الجراح قال أخبرنا الأعمش عن إبراهيم
التيمي عن عمرو بن ميمون قال رأيت عمر بن الخطاب يوم أصيب عليه
إزار أصفر قال وكنت أدع الصف الأول هيبة له وكنت في الصف الثاني
يومئذ قال فجاء فقال الصلاة عباد الله استووا ثم كبر قال
فطعنه طعنة أو طعنتين قال وعليه إزار أصفر قد رفعه على صدره فأهوى
وهو يقول وكان أمر الله قدرا مقدورا قال ومال على الناس فقتل
وجرح بضعة عشر فمال الناس عليه فاتكأ على خنجره فقتل نفسه
قال أخبرنا أبو معاوية الضرير قال أخبرنا الأعمش عن إبراهيم
التيمي عن عمرو بن ميمون قال لما طعن عمر تلك الطعنة انصرف وهو
يقول وكان أمر الله قدرا مقدورا قال فطلبوا القاتل وكان عبدا للمغيرة
ابن شعبة وكان في يده خنجر له طرفان قال فجعل لا يدنو منه أحد
إلا طعنه فجرح ثلاثة عشر رجلا فأفلت أربعة ومات تسعة أو أفلت
تسعة ومات أربعة
348

قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا مسعر عن مهاجر عن
عمرو بن ميمون قال صلى عمر الفجر في العام الذي أصيب فيه فقرأ
لا أقسم بهذا البلد والتين والزيتون
قال أخبرنا يحيى بن حماد قال أخبرنا أبو عوانة عن رقبة بن
مصقلة عن أبي صخرة عن عمرو بن ميمون قال سمعت عمر بن الخطاب
حين طعن يقول وكان أمر الله قدرا مقدورا
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا العمري عن نافع عن
ابن عمر عن عمر أنه كان يكتب إلى أمراء الجيوش لا تجلبوا علينا
من العلوج أحدا جرت عليه المواسي فلما طعنه أبو لؤلؤة قال من هذا
قالوا غلام المغيرة بن شعبة قال ألم أقل لكم لا تجلبوا علينا من
العلوج أحدا فغلبتموني
قال أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال أخبرنا شعبة قال
أنبأنا أبو إسحاق عن عمرو بن ميمون قال شهدت عمر من حين طعن
وطعن الذي طعنه ثلاثة عشر أو تسعة عشر فأمنا عبد الرحمن بن عوف
فقرأ بأقصر سورتين في القرآن بالعصر وإذا جاء نصر الله في الفجر
قال أخبرنا يعلى بن عبيد قال أخبرنا يحيى بن سعيد عن سعيد
ابن المسيب قال طعن الذي طعن عمر اثني عشرة رجلا بعمر فمات
منهم ستة بعمر وأفرق ستة
قال أخبرنا محمد بن عمر عن عمر بن أبي عاتكة عن أبيه عن بن
عمر قال لما طعن عمر حمل فغشي عليه فأفاق فأخذنا بيده قال ثم
أخذ عمر بيدي فأجلسني خلفه وتساند إلي وجراحه تشعب دما إني لأضع
إصبعي هذه الوسطى فما تسد الرتق فتوضأ ثم صلى الصبح فقرأ في الأولى
والعصر وفي الثانية قل يا أيها الكافرون
قال أخبرنا وهب بن جرير وسليمان بن حرب قالا أخبرنا جرير
349

ابن حازم قال سمعت يعلى بن حكيم يحدث عن نافع قال رأى عبد الرحمن
ابن عوف السكين التي قتل بها عمر فقال رأيت هذه أمس مع الهرمزان
وجفينة فقلت ما تصنعان بهذه السكين فقالا نقطع بها اللحم فإنا
لا نمس اللحم فقال له عبيد الله بن عمر أنت رأيتها معهما قال
نعم فأخذ سيفه ثم أتاهما فقتلهما فأرسل إليه عثمان فأتاه فقال ما حملك
على قتل هذين الرجلين وهما في ذمتنا فأخذ عبيد الله عثمان فصرعه حتى
قام الناس إليه فحجزوه عنه قال وقد كان حين بعث إليه عثمان تقلد
السيف فعزم عليه عبد الرحمن أن يضعه فوضعه
قال أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي المكي قال أخبرنا
مسلم بن خالد قال حدثني عبيد الله بن عمر عن نافع عن أسلم أنه لما
طعن عمر قال من أصابني قالوا أبو لؤلؤة واسمه فيروز غلام
المغيرة بن شعبة قال قد نهيتكم أن تجلبوا علينا علوجهم أحدا فعصيتموني
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن هشام بن عروة عن أبيه عن المسور بن
مخرمة ان بن عباس دخل على عمر بعدما طعن فقال الصلاة فقال
نعم لا حظ لامرئ في الاسلام أضاع الصلاة فصلى والجرح يثعب دما
قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن أيوب بن أبي مليكة
عن المسور بن مخرمة أن عمر لما طعن جعل يغمى عليه فقيل إنكم
لن تفزعوه بشئ مثل الصلاة إن كانت به حياة فقال الصلاة يا أمير
المؤمنين الصلاة قد صليت فانتبه فقال الصلاة هاء الله إذا ولا حظ
في الاسلام لمن ترك الصلاة قال فصلى وإن جرحه ليثعب دما
قال أخبرنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي قال أخبرنا عبد
الله بن جعفر عن أم بكر بنت المسور عن أبيها المسور بن مخرمة قال
دخلت على عمر بن الخطاب حين طعن أنا وابن العباس وأوذن بالصلاة
فقيل الصلاة يا أمير المؤمنين قال فرفع رأسه فقال الصلاة ولا حظ
350

في الاسلام لمن ترك الصلاة قال فصلى وإن جرحه ليثعب دما قال ودعي
له طبيب فسقاه نبيذا فخرج مشاكلا للدم فسقاه لبنا فخرج أبيض فقال
يا أمير المؤمنين أعهد عهدك فذاك حين دعا أصحاب الشورى
قال أخبرنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي قال أخبرنا مسعر
عن سماك قال سمعت بن عباس قال دخلت على عمر حين طعن
فجعلت أثني عليه فقال بأي شئ تثني علي بالامرة أو بغيرها قال
قلت بكل قال ليتني أخرج منها كفافا لا أجر ولا وزر
قال أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسي وعبيد الله بن موسى عن مسعر
عن سماك الحنفي قال سمعت بن عباس يقول قلت لعمر مصر
الله بك الأمصار وفتح بك الفتوح وفعل بك وفعل فقال لوددت أني أنجو
منه لا أجر ولا وزر
قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا مالك بن أنس عن زيد بن
أسلم عن أبيه قال لما حضرت عمر بن الخطاب الوفاة قال بالامارة
تغبطونني فوالله لوددت أني أنجو كفافا لا علي ولا لي قال مالك فقال
سليمان بن يسار للوليد بن عبد الملك ذلك فقال كذبت فقال سليمان
أو كذبت
قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس عن سليمان بن بلال
عن محمد بن أبي عتيق وموسى بن عقبة قالا قال بن شهاب أخبرنا سليمان
ابن يسار عن حديث المسور بن مخرمة عن عمر ليلة طعن دخل هو وابن
عباس فلما أصبح أفزعوه وقالوا الصلاة ففزع فقال نعم ولا حظ
في الاسلام لمن ترك الصلاة فصلى والجرح يثعب دما
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل بن يونس عن كثير
النواء عن أبي عبيد مولى بن عباس عن بن عباس قال كنت مع علي
فسمعنا الصيحة على عمر قال فقام وقمت معه حتى دخلنا عليه البيت الذي
351

هو فيه فقال ما هذا الصوت فقالت له امرأة سقاه الطبيب نبيذا فخرج
وسقاه لبنا فخرج فقال لا أرى تمسي فما كنت فاعلا فافعل
فقالت أم كلثوم وا عمراه وكان معها نسوة فبكين معها وارتج البيت
بكاء فقال عمر والله لو أن لي ما على الأرض من شئ لافتديت به من
هول المطلع فقال بن عباس والله إني لأرجو أن لا تراها إلا مقدار
ما قال الله وإن منكم إلا واردها إن كنت ما علمنا لأمير المؤمنين
وأمين المؤمنين وسيد المؤمنين تقضي بكتاب الله وتقسم بالسوية
فأعجبه قولي فاستوى جالسا فقال أتشهد لي بهذا يا بن عباس قال
فكففت فضرب على كتفي فقال اشهد لي بهذا يا بن عباس قال قلت
نعم أنا أشهد
قال أخبرنا هوذة بن خليفة قال أخبرنا بن عون عن محمد بن
سيرين قال لما طعن عمر جعل الناس يدخلون عليه فقال لرجل انظر
فأدخل يده فنظر فقال ما وجدت فقال إني أجده قد بقي لك من
وتينك ما تقضي منه حاجتك قال أنت أصدقهم وخيرهم قال فقال
رجل والله إني لأرجو أن لا تمس النار جلدك أبدا قال فنظر إليه
حتى رثينا أو أوينا له ثم قال إن علمك بذلك يا فلان لقليل لو أن
ما في الأرض لي لافتديت به من هول المطلع
قال أخبرنا هوذة بن خليفة قال أخبرنا عوف عن محمد قال
قال ابن عباس لما كان غداة أصيب عمر كنت فيمن احتمله حتى أدخلناه
الدار قال فأفاق إفاقة فقال من أصابني قلت أبو لؤلؤة غلام المغيرة
ابن شعبة فقال عمر هذا عمل أصابك كنت أريد أن لا يدخلها
علج من السبي فغلبتموني على أن غلبت على عقلي فاحفظ مني اثنتين
إني لم أستخلف أحدا ولم أقض في الكلالة شيئا قال عوف وقال غير
محمد إنه قال لم أقض في الجد والاخوة شيئا
352

قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا وهيب قال أخبرنا عبد
الله بن طاوس عن أبيه عن بن عباس أنه دخل على عمر لما أصيب فقال
يا أمير المؤمنين إنما أصابك رجل يقال له أبو لؤلؤة فقال إني أشهدكم
أني لم أقض في ثلاثة إلا بما أقول لكم جعلت في العبد عبدا وفي بن الأمة
عبدين
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا أبو عوانة قال أخبرنا
داود بن عبد الرحمن الأودي عن حميد بن عبد الرحمن الحميري قال
أخبرنا ابن عباس بالبصرة قال أنا أول من أتى عمر بن الخطاب حين
طعن فقال احفظ مني ثلاثا فإني أخاف أن لا يدركني الناس
أما أنا فلم أقض في الكلالة قضاء ولم أستخلف على الناس خليفة وكل
مملوك لي عتيق قال فقال له الناس استخلف فقال أي ذلك ما
أفعل فقد فعله من هو خير مني إن أترك للناس أمرهم فقد تركه نبي
الله صلى الله عليه وسلم وإن أستخلف فقد استخلف من هو خير
مني أبو بكر فقلت أبشر بالجنة صاحبت رسول الله فأطلت صحبته
ووليت أمر المؤمنين فقويت وأديت الأمانة فقال أما تبشيرك إياي
بالجنة فوالله الذي لا إله إلا هو لو أن لي الدنيا وما فيها لافتديت به من هول
ما أمامي قبل أن أعلم الخبر وأما قولك في إمرة المؤمنين فوالله لوددت
أن ذلك كفاف لا لي ولا علي وأما ما ذكرت من صحبة رسول الله
صلى الله عليه وسلم فذاك
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب
عن محمد عن أبي سعيد الخدري قال كنت تاسع تسعة عشر رجلا حين
طعن عمر فأدخلناه فشكا إلينا ألم الوجع
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة قال
أخبرنا يوسف بن سعد عن عبد الله بن حنين عن شداد بن أوس عن كعب
353

قال كان في بني إسرائيل ملك إذا ذكرناه ذكرنا عمر وإذا ذكرنا عمر
ذكرناه وكان إلى جنبه نبي يوحى إليه فأوحى الله إلى النبي صلى الله
عليه وسلم أن يقول له أعهد عهدك واكتب إلي وصيتك فإنك ميت
إلى ثلاثة أيام فأخبره النبي بذلك فلما كان في اليوم الثالث وقع بين الجدر
وبين السرير ثم جأر إلى ربه فقال اللهم إن كنت تعلم أني كنت أعدل
في الحكم وإذا اختلفت الأمور اتبعت هواك وكنت وكنت فزدني
في عمري حتى يكبر طفلي وتربو أمتي فأوحى الله إلى النبي أنه قد قال
كذا وكذا وقد صدق وقد زدته في عمره خمس عشرة سنة ففي ذلك
ما يكبر طفله وتربو أمته فلما طعن عمر قال كعب لئن سأل
عمر ربه ليبقينه الله فأخبر بذلك عمر فقال عمر اللهم اقبضني
إليك غير عاجز ولا ملوم
قال أخبرنا محمد بن عبيد والفضل بن دكين قالا أخبرنا هارون
ابن أبي إبراهيم عن عبد الله بن عبيد بن عمير أن عمر بن الخطاب لما طعن
قال له الناس يا أمير المؤمنين لو شربت شربة فقال أسقوني نبيذا
وكان من أحب الشراب إليه قال فخرج النبيذ من جرحه مع صديد الدم
فلم يتبين لهم ذلك أنه شرابه الذي شرب فقالوا لو شربت لبنا
فأتي به فلما شرب اللبن خرج من جرحه فلما رأى بياضه بكى وأبكى
من حوله من أصحابه فقال هذا حين لو أن لي ما طلعت عليه
الشمس لافتديت به من هول المطلع قالوا وما أبكاك إلا هذا قال
ما أبكاني غيره قال فقال له بن عباس يا أمير المؤمنين والله إن كان
إسلامك لنصرا وإن كانت إمامتك لفتحا والله لقد ملأت إمارتك الأرض
عدلا ما من اثنين يختصمان إليك إلا انتهيا إلى قولك قال فقال عمر
أجلسوني فلما جلس قال لابن عباس أعد علي كلامك فلما أعاد
عليه قال أتشهد لي بذلك عند الله يوم تلقاه فقال بن عباس نعم
354

قال ففرح عمر بذلك وأعجبه
قال أخبرنا عبد الله بن نمير عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد
أن عمر بن الخطاب حين طعن جاء الناس يثنون عليه ويودعونه فقال
عمر أبالإمارة تزكونني لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقبض الله رسوله وهو عني راض ثم صحبت أبا بكر فسمعت
وأطعت فتوفي أبو بكر وأنا سامع مطيع وما أصبحت أخاف على نفسي
إلا إمارتكم هذه
قال أخبرنا يحيى بن خليف بن عقبة قال أخبرنا بن عون عن
محمد بن سيرين قال لما طعن عمر جعل الناس يدخلون عليه فقال لو
أن لي ما في الأرض من شئ لافتديت به من هول المطلع
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن
الشعبي قال دعا عمر بن الخطاب بلبن بعدما طعن فشرب فخرج من جراحته
فقال الله أكبر فجعل جلساؤه يثنون عليه فقال إن من غره عمره
لمغرور والله لوددت أني أخرج منها كما دخلت فيها والله لو كان لي
ما طلعت عليه الشمس لافتديت به من هول المطلع
قال أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن صالح
ابن كيسان عن بن شهاب قال أخبرني سعيد بن المسيب ان عبد الرحمن
ابن أبي بكر الصديق قال حين قتل عمر قد مررت على أبي لؤلؤة قاتل عمر ومعه
جفينة والهرمزان وهم تجي فلما بغتهم ثاروا فسقط من بينهم
خنجر له رأسان ونصابه وسطه فانظروا ما الخنجر الذي قتل به عمر فوجدوه
الخنجر الذي نعت عبد الرحمن بن أبي بكر فانطلق عبيد الله بن عمر حين
سمع ذلك من عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه السيف حتى دعا الهرمزان فلما
خرج إليه قال انطلق معي حتى ننظر إلى فرس لي وتأخر عنه حتى
إذا مضى بين يديه علاه بالسيف قال عبيد الله فلما وجد حر السيف
355

قال لا إله إلا الله قال عبيد الله ودعوت جفينة وكان نصرانيا من نصارى
الحيرة وكان ظئرا لسعد بن أبي وقاص أقدمه المدينة للملح الذي كان
بينه وبينه وكان يعلم الكتاب بالمدينة قال عبيد الله فلما علوته بالسيف
صلب بين عينيه ثم انطلق عبيد الله فقتل ابنة لأبي لؤلؤة صغيرة تدعي
الاسلام وأراد عبيد الله أن لا يترك سبيا بالمدينة إلا قتله فاجتمع
المهاجرون الأولون عليه فنهوه وتوعدوه فقال والله لأقتلنهم وغيرهم وعرض ببعض المهاجرين فلم يزل عمر و بن العاص به حتى دفع إليه
السيف فلما دفع إليه السيف أتاه سعد بن أبي وقاص فأخذ كل واحد
منهما برأس صاحبه يتناصيان حتى حجز بينهما ثم أقبل عثمان قبل أن
يبايع له في تلك الليالي حتى واقع عبي الله فتناصيا وأظلمت الأرض
يوم قتل عبيد الله جفينة والهرمزان وابنة أبي لؤلؤة على الناس ثم
حجز بينه وبين عثمان فلما استخلف عثمان دعا المهاجرين والأنصار
فقال أشيروا علي في قتل هذا الرجل الذي فتق في الدين ما فتق فاجتمع
المهاجرون على كلمة واحدة يشايعون عثمان على قتله وجل الناس الأعظم
مع عبيد الله يقولون لجفينة والهرمزان أبعدهما الله لعلكم تريدون
أن تتبعوا عمر ابنه فكثر في ذلك اللغط والاختلاف ثم قال عمرو بن
العاص لعثمان يا أمير المؤمنين إن هذا الامر قد كان قبل أن يكون لك على
الناس سلطان فأعرض عنهم وتفرق الناس عن خطبة عمرو وانتهى
إليه عثمان وودي الرجلان والجارية
قال محمد بن شهاب قال حمزة بن عبد الله قال عبد الله بن عمر
يرحم الله حفصة فإنها ممن شجع عبيد الله على قتلهم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن يعقوب عن أبيه
عن جده قال جعل عثمان يومئذ يناصي عبيد الله بن عمر حتى نظرت إلى
شعر رأس عبيد الله في يد عثمان قال ولقد أظلمت الأرض يومئذ على الناس
356

قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن يعقوب عن أبي
وجزة عن أبيه قال رأيت عبيد الله يومئذ وإنه يناصي عثمان وإن عثمان
ليقول قاتلك الله قتلت رجلا يصلي وصبية صغيرة وآخر من ذمة
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما في الحق تركك قال فعجبت
لعثمان حين ولي كيف تركه ولكنني عرفت أن عمرو بن العاص كان
دخل في ذلك فلفته عن رأيه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عتبة بن جبيرة عن عاصم
بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد قال ما كان عبيد الله يومئذ إلا كهيئة
السبع الحرب وجعل يعترض العجم بالسيف حتى حبس يومئذ في
السجن فكنت أحسب لو أن عثمان ولي سيقتله لما كنت أراه صنع
به كان هو وسعد أشد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
عليه
قال أخبرنا يزيد بن هارون عن بن عون عن نافع عن بن عمر
أن عمر أوصى إلى حفصة فإذا ماتت فإلى الأكابر من آل عمر قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي
قال أخبرنا همام بن يحيى
عن قتادة قال أوصى عمر بن الخطاب بالربع
قال أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي قال أخبرنا مسلم
بن خالد عن هشام بن عروة عن أبيه أن عمر بن الخطاب لم يتشهد في
وصيته
قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي ومحمد بن عبد الله الأنصاري
وإسحاق بن يوسف الأزرق و عبد الوهاب بن عطاء العجلي عن بن عون
عن نافع عن بن عمر قال أصاب عمر أرضا بخيبر فأتى النبي صلى
الله عليه وسلم فاستأمره فيها فقال أصبت أرضا بخيبر لم أصب مالا قط
أنفس عندي منه فما تأمر به قال إن شئت حبست أصلها وتصدقت
357

بها قال فتصدق بها عمر قال إنه لا يباع أصلها ولا توهب ولا تورث
وتصدق بها في الفقراء والقربى وفي الرقاب وفي سبيل الله وابن السبيل
والضيف لا جناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف ويطعم
صديقا غير متمول فيها قال بن عون فحدثت به محمد بن سيرين فقال
غير متأثل مالا قال إسماعيل قال بن عون وحدثني رجل أنه قرأ في
قطعة أدم أو رقعة حمراء غير متأثل مالا
قال أخبرنا مطرف بن عبد الله اليساري قال أخبرنا عبد الله بن
عمر عن نافع عن بن عمر أن أول صدقة تصدق بها في الاسلام ثمغ
صدقة عمر بن الخطاب
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا الضحاك بن عثمان عن عثمان
ابن عروة قال كان عمر بن الخطاب قد استسلف من بيت المال ثمانين
ألفا فدعا عبد الله بن عمر فقال بع فيها أموال عمر فإن وفت وإلا فسل
بني عدي فإن وفت وإلا فسل قريشا ولا تعدهم قال عبد الرحمن بن
عوف ألا تستقرضها من بيت المال حتى تؤديها فقال عمر معاذ
الله أن تقول أنت وأصحابك بعدي أما نحن فقد تركنا نصيبنا لعمر فتعزوني
بذلك فتتبعني تبعته وأقع في أمر لا ينجيني إلا المخرج منه ثم
قال لعبد الله بن عمر اضمنها فضمنها قال فلم يدفن عمر حتى أشهد
بها بن عمر على نفسه أهل الشورى وعدة من الأنصار وما مضت جمعة
بعد أن دفن عمر حتى حمل بن عمر المال إلى عثمان بن عفان وأحضر
الشهود على البراءة بدفع المال
قال أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة قال حدثني عبد الرحمن
ابن يزيد بن جابر قال حدثني يحيى بن أبي راشد النصري أن عمر بن
الخطاب لما حضرته الوفاة قال لابنه يا بني إذا حضرتني الوفاة فاحرفني
واجعل ركبتيك في صلبي وضع يدك اليمنى على جبيني ويدك اليسرى
358

على ذقني فإذا قبضت فأغمضني واقصدوا في كفني فإنه إن يكن
لي عند الله خير أبدلني خيرا منه وإن كنت على غير ذلك سلبني فأسرع
سلبي واقصدوا في حفرتي فإنه إن يكن لي عند الله خير وسع لي فيها
مد بصري وإن كنت على غير ذلك ضيقها علي حتى تختلف
أضلاعي ولا تخرجن معي امرأة ولا تزكوني بما ليس في فإن
الله هو أعلم بي وإذا خرجتم بي فأسرعوا في المشي فإنه إن يكن لي عند
الله خير قدمتموني إلى ما هو خير لي وإن كنت على غير ذلك كنتم قد
ألقيتم عن رقابكم شرا تحملونه
قال أخبرنا محمد بن عبد الله بن يونس قال أخبرنا أبو الأحوص
عن ليث عن رجل من أهل المدينة قال أوصى عمر بن الخطاب عبد الله
ابنه عند الموت فقال يا بني عليك بخصال الايمان قال وما هن يا أبت
قال الصوم في شدة الصيف وقتل الأعداء بالسيف والصبر على
المصيبة وإسباغ الوضوء في اليوم الشاتي وتعجيل الصلاة في يوم الغيم
وترك ردغة الخبال قال فقال وما ردغة الخبال قال شرب الخمر
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن سلمة عن علي
بن زيد عن أبي رافع أن عمر بن الخطاب قال لسعيد بن زيد و عبد الله بن
عمر و عبد الله بن عباس اعلموا أني لم أستخلف وأنه من أدرك وفاتي
من سبي العرب من مال الله فهو حر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن عمر عن حفص
عن نافع عن بن عمر أن عمر أوصى عن الموت أن يعتق من كان يصلي
السجدتين من رقيق الامارة وإن أحب الوالي بعدي أن يخدموه سنتين
فذلك له
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا ربيعة بن عثمان أن عمر بن
الخطاب أوصى أن تقر عماله سنة فأقرهم عثمان سنة
359

قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر عن إسماعيل
بن محمد بن سعد قال وحدثني أبو بكر بن إسماعيل بن محمد بن سعد
عن أبيه عن عامر بن سعد قال قال عمر بن الخطاب إن وليتم سعدا
فسبيل ذاك وإلا فليستشره الوالي فإني لم أعزله عن سخطة
قال أخبرنا وهب بن جرير قال أخبرنا شعبة عن عاصم بن عبيد
الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة أن عمر قال لعبد الله بن عمر ورأسه
في حجره ضع خدي في الأرض فقال وما عليك في الأرض كان
أو في حجري قال ضعه في الأرض ثم قال ويل لي ولأمي
إن لم يغفر الله لي ثلاثا
قال أخبرنا يزيد بن هارون ووهب بن جرير وكثير بن هشام قال
أخبرنا شعبة عن عاصم بن عبيد الله بن عاصم عن عبد الله بن عامر بن ربيعة
قال رأيت عمر بن الخطاب أخذ تبنة من الأرض فقال ليتني كنت هذه
التبنة ليتني لم أخلق ليت أمي لم تلدني ليتني لم أك شيئا ليتني
كنت نسيا منسيا
قال أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي قال أخبرنا مالك
بن أنس قال وأخبرنا سليمان بن حرب وعارم بن الفضل قالا أخبرنا
حماد بن زيد جميعا عن يحيى بن سعيد عن عبد الرحمن بن أبان بن عثمان
عن أبيه عن عثمان بن عفان قال أنا آخركم عهدا بعمر دخلت عليه
ورأسه في حجر ابنه عبد الله بن عمر فقال له ضع خدي بالأرض
قال فهل فخذي والأرض إلا سواء قال ضع خذي بالأرض لا أم
لك في الثانية أو في الثالثة ثم شبك بين رجليه فسمعته يقول ويلي
وويل أمي إن لم يغفر الله لي حتى فاضت نفسه
قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال أخبرنا سفيان عن عاصم بن عبيد
الله قال حدثني أبان بن عثمان عن عثمان قال آخر كلمة قالها عمر حتى
360

قضى ويلي وويل أمي إن لم يغفر الله لي ويلي وويل أمي إن لم يغفر
الله لي ويلي وويل أمي إن لم يغفر الله لي
قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس قال أخبرنا سليمان
بن بلال عن يحيى بن سعيد وعبيد الله بن عمر عن عاصم بن عبيد الله عن
سالم بن عبد الله أن عمر بن الخطاب قال ليتني لم أكن شيئا قط ليتني كنت
نسيا منسيا قال ثم أخذ كالتبنة أو كالعود عن ثوبه فقال ليتني
كنت مثل هذا
قال أخبرنا أبو بكر بن محمد بن أبي مرة المكي قال حدثني
نافع بن عمر قال حدثني بن أبي مليكة أن عثمان بن عفان وضع رأس
عمر بن الخطاب في حجره فقال أعد رأسي في التراب ويل لي
وويل لأمي إن لم يغفر الله لي
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب
عن بن أبي مليكة قال لما طعن عمر جاء كعب فجعل يبكي بالباب
ويقول والله لو أن أمير المؤمنين يقسم على الله أن يؤخره لاخره
فدخل بن عباس عليه فقال يا أمير المؤمنين هذا كعب يقول كذا وكذا
قال إذا والله لا أسأله ثم قال ويل لي ولأمي إن لم يغفر الله لي
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حريز بن عثمان قال
أخبرنا حبيب بن عبيد الرحبي عن المقدام بن معدي كرب قال لما أصيب
عمر دخلت عليه حفصة فقالت يا صاحب رسول
الله ويا صهر رسول الله ويا أمير المؤمنين فقال عمر لابن عمر يا عبد الله أجلسني فلا صبر
لي على ما أسمع فأسنده إلى صدره فقال لها إني أحرج عليك بما لي
عليك من الحق أن تندبيني بعد مجلسك هذا فأما عينك فلن أملكها
إنه ليس من ميت يندب بما ليس فيه إلا الملائكة نمقته
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة قال
361

أخبرنا ثابت عن أنس بن مالك أن عمر بن الخطاب لما طعن عولت حفصة
فقال يا حفصة أما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن
المعول عليه يعذب قال وعول صهيب فقال عمر يا صهيب أما
علمت أن المعول عليه يعذب
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام بن حسان عن محمد
قال وأخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق قال أخبرنا بن عون عن محمد
قال لما أصيب عمر حمل فأدخل فقال صهيب وا أخاه فقال عمر
ويحك يا صهيب أما علمت أن المعول عليه يعذب
قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال أخبرنا أبو عقيل قال أخبرنا
محمد بن سيرين قال أتي عمر بن الخطاب بشراب حين طعن فخرج
من جراحته فقال صهيب وا عمراه وا أخاه من لنا بعدك فقال
له عمر مه يا أخي أما شعرت أنه من يعول عليه يعذب
قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال أخبرنا عبيد الله بن عمرو
عن عبد الملك بن عمير عن أبي بردة عن أبيه قال لما طعن عمر أقبل
صهيب يبكي رافعا صوته فقال عمر أعلي قال نعم قال عمر
أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من يبك عليه
يعذب
قال عبد الملك فحدثني موسى بن طلحة عن عائشة أنها قالت أولئك
يعذب أمواتهم
ببكاء أحيائهم تعني الكفار
قال أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب وهشام بن عبد الملك أبو
الوليد الطيالسي قالا أخبرنا الليث بن سعد عن نافع عن بن عمر أن عمر
نهى أهله بأن يبكوا عليه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن خالد بن رباح عن المطلب بن عبد الله بن حنطب أن عمر بن
362

الخطاب صلى في ثيابه التي جرح فيها ثلاثا
قال أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة قال أخبرنا هشام بن عروة
عن أبيه أن عمر بن الخطاب أرسل إلى عائشة ائذني لي أن أدفن مع
صاحبي قالت أي والله قال فكان الرجل إذا أرسل إليها من الصحابة
قالت لا والله لا أبرهم بأحد أبدا
قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا مالك بن أنس أن عمر
ابن الخطاب استأذن عائشة في حياته فأذنت له أن يدفن في بيتها فلما
حضرته الوفاة قال إذا مت فاستأذنوها فإن أذنت وإلا فدعوها فإني أخشى
أن تكون أذنت لي لسلطاني فلما مات أذنت لهم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني نافع بن أبي نعيم عن نافع
عن ابن عمر قال وحدثني عبد الله بن عمر عن سالم أبي النضر عن سعيد
ابن مرجانة عن بن عمر أن عمر قال اذهب يا غلام إلى أم المؤمنين
فقل لها إن عمر يسألك أن تأذني لي أن أدفن مع أخوي ثم ارجع إلي
فأخبرني قال فأرسلت أن نعم قد أذنت لك قال فأرسل فحفر له
في بيت النبي صلى الله عليه وسلم ثم دعا بن عمر فقال يا بني إني
قد أرسلت إلى عائشة أستأذنها أن أدفن مع أخوي فأذنت لي وأنا أخشى أن
يكون ذلك لمكان السلطان فإذا أنا مت فاغسلني وكفني ثم احملني
حتى تقف بي على باب عائشة فتقول هذا عمر يستأذن يقول إلخ فإن
أذنت لي فادفني معهما وإلا فادفني بالبقيع قال بن عمر فلما مات أبي
حملناه حتى وقفنا به على باب عائشة فاستأذنها في الدخول فقالت ادخل
بسلام
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني كثير بن زيد عن المطلب
ابن عبد الله بن حنطب قال لما أرسل عمر إلى عائشة فاستأذنها أن يدفن
مع النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر فأذنت قال عمر إن البيت
363

ضيق فدعا بعصا فأتي بها فقدر طوله ثم قال احفروا على قدر
هذه
قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدني قال حدثني
أبي عن يحيى بن سعيد و عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم
وغيرهما عن عمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية عن عائشة قالت ما
زلت أضع خماري وأتفضل في ثيابي في بيتي حتى دفن عمر بن الخطاب
فيه فلم أزل متحفظة في ثيابي حتى بنيت بيني وبين القبور جدارا
فتفضلت بعد قالا ووصفت لنا قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر
أبي بكر وقبر عمر وهذه القبور في سهوة بيت عائشة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن موسى عن إسحاق
ابن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال أرسل عمر بن الخطاب
إلى أبي طلحة الأنصاري قبيل أن يموت بساعة فقال يا أبا طلحة كن
في خمسين من قومك من الأنصار مع هؤلاء النفر أصحاب الشورى فإنهم
فيما أحسب سيجتمعون في بيت أحدهم فقم على ذلك الباب بأصحابك
فلا تترك أحدا يدخل عليهم ولا تتركهم يمضي اليوم الثالث حتى
يؤمروا أحدهم اللهم أنت خليفتي عليهم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني مالك بن أبي الرجال قال
حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال وافى أبو طلحة في أصحابه
ساعة قبر عمر فلزم أصحاب الشورى فلما جعلوا أمرهم إلى بن عوف
يختار لهم منهم لزم أبو طلحة باب بن عوف في أصحابه حتى بايع عثمان
ابن عفان
قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال أخبرنا همام بن يحيى
قال أخبرنا قتادة أن عمر بن الخطاب طعن يوم الأربعاء ومات يوم الخميس
رحمه الله
364

قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن إسماعيل بن
محمد بن سعد عن أبيه قال طعن عمر بن الخطاب يوم الأربعاء لأربع
ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين ودفن يوم الأحد صباح هلال
المحرم سنة أربع وعشرين فكانت ولايته عشر سنين وخمسة أشهر وإحدى
وعشرين ليلة من متوفى أبي بكر الصديق على رأس اثنين وعشرين سنة
وتسعة أشهر وثلاثة عشر يوما من الهجرة وبويع لعثمان بن عفان يوم الاثنين
لثلاث ليال مضين من المحرم قال فذكرت ذلك لعثمان بن محمد الأخنسي
فقال ما أراك إلا قد وهلت توفي عمر لأربع ليال بقين من ذي الحجة
وبويع لعثمان يوم الاثنين لليلة بقيت من ذي الحجة فاستقبل بخلافته المحرم
سنة أربع وعشرين
قال أخبرنا يحيى بن عباد قال أخبرنا شعبة قال أخبرني أبو
إسحاق عن عامر بن سعد عن حريز أنه سمع معاوية يقول توفي عمر
وهو بن ثلاث وستين
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا شريك بن عبد الله عن
أبي إسحاق قال مات عمر وهو بن ثلاث وستين سنة
قال محمد بن عمر ولا يعرف هذا الحديث عندنا بالمدينة قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا هشام بن سعد عن زيد بن
أسلم عن أبيه قال توفي عمر وهو بن ستين سنة قال محمد بن عمر
وهذا أثبت الأقاويل عندنا وقد روي غير ذلك
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن عمر العمري
عن نافع عن بن عمر أنه توفي وهو بن بضع وخمسين سنة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري
قال توفي عمر وهو ابن خمس وخمسين سنة
قال محمد بن سعد وأخبرت عن هشيم عن علي بن زيد عن سالم
365

ابن عبد الله مثله
قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا مالك عن نافع عن عبد
الله بن عمر أن عمر بن الخطاب غسل وكفن وصلي عليه وكان شهيدا
قال أخبرنا عبد الله بن نمير قال أخبرنا عبيد الله بن عمر عن نافع
عن ابن عمر قال غسل عمر وكفن وحنط
قال أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي قال أخبرنا
عبد العزيز بن مسلم عن عبد الله بن دينار عن نافع عن بن عمر أن عمر ابن الخطاب غسل وكفن وصلي عليه وكان شهيدا
قال أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال أخبرنا عبد الرحمن بن
عبد الله عن أبيه عن بن عمر أن عمر غسل وكفن وحنط وصلي عليه
وكان شهيدا
قال أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي وسليمان بن حرب قالا
أخبرنا شعبة بن الحجاج قال سمعت فضيلا يحدث عن عبد الله بن معقل
أن عمر بن الخطاب أوصى أن لا يغسلوه بمسك أو لا يقربوه مسكا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن نافع عن أبيه عن
بن عمر قال غسل عمر ثلاثا بالماء والسدر
قال أخبرنا وكيع بن الجراح ومحمد بن عبد الله الأسدي عن سفيان
عن عاصم بن عبيد الله عن سالم
عن ابن عمر أن عمر كفن في ثلاثة أثواب
قال وكيع ثوبين سحوليين وقال محمد بن عبد الله الأسدي صحاريين
وقميص كان يلبسه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني سعيد بن بشير عن قتادة
عن الحسن عن عمر أنه كفن في قميص وحلة
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا حفص بن غياث عن
الحجاج عن فضيل عن عبد الله بن معقل أن عمر قال لا تجعلوا في
366

حنوطي مسكا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني قيس بن الربيع عن محمد
ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الفضيل بن عمرو قال أوصى عمر ألا
يتبع بنار ولا تتبعه امرأة ولا يحنط بمسك
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني هشام بن سعد قال حدثني
من سمع بن عكرمة بن خالد يقول لما وضع عمر ليصلى عليه أقبل علي
وعثمان جميعا واحدهما آخذ بيد الآخر فقال عبد الرحمن بن عوف ولا
يظن أنهما يسمعان ذلك قد أوشكتما يا بني عبد مناف فسمعاها فقال
كل واحد منهما قم يا أبا يحيى فصل عليه فصلى عليه صهيب
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني طلحة بن محمد بن سعيد
ابن المسيب عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال لما توفي عمر نظر المسلمون
فإذا صهيب يصلي بهم المكتوبات بأمر عمر فقدموا صهيبا فصلى
على عمر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن يعقوب عن أبي
الحويرث قال قال عمر فيما أوصى به فإن قبضت فليصل لكم صهيب
ثلاثا ثم اجمعوا أمركم فبايعوا أحدكم فلما مات عمر ووضع ليصلى
عليه أقبل علي وعثمان أيهما يصلي عليه فقال عبد الرحمن بن عوف
إن هذا لهو الحرص على الامارة لقد علمتما ما هذا إليكما ولقد أمر به
غيركما تقدم يا صهيب فصل عليه فتقدم صهيب فصلى عليه
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا عبد الله العمري عن نافع
عن ابن عمر قال صلي على عمر في مسجد رسول الله صلى الله عليه
وسلم
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا مالك بن أنس عن نافع عن
ابن عمر أن عمر صلي عليه في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
367

قال أخبرنا وكيع بن الجراح وسعيد بن منصور قالا أخبرنا مالك
ابن أنس عن نافع عن بن عمر قال صلي على عمر في المسجد
قال أخبرنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي قال أخبرنا
خالد بن إلياس عن صالح بن أبي حسان قال سأل علي بن الحسين سعيد
ابن المسيب من صلى على عمر قال صهيب قال كم كبر عليه
قال أربعا
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا خالد بن إلياس عن أبي
عبيدة بن محمد بن عمار عن أبيه أن صهيبا كبر على عمر أربعا
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا خالد بن إلياس عن صالح
ابن يزيد مولى الأسود قال كنت عند سعيد بن المسيب فمر عليه علي
ابن الحسين فقال أين صلي على عمر قال بين القبر والمنبر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر بن راشد عن الزهري
قال وحدثني كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قالا
صلى عمر على أبي بكر وصلى صهيب على عمر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن الحارث عن أبي الحويرث
عن جابر قال نزل في قبر عمر عثمان بن عفان وسعيد بن زيد
ابن عمرو بن نفيل وصهيب بن سنان و عبد الله بن عمر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا خالد بن أبي بكر قال
دفن عمر في بيت النبي صلى الله عليه وسلم وجعل رأس أبي بكر
عند كتفي النبي وجعل رأس عمر عند حقوي النبي صلى الله عليه
وسلم
قال أخبرنا سويد بن سعيد قال أخبرنا علي بن مسهر عن هشام
ابن عروة قال لما سقط الحائط عنهم في زمن الوليد بن عبد الملك أخذ
في بنائه فبدت لهم قدم ففزعوا وظنوا أنها قدم النبي صلى الله عليه
368

وسلم فما وجدوا أحدا يعلم ذلك حتى قال لهم عروة لا والله ما هي
قدم النبي ما هي إلا قدم عمر
قال أخبرنا وكيع بن الجراح والفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله
الأسدي قالوا أخبرنا سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال
قالت أم أيمن يوم أصيب عمر اليوم وهي الاسلام قال وقال طارق
ابن شهاب كان رأي عمر كيقين رجل
قال أخبرنا إسحاق بن سليمان الرازي قال سمعت خلف بن خليفة
يحدثنا عن أبيه عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم قال قال
يوم مات عمر اليوم أصبح الاسلام موليا ما رجل بأرض فلاة
يطلبه العدو فأتاه آت فقال له خذ حذرك بأشد فرارا من الاسلام
اليوم
قال أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسي
قال أخبرنا سالم المرادي قال أخبرنا بعض أصحابنا قال جاء عبد الله بن سلام وقد صلي على عمر
قال والله لئن كنتم سبقتموني بالصلاة عليه لا تسبقوني بالثناء عليه
فقام عند سريره فقال نعم أخو الاسلام كنت يا عمر جوادا بالحق
بخيلا بالباطل ترضى حين الرضى وتغضب حين الغضب عفيف
الطرف طيب الظرف لم تكن مداحا ولا مغتابا ثم جلس
قال حدثنا سفيان بن عيينة قال سمعت جعفر بن محمد يخبر عن
أبيه لعله إن شاء الله عن جابر أن عليا دخل على عمر وهو مسجى فقال
له كلاما حسنا ثم قال ما على الأرض أحد ألقى الله بصحيفته أحب إلي
من هذا المسجى بينكم
قال حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا بعض أصحابنا عن سفيان
ابن عيينة أنه سمع منه هذا الحديث عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر
ابن عبد الله ولم يشك قال وقال لما انتهى إليه علي قال له صلى
369

الله عليك ما أحد ألقى الله بصحيفته أحب إلي من هذا المسجى بينكم
قال أخبرنا أنس بن عياض الليثي عن جعفر بن محمد عن أبيه أن
عليا لما غسل عمر بن الخطاب وكفن وحمل على سريره وقف عليه
علي فأثنى عليه وقال والله ما على الأرض رجل أحب إلي أن ألقى الله
بصحيفته من هذا المسجى بالثوب
قال أخبرنا يعلى ومحمد ابنا عبيد قالا أخبرنا حجاج بن دينار
الواسطي عن أبي جعفر قال أتى علي عمر وهو مسجى فقال ما على
الأرض رجل أحب إلي من أن ألقى الله بصحيفته من هذا المسجى
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا فضيل بن مرزوق عن
جعفر بن محمد عن أبيه قال نظر علي إلى عمر وهو مسجى فقال ما
أحد أحب إلي أن ألقى الله بمثل صحيفته من هذا المسجى قال أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق قال أخبرنا أبو بشر ورقاء
ابن عمر عن عمرو بن دينار عن أبي جعفر عن علي مثله
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا عبد الواحد بن أيمن
قال أخبرنا أبو جعفر أن عليا دخل على عمر وقد مات وسجي بثوب
فقال يرحمك الله فوالله ما كان في الأرض رجل أحب إلي أن ألقى
الله بصحيفته من صحيفتك
قال أخبرنا خالد بن مخلد قال حدثنا سليمان بن بلال قال
حدثني جعفر بن محمد عن أبيه قال لما غسل عمر وكفن وحمل على
سريره وقف عليه علي فقال والله ما على الأرض أحد أحب إلي أن ألقى
الله بصحيفته من هذا المسجى بالثوب
قال أخبرنا سعيد بن منصور قال أخبرنا يونس بن أبي يعقوب
العبدي قال حدثني عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال كنت عند عمر
وقد سجي عليه فدخل علي فكشف الثوب عن وجهه وقال رحمك الله
370

أبا حفص ما أحد أحب إلي بعد النبي عليه السلام أن ألقى الله بصحيفته
منك
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا بسام الصيرفي قال
سمعت زيد بن علي قال قال علي ما أحد أحب إلي أن ألقى الله بمثل
صحيفته إلا هذا المسجى يعني عمر
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب
وعمرو بن دينار وأبي جهضم قالوا لما مات عمر دخل عليه علي فقال
رحمك الله ما على الأرض أحد أحب إلي أن ألقى الله بما في صحيفته
من هذا المسجى
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني قيس بن الربيع عن قيس
ابن مسلم عن بن الحنفية قال دخل أبي على عمر وهو مسجى بالثوب
فقال ما أحد من الناس أحب إلي أن ألقى الله بصحيفته من هذا المسجى
قال أخبرنا الفضل بن عنبسة الخزاز الواسطي قال حدثنا شعبة
عن الحكم عن زيد بن وهب قال أتينا بن مسعود فذكر عمر فبكى حتى
ابتل الحصى من دموعه وقال إن عمر كان حصنا حصينا للاسلام
يدخلون فيه ولا يخرجون منه فلما مات عمر انثلم الحصن فالناس
يخرجون من الاسلام
قال أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق قال أخبرنا عبد الملك
يعني بن أبي سليمان عن واصل الأحدب عن زيد بن وهب قال أتيت
ابن مسعود استقرئه آية من كتاب الله فأقرأنيها كذا وكذا فقلت إن
عمر أقرأني كذا وكذا خلاف ما قرأها عبد الله قال فبكى حتى رأيت
دموعه خلال الحصى ثم قال اقرأها كما أقرأك عمر فوالله لهي أبين
من طريق السيلحين إن عمر كان للاسلام حصنا حصينا يدخل الاسلام
فيه ولا يخرج منه فلما قتل عمر انثلم الحصن فالاسلام يخرج منه ولا
371

يدخل فيه
قال أخبرنا سليمان بن حرب قال أخبرنا حماد بن زيد عن عبد
الله بن المختار عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل قال قدم علينا عبد
الله بن مسعود فنعى إلينا عمر فلم أر يوما كان أكثر باكيا ولا حزينا منه
ثم قال والله لو أعلم عمر كان يحب كلبا لأحببته والله إن أحسب
العضاه قد وجد فقد عمر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بردان بن أبي النضر
عن سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال لما مات عمر بن
الخطاب بكى سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل فقيل ما يبكيك فقال
لا يبعد الحق وأهله اليوم يهي أمر الاسلام
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الملك بن زيد من ولد
سعيد بن زيد عن أبيه قال بكى سعيد بن زيد فقال له قائل يا أبا الأعور
ما يبكيك فقال على الاسلام أبكي إن موت عمر ثلم الاسلام ثلمة
لا ترتق إلى يوم القيامة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم
المري عن عيسى بن أبي عطاء عن أبيه قال قال أبو عبيدة بن الجراح يوما
وهو يذكر عمر فقال إن مات عمر رق الاسلام ما أحب أن لي ما
تطلع عليه الشمس أو تغرب وأني أبقى بعد عمر قال قائل ولم قال
سترون ما أقول إن بقيتم أما هو فإن ولي وال بعد عمر فأخذهم
بما كان عمر يأخذهم به لم يطع له الناس بذلك ولم يحملوه وإن ضعف
عنهم قتلوه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إسماعيل بن إبراهيم بن
عقبة عن زياد بن أبي بشير عن الحسن قال أي أهل البيت لم يجدوا فقد
عمر فهم أهل بيت سوء
372

قال أخبرنا إسحاق بن سليمان الرازي عن أبي سنان عن عمرو بن
مرة قال قال حذيفة ما يحبس البلاء عنكم فراسخ إلا موته في عنق
رجل كتب الله عليه أن يموت يعني عمر
قال أخبرنا إسحاق بن سليمان الرازي عن جعفر بن سليمان عن
أبي التياح عن زهدم الجرمي عن حذيفة أنه قال يوم مات عمر اليوم
ترك المسلمون حافة الاسلام قال قال زهدم كم ظعنوا بعده من مظعن
ثم قال إن هؤلاء القوم قد تركوا الحق حتى كأن بينهم وبينه وعورة
حتى لو أرادوا أن يرجعوا دينهم ما استطاعوا
قال أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي قالا
أخبرنا سفيان عن منصور عن ربعي بن حراش عن حذيفة كان الاسلام في زمن عمر كالرجل المقبل لا يزداد إلا قربا فلما قتل عمر رحمه الله كان
كالرجل المدبر لا يزداد إلا بعدا
قال أخبرنا يحيى بن عباد قال أخبرنا مالك يعني بن مغول
قال سمعت منصور بن المعتمر يحدث عن ربعي بن حراش أو أبي وائل
قال قال حذيفة إنما كان مثل الاسلام أيام عمر مثل امرئ مقبل
لم يزل في إقبال فلما قتل أدير فلم يزل في إدبار
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا سعيد بن زيد عن أبي
التياح عن عبد الله بن أبي الهذيل قال لما قتل عمر بن الخطاب قال حذيفة
اليوم ترك الناس حافة الاسلام وأيم الله لقد جار هؤلاء القوم عن القصد
حتى لقد حال دونه وعورة ما يبصرون القصد ولا يهتدون له قال فقال
عبد الله بن أبي الهذيل فكم ظعنوا بعد ذلك من مظعنة
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري وعبد الله بن بكر السهمي
و عبد الوهاب بن عطاء العجلي قالوا أخبرنا حميد الطويل قال قال أنس
ابن مالك لما أصيب عمر بن الخطاب قال أبو طلحة ما من أهل بيت
373

من العرب حاضر ولا باد إلا قد دخل عليهم بقتل عمر نقص
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت
البناني عن أنس بن مالك أن أصحاب الشورى اجتمعوا فلما رآهم أبو طلحة
وما يصنعون قال لأنا كنت لان تدافعوها أخوف مني من أن تنافسوها
فوالله ما من أهل بيت من المسلمين إلا وقد دخل عليهم في موت عمر نقص
في دينهم وفي دنياهم قال يزيد فيما أعلم
قال أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسي وقبيصة بن عقبة قالا أخبرنا
هارون البربري عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن عائشة قالت سمعت
ليلا ما أراه إنسيا نعى عمر وهو يقول
جزى الله خيرا من أمير وباركت يد الله في ذلك الأديم الممزق
فمن يمش أو يركب جناحي نعامة ليدرك ما قدمت بالأمس يسبق
قضيت أمورا ثم غادرت بعدها بوائق في أكمامها لم تفتق
قال أخبرنا عفان بن مسلم وسليمان بن حرب قالا أخبرنا حماد
ابن زيد قال قال أيوب عن بن أبي مليكة ويزيد بن حازم عن سليمان
ابن يسار أن الجن ناحت على عمر
عليك سلام من أمير وباركت يد الله في ذاك الأديم المخرق
قضيت أمورا ثم غادرت بعدها بواثق في أكمامها لم تفتق
قال أيوب بوائج وقال يزيد عن سليمان بوائق في أكمامها
لم تفتق
فمن يسع أو يركب جناحي نعامة ليدرك ما قدمت بالأمس يسبق
أبعد قتيل بالمدينة أظلمت له الأرض تهتز العضاه بأسوق
374

قال عفان في حديثه وقال عاصم الأسدي
فما كنت أخشى أن تكون وفاته بكفي سبني أزرق العين مطرق
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني سليمان بن بلال عن يحيى
ابن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن قالت بكي على عمر حين مات
قال أخبرنا المعلى بن أسد قال أخبرنا وهيب بن خالد عن موسى
ابن سالم قال حدثني عبد الله بن عبيد الله بن العباس قال كان العباس
خليلا لعمر فلما أصيب عمر جعل يدعو الله أن يريه عمر في المنام قال
فرآه بعد حول وهو يمسح العرق عن جبينه فقال ما فعلت قال هذا
أوان فرغت وإن كاد عرشي ليهد لولا أني لقيته رؤوفا رحيما
قال أخبرنا عفان بن مسلم وسليمان بن حرب قالا أخبرنا حماد
ابن زيد قال أخبرنا أبو جهضم قال حدثني عبد الله بن عبيد الله بن
عباس أن العباس قال كان عمر لي خليلا وإنه لما توفي لبثت حولا
أدعو الله أن يرينيه في المنام قال فرأيته على رأس الحول يمسح العرق
عن جبهته قال قلت يا أمير المؤمنين ما فعل بك ربك قال هذا أوان
فرغت وإن كاد عرشي ليهد لولا أني لقيت ربي رؤوفا رحيما
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس
قال أخبرنا أبو شهاب قال أخبرنا يحيى بن سعيد عن محمد بن عمارة عن بن عباس قال
دعوت الله سنة أن يريني عمر قال فرأيته في المنام فقال كاد عرشي
أن يهوي لولا أني وجدت ربا رحيما
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر عن قتادة عن بن
عباس قال دعوت الله سنة أن يريني عمر بن الخطاب قال فرأيته
في النوم فقلت ما لقيت قال لقيت رؤوفا رحيما ولولا رحمته لهوى
عرشي
375

قال أخبرنا محد بن عمر قال حدثني معمر عن الزهري عن بن
عباس قال دعوت الله أن يريني عمر في النوم فرأيته بعد سنة وهو يسلت
العرق عن وجهه وهو يقول الآن خرجت من الحناذ أو مثل الحناذ
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن عمر بحفص
عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن قال سمعت سالم بن عبد الله يقول
سمعت رجلا من الأنصار يقول دعوت الله أن يريني عمر في النوم فرأيته
بعد عشر سنين وهو يمسح العرق عن جبينه فقلت يا أمير المؤمنين ما
فعلت فقال الآن فرغت ولولا رحمة ربي لهلكت
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر عن الزهري عن إبراهيم
ابن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال نمت بالسقيا وأنا قافل من الحج
فلما استيقظ قال والله إني لأرى عمر آنفا أقبل يمشي حتى ركض
أم كلثوم بنت عقبة وهي نائمة إلى جنبي فأيقظها ثم ولى مدبرا فانطلق
الناس في طلبه ودعوت بثيابي فلبستها فطلبته مع الناس فكنت أول من أدركه
والله ما أدركته حتى حسرت فقلت والله يا أمير المؤمنين لقد شققت
على الناس والله لا يدركك أحد حتى يحسر والله ما أدركتك
حتى حسرت فقال ما أحسبني أسرعت والذي نفس عبد الرحمن
بيده إنه لعمله
زيد بن الخطاب
ابن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن
عدي بن كعب بن لؤي ويكنى أبا عبد الرحمن وأمه أسماء بنت وهب
ابن حبيب بن الحارث بن عبس بن قعين من بني أسد وكان زيد أسن
376

من أخيه عمر بن الخطاب وأسلم قبله وكان لزيد من الولد عبد الرحمن
وأمه لبابة بنت أبي لبابة بن عبد المنذر بن رفاعة بن زبير
ابن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف وأسماء بنت زيد وأمها
جميلة بنت أبي عامر بن صيفي وكان زيد رجلا طويلا بائن الطول أسمر
وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين زيد بن الخطاب ومعن
ابن عدي بن العجلان وقتلا جميعا باليمامة شهيدين وشهد زيد
بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
وروى عنه حديثا
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال أخبرنا سفيان عن عاصم
ابن عبيد الله عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن أبيه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع أرقاءكم أرقاءكم أطعموهم
مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون وإن جاؤوا بذنب لا تريدون أن تغفروه
فبيعوا عباد الله ولا تعذبوهم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني الحجاف بن عبد الرحمن
من ولد زيد بن الخطاب عن أبيه قال كان زيد بن الخطاب يحمل راية
المسلمين يوم اليمامة ولقد انكشف المسلمون حتى غلبت حنيفة على الرحال
فجعل زيد يقول أما الرحال فلا رحال وأما الرجال فلا رجال ثم
جعل يصيح بأعلى صوته اللهم إني أعتذر إليك من فرار أصحابي
وأبرأ إليك مما جاء به مسيلمة ومحكم بن الطفيل وجعل يشتد بالراية
يتقدم بها في نحر العدو ثم ضارب بسيفه حتى قتل ووقعت الراية فأخذها
سالم مولى أبي حذيفة فقال المسلمون يا سالم إنا نخاف أن نؤتى من قبلك
فقال بئس حامل القرآن أنا إن أتيتم من قبلي
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني كثير بن عبد الله المزني
عن أبيه عن جده قال سمعت عمر بن الخطاب يقول لأبي مريم الحنفي
377

أقتلت زيد بن الخطاب فقال أكرمه الله بيدي ولم يهني بيده
فقال عمر كم ترى المسلمين قتلوا منكم يومئذ قال ألفا وأربعمائة
يزيدون قليلا فقال عمر بئس القتلى قال أبو مريم الحمد لله الذي
أبقاني حتى رجعت إلى الدين الذي رضي لنبيه عليه السلام وللمسلمين
قال فسر عمر بقوله وكان أبو مريم قد قضى بعد ذلك على البصرة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر عن بن
أبي عون قال وحدثني عبد العزيز بن يعقوب الماجشون قالا قال عمر
ابن الخطاب لمتمم بن نويرة ما أشد ما لقيت على أخيك من الحزن
فقال كانت عيني هذه قد ذهبت وأشار إليها فبكيت بالصحيحة فأكثرت
البكاء حتى أسعدتها العين الذاهبة وجرت بالدمع فقال عمر إن هذا
لحزن شديد ما يحزن هكذا أحد على هالكه ثم قال عمر يرحم الله
زيد بن الخطاب إني لأحسب أني لو كنت أقدر على أن أقول الشعر لبكيته
كما بكيت أخاك فقال متمم يا أمير المؤمنين لو قتل أخي يوم اليمامة
كما قتل أخوك ما بكيته أبدا فأبصر عمر وتعزى عن أخيه وكان
قد حزن عليه حزنا شديدا وكان عمر يقول إن الصبا لتهب فتأتيني
بريح زيد بن الخطاب قال بن جعفر فقلت لابن أبي عون أما كان عمر
يقول الشعر فقال لا ولا بيتا واحدا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال وكان زيد بن الخطاب قتل يوم
مسيلمة باليمامة سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر الصديق
قال أخبرنا خالد بن مخلد البجلي قال أخبرنا عبد الله بن عمر
العمري عن نافع عن بن عمر قال قال عمر بن الخطاب لأخيه زيد بن
الخطاب يوم أحد أقسمت عليك إلا لبست درعي فلبسها ثم
نزعها فقال له عمر ما لك قال إني أريد بنفسي ما تريد بنفسك
378

سعيد بن زيد
ابن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن
رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي ويكنى أبا الأعور وأمه فاطمة بنت
بعجة بن أمية بن خويلد بن خالد بن المعمر بن حيان بن غنم بن مليح
من خزاعة وكان أبوه زيد بن عمرو بن نفيل يطلب الدين وقدم الشام
فسأل اليهود والنصارى عن العلم والدين فلم يعجبه دينهم فقال له رجل
من النصارى أنت تلتمس دين إبراهيم فقال زيد وما دين إبراهيم
قال كان حنيفا لا يعبد إلا الله وحده لا شريك له وكان يعادي من
عبد من دون الله شيئا ولا يأكل ما ذبح على الأصنام فقال زيد بن
عمرو وهذا الذي أعرف وأنا على هذا الدين فأما عبادة حجر أو خشبة
أنحتها بيدي فهذا ليس بشئ فرجع زيد إلى مكة وهو على دين إبراهيم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني علي بن عيسى الحكمي
عن أبيه عن عامر بن ربيعة قال كان زيد بن عمرو بن نفيل يطلب الدين
وكره النصرانية واليهودية وعبادة الأوثان والحجارة وأظهر خلاف قومه
واعتزال آلهتهم وما كان يعبد آباؤهم ولا يأكل ذبائحهم فقال لي
يا عامر إني خالفت قومي واتبعت ملة إبراهيم وما كان يعبد وإسماعيل
من بعده وكانوا يصلون إلى هذه القبلة فأنا أنتظر نبيا من ولد إسماعيل
يبعث ولا أراني أدركه وأنا أو من به وأصدقه وأشهد أنه نبي فإن
طالت بك مدة فرأيته فأقرئه مني السلام قال عامر فلما تنبأ رسول الله صلى
الله عليه وسلم أسلمت وأخبرته بقول زيد بن عمرو وأقرأته
منه السلام فرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ورحم عليه وقال
قد رأيته في الجنة يسحب ذيولا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي
379

سبرة عن موسى بن ميسرة عن بن أبي مليكة عن حجير بن أبي إهاب
قال رأيت زيد بن عمرو وأنا عند صنم بوانة بعدما رجع من الشام وهو
يراقب الشمس فإذا زالت استقبل الكعبة فصلى ركعة وسجدتين ثم يقول
هذه قبلة إبراهيم وإسماعيل لا أعبد حجرا ولا أصلي له ولا أذبح له
ولا آكل ما ذبح له ولا أستقسم بالأزلام ولا أصلي إلا إلى هذا البيت حتى
أموت وكان يحج فيقف بعرفة وكان يلبي يقول لبيك لا شريك
لك ولا ند لك ثم يدفع عن عرفة ماشيا وهو يقول لبيك متعبدا لك
مرقوقا
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا وهيب قال وأخبرنا المعلى
ابن أسد عن عبد العزيز بن المختار قال وأخبرنا مالك بن إسماعيل أبو
غسان قال أخبرنا زهير بن معاوية قالوا جميعا أخبرنا موسى بن عقبة
قال أخبرني سالم بن عبد الله أنه سمع عبد الله بن عمر يحدث عن رسول
الله أنه لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح وذلك قبل أن ينزل على
رسول الله الوحي فقدم إليه رسول الله سفرة فيها لحم فأبى أن يأكل
منها ثم قال إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم ولا آكل مما لم يذكر
اسم الله عليه
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا وهيب قال أخبرنا موسى
ابن عقبة قال سمعت سالما أبا النضر يحدث ولا أعلمه إلا عن محمد بن
عبد الله بن جحش أن زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبائحهم ثم
يقول الشاة خلقها الله وأنزل من السماء ماء وأنبت لها الأرض ثم يذبحونها
على غير اسم الله إنكارا لذلك وإعظاما له لا آكل مما لم يذكر اسم
الله عليه
قال أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه
عن أسماء بنت أبي بكر قالت رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائما مسندا
380

ظهره إلى الكعبة يقول يا معشر قريش ما منكم اليوم أحد على دين
إبراهيم غيري وكان يحيي المؤودة يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته
مهلا لا تقتلها أنا أكفيك مؤونتها فيأخذها فإذا ترعرعت قال لأبيها
إن شئت دفعتها إليك وإن شئت كفيتك مؤونتها
قال أخبرنا أبو أسامة عن مجالد عن عامر قال سئل النبي عن زيد
ابن عمرو بن نفيل فقال يبعث يوم القيامة أمة وحده
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن شيبة عن خارجة
ابن عبد الله بن كعب بن مالك قال سمعت سعيد بن المسيب يذكر زيد
ابن عمرو بن نفيل فقال توفي وقريش تبني الكعبة قبل أن ينزل الوحي
على رسول الله بخمس سنين ولقد نزل به وإنه ليقول أنا على دين إبراهيم
فأسلم ابنه سعيد بن زيد أبو الأعور واتبع رسول الله وأتى عمر بن الخطاب
وسعيد بن زيد رسول الله فسألاه عن زيد بن عمرو فقال رسول الله غفر
الله لزيد بن عمرو ورحمه فإنه مات على دين إبراهيم قال فكان المسلمون
بعد ذلك اليوم لا يذكره ذاكر منهم إلا ترحم عليه واستغفر له ثم يقول
سعيد بن المسيب رحمه الله وغفر له
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني زكريا بن يحيى السعيدي
عن أبيه قال مات زيد بن عمرو فدفن بأصل حراء
وقال وكان لسعيد بن زيد من الولد عبد الرحمن الأكبر لا بقية له
وأمه رملة وهي أم جميل بنت الخطاب بن نفيل وزيد لا بقية له
وعبد الله الأكبر لا بقية له وعاتكة وأمهم جليسة بنت سويد بن صامت
و عبد الرحمن الأصغر لا بقية له وعمر الأصغر لا بقية له وأم موسى
وأم الحسن وأمهم أمامة بنت الدجيج من غسان ومحمد وإبراهيم الأصغر
وعبد الله الأصغر وأم حبيب الكبرى وأم الحسن الصغرى وأم زيد الكبرى
وأم سلمة وأم حبيب الصغرى وأم سعيد الكبرى توفيت قبل أبيها وأم
381

زيد وأمهم حزمة بنت قيس بن خالد بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو
ابن شيبان بن محارب بن فهر وعمرو الأصغر والأسود وأمهما أم الأسود
امرأة من بني تغلب وعمرو الأكبر وطلحة هلك قبل أبيه لا بقية له
وزجلة امرأة وأمهم ضمخ بنت الأصبغ بن شعيب بن ربيع بن مسعود
ابن مصاد بن حصن بن كعب بن عليم من كلب وإبراهيم الأكبر وحفصة
وأمهما ابنة قربة من بني تغلب وخالد وأم خالد توفيت قبل أبيها وأم
النعمان وأمهم أم خالد أم ولد وأم زيد الصغرى وأمها أم بشير بنت
أبي مسعود الأنصاري وأم زيد الصغرى كانت تحت المختار بن أبي عبيد
وأمها من طئ وعائشة وزينب وأم عبد الحولاء وأم صالح وأمهم
أم ولد
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن صالح عن يزيد
ابن رومان قال أسلم سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قبل أن يدخل رسول
الله دار الأرقم وقبل أن يدعو فيها
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الجبار بن عمارة عن
عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال لما هاجر سعيد بن
زيد إلى المدينة نزل على رفاعة بن عبد المنذر أخي أبي لبابة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنيه عبد الملك بن زيد من ولد
سعيد بن زيد عن أبيه قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين
سعيد بن زيد ورافع بن مالك الزرقي
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن المسور بن رفاعة عن عبد الله بن مكنف عن حارثة الأنصاري
قال محمد بن عمر وسمعت بعض هذا الحديث من غير بن أبي سبرة قالوا
لما تحين رسول الله فصول عير قريش من الشام بعث طلحة بن عبيد الله
وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قبل خروجه من المدينة بعشر ليال يتحسبان
382

خبر العير فخرجا حتى بلغا الحوراء فلم يزالا مقيمين هناك حتى مرت بهما
العير وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر قبل رجوع طلحة
وسعيد إليه فندب أصحابه وخرج يريد العير فساحلت العير وأسرعت
وساروا الليل والنهار فرقا من الطلبة وخرج طلحة بن عبيد الله وسعيد بن
زيد يريدان المدينة ليخبرا رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر العير ولم
يعلما بخروجه فقدما المدينة في اليوم الذي لاقى رسول الله صلى الله عليه
وسلم في النفير من قريش ببدر فخرجا من المدينة يعترضان رسول الله
فلقياه بتربان فيما بين ملل والسيالة على المحجة منصرفا من بدر فلم
يشهد طلحة وسعيد الوقعة وضرب لهما رسول الله بسهمانهما وأجورهما
في بدر فكانا كمن شهدها وشهد سعيد أحدا والخندق والمشاهد كلها
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا يحيى بن سعيد الأموي قال أخبرنا عبيد بن معتب
عن سالم بن أبي الجعد عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم أثبت حراء فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق
أو شهيد قال فسمى تسعة رسول الله وأبا بكر وعمر وعليا وعثمان
وطلحة والزبير و عبد الرحمن بن عوف وسعد بن مالك وقال لو شئت
أن أسمي العاشر لفعلت يعني نفسه
قال أخبرنا الحجاج بن المنهال قال أخبرنا حماد بن سلمة عن
الكلبي عن سعيد بن زيد بن عمرو بن النفيل قال قال رسول الله عشرة
من قريش في الجنة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير و عبد الرحمن
ابن عوف وسعد بن مالك وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وأبو عبيدة
بن الجراح
قال أخبرنا أنس بن عياض الليثي عن يحيى بن سعيد قال أخبرني نافع
عن عبد الله بن عمر أنه استصرخ على سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل
383

يوم الجمعة بعدما ارتفع الضحى فأتاه بن عمر بالعقيق وترك الجمعة
قال أخبرنا عبد الله بن نمير قال أخبرنا عبيد الله يعني بن عمر
عن أبي عبد الجبار قال سمعت عائشة بنت سعد بن مالك تقول
غسل أبي سعد بن مالك سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بالعقيق ثم احتملوه
يمشون به حتى إذا حاذى سعد بداره دخل ومعه الناس فدخل البيت فاغتسل
ثم خرج فقال لمن معه إني لم أغتسل من غسل سعيد إنما اغتسلت
من الحر
قال أخبرنا أنس بن عياض أبو ضمرة الليثي عن عبيد الله بن عمر
عن نافع أن ابن عمر حنط سعيد بن زيد وحمله ثم دخل المسجد فصلى
ولم يتوضأ
قال أخبرنا عبد الله بن نمير عن عبيد الله بن عمرو عن نافع عن
ابن عمر أنه حنط سعيد بن زيد بن نفيل فقيل له نأتيك بمسك فقال
نعم وأي طيب أطيب من المسك
قال أخبرنا وكيع بن الجراح ومعن بن عيسى قالا أخبرنا عبد الله
ابن عمر العمري عن نافع عن ابن عمر أنه استصرخ على سعيد بن زيد
يوم الجمعة وابن عمر يتجهز للجمعة فأتاه وترك الجمعة
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا يحيى بن سعيد عن نافع
عن ابن عمر أنه استصرخ على سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل يوم الجمعة
بعدما ارتفع الضحى فأتاه بن عمر بالعقيق وترك الجمعة
قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا عبد الله بن عمر عن نافع
أن سعيد بن زيد مات بالعقيق فحمل إلى المدينة ودفن بها
قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا مالك أنه سمع غير واحد
يقول إن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل مات بالعقيق فحمل إلى المدينة
ودفن بها
384

قال أخبرنا الفضل بن دكين عن بن عيينة عن بن أبي نجيح عن
إسماعيل بن عبد الرحمن قال دعي بن عمر إلى سعيد بن زيد وهو يموت
وابن عمر يستجمر للجمعة فأتاه وترك الجمعة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الملك بن زيد من ولد
سعيد بن زيد عن أبيه قال توفي سعيد بن زيد بالعقيق فحمل على رقاب
الرجال فدفن بالمدينة ونزل في حفرته سعد وابن عمر وذلك سنة خمسين
أو إحدى وخمسين وكان يوم مات بن بضع وسبعين سنة وكان رجلا
طوالا آدم أشعر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا حكيم بن محمد من ولد
المطلب بن عبد مناف عن أبيه أنه رأى في خاتم سعيد بن زيد بن عمرو بن
نفيل آية من كتاب الله قال محمد بن عمر وهو الثبت عندنا لا اختلاف
فيه بين أهل البلد وأهل العلم قبلنا أن سعيد بن زيد مات بالعقيق وحمل
فدفن بالمدينة وشهده سعد بن أبي وقاص وابن عمر وأصحاب رسول
الله وقومه وأهل بيته وولده على ذلك يعرفونه ويروونه وروى أهل الكوفة
أنه مات عندهم بالكوفة في خلافة معاوية بن أبي سفيان وصلى عليه
المغيرة بن شعبة وهو يومئذ والي الكوفة لمعاوية
عمرو بن سراقة
ابن المعتمر بن أنس بن أداة بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح
ابن عدي بن كعب بن لؤي وأمه آمنة بنت عبد الله بن عمير بن أهيب
ابن حذافة بن جمح
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الجبار بن عمارة عن
385

عبد الله بن أبي بكر بن حزم قال لما هاجر عمرو و عبد الله ابنا سراقة بن
المعتمر من مكة إلى المدينة نزلا على رفاعة بن عبد المنذر أخي أبي لبابة بن
عبد المنذر
قالوا وشهد عمرو بن سراقة بدرا في رواية موسى بن عقبة ومحمد
ابن إسحاق وأبي معشر ومحمد بن عمر أجمعوا على ذلك وذكر محمد بن
إسحاق وحده من بينهم أن أخاه عبد الله بن سراقة شهد أيضا بدرا ولم
يذكر ذلك غيره وليس هو عندنا بثبت وشهد عمرو بن سراقة أحدا والخندق
والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي في خلافة
عثمان بن عفان قال محمد بن إسحاق وتوفي عبد الله بن سراقة وليس
له عقب
ومن خلفاء بني عدي بن كعب ومواليهم
عامر بن ربيعة بن مالك
ابن عامر بن ربيعة بن حجير بن سلامان بن مالك بن ربيعة بن رفيدة
ابن عنز بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة
ابن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان وكان حليفا للخطاب بن
نفيل وكان الخطاب لما حالفه عامر بن ربيعة تبناه وادعاه إليه فكان
يقال له عامر بن الخطاب حتى نزل القرآن ادعوهم لآبائهم فرجع
عامر إلى نسبه فقيل عامر بن ربيعة وهو صحيح النسب في وائل
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن صالح عن يزيد
ابن رومان قال أسلم عامر بن ربيعة قديما قبل أن يدخل رسول الله صلى
الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم وقبل أن يدعوا فيها
386

قالوا وهاجر عامر بن ربيعة إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعا ومعه
امرأته ليلى بنت أبي حشمة العدوية
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الله بن عمر بن حفص
عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال ما قدم
أحد المدينة للهجرة قبلي إلا أبو سلمة بن عبد الأسد
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا معمر عن الزهري عن عبد
الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال ما قدمت ظعينة المدينة أول من ليلى
بنت أبي حثمة يعني زوجته
قالوا وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عامر بن ربيعة
ويزيد بن المنذر بن سرح الأنصاري وكان عامر بن ربيعة يكنى أبا عبد
الله وشهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم وقد روى عن أبي بكر وعمر
قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس المدني وخالد بن
مخلد البجلي قالا أخبرنا سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد قال
أخبرني عبد الله بن عامر ابن ربيعة وكان عامر بدريا قال قال عامر
ابن ربيعة يصلي من الليل وذلك حين نشب الناس في الطعن على عثمان
فصلى من الليل ثم نام فأتي في المنام فقيل له قم فاسأل الله أن يعيذك
من الفتنة التي أعاذ منها صالح عباده فقام فصلى ثم اشتكى فما أخرج
به إلا جنازة
قال محمد بن عمر كان موت عامر بن ربيعة بعد قتل عثمان بن عفان
بأيام وكان قد لزم بيته فلم يشعر الناس إلا بجنازته قد أخرجت
387

عاقل بن أبي البكير
ابن عبد يا ليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد
مناة بن كنانة و اسم عاقل غافلا فلما أسلم سماه رسول الله صلى
الله عليه وسلم عاقلا وكان أبو البكير بن عبد يا ليل حالف في الجاهلية
نفيل بن عبد العزى جد عمر بن الخطاب فهو وولده حلفاء بني نفيل
وكان أبو معشر ومحمد بن عمر يقولان بن أبي البكير وكان موسى بن
عقبة ومحمد بن إسحاق وهشام بن محمد الكلبي يقولون بن البكير
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن صالح عن يزيد
ابن رومان قال أسلم عاقل وعامر وإياس وخالد بنو أبي البكير بن عبد
يا ليل جميعا في دار الأرقم وهم أول من بايع رسول الله صلى الله عليه
وسلم فيها
قال وأخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الجبار بن عمارة
عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال خرج عاقل وخالد
وعامر وإياس بنو أبي البكير من مكة إلى المدينة للهجرة فأوعبوا رجالهم
ونساؤهم فلم يبق في دورهم أحد حتى غلقت أبوابهم فنزلوا على رفاعة
ابن عبد المنذر
قالوا وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عاقل بن أبي
البكير وبين مبشر بن عبد المنذر وقتلا جميعا ببدر ويقال بل آخى رسول
الله صلى الله عليه وسلم بين عاقل بن أبي البكير ومجذر بن زياد
وقتل عاقل بن أبي البكير يوم بدر شهيدا وهو بن أربع وثلاثين سنة
قتله مالك بن زهير الجشمي أخو أبي أسامة
388

خالد بن أبي البكير
ابن عبد يا ليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد
مناة بن كنانة
آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين خالد بن أبي البكير وبين
زيد بن الدثنة وشهد خالد بن أبي البكير بدرا وأحدا وقتل يوم الرجيع
شهيدا في صفر سنة أربع من الهجرة وكان يوم قتل بن أربع وثلاثين
سنة وله يقول حسان بن ثابت
ألا ليتني فيها شهدت بن طارق وزيدا وما تغني الأماني ومرثدا
فدافعت عن حبي خبيب وعاصم وكان شفاء لو تداركت خالدا (
إياس بن أبي البكير
ابن عبد يا ليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد
مناة بن كنانة
آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين إياس بن أبي البكير
والحارث بن خزمة وشهد إياس بن أبي البكير بدرا وأحدا والخندق
والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
عامر بن أبي البكير
ابن عبد يا ليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد
مناة بن كنانة
389

آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عامر بن أبي البكير وثابت
ابن قيس بن شماس وشهد عامر بن أبي البكير بدرا وأحدا والخندق
والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
واقد بن عبد الله
ابن عبد مناة بن عزيز بن ثعلبة بن يربو بن حنظلة بن مالك بن زيد بن
مناة بن تميم وكان حليفا للخطاب بن نفيل
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن يزيد
ابن رومان قال أسلم واقد بن عبد الله التميمي قبل دخول رسول الله
صلى الله عليه وسلم دار الأرقم وقبل أن يدعوا فيها
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الجبار بن عمارة عن
عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال لما هاجر واقد بن
عبد الله التميمي من مكة إلى المدينة نزل على رفاعة بن عبد المنذر
قالوا آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين واقد بن عبد الله
التميمي وبشر بن البراء بن معرور
وشهد واقد بن عبد الله مع عبد الله بن جحش سريته إلى نخلة
وقتل يومئذ عمرو بن الحضرمي فقالت اليهود عمرو بن الحضرمي قتله
واقد بن عبد الله عمرو عمرت الحرب والحضرمي حضرت الحرب
وواقد وقدت الحرب
قال محمد بن عمر وتفاءلوا بذلك فكان كل ذلك من الله على يهود
وشهد واقد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم وتوفي في أول خلافة عمر بن الخطاب وليس له عقب
390

خولي بن أبي خولي
واسم أبي خولي عمرو بن زهير بن خيثمة بن أبي حمران
واسمه الحارث بن معاوية بن الحارث بن مالك بن عوف بن سعد بن عوف
ابن حريم بن جعفي بن سعد العشيرة بن مالك بن أدد بن مذحج وكان
حليفا للخطاب بن نفيل بن عبد العزى أبي عمر بن الخطاب من بني عدي
ابن كعب أجمعوا جميعا لا اختلاف بينهم أن خولي بن أبي خولي شهد
بدرا وقال أبو معشر ومحمد بن عمر عن رجالهم من أهل المدينة وغيرهم
وشهد بدرا مع الخولي ابنه ولم يسمياه لنا وأما محمد بن إسحاق فقال
شهدها مع أخيه مالك بن أبي خولي وهما من جعفي وأما موسى بن
عقبة فقال شهدها خولي بن أبي خولي وأخوه هلال بن أبي خولي حليفان
لهم وأما هشام بن محمد بن السائب الكلبي فذكر في كتابه كتاب النسب
أنه شهد بدرا خولي بن خولي ونسبه هذا النسب الذي نسبناه إليه
قال وشهدها معه أخواه هلال و عبد الله ابنا أبي خولي وشهد خولي بن أبي
خولي بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم ومات في خلافة عمر بن الخطاب وذكر محمد بن إسحاق أن
أخاه مالك بن أبي خولي الذي شهد في روايته بدرا مات في خلافة عثمان
بن عفان
مهجع بن صالح مولى عمر بن الخطاب
ويقال إنه من أهل اليمن أصابه سبي فمن عليه عمر بن الخطاب
وكان من المهاجرين الأولين وقتل يوم بدر بين الصفين لا عقب له
قال أخبرنا وكيع بن الجراح والفضل بن دكين عن المسعودي عن
391

القاسم بن عبد الرحمن قال أول من استشهد من المسلمين يوم بدر
مهجع مولى عمر بن الخطاب
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي
حبيبة عن داود بن الحصين قال محمد بن عمر وأخبرنا محمد بن عبد الله
عن الزهري قالا كان أول قتيل قتل من المسلمين يوم بدر مهجع
مولى عمر بن الخطاب قتله عامر بن الحضرمي
ومن بني سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي
خنيس بن حذافة
بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم وأمه ضعيفة بنت حذيم بن
سعيد بن رئاب بن سهم ويكنى خنيس أبا حذافة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن صالح عن يزيد بن
رومان قال أسلم خنيس بن حذافة قبل دخول رسول الله صلى الله عليه
وسلم دار الأرقم
قالوا وهاجر خنيس إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية في رواية محمد
ابن إسحاق ومحمد بن عمر الواقدي ولم يذكر ذلك موسى بن عقبة وأبو
معشر
وكان خنيس بن حذافة زوج حفصة بنت عمر بن الخطاب قبل رسول
الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الجبار بن عمارة عن عبد
الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال لما هاجر خنيس بن حذافة
من مكة إلى المدينة نزل على رفاعة بن عبد المنذر
392

قالوا وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين خنيس بن حذافة
وأبي عبس بن جبر وشهد خنيس بدرا ومات على رأس خمسة وعشرين
شهرا من مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وصلى عليه رسول
الله ودفنه بالبقيع إلى جانب قبر عثمان بن مظعون وليس لخنيس عقب
رجل واحد
ومن بني جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي الله تبارك وتعالى!
عثمان بن مظعون
بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح ويكنى أبا السائب وأمه
سخيلة بنت العنبس بن وهبان بن وهب بن حذافة بن جمح وكان
لعثمان من الولد عبد الرحمن والسائب وأمهما خولة بنت حكيم بن أمية
بن حارثة بن الأوقص السلمية
قال وأخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن صالح عن يزيد
بن رومان قال انطلق عثمان بن مظعون وعبيدة بن الحارث بن المطلب
و عبد الرحمن بن عوف وأبو سلمة بن عبد الأسد وأبو عبيدة بن الجراح
حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليهم الاسلام وأنبأهم
بشرائعه فأسلموا جميعا في ساعة واحدة وذلك قبل دخول رسول الله صلى
الله عليه وسلم دار الأرقم وقبل أن يدعو فيها
قالوا وهاجر عثمان بن مظعونا إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعا في
رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال أخبرنا عمر بن سعيد
عن عبد الرحمن بن سابط قال زعموا أن عثمان بن مظعون حرم الخمر في
393

الجاهلية وقال في الجاهلية إني لا أشرب شيئا يذهب عقلي ويضحك
بي من هو أدنى مني ويحملني على أن أنكح كريمتي من لا أريد
فنزلت هذه الآية في سورة المائدة في الخمر فمر عليه رجل فقال حرمت
الخمر وتلا عليه الآية فقال تبا لها قد كان بصري فيها ثابتا
قال أخبرنا محمد بن يزيد الواسطي ويعلى بن عبيد الطنافسي قالا
أخبرنا الإفريقي عن سعد بن مسعود وعمارة بن غراب اليحصبي أن
عثمان بن مظعون أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني
لا أحب أن ترى امرأتي قال محمد بن يزيد عريتي وقال يعلى بن
عبيد عورتي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم قال
أستحيي من ذلك وأكرهه قال إن الله جعلها لك لباسا وجعلك لها
لباسا وأهلي يرون عريتي في حديث محمد بن يزيد وفي حديث يعلى
عورتي وأنا أرى ذلك منهم قال أنت تفعل ذلك يا رسول الله قال
نعم قال فمن بعدك فلما أدبر قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إن بن مظعون لحيي ستير
قال أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن بن أبي ذئب عن
بن شهاب أن عثمان بن مظعون أراد أن يختصي ويسيح في الأرض فقال
له رسول الله صلى الله عليه وسلم أليس لك في أسوة حسنة فأنا
آتي النساء وآكل اللحم وأصوم وأفطر إن خصاء أمتي الصيام
وليس من أمتي من خصى أو اختصى
قال أخبرنا سليمان بن داود الطيالسي قال أخبرنا إبراهيم بن سعد
عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص قال لقد رد
رسول الله صلى الله عليه وسلم على عثمان بن مظعون التبتل ولو أذن
له في ذلك لاختصى
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا إسرائيل قال وأخبرنا
394

الحسن بن موسى قال أخبرنا زهير قال أخبرنا أبو إسحاق عن أبي بردة
دخلت امرأة عثمان بن مظعون على نساء النبي صلى الله عليه وسلم
فرأينها سيئة الهيئة فقلن لها ما لك فما في قريش أغنى من بعلك قالت
مالنا منه شئ أما ليله فقائم وأما نهاره فصائم فدخل النبي صلى
الله عليه وسلم فذكرن ذلك له فلقيه فقال يا عثمان بن مظعون أما
لك بي أسوة فقال يا بأبي وأمي وما ذاك قال تصوم النهار
وتقوم الليل قال إني لافعل قال لا تفعل إن لعينيك عليك
حقا وإن لجسدك حقا وإن لأهلك حقا فصلي ونم وصم وأفطر
قال فأتتهن بعد ذلك عطرة كأنها عروس فقلن لها مه قالت
أصابنا ما أصاب الناس
أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد قال
أخبرنا معاوية بن عياش الجرمي عن أبي قلابة أن عثمان بن مظعون أتخذ
بيتا فقعد يتعبد فيه فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه فأخذ بعضادتي
باب البيت الذي هو فيه فقال يا عثمان إن الله لم يبعثني بالرهبانية
مرتين أو ثلاثا وإن خير الدين عند الله الحنيفية السمحة
قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدني قال حدثني
عبد الملك بن قدامة عن أبيه وعن عمر بن حسين عن عائشة بنت قدامة بن
مظعون عن أبيها عن أخيه عثمان بن مظعون أنه قال يا رسول الله إني رجل
تشق علي هذه العزبة في المغازي فتأذن لي يا رسول الله في الخصاء
فأختصي قال لا ولكن عليك يا بن مظعون بالصيام فإنه مجفر
قال إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس والمجفر الذي إذا أتى النساء
فإذا قام انقطع ذلك قال أخبرنا محمد بن عمر
قال أخبرنا يونس بن محمد الظفري
عن أبيه قال وحدثني محمد بن قدامة بن موسى عن أبيه عن عائشة بنت
395

قدامة قالا نزل عثمان وقدامة و عبد الله بنو مظعون والسائب بن عثمان
بن مظعون ومعمر بن الحارث حين هاجروا من مكة إلى المدينة على عبد
الله بن سلمة العجلاني
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني مجمع بن يعقوب عن
أبيه قال نزلوا على حزام بن وديعة قال محمد بن عمر وآل مظعون
ممن أوعب في الخروج إلى الهجرة رجالهم ونساؤهم ولم يبق منهم بمكة
أحد حتى غلقت دورهم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا معمر عن الزهري عن خارجة
بن زيد بن ثابت عن أم العلاء قالت نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم
والمهاجرون معه المدينة في الهجرة فتشاحت الأنصار فيهم أن ينزلوهم في
منازلهم حتى اقترعوا عليهم فطار لنا عثمان بن مظعون على القرعة
تعني وقع في سهمنا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال خط رسول الله صلى الله عليه وسلم
لعثمان بن مظعون وإخوته موضع دارهم اليوم بالمدينة
قالوا وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عثمان بن مظعون
وأبي الهيثم بن التيهان وشهد عثمان بن مظعون بدرا ومات في شعبان على
رأس ثلاثين شهرا من الهجرة
قال أخبرنا عمر بن سعد أبو داود الحفري ووكيع بن الجراح وأبو
نعيم ومحمد بن عبد الله الأسدي عن سفيان بن الثوري عن عاصم بن عبيد
الله عن القاسم بن محمد عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قبل عثمان بن مظعون وهو ميت قال فرأيت دموع النبي صلى الله
عليه وسلم تسيل على خد عثمان بن مظعون
قال أخبرنا الفضل بن دكين عن خالد بن إلياس عن إسماعيل بن
396

عمرو بن سعيد بن العاص عن عبد الله بن عثمان بن الحارث بن الحكم أن
عثمان بن مظعون مات فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر
عليه أربع تكبيرات
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن عاصم بن عبيد الله عن عبيد الله بن أبي رافع قال كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يرتاد لأصحابه مقبرة يدفنون فيها فكان
قد جاء نواحي المدينة وأطرافها قال ثم قال أمرت بهذا الوضع يعني
البقيع وكان يقال له بقيع الحبخبة وكان أكثر نباته الغرقد وبه نجال
كثيرة والنجل النز وأثل وطرفاء وبه بعوض كالدخان إذا أمسوا
فكان أول من قبر هناك عثمان بن مظعون فوضع رسول الله صلى
الله عليه وسلم حجرا عند رأسه وقال هذا فرطنا فكان إذا مات
الميت بعده قيل يا رسول الله أين تدفنه فيقول رسول الله عند
فرطنا عثمان بن مظعون
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن أسامة بن زيد عن أبي بكر بن
محمد بن عمرو بن حزم قال رأيت قبر عثمان بن مظعون وعنده شئ
مرتفع يعني كأنه علم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري
عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال أول من دفن بالبقيع من المسلمين عثمان
بن مظعون فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفن عند موضع
الكبا اليوم عند دار محمد بن الحنفية قال محمد بن عمر والكبا
الكناسة
قال أخبرنا محمد بن عمر ومعن بن عيسى قالا أخبرنا مالك بن
أنس عن أبي النضر قال لما مر بجنازة عثمان بن مظعون قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ذهبت ولم تلبس منها بشئ يعني الدنيا
397

قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر عن الزهري عن خارجة
بن زيد عن أم العلاء امرأة من نسائهم قال وأخبرنا مالك بن إسماعيل
أبو غسان عن إبراهيم بن سعد قال أخبرنا بن شهاب عن خارجة بن
زيد عن أم العلاء امرأة من نسائهم قد كانت بايعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم وذكرت أن عثمان بن مظعون اشتكى عندهم فمرضناه
حتى إذا توفي جعلنا في أثوابه فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقلت أذهب عنك أبا السائب شهادتي عليك لقد أكرمك الله قالت
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يدريك أن الله أكرمه فقلت
له لا أدري بأبي أنت وأمي يا رسول الله فمن قال أما هو فقد
جاءه اليقين والله إني لأرجو له الخير وإني لرسول الله وما أدري
ما يفعل بي قالت فمن بأبي وأمي فوالله لا أزكي بعده أحدا
أبدا قالت فأحزنني ذلك فنمت فأريت لعثمان عينا تجري قالت
فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال ذلك عمله
قال أخبرنا يزيد بن هارون وعفان بن مسلم وسليمان بن حرب
قالوا أخبرنا حماد بن سلمة قال أخبرنا علي بن زيد عن يوسف بن مهران
عن بن عباس قال لما مات عثمان بن مظعون قالت امرأته هنيئا لك
الجنة عثمان بن مظعون فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر
غضبان فقال لها وما يدريك فقالت يا رسول الله فارسك وصاحبك
فقال والله إني لرسول الله فما أدري ما يفعل بي ولا به فاشتد
ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول ذلك لمثل
عثمان بن مظعون وهو من أفضلهم فلما ماتت قال يزيد زينب بنت
رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال عفان رقية بنت رسول الله
صلى الله عليه وسلم وقال سليمان بن حرب ابنة لرسول الله صلى الله
عليه وسلم قال رسول الله الحقي بسلفنا الخير عثمان بن مظعون
398

قال يزيد بن هارون في حديثه فبكت النساء فجعل عمر بن الخطاب
يضربهن بسوطه فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وقال
مهلا يا عمر ثم قال ابكين وإياكن ونعيق الشيطان ثم قال
إنه مهما كان من العين والقلب فمن الله ومن الرحمة وما كان من
اليد واللسان فمن الشيطان
قال أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن هشام بن سعد عن
زيد بن أسلم قال توفي عثمان بن مظعون فسمع رسول الله صلى الله عليه
وسلم عجوزا تقول وراء جنازته هنيئا لك أبا السائب الجنة فقال لها
رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يدريك فقالت يا رسول الله أبو
السائب قال والله ما نعلم إلا خيرا ثم قال بحسبك أن تقولي
كان يحب الله ورسوله
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد
الله بن عبد الله بن عتبة أنه بلغه أن عمر بن الخطاب قال لما توفي عثمان
بن مظعون وفاة لم يقتل هبط من نفسي هبطة ضخمة فقلت
انظروا إلى هذا الذي كان أشدنا تخليا من الدنيا ثم مات ولم يقتل
فلم يزل عثمان بتلك المنزلة من نفسي حتى توفي رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقلت ويك إن خيارنا يموتون ثم توفي أبو بكر فقلت ويك
إن خيارنا يموتون فرجع عثمان في نفسي إلى المنزلة التي كان بها قبل ذلك
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن قدامة بن موسى
عن أبيه عن عائشة بنت سعد قالت نزل في قبر عثمان بن مظعون والنبي
صلى الله عليه وسلم قائم على شفير القبر عبد الله بن مظعون وقدامة
بن مظعون والسائب بن عثمان بن مظعون ومعمر بن الحارث
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا كثير بن زيد عن المطلب
بن عبد الله بن حنطب قال لما مات عثمان بن مظعون دفن بالبقيع فأمر
399

رسول الله صلى الله عليه وسلم بشئ فوضع عند رأسه وقال هذا
علامة قبره يدفن إليه يعني من مات من بعده
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن قدامة عن أبيه عن
عائشة بنت قدامة قالت كان عثمان بن مظعون وإخوته متقاربين في الشبه كان
عثمان شديد الأدمة ليس بالقصير ولا بالطويل كبير اللحية عريضها
وكذلك صفة قدامة بن مظعون إلا أن قدامة كان طويلا وكانت كنية
عثمان أبا السائب
عبد الله بن مظعون
بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح وأمه سخيلة بنت العنبس
بن وهبان بن وهب بن حذافة بن جمح ويكنى أبا محمد
قال أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا محمد بن صالح عن يزيد بن
رومان قال أسلم عبد الله وقدامة ابنا مظعون قبل دخول رسول الله صلى
الله عليه وسلم دار الأرقم وقبل أن يدعو فيها
قالوا وهاجر عبد الله بن مظعون إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية
في روايتهم جميعا وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عبد الله
بن مظعون وسهل بن عبيد الله بن المعلى الأنصاري وشهد عبد الله بن
مظعون بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم ومات سنة ثلاثين في خلافة عثمان بن عفان وهو بن ستين سنة
400

قدامة بن مظعون
بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح ويكنى أبا عمر وأمه
غزية بنت الحويرث بن العنبس بن وهبان بن وهب بن حذافة بن جمح
وكان لقدامة من الولد عمر وفاطمة وأمها هند بنت الوليد بن عتبة بن
ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وعائشة أمها فاطمة بنت
أبي سفيان بن الحارث بن أمية بن الفضل بن منقذ بن عفيف بن كليب
بن حبشية من خزاعة وحفصة وأمها أم ولد ورملة وأمها صفية
بنت الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن
رزاح بن عدي بن كعب أخت عمر بن الخطاب وهاجر قدامة إلى أرض
الحبشة الهجرة الثانية في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر وشهد قدامة
بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني قدامة بن موسى عن أبيه
عن عائشة بنت قدامة قالت توفي قدامة بن مظعون سنة ست وثلاثين
وهو بن ثمان وستين سنة وكان لا يغير شيبه
السائب بن عثمان
بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح وأمه خولة
بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمية وأمها ضعيفة بنت
العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وهاجر السائب بن
عثمان إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية في روايتهم جميعا
وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين السائب بن عثمان وبين
401

حارثة بن سراقة الأنصاري وقتل حارثة ببدر شهيدا وكان السائب بن
عثمان من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وشهد السائب بن عثمان بدرا في رواية محمد بن إسحاق وأبي معشر ومحمد
بن عمر ولم يذكره موسى بن عقبة فيمن شهد عنده بدرا وكان هشام
بن محمد بن السائب الكلبي يقول الذي شهد بدرا هو السائب بن مظعون
أخو عثمان بن مظعون لأبيه وأمه
قال محمد بن سعد وذلك عندنا منه وهل لان أصحاب السيرة ومن
يعلم المغازي يثبتون السائب بن عثمان بن مظعون فيمن شهدا بدرا وشهد
أحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد
يوم اليمامة وأصابه يومئذ سهم وكانت اليمامة في خلافة أبي بكر الصديق
سنة اثنتي عشرة فمات السائب بعد ذلك من ذلك السهم وهو بن بضع
وثلاثين سنة
معمر بن الحارث بن معمر بن
حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح وأمه قتيلة بنت مظعون
بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن صالح عن يزيد
بن رومان قال أسلم معمر بن الحارث قبل دخول رسول الله صلى الله
عليه وسلم دار الأرقم
قال وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين معمر بن الحارث
ومعاذ بن عفراء وشهد معمر بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي في خلافة عمر بن الخطاب
خمسة نفر
402

ومن بني عامر بن لؤي أبو سبرة بن أبي رهم
بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل
بن عامر بن لؤي وأمه برة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن
قصي وكان لأبي سبرة من الولد محمد و عبد الله وسعد وأمهم أم كلثوم
بنت سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل
بن عامر بن لؤي وكان أبو سبرة من مهاجرة الحبشة الهجرتين جميعا
وكانت معه في الهجرة الثانية امرأته أم كلثوم بنت سهيل بن عمرو وذكر
ذلك محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر ولم يذكره موسى بن عقبة وأبو معشر
وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبي سبرة بن أبي رهم
وبين سلمة بن سلامة بن وقش
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن عاصم
بن عمر بن قتادة قال لما هاجر أبو سبرة بن أبي رهم من مكة إلى المدينة
نزل على المنذر بن محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح
قالوا وشهد أبو سبرة بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول
الله وكان قد رجع إلى مكة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فنزلها فكره ذلك له المسلمون وولده ينكرون ذلك ويدفعونه أن
يكون رجع إلى مكة فنزلها بعد أن هاجر منها وتوفي أبو سبرة بن أبي
رهم في خلافة عثمان بن عفان
403

عبد الله بن مخرمة
بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل
بن عامر بن لؤي ويكنى أبا محمد وأمه بهنانة بنت صفوان بن أمية
بن محرث بن خمل بن شق بن رقبة بن مخدج بن ثعلبة بن مالك
بن كنانة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال سمعت عبد الله بن أبي عبيدة يسأل
رجلا من ولد عبد الله بن مخرمة فقال كان عبد الله يكنى أبا محمد وكان
له من الولد مساحق وأمه زينب بنت سراقة بن المعتمر بن أنس بن أداة
بن رياح بن قراط بن رزاح بن عدي بن كعب وهو أبو نوفل بن مساحق
وله بقية وعقب بالمدينة
قالوا وهاجر عبد الله بن مخرمة إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعا
في رواية محمد بن عمر وأما في رواية محمد بن إسحاق فذكره في الهجرة الثانية
ولم يذكره في الهجرة الأولى وأما موسى بن عقبة وأبو معشر فلم
يذكراه في الأولى ولا في الثانية
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن عاصم
بن عمر بن قتادة قال لما هاجر عبد الله بن مخرمة من مكة إلى المدينة نزل
على كلثوم بن الهدم
قالوا وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عبد الله بن
مخرمة وفروة بن عمرو بن وذفة من بني بياضة وشهد عبد الله بن مخرمة
بدرا وهو بن ثلاثين سنة وشهد أحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم وشهد اليمامة وقتل يومئذ شهيدا في خلافة
أبي بكر الصديق سنة اثنتي عشرة وهو بن إحدى وأربعين سنة (
404

حاطب بن عمرو
أخو سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك
بن حسل بن عامر بن لؤي وأمه أسماء بنت الحارث بن نوفل من أشجع
وكان لحاطب من الولد عمرو بن حاطب وأمه ريطة بنت علقمة بن عبد
الله بن أبي قيس
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن صالح عن يزيد
بن رومان قال أسلم حاطب بن عمرو قبل دخول رسول الله صلى الله
عليه وسلم دار الأرقم
قالوا وهاجر حاطب بن عمرو إلى أرض الحبشة في الهجرتين جميعا
في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر ولم يذكر ذلك موسى بن عقبة
وأبو معشر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا سليط بن مسلم العامري
عن عبد الرحمن بن إسحاق عن أبيه قال أول من قدم أرض الحبشة حاطب
بن عمرو بن عبد شمس في الهجرة الأولى قال محمد بن عمر وهذا
الثبت عندنا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الجبار بن عمارة عن
أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال لما هاجر حاطب بن عمرو من
مكة إلى المدينة نزل على رفاعة بن عبد المنذر أخي لبابة بن عبد المنذر
قالوا وشهد حاطب بن عمرو بدرا في روايتهم جميعا وذكر موسى
بن عقبة في كتابه أن أخاه سليط بن عمرو شهد معه بدرا ولم يذكر ذلك
غيره وليس بثبت وشهد حاطب أحدا
405

عبد الله بن سهيل بن عمرو
بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن
لؤي ويكنى أبا سهيل وأمه فاختة بنت عامر بن نوفل بن عبد مناف بن
قصي وهاجر عبد الله بن سهيل إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية في
رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر ولم يذكره موسى بن عقبة وأبو
معشر ثم رجع إلى مكة فأخذه أبوه فأوثقه عنده وفتنه في دينه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عطاء بن محمد بن عمرو
بن عطاء عن أبيه قال خرج عبد الله بن سهيل إلى نفير بدر مع المشركين
وهو مع أبيه سهيل بن عمرو في نفقته وحملاته ولا يشك أبوه أنه
قد رجع إلى دينه فلما التقى المسلمون والمشركون ببدر وتراءى الجمعان
انحاز عبد الله بن سهيل إلى المسلمين حتى جاء رسول الله صلى الله عليه
وسلم قبل القتار فشهد بدرا مسلما وهو بن سبع وعشرين سنة فغاظ
ذلك أباه سهيل بن عمرو غيظا شديدا قال عبد الله فجعل الله عز وجل
لي وله في ذلك خيرا كثيرا وشهد عبد الله بن سهيل أحدا والخندق والمشاهد
كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد اليمامة وقتل بها شهيدا
يوم جواثا في خلافة أبي بكر الصديق سنة اثنتي عشرة وهو بن ثمان
وثلاثين سنة وليس له عقب فلما حج أبو بكر الصديق في خلافته أتاه
سهيل بن عمرو بمكة فغزاه أبو بكر بعبد الله فقال سهيل لقد بلغني أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يشفع الشهيد لسبعين من أهله
فأنا أرجو ألا يبدأ أبي بأخذ قبلي
406

عمير بن عوف
مولى سهيل بن عمرو ويكنى أبا عمرو وكان من مولدي مكة
وكان موسى بن عقبة وأبو معشر ومحمد بن عمر يقولون عمير بن عوف
وكان محمد بن إسحاق يقول عمرو بن عوف
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن عاصم
بن عمر بن قتادة قال لما هاجر عمير بن عوف من مكة إلى المدينة نزل
على كلثوم بن الهدم
قالوا وشهد عمير بن عوف بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني سليط بن عمرو عن أهله
قالوا مات عمير بن عوف بالمدينة في خلافة عمر بن الخطاب وصلى
عليه عمر
وهب بن سعد بن أبي سرح
بن الحارث بن حبيب بن جذيمة بن مالك بن حسل بن عامر بن
لؤي وهو أخو عبد الله بن سعد وأمها مهانة بنت جابر من الأشعريين
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن عاصم
بن عمر بن قتادة قال لما هاجر وهب بن سعد من مكة إلى المدينة نزل
على كلثوم بن الهدم
قالوا وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين وهب بن سعد
وسويد بن عمرو وقتلا جميعا يوم مؤتة شهيدين وشهد وهب بن سعد
407

بدرا في رواية موسى بن عقبة وأبي معشر ومحمد بن عمر ولم يذكره محمد
بن إسحاق في كتابه فيمن شهد بدرا وشهد وهب بن سعد أحدا والخندق
والحديبية وخيبر وقتل يوم مؤتة شهيدا في جمادى الأولى سنة ثمان من
الهجرة وكان يوم قتل بن أربعين سنة
ومن حلفاء بني عامر بن لؤي من أهل اليمن
سعد بن خولة
حليف لهم من أهل اليمن ويكنى أبا سعيد هكذا قال موسى بن عقبة
ومحمد بن إسحاق ومحمد بن عمر وقال أبو معشر سعد بن خولي حليف
لهم من أهل اليمن
قال محمد بن سعد وسمعت من يذكر أنه ليس بحليف وأنه مولى
أبي رهم بن عبد العزى العامري وكان من مهاجرة الحبشة في الهجرة الثانية
في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر ولم يذكره موسى بن عقبة وأبو
معشر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن عاصم
بن عمر بن قتادة قال لما هاجر سعد بن خولة من مكة إلى المدينة نزل
على كلثوم بن الهدم
قالوا وشهد سعد بن
خولة بدرا وهو بن خمس وعشرين سنة
وشهد أحدا والخندق والحديبية وهو زوج سبيعة بنت الحارث الأسلمية
التي ولدت بعد وفاته بيسير فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم
انكحي من شئت وكان سعد بن خولة قد خرج إلى مكة فمات بها
فلما كان عام الفتح مرض سعد بن أبي وقاص فأتاه رسول الله صلى
408

الله عليه وسلم يعوده لما قدم من الجعرانة معتمرا فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم اللهم امض لأصحابي هجرتهم ولا ترددهم على أعقابهم
لكن البائس سعد بن خولة يرثي له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
مات بمكة وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكره لمن
هاجر من مكة أن يرجع إليها أو يقيم بها أكثر من انقضاء نسكه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا سفيان الثوري عن عبد
الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن عن السائب بن يزيد عن العلاء بن الحضرمي
قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إنما هي ثلاث
يقيمها المهاجر بعد الصدر بمكة
ومن بني فهر بن مالك بن النضر بن كنانة
وهم آخر بطون قريش أبو عبيدة بن الجراح
واسمه عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن
الحارث بن فهر وأمه أميمة بنت غنم بن جابر بن عبد العزى بن عامرة
بن عميرة وأمها دعد بنت هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر
وكان لأبي عبيدة من الولد يزيد وعمير وأمهما هند بنت جابر بن وهب
بن ضباب بن حجير بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي فدرج ولد أبي
عبيدة بن الجراح فليس له عقب
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن صالح عن يزيد بن
رومان قال أسلم أبو عبيدة بن الجراح مع عثمان بن مظعون و عبد الرحمن
بن عوف وأصحابهم قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار
الأرقم
409

قالوا وهاجر أبو عبيدة إلى أرض الحبشة الثانية في رواية محمد
بن إسحاق ومحمد بن عمر ولم يذكره موسى بن عقبة وأبو معشر قال أخبرنا محمد
بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن عاصم
بن عمر بن قتادة قال لما هاجر أبو عبيدة بن الجراح من مكة إلى المدينة
نزل على كلثوم بن الهدم قال أخبرنا محمد بن عمر
قال أخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم
عن أبيه قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبي عبيدة بن
الجراح وسالم مولى أبي حذيفة قال محمد بن عمر وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين
أبي عبيدة بن الجراح ومحمد بن مسلمة وشهد أبو عبيدة بدرا وأحدا وثبت
يوم أحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انهزم الناس وولوا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إسحاق بن يحيى عن عيسى
بن طلحة عن عائشة قالت سمعت أبا بكر يقول لما كان يوم أحد ورمي
رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه حتى دخلت في أجنتيه
حلقتان من المغفر فأقبلت أسعى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وإنسان قد أقبل من قبل المشرق يطير طيرانا فقلت اللهم اجعله
طاعة حتى توافينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أبو عبيدة بن
الجراح قد بدرني فقال أسألك بالله يا أبا بكر ألا تركتني فأنزعه
من وجنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر فتركته
فأخذ أبو عبيدة بثنية إحدى حلقتي المغفر فنزعها وسقط على ظهره
وسقطت ثنية أبي عبيدة ثم أخذ الحلقة الأخرى بثنية الأخرى فسقطت
فكان أبو عبيدة في الناس أثرم
قالوا وشهد أبو عبيدة الخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم وكان من علية أصحابه وبعثه رسول الله صلى الله عليه
410

وسلم إلى ذي القصة سرية في أربعين رجلا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا داود بن قيس ومالك بن
أنس قالا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا عبيدة بن الجراح
سرية في ثلاثمائة من المهاجرين والأنصار إلى حي من جهينة بساحل البحر
وهي غزوة الخبط
قال أخبرنا كثير بن هشام قال أخبرنا هشام الدستوائي عن أبي
الزبير عن جابر قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي
عبيدة بن الجراح ونحن ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا وزودنا جرابا من تمر
فأعطانا منه قبضة قبضة فلما أنجزناه أعطانا تمرة تمرة فلما فقدناها
وجدنا فقدها ثم كنا نخبط الخبط بقسينا ونسفه ونشرب عليه
من الماء حتى سمينا جيش الخبط ثم أخذنا على الساحل فإذا دابة ميتة
مثل الكثيب يقال لها العنبر فقال أبو عبيدة ميتة لا تأكلوا ثم قال
جيش رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي سبيل الله ونحن مضطرون
فأكلنا منه عشرين ليلة أو خمس عشرة ليلة واصطنعنا منه وشيقة قال
ولقد جلس ثلاثة عشر رجلا منا في موضع عينه وأقام أبو عبيدة ضلعا
من أضلاعه فرحل أجسم بعير من أباعر القوم فأجازه تحته فلما قدمنا
على رسول الله قال ما حسبكم قال كنا نبتغي عيرات قريش
فذكرنا له شأن الدابة فقال إنما هو رزق رزقكموه الله أمعكم
منه شئ قلنا نعم
قال أخبرنا عفان بن مسلم ويزيد بن هارون وسليمان بن حرب
قالوا أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك أن أهل
اليمن لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوه أن يبعث معهم
رجلا يعلمهم السنة والاسلام قال فأخذ بيد أبي عبيدة بن الجراح
فقال هذا أمين هذه الأمة
411

قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا شعبة ووهيب بن خالد
قالا أخبرنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أنس بن مالك عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال ألا إن لكل أمة أمينا وإن أمين هذه الأمة أبو
عبيدة بن الجراح
قال أخبرنا أبو الوليد الطيالسي ووهب بن جرير ويحيى بن عباد
وعفان بن مسلم قالوا أخبرنا شعبة قال أخبرنا أبو إسحاق عن صلة
بن زفر العبسي عن حذيفة أن ناسا من أهل نجران أتوا النبي صلى
الله عليه وسلم فقالوا ابعث معنا
رجلا أمينا قال لأبعثن إليكم رجلا أمينا حق أمين حق أمين حق أمين قالها ثلاثا فاستشرف لها
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فبعث أبا عبيدة بن الجراح
قال أخبرنا وكيع بن الجراح قال أخبرنا سفيان عن أبي إسحاق
عن صلة بن زفر عن حذيفة قال جاء السيد والعاقب إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقالا يا رسول الله ابعث معنا أمينا فقال سأبعث
معكم أمينا حق أمين قال فتشرف لها الناس فبعث أبا عبيدة بن الجراح
قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس المدني قال حدثني
سليمان بن بلال قال وأخبرنا موسى بن إسماعيل قال أخبرنا عبد العزيز
بن محمد الدراوردي جميعا عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح
قال أخبرنا روح بن عبادة وعبد الوهاب بن عطاء قالا أخبرنا
سعيد بن أبي عروبة عن قتادة أن نقش خاتم أبي عبيدة بن الجراح كان
الخمس لله
قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال أخبرنا سليمان بن المغيرة
قال أخبرنا ثابت قال قال أبو عبيدة بن الجراح وهو أمير على الشام
يا أيها الناس إني امرؤ من قريش وما منكم من أحد أحمر ولا أسود
412

يفضلني بتقوى إلا وددت أني في مسلاخه
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال أخبرنا سفيان بن عيينة
عن بن أبي نجيح قال قال عمر بن الخطاب لجلسائه تمنوا فتمنوا
فقال عمر بن الخطاب لكني أتمنى بيتا ممتلئا رجالا مثل أبي عبيدة بن
الجراح قال سفيان فقال له رجل ما ألوت الاسلام فقال ذاك
الذي أردت
قال أخبرنا يزيد بن هارون ومحمد بن عبد الله الأنصاري قالا
أخبرنا سعيد بن أبي عروبة قال سمعت شهر بن حوشب يقول قال
عمر بن الخطاب لو أدركت أبا عبيدة بن الجراح فاستخلفته فسألني
عنه ربي لقلت سمعت نبيك يقول هو أمين هذه الأمة
قال أخبرنا كثير بن هشام قال أخبرنا جعفر بن برقان قال أخبرنا
ثابت بن الحجاج قال قال عمر بن الخطاب لو أدركت أبا عبيدة بن
الجراح لاستخلفته وما شاورت فإن سئلت عنه قلت استخلفت أمين الله
وأمين رسوله
قال أخبرنا روح بن عبادة قال أخبرنا هشام بن أبي عبد الله عن
قتادة أن أبا عبيدة بن الجراح قال وددت أني كبش فذبحني أهلي
فأكلوا لحمي وحسوا مرقي
قال أخبرنا معن بن عيسى قال عرضنا على مالك بن أنس أن
عمر بن الخطاب أرسل إلى أبي عبيدة بأربعة آلاف درهم وأربعمائة دينار
وقال للرسول انظر ما يصنع قال فقسمها أبو عبيدة قال ثم أرسل
إلى معاذ بمثلها وقال للرسول مثل ما قال فقسمها معاذ إلا شيئا قالت امرأته
نحتاج إليه فلما أخبر الرسول عمر قال الحمد لله الذي جعل في الاسلام
من يصنع هذا
قال أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك المدني عن هشام بن
413

سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال بلغني أن معاذ بن جبل سمع رجلا
يقول لو كان خالد بن الوليد ما كان بالبأس ذو كون وذلك في حصر
أبي عبيدة بن الجراح قال وكنت أسمع بعض الناس يقول فقال معاذ
فإلي أبي عبيدة تضطر المعجزة لا أبا لك والله إنه لمن خير من على
الأرض
قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس المدني قال أخبرنا
سليمان بن بلال عن أبي عبد العزيز الربذي عن أيوب بن خالد بن صفوان
بن أوس الأنصاري من بني غنم بن مالك بن النجار عن عبد الله بن رافع
مولى أم سلمة أن أبا عبيدة بن الجراح لما أصيب استخلف معاذ بن جبل
وذلك عام عمواس
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الله بن أبي يحيى الأسلمي
قال أخبرنا محمد بن إبراهيم بن الحارث عن خالد بن معدان عن عرباض
بن السارية قال دخلت على أبي عبيدة بن الجراح في مرضه الذي مات
فيه وهو يموت فقال غفر الله لعمر بن الخطاب رجوعه من سرغ
ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المطعون شهيد
والمبطون شهيد والغريق شهيد والحرق شهيد والهدم شهيد والمرأة تموت
بجمع شهيدة وذات الجنب شهيدة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن
معدان عن مالك بن يخامر أنه وصف أبا عبيدة بن الجراح فقال كان
رجلا نحيفا معروق الوجه خفيف اللحية طوالا أجنأ أثرم
الثنيتين
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن رجال من قوم أبي عبيدة أن أبا عبيدة بن الجراح شهد بدرا وهو
ابن إحدى وأربعين سنة ومات في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة في خلافة
414

عمر بن الخطاب وأبو عبيدة يوم مات بن ثمان وخمسين سنة وكان
يصبغ رأسه ولحيته بالحناء والكتم قال محمد بن عمر وقد روى أبو
عبيدة عن عمر بن الخطاب
سهيل بن بيضاء
وهي أمه وأبوه وهب بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن
الحارث بن فهر ويكنى أبا موسى وأمه البيضاء وهي دعد بنت جحدم
بن عمرو بن عائش بن ظرب بن الحارث بن فهر وهاجر سهيل إلى أرض
الحبشة الهجرتين جميعا في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن عاصم
بن عمر بن قتادة قال لما هاجر سهيل وصفوان ابنا بيضاء من مكة إلى
المدينة نزلا على كلثوم بن الهدم
قالوا وشهد سهيل بدرا وهو بن أربع وثلاثين سنة وشهد أحدا
والخندق والمشاهد كلها مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم وناداه رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيرة إلى تبوك فقال يا سهيل فقال
لبيك فوقف الناس لما سمعوا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال رسول الله من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له حرمه
الله على النار ومات سهيل بعد رجوع رسول الله صلى الله عليه وسلم
من تبوك بالمدينة سنة تسع وليس له عقب
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني مصعب بن ثابت عن عيسى
بن معمر عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم صلى على سهيل بن بيضاء في المسجد
415

قال أخبرنا يحيى بن عباد وسعيد بن منصور قالا حدثنا فليح
بن سليمان قال أخبرنا صالح بن عجلان عن عباد بن عبد الله بن الزبير
عن عائشة أنها أمرت بجنازة سعد بن أبي وقاص أن يمر به عليها قال
فمر به في المسجد فبلغها أن الناس أكثروا في ذلك فقالت ما أسرع
الناس إلى القول والله ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على
سهيل بن بيضاء إلا في المسجد قال
أخبرنا علي بن عبد الله بن جعفر قال أخبرنا سفيان بن عيينة
قال سمعت بن جدعان يحدث عن أنس قال كان أسن أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وسهيل بن بيضاء
قال محمد بن عمر وتوفي سهيل وهو بن أربعين سنة
صفوان بن بيضاء
وهي أمه وأبوه وهب بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن
الحارث بن فهر ويكنى أبا عمرو وأمه البيضاء وهي دعد بنت جحدم
بن عمرو بن عائش بن ظرب بن الحارث بن فهر
قالوا وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين صفوان بن بيضاء
ورافع بن المعلى وقتلا يوم بدر جميعا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محرز بن جعفر عن جعفر
بن عمرو قال قتل صفوان بن بيضاء طعيمة بن عدي قال
محمد بن عمر هذه رواية وقد روي لنا أن صفوان بن بيضاء لم يقتل
يوم بدر وأنه قد شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
وتوفي في شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين وليس له عقب (
416

معمر بن أبي سرح بن
ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث بن فهر ويكنى
أبا سعد وأمه زينب بنت ربيعة بن وهب بن ضباب بن حجير بن عبد بن
معيص بن عامر بن لؤي هكذا قال أبو معشر ومحمد بن عمر هو معمر
بن أبي سرح وقال موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وهشام بن محمد
بن السائب الكلبي هو عمرو بن أبي سرح وكان له من الولد عبد الله
وأمه أمامة بنت عامر بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث بن
فهر وعمير وأمه ابنة عبد الله بن الجراح أخت أبي عبيدة بن الجراح
وهاجر معمر بن أبي سرح إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية في رواية محمد
بن إسحاق ومحمد بن عمر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن عاصم
بن عمر بن قتادة قال لما هاجر معمر بن أبي سرح من مكة إلى المدينة
نزل على كلثوم بن الهدم
قالوا وشهد معمر بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم ومات بالمدينة سنة ثلاثين في خلافة عثمان بن
عفان
عياض بن زهير
بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث بن
فهر ويكنى أبا سعد وأمه سلمى بنت عامر بن ربيعة بن هلال بن مالك
بن ضبة بن الحارث بن فهر هاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية في رواية
محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر
417

قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن عاصم
بن عمر بن قتادة قال لما هاجر عياض بن زهير من مكة إلى المدينة نزل
على كلثوم بن الهدم
قالوا وشهد عياض بن زهير بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي بالمدينة سنة ثلاثين في خلافة
عثمان بن عفان وليس له عقب
عمرو بن أبي عمرو
بن ضبة بن فهر من بني محارب بن فهر ويكنى أبا شداد
ذكره أبو معشر ومحمد بن عمر فيمن شهد عندهما بدرا وقال موسى بن
عقبة عمرو بن الحارث فحملنا أن أبا عمرو كان يسمى الحارث فهو
في رواية موسى بن عقبة أيضا ممن شهد بدرا ولم يذكره محمد بن إسحاق في
كتابه ولم نجد له ذكرا فيما كتبنا عن هشام بن محمد بن السائب الكلبي
من نسب بني محارب بن فهر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن عاصم
بن عمر بن قتادة قال لما هاجر عمرو بن أبي عمرو من مكة إلى المدينة
نزل على كلثوم بن الهدم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال وشهد عمرو بن أبي عمرو بدرا
وهو بن اثنتين وثلاثين سنة ومات سنة ست وثلاثين ستة نفر
فجميع من شهد بدرا من المهاجرين الأولين من قريش وحلفائهم
ومواليهم في عدد محمد بن إسحاق ثلاثة وثمانون رجلا وفي عدد محمد بن
عمر خمسة وثمانون رجلا
418

طبقات البدريين من الأنصار
الطبقة الأولى من الأنصار
وشهد بدرا من الأنصار وهم ولد الأوس والخزرج ابنا حارثة
وهو العنقاء بن عمرو مزيقياء بن عامر وهو ماء السماء بن حارثة
وهو الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد واسمه
درا بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ واسمه
عامر وسمي سبأ لأنه أول من سبى السبي وكان يدعى عبد شمس من
حسنه بن يشجب بن يعرب وهو المرعف بن يقطن وهو قحطان
وإلى قحطان جماع اليمن فمن نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم صلى الله
عليه وسلم قال قحطان بن الهميسع بن تيمن بن نبت بن إسماعيل بن
إبراهيم هكذا كان ينسبه هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه
ويذكر عن أبيه أنه أدرك أهل النسب والعلم ينسبون قحطان إلى إسماعيل
بن إبراهيم ومن نسبه إلى غير ذلك قال قحطان بن فالغ بن عابر بن شالخ
بن أرفخشد بن سام بن نوح صلى الله عليه وسلم وأم الأوس والخزرج
قيلة بنت كاهل بن عذرة بن سعد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن
الحاف بن قضاعة وكان حضن سعدا عبد حبشي يسمى هذيما فغلب
عليه فيقال سعد بن هذيم
419

قال هشام بن محمد بن السائب الكلبي هكذا كان أبي محمد بن
السائب وغيره من النساب ينسبون قيلة
فشهد بدرا من الأنصار ممن ضرب له رسول الله صلى الله عليه
وسلم بسهمه وأجره من الأوس من بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث
بن الخزرج بن عمرو وهو النبيت بن مالك بن الأوس
سعد بن معاذ
ابن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل ويكنى أبا
عمرو وأمه كبشة بنت رافع بن معاوية بن عبيد بن الأبجر وهو خدرة
ابن عوف بن الحارث بن الخزرج وهي من المبايعات وكان لسعد بن معاذ من
الولد عمرو و عبد الله وأمهما هند بنت سماك بن عتيك بن امرئ القيس
بن زيد بن عبد الأشهل وهي من المبايعات خلف عليها سعد بعد أخيه
أوس بن معاذ وهي عمة أسيد بن خضير بن سماك وكان لعمرو بن
سعد بن معاذ من الولد تسعة نفر وثلاث نسوة منهم عبد الله بن عمرو قتل
يوم الحرة ولسعد بن معاذ اليوم عقب
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة
عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ قال كان إسلام سعد بن معاذ وأسيد
بن الحضير على يد مصعب بن عمير العبدري وكان مصعب قدم المدينة
قبل السبعين أصحاب العقبة الآخرة يدعو الناس إلى الاسلام ويقرئهم القرآن
بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أسلم سعد بن معاذ لم يبق في
بني عبد الأشهل أحد إلا أسلم يومئذ فكانت دار بني عبد الأشهل أول دار
من الأنصار أسلموا جميعا رجالهم ونساؤهم وحول سعد بن معاذ مصعب
420

ابن عمير وأبا أمامة أسعد بن زرارة إلى داره فكانا يدعوان الناس إلى الاسلام
في دار سعد بن معاذ وكان سعد بن معاذ وأسعد بن زرارة ابني خالة
وكان سعد بن معاذ وأسيد بن الحضير يكسران أصنام بني عبد الأشهل
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر عن سعد
ابن إبراهيم وعن بن أبي عون قالا آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بين سعد بن معاذ وسعد بن أبي وقاص قال وأما محمد بن إسحاق فقال
آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سعد بن معاذ وأبي عبيدة بن
الجراح فالله أعلم أي ذلك كان
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن قدامة عن عمر
ابن الحصين قال كان لواء الأوس يوم بدر مع سعد بن معاذ وشهد سعد
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وثبت معه حين ولى الناس
وشهد الخندق
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا إسماعيل بن مسلم العبدي
قال أخبرنا أبو المتوكل أن نبي الله صلى الله عليه وسلم ذكر الحمى
فقال من كانت به فهي حظه من النار فسألها سعد بن معاذ ربه فلزمته
فلم تفارقه حتى فارق الدنيا
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو بن علقمة
عن أبيه عن جده عن عائشة قالت خرجت يوم الخندق أقفو آثار الناس
فسمعت وثيد الأرض ورائي تعني حس الأرض فالتفت فإذا أنا بسعد
ابن معاذ ومعه بن أخيه الحارث بن أوس يحمل مجنه فجلست إلى الأرض
قالت فمر سعد وهو يرتجز ويقول
لبث قليلا يدرك الهيجا حمل ما أحسن الموت إذا حان الاجل
قالت وعليه درع قد خرجت منه أطرافه فأنا أتخوف على أطراف
سعد وكان سعد من أطول الناس وأعظمهم قالت فقمت فاقتحمت حديقة
421

فإذا فيها نفر من المسلمين وفيهم عمر بن الخطاب رحمه الله وفيهم رجل
عليه تسبغة له تعني المغفر قالت فقال لي عمر ما جاء بك والله إنك
لجرئة وما يؤمنك أن يكون تحوز أو بلاء قالت فما زال يلومني حتى
تمنيت أن الأرض انشقت ساعتئذ فدخلت فيها قالت فرفع الرجل التسبغة
عن وجهه فإذا طلحة بن عبيد الله قالت فقال ويحك يا عمر إنك قد أكثرت
منذ اليوم وأين التحوز أو الفرار إلا إلى الله قالت ويرمي سعدا رجل
من المشركين من قريش يقال له بن العرقة بسهم فقال خذها وأنا بن
العرقة فأصاب أكحله فدعا الله سعد فقال اللهم لا تمتني حتى تشفيني
من قريظة وكانوا مواليه وحلفاءه في الجاهلية قالت فرقأ كلمه تعني
جرحه وبعث الله تبارك وتعالى الريح على المشركين فكفى الله المؤمنين
القتال وكان الله قويا عزيزا فلحق أبو سفيان بمن معه بتهامة ولحق
عيينة بمن معه بنجد ورجعت بنو قريظة فتحصنوا في صياصيهم ورجع
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فأمر بقبة فضربت على سعد
بن معاذ في المسجد قالت فجاءه جبريل صلى الله عليه وسلم وعلى
ثناياه النقع فقال أقد وضعت السلاح فوالله ما وضعت الملائكة السلاح
بعد اخرج إلى بني قريظة فقاتلهم قالت فلبس رسول الله صلى الله
عليه وسلم لامته وأذن في الناس بالرحيل قالت فمر رسول الله صلى
الله عليه وسلم على بني غنم وهم جيران المسجد فقال لهم من مر بكم
قالوا مر بنا دحية الكلبي وكان دحية تشبه لحيته وسنة وجهه بجبريل
عليه السلام قالت فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاصرهم
خمسا وعشرين ليلة فلما اشتد حصرهم واشتد البلاء عليهم قيل لهم أنزلوا
على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستشاروا أبا لبابة بن عبد المنذر
فأشار إليهم أنه الذبح فقالوا ننزل على حكم سعد بن معاذ فقال لهم
رسول الله أنزلوا على حكم سعد بن معاذ فنزلوا على حكم سعد بن معاذ
422

فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد فحمل على حمار عليه
إكاف من ليف وحف به قومه فجعلوا يقولون يا أبا عمر حلفاؤك ومواليك
وأهل النكابة ومن قد علمت ولا يرجع إليهم شيئا حتى إذا دنا من دورهم
التفت إلى قومه فقال قد أنى لي أن لا أبالي في الله لومة لائم قال بن
سعد فلما طلع على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قوموا إلى
سيدكم فأنزلوه فقال عمر سيدنا الله فقال أنزلوه فأنزلوه فقال
له رسول الله صلى الله عليه وسلم احكم فيهم قال فإني أحكم فيهم
أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم وتقسم أموالهم فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم لقد حكمت فيهم بحكم الله وحكم رسوله قالت ثم دعا
الله سعد فقال اللهم إن كنت أبقيت على نبيك من حرب قريش شيئا
فأبقني لها وإن كنت قطعت الحرب بينه وبينهم فاقبضني إليك قالت
فانفجر كلمه وقد كان برأ حتى ما يرى منه شئ إلا مثل الخرص
ورجع إلى قبته التي ضرب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت
فحضره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر قالت
فوالذي نفس محمد بيده إني لأعرف بكاء أبي بكر من بكاء عمر وأنا في
حجرتي وكانوا كما قال الله رحماء بينهم قال فقلت فكيف
كان رسول الله يصنع قالت كانت عينه لا تدمع على أحد ولكنه كان
إذا وجد فإنما هو أخذ بلحيته
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو عن عاصم
بن عمر بن قتادة قال فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه ملك
أو قال جبريل حين استيقظ فقال من رجل من أمتك مات الليلة استبشر
بموته أهل السماء قال لا أعلم إلا أن سعدا أمسى دنفا ما فعل سعد
قالوا يا رسول الله قد قبض وجاءه قومه فاحتملوه إلى ديارهم قال
فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح ثم خرج ومعه الناس فبت
423

الناس مشيا حتى إن شسوع نعالهم لتنقطع من أرجلهم وإن أرديتم لتقع
عن عواتقهم فقال له رجل يا رسول الله قد بتت الناس قال فقال
إني أخشى أن تسبقنا إليه الملائكة كما سبقتنا إلى حنظلة
قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا عبد الرحمن بن زيد عن
زيد بن أسلم عن عائشة قالت رئي سعد بن معاذ في بعض تلك المواطن
وعلى عاتقه الدرع وهو يقول
لا بأس بالموت إذا حان الاجل
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي
ميسرة قال رمي سعد بن معاذ في أكحله فلم يرقإ الدم حتى جاء النبي عليه
السلام فأخذ بساعده فارتفع الدم إلى عضده قال فكان سعد يقول اللهم
لا تمتني حتى تشفيني من بني قريظة قال فنزلوا على حكمه فقال النبي
صلى الله عليه وسلم احكم فيهم فقال إني أخشى يا رسول الله أن لا أصيب
فيهم حكم الله ثم قال احكم فيهم قال فحكم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى
ذراريهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبت فيهم حكم الله
ثم عاد الدم فلم يرقأ حتى مات رضي الله تعالى عنه
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن جابر عن
عامر عن عبد الله بن يزيد الأنصاري قال لما كان يوم قريظة قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ادعوا سيدكم يحكم في عبيده يعني سعد بن
معاذ فجاء فقال له احكم فقال أخشى ألا أصيب فيهم حكم الله قال احكم
فحكم فقال أصبت حكم الله ورسوله
قال أخبرنا عفان بن مسلم ويحيى بن عباد وهشام أبو الوليد الطيالسي
قالوا أخبرنا شعبة قال أنبأني سعد بن إبراهيم قال سمعت أبا أمامة
ابن سهل بن حنيف يحدث عن أبي سعيد الخدري أن أهل قريظة لما نزلوا
424

على حكم سعد بن معاذ أرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء
على حمار فلما دنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا إلى سيدكم
أو إلى خيركم فقال يا سعد إن هؤلاء قد نزلوا على حكمك قال
فإني أحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم فقال لقد حكمت
فيهم بحكم الملك قال عفان الملك وقال يحيى وأبو الوليد الملك
وقول عفان أصوب
قال حدثنا يحيى بن عباد وسليمان بن حرب قالا أخبرنا حماد
ابن سلمة عن محمد بن زياد عن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ أن
بني قريظة نزلوا على حكم رسول الله صلى
الله عليه وسلم فأرسل رسول الله عليه السلام إلى سعد بن معاذ فأتي به محمولا على حمار وهو مضنى من
جرح أصابه في الأكحل من يده يوم الخندق قال فجاء فجلس إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال له أشر علي في هؤلاء قال إني
أعلم أن الله قد أمرك فيهم بأمر أنت فاعل ما أمرك الله به قال أجل
ولكن أشر علي فيهم فقال لو وليت أمرهم قتلت مقاتلتهم وسبيت
ذراريهم وقسمت أموالهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي
نفسي بيده لقد أشرت علي فيهم بالذي أمرني الله به
قال أخبرنا عبد الله بن نمير قال أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة قالت أصيب سعد يوم الخندق رماه رجل من قريش يقال له
حبان بن العرقة رماه في الأكحل فضرب عليه رسول الله صلى الله
عليه وسلم خيمة في المسجد ليعوده من قريب ولما رجع رسول الله
صلى الله عليه وسلم من الخندق وضع السلاح واغتسل فأتاه جبريل صلى
الله عليه وسلم وهو ينفض رأسه من الغبار فقال قد وضعت السلاح
والله ما وضعناه اخرج إليهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأين قال هاهنا وأشار إلى بني قريظة فخرج رسول الله صلى الله
425

عليه وسلم
قال عبد الله بن نمير فأخبرنا هشام بن عروة قال فأخبرني أبي أنهم
نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد الحكم فيهم إلى سعد
ابن معاذ قال فإني أحكم فيهم أن تقتل المقاتلة وتسبى الذرية والنساء
وتقسم أموالهم
قال عبد الله بن نمير فأخبرنا هشام بن عروة قال قال أبي فأخبرت
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقد حكمت فيهم بحكم الله
قال أخبرنا خالد بن مخلد البجلي قال حدثني محمد بن صالح
التمار عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن قال سمعت عامر بن سعد
يحدث عن أبيه سعد بن أبي وقاص قال لما حكم سعد بن معاذ في بني
قريظة أن تقتل من جرت عليه المواسي وأن تقسم أموالهم وذراريهم قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد حكم فيهم بحكم الله الذي حكم به
من فوق سبع سماوات
قال أخبرنا عبد الله بن نمير قال أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة أن سعدا كان قد تحجر كلمه للبرء قالت فدعا سعد فقال
اللهم إنك تعلم أنه ليس أحد أحب إلي أن أجاهد فيك من قوم كذبوا
رسولك وأخرجوه اللهم فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم
فإن كان بقي من حرب قريش شئ فأبقني لهم حتى أجاهدهم فيك وإن
كنت قد وضعت الحرب فيما بيننا وبينهم فافجرها واجعل موتتي فيها
قال ففجر من ليلته قال فلم يرعهم ومعهم في المسجد أهل خيمة
من بني غفار إلا الدم يسيل إليهم فقالوا يا أهل الخيمة ما هذا الدم الذي
يأتينا من قبلكم فإذا سعد جرحه يعذو دما فمات منها
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرني معاذ بن محمد عن عطاء
ابن أبي مسلم عن عكرمة عن بن عباس قال لما انفجرت يد سعد بالدم
426

قام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتنقه والدم ينفح في وجه رسول
الله صلى الله عليه وسلم ولحيته لا يريد أحد أن يقي رسول الله صلى الله
عليه وسلم الدم إلا ازداد منه رسول الله قربا حتى قضى
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد
عن رجل من الأنصار قال لما قضى سعد في بني قريظة ثم رجع انفجر
جرحه فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه فأخذ رأسه فوضعه
في حجره وسجي بثوب أبيض إذا مد على وجهه خرجت رجلاه وكان
رجلا أبيض جسيما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إن
سغدا قد جاهد في سبيلك وصدق رسولك وقضى الذي عليه فتقبل روحه
بخير ما تقبلت به روحا فلما سمع سعد كلام رسول الله فتح عينيه ثم
قال السلام عليك يا رسول الله أما إني أشهد أنك رسول الله فلما رأى
أهل سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وضع رأسه في حجره
ذعروا من ذلك فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن أهل
سعد لما رأوك وضعت رأسه في حجرك ذعروا من ذلك فقال استأذن الله
من ملائكته عددكم في البيت ليشهدوا وفاة سعد قال وأمه تبكي وهي
تقول
ويل أمك سعدا حزامة وجدا
فقيل لها أتقولين الشعر على سعد فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم دعوها فغيرها من الشعراء أكذب
أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا عبد الرحمن بن سليمان بن
الغسيل عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد قال لما أصيب أكحل
سعد يوم الخندق فثقل حولوه عند امرأة يقال لها رفيدة وكانت تداوي
الجرحى فكان النبي عليه السلام إذا مر به يقول كيف أمسيت وإذا
427

أصبح قال كيف أصبحت فيخبره حتى كانت الليلة التي نقله قومه
فيها فثقل فاحتملوه إلى بني عبد الأشهل إلى منازلهم وجاء رسول الله
صلى الله عليه وسلم كما كان يسأل عنه وقالوا قد انطلقوا به فخرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرجنا معه فأسرع المشي حتى تقطعت
شسوع نعالنا وسقطت أرديتنا عن أعناقنا فشكا ذلك إليه أصحابه يا رسول
الله أتعبتنا في المشي فقال إني أخاف أن تسبقنا الملائكة إليه فتغسله كما
غسلت حنظلة فانتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البيت وهو
يغسل وأمه تبكيه وهي تقول
ويل أم سعد سعدا حزامة وجدا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل نائحة تكذب إلا أم
سعد ثم خرج به قال يقول له القوم أو من شاء الله منهم يا رسول الله
ما حملنا ميتا أخف علينا من سعد فقال ما يمنعكم من أن يخف عليكم
وقد هبط من الملائكة كذا وكذا وقد سمى عدة كثيرة لم أحفظها لم يهبطوا
قط قبل يومهم قد حملوه معكم
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني سليمان بن داود بن الحصين عن
أبيه عن أبي سفيان بن أسلم بن حريس قال رأيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم ونحن على الباب نريد أن ندخل على أثره فدخل رسول
الله صلى الله عليه وسلم وما في البيت أحد إلا سعد مسجي قال فرأيته
يتخطى فلما رأيته وقفت وأومأ إلي قف فوقفت ورددت من ورائي
وجلس ساعة ثم خرج فقلت يا رسول الله ما رأيت أحدا وقد رأيتك
تتخطى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قدرت على مجلس حتى
قبض لي ملك من الملائكة أحد جناحيه فجلست ورسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول هنيئا لك
428

أبا عمرو هنيئا لك أبا عمرو هنيئا لك أبا عمرو
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن سعد بن إبراهيم
عن عامر بن سعد عن أبيه قال فانتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأم سعد تبكي وهي تقول
ويل أم سعد سعدا جلادة وجدا
فقال عمر بن الخطاب مهلا يا أم سعد لا تذكري سعدا فقال
النبي صلى الله عليه وسلم مهلا يا عمر فكل باكية مكذبة إلا أم
سعد ما قالت من خير فلم تكذب
أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال أخبرنا ليث بن سعد قال
أخبرنا أبو الزبير عن جابر قال رمي سعد بن معاذ يوم الأحزاب فقطعوا
أكحله فحسمه رسول الله بالنار فانتفخت يده فنزفه فحسمه أخرى
أخبرنا عفان بن مسلم وكثير بن هشام قالا أخبرنا حماد بن سلمة
عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كوى سعد
ابن معاذ من رميته
أخبرنا سليمان أبو داود الطيالسي قال أخبرنا شعبة قال حدثني
سماك قال سمعت عبد الله بن شداد يقول دخل رسول الله صلى الله
عليه وسلم على سعد بن معاذ وهو يكيد بنفسه فقال جزاك الله خيرا من
سيد قوم فقد أنجزت الله ما وعدته ولينجزنك الله ما وعدك
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو عن سعد
ابن إبراهيم قال لما أخرج سرير سعد قال ناس من المنافقين ما أخف
جنازة سعد أو سرير سعد فقال رسول الله لقد نزل سبعون ألف ملك
شهدوا جنازة سعد أو سرير سعد ما وطئوا الأرض قبل اليوم
قال وحضره رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يغسل فقبض
429

ركبته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل ملك فلم يكن له مكان
فأوسعت له قال وأمه تبكي وهي تقول
ويل أم سعد سعدا براعة ونجدا
بعد أياد يا له ومجدا مقدما سد به مسدا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل البواكي يكذبن إلا
أم سعد
قال أخبرنا وهب بن جرير قال أخبرنا أبي قال سمعت الحسن
قال لما مات سعد بن معاذ وكان رجلا جسيما جزلا جعل المنافقون
وهم يمشون خلف سريره يقولون لم نر كاليوم رجلا أخف وقالوا
أتدرون لم ذلك ذاك لحكمه في بني قريظة فذكر ذلك للنبي صلى الله
عليه وسلم فقال والذي نفسي بيده لقد كانت الملائكة تحمل سريره
قال أخبرنا عبد الله بن نمير قال أخبرنا عبيد الله بن عمر عن
نافع قال بلغني أنه شهد سعد بن معاذ سبعون ألف ملك لم ينزلوا إلى الأرض
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد ضم صاحبكم ضمة ثم فرج عنه
أخبرنا إسماعيل بن أبي مسعود قال أخبرنا عبد الله بن إدريس قال
أخبرنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم لهذا العبد الصالح الذي تحرك له العرش وفتحت له أبواب
السماوات وشهده سبعون ألفا من الملائكة لم ينزلوا الأرض قبل ذلك ولقد
ضم ضمة ثم أفرج عنه يعني سعد بن معاذ
أخبرنا شبابة بن سوار قال أخبرني أبو معشر عن سعيد المقبري
قال لما دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم سعدا قال لو نجا أحد
من ضغطة القبر لنجا سعد ولقد ضم ضمة اختلفت منها أضلاعه من
أثر البول
430

قال أخبرنا كثير بن هشام قال أخبرنا جعفر بن برقان قال بلغني
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو قائم عند قبر سعد لقد ضغط
ضغطة أو همز همزة لو كان أحد ناجيا منها بعمل لنجا منها سعد
قال أخبرنا عفان بن مسلم وعارم بن الفضل قالا أخبرنا حماد
ابن زيد قال أخبرنا ميمون أبو حمزة عن إبراهيم النخعي أن النبي عليه
السلام مد على قبر سعد ثوبا أو مد وهو شاهد
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن
عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن يحيى بن عبد الله بن عبد
الرحمن عن عمرة عن عائشة قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يمشي أمام جنازة سعد بن معاذ
أخبرنا محمد بن عمر عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن شيوخ
من بني عبد الأشهل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حمل جنازة
سعد بن معاذ من بيته بين العمودين حتى خرج به من الدار قال محمد بن
عمر والدار تكون ثلاثين ذراعا
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني سعيد بن محمد بن أبي زيد عن
ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه عن جده قال كنت
أنا ممن حفر لسعد قبره بالبقيع وكان يفوح علينا المسك كلما حفرنا قترة
من تراب حتى انتهينا إلى اللحد
قال ربيح ولقد أخبرني محمد بن المنكدر عن محمد بن شرحبيل بن
حسنة قال أخذ إنسان قبضة من تراب قبر سعد فذهب بها ثم نظر إليها
بعد ذلك فإذا هي مسك
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو عن محمد
ابن المنكدر عن محمد بن شرحبيل بن حسنة أن رجلا أخذ قبضة من تراب
قبر سعد يوم دفن ففتحها بعد فإذا هي مسك
431

رجع الحديث إلى حديث أبي سعيد الخدري قال فطلع علينا رسول
الله صلى الله عليه وسلم وقد فرغنا من حفرته ووضعنا اللبن والماء عند
القبر وحفرنا له عند دار عقيل اليوم وطلع رسول الله علينا فوضعه عند
قبره ثم صلى عليه فلقد رأيت من الناس ما ملا البقيع
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إبراهيم بن الحصين بن عبد الرحمن
عن داود بن الحصين عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه قال لما انتهوا إلى
قبر سعد نزل فيه أربعة نفر الحارث بن أوس بن معاذ وأسيد بن الحضير
وأبو نائلة سلكان بن سلامة وسلمة بن سلامة بن وقش ورسول الله
صلى الله عليه وسلم واقف على قدميه فلما وضع في قبره تغير وجه
رسول الله صلى الله عليه وسلم وسبح ثلاثا فسبح المسلمون ثلاثا حتى
ارتج البقيع ثم كبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا وكبر أصحابه
ثلاثا حتى ارتج البقيع بتكبيره فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن ذلك فقيل يا رسول الله رأينا بوجهك تغيرا وسبحت ثلاثا قال
تضايق على صاحبكم قبره وضم ضمة لو نجا منها أحد لنجا سعد منها ثم
فرج الله عنه قال محمد بن عمر فحدثني غير إبراهيم بن الحصين أن
سعدا غسله الحارث بن أوس بن معاذ وأسيد بن حضير وسلمة بن سلامة
ابن وقش يصب الماء ورسول الله صلى الله عليه وسلم حاضر فغسل
بالماء الغسلة الأولى والثانية بالماء والسدر والثالثة بالماء والكافور ثم كفن
في ثلاثة أثواب صحارية أدرج فيها إدراجا وأتي بسرير كان عند النبيط
يحمل عليه الموتى فوضع على السرير فرئي رسول الله يحمله بين عمودي
سريره حين رفع من داره إلى أن خرج
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا إبراهيم بن الحصين وأبو
بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن المسور بن رفاعة القرظي قال جاءت
أم سعد بن معاذ تنظر إلى سعد في اللحد فردها الناس فقال رسول الله
432

صلى الله عليه وسلم دعوها فأقبلت حتى نظرت إليه وهو في اللحد قبل
أن يبنى عليه اللبن والتراب فقالت احتسبتك عند الله وعزاها رسول الله
صلى الله عليه وسلم على قبره وجلس ناحية وجعل المسلمون يردون
تراب القبر ويسوونه وتنحى رسول الله فجلس حتى سوي على قبره
ورش عليه الماء ثم أقبل فوقف عليه فدعا له ثم انصرف
أخبرنا خالد بن مخلد البجلي وأبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس
قالا أخبرنا محمد بن موسى بن أبي عبيد الله مولى الفطريين قال أخبرنا
معاذ بن رفاعة بن رافع الزرقي قال دفن سعد بن معاذ إلى أس دار عقيل
ابن أبي طالب
أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو عن أبيه عن جده
عن عائشة قالت ما كان أحد أشد فقدا على المسلمين بعد رسول الله
صلى الله عليه وسلم وصاحبيه أو أحدهما من سعد بن معاذ
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عتبة بن جبيرة عن الحصين بن
عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ قال كان سعد بن معاذ رجلا
أبيض طوالا جميلا حسن الوجه أعين حسن اللحية فرمي
يوم الخندق سنة خمس من الهجرة فمات من رميته تلك وهو يومئذ بن سبع
وثلاثين سنة فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفن
بالبقيع
أخبرنا محمد بن الفضيل بن غزوان عن عطاء بن السائب عن مجاهد
عن ابن عمر قال اهتز العرش لحب لقاء الله سعدا قال إنما يعني السرير
قال إنما تفسخت أعواده قال ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم
قبره فاحتبس فلما خرج قيل له يا رسول الله ما حبسك قال ضم
سعد في القبر ضمة فدعوت الله أن يكشف عنه
أخبرنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال
433

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد اهتز عرش الله لموت سعد بن
معاذ
أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة ومحمد بن عبد الله الأنصاري وروح
ابن عبادة وهوذة بن خليفة قالوا أخبرنا عوف عن أبي نضرة عن أبي
سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد اهتز العرش
لموت سعد
أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو عن أبيه عن جده
عن عائشة قالت قدمنا من حج أو عمرة فتلقينا بذي الحليفة وكان غلمان
الأنصار يتلقون أهليهم فلقوا أسيد بن الحضير فنعوا له امرأته فتقنع وجعل
يبكي فقلت غفر الله لك أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولك من السابقة والقدم ما لك وأنت تبكي على امرأة قالت فكشف رأسه
وقال صدقت لعمري ليحقن أن لا أبكي على أحد بعد سعد بن معاذ
وقد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال قالت قلت وما
قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقد اهتز العرش لوفاة
سعد بن معاذ قالت وهو يسير بيني وبين رسول الله صلى الله عليه
وسلم
أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن إسحاق
ابن راشد عن امرأة من الأنصار يقال لها أسماء بنت يزيد بن السكن أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لام سعد بن معاذ ألا يرقأ دمعك
ويذهب حزنك بأن ابنك أول من ضحك الله له واهتز له العرش
أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سليمان التيمي عن الحسن قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد اهتز عرش الرحمن لوفاة سعد
ابن معاذ فرحا به قال قوله فرحا به تفسير من الحسن
أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن
434

رجل حدثه عن حذيفة قال لما مات سعد بن معاذ قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم اهتز العرش لروح سعد بن معاذ
أخبرنا حفص بن عمر الحوضي و عبد العزيز بن عبد الله الأويسي من بني
عامر بن لؤي قالا أخبرنا يوسف بن الماجشون عن أبيه عن عاصم بن
عمر بن قتادة عن جدته رميثة أنها قالت سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم ولو أشاء أن أقبل الخاتم الذي بين كتفيه من قربي منه لفعلت
وهو يقول لسعد بن معاذ يوم مات اهتز له عرش الرحمن
أخبرنا كثير بن هشام قال أخبرنا جعفر بن برقان قال أخبرنا
يزيد بن الأصم قال لما توفي سعد بن معاذ وحملت جنازته قال النبي
صلى الله عليه وسلم لقد اهتز العرش لجنازة سعد بن معاذ
أخبرنا وكيع بن الجراح قال أخبرنا سفيان عن أبي إسحاق عن البراء
أن النبي عليه السلام أتي بثوب حرير فجعل أصحابه يتعجبون من لينه فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لمناديل سعد بن معاذ في الجنة ألين من
هذا
أخبرنا عبيد الله بن موسى والفضل بن دكين قالا أخبرنا إسرائيل عن
أبي إسحاق عن البراء قال أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم
ثوب حرير فجعلنا نلمسه ونتعجب منه فقال رسول الله أيعجبكم هذا
قلنا نعم قال فمناديل سعد في الجنة أحسن من هذا قال عبيد الله
وألين وقال الفضل أو ألين
أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو عن واقد بن
عمرو بن سعد بن معاذ قال دخلت على أنس بن مالك وكان واقد من
أعظم الناس وأطولهم فقال لي من أنت قال قلت أنا واقد بن عمرو بن
سعد بن معاذ قال فقال إنك بسعد لشبيه ثم بكى وأكثر البكاء ثم
قال يرحم الله سعدا كان سعد من أعظم الناس وأطولهم ثم قال
435

بعث رسول الله جيشا إلى أكيدر دومة فبعث إلى رسول الله بجبة من ديباج
منسوجا بالذهب فلبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل الناس
يمسحونها وينظرون إليها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتعجبون
من هذه الجبة فقالوا يا رسول الله ما رأينا قط أحسن منها قال فوالله
لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن مما ترون وأخوه
عمرو بن معاذ
ابن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل ويكنى أبا
عثمان وأمه كبشة بنت رافع بن معاوية بن عبيد بن الأبجر وهو خدرة بن
عوف بن الحارث بن الخزرج وهي أم سعد بن معاذ وليس لعمرو بن
معاذ عقب
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم عن
أبيه قال حدثنا عبد الله بن جعفر عن سعد بن إبراهيم وابن أبي عون
قال وأخبرنا محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قالوا آخى
رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عمرو بن معاذ وبين عمير بن أبي
وقاص أخي سعد بن أبي وقاص وقالوا شهد عمرو بن معاذ بدرا وأحدا
وقتل يوم أحد على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة قتله ضرار بن
الخطاب الفهري وكان لعمرو بن معاذ يوم قتل اثنتان وثلاثون سنة وقتل
عمير بن أبي وقاص قبله يوم بدر وابن أخيهما
436

الحارث بن أوس
ابن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل ويكنى
أبا أوس وأمه هند بنت سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد
الأشهل وهي عمة أسيد بن الحضير بن سماك وكانت من المبايعات
وليس للحارث بن أوس عقب
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه
قال وحدثنا عبد الله بن جعفر عن سعد بن إبراهيم وابن أبي عون قال
وأخبرنا محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قالوا آخى رسول الله
صلى الله عليه وسلم بين الحارث بن أوس بن معاذ وعامر بن فهيرة
قالوا وشهد الحارث بن أوس بدرا وكان فيمن قتل كعب بن الأشرف
وأصابه بعض أصحابه تلك الليلة بسيفه وهم يضربون كعبا فكلمه في رجله
فنزف الدم فاحتمله أصحابه حتى أتوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وشهد بعد ذلك أحدا وقتل يومئذ شهيدا في شوال على رأس اثنين وثلاثين
شهرا وكان يوم قتل بن ثمان وعشرين سنة
الحارث بن أنس
وأنس هو أبو الحيسر بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد
الأشهل وأمه أم شريك بنت خالد بن خنيس بن لوذان بن عبد ود بن زيد
ابن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة من الخزرج وليس للحارث بن أنس عقب
شهد بدرا وأحدا وقتل يوم أحد شهيدا في شوال على رأس اثنين وثلاثين
شهرا من الهجرة وكان أبو الحيسر قد قدم مكة ومعه فتية من بني عبد الأشهل
437

خمسة عشر رجلا فيهم إياس بن معاذ وأظهروا أنهم يريدون العمرة فنزلوا
على عتبة بن ربيعة فأكرمهم وطلبوا إليه وإلى قريش أن يحالفوهم على قتال
الخزر فقالت قريش بعدت داركم منا متى يجيب داعينا صريخكم
ومتى يجيب داعيكم صريخنا وسمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأتاهم فجلس إليهم فقال هل لكم إلى خير مما جئتم له قالوا وما
ذاك قال أنا رسول الله بعثني الله إلى عباده أدعوهم إلى أن يعبدوا الله ولا
يشركوا به شيئا وقد نزل علي الكتاب فقال إياس بن معاذ وكان غلاما
حدثا يا قوم هذا والله خير مما جئتم له فأخذ أبو الحيسر كفا من البطحاء
فرمى بها وجهه ثم قال ما أشغلنا عن هذا ما قدم وفد إذا على قوم بشر
مما قدمنا به على قومنا إنا خرجنا نطلب حلف قريش على عدونا فنرجع
بعداوة قريش مع عداوة الخزرج
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إبراهيم بن الحصين عن عبد الله
ابن أبي سفيان عن أبيه قال سمعت محمد بن مسلمة وسلمة بن سلامة بن
وقش وأبا الهيثم بن التيهان يقولون لم ينشب إياس حين رجع أن مات
فلقد سمعناه يهلل حتى مات فكانوا يتحدثون أنه مات مسلما لما سمع
من رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال محمد بن عمر وكان أبو الحيسر وأصحابه أول من لقي رسول
الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار ودعاهم إلى الاسلام وكان لقيه
إياهم بذي المجاز
438

سعد بن زيد
ابن مالك بن عبد بن كعب بن عبد الأشهل ويكنى أبا عبد الله وأمه
عمرة بنت مسعود بن قيس بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن
مالك بن النجار من الخزرج وكانت من المبايعات ولسعد بن زيد اليوم
عقب وشهد العقبة مع السبعين من الأنصار في رواية محمد بن عمر ولم
يذكره موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبو معشر فيمن شهد العقبة
وقد شهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم وبعثه رسول الله عليه السلام سرية إلى مناة بالمشلل فهدمه
وذلك في شهر رمضان سنة ثمان من الهجرة
سلمة بن سلامة
ابن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل ويكنى أبا عوف
وأمه سلمى بنت سلمة بن سلامة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة
من الأوس وهي عمة محمد بن سلمة وكان لسلمة بن سلامة من الولد
عوف وأمه أم ولد وميمونة وأمها أم علي بنت خالد بن زيد بن تيم
ابن أمية بين بياضة من الجعادرة من ساكني راتج من الأوس حلفاء لبني
زعوراء بن جشم وشهد سلمة بن سلامة العقبة الأولى وشهد العقبة الآخرة
مع السبعين أجمع على ذلك موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبو معشر
ومحمد بن عمر
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه
قال وحدثنا عبد الله بن جعفر عن سعد بن إبراهيم وابن أبي عون قالوا
439

أخبرنا محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قالوا آخى رسول الله
صلى الله عليه وسلم بين سلمة بن سلامة وأبي سبرة بن أبي رهم بن عبد
العزى العامري عامر بن لؤي وأما محمد بن إسحاق فقال آخى رسول
الله صلى الله عليه وسلم بين سلمة بن سلامة والزبير بن العوام والله
أعلم أي ذلك كان
قالوا وشهد سلمة بن سلامة بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات سنة خمس وأربعين وهو بن
سبعين سنة ودفن بالمدينة وقد انقرض عقبه فلم يبق منهم أحد
عباد بن بشر
ابن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل قال محمد بن عمر
كان يكنى أبا بشر وقال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري كان
يكنى أبا الربيع وأمه فاطمة بنت بشر بن عدي بن أبي بن غنم بن عوف
ابن عمرو بن عوف بن الخزرج حلفاء بني عبد الأشهل وكان لعباد بن
بشر من الولد ابنة لم يكن له ولد غيرها فانقرضت فلم يبق له عقب وأسلم
عباد بالمدينة على يد مصعب بن عمير وذلك قبل إسلام أسيد بن الحضير
وسعد بن معاذ وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عباد بن
بشر وبين أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن
عمر وشهد عباد بن بشر بدرا وكان فيمن قتل كعب بن الأشرف وشهد
أحدا والخندق والمشاهد كلها مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعثه
رسول الله عليه السلام إلى بني سليم ومزينة يصدقهم فأقام عندهم
عشرا وانصرف إلى بني المصطلق من خزاعة بعد الوليد بن عقبة بن أبي
440

معيط يصدقهم فأقام عندهم عشرا وانصرف راضيا وجعله رسول
الله صلى الله عليه وسلم على مقاسم حنين واستعمله على حرسه بتبوك من
يوم قدم إلى أن حل وكان أقام بها عشرين يوما وشهد يوم اليمامة وكان
له يومئذ بلاء وغناء ومباشرة للقتال وطلب للشهادة حتى قتل يومئذ شهيدا
سنة اثنتي عشرة وهو يومئذ بن خمس وأربعين سنة
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني سعيد بن محمد بن أبي زيد عن
ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه عن جده قال سمعت
عباد بن بشر يقول يا أبا سعيد رأيت الليلة كأن السماء قد فرجت لي ثم
أطبقت علي فهي إن شاء الله الشهادة قال قلت خيرا والله رأيت
قال فأنظر إليه يوم اليمامة وإنه ليصيح بالأنصار احطموا جفون السيوف
وتميزوا من الناس وجعل يقول أخلصونا أخلصونا فأخلصوا أربعمائة
رجل من الأنصار ما يخالطهم أحد يقدمهم عباد بن بشر وأبو دجانة والبراء
ابن مالك حتى انتهوا إلى باب الحديقة فقاتلوا أشد القتال وقتل عباد بن
بشر رحمه الله فرأيت بوجهه ضربا كثيرا ما عرفته إلا بعلامة كانت في
جسده
سلمة بن ثابت
ابن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل وأمه ليلى بنت اليمان
وهو حسيل بن جابر وهي أخت حذيفة بن اليمان حلفاء بني عبد الأشهل
شهد سلمة بنت ثابت بدرا وشهد يوم أحد فقتل يومئذ شهيدا قتله أبو سفيان
ابن حرب بن أمية وذلك في شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة
وقتل معه يوم أحد ثابت بن وقش وعمه رفاعة بن وقش شهيدين مع
441

رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس لسلمة بن ثابت عقب وقد انقرض
ولد وقش بن زغبة جميعا فلم يبق منهم أحد
رافع بن يزيد
ابن كرز بن سكن بن زعوراء بن عبد الأشهل وأمه عقرب بنت
معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل أخت سعد بن معاذ
وكان لرافع من الولد أسيد قتل يوم الحرة و عبد الرحمن وأمهما
عقرب بنت سلامة بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل أخت سلمة
ابن سلامة بن وقش ولقد انقرض ولد رافع بن يزيد وانقرض ولد زعوراء
ابن عبد الأشهل جميعا فلم يبق منهم أحد وشهد رافع بن يزيد بدرا وأحدا
وقتل يوم أحد شهيدا في شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرا وكان محمد
ابن إسحاق وموسى بن عقبة وأبو معشر ومحمد بن عمر ينسبون رافعا على هذا
النسب الذي ذكرنا وكان أبو معشر ومحمد بن إسحاق يقولان رافع بن
زيد وخالفهم عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري وكان عالما بنسب
الأنصار فقال ليس في بني زعوراء سكن في بني امرئ القيس
ابن زيد
ابن عبد الأشهل وقال هو رافع بن يزيد بن كرز بن زعوراء بن عبد الأشهل
442

ومن حلفاء بني عبد الأشهل بن جشم
محمد بن مسلمة بن سلمة
ابن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج
ابن عمرو وهو النبيت بن مالك من الأوس وأمه أم سهم واسمها
خليدة بنت أبي عبيد بن وهب بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة
ابن الخزرج بن ساعدة بن كعب من الخزرج وكان لمحمد بن مسلمة من
الولد عشرة نفر وست نسوة عبد الرحمن وبه كان يكنى وأم عيسى
وأم الحارث وأمهم أم عمرو بنت سلامة بن وقش بن زغبة بن زعوراء
ابن عبد الأشهل وهي أخت سلمة بن سلامة و عبد الله وأم أحمد وأمهما
عمرة بنت مسعود بن أوس بن مالك بن سواد بن ظفر وهو كعب بن
الخزرج من الأوس وسعد وجعفر وأم زيد وأمهم قتيلة بنت الحصين
ابن ضمضم من بني مرة بن عوف من قيس عيلان وعمر وأمه زهراء
بنت عمار بن معمر من بني مرة ثم من بني خصيلة من قيس عيلان وأنس
وعمرة وأمهما من الاطبا بطن من بطون كلب وقيس وزيد ومحمد وأمهم
أم ولد ومحمود لا عقب له وحفصة وأمهما أم ولد وأسلم محمد
ابن مسلمة بالمدينة على يد مصعب بن عمير وذلك قبل إسلام أسيد بن الحضير
وسعد
ابن معاذ
وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين محمد بن مسلمة وأبي
عبيدة بن الجراح وشهد محمد بدرا وأحدا وكان فيمن ثبت مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم يومئذ حين ولى الناس وشهد الخندق والمشاهد
كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خلا تبوك فإن رسول الله
استخلفه على المدينة حين خرج إلى تبوك وكان محمد فيمن قتل كعب بن
443

الأشرف وبعثه رسول الله إلى القرطاء وهم من بني أبي بكر بن كلاب
سرية في ثلاثين راكبا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فسلم وغنم وبعثه أيضا إلى ذي القصة سرية في عشرة نفر
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرني معاذ بن محمد عن عاصم بن عمر
ابن قتادة قال لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمرة القضية
فانتهى إلى ذي الحليفة قدم الخيل أمامه وهي مائة فرس واستعمل عليها محمد
ابن سلمة
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إبراهيم بن جعفر عن أبيه قال
كان محمد بن مسلمة يقول يا بني سلوني عن مشاهد النبي عليه السلام
ومواطنه فإني لم أتخلف عنه في غزوة قط إلا واحدة في تبوك خلفني على
المدينة وسلوني عن سراياه صلى الله عليه وسلم فإنه ليس منها سرية
تخفى علي إما أن أكون فيها أو أن أعلمها حين خرجت
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن أبي حيان التيمي عن عباية
ابن رفاعة بن رافع في حديث رواه محمد بن مسلمة وكان رجلا أسود طويلا
عظيما قال وزادنا محمد بن عمر في صفته فقال كان معتدلا أصلع
أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام بن حسان عن الحسن أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى محمد بن مسلمة سيفا فقال قاتل
به المشركين ما قوتلوا فإذا رأيت المسلمين قد أقبل بعضهم على بعض فأت
به أحدا فاضربه به حتى تقطعه ثم اجلس في بيتك حتى تأتيك يد خاطئة أو
منية قاضية
أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا أبو عوانة عن أشعث بن سليم
عن أبي بردة عن ضبيعة بن حصين الثعلبي قال كنا جلوسا مع حذيفة
فقال إني لاعلم رجلا لا تنقصه الفتنة شيئا فقلنا من هو قال محمد
ابن مسلمة الأنصاري فلما مات حذيفة وكانت الفتنة خرجت فيمن خرج
444

من الناس فأتيت أهل ماء فإذا أنا بفسطاط مضروب متنحى تضربه الرياح
فقلت لمن هذا الفسطاط قالوا لمحمد بن مسلمة فأتيته فإذا هو شيخ
فقلت له يرحمك الله أراك رجلا من خيار المسلمين تركت بلدك ودارك
وأهلك وجيرتك قال تركته كراهية الشر ما في نفسي أن تشتمل
على مصر من أمصارهم حتى تنجلي عما انجلت
أخبرنا سعيد بن محمد الثقفي قال أخبرنا إسماعيل بن رافع قال
أخبرنا زيد بن أسلم عن محمد بن مسلمة قال أعطاني رسول الله صلى
الله عليه وسلم سيفا فقال يا محمد بن مسلمة جاهد بهذا السيف في سبيل
الله حتى إذا رأيت من المسلمين فئتين تقتتلان فاضرب به الحجر حتى تكسره
ثم كف لسانك ويدك حتى تأتيك منية قاضية أو يد خاطئة فلما قتل عثمان
وكان من أمر الناس ما كان خرج إلى صخرة في فنائه فضرب الصخرة بسيفه
حتى كسره
أخبرنا كثير بن هشام قال أخبرنا جعفر بن برقان قال أخبرنا
إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة بنحو هذا الحديث قال وكان محمد بن
مسلمة يقال له فارس نبي الله قال فاتخذ سيفا من عود قد نحته وصيره في
الجفن معلقا في البيت وقال إنما علقه أهيب به ذاعرا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا إبراهيم بن جعفر عن أبيه
قال مات محمد بن مسلمة بالمدينة في صفر سنة ست وأربعين وهو يومئذ
ابن سبع وسبعين سنة وصلى عليه مروان بن الحكم
445

سلمة بن أسلم
ابن حريس بن عدي بن مجدعة بن حارثة ويكنى أبا سعد وأمه
سعاد بنت رافع بن أبي عمرو بن عائذ بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار
من الخزرج وبنو حريس بن عدي دعوتهم ودارهم في بني عبد الأشهل
وقد انقرضوا في أول الاسلام فلم يبق منهم أحد وشهد سلمة بن أسلم
بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله وقتل بالعراق يوم
جسر أبي عبيد الثقفي سنة أربع عشرة في أول خلافة عمر بن الخطاب وهو
ابن ثلاث وستين سنة
عبد الله بن سهل
ابن زيد بن عامر بن عمرو بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو
ابن مالك بن الأوس وأمه الصعبة بنت التيهان بن مالك أخت أبي الهيثم
ابن التيهان قال محمد بن عمر وهو أخو رافع بن سهل وهما اللذان
خرجا إلى حمراء الأسد وهما جريحان يحمل أحدهما صاحبه ولم يكن لهما
ظهر وشهد عبد الله بن سهل بدرا وأحدا وشهد معه أحدا أخوه رافع
ابن سهل وشهد الخندق وقتل عبد الله يوم الخندق شهيدا رماه رجل
من بني عويف فقتله وليس لعبد الله بن سهل عقب وقد انقرض أيضا
ولد عمرو بن جشم بن الحارث بن الخزرج منذ زمان طويل وهم أهل راتج
إلا أن في أهل راتج قوما من غسان من ولد علبة بن جفنة خلفاؤهم
آل أبي سعيد ولهم اليوم عقب يسكنون الصفراء بناحية المدينة ويدعون
أنهم من ولد رافع بن سهل وأن عمهم عبد الله بن سهل الذي شهد بدرا
446

الحارث بن خزمة
ابن عدي بن أبي بن غنم بن سالم بن عون بن عمرو بن عوف بن
الخزرج وهو من القواقلة حليف لبني عبد الأشهل وداره في بني عبد الأشهل
ويكنى الحارث أبا بشير وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين
الحارث بن خزمة وإياس بن أبي البكير وشهد الحارث بدرا وأحدا والخندق
والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات بالمدينة سنة
أربعين وهو بن سبع وستين سنة لا عقب له
أبو الهيثم بن التيهان
واسمه مالك بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة حليف لبني عبد
الأشهل أجمع على ذلك موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبو معشر
ومحمد بن عمر وخالفهم عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري وذكر
أن أبا الهيثم يعني من الأوس من أنفسهم وأنه أبو الهيثم بن التيهان بن
مالك بن عمرو بن زيد بن عمرو بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو
وهو النبيت بن مالك بن الأوس وأمه ليلى بنت عتيك بن عمرو بن
عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء بن جثم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو
وهو النبيت بن مالك بن الأوس وكان أبو الهيثم يقول لو انفلقت عني
روثة لانتسبت إليها محياي ومماتي لبني عبد الأشهل وكان الذي ورثه
وورث ابنته أميمة ولم يكن له غيرها الضحاك بن خليفة الأشهلي ورثهما
بالقعدد على بني عبد الأشهل وكان أبو الهيثم وأخوه آخر ولد عمرو بن
جشم وقد انقرضوا فلم يبق منهم أحد
447

قال محمد بن عمر وكان أبو الهيثم يكره الأصنام في الجاهلية ويؤفف
بها ويقول بالتوحيد هو وأسعد بن زرارة وكانا من أول من أسلم من الأنصار
بمكة ويجعل في الثمانية النفر الذين آمنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم
بمكة من الأنصار فأسلموا قبل قومهم ويجعل أبو الهيثم أيضا في الستة
النفر الذين يروى أنهم أول من لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم
من الأنصار بمكة فأسلموا قبل قومهم وقدموا المدينة بذلك وأفشوا بها الاسلام
قال محمد بن عمر وأمر الستة أثبت الأقاويل عندنا إنهم أول من لقي
رسول الله عليه السلام من الأنصار فدعاهم إلى الاسلام فأسلموا وقد
شهد أبو الهيثم العقبة مع السبعين من الأنصار وهو أحد النقباء لاثني عشر
أجمعوا على ذلك كلهم وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبي
الهيثم بن التيهان وعثمان بن مظعون وشهد أبو الهيثم بدرا وأحدا والخندق
والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعثه رسول الله إلى
خيبر خارصا فخرص عليهم التمرة وذلك بعدما قتل عبد الله بن رواحة
بمؤتة
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا بن جريج عن عبد الكريم بن أبي
المخارق عن محمد بن يحيى بن حبان قال كان أبو الهيثم بن التيهان يخرص
على عهد رسول الله فلما توفي رسول الله عليه السلام بعثه أبو بكر
رحمه الله فأبى فقال قد
خرصت لرسول الله فقال إني كنت إذا خرصت لرسول الله فرجعت دعا الله لي قال فتركه
حدثنا محمد بن عمر قال أخبرنا سعد بن راشد عن صالح بن كسيان
قال توفي أبو الهيثم بن التيهان في خلافة عمر بن الخطاب
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة
قال سمعت شيوخ أهل الدار يعني بني عبد الأشهل يقولون مات
أبو الهيثم سنة عشرين بالمدينة قال محمد بن عمر وهذا أثبت عندنا ممن
448

روى أن أبا الهيثم شهد صفين مع علي بن أبي طالب وقتل يومئذ ولم
أر أحدا من أهل العلم قبلنا يعرف ذلك ويثبته والله أعلم وأخوه
عبيد بن التيهان
وقصته في نسبه مثل ما حكينا في أمر أبي الهيثم وأمه في قول عبد
الله بن محمد بن عمارة الأنصاري وأم أبي الهيثم ليلى بنت عتيك بن عمرو
كذلك كان محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر يقولان عبيد بن التيهان
وأما موسى بن عقبة وأبو معشر و عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري
فقالوا هو عتيك بن التيهان قال عبد الله بن محمد بن عمارة ورأيت
بخط داود بن الحصين بيده عتيك بن التيهان
قال محمد بن عمر وغيره وقد شهد عبيد بن التيهان العقبة مع السبعين
من الأنصار وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين مسعود
بن الربيع القاري من أهل بدر وشهد عبيد بن التيهان بدرا وأحدا وقتل
يوم أحد شهيدا قتله عكرمة بن أبي جهل وذلك في شوال على رأس اثنين
وثلاثين شهرا من الهجرة وكان لعبيد بن التيهان من الولد عبيد الله قتل
يوم اليمامة شهيدا وعباد وأمهما الصعبة بنت رافع بن عدي بن زيد
بن أمية من ولد علبة بن جفنة الغساني وهم حلفاؤهم وقد انقرضوا
فلم يبق لعبيد بن التيهان عقب خمسة عشر
449

ومن بني حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو وهو
النبيت بن مالك بن الأوس أبو عبس بن جبر
ابن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة واسمه عبد الرحمن وأمه
ليلى بنت رافع بن عمرو بن عدي بن مجدعة بن حارثة وكان لأبي عبس
من الولد محمد ومحمود وأمهما أم عيسى بنت مسلمة بن سلمة بن خالد بن
عدي بن مجدعة بن حارثة وهي أخت محمد بن مسلمة وكانت من
المبايعات وعبيد الله وأمه أم حارث بنت محمد بن مسلمة بن سلمة بن
خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة وزيد وحميد ولم تسم لنا أمهما
ولأبي عبس بقية وعقب كثير بالمدينة وبغداد وكان أبو عبس يكتب بالعربية
قبل الاسلام وكانت الكتابة قليلا وكان أبو عبس وأبو بردة
بن نيار يكسران أصنام بني حارثة حين أسلما وآخى رسول
الله صلى الله عليه وسلم بين أبي عبس بن جبر وبين خنيس بن حذافة السهمي
من أهل بدر وهو زوج حفصة بنت عمر بن الخطاب قبل رسول الله
صلى الله عليه وسلم وشهد أبو عبس بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان فيمن قتل كعب بن الأشرف
وكان عمر وعثمان يبعثانه يصدق الناس
أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن بن أبي ذئب عن صالح
مولى التوءمة عن أبي عبس الحارثي رجل من أهل بدر أن عثمان بن عفان
جاء يعوده وهو في غميه فلما أفاق قال عثمان كيف تجدك قال صالحا
وجدنا شأننا كله صالحا إلا عقولا هلكت بيننا وبين العمال لم نكد نتخلص
منها
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد المجيد بن
450

أبي عبس من ولد أبي عبس بن جبر قال مات أبو عبس في سنة أربع وثلاثين في خلافة
عثمان بن عفان وهو بن سبعين سنة وصلى عليه عثمان ودفن بالبقيع ونزل
في قبره أبو بردة بن نيار وقتادة بن النعمان ومحمد بن مسلمة وسلمة بن
سلامة بن وقش وكلهم قد شهد بدرا وكان أبو عبس يخضب بالحناء
مسعود بن عبد سعد
ابن عامر بن عدي بن جثم بن مجدعة بن حارثة هكذا قال
موسى بن عقبة وأبو معشر و عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري وقال
محمد بن إسحاق هو مسعود بن سعد وقال محمد بن عمر هو مسعود
ابن عبد بن مسعود بن عامر وليس له عقب وقد انقرضوا وشهد مسعود
بدرا وأحدا
ومن حلفاء بني حارثة أبو بردة بن نيار
ابن عمرو بن عبيد بن عمرو بن كلاب بن دهمان بن غنم بن ذهل
ابن هميم بن ذهل بن هني بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة واسم
أبي بردة هانئ وله عقب وهو خال البراء بن عازب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شهد العقبة مع السبعين من الأنصار في رواية موسى
بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبي معشر ومحمد بن عمر
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد المجيد بن أبي عبس عن أبيه
قال وأخبرنا محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن
لبيد أن من سمينا ممن شهد بدرا من بني حارثة هؤلاء الثلاثة أبو عبس
451

ومسعود وأبو بردة ثبت على ما سمينا من أسمائهم وأنسابهم قال محمد
ابن عمر وشهد أبو بردة أيضا أحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم وكانت معه راية بني حارثة في غزوة الفتح
وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث حفظها عنه
أخبرنا محمد بن عمر قال سمعت إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة
يقول مات أبو بردة بن نيار في خلافة معاوية بن أبي سفيان ثلاثة نفر الله عز وجل
ومن بني ظفر واسمه كعب بن الخزرج بن عمرو
وهو النبيت بن مالك بن الأوس قتادة بن النعمان
ابن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر وأمه أنيسة بنت قيس بن عمرو
ابن عبيد بن مالك بن عمرو بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار من الخزرج
قال محمد بن عمر وكان قتادة يكنى أبا عمر وقال عبد الله بن محمد بن
عمارة الأنصاري يكنى أبا عبد الله وكان لقتادة من الولد عبد الله وأم
عمرو وأمهما هند بنت أوس بن خزمة بن عدي بن أبي بن غنم بن عوف
ابن عمرو بن عوف من القوافل حلفاء في بني عبد الأشهل وعمرو وحفصة
وأمهما الخنساء بنت خنيس الغساني ويقال بل أمهما عائشة بنت جري
ابن عمرو بن عامر بن عبد رزاح بن ظفر
قال عبد الله بن محمد بن عمارة وليس لقتادة اليوم عقب وكان
آخر من بقي من ولده عاصم ويعقوب ابنا عمر بن قتادة وكان عاصم بن
عمر من العلماء بالسيرة وغيرها وقد انقرضوا فلم يبق منهم أحد
قال محمد بن عمر وقد شهد قتادة بن النعمان العقبة مع السبعين
من الأنصار في روايته ورواية موسى بن عقبة وأبي معشر ولم يذكره محمد
452

ابن إسحاق في كتابه فيمن شهد العقبة وكان قتادة من الرماة المذكورين
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد بدرا وأحدا ورميت
عينه يوم أحد فسالت حدقته على وجنته فأتى رسول الله فقال يا رسول
الله إن عندي امرأة أحبها وإن هي رأت عيني خشيت أن تقذرني قال
فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فاستوت ورجعت وكانت
أقوى عينيه وأصحهما بعد أن كبر
أخبرنا عبد الله بن إدريس قال أخبرنا محمد بن إسحاق عن عاصم
ابن عمر بن قتادة أن حدقة قتادة بن النعمان سقطت أو عينه على وجنته
يوم أحد فردها رسول الله بيده فكانت أحسن عينيه وأحدهما وشهد
أيضا الخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت
معه راية بني ظفر في غزوة الفتح وقد روى عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم أحاديث
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر
ابن قتادة قال مات قتادة بن النعمان سنة ثلاث وعشرين وهو يومئذ بن
خمس وستين سنة وصلى عليه عمر بن الخطاب رحمه الله بالمدينة ونزل
في قبره أخوه لامه أبو سعيد الخدري ومحمد بن مسلمة والحارث بن خزمة
عبيد بن أوس
ابن مالك بن سواد بن ظفر ويكنى أبا النعمان وأمه لميس بنت
قيس بن القريم بن أمية بن سنان بن كعب بن غنم بن سلمة بن الخزرج
وكان له عقب فانقرضوا وذهبوا وشهد عبيد بدرا ويقولون إنه الذي أسر
العباس ونوفلا وعقيلا فقرنهم في حبل وأتى بهم رسول الله صلى الله
453

عليه وسلم فقال له النبي عليه السلام لقد أعانك عليهم ملك كريم
وسماه رسول الله مقرنا وبنو سلمة يدعون أن أبا اليسر كعب بن عمرو
أسر العباس وكذلك كان يقول أيضا محمد بن إسحاق وأجمع على ذكر
عبيد في بدر موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق ومحمد بن عمر ولم يذكره
أبو معشر وهذا عندنا منه وهم أو ممن روي عنه لان أمر عبيد بن أوس
كان أشهر في بدر من أن يخفى
نصر بن الحارث
ابن عبد رزاح بن ظفر ويكنى أبا الحارث وأمه سودة بنت سواد
ابن الهيثم بن ظفر وكانت لأبيه الحارث بن عبد رزاح أيضا صحبة وقد
انقرض عقبه وذهبوا هكذا سماه أبو معشر ومحمد بن عمر و عبد الله بن
محمد بن عمارة الأنصاري وهشام بن محمد بن السائب الكلبي لم يختلفوا
في اسمه ونسبه أنه نصر بن الحارث وروى محمد بن إسحاق في كتابه أنه
نمير بن الحارث وهذا غلط ولا أظن ذلك إلا من قبل رواة محمد
ابن إسحاق
ومن حلفاء بني ظفر عبد الله بن طارق
ابن عمرو بن مالك بن تميم بن شعبة بن سعد الله بن فران بن بلي بن
عمرو بن الحاف بن قضاعة وليس له عقب هكذا نسبه محمد بن عمر
ونسب أخاه لأمه معتب بن عبيد وقد شهد معه بدرا وأما محمد
ابن إسحاق فسماهما فيمن شهد بدرا ولم ينسبهما وقال هو معتب بن عبدة
454

وأما هشام بن محمد بن السائب الكلبي فلم يذكرهما في كتاب النسب بشئ
وشهد عبد الله بن طارق بدر وأحدا وكان فيمن خرج في غزوة الرجيع
فأخذه المشركون من بني لحيان فشدوه رباطا ليدخلوه مكة مع خبيب بن
عدي فلما كان بمر الظهران قال والله لا أصاحبكم إن لبهؤلاء
أسوة يعني أصحابه الذين قتلوا يومئذ ونزع يده من رباطه ثم أخذ سيفه
فانحازوا عنه فجعل يشد فيهم ويفرجون عنه فرموه بالحجارة حتى قتلوه
فقبره بمر الظهران وكان يوم الرجيع في صفر على رأس ستة وثلاثين
شهرا من الهجرة وأخوة لامه
معتب بن عبيد
ابن إياس بن تيم بن شعبة بن سعد الله بن فران بن بلي بن عمرو بن
الحاف بن قضاعة هكذا قال محمد بن عمر وقال محمد بن إسحاق
هو معتب بن عبد وقال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري هو
معتب بن عبيد بن سواد بن الهيثم بن ظفر وأمه من بني عذرة من بني
كاهل وأخوه لامه عبد الله بن طارق بن عمرو البلوي حليف بني ظفر
فمن لم يعرف نسبه في بني ظفر جعله من بلي لمكان أخيه عبد الله بن طارق
وليس لمعتب بن عبيد عقب وورثه بن عمه أسير بن عروة بن سواد بن
الهيثم بن ظفر وشهد معتب بن عبيد بدرا وأحدا وقتل يوم الرجيع شهيدا
بمر الظهران خمسة نفر
455

ومن بني عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس ثم من
بني أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف
مبشر بن عبد المنذر
ابن رفاعة بن زنبر بن أمية ابن زيد وأمه نسيبة بنت زيد بن ضبيعة
ابن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف وليس له عقب وآخى
رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مبشر بن عبد المنذر وعاقل بن أبي
البكير ويقال بل بين عاقل بن أبي البكير ومجذر بن زياد وشهد مبشر
بدرا وقتل يومئذ شهيدا قتله أبو ثور
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة
عن المسور بن رفاعة عن عبد الله بن مكنف عن السائب بن أبي لبابة أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أسهم لمبشر بن عبد المنذر وقدم بسهمه
علينا معن بن عدي وأخوه
رفاعة بن عبد المنذر
ابن رفاعة بن زنبر بن أمية بن زيد بن مالك ابن عوف بن عمرو
ابن عوف وأمه نسيبة بنت زيد بن ضبيعة بن زيد وكانت له ابنة تدعى
مليكة تزوجها عمر بن أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي وأمها ظبية بنت
النعمان بن عامر بن مجمع بن العطاف بن ضبيعة بن زيد وشهد رفاعة بن
عبد المنذر العقبة مع السبعين من الأنصار في رواية موسى بن عقبة ومحمد
ابن إسحاق وأبي معشر ومحمد بن عمر وشهد بدرا وأحدا وقتل يوم أحد
456

شهيدا في شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة وليس له
عقب وأخوهما أبو لبابة بن عبد المنذر
ابن رفاعة بن زنبر بن أمية واسمه بشير وأمه أيضا نسيبة بنت زيد
بن ضبيعة وكان لأبي لبابة من الولد السائب وأمه زينب بنت خذام بن
خالد بن ثعلبة بن زيد بن عبيد بن أمية بن زيد ولبابة وبها كان يكنى
تزوجها زيد بن الخطاب فولدت له وأمها نسيبة بنت فضالة بن النعمان
ابن قيس بن عمرو بن أمية بن زيد ورد رسول الله صلى الله عليه وسلم
أبا لبابة من الروحاء حين خرج إلى بدر واستعمله على المدينة وضرب له
بسهمه وأجره وكان كمن شهدها
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة
عن المسور بن رفاعة الأنصاري عن عبد الله بن مكنف من حارثة الأنصار
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلف أبا لبابة على المدينة وضرب
له بسهمه وأجره فكان كمن شهدها وشهد أبو لبابة أحدا واستخلفه رسول
الله صلى الله عليه وسلم أيضا على المدينة حين خرج إلى غزوة السويق
وكانت معه راية بني عمرو بن عوف في غزوة الفتح وشهد مع رسول الله
عليه السلام سائر المشاهد وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أحاديث وتوفي أبو لبابة بعد قتل عثمان بن عفان وقبل قتل علي بن أبي
طالب وله عقب اليوم وارتبط أبو لبابة إلى موضع الأسطوانة المخلفة في
مسجد النبي عليه السلام حين أصاب الذنب يوم بني قريظة حتى تاب
الله عليه
457

سعد بن عبيد
ابن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية بن زيد وهو الذي
يقال له سعد القارئ ويكنى أبا زيد ويروي الكوفيون أنه فيمن جمع
القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك كان محمد بن
إسحاق وأبو معشر ينسبانه سعد بن عبيد بن النعمان بن قيس وشهد بدرا
وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وابنه
عمير بن سعد وإلى عمر بن الخطاب على بعض الشام وقتل سعد بن عبيد
شهيدا يوم القادسية سنة عشرة وهو بن أربع وستين سنة وليس له
عقب
أخبرنا حجاج بن محمد عن شعبة عن قيس بن مسلم عن عبد الرحمن
ابن أبي ليلى قال قال عمر بن الخطاب لسعد بن عبيد قال وكان رجلا
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان انهزم يوم أصيب
أبو عبيد وكان يسمى القارئ ولم يكن أحد من أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم يسمى القارئ غيره فقال له عمر بن الخطاب
هل لك في الشام فإن المسلمين قد نزفوا به وإن العدو قد ذئروا عليهم
ولعلك تغسل عنك الهنيهة قال لا إلا الأرض التي فررت منها والعدو
الذين صنعوا بي ما صنعوا قال فجاء إلى القادسية فقتل
أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال أخبرنا سفيان عن قيس بن
مسلم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن سعد بن عبيد أنه خطبهم فقال
إنا لاقو العدو غدا وإنا مستشهدون غدا فلا تغسلوا عنا دما ولا نكفن إلا
في ثوب كان علينا
458

عويم بن ساعدة
ابن عائش بن قيس بن النعمان بن زيد بن أمية ويكنى أبا عبد الرحمن
وأمه عميرة بنت سالم بن سلمة بن أمية بن زيد بن مالك
ابن عوف بن عمرو بن عوف وكان لعويم من الولد عتبة وسويد قتل يوم الحرة وقرظة
وأمهم أمامة بنت بكير بن ثعلبة بن حدبة بن عامر بن كعب بن مالك بن غضب
بن جشم بن الخزرج وكان محمد بن إسحاق وحده يقول عويم بن
ساعدة بن صلعجة ولم نجد صلعجة في النسب وإنه من بلي بن عمرو
بن الحاف بن قضاعة حليف لبني أمية بن زيد ولم يذكر ذلك غيره
ولعويم عقب بالمدينة وبدرب الحدث وعويم في الثمانية النفر الذين يروى
أنهم أول من لقي رسول الله من الأنصار بمكة فأسلموا وشهد عويم
العقبتين جميعا في رواية محمد بن عمر وفي رواية موسى بن عقبة ومحمد
بن إسحاق وأبي معشر أنه شهد العقبة الآخرة مع السبعين من الأنصار
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن صالح عن عاصم بن عمر
ابن قتادة قال محمد بن عمر وحدثني عبد الله بن جعفر عن سعد بن إبراهيم
قالا آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عويم بن ساعدة وبين
عمر بن الخطاب وفي رواية محمد بن إسحاق أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم آخى بين عويم بن ساعدة وحاطب بن أبي بلتعة
أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن موسى بن يعقوب عن
السري بن عبد الرحمن عن عباد بن حمزة أنه سمع جابر بن عبد الله يخبر
أباه حمزة بن عبد الله بن الزبير أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول نعم العبد من عباد الله والرجل من أهل الجنة عويم بن ساعدة
قال موسى وبلغني أنه لما نزلت فيه رجال يحبون أن يتطهروا
والله يحب المتطهرين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم
459

عويم بن ساعدة قال موسى وكان عويم أول من غسل مقعدته بالماء
فيما بلغنا والله أعلم
أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن صالح بن
كسيان عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن عباس أن
الرجلين الصالحين اللذين لقيا أبا بكر وعمر وهما يريدان سقيفة بني ساعدة
فذكرا ما تمالا عليه القوم وقالا أين تريدان يا معشر المهاجرين فقالا
نريد إخوتنا من الأنصار فقالا لا عليكم إن لا تقربوهم اقضوا أمركم
قال بن شهاب فأخبرني عروة بن الزبير أن الرجلين اللذين لقوهما عويم
بن ساعدة ومعن بن عدي فأما عويم بن ساعدة فهو الذي بلغنا أنه قيل
لرسول الله من الذين قال الله تبارك وتعالى لهم فيه رجال يحبون أن
يتطهروا والله يحب المتطهرين فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم نعم المرء منهم عويم بن ساعدة قال ولم يبلغنا أنه ذكر منهم رجلا
غير عويم بن ساعدة قال وتوفي عويم بن ساعدة في خلافة عمر بن الخطاب
وهو بن خمس أو ست وستين سنة
ثعلبة بن حاطب
ابن عمرو بن عبيد بن أمية بن زيد وأمه أمامة بنت صامت بن خالد
ابن عطية بن حوط بن حبيب بن عمرو بن عوف وكان لثعلبة من الولد
عبيد الله و عبد الله وعمير وأمهم من بني واقف ورفاعة و عبد الرحمن
وعياض وعميرة وأمهم لبابة بنت عقبة بن بشير من غطفان وثعلبة بن
حاطب اليوم عقب بالمدينة وبغداد وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بين ثعلبة بن حاطب ومعتب بن الحمراء من خزاعة حليف بني مخزوم
وشهد ثعلبة بن حاطب بدرا وأحدا وأخوه
460

الحارث بن حاطب
ابن عمرو بن عبيد بن أمية بن زيد وأمه أمامة بنت صامت بن خالد
ابن عطية وكان للحارث من الولد عبد الله وأمه أم عبد الله بنت أوس بن
حارثة من بني جحجبا وله اليوم عقب ويكنى أبا عبد الله
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة
عن المسور بن رفاعة عن عبد الله بن مكنف قال رد رسول الله الحارث
ابن حاطب من الروحاء حين توجه إلى بدر إلى بني عمرو بن عوف في شئ
أمره به وضرب له بسهمه وأجره فكان كمن شهدها وكذلك قال محمد
ابن إسحاق قال محمد بن عمر وشهد الحارث أحدا والخندق والحديبية
وخيبر وقتل يوم خيبر شهيدا رماه رجل من فوق الحصن فدمغه
رافع بن عنجدة
وهي أمه وأبوه عبد الحارث وهو حليف لهم من بلي وبلي
من قضاعة يدعي أنه منهم وكذلك كان محمد بن إسحاق يقول وكان
أبو معشر وحده يقول عامر بن عنجدة
قالوا وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين رافع بن عنجدة
والحصين بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي وشهد رافع بدرا
وأحدا والخندق ولا عقب له
461

عبيد بن أبي عبيد قال
محمد بن سعد سمعت من يقول إن بليا من قضاعة يدعي أنه
منهم وكذلك قال محمد بن إسحاق ومن الناس من ينسبه وينسب رافع
ابن عنجدة إلى بني عمرو بن عوف وقد طلبت ولادتهما ونسبهما في
أنساب بني عمرو بن عوف فلم أجده وليس لهما عقب وشهد عبيد بدرا
وأحدا والخندق تسعة نفر
ومن بني ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو
ابن عوف عاصم بن ثابت
ابن قيس وقيس هو أبو الأقلح بن عصمة بن مالك بن أمة بن
ضبيعة وأمه الشموس بنت أبي عامر بن صيفي بن النعمان بن مالك بن
أمة بن ضبيعة وكان لعاصم من الولد محمد وأمه هند بنت مالك بن عامر
ابن حذيفة من بني جحجبا بن كلفة من ولده الأحوص الشاعر بن
عبد الله بن محمد بن عاصم ويكنى عاصم أبا سليمان وآخى رسول الله
صلى الله عليه وسلم بين عاصم بن ثابت و عبد الله بن جحش وشهد عاصم
بدرا وأحدا وثبت يوم أحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين
ولى الناس وبايعه على الموت وكان من الرماة المذكورين من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل يوم أحد من أصحاب اللواء من
المشركين الحارث ومسافعا ابني طلحة بن أبي طلحة وأمهما سلافة بنت
سعد بن الشهيد من بني عمرو بن عوف فنذرت أن تشرب في قحف رأس
عاصم الخمر وجعلت لمن جاء برأسه مائة ناقة فقدم ناس من بني لحيان
462

من هذيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه أن يوجه معهم
نفرا يقرئونهم القرآن ويعلمونهم شرائع الاسلام فوجه معهم عاصم بن ثابت
في عدة من أصحابه فلما قدموا بلادهم قال لهم المشركون استأسروا فإنا
لا نريد قتلكم وإنما نريد أن ندخلكم مكة فنصيب بكم ثمنا فقال عاصم
إني نذرت أن لا أقبل جوار مشرك أبدا وجعل يقاتلهم ويرتجز ورمى حتى
فنيت نبله ثم طاعنهم حتى انكسر رمحه وبقي السيف فقال اللهم إني حميت
دينك أول النهار فاحم لي لحمي آخره وكانوا يجردون كل من قتل من
أصحابه ثم قاتل فجرح منهم رجلين وقتل واحدا وجعل يقول
أنا أبو سليمان ومثلي راما ورثت مجدي معشرا كراما
أصيب مرثد وخالد قياما
ثم شرعوا فيه الأسنة حتى قتلوه فأرادوا أن يحتزوا رأسه فبعث
الله إليه الدبر فحمته ثم بعث الله تبارك وتعالى في الليل سيلا أتيا فحمله
فذهب به فلم يصلوا إليه وكان عاصم قد جعل على نفسه ألا يمس مشركا
ولا يمسه وكان قتله وقتل أصحابه يوم الرجيع في صفر على رأس ستة
وثلاثين شهرا من الهجرة
معتب بن قشير
ابن مليل بن زيد بن العطاف بن ضبيعة وليس له عقب وشهد
بدرا وأحدا وكذلك قال محمد بن إسحاق
463

أبو مليل بن الأزعر
ابن زيد بن العطاف بن ضبيعة وأمه أم عمرو بنت الأشرف بن
العطاف بن ضبيعة وليس له عقب وشهد بدرا وأحدا وكذلك قال محمد
ابن إسحاق
عمير بن معبد
ابن الأزعر بن زيد بن العطاف بن ضبيعة وليس له عقب وكان
محمد بن إسحاق وحده يقول عمرو بن معبد شهد بدرا وأحدا والخندق
والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أحد المائة الصابرة
يوم حنين الذين تكفل الله تعالى بأرزاقهم أربعة نفر
ومن بني عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو
ابن عوف
أنيس بن قتادة
ابن ربيعة بن خالد بن الحارث بن عبيد هكذا كان محمد بن إسحاق
ومحمد بن عمر يقولان أنيس وكان موسى بن عقبة يقول إلياس
وكان أبو معشر يقول أنس وهو زوج خنساء بنت خذام الأسدية شهد
بدرا وأحدا وقتل يوم أحد شهيدا في شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرا
من الهجرة قتله أبو الحكم بن الأخنس بن شريق الثقفي وليس لأنيس
عقب واحد
464

رحمه الله ومن بني العجلان بن حارثة من يلي قضاعة وهم
حلفاء بني زيد بن مالك بن عوف كلهم
معن بن عدي بن الجد
ابن العجلان بن حارثة بن ضبيعة بن حرام بن جعل بن عمرو بن
جثم بن ودم بن ذبيان بن هميم بن ذهل بن هني بن بلي بن عمرو بن
الحاف بن قضاعة شهد العقبة مع السبعين من الأنصار في رواية موسى بن
عقبة ومحمد بن إسحاق ومحمد بن عمر وكان يكتب بالعربية قبل الاسلام
وكانت الكتابة في العرب قليلة وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بين معن بن عدي وزيد بن الخطاب بن نفيل وقتلا جميعا يوم اليمامة
شهيدين في خلافة أبي بكر سنة اثنتي عشرة ولمعن عقب اليوم وشهد معن
بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن صالح بن
كيسان عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس أن معن بن
عدي أحد الرجلين اللذين لقيا أبا بكر وعمر وهما يريدان سقيفة بني ساعدة
فقالا لا عليكم إن لا تقربوهم واقضوا أمركم
قال بن شهاب فأخبرني عروة بن الزبير قال بلغنا أن الناس
بكوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توفاه الله وقالوا والله
لوددنا أنا متنا قبله نخشى أن نفتن بعده فقال معن إني والله ما أحب
أني مت قبله حتى أصدقه ميتا كما صدقته حيا وقتل معن باليمامة يوم
مسيلمة الكذاب وأخوه
465

عاصم بن عدي
ابن الجد بن العجلان قال محمد بن عمر كان يكنى أبا بكر
وقال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري كان يكنى أبا عبد الله وله
عقب
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة
عن المسور بن رفاعة عن عبد الله بن مكنف قال وأخبرنا أفلح بن سعيد
عن سعيد بن عبد الرحمن بن رقيش عن أبي البداح عن عاصم بن عدي
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد الخروج إلى بدر خلف عاصم
ابن عدي على قباء وأهل العالية لشئ بلغه عنهم وضرب له بسهمه وأجره
فكان كمن شهدها وكذلك قال محمد بن إسحاق وقال محمد بن عمر
وشهد عاصم بن عدي أحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك ومعه
مالك بن الدخشم فأحرقا مسجد الضرار ببني عمرو بن عوف بقباء بالنار
وكان عاصم إلى القصر ما هو وكان يخضب بالحناء ومات سنة خمس
وأربعين بالمدينة في خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنه وهو بن
خمس عشرة ومائة سنة
ثابت بن أقرم
ابن ثعلبة بن عدي بن الجد بن العجلان وليس له عقب وشهد
بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
وخرج مع خالد بن الوليد إلى أهل الردة في خلافة أبي بكر وكذلك قال
466

محمد بن إسحاق
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني سعيد بن أبي زيد عن عيسى بن
عميلة الفزاري عن أبيه قال خرج خالد بن الوليد يستعرض الناس فكلما
سمع أذانا للوقت كف وإذا لم يسمع أذانا أغار فلما دنا من القوم ببزاخه
بعث عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم طليعة أمامه يأتيانه بالخبر
وكانا فارسين عكاشة على فرس له يقال له الزرام وثابت على فرس يقال له
المحبر فلقيا طليحة وأخاه سلمة ابني خويلد طليعة لمن وراءهما من
الناس فانفرد طليحة بعكاشة وسلمة بثابت بن أقرم فلم يلبث سلمة أن
قتل ثابت بن أقرم وصرخ طليحة بسلمة أعني على الرجل فإنه قاتلي
فكر سلمة على عكاشة فقتلاه جميعا وأقبل خالد بن الوليد معه المسلمون
فلم يرعهم إلا ثابت بن أقرم قتيلا تطؤه المطي فعظم ذلك على المسلمين
ثم لم يسيروا إلا يسيرا حتى وطئوا عكاشة قتيلا
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الملك بن سليمان عن ضمرة
ابن سعيد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي واقد الليثي قال كنا نحن
المقدمة مائتي فارس وعلينا زيد بن الخطاب وكان ثابت بن أقرم وعكاشة
ابن محصن أمامنا فلما مررنا بهما سئ بنا وخالد والمسلمون وراءنا
بعد فوقفنا عليهما حتى طلع خالد بن الوليد يسير فأمرنا فحفرنا لهما ودفناهما
بدمائهما وثيابهما ولقد وجدنا بعكاشة جراحات منكرة قال محمد بن
عمر هذا أثبت ما سمعنا في قتلهما وكان قتلهما طليحة الأسدي ببزاخة
سنة اثني عشرة
467

زيد بن أسلم
ابن ثعلبة بن عدي بن الجد بن العجلان وليس له عقب وشهد
بدرا وأحدا وكذلك قال محمد بن إسحاق
عبد الله بن سلمة
ابن مالك بن الحارث بن عدي بن الجد بن العجلان ويكنى أبا الحارث
وله عقب وكذلك قال محمد بن إسحاق من ولده أبو عبد الرحمن محمد
ابن عبد الرحمن العجلاني المدني وكانت عنده أحاديث يرويها من أمور
الناس وقد لقبه هشام بن محمد بن السائب الكلبي وغيره وروى عنه
وشهد عبد الله بن سلمة بدرا وأحدا واستشهد يوم أحد في شوال على رأس
اثنين وثلاثين شهرا وكان الذي قتله عبد الله بن الزبعرى
ربعي بن رافع
ابن الحارث بن زيد بن الجد بن العجلان وليس له عقب
ذكره موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبو معشر ومحمد بن عمر فيمن
شهد بدرا وشهد ربعي أيضا أحدا ستة نفر (
468

ومن بني معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف
جبر بن عتيك
ابن قيس بن هيشة بن الحارث بن أمية بن معاوية وأمه جميلة
بنت زيد بن صيفي بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن
الأوس وكان جبر يكنى أبا عبد الله وكان لجبر من الولد عتيك و عبد
الله وأم ثابت وأمهم هضبة بنت عمرو بن مالك بن سبيع من بني ثعلبة
من قيس عيلان قال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري وليس لبني
معاوية بن مالك اليوم بقية إلا ولد جبر بن عتيك
وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين جبر بن عتيك وخباب
ابن الأرت وشهد جبر بن عتيك بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت معه راية بني معاوية بن مالك
في غزوة الفتح
أخبرنا وكيع بن الجراح عن أبي العميس عن عبد الله بن عبد الله بن
جبر بن عتيك عن أبيه عن جده أن النبي عليه السلام أتاه يعوده
قال محمد بن عمر ومات جبر بن عتيك في سنة إحدى وستين في
خلافة يزيد بن معاوية وهو بن إحدى وسبعين سنة وعمه
الحارث بن قيس
ابن هيشة بن الحارث بن أمية بن معاوية وأمه زينب بنت الصيفي
ابن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث من الأوس هكذا ذكره
محمد بن عمر الواقدي و عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري عن رجاله
469

المسمين في أول الكتاب أن جبر بن عتيك وعمه الحارث بن قيس شهدا
بدرا وأما موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبو معشر فلم يذكروا
الحارث بن قيس فيمن شهد بدرا وقال محمد بن إسحاق وأبو معشر هو
جبر بن عتيك بن الحارث بن قيس بن هيشة وقال محمد بن عمر و عبد
الله بن محمد بن عمارة الأنصاري غلط محمد بن إسحاق وأبو معشر أو
من روى عنهما في نسب جبر بن عتيك فنسباه إلى عمه الحارث وقد شهد
معه عمه بدرا ونسبه كما وصفنا
ومن حلفاء بني معاوية بن مالك مالك بن نميلة
وهي أمه وهو مالك بن ثابت من مزينة وشهد بدرا وأحدا وقتل
يوم أحد شهيدا في شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة
نعمان بن عصر
ابن عبيد بن وائلة بن حارثة بن ضبيعة بن حرام بن جعل بن عمرو
بن جشم بن ودم بن ذبيان بن هميم بن ذهل بن هني بن بلي بن عمرو
ابن الحاف بن قضاعة وليس له عقب هكذا قال محمد بن إسحاق وأبو
معشر وموسى بن عقبة ومحمد بن عمر نعمان بن عصر بالكسر وقال
هشام بن محمد بن السائب الكلبي هو نعمان بن عصر بالفتح وقال
عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري هو لقيط بن عصر بالكسر وشهد
نعمان بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم وقتل يوم اليمامة شهيدا في خلافة أبي بكر الصديق سنة اثنتي عشرة رضي الله تعالى عنها
470

ومن بني حنش بن عوف بن عمرو بن عوف وهم من
أهل المسجد يعني مسجد قباء
سهل بن حنيف
ابن واهب بن العكيم بن ثعلبة بن الحارث بن مجدعة بن عمرو
ابن حنش بن عوف بن عمرو بن عوف ويكنى سهل أبا سعد ويقال
أبو عبد الله وجده عمرو بن الحارث يقال له بحزج وأم سهل اسمها
هند بنت رافع بن عميس بن معاوية بن أمية بن زيد بن قيس بن عامرة بن
مرة بن مالك بن الأوس بن الجعادرة وأخواه لامه عبد الله والنعمان ابنا
أبي حبيبة بن الأزعر بن زيد بن العطاف بن ضبيعة وكان لسهل بن حنيف
من الولد أبو أمامة واسمه أسعد باسم جده أبي أمه وعثمان وأمهما حبيبة
بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك
ابن النجار وسعد وأمه أم كلثوم بنت عتبة بن أبي وقاص بن وهيب
ابن عبد مناف بن زهرة بن كلاب ولسهل بن حنيف اليوم عقب بالمدينة
وبغداد
قالوا وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سهل بن حنيف
وعلي بن أبي طالب وشهد سهل بدرا وأحدا وثبت مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم يوم أحد حين انكشف الناس وبايعه على الموت وجعل
ينضح يومئذ بالنبل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم نبلوا سهلا فإنه سهل وشهد
سهل أيضا الخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا بن عيينة قال سمعت الزهري
471

يقول لم يعط رسول الله من أموال بني النضير أحدا من الأنصار إلا سهل
ابن حنيف
وأبا دجانة سماك بن خرشة وكانا فقيرين
أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي قالا أخبرنا
يونس بن أبي إسحاق قال كان عمر بن الخطاب رضي
الله تعالى عنه يقول ادعوا لي سهلا غير حزن يعني سهل بن حنيف
وقد شهد سهل بن حنيف صفين مع علي بن أبي طالب رحمه الله
أخبرنا وكيع بن الجراح عن الأعمش قال قال أبو وائل قال سهل
ابن حنيف يوم صفين أيها الناس اتهموا رأيكم فإنا والله ما وضعنا
سيوفنا على عواتقنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمر يفظعنا إلا
أسهل إلي أمر نعرفه إلا أمرنا هذا
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن
محمد بن أبي أمامة بن سهل عن أبيه قال مات سهل بن حنيف بالكوفة
سنة ثمان وثلاثين وصلى عليه علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه
أخبرنا يزيد بن هارون ويعلى بن عبيد قالا أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد
عن عامر الشعبي عن عبد الله بن معقل قال صليت مع علي على
سهل بن حنيف فكبر عليه ستا
أخبرنا عبد الله بن نمير قال أخبرنا العلاء بن صالح عن الحكم
عن حنش بن المعتمر قال لما توفي سهل بن حنيف أتي به علي في الرحبة
فكبر عليه ست تكبيرات فكان بعض القوم أنكر ذلك فقيل إنه بدري
فلما انتهى إلى الحبانة لحقنا قرظة بن كعب في نفر من أصحابه فقال
يا أمير المؤمنين لم نشهد الصلاة عليه فقال صلوا عليه فصلوا عليه
وكان إمامهم قرظة
أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا أبو إسرائيل عن الحكم عن حنش
الكناني أن عليا كبر على سهل بن حنيف ستا في الرحبة
472

أخبرنا أبو معاوية الضرير قال أخبرنا الأعمش عن يزيد بن زياد
المدني عن عبد الله بن معقل قال كبر علي في سلطانه كله أربعا أربعا
على الجنازة
إلا على سهل بن حنيف فإنه كبر عليه خمسا ثم التفت إليهم
فقال إنه بدري
أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا أبو جناب الكلبي قال سمعت
عمير بن سعيد يقول صلى علي على سهل بن حنيف فكبر عليه خمسا
فقالوا ما هذا التكبير فقال هذا سهل بن حنيف من أهل بدر ولأهل
بدر فضل على غيرهم فأردت أن أعلمكم فضلهم واحد
ومن بني جحجبا بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف
المنذر بن محمد
ابن عقبة بن أحيحة بن الجلاح بن حريش بن جحجبا ويكنى
أبا عبدة وأمه من آل أبي قردة من هذيل قال وآخى رسول الله صلى
الله عليه وسلم بينه وبين الطفيل بن الحارث بن المطلب وقتل المنذر
يوم بئر معونة شهيدا وليس له عقب ولا حيحة عقب من غيره وقد كان
المنذر شهد بدرا وأحدا رضي الله تعالى عنهما
ومن بني أنيف بن جشم بن عائذ الله من بلي حلفاء
بني جحجبا بن كلفة
أبو عقيل
واسمه عبد الرحمن الأراشي الأنيفي بن عبد الله بن ثعلبة بن بيحان
473

ابن عامر بن الحارث بن مالك بن أنيف بن جشم بن عائذ الله بن
تميم بن عوذ مناة بن ناج بن تيم بن يراش وهو إراشة بن عامر بن عبيلة
ابن قسميل بن فران بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة وكان اسم
أبي عقيل عبد العزى فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد
الرحمن عدو الأوثان هكذا نسبه هشام بن محمد بن السائب الكلبي ومحمد
ابن عمر وكان محمد بن إسحاق وأبو معشر ينسبانه إلى جشم مثل هذه
النسبة ثم يختلفان في سائر آبائه إلى بلي وشهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد
كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل يوم اليمامة شهيدا في
خلافة أبي بكر الصديق سنة اثنتي عشرة وله عقب
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا جعفر بن عبد الله بن أسلم الهمداني
قال لما كان يوم اليمامة واصطف الناس للقتال كان أول الناس جرح أبو
عقيل الأنيفي رمي بسهم فوقع بين منكبيه وفؤاده فشطب في غير مقتل
فأخرج السهم ووهن له شقه الأيسر لما كان فيه وهذا أول النهار
وجر إلى الرحل فلما حمي القتال وانهزم المسلمون وجازوا رحالهم وأبو
عقيل واهن من جرحه سمع معن بن عدي يصيح بالأنصار الله الله والكرة
على عدوكم وأعنق معن يقدم القوم وذلك حين صاحت الأنصار أخلصونا
أخلصونا فأخلصوا رجلا رجلا يميزون
قال عبد الله بن عمر فنهض أبو عقيل قومه فقلت ما تريد
يا أبا عقيل ما فيك قتال قال قد نوه المنادي باسمي قال بن عمر
فقلت إنما يقول يا للأنصار لا يعني الجرحى قال أبو عقيل أنا رجل
من الأنصار وأنا أجيبه ولو حبوا قال بن عمر فتحزم أبو عقيل وآخذ
السيف بيده اليمنى مجردا ثم جعل ينادي يا للأنصار كرة كيوم حنين
فاجتمعوا رحمهم الله جميعا يقدمون المسلمين دربة دون عدوهم حتى أقحموا
عدوهم الحديقة فاختلطوا واختلفت السيوف بيننا وبينهم قال بن عمر
474

فنظرت إلى أبي عقيل وقد قطعت يده المجروحة من المنكب فوقعت الأرض
وبه من الجراح أربعة عشر جرحا كلها قد خلصت إلى مقتل وقتل عدو الله
مسيلمة قال بن عمر فوقعت على أبي عقيل وهو صريع بآخر رمق فقلت
أبا عقيل فقال لبيك بلسان ملتاث لمن الدبرة قال قلت أبشر
ورفعت صوتي قد قتل عدو الله فرفع إصبعه إلى السماء يحمد الله
ومات يرحمه الله قال بن عمر فأخبرت عمر بعد أن قدمت خبره كله
فقال رحمه الله ما زال يسأل الشهادة ويطلبها وإن كان ما علمت من خيار
أصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم وقديم إسلام اثنان
ومن بني ثعلبة بن عمرو بن عوف
عبد الله بن جبير
ابن النعمان بن أمية بن البرك وهو امرؤ القيس بن ثعلبة بن عمرو
ابن عوف وأمه من بني عبد الله بن غطفان وشهد العقبة مع السبعين
من الأنصار في رواية موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبي معشر ومحمد
ابن عمر وشهد عبد الله بدرا وأحدا واستعمله رسول الله صلى الله
عليه وسلم يوم أحد على الرماة وهم خمسون رجلا وأمرهم فوقفوا
على عينين وهو جبل بقناة وأوعز إليهم فقال قوموا على مصافكم
هذا فاحموا ظهورنا فإن رأيتمونا قد غنمنا فلا تشركونا وإن رأيتمونا نقتل
فلا تنصرونا فلما انهزم المشركون وتبعهم المسلمون يضعون السلاح فيهم
حيث شاؤوا وينهبون عسكرهم ويأخذون الغنائم فقال بعض الرماة لبعض
ما تقيمون هاهنا في غير شئ فقد هزم الله العدو فاغنموا مع إخوانكم
وقال بعضهم ألم تعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
475

لكم احموا ظهورنا فلا تبرحوا مكانكم فقال الآخرون لم يرد رسول
الله صلى الله عليه وسلم هذا وقد أذل الله العدو وهزمهم فخطبهم
أميرهم عبد الله بن جبير وكان يومئذ معلما بثياب بيض فحمد الله
وأثنى عليه بما هو أهله ثم أمر بطاعة الله وطاعة رسوله وأن لا يخالف لرسول
الله أمر فعصوا وانطلقوا فلم يبق من الرماة مع عبد الله بن جبير إلا نفير
ما يبلغون العشرة فيهم الحارث بن أنس بن رافع ونظر خالد بن الوليد
إلى خلاء الجبل وقلة أهله فكر بالخيل فتبعه عكرمة بن أبي جهل فانطلقا
إلى موضع الرماة فحملوا على من بقي منهم فرماهم القوم حتى أصيبوا ورمى
عبد الله بن جبير حتى فنيت نبله ثم طاعن بالرمح حتى انكسر ثم
كسر جفن سيفه فقاتلهم حتى قتل فلما وقع جردوه ومثلوا به أقبح المثل
وكانت الرماح قد شرعت في بطنه حتى خرقت ما بين سرته إلى خاصرته
إلى عانته فكانت حشوته قد خرجت منها قال خوات بن جبير فلما
جال المسلمون تلك الجولة مررت به على تلك الحال فلقد ضحكت في موضع
ما ضحك فيه أحد ونعست في موضع ما نعس فيه أحد وبخلت في موضع
ما بخل فيه أحد فقيل ما هي فقال حملته فأخذت بضبعيه وأخذ أبو
حنة برجليه وقد سددت جرحه بعمامتي فبينا نحن نحمله والمشركون ناحية
إلى أن سقطت عمامتي من جرحه فخرجت حشوته ففزع صاحبي وجعل
يتلفت وراءه يظن أنه العدو فضحكت ولقد شرع لي رجل برمح يستقبل
به ثغرة نحري فغلبني النوم وزال الرمح ولقد رأيتني حين انتهيت إلى الحفر
له ومعي قوسي وغلظ علينا الجبل فهبطنا به إلى الوادي فحفرت له بسية
القوس وفيها الوتر فقلت لا أفسد الوتر فحللته ثم حفرت بسيتها حتى
أنعمنا ثم غيبناه وانصرفنا والمشركون بعد ناحية وقد تحاجزنا فلم
ينشبوا أن ولوا وكان الذي قتل عبد الله بن جبير عكرمة بن أبي جهل
وليس لعبد الله بن جبير عقب وأخوه
476

خوات بن جبير
ابن النعمان بن أمية بن البرك وهو امرؤ القيس بن ثعلبة وأمه
من بني عبد الله بن غطفان وكان الخوات من الولد صالح وحبيب قتل يوم
الحرة وأمهما من بني ثعلبة من بني فقيم وسالم وأم سالم وأم القاسم وأمهم
عميرة بنت حنظلة بن حبيب بن أحمر بن أوس بن حارثة من بني أنيف
من بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة وكان حنظلة بن حبيب حليف بني
ثعلبة بن عمرو بن عوف وداود وعبد الله وبه كان يكنى في قول عبد
الله بن محمد بن عمارة الأنصاري وغيره من أهل العلم وكان محمد بن عمر
يقول كان خوات يكنى أبا صالح
أخبرنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي قال أخبرنا فليح
ابن سليمان قال أخبرنا ضمرة بن سعيد عن قيس بن أبي حذيفة في حديث
رواه عن خوات بن جبير أنه كان يكنى أبا عبد الله
قالوا وكان خوات بن جبير صاحب ذات النحيين في الجاهلية
ثم أسلم فحسن إسلامه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرني عبد الملك بن أبي سليمان
عن خوات بن صالح عن أبيه قال وأخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن المسور بن رفاعة عن عبد الله بن مكنف أن خوات بن جبير
خرج فيمن خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر فلما كان
بالروحاء أصابه نصيل حجر فكسر فرده رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى المدينة وضرب له بسهمه وأجره فكان كمن شهدها قالوا وشهد
خوات أحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني صالح بن خوات بن صالح بن
خوات بن جبير عن أهله قالوا مات خوات بن جبير بالمدينة في سنة أربعين
477

وهو بن أربع وسبعين سنة وله عقب وكان يخضب بالحناء والكتم
وكان ربعة من الرجال
الحارث بن النعمان
ابن أمية بن البرك وهو امرؤ القيس بن ثعلبة وهو عم خوات
وعبد الله ابني جبير وهو عم أبي ضياح أيضا وأم الحارث هند بنت
أوس بن عدي بن أمية بن عامر بن خطمة من الأوس وليس له عقب
أجمع موسى بن عقبة وأبو معشر ومحمد بن عمر و عبد الله بن محمد بن عمارة
الأنصاري على أن الحارث بن النعمان شهد بدرا وشهد أحدا
أبو ضياح
واسمه النعمان بن ثابت بن النعمان بن أمية بن البرك وهو امرؤ
القيس بن ثعلبة وأمه هند بنت أوس بن عدي بن أمية بن عدي بن عامر
ابن خطمة من الأوس هكذا قال محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر و عبد
الله بن محمد بن عمارة الأنصاري أبو ضياح وكان أبو معشر يقول فيما
يروى عنه أبو الضياح فكانوا يعجبون منه قال محمد بن عمر وليس
في أهل بدر أبو الضياح وشهد أبو ضياح بدرا وأحدا والخندق والحديبية
وخيبر وقتل بخيبر شهيدا ضربه رجل منهم بالسيف فأطن قحف رأسه
وذلك في سنة سبع من الهجرة وليس لأبي ضياح عقب
478

النعمان بن أبي خذمة
ابن النعمان بن أبي حذيفة بن البرك وهو امرؤ القيس بن ثعلبة
هكذا ذكره محمد بن عمر وأبو معشر وقال محمد بن إسحاق بن أبي
خزمة وقال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري بن أبي خذمة
ونظرنا في كتاب نسب الأنصار فلم نجد للنعمان بن أمية بن البرك ابنا يكنى
أبا حذمة ولا خذمة ولا خزمة ولا ولادة وقد شهد النعمان بن أبي خذمة
بدرا في رواية موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبي معشر ومحمد بن عمر
و عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري وشهد أيضا أحدا وليس له
عقب
أبو حنة
واسمه مالك بن عمرو بن ثابت بن كلفة بن ثعلبة بن عمرو بن عوف
هكذا ذكره محمد بن عمر في كتابه فيمن شهد بدرا وذكره محمد بن إسحاق و
أبو معشر وقالا أبو حبة ولم ينسباه قال محمد بن عمر وليس فيمن
شهد بدرا أحد يكنى أبا حبة وإنما أبو حبة بن غزية بن عمرو من بني
مازن بن النجار وقتل باليمامة لم يشهد بدرا وأبو حبة بن عمرو المازني
الذي كان مع علي بن أبي طالب بصفين ولم يشهد بدرا وأما عبد الله
ابن محمد بن عمارة الأنصاري فقال الذي شهد بدرا هو أبو حنة بن ثابت
ابن النعمان بن أمية من البرك وهو أخو أبي ضياح وأمه أم أبي ضياح
واستشهد يوم أحد وليس له عقب ولم نجده في ولد عمرو بن ثابت بن كلفة
ابن ثعلبة في كتاب نسب الأنصار
479

سالم بن عمير
ابن ثابت بن كلفة بن ثعلبة بن عمرو بن عوف وكان له بن يقال
له سلمة وشهد سالم بن عمير بدرا في رواية موسى بن عقبة ومحمد بن
إسحاق وأبي معشر ومحمد بن عمر وعبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا سعيد بن محمد الزرقي عن عمارة
ابن غزية قال وحدثنا أبو مصعب إسماعيل بن مصعب بن إسماعيل بن
زيد بن ثابت عن أشياخه أن عفك كان شيخا كبيرا من بني عمرو بن
عوف وقد بلغ عشرين ومائة سنة حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم
المدينة فكان يحرض على عداوة النبي عليه السلام في شعره ولم يدخل
في الاسلام فنذر سالم بن عمير قتله فطلب غرته حتى قتله وذلك
بأمر النبي صلى الله عليه وسلم
قال محمد بن عمر فأخبرني معن بن عمر قال أخبرني بن رقيش
من بني أسد بن خزيمة قال قتل أبو عفك في شوال على رأس عشرين
شهرا من الهجرة
قالوا وشهد سالم بن عمير أحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم وهو أحد البكائين الذين جاؤوا إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو يريد أن يخرج إلى تبوك فقالوا احملنا وكانوا
فقراء فقال لا أجد ما أحملكم عليه فتولوا وأعينهم تفيض من الدمع
حزنا ألا يجدوا ما ينفقون وكانوا سبعة نفر منهم سالم بن عمير وقد
سمينا سائرهم في مواضعهم عند أسمائهم وبقي سالم بن عمير إلى خلافة
معاوية بن أبي سفيان وله عقب
480

عاصم بن قيس
ابن ثابت بن كلفة بن ثعلبة بن عمرو بن عوف شهد بدرا في رواية
موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبي معشر و محمد بن عمر و عبد الله بن
محمد بن عمارة الأنصاري وشهد أيضا أحدا وليس له عقب ثمانية نفر
ومن بني غنم بن السلم بن امرئ القيس
سعد بن خيثمة
ابن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط بن كعب بن حارثة بن
غنم بن السلم ويكنى أبا عبد الله وأمه هند بنت أوس بن عدي بن أمية
ابن عامر بن خطمة بن مالك من الأوس وأخوه لامه أبو ضياح
النعمان بن ثابت وكان لسعد من الولد عبد الله وقد صحب النبي صلى
الله عليه وسلم وشهد معه الحديبية وأمه جميلة بنت أبي عامر وهو عبد
عمرو بن صيفي بن النعمان بن مالك بن أمة بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن
عوف بن عمرو بن عوف من الأوس وقد كان له بقية فانقرض آخرهم
في سنة مائتين فلم يبق له عقب وكان محمد بن عمر و عبد الله بن محمد بن
عمارة الأنصاري ينسبان سعد بن خيثمة هذا النسب الذي ذكرنا وكان
هشام بن محمد بن السائب الكلبي ينسبه أيضا هذا النسب إلا أنه كان يخالفهما
في النحاط فيقول هو الحناط بن كعب وأما موسى بن عقبة ومحمد
ابن إسحاق وأبو معشر فلم يزيدوا في تسمية من شهد بدرا من بني غنم بن
السلم على أسمائهم وأسماء آبائهم ولم يرفعوا في نسبهم
وقد شهد سعد بن خيثمة العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعا
481

أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي
عن أبيه قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سعد بن خيثمة
وأبي سلمة بن عبد الأسد
قالوا جميعا وكان سعد بن خيثمة أحد النقباء الاثني عشر من الأنصار
ولما ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين إلى الخروج إلى عير
قريش فأسرعوا قال خيثمة بن الحارث لابنه سعد إنه لا بد لأحدنا من
أن يقيم فآثرني بالخروج وأقم مع نسائك فأبى سعد وقال لو كان غير
الجنة آثرتك به إني أرجو الشهادة في وجهي هذا فاستهما فخرج سهم
سعد فخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر فقتل يومئذ
قتله عمرو بن عبد ود ويقال طعيمة بن عدي
المنذر بن قدامة
ابن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط شهد بدرا في رواية موسى
ابن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبي معشر ومحمد بن عمر و عبد الله بن محمد
ابن عمارة الأنصاري وشهد أيضا أحدا وليس له عقب وأخوه
مالك بن قدامة
ابن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط شهد بدرا في رواية موسى
ابن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبي معشر ومحمد بن عمر و عبد الله بن محمد
ابن عمارة الأنصاري وشهد أيضا أحدا وليس له عقب
482

الحارث بن عرفجة
ابن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط شهد بدرا في رواية موسى
ابن عقبة ومحمد بن عمر و عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري ولم يذكره
محمد بن إسحاق وأبو معشر فيمن شهد عندهما بدرا وشهد أيضا الحارث
أحدا وليس له عقب
تميم مولى بني غنم بن السلم
شهد بدرا في روايتهم جميعا وشهد أيضا أحدا وليس له عقب خمسة
نفر فجميع من شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا من الأوس
ومن ضرب له بسهمه وأجره في عدد موسى بن عقبة ومحمد بن عمر ثلاثة
وستون رجلا وفي عدد محمد بن إسحاق وأبي معشر واحد وستون رجلا
لان محمد بن إسحاق وموسى بن عقبة وأبا معشر لم يدخلوا الحارث بن
قيس بن هيشة عم جبر بن عتيك فيمن شهد بدرا من بني معاوية بن مالك
ولم يدخل محمد بن إسحاق وأبو معشر أيضا الحارث بن عرفجة بن الحارث
فيمن شهد بدرا من بني غنم بن السلم
وشهد بدرا من الخزرج ثم من بني النجار وهو تيم الله
ابن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج
أخبرنا وهب بن جرير بن حازم قال أخبرني أبي قال سمعت
محمد بن سيرين يقول إنما سمي النجار لأنه اختتن بقدوم وكان اسمه
483

تيم الله بن ثعلبة
أخبرنا هشام بن محمد عن أبيه قال لأنه نجر وجه رجل بقدوم الرب عز وجل
فشهد بدرا من بني النجار
ثم من بني مالك بن النجار ثم من بني غنم بن مالك بن النجار الله عز وجلا
أبو أيوب
واسمه خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد بن عوف بن غنم
وأمه زهراء بنت سعد بن قيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك من
بلحارث بن الخزرج وكان لأبي أيوب من الولد عبد الرحمن وأمه أم
حسن بنت زيد بن ثابت بن الضحاك من بني مالك بن النجار وقد انقرض
ولده فلا نعلم له عقبا وشهد أبو أيوب العقبة مع السبعين من الأنصار في
رواية موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبي معشر ومحمد بن عمر وآخى
رسول الله عليه السلام بين أبي أيوب ومصعب بن عمير في رواية
محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم
على أبي أيوب حين رحل من قباء إلى المدينة وشهد أبو أيوب بدرا وأحدا و
الخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال محمد
ابن سعد أخبرت عن شعبة قال قلت للحكم ما شهد أبو أيوب من حرب
علي رضي الله تعالى عنه قال شهد معه حروراء
أخبرنا أبو معاوية الضرير و عبد الله بن نمير قالا أخبرنا الأعمش
عن أبي ظبيان عن أشياخه عن أبي أيوب الأنصاري أنه خرج غازيا في
زمن معاوية رضي الله تعالى عنه وعن أبي أيوب قال فمرض فلما ثقل
قال لأصحابه إن أنا مت فاحملوني فإذا صاففتم العدو فادفنوني تحت
484

أقدامكم وسأحدثكم بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم
لولا ما حضرني لم أحدثكم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن أيوب عن محمد قال شهد
أبو أيوب بدرا ثم لم يتخلف عن غزاة للمسلمين إلا هو في أخرى إلا عاما
واحدا فإنه استعمل على الجيش رجل شاب فقعد ذلك العام فجعل بعد
ذاك العام يتلهف ويقول ما علي من استعمل
علي وما علي من استعمل علي وما علي من استعمل علي قال فمرض وعلى الجيش يزيد بن معاوية
فأتاه يعوده فقال حاجتك قال نعم حاجتي إذا أنا مت فاركب بي ثم
سغ بي في أرض العدو ما وجدت مساغا فإذا لم تجد مساغا فادفني ثم ارجع
فلما مات ركب به ثم سار به في أرض العدو وما وجد مساغا ثم دفنه ثم
رجع قال وكان أبو أيوب رحمة الله عليه يقول قال الله تعالى انفروا
خفافا وثقالا لا أجدني إلا خفيفا وثقيلا
أخبرنا عمرو بن عاصم قال أخبرنا همام عن عاصم بن بهدلة
عن رجل من أهل مكة أن أبا أيوب قال ليزيد بن معاوية حين دخل عليه
اقرئ الناس مني السلام ولينطلقوا بي فليبعدوا ما استطاعوا قال فحدث
يزيد الناس بما قال أبو أيوب فاستسلم الناس فانطلقوا بجنازته ما استطاعوا
قال محمد بن عمر وتوفي أبو أيوب عام غزا يزيد بن معاوية
القسطنطينية في خلافة أبيه معاوية بن أبي سفيان سنة اثنتين وخمسين وصلى
عليه يزيد بن معاوية وقبره بأصل حصن القسطنطينية بأرض الروم فلقد
بلغني أن الروم يتعاهدون قبره ويرمونه ويستقون به إذا قحطوا
485

ثابت بن خالد
ابن النعمان بن خنساء بن عسيرة بن عبد بن عوف بن غنم وكانت
له ابنة تدعى دبية وأمها إدام بنت عمر بن معاوية من بني مرة تزوجها
يزيد بن ثابت بن الضحاك أخو زيد بن ثابت ثم من بني مالك بن النجار
فولدت له عمارة وانقرض نسل ثابت بن خالد فليس له عقب وشهد
ثابت بدرا وأحدا
عمارة بن حزم
ابن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد بن عوف بن غنم هو أخو
عمرو بن حزم وأمهما خالدة بنت أبي أنس بن سنان بن وهب بن لوذان
من بني ساعدة وكان لعمارة من الولد مالك درج وأمه النوار بنت مالك
ابن صرمة بن مالك بن عدي بن عامر من بني عدي بن النجار وأخو مالك
لامه يزيد وزيد ابنا ثابت بن الضحاك بن زيد من بني مالك بن النجار
وشهد عمارة العقبة مع السبعين من الأنصار في رواية موسى بن عقبة
ومحمد بن إسحاق وأبي معشر ومحمد بن عمر وكان عمارة بن حزم وأسعد
ابن زرارة وعوف بن عفراء حين أسلموا يكسرون أصنام بني مالك بن
النجار
وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عمارة بن حزم ومحرز
ابن نضلة وشهد عمارة بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم وكانت معه راية بني مالك بن النجار في غزوة
الفتح وخرج مع خالد بن الوليد إلى أهل الردة فقتل يوم اليمامة شهيدا
في خلافة أبي بكر الصديق سنة اثنتي عشرة وليس له عقب
486

سراقة بن كعب
ابن عمرو بن عبد العزى بن غزية بن عمرو بن عبد بن عوف بن
غنم وأمه عميرة بنت النعمان بن زيد بن لبيد بن خداش من بني عدي
ابن النجار وكان لسراقة من الولد زيد قتل يوم جسر أبي عبيد بالقادسية
وسعدى وهي أم حكيم وأمهما أم زيد بنت سكن بن عتبة بن عمرو
ابن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج ونائلة وأمها أم
ولد وهكذا كان أبو معشر ومحمد بن عمر و عبد الله بن محمد بن عمارة
الأنصاري يقولون في نسب سراقة عبد العزى بن غزية وفي رواية إبراهيم
ابن سعد عن محمد بن إسحاق عبد العزى بن عروة وفي رواية هارون
ابن أبي عيسى عن محمد بن إسحاق عبد العزى بن عزرة وكلاهما
خطأ وإنما هو عبد العزى بن غزية وشهد سراقة بن كعب بدرا وأحدا
والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي في
خلافة معاوية بن أبي سفيان وليس له عقب
حارثة بن النعمان
ابن نفع بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن غنم وأمه جعدة بنت عبيد
ابن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم وكان لحارثة من الولد عبد الله و عبد
الرحمن وسودة وكانت من المبايعات وعمرة وهي أيضا من
المبايعات وأم هشام وهي أيضا من المبايعات وأمهم أم خالد بنت
خالد بن يعيش بن قيس بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك
ابن النجار وأم كلثوم وأمها من بني عبد الله بن غطفان وأمة الله
487

أمها من بني جتدع ويكنى حارثة أبا عبد الله وشهد حارثة بدرا
وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله عليه السلام قال حارثة
ورأيت جبريل صلى الله عليه وسلم من الدهر مرتين يوم الصورين
حين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني قريظة حين مر بنا
في صورة دحية بن خليفة الكلبي فأمرنا بلبس السلاح ويوم موضع
الجنائز حين رجعنا من حنين مررت وهو يكلم النبي صلى الله عليه وسلم
فلم أسلم فقال جبريل من هذا يا محمد قال حارثة بن النعمان قال
أما إنه من المائة الصابرة يوم حنين الذين تكفل الله بأرزاقهم في الجنة ولو
سلم لرددنا عليه
أخبرنا عبد الرحمن بن يونس قال أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي
فديك قال حدثني محمد بن عثمان عن أبيه أن حارثة بن النعمان كان قد
كف بصره فجعل خيطا من مصلاه إلى باب حجرته ووضع عنده مكتلا
فيه تمر وغير ذلك فكان إذا سلم المسكين أخذ من ذلك التمر ثم أخذ
على الخيط حتى يأخذ إلى باب الحجرة فيناوله المسكين فكان أهله يقولون
نحن نكفيك فيقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
إن مناولة المسكين تقي ميتة السوء قال محمد بن عمر وكانت لحارثة
ابن النعمان منازل قرب منازل النبي عليه السلام بالمدينة فكان كلما
أحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم أهلا تحول له حارثة بن النعمان
عن منزل بعد منزل حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم لقد استحييت
من حارثة بن النعمان مما يتحول لنا عن منازله وبقي حارثة حتى توفي في
خلافة معاوية بن أبي سفيان رحمه الله وله عقب من ولده أبو الرجال
واسمه محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حارثة بن النعمان وأم أبي
الرجال عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة من بني النجار
488

سليم بن قيس
ابن قهد واسم قهد خالد بن قيس بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن
غنم وأمه أم سليم بنت خالد بطعمة بن سحيم بن الأسود من
بني مالك بن النجار شهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم وتوفي في خلافة عثمان بن عفان وليس له عقب
والعقب لأخيه قيس بن قيس بن قهد وبعضهم ينتسب إلى سليم لشهوده
بدرا وليس لسليم عقب
سهيل بن رافع
ابن أبي عمرو بن عائذ بن ثعلبة بن غنم وهو أخو سهل بن رافع
وهما صاحبا المربد الذي بني فيه مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكانا ينتميان لأبي أمامة أسعد بن زرارة فقال عبد الله بن أبي بن سلول
أخرجني محمد بن مربد سهل وسهيل يعني هذين ولم يشهد سهل بدرا
وأم سهل وسهيل زغيبة بنت سهل بن ثعلبة بن الحارث من بني مالك بن
النجار وشهد سهيل بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم وتوفي في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه
وليس له عقب وانقرض أيضا بنو عائذ بن ثعلبة بن غنم جميعا فلم يبق
منهم أحد
489

مسعود بن أوس
ابن زيد بن أصرم بن زيد بن ثعلبة بن غنم وأمه عمرة بنت مسعود
ابن قيس بن عمرو بن زيد مناة من بني مالك بن النجار وكانت من المبايعات
وكان لمسعود بن أوس من الولد سعد وأم عمرو وأمهما حبيبة بنت أسلم
ابن حريس بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث من الأوس هكذا
نسبه محمد بن عمر و عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري وفي رواية محمد
ابن إسحاق وأبي معشر مسعود بن أوس بن أصرم بن زيد ولم يذكرا
زيدا أبا أوس كما ذكره محمد بن عمر و عبد الله بن محمد بن عمارة وشهد
مسعود بن أوس بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم وتوفي في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه
وليس له عقب وأخوه
أبو خزيمة بن أوس
ابن زيد بن أصرم بن زيد بن ثعلبة بن غنم وأمه عمرة بنت مسعود
ابن قيس بن عمرو بن زيد وشهد بدرا واحدا والخندق والمشاهد كلها
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي في خلافة عثمان بن عفان
رضي الله تعالى عنه وليس له عقب وانقرض أيضا ولد أصرم بن زيد بن
ثعلبة بن غنم جميعا فلم يبق منهم أحد
490

رافع بن الحارث
ابن سواد بن زيد بن ثعلبة بن غنم هكذا قال محمد بن عمر
سواد وقال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري هو الأسود بن زيد
ابن ثعلبة بن غنم وكان لرافع بن يقال له الحارث وشهد رافع
بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
وتوفي في خلافة عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه وليس له عقب الله تبارك وتعالى
معاذ بن الحارث
ابن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم وأمه عفراء
بنت عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وإليها
ينسب وكان لمعاذ بن الحارث من الولد عبيد الله وأمه حبيبة بنت قيس
ابن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر واسم ظفر كعب بن الخزرج بن
عمرو وهو النبيت بن مالك بن الأوس والحارث وعوف وسلمة
وهي أم عبد الله ورملة أمهم أم الحارث بنت سبرة بن رفاعة بن الحارث
ابن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار وإبراهيم وعائشة أمهما
أم عبد الله بنت نمير بن عمرو بن علي من جهينة وسارة وأمها أم
ثابت وهي رملة بنت الحارث بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن غنم
ابن مالك بن النجار قال محمد بن عمر ويروى أن معاذ بن الحارث
ورافع بن مالك الزرقي أول من أسلم من الأنصار بمكة ويجعل في الثمانية
النفر الذين أسلموا أول من أسلم من الأنصار بمكة ويجعل في الستة النفر
الذين يروى أنهم أول من لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار
491

بمكة فأسلموا لم يتقدمهم أحد قال محمد بن عمر وأمر الستة أثبت
الأقاويل عندنا وشهد معاذ بن الحارث العقبتين جميعا في روايتهم جميعا
وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين معاذ بن الحارث بن عفراء
ومعمر بن الحارث وتوفي معاذ بن الحارث بعدما قتل عثمان بن عفان
رضي الله تعالى عنه أيام علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان رضي
الله تعالى عنهما وله عقب اليوم وأخوه
معوذ بن الحارث
ابن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم وأمه عفراء بنت
عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وكان لمعوذ
من الولد الربيع بنت معوذ وعميرة بنت معوذ وأمهما أم يزيد بنت قيس
ابن زعوراء بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار
شهد العقبة مع السبعين من الأنصار في رواية محمد بن إسحاق وحده وشهد
بدرا وهو الذي ضرب أبا جهل هو وأخوه عوف بن الحارث حتى أثبتاه
وعطف عليهما أبو جهل لعنه الله يومئذ فقتلهما ووقع أبو جهل صريعا
فذفف عليه عبد الله بن مسعود رحمه الله وليس لمعوذ بن الحارث
عقب وأخوهما
عوف بن الحارث
ابن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بم غنم وأمه عفراء بنت
عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم ويجعل في الستة النفر الذين أسلموا
492

أول من أسلم من الأنصار بمكة وشهد العقبتين في رواية محمد بن عمر
وفي رواية محمد بن إسحاق شهد العقبة الآخرة مع السبعين من الأنصار
وشهد بدرا هو وأخوه معاذ ومعوذ ثلاثة في رواية أبي معشر ومحمد بن عمر
وعبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري وكان محمد بن إسحاق يزيد فيهم
واحدا فيجعلهم أربعة إخوة شهدوا بدرا يضم إليهم رفاعة بن الحارث بن
رفاعة قال محمد بن رفاعة وليس ذلك عندنا بثبت وقتل عوف بن الحارث
يوم بدر شهيدا قتله أبو جهل بن هشام بعد أن ضربه عوف وأخوه معوذ ابنا
الحارث فأثبتاه ولعوف عقب
أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرني جرير بن حازم قال سمعت
محمد بن سيرين يقول في قتل أبي جهل أقعصه ابنا عفراء وذفف عليه
ابن مسعود
النعمان بن عمرو
ابن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم وأمه فاطمة بنت
عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عمرو من بني مازن بن النجار
وهو نعيمان تصغير نعمان وكان لنعمان من الولد محمد وعامر وسبرة
ولبابة وكبشة ومريم وأم حبيب وأمة الله وهم لأمهات أولاد شتى
وحكيمة وأمها من بني سهم وشهد نعيمان العقبة الآخرة مع السبعين من
الأنصار في رواية محمد بن إسحاق وحده وشهد بدرا وأحدا والخندق
والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن حميد العبدي عن معمر بن راشد عن زيد بن أسلم
قال أتي بالنعيمان إلى النبي عليه السلام فجلده ثم
493

أتي به فجلده ثم أتي به فجلده قال مرارا أو خمسا يعني في
شرب النبيذ فقال رجل اللهم العنه ما أكثر ما يشرب وأكثر ما يجلد
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله
أخبرنا المعلى بن أسد العمي قال أخبرنا وهيب بن خالد عن أيوب
ابن محمد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقولوا للنعيمان
إلا خيرا فإنه يحب الله ورسوله قال محمد بن عمر وبقي النعيمان بن
عمرو حتى توفي في خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنه وليس
له عقب
عامر بن مخلد
ابن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم وأمه عمارة بنت خنساء بن
عسيرة بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار وشهد بدرا وأحدا
وقتل يوم أحد في شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة وليس
له عقب
عبد الله بن قيس
ابن خلدة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم وكان له من
الولد عبد الرحمن وعميرة وأمهما سعاد بنت قيس بن مخلد بن الحارث
ابن سواد بن مالك بن غنم وأم عون بنت عبد الله ولا نعرف أمها
وشهد عبد الله بن قيس بدرا وأحدا وذكر عبد الله بن محمد بن عمارة
494

الأنصاري أنه قتل يوم أحد شهيدا وقال محمد بن عمر لم يقتل يوم
أحد وقد بقي وشهد مع النبي المشاهد وتوفي في خلافة عثمان بن عفان
رضي الله تعالى عنه وليس له عقب
عمرو بن قيس
ابن زيد بن سواد بن مالك بن غنم وشهد بدرا في رواية أبي معشر
ومحمد بن عمر و عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري ولم يذكره موسى
ابن عقبة ومحمد بن إسحاق فيمن شهد عندهما بدرا وقالوا جميعا وشهد
أحدا وقتل يومئذ شهيدا قتله نوفل بن معاوية الديلي وذلك في شوال على
رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة وله عقب وابنه
قيس بن عمرو
ابن قيس بن زيد بن سواد بن مالك بن غنم وأمه أم حرام بنت
ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب من بني عدي بن النجار
شهد بدرا في رواية أبي معشر ومحمد بن عمر و عبد الله بن محمد بن عمارة
الأنصاري ولم يذكره موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق فيمن شهد عندهما
بدرا وقالوا جميعا وشهد أحدا وقتل يومئذ شهيدا وليس له عقب
والعقب لأخيه عبد الله بن عمرو بن قيس ويكنى عبد الله أبا أبي وبقية
ولده ببيت المقدس بالشام
495

ثابت بن عمرو
ابن زيد بن عدي بن سواد بن مالك بن غنم شهد بدرا في رواية
موسى بن عقبة وأبي معشر ومحمد بن عمر و عبد الله بن محمد بن عمارة
الأنصاري ولم يذكره محمد بن إسحاق فيمن شهد عنده بدرا وقالوا جميعا
وشهد أحدا وقتل يومئذ شهيدا وليس له عقب
ومن حلفاء بني غنم بن مالك بن النجار
عدي بن أبي الزغباء
واسم أبي الزغباء سنان بن سبيع بن ثعلبة بن ربيعة بن زهرة بن
بديل بن سعد بن عدي بن نصر بن كاهل بن نصر بن مالك بن غطفان
ابن قيس بن جهينة بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع بسبس
ابن عمرو الجهني طليعة يتجسسان خبر العير فوردا بدرا فوجدا العير قد
مرت وفاتتهما قال فرجعا فأخبرا النبي صلى الله عليه وسلم وشهد
عدي بدرا وأحدا والخندق كلها مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم وتوفي في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وليس له
عقب
496

وديعة بن عمرو
ابن جراد بن يربوع بن طحيل بن عمر و بن غنم بن الربعة بن
رشدان بن قيس بن جهينة هكذا قال محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر
وقال أبو معشر هو رفاعة بن عمرو بن جراد شهد بدرا وأحدا
عصيمة
حليف لهم من أشجع ذكره محمد بن إسحاق وأبو معشر ومحمد بن
عمر و عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري فيمن شهد بدرا ولم يذكره
موسى بن عقبة وشهد أيضا أحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم وتوفي في خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي
الله عنه
أبو الحمراء
مولى الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن أبي عبيدة عن أبيه
قال سمعت الربيع بنت معوذ بن عفراء تقول أبو الحمراء مولى الحارث
ابن رفاعة قد شهد بدرا
وأخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إبراهيم بن إسماعيل بن أبي
حبيبة عن داود بن الحصين مثله قال محمد بن عمر وشهد أيضا أبو الحمراء
أحدا ثلاثة وعشرون
497

ومن بني عمرو بن مالك بن النجار ثم من بني معاوية
ابن عمرو وهم بنو حديلة وهي أم لهم
أبي بن كعب
ابن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار
ويكنى أبا المنذر وأمه صهيلة بنت الأسود بن حرام بن عمرو من بني مالك
ابن النجار وكان لأبي بن كعب من الولد الطفيل ومحمد وأمهما أم الطفيل
بنت الطفيل بن عمرو بن المنذر بن سبيع بن عبد نهم من دوس وأم
عمرو بنت أبي ولا ندري من أمها وقد شهد أبي بن كعب العقبة مع السبعين
من الأنصار في روايتهم جميعا وكان أبي يكتب في الجاهلية قبل الاسلام
وكانت الكتابة في العرب قليلة وكان يكتب في الاسلام الوحي لرسول الله
صلى الله عليه وسلم وأمر الله تبارك وتعالى رسوله أن يقرأ على أبي القرآن
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأ أمتي أبي
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إسحاق بن يحيى بن طلحة عن
عمه عيسى بن طلحة
قال وحدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال وحدثني مخرمة من بكير عن أبيه عن يسر بن سعيد قال
وحدثني عبد الله بن جعفر عن سعد بن إبراهيم قالوا آخى رسول الله
صلى الله عليه وسلم بين أبي بن كعب وطلحة بن عبيد الله قال وأما
محمد بن إسحاق فيروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين
أبي بن كعب وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وشهد أبي بدرا وأحدا
والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إسحاق بن يحيى عن عيسى بن
طلحة قال كان أبي رجلا دحداحا ليس بالقصير ولا بالطويل
498

أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبي بن عباس بن سهل بن سعد
الساعدي عن أبيه قال كان أبي بن كعب أبيض الرأس واللحية لا يغير
شيبه
أخبرنا إسماعيل بن أبي إبراهيم الأسدي عن الجريري عن أبي نضرة
قال قال رجل منا يقال له جابر أو جويبر طلبت حاجة إلى عمر في
خلافته وإلى جنبه رجل أبيض الشعر أبيض الثياب فقال إن الدنيا فيها
بلاغنا وزادنا إلى الآخرة وفيها أعمالنا التي نجازى بها في الآخرة قلت
من هذا يا أمير المؤمنين قال هذا سيد المسلمين أبي بن كعب
أخبرنا روح بن عبادة قال أخبرنا عوف عن الحسن عن عتي بن
ضمرة قال رأيت أبي بن كعب أبيض الرأس واللحية
أخبرنا عفان بن مسلم وسليمان بن حرب قالا أخبرنا حماد بن
سلمة قال أخبرنا ثابت البناني وحميد عن الحسن عن عتي السعدي
قال قدمت المدينة فجلست إلى رجل أبيض الرأس واللحية يحدث وإذا
هو أبي بن كعب قال محمد بن سعد ولم يذكر سليمان حميدا
أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال أخبرنا سلام بن مسكين قال
أخبرنا عمران بن عبد الله قال قال أبي بن كعب لعمر بن الخطاب رضي
الله عنه ما لك لا تستعملني قال أكره أن يدنس دينك
أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا وهيب بن خالد وأخبرنا محمد
ابن عبد الله قال أخبرنا سفيان قالا أخبرنا خالك الحذاء عن أبي قلابة
عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أقرأ أمتي أبي
ابن كعب
أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي وعفان بن مسلم قالا أخبرنا همام
ابن يحيى عن قتادة عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
دعا أبي بن كعب فقال إن الله تبارك وتعالى أمرني أن أقرأ عليك قال الله سماني قال
499

الله سماك لي قال فجعل أبي يبكي قال عفان
قال همام قال قتادة نبئت أنه قرأ عليه لم يكن
أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا وهيب قال أخبرنا أيوب عن
أبي قلابة عن أبي المهلب عن أبي بن كعب أنه كان يختم القرآن في ثماني
ليال وكان تميم الداري يختمه في سبع
أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب عن
أبي قلابة عن أبي المهلب عن أبي بن كعب قال إنا لنقرؤه في ثمان
يعني القرآن
أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال أخبرنا عبيد الله بن عمر وعن
أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن أبي بن كعب قال أما أنا فأقرأ
القرآن في ثماني ليال
أخبرنا عارم بن الفضل وعفان قالا أخبرنا حماد بن زيد قال
أخبرنا عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش قال كانت في أبي بن كعب
شراسة فقلت له أبا المنذر ألن لي من جانبك فإني إنما أتمتع منك
أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال أخبرنا سفيان عن بن أبجر
عن الشعبي عن مسروق قال سألت أبي بن كعب عن مسألة فقال يا بن
أخي أكان هذا قلت لا قال فأحمنا حتى يكون فإذا كان اجتهدنا
لك رأينا
أخبرنا روح بن عبادة وهوذة بن خليفة قالا أخبرنا عوف عن الحسن
قال أخبرنا عتي بن ضمرة قال قلت لأبي بن كعب ما لكم أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم نأتيكم من البعد نرجو عندكم الخبر
أن تعلمونا فإذا أتيناكم استخففتم أمرنا كأنا نهون عليكم فقال والله
لئن عشت إلى هذه الجمعة لأقولن فيها قولا لا أبالي استحييتموني عليه أو
قتلتموني فلما كان يوم الجمعة من بين الأيام أتيت المدينة فإذا أهلها يموجون
500

بعضهم في بعض في سككهم فقلت ما شأن هؤلاء الناس قال بعضهم
أما أنت من أهل هذا البلد قلت لا قال فإنه قد مات سيد المسلمين
اليوم أبي بن كعب قلت والله إن رأيت كاليوم في الستر أشد مما
ستر هذا الرجل
أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال أخبرنا عوف عن الحسين
عن عتي السعدي قال قدمت المدينة في يوم ريح وغبرة وإذا الناس يموج
بعضهم في بعض فقلت ما لي أرى الناس يموج بعضهم في بعض فقالوا
أما أنت من أهل هذا البلد قلت لا قالوا مات اليوم سيد المسلمين
أبي بن كعب
أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا جعفر بن سليمان قال أخبرنا
أبو عمران الجوني عن جندب بن عبد الله البجلي قال أتيت المدينة
ابتغاء العلم فدخلت مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا الناس
فيه حلق يتحدثون فجعلت أمضي الحلق حتى أتيت حلقة فيها رجل
شاحب عليه ثوبان كأنما قدم من سفر قال فسمعته يقول هلك أصحاب
العقدة ورب الكعبة ولا آسي عليهم أحسبه قال مرارا قال فجلست
إليه فتحدث بما قضي له ثم قال قال فسألت عنه بعدما قال قلت
من هذا قالوا هذا سيد المسلمين أبي بن كعب قال فتبعته حتى أتى
منزله فإذا هو رث المنزل رث الهيئة فإذا رجل زاهد منقطع يشبه أمره
بعضه بعضا فسلمت عليه فرد علي السلام ثم سألني ممن أنت قلت
من أهل العراق قال أكثر مني سؤالا قال لما قال ذلك غضبت
قال فجثوت على ركبتي ورفعت يدي هكذا وصف حيال وجهه فاستقبلت
القبلة قال قلت اللهم نشكوهم إليك إنا ننفق نفقاتنا وننصب أبداننا
ونرحل مطايانا ابتغاء العلم فإذا لقيناهم تجهموا لنا وقالوا لنا قال فبكى
أبي وجعل يترضاني ويقول ويحك لم أذهب هناك لم أذهب هناك قال
501

ثم قال اللهم إني أعاهدك لئن أبقيتني إلى يوم الجمعة لا تكلمن بما سمعت
من رسول الله لا أخاف فيه لومة لائم قال لما قال ذلك انصرفت عنه وجعلت
أنتظر الجمعة فلما كان يوم الخميس خرجت لبعض حاجتي فإذا السكك
غاصة من الناس لا أجد سكة إلا يلقاني فيها الناس قال قلت ما شأن الناس
قالوا إنا نحسبك غريبا قال قلت أجل قالوا مات سيد المسلمين
أبي بن كعب قال جندب فلقيت أبا موسى بالعراق فحدثته حديث أبي
قال وا لهفاه لو بقي حتى تبلغنا مقالته
قال محمد بن عمر هذه الأحاديث في موت أبي على أنه مات في
خلافة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه فيما رأيت أهله وغير واحد من
أصحابنا يقولون سنة ثنتين وعشرين بالمدينة وقد سمعت من يقول مات
في خلافة عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه سنة ثلاثين وهو أثبت هذه
الأقاويل عندنا وذلك أن عثمان بن عفان أمره أن يجمع القرآن
أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب وهشام
عن محمد بن سيرين أن عثمان بن جمع اثني عشر رجلا من قريش والأنصار
فيهم أبي بن كعب وزيد بن ثابت في جمع القرآن
أنس بن معاذ
ابن أنس بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن
النجار وأمه أم أناس بنت خالد بن خنيس بن لوذان بن عبد ود من
بني ساعدة من الأنصار شهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات في خلافة عثمان بن عفان رضي
الله عنه وليس له عقب 4 هذا قول محمد بن عمر وأما عبد الله بن محمد
502

ابن عمارة الأنصاري فقال شهد أنس بن معاذ بدرا وأحدا وشهد معه
أحدا أخوه لأبيه وأمه أبو محمد واسمه أبي بن معاذ وشهدا أيضا جميعا
بئر معونة وقتلا يومئذ جميعا شهيدين
ومن بني مغالة وهم من بني عمرو بن مالك بن النجار
أوس بن ثابت
ابن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك
ابن النجار وهو أخو حسان بن ثابت الشاعر وأبو شداد بن أوس وأم
أوس بن ثابت سخطي بنت حارثة بن لوذان بن عبد ود من بني ساعدة
وكان ثابت بن المنذر خلف على سخطي بعد أبيه وكانت العرب تفعل ذلك
ولا ترى فيه شيئا وشهد أوس العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم
جميعا
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرني محمد بن صالح عن عاصم بن
عمر بن قتادة قال وأخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال آخى
رسول الله صلى الله عليه وسلم أوس بن ثابت وعثمان بن عفان قال
وكذلك قال محمد بن إسحاق قال محمد بن عمر وشهد أوس بن ثابت
بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
وتوفي في خلافة عثمان بن عفان بالمدينة وله عقب ببيت المقدس وقال عبد
الله بن محمد بن عمارة الأنصاري وقتل أوس بن ثابت يوم أحد شهيدا
ولم يعرف ذلك محمد بن عمر وأخوه بسم الله الرحمن الرحيم
503

أبو شيخ
واسمه أبي بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن
عدي بن عمرو بن مالك بن النجار وأمه سخطي بنت حارثة بن لوذا
ابن عبد ود من بني ساعدة وهو وأوس ابنا خالة قيس بن عمرو النجاري
وابنا خالة سماك بن ثابت من بني الحارث بن الخزرج وشهد أبو شيخ
بدرا وأحدا وقتل يوم بئر معونة شهيدا في صفر على رأس ستة وثلاثين
شهرا من الهجرة وليس له عقب
أبو طلحة
واسمه زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن
عدي بن عمرو بن مالك بن النجار وأمه عبادة بنت مالك بن عدي بن
زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار وكان لأبي طلحة من الولد
عبد الله وأبو عمير وأمهما أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام
بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار
أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا أبو طلحة رجل من ولد أبي طلحة
قال كان اسم أبي طلحة زيدا وهو الذي يقول
أنا أبو طلحة واسمي زيد وكل يوم في سلاحي صيد
قال محمد بن عمر شهد أبو طلحة العقبة مع السبعين من الأنصار
في روايتهم جميعا وشهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر عن سعد بن
504

إبراهيم قال وحدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قالا
آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبي طلحة وأرقم بن الأرقم
المخزومي
أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن
أنس بن مالك عن أبي طلحة قال رفعت رأسي يوم أحد فجعلت أنظر
فما أرى أحدا من القوم إلا يميد تحت حجفته من النعاس
أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري وعبد الله بن بكر السهمي قالا
أخبرنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال قال أبو طلحة كنت ممن
أنزل عليه النعاس يوم أحد حتى سقط سيفي من يدي مرارا
أخبرنا محمد بن عبد الله الأسد وقبيصة بن عقبة قالا أخبرنا سفيان
عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر أو عن أنس بن مالك قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لصوت أبي طلحة في الجيش خير من
ألف رجل
قال محمد بن عمر وكان أبو طلحة رضي الله تعالى عنه صيتا وكان
من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن إسحاق بن
عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال يوم حنين من قتل قتيلا فله سلبه فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين
رجلا فأخذ أسلابهم
أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري عن هشام بن حسان عن محمد بن
سيرين عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم في حجته لما
حلق بدأ بشقه الأيمن قال هكذا فوزعه بين الناس فأصابهم الشعرة والشعرتان
وأقل من ذلك وأكثر ثم قال بشقه الآخر هكذا فقال أين أبو طلحة
قال فدفعه إليه قال محمد فحدثت به عبيدة قلت إنا قد أصبنا عند آل
505

أنس منه شيئا قال فقال عبيدة لان يكون عندي منه شعرة أحب إلي
من كل صفراء وبيضاء في الأرض
أخبرنا روح بن عبادة وعبد الوهاب بن عطاء العجلي قال أخبرنا
ابن عون عن محمد بن سيرين قال لما حج النبي صلى الله عليه وسلم
تلك الحجة حلق فكان أول من قام فأخذ شعره أبو طلحة ثم قام الناس
فأخذوا
أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال أخبرنا حميد الطويل عن
أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أبي طلحة فرأى
ابنا له يكنى أبا عمير حزينا قال وكان إذا رآه مازحه النبي صلى الله عليه
وسلم قال فقال ما لي أرى أبا عمير حزينا قالوا مات يا رسول الله
نغره الذي كان يلعب به قال فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول
أبا عمير ما فعل النغير
أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حميد الطويل عن أنس بن مالك
أن أبا طلحة كان يكثر الصوم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فما أفطر بعده إلا في مرض أو في سفر حتى لقي الله
أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس
ابن مالك أن أبا طلحة سرد الصوم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه
وسلم أربعين سنة لا يفطر إلا يوم فطر أو أضحى أو في مرض
أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة قال أخبرنا
ثابت عن أنس بن مالك أن أبا طلحة كان يرمي بين يدي النبي صلى الله
عليه وسلم يوم أحد والنبي صلى الله عليه وسلم خلفه يتترس به
وكان راميا فكان إذا ما رفع رأسه ينظر أين وقع سهمه فيرفع أبو طلحة
رأسه ويقول هكذا بأبي أنت وأمي يا رسول الله لا يصيبك سهم
نحري دون نحرك وكان أبو طلحة يشور نفسه بين يدي رسول الله
506

صلى الله عليه وسلم ويقول إني جلد يا رسول الله فوجهني في حوائجك
ومرني بما شئت
أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس
أن أبا طلحة اكتوى وكوى أنسا من اللقوة
أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا بن عون عن عمرو بن سعيد
عن أبي طلحة قال كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
خيبر
قال محمد بن عمر وكان أبو طلحة رجلا آدم مربوعا لا يغير شيبه
ومات بالمدينة سنة أربع وثلاثين وصلى عليه عثمان بن عفان رضي الله تعالى
عنه وهو يومئذ بن سبعين سنة وأهل البصرة يروون أنه ركب البحر
فمات فيه فدفنوه في جزيرة
أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة قال أخبرنا
ثابت وعلي بن زيد عن أنس بن مالك أن أبا طلحة قرأ هذه الآية انفروا
خفافا وثقالا فقال أرى ربي يستنفرنا شيوخنا وشباننا جهزوني
أي بني جهزوني فقال بنوه قد غزوت مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم ومع أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما ونحن نغزو عنك فقال
جهزوني فركب البحر فمات فلم يجدوا له جزيرة إلا بعد سبعة أيام
فدفنوه فيها ولم يتغير
قال محمد بن عمر وعبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري ولأبي
طلحة عقب بالمدينة والبصرة قال عبد الله بن محمد بن عمارة وآل أبي
طلحة وآل نبيط بن جابر وآل عقبة بن كديم يتوارثون دون بني مغالة
وبني حديلة ثلاثة نفر
507

ومن بني مبذول وهو عامر بن مالك بن النجار (
ثعلبة بن عمرو
ابن محصن بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول وهو عامر
ابن مالك بن النجار وأمه كبشة بنت ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو
ابن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار وهي أخت حسان
ابن ثابت الشاعر وكان لثعلبة من الولد أم ثابت وأمها كبشة بنت مالك
ابن قيس بن محرث بن الحارث بن ثعلبة بن مازن بن النجار وشهد ثعلبة
بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال محمد بن عمر وتوفي في خلافة عثمان بن عفان بالمدينة وليس له
عقب وقال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري لم يدرك ثعلبة عثمان
وقتل يوم جسر أبي عبيد شهيدا في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه
الحارث بن الصمة
ابن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول ويكنى أبا سعد وأمه
تماضر بنت عمرو بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة من قيس عيلان
وكان للحارث بن الصمة من الولد سعد قتل يوم صفين مع علي بن أبي
طالب رحمة الله عليه وأمه أم الحكم وهي خولة بنت عقبة بن
رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم من الأوس وأبو
الجهيم بن الحارث وقد صحب النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه
وأمه عتيلة نبت كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن
مالك بن النجار
508

أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم بن
الحارث التيمي عن أبيه قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين
الحارث بن الصمة وصهيب بن سنان
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة
عن المسور بن رفاعة عن عبد الله بن مكنف قال خرج الحارث بن الصمة
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كان بالروحاء كسر فرده
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وضرب له بسهمه وأجره فكان
كمن شهدها قال محمد بن عمر وشهد الحارث أحدا وثبت مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم يومئذ حين انكشف الناس وبايعه على الموت
وقتل عثمان بن عبد الله بن المغيرة المخزومي وأخذ سلبه درعا ومغفرا وسيفا
جيدا ولم نسمع بأحد سلب يومئذ غيره فبلغ ذلك رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال الحمد لله الذي أحانه وجعل رسول الله صلى الله
عليه وسلم يوم أحد يقول ما فعل عمي ما فعل حمزة فخرج الحارث
ابن الصمة في طلبه فأبطأ فخرج علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه
وهو يرتجز ويقول
يا رب إن الحارث بن الصمه * كان رفيقا وبنا ذا ذمه
قد ضل في مهامه مهمه * يلتمس الجنة فيها ثمة
حتى انتهى علي بن أبي طالب إلى الحارث فوجده ووجد حمزة مقتولا
فرجعا فأخبرا النبي صلى الله عليه وسلم وشهد الحارث أيضا يوم بئر
معونة وقتل يومئذ شهيدا في صفر على رأس ستة وثلاثين شهرا من الهجرة
وللحارث بن الصمة اليوم عقب بالمدينة وبغداد
509

سهل بن عتيك
ابن النعمان بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول وأمه جميلة بنت
علقمة بن عمرو بن ثقف بن مالك بن مبذول وكان لسهل أخ يسمى الحارث
ابن عتيك ويكنى أبا أخزم ولم يشهد بدرا وأمه أيضا جميلة بنت علقمة
وهي أم سهل وكان أبو معشر وحده يقول سهل بن عبيد وهو خطأ
منه أو عنه وشهد سهل بن عتيك القبة مع السبعين من الأنصار في رواية
موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبي معشر ومحمد بن عمر وشهد سهل
ابن عتيك بدرا وأحدا وليس له عقب وقتل أخوه أبو أخزم يوم جسر
أبي عبيد شهيدا وكان قد صحب النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة نفر
ومن بني عدي بن النجار
حارثة بن سراقة
ابن الحارث بن عدي بن مالك بن عامر بن غنم بن عدي
ابن النجار وأمه أم حارثة واسمها الربيع بنت النضر بن ضمضم بن
زيد ابن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وهي
عمة أنس بن مالك بن النضر خادم
رسول الله صلى الله عليه وسلم وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الحارثة بن سراقة والسائب بن عثمان
ابن مظعون وشهد حارثة بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل
يومئذ شهيدا رماه حبان بن العرقة بسهم فأصاب حنجرته فقتله وليس
لحارثة عقب
أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني
510

عن أنس بن مالك أن حارثة بن سراقة خرج نظارا فأتاه سهم فقتله فقالت
أمه يا رسول الله قد عرفت موضع حارثة مني فإن كان في الجنة صبرت
وإلا رأيت ما أصنع قال يا أم حارثة إنها ليست بجنة واحدة ولكنها
جنان كثيرة وإن حارثة لفي أفضلها أو قال في أعلى الفردوس شك
يزيد بن هارون
عمرو ابن ثعلبة
ابن وهب بن عدي بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي
ابن النجار ويكنى أبا حكيم وأمه أم حكيم بنت النضر بن ضمضم بن
زيد ابن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار عمه أنس
ابن مالك وعمرو بن ثعلبة هو بن خالة حارثة بن سراقة وكان لعمرو
من الولد حكيم وبه كان يكنى و عبد الرحمن درجا لا عقب لهما
محرز بن عامر
ابن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن النجار وأمه سعدى
بنت خيثمة بن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط بن كعب بن مالك
ابن حارثة بن غنم بن السلم من الأوس وهي أخت سعد بن خيثمة
وكان لمحرز من الولد أسماء وكلثم وأمهما أم سهل بنت أبي خارجة عمرو
ابن قيس بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وشهد
محرز بدرا وتوفي صبيحة غدا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
أحد فهو يصير فيمن شهد أحدا وليس له عقب
511

سليط بن قيس
ابن عمرو بن عبيد بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن
النجار وأمه زغيبة بنت زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن
مالك بن النجار وهي أخت أبي أمامة أسعد بن زرارة وكان لسليط من
الولد ثبيتة وأمها سخيلة بنت الصمة بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن
مبذول وهي أخت الحارث بن الصمة وكان سليط بن قيس وأبو صرمة
لما أسلما يكسران أصنام بني عدي بن النجار وشهد سليط بدرا وأحدا
والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل يوم
جسر أبي عبيد شهيدا سنة أربع عشرة وليس له عقب
أبو سليط
واسمه أسيرة بن عمرو ويكنى عمرو أبا خارجة بن قيس بن مالك بن
عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وأمه آمنة بنت أوس بن
عجرة من بلي حليف بني عوف بن الخزرج وكان لأبي سليط من الولد
عبد الله وفضالة وأمهما عمرة بنت حية بن ضمرة بن الخيار بن عمرو
ابن مبذول وشهد أبو سليط بدرا وأحدا وليس له عقب
عامر بن أمية
ابن زيد بن الحسحاس بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي
ابن النجار وكان لعامر من الولد هشام بن عامر وقد صحب النبي صلى
512

الله عليه وسلم ونزل البصرة وأمه من بهراء وشهد عامر بدرا وأحدا
وقتل يوم أحد شهيدا وليس له عقب
ثابت بن خنساء
ابن عمرو بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار
وليس له عقب شهد بدرا في رواية محمد بن عمر الأسلمي ولم نجد لعمرو
ابن مالك بن عدي توليدا في كتاب نسب الأنصار الذي كتبناه عن عبد الله
ابن محمد بن عمارة الأنصاري
قيس بن السكن
ابن قيس بن زعوراء بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن
عدي بن النجار ويكنى أبا زيد ويذكرون أنه فيمن جمع القرآن على
عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان لقيس بن السكن من الولد
زيد وإسحاق وخولة وأمهم أم خولة بنت سفيان بن قيس بن زعوراء
ابن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وشهد قيس
ابن السكن بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم وقتل يوم جسر أبي عبيد شهيدا وليس له عقب
513

أبو الأعور
واسمه كعب بن الحارث بن ظالم بن عبس بن حرام بن جندب
ابن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وأمه أم نيار بنت إياس بن عامر
ابن ثعلبة بن بلي حلفاء بني حارثة بن الحارث من الأوس وشهد أبو الأعور
بدرا وأحدا وليس له عقب قال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري
اسم أبي الأعور الحارث بن ظالم بن عبس وإنما كعب الذي وقع في الكتب
عم أبي الأعور فسماه به من لا يعرف النسب وهو خطأ
حرام بن ملحان
واسم ملحان مالك بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر
ابن غنم ابن عدي بن النجار وأمه مليكة بنت مالك ابن عدي بن زيد مناة
ابن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار شهد بدرا وأحدا وبئر معونة وقتل
يومئذ شهيدا في صفر على رأس ستة وثلاثين شهرا من الهجرة وليس
له عقب
أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة قال أخبرنا
ثابت عن أنس بن مالك قال جاء ناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقالوا ابعث معنا رجالا يعلمون القرآن والسنة فبعث إليهم سبعين رجلا
من الأنصار يقال لهم القراء فيهم خالي حرام كانوا يقرؤون القرآن ويتدارسون
بالليل ويتعلمون وكانوا بالنهار يجيئون بالماء فيضعونه بالمسجد ويحتطبون
فيبيعونه ويشترون به الطعام لأهل الصفة والفقراء فبعثهم النبي صلى الله
عليه وسلم إليهم فعرضوا لهم فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان فقالوا
اللهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا قال وأتى
514

رجل حراما خال أنس من خلفه فطعنه برمح حتى أنفذه فقال حرام فزت
ورب الكعبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاخوانه إن
إخوانكم قد قتلوا وإنهم قالوا اللهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا
عنك ورضيت عنا
حدثنا عفان بن مسلم قال أخبرنا همام بن يحيى عن إسحاق بن
عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم
بعث حراما أخا أم سليم في سبعين رجلا إلى بني عامر فلما قدموا قال
لهم خالي أتقدمكم فإن آمنوني حتى أبلغهم عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم وإلا كنتم مني قريبا قال فتقدم فآمنوه فبينما هو يحدثهم عن
رسول الله إذ أومؤوا إلى رجل فطعنه فأنفذه فقال الله أكبر فزت ورب
الكعبة قال ثم مالوا على بقية أصحابه فقتلوهم إلا رجلا أعرج كان قد
صعد على الجبل
قال وحدثنا أنس أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله
عليه وسلم فأخبره أنهم قد لقوا ربهم فرضي عنهم وأرضاهم قال أنس
كنا نقرأ أن بلغوا قومنا أنا قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا قال ثم
نسخ ذلك بعد فدعا رسول الله ثلاثين صباحا على رعل وذكوان وبني
لحيان وعصية الذين عصوا الله وعصوا الرحمن
أخبرنا عمرو بن عاصم قال أخبرنا همام قال أخبرنا عاصم بن
بهدلة أن بن مسعود قال من سره أن يشهد على قوم أنهم شهدوا فليشهد
على هؤلاء وأخوه
515

سليم بن ملحان
واسم ملحان مالك بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر
ابن غنم ابن عدي بن النجار وأمه مليكة بنت مالك
ابن عدي بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار وهما أخوا أم سليم بنت ملحان
أم أنس بن مالك امرأة أبي طلحة وأخوا أم حرام امرأة عبادة بن الصامت
وشهد سليم بدرا وأحدا ويوم بئر معونة وقتل يومئذ شهيدا مع من قتل من
الأنصار وذلك في صفر على رأس ستة وثلاثين شهرا من الهجرة وليس له
عقب وقد انقرض أيضا ولد خالد بن زيد بن حرام فلم يبق منهم أحد
ومن حلفاء بني عدي بن النجار الله تبارك وتعالى
سواد بن غزية
ابن وهب بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة شهد بدرا وأحدا
والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي
طعنه النبي صلى الله عليه وسلم بمخصرة ثم أعطاه إياها فقال استقد
وله عقب بالشام بإيلياء
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن الحسن أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم رأى سواد بن عمرو هكذا قال إسماعيل ملتحفا
فقال خط خط ورس ورس ثم طعن بعود أو سواك في
بطنه فماد في بطنه فأثر في بطنه فقال القصاص يا رسول الله قال رسول الله القصاص
وكشف له عن بطنه فقالت الأنصار يا سواد رسول الله فقال
ما لبشر أحد على بشري من فضل قال وكشف له عن بطنه فقبله
516

وقال أتركها لتشفع لي بها يوم القيامة قال الحسن فأدركه الايمان
عند ذلك اثنا عشر رجلا
ومن بني مازن بن النجار
قيس بن أبي صعصعة
واسم أبي صعصعة عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول بن عمر بن
غنم بن مازن وأمه شيبة بنت عاصم بن عمرو بن عوف بن مبذول بن
عمرو بن غنم بن مازن بن النجار وكان لقيس من الولد الفاكه وأم
الحارث وأمهما أمامة بنت معاذ بن عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن
غنم بن كعب بن سلمة بن الخزرج وليس
لقيس اليوم عقب وكان لقيس ثلاثة إخوة صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم ولم يشهدوا بدرا
منهم الحارث ابن أبي صعصعة قتل يوم اليمامة شهيدا وأبو كلاب وجابر
ابنا أبي صعصعة قتلا يوم مؤتة شهيدين وأمهم جميعا أم قيس وهي
شيبة بنت عاصم بن عمرو بن عوف بن مبذول وشهد قيس بن أبي صعصعة
العقبة مع السبعين من الأنصار في رواية موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق
وأبي معشر ومحمد بن عمر وشهد قيس أيضا بدرا وأحدا
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني يعقوب بن محمد بن أبي صعصعة
عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة أن النبي صلى الله عليه وسلم
استعمل قيس بن أبي صعصعة يوم بدر على المشاة يعني على الساقة الله تعالى
517

عبد الله بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول
ابن عمرو بن غنم بن مازن ويكنى
أبا الحارث وأمه رباب بنت عبد الله بن حبيب بن زيد بن ثعلبة بن زيد
مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج
وكان لعبد الله بن كعب من الولد الحارث وأمه زغيبة بنت أوس بن خالد
ابن الجعد بن عوف بن مبذول فولد الحارث بن عبد الله عبد الله قتل
يوم الحرة وشهد عبد الله بن كعب بدرا وكان عامل النبي صلى الله عليه
وسلم على المغانم يوم بدر وشهد أحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم وتوفي في خلافة عثمان بن عفان وله عقب
بالمدينة وبغداد قال محمد بن سعد وسمعت بعض الأنصار قال كان
عبد الله بن كعب يكنى أبا يحيى وهو أخي أبي ليلى المازني
أبو داود
واسمه عمير بن عامر بن مالك بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن
غنم بن مازن وأمه نائلة بنت أبي عاصم بن غزية بن عطية بن خنساء
ابن مبذول بن عمرو وكان لأبي داود من الولد داود وسعد وحمزة وأمهم
نائلة بنت سراقة بن كعب بن عبد العزى بن غزية بن عمرو بن عبد بن
عوف بن غنم بن مالك بن النجار وجعفر وأمه من كلب وكان لأبي
داود عقب فانقرضوا حديثا من الزمان فلم يبق منهم أحد وشهد أبو داود
بدرا وأحدا
518

سراقة بن عمرو
ابن عطية بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن وأمه
عتيلة بنت قيس بن زعوراء بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن
عدي بن النجار شهد بدرا وأحدا والخندق والحديبية وخيبر وعمرة
القضية ويوم مؤتة قتل يومئذ شهيدا فيمن قتل من الأنصار وذلك في
جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة وليس له عقب
قيس بن مخلد
ابن ثعلبة بن صخر بن حبيب بن الحارث بن ثعلبة بن مازن بن النجار
وأمه الغيطلة بنت مالك بن صرمة بن مالك ابن عدي بن عامر بن غنم
ابن عدي بن النجار وكان لقيس بن مخلد من الولد ثعلبة وأمه زغيبة بنت
أوس بن خالد بن الجعد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن
ابن النجار شهد قيس بن مخلد بدرا وأحدا وقتل يومئذ شهيدا في شوال
على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة وليس له عقب وقد انقرض
أيضا ولد حبيب بن الحارث بن ثعلبة بن مازن ولم يبق منهم أحد
ومن حلفاء بني مازن بن النجار
عصيمة
حليف لهم من بني أسد بن خزيمة بن مدركة شهد بدرا وليس
له عقب ستة نفر
519

ومن بني دينار بن النجار
النعمان بن عبد عمرو
ابن مسعود بن عبد بن حارثة بن دينار وأمه السميراء بنت
قيس بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار شهد بدرا
وأحدا وقتل يومئذ شهيدا وليس له عقب وأخوه
الضحاك بن عبد عمرو
ابن مسعود بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار وأمه أيضا السميراء
بنت قيس بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل شهد بدرا وأحدا وليس
له عقب وكان للنعمان وللضحاك أخ من أبيهما وأمهما يقال له قطبة بن
عبد عمرو بن مسعود صحب النبي صلى الله عليه وسلم وقتل يوم بئر
معونة شهيدا
جابر بن خالد
ابن مسعود بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار وكان له من الولد عبد
الرحمن بن جابر وأمه عميرة بنت سليم بن الحارث بن ثعلبة بن كعب
بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار وشهد جابر بن خالد بدرا وأحدا
وتوفي وليس له عقب
520

كعب بن زيد
ابن قيس بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار وأمه
ليلى بنت عبد الله بن ثعلبة بن جشم بن مالك بن سالم من بلحبلى وكان
لكعب من الولد عبد الله وجميلة وأمهما أم الرياع بنت عبد عمرو بن
مسعود بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار وهي أخت النعمان والضحاك
وقطبة بني عبد عمرو وشهد كعب بن زيد بدرا وأحدا وبئر معونة وارتث
يومئذ فشهد الخندق وقتل يومئذ شهيدا قتله ضرار بن الخطاب الفهري
وذلك في ذي القعدة سنة خمس من الهجرة وليس لكعب بن زيد عقب
سليم بن الحارث
ابن ثعلبة بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار وهو أخو النعمان
والضحاك وقطبة بني عبد عمرو بن مسعود لأمهم السميراء بنت قيس بن
مالك بن كعب بن عبد الأشهل وكان لسليم بن الحارث من الولد الحكم
وعميرة وأمهما سهيمة بنت هلال بن دارم من بني سليم بن منصور
وشهد سليم بن الحارث بدرا وأحدا وقتل يومئذ شهيدا في شوال على رأس
اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة وله عقب
سعيد بن سهيل
ابن مالك بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار هكذا قال
موسى بن عقبة ومحمد بن عمر و عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري
521

وهكذا هو في نسب الأنصار سعيد بن سهيل وأما محمد بن إسحاق وأبو
معشر فقالا هو سعد بن سهيل وشهد بدرا وأحدا وتوفي وليس له
عقب وكانت له ابنة يقال لها هزيلة فهلكت
ومن حلفاء بني دينار بن النجار
بجير بن أبي بجير
حليف لهم من بلي ويقال هو من جهينة وبنو دينار بن النجار
يقولون هو مولى لنا وشهد بجير بدرا وأحدا وليس له عقب وقد انقرض
أعقابهم جميعا إلا بقية سليم بن الحارث سبعة نفر
ومن بني الحارث بن الخزرج ثم من بني كعب بن الحارث
ابن الخزرج سعد بن الربيع
ابن عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر
ابن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج وأمه هزيلة بنت
عنبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج وكان
لسعد من الولد أم سعد واسمها جميلة وهي أم خارجة بن زيد بن ثابت
ابن الضحاك وأمها عمرة بنت حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد
ابن عوف بن غنم بن مالك بن النجار وهي أخت عمارة وعمرو ابني
حزم وشهد سعد بن الربيع العقبة في روايتهم جميعا وهو أحد النقباء
الاثني عشر وكان سعد يكتب في الجاهلية وكانت الكتابة في العرب
قليلة
522

أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري قال
وأخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قالا آخى رسول
الله صلى الله عليه وسلم بين سعد بن الربيع و عبد الرحمن بن عوف وكذلك قال
محمد بن إسحاق
أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حميد الطويل حدثنيه عن
أنس بن مالك قال لما قدم عبد الرحمن بن عوف على رسول
الله صلى الله عليه وسلم المدينة آخى بينه وبين سعد بن الربيع قال فانطلق به سعد
إلى منزله فدعا بطعام فأكلا وقال له لي امرأتان وأنت أخي في الله لا امرأة
لك فأنزل عن إحداهما فتزوجها قال لا والله قال هلم إلى حديقتي
أشاطركها قال فقال لا بارك الله لك في أهلك ومالك دلوني
على السوق قال فانطلق فاشترى سمنا وأقطا وباع قال فلقيه النبي
صلى الله عليه وسلم في سكة من سكك المدينة وعليه وضر من صفرة
قال فقال له مهيم قال يا رسول الله تزوجت امرأة من الأنصار
على وزن نواة من ذهب أو قال نواة من ذهب فقال أولم ولو
بشاة
قال قال محمد بن عمر وشهد سعد بن الربيع بدرا وأحدا وقتل بوم
أحد شهيدا وليس له عقب وانقرض ولد عمرو بن أبي زهير بن مالك فلم
يبق منهم أحد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت سعدا يوم
أحد وقد شرع فيه اثنا عشر سنانا
أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد
أنه قال لما كان يوم أحد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
يأتيني بخبر سعد بن الربيع فقال رجل أنا يا رسول الله فذهب الرجل
يطوف بين القتلى فقال له سعد بن الربيع ما شأنك قال بعثني رسول
الله صلى الله عليه وسلم لآتيه بخبرك قال فاذهب إليه فأقرئه مني
523

السلام وأخبره أني قد طعنت اثنتي عشرة طعنة وأن قد أنفذت مقاتلي
وأخبر قومك أنه لا عذر لهم عند الله إن قتل رسول الله وأحد منهم
حي قال محمد بن عمر ومات سعد بن الربيع من جراحاته تلك وقتل
يومئذ خارجة بن زيد بن أبي زهير فدفنا جميعا في قبر واحد فلما أجرى
معاوية كظامه نادى مناديه بالمدينة من كان له قتيل بأحد فليشهد فخرج
الناس إلى قتلاهم فوجدوهم رطابا يتثنون وكان قبر سعد بن الربيع وخارجة
ابن زيد معتزلا فترك وسوي عليه التراب
أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال أخبرنا عبيد الله بن عمرو عن
عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله قال جاءت امرأة سعد
ابن الربيع بابنتيها من سعد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت
يا رسول الله هاتان ابنتا سعد قتل أبوهما يوم أحد شهيدا وإن عمهما أخذ
مالهما فاستفاءه فلم يدع لهما مالا والله لا تنكحان إلا ولهما مال
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي الله في ذلك فأنزل الله عليه
آية الميراث فدعا عمهما فقال أعط ابنتي سعد الثلثين وأعط أمهما
الثمن ولك ما بقي
خارجة بن زيد
ابن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن
كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج ويكنى أبا زيد وأمه السيدة
بنت عامر بن عبيد بن غيان بن عامر بن خطمة من الأوس وكان لخارجة
من الولد زيد بن خارجة وهو الذي سمع منه الكلام بعد موته في زمن عثمان
ابن عفان وحبيبة بنت خارجة تزوجها أبو بكر الصديق فولدت له أم
524

كلثوم وأمهما هزيلة بنت عنبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم
ابن الحارث بن الخزرج وهما أخوا سعد بن الربيع لامه وكان لخارجة
ابن زيد عقب فانقرضوا وانقرض أيضا ولد زهير بن أبي زهير بن مالك فلم
يبق منهم أحد وشهد خارجة بن زيد بن أبي زهير العقبة في روايتهم
جميعا
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن صالح عن عاصم بن عمر
ابن قتادة قال محمد بن عمر وأخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري عن
عروة قال وأخبرنا عبد الله بن جعفر عن سعد بن إبراهيم قالوا آخى
رسول الله صلى الله عليه وسلم بين خارجة بن زيد بن أبي زهير وأبي
بكر الصديق رضي الله تعالى عنه وكذلك قال محمد بن إسحاق وشهد خارجة
ابن زيد بدرا وأحدا وقتل يوم أحد شهيدا أخذته الرماح فجرح بضعة
عشر جرحا فمر به صفوان بن أمية فعرفه فأجهز عليه ومثل به وقال هذا
ممن أغرى بأبي علي يوم بدر يعني أباه أمية بن خلف الآن حيث
شفيت نفسي حين قتلت الأماثل من أصحاب محمد قتلت بن قوقل وقتلت
ابن أبي زهير يعني خارجة بن زيد وقتلت أوس بن أرقم
عبد الله بن رواحة
ابن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك بن الأغر
ابن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج وأمه كبشة بنت
واقد بن عمرو بن الاطنابة بن عامر بن زيد مناة بن مالك الأغر
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الله بن مسلم الجهني عن أبي
عتيق عن جابر بن عبد الله في حديث رواه عن عبد الله بن رواحة أنه كان
525

يكنى أبا محمد قال محمد بن عمر وسمعت من يقول إنه كان يكنى أبا
رواحة ولعله كان يكنى بهما جميعا وليس له عقب وهو خال النعمان
ابن بشير بن سعد وكان عبد الله بن رواحة يكتب في الجاهلية وكانت الكتابة
في العرب قليلة وشهد عبد الله العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم
جميعا وهو أحد النقباء الاثني عشر من الأنصار وشهد بدرا وأحدا والخندق
والحديبية وخيبر وعمرة القضية وقدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم
من بدر يبشر أهل العالية بما فتح الله عليه والعالية بنو عمرو بن عوف
وخطمة ووائل واستخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة
حين خرج إلى غزوة بدر الموعد وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم
سرية في ثلاثين راكبا إلى أسير بن رزام اليهودي بخيبر فقتله وبعثه رسول
الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر خارصا فلم يزل يخرص عليهم إلى أن
قتل بمؤتة
أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال أخبرنا سفيان الثوري عن
الشيباني عن الشعبي أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عبد الله بن رواحة
إلى أهل خيبر فخرص عليهم
أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن طارق عن سعيد
ابن جبير قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد على بعير
يستلم الحجر بمحجن معه عبد الله بن رواحة آخذ بزمام ناقته وهو
يقول
خلوا بني الكفار عن سبيله نحن ضربناكم على تأويله
ضربا يزيل الهام عن مقيله
أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال أخبرنا محمد بن عمرو بن علقمة
الليثي قال أخبرنا أشياخنا أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف على ناقته
526

العضباء ومعه محجن يستلم به الركن إذ مر عليه عبد الله بن رواحة
يرتجز وهو يقول
خلوا بني الكفار عن سبيله خلوا فإن الخير مع رسوله
قد أنزل الرحمن في تنزيله ضربا يزيل الهام عن مقيله
ويذهل الخليل عن خليله
أخبرنا وكيع بن الجراح و عبد الله بن نمير ويعلى ومحمد ابنا عبيد
عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن رواحة انزل فحرك بنا الركاب
قال يا رسول الله إني قد تركت قولي ذلك قال فقال له عمر اسمع
وأطع وقال فنزل وهو يقول
يا رب لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا وثبت الاقدام إن لاقينا
إن الكفار قد بغوا علينا
قال وكيع وزاد فيه غيره
وإن أرادوا فتنة أبينا
قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم ارحمه فقال
عمر وجبت قال عبد الله بن نمير ومحمد بن عبيد في حديثهما اللهم
لولا أنت ما اهتدينا قال محمد بن عمر إنما طاف عبد الله بن رواحة
بالبيت مع النبي صلى الله عليه وسلم في عمرة القضية في ذي القعدة
سنة سبع وكان عبد الله بن رواحة شاعرا
أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا عمر بن أبي زائدة عن مدرك
527

ابن عمارة قال قال عبد الله بن رواحة مررت في مسجد الرسول ورسول
الله صلى الله عليه وسلم جالس وعنده أناس من أصحابه في ناحية منه
فلما رأوني أضبوا إلى يا عبد الله بن رواحة يا عبد الله بن رواحة
فعلمت أن رسول الله دعاني فانطلقت نحوه فقال اجلس هاهنا فجلست
بين يديه فقال كيف تقول الشعر إذا أردت أن تقول أنه يتعجب
لذاك قال أنظر في ذاك ثم أقول قال فعليك بالمشركين ولم أكن
هيأت شيئا قال فنظرت في ذلك ثم أنشدته فيما أنشدته
خبروني أثمان العباء متى كنتم بطاريق أو دانت لكم مضر
قال فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كره بعض ما قلت
أني جعلت قومه أثمان العباء فقلت
يا هاشم الخير إن الله فضلكم على البرية فضلا ما له غير
إني تفرست فيك الخير أعرفه فراسة خالفتهم في الذي نظروا
ولو سألت أو استنصرت بعضهم في جل أمرك ما آووا ولا نصروا
فثبت الله ما آتاك من حسن تثبيت موسى ونصرا كالذي نصروا
قال فأقبل بوجهه مبتسما قال وإياك فثبت الله
أخبرنا يزيد بن هارون ويحيى بن عباد قالا أخبرنا حماد بن سلمة
عن هشام بن عروة عن أبيه قال لما نزلت والشعراء يتبعهم الغاوون
قال عبد الله بن رواحة قد علم الله أني منهم فأنزل الله إلا الذين
آمنوا وعملوا الصالحات حتى ختم الآية
أخبرنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي قال أخبرنا شعبة عن أبي
بكر بن حفص قال سمعت أبا مصبح أو بن مصبح يحدث بن السمك
عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد عبد الله بن
528

رواحة قال فما تحوز له عن فراشه فقال أتدرون من شهداء أمتي قالوا لا
قتل المسلم شهادة قال إن شهداء أمتي إذا لقيل قتل المسلم شهادة
والبطن شهادة والغرق شهادة والمرأة يقتلها ولدها جمعا شهادة
أخبرنا محمد بن الفضيل بن غزوان الضبي عن حصين عن عامر عن
النعمان بن بشير قال أغمي على عبد الله بن رواحة فجعلت أخته تبكي عليه
وتقول وا جبلاه وا كذا وكذا تعدد عليه فقال بن رواحة حين
أفاق ما قلت شيئا إلا وقد قيل لي أنت كذاك
أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قطن قال أخبرنا أبو حرة عن الحسن
قال أغمي على بن رواحة فقالت امرأة من نسائه وا جبلاه وا عزاه
فقيل له أنت جبلها أنت عزها فلما أفاق قال ما شئ قلتموه إلا وقد
سئلت عنه
أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا حماد بن سلمة قال أخبرنا أبو
عمران الجوني أن عبد الله بن رواحة أغمي عليه فأتاه رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال اللهم إن كان قد حضر أجله فيسر عليه وإن لم
يكن حضر أجله فاشفه فوجد خفة فقال يا رسول الله أمي تقول
وا جبلاه وا ظهراه وملك قد رفع مرزبة من حديد يقول أنت كذا
فلو قلت نعم لقمعني بها
أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا ديلم بن غزوان قال أخبرنا
ثابت البناني عن أنس بن مالك قال حضرت حرب فقال عبد الله بن
رواحة
يا نفس ألا أراك تكرهين الجنة أحلف بالله لتنزلنه
طائعة أو لتكرهنه
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح بن دينار عن عاصم
529

ابن عمر بن قتادة قال وحدثني عبد الجبار بن عمارة عن عبد الله بن
أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم زاد أحدهما على صاحبه إن جعفر
ابن أبي طالب لما قتل بمؤتة أخذ الراية بعده عبد الله بن رواحة فاستشهد
فدخل الجنة معترضا فشق ذلك على الأنصار فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لما أصابته الجراح نكل فعاتب نفسه فشجع فاستشهد يومئذ
وكان أحد الامراء بمؤتة فدخل الجنة فشرى على قومه وكانت مؤتة في
جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة
خلاد بن سويد
ابن ثعلبة بن عمرو بن حارثة بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن
ثعلبة بن كعب وأمه عمرة بنت سعد بن قيس بن عمرو بن امرئ القيس
من بني الحارث بن الخزرج شهد خلاد العقبة في روايتهم جميعا وكان
له من الولد السائب بن خلاد صحب النبي صلى الله عليه وسلم واستعمله
عمر بن الخطاب على اليمن والحكم بن خلاد وأمهما ليلى بنت عبادة
ابن دليم أخت سعد بن عبادة وقد انقرض عقبهما وانقرض أيضا ولد
حارثة بن امرئ القيس بن مالك الأغر فلم يبق منهم أحد وشهد خلاد
بدرا وأحدا والخندق ويوم بني قريظة وقتل يومئذ شهيدا دلت عليه
بنانة امرأة من بني قريظة رحى فشدخت رأسه فقال النبي صلى الله عليه
وسلم له أجر شهيدين وقتلها رسول الله صلى الله عليه وسلم به وكانت
بنانة امرأة الحكم القرظي
وحاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم بني قريظة لليال بقين
من ذي القعدة وليال مضين من ذي الحجة سنة خمس من الهجرة خمس
530

عشرة ليلة حتى نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أحمد بن إبراهيم قال أخبرنا أبو فضالة الفرج بن فضالة
عن عبد الخبير بن إسماعيل بن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس عن
أبيه عن جده قال قتل يوم قريظة رجل من الأنصار يدعى خلادا
قال فأتيت أمه فقيل لها يا أم خلاد قتل خلاد قال فجاءت متنقبة فقيل
لها قتل خلاد وأنت متنقبة قالت إن كنت رزئت خلادا فلا أرزأ
حيائي فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال أما إن له أجر
شهيدين قال قيل ولم ذلك يا رسول الله فقال لان أهل الكتاب
قتلوه
بشير بن سعد
ابن ثعلبة بن خلاس بن زيد بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب
وأمه أنيسة بنت خليفة بن عدي بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك بن الأغر
وكان لبشير من الولد النعمان وبه كان يكنى وأبيه وأمها عمرة بنت
رواحة أخت عبد الله بن رواحة ولبشير عقب وكان بشير يكتب بالعربية
في الجاهلية وكانت الكتابة في العرب قليلا وشهد بشير العبة مع السبعين
من الأنصار في روايتهم جميعا وشهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الله بن الحارث بن الفضيل
عن أبيه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بشير بن سعد سرية
في ثلاثين رجلا إلى بني مرة بفدك في شعبان سنة سبع فلقيهم المريون
فقاتلوا قتالا شديدا فأصابوا أصحاب بشير وولى منهم من ولى وقاتل
531

بشير قتالا شديدا حتى ضرب كعبه وقيل قد مات فلما أمسى تحامل إلى
فدك فأقام عند يهودي بها أياما ثم رجع إلى المدينة
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا يحيى بن عبد العزيز عن بشير بن
محمد بن عبد الله بن زيد قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
بشير بن سعد في سرية في ثلاثمائة إلى يمن وجبار بين فدك ووادي القرى
وكان بها ناس من غطفان قد تجمعوا مع عيينة بن حصن الفزاري فلقيهم
بشير ففض جمعهم وظفر بهم وقتل وسبى وغنم وهرب عيينة وأصحابه
في كل وجه وكانت هذه السرية في شوال سنة سبع
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معاذ بن محمد الأنصاري عن عاصم
ابن عمر بن قتادة قال لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
عمرة القضية في ذي القعدة سنة سبع من الهجرة قدم السلاح واستعمل
عليه بشير بن سعد وشهد بشير عين التمر مع خالد بن الوليد وقتل
يومئذ شهيدا وذلك في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه
وأخوه
سماك بن سعد
ابن ثعلبة بن خلاس بن زيد بن مالك الأغر وأمه أنيسة بنت خليفة
ابن عدي بن عمرو بن امرئ القيس شهد بدرا وأحدا وتوفي وليس له
عقب
532

سبيع بن قيس
ابن عبسة بن أمية بن مالك بن عامرة بن عدي بن كعب بن الخزرج
ابن الحارث بن الخزرج وأمه خديجة بنت عمرو بن زيد بن عبدة بن عبيد
ابن عامرة بن عدي من بني الحارث بن الخزرج وكان لسبيع من الولد
عبد الله وأمه من بني جدارة مات وليس له عقب وشهد سبيع بدرا وأحدا
وكان عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري يقول هو سبيع بن قيس بن
عائشة بن أمية وأخوه
عبادة بن قيس
ابن عبسة بن أمية بن مالك بن عامرة بن عدي بن كعب وهما
عما أبي الدرداء وليس لعبادة عقب وشهد عبادة بدرا وأحدا والخندق
والحديبية وخيبر ويوم مؤتة وقتل يومئذ شهيدا في جمادى الأولى سنة
ثمان من الهجرة وذكر عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري أنه كان
لسبيع بن قيس أخ لأبيه وأمه يقال له زيد بن قيس ولم يشهد بدرا وقد
صحب النبي صلى الله عليه وسلم
يزيد بن الحارث
ابن قيس بن مالك بن أحمر بن حارثة بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج
ابن الحارث بن الخزرج وأمه فسحم وهي من بلقين بن جسر من
قضاعة وإليها ينسب يقال يزيد فسحم ويزيد بن فسحم وكان ليزيد
533

ولد انقرضوا فليس له اليوم عقب
وانقرض أيضا ولد حارثة بن ثعلبة بن كعب فلم يبق منهم أحد
وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يزيد بن الحارث وبين ذي
اليدين عمير بن عبد عمرو الخزاعي وشهدا جميعا بدرا وقتلا يومئذ
شهيدين وكان الذي قتل يزيد بن الحارث نوفل بن معاوية الديلي وكانت
بدر صبيحة يوم الجمعة لسبع عشرة ليلة مضت من شهر رمضان على رأس
ثمانية عشر شهرا من الهجرة
ومن بني جشم وزيد ابني الحارث بن الخزرج وكان يقال
لهما التوأمان ودعوتهما واحدة في الديوان وهم أصحاب
المسجد الذي بالسنح وهم أصحاب السنح خاصة
خبيب بن يساف
ابن عنبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث بن
الخزرج وأمه سلمى بنت مسعود بن شيبان بن عامر بن عدي بن أمية
ابن بياضة وكان لخبيب من الولد أبو كثير واسمه عبد الله وأمه جميلة
بنت عبد الله بن أبي بن سلول من بلحبلى من بني عوف بن الخزرج
وعبد الرحمن لام ولد وأنيسة وأمها زينب بنت قيس بن شماس بن مالك
وكان لهم عقب فانقرضوا
أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا مسلم بن سعيد الثقفي قال
أخبرنا خبيب بن عبد الرحمن بن خبيب عن أبيه عن جده قال أتيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يريد غزوا أنا ورجل من قومي
534

ولم نسلم فقلنا إنا نستحيي أن يشهد قومنا مشهدا لا نشهده معهم قال
وأسلمتما قلنا لا قال فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين
قال فأسلمنا وشهدنا معه فقتلت رجلا وضربني ضربة فتزوجت ابنته بعد
ذلك فكانت تقول لي لا عدمت رجلا وشحك هذا الوشاح فأقول
لها لا عدمت رجلا عجل أباك إلى النار
أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا مالك بن أنس عن الفضيل بن أبي
عبد الله عن عبد الله بن نيار عن عروة عن عائشة أنها قالت خرج رسول
الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر فلما كان بحرة الوبرة أدركه رجل
كانت تذكر منه جرأة ونجدة ففرح أصحاب النبي صلى الله
عليه وسلم حين رأوه فلما أدركه قال جئت لأتبعك وأصيب معك
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أتؤمن بالله ورسوله قال لا قال
فارجع فلن نستعين بمشرك يعني قالت عائشة ثم مضى رسول
الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان بالشجرة أدركه الرجل فقال مثل مقالته الأولى
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كما قال أول مرة فقال الرجل
لا فقال ارجع فلن نستعين بمشرك قالت فرجع ثم أدركه بالبيداء
فقال مثل ما
قال أول مرة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما قال أول مرة أتؤمن بالله ورسوله فقال الرجل نعم فقال انطلق
قال محمد بن عمر وهو خبيب بن يساف وكان قد تأخر إسلامه
حتى خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر فلحقه فأسلم في الطريق
وشهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم وتوفي في خلافة عثمان بن عفان وهو جد خبيب بن عبد الرحمن
ابن خبيب بن يساف الذي روى عنه عبيد الله بن عمر وشعبة وغيرهما
وقد انقرض ولد خبيب جميعا فلم يبق منهم أحد
535

سفيان بن نسر
ابن عمرو بن الحارث بن كعب بن زيد بن الحارث بن الخزرج
هكذا قال محمد بن عمر وعبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري وفيما روي
لنا عن موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبي معشر سفيان بن بئر ولعل
رواتهم لم يضبطوا عنهم هذا الاسم وشهد سفيان بدرا واحدا وكان له عقب
فانقرضوا
عبد الله بن زيد
ابن عبد ربه بن ثعلبة بن زيد بن الحارث بن الخزرج وقال عبد الله
ابن محمد بن عمارة الأنصاري ليس في آبائه ثعلبة وهو عبد الله بن زيد
ابن عبد ربه بن زيد بن الحارث وثعلبة بن عبد ربه أخو زيد وعم عبد
الله فأدخلوه في نسبه وهذا خطأ وكان لعبد الله بن زيد من الولد محمد وأمه
سعدة بنت كليب بن يساف بن عنبة بن عمرو وهي ابنة أخي خبيب بن
يساف وأم حميد بنت عبد الله وأمها من أهل اليمن ولعبد الله بن زيد
عقب بالمدينة وهم قليل
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرني كثير بن زيد عن المطلب بن عبد
الله بن حنطب عن محمد بن عبد الله بن زيد أن أباه كان يكنى أبا محمد
وكان رجلا ليس بالقصير ولا بالطويل قال محمد بن عمر وكان عبد
الله بن زيد يكتب بالعربية قبل الاسلام وكانت الكتابة في العرب قليلا
وشهد عبد الله العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعا وشهد بدرا
وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت
536

معه راية بني الحارث بن الخزرج في غزوة الفتح وهو الذي أري الاذان
أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا زكريا بن أبي زائدة عن عامر
الشعبي قال رأى عبد الله بن زيد الاذان في المنام فأتى رسول الله صلى
الله عليه وسلم فأخبره
أخبرنا موسى بن إسماعيل قال أخبرنا أبان بن يزيد العطار قال
أخبرنا يحيى بن أبي كثير أن أبا سلمة حدثه أن محمد بن عبد الله بن زيد
حدثه أن أباه شهد النبي صلى الله عليه وسلم عند المنحر ومعه رجل
من الأنصار وقسم رسول الله ضحايا فلم يصبه ولا صاحبه شئ فحلق رسول
الله صلى الله عليه وسلم رأسه في ثوبه فقسم منه على رجال وقلم أظفاره
فأعطاه وصاحبه قال فإنه عندنا مخضوب بالحناء والكتم
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا كثير بن زيد عن المطلب بن عبد
الله بن حنطب عن محمد بن عبد الله بن زيد قال توفي أبي عبد الله بن
زيد بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين وهو بن أربع وستين سنة وصلى عليه
عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه وأخوه
حريث بن زيد
ابن عبد ربه
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني شعيب بن عبادة عن بشير بن
محمد بن عبد الله بن زيد عن أبيه أن حريث بن زيد شهد بدرا قال محمد
ابن عمر وأصحابنا جميعا على ذلك وكذلك قال موسى بن عقبة ومحمد
ابن إسحاق وأبو معشر لم يختلفوا في حريث أنه قد شهد بدرا وشهد أيضا
أحدا وليس له عقب أربعة نفر
537

ومن بني جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج
تميم بن يعار
ابن قيس بن عدي بن أمية بن جدارة بن عوف بن الحارث بن
الخزرج وأمه زغيبة بنت رافع بن معاوية بن عبيد بن الأبجر وهو خدرة
ابن عوف بن الحارث بن الخزرج وهي خالة سعد بن معاذ وأسعد بن
زرارة وكان لتميم من الولد ربعي وجميلة وأمهما من بني عمرو بن وقش
الشاعر وشهد تميم بدرا وأحدا وتوفي وليس له عقب
يزيد بن المزين
ابن قيس بن عدي بن أمية بن جدارة هكذا قال محمد بن عمر
وقال موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق و عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري
هو زيد بن المزين ولم يذكره أبو معشر في كتابه وكان له من الولد عمرو
ورملة درجا فلم يبق له عقب وانقرض أيضا ولد عدي بن أمية بن جدارة
فلم يبق منهم أحد وشهد يزيد بن المزين بدرا وأحدا
عبد الله بن عمير
ابن حارثة بن ثعلبة بن خلاس بن أمية بن جدارة ذكره موسى
ابن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبو معشر ومحمد بن عمر فيمن شهد بدرا
538

ولم يذكره عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري ولم يعرف نسبه
ثلاثة نفر
ومن بني الأبجر وهو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج
عبد الله بن الربيع
ابن قيس بن عامر بن عباد بن الأبجر واسمه خدرة بن عوف بن
الحارث بن الخزرج وقال بعضهم خدرة وهي أم الأبجر رفاعة لله أعلم
وأم عبد الله بن الربيع فاطمة بنت عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول بن
عمرو بن غنم بن مازن بن النجار وكان لعبد الله من الولد عبد الرحمن
وسعد وأمهما من طئ وقد انقرض عقبه فليس له بقية وانقرض أيضا
ولد عباد بن الأبجر فلم يبق منهم أحد وشهد عبد الله بن الربيع العقبة
مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعا وشهد بدرا وأحدا
ومن حلفاء بني الحارث بن الخزرج
عبد الله بن عبس
وليس له عقب ذكره موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبو معشر
ومحمد بن عمر فيمن شهد بدرا لم ينسب لنا وقالوا هو حليف
539

عبد الله بن عرفطة
حليف لهم ذكره موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبو معشر
ومحمد بن عمر فيمن شهد بدرا وليس له عقب وكان عبد الله بن محمد
ابن عمارة الأنصاري يقول هذان الحليفان إنما هما واحد واسمه عبد
الله بن عمير حليف لهم
اثنان فجميع من شهد بدرا من بني الحارث بن الخزرج تسعة نفر
ومن بني عوف بن الخزرج ثم من بلحبلى وهو سالم بن
غنم بن عوف بن الخزرج وإنما سمي الحبلى لعظم بطنه
عبد الله بن عبد الله
ابن أبي بن مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم وهو الحبلى
وأمه خولة بنت المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو
ابن مالك بن النجار من بني مغالة وكان عبد الله بن أبي سيد الخزرج
في آخر جاهليتهم قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة في الهجرة
وقد جمع قوم عبد الله بن أبي له خرزا ليتوجوه فلما قدم رسول الله
صلى الله عليه وسلم وظهر الاسلام وسبق إليه أقوام فحسد عبد الله بن أبي
وبغى ونافق فاتضع شرفه وهو بن سلول وسلول امرأة من خزاعة وهي
أم أبي بن مالك بن الحارث و عبد الله بن أبي هو بن خالة أبي عامر الراهب
وكان أبو عامر أيضا ممن يذكر النبي صلى الله عليه وسلم ويؤمن به
ويعد الناس بخروجه وكان قد تأله في الجاهلية ولبس المسوح وترهب
540

فلما بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم حسد وبغى وأقام على كفره
وشهد مع المشركين قتال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم الفاسق
أخبرنا سليمان بن عبيد الله الرقي قال أخبرنا عبيد الله بن عمرو
عن معمر بن راشد عن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال لعبد الله بن أبي بن سلول وكان اسمه حباب
فقال أنت عبد الله فإن حبابا اسم شيطان
أخبرنا عبد الله بن نمير قال أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه أن
رجلا كان يسمى الحباب فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد
الله وقال إن الحباب شيطان
أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا أسامة بن زيد الليثي عن أبي
بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الحباب شيطان
أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال أخبرنا سفيان عن عطاء
ابن السائب عن الشعبي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحباب
شيطان
أخبرنا عبد الله بن نمير قال أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع بالاسم القبيح غيره
قالوا وكان لعبد الله بن عبد الله بن أبي من الولد عبادة وجليحة
وخيثمة وخولي وأمامة ولم تسم لنا أمهاتهم وأسلم عبد الله فحسن
إسلامه وشهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم وكان يغمه أمر أبيه ويثقل عليه لزوم المنافقين إياه ومات
أبوه منصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك فأتاه رسول
الله صلى الله عليه وسلم فشهده وصلى عليه ووقف على قبره وعزى
541

عبد الله بن عبد الله عن أبيه عند القبر وشهد عبد الله بن عبد الله اليمامة
وقتل يوم جواثا شهيدا سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر الصديق رضي
الله عنه وله عقب
أوس بن خولي
ابن عبد الله بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم الحبلى وأمه
جميلة بنت أبي بن مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم الحبلى وهي
أخت عبد الله بن أبي بن سلول وكان لأوس بن خولي من الولد ابنة يقال
لها فسحم فهلكت فليس لأوس عقب وقد انقرض أيضا ولد الحارث بن
عبيد بن مالك بن سالم الحبلى فلم يبق منهم إلا رجل أو رجلان من ولد عبد
الله بن أبي بن سلول بالمدينة وكان أوس بن خولي من الكملة وكان
الكامل عندهم في الجاهلية وأول الاسلام الذي يكتب بالعربية ويحسن العوم
والرمي وكان قد اجتمع ذلك في أوس بن خولي وآخى رسول الله
صلى الله عليه وسلم بين أوس بن خولي وشجاع بن وهب الأسدي من
أهل بدر وشهد أوس بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عائذ بن يحيى عن أبي الحويرث
قال خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم على السلاح حين دخل مكة
لعمرة القضية مائتي رجل عليهم أوس بن خولي
قالوا ولما قبض النبي صلى الله عليه وسلم وأرادوا غسله
جاءت الأنصار فنادت على الباب الله الله فإنا أخواله فليحضره بعضنا
فقيل لهم أجمعوا على رجل منكم فأجمعوا على أوس بن خولي
542

فدخل فحضر غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفنه ودفنه مع أهل
بيته وتوفي أوس بن خولي بالمدينة في خلافة عثمان بن عفان رضي
الله عنه
حدثنا الحسين بن الفهم قال أخبرنا محمد قال أخبرنا يحيى بن
معين بن عون بن زياد قال أخبرنا هشام بن يوسف عن معمر عن أيوب
عن محمد بن سيرين قال لما حضرت أبا طالب الوفاة دعا رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال له بن أخ إذا أنا مت فأت أخوالك من
بني النجار فإنهم أمنع الناس لما في بيوتهم
زيد بن وديعة
ابن عمرو بن قيس بن جزي بن عدي بن مالك بن سالم الحبلى
وأمه أم زيد بنت الحارث بن أبي الجرباء بن قيس بن مالك بن سالم الحبلى
وكان لزيد بن وديعة من الولد سعد وأمامة وأم كلثوم وأمهم زينب بنت
سهل بن صعب بن قيس بن مالك بن سالم الحبلى وكان سعد بن زيد بن
وديعة قد قدم العراق في خلافة عمر بن الخطاب فنزل بعقرقوف فصار
ولده بها يقال لهم بنو عبد الواحد بن بشير بن محمد بن موسى بن سعد بن زيد
ابن وديعة وليس بالمدينة منهم أحد وشهد زيد بن وديعة بدرا وأحدا
543

رفاعة بن عمرو
ابن زيد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن سالم الحبلى هكذا هو في
رواية موسى بن عقبة ومحمد بن عمر قال محمد بن إسحاق وكان رفاعة
يكنى أبا الوليد وقال محمد بن عمر كان زيد جد رفاعة يكنى أبا الوليد
فيقال رفاعة بن أبي الوليد ينسب إلى جده وقال عبد الله بن محمد بن
عمارة الأنصاري هو رفاعة بن أبي الوليد واسم أبي الوليد عمرو بن
عبد الله بن مالك بن ثعلبة بن جشم بن مالك بن سالم الحبلى وأمه أم رفاعة
بنت قيس بن مالك بن ثعلبة بن جشم بن مالك بن سالم الحبلى وكان لرفاعة
ابن عمرو أولاد فانقرضوا وفي رواية أبي معشر وبعض نسخ محمد بن
عمر رفاعة بن الهاف بن عمرو بن زيد فالله أعلم وشهد رفاعة العقبة
مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعا وشهد بدرا و أحدا وقتل يوم
أحد شهيدا في شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة وليس له
عقب
معبد بن عبادة
ابن قشعر بن الفدم بن سالم بن مالك بن سالم الحبلى ويكنى أبا
خميصة هكذا قال موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق ومحمد بن عمر و عبد
الله بن محمد بن عمارة الأنصاري وقال أبو معشر يكنى أبا عصيمة
شهد معبد بدرا وأحدا وتوفي وليس له عقب
544

ومن حلفاء بني سالم الحبلى بن غنم
عقبة بن وهب
ابن كلدة بن الجعد بن هلال بن الحارث بن عمرو بن عدي بن جشم
ابن عوف بن بهثة بن عبد الله بن غطفان من قيس عيلان من مضر أسلم
عقبة في أول من أسلم من الأنصار وشهد العقبتين جميعا في روايتهم جميعا
ولحق برسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فلم يزل هناك معه حتى
هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم فهاجر معه إلى المدينة فيقال
لعقبة أنصاري مهاجري وله عقب وهم مع ولد سعد بن زيد بن وديعة
بعقرقوف وشهد عقبة بدرا وأحدا ويقال أن عقبة بن وهب هو الذي
نزع الحلقتين من أجنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد
ويقال بل أبو عبيدة بن الجراح نزعهما فسقطت ثنيتاه قال محمد بن عمر
قال عبد الرحمن بن أبي الزناد نرى أنهما جميعا عالجاهما فأخرجاهما
عامر بن سلمة
ابن عامر بن عبد الله حليف لهم من أهل اليمن شهد بدرا وأحدا
وليس له عقب
عاصم بن العكير
حليف لهم من مزينة شهد بدرا وأحدا وليس له عقب ثمانية نفر
545

ومن القواقلة وهم بنو غنم وبنو سالم ابني عوف بن
عمرو بن عوف بن الخزرج
عبادة بن الصامت
ابن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم
ابن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج ويكنى أبا الوليد وأمه قرة العين بنت عبادة بن
نضلة بن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن
عوف بن الخزرج وكان لعبادة بن الصامت من الولد الوليد وأمه جميلة
بنت أبي صعصعة وهو عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن
غنم بن مازن بن النجار ومحمد وأمه أم حرام بنت ملحان بن خالد
ابن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وشهد
عبادة العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعا وهو أحد النقباء
الاثني عشر وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عبادة بن الصامت
وأبي مرثد الغنوي وشهد عبادة بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عبادة عقبيا نقيبا بدريا أنصاريا
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا أبو حزرة يعقوب بن مجاهد عن
عبادة بن الوليد بن عبادة عن أبيه قال كان عبادة بن الصامت رجلا طوالا
جسيما جميلا ومات بالرملة من أرض الشام سنة أربع وثلاثين وهو
ابن اثنتين وسبعين سنة وله عقب قال محمد بن سعد وسمعت من يقول
إنه بقي حتى توفي في خلافة معاوية بن أبي سفيان بالشام وأخوه
546

أوس بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم وأمه قرة العين بنت
عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان وكان لأوس من الولد الربيع وأمه
خولة بنت ثعلبة بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف وهي المجادلة
التي أنزل الله عز وجل فيها القرآن قد سمع الله قول التي تجادلك
في زوجها وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أوس بن الصامت
ومرثد بن أبي مرثد الغنوي وشهد أوس بدرا وأحدا والخندق والمشاهد
كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقي بعد النبي صلى الله عليه
وسلم دهرا وذكر أنه أدرك عثمان بن عفان
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الحميد بن عمران
ابن أبي أنس عن أبيه قال كان أول من ظاهر في الاسلام أوس بن الصامت
وكان به لمم وكان يفيق أحيانا فلاحى امرأته خولة بنت ثعلبة في
بعض صحواته فقال أنت علي كظهر أمي ثم ندم فقال ما أراك
إلا قد حرمت علي قالت ما ذكرت طلاقا فأتت رسول الله صلى
الله عليه وسلم فأخبرته بما قال وجادلت رسول الله صلى الله عليه وسلم
مرارا ثم قالت اللهم إني أشكو إليك شدة وحدتي وما يشق علي من
فراقه قالت عائشة فلقد بكيت وبكى من كان في البيت رحمة لها ورقة
عليها ونزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي فسري عنه
وهو يتبسم فقال يا خولة قد أنزل الله فيك وفيه قد سمع الله قول
التي تجادلك في زوجها ثم قال مريه أن يعتق رقبة قالت
لا يجد قال فمريه أن يصوم شهرين متتابعين قالت لا يطيق ذلك
قال فمريه فليطعم ستين مسكينا قالت وأنى له قال فمريه
فليأت أم المنذر بنت قيس فليأخذ منها شطر وسق تمر فليتصدق به على
547

ستين مسكينا فرجعت إلى أوس فقال ما وراءك قالت خير وأنت
ذميم ثم أخبرته فأتى أم المنذر فأخذ ذلك منها فجعل يطعم مدين من
تمر كل مسكين
النعمان بن مالك بن ثعلبة بن دعد بن فهر
ابن ثعلبة بن غنم بن عوف بن عمرو
ابن عوف بن الخزرج وثعلبة بن دعد هو الذي يسمى
قوقل وكان قوقل له عز وكان يقول للخائف إذا جاءه قوقل حيث شئت فإنك
آمن فسمي بنو غنم وبنو سالم كلهم بذلك قواقلة وكذلك هم في
الديوان يدعون بني قوقل وشهد النعمان بدرا وأحدا وقتل يومئذ
شهيدا قتله صفوان بن أمية وليس للنعمان بن مالك عقب هذا قول
محمد بن عمر وأما عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري فقال الذي شهد
بدرا هو النعمان الأعرج بن مالك بن ثعلبة بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن
غنم وقتل يوم أحد شهيدا وأمه عمرة بنت زياد بن عمرو بن زمزمة
ابن عمرو بن عمارة بن مالك من بني غضينة من بلي حليف لهم وهي
أخت المجذر بن زياد والذي يدعى قوقل هو النعمان بن مالك بن ثعلبة
ابن دعد بن فهر بن ثعلبة بن غنم الذي ذكره محمد بن عمر ولم يشهد
ذاك بدرا وليس له عقب وقد ذكر عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري نسب النعمان بن مالك ابن ثعلبة بن دعد ونسب النعمان الأعرج بن مالك
ابن ثعلبة بن أصرم في كتاب نسب الأنصار وذكر أولادهما وما ولدوا
548

مالك بن الدخشم
ابن مالك بن الدخشم بن مرضخة بن غنم بن عوف بن عمرو
ابن عوف بن الخزرج وأمه عميرة بنت سعد بن قيس بن عمرو بن امرئ
القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج
وكان لمالك بن الدخشم من الولد الفريعة وأمها جميلة بنت عبد الله بن أبي
ابن مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم الحبلى بن غنم وهو عبد
الله بن أبي بن سلول وشهد مالك بن الدخشم العقبة في رواية موسى
ابن عقبة ومحمد بن إسحاق ومحمد بن عمر وقال أبو معشر لم يشهد
مالك العقبة
أخبرنا محمد بن عمر عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود
بن الحصين قال لم يشهد مالك بن الدخشم العقبة قالوا وشهد مالك
بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك مع عاصم بن عدي فأحرقا
مسجد الضرار في بني عمرو بن عوف بالنار وتوفي مالك وليس له عقب
نوفل بن عبد الله
ابن نضلة بن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف
ابن عمرو بن عوف بن الخزرج وكان مالك بن العجلان سيد الخزرج
في زمانه هو بن خالة أحيحة بن الجلاح وشهد نوفل بن عبد الله بدرا وأحدا
وقتل يوم أحد شهيدا في شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرا وليس له
عقب
549

عتبان بن مالك بن عمرو
ابن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف وأمه من
مزينة وكان لعتبان من الولد عبد الرحمن وأمه ليلى بنت رئاب بن حنيف
ابن رئاب بن أمية بن زيد بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر عن عبد الواحد
ابن أبي عون قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عتبان بن
مالك وعمر بن الخطاب وكذلك قال محمد بن إسحاق وشهد عتبان بن مالك
بدرا وأحدا والخندق وذهب بصره على عهد النبي صلى الله عليه وسلم
فسأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتيه فيصلي في مكان من بيته فيتخذه
مصلى ففعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن محمود إن شاء الله أن عتبان
ابن مالك الأنصاري كان محجوب البصر وأنه ذكر للنبي صلى الله عليه
وسلم التخلف عن الصلاة فقال هل تسمع النداء فقال نعم فلم
يرخص له
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا معمر ومالك عن الزهري عن محمود
ابن الربيع عن عتبان بن مالك قال قلت يا رسول الله إنها تكون الليلة
المظلمة والمطر والريح فلو أتيت منزلي فصليت فيه قال فجاءني رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال أين تحب أن أصلي فأشرت له إلى
ناحية من البيت فصلى وصلينا خلفه ركعتين قال محمد بن عمر فذلك
البيت يصلي فيه الناس بالمدينة إلى اليوم قال ومات عتبان بن مالك في وسط
من خلافة معاوية بن أبي سفيان وليس له عقب وقد انقرض أيضا ولد عمرو
ابن العجلان بن زيد ودرجوا فلم يبق منهم أحد
550

مليل بن وبرة
ابن خالد بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم وكان لمليل من
الولد زيد وحبيبة وأمها أم زيد بنت نضلة بن مالك بن العجلان بن زيد
ابن غنم بن سالم وهي عمة العباس بن عبادة بن نضلة وشهد مليل بدرا
وأحدا وليس له عقب
عصمة بن الحصين
ابن وبرة بن خالد بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم وكان
لعصمة من الولد ابنتان يقال لهما عفراء وأسماء تزوجتا في الأنصار وشهد
عصمة بدرا في رواية محمد بن عمر و عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري
ولم يذكره محمد بن إسحاق وأبو معشر فيمن شهد عندهما بدرا قالوا
وشهد أحدا وتوفي وليس له عقب وقد انقرض أيضا ولد خالد بن
العجلان بن زيد ودرجوا فلم يبق منهم أحد
ثابت بن هزال
ابن عمرو بن قربوس بن غنم بن أمية بن لوذان بن سالم بن عوف
ابن عمرو بن عوف بن الخزرج شهد ثابت بدرا وأحدا والخندق والمشاهد
كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل يوم اليمامة شهيدا سنة
اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر الصديق وكان له عقب فانقرضوا وقد انقرض
أيضا ولد لوذان بن سالم بن عوف ودرجوا فلم يبق منهم أحد
551

الربيع بن إياس
ابن عمرو بن غنم بن أمية بن لوذان بن سالم ابن عوف بن عمرو
ابن عوف بن الخزرج شهد بدرا وأحدا وتوفي وليس له عقب وأخوه (
وذفة بن إياس
ابن عمرو بن غنم بن أمية بن لوذان بن سالم شهد بدرا وأحدا
والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل يوم
اليمامة شهيدا سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر الصديق رحمة الله عليه
وليس له عقب ولم يذكر عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري الربيع
ووذفة ابني إياس في كتاب نسب الأنصار ولم يولد عمرو بن غنم بن أمية
ومن حلفاء القواقلة من بني غضينة وهم بنو عمرو بن
عمارة وغضينة أم لهم من بلي فنسبوا إليها
المجذر بن زياد
ابن عمرو بن زمزمة بن عمرو بن عمارة بن مالك بن عمرو بن
بشيرة بن مشنوء بن القسر بن تميم بن عوذ مناة بن ناج بن تيم بن إراشة
ابن عامر بن عبيلة بن قسيل بن فران بن بلي بن عمرو بن الحاف بن
قضاعة وكان اسم المجذر عبد الله وهو قتل سويد بن الصامت في الجاهلية
فهيج قتله وقعة بعاث ثم أسلم المجذر بن زياد والحارث بن سويد بن
552

الصامت وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المجذر بن زياد
وبين عاقل بن أبي البكير وكان الحارث بن سويد يطلب غرة المجذر
ابن ذياد ليقتله بأبيه وشهدا جميعا أحدا فلما جال الناس تلك الجولة أتاه
الحارث بن سويد من خلفه فضرب عنقه وقتله غيلة فأتى جبريل رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأخبره أن الحارث بن سويد قتل المجذر بن زياد
غيلة وأمره أن يقتله به فقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحارث
ابن سويد بالمجذر بن زياد وكان الذي ضرب عنقه بأمر رسول الله
صلى الله عليه وسلم عويم بن ساعدة على باب مسجد قباء وللمجذر
ابن زياد عقب بالمدينة وبغداد
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني اليمان بن معن عن أبي وجزة
قال دفن ثلاثة نفر ممن قتل يوم أحد في قبر واحد المجذر بن زياد
والنعمان بن مالك وعبدة بن الحسحاس
عبدة بن الحسحاس
ابن عمرو بن زمزمة بن عمرو بن عمارة بن مالك وهو بن عم
المجذر بن زياد وأخوه لامه هكذا قال محمد بن عمر عبد الله بن محمد
ابن عمارة الأنصاري عبدة بن الحسحاس وأما محمد بن إسحاق وأبو
معشر فقالا عبادة بن الخشخاش وشهد بدرا وأحدا وقتل يوم أحد
شهيدا في شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة وليس له عقب
553

بحاث بن ثعلبة
ابن خزمة بن أصرم بن عمرو بن عمارة بن مالك شهد بدرا وأحدا
وتوفي وليس له عقب وأخوه
عبد الله بن ثعلبة
ابن خزمة بن أصرم بن عمرو بن عمارة بن مالك شهد بدرا وأحدا
وتوفي وليس له عقب
عتبة بن ربيعة
ابن خالد بن معاوية بن بهراء حليف لبني غضينة
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني شعيب بن عبادة عن بشير بن
محمد بن عبد الله عن أبيه أن عتبة بن ربيعة شهد بدرا قال محمد بن عمر
وأصحابنا جميعا على ذلك إن أمر هذا الحليف ثبت
قال محمد بن عمر هو عبيدة بن ربيعة بن جبير من بني كعب بن
عمرو بن بحنون بن نام مناة بن شبيب بن دريم بن القين بن أهود بن
بهراء وقال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري هو من بهز من بني
سليم بن منصور وشهد بدرا وأحدا
عمرو بن إياس
ابن زيد بن جشم حليف لهم من أهل اليمن من غسان شهد بدرا
وأحدا وتوفي وليس له عقب سبعة عشر رجلا
554

ومن بني ساعدة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج
المنذر بن عمرو
ابن خنيس بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن
ساعدة وأمه هند بنت المنذر بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن
غنم بن كعب بن سلمة وكان المنذر يكتب بالعربية قبل الاسلام وكانت
الكتابة في العرب قليلا ثم أسلم فشهد العقبة مع السبعين من الأنصار في
روايتهم جميعا وكان أحد النقباء الاثني عشر وآخى رسول الله صلى
الله عليه وسلم بين المنذر بن عمرو وطليب بن عمير في رواية محمد بن
عمر وأما محمد بن إسحاق فقال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بين المنذر بن عمرو وبين أبي ذر الغفاري قال محمد بن عمر كيف يكون
هذا هكذا وإنما آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه
قبل بدر وأبو ذر يومئذ غائب عن المدينة ولم يشهد بدرا ولا أحدا ولا
الخندق وإنما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة بعد ذلك
وقد قطعت بدر المؤاخاة حين نزلت آية الميراث فالله أعلم أي ذلك كان
وشهد المنذر بن عمر بدرا وأحدا وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم
أميرا على أصحاب بئر معونة فقتل يومئذ شهيدا في صفر على رأس ستة
وثلاثين شهرا من الهجرة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعنق
المنذر ليموت يقول مشى إلى الموت وهو يعرفه وليس للمنذر عقب
أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن صالح بن كيسان عن
ابن شهاب قال أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك ورجال
من أهل العلم أن المنذر بن عمرو الساعدي قتل يوم بئر معونة وهو الذي
يقال له أعنق ليموت وكان عامر بن الطفيل استصرخ عليهم بني سليم
555

فنفروا معه فقتلهم غير عمر بن أمية الضمري أخذه عامر بن الطفيل فأرسله
فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم قال له رسول الله صلى الله
عليه وسلم أنت من بينهم
أبو دجانة
واسمه سماك بن خرشة بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن
الخزرج بن ساعدة وأمه حزمة بنت حرملة من بني زعب من بني سليم
ابن منصور وكان لأبي دجانة من الولد خالد وأمه آمنة بنت عمرو بن
الأجش من بني بهز من بني سليم بن منصور وآخى رسول الله بين أبي
دجانة وعتبة بن غزوان وشهد أبو دجانة بدرا وكانت عليه يوم بدر
عصابة حمراء
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم عن
أبيه قال كان أبو دجانة يعلم في الزحوف بعصابة حمراء وكانت عليه
يوم بدر قال محمد بن عمر وشهد أيضا أبو دجانة أحدا وثبت مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم وبايعه على الموت
أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة قال أخبرنا
ثابت عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ سيفا
يوم أحد فقال من يأخذ هذا السيف فبسطوا أيديهم كل إنسان منهم
يقول أنا أنا فقال من يأخذه بحقه فأحجم القوم فقال سماك بن
خرشة أبو دجانة أنا آخذه بحقه فأخذه ففلق به هام المشركين
أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا عبد الرحمن بن زيد عن زيد بن
أسلم أن أبا دجانة حين أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم سيفه يوم
556

أحد على أن يعطيه حقه ارتجز يقول
أنا الذي عاهدني خليلي بالشعب ذي السفح لدى النخيل
ألا أكون آخر الأفول إضرب بسيف الله والرسول
أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال أخبرنا أبو المليح عن ميمون
ابن مهران قال لما انصرفوا يوم أحد قال علي لفاطمة خذي السيف
غير ذميم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كنت أحسنت
القتال فقد أسنه الحارث بن الصمة وأبو دجانة وذلك يوم أحد
أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم
قال دخل على أبي دجانة وهو مريض وكان وجهه يتهلل فقيل له ما
لوجهك يتهلل فقال ما من عملي شئ أوثق عندي من اثنتين أما
إحداهما فكنت لا أتكلم فيما لا يعنيني وأما الأخرى فكان قلبي للمسلمين
سليما قال محمد بن عمر وشهد أبو دجانة اليمامة وهو فيمن شرك في
قتل مسيلمة الكذاب وقتل أبو دجانة يومئذ شهيدا سنة اثنتي عشرة
في خلافة أبي بكر الصديق ولأبي دجانة عقب اليوم بالمدينة وبغداد
أبو أسيد الساعدي
واسمه مالك بن ربيعة بن اليدي بن عامر بن عوف بن حارثة أبي عمرو
ابن الخزرج بن ساعدة وأمه عمرة بنت الحارث بن حبل بن أمية بن حارثة
ابن عمرو بن الخزرج بن ساعدة وكان لأبي أسيد من الولد أسيد الأكبر
والمنذر وأمهما سلامة بنت وهب بن سلامة بن أمية بن حارثة بن عمرو بن
الخزرج بن ساعدة وغليظ بن أبي أسيد وأمه سلامة بنت ضمضم بن معاوية
557

ابن سكن من بني فزارة من قيس وأسيد الأصغر وأمه أم ولد وميمونة
وأمها فاطمة بنت الحكم من بني ساعدة ثم من بني قشبة وحبانة وأمها
الرباب من بني محارب بن خصفة من قيس عيلان وحفصة وفاطمة وأمهما
أم ولد وحمزة وأمه سلامة بنت والآن بن معاوية بن سكن بن خديج
من بني فزارة من قيس عيلان وشهد أبو أسيد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد
كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت معه راية بني ساعدة
يوم الفتح
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبي بن عباس بن سهل بن سعد
الساعدي عن أبيه قال رأيت أبا أسيد الساعدي بعد أن ذهب بصره قصيرا
دحداحا أبيض الرأس واللحية فرأيت رأسه كثير الشعر
أخبرنا قبيصة بن عقبة قال أخبرنا سفيان عن محمد بن عجلان عن
عبيد الله بن أبي رافع قال رأيت أبا أسيد يحفي شاربه كأخي الحلق
أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قطن عن بن أبي ذئب عن عثمان بن عبيد
الله قال رأيت أبا أسيد يصفر لحيته ونحن في الكتاب
أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا بن أبي ذئب عن عثمان بن عبيد
الله قال رأيت أبا أسيد وأبا هريرة وأبا قتادة وابن عمر يمرون بنا ونحن
في الكتاب فنجد منهم ريح العبير وهو الخلوق ويصفرون به لحاهم
أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا عبد الرحمن بن الغسيل عن
حمزة بن أبي أسيد والزبير بن المنذر بن أبي أسيد أنهما نزعا من يد أبي
أسيد خاتما من ذهب وكان بدريا قال محمد بن عمر ومات أبو أسيد
الساعدي بالمدينة عام الجماعة سنة ستين وهو بن ثمان وسبعين سنة وله عقب
بالمدينة وبغداد
558

مالك بن مسعود
ابن اليدي بن عامر بن عوف بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة
شهد بدرا وأحدا وتوفي وليس له عقب
عبد رب بن حق
ابن أوس بن قيس بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة هكذا
اسمه ونسبه في رواية موسى بن عقبة وأبي معشر ومحمد بن عمر وقال
محمد بن إسحاق وحده عبد الله بن حق وأما عبد الله بن محمد بن عمارة
الأنصاري فقال هو عبد رب بن حق بن أوس بن عامر بن ثعلبة بن وقش
ابن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة وشهد عبد رب بن حق بدرا
وأحدا وتوفي وليس له عقب
ومن حلفاء بني ساعدة بن كعب بن الخزرج
زياد بن كعب
ابن عمرو بن عدي بن عامر بن رفاعة بن كليب بن مودعة بن عدي
بن غنم بن الربعة بن رشدان بن قيس بن جهينة شهد بدرا وأحدا وتوفي
وليس له عقب وابن أخيه
559

ضمرة بن عمرو
ابن عمرو بن كعب بن عمرو بن عدي بن عامر بن رفاعة بن كليب
بن مودعة شهد بدرا وأحدا وقتل يومئذ شهيدا في شوال على رأس
اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة وذكروا أن له عقبا انتسب بعضهم إلى
بسبس بن عمرو بن ثعلبة الجهني
بسبس بن عمرو
ابن ثعلبة بن خرشة بن زيد بن عمرو بن سعد بن ذبيان بن رشدان
ابن قيس بن جهينة شهد بدرا وأحدا وليس له عقب
كعب بن جماز
ابن مالك بن ثعلبة حليف لهم من غسان هكذا قال محمد بن عمر
وعبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري وأما محمد بن إسحاق وأبو معشر
فنسباه إلى جهينة وأما موسى بن عقبة فذكره باسمه واسم أبيه ولم ينسبه
إلى أحد من العرب وشهد كعب بن جماز بدرا وأحدا وليس له عقب
تسعة نفر
560

ومن بني جشم بن الخزرج ثم من بني سلمة بن سعد بن علي بن
أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم ثم من بني حرام
ابن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة
عبد الله بن عمرو بن حرام
ابن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة ويكنى
أبا جابر وأمه الرباب بنت قيس بن القريم بن أمية بن سنان بن كعب بن
غنم بن كعب بن سلمة وأمها هند بنت مالك بن عامر بن بياضة وكان
لعبد الله بن عمرو من الولد جابر شهد العقبة وأمه أنيسة بنت عنمة بن
عدي بن سنان بن نابئ بن عمرو بن سواد وشهد عبد الله بن عمرو العقبة
مع السبعين من الأنصار وهو أحد النقباء الاثني عشر وشهد بدرا وأحدا
وقتل يومئذ شهيدا في شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة
أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي عن إسماعيل بن مسلم عن أبي
الزبير عن جابر بن عبد الله قال لما قتل أبي يوم أحد أتيته وهو مسجى
فجعلت أكشف عن وجهه وأقبله والنبي يراني فلم ينهني
أخبرنا عفان بن مسلم ووهب بن جرير و عبد الملك بن عمرو أبو
عامر العقدي وسليمان بن حرب قالوا أخبرنا شعبة عن محمد بن المنكدر
عن جابر بن عبد الله قال لما قتل أبي يوم أحد جعلت أكشف الثوب
عن وجهه وأبكي وجعل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهونني
والنبي صلى الله عليه وسلم لا ينهاني قال وجعلت عمتي فاطمة بنت
عمرو تبكي عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم تبكيه أو لا تبكيه
ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه
561

أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا شريك عن الأسود بن قيس
عن نبيح العنزي عن جابر بن عبد الله قال أصيب أبي وخالي يوم أحد
فجاءت بهما أمي قد عرضتهما على ناقة أو قال على جمل فأقبلت بهما
إلى المدينة فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ادفنوا القتلى في
مصارعهم قال فردا حتى دفنا في مصارعهما
أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال أخبرنا مالك بن أنس أن
عبد الله بن عمرو وعمرو بن الجموح كفنا في كفن واحد وقبر واحد
أخبرنا الوليد بن مسلم قال حدثني الأوزاعي عن الزهري عن جابر
بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج لدفن شهداء
أحد قال زملوهم بجراحهم فإني أنا الشهيد عليهم ما من مسلم يكلم
في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة يسيل دما اللون لون الزعفران والريح ريح
المسك قال جابر وكفن أبي في نمرة واحدة وكان يقول صلى الله
عليه وسلم أي هؤلاء كان أكثر أخذا للقرآن فإذا أشير له إلى الرجل
قال قدموه في اللحد قبل صاحبه قالوا وكان عبد الله بن عمرو بن حرام
أول قتيل قتل من المسلمين يوم أحد قتله سفيان بن عبد شمس أبو أبي
الأعور السلمي فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهزيمة
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ادفنوا عبد الله بن عمرو وعمرو
بن الجموح في قبر واحد لما كان بينهما من الصفاء وقال ادفنوا هذين
المتحابين في الدنيا في قبر واحد قال وكان عبد الله بن عمرو رجلا أحمر
أصلع ليس بالطويل وكان عمرو بن الجموح رجلا طويلا فعرفا
فدفنا في قبر واحد وكان قبرهما مما يلي المسل فدخله السيل فحفر عنهما
وعليهما نمرتان وعبد الله قد أصابه جرح في وجهه فيده على جرحه فأميطت
يده عن جرحه فانبعث الدم فردت يده إلى مكانها فسكن الدم قال جابر
فرأيت أبي في حفرته كأنه نائم وما تغير من حاله قليل ولا كثير فقيل له
562

فرأيت أكفانه قال إنما كفن في نمرة خمر بها وجهه وجعل على
رجليه الحرمل فوجدنا النمرة كما هي والحرمل على رجليه على هيئته وبين
ذلك ست وأربعون سنة فشاورهم جابر في أن يطيب بمسك فأبى ذلك
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا لا تحدثوا فيهم شيئا
وحولا من ذلك المكان إلى مكان آخر وذلك أن القناة كانت تمر عليهما
وأخرجوا رطابا يتثنون
أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قطن قال أخبرنا هشام الدستوائي عن
أبي الزبير عن جابر قال صرخ بنا إلى قتلانا يوم أحد حين أجرى معاوية
العين فأخرجناهم بعد أربعين سنة لينة أجسادهم تنثني أطرافهم
أخبرنا سعيد بن عامر قال أخبرنا شعبة عن بن أبي نجيح عن عطاء
عن جابر بن عبد الله قال دفن مع أبي رجل في القبر فلم تطب نفسي
حتى أخرجته فدفنته وحده
أخبرنا موسى بن إسماعيل قال أخبرنا أبو هلال قال أخبرنا سعيد
أبو مسلمة عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله أن أباه قال له إني أرجو
أن أكون في أول من يصاب غدا فأوصيك ببنات عبد الله خيرا فأصيب فجعلنا
الاثنين في قبر واحد فدفنته مع آخر في قبر فلبثنا ستة أشهر ثم إن نفسي
لم تدعني حتى أدفنه وحده فاستخرجته من القبر فإذا الأرض لم تأكل شيئا
منه إلا قليلا من شحمة أذنه
أخبرنا سليمان بن حرب قال أخبرنا حماد بن زيد عن سعيد بن
يزيد أبي مسلمة عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله قال دفن مع أبي
في قبره رجل أو رجلان فكان في نفسي من ذلك حاجة فأخرجته بعد ستة
أشهر فحولته فما أنكرت منه شيئا إلا شعرات كن في لحيته مما يلي الأرض
أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا زكريا بن أبي زائدة قال
حدثني عامر الشعبي قال حدثني جابر بن عبد الله أن أباه توفي وعليه
563

دين قال فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إن أبي
ترك عليه دينا وليس عندنا إلا ما يخرج نخله فلا يبلغ ما يخرج نخله
سنتين ما عليه فانطلق معي لكيلا يفحش علي الغرماء قال فمشى حول
بيدر من بيادر التمر ودعا ثم جلس عليه وقال أين غرماؤه فأوفاهم
الذي لهم وبقي مثل الذي أعطاهم
خراش بن الصمة
ابن عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب
ابن سلمة وأمه أم حبيب بنت عبد الرحمن بن هلال بن عمير بن الأخطم
من أهل الطائف ويقال لخراش قائد الفرسين وكان لخراش من الولد سلمة
وأمه فكيهة بنت يزيد بن قيظي بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد
من بني سلمة و عبد الرحمن وعائشة وأمهما أم ولد وكان لخراش عقب
فانقرضوا فلم يبق منهم أحد
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد العزيز بن محمد عن يحيى
ابن أسامة عن أبي جابر عن أبيهما أن معاذ بن الصمة بن عمرو بن الجموح
أخا خراش شهد بدرا قال محمد بن عمر وليس بثبت ولا مجمع
عليه قال محمد بن عمر وكان خراش بن الصمة من الرماة المذكورين
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد بدرا وأحدا وجرح
يوم أحد عشر جراحات
564

عمير بن حرام
ابن عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب شهد بدرا في
رواية محمد بن عمر و عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري ولم يذكره موسى
ابن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبو معشر فيمن شهد عندهم بدرا وتوفي
وليس له عقب
عمير بن الحمام
ابن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب وأمه النوار بنت عامر بن
نابئ بن زيد بن حرام بن كعب وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بين عمير بن الحمام وعبيدة بن الحارث وقتلا يوم بدر جميعا
أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن
عكرمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في قبة يوم بدر فقال
قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين فقال عمير
ابن الحمام بخ بخ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تبخبخ
قال أرجو أن أكون من أهلها قال فإنك من أهلها قال فانتثل تمرات
من قرنه فجعل يلوكهن ثم قال والله لئن بقيت حتى ألوكهن إنها
لحياة طويلة فنبذهن وقاتل حتى قتل أخبرنا محمد بن عمر
قال أخبرنا محمد بن صالح عن عاصم بن عمر
ابن قتادة قال أول قتيل قتل من الأنصار في الاسلام عمير بن الحمام
قتله خالد بن الأعلم قال محمد بن عمر و عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري
وليس لعمير بن الحمام عقب
565

معاذ بن عمرو
ابن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب وأمه هند بنت عمرو بن
حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب وكان لمعاذ من الولد عبد الله وأمامة وأمها
ثبيتة بنت عمرو بن سعد بن مالك بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج
من بني ساعدة شهد معاذ العقبة في روايتهم جميعا وشهد بدرا وأحدا
وتوفي وليس له عقب وأخوه
معوذ بن عمرو
ابن الجموح بن زيد بن حرام وأمه هند بنت عمرو بن حرام بن ثعلبة
ابن حرام شهد بدرا في رواية موسى بن عقبة وأبي معشر ومحمد بن عمر
ولم يذكره محمد بن إسحاق فيمن شهد عنده بدرا وشهد أحدا وليس له
عقب وأخوهما
خلاد بن عمرو
ابن الجموح بن زيد بن حرام وأمه هند بنت عمرو بن حرام بن ثعلبة
ابن حرام شهد بدرا في روايتهم جميعا وشهد أحد وليس له عقب
566

الحباب بن المنذر
ابن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب ويكنى أبى عمرو وأمه الشموس
بنت حق بن أمة بن حرام وكان لحباب من الولد خشرم وأم جميل
وأمهما زينب بنت صيفي بن صخر بن خنساء من بني عبيد بن سلمة
والحباب هو خال المنذر بن عمرو الساعدي أحد النقباء وهو الذي قتل يوم
بئر معونة وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أعنق ليموت
وشهد الحباب بدرا
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة
عن داود بن الحصين عن عكرمة عن بن عباس أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم نزل منزلا يوم بدر فقال الحباب بن المنذر ليس هذا بمنزل
انطلق بنا إلى أدنى ماء إلى القوم ثم نبني عليه حوضا ونقذف فيه الآنية فنشرب
ونقاتل وتعور ما سواها من القلب قال فنزل جبريل عليه السلام على
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الرأي ما أشار به الحباب بن المنذر
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا حباب أشرت بالرأي فنهض
رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعل ذلك
أخبرنا سليمان بن حرب قال أخبرنا حماد بن زيد عن يحيى بن
سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم استشار الناس يوم بدر فقام الحباب
ابن المنذر فقال نحن أهل الحرب أرى أن نعور المياه إلا ماء واحدا نلقاهم
عليه قال واستشارهم يوم قريظة والنضير قال فقام الحباب بن المنذر
فقال أرى أن ننزل بين القصور فنقطع خبر هؤلاء عن هؤلاء وخبر هؤلاء
عن هؤلاء فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن قدامة عن عمر بن الحسين
قال كان لواء الخزرج يوم بدر مع الحباب بن المنذر قال محمد بن عمر
567

شهد الحباب بدرا وهو بن ثلاث وثلاثين سنة وأجمعوا جميعا على شهوده
بدرا ولم يذكره محمد بن إسحاق فيمن شهد عنده بدرا وهذا عندنا منه
وهل لان أمر الخباب بن المنذر في بدر مشهور وشهد الحباب أحدا
وثبت يومئذ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعه على الموت وشهد
الخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد سقيفة
بني ساعدة حين اجتمعت الأنصار لتبايع سعد بن عبادة وحضر أبو بكر
وعمر وأبو عبيدة بن الجراح وغيرهم من المهاجرين فتكلموا فقال الحباب
ابن المنذر أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب منا أمير ومنكم
أمير ثم بويع أبو بكر وتفرقوا وتوفي الحباب بن المنذر في خلافة عمر
ابن الخطاب وليس له عقب
عقبة بن عامر
ابن نابئ بن زيد بن حرام بن كعب وأمه فكيهة بنت سكن بن
زيد بن أمية بن سنان بن كعب بن عدي بن كعب بن سلمة وليس له عقب
وشهد عقبة العقبة الأولى ويجعل في الستة النفر الذين أسلموا بمكة أول
الأنصار الذين لم يكن قبلهم أحد قال محمد بن عمر وهو الثبت عندنا
وشهد عقبة بدرا وأحدا وأعلم يومئذ بعصابة خضراء في مغفره وشهد
الخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد يوم
اليمامة وقتل يومئذ شهيدا سنة اثنتي عشرة وذلك في خلافة أبي بكر الصديق
رحمة الله عليه
568

ثابت بن ثعلبة
ابن زيد بن الحارث بن حرام بن كعب وأمه أم أناس بنت سعد
من بني عذرة ثم من بني سعد هذيم ثم من قضاعة وهو الذي يقال له
ثابت بن الجذع والجذع ثعلبة بن زيد وسمي بذلك لشدة قلبه وصرامته
وكان لثابت من الولد عبد الله والحارث وأم أناس وأمهم أمامة بنت عثمان
ابن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق من الخزرج وكانت لهم بقية فانقرضوا
قال محمد بن سعد وذكر لي أن قوما انتسبوا إليه حديثا من الزمان ويقولون
هو ثابت بن ثعلبة الجذع وشهد ثابت العقبة مع السبعين من الأنصار في
روايتهم جميعا وشهد ثابت بدرا وأحدا والخندق والحديبية وخيبر وفتح
مكة ويوم الطائف وقتل يومئذ شهيدا
عمير بن الحارث
ابن ثعلبة بن الحارث بن حرام بن كعب وهو في رواية موسى بن عقبة
عمير بن الحارث بن لبدة بن ثعلبة بن الحارث وأمه كبشة بنت نابئ
ابن زيد بن حرام من بني سلمة شهد العقبة في روايتهم جميعا وشهد بدرا
وأحدا وتوفي وليس له عقب
569

ومن الموالي بني حرام بن كعب
تميم مولى خراش
ابن الصمة آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين تميم مولى
خراش بن الصمة وبين خباب مولى عتبة بن غزوان وشهد تميم بدرا
وأحدا وتوفي وليس له عقب
حبيب بن الأسود
مولى لبني حرام هكذا قال محمد بن إسحاق وأبو معشر ومحمد بن
عمر حبيب بن الأسود وقال موسى بن عقبة في روايته حبيب بن سعد
مولى لهم شهد بدرا وأحدا وتوفي وليس له عقب
ومن بني عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة
وهم دعوة على حدة
بشر بن الراء
ابن معرور بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد وأمه خليدة
بنت قيس بن ثابت بن خالد من أشجع ثم من بني دهمان شهد العقبة
في روايتهم جميعا وكان من الرماة المذكورين من أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين بشر بن البراء
570

ابن معرور وبين واقد بن عبد الله التميمي حليف بني عدي وشهد بشر
بدرا وأحدا والخندق والحديبية وخيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأكل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر من الشاة التي أهدتها
له اليهودية وكانت مسمومة فلما ازدرد بشر أكلته لم يرم مكانه حتى
عاد لونه كالطيلسان وماطله وجعه سنة لا يتحول إلا ما حول ثم مات
منه ويقال لم يرم من مكانه حتى مات
أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة
ابن عبد الرحمن قال وأخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن
سلمة عن أبي محمد بن معبد بن أبي قتادة عن الزبير بن المنذر قال وأخبرنا
يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن صالح بن كيسان عن بن
شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال من سيدكم يا بني سلمة قالوا الجد بن قيس
على أنه رجل فيه بخل قال وأي داء أدوأ من البخل بل سيدكم
بشر بن البراء بن معرور
عبد الله بن الجد
ابن قيس بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد وأمه هند بنت سهل
من جهينة ثم من بني الربعة وأخوه لامه معاذ بن جبل شهد عبد الله
بدرا وأحدا وكان أبوه الجد بن قيس يكنى أبا وهب وكان قد أظهر الاسلام
وغزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوات وكان منافقا وفيه
نزل حين غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك ومنهم من
يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا وليس لعبد الله بن الجد عقب والعقب لأخيه محمد بن
الجد بن قيس
571

سنان بن صيفي
ابن صخر بن خنساء بن عبيد وأمه نائلة بنت قيس بن النعمان بن
سنان من بني سلمة وكان لسنان بن صيفي من الولد مسعود وأمه أم ولد
وشهد سنان العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعا وشهد بدرا
وأحدا وتوفي وليس له عقب
عتبة بن عبد الله
ابن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد وأمه بسرة بنت زيد بن
أمية بن سنان بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة شهد بدرا وأحدا
وتوفي وليس له عقب
الطفيل بن مالك
ابن خنساء بن سنان بن عبيد وأمه أسماء بنت القين بن كعب بن سواد
من بني سلمة وكان للطفيل بن مالك من الولد عبد الله والربيع وأمهما
إدام بنت قرط بن خنساء بن سنان بن عبيد من بني سلمة وشهد الطفيل
ابن مالك العقبة في روايتهم جميعا وشهد بدرا وأحدا وكان له عقب
فانقرضوا ودرجوا
572

الطفيل بن النعمان
ابن خنساء بن سنان بن عبيد وأمه خنساء بنت رئاب بن النعمان بن
سنان بن عبيد وهي عمة جابر بن عبد الله بن رئاب وشهد الطفيل العقبة
في روايتهم جميعا وشهد بدرا وأحدا وجرح بأحد ثلاثة عشر جرحا وشهد
الخندق وقتل يومئذ شهيدا قتله وحشي فكان يقول أكرم الله حمزة
ابن عبد المطلب والطفيل بن النعمان بيدي ولم يهني بأيديهم يعني أقتل
كافرا وكان للطفيل بن النعمان من الولد بنت يقال لها الربيع تزوجها أبو
يحيى عبد الله بن عبد مناف بن النعمان بن سنان بن عبيد فولدت له وأمها
أسماء بنت قرط بن خنساء بن سنان بن عبيد وليس للطفيل بن النعمان
عقب
عبد الله بن عبد مناف
ابن النعمان بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة
ويكنى أبا يحيى وأمه حميمة بنت عبيد بن أبي كعب بن القين بن كعب
ابن سواد من بني سلمة وكان لعبد الله بن عبد مناف بنت يقال لها أيضا
حميمة وأمها الربيع وهي الربيع بنت الطفيل بن النعمان بن خنساء بن
سنان بن عبيد وشهد عبد الله بن عبد مناف بدرا وأحدا وتوفي وليس
له عقب
573

جابر بن عبد الله
ابن رئاب بن النعمان بن سنان بن عبيد وأمه أم جابر بنت زهير بن
ثعلبة بن عبيد من بني سلمة ويجعل جابر في الستة النفر الذين أسلموا من
الأنصار أول من أسلم منهم بمكة وشهد جابر بدرا وأحدا والخندق والمشاهد
كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد روى عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أحاديث وتوفي وليس له عقب
أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا همام بن يحيى عن الكلبي في
قوله يمحو الله ما يشاء ويثبت قال يمحو من الرزق ويزيد فيه
ويمحو من الاجل ويزيد فيه فقلت له من حدثك قال حدثني أبو
صالح عن جابر بن عبد الله بن رئاب الأنصاري عن النبي صلى الله عليه
وسلم
أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن سلمة عن الكلبي عن
ابن صالح عن جابر بن عبد الله بن رئاب الأنصاري أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال في هذه الآية لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي
الآخرة قال هي الرؤيا الصالحة يراها العبد أو ترى له
خليد بن قيس
ابن النعمان بن سنان بن عبيد وأمه إدام بنت القين بن كعب بن سواد
من بني سلمة هكذا قال محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر خليد وقال
موسى بن عقبة وأبو معشر خليدة
ابن قيس وقال غيرهما هو خالدة بن قيس وقال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري هو خالد بن قيس
574

وقد شهد معه أيضا بدرا أخ له من أبيه وأمه يقال له خلاد ولم يذكر موسى
ابن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبو معشر ومحمد بن عمر خلادا فيمن شهد
بدرا ولا أظنه بثبت وشهد خليد بن قيس بدرا وأحدا وتوفي وليس
له عقب
يزيد بن المنذر
ابن سرح بن خناس بن سنان بن عبيد شهد العقبة مع السبعين من
الأنصار في روايتهم جميعا وشهد بدرا واحدا وتوفي وليس له عقب وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين
يزيد بن المنذر وعامر بن ربيعة حليف بني عدي بن كعب وشهد يزيد بن
المنذر بدرا وأحدا وتوفي وليس له عقب وذكر عبد الله بن محمد بن
عمارة الأنصاري أن قوما انتسبوا إلى يزيد بن المنذر حديثا من الزمان وذلك
باطل وأخوه
معقل بن المنذر
ابن سرح بن خناس بن سنان بن عبيد شهد العقبة مع السبعين
من الأنصار في روايتهم جميعا وشهد بدرا وأحدا وتوفي وليس له عقب
عبد الله بن النعمان
ابن بلذمة بن خناس بن سنان بن عبيد هكذا قال محمد بن عمر
بلذمة وقال موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبو معشر بلدمة وقال
575

عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري بلدمة هو بن عم أبي قتادة بن
ربعي بن بلدمة وشهد عبد الله بن النعمان بدرا وأحدا وتوفي وليس له
عقب
جبار بن صخر
ابن أمية بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب
ابن سلمة وأمه عتيكة بنت خرشة بن عمرو بن عبيد بن عامر بن بياضة
ويكنى جبار أبا عبد الله وشهد العقبة في روايتهم جميعا مع السبعين من
الأنصار وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين جبار بن صخر
والمقداد بن عمرو وشهد جبار بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يبعثه خارصا إلى خيبر وغيرها وشهد جبار بدرا وهو بن اثنين وثلاثين
سنة وتوفي في خلافة عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه بالمدينة سنة ثلاثين
وله عقب
الضحاك بن حارثة
ابن زيد بن ثعلبة بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة
وأمه هند بنت مالك بن عامر بن بياضة وكان للضحاك من الولد يزيد وأمه
أمامة بنت محرث بن زيد بن ثعلبة بن عبيد من بني سلمة وقد انقرض عقب
الضحاك منذ زمان وشهد الضحاك العقبة مع السبعين من الأنصار في
روايتهم جميعا وشهد بدرا
576

سواد بن رزن
ابن زيد بن ثعلبة بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة وأمه
أم قيس بنت القين بن كعب بن سواد من بني سلمة هكذا سماه ونسبه
محمد بن عمر و عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري وقال موسى بن
عقبة هو أسود بن رزن بن ثعلبة ولم يذكر زيدا وقال محمد بن إسحاق
وأبو معشر سواد بن زريق بن ثعلبة وهذا عندنا تصحيف من رواتهم
وكان لسواد بن رزن من الولد أم عبد الله بنت سواد وكانت من المبايعات وأم
رزن بنت سواد وهي أيضا من المبايعات وأمها خنساء بنت رئاب بن النعمان
ابن سنان بن عبيد وشهد سواد بن رزن بدرا وأحدا وتوفي وليس له
عقب
ومن حلفاء بني عبيد بن عدي ومواليهم
حمزة بن الحمير
حليف لهم من أشجع ثم من بني دهمان هكذا قال محمد بن عمر
وقال محمد بن عمر قد سمعت أنه خارجة بن الحمير وقال محمد بن
إسحاق هو خارجة بن الحمير وقال موسى بن عقبة هو حارثة بن
الحمير واختلف عن أبي معشر فقال روى عنه هو حربة
ابن الحمير وأجمعوا جميعا أنه من أشجع ثم من بني دهمان حليف
بني عبيد بن عدي وشهد بدرا وأحدا وتوفي وليس له عقب وأخوه (
577

عبد الله بن الحمير
من أشجع ثم من بني دهمان اجتمعوا جميعا على اسمه ولم يختلفوا
في أمره شهد بدرا وأحدا وتوفي وليس له عقب
النعمان بن سنان
مولى بني عبيد بن عدي أجمعوا على ذلك جميعا وأنه قد شهد بدرا
وأحدا وتوفي وليس له عقب
ومن بني سواد بن غنم بن كعب بن سلمة
قطبة بن عامر
ابن حديدة بن عمرو بن سواد وسكنى أبا زيد وأمه زينب بنت عمرو
ابن سنان بن عمرو بن مالك بن بهثة بن قطبة بن عوف بن عامر بن ثعلبة
ابن مالك بن أفصى بن عمرو بن أسلم وكان لقطبة من الولد أم جميل
وهي من المبايعات وأمها أم عمرو بنت عمرو بن خليد بن عمرو بن
سواد بن غنم بن كعب بن سلمة وشهد قطبة العقبتين جميعا في روايتهم
كلهم ويجعل في الستة النفر الذين يروى أنهم أول من أسلم من الأنصار
بمكة ليس قبلهم أحد قال محمد بن عمر وهو أثبت الأقاويل عندنا
وكان قطبة من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم وشهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى
578

الله عليه وسلم وكانت معه راية بني سلمة في غزوة الفتح وجرح يوم أحد
تسع جراحات
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة
عن إسحاق بن عبد الله عن بن كعب بن مالك أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم بعث قطبة بن عامر بن حديدة في عشرين رجلا إلى حي من
خثعم بناحية تبالة فأمره أن يشن عليهم الغارة فانتهوا إلى الحاضر وقد
ناموا وهدؤوا فكبروا وشنوا الغارة فوثب القوم فاقتتلوا قتالا شديدا حتى
كثر الجراح في الفريقين جميعا وكثرهم أصحاب قطبة فقتلوا من قتلوا
وساقوا النعم والشاء إلى المدينة فأخرج منهم الخمس ثم كانت سهمانهم
بعد ذلك أربعة أبعرة لكل رجل والبعير يعدل بعشرة من الغنم و كانت
هذه السرية في صفر سنة تسع وقال أبو معشر رمى قطبة بن عامر يوم بدر
بحجر بين الصفين ثم قال لا أفر حتى يفر هذا الحجر وبقي قطبة حتى
توفي في خلافة عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه وليس له عقب وأخوه صلى الله عليه وسلم
يزيد بن عامر
ابن حديدة بن عمرو بن سواد ويكنى أبا المنذر وأمه زينب بنت
عمرو بن سنان وهي أم قطبة بن عامر وكان ليزيد بن عامر من الولد عبد
الرحمن والمنذر وأمهما عائشة بنت جري بن عمرو بن عامر بن عبد رزاح
ابن ظفر من الأوس وشهد يزيد بن عامر العقبة مع السبعين من الأنصار
في روايتهم جميعا وشهد بدرا وأحدا وله عقب بالمدينة وبغداد
579

سليم بن عمرو
ابن حديدة بن عمرو بن سواد وأمه أم سليم بنت عمرو بن عباد
ابن عمرو بن سواد من بني سلمة شهد العقبة مع السبعين من الأنصار
في روايتهم جميعا وشهد بدرا وأحدا وقتل يوم أحد شهيدا في شوال على
رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة وليس له عقب
ثعلبة بن عنمة
ابن عدي بن سنان بن نابئ بن عمرو بن سواد وأمه جهيرة بنت
القين بن كعب من بني سلمة شهد العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم
جميعا وكان لما أسلم يكسر أصنام بني سلمة هو ومعاذ بن جبل و عبد الله
ابن أنيس وشهد بدرا وأحدا والخندق وقتل يومئذ شهيدا قتله هبيرة
ابن أبي وهب المخزومي
عبس بن عامر
ابن عدي بن سنان بن نابئ بن عمرو بن سواد وأمه أم البنين بنت
زهير بن ثعلبة بن عبيد من بني سلمة شهد العقبة مع السبعين من الأنصار
في روايتهم جميعا وشهد بدرا وأحدا وتوفي وليس له عقب
580

أبو اليسر واسمه كعب بن عمرو
ابن عباد بن عمرو بن سواد وأمه نسيبة بنت قيس بن الأسود بن
مري من بني سلمة وكان لأبي اليسر من الولد عمير وأمه أم عمرو بنت
عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة
وهي عمة جابر بن عبد الله ويزيد بن أبي اليسر وأمه لبابة بنت الحارث
ابن سعيد من مزينة وحبيب وأمه أم ولد وعائشة وأمها أم الرياع
بنت عبد عمرو بن مسعود بن عبد الأشهل وشهد أبو اليسر العقبة في روايتهم
جميعا وشهد بدرا وأحدا وهو بن عشرين سنة وشهد أحدا والخندق والمشاهد
كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رجلا قصيرا دحداحا
ذا بطن وتوفي بالمدينة سنة خمس وخمسين وذلك في خلافة معاوية بن
أبي سفيان رحمه الله وله عقب بالمدينة
سهل بن قيس
ابن أبي كعب بن القين بن كعب بن سواد وأمه نائلة بنت سلامة
ابن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل من الأوس هو بن عم
كعب بن مالك بن أبي كعب بن القين الشاعر وشهد سهل بدرا وأحدا
وقتل يوم أحد شهيدا في شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة
وهو صاحب القبر المعروف بأحد وبقي من عقبه رجل وامرأة
581

ومن موالي بني سواد بن غنم
عنترة مولى سليم
ابن عمرو بن حديدة بن عمرو بن سواد شهد بدرا وأحدا وقتل
يومئذ شهيدا قتله نوفل بن معاوية الديلي
قال موسى بن عقبة وهو عنترة بن عمرو مولى سليم بن عمرو
ومن سائر بني سلمة
معبد بن قيس
ابن صيفي بن صخر بن حرام بن ربيعة بن عدي بن غنم بن كعب
ابن سلمة وأمه الزهرة بنت زهير بن حرام بن ثعلبة بن عبيد من بني سلمة
هكذا سماه ونسبه محمد بن عمر و عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري
وكذلك هو في كتاب نسب الأنصار وكان موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق و
أبو معشر يقولون معبد بن قيس بن صخر ولا يذكرون صيفيا وشهد
معبد بدرا وأحدا وتوفي وليس له عقب وأخوه
عبد الله بن قيس
ابن صيفي بن صخر بن حرام بن ربيعة بن عدي بن غنم بن كعب
ابن سلمة ذكره محمد بن إسحاق وأبو معشر محمد بن عمر و عبد الله بن
محمد بن عمارة الأنصاري فيمن شهد عندهم بدرا ولم يذكره موسى بن
582

عقبة في كتابه فيمن شهد بدرا وشهد أيضا عبد الله أحدا وتوفي وليس
له عقب
عمرو بن طلق
ابن زيد بن أمية بن سنان بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة
ذكره محمد بن إسحاق وأبو معشر ومحمد بن عمر و عبد الله بن محمد بن
عمارة الأنصاري فيمن شهد عندهم بدرا ولم يذكره موسى بن عقبة في
كتابه فيمن شهد بدرا وشهد أيضا أحدا وليس له عقب معاذ بن جبل
ابن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي
ابن سعد أخي سلمة بن سعد وأمه هند بنت سهل من جهينة ثم من بني
الربعة وأخوه لامه عبد الله بن الجد بن قيس من أهل بدر وكان لمعاذ
من الولد أم عبد الله وهي من المبايعات وأمها أم عمرو بنت خالد بن عمرو
ابن عدي بن سنان بن نابئ بن عمرو بن سواد من بني سلمة
وكان له ابنان أحدهما عبد الرحمن ولم يسم لنا الآخر ولم تسم
لنا أمهما ويكنى معاذ أبا عبد الرحمن وشهد العقبة في روايتهم جميعا
مع السبعين من الأنصار وكان معاذ بن جبل لما أسلم يكسر أصنام بني سلمة
هو وثعلبة بن عنمة و عبد الله بن أنيس
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن
أبيه قال وأخبرنا عبد الله بن جعفر عن سعد بن إبراهيم وابن أبي عون
583

قالوا آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين معاذ بن جبل و عبد الله
ابن مسعود لا اختلاف فيه عندنا وأما في رواية محمد بن إسحاق خاصة
ولم يذكره غيره قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين معاذ
ابن جبل وجعفر بن أبي طالب قال محمد بن عمر وكيف يكون هذا و
إنما كانت المؤاخاة بينهم بعد قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم
المدينة وقبل يوم بدر فلما كان يوم بدر ونزلت آية الميراث انقطعت المؤاخاة
وجعفر بن أبي طالب قد هاجر قبل ذلك من مكة إلى الحبشة فهو حين آخى
رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه بأرض الحبشة وقدم بعد ذلك
بسبع سنين هذا وهل من محمد بن إسحاق وشهد معاذ بدرا وهو بن
عشرين أو إحدى وعشرين سنة فيما أخبرنا به محمد بن عمر عن أيوب بن
النعمان عن أبيه عن قومه وشهد أيضا معاذ أحدا والخندق والمشاهد كلها
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر عن الزهري عن بن كعب
ابن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلع معاذ
بن جبل من ماله
لغرمائه حين اشتدوا عليه وبعثه إلى اليمن وقال لعل الله أن يجبرك
قال محمد بن عمر وذلك في شهر ربيع الآخر سنة تسع من الهجرة
أخبرنا يزيد بن هارون وأبو الوليد الطيالسي قالا أخبرنا شعبة بن
الحجاج عن أبي عون محمد بن عبيد الله عن الحارث بن عمرو الثقفي بن
أخي المغيرة قال أخبرنا أصحابنا عن معاذ بن جبل قال لما بعثني رسول
الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قال لي بم تقضي إن عرض لك
قضاء قال قلت أقضي بما في كتاب الله قال فإن لم يكن في كتاب
الله قلت أقضي بما قضى به الرسول قال فإن لم يكن فيما قضى به
الرسول قال قلت أجتهد رأيي ولا آلو قال فضرب صدري وقال
الحمد لله الذي وفق رسول الله صلى الله عليه وسلم لما يرضي رسول الله
584

أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا بن عيينة عن بن أبي نجيح
قال كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن وبعث إليهم
معاذا إني قد بعثت عليكم من خير أهلي والي علمهم والي دينهم
أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي قال أخبرنا مالك بن أنس
عن يحيى بن سعيد أن معاذ بن جبل قال كان آخر ما أوصاني به رسول
الله صلى الله عليه وسلم حين جعلت رجلي في الغرز أن أحسن خلقك
مع الناس
أخبرنا وكيع بن الجراح أخبرنا الفضل بن دكين قالا أخبرنا سعيد
ابن عبيد الطائي عن بشير بن يسار قال لما بعث معاذ بن جبل إلى اليمن
معلما قال وكان رجلا أعرج فصلى بالناس في اليمن فبسط رجله فبسط
القوم أرجلهم فلما صلى قال قد أحسنتم ولكن لا تعودوا فإني إنما
بسطت رجلي في الصلاة لأني اشتكيتها
أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا شيبان عن الأعمش عن شقيق
قال استعمل النبي صلى الله عليه وسلم معاذا على اليمن فتوفي النبي
صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر وهو عليها وكان عمر عامئذ على
الحج فجاء معاذ إلى مكة ومعه رفيق ووصفاء على حدة فقال له عمر
يا أبا عبد الرحمن لمن هؤلاء الوصفاء قال هم لي قال من أين هم
لك قال أهدوا لي قال أطعني وأرسل بهم إلى أبي بكر فإن
طيبهم لك فهم لك قال ما كنت لأطيعك في هذا شئ أهدي لي أرسل
بهم إلى أبي بكر قال فبات ليلته ثم أصبح فقال يا بن الخطاب ما أراني
إلا مطيعك إني رأيت الليلة في المنام كأني أجر أو أقاد أو كلمة تشبهها
إلى النار وأنت آخذ بحجزتي فانطلق
بهم إلى أبي بكر فقال أنت أحق بهم فقال أبو بكر هم لك فانطلق بهم إلى أهله فصفوا خلفه يصلون
فلما انصرف قال لمن تصلون قالوا لله تبارك وتعالى قال فانطلقوا
585

فأنتم له
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن صالح عن موسى بن عمران
ابن مناح قال توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعامله على الجند
معاذ بن جبل
أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال أخبرنا شعبة عن حبيب قال
سمعت ذكوان يحدث أن معاذا كان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم
ثم يجئ فيؤم قومه
أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال أخبرنا سفيان الثوري قال
وأخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا وهيب بن خالد جميعا عن خالد الحذاء
عن أبي قلابة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل
أخبرنا الفضل بن دكين وقبيصة بن عقبة قالا أخبرنا سفيان عن
خالد الحذاء عن أبي نصر حميد بن هلال العدوي عن عبد الله بن الصامت
قال قال معاذ ما بزقت عن يميني منذ أسلمت
أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا وهيب عن أيوب عن حميد بن
هلال أن معاذ بن جبل بزق عن يمينه وهو في غير صلاة فقال ما فعلت
هذا منذ صحبت النبي صلى الله عليه وسلم
أخبرنا موسى بن داود قال أخبرنا محمد بن راشد عن الوضين بن
عطاء عن محفوظ بن علقمة عن أبيه أن معاذ بن جبل دخل قبته فرأى امرأته
تنظر من خرق في القبة فضربها
قال وكان معاذ يأكل تفاحا ومعه امرأته فمر غلام له فناولته
امرأته تفاحة قد عضتها فضربها معاذ
أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا مالك بن أنس عن أبي حازم بن
دينار عن أبي إدريس الخولاني قال دخلت مسجد دمشق فإذا فتى براق
586

الثنايا وإذا ناس معه إذا اختلفوا في شئ أسندوه إليه وصدروا عن رأيه
فسألت عنه فقالوا هذا معاذ بن جبل فلما كان من الغد هجرت فوجدته
قد سبقني بالتهجير فوجدته يصلي قال فانتظرته حتى قضى صلاته ثم
جئته من قبل وجهه فسلمت عليه وقلت له والله إني لأحبك لله قال
فقال الله فقلت الله فقال الله فقلت الله قال فأخذ بحبوة
ردائي فجذبني إليه وقال أبشر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول قال الله تبارك وتعالى وجبت رحمتي للمتحابين في والمتجالسين
في والمتباذلين في والمتزاورين في
أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق قال أخبرنا عبد الملك بن أبي
سليمان عن أبي الزبير عن شهر بن حوشب قال حدثني رجل أنه دخل
مسجد حمص فإذا بحلقة فيهم رجل آدم جميل وضاح الثنايا وفي القوم من هو
أسن منه وهم مقبلون عليه يستمعون حديثه قال فسألته من أنت
فقال أنا معاذ بن جبل
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عيسى بن النعمان عن معاذ بن رفاعة
عن جابر بن عبد الله قال كان معاذ بن جبل رحمه الله من أحسن الناس
وجها وأحسنه خلقا وأسمحه كفا فأدان دينا كثيرا فلزمه غرماؤه حتى
تغيب عنهم أياما في بيته حتى استأدى غرماؤه رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأرسل رسول الله صلم إلى معاذ يدعوه فجاءه ومعه
غرماؤه فقالوا يا رسول الله خذ لنا حقنا منه فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم رحم الله من تصدق عليه قال فتصدق عليه ناس وأبى آخرون
فقالوا يا رسول الله خذ حقنا منه فقال رسول الله اصبر لهم يا معاذ
قال فخلعه رسول الله صلى الله عليه وسلم من ماله فدفعه إلى غر مائه فاقتسموه
بينهم فأصابهم خمسة أسباع حقوقهم قالوا يا رسول الله بعه لنا قال
لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خلوا عنه فليس لكم إليه سبيل فانصرف
587

معاذ إلى بني سلمة فقال له قائل يا أبا عبد الرحمن لو سألت رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقد أصبحت اليوم معدما قال ما كنت لأسأله
قال فمكث يوما ثم دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعثه إلى اليمن
وقال لعل الله يجبرك ويؤدي عنك دينك قال فخرج معاذ إلى اليمن
فلم يزل بها حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ووافى السنة
التي حج فيها عمر بن الخطاب استعمله أبو بكر على الحج فالتقيا يوم
التروية بمنى فاعتنقا وعزى كل واحد منهما صاحبه برسول الله صلى
الله عليه وسلم ثم أخلدا إلى الأرض يتحدثان فرأى عمر عند معاذ غلمانا
فقال ما هؤلاء يا أبا عبد الرحمن قال أصبتهم في وجهي هذا قال عمر
من أي وجه قال أهدوا إلي وأكرمت بهم فقال عمر أذكرهم
لأبي بكر فقال معاذ ما ذكري هذا لأبي بكر ونام معاذ فرأى في النوم
كأنه على شفير النار وعمر آخذ بحجزته من ورائه يمنعه أن يقع في النار
ففزع معاذ فقال هذا ما أمرني به عمر فقدم معذ فذكرهم لأبي بكر
فسوغه أبو بكر ذلك وقضى بقية غرمائه وقال إني سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول لعل الله يجبرك
أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا موسى بن عبيدة عن أيوب
ابن خالد عن عبد الله بن رافع قال لما أصيب أبو عبيدة بن الجراح في طاعون
عمواس استخلف معاذ بن جبل واشتد الوجع فقال الناس لمعاذ ادع
الله يرفع عنا هذا الرجز قال إنه ليس برجز ولكنه دعوة نبيكم
صلى الله عليه وسلم وموت الصالحين قبلكم وشهادة يختص بها الله من
يشاء منكم أيها الناس أربع خلال من استطاع أن لا يدركه شئ
منهن فلا يدركه قالوا وما هي قال يأتي زمان يظهر فيه الباطن ويصبح
الرجل على دين ويمسي على آخر ويقول الرجل والله ما أدري على ما
أنا لا يعيش على بصيرة ولا يموت على بصيرة ويعطى الرجل المال
588

من مال الله على أن يتكلم بكلام الزور الذي يسخط الله اللهم آت
آل معاذ نصيبهم الأوفى من هذه الرحمة فطعن ابناه فقال كيف
تجدانكما قالا يا أبانا الحق من ربك فلا تكونن من الممترين قال
وأنا ستجداني إن شاء الله من الصابرين ثم طعنت امرأتاه فهلكتا وطعن
هو في إبهامه فجعل يمسها بفيه يقول اللهم إنها صغيرة فبارك فيها
فإنك تبارك في الصغير حتى هلك
حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن الأعمش عن شهر بن
حوشب عن الحارث بن عميرة الزبيدي قال إني لجالس عند معاذ بن جبل
وهو يموت فهو يغمى عليه مرة ويفيق مرة فسمعته يقول عند إفاقته
اخنق خنقك فوعزتك إني لأحبك
أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا موسى بن قيس الحضرمي عن
سلمة بن كهيل قال أخذ معاذا الطاعون في حلقه فقال يا رب إنك
لتخنقني وإنك لتعلم أني أحبك
أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدني عن إبراهيم بن أبي
حبيبة عن داود بن الحصين أنه بلغه أنه لما وقع الوجع عام عمواس قال
أصحاب معاذ هذا رجز قد وقع فقال معاذ أتجهلون رحمة رحم الله
بها عباده كعذاب عذب الله به قوما سخط عليهم إنما هي رحمة خصكم
الله بها وشهادة خصكم الله بها اللهم أدخل على معاذ وأهل بيته من
هذه الرحمة من استطاع منكم أن يموت فليمت من قبل فتن ستكون
من قبل أن يكفر المرء بعد إسلامه أو يقتل نفسا بغير حلها أو يظاهر أهل
البغي أو يقول الرجل ما أدري على ما أنا إن مت أو عشت أعلى حق أو
على باطل
أخبرنا كثير بن هشام قال أخبرنا جعفر بن برقان قال أخبرنا
حبيب بن أبي مرزوق عن عطاء بن أبي رياح عن أبي مسلم الخولاني قال
589

دخلت مسجد حمص فإذا فيه نحو من ثلاثين كهلا من أصحاب النبي عليه
السلام وإذا فيهم شاب أكحل العينين براق الثنايا ساكت لا يتكلم
فإذا امترى القوم في شئ أقبلوا عليه فسألوه فقلت لجليس لي من هذا
قال معاذ بن جبل
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا أيوب بن النعمان عن أبيه عن قومه
قال وحدثنا إسحاق بن خارجة بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه
عن جده قالوا كان معاذ بن جبل رجلا طوالا أبيض حسن الثغر
عظيم العينين مجموع الحاجبين جعدا قططا شهد بدرا وهو بن
عشرين سنة أو إحدى وعشرين سنة وخرج إلى اليمن بعد أن غزا مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم تبوكا وهو بن ثمان وعشرين سنة وتوفي
في طاعون عمواس بالشام بناحية الأردن سنة ثماني عشرة في خلافة عمر
بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وهو بن ثمان وثلاثين سنة وليس له
عقب
أخبرنا يزيد بن هارون وعفان بن مسلم قالا حدثنا حماد بن سلمة
عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال رفع عيسى عليه السلام
وهو بن ثلاث وثلاثين سنة ومات معاذ رحمه الله وهو بن ثلاث
وثلاثين سنة
أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سعيد بن أبي عروبة قال سمعت
شهر بن حوشب يقول قال عمر بن الخطاب لو أدركت معاذ بن
جبل فاستخلفته فسألني ربي عنه لقلت يا ربي سمعت نبيك يقول
إن العلماء إذا اجتمعوا يوم القيامة كان معاذ بن جبل بين أيديهم قذفة
حجر
قال وكان يقال سلمة بدر لكثرة من شهدها منهم ثلاثة
وأربعون إنسانا
590

ومن بني زريق بن عامر بن زريق بن عبد بن حارثة
ابن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج الله تبارك وتعالى
قيس بن محصن
ابن خالد بن مخلد بن عامر بن زريق وأمه أنيسة بنت قيس بن
زيد بن خلدة بن عامر بن زريق هكذا قال محمد بن إسحاق وأبو معشر
ومحمد بن عمر قيس بن محصن وقال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري
هو قيس بن حصن
وكان لقيس من الولد أم سعد بنت قيس وأمها خولة بنت الفاكه
ابن قيس بن مخلد بن عامر بن زريق وشهد قيس بدرا وأحدا وتوفي
وله عقب بالمدينة
الحارث بن قيس
ابن خالد بن مخلد بن عامر بن زريق ويكنى أبا خالد وأمه كبشة
بنت الفاكه بن زيد بن خلدة بن عامر بن زريق وكان للحارث بن قيس
من الولد مخلد وخالد وخلدة وأمهم أنيسة بنت نسر بن الفاكه بن زيد بن
خلدة بن عامر بن زريق وقال الواقدي نسر وحده وشهد الحارث
ابن قيس العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعا وشهد بدرا
وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد
اليمامة مع خالد بن الوليد فأصابه يومئذ جرح فاندمل الجرح ثم انتقض به
في خلافة عمر بن الخطاب فمات فهو يعد ممن شهد اليمامة وليس
له عقب
591

جبير بن إياس
ابن خالد بن مخلد بن عامر بن زريق هكذا قال موسى بن عقبة
ومحمد بن إسحاق وأبو معشر ومحمد بن عمر جبير بن إياس وقال عبد
الله بن محمد بن عمارة الأنصاري هو جبير بن إياس شهد بدرا وأحدا
وتوفي وليس له عقب
أبو عبادة
واسمه سعد بن عثمان بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق وأمه
هند بنت العجلان بن غنام بن عامر بن بياضة بن عامر بن الخزر ج وكان
لأبي عبادة من الولد عبادة وأمه سنبلة بنت ماعص بن قيس بن خلدة
ابن عامر بن زريق وفروة وأمه أم خالد
ابن عمرو بن وذفة بن عبيد بن عامر بن بياضة بن عامر بن الخزرج و عبد الله وأمه أنيسة بنت بشر بن
يزيد بن زيد بن النعمان بن خلدة بن عامر بن زريق و عبد الله الأصغر وأمه أم ولد وعقبة
وأمه أم ولد وميمونة وأمها جندبة بنت مري
ابن سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم
شهد بدرا وأحدا وتوفي وله عقب بالمدينة وأخوه
عقبة بن عثمان
ابن خلدة ابن مخلد بن عامر بن زريق وأمه أم جميل بنت
قطبة بن عامر بن حديدة بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة
شهد بدرا وأحدا وليس له عقب
592

ذكوان بن عبد قيس
ابن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق ويكنى أبا سبع وأمه
من أشجع يقال إنه أول الأنصار أسلم هو وأسعد بن زرارة أبو أمامة
وكانا خرجا إلى مكة يتنافران فسمعا بالنبي صلى الله عليه وسلم فأتياه
فأسلما ورجعا إلى المدينة وشهد ذكوان العقبتين جميعا في روايتهم جميعا
وكان قد لحق برسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فأقام معه حتى هاجر
معه إلى المدينة فكان مهاجريا أنصاريا وشهد بدر وأحدا وقتل يوم
أحد شهيدا قتله أبو الحكم بن الأخنس بن شريق بن علاج بن عمرو
ابن وهب الثقفي فشد علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه على أبي
الحكم بن الأخنس وهو فارس فضرب رجله بالسيف حتى قطعها من نصف
الفخذ ثم طرحه عن فرسه فذفف عليه وذلك في شوال على رأس اثنين
وثلاثين شهرا من الهجرة وليس لذكوان عقب
مسعود بن خلدة
ابن عامر بن مخلد بن عامر بن زريق وأمه أنيسة بنت قيس بن
ثعلبة بن عامر بن فهيرة بن بياضة بن الخزرج وكان لمسعود من الولد يزيد
وحبيبة وأمهما الفارعة بنت الحباب بن الربيع بن رافع بن معاوية بن عبيد
ابن الأبجر وهو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج وعامر وأمه
قسيبة بنت عبيد بن المعلى بن لوذان بن حارثة بن عدي بن زيد من ولد
غضب بن جشم بن الخزرج شهد مسعود بدرا وكان له ولد فانقرضوا
فلم يبق منهم أحد
593

عباد بن قيس
ابن عامر بن خالد بن عامر بن زريق وأمه خولة بنت بشر بن
ثعلبة بن عمرو بن عامر بن زريق وكان لعباد من الولد عبد الرحمن وأمه
أم ثابت بنت عبيد بن وهب من أشجع شهد العقبة مع السبعين من الأنصار
في روايتهم جميعا وشهد بدرا وأحدا وتوفي وله عقب
أسعد بن يزيد
ابن الفاكه بن زيد بن خلدة بن عامر بن زريق هكذا قال موسى
ابن عقبة وأبو معشر ومحمد بن عمر و عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري
وقال محمد بن إسحاق وحده هو سعد بن يزيد بن الفاكه وشهد بدرا
وأحدا وتوفي وليس له عقب
الفاكه بن نسر
ابن الفاكه بن زيد بن خلدة بن عامر بن زريق وأمه أمامة بنت
خالد بن مخلد بن عامر بن زريق هكذا قال محمد بن عمر وحده
الفاكه بن نسر وقال موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبو معشر و عبد
الله بن محمد بن عمارة الأنصاري هو الفاكه بن بشر وقال عبد الله بن
محمد بن عمارة ليس في الأنصار نسر إلا سفيان بن نسر في بني الحارث
ابن الخزرج وكان للفاكه من الولد ابنتان أم عبد الله ورملة وأمهما أم
594

النعمان بنت النعمان بن خلدة بن عمرو بن أمية بن عامر بن بياضة وشهد
الفاكه بدرا وتوفي وليس له عقب
معاذ بن ماعص
ابن قيس بن خلدة بن عامر بن زريق وأمه من أشجع وآخى رسول
الله صلى الله عليه وسلم بين معاذ بن ماعص وسالم مولى أبي حذيفة
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا يونس بن محمد الظفري عن معاذ
ابن رفاعة أن معاذ بن ماعص جرح ببدر فمات من جرحه بالمدينة
قال محمد بن عمر وليس ذلك عندنا بثبت والثبت أنه شهد بدرا
وأحدا ويوم بئر معونة وقتل يومئذ شهيدا في صفر على رأس ستة وثلاثين
شهرا من الهجرة وليس له عقب وأخوه
عائذ بن ماعص
ابن قيس بن خلدة بن عامر بن زريق وأمه من أشجع وآخى
رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عائذ بن ماعص وسويبط بن عمرو
العبدري وشهد عائذ بدرا وأحدا ويوم بئر معونة وقتل يومئذ شهيدا
قال ابن سعد قال محمد بن عمر وسمعت من يذكر أنه لم يقتل يوم بئر
معونة وإنما الذي قتل يومئذ أخوه معاذ بن ماعص وأما عائذ بن ماعص
فشهد يوم بئر معونة والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم وشهد يوم اليمامة مع خالد بن الوليد وقتل يومئذ شهيدا سنة
اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه وليس له عقب
595

مسعود بن سعد
ابن قيس بن خلدة بن عامر بن زريق وكان له من الولد عامر وأم
ثابت وأم سعد وأم سهل وأم كبشة بنت الفاكه بن قيس بن مخلد بن عامر
ابن زريق وشهد مسعود بدرا وأحدا ويوم بئر معونة وقتل يومئذ شهيدا
في رواية محمد بن عمر وقال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري
قتل مسعود يوم خيبر شهيدا وليس له عقب وقد انقرض أيضا ولد قيس
ابن خلدة بن عامر بن زريق فلم يبق منهم أحد
رفاعة بن رافع
ابن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق وأمه أم مالك
بنت أبي بن مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم الحبلى وكان لرفاعة
من الولد عبد الرحمن وأمه أم عبد الرحمن بنت النعمان بن عمرو بن مالك
ابن عامر بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق وعبيد وأمه أم ولد
ومعاذ وأمه أم عبد الله وهي سلمى بنت معاذ بن الحارث بن رفاعة بن
الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار وعبيد الله والنعمان
ورملة وبثينة وأم سعد وأمهم أم عبد الله بنت الفاكه بن نسر بن الفاكه
ابن زيد بن خلدة بن عامر بن زريق وأم سعد الصغرى وأمها أم ولد
وكلثم وأمها أم ولد وكان أبوه رافع بن مالك أحد النقباء الاثني عشر
شهد العقبة مع السبعين من الأنصار ولم يشهد بدرا وشهدها ابناه رفاعة
وخلاد ابنا رافع وشهد رفاعة أيضا أحدا والخندق والمشاهد كلها مع
596

رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي في أول خلافة معاوية بن أبي
سفيان وله عقب كثير بالمدينة وبغداد
خلاد بن رافع
ابن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق وأمه أم مالك
بنت أبي ابن مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم الحبلى وكان لخلاد
ابن رافع من الولد يحيى وأمه أم رافع بنت عثمان بن خلدة بن مخلد
ابن عامر بن زريق وشهد خلاد بدرا وأحدا وكان له عقب كثير فانقرضوا
فلم يبق منهم أحد
عبيد بن زيد
ابن عامر بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق شهد بدرا وأحدا
وتوفي وليس له عقب وقد انقرض أيضا ولد عمرو بن عامر بن زريق
إلا ولد رافع بن مالك فقد بقي منهم قوم كثير وبقي من ولد النعمان بن
عامر واحد أو اثنان ستة عشر رجلا
597

ومن بني بياضة بن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك
ابن غضب بن جشم بن الخزرج
زياد بن لبيد
ابن ثعلبة بن سنان بن عامر بن عدي بن أمية بن بياضة ويكنى أبا
عبد الله وأمه عمرة بنت عبيد بن مطروف بن الحارث بن زيد بن عبيد بن
زيد من بني عمرو بن عوف من الأوس وكان لزياد بن لبيد من الولد عبد
الله وله عقب بالمدينة وبغداد وشهد زياد العقبة مع السبعين من الأنصار
في روايتهم جميعا وكان زياد لما أسلم يكسر أصنام بني بياضة هو وفروة
ابن عمرو وخرج زياد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فأقام
معه حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فهاجر معه
فكان يقال زياد مهاجري أنصاري وشهد زياد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد
كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح بن دينار عن موسى
ابن عمران بن مناح قال توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعامله
على حضر موت زياد بن لبيد وولي قتال أهل الردة باليمن حين ارتد
أهل النجير مع الأشعث بن قيس حتى ظفر بهم فقتل منهم من قتل وأسر
من أسر وبعث بالأشعث بن قيس إلى أبي بكر في وثاق
خليفة بن عدي
ابن عمرو بن مالك بن عامر بن فهيرة بن بياضة هكذا نسبه أبو
معشر ومحمد بن عمر وأما موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق فقالا خليفة
598

ابن عدي ولم يرفعا في نسبه فكان لخليفة من الولد بنت يقال لها آمنة تزوجها
فروة بن عمرو بن وذفة بن عبيد بن عامر بن بياضة وشهد خليفة بدرا
وأحدا وتوفي وليس له عقب
فروة بن عمرو
ابن وذفة بن عبيد بن بياضة وأمه رحيمة بنت نابئ بن
زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة وكان لفروة من الولد
عبد الرحمن وأمه حبيبة بنت مليل بن وبرة بن خالد بن العجلان بن زيد
ابن غنم بن سالم بن عوف وعبيد وكبشة وأم شرحبيل وأمهم أم ولد
وأم سعد وأمها آمنة بنت خليفة بن عدي بن عمرو بن مالك بن عامر بن
فهيرة بن بياضة وخالدة وأمها أم ولد وآمنة وأمها أم ولد وشهد
فروة بن عمرو العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعا وآخى
رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عبد الله بن مخرمة بن عبد
العزى بن أبي قيس من بني عامر بن لؤي وشهد فروة بدرا وأحدا والخندق
والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم واستعمله رسول الله
صلى الله عليه وسلم على المغانم يوم خيبر وكان يبعثه خارصا بالمدينة
وكان لفروة عقب وأولاد وانقرضوا فلم يبق منهم أحد
خالد بن قيس
ابن مالك بن العجلان بن عامر بن بياضة وأمه سلمى بنت حارثة
ابن الحارث بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن
599

جشم بن الخزرج وكان لخالد بن قيس من الولد عبد الرحمن وأمه أم
الربيع بنت عمرو بن وذفة بن عبيد بن عامر بن بياضة وشهد خالد بن
قيس العقبة مع السبعين من الأنصار في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن
عمر ولم يذكره موسى بن عقبة وأبو معشر فيمن شهد عندهما العقبة
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة
عن داود بن الحصين أن خالد بن قيس لم يشهد العقبة وقالوا جميعا
وشهد خالد بن قيس بدرا وأحدا وكان له عقب وانقرضوا
رخيلة بن ثعلبة
ابن خالد بن ثعلبة بن عامر بن بياضة شهد بدرا وأحدا وتوفي
وليس له عقب خمسة نفر
ومن بني حبيب بن عبد الحارثة بن مالك بن غضب
ابن جشم بن الخزرج
رافع بن المعلى
ابن لوذان بن حارثة بن زيد بن ثعلبة بن عدي بن مالك بن زيد مناة
ابن حبيب بن عبد حارثة وأمه إدام بنت عوف بن مبذول بن عمرو بن
غنم بن مازن بن النجار وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين
صفوان بن بيضاء وشهدا جميعا بدرا وقتلا يومئذ في بعض الرواية
وقد روي أن صفوان لم يقتل يومئذ وأنه بقي بعد رسول الله صلى الله
600

عليه وسلم وكان الذي قتل رافع بن المعلى عكرمة بن أبي جهل أجمع
موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبو معشر ومحمد بن عمر و عبد الله بن
محمد بن عمارة الأنصاري على أن رافع بن المعلى شهد بدرا وقتل يومئذ
شهيدا وليس له عقب وأخوه
هلال بن المعلى
ابن لوذان بن حارثة بن زيد بن ثعلبة بن عدي بن مالك بن زيد مناة
ابن حبيب بن عبد حارثة ويكنى أبا قيس وأمه إدام بنت عوف بن مبذول
ابن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار أجمع موسى بن عقبة وأبو معشر
ومحمد بن عمر وعبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري على أن هلال بن
المعلى قد شهد بدرا ولم يذكره محمد بن إسحاق فيمن شهد عنده بدرا
قال محمد بن عمر قتل يوم بدر شهيدا وله عقب وقال عبد الله بن محمد
ابن عمارة الأنصاري المقتول ببدر رافع بن المعلى لا شك فيه ولم يقتل
هلال يومئذ وقد شهد أحدا مع أخيه عبيد بن المعلى ولم يشهد عبيد
بدرا ولهلال عقب بالمدينة وبغداد وقد انقرض ولد حبيب بن عبد حارثة
كلهم إلا ولد هلال بن المعلى
فجميع من شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخزرج
في عدد محمد بن عمر مائة وخمسة وسبعون إنسانا وفي عدد محمد بن إسحاق
مائة وسبعون إنسانا وجميع من شهد بدرا من المهاجرين والأنصار ومن
ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه وأجره في عدد محمد
ابن إسحاق ثلاثمائة وأربعة عشر رجلا من المهاجرين ثلاثة وثمانون
رجلا ومنهم من الأوس واحد وستون رجلا ومن الخزرج مائة وسبعون
601

رجلا وفي عدد أبي معشر ومحمد بن عمر من شهد بدرا ثلاثمائة وثلاثة
عشر رجلا
قال محمد بن عمر وقد سمعت من يروي أنهم ثلاثمائة وأربعة عشر
رجلا وفي عدد موسى بن عقبة ثلاثمائة وستة عشر رجلا
ذكر النقباء الاثني عشر رجلا الذين اختارهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم من الأنصار ليلة العقبة بمنى
أخبرنا عبد الله بن إدريس الأودي قال أخبرنا محمد بن إسحاق عن
عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم للنفر الذين لقوه بالعقبة أخرجوا إلي اثني عشر
منكم يكونوا كفلاء على قومهم كما كفل الحواريون لعيسى بن مريم
فأخرجوا اثني عشر رجلا وقال غير عبد الله بن إدريس في غير هذا الحديث
ولا يجدن أحد منكم في نفسه أن يؤخذ غيره فإنما يختار لي جبريل
أخبرنا محمد بن حميد العبدي عن معمر عن أيوب عكرمة قال
لقي النبي العام المقبل سبعون رجلا من الأنصار قد آمنوا به فأخذ منهم
النقباء اثني عشر رجلا
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني خارجة بن عبد الله وإبراهيم بن
إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن محمود بن لبيد قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم للنقباء أنتم كفلاء على قومكم ككفالة
الحواريين لعيسى بن مريم وأنا كفيل قومي قالوا نعم
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر عن الزهري عن أبي أمامة
ابن سهل بن حنيف قال هم اثنا عشر نقيبا رأسهم أسعد بن زرارة
602

أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن أبي الرجال عن
ريطة عن عمرة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نقب
أسعد بن زرارة على النقباء
تسمية النقباء وأنسابهم وصفاتهم ووفاتهم
أخبرنا عبد الله بن إدريس الأودي قال أخبرنا محمد بن إسحاق عن
عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال وأخبرنا محمد بن
عمر قال أخبرنا معمر عن الزهري قال محمد بن عمر وأخبرنا محمد
ابن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قال وأخبرنا محمد بن حميد العبدي
قال أخبرنا معمر بن راشد قال سماهم لي رجل عالم بهم لا أبالي ألا أسأل
عنهم أحدا بعده وهو حرام بن عثمان عن بن جابر عن أبيه جابر وكلهم
قد حدثني بتسميتهم وأسماء آبائهم وقبائلهم إلا أن رفع أنسابهم وأمهاتهم
وأولادهم عن محمد بن عمر الواقدي و عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري
قالوا جميعا كان النقباء من الأوس ثلاثة نفر منهم من بني عبد الأشهل
رجلان وهما
أسيد بن الحضير
ابن سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل ويكنى
أبا يحيى وكان يكنى أيضا أبا الحضير وأمه في رواية محمد بن عمر
أم أسيد بنت النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل وفي رواية
603

عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري أم أسيد بنت سكن بن كرز بن
زعوراء بن عبد الأشهل وكان لأسيد من الولد يحيى وأمه من كندة توفي
وليس له عقب وكان أبوه حضير الكتائب شريفا في الجاهلية وكان
رئيس الأوس يوم بعاث وهي آخر وقعة كانت بين الأوس والخزرج في
الحروب التي كانت بينهم وقتل يومئذ حضير الكتائب وكانت هذه
الوقعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قد تنبى ودعا إلى الاسلام
ثم هاجر بعدها بست سنين إلى المدينة ولحضير الكتائب يقول خفاف بن
ندبة السلمي
لو أن المنايا حدن عن ذي مهابة * لهبن حضيرا يوم غلق واقما
يطوف به حتى إذا الليل جنه * تبوأ منه مقعدا متناعما
قال وواقم أطم حضير الكتائب وكان في بني عبد الأشهل
وكان أسيد بن الحضير بعد أبيه شريفا في قومه في الجاهلية وفي الاسلام يعد
من عقلائهم وذوي رأيهم وكان يكتب بالعربية في الجاهلية وكانت الكتابة
في العرب قليلا وكان يحسن العوم والرمي وكان يسمى من كانت هذه
الخصال فيه في الجاهلية الكامل وكانت قد اجتمعت في أسيد وكان أبوه
حضير الكتائب يعرف بذلك أيضا ويسمى به
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة
عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ قال كان إسلام أسيد بن الحضير
وسعد بن معاذ على يدي مصعب بن عمير العبدري في يوم واحد فقدم
أسيد سعدا في الاسلام بساعة وكان مصعب بن عمير قد قدم المدينة قبل
السبعين أصحاب العقبة الآخرة يدعو الناس إلى الاسلام ويعلمهم القرآن
ويفقههم في الدين بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد أسيد العقبة
الآخرة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعا وكان أحد النقباء الاثني
604

عشر فآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أسيد بن الحضير وزيد
ابن حارثة ولم يشهد أسيد بدرا وتخلف هو وغيره من أكابر أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم من النقباء وغيرهم عن بدر ولم يظنوا أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم يلقى بها كيدا ولا قتالا وإنما خرج رسول الله
صلى الله عليه وسلم ومن معه يعترضون لعير قريش حين رجعت من الشام
فبلغ أهل العير ذلك فبعثوا إلى مكة من يخبر قريشا بخروج رسول
الله صلى الله عليه وسلم إليهم وساحلوا بالعير فافلتت وخرج نفير قريش من
مكة يمنعون عيرهم فاتقوا هم ورسول الله صلى الله عليه وسلم ومن
معه على غير موعد ببدر
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله غبن أبي سبرة
عن عبد الله بن أبي سفيان مولى بن أبي أحمد قال لقي أسيد بن الحضير
رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أقبل من بدر فقال الحمد لله الذي
أظفرك وأقر عينك والله يا رسول الله ما كان تخلفي عن بدر وأنا أظن
أنك تلقى عدوا ولكن ظننت أنها العير ولو ظننت أنه عدو ما تخلفت
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقت
قال محمد بن عمر وشهد أسيد أحدا وجرح يومئذ سبع جراحات
وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انكشف الناس وشهد
الخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من
علية أصحابه
حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس قال حدثني سليمان بن
بلال قال وأخبرنا موسى بن إسماعيل أبو سلمة المنقري قال أخبرنا
عبد العزيز بن محمد الداراوردي جميعا عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم الرجل أسيد
ابن الحضير
605

أخبرنا يزيد بن هارون وعفان بن مسلم وسليمان بن حرب قالوا
أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن بن مالك قال كان أسيد بن
الحضير وعباد بن بشر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة
ظلماء حندس فتحدثا عنده حتى إذا خرجا أضاءت لهما عصا أحدهما
فمشيا في ضوئها فلما تفرق لهما الطريق أضاءت لكل واحد منهما عصاه
فمشى في ضوئها
أخبرنا الفضل بن دكين عن سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة عن
أبيه وأخبرني عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي وخالد بن مخلد
قالا أخبرنا سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار أن
أسيد بن الحضير كان يؤم قومه فاشتكى فصلى بهم قاعدا قال سليمان
ابن بلال في حديثه فصلوا وراءه قعودا
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة
عن أصحابهم قال محمد بن عمر وأخبرنا محمد بن صالح وزكرياء بن
زيد عن عبد الله بن أبي سفيان عن محمود بن لبيد قال توفي أسيد بن
الحضير في شعبان سنة عشرين فحمله عمر بن الخطاب بين العمودين من بني عبد
الأشهل حتى وضعه بالبقيع وصلى عليه بالبقيع
أخبرنا خالد بن مخلد البجلي قال أخبرنا عبد الله بن عمر عن
نافع عن بن عمر قال هلك أسيد بن الحضير وترك عليه أربعة آلاف
درهم دينا وكان ماله يغل كل عام ألفا فأرادوا بيعه فبلغ ذلك عمر
ابن الخطاب فبعث إلى غرمائه فقال هل لكم أن تقبضوا كل عام ألفا
فتستوفوه في أربع سنين قالوا نعم يا أمير المؤمنين فأخروا ذلك فكانوا
يقبضون كل عام ألفا
أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا مالك بن أنس عن يزيد بن قسيط
606

عن محمود بن لبيد أن أسيد بن الحضير هلك وترك دينا فكلم عمر غرماءه
أن يؤخروه (
أبو الهيثم بن التيهان
واسمه مالك وهو بلي حليف لبني عبد الأشهل وأمه أم مالك بنت
مالك من بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة وهو أحد النقباء الاثني عشر
من الأنصار وشهد العقبتين جميعا وبدرا وأحدا والمشاهد كلها مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كتبنا جميع أمره فيمن شهد بدرا
من بني عبد الأشهل
ومن بني غنم بن السلم بن امرئ القيس بن مالك
ابن الأوس رجل وهو
سعد بن خيثمة
ابن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط بن كعب بن الحارثة بن غنم
بن السلم ويكنى أبا عبد الله وأمه هند بنت أوس بن عدي بن أمية بن
عامر بن خطمة بن جشم بن مالك بن الأوس وهو أحد النقباء الاثني
عشر من الأنصار وشهد العقبة الآخرة وبدرا وقتل يومئذ وقد كتبنا
جميع أمره فيمن شهد بدرا من بني غنم بن السلم
607

ومن الخزرج تسعة نفر منهم من بني النجار رجل
أسعد بن زرارة
ابن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار ويكنى
أبا أمامة وأمه سعاد ويقال الفريعة بنت رافع بن معاوية بن عبيد بن
الأبجر وهو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج وهو بن خالة
سعد بن معاذ وكان لأسعد بن زرارة من الولد حبيبة مبايعة وكبشة مبايعة
والفريعة مبايعة وأمهن عميرة بنت سهل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن
ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار ولم يكن لأسعد بن زرارة ذكر وليس
له عقب إلا ولادات بناته هؤلاء والعقب لأخيه سعد بن زرارة
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الرحمن بن عبد العزيز عن
خبيب بن عبد الرحمن بن خبيب بن يساف قال خرج سعد بن زرارة
وذكوان بن عبد قيس إلى مكة يتنافران إلى عتبة بن ربيعة فسمعا برسول الله صلى
الله عليه وسلم فأتياه فعرض عليهما الاسلام وقرأ عليهما القرآن
فأسلما ولم يقربا عتبة بن ربيعة ورجعا إلى المدينة فكانا أول من قدم
بالاسلام المدينة
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الرحمن
عن عمارة بن غزية قال أسعد بن زرارة أول من أسلم ثم لقيه الستة
النفر هو سادسهم فكانت أول سنة والثانية لقيه بالعقبة الاثنا عشر
رجلا من الأنصار فبايعوه والسنة الثالثة لقيه السبعون من الأنصار
فبايعوه ليلة العقبة وأخذ منهم النقباء الاثني عشر فكان أسعد بن زرارة
أحد النقباء
قال محمد بن عمر ويجعل أيضا أسعد بن زرارة في الثمانية النفر
608

الذين يرون أنهم أول من لقي النبي صلى الله عليه وسلم يعني من الأنصار
وأسلموا وأمر الستة أثبت الأقاويل عندنا إنهم أول من لقي النبي صلى
الله عليه وسلم من الأنصار فأسلموا ولم يسلم قبلهم أحد
أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة قال أخبرنا
علي بن زيد
عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت أن أسعد بن زرارة
رحمه الله أخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني ليلة العقبة فقال
يا أيها الناس هل تدرون على ما تبايعون محمدا إنكم تبايعونه على أن تحاربوا
العرب والعجم والجن والانس مجلبة فقالوا نحن حرب لمن حارب وسلم
لمن سالم فقال أسعد بن زرارة يا رسول الله اشترط علي فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم تبايعوني على أن تشهدوا ألا إله إلا الله وأني
رسول الله وتقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة والسمع والطاعة ولا تنازعوا الامر
أهله وتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأهليكم قالوا نعم قال قائل
الأنصار نعم هذا لك يا رسول الله فما لنا قال الجنة والنصر
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معاذ بن محمد عن يحيى بن عبد
الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة قال سمعت أم سعد بنت سعد بن
الربيع وهي أم خارجة بن زيد بن ثابت تقول أخبرتني النوار أم زيد عن
ثابت أنها رأت أسعد بن زرارة قبل أن يقدم رسول الله صلى الله عليه
وسلم المدينة يصلي بالناس الصلوات الخمس ويجمع بهم في مسجد بناه
في مربد سهل وسهيل ابني رافع بن أبي عمرو بن عائذ بن ثعلبة بن غنم
ابن مالك بن النجار قالت فانظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
لما قدم صلى في ذلك المسجد وبناه فهو مسجده اليوم قال محمد بن عمر
إنما كان مصعب بن عمير يصلي بهم في ذلك المسجد ويجمع بهم الجمعات
بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما خرج إلى النبي صلى الله عليه
وسلم ليهاجر معه صلى بهم أسعد بن زرارة وكان أسعد بن زرارة وعمارة
609

ابن حزم وعوف بن عفراء لما أسلموا يكسرون أصنام بني مالك بن النجار
أخبرنا عبيد الرحمن بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن منصور عن محمد
ابن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة قال أخذت أسعد بن زرارة الذبحة
فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اكتو فإني لا ألوم نفسي
عليك
أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا زهير عن أبي الزبير عن عمرو
ابن شعيب عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال كوى
رسول الله صلى الله عليه وسلم أسعد بن زرارة مرتين في حلقه من
الذبحة وقال لا أدع في نفسي منه حرجا
أخبرنا محمد بن عمر عن ربيعة بن عثمان عن أبي الزبير عن جابر قال
كانت بأسعد الذبحة فكواه رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا سفيان عن أبي الزبير عن جابر
قال كواه رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين في أكحله
أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن صالح بن
كيسان عن بن شهاب عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنه أخبره أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم عاد أسعد بن زرارة وبه الشوكة فلما دخل
عليه قال قاتل الله يهود يقولون لولا دفع عنه ولا أملك له ولا لنفسي
شيئا لا يلوموني في أبي أمامة ثم أمر به فكوي وحجر به حلقه يعني
بالكي
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن
ابن سعد بن زرارة عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة
قال أوصى أبو أمامة رضي الله تعالى عنه ببناته إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم وكن ثلاثا فكن في عيال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يدرن معه في بيوت نسائه وهن كبشة وحبيبة والفارعة وهي الفريعة
610

بنات أسعد
أخبرنا عبد الله بن إدريس قال أخبرني محمد بن عمارة عن زينب
بنت نبيط بن جابر امرأة أنس بن مالك قالت أوصى أبو أمامة قال عبد
الله بن إدريس وهو أسعد بن زرارة بأمي وخالتي إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقدم عليه حلي فيه ذهب ولؤلؤ يقال له الرعاث فحلاهن
رسول الله صلى الله عليه وسلم من تلك الرعاث قالت فأدركت بعض
ذلك الحلي عند أهلي
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر بن راشد عن الزهري عن
أبي أمامة بن سهل بن حنيف وهو بن بنت أسعد بن زرارة قال إن رسول
الله صلى الله عليه وسلم عاد أبا أمامة أسعد بن زرارة بن عدس وكان
رأس النقباء ليلة العقبة فأخذته الشوكة فجاءه رسول الله صلى الله
عليه وسلم يعوده فقال بئس الميت هذا اليهود يقولون لولا دفع
عنه لا أملك لك ولا لنفسي شيئا لا يلومن في أبي أمامة وأمر به رسول
الله صلى الله عليه وسلم فكوي من الشوكة طوق عنقه بالكي طوقا
قال فلم يلبث أبو أمامة إلا يسيرا حتى توفي
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الرجال قال
مات أسعد بن زرارة في شوال على رأس تسعة أشهر من الهجرة ومسجد
رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ يبنى وذلك قبل بدر فجاءت
بنو النجار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا قد مات نقيبنا
فنقب علينا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا نقيبكم
أخبرنا محمد بن عمر عن إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن عن يحيى
ابن عبد الله بن عبد الرحمن عن أهله قالوا لما توفي أسعد بن زرارة حضر
رسول الله صلى الله عليه وسلم غسله وكفنه في ثلاثة أثواب منها برد
وصلى عليه ورئي رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي أمام الجنازة
611

ودفنه بالبقيع
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الجبار بن عمارة بن عبد
الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال أول من دفن بالبقيع
أسعد بن زرارة
قال محمد بن عمر هذا قول الأنصار والمهاجرون يقولون أول
من دفن بالبقيع عثمان بن مظعون
ومن بلحارث بن الخزرج رجلان
سعد بن الربيع
ابن عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر
ابن ثعلبة بن كعب بن الخزرج وأمه هزيلة بنت عتبة بن عمرو بن خديج
ابن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج وهو أحد النقباء الاثني عشر
من الأنصار وشهد بدرا وأحدا وقتل يومئذ شهيدا وقد كتبنا أمره فيمن
شهد بدرا من بني الحارث بن الخزرج
وعبد الله بن رواحة
ابن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك الأغر
ابن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج وأمه كبشة بنت
واقد بن عمرو بن الاطنابة بن عامر بن زيد مناة بن مالك الأغر وهو أحد
النقباء الاثني عشر من الأنصار وشهد بدرا وأحدا والخندق والحديبية
612

وخيبر وقتل يوم مؤتة شهيدا وهو أحد الامراء يومئذ وقد كتبنا أمره
فيمن شهد بدرا من بني الحارث بن الخزرج
ومن بني ساعدة بن كعب بن الخزرج رجلان
سعد بن عبادة
ابن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج
ابن ساعدة ويكنى أبا ثاب وأمه عمرة وهي الثالثة بنت مسعود بن قيس
ابن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار بن الخزرج
وهو بن خالة سعد بن زيد الأشهلي من أهل بدر وكان لسعد بن عبادة من
الولد سعيد ومحمد و عبد الرحمن وأمهم غزية بنت سعد بن خليفة بن الأشرف
ابن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة وقيس وأمامة
وسدوس وأمهم فكيهة بنت عبيد بن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة بن
ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة وكان سعد في الجاهلية يكتب بالعربية
وكانت الكتابة في العرب قليلا وكان يحسن العوم والرمي وكان من أحسن
ذلك يسمى الكامل وكان سعد بن عبادة وعدة آباء له قبله في الجاهلية
ينادي على أطمهم من أحب الشحم واللحم فليأت أطم دليم بن
حارثة
أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة قال أخبرنا هشام بن عروة عن
أبيه قال أدركت سعد بن عبادة وهو ينادي على أطمه من أحب شحما
أو لحما فليأت سعد بن عبادة ثم أدركت ابنه مثل ذلك يدعو به ولقد
كنت أمشي في طريق المدينة وأنا شاب فمر علي عبد الله بن عمر منطلقا إلى
أرضه بالعالية فقال يا فتى تعال انظر هل ترى على أطم سعد بن عبادة
613

أحدا ينادي فنظرت فقلت لا فقال صدقت
أخبرنا أبو أسامة قال أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه أن سعد بن
عبادة كان يدعو اللهم هب لي حمدا وهب لي مجدا لا مجد إلا بفعال
ولا فعال إلا بمال اللهم لا يصلحني القليل ولا أصلح عليه
قال محمد بن عمر وكان سعد بن عبادة والمنذر بن عمرو وأبو دجانة
لما أسلموا يكسرون أصنام بني ساعدة وشهد سعد العقبة مع السبعين من
الأنصار في روايتهم جميعا وكان أحد النقباء الاثني عشر فكان سيدا جوادا
ولم يشهد بدرا وكان يتهيأ للخروج إلى بدر ويأتي دور الأنصار يحضهم
على الخروج فنهش قبل أن يخرج فأقام فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لئن كان سعد لم يشهدها لقد كان عليها حريصا وروى بعضهم
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب له بسهمه وأجره وليس ذلك
بمجمع عليه ولا ثبت ولم يذكره أحد ممن يروي المغازي في تسمية من
شهد بدرا ولكنه قد شهد أحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم وكان سعد لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم
يبعث إليه كل يوم جفنة فيها ثريد بلحم أو ثريد بلبن أو ثريد بخل
وزيت أو بسمن وأكثر ذلك اللحم فكانت جفنة سعد تدور مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم في بيوت أزواجه وكانت أمه عمرة بنت
مسعود من المبايعات فتوفيت بالمدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم
غائب في غزوة دومة الجندل وكانت في شهر ربيع الأول سنة خمس
من الهجرة وكان سعد بن عبادة معه في تلك الغزوة فلما قدم رسول الله
صلى الله عليه وسلم المدينة أتى قبرها فصلى عليها
أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال أخبرنا سعيد بن أبي عروبة
عن قتادة عن سعيد بن المسيب أن أم سعد بن عبادة ماتت والنبي عليه
السلام غائب فقال له سعد إن أم سعد ماتت وإني أحب أن تصلي
614

عليها فصلى عليها وقد أتى لها شهر
أخبرنا روح بن عبادة قال أخبرنا محمد بن أبي حفصة قال أخبرنا
ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن عباس قال استفتى
سعد بن عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم في نذر كان على أمه
فتوفيت قبل أن تقضيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقضه عنها
أخبرنا روح بن عبادة أخبرنا بن جريج قال أخبرني يعلى
أنه سمع عكرمة مولى بن عباس يقول أنبأنا بن عباس أن سعد بن عبادة
ماتت أمه وهو غائب عنها فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
يا رسول الله إن أمي توفيت وأنا غائب عنها أفينفعها إن تصدقت عنها
قال نعم قال فإني أشهدك أن حائطي المخراف صدقة عنها
أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال أخبرنا همام بن قتادة عن سعيد
ابن المسيب أن سعدا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن أم سعد
ماتت ولم توص فهل ينفعها أن أصدق عنها قال نعم قال فأي الصدقة
أحب إليك أو قال أعجب إليك قال اسق الماء
أخبرنا هشام أبو الوليد قال أخبرنا شعبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب
أن أم سعد ماتت فسأل النبي عليه السلام أي الصدقة أفضل قال
اسق الماء
أخبرنا عمرو بن عاصم قال أخبرنا سويد أبو حاتم صاحب الطعام قال
سمعت الحسن وسأله رجل أشرب من ماء هذه السقاية التي في المسجد
فإنها صدقة فقال الحسن قد شرب أبو بكر عمر رضي الله تعالى عنهما
من سقاية أم سعد فمه
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر ومحمد بن عبد الله عن الزهري
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن عباس عن عمر بن الخطاب أن
الأنصار حين توفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم اجتمعوا في سقيفة
615

بني ساعدة ومعهم سعد بن عبادة فتشاوروا في البيعة له وبلغ الخبر أبا بكر
وعمر رضي الله تعالى عنهما فخرجا حتى أتياهم ومعهما ناس من المهاجرين
فجرى بينهم وبين الأنصار كلام ومحاورة في بيعة سعد بن عبادة فقام
خطيب الأنصار فقال أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب منا أمير
ومنكم أمير يا معشر قريش فكثر اللغط وارتفعت الأصوات فقال عمر
فقلت لأبي بكر ابسط يدك فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون وبايعه
الأنصار ونزونا على سعد بن عبادة وكان مزملا بين ظهرانيهم فقلت
ما له فقالوا وجع قال قائل منهم قتلتم سعدا فقلت قتل الله
سعدا إنا والله ما وجدنا فيما حضرنا من أمرنا أقوى من مبايعة أبي بكر
خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يبايعوا بعدنا فإما أن نبايعهم على
ما لا نرضى وإما أن نخالفهم فيكون فسادا
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن الزبير بن
المنذر بن أبي أسيد الساعدي أن أبا بكر بعث إلى سعد بن عبادة أن أقبل
فبايع فقد بايع الناس وبايع قومك فقال لا والله لا أبايع حتى أراميكم
بما في كنانتي وأقاتلكم بمن تبعني من قومي وعشيرتي فلما جاء الخبر إلى
أبي بكر قال بشير بن سعد يا خليفة رسول الله إنه قد أبى ولج وليس
بمبايعكم أو يقتل ولن يقتل
حتى يقتل معه ولده وعشيرته ولن يقتلوا حتى تقتل الخزرج ولن تقتل الخزرج حتى تقتل الأوس فلا
تحركوه فقد استقام لكم الامر فإنه ليس بضاركم إنما هو رجل وحده
ما ترك فقبل أبو بكر نصيحة بشير فترك سعدا فلما ولي عمر لقيه ذات
يوم في طريق المدينة فقال إيه يا سعد فقال سعد إيه يا عمر فقال
عمر أنت صاحب ما أنت صاحبه فقال سعد نعم أنا ذاك وقد أفضى
إليك هذا الامر كان والله صاحبك أحب إلينا منك وقد والله أصبحت
كارها لجوارك فقال عمر إنه من كره جوار جاره تحول عنه فقال
616

سعد أما أني غير مستنسئ بذلك وأنا متحول إلى جوار من هو خير منك
قال فلم يلبث إلا قليلا حتى خرج مهاجرا إلى الشام في أول خلافة عمر بن
الخطاب فمات بحوران
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا يحيى بن عبد العزيز بن سعيد بن
سعد بن عبادة عن أبيه قال توفي سعد بن عبادة بحوران من أرض الشام
لسنتين ونصف من خلافة عمر قال محمد بن عمر كأنه مات سنة خمس
عشرة قال عبد العزيز فما علم بموته بالمدينة حتى سمع غلمان في بئر
منبه أو بئر سكن وهم يقتحمون نصف النهار في حر شديد قائلا يقول
من البئر
قد قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة
ورميناه بسهمين فلم نخط فؤاده
فذعر الغلمان فحفظوا ذلك اليوم فوجدوه اليوم الذي مات فيه سعد
فإنما جلس يبول في نفق فاقتتل فمات من ساعته ووجدوه قد
اخضر جلده
أخبرنا يزيد بن هارون عن سعيد بن أبي عروبة قال سمعت محمد
ابن سيرين يحدث أن سعد بن عبادة بال قائما فلما رجع قال لأصحابه
إني لأجد دبيبا فمات فسمعوا الجن تقول
قد قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة
ورميناه بسهمين فلم نخطف فؤاده
617

المنذر بن عمرو
ابن خنيس بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن
ساعدة وأمه هند بنت المنذر بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن
غنم بن كعب بن سلمة شهد العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم
جميعا وكان أحد النقباء الاثني عشر وشهد بدرا وأحدا وقتل يوم بئر
معونة شهيدا وقد كتبنا خبره فيمن شهد بدرا من بني ساعدة
ومن بني سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة
ابن تزيد بن جشم بن الخزرج رجلان
البراء بن معرور
ابن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب
ابن سلمة وأمه الرباب بنت النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل
ابن جشم بن الأوس وكان للبراء من الولد بشر بن البراء شهد العقبة
وبدرا وأمه خليدة بنت قيس بن ثابت بن خالد من أشجع ثم من بني دهمان
ومبشر وهند مبايعة وسلافة مبايعة والرباب مبايعة وأمهم حميمة
بنت صيفي بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد من بني سلمة وشهد البراء
بن معرور العقبة في روايتهم جميعا وهو أحد النقباء الاثني عشر من الأنصار
وكان البراء أول من تكلم من النقباء ليلة العقبة حين لقي رسول الله صلى
الله عليه وسلم السبعون من الأنصار فبايعوه وأخذ منهم النقباء فقام البراء
فحمد الله وأثنى عليه وقال الحمد لله الذي أكرمنا بمحمد وحبانا به
618

فكنا أول من أجاب وآخر من دعا فأجبنا الله ورسوله وسمعنا وأطعنا يا معشر
الأوس والخزرج قد أكرمكم الله بدينه فإن أخذتم السمع والطاعة والموازرة
بالشكر فأطيعوا الله ورسوله ثم جلس
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن
ابن كعب بن مالك قال كان البراء بن معرور أول من استقبل القبلة حيا
وميتا قبل أن يوجهها رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يستقبل بيت المقدس والنبي عليه السلام يومئذ
بمكة فأطاع البراء النبي عليه السلام حتى إذا حضرته الوفاة أمر أهله
أن يوجهوه إلى المسجد الحرام فلما قدم النبي عليه السلام مهاجرا
صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا ثم صرفت القبلة نحو الكعبة
أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة قال أخبرني
أبو محمد بن معبد بن أبي قتادة أن البراء بن معرور الأنصاري كان أول من
استقبل القبلة وكان أحد النقباء من السبعين فقدم المدينة قبل أن يهاجر النبي
صلى الله عليه وسلم فجعل يصلي نحو القبلة فلما حضرته الوفاة أوصى
بثلث ماله لرسول الله صلى الله عليه وسلم يضعه حيث يشاء وقال
وجهوني في قبري نحو القبلة فقدم النبي صلى الله عليه وسلم بعدما
مات فصلى عليه
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني كثير بن زيد عن المطلب بن عبد
الله قال البراء أول من أوصى بثلث ماله فأجازه رسول الله صلى الله
عليه وسلم
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر عن الزهري عن بن كعب
ابن مالك قال أوصى البراء بن معرور عند الموت أن يوجه إذا وضع
في قبره إلى الكعبة وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته بيسير
وصلى عليه
619

أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة
عن أمه عن أبيه قال كان موت البراء بن معرور في صفر قبل قدوم النبي
صلى الله عليه وسلم المدينة بشهر
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إسحاق بن خارجة عن أبيه قال
لما صرفت القبلة يوم صرفت قالت أم بشر يا رسول الله هذا قبر البراء
فكبر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة
عن أمه عن أبيه قال أول من صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم
حين قدم المدينة البراء بن معرور انطلق بأصحابه فصف عليه وقال اللهم
اغفر له وارحمه وارض عنه وقد فعلت
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن أيوب عن محمد بن هلال
أن البراء بن معرور توفي قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة
فلما قدم صلى عليه
أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا أبو عوانة عن أبي بشر قال
حدثني رجل من أهل المدينة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى
على قبر رجل من النقباء
قال محمد بن عمر وكان البراء بن معرور أول من مات من النقباء
عبد الله بن عمرو
ابن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة
وأمه الرباب بنت قيس بن القريم بن أمية بن سنان بن كعب بن غنم بن
كعب بن سلمة وهو أبو جابر بن عبد الله شهد العقبة مع السبعين من
620

الأنصار في روايتهم جميعا وهو أحد النقباء الاثني عشر وشهد بدرا وأحدا
وقتل يومئذ شهيدا وقد كتبنا أمره فيمن شهد بدرا من بني سلمة
ومن القواقلة رجل
عبادة بن الصامت
ابن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم
ابن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج وأمه قرة العين بنت عبادة بن نضلة بن مالك بن
العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج
ويكنى أبا الوليد شهد العقبة مع السبعين من الأنصار وهو أحد النقباء الاثني
عشر وشهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم وقد كتبنا أمره فيمن شهد بدرا من القواقلة
ومن بني زريق بن عامر بن زريق بن عبد حارثة
ابن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج رجل
رافع بن مالك
ابن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق وأمه ماوية بنت العجلان
ابن زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج ويكنى
أبا مالك وكان لرافع بن مالك من الولد رفاعة وخلاد وقد شهد بدرا ومالك
وأمهم أم مالك بنت أبي بن مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم
الحبلى
621

وكان رافع بن مالك من الكملة وكان الكامل في الجاهلية الذي
يكتب ويحسن العوم والرمي وكان رافع كذلك وكانت الكتابة في
القوم قليلا
ويقال إن رافع بن مالك ومعاذ بن عفراء أول من لقي رسول الله
صلى الله عليه وسلم بمكة من الأنصار وأسلما وقدما بالاسلام المدينة
وفي ذلك رواية لهما ويجعل رافع في الثمانية النفر الذين يروى أنهم
أول من أسلم من الأنصار بمكة ويجعل في الستة النفر الذين يروى أنهم
أول من أسلم من الأنصار وليس قبلهم أحد قال محمد بن عمر وأمر الستة
النفر أثبت الأقاويل عندنا والله أعلم وقد شهد رافع بن مالك العقبة مع
السبعين من الأنصار في روايتهم جميعا وهو أحد النقباء الاثني عشر الذين
من الأنصار ولم يشهد رافع بن مالك بدرا وشهدها ابناه رفاعة وخلاد ولكنه
قد شهد أحدا وقتل يومئذ شهيدا في شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرا
من الهجرة
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الملك بن زيد من ولد سعيد
ابن زيد بن عمرو بن نفيل عن أبيه قال آخى رسول الله صلى الله عليه
وسلم بين رافع بن مالك الزرقي وبين سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل
فهؤلاء النقباء من الأنصار الذين نقبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
على قومهم ليلة العقبة وهم اثنا عشر رجلا
622

ذكر كلثوم بن هدم العمري وعدة ممن يروون أنهم
شهدوا بدرا وليس ذلك بثبت
كلثوم بن الهدم
ابن امرئ القيس بن الحارث بن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن
عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا مجمع بن يعقوب عن سعيد بن
عبد الرحمن بن رقيش عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية عن عمه مجمع
ابن جارية وأخبرني محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن عثمان بن وثاب مولى بني حمزة عن أبي غطفان عن بن عباس قالا
كان كلثوم بن الهدم رجلا شريفا وكان شيخا كبيرا وأسلم قبل مقدم
رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فلما هاجر رسول الله صلى
الله عليه وسلم ونزل في بني عمرو بن عوف نزل على كلثوم بن الهدم
وكان صلى الله عليه وسلم يتحدث في منزل سعد بن خيثمة وكان يسمى
منزل العزاب قال محمد بن عمر فلذلك قيل نزل على سعد بن خيثمة
والثبت عندنا نزوله على كلثوم بن الهدم العمري ونزل على كلثوم أيضا
جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم أبو عبيدة بن
الجراح والمقداد بن عمرو وخباب بن الأرت وسهيل وصفوان ابنا
بيضاء وعياض بن زهير و عبد الله بن مخرمة ووهب بن سعد بن
أبي سرح ومعمر بن أبي سرح وعمرو بن أبي عمرو من بني محارب
ابن فهر وعمير بن عوف مولى سهيل بن عمرو وكل هؤلاء قد شهدوا
بدرا ثم لم يلبث كلثوم بن الهدم بعد قدوم رسول الله صلى الله عليه
وسلم المدينة إلا يسيرا حتى توفي وذلك قبل أن يخرج رسول الله صلى
623

الله عليه وسلم إلى بدر بيسير وكان غير مغموص عليه في إسلامه وكان
رجلا صالحا
الحارث بن قيس
ابن هيشة بن الحارث بن أمية بن معاوية بن مالك ابن عوف بن عمرو
ابن عوف بن مالك بن الأوس وأمه زينب بنت صيفي بن عمرو بن زيد
ابن جشم بن حارثة بن الحارث بن الأوس وكان أخوه حاطب بن قيس
الذي كانت فيه الحرب بين الأوس والخزرج وتسمى حرب
حاطب وأم حاطب أيضا زينب بنت صيفي بن عمرو وهي أم عتيك بن قيس أيضا
والحارث وحاطب وعتيك بنو قيس بن هيشة وهم عمومة جبر بن عتيك
ابن قيس بن هيشة ذكر عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري أن الحارث
ابن قيس شهد بدرا وقال محمد بن عمر سمعت من يذكر ذلك وليس
بثبت وأما موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبو معشر فلم يذكروا
الحارث بن قيس فيمن شهد عندهم بدرا ولا يشكون جميعا في روايتهم أن
ابن أخيه جبر بن عتيك قد شهد بدرا وغلطوا في نسبه فقالوا جبر بن
عتيك بن الحارث بن قيس بن هيشة فنسبوه إلى عمه وليس كذلك هو
جبر بن عتيك بن قيس بن أخي الحارث بن قيس
سعد بن مالك
ابن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو
ابن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج وأمه من بني سليم ويقال بل هي من ولد الجموح بن زيد
624

ابن حرام من بني سلمة وكان لسعد بن مالك من الولد ثعلبة قتل يوم أحد
شهيدا لا عقب له وسعد بن سعد وعمرو وعمرة وأمهم هند بنت عمرو
من بني عذرة فولد سعد بن سعد سهل بن سعد صحب النبي صلى الله
عليه وسلم وأمه أبية بنت الحارث بن عبد الله بن كعب بن مالك بن
خثعم
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبي بن عباس بن سهل بن سعد
الساعدي عن أبيه عن جده قال تجهز سعد بن مالك ليخرج إلى بدر فمرض
فمات فموضع قبره عند دار بني قارظ فضرب له رسول الله صلى الله
عليه وسلم بسهمه وأجره
أخبرنا محمد بن عمر عن عبد المهيمن بن عباس عن أبيه عن جده
قال مات سعد بن مالك بالروحاء فأسهم له النبي قال محمد بن عمر
وسمعت من يذكر أن الذي شهد بدرا هو سعد بن سعد بن مالك بن خالد
وهو أبو سهل بن سعد الساعدي وأما عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري
فولدهم في كتاب نسب الأنصار كما ذكرنا في كتابنا هذا ولم يذكر أن
أحدا منهما شهد بدرا ولا أحسب ترك تسميته في بدر إلا أنه مرض فمات
قبل أن يخرج إليها كما روى أبي وعبد المهيمن ابنا عباس عن أبيهما عن
جدهما
أخبرنا يحيى بن محمد الجاري قال حدثني عبد المهيمن بن عباس
ابن سهل بن سعد الساعدي عن أبيه أنه سمعه يحدث عن أبيه سهل بن سعد
أن سعد بن سعد بن مالك أباه أوصى للنبي عليه السلام فكتب وصيته
في مؤخر رحله فأوصى له برحله وراحلته وخمسة أوسق من شعير
فقبلها النبي صلى الله عليه وسلم ثم ردها على ورثته
قال محمد بن سعد وهذا يدلك على أن الذي ذكر في بدر هو
سعد بن سعد بن مالك وأنه توفي وهو يتجهز إلى بدر وأوصى لرسول
625

الله صلى الله عليه وسلم بهذه الوصية وأما ما روى أبي وعبد المهيمن ابنا
عباس عن أبيهما عن جدهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسهم
له في بدر فليس ذلك بثبت ولم يروه أحد ممن روى المغازي وأما موسى
ابن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبو معشر فلم يذكروا سعد بن مالك ولا ابنه
سعد بن سعد فيمن شهد عندهم بدرا وهو الثبت عندنا أنه لم يشهد أحد
منهما بدرا ولعله كان يتجهز للخروج فمات قبل ذلك كما روى أبي
وعبد المهيمن ابنا عباس في حديثهما ولسعد بن سعد بن مالك عقب
مالك بن عمرو النجاري
نظرنا في كتاب نسب الأنصار فلم نجد نسبه فيه ووجدنا مالك بن
عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول وهو عامر بن مالك بن النجار
ومالك بن عمرو هو الذي وجدناه في نسب الأنصار فهو عم الحارث بن
الصمة بن عمرو ولا أحسبه إياه
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني يعقوب بن محمد الظفري عن أبيه
قال كان مالك بن عمرو النجاري مات يوم جمعة فلما دخل رسول الله
صلى الله عليه وسلم فلبس لامته ليخرج إلى أحد خرج وهو موضوع
عند موضع الجنائز فصلى عليه ثم دعا بدابته فركب إلى أحد
626

خلاد بن قيس
ابن النعمان بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة
وأمه إدام بنت القين بن كعب بن سواد من بني سلمة ذكر عبد الله بن
محمد بن عمارة الأنصاري أنه شهد بدرا مع أخيه خالد بن قيس بن النعمان
ابن سنان بن عبيد ولم يذكر ذلك محمد بن إسحاق وموسى بن عقبة وأبو
معشر ومحمد بن عمر فيمن شهد عندهم بدرا قال ولا أظن ذلك بثبت
لان هؤلاء أعلم بالسيرة والمغازي من غيرهم ولا أظن ما روى عبد الله
ابن محمد بن عمارة بثبت ولخلاد بن قيس إسلام قديم
عبد الله بن خيثمة
ابن قيس بن صيفي بن صخر بن حرام بن ربيعة بن عدي بن غنم
ابن كعب بن سلمة وأمه عائشة بنت زيد بن ثعلبة بن عبيد من بني سلمة
ذكر عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري أنه قد شهد بدرا مع عميه
معبد و عبد الله ابني قيس بن صيفي ولم يذكره موسى بن عقبة ومحمد بن
إسحاق وأبو معشر ومحمد بن عمر فيمن شهد عندهم بدرا قال وتوفي
عبد الله بن خيثمة وليس له عقب.
627