الكتاب: الطبقات الكبرى
المؤلف: محمد بن سعد
الجزء: ٥
الوفاة: ٢٣٠
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع:
المطبعة: دار صادر - بيروت
الناشر: دار صادر - بيروت
ردمك:
ملاحظات:

الطبقات الكبرى 5
1

الطبقات الكبرى
لابن سعد
المجلد الخامس
في أهل المدينة من التابعين ومن كان منهم، ومن الأصحاب
بمكة والطائف واليمن واليمامة والبحرين
دار صادر بيروت
3

الطبقة الأولى
من أهل المدينة من التابعين
الناس أصبحوا ثم دفع فإني لأنظر إلى فخذه قد انكشف
فيما يخرش بعيره بمحجنه هكذا قال سفيان بن عيينة سعيد بن عبد الرحمن
بن يربوع وهذا وهل وغلط في نسبه إنما هو عبد الرحمن بن سعيد
بن يربوع المخزومي
عبد الرحمن بن الحارث
بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة و
أمه فاطمة بنت الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ويكنى
عبد الرحمن أبا محمد وكان بن عشر سنين حين قبض النبي صلى الله
عليه وسلم وما ت أبوه الحارث بن هشام في طاعون عمواس بالشام سنة
ثماني عشرة فخلف عمر بن الخطاب على امرأته فاطمة بنت الوليد بن المغيرة
وهي أم عبد الرحمن بن الحارث فكان عبد الرحمن في حجر عمر
وكان يقول ما رأيت ربيبا خيرا من عمر بن الخطاب وروى عن عمر
وله دار بالمدينة ربة كبيرة وتوفي عبد الرحمن بن الحارث في خلافة
5

معاوية بن أبي سفيان بالمدينة وكان رجلا شريفا سخيا مريا وكان قد
شهد الجمل مع عائشة وكانت عائشة تقول لان أكون قعدت في منزلي
عن مسيري إلى البصرة أحب إلي من أن يكون لي من رسول الله عشرة من
الولد كلهم مثل عبد الرحمن بن الحارث بن هشام
أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدني قال حدثني أبي
عن أبي بكر بن عثمان المخزومي من آل يربوع أن عبد الرحمن بن الحارث
بن هشام كان اسمه إبراهيم فدخل على عمر بن الخطاب في ولايته حين
أراد أن يغير اسم من يسمى بأسماء الأنبياء فغير اسمه فسماه عبد الرحمن
فثبت اسمه إلى اليوم فولد عبد الرحمن بن الحارث بن هشام محمدا الأكبر
لا بقية له وبه كان يكنى وأبا بكر وكان يقال له راهب قريش وعمر وعثمان
وعكرمة وخالدا ومحمدا الأصغر وحنتمة ولدت لعبد الله بن الزبير بن
العوام وأم حجين وأم حكيم وسودة ورملة وأمهم فاختة بنت عنبة
بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل
بن عامر بن لؤي وعياش بن عبد الرحمن وعبد الله لا بقية له وأبا
سلمة هلك صغيرا لا بقية له والحارث هلك لا بقية له وأسماء وعائشة
تزوجها معاوية بن أبي سفيان وأم سعيد وأم كلثوم وأم الزبير وأمهم
أم الحسن بنت الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي
وأمها أسماء بنت أبي بكر الصديق والمغيرة بن عبد الرحمن وعوفا وزينب
وريطة ولدت لعبد الله بن الزبير خلف عليها بعد أختها وفاطمة وحفصة و
أمهم سعدى بنت عوف بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة بن مرة بن
نشبة بن غيظ بن مرة والوليد بن عبد الرحمن وأبا سعيد وأم سلمة
تزوجها سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص وقريبة وأمهم أم رسن بنت
الحارث بن عبد الله بن الحصين ذي الغصة بن يزيد بن شداد بن قنان بن
سلمة بن وهب بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث بن كعب وسلمة بن
6

عبد الرحمن وعبيد الله وهشاما لأمهات أولاد وزينب ابنة عبد الرحمن
ويقال بل اسمها مريم وأمها مريم ابنة عثمان بن عفان بن أبي العاص
بن أمية
عبد الرحمن بن الأسود
بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة وأمه أمية ابنة
نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب فولد عبد الرحمن بن
الأسود محمدا وعبد الرحمن وأمهما أمة بنت عبد الله بن وهب بن عبد مناف
بن زهرة وعبد الله وأمه أم ولد وعمر وأمه أم ولد وقد روى عبد
الرحمن بن الأسود عن أبي بكر الصديق وعمر رضي الله تعالى عنهما وله
دار بالمدينة عند أصحاب الغرابيل والقباب
صبيحة بن الحارث
بن جبيلة بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة وأمه زينب
ابنة عبد الله بن ساعدة بن مشنوء بن عبد بن حبتر من خزاعة فولد صبيحة
بن الحارث الأجش ومعبدا وعبد الله الأكبر وزبينة امرأة وأم عمرو
الكبرى وأمهم عاتكة بنت يعمر بن خالد بن معروف بن صخر بن المقياس
بن حبتر وعبد الرحمن وعبد الله الأصغر وهو أبو الفضل وأم عمرو
الصغرى وأمهم أمة بنت عمرو وهو عمرو بن عبد العزى بن صنين بن جابر
بن عبد العزى بن عامرة بن عميرة بن وديعة بن الحارث بن فهر وعبد
الله وأم صالح وأم جميل وأم عبيد وأمهم زينب بنت وهب بن أبي التوائم
7

من هذيل وحبيبة بنت صبيحة تزوجها معبد بن عروة من بني كلب
بن عوف فولدت له وكان أشرف ولد صبيحة عبد الرحمن بن صبيحة
وله دار بالمدينة عند أصحاب الأقفاص فولد عبد الرحمن بن صبيحة محمدا
وموسى وأمهما ابنة راشد من هذيل من آل أبي التوائم ويقال هي أم
علي بنت هلال بن عمرو بن عامر من هذيل ثم من بني حطيط وصخر بن
عبد الرحمن وأمه أم يحيى بنت جبير بن عمرو بن أبي فائد من خزاعة
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث
التيمي عن أبيه عن عبد الرحمن بن صبيحة التيمي عن أبيه قال قال لي أبو
بكر الصديق يا صبيحة هل لك في العمرة قال قلت نعم قال قرب
راحلتك فقربتها قال فخرجنا إلى العمرة ثم حكى عنه صبيحة أشياء
من فعله في تلك السفرة
قال محمد بن عمر ويقال إن الذي سافر مع أبي بكر وسمع منه
وحفظ عنه عبد الرحمن بن صبيحة ولعله خرج هو وأبوه صبيحة جميعا
مع أبي بكر فحكيا عنه وكان عبد الرحمن ثقة قليل الحديث
نيار بن مكرم الأسلمي
وهو أحد الأربعة الذين قبروا عثمان بن عفان وصلوا عليه ونزلوا في
حفرته وقد سمع نيار من أبي بكر الصديق وكان ثقة قليل الحديث
8

عبد الله بن عامر
بن ربيعة بن مالك بن عامر بن ربيعة بن حجر بن سلامان بن مالك
بن ربيعة بن رفيدة بن عنز بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن
دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار حليف الخطاب بن نفيل أبي
عمر بن الخطاب ويكنى عبد الله أبا محمد وولد على عهد النبي صلى الله عليه
وسلم وكان بن خمس سنين أو ست سنين يوم قبض رسول الله
أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال أخبرنا الليث بن سعد عن محمد
بن عجلان عن مولى لعبد الله بن عامر بن ربيعة عن عبد الله بن عامر بن
ربيعة قال جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيتنا وأنا صبي صغير
فخرجت ألعب فقالت أمي يا عبد الله تعال أعطك فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم وما أردت أن تعطيه قالت أردت أن أعطيه تمرا
فقال أما لو لم تفعلي كتبت عليك كذبة
قال محمد بن عمر فلا أحسب عبد الله بن عامر حفظ هذا الكلام
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لصغره وقد حفظ عن أبي بكر وعمر
وعثمان وروى عنهم وعن أبيه
أخبرنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن عبد الله بن عامر بن ربيعة
أنه أدرك الخليفتين يعني أبا بكر وعمر يجلدان العبد في الفرية أربعين
أخبرنا وكيع بن الجراح عن سفيان الثوري عن عبد الله بن ذكوان
أبي الزناد عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال أدركت أبا بكر وعمر ومن
بعدهما من الخلفاء يضربون في قذف المملوك أربعين
قال محمد بن عمر ومات عبد الله بن عامر بن ربيعة بالمدينة سنة خمس
وثمانين في خلافة عبد الملك بن مروان وكان ثقة قليل الحديث
9

أبو جعفر الأنصاري
ولم يسم لنا
قال أخبرنا أبو معاوية الضرير قال أخبرنا الأعمش عن ثابت بن
عبيد عن أبي جعفر الأنصاري قال رأيت أبا بكر الصديق ورأسه ولحيته
كأنهما جمر الغضا
أبو سهل الساعدي
ولم يسم لنا
أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن راشد قال سمعت
رجلا من الأنصار يحدث مكحولا عن أبي سهل الساعدي أنه صلى خلف
أبي بكر فوصف قراءته
أسلم
مولى عمر بن الخطاب ويكنى أبا زيد
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن
أبيه قال اشتراني عمر بن الخطاب سنة اثنتي عشرة وهي السنة التي قدم
بالأشعث بن قيس فيها أسيرا فأنا أنظر إليه في الحديد يكلم أبا بكر الصديق
وأبو بكر يقول له فعلت وفعلت حتى كان آخر ذلك أسمع الأشعث بن
قيس يقول يا خليفة رسول الله استبقني لحربك وزوجني أختك ففعل
أبو بكر رحمه الله فمن عليه وزوجه أخته أم فروة بنت أبي قحافة
10

فولدت له محمد بن الأشعث
قال محمد بن عمر وروى أسلم أيضا عن أبي بكر الصديق أنه رآه
آخذا بطرف لسانه وهو يقول إن هذا أوردني الموارد وقد روى أسلم
عن عمر وعثمان وغيرهما
أخبرنا محمد بن عمر قال سمعت أسامة بن زيد بن أسلم يقول
نحن قوم من الأشعريين ولكنا لا ننكر منة عمر بن الخطاب
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن عثمان بن عبيد الله بن أبي رافع قال قلت لسعيد بن المسيب
أخبرني عن أسلم مولى عمر ممن هو قال حبشي بجاوي من بجاوة
قال عثمان بن عبيد الله وكذلك سمعت أبي يقول أسلم حبشي
بجاوي
أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم
في حديث رواه أن أسلم مولى عمر كان يكنى أبا زيد وتوفي أسلم مولى
عمر بالمدينة في خلافة عبد الملك بن مروان
هني
مولى عمر بن الخطاب
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عمرو بن عمير بن هني عن أبيه
عن جده أن أبا بكر الصديق لم يحم شيئا من الأرض إلا النقيع وقال
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حماه فكان يحميه للخيل التي يغزى
عليها وكانت إبل الصدقة إذا أخذت عجافا أرسل بها إلى الربذة وما والاها
ترعى هناك ولا يحمي لها شيئا ويأمر أهل المياه لا يمنعون من ورد عليهم
11

يشرب معهم ويرعى عليهم فلما كان عمر بن الخطاب وكثر الناس وبعث
البعوث إلى الشام وإلى مصر وإلى العراق حمى الربذة واستعملني على حمى
الربذة
مالك الدار
مولى عمر بن الخطاب وقد انتموا إلى جبلان من حمير وروى
مالك الدار عن أبي بكر الصديق وعمر رحمهما الله روى عنه أبو صالح
السمان وكان معروفا
أبو قرة
مولى عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي وكان
ثقة قليل الحديث
أخبرنا يزيد بن هارون ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك قالا
أخبرنا بن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن عن أبي قرة مولى عبد الرحمن
بن الحارث بن هشام قال إن أبا بكر الصديق قسم قسما فقسم لي كما
قسم لسيدي
قال محمد بن إسماعيل بن أبي فديك قال بن أبي ذئب وكان
سيده رجلا من بني مخربة غير الذي أعتقه
12

زييد بن الصلت
بن معدي كرب بن وليعة بن شرحبيل بن معاوية بن حجر القرد
بن الحارث الولادة بن عمرو بن معاوية بن الحارث الأكبر بن معاوية بن
ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة وهو كندي بن عفير بن عدي بن
الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان
بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان وإنما سمي الحارث الولادة
لكثرة ولده وسمي حجر القرد والقرد في لغتهم الندي الجواد والحارث
الولادة هو أخو حجر بن عمرو آكل المرار والملوك الأربعة مخوس
ومشرح وجمد وأبضعة بنو معدي كرب بن وليعة بن شرحبيل وهم
عمومة زييد وكثير ابني الصلت بن معدي كرب بن وليعة وكانوا وفدوا
على النبي صلى الله عليه وسلم مع الأشعث بن قيس فأسلموا ورجعوا
إلى بلادهم ثم ارتدوا فقتلوا يوم النجير وإنما سموا ملوكا لأنه كان
لكل واحد منهم واد يملكه بما فيه وهاجر كثير وزييد وعبد الرحمن
بنو الصلت إلى المدينة فسكنوها وحالفوا بني جمح بن عمرو بن قريش فلم
يزل ديوانهم ودعوتهم معهم حتى كان زمن المهدي أمير المؤمنين فأخرجهم
من بني جمح وأدخلهم في حلفاء العباس بن عبد المطلب فدعوتهم اليوم
معهم وعيالهم هم بعد في بني جمح
أخبرنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي قال حدثنا علي بن
المبارك عن يحيى بن أبي كثير قال حدثني محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان
أنه سمع زييد بن الصلت يقول سمعت أبا بكر الصديق يقول لو أخذت
سارقا لأحببت أن يستره الله
قال محمد بن عمر وقد روى زييد بن الصلت أيضا عن عمر وعثمان
رحمهما الله وكان قليل الحديث وأخوه
13

كثير بن الصلت
بن معدي كرب بن وليعة بن شرحبيل بن معاوية بن حجر القرد
بن الحارث الولادة
أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس قال حدثنا سليمان بن
بلال عن عبيد الله بن عمر عن نافع أن كثير بن الصلت كان اسمه قليلا
فسماه عمر بن الخطاب كثيرا
قال محمد بن عمر وولد كثير بن الصلت في عهد النبي صلى الله
عليه وسلم وكان يكنى أبا عبد الله وقد روى عن عمر وعثمان وزيد بن
ثابت وغيرهم وكان له شرف وحال جميلة في نفسه وله دار بالمدينة كبيرة
في المصلى وقبلة المصلى في العيدين إليها وهي تشرع على بطحاء الوادي
الذي في وسط المدينة وكان من ولد كثير بن الصلت محمد بن عبد الله بن
كثير وكان سريا مريا فقيها ولي قضاء المدينة للحسن بن زيد بن الحسن
بن علي بن أبي طالب حين ولاه أبو جعفر المدينة فلما ولي المهدي الخلافة
عزل عبد الصمد بن علي عن المدينة وولاها محمد بن عبد الله بن كثير بن
الصلت وأخوهما
عبد الرحمن بن الصلت
أخبرنا معن بن عيسى عن مخرمة بن بكير بن عبد الله بن الأشج عن
أبيه عن عبد الرحمن بن الصلت أخي كثير بن الصلت شيئا من فعله قال
ولا نعلمه روى حديثا عن غيره
14

عاصم بن عمر بن الخطاب
بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح
بن عدي بن كعب وأمه جميلة أخت عاصم بن ثابت بن قيس وهو أبو
الأقلح بن عصمة بن مالك بن أمة بن ضبيعة بن زيد من بني عمرو بن عوف
من الأنصار
أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن عبيد
الله بن عمر عن نافع قال غير النبي عليه السلام اسم أم عاصم وكان
اسمها عاصية فقال لا بل أنت جميلة
أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب
عبيد الله بن عمر بن الخطاب
الحيرة وكان ظئرا لسعد بن أبي
وقاص وكان يعلم الكتاب بالمدينة قال عبيد الله فضربته بالسيف فلما
وجد حس السيف صلب بين عينيه وانطلق عبيد الله فقتل ابنة أبي لؤلؤة
وكانت تدعي الاسلام وأراد عبيد الله ألا يترك سبيا بالمدينة يومئذ إلا قتله
فاجتمع المهاجرون الأولون فأعظموا ما صنع عبيد الله من قتل هؤلاء واشتدوا
عليه وزجروه عن السبي فقال والله لأقتلنهم وغيرهم يعرض ببعض
المهاجرين فلم يزل عمرو بن العاص يرفق به حتى دفع إليه سيفه فأتاه سعد
فأخذ كل واحد منهما برأس صاحبه يتناصيان حتى حجز بينهما الناس
فأقبل عثمان وذلك في الثلاثة الأيام الشورى قبل أن يبايع له حتى أخذ برأس
عبيد الله بن عمر وأخذ عبيد الله برأسه حتى حجز بينهما وأظلمت الأرض
15

يومئذ على الناس فعظم ذلك في صدور الناس وأشفقوا أن تكون عقوبة
قتل عبيد الله جفينة والهرمزان وابنة أبي لؤلؤة
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن يعقوب عن أبي وجزة
عن أبيه قال رأيت عبيد الله يومئذ وإنه ليناصي عثمان وإن عثمان ليقول
قاتلك الله قتلت رجلا يصلي وصبية صغيرة وآخر من ذمة رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما في الحق تركك قال فعجبت لعثمان حين ولي كيف
تركه ولكن عرفت أن عمرو بن العاص كان دخل في ذلك فلفته عن رأيه
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر عن بن أبي عون
عن عمران بن مناح قال جعل سعد بن أبي وقاص يناصي عبيد الله بن
عمر حين قتل الهرمزان وابنة أبي لؤلؤة وجعل سعد يقول وهو يناصيه
لا أسد إلا أنت تنهت واحدا وغالت أسود الأرض عنك الغوائل
والشعر لكلاب بن علاط أخي الحجاج بن علاط فقال
عبيد الله
تعلم أني لحم ما لا تسيغه فكل من خشاش الأرض ما كنت آكلا
فجاء عمرو بن العاص فلم يزل يكلم عبيد الله ويرفق به حتى أخذ
سيفه منه وحبس في السجن حتى أطلقه عثمان حين ولي
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عتبة بن جبيرة عن عاصم بن عمر
بن قتادة عن محمود بن لبيد قال ما كان عبيد الله يومئذ إلا كهيئة السبع
الحرب يعترض العجم بالسيف حتى حبس في السجن فكنت أحسب أن
عثمان إن ولي سيقتله لما كنت أراه صنع به كان هو وسعد أشد أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني كثير بن زيد عن المطلب بن عبد
الله بن حنطب قال قال علي لعبيد الله بن عمر ما ذنب بنت أبي
16

لؤلؤة حين قتلتها قال فكان رأي علي حين استشاره عثمان ورأي الأكابر
من أصحاب رسول الله على قتله لكن عمرو بن العاص كلم عثمان حتى
تركه فكان علي يقول لو قدرت على عبيد الله بن عمر ولي سلطان
لاقتصصت منه
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني هشام بن سعد قال حدثني
من سمع عكرمة مولى بن عباس قال كان رأي علي أن يقتل عبيد الله
بن عمر لو قدر عليه
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري
قال لما استخلف عثمان دعا المهاجرين والأنصار فقال أشيروا
في قتل هذا الذي فتق في الدين ما فتق فأجمع رأي المهاجرين والأنصار
على كلمة واحدة يشجعون عثمان على قتله وقال جل الناس أبعد الله
الهرمزان وجفينة يريدون يتبعون عبيد الله أباه فكثر ذلك القول فقال
عمرو بن العاص يا أمير المؤمنين إن هذا الامر قد كان قبل أن يكون لك
سلطان على الناس فأعرض عنه فتفرق الناس عن كلام عمرو بن العاص
أخبرنا محمد بن عمر قال فحدثني بن جريج أن عثمان استشار
المسلمين فأجمعوا على ديتهما ولا يقتل بهما عبيد الله بن عمر وكانا قد أسلما
وفرض لهما عمر وكان علي بن أبي طالب لما بويع له أراد قتل عبيد الله
بن عمر فهرب منه إلى معاوية بن أبي سفيان فلم يزل معه فقتل بصفين
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن عبد الله بن عبيد بن
عمير قال سمعت رجلا من أهل الشام يحدث في مجلس عمرو بن دينار
فسألت عنه بعد فقيل هو يزيد بن يزيد بن جابر يقول إن معاوية دعا
عبيد الله بن عمر فقال إن عليا كما ترى في بكر بن وائل قد حامت عليه
فهل لك أن تسير في الشهباء قال نعم فرجع عبيد الله إلى خبائه فلبس
سلاحه ثم إنه فكر وخاف أن يقتل مع معاوية على حاله فقال له مولى له
17

فداك أبي إن معاوية إنما يقدمك للموت إن كان لك الظفر فهو يلي وإن
قتلت استراح منك ومن ذكرك فأطعني واعتل قال ويحك قد عرفت
ما قلت فقالت له امرأته بحرية بنت هانئ ما لي أراك مشمرا قال
أمرني أميري أن أسير في الشهباء قالت هو والله مثل التابوت لم يحمله
أحد قط إلا قتل أنت تقتل وهو الذي يريد معاوية قال اسكتي
والله لأكثرن القتل في قومك اليوم فقالت لا يقتل هذا خدعك
معاوية وغرك من نفسك وثقل عليه مكانك قد أبرم هذا الامر هو وعمرو
بن العاص قبل اليوم فيك لو كنت مع علي أو جلست في بيتك كان خيرا
لك قد فعل ذلك أخوك وهو خير منك قال اسكتي وهو يتبسم
ضاحكا لترين الأسارى من قومك حول خبائك هذا قالت والله
لكأني راكبة دابتي إلى قومي أطلب جسدك أواريه إنك مخدوع إنما
تمارس قوما غلب الرقاب فيهم الحرون ينظرونه نظر القوم إلى الهلاك
لو أمرهم بترك الطعام والشراب ما ذاقوه قال أقصري من العذل فليس
لك عندنا طاعة فرجع عبيد الله إلى معاوية فضم إليه الشهباء وهم اثنا عشر
ألفا وضم إليه ثمانية آلاف من أهل الشام فيهم ذو الكلاع في حمير
فقصدوا يؤمون عليا فلما رأتهم ربيعة جثوا على الركب وشرعوا الرماح
حتى إذا غشوهم ثاروا إليهم واقتتلوا أشد القتال ليس فيهم إلا الأسل
والسيوف وقتل عبيد الله وقتل ذو الكلاع والذي قتل عبيد الله زياد
بن خصفة التيمي وقال معاوية لامرأة عبيد الله لو أتيت قومك فكلمتهم
في جسد عبيد الله بن عمر فركبت إليهم ومعها من يجيرها فأتتهم فانتسبت
فقالوا قد عرفناك مرحبا بك فما حاجتك قالت هذا الجسد الذي
قتلتموه فأذنوا لي في حمله فوثب شباب من بكر بن وائل فوضعوه على
بغل وشدوه وأقبلت امرأته عسكر معاوية فتلقاها معاوية بسرير فحمله
عليه وحفر له وصلى عليه ودفنه ثم جعل يبكي ويقول قتل بن الفاروق
18

في طاعة خليفتكم حيا وميتا فترحموا عليه وإن كان الله قد رحمه ووفقه
للخير قال تقول بحرية وهي تبكي عليه وبلغها ما يقول معاوية فقالت
أما أنت فقد عجلت له يتم ولده وذهاب نفسه ثم الخوف عليه لما بعد
أعظم الامر فبلغ معاوية كلامها فقال لعمرو بن العاص ألا ترى ما تقول
هذه المرأة فأخبره فقال والله لعجب لك ما تريد أن يقول الناس شيئا
فوالله لقد قالوا في خير منك ومنا فلا يقولون فيك أيها الرجل إن لم تغض
عما ترى كنت من نفسك في غم قال معاوية هذا والله رأيي الذي ورثت
من أبي
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الله بن نافع عن أبيه قال
اختلف علينا في قتل عبيد الله بن عمر فقائل يقول قتلته ربيعة وقائل
يقول قتله رجل من همدان وقائل يقول قتله عمار بن ياسر وقائل يقول
قتله رجل من بني حنيفة
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عمر بن محمد بن عمر عن عبد
الله بن محمد بن عقيل عن سعد بن الحسن مولى الحسن بن علي قال خرجت
مع الحسن بن علي ليلة بصفين في خمسين رجلا من همدان يريد أن يأتي
عليا وكان يومنا يوما قد عظم فيه الشر بين الفريقين فمررنا برجل أعور
من همدان يدعى مذكورا قد شد مقود فرسه برجل رجل مقتول فوقف
الحسن بن علي على الرجل فسلم ثم قال من أنت فقال رجل من
همدان فقال له الحسن ما تصنع ها هنا فقال أضللت أصحابي في
هذا المكان في أول الليل فأنا أنتظر رجعتهم قال ما هذا القتيل قال
لا أدري غير أنه كان شديدا علينا يكشفنا كشفا شديدا وبين ذلك يقول
أنا الطيب بن الطيب وإذا ضرب قال أنا بن الفاروق فقتله الله بيدي
فنزل الحسن إليه فإذا عبيد الله بن عمر وإذا سلاحه بين يدي الرجل فأتى به
عليا فنفله علي سلبه وقومه أربعة آلاف
19

أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا الحسن بن عمارة عن أبيه عن أبي
رزين قال كنت مولاي بصفين فرأيت عليا بعدما مضى ربع الليل
يطوف على الناس يأمرهم وينهاهم فأصبحوا يوم الجمعة فالتقوا وتقاتلوا
أشد القتال والتقى عمار بن ياسر وعبيد الله بن عمر فقال عبيد الله أنا
الطيب بن الطيب فقال له عمار بن ياسر أنت الخبيث بن الطيب
فقتله عمار ويقال قتله رجل من الحضارمة
قال محمد بن عمر وحدثني غير الحسن بن عمارة بغير هذا الاسناد
أن عبيد الله بن عمر قطع أذن عمار يومئذ عندنا أن أذن عمار
قطعت يوم اليمامة
محمد بن ربيعة
بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ويكنى
أبا حمزة وأمه جمانة بنت أبي طالب بن هاشم بن عبد
مناف بن
قصي فولد محمد بن ربيعة بن حمزة وبه كان يكنى والقاسم وحميدا
وعبد الله الأكبر وهو عائذ الله وأمه جويرية بنت أبي عزة الشاعر
الذي قتله رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد صبرا واسم أبي عزة
عمرو بن عبد الله بن عمير بن أهيب بن حذافة بن جمح وعبد الله
وجعفرا لا بقية له والحارث وعثمان وأم كلثوم وأم عبد الله وأمهم أمة
الله بنت عدي بن الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي وعليا
ومحمدا لام ولد وأم عبد الله وابنة أخرى لام ولد قبض رسول الله
صلى الله عليه وسلم ومحمد بن ربيعة بن أكثر من عشر سنين ولا نعلمه
روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا وقد لقي عمر بن الخطاب
20

وروى عنه
أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا بن أبي ذئب عن عثمان بن عبيد
الله بن أبي رافع عن عبد الرحمن الأعرج عن محمد بن ربيعة بن الحارث
أنه أخبره أن عمر بن الخطاب رآه وهو طويل الشعر وذلك في ذي الحليفة
قال محمد وأنا على ناقتي وأنا في ذي الحجة أريد الحج فأمرني أن أقصر
من رأسي ففعلت
قال محمد بن عمر عبد الرحمن الأعرج هو مولى محمد بن ربيعة
بن الحارث عتاقة
عبد الله بن نوفل
بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمه
ضريبة بنت سعيد بن القشب واسمه جندب بن عبد الله بن رافع بن
نضلة بن محضب بن صعب بن مبشر بن دهمان من الأزد وأمها
أم حكيم بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف خالة سعد بن
أبي وقاص وأم سعد حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس فولد
عبد الله بن نوفل
ولد عبد الله بن نوفل في عهد رسول
الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد العزيز بن محمد وأبو بكر
بن عبد الله بن أبي سبرة عن عثمان بن عمر عن أبي الغيث قال سمعت
أبا هريرة لما ولي مروان بن الحكم المدينة لمعاوية بن أبي سفيان سنة اثنتين
وأربعين في الامرة الأولى استقضى عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد
21

المطلب بالمدينة فسمعت أبا هريرة يقول هذا أول قاض رأيته في
الاسلام
قال محمد بن عمر وأجمع أصحابنا على أن عبد الله بن نوفل بن
الحارث أول من قضى بالمدينة لمروان بن الحكم وأهل بيته ينكرون عليه
أن يكون ولي القضاء بالمدينة هو ولا أحد من بني هاشم وقال أهل بيته
توفي في خلافة معاوية بن أبي سفيان
قال محمد بن عمر ونحن نقول إنه بقي بعد معاوية دهرا وتوفي
سنة أربع وثمانين في خلافة عبد الملك بن مروان
عبيد الله بن نوفل
بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم
أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة قال أخبرنا
علي بن زيد بن جدعان أن عبيد الله بن نوفل وسعيد بن نوفل والمغيرة بن
نوفل كانوا من قراء قريش وكانوا يبكرون إلى الجمعة إذا طلعت الشمس
يريدون بذلك الساعة التي ترجى فنام عبيد الله بن نوفل فدح دحة فقيل
هذه الساعة التي تريد فرفع رأسه فإذا مثل غمامة تصعد في السماء وذلك
حين زالت الشمس وقد قال حماد فدح في ظهره دحة
المغيرة بن نوفل
بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم وأمه ضريبة بنت سعيد بن
القشب واسمه جندب بن عبد الله بن رافع بن نضلة بن محضب
22

بن صعب بن مبشر بن دهمان من الأزد فولد المغيرة أبا سفيان لا بقية
له وأمه آمنة ابنة أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وعبد الملك وعبد
الواحد وأمهما أم ولد وسعيدا ولوطا وإسحاق وصالحا وربيعة وعبد
الرحمن لأمهات أولاد شتى وعبد الله وعونا لام ولد وأمامة وأم المغيرة
وأمهما بنت همام بن مطرف من بني عقيل
أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن
زيد عن علي بن الحسين أن كعبا أخذ بيد المغيرة بن نوفل فقال اشفع
لي يوم القيامة قال فانتزع يده من يده وقال وما أنا إنما أنا رجل من
المسلمين قال فأخذ بيده فغمزها غمزا شديدا وقال مامن مؤمن من آل
محمد إلا وله شفاعة يوم القيامة ثم قال أذكر هذا بهذا
أخبرنا خالد بن مخلد قال حدثني الحكم بن الصلت المؤذن
قال حدثني عبد الملك بن المغيرة بن نوفل قال حدثني أبي قال أخذ
بيدي كعب الأحبار فعصرها ثم قال أختبئ هذه عندك لتذكرها يوم
القيامة قال وما أذكر منها قال والذي نفسي بيده ليبدأن محمد بالشفاعة
يوم القيامة بالأقرب فالأقرب
سعيد بن نوفل
بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم وأمه ضريبة بنت سعيد بن
القشب واسمه جندب بن عبد الله بن رافع بن نضلة بن محضب
بن صعب بن مبشر بن دهمان من الأزد فولد سعيد بن نوفل إسحاق
الأكبر وحنظلة والوليد وسليمان والأشعث وأم سعيد واسمها أمة وأمهم
أم الوليد بنت أبي خرشة بن الحارث بن مالك بن المسيب من بني حبشية
23

من خزاعة وإسحاق الأصغر ويعقوب وأم عبد الله وأم إسحاق وهم
لأمهات أولاد ورقية وأمها أم كلثوم بنت جعفر بن أبي سفيان بن الحارث
بن عبد المطلب قال وكان سعيد بن نوفل فقيها عابدا
عبد الله بن الحارث
بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي
وأمه هند بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف
بن قصي ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فأتت به أمه هند
بنت أبي سفيان أختها أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب زوج النبي عليه
السلام فدخل عليها رسول الله فقال ما هذا يا أم حبيبة فالت هذا بن عمك و
ابن أخي هذا بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب
وابن هند بنت أبي سفيان بن حرب قال فتفل رسول الله صلى الله عليه
وسلم في فيه ودعا له فولد عبد الله بن الحارث عبد الله
بن عبد الله ومحمد بن عبد الله وأمهما خالدة بنت معتب بن أبي لهب بن عبد المطلب وأمها
عاتكة بنت أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وأمها أم عمرو بنت
المقوم بن عبد المطلب وإسحاق بن عبد الله وعبيد الله بن عبد الله وهو
الأرجوان والفضل بن عبد الله وأم الحكم بنت عبد الله ولدت لمحمد بن
علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب يحيى ومحمدا درجا والعالية بني
محمد وأم أبيها بنت عبد الله وزينب بنت عبد الله وأم سعيد بنت عبد الله
وأم جعفر وأمهم أم عبد الله بنت العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد
المطلب وعبد الرحمن بن عبد الله وأمه بنت محمد بن صيفي بن أبي رفاعة
بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وعون بن عبد الله وأمه أم ولد
24

وضريبة بنت عبد الله لام ولد وخالدة بنت عبد الله لام ولد وأم عمرو
وهندا بني عبد الله لام ولد
أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمر عن عطاء بن
أبي راشد عن عبد الله بن الحارث أنه كان على مكة زمن عثمان
أخبرنا الفضل بن دكين عن سفيان بن عيينة عن عبد الكريم عن
عبد الله بن الحارث بن نوفل قال زوجني أبي في إمارة عثمان فدعا ناسا
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء صفوان بن أمية
شيخ كبير فقال إن رسول الله قال انهسوا اللحم نهسا فإنه أهنأ وأمرأ
أو أشهى وأمرأ
قال محمد بن عمر وكان عبد الله بن الحارث يكنى أبا محمد وسمع
من عمر بن الخطاب خطبته بالجابية وسمع من عثمان بن عفان ومن أبي
بن كعب وحذيفة بن اليمان وعبد الله بن عباس ومن أبيه الحارث بن نوفل
وكان ثقة كثير الحديث وكان عبد الله بن الحارث قد تحول إلى البصرة
مع أبيه وابتنى بها دارا وكان يلقب ببة فلما كان أيام مسعود بن عمرو
وخرج عبيد الله بن زياد عن البصرة واختلف الناس بينهم وتداعت القبائل
والعشائر أجمعوا أمرهم فولوا عبد الله بن الحارث بن نوفل صلاتهم وفيأهم
وكتبوا بذلك إلى عبد الله بن الزبير إنا قد رضينا به فأقره عبد الله بن الزبير
على البصرة وصعد عبد الله بن الحارث بن نوفل المنبر فلم يزل يبايع الناس
لعبد الله بن الزبير حتى نعس فجعل يبايعهم وهو نائم ماد يده فقال سحيم
بن وثيل اليربوعي
بايعت أيقاظا وأوفيت بيعتي وببة قد بايعته وهو نائم
فلم يزل عبد الله بن الحارث عاملا لعبد الله بن الزبير على البصرة
25

سنة ثم عزله واستعمل الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي
وخرج عبد الله بن الحارث بن نوفل إلى عمان فمات بها
سليمان بن أبي حثمة بن حذيفة
بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي
بن كعب وأمه الشفاء بنت عبد الله بن عبد شمس بن خلف بن صداد
بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب فولد سليمان بن أبي
حثمة أبا بكر وعكرمة ومحمدا وأمهم أمة الله بنت المسيب بن صيفي
بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وعثمان بن سليمان وأمه ميمونة
بنت قيس بن ربيعة بن ربعان بن حرثان بن نصر بن عمرو بن ثعلبة بن
كنانة بن عمرو بن قين بن فهم ولد سليمان بن أبي حثمة على عهد النبي
عليه السلام وكان رجلا على عهد عمر بن الخطاب وأمره عمر أن يؤم
النساء وقد سمع من عمر
أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سفيان عن هشام بن عروة عن
أبيه أن سليمان بن أبي حثمة كان يؤم النساء في عهد عمر في شهر رمضان
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن
أبيه قال وحدثني سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم
عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة أن عمر بن الخطاب أمر سليمان بن
أبي حثمة أن يقوم للنساء
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرني بن أبي سبرة عن عمر بن عبد
الله العنسي أن أبي بن كعب وتميما الداري كانا يقومان في مقام النبي
عليه السلام يصليان بالرجال وأن سليمان بن أبي حثمة كان يقوم بالنساء
26

في رحبة المسجد فلما كان عثمان بن عفان جمع الرجال والنساء على قارئ
واحد سليمان بن أبي حثمة وكان يأمر النساء فيحبسن حتى يمضي
الرجال ثم يرسلن
ربيعة بن عبد الله
بن الهدير بن عبد العزى بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد
بن تيم بن مرة وأمه سمية بنت أبي قيس بن الحارث بن نضلة بن عوف
بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب فولد ربيعة بن عبد الله عبد الله
وأم جميل لام ولد وعبد الرحمن وعثمان وهارون وعيسى وموسى ويحيى
وصالحا لأمهات أولاد شتى ولد ربيعة بن عبد الله بن الهدير على عهد رسول
الله وروى عن أبي بكر وعمر وكان ثقة قليل الحديث
أخبرنا سفيان بن عيينة عن بن المنكدر سمع ربيعة بن عبد الله بن
الهدير يقول رأيت عمر بن الخطاب يقدم الناس أمام جنازة زينب ابنة
جحش وأخوه
المنكدر بن عبد الله
بن الهدير بن عبد العزى بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن
تيم بن مرة وأمه سمية بنت قيس بن الحارث بن نضلة بن عوف بن
عبيد بن عويج بن عدي بن كعب فولد المنكدر بن عبد الله عبيد الله
وأم عبيد الله وأمهما سعدة ابنة عبيد الله بن عبد الله بن عبد الله بن شهاب
27

من بني زهرة ومحمد بن المنكدر الفقيه وعمر وأبا بكر وأم يحيى لأمهات
أولاد
قال وروى حجاج بن محمد عن أبي معشر قال دخل المنكدر
بن عبد الله على عائشة فقالت لك ولد قال لا فقالت لو كان عندي
عشرة آلاف درهم لوهبتها لك قال فما أمست حتى بعث إليها معاوية
بمال فقالت ما أسرع ما ابتليت وبعثت إلى المنكدر بعشرة آلاف درهم
فاشترى منها جارية فهي أم ولده محمد وعمر وأبي بكر
عبد الله بن عياش
بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه أسماء
ابنة سلامة بن مخربة بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم فولد عبد
الله بن عياش الحارث وأمة الله وأمهما هند بنت مطرف بن سلامة بن مخربة
بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم ولد عبد الله بن عياش بأرض الحبشة
ولا نعلمه روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا وقد روى عن
عمر بن الخطاب وله دار بالمدينة
الحارث بن عبد الله
بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه أم
ولد فولد الحارث بن عبد الله عبد الله وأمه أم عبد الغفار ابنة عبد الله بن
عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس وعبد الملك وعبد العزيز
وعبد الرحمن وأم حكيم وحنتمة وأمهم حنتمة بنت عبد الرحمن بن
28

الحارث بن هشام ومحمدا وعمر وسعدا وأبا بكر وأم فروة وقريبة وأبية
وأسماء وأمهم عائشة بنت محمد بن الأشعث بن قيس بن معدي كرب
بن معاوية بن جبلة من كندة وعياش بن الحارث لام ولد وعمر
لام ولد وأم داود وأم الحارث وأمهما أم أبان بنت قيس بن عبد الله
بن الحصين ذي الغصة بن يزيد بن شداد بن قنان الحارثي وأم محمد
وأمة الرحمن وأمهما أم أيوب ابنة عبد الله بن زهير بن أبي أمية بن المغيرة
وفاطمة وأمها أم ولد و عبد الرحمن وعبد الله الأكبر وأمهما عاتكة
بنت صفوان بن أمية بن خلف الجمحي استعمل عبد الله بن الزبير
الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة على البصرة وكان رجلا سهاكا فمر بمكيال
بالبصرة فقال إن هذا لقباع صالح فلقبوه القباع وكان خطيبا عفيفا
وكان فيه سواد لان أمه كانت حبشية نصرانية فماتت فشهدها الحارث
بن عبد الله بن أبي ربيعة وشهدها معه الناس فكانوا ناحية وجاء أهل
دينهم فولوها وشهدها منهم جماعة كثيرة وكانوا على حدة وفيه يقول أبو
الأسود الدؤلي لعبد الله بن الزبير
أمير المؤمنين أبا بكير * أرحنا من قباع بني المغيرة
حمدناه ولمسناه فأعيا علينا * ما يمر لنا مريره
سوى أن الفتى نكح أكول * وسهاك مخاطبه كثيره
كأنا حين جئناه أطفنا * بضبعان تورط في حظيرة
قال فعزله عبد الله بن الزبير عن البصرة وكانت ولايته عليها سنة
واستعمل مكانه مصعب بن الزبير فقدم البصرة ثم تهيأ للخروج إلى المختار
بن أبي عبيد
29

سعيد بن العاص
بن سعيد بن أحيحة بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف
بن قصي وأمه أم كلثوم بنت عمرو بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد
ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وأمها أم حبيب
ابنة العاص بن أمية بن عبد شمس فولد سعيد بن العاص عثمان الأكبر درج
ومحمدا وعمرا وعبد الله الأكبر درج والحكم درج وأمهم أم البنين
ابنة الحكم بن أبي العاص بن أمية وعبد الله بن سعيد وأمه أم حبيب بنت
جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل ويحيى بن سعيد وأيوب درج وأمهما
العالية ابنة سلمة بن يزيد بن مشجعة بن المجمع بن مالك بن كعب بن
سعد بن عوف بن حريم بن جعفي بن سعد العشيرة من مذحج
وأبان بن سعيد وخالدا والزبير درجا وأمهم جويرية بنت سفيان بن
عويف بن عبد الله بن عامر بن هلال بن عامر بن عوف بن الحارث بن
عبد مناة بن كنانة وعثمان الأصغر بن سعيد وداود وسليمان ومعاوية وآمنة
وأمهم أم عمرو ابنة عثمان بن عفان وأمها رملة بنت شيبة بن ربيعة بن عبد
شمس وسليمان الأصغر بن سعيد وأمه أم سلمة بنت حبيب بن بحير
بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب وسعيد بن سعيد وأمه مريم بنت
عثمان بن عفان وأمها نائلة بنت الفرافصة بن الأحوص من كلب وعنبسة
بن سعيد لام ولد وعتبة بن سعيد لام ولد وعتبة بن سعيد ومريم
وأمهما أم ولد وإبراهيم بن سعيد وأمه بنت سلمة بن قيس بن علاثة
بن عوف بن الأحوص بن جعفر بن كلاب وجرير بن سعيد وأم سعيد
ابنة سعيد وأمهما عائشة بنت جرير بن عبد الله البجلي ورملة بنت سعيد
وأم عثمان بنت سعيد وأميمة بنت سعيد وأمهن أميمة بنت عامر بن مالك
بن عامر بن عمرو بن ذيبان بن ثعلبة بن عمرو بن يشكر من بجيلة
30

وهي أخت أبي أراكة والرواع
ابنة جرير بن عبد الله البجلي وحفصة بنت سعيد وعائشة الكبرى وأم
عمرو وأم يحيى وفاختة وأم حبيب الكبرى وأم حبيب الصغرى وأم
كلثوم وسارة وأم داود وأم سليمان وأم إبراهيم وحميدة وهن الأمهات
أولاد شتى وعائشة الصغرى ابنة سعيد وأمها أم حبيب ابنة بحير بن عامر
بن مالك بن جعفر بن كلاب
قال وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وسعيد بن العاص
بن تسع سنين أو نحوها وذلك أن أباه العاص بن سعيد بن العاص بن أمية
قتل يوم بدر كافرا وقال عمر بن الخطاب لسعيد بن العاص ما لي أراك
معرضا كأنك ترى أني قتلت أباك ما أنا قتلته ولكنه قتله علي بن أبي
طالب ولو قتلته ما اعتذرت من قتل مشرك ولكني قتلت خالي بيدي العاص
بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم فقال سعيد بن العاص
يا أمير المؤمنين لو قتلته كنت على حق وكان على باطل فسر ذلك عمر منه
قال أخبرنا الوليد بن عطاء بن الأغر وأحمد بن محمد بن الوليد
الأزرقي قالا حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد الأموي عن جده أن سعيد
بن العاص أتى عمر يستزيده في داره التي بالبلاط وخطط أعمامه مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر صل معي الغداة وغبش ثم أذكرني
حاجتك قال ففعلت حتى إذا هو انصرف قلت يا أمير المؤمنين حاجتي
التي أمرتني أن أذكرها لك قال فوثب معي ثم قال امض نحو دارك
حتى انتهيت إليها فزادني وخط لي برجله فقلت يا أمير المؤمنين زدني
فإنه نبتت لي نابتة من ولد وأهل فقال حسبك وأختبئ عندك أن
سيلي الامر بعدي من يصل رحمك ويقضي حاجتك قال فمكث خلافة
عمر بن الخطاب حتى استخلف عثمان وأخذها عن شورى ورضى فوصلني
وأحسن وقضى حاجتي وأشركني في أمانته قالوا ولم يزل سعيد بن العاص
31

في ناحية عثمان بن عفان للقرابة فلما عزل عثمان الوليد بن عقبة بن أبي
معيط عن الكوفة دعا سعيد بن العاص واستعمله عليها فلما قدم الكوفة
قدمها شابا مترفا ليست له سابقة فقال لا أصعد المنبر حتى يطهر فأمر
بع فغسل ثم صعد المنبر فخطب أهل الكوفة وتكلم بكلام قصر بهم
فيه ونسبهم إلى الشقاق والخلاف فقال إنما هذا السواد بستان لأغيلمة من
قريش فشكوه إلى عثمان فقال كلما رأى أحدكم من أميره جفوة أرادنا
أن نعزله وقدم سعيد بن العاص المدينة وافدا على عثمان فبعث إلى وجوه المهاجرين
والأنصار بصلات وكسى وبعث إلى علي بن أبي طالب أيضا فقبل ما بعث
إليه وقال علي إن بني أمية ليفوقوني تراث محمد عليه السلام تفوقا
والله لئن بقيت لهم لأنفضنهم من ذلك نفض القصاب التراب الوذمة
ثم انصرف سعيد بن العاص إلى الكوفة فأضر بأهلها إضرارا شديدا وعمل
عليها خمس سنين إلا شهرا وقال مرة بالكوفة من رأى الهلال منكم
وذلك في فطر رمضان فقال القوم ما رأيناه فقال هاشم بن عتبة بن أبي
وقاص أنا رأيته فقال له سعيد بن العاص بعينك هذه العوراء رأيته
من بين القوم فقال هاشم تعيرني بعيني وإنما فقئت في سبيل الله وكانت
عينه أصيبت يوم اليرموك ثم أصبح هاشم في داره مفطرا وغدى الناس
عنده فبلغ ذلك سعيد بن العاص فأرسل إليه فضربه وحرق داره فخرجت
أم الحكم بنت عتبة بن أبي وقاص وكانت من المهاجرات ونافع
بن أبي وقاص من الكوفة حتى قدما المدينة فذكرا لسعد بن أبي وقاص
ما صنع سعيد بهاشم فأتى سعد عثمان فذكر ذلك له فقال عثمان سعيد لكم
بهاشم اضربوه بضربه ودار سعيد لكم بدار هاشم فأحرقوها كما حرق
داره فخرج عمر بن سعد بن أبي وقاص وهو يومئذ غلام يسعى حتى أشعل
النار في دار سعيد بالمدينة فبلغ الخبر عايشة فأرسلت إلى سعد بن أبي وقاص
تطلب إليه وتسأله أن يكف ففعل ورحل من الكوفة إلى عثمان الأشتر مالك
32

بن الحارث ويزيد بن مكفف وثابت بن قيس وكميل بن زياد النخعي
وزيد وصعصعة ابنا صوحان العبديان والحارث بن عبد الله الأعور وجندب
بن زهير وأبو زينب الأزديان وأصغر بن قيس الحارثي يسألونه عزل سعيد
بن العاص عنهم ورحل سعيد وافدا على عثمان فوافقهم عنده فأبى عثمان
أن يعزله وأمره أن يرجع إلى عمله فخرج الأشتر من ليلته في نفر
من أصحابه فسار عشر ليال إلى الكوفة فاستولى عليها وصعد المنبر فقال
هذا سعيد بن العاص قد أتاكم يزعم أن هذا السواد بستان لأغيلمة من قريش
والسواد مساقط رؤوسكم ومراكز رماحكم وفيؤكم وفئ آبائكم فمن
كان يرى لله عليه حقا فلينهض إلى الجرعة فخرج الناس فعسكروا بالجرعة
وهي بين الكوفة والحيرة وأقبل سعيد بن العاص حتى نزل العذيب
فدعا الأشتر يزيد بن قيس الأرحبي وعبد الله بن كنانة العبدي وكانا
محربين فعقد لكل واحد منهما خمسمائة فارس وقال لهما سيرا
إلى سعيد بن العاص فأزعجاه وألحقاه بصاحبه فإن أبى فاضربا عنقه وأتياني
برأسه فأتياه فقالا له ارحل إلى صاحبك فقال إبلي انضاء أعلفها
أياما ونقدم المصر فنشتري حوائجنا ونتزود ثم أرتحل فقالا لا والله
ولا ساعة لترتحلن أو لنضربن عنقك فلما رأى الجد منهما ارتحل لاحقا
بعثمان وأتيا الأشتر فأخبراه وانصرف الأشتر من معسكره إلى الكوفة
فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال والله يا أهل الكوفة ما غضبت
إلا لله ولكم وقد ألحقنا هذا الرجل بصاحبه وقد وليت أبا موسى الأشعري
صلاتكم وثغركم وحذيفة بن اليمان على فيئكم ثم نزل وقال يا أبا
موسى اصعد فقال أبو موسى ما كنت لافعل ولكن هلموا فبايعوا
لأمير المؤمنين عثمان وجددوا له البيعة في أعناقكم فأجابه الناس إلى ذلك
فقبل ولايتهم وجدد البيعة لعثمان في رقابهم وكتب إلى عثمان بما صنع فأعجب
ذلك عثمان وسره فقال عتبة بن الوعل التغلبي شاعر أهل الكوفة
33

تصدق علينا بن عفان واحتسب وأمر علينا الأشعري لياليا
فقال عثمان نعم وشهورا وسنين إن بقيت وكان الذي صنع أهل
الكوفة بس عيد بن العاص أول وهن دخل على عثمان حين اجترئ عليه
ولم يزل أبو موسى واليا لعثمان على الكوفة حتى قتل عثمان ولم يزل سعيد بن
العاص حين رجع عن الكوفة بالمدينة حتى وثب الناس بعثمان فحصروه
فلم يزل سعيد معه في الدار يلزمه لم يفارقه ويقاتل دونه
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن يزيد الهذلي عن عبد
الله بن ساعدة قال جاء سعيد بن العاص إلى عثمان فقال يا أمير المؤمنين إلى
متى تمسك بأيدينا قد أكلنا أكلا هؤلاء القوم منهم من قد رمانا بالنبل
ومنهم من قد رمانا بالحجارة ومنهم شاهر سيفه فمرنا بأمرك فقال عثمان
إني والله ما أريد قتالهم ولو أردت قتالهم لرجوت أن أمتنع منهم ولكني
أكلهم إلى الله وأكل من ألبهم علي إلى الله فإنا سنجتمع عند ربنا
فأما قتال فوالله ما آمرك بقتال فقال سعيد والله لا أسأل عنك أحدا أبدا
فخرج فقاتل حتى أم
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني الحكم بن القاسم عن مصعب
بن محمد بن عبد الله بن أبي أمية قال حدثني من رأى سعيد بن العاص
يومئذ يقاتل فضربه رجل ضربة مأمومة فلقد رأيته وإنه ليسمع الرعد
فيغشى عليه قالوا فلما خرج طلحة والزبير وعائشة من مكة يريدون
البصرة خرج معهم سعيد بن العاص ومروان بن الحكم وعبد الرحمن
بن عتاب بن أسيد والمغيرة بن شعبة فلما نزلوا مر الظهران ويقال
ذات عرق قام سعيد بن العاص فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد
فإن عثمان عاش في الدنيا حميدا وخرج منها فقيدا وتوفي سعيدا شهيدا فضاعف
الله حسناته وحط سيئاته ورفع درجاته مع الذين أنعم الله عليهم
34

من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا
وقد زعمتم أيها الناس أنكم إنما تخرجون تطلبون بدم عثمان فإن كنتم ذلك
تريدون فإن قتلة عثمان على صدور هذه المطي وأعجازها فميلوا عليهم
بأسيافكم وإلا فانصرفوا إلى منازلكم ولا تقتلوا في رضى المخلوقين أنفسكم
ولا يغني الناس عنكم يوم القيامة شيئا فقال مروان بن الحكم لا بل
نضرب بعضهم ببعض فمن قتل كان الظفر فيه ويبقى الباقي فنطلبه وهو واهن
ضعيف وقام المغيرة بن شعبة فحمد الله وأثنى عليه وقال إن رأي ما
رأى سعيد بن العاص من كان من هوازن فأحب أن يتبعني فليفعل فتبعه
منهم أناس وخرج حتى نزل الطائف فلم يزل بها حتى مضى الجمل وصفين
ورجع سعيد بن العاص بمن اتبعه حتى نزل مكة فلم يزل بها حتى مضى
الجمل وصفين ومضى طلحة والزبير وعائشة ومعهم عبد الرحمن بن عتاب
بن أسيد ومروان بن الحكم ومن اتبعهم من قريش وغيرهم إلى البصرة
فشهدوا وقعة الجمل فلما ولي معاوية الخلافة ولى مروان بن الحكم المدينة
ثم عزله وولاها سعيد بن العاص ثم عزله وولاها مروان بن الحكم
ثم عزله عنها وولاها سعيد بن العاص فمات الحسن بن علي بن أبي طالب
في ولايته تلك سنة خمسين بالمدينة فصلى عليه سعيد بن العاص
مروان بن الحكم
بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي
وأمه أم عثمان وهي آمنة بنت علقمة بن صفوان بن أمية بن محرث بن
خمل بن شق بن رقبة بن مخدج بن الحارث بن ثعلبة بن مالك بن كنانة
وأمها الصعبة بنت أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي
35

فولد مروان بن الحكم ثلاثة عشر رجلا ونسوة عبد الملك وبه كان يكنى
ومعاوية وأم عمرو وأمهم عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن
أمية وعبد العزيز بن مروان وأم عثمان وأمهما ليلى بنت زبان بن الأصبغ
بن عمرو بن ثعلبة بن الحارث بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب
من كلب وبشر بن مروان وعبد الرحمن درج وأمهما قطية بنت
بشر بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب وأبان بن مروان وعبيد الله
وعبد الله درج وأيوب وعثمان وداود ورملة وأمهم أم أبان بنت عثمان
بن عفان بن أبي العاص بن أمية وأمها رملة بنت شيبة بن ربيعة بن عبد
شمس بن عبد مناف بن قصي وعمرو بن مروان وأم عمرو وأمهما زينب
بنت أبي سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم
ومحمد بن مروان وأمه زينب أم ولد
قالوا قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ومروان بن الحكم
بن ثماني سنين فلم يزل مع أبيه بالمدينة حتى مات أبوه الحكم بن أبي العاص
في خلافة عثمان بن عفان فلم يزل مروان مع بن عمه عثمان بن عفان وكان
كاتبا له وأمر له عثمان بأموال وكان يتأول في ذلك صلة قرابته وكان الناس
ينقمون على عثمان تقريبه مروان وطاعته له ويرون أن كثيرا مما ينسب إلى
عثمان لم يأمر به وأن ذلك عن رأي مروان دون عثمان فكان الناس قد شنفوا
لعثمان لما كان يصنع بمروان ويقربه وكان مروان يحمله على أصحابه وعلى
الناس ويبلغه ما يتكلمون فيه ويهددونه به ويريه أنه يتقرب بذلك إليه
وكان عثمان رجلا كريما حييا سليما فكان يصدقه في بعض ذلك ويرد
عليه بعضا وينازع مروان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
بين يديه فيرده عن ذلك ويزبره فلما حصر عثمان كان مروان يقاتل دونه
أشد القتال وأرادت عائشة الحج وعثمان محصور فأتاها مروان وزيد بن
ثابت وعبد الرحمن بن عتاب بن أسيد بن أبي العاص فقالوا يا أم المؤمنين
36

لو أقمت فإن أمير المؤمنين على ما ترين محصور ومقامك مما يدفع الله به عنه
فقالت قد حلبت ظهري وعريت غرائزي ولست أقدر على المقام فأعادوا
عليها الكلام فأعادت عليهم مثل ما قالت لهم فقام مروان وهو يقول
وحرق قيس علي البلاد حتى إذا استعرت أجذما
فقالت عائشة أيها المتمثل علي بالاشعار وددت والله أنك وصاحبك
هذا الذي يعنيك أمره في رجل كل واحد منكما رحا وأنكما في البحر
وخرجت إلى مكة
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إسحاق بن يحيى عن عيسى بن
طلحة قال كان مروان يقاتل يوم الدار أشد القتال ولقد ضرب يومئذ
كعبة ما يظن إلا أنه قد مات مما به من الجراح
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني خالد بن الهيثم عن يحيى بن أبي
كثير عن أبي حفصة مولى مروان قال خرج مروان بن الحكم يومئذ
يرتجز ويقول من يبارز فبرز إليه عروة بن شييم بن البياع الليثي
فضربه على قفاه بالسيف فخر لوجهه فقام إليه عبيد بن رفاعة بن رافع
الزرقي بسكين معه ليقطع رأسه فقامت إليه أمه التي أرضعته وهي فاطمة
الثقفية وهي جدة إبراهيم بن العربي صاحب اليمامة فقالت إن كنت
تريد قتله فقد قتلته فما تصنع بلحمه أن تبضعه فاستحيا عبيد بن رفاعة
منها فتركه
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني شرحبيل بن أبي عون عن عياش
بن عباس قال حدثني من حضر بن البياع يومئذ يبارز مروان بن الحكم
فكأني أنظر إلى قبائه قد أدخل طرفيه في منطقته وتحت القباء الدرع فضرب
مروان على قفاه ضربة فقطع علابي رقبته ووقع لوجهه فأرادوا أن يذففوا
عليه فقيل تبضعون اللحم فترك
37

أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني حفص بن عمر بن عبد الله بن
جبير عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة قال قال لي أبي بعد الدار وهو يذكر
مروان بن الحكم عباد الله والله لقد ضربت كعبه فما أحسبه إلا قد مات
ولكن المرأة أحفظتني قالت ما تصنع بلحمه أن تبضعه فأخذني الحفاظ
فتركته
أخبرني موسى بن إسماعيل قال حدثني جويرية بن أسماء عن
نافع قال ضرب مروان يوم الدار ضربة جدت أذنيه فجاء رجل وهو
يريد أن يجهز عليه قال فقالت له أمه سبحان الله تمثل بجسد ميت
فتركه قالوا فلما قتل عثمان وسار طلحة والزبير وعائشة إلى البصرة يطلبون
بدم عثمان خرج معهم مروان بن الحكم فقاتل يومئذ أيضا قتالا شديدا فلما
رأى انكشاف الناس نظر إلى طلحة بن عبيد الله واقفا فقال والله إن دم
عثمان إلا عند هذا هو كان أشد الناس عليه وما أطلب أثرا بعد عين ففوق
له بسهم فرماه به فقتله وقاتل مروان أيضا حتى ارتث فحمل إلى بيت
امرأة من عنزة فداووه وقاموا عليه فما زال آل مروان يشكرون ذلك
لهم وانهزم أصحاب الجمل وتوارى مروان حتى أخذ له الأمان من علي
بن أبي طالب فأمنه فقال مروان ما تقرني نفسي حتى آتيه فأبايعه
فأتاه فبايعه ثم انصرف مروان إلى المدينة فلم يزل بها حتى ولي معاوية بن
أبي سفيان الخلافة فولى مروان بن الحكم المدينة سنة اثنتين وأربعين ثم
عزله وولى سعيد بن العاص ثم عزله وأعاد مروان ثم عزله وأعاد
سعيد بن العاص فعزله وولى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان فلم يزل على
المدينة حتى مات معاوية ومروان يومئذ معزول عن المدينة ثم ولى يزيد
بعد الوليد بن عتبة المدينة عثمان بن محمد بن أبي سفيان فلما وثب أهل المدينة
أيام الحرة أخرجوا عثمان بن محمد وبني أمية من المدينة فأجلوهم عنها إلى
الشام وفيهم مروان بن الحكم وأخذوا عليهم الايمان ألا يرجعوا إليهم وإن
38

قدروا أن يردوا هذا الجيش الذي قد وجه إليهم مع مسلم بن عقبة المري
أن يفعلوا فلما استقبلوا مسلم بن عقبة سلموا عليه وجعل يسائلهم عن
المدينة وأهلها فجعل مروان يخبره ويحرضه عليهم فقال له مسلم ما ترون
تمضون إلى أمير المؤمنين أو ترجعون معي فقالوا بل نمضي إلى أمير المؤمنين
وقال مروان من بينهم أما أنا فأرجع معك فرجع معه مؤازرا له معينا
له على أمره حتى ظفر بأهل المدينة وقتلوا وانتهبت المدينة ثلاثا وكتب
مسلم بن عقبة بذلك إلى يزيد وكتب يشكر مروان بن الحكم ويذكر معونته
إياه ومناصحته وقيامه معه وقدم مروان على يزيد بن معاوية الشام فشكر
ذلك له يزيد وقربه وأدناه فلم يزل مروان بالشام حتى مات يزيد بن معاوية
وقد كان عقد لابنه معاوية بن يزيد بالعهد بعده فبايع له الناس وأتته
بيعة الآفاق إلا ما كان من بن الزبير وأهل مكة فولي ثلاثة أشهر ويقال
أربعين ليلة ولم يزل في البيت لم يخرج إلى الناس كان مريضا فكان يأمر
الضحاك بن قيس الفهري يصلي بالناس بدمشق فلما ثقل معاوية بن يزيد
قيل له لو عهدت إلى رجل عهدا واستخلفت خليفة فقال والله ما نفعتني
حيا فأتقلدها ميتا وإن كان خيرا فقد استكثر منه آل أبي سفيان لا تذهب
بنو أمية بحلاوتها وأتقلد مرارتها والله لا يسألني الله عن ذلك أبدا ولكن
إذا مت فليصل علي الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وليصل بالناس الضحاك
بن قيس حتى يختار الناس لأنفسهم ويقوم بالخلافة قائم فلما مات صلى
عليه الوليد وقام بأمر الناس الضحاك بن قيس فلما دفن معاوية بن يزيد
قام مروان بن الحكم على قبره فقال أتدرون من دفنتم قالوا معاوية
بن يزيد فقال هذا أبو ليلى فقال أزنم الفرازي
إني أرى فتنا تغلي مراجلها فالملك بعد أبي ليلى لمن غلبا
واختلف الناس بالشام فكان أول من خالف من أمراء الأجناد ودعا إلى بن
39

الزبير النعمان بن بشير بحمص وزفر بن الحارث بقنسرين ثم دعا
الضحاك بن قيس بدمشق الناس سرا ثم دعا الناس إلى بيعة بن الزبير علانية
فأجابه الناس إلى ذلك وبايعوه له وبلغ ذلك بن الزبير فكتب إلى الضحاك
بن قيس بعهده على الشام فكتب الضحاك إلى أمراء الأجناد ممن دعا إلى
بن الزبير فأتوه فلما رأى ذلك مروان خرج يريد بن الزبير بمكة ليبايع
له ويأخذ منه أمانا لبني أمية وخرج معه عمرو بن سعيد بن العاص فلما
كانوا بأذرعات وهي مدينة البثنية لقيهم عبيد الله بن زياد مقبلا من
العراق فقال لمروان أين تريد فأخبره فقال سبحان الله أرضيت
لنفسك بهذا تبايع لأبي خبيب وأنت سيد بني عبد مناف والله لأنت أولى
بها منه فقال له مروان فما الرأي قال أن ترجع وتدعو إلى نفسك
وأنا أكفيك قريشا ومواليها ولا يخالفك منهم أحد فقال عمرو بن سعيد
صدق عبيد الله إنك لجذم قريش وشيخها وسيدها وما ينظر الناس إلا
إلى هذا الغلام خالد بن يزيد بن معاوية فتزوج أمه فيكون في حجرك وادع
إلى نفسك فأنا أكفيك اليمانية فإنهم لا يخالفوني وكان مطاعا عندهم
على أن تبايع لي من بعدك قال نعم فرجع مروان وعمرو بن سعيد ومن
معهما وقدم عبيد الله بن زياد دمشق يوم الجمعة فدخل المسجد فصلى ثم
خرج فنزل باب الفراديس فكان يركب إلى الضحاك بن قيس كل يوم
فيسلم عليه ثم يرجع إلى منزله فقال له يوما يا أبا أنيس العجب لك وأنت
شيخ قريش تدعو لابن الزبير وتدع نفسك وأنت أرضى عند الناس منه فادع
إلى نفسك فدعا إلى نفسه ثلاثة أيام فقال له الناس أخذت بيعتنا وعهودنا
لرجل ثم تدعو إلى خلعه عن غير حدث أحدثه فلما رأى ذلك عاد إلى
الدعاء لابن الزبير فأفسده ذلك عند الناس وغير قلوبهم عليه فقال عبيد
الله بن زياد ومكر به من أراد ما تريد لم ينزل المدائن والحصون يبرز
ويجمع إليه الخيل فاخرج عن دمشق واضمم إليك الأجناد فخرج
40

الضحاك فنزل المرج وبقي عبيد الله بدمشق ومروان وبنو أمية بتدمر
وخالد وعبد الله ابنا يزيد بن معاوية بالجابية عند خالهما حسان بن مالك بن
بحدل فكتب عبيد الله إلى مروان أن ادع الناس إلى بيعتك واكتب
إلى حسان بن مالك فليأتك لأنه لن يردك عن بيعتك ثم سر إلى الضحاك
فقد أصحر لك فدعا مروان بني أمية ومواليهم فبايعوه وتزوج أم خالد
بنت أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة وكتب إلى حسان بن مالك بن بحدل
يدعوه أن يبايع له ويقدم عليه فأبى فأسقط في يدي مروان فأرسل
إلى عبيد الله فكتب إليه عبيد الله أن اخرج إليه فيمن معك من بني أمية
فخرج إليه مروان وبنو أمية جميعا معه وهو بالجابية والناس بها مختلفون فدعاه
إلى البيعة فقال حسان والله لئن بايعتم مروان ليحسدنكم علاقة سوط
وشراك نعل وظل شجرة إن مروان وآل مروان أهل بيت من قيس
يريد أن مروان أبو عشرة وأخو عشرة فإن بايعتم له كنتم عبيدا لهم
فأطيعوني وبايعوا خالد بن يزيد فقال روح بن زنباع بايعوا الكبير
واستشبوا الصغير فقال حسان بن مالك لخالد يا بن أختي هواي فيك
وقد أباك الناس للحداثة ومروان أحب إليهم منك ومن بن الزبير قال
بل عجزت قال كلا فبايع حسان وأهل الأردن لمروان على أن لا يبايع
مروان لاحد إلا لخالد بن يزيد ولخالد إمرة حمص ولعمرو بن سعيد إمرة
دمشق فكانت بيعة مروان بالجابية يوم الاثنين للنصف من ذي القعدة سنة
أربع وستين وبايع عبيد الله بن زياد لمروان بن الحكم أهل دمشق
وكتب بذلك إلى مروان فقال مروان إن يرد الله أن يتمم لي خلافة لا
يمنعنيها أحد من خلقه فقال حسان بن مالك صدقت وسار مروان من
الجابية في ستة آلاف حتى نزل مرج راهط ثم لحق به من أصحابه من أهل
دمشق وغيرهم من الأجناد سبعة آلاف فكان في ثلاثة عشر ألفا أكثرهم
رجالة ولم يكن في عسكر مروان غير ثمانين عتيقا أربعون منهم لعباد
41

بن زياد وأربعون لسائر الناس وكان على ميمنة مروان عبيد الله بن زياد
وعلى ميسرته عمرو بن سعيد وكتب الضحاك بن قيس إلى أمراء الأجناد
فتوافوا عنده بالمرج فكان في ثلاثين ألفا وأقاموا عشرين يوما يلتقون في
كل يوم فيقتتلون حتى قتل الضحاك بن قيس وقتل معه من قيس بشر
كثير فلما قتل الضحاك بن قيس وانهزم الناس رجع مروان ومن معه
إلى دمشق وبعث عماله على الأجناد وبايع له أهل الشام جميعا وكان مروان
قد أطمع خالد بن يزيد بن معاوية في بعض الامر ثم بدا له فعقد لابنيه عبد
الملك وعبد العزيز ابني مروان بالخلافة بعده فأراد أن يضع من خالد بن يزيد
ويقصر به ويزهد الناس فيه وكان إذا دخل عليه أجلسه معه على سريره
فدخل عليه يوما فذهب ليجلس مجلسه الذي كان يجلسه فقال له مروان وزبره
تنح يا بن رطبة الاست والله ما وجدت لك عقلا فانصرف خالد وقتئذ
مغضبا حتى دخل على أمه فقال فضحتني وقصرت بن ونكست برأسي و
وضعت أمري قالت وما ذاك قال تزوجت هذا الرجل فصنع بي
كذا وكذا ثم أخبرها بما قال فقالت له لا يسمع هذا منك أحد ولا يعلم
مروان أنك أعلمتني بشئ من ذلك وادخل علي كما كنت تدخل واطو
هذا الامر حتى ترى عاقبته فإني سأكفيكه وانتصر لك منه فسكت خالد
وخرج إلى منزله وأقبل مروان فدخل على أم خالد بنت أبي هاشم بن
عتبة بن ربيعة وهي امرأته فقال لها ما قال لك خالد ما قلت له اليوم وما
حدثك به عني فقالت ما حدثني بشئ ولا قال لي فقال ألم يشكني
إليك ويذكر تقصيري به وما كلمته به فقالت يا أمير المؤمنين
أنت أجل في عين خالد وهو أشد لك تعظيما من أن يحكي عنك شيئا أو يجد
من شئ تقوله وإنما أنت بمنزلة الوالد له فانكسر مروان وظن أن الامر
على ما حكت له وأنها قد صدقت ومكث حتى إذا كان بعد ذلك وحانت
القائلة فنام عندها فوثبت هي وجواريها فغلقن الأبواب على مروان ثم عمدت
42

إلى وسادة فوضعتها على وجهه فلم تزل هي وجواريها يغممنه حتى مات
ثم قامت فشقت عليه جيبها وأمرت جواريها وخدمها فشققن وصحن
عليه وقلن مات أمير المؤمنين فجأة وذلك في هلال شهر رمضان سنة
خمس وستين وكان مروان يومئذ بن أربع وستين سنة وكانت ولايته
على الشام ومصر لم يعد ذلك ثمانية أشهر ويقال ستة أشهر وقد قال
علي بن أبي طالب له يوما ونظر إليه ليحملن راية ضلالة بعدما يشيب
صدغاه وله إمرة كلحسة الكلب أنفه
وبايع أهل الشام بعده لعبد الملك بن مروان فكانت الشام ومصر في
يد عبد الملك كما كانتا في يد أبيه وكان العراق والحجاز في يد بن الزبير
وكانت الفتنة بينهما سبع سنين ثم قتل بن الزبير بمكة يوم الثلاثاء لسبع
عشرة خلت من جمادي الأولى سنة ثلاث وسبعين وهو بن اثنتين وسبعين
سنة واستقام الامر لعبد الملك بن مروان بعده
وكان مروان قد روى عن عمر بن الخطاب من وهب هبة لصلة
رحم فإنه لا يرجع فيها
وروى أيضا عن عثمان وزيد بن ثابت وبسرة بنت صفوان وروى
مروان عن سهل بن سعد الساعدي وكان مروان في ولايته على المدينة يجمع
أصحاب رسول الله يستشيرهم ويعمل بما يجمعون له عليه وجمع الصيعان
فعاير بينها حتى أخذ أعدلها فأمر أن يكال به فقيل صاع مروان وليست
بصاع مروان إنما هي صاع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن
مروان عاير بينها حتى قام الكيل على أعدلها
43

عبد الله بن عامر
بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي
ويكنى أبا عبد الرحمن وأمه دجاجة بنت أسماء بن الصلت بن حبيب بن
حارثة بن هلال بن حزام بن سمال بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة
بن سليم بن منصور فولد عبد الله بن عامر اثني عشر رجلا وست نسوة
عبد الرحمن لام ولد درج قتل يوم الجمل وعبد الله مات قبل أبيه
وعبد الملك وزينب وأمهم كيسة بنت الحارث بن كريز بن ربيعة بن حبيب
بن عبد شمس وأمها بنت أرطأة بن عبد شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف
بن عبد الدار بن قصي وأمها أروى بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد
مناف بن قصي وعبد الحكيم وعبد الحميد وأمهما أم حبيب بنت سفيان
بن عويف بن عبد الله بن عامر بن هلال بن عامر بن عوف بن الحارث بن
عبد مناة بن كنانة وعبد المجيد لام ولد وعبد الرحمن الأصغر وهو
أبو السنابل وعبد السلام درج وأمهما أم ولد وعبد الرحمن وهو أبو
النضر لام ولد وعبد الكريم وعبد الجبار وأمة الحميد وأمهم هند بنت
سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل
بن عامر بن لؤي وأمها الحنفاء بنت أبي جهل بن هشام بن المغيرة وأمها
أروى بنت أسيد بن أبي العيص بن أمية وأم كلثوم بنت عبد الله وأمها
أمة الله بنت الوارث بن الحارث بن ربيعة بن خويلد بن نفيل بن عمرو بن
كلاب وأمة الغفار بنت عبد الله وأمها أم أبان بنت مكلبة بن جابر
بن السمين بن عمرو بن سنان بن عمرو بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدول
بن حنيفة من ربيعة وعبد الاعلى بن عبد الله وأمة الواحد لام ولد وأم
عبد الملك وأمها من بني عقيل
قالوا ولد عبد الله بن عامر بمكة بعد الهجرة بأربع سنين فلما
44

كان عام عمرة القضاء سنة سبع وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم
مكة معتمرا حمل إليه بن عامر وهو بن ثلاث سنين فحنكه فتلمظ
وتثاءب فتفل رسول الله في فيه وقال هذا بن السلمية قالوا نعم
قال هذا ابننا وهو أشبهكم بنا وهو مسقى فلم يزل عبد الله شريفا
وكان سخيا كريما كثير المال والولد ولد له عبد الرحمن وهو بن ثلاث
عشرة سنة
قالوا لما ولي عثمان بن عفان الخلافة أقر أبا موسى الأشعري على
البصرة أربع سنين كما أوصى به عمر في الأشعري أن يقر أربع سنين
ثم عزله عثمان وولى البصرة بن خاله عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة
بن حبيب بن عبد شمس وهو بن خمس وعشرين سنة وكتب إلى أبي
موسى إني لم أعزلك عن عجز ولا خيانة وإني حفيظ قيد استعمال
رسول الله وأبي بكر وعمر إياك وإني لأعرف فضلك وإنك من
المهاجرين الأولين ولكني أردت أن أصل قرابة عبد الله بن عامر وقد
أمرته أن يعطيك ثلاثين ألف درهم فقال أبو موسى والله لقد عزلني
عثمان عن البصرة وما عندي دينار ولا درهم حتى قدمت علي أعطية عيالي
من المدينة وما كنت لا فارق البصرة وعندي من مالهم دينار ولا درهم
ولم يأخذ من بن عامر شيئا فأتاه بن عامر فقال يا أبا موسى ما أحد من
بني أخيك أعرف بفضلك مني أنت أمير البلد إن أقمت والموصول إن
رحلت قال جزاك الله يا بن أخي خيرا ثم ارتحل إلى الكوفة وكان
بن عامر رجلا سخيا شجاعا وصولا لقومه ولقرابته محببا فيهم رحيما
ربما غزا فيقع الحمل في العسكر فينزل فيصلحه فوجه بن عامر عبد
الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس إلى سجستان فافتتحها صلحا
على أن لا يقتل بها بن عرس ولا قنفذ وذلك لمكان الأفعى بها إنهما يأكلانها
ثم مضى إلى أرض الدوار فافتتحها ثم كان بن عامر يغزو أرض البارز
45

وقلاع فارس وقد كان أهل البيضاء من إصطخر غلبوا عليها فسار
إليها بن عامر فافتتحها ثانية وافتتح جور والكاريان والفنسجان وهما
من دارابجرد ثم تاقت نفسه إلى خراسان فقيل له بها يزدجرد بن شهريار
بن كسرى ومعه أساورة فارس وقد كانوا تحملوا بخزائن إلى كسرى
حيث هزم أهل نهاوند فكتب في ذلك إلى عثمان فكتب إليه عثمان أن سر
إليها إن أردت قال فتجهز وقطع البعوث ثم سار واستخلف أبا الأسود
الدؤلي على البصرة على صلاتها واستخلف على الخراج راشدا الجديدي من
الأزد ثم سار على طريق إصطخر ثم أخذ فيما بين خراسان وكرمان
حتى خرج على الطبسين ففتحهما وعلى مقدمته قيس بن الهيثم بن أسماء
بن الصلت السلمي ومعه فتيان من فتيان العرب ثم توجه نحو مرو فوجه
إليها حاتم بن النعمان الباهلي ونافع بن خالد الطاحي فافتتحاها كل واحد
منهما على نصف المدينة وافتتحا رستاقها عنوة وفتحا المدينة صلحا وقد
كان يزدجرد قتل قبل ذلك خرج يتصيد فمر بنقار رحا فضربه قال
فلم يزل يضربه النقار بفأس فنثر دماغه ثم سار بن عامر نحو مرو الروذ
فوجه إليها عبد الله بن سوار بن همام العبدي فافتتحها ووجه يزيد الجرشي
إلى زام وباخرز وجوين فافتتحها جميعا عنوة ووجه عبد الله بن خازم
إلى سرخس فصالحه مرزبانهم وفتح بن عامر أبرشهر عنوة وطوس
وطخارستان ونيسابور وبوشنج وباذغيس وأبيورد وبلخ والطلقان
والفارياب ثم بعث صبرة بن شيمان الأزدي إلى هراة فافتتح رساتيقها ولم
يقدر على المدينة ثم بعث عمران بن الفيصل البرجمي إلى آمل فافتتحها
قال ثم خلف بن عامر الأحنف بن قيس على خراسان فنزل مرو في أربعة
آلاف ثم أحرم بن عامر بالحج من خراسان فكتب إليه عثمان يتوعده
ويضعفه ويقول تعرضت للبلاء حتى قدم على عثمان فقال له صل
قومك من قريش ففعل وأرسل إلى علي بن أبي طالب بثلاثة آلاف درهم
46

وكسوة فلما جاءته قال الحمد لله إنا نرى تراث محمد يأكله غيرنا فبلغ
ذلك عثمان فقال لابن عامر قبح الله رأيك أترسل إلى علي بثلاثة
آلاف درهم قال كرهت أن أغرق ولم أدر ما رأيك قال فأغرق
قال فبعث إليه بعشرين ألف درهم وما يتبعها قال فراح علي إلى المسجد
فانتهى إلى حلقته وهم يتذاكرون صلات بن عامر هذا الحي من
قريش فقال علي هو سيد فتيان قريش غير مدافع قال وتكلمت
الأنصار فقالوا أبت الطلقاء إلا عداوة فبلغ ذلك عثمان فدعا بن عامر
فقال أبا عبد الرحمن ق عرضك ودار الأنصار فألسنتهم ما قد
علمت قال فأفشى فيهم الصلات والكسى فأثنوا عليه فقال له عثمان
انصرف إلى عملك قال فانصرف والناس يقولون قال بن عامر وفعل بن
عامر فقال بن عامر إذا طابت الكسبة زكت النفقة فلم تحتمله البصرة
فكتب إلى عثمان يستأذنه في الغزو فأذن له فكتب إلى بن سمرة أن تقدم
فتقدم فافتتح بست وما يليها ثم مضى إلى كابل وزابلستان فافتتحهما
جميعا وبعث بالغنائم إلى بن عامر قالوا ولم يزل بن عامر ينتقص
شيئا من خراسان حتى افتتح هراة وبوشنج وسرخس وأبرشهر والطالقان
والفارياب وبلخ فهذه خراسان التي كانت في زمن بن عامر وعثمان
ولم يزل بن عامر على البصرة وهو سير عامر بن عبد قيس العنبري من
البصرة إلى الشام بأمر عثمان بن عفان وهو اتخذ السوق للناس بالبصرة
اشترى دورا فهدمها وجعلها سوقا وهو أول من لبس الخز بالبصرة
لبس جبة دكناء فقال الناس لبس الأمير جلد دب ثم لبس جبة حمراء
فقالوا لبس الأمير قميصا أحمر وهو أول من اتخذ الحياض بعرفة
وأجرى إليها العين وسقى الناس الماء فذلك جار إلى اليوم فلما استعتب
عثمان من عماله كان فيما شرطوا عليه أن يقر بن عامر بالبصرة لتحببه
إليهم وصلته هذا الحي من قريش فلما نشب بالناس في أمر عثمان دعا بن
47

عامر مشاجع بن مسعود فعقد له جيشا إلى عثمان فساروا حتى إذا كانوا
بأداني بلاد الحجاز خرجت خارجة من أصحابه فلقوا رجلا فقالوا ما
الخبر قال قتل عدو الله نعثل وهذه خصلة من شعره فحمل عليه
زفر بن الحارث وهو يومئذ غلام مع مجاشع بن مسعود فقتله فكان
أول مقتول قتل في دم عثمان ثم رجع مجاشع إلى البصرة فلما رأى ذلك
بن عامر حمل ما في بيت المال واستخلف على البصرة عبد الله بن عامر
الحضرمي ثم شخص إلى مكة فوافى بها طلحة والزبير وعائشة وهم يريدون
الشام فقال لا بل ائتوا البصرة فإن لي بها صنائع وهي أرض الأموال وبها
عدد الرجال والله لو شئت ما خرجت منها حتى أضرب بعض الناس ببعض
فقال له طلحة هلا فعلت أشفقت على مناكب تميم ثم أجمع رأيهم
على المسير إلى البصرة ثم أقبل بهم فلما كان من أمر الجمل ما كان وهزم
الناس جاء عبد الله بن عامر إلى الزبير فأخذ بيده فقال أبا عبد الله أنشدك
الله في أمة محمد فلا أمة محمد بعد اليوم أبدا فقال الزبير خل بين
الغارين يضطربان فإن مع الخوف الشديد المطامع فلحق بن عامر بالشام
حتى نزل دمشق وقد قتل ابنه عبد الرحمن يوم الجمل وبه كان يكنى
فقال حارثة بن بدر أبو العنبس الغداني في خروج بن عامر إلى دمشق
أتاني من الانباء أن بن عامر * أناخ وألقى في دمشق المراسيا
يطيف بحمامي دمشق وقصره * بعيشك إن لم يأتك القوم راضيا
رأى يوم إنقاء الفراض وقيعة * وكان إليها قبل ذلك داعيا
كأن الشريجيات فوق رؤوسهم * بوارق غيث راح أو طف دانيا
فند نديدا لم ير الناس مثله * وكان عراقيا فأصبح شاميا
ولما خرج بن عامر عن البصرة بعث علي إليها عثمان بن حنيف الأنصاري
48

فلم يزل بها حتى قدم عليه طلحة والزبير وعائشة ولم يزل عبد الله بن عامر
مع معاوية بالشام ولم يسمع له بذكر في صفين ولكن معاوية لما بايعه الحسن
بن علي ولى بسر بن أبي أرطأة البصرة ثم عزله فقال له بن عامر إن لي
بها ودائع عند قوم فإن لم تولني البصرة ذهبت فولاه البصرة ثلاث
سنين ومات بن عامر قبل معاوية بسنة فقال معاوية يرحم الله أبا عبد
الرحمن بمن نفاخر وبمن نباهي
عبيد الله بن عدي الأكبر
بن الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي وأمه أم
قتال بنت أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي
فولد عبيد الله بن عدي المختار وأمه أم ولد وحميدة بنت عبيد الله وأمها
ميمونة بنت سفيان بن فهم وابنة لعبيد الله أخرى أمها من فهم وقد
روى عبيد الله بن عدي عن عمر وعثمان وله دار بالمدينة عند دار علي
بن أبي طالب ومات عبيد الله بن عدي بالمدينة في خلافة الوليد بن عبد
الملك وكان ثقة قليل الحديث
عبد الرحمن بن زيد
بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط
بن رزاح بن عدي بن كعب وأمه لبابة بنت أبي لبابة بن عبد المنذر
بن رفاعة بن زنبر بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو
بن عوف من الأنصار فولد عبد الرحمن بن زيد عمر وأمه أم عمار
49

بنت سفيان بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن مالك
بن حطيط بن جشم بن قسي و عبد الله بن عبد الرحمن ورجلا آخر و
أمهما فاطمة بنت عمر بن الخطاب وأمها أم حكيم بنت الحارث بن هشام
بن المغيرة وعبد العزيز وعبد الحميد ولي الكوفة لعمر بن عبد العزيز
وأم جميل وأم عبد الله وأمهم ميمونة بنت بشر بن معاوية بن ثور بن
عبادة بن البكاء من بني عامر بن صعصعة وأسيدا وأبا بكر ومحمدا وإبراهيم
وأمهم سودة بنت عبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الملك وأم عمرو
وأم حميد وحفصة وأم زيد وهم لأمهات أولاد شتى قبض رسول الله
صلى الله عليه وسلم وعبد الرحمن بن زيد بن الخطاب بن ست سنين
وسمع من عمر بن الخطاب
أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا أسامة بن زيد عن سالم أبي
النضر أو نافع شك عبيد الله قال قال عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب
كنت أنا وعاصم بن عمر بن الخطاب في البحر ونحن حرم يغيب رأسي
وأغيب رأسه وعمر ينظر بالساحل
أخبرنا سعيد بن منصور قال أخبرنا أبو عوانة عن هلال بن أبي
حميد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن عمر بن الخطاب نظر إلى أبي عبد
الحميد واسمه محمد ورجل يقول له فعل الله بك يا محمد وفعل وفعل
سمعه يسبه فقال ادن يا بن زيد ألا أرى رسول الله أو قال
محمدا يسب بك والله لا تدعى محمدا ما دمت حيا فسماه عبد
الرحمن
أخبرنا عبد الله بن نمير قال أخبرنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن
بن عمر أنه حنط عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب وكفنه وحمله ثم دخل
المسجد فصلى ولم يتوضأ
قال محمد بن عمر هلك عبد الرحمن بن زيد أيام عبد الله بن الزبير
50

بن العوام
حدثنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد
الرحمن بن زيد بن الخطاب قال كان عبد الرحمن بن زيد واليا ليزيد
بن معاوية على مكة فوفد إليه قال فمكث سبعا ثم خرج على فرس أغر
محجل مشمرا على يده بازي فقلت ما عند هذا خير فدنوت
منه فكلمته فأنكرت عقله ثم رده إلى مكة فكان آثر الناس عنده عبد
الله بن الزبير فبلغ ذلك يزيد فعزله عن مكة وولاها الحارث بن عبد الله
بن أبي ربيعة
عبد الرحمن بن سعيد
بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن
قرط بن رزاح بن عدي بن كعب وأمه أمامة بنت الدجيج من غسان
فولد عبد الرحمن بن سعيد زيدا وسعيدا لا بقية له وفاطمة وأمهم أم
ولد وعمرو بن عبد الرحمن وأمه من بني خطمة ويقال بل أمه أم
ثابت ويقال أم أناس بنت ثابت بن قيس بن شماس
أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدني قال حدثني أبي
عن أبي بكر بن عثمان من آل يربوع قال دخل عبد الرحمن بن سعيد بن
زيد بن عمرو العدوي على عمر بن الخطاب وكان اسمه موسى فسماه
عبد الرحمن فثبت اسمه إلى اليوم وذلك حين أراد عمر أن يغير اسم من
تسمى بأسماء الأنبياء
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا ربيعة بن عثمان عن نافع قال دعي
بن عمر إلى عبد الرحمن بن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وهو يستجمر
51

للجمعة فذهب إليه وذهبنا معه فأمرني فغسلته وابن عمر يصب الماء
وغسل رجل مقدم رأسه ووجهه وجعل الماء في منخريه وفي فيه ثم غسل
عنقه وصدره وفرجه وقد جعل على فرجه خرقة أول ذلك حين جرده
فغسله حتى بلغ قدميه ثم قلبه فغسلنا خلفه كما غسلنا مقدمه ثم أقعده
على ركبتيه وأمسك رجل بمنكبيه فعصر بطنه ورجل يصب عليه الماء ثم
نفض رأسه هذه غسلة بالماء ثم غسله الثانية بالسدر والماء ثم غسله الثالثة
بالماء والكافور يصبه عليه فهذه ثلاث غسلات ثم جففه في شئ ثم
حشوه قطنا في منخريه وفيه وأذنيه ودبره ثم أتي به إلى أكفانه وهي خمسة
فألبس القميص غير مزرر ثم حنط في مقدمه وعند رأسه ووجهه حتى
بلغ رجليه فما فضله جعله على رجليه ثم لف رأسه ووجهه بعمامة ثم
أدرج الأثواب الثلاثة فأدخلها هكذا وهكذا ولم تعقد ثم قال نافع هكذا
غسل عمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن سعيد بن زيد وواقد بن عبد الله
بن عمر وكان عبد الرحمن ثقة قليل الحديث
محمد بن طلحة
بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة
وأمه حمنة بنت جحش بن رئاب وأمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم
بن عبد مناف بن قصي فولد محمد بن طلحة إبراهيم الأعرج وكان شريفا
صارما ولاه عبد الله بن الزبير خراج العراق وسليمان بن محمد وبه كان
يكنى وداود وأم القاسم وأمهم خولة بنت منظور بن زبان بن سيار بن
عمرو بن جابر بن عقيل بن هلال بن سمي بن مازن بن فزارة وأخوهم
لأمهم حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب وأمه أيضا خولة بنت منظور
52

ابن زبان
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن
محمد بن طلحة بن عبيد الله عن محمد بن زيد بن مهاجر عن إبراهيم بن محمد
ابن طلحة قال لما ولدت حمنة بنت جحش محمد بن طلحة جاءت به إلى
رسول الله فقالت سمه يا رسول الله فقال اسمه محمد وكنيته أبو
سليمان لا أجمع له بين اسمي وكنيتي
أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا إبراهيم بن عثمان قال حدثنا
محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن أحد ابني طلحة موسى أو عيسى
شك يزيد قال حدثني ظئر محمد بن طلحة قالت لما ولد محمد بن طلحة
أتينا به النبي عليه السلام فقال ما سميتموه قلنا محمدا قال
هذا سميي وكنيته أبو القاسم
أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا إبراهيم بن عثمان قال حدثنا أبو
بكر بن حفص بن عمر بن سعد أن محمد بن طلحة ومحمد بن أبي بكر كانا
يكنيان بأبي القاسم
قال محمد بن عمر كان عبد الله بن محمد بن عمران بن إبراهيم بن
محمد بن طلحة بن عبيد الله من بين الناس ومن بين أهل بيته يقول كانت
كنية محمد بن طلحة أبا القاسم وكنى ابنه بها وسماه محمدا وكان أبوه محمد
بن عمران بن إبراهيم يأخذ بالكنية الأولى فكانت كنيته أبو سليمان كنية
محمد بن طلحة التي رويت لنا أولا وكان أهل بيته يعرفون ذلك ويروونه
أخبرنا أبو هشام المخزومي البصري وسعيد بن منصور قالا حدثنا أبو
عوانة عن هلال بن أبي حميد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال نظر
عمر بن الخطاب إلى أبي عبد الحميد وكان اسمه محمدا ورجل يقول
له فعل الله بك وفعل وجعل يسبه فقال عمر عند ذلك يا بن زيد ادن
مني ألا أرى محمدا يسب بك والله لا تدعى محمدا ما دمت حيا فسماه
53

عبد الرحمن قال ثم أرسل إلى بني طلحة وهم يومئذ سبعة وأكبرهم وسيدهم
محمد بن طلحة فأراد أن يغير اسمه فقال محمد بن طلحة يا أمير المؤمنين
أنشدك الله فوالله إن سماني محمدا لمحمد فقال عمر قوموا فلا سبيل إلى
شئ سماه محمد صلى الله عليه وسلم
أخبرنا مطرف بن عبد الله اليساري قال حدثنا محمد بن عثمان العمري
عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ضر أحدكم لو
كان في بيته محمد ومحمدان وثلاثة
قال محمد بن عمر كان محمد بن طلحة يسمى السجاد لعبادته وفضله
في نفسه وقد سمع من عمر بن الخطاب وأمره عمر أن ينزل في قبر خالته
زينب بنت جحش زوج رسول الله وشهد مع أبيه الجمل فقتل يومئذ
وكان ثقة قليل الحديث ولما قدموا البصرة فأخذوا بيت المال ختماه جميعا
طلحة والزبير وحضرت الصلاة فتدافع طلحة والزبير حتى كادت الصلاة
تفوت ثم اصطلحا على أن يصلي عبد الله بن الزبير صلاة ومحمد بن طلحة
صلاة فذهب بن الزبير يتقدم عن أول صلاة فاقترعا فقرعه محمد
ابن طلحة فتقدم فقرأ سأل سائل بعذاب واقع قالوا وقاتل محمد
ابن طلحة يوم الجمل قتالا شديدا فلما لحم الامر وعقر الجمل وقتل كل
من أخذ بخطامه فتقدم محمد ابن طلحة فأخذ بخطام الجمل وعائشة عليه فقال
لها ما ترين يا أمه قالت أرى أن تكون خير بني آدم فلم يزل كافا
فأقبل عبد الله بن مكعبر رجل من بني عبد الله بن غطفان حليف لبني
أسد فحمل عليه بالرمح فقال له محمد أذكرك حم فطعنه فقتله
ويقال الذي قتله بن مكيس الأزدي وقال بعضهم معاوية بن شداد
العبسي وقال بعضهم عصام بن المقشعر النصري وكان محمد
رحمه الله يقال له السجاد وكان من أطول الناس صلاة وقال
54

الذي قتله
وأشعث قوام بآيات ربه قليل الأذى فيما ترى العين مسلم
هتكت له بالرمح جيب قميصه فخر صريعا لليدين وللفم
يذكرني حم والرمح شارع فهلا تلاحم قبل التقدم
على غير شئ غير أن ليس تابعا عليا ومن لا يتبع الحق يندم
قالوا وأفرج الناس يوم الجمل عن ثلاثة عشر ألف قتيل فسار علي
من ليلته في القتلى معه النيران فمر بمحمد بن طلحة بن عبيد الله قتيلا فرد
رأسه إلى الحسن بن علي فقال يا حسن السجاد ورب الكعبة قتيل كما
ترى ثم قال أبوه صرعه هذا المصرع وقال لولا أبوه وبره به ما
خرج ذلك المخرج لورعه وفضله فقال له الحسن ما كان أغناك عن هذا
فقال علي ما لي ولك يا حسن وقد كان قال له قبل ذلك يا حسن ود
أبوك أنه قد كان مات قبل هذا اليوم بعشرين سنة
إبراهيم بن عبد الرحمن
بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب
وأمه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد
شمس بن عبد مناف بن قصي وأمها أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب
بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وأمها أم حكيم وهي البيضاء
بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي فولد إبراهيم بن عبد
الرحمن قريرا وأم القاسم وشفية وهي الشفاء وأمهم أم القاسم بنت سعد
بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة وعمر والمسور وسعدا
55

وصالحا وزكريا وأم عمرو وأمهم أم كلثوم بنت سعد بن أبي وقاص
بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة وعتيقا وحفصة وأمهما بنت مطيع بن
الأسود بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب
وإسحاق بن إبراهيم وأمه أم موسى بنت عبد الله بن عوف بن عبد عوف
بن عبد الحارث بن زهرة وعثمان بن إبراهيم وأمه علياء بنت معروف
بن عامر بن خرنق وهود بن إبراهيم وشفية الصغرى وأمهما أم
ولد والزبير بن إبراهيم وأم عباد وأمهما أم ولد وأم عمرو الصغرى
لام ولد والوليد بن إبراهيم لام ولد وكان إبراهيم يكنى أبا إسحاق
أخبرنا يزيد بن هارون ومعن بن عيسى ومحمد بن إسماعيل بن أبي
فديك قالوا أخبرنا بن أبي ذئب عن سعد بن إبراهيم عن أبيه أن عمر
بن الخطاب حرق بيت رويشد الثقفي وكان حانوتا للشراب وكان عمر
قد نهاه فلقد رأيته يلتهب كأنه جمرة
قال محمد بن عمر ولا نعلم أحدا من ولد عبد الرحمن بن عوف
روى عن عمر سماعا ورؤية غير إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف وقد
روى أيضا عن أبيه وعن عثمان وعلي وسعد بن أبي وقاص وعمرو بن العاص
وأبي بكرة وتوفي إبراهيم بن عبد الرحمن سنة ست وسبعين وهو بن
خمس وسبعين سنة
مالك بن أوس
بن الحدثان أحد بني نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور
بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر يقولون إنه ركب
الخيل في الجاهلية وكان قديما ولكنه تأخر إسلامه ولم يبلغنا أنه رأى
56

النبي عليه السلام ولا روى عنه شيئا وقد روى عن عمر بن الخطاب
وعثمان بن عفان ومات بالمدينة سنة اثنتين وسبعين
عبد الرحمن بن عبد
القاري وهو من القارة والقارة ولد محلم بن غالب بن عائذة بن
ييشع بن مليح بن الهون بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر
وإنما سموا القارة لان يعمر الشداخ بن عوف الليثي أراد أن يفرقهم
في بطون كنانة فقال رجل منهم
دعونا قارة لا تنفرونا فنجفل مثل إجفال الظليم
فسموا بذلك القارة وفيهم يقول القائل قد أنصف القارة من
رماها وكانوا رماة والقارة من الأحابيش والأحابيش الحارث بن عبد
مناة بن كنانة والمصطلق واسمه جذيمة والحيا واسمه عامر ابنا سعد من خزاعة
وعضل والقارة من ولد الهون بن خزيمة وعضل هو بن الديش بن
محلم وسموا أحابيش لأنهم تحبشوا أي تجمعوا وهم جميعا حلفاء
لقريش على بني بكر ويقال تحالفوا على جبل يقال له حبشي على عشرة
أميال من مكة فسموا به الأحابيش وحالفت القارة خاصة بني زهرة
بن كلاب حلفا صحيحا في الجاهلية وتزوجوا في بني زهرة حيث شاؤوا
وعامة أمهاتهم من بني زهرة وقد روى عبد الرحمن بن عبد القارئ عن
عمر وروى عنه عروة بن الزبير وتوفي عبد الرحمن بالمدينة سنة ثمانين
في خلافة عبد الملك بن مروان وأبان بن عثمان بن عفان على المدينة يومئذ
وكان لعبد الرحمن بن عبد يوم توفي ثمان وسبعون سنة
57

إبراهيم بن قارظ
بن أبي قارظ واسمه خالد بن الحارث بن عبيد بن تيم بن عمرو
بن الحارث بن مبذول بن الحارث بن عبد مناة بن كنانة دخل أبو قارظ
مكة وكان جميلا شاعرا فقالت قريش حليفنا وعقيدنا وأخونا وناصرنا
وملتقى أكفنا تعني بملتقى أكفنا أي كلنا يد معه فكلهم دعاه على
أن ينزله ويزوجه فقال أمهلوني ثلاثا فخرج إلى حراء فتعبد في رأسه
ثلاثا ثم نزل وقد أجمع أن يحالف أول رجل يلقاه من قريش فكان أول
من لقي عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة جد عبد الرحمن بن عوف
فأخذ بيده وخرجا حتى دخلا المسجد فوقفا عند البيت وتحالفا وشد له
عبد عوف الحلف وقد سمع إبراهيم بن قارظ من عمر بن الخطاب
قال سمعت عمر يقول عضل بي أهل الكوفة ما يرضون بأمير ولا
يرضى عنهم أمير
عبد الله بن عتبة
بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة
بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل حلفاء بني زهرة بن كلاب
ويكنى أبا عبد الرحمن
أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا بن عيينة عن الزهري أن
عمر بن الخطاب استعمل عبد الله بن عتبة على السوق وأمره أن يأخذ
من القطنية
قال محمد بن عمر وقد روى عبد الله بن عتبة عن عمر بن الخطاب
58

ثم تحول إلى الكوفة فنزلها وتوفي بها في خلافة عبد الملك بن مروان في ولاية
بشر بن مروان على العراق وكان ثقة رفيعا كثير الحديث والفتيا فقيها
نوفل بن إياس
الهذلي
أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا بن أبي ذئب عن مسلم بن جندب
عن نوفل بن إياس الهذلي قال كنا نقوم في عهد عمر بن الخطاب فرقا
في المسجد في رمضان هاهنا وها هنا فكان الناس يميلون إلى أحسنهم صوتا
فقال عمر ألا أراهم قد اتخذوا القرآن أغاني أما والله لئن استطعت لأغيرن
هذا قال فلم يمكث إلا ثلاث ليال حتى أمر أبي بن كعب فصلى بهم ثم
قام في آخر الصفوف فقال لئن كانت هذه بدعة لنعمت البدعة هي
الحارث بن عمرو
الهذلي ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وروى عن عمر
بن الخطاب أحاديث منها كتابه إلى أبي موسى الأشعري في الصلاة وقد
روى أيضا عن عبد الله بن مسعود وغيره ومات الحارث بن عمرو سنة
سبعين
59

عبد الله بن ساعدة
الهذلي ويكنى أبا محمد روى عن عمر بن الخطاب
أخبرنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي قال حدثنا عبد الله بن
جعفر عن عثمان الأخنسي عن بن ساعدة الهذلي قال رأيت عمر بن الخطاب
يضرب التجار بدرته إذا اجتمعوا على الطعام بالسوق حتى يدخلوا سكك
أسلم ويقول لا تقطعوا علينا سابلتنا وقد روي عنه
النضر بن سفيان
الهذلي روى عن عمر بن الخطاب وقد روي عنه
علقمة بن وقاص
بن محصن بن كلدة بن عبد يا ليل بن طريف بن عتوارة بن عامر
بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة وقد روى عن عمر بن الخطاب و
كان ثقة قليل الحديث وله دار بالمدينة في بني ليث وله بها عقب من ولده
محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الذي روى عن أبي سلمة وتوفي علقمة
بن وقاص بالمدينة في خلافة عبد الملك بن مروان
60

عبد الله بن شداد
بن أسامة بن عمرو وعمرو هو الهاد بن عبد الله بن جابر بن بشر
بن عتوارة بن عامر بن ليث وأمه سلمى بنت عميس أخت أسماء
بنت عميس الخثعمية وإنما سمي عمرو الهادي لأنه كان توقد ناره
ليلا للأضياف ولمن سلك الطريق وقد روى عبد الله بن شداد عن عمر بن
الخطاب وعلي بن أبي طالب وكان ثقة قليل الحديث وكان شيعيا
أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثنا بن عون قال عبد
الله بن شداد أخو ابنة حمزة لأمها
أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا شعبة قال أخبرنا الحكم عن
عبد الله بن شداد بن الهاد قال أتدرون ما كانت ابنة حمزة مني كانت
أختي لأمي
قال محمد بن عمر وكان عبد الله بن شداد يأتي الكوفة كثيرا فينزلها
وخرج فيمن خرج مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث فقتل يوم دجيل
جعونة بن شعوب
وهو من ولد الأسود بن عبد شمس بن مالك بن جعونة بن عويرة
بن شجع بن عامر بن ليث وشعوب امرأة من خزاعة وهي أم الأسود
وكان الأسود حليفا لأبي سفيان بن حرب وشهد معه أحدا وهو الذي أنقذه
يوم أحد حين قتل حنظلة الغسيل وسمع جعونة بن شعوب من عمر
بن الخطاب
61

حماس الليثي
من بني كنانة وهو أبو أبي عمرو بن حماس من أنفسهم وله
دار بالمدينة وقد روى عن عمر بن الخطاب وكان شيخا قليل الحديث
عبد الله بن أبي أحمد
بن جحش بن رثاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم
بن دودان بن أسد بن خزيمة حلفاء بني عبد شمس بن عبد مناف
مليح بن عوف
السلمي
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن الحارث بن الفضيل
عن أبيه عن حبيب بن عمير عن مليح بن عوف السلمي قال بلغ عمر
بن الخطاب أن سعد بن أبي وقاص صنع بابا مبوبا من خشب على باب
داره وخص على قصره خصا من قصب فبعث محمد بن مسلمة وأمرني
بالمسير معه وكنت دليلا بالبلاد فخرجنا وقد أمره أن يحرق ذلك الباب
وذلك الخص وأمره أن يقيم سعدا لأهل الكوفة في مساجدهم وذلك
أن عمر بلغه عن بعض أهل الكوفة أن سعدا حابى في بيع خمس باعه
فانتهينا إلى دار سعد فأحرق الباب والخص وأقام محمد سعدا في مساجدها
فجعل يسألهم عن سعد ويخبرهم أن أمير المؤمنين أمره بهذا فلا يجد أحدا
يخبره إلا خيرا
62

سنين أبو جميلة
رجل من بني سليم من أنفسهم له أحاديث سمع من عمر بن الخطاب
وفي حديث صالح بن كيسان عن الزهري عن سنين أبي جميلة السليطي
وكان منزله بالعمق
أخبرنا سفيان بن عيينة عن الزهري سمع سنينا أبا جميلة يقول وجدت
منبوذا على عهد عمر فذكره عريفي له فأرسل إلي فدعاني فقال لي هو
حر وولاؤه لك وعلينا رضاعه
مالك بن أبي عامر
بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن خثيل بن عمرو بن الحارث
وهو ذو أصبح بن عوف بن مالك بن زيد بن عامر بن ربيعة بن نبت بن
مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن معرب وإنما سمي معربا لفصاحته
لأنه أول من أقام اللسان العربي بن مهرم وهو قحطان بن الهميسع
بن تيمن بن قيس بن نبت بن إسماعيل بن إبراهيم هكذا نسبه لي أبو
بكر بن عبد الله بن أبي أويس بن عم مالك بن أنس وهو مالك بن أنس
فقيه أهل المدينة من ولد مالك بن أبي عامر
أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس قال أخبرني عم جدي
الربيع بن مالك بن أبي عامر وهو عم مالك بن أنس المفتي أنه قال
بينما نحن بطريق مكة في حج أو عمرة تحت قفلة يعني شجرة إذ قال
لي عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله يا مالك قال قلت ما تشاء قال
هل لك إلى ما دعانا إليه غيرك فأبيناه عليه قال قلت إلى ماذا قال إلى
63

أن يكون دمنا دمك وهدمنا هدمك وبالله القائل ما بل بحر صوفة
قال مالك فأجبته إلى ذلك فعدادهم اليوم في بني تيم لهذا السبب
أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا جرير بن حازم عن عمه جرير
بن زيد عن مالك بن أبي عامر قال شهدت عمر بن الخطاب عند الجمرة
وأصابه حجر فدماه ونادى رجل رجلا يا خليفة فقال رجل من خثعم
ذهب والله خليفتكم أسعر دما ونادى رجل يا خليفة فلما كان من
قابل أصيب عمر وقد روى مالك بن أبي عامر عن عمر وعثمان وطلحة
بن عبيد الله وأبي هريرة وكان ثقة وله أحاديث صالحة
عبد الله بن عمرو
بن الحضرمي من حلفاء بني أمية سمع من عمر بن الخطاب وروى عنه
أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا مالك بن أنس عن الزهري عن
السائب بن يزيد أن عبد الله بن عمرو بن الحضرمي جاء بغلام له قد سرق
إلى عمر قال وكان ثقة قليل الحديث
عبد الرحمن بن حاطب
بن أبي بلتعة وهو من لخم أحد بني راشدة بن أذب بن جزيلة
بن لخم حلفاء بني عمرو بن أمية بن الحارث بن أسد بن عبد العزى
وكان عمرو بن أمية من مهاجرة الحبشة وكان عبد الرحمن يكنى أبا يحيى
وولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وروى عن عمر بن الخطاب
ومات بالمدينة سنة ثمان وستين وكان ثقة قليل الحديث
64

محمد بن الأشعث
بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة
بن معاوية الأكرمين بن الحارث بن معاوية بن الحارث الأكبر بن معاوية
بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندي بن عفير وأمه أم فروة بنت
أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم
أخبرنا هشيم بن بشير قال أخبرنا مغيرة عن إبراهيم أن محمد بن
الأشعث كان يكنى أبا القاسم وكان يدخل على عائشة فيكنونه بأبي القاسم
وقد روى محمد بن الأشعث عن عمر وعثمان أنه سألهما عن عمة له يهودية
ماتت
عبد الله بن حنظلة
الغسيل بن أبي عامر الراهب واسمه عبد عمرو بن صيفي بن النعمان
بن مالك بن أمة بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف
بن مالك بن الأوس وأمه جميلة بنت عبد الله بن أبي بن سلول من
بلحبلى فولد عبد الله بن حنظلة عبد الرحمن وحنظلة وأمهما أسماء بنت
أبي صيفي بن أبي عامر بن صيفي وعاصما والحكم وأمهما فاطمة بنت
الحكم من بني ساعدة وأنسا وفاطمة وأمهما سلمى بنت أنس بن مدرك
من خثعم وسليمان وعمر وأمة الله وأمهم أم كلثوم بنت وحوح بن
الأسلت بن جثم بن وائل بن زيد من الجعادرة من الأوس وسويدا
ومعمرا وعبد الله والحر ومحمدا وأم سلمة وأم حبيب وأم القاسم وقريبة
وأم عبد الله وأمهم أم سويد بنت خليفة من بني عدي بن عمرو من خزاعة
65

وكان حنظلة بن أبي عامر لما أراد الخروج إلى أحد وقع على امرأته جميلة
بنت عبد الله بن أبي سلول فعلقت بعبد الله بن حنظلة في شوال على رأس
اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة وقتل حنظلة بن أبي عامر يومئذ شهيدا
فغسلته الملائكة فيقال لولده بنو غسيل الملائكة وولدت جميلة عبد الله بن
حنظلة بعد ذلك بتسعة أشهر فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
بن سبع سنين وذكر بعضهم أنه قد رأى رسول الله وأبا بكر وعمر وقد
روى عن عمر
أخبرنا معاذ بن معاذ العنبري قال حدثنا عكرمة بن عمار
عن ضمضم بن جوس عن عبد الله بن حنظلة بن الراهب قال صلى
بنا عمر صلاة المغرب فلم يقرأ في الركعة الأولى شيئا فلما كان في الثانية
قرأ بفاتحة القرآن وسورة ثم عاد فقرأ بفاتحة القرآن وسورة ثم صلى
حتى فرغ ثم سجد سجدتين ثم سلم
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم
بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي عن أبيه قال وأخبرنا بن أبي ذئب
عن صالح بن أبي حسان قال وحدثنا سعيد بن محمد عن عمرو بن يحيى
عن عباد بن تميم عن عمه عبد الله بن زيد وعن غيرهم أيضا كل قد
حدثني قالوا لما وثب أهل المدينة ليالي الحرة فأخرجوا بني أمية عن المدينة
وأظهروا عيب يزيد بن معاوية وخلافه أجمعوا على عبد الله بن حنظلة فأسندوا
أمرهم إليه فبايعهم على الموت وقال يا قوم اتقوا الله وحده لا شريك له
فوالله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نرمي بالحجارة من السماء إن
رجلا ينكح الأمهات والبنات والأخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة
والله لو لم يكن معي أحد من الناس لأبليت لله فيه بلاء حسنا فتواثب الناس
يومئذ يبايعون من كل النواحي وما كان لعبد الله بن حنظلة تلك الليالي
مبيت إلا المسجد وما كان يزيد على شربة من سويق يفطر عليها إلى مثلها
66

من الغد يؤتى بها في المسجد يصوم الدهر وما رئي رافعا رأسه إلى السماء
إخباتا فلما دنا أهل الشام من وادي القرى صلى عبد الله بن حنظلة بالناس
الظهر ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس إنما خرجتم
غضبا لدينكم فأبلوا لله بلاء حسنا ليوجب لكم به مغفرته ويحل به عليكم
رضوانه قد خبرني من نزل مع القوم السويداء وقد نزل القوم اليوم ذا
خشب ومعهم مروان بن الحكم والله إن شاء الله محينه بنقضه العهد
والميثاق عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتصايح الناس وجعلوا
ينالون من مروان ويقولون الوزغ بن الوزغ وجعل بن حنظلة يهدئهم
ويقول أن الشتم ليس بشئ ولكن اصدقوهم اللقاء والله ما صدق قوم
قط إلا حازوا النصر بقدرة الله ثم رفع يديه إلى السماء واستقبل القبلة وقال
اللهم إنا بك واثقون بك آمنا وعليك توكلنا وإليك ألجأنا ظهورنا ثم
نزل وصبح القوم المدينة فقاتل أهل المدينة قتالا شديدا حتى كثرهم أهل
الشام ودخلت المدينة من النواحي كلها فلبس عبد الله بن حنظلة يومئذ
درعين وجعل يحض أصحابه على القتال فجعلوا يقاتلون وقتل الناس
فما ترى إلا راية عبد الله بن حنظلة ممسكا بها مع عصابة من أصحابه وحانت
الظهر فقال لمولى له احم لي ظهري حتى أصلي فصلى الظهر أربعا
متمكنا فلما قضى صلاته قال له مولاه والله يا أبا عبد الرحمن ما بقي
أحد فعلام نقيم ولواؤه قائم ما حوله خمسة فقال ويحك إنما خرجنا
على أن نموت ثم انصرف من الصلاة وبه جراحات كثيرة فتقلد السيف
ونزع الدرع ولبس ساعدين من ديباج ثم حث الناس على القتال وأهل
المدينة كالانعام الشرد وأهل الشام يقتلونهم في كل وجه فلما هزم الناس
طرح الدرع وما عليه من سلاح وجعل يقاتلهم وهو حاسر حتى قتلوه ضربه
رجل من أهل الشام ضربة بالسيف فقطع منكبيه حتى بدا سحره ووقع
ميتا فجعل مسرف يطوف على فرس له في القتلى ومعه مروان بن الحكم
67

فمر على عبد الله بن حنظلة وهو ماد إصبعه السبابة فقال مروان أما والله
لئن نصبتها ميتا لطال ما نصبتها حيا ولما قتل عبد الله بن حنظلة لم يكن
للناس مقام فانكشفوا في كل وجه وكان الذي ولي قتل عبد الله بن حنظلة
رجلان شرعا فيه جميعا وحزا رأسه وانطلق به أحدهما إلى مسرف وهو
يقول رأس أمير القوم فأومأ مسرف بالسجود وهو على دابته وقال
من أنت قال رجل من بني فزارة قال ما اسمك قال مالك
قال فأنت وليت قتله وحز رأسه قال نعم وجاء الآخر رجل من
السكون من أهل حمص يقال له سعد بن الجون فقال أصلح الله الأمير
نحن شرعنا فيه رمحينا فأنفذناه بهما ثم ضربناه بسيفينا حتى تثلما مما يلتقيان
قال الفزاري باطل قال السكوني فأحلفه بالطلاق والحرية فأبى أن يحلف
وحلف السكوني على ما قال فقال مسرف أمير المؤمنين يحكم في أمركما
فأبردهما فقدما على يزيد بقتل أهل الحرة وبقتل بن حنظلة فأجازهما بجوائز
عظيمة وجعلهما في شرف من الديوان ثم ردهما إلى الحصين بن نمير فقتلا
في حصار بن الزبير قال وكانت الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني سليمان بن كنانة عن عبد الله بن
أبي سفيان قال سمعت أبي يقول رأيت عبد الله بن حنظلة بعد مقتله
في النوم في أحسن صورة معه لواؤه فقلت أبا عبد الرحمن أما قتلت
قال بلى ولقيت ربي فأدخلني الجنة فأنا أسرح في ثمارها حيث شئت
فقلت أصحابك ما صنع بهم قال هم معي حول لوائي هذا الذي ترى
لم يحل عقده حتى الساعة قال ففزعت من النوم فرأيت أنه خير رأيته له
68

محمد بن عمرو
بن حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد بن عوف بن غنم بن
مالك بن النجار ويكنى أبا عبد الملك وأمه عمرة بنت عبد الله بن الحارث
بن جماز من بني حبالة بن غنم من غسان حليف بني ساعدة من الخوارج
فولد محمد بن عمرو عثمان وأبا بكر الفقيه وأم كلثوم وأمهم كبشة بنت
عبد الرحمن بن سعد بن زرارة بن عدس من بني مالك بن النجار وعبد
الملك بن محمد وعبد الله وعبد الرحمن وأم عمرو وأمهم ثبيتة بنت النعمان
بن عمرو بن النعمان بن خلدة بن عمرو بن أمية بن عامر بن بياضة
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استعمل عمرو بن حزم على
نجران اليمن فولد له هنالك على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
سنة عشر من الهجرة غلام فأسماه محمدا وكناه أبا سليمان وكتب بذلك إلى
رسول اله فكتب إليه رسول الله أن سمه محمدا واكنه أبا عبد الملك
ففعل
أخبرنا عثمان بن عمر وعبيد الله بن موسى قالا أخبرنا أسامة بن
زيد عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أن عمر بن الخطاب جمع
كل غلام اسمه اسم نبي فأدخلهم الدار ليغير أسماءهم فجاء آباؤهم فأقاموا
البينة أن رسول الله سمى عامتهم فخلى عنهم قال أبو بكر وكان
أبي فيهم
قال محمد بن عمر وقد روى محمد بن عمرو عن عمر وسمع منه
وكان ثقة قليل الحديث
أخبرنا محمد بن عمر عن مالك قال أخبرني عبد الله بن أبي بكر
بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده محمد بن عمرو أنه اشترى
مطرف خز بسبعمائة فكان يلبسه
69

أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الجبار بن عمارة بن عمرو
بن حزم عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال كان
محمد بن عمرو قد أكثر أيام الحرة في أهل الشام القتل وكان يحمل على
الكردوس منهم فيفض جماعتهم وكان فارسا قال فقال قائل من أهل
الشام قد أحرقنا هذا ونحن نخشى أن ينجو على فرسه فاحملوا عليه حملة
واحدة فإنه لا يفلت من بعضكم فإنا نرى رجلا ذا بصيرة وشجاعة قال
فحملوا عليه حتى نظموه في الرماح فلقد مال ميتا ورجل من أهل الشام كان
اعتنقه حتى وقعا جميعا فلما قتل محمد بن عمرو انهزم الناس في كل وجه
حتى دخلوا المدينة فجالت خيلهم فيها ينتهبون ويقتلون
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الجبار بن عمارة عن محمد
بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال صلى محمد بن عمرو بن حزم
يوم الحرة وإن جراحه لتشعب دما وما قتل إلا نظما بالرماح
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني خالد بن القاسم عن أبيه قال
رأيت محمد بن عمرو وعليه المغفر فلما أراد أن يصلي وضعه إلى جنبه وصلى
حاسرا
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إسماعيل بن مصعب بن إسماعيل
بن زيد بن ثابت عن إبراهيم بن يحيى بن زيد بن ثابت قال يقول محمد
بن عمرو يومئذ رافعا صوته يا معشر الأنصار أصدقوهم الضرب فإنهم
قوم يقاتلون على طمع الدنيا وأنتم
قوم تقاتلون على الآخرة قال ثم جعل
يحمل على الكتيبة منهم فيفضها حتى قتل
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عتبة بن جبيرة عن عبد الله بن
أبي سفيان مولى بن أبي أحمد بن جحش عن أبيه قال جعل الفاسق مسرف
بن عقبة يطوف على فرس له في القتلى ومعه مروان بن الحكم فمر على
محمد بن عمرو بن حزم وهو على وجهه واضعا جبهته بالأرض فقال والله
70

لئن كنت على جبهتك بعد الممات لطال ما افترشتها حيا فقال مسرف
والله ما أرى هؤلاء إلا أهل الجنة لا يسمع هذا منك أهل الشام فتكركرهم
عن الطاعة قال مروان إنهم بدلوا وغيروا
قال محمد بن عمر كانت وقعة الحرة بالمدينة في ذي الحجة سنة
ثلاث وستين في خلافة يزيد بن معاوية ولمحمد بن حزم عقب
بالمدينة وبغداد
عمارة بن خزيمة
بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن غيان بن عامر
بن خطمة واسمه عبد الله بن جثم بن مالك بن الأوس بن حارثة من
الأنصار وأمه صفية بنت عامر بن طعمة بن زيد الخطمي فولد عمارة
بن خزيمة إسحاق درج وأمه عبيدة بنت عبد الله بن ثابت بن الفاكه بن
ثعلبة بن ساعدة ومحمدا وصفية وأمهما وديعة بنت عبد الله بن مسعود
بن عبد الله بن عمرو الخطمي ومنيعة بنت عمارة وحمادة وأمهما
أم ولد وقد سمع عمارة بن خزيمة من عمر بن الخطاب وهو يقول لأبيه
ما لك لا تعرض أرضك وسمع من عمرو بن العاص ومن أبيه وأبوه
خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين وكان عمارة يكنى أبا محمد وتوفي بالمدينة
في أول خلافة الوليد بن عبد الملك وهو بن خمس وسبعين سنة وكان ثقة
قليل الحديث
71

يحيى بن خلاد
بن رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق من الخزرج
فولد يحيى بن خلاد مالكا وعليا وعائشة وعثيمة وأمهم أم ثابت بنت
قيس بن عمرو بن رئاب بن بكر وأم كلثوم وحميدة وأمهما أم يحيى
بنت عامر بن عمرو بن خالد بن مخلد بن عامر بن زريق ورملة ولم تسم لنا
أمها
أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال حدثنا همام بن يحيى عن
إسحاق بن عبد الله قال حدثني من سمع علي بن يحيى بن خلاد قال
لما ولد يحيى بن خلاد أتي به النبي صلى الله عليه وسلم قال فحنكه
وقال لأسمينه اسما لم يسم به بعد يحيى بن زكريا قال فسماه يحيى
قال محمد بن عمر وقد روى يحيى بن خلاد عن عمر بن الخطاب
عمرو بن سليم
بن عمرو بن خلدة بن عامر بن مخلد بن عامر بن زريق من الخزرج
وأمه النوار بنت عبد الله بن الحارث بن جماز حليف بني ساعدة وهو
من حبالة بن غنم من غسان فولد عمرو بن سليم عثمان والنعمان وأمهما
حبيبة بنت النعمان بن عجلان بن النعمان بن عامر بن عجلان بن عمرو
بن عامر بن زريق من الأنصار وسعدا وأيوب وأمهما أم البنين بنت أبي
عبادة سعد بن عثمان بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق روى عمرو
بن سليم عن عمر بن الخطاب وقد راهق الاحتلام وقد روى أيضا
عن أبي قتادة وعن أبي حميد الأنصاريين وكان ثقة قليل الحديث
72

حنظلة بن قيس
بن عمرو بن حصن بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق وأمه
أم سعد بنت قيس بن حصن بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق فولد
حنظلة بن قيس محمدا وأم جميل وأمهما أم عيسى بنت عبد الله بن هشام
بن زهرة بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة من قريش
وعمرو بن حنظلة وأمه أم عثمان بنت عمرو بن عبد الله بن عمرو بن حصن
بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق وعمرا الأصغر وأمه أم ولد
وعبد الله وأمه أم موسى بنت الحارث بن عتبة بن عبيد بن المعلى بن
لوذان بن حارثة من ولد غضب بن جثم بن الخزرج وعبيد الله وسعدا
ابني حنظلة ولم تسم لنا أمهما
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرني محمد بن عبد الله قال سمعت
الزهري يقوا ما رأيت رجلا أحزم ولا أجود رأيا من حنظلة
بن قيس الزرقي كأنه رجل من قيس
قال محمد بن عمر وقد روى حنظلة بن قيس عن عمر وعثمان ورافع
بن خديج وروى عنه الزهري وكان ثقة قليل الحديث
مسعود بن الحكم
بن الربيع بن عامر بن خالد بن عامر بن زريق وأمه حبيبة بنت
شريق بن أبي حثمة من هذيل فولد مسعود بن الحكم إبراهيم وعيسى
وأبا بكر وسليمان وموسى وإسماعيل وداود ويعقوب وعمران وأيوب
الأكبر وأم إبراهيم وأمهم ميمونة بنت أبي عبادة سعد بن عثمان بن خلدة
73

بن مخلد بن عامر بن زريق وأيوب الأصغر وسارة وأمهما أم عمرو
بنت المثنى بن حكيم بن نجبة بن ربيعة بن رياح بن عوف بن ربيعة بن هلال
بن شمخ بن فزارة
قال محمد بن عمر ولد مسعود بن الحكم في عهد النبي صلى الله
عليه وسلم وكان يكنى أبا هارون وكان سريا مريا ثقة وقد روى
عن عمر وعثمان وعلي وروى عنه محمد بن المنكدر وأبو الزناد
مخلد
أبو الحارث بن مخلد الزرقي لم نقع على نسبه في كتاب نسب الأنصار
كما نريد من الاحكام وقد سمع مخلد من عمر بن الخطاب
عبد الله بن أبي طلحة
واسمه زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة
بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار وأمه أم سليم بنت ملحان بن
خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار
وهي أم أنس بن مالك فولد عبد الله بن أبي طلحة القاسم لام ولد وعميرا
وزيدا وإسماعيل ويعقوب وإسحاق وعبدة وأم أبان وأمهم ثبيتة بنت
رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان الزرقي ومحمد بن عبد الله وأمه أم
ولد وعبد الله بن عبد الله وكلثم لام ولد وإبراهيم ورقية وأم عمرو
وأمهم عائشة بنت جابر بن صخر بن أمية بن خنساء من بني سلمة
وعمر بن عبد الله ومعمرا وعمارة وأمهم أم كلثوم بنت عمرو بن حزم
74

بن زيد من بني مالك بن النجار كانت أم سليم حاملا بعبد الله يوم حنين
وقد شهدت حنينا ولم يزل عبد الله بالمدينة في دار أبي طلحة
أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا عبد الله بن عون عن أنس بن
سيرين عن أنس بن مالك قال كان بن أبي طلحة يشتكي فخرج أبو طلحة
فقبض الصبي فلما رجع قال ما فعل ابني قالت أم سليم هو أسكن
ما كان فقربت إليه العشاء فتعشى ثم أصاب منها فلما فرغ قالت واروا
الصبي فلما أصبح أبو طلحة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره
فقال أعرستم الليلة قال نعم قال فقال اللهم بارك لهما فولدت غلاما
فقال لي أبو طلحة احفظه حتى نأتي به رسول الله فأتى به النبي عليه
السلام وبعث معه تمرات فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم وقال
أمعه شئ قالوا نعم تمرات فأخذها النبي فمضغها ثم أخذ من فيه
فجعله في في الصبي وحنكه وسماه عبد الله
أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري وعبد الله بن بكر السهمي قالا
حدثنا حميد الطويل قال قال أنس بن مالك ثقل بن لام سليم من أبي
طلحة ومضى أبو طلحة إلى المسجد فتوفي الغلام فهيأت أم سليم أمره وقالت
لا تخبروا أبا طلحة بموت ابنه فرجع من المسجد وقد يسرت له عشاءه
كما كانت تفعل قال ما فعل الغلام أو الصبي قالت خير ما كان
وقربت له عشاءه فتعشى هو وأصحابه الذين معه ثم قامت إلى ما تقوم
إليه المرأة فأصاب من أهله فلما كان من آخر الليل قالت يا أبا طلحة
ألم تر إلى آل فلان استعاروا عارية فتمتعوا بها فلما طلبت منهم شق ذلك
عليهم قال ما أنصفوا قالت فإن ابنك فلانا كان عارية من الله فقبضه
إليه فاسترجع وحمد الله فلما أصبح غدا على رسول الله صلى الله عليه
وسلم فلما رآه قال بارك الله لكما في ليلتكما فحملت بعبد الله بن
أبي طلحة فولدت ليلا فكرهت أن تحنكه حتى يحنكه رسول الله فأرسلت
75

به مع أنس فأخذت تمرات عجوة فانتهت إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم وهو يهنئ أباعر له أو يسمها فقلت ولدت أم سليم الليلة فكرهت
أن تحنكه حتى تحنكه أنت قال أمعك شئ قال قلت تمرات
عجوة فأخذ بعضه فمضغه ثم جمعه بريقه فأوجره إياه فتلمظ الصبي فقال
حب الأنصار التمر قال فقلت سمه يا رسول الله قال هو عبد الله
وكان ثقة قليل الحديث
محمد بن أبي
بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك
بن النجار وأمه أم الطفيل بنت الطفيل بن عمرو بن المنذر بن سبيع
بن عبد نهم من دوس فولد محمد بن أبي القاسم وأبيا ومعاذا وعمرا
ومحمدا وزيادة وأمهم عائشة بنت معاذ بن الحارث بن رفاعة بن الحارث بن
سواد من بني مالك بن النجار ويكنى محمد بن أبي أبا معاذ وولد في عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عن عمر وروى عنه بسر بن
سعيد وكان ثقة قليل الحديث وقتل محمد يوم الحرة في ذي الحجة سنة
ثلاث وستين في خلافة يزيد بن معاوية
الطفيل بن أبي
بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك
بن النجار وأمه أم الطفيل بنت الطفيل بن عمرو بن المنذر بن سبيع
بن عبد نهم من دوس فولد الطفيل بن أبي أبيا ومحمدا وعبد العزيز
76

وعثمان وأم عمرو وأمهم أم القاسم بنت محمد بن أبي ذرة بن معاذ بن
زرارة من بني ظفر من الأوس وكان الطفيل بن أبي يلقب أبا بطن
وكان صديقا لعبد الله بن عمر وروى عن عمر بن الخطاب وعن أبيه وعن
بن عمر وكان ثقة صالح الحديث وأخوهما
الربيع بن أبي
بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك
بن النجار وقد روي عنه أيضا وروى عن أبيه أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال لكعب بن مالك تزوجت قال نعم من حديث عثمان
بن عمر عن موسى بن دهقان
محمود بن لبيد
بن عقبة بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل وأمه
أم منظور بنت محمود بن مسلمة بن سلمة بن خالد بن عدي من بني حارثة
من الأوس فولد محمود بن لبيد حضيرا وأم منظور وأمهما أم ولد وعمارة
وأم كلثوم وأمهما أم ولد وشيبة وأمه بنت عمرو بن ضمرة من بني
فزارة من قيس عيلان وأم لبيد وأمها أم ولد وولد محمود بن لبيد بن عقبة
في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي أبيه لبيد بن عقبة جاءت رخصة
الاطعام لمن لا يقدر على الصوم وسمع محمود بن لبيد من عمر وكان له
عقب فانقرضوا فلم يبق منهم أحد وتوفي محمود بن لبيد سنة ست وتسعين
بالمدينة وكان ثقة قليل الحديث
77

السائب بن أبي لبابة
بن عبد المنذر بن رفاعة بن زنبر بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك
بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس فولد السائب بن أبي
لبابة حسينا ومليكة وأمهما أم الحسن ابنة رفاعة بن شهران بن خالد بن
ثعلبة بن العجلان من قضاعة حليف بني عمرو بن عوف ومعاوية بن السائب
وبشيرا وأم الحسن وأمهم أم ولد وزينب بنت السائب وأمها أم ولد
وكان السائب بن أبي لبابة يكنى أبا عبد الرحمن وولد في عهد النبي صلى
الله عليه وسلم وروى عن عمر وكان قليل الحديث ثقة ومات بالمدينة
في خلافة الوليد بن عبد الملك
عبد الرحمن بن عويم
بن ساعدة بن عائش بن قيس بن النعمان بن زيد بن أمية ولم تسم
لنا أمه وولد عبد الرحمن في عهد النبي عليه السلام وروى عن عمر
وتوفي بالمدينة في آخر خلافة عبد الملك بن مروان وكان ثقة قليل
الحديث وأخوه
سويد بن عويم
بن ساعدة وأمه أمامة بنت بكير بن ثعلبة من بني غضب بن جثم
بن الخزرج قتل يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين
78

أيوب بن بشير
بن سعد بن النعمان بن أكال بن لوذان بن الحارث بن أمية بن معاوية
بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف من الأنصار ثم من الأوس ويكنى
أبا سليمان ولد على عهد النبي عليه السلام وروى عن عمر وروى
عنه الزهري وكان ثقة ليس بكثير الحديث وشهد الحرة وجرح بها
جراحات كثيرة ثم مات بعد ذلك بسنتين وهو بن خمس وسبعين سنة
وكان له من الولد عبد الله بن أيوب درج لا عقب له
ثعلبة بن أبي مالك
القرطي واسم أبي مالك عبد الله بن سام ويكنى ثعلبة أبا يحيى
وقدم أبو مالك من اليمن فقال نحن من كندة على دين يهود فتزوج إلى
بن سعية من بني قريظة وحالفهم فقيل القرظي وقد روى ثعلبة عن عمر
وعثمان وكان يكنى أبا جعفر وقال حدثني بكنيته عبد الرحمن بن يونس
عن حماد بن خالد الخياط عن داود بن سنان
قال أخبرنا إسماعيل بن أبي أويس قال حدثنا داود بن سنان قال
رأيت ثعلبة بن أبي مالك يصفر رأسه ولحيته بالحناء
قال محمد بن عمر وكان ثعلبة إمام بني قريظة حتى مات وكان
كبيرا وكان قليل الحديث
79

الوليد بن عبادة
بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف
بن عمرو بن عوف بن الخزرج وأمه جميلة بنت أبي صعصعة وهو
عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار
فولد الوليد بن عبادة خالدا وأمه من طئ ومحمدا وأمه حبة بنت النعمان
بن مالك بن ثعلبة بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف بن عمرو بن
عوف بن الخزرج وعبادة والحارث ومصعبا وعبد الله ومسلمة وأمهم
بزيعة ابنة أبي حارثة بن أوس بن سكن بن عدي بن عبيد بن فهر بن ثعلبة
بن غنم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج وصالحا وأمه من بني
سعد بن بكر بن هوازن وهشاما وأمه أم ولد ويحيى وأمه أم ولد
وأم عيسى وحكيمة وأمهما أم ولد وولد الوليد بن عبادة في آخر عهد
النبي صلى الله عليه وسلم وتوفي في خلافة عبد الملك بن مروان بالشام
وكان ثقة كثير الحديث
سعيد بن سعد
بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف
بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج وأمه غزية بنت سعد بن
خليفة بن الأشرف بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة
بن كعب بن الخزرج فولد سعيد بن سعد شرحبيل وخالدا وإسماعيل
وزكرياء ومحمدا وعبد الرحمن وحفصة وعائشة وأمهم بثينة بنت أبي الدرداء
عويمر بن زيد بن قيس بن عائشة بن أمية بن مالك بن عامر بن عدي بن
80

كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج ويوسف وأمه أم يوسف بنت
همام من بني نصر بن معاوية من هوازن ويحيى وعثمان وغزية وعبد
العزيز وأم أبان وأم البنين لأمهات أولاد شتى وكان سعيد بن سعد قد
أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وفي بعض الرواية أنه قد سمع منه
وكان ثقة قليل الحديث
عباد بن تميم
بن غزية بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن
غنم بن مازن بن النجار وأمه أم ولد وكان له اخوان لأبيه وأمه معمر
وثابت ابنا تميم قتلا يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن موسى بن عقبة قال قال عباد بن تميم المازني أنا يوم الخندق
بن خمس سنين فأذكر أشياء وأعيها وكنا مع النساء في الآطام وما كان
أهل الآطام ينامون إلا عقب خوفا من بني قريظة أن يغيروا عليهم
قال محمد بن عمر وقد روى الزهري عن عباد بن تميم
محمد بن ثابت
بن قيس بن شماس بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن
ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج وأمه جميلة بنت عبد
الله بن أبي بن سلول من بلحبلى وأخوه لامه عبد الله بن حنظلة
بن أبي عامر الراهب وحنظلة هو غسيل الملائكة فولد محمد بن ثابت
81

عبد الله قتل يوم الحرة وسليمان قتل يوم الحرة ويحيى قتل يوم الحرة
وأمهم أم عبد الله بنت حفص بن صامت بن حارثة بن عدي بن قيس بن
زيد بن مالك من بني الحارث بن الخزرج وإسماعيل وعائشة وأمهما أم
كثير بنت النعمان بن العجلان بن النعمان بن عامر بن العجلان بن عمرو
بن عامر بن زريق وإسحاق وإبراهيم ويوسف وقريبة وأمهم أمة الله
بنت السايب بن خلاد بن سويد بن ثعلبة بن عمرو بن حارثة بن امرئ القيس
من بني الحارث بن الخزرج وعيسى وحميدة وأمهما أم عون بنت عبد
الرحمن بن معمر بن عبد الله بن أبي بن سلول من بلحبلى
سعد بن الحارث
بن الصمة بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول وهو عامر بن
مالك بن النجار وأمه أم الحكم وهي خولة بنت عقبة بن رافع بن
امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل من الأوس فولد سعد بن الحارث
الصلت وأم الفضل وأمهما جمال بنت قيس بن مخرمة بن المطلب بن
عبد مناف بن قصي من قريش وعمرا وأمه أم سعيد بنت سهل بن
عتيك بن النعمان بن عمرو بن مبذول وقتل سعد بن الحارث بصفين مع
علي بن أبي طالب
أبو أمامة بن سهل
بن حنيف بن واهب بن العكيم بن ثعلبة بن الحارث بن مجدعة
بن عمرو وهو بحزج بن حنش بن عوف بن عمرو بن عوف من الأوس
82

وأمه حبيبة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة
بن غنم بن مالك بن النجار وكانت حبيبة من المبايعات وسمي أبو
أمامة أسعد باسم جده أبي أمه وكني بكنيته وكان جده أسعد بن زرارة
نقيب بني النجار فولد أبو أمامة بن سهل محمدا وسهلا وعثمان وإبراهيم
ويوسف ويحيى وأيوب وداود وحبيبة وأمامة وأمهم أم عبد الله بنت عتيك
بن الحارث بن عتيك بن قيس بن هيشة بن الحارث من بني معاوية من الأوس
وصالح بن أبي أمامة وأمه أم ولد
قال محمد بن عمر ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
هو الذي سماه أسعد وكناه أبا أمامة باسم جده أبي أمه وكنيته قال ولم
يبلغنا أنه روى عن عمر شيئا وقد روى عن عثمان وعن زيد بن ثابت وعن
معاوية وعن أبيه سهل بن حنيف وكان ثقة كثير الحديث
عبد الرحمن بن أبي عمرة
واسم أبي عمرة بشير بن عمرو بن محصن بن عمرو بن عتيك بن
عمرو بن مبذول وهو عامر بن مالك بن النجار وأمه هند بنت المقوم
بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب من قريش
وأمها قلابة ابنة عمرو بن جعونة بن حذيم بن سعد بن سهم من قريش
وأمها برة بنت عدي بن رئاب بن سهم من قريش فولد عبد الرحمن
بن أبي عمرة عبد الله وحمزة وعلقمة وحبانة وأمهم أم سعد بنت
شيبان بن الحارث بن علقمة بن عمرو بن ثقف بن مالك بن مبذول
وهو عامر بن مالك بن النجار وكانت لأبي عمرة صحبة وكان مع علي
بن أبي طالب فقتل يوم صفين وقد روى عبد الرحمن بن أبي عمرة عن
عثمان وزيد بن خالد الجهني وأبي هريرة وكان ثقة كثير الحديث
83

عبد الرحمن بن يزيد
بن جارية بن عامر بن مجمع بن العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك
بن عوف بن عمرو بن عوف من الأوس وأمه جميلة بنت ثابت بن أبي
الأقلح بن عصمة بن مالك بن أمة بن ضبيعة بن زيد من بني عمرو بن
عوف وأخوه لامه عاصم بن عمر بن الخطاب فولد عبد الرحمن بن
يزيد عيسى قتل يوم الحرة وإسحاق وجميلة وأم عبد الله وأم أيوب أم
عاصم وأمهم حسنة بنت بكير بن جارية بن عامر بن مجمع وجميلا
وأمه أم ولد وعبد الكريم وعبد الرحمن وأمهما أمامة بنت عبد الله بن
سعد بن خيثمة من بني عمرو بن عوف ولد عبد الرحمن بن يزيد في
عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكان قديما وقد روى عن عمر وولي
قضاء المدينة لعمر بن عبد العزيز ومات بالمدينة سنة ثلاث وتسعين في خلافة
الوليد بن عبد الملك وكان عبد الرحمن بن يزيد يكنى أبا محمد وكان
ثقة قليل الحديث
مجمع بن يزيد
بن جارية بن عامر بن مجمع بن العطاف بن ضبيعة بن زيد وأمه
حبيبة بنت الجنيد بن كنانة بن قيس بن زهير بن جذيمة بن رواحة من بني
عبس فولد مجمع بن يزيد إسماعيل وإسحاق ويعقوب وسعدى وأم
إسحاق وأم النعمان وأمهم سالمة بنت عبد الله بن أبي حبيبة بن الأزعر بن
زيد بن العطاف بن ضبيعة بن زيد من بني عمرو بن عوف
84

أبو سعيد المقبري
واسمه كيسان وهو مولى لبني جندع من بني ليث بن بكر بن عبد
مناة بن كنانة وكان منزله عند المقابر فقالوا المقبري قال أخبرنا محمد بن عمر
قال أخبرني الوليد بن كثير ويونس
بن حمران ومحمد بن مسلم الجوسق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن
أبيه قال كنت مملوكا لرجل من بني جندع فكاتبني على أربعين ألفا وشاة
لكل أضحى قال فتهيأ المال فجئت به إليه فأبى أن يأخذه إلا على النجوم
فجئت عمر بن الخطاب فذكرت ذلك له فقال يا يرفأ خذ المال فضعه
في بيت المال ثم ائتنا العشية نكتب عتقك ثم إن شاء مولاك أخذه وإن
شاء تركه قال فحملت المال إلى بيت المال فلما بلغ مولاي جاء فأخذ المال
قال ثم أتيت عمر بزكاة مالي بعد ذلك فقال أخذت من المال شيئا منذ عتقت
قال قلت لا قال فارجع به حتى تأخذ منا شيئا ثم ائتنا بعد
قال أخبرنا خالد بن مخلد قال حدثني محمد بن موسى قال
حدثني رجل عن أبي سعيد المقبري قال كنت مكاتبا فكلمت مولاي
أن يقبض كتابي فأبى فأتيت عمر بن الخطاب فذكرت ذلك له فقال
يا يرفأ اقبض المال منه واجعله في ناحية البيت وقال اذهب فأنت
حر قال فجئته من عام القابل بصدقة مالي فقال أخذت منا شيئا فرضنا
لك قال لا فردها علي
أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي
سلمة عن أبي صخرة وقال غير يزيد عن أبي صخرة عن أبي يزيد المقبري
قال أتيت عمر بن الخطاب بمائتي درهم فقلت خذ هذه زكاة مالي
فقال أعتقت يا كيسان قال فقلت نعم قال اذهب فتصدق بها
أخبرنا الفضل بن دكين عن سفيان بن عيينة عن الوليد بن كثير قال
85

سمعت سعيدا المقبري عن أبيه قال أتيت عمر بن الخطاب بزكاة مالي فقال
أخذت في ديواننا شيئا قال فقلت لا قال فاذهب به
قال محمد بن عمر وقد روى أبو سعيد عن عمر وكان ثقة كثير
الحديث وتوفي سنة مائة في خلافة عمر بن عبد العزيز وقال غيره توفي
بالمدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك
أبو عبيد
قال الزهري مرة مولى عبد الرحمن بن أزهر وقال مرة أخرى في
مكان آخر مولى عبد الرحمن بن عوف وكذلك قال غيره
قال الزهري وكان من القدماء وأهل الفقه قال شهدت العيد مع
عمر وقد روى عن عثمان وعلي وأبي هريرة وكان اسمه سعدا وتوفي
بالمدينة سنة ثمان وتسعين وكان ثقة وله أحاديث
أفلح
مولى أبي أيوب الأنصاري ويكنى أبا كثير
أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام بن حسان عن محمد بن
سيرين أن أبا أيوب كاتب أفلح على أربعين ألفا فجعل الناس يهنئونه
ويقولون ليهنئك العتق أبا كثير فلما رجع أبو أيوب إلى أهله ندم
على مكاتبته فأرسل إليه فقال إني أحب أن ترد إلي الكتاب وأن ترجع
كما كنت فقال له ولده وأهله أترجع رقيقا وقد أعتقك الله فقال أفلح
والله لا يسألني شيئا إلا أعطيته إياه فجاءه بمكاتبته فكسرها ثم مكث ما
86

شاء الله ثم أرسل إليه أبو أيوب فقال أنت حر وما كان لك من مال
فهو لك
قال محمد بن عمر وكان أفلح من سبي عين التمر الذين سبى
خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر الصديق وبعث بهم إلى المدينة وقد سمعت
من يذكر أن أفلح كان يكنى أبا عبد الرحمن وسمع من عمر وله دار
بالمدينة وقتل يوم الحرة في ذي الحجة سن ثلاث وستين في خلافة يزيد
بن معاوية وكان ثقة قليل الحديث
عبيد
مولى عبيد بن المعلى أخي أبي سعيد بن معلى الزرقي ويكنى عبيد
أبا عبد الله وهو من سبي عين التمر الذين سبى خالد بن الوليد في خلافة
أبي بكر الصديق وبعث بهم إلى المدينة يقولون عبيد بن مرة وهو جد
نفيس بن محمد بن زيد بن عبيد التاجر صاحب قصر نفيس الذي بناجيه
حرة واقم ومات عبيد مولى عبيد بن المعلى ليالي الحرة في ذي الحجة
سنة ثلاث وستين وكان ثقة قليل الحديث
شماس
مولى العباس بن عبد المطلب بن هاشم حفظ سورة يوسف من في
عمر بن الخطاب وهو يتلوها في الصلاة وروى عنه ابنه عثمان بن شماس
87

السائب بن خباب
مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس ويكنى أبا عبد الرحمن
وقال سمعت من يذكر أنه يكنى مسلم وكان ثقة قليل الحديث وقد
روى عن عمر وزيد بن ثابت
قال محمد بن عمر وتوفي بالمدينة سنة سبع وتسعين وهو بن اثنتين
وسبعين سنة
أخبرنا معن بن عيسى عن مالك بن أنس أن السائب بن خباب توفي
قبل بن عمر
عبيد بن أم كلاب
سمع من عمر بن الخطاب وهو عبيد بن سلمة الليثي وهو الذي
خرج من المدينة بقتل عثمان فاستقبل عائشة بسرف فأخبرها بقتله وبيعة الناس
لعلي بن أبي طالب فرجعت إلى مكة وكان عبيد علويا
بن مرسا
مولى قريش روى عن عمر بن الخطاب وكان قليل الحديث
أبو سعيد
مولى أبي أسيد روى عن عمر بن الخطاب
88

الهرمزان
وكان من أهل فارس فلما انقضى أمر جلولاء خرج يزدجرد من
حلوان إلى أصبهان ثم أتى إصطخر ووجه الهرمزان إلى تستر فضبطها
وتحصن في القلعة ومعه الأساورة وجمع كثير من أهل تستر وهي في
أقصى المدينة مما يلي الجبل والماء محيط بها ومادة تأتيهم من أصبهان
فمكثوا كذلك ما شاء الله وحاصرهم أبو موسى سنتين ويقال ثمانية
عشر شهرا ثم نزل أهل القلعة على حكم عمر فبعث أبو موسى بالهرمزان
إليه ومعه اثنا عشر أسيرا من العجم عليهم الديباج ومناطق الذهب وأسورة
الذهب فقدموا بهم المدينة في زيهم ذلك فجعل الناس يعجبون فأتوا
بهم منزل عمر فلم يصادفوه وجعلوا يطلبونه فقال الهرمزان بالفارسية
قد ضل ملككم فقيل لهم هو في المسجد فدخلوا فوجدوه نائما متوسدا
رداءه فقال الهرمزان هذا ملككم قالوا هذا الخليفة قال أما له
حاجب ولا حارس قالوا الله حارسه حتى يأتي عليه أجله فقال الهرمزان
هذا الملك الهنئ ونظر عمر إلى الهرمزان فقال أعوذ بالله من النار
ثم قال الحمد لله الذي أذل هذا وشيعته بالاسلام وقال عمر للوفد
تكلموا وإياي وتشقيق الكلام والاكثار فقال أنس بن مالك الحمد
لله الذي أنجز وعده وأعز دينه وخذل من حاده وأورثنا أرضهم وديارهم
وأفاء علينا بأموالهم وأبنائهم وسلطنا عليهم نقتل من شئنا ونستحيي من
شئنا فبكى عمر ثم قال للهرمزان ما مالك قال أما ميراثي عن آبائي
فعندي وأما ما كان في يدي من مال الملك وبيوت الأموال فأخذه عاملك
قال يا هرمزان كيف رأيت الذي صنع الله بكم فلم يجبه قال أو لست
حيا فاستسقى الهرمزان ماء فقال عمر لا نجمع عليك القتل والعطش
89

فدعا له بماء فأتوه بماء في قدح خشب فأمسكه بيده فقال عمر اشرب
لا بأس عليك إني غير قاتلك حتى تشربه فرمى الاناء من يده وقال
يا معشر العرب كنتم وأنتم على غير دين نتعبدكم ونقضيكم ونقتلكم وكنتم
أسوأ الأمم عندنا حالا وأخسها منزلة فلما كان الله معكم لم يكن لاحد
بالله طاقة فأمر عمر بقتله فقال أو لم تؤمني قال وكيف قال قلت
لي تكلم لا بأس عليك وقلت اشرب لا بأس عليك لا أقتلك حتى تشربه
فقال الزبير بن العوام وأنس بن مالك وأبو سعيد الخدري صدق فقال
عمر قاتله الله أخذ أمانا ولا أشعر وأمر فنزع ما كان على الهرمزان من
حلية وديباجه وقال لسراقة بن مالك بن جعثم وكان نحيفا أسود دقيق
الذراعين كأنهما محترقان البس سواري الهرمزان فلبسهما ولبس كسوته
فقال عمر الحمد لله الذي سلب كسرى وقومه حليهم وكسوتهم وألبسها
سراقة بن مالك بن جعثم ودعا عمر الهرمزان وأصحابه إلى الاسلام
فأبوا فقال علي يا أمير المؤمنين فرق بينهم وبين إخوانهم فحمل عمر
الهرمزان وجفينة وغيرهما في البحر وقال اللهم اكسر بهم وأراد أن
يسيرهم إلى الشام فكسر بهم ولم يغرقوا فرجعوا فأسلموا وفرض لهم
عمر في ألفين ألفين وسمي الهرمزان عرفطة
قال المسور بن مخرمة رأيت الهرمزان بالروحاء مهلا بالحج
مع عمر عليه حلة حبرة
أخبرنا الوليد بن عطاء بن الأغر المكي قال حدثنا إبراهيم بن سعد
عن أبيه بن عبد الرحمن قال رأيت الهرمزان مهلا
بالحج بالروحاء مع عمر بن الخطاب وعليه حلة حبرة
أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا سليمان بن المغيرة عن علي بن
زيد قال قال أنس بن مالك ما رأيت رجلا بطنا ولا أبعد أخمص ولا أبعد ما بين
المنكبين من الهرمزان
90

ومن هذه الطبقة ممن روى عن عثمان وعلي وعبد الرحمن
بن عوف وطلحة والزبير وسعد وأبي بن كعب وسهل
بن حنيف وحذيفة بن اليمان وزيد بن ثابت
وغيرهم رحمهم الله محمد بن الحنفية
وهو محمد الأكبر بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم
بن عبد مناف بن قصي وأمه الحنفية خولة بنت جعفر بن قيس بن
مسلمة بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدول بن حنيفة بن لجيم بن صعب
بن علي بن بكر بن وائل ويقال بل كانت أمه من سبي اليمامة فصارت
إلى علي بن أبي طالب رحمه الله أخبرنا الفضل بن دكين قال
أخبرنا الحسن بن صالح قال سمعت
عبد الله بن الحسن يذكر أن أبا بكر أعطى عليا أم محمد بن الحنفية
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام
بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء ابنة أبي بكر قالت رأيت أم
محمد بن الحنفية سندية سوداء وكانت أمة لبني حنيفة ولم تكن منهم وإنما
صالحهم خالد بن الوليد على الرقيق ولم يصالحهم على أنفسهم
أخبرنا الفضل بن دكين وإسحاق بن يوسف الأزرق قالا حدثنا
فطر بن خليفة عن منذر الثوري قال سمعت محمد بن الحنفية قال كانت
رخصة لعلي قال يا رسول الله إن ولد لي ولد بعدك أسميه باسمك وأكنيه
بكنيتك قال نعم
أخبرنا محمد بن الصلت وخالد بن مخلد قالا حدثنا الربيع بن
المنذر عن أبيه قال وقع بين علي وطلحة كلام فقال له طلحة
لا كجرأتك على رسول الله سميت باسمه وكنيت بكنيته وقد نهى رسول
91

الله أن يجمعهما أحد من أمته بعده فقال علي إن الجرئ من اجترأ على
الله وعلى رسوله اذهب يا فلان فادع فلانا وفلانا لنفر من قريش
قال فجاؤوا فقال بم تشهدون قالوا نشهد أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال إنه سيولد لك بعدي غلام فقد نحلته اسمي وكنيتي ولا تحل
لاحد من أمتي بعده
أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا إبراهيم بن عثمان قال حدثنا
أبو بكر بن حفص بن عمر بن سعد أن محمد بن علي كان يكنى أبا القاسم
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا هشيم قال أخبرنا مغيرة عن
إبراهيم قال كان محمد بن الحنفية يكنى أبا القاسم
أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن عبد الاعلى أن
محمد بن علي كان يكنى أبا القاسم وكان كثير العلم ورعا فولد محمد
بن الحنفية عبد الله وهو أبو هاشم وحمزة وعليا وجعفرا الأكبر وأمهم
أم ولد والحسن بن محمد وكان من ظرفاء بني هاشم وأهل العقل منهم
وهو أول من تكلم في الارجاء ولا عقب له وأمه جمال ابنة قيس بن
مخرمة بن المطلب بن عبد مناف بن قصي وإبراهيم بن محمد وأمه
مسرعة ابنة عباد بن شيبان بن جابر بن أهيب بن نسيب بن زيد بن مالك
بن عوف بن الحارث بن مازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس
بن عيلان بن مضر حليف بني هاشم والقاسم بن محمد وعبد الرحمن
لا بقية له وأم أبيها وأمهم أم عبد الرحمن واسمها برة بنت عبد الرحمن
بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم وجعفرا الأصغر
وعونا وعبد الله الأصغر وأمهم أم جعفر بنت محمد بن جعفر بن أبي طالب
بن عبد المطلب وعبد الله بن محمد ورقية وأمهما أم ولد
أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا فطر بن خليفة عن المنذر الثوري
قال سمعت محمد بن الحنفية يقول وذكر يوم الجمل قال لما تصاففنا
92

أعطاني علي الراية فرأى مني نكوصا لما دنا الناس بعضهم إلى بعض فأخذها
مني فقاتل بها قال فحملت يومئذ على رجل من أهل البصرة فلما غشيته
قال أنا على دين أبي طالب فلما عرفت الذي أراد كففت عنه فلما
هزموا قال علي لا تجهزوا على جريح ولا تتبعوا مدبرا وقسم فيؤهم
بينهم ما قوتل به من سلاح أو كراع وأخذنا منهم ما أجلبوا به علينا من
كراع أو سلاح
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الموال عن عبد
الله بن محمد بن عقيل قال سمعت محمد بن الحنفية يقول كان أبي يريد
أن يغزو معاوية وأهل الشام فجعل يعقد لواءه ثم يحلف لا يحله حتى يسير
فيأبى عليه الناس وينتشر رأيهم ويجبنون فيحله ويكفر عن يمينه حتى فعل
ذلك أربع مرات وكنت أرى حاله فأرى ما لا يسرني فكلمت المسور
بن مخرمة يومئذ وقلت له ألا تكلمه أين يسير بقوم لا والله ما أرى
عندهم طائلا فقال المسور يا أبا القاسم يسير لأمر قد حسم قد كلمته
فرأيته يأبى إلا المسير
قال محمد بن الحنفية فلما رأى منهم ما رأى قال اللهم إني قد
مللتهم وملوني وأبغضتهم وأبغضوني فأبدلني بهم خيرا منهم وأبدلهم
بي شرا مني
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن الحارث بن الفضيل
عن أبيه عن محمد بن كعب القرظي قال كان على رجالة علي يوم صفين
عمار بن ياسر وكان محمد بن الحنفية يحمل رايته
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أحمد بن خازم عن عمرو بن
شراحيل عن حنش بن عبد الله الصنعاني عن عبد الله بن زرير الغافقي
وقد كان شهد صفين مع علي قال لقد رأيتنا يوما والتقينا نحن وأهل
الشام فاقتتلنا حتى ظننت أنه لا يبقى أحد فأسمع صائحا يصيح يا معشر
93

المسلمين الله الله من للنساء والولدان من الروم من للترك من
للديلم الله الله والبقيا فأسمع حركة من خلفي فالتفت فإذا علي يعدو
بالراية يهرول بها حتى أقامها ولحقه ابنه محمد فأسمعه يقول يا بني الزم
رأيتك فإني متقدم في القوم فأنظر إليه يضرب بالسيف حتى يفرج له ثم
يرجع فيهم
أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا فطر بن خليفة عن منذر الثوري
قال كنت عند محمد بن الحنفية فسمعته يقول ما أشهد على أحد بالنجاة
ولا أنه من أهل الجنة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا على أبي
الذي ولدني قال فنظر القوم إليه قال من كان في الناس مثل علي سبق
له كذا سبق له كذا
أخبرنا قبيصة بن عقبة قال أخبرنا سفيان عن أبيه عن أبي يعلى
عن محمد بن الحنفية أنه قال وهو في الشعب لو أن أبي عليا أدرك هذا
الامر لكان هذا موضع رحله
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا أبو شهاب عن ليث
عن محمد الأزدي عن بن الحنفية قال أهل بيتين من العرب يتخذهما
الناس أندادا من دون الله نحن وبنو عمنا هؤلاء يعني بني أمية
أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا عبثر أبو زييد عن سالم بن
أبي حفصة عن منذر أبي يعلى عن محمد بن الحنفية قال نحن أهل بيتين
من قريش نتخذ من دون الله أندادا نحن وبنو أمية
حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا أبو عوانة عن أبي حمزة
قال كانوا يسلمون على محمد بن علي سلام عليك يا مهدي فقال
أجل أنا مهدي أهدي إلى الرشد والخير اسمي اسم نبي الله وكنيتي كنية
نبي الله فإذا سلم أحكم فليقل سلام عليك يا محمد السلام عليك يا أبا
القاسم
94

أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا أبو العلاء الخفاف عن المنهال بن
عمرو قال جاء رجل إلى بن الحنفية فسلم عليه فرد عليه السلام فقال كيف
أنت فحرك يده فقال كيف أنتم أما آن لكم أن تعرفوا كيف نحن
إنما مثلنا في هذه الأمة مثل بني إسرائيل في آل فرعون كان يذبح
أبناءهم ويستحيي نساءهم وإن هؤلاء يذبحون أبناءنا وينكحون نساءنا
بغير أمرنا فزعمت العرب أن لها فضلا على العجم فقالت العجم وما
ذاك قالوا كان محمدا عربيا قالوا صدقتم قالوا وزعمت قريش
أن لها فضلا على العرب فقالت العرب وبم ذا قالوا قد كان محمد
قرشيا فإن كان القوم صدقوا فلنا فضل على الناس
قال أخبرنا مالك بن إسماعيل أبو غسان النهدي قال أخبرنا
عمر بن زياد الهذلي عن الأسود بن قيس حدثه قال لقيت بخراسان رجلا
من عزة قال قلت للأسود ما اسمه قال لا أدري قال ألا عرض
عليك خطبة بن الحنفية قال قلت بلى قال انتهيت إليه وهو في رهط
يحدثهم فقلت السلام عليك يا مهدي قال وعليك السلام قال قلت
إن لي إليك حاجة قال أسر هي أم علانية قال قلت بل سر قال
اجلس فجلست وحدث القوم ساعة ثم قام فقمت معه فلما أن دخل
دخلت معه بيته قال قل بحاجتك قال فحمدت الله وأثنيت عليه وشهدت
أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبد الله ورسوله ثم قلت أما بعد فوالله
ما كنتم أقرب قريش إلينا قرابة فنحبكم على قرابتكم ولكن كنتم أقرب
قريش إلى نبينا قرابة فلذلك أحببناكم على قرابتكم من نبينا فما زال بنا
الشين في حبكم حتى ضربت عليه الأعناق وأبطلت الشهادات وشردنا في
البلاد وأوذينا حتى لقد هممت أن أذهب في الأرض قفرا فأعبد الله حتى ألقاه
لولا أن يخفى علي أمر آل محمد وحتى هممت أن أخرج مع أقوام شهادتنا
وشهادتهم واحدة على أمرائنا فيخرجون فيقاتلون ونقيم فقال عمر يعني
95

الخوارج وقد كانت تبلغنا عنك أحاديث من وراء وراء فأحببت أن أشافهك
للكلام فلا أسأل عنك أحدا وكنت أوثق الناس في نفسي وأحبه إلي أن
أقتدي به فأرى برأيك وكيف ترى المخرج أقول هذا وأستغفر الله لي
ولكم قال فحمد الله محمد بن علي وأثنى عليه وشهد أن لا إله إلا الله وشهد
أن محمد عبده ورسوله ثم قال أما بعد فإياكم وهذه الأحاديث فإنها
عيب عليكم وعليكم بكتاب الله تبارك وتعالى فإنه به هدي أولكم وبه
يهدى آخركم ولعمري لئن أوذيتم لقد أوذي من كان خيرا منكم أما
قيلك لقد هممت أن أذهب في الأرض قفرا فأعبد الله حتى ألقاه وأجتنب
أمور الناس لولا أن يخفى علي أمور آل محمد فلا تفعل فإنك تلك البدعة
الرهبانية ولعمري لأمر آل محمد أبين من طلوع الشمس وأما
قيلك لقد هممت أن أخرج مع أقوام شهادتنا وشهادتهم واحدة على أمرائنا
فيخرجون فيقاتلون ونقيم فلا تفعل لا تفارق الأمة اتق هؤلاء القوم
بتقيتهم قال عمر يعني بني أمية ولا تقاتل معهم قال قلت وما
تقيتهم قال تحضرهم وجهك عند دعوتهم فيدفع الله بذلك عنك عن
دمك ودينك وتصيب من مال الله الذي أنت أحق به منهم قال قلت
أرأيت إن أطاف بي قتال ليس لي منه بد قال تبايع بإحدى يديك الأخرى
لله وتقاتل لله فإن الله سيدخل أقواما بسرائرهم الجنة وسيدخل
أقواما بسرائرهم النار وإني أذكرك الله أن تبلغ عني ما لم تسمع مني
أو تقول علي ما لم أقل أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
أخبرنا علي بن عبد الله بن جعفر قال حدثني سفيان يعني بن عيينة
قال حدثني الأسود بن قيس عن رجل عن محمد بن الحنفية قال بايع
بإحدى يديك على الأخرى وقاتل على نيتك
أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا قيس عن سعيد بن مسروق
عن منذر قال سمعت محمد بن الحنفية يقول إن هذه لصاعقة لا يقوم
96

لها شئ
أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال حدثنا الوليد بن جميع عن
أبي الطفيل عن محمد بن الحنفية أنه قال له الزم هذا المكان وكم حمامة
من حمام الحرم حتى يأتي أمرنا فإن أمرنا إذا جاء فليس به خفاء كما ليس
بالشمس إذا طلعت خفاء وما يدريك إن قال لك الناس تأتي من المشرق
ويأتي الله بها من المغرب وما يدريك إن قال لك الناس تأتي من المغرب ويأتي
الله بها من المشرق وما يدريك لعلنا سنؤتى بها كما يؤتى بالعروس
أخبرنا محمد بن الصلت قال حدثنا الربيع بن المنذر الثوري عن أبيه
قال قال بن الحنفية من أحبنا نفعه الله وإن كان في الديلم
أخبرنا محمد بن الصلت قال أخبرنا الربيع بن المنذر عن أبيه عن بن
الحنفية قال وددت لو فديت شيعتنا هؤلاء ولو ببعض دمي قال ثم وضع
يده اليمنى على اليسرى على المفصل والعروق ثم قال لحديثهم الكذب
وإذاعتهم الشر حتى إنها لو كانت أم أحدهم التي ولدته أغرى بها حتى
تقتل
أخبرنا قبيصة بن عقبة قال أخبرنا سفيان عن الحارث الأزدي قال
قال بن الحنفية رحم الله امرأ أغنى نفسه وكف يده وأمسك لسانه وجلس
في بيته له ما احتسب وهو مع من أحب ألا إن أعمال بني أمية أسرع
فيهم من سيوف المسلمين ألا إن لأهل الحق دولة يأتي بها الله إذا شاء
فمن أدرك ذلك منكم ومنا كان عندنا في السنام الاعلى ومن يمت فما
عند الله خير وأبقى
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال أخبرنا أبو شهاب عن الحسن
بن عمرو عن أبي يعلى عن بن الحنفية قال من أحب رجلا لله لعدل
ظهر منه وهو في علم الله من أهل النار آجره الله على حبه إياه كما لو كان
أحب رجلا من أهل الجنة ومن أبغض رجلا لله لجور ظهر منه هو في
97

علم الله من أهل الجنة آجره الله على بغضه إياه كما لو كان أبغض رجلا
من أهل النار
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر عن أم بكر
بنت المسور قالت كان المختار بن أبي عبيد مع عبد الله بن الزبير في
حصره الأول أشد الناس معه ويريه أنه شيعة له وابن الزبير معجب
به ويحمل عليه فلا يسمع عليه كلاما وكان المختار يختلف إلى محمد بن
الحنفية وكان محمد ليس فيه بحسن الرأي ولا يقبل كثيرا مما يأتي به
فقال المختار أنا خارج إلى العراق فقال له محمد فاخرج وهذا عبد الله
بن كامل الهمداني يخرج معك وقال لعبد الله تحرز منه واعلم أنه
ليس له كبير أمانة وجاء المختار إلى بن الزبير فقال اعلم أن مكاني
من العراق أنفع لك من مقامي هاهنا فأذن له عبد الله بن الزبير فخرج هو
وابن كامل وابن الزبير لا يشك في مناصحته وهو مصر على الغش
لابن الزبير فخرجا حتى لقيا لاقيا بالعذيب فقال المختار أخبرنا عن
الناس فقال تركت الناس كالسفينة تجول لا ملاح لها فقال المختار
فأنا ملاحها الذي يقيمها
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن
هشام بن عروة عن أبيه قال لما قدم المختار إلى العراق اختلف إلى
عبد الله بن مطيع وهو والي الكوفة يومئذ لعبد الله بن الزبير وأظهر
مناصحة بن الزبير وعابه في السر ودعا إلى بن الحنفية وحرض الناس
على بن مطيع واتخذ شيعة يركب في خيل عظيمة فلما رأى ذلك
بن مطيع خافه فهرب منه إلى عبد الله بن الزبير
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني جعفر بن محمد بن خالد بن الزبير
عن عثمان بن عروة عن أبيه قال وحدثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة وغيرهما
قالوا كان المختار لما قدم الكوفة كان أشد الناس على بن الزبير وأعيبه
98

له وجعل يلقي إلى الناس أن بن الزبير كان يطلب هذا الامر لأبي القاسم
يعني بن الحنفية ثم ظلمه إياه وجعل يذكر بن الحنفية وحاله وورعه
وأنه بعثه إلى الكوفة يدعو له وأنه كتب له كتابا فهو لا يعدوه إلى غيره
ويقرأ ذلك الكتاب على من يثق به وجعل يدعو الناس إلى البيعة لمحمد بن
الحنفية فيبايعونه له سرا فشك قوم ممن بايعه في أمره وقالوا أعطينا
هذا الرجل عهودنا أن زعم أنه رسول بن الحنفية وابن الحنفية بمكة
ليس منا ببعيد ولا مستتر فلو شخص منا قوم إليه فسألوه عما جاء به
هذا الرجل عنه فإن كان صادقا نصرناه وأعناه على أمر فشخص منهم
قوم فلقوا بن الحنفية بمكة فأعلموه أمر المختار وما دعاهم إليه فقال
نحن حيث ترون محتسبون وما أحب أن لي سلطان الدنيا بقتل مؤمن بغير
حق ولوددت أن الله انتصر لنا بمن شاء من خلقه فاحذروا الكذابين
وانظروا لأنفسكم ودينكم فانصرفوا على هذا وكتب المختار كتابا على
لسان محمد بن الحنفية إلى إبراهيم بن الأشتر وجاء فاستأذن عليه وقيل
المختار أمين آل محمد ورسوله فأذن له وحياه ورحب به وأجلسه معه
على فراشه فتكلم المختار وكان مفوها فحمد الله وأثنى عليه وصلى
على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال إنكم أهل بيت قد أكرمكم
الله بنصرة آل محمد وقد ركب منهم ما قد علمت وحرموا ومنعوا
حقهم وصاروا إلى ما رأيت وقد كتب إليك المهدي كتابا وهؤلاء الشهود
عليه فقال يزيد بن أنس الأسدي وأحمر بن شميط البجلي وعبد الله بن
كامل الشاكري وأبو عمرة كيسان مولى بجيلة نشهد أن هذا كتابه
قد شهدناه حين دفعه إليه فقبضه إبراهيم وقرأه ثم قال أنا أول من يجيب
وقد أمرنا بطاعتك ومؤازرتك فقل ما بدا لك وادع إلى ما شئت ثم كان
إبراهيم يركب إليه في كل يوم فزرع ذلك في صدور الناس وورد الخبر
على بن الزبير فتنكر لمحمد بن الحنفية وجعل أمر المختار يغلظ في كل
99

يوم ويكثر تبعه وجعل يتتبع قتلة الحسين ومن أعان عليه فيقتلهم ثم
بعث إبراهيم بن الأشتر في عشرين ألفا إلى عبيد بن زياد فقتله وبعث
برأسه إلى المختار فعمد إليه المختار فجعله في جونة ثم بعث به إلى محمد
بن الحنفية وعلي بن الحسين وسائر بني هاشم فلما رأى علي بن حسين
رأس عبيد الله ترحم على الحسين وقال أتي عبيد الله بن زياد برأس الحسين
وهو يتغدى وأتينا برأس عبيد الله ونحن نتغدى ولو لم يبق من بني هاشم
أحد إلا قام بخطبة في الثناء على المختار والدعاء له وجميل القول فيه وكان
بن الحنفية يكره أمر المختار وما يبلغه عنه ولا يحب كثيرا مما يأتي به
وكان بن عباس يقول أصاب بثأرنا وأدرك وغمنا وآثرنا ووصلنا فكان
يظهر الجميل فيه للعامة فلما اتسق الامر للمختار كتب لمحمد بن علي
المهدي من المختار بن أبي عبيد الطالب بثأر آل محمد أما بعد فإن
الله تبارك وتعالى لم ينتقم من قوم حتى يعذر إليهم وإن الله قد أهلك
الفسقة وأشياع الفسقة وقد بقيت بقايا أرجو أن يلحق الله آخرهم بأولهم
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا ربيعة بن عثمان ومحمد بن عبد الله
بن عبيد بن عمير وإسحاق بن يحيى بن طلحة وهشام بن عمارة عن سعيد
بن محمد بن جبير بن مطعم والحسين بن الحسن بن عطية العوفي عن أبيه
عن جده وغيرهم أيضا قد حدثني قالوا لما جاء نعي معاوية بن أبي سفيان
إلى المدينة كان بها يومئذ الحسين بن علي ومحمد بن الحنفية وابن الزبير
وكان بن عباس بمكة فخرج الحسين وابن الزبير إلى مكة وأقام بن
الحنفية بالمدينة حتى سمع بدنو جيش مسرف وأيام الحرة فرحل إلى مكة
فأقام مع بن عباس فلما جاء نعي يزيد بن معاوية وبايع بن الزبير لنفسه
ودعا الناس إليه دعا بن عباس ومحمد بن الحنفية إلى البيعة له فأبيا يبايعان
له وقالا حتى يجتمع لك البلاد ويتسق لك الناس فأقاما على ذلك ما أقاما
فمرة يكاشرهما ومرة يلين لهما ومرة يباديهما ثم غلظ عليهما فوقع بينهم
100

كلام وشر فلم يزل الامر يغلظ حتى خافا منه خوفا شديدا ومعهما النساء
والذرية فأساء جوارهم وحصرهم وآذاهم وقصد لمحمد بن الحنفية
فأظهر شتمه وعيبه وأمره وبني هاشم أن يلزموا شعبهم بمكة وجعل عليهم
الرقباء وقال لهم فيما يقول والله لتبايعن أو لأحرقنكم بالنار فخافوا
على أنفسهم
قال سليم أبو عامر فرأيت محمد بن الحنفية محبوسا في زمزم والناس
يمنعون من الدخول عليه فقلت والله لأدخلن عليه فدخلت فقلت
ما بالك وهذا الرجل فقال دعاني إلى البيعة فقلت إنما أنا من المسلمين فإذا
اجتمعوا عليك فأنا كأحدهم فلم يرض بهذا مني فاذهب إلى بن عباس
فأقرئه مني السلام وقل يقول لك بن عمك ما ترى
قال سليم فدخلت على بن عباس وهو ذاهب البصر فقال من
أنت فقلت أنصاري فقال رب أنصاري هو أشد علينا من عدونا
فقلت لا تخف فأنا ممن لك كله قال هات فأخبرته بقول بن الحنفية
فقال قل له لا تطعه ولا نعمة عين إلا ما قلت ولا تزده عليه فرجعت
إلى بن الحنفية فأبلغته ما قال بن عباس فهم بن الحنفية أن يقدم إلى
الكوفة وبلغ ذلك إلى المختار فثقل عليه قدومه فقال إن المهدي علامة يقدم
بلدكم هذا فيضربه رجل في السوق بالسيف لا تضره ولا تحيك فيه فبلغ
ذلك بن الحنفية فأقام فقيل له لو بعثت إلى شيعتك بالكوفة فأعلمتهم
ما أنتم فيه فبعث أبا طفيل عامر بن واثلة إلى شيعتهم بالكوفة فقدم
عليهم فقال إنا لا نأمن بن الزبير على هؤلاء القوم وأخبرهم بما هم
فيه من الخوف فقطع المختار بعثا إلى مكة فانتدب منهم أربعة آلاف
فعقد لأبي عبد الله الجدلي عليهم وقال له سر فإن وجدت بني هاشم في
الحياة فكن لهم أنت ومن معك عضدا وانفذ لما أمروك به وإن وجدت
بن الزبير قد قتلهم فاعترض أهل مكة حتى تصل إلى بن الزبير ثم لا تدع
101

من آل الزبير شفرا ولا ظفرا وقال يا شرطة الله لقد أكرمكم الله
بهذا المسير ولكم بهذا الوجه عشر حجج وعشر عمر فسار القوم ومعهم
السلاح حتى أشرفوا على مكة فجاء المستغيث اعجلوا فما أراكم تدركونهم
فقال الناس لو أن أهل القوة عجلوا فانتدب منهم ثمانمائة رأسهم عطية
بن سعد بن جنادة العوفي حتى دخلوا مكة فكبروا تكبيرة سمعها بن
الزبير فانطلق هاربا حتى دخل دار الندوة ويقال بل تعلق بأستار الكعبة
وقال أنا عائذ الله
قال عطية ثم ملنا إلى بن عباس وابن الحنفية وأصحابهما في
دور قد جمع لهم الحطب فأحيط بهم حتى بلغ رؤوس الجدر لو أن نارا
تقع فيه ما رئي منهم أحد حتى تقوم الساعة أخرناه عن الأبواب وعجل
علي بن عبد الله بن عباس وهو يومئذ رجل فأسرع في الحطب يريد
الخروج فأدمى ساقيه وأقبل أصحاب بن الزبير فكنا صفين نحن وهم
في المسجد نهارنا ونهاره لا ننصرف إلا إلى صلاة حتى أصبحنا وقدم أبو
عبد الله الجدلي في الناس فقلنا لابن عباس وابن الحنفية ذرونا نريح
الناس من بن الزبير فقالا هذا بلد حرمه الله ما أحله لاحد إلا للنبي
عليه السلام ساعة ما أحله لاحد قبله ولا يحله لاحد بعده فامنعونا
وأجيرونا قال فتحملوا وإن مناديا لينادي في الجبل ما غنمت سرية
بعد نبيها ما غنمت هذه السرية إن السرايا تغنم الذهب والفضة وإنما
غنمتم دماءنا فخرجوا بهم حتى أنزلوهم منى فأقاموا بها ما شاء الله أن يقيموا
ثم خرجوا إلى الطائف فأقاموا ما أقاموا وتوفي عبد الله بن عباس بالطائف
سنة ثمان وستين وصلى عليه محمد بن الحنفية وبقينا مع بن الحنفية
فلما كان الحج وحج بن الزبير من مكة فوافى عرفة في أصحابه ووافى
محمد بن الحنفية من الطائف في أصحابه فوقف بعرفة ووافى نجدة
بن عامر الحنفي تلك السنة في أصحابه من الخوارج فوقف ناحية وحجت
102

بنو أمية على لواء فوقفوا بعرفة فيمن معهم
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا شرحبيل بن أبي عون عن أبيه
قال وقفت في هذه السنة أربعة ألوية بعرفة محمد بن الحنفية في أصحابه
على لواء قام عند حبل المشاة وحج بن الزبير في أصحابه معه لواء فقام
مقام الامام اليوم ثم تتقدم محمد بن الحنفية بأصحابه حتى وقف حذاء
بن الزبير ووافى نجدة الحروري في أصحابه ومعه لواء فوقف خلفهما
ووافت بنو أمية ومعهم لواء فوقفوا عن يسارهما فكان أول
لواء أنغض لواء محمد بن الحنفية ثم تبعه نجدة ثم لواء بني أمية ثم لواء بن الزبير
واتبعه الناس
أخبرنا محمد بن عمر قال فحدثني عبد الله بن نافع عن أبيه قال
لم يدفع بن الزبير تلك العشية إلا بدفعة بن عمر فلما أبطأ بن الزبير
وقد مضى بن الحنفية ونجدة وبنو أمية قال بن عمر أينتظر بن الزبير
أمر الجاهلية ثم دفع فدفع بن الزبير على أثره
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني الضحاك بن عثمان عن مخرمة
بن سليمان قال سمعت بن الحنفية يقول دفعت من عرفة حين وجبت
الشمس وتلك السنة فبلغني أن بن الزبير يقول عجل محمد عجل محمد
فعن من أخذ بن الزبير الاغساق
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني هشام بن عمارة عن سعيد بن
محمد بن جبير عن أبيه قال أقام الحج تلك السنة بن الزبير وحج عامئذ
محمد بن الحنفية في الخشبية معه وهم أربعة آلاف نزلوا في الشعب
الأيسر من منى
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إسرائيل عن ثوير قال رأيت
بن الحنفية في الشعب الأيسر من منى في أصحابه
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني هشام بن عمارة عن سعيد بن
103

محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال خفت الفتنة فمشيت إليهم جميعا
فجئت محمد بن علي في الشعب فقلت يا أبا القاسم اتق الله فإنا في
مشعر حرام وبلد حرام والناس وفد الله إلى هذا البيت فلا تفسد
عليهم حجهم فقال والله ما أريد ذلك وما أحول بين أحد وبين هذا
البيت ولا يؤتى أحد من الحاج من قبلي ولكني رجل أدفع عن نفسي
من بن الزبير وما يريد مني وما أطلب هذا الامر إلا أن لا يختلف علي
اثنان ولكن ائت بن الزبير فكلمه وعليك بنجدة فكلمه
قال محمد بن جبير فجئت بن الزبير فكلمته بنحو مما كلمت به
بن الحنفية فقال أنا رجل قد اجتمع علي وبايعني الناس وهؤلاء أهل
خلاف فقلت إن خيرا لك الكف فقال أفعل ثم جئت نجدة
الحروري فأجده في أصحابه وأجد عكرمة غلام بن عباس عنده فقلت
استأذن لي على صاحبك قال فدخل فلم ينشب أن أذن لي فدخلت فعظمت
عليه وكلمته بما كلمت به الرجلين فقال أما أن أبتدئ أحدا بقتال فلا
ولكن من بدأنا بقتال قاتلناه قلت فإني رأيت الرجلين لا يريدان قتالك
ثم جئت شيعة بني أمية فكلمتهم بنحو مما كلمت به القوم فقالوا نحن
على لوائنا لا نقاتل أحدا إلا أن يقاتلنا فلم أر في تلك الألوية أسكن
ولا أسلم دفعة من أصحاب بن الحنفية
قال محمد بن جبير وقفت تلك العشية إلى جنب محمد بن الحنفية
فلما غابت الشمس التفت إلي فقال يا أبا سعيد ادفع فدفع ودفعت معه
فكان أول من دفع
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا شرحبيل بن أبي عون عن أبيه
قال رأيت أصحاب بن الحنفية يلبون بعرفة ورمقت بن الزبير وأصحابه
فإذا هم يلبون حتى زاغت الشمس ثم قطع وكذلك فعلت بنو أمية
وأما نجدة فلبى حتى رمى جمرة العقبة
104

أخبرنا المعلى بن أسد قال حدثنا عبد العزيز بن المختار قال
حدثنا خالد قال حدثني أبو العريان المجاشعي قال بعثنا المختار في
ألفي فارس إلى محمد بن الحنفية قال فكنا عنده قال فكان بن عباس
يذكر المختار فيقول أدرك ثأرنا وقضى ديوننا وأنفق علينا قال وكان
محمد بن الحنفية لا يقول فيه خيرا ولا شرا قال فبلغ محمدا أنهم يقولون
إن عندهم شيئا أي من العلم قال فقام فينا فقال إنا والله ما ورثنا
من رسول الله إلا ما بين هذين اللوحين ثم قال اللهم حلا وهذه الصحيفة
في ذؤابة سيفي قال فسألت وما كان في الصحيفة قال من أحدث
حدثا أو آوى محدثا
أخبرنا كثير بن هشام قال أخبرنا جعفر بن برقان قال حدثني
الوليد الرماح قال بلغنا أن محمد بن علي أخرج من مكة فنزل شعب
علي فخرجنا من الكوفة لنأتيه فلقينا بن عباس وكان بن عباس معه
في الشعب فقال لنا احصوا سلاحكم ولبوا بعمرة ثم ادخلوا البيت
وطوفوا به بين الصفا والمروة
أخبرنا هوذة بن خليفة قال حدثنا عوف عن ميمون عن وردان
قال كنت في العصابة الذين انتدبوا إلى محمد بن علي قال وكان بن
الزبير قد منعه أن يدخل مكة حتى يبايعه فأبى أن يبايعه قال فانتهينا إليه
فأراد أهل الشام فمنعه عبد الملك أن يدخلها حتى يبايعه فأبى عليه قال فسرنا
معه ما سرنا ولو أمرنا بالقتال لقاتلنا معه فجمعنا يوما فقسم فينا شيئا وهو
يسير ثم حمد الله وأثنى عليه ثم قال الحقوا برحالكم واتقوا الله عليكم
بما تعرفون ودعوا ما تنكرون وعليكم بخاصة أنفسكم ودعوا أمر العامة
واستقروا عن أمرنا كما استقرت السماء والأرض فإن أمرنا إذا جاء كان
كالشمس الضاحية
قالوا وقتل المختار بن أبي عبيد في سنة ثمان وستين فلما دخلت
105

سنة تسع وستين أرسل عبد الله بن الزبير عروة بن الزبير إلى محمد بن الحنفية
إن أمير المؤمنين يقول لك إني غير تاركك أبدا حتى تبايعني أو أعيدك في
الحبس وقد قتل الله الكذاب الذي كنت تدعي نصرته وأجمع علي أهل
العراقين فبايع لي وإلا فهي الحرب بيني وبينك إن منعت فقال بن
الحنفية لعروة ما أسرع أخاك إلى قطع الرحم والاستخفاف بالحق
وأغفله عن تعجيل عقوبة الله ما يشك أخوك في الخلود وإلا فقد كان أحمد
للمختار ولهديه مني والله ما بعثت المختار داعيا ولا ناصرا وللمختار
كان إليه أشد انقطاعا منه إلينا فإن كان كذابا فطال ما قربه على كذبه
وإن كان على غير ذلك فهو أعلم به وما عندي خلاف ولو كان خلاف
ما أقمت في جواره ولخرجت إلى من يدعوني فأبيت ذلك عليه ولكن
هاهنا والله لأخيك قرينا يطلب مثل ما يطلب أخوك كلاهما يقاتلان على
الدنيا عبد الملك بن مروان والله لكأنك بجيوشه قد أحاطت برقبة أخيك
وإني لأحسب أن جوار عبد الملك خير لي من جوار أخيك ولقد كتب
إلي يعرض علي ما قبله ويدعوني إليه قال عروة فما يمنعك من ذلك
قال أستخير الله وذلك أحب إلى صاحبك قال أذكر ذلك له فقال
بعض أصحاب محمد بن الحنفية والله لو أطعتنا لضربنا عنقه فقال بن
الحنفية وعلى م أضرب عنقه جاءنا برسالة من أخيه وجاورنا فجرى
بيننا وبينه كلام فرددناه إلى أخيه والذي قلتم غدر وليس في الغدر خير
لو فعلت الذي تقولون لكان القتال بمكة وأنتم تعلمون أن رأيي لو اجتمع
الناس علي كلهم إلا إنسان واحد لما قاتلته فانصرف عروة فأخبر بن
الزبير بما قال له محمد بن الحنفية قال والله ما أرى أن تعرض له دعه
فليخرج عنك ويغيب وجهه فعبد الملك أمامه لا يتركه يحل بالشام حتى
يبايعه وابن الحنفية لا يبايعه أبدا حتى يجتمع الناس عليه فإن صار إليه
كفاكه إما حبسه وإما قتله فتكون أنت قد برئت من ذلك فأفثأ بن الزبير عنه
106

فقال أبو الطفيل وجاء كتاب من عبد الملك بن مروان ورسول
حتى دخل الشعب فقرأ محمد بن الحنفية الكتاب فقرأ كتابا لو كتب به
عبد الملك إلى بعض إخوته أو ولده ما زاد على ألطافه وكان فيه إنه قد
بلغني أن بن الزبير قد ضيق عليك وقطع رحمك واستخف بحقك حتى
تبايعه فقد نظرت لنفسك ودينك وأنت أعرف به حيث فعلت ما فعلت
وهذا الشام فأنزل منه حيث شئت فنحن مكرموك وواصلوا رحمك وعافوا
حقك فقال بن الحنفية لأصحابه هذا وجه نخرج إليه قال فخرج وخرجنا
معه ومعه كثير عزة ينشد شعرا
أنت إمام الحق لسنا نمتري أنت الذي نرضى به ونرتجي
أنت بن خير الناس من بعد النبي يا بن علي سر ومن مثل علي
حتى تحل أرض كلب وبلي
قال أبو الطفيل فسرنا حتى نزلنا أيلة فجاورونا بأحسن جوار
وجاورنا هم بأحسن ذلك وأحبوا أبا القاسم حبا شديدا وعظموه وأصحابه
وأمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر ولا يظلم أحد من الناس قربنا ولا بحضرتنا
فبلغ ذلك عبد الملك بن مروان فشق ذلك عليه وذكره لقبيصة بن ذؤيب وروح بن
زنباع وكانا خاصته فقالا ما نرى أن ندعه يقيم في قربه منك وسيرته
سيرته حتى يبايع لك أو تصرفه إلى الحجاز فكتب إليه عبد الملك إنك
قدمت بلادي فنزلت في طرف منها وهذه الحرب بيني وبين بن الزبير
كما تعلم وأنت لك ذكر ومكان وقد رأيت أن لا تقيم في سلطاني إلا
أن تبايع لي فإن بايعتني فخذ السفن التي قدمت علينا من القلزم وهي
مائة مركب فهي لك وما فيها ولك ألفا ألف درهم أعجل لك منها خمسمائة ألف و
ألف ألف وخمسمائة ألف آتيتك مع ما أردت من فريضة لك ولولدك
ولقرابتك ومواليك ومن معك وإن أبيت فتحول عن بلدي إلى موضع
107

لا يكون لي فيه سلطان قال فكتب إليه محمد بن علي بسم الله الرحمن
الرحيم من محمد بن علي إلى عبد الملك بن مروان سلام عليك فإني
أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فقد عرفت رأيي في هذا الامر
قديما وإني لست أسفهه على أحد والله لو اجتمعت هذه الأمة علي
إلا أهل الزرقاء ما قاتلتهم أبدا ولا اعتزلتهم حتى يجتمعوا نزلت مكة فرارا
مما كان بالمدينة فجاورت بن الزبير فأساء جواري وأراد مني أن أبايعه فأبيت
ذلك حتى يجتمع الناس عليك أو عليه ثم أدخل فيما دخل فيه الناس فأكون
كرجل منهم ثم كتبت إلي تدعوني إلى ما قبلك فأقبلت سائرا فنزلت
في طرف من أطرافك والله ما عندي خلاف ومعي أصحابي فقلنا بلاد
رخيصة الأسعار وندنو من جوارك ونتعرض صلتك فكتبت بما كتبت به
ونحن منصرفون عنك إن شاء الله
أخبرنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا أبو عوانة عن أبي حمزة
قال كنت مع محمد بن علي فسرنا من الطائف إلى أيلة بعد موت بن عباس
بزيادة على أربعين ليلة قال وكان عبد الملك قد كتب لمحمد عهدا على أن
يدخل في أرضه هو وأصحابه حتى يصطلح الناس على رجل فإذا اصطلحوا
على رجل بعهد من الله وميثاق كتبه عبد الملك فلما قدم محمد الشام بعث
إليه عبد الملك إما أن تبايعني وإما أن تخرج من أرضي ونحن يومئذ
معه سبعة آلاف فبعث إليه محمد بن علي على أن تؤمن أصحابي ففعل
فقام محمد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال الله ولي الأمور كله وحاكمها
ما شاء الله كان وما لا يشاء لم يكن كل ما هو آت قريب عجلتم بالامر
قبل نزوله والذي نفسي بيده إن في أصلابكم لمن يقاتل مع آل محمد ما
يخفى على أهل الشرك أمر آل محمد وأمر آل محمد مستأخر والذي نفس
محمد بيده ليعودن فيكم كما بدأ الحمد لله الذي حقن دماءكم وأحرز
دينكم من أحب منكم أن يأتي مأمنه إلى بلده آمنا محفوظا فليفعل فبقي
108

معه تسعمائة رجل فأحرم بعمرة وقلد هديا فعمدنا إلى البيت فلما أردنا
أن ندخل الحرم تلقتنا خيل بن الزبير فمنعتنا أن ندخل فأرسل إليه محمد
لقد خرجت وما أريد أن أقاتلك ورجعت وما أريد أن أقاتلك دعنا فلندخل
ولنقض نسكنا ثم لنخرج عنك فأبى ومعنا البدن قد قلدناها فرجعنا
إلى المدينة فكنا بها حتى قدم الحجاج فقتل بن الزبير ثم سار إلى البصرة
والكوفة فلما سار مضينا فقضينا نسكنا وقد رأيت القمل يتناثر من محمد
بن علي فلما قضينا نسكنا رجعنا إلى المدينة فمكث ثلاثة أشهر ثم توفي
أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا إسماعيل بن مسلم الطائي عن
أبيه قال كتب عبد الملك بن مروان من عبد الملك أمير المؤمنين إلى محمد
بن علي فلما نظر إلى عنوان الصحيفة قال إنا لله وإنا إليه راجعون
الطلقاء ولعناء رسول الله صلى الله عليه وسلم على منابر الناس والذي
نفسي بيده إنها لأمور لم يقر قرارها
قال أبو الطفيل فانصرفنا راجعين فأذن للموالي ولمن كان معه من
أهل الكوفة والبصرة فرجعوا من مدين ومضينا إلى مكة حتى نزلنا
معه الشعب بمنى فما مكثنا إلا ليلتين أو ثلاثا حتى أرسل إليه بن الزبير
أن اشخص من هذا المنزل ولا تجاورنا فيه قال بن الحنفية اصبر وما
صبرك إلا بالله وما هو بعظيم من لا يصبر على ما لا يجد من الصبر عليه بدا
حتى يجعل الله له منه مخرجا والله ما أردت السيف ولو كنت أريده ما تعبث
بي بن الزبير ولو كنت أنا وحدي ومعه جموعه التي معه ولكن والله ما
أردت هذا وأرى بن الزبير غير مقصر عن سوء جواري فسأتحول عنه
ثم خرج إلى الطائف فلم يزل بها مقيما حتى قدم الحجاج لقتال بن الزبير
لهلال ذي القعدة سنة اثنتين وسبعين فحاصر بن الزبير حتى قتله يوم الثلاثاء
لسبع عشرة خلت من جمادي الآخرة وحج بن الحنفية تلك السنة من الطائف
ثم رجع إلى شعبة فنزله
109

أخبرنا محمد بن عمر عن عبد الرحمن بن أبي الموال عن الحسن بن
علي بن محمد بن الحنفية عن أبيه قال لما صار محمد بن علي إلى الشعب
سنة اثنتين وسبعين وابن الزبير لم يقتل والحجاج محاصره أرسل إليه أن يبايع
لعبد الملك فقال بن الحنفية قد عرفت مقامي بمكة وشخوصي إلى
الطائف وإلى الشام كل هذا إباء مني أن أبايع بن الزبير أو عبد الملك حتى
يجتمع الناس على أحدهما وأنا رجل ليس عندي خلاف لما رأيت الناس
اختلفوا اعتزلتهم حتى يجتمعوا فأويت إلى أعظم بلاد الله حرمة يأمن فيه الطير
فأساء بن الزبير جواري فتحولت إلى الشام فكره عبد الملك قربي فتحولت
إلى الحرم فإن يقتل بن الزبير ويجتمع الناس على عبد الملك أبايعك فأبى
الحجاج أن يرضى بذلك منه حتى يبايع لعبد الملك فأبى ذلك بن الحنفية
وأبى الحجاج أن يقره على ذلك فلم يزل محمد يدافعه حتى قتل بن الزبير
أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي قالا حدثنا
يونس بن أبي إسحاق قال حدثني سهل بن عبيد بن عمرو الحارثي قال
لما بعث عبد الملك الحجاج إلى مكة والمدينة قال له إنه ليس لك على محمد
بن الحنفية سلطان قال فلما قدم الحجاج أرسل إليه الحجاج يتوعده
ثم قال إني لأرجو أن يمكن الله منك يوما من الدهر ويجعل لي عليك سلطانا
فأفعل وأفعل قال كذبت يا عدو نفسه ألا شعرت أن لله في كل يوم
ستون وثلاثمائة لحظة أو نفخة فأرجو أن يرزقني الله بعض لحظاته أو نفحاته
فلا يجعل لك علي سلطانا قال فكتب بها الحجاج إلى عبد الملك فكتب بها
عبد الملك إلى صاحب الروم فكتب إليه صاحب الروم إن هذه والله ما
هي من كنزك ولا كنز أهل بيتك ولكنها من كنز أهل بيت نبوة
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر عن صالح بن
كيسان عن الحسن بن محمد بن علي قال لم يبايع أبي الحجاج لما قتل
بن الزبير بعث الحجاج إليه فجاء فقال قد قتل الله عدو الله فقال بن
110

الحنفية إذا بايع الناس بايعت قال والله لأقتلنك قال أو لا تدري
أن لله في كل يوم ثلاثمائة وستون لحظة في كل لحظة ثلاثمائة وستون
قضية فلعله يكفيناك في قضية من قضاياه
قال فكتب بذلك الحجاج إلى عبد الملك فأتاه كتابه فأعجبه وكتب
به إلى صاحب الروم وذلك أن صاحب الروم كتب إليه يهدده أنه قد
جمع له جموعا كثيرة فكتب عبد الملك بذلك الكلام إلى صاحب الروم
وكتب قد عرفنا أن محمدا ليس عنده خلاف وهو يأتيك ويبايعك فأرفق به
فلما اجتمع الناس على عبد الملك وبايع بن عمر قال بن عمر لابن الحنفية
ما بقي شئ فبايع فكتب بن الحنفية إلى عبد الملك بسم الله الرحمن الرحيم
لعبد الله عبد الملك أمير المؤمنين من محمد بن علي أما بعد فإني لما رأيت
الأمة قد اختلفت اعتزلتهم فلما أفضى هذا الامر إليك وبايعك الناس كنت
كرجل منهم أدخل في صالح ما دخلوا فيه فقد بايعتك وبايعت الحجاج
لك وبعثت إليك بيعتي ورأيت الناس قد اجتمعوا عليك ونحن نحب
أن تؤمننا وتعطينا ميثاقا على الوفاء فإن الغدر لا خير فيه فإن أبيت فإن
أرض الله واسعة فلما قرأ عبد الملك الكتاب قال قبيصة بن ذؤيب
وروح بن زنباع ما لك عليه سبيل ولو أراد فتقا لقدر عليه ولقد سلم
وبايع فنرى أن تكتب إليه بالعهد والميثاق بالأمان له والعهد لأصحابه ففعل
فكتب إليه عبد الملك إنك عندنا محمود أنت أحب وأقرب بنا رحما
من بن الزبير فلك العهد والميثاق وذمة الله وذمة رسوله أن لا تهاج ولا
أحد من أصحابك بشئ تكرهه ارجع إلى بلدك واذهب حيث شئت
ولست أدع صلتك وعونك ما حييت وكتب إلى الحجاج يأمره بحسن جواره
وإكرامه فرجع بن الحنفية إلى المدينة
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا معاوية بن عبد الله بن عبيد الله بن
أبي رافع عن أبيه قال لما صار محمد بن علي إلى المدينة وبنى داره بالبقيع
111

كتب إلى عبد الملك يستأذنه في الوفود عليه فكتب إليه عبد الملك يأذن له
في أن يقدم عليه فوفد عليه سنة ثمان وسبعين وهي السنة التي مات فيها
جابر بن عبد الله فقدم على عبد الملك بدمشق فاستأذن عليه فأذن له وأمر له
بمنزل قريب منه وأمر أن يجرى عليه نزل يكفيه ويكفي من معه وكان
يدخل على عبد الملك في إذن العامة إذا أذن عبد الملك بدأ بأهل بيته ثم
أذن له فسلم فمرة يجلس ومرة ينصرف فلما مضى من ذلك شهر أو
قريب منه كلم عبد الملك خاليا فذكر قرابته ورحمه وأمره أن يرفع حوائجه
فرفع محمد دينه وحوائجه وفرائض لولده ولغيرهم من حامته ومواليه فأجابه عبد
الملك إلى ذلك كله وتعسر عليه في الموالي لان يفرض لهم وألح عليه محمد
ففرض لهم فقصر بهم فكلمه فرفع في فرائضهم فلم يبق له حاجة إلا
قضاها واستأذنه في الانصراف فأذن له
أخبرنا محمد بن عمر قال فحدثني عبد الله بن جعفر عن عبد الواحد
بن أبي عون قال قال بن الحنفية وفدت على عبد الملك فقضى حوائجي
وودعته فلما كدت أن أتوارى من عينيه ناداني أبا القاسم أبا القاسم
فكررت فقال لي أما تعلم أن الله يعلم أنك يوم تصنع بالشيخ ما تصنع
ظالم له يعني حين أخذ بن الحنفية مروان بن الحكم يوم الدار فدعثه بردائه
قال عبد الملك وأنا أنظر إليه ولي يومئذ ذؤابة
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن عبيدة عن زيد بن عبد
الرحمن بن زيد بن الخطاب قال وفدت مع أبان بن عثمان على عبد الملك
بن مروان وعنده بن الحنفية فدعا عبد الملك بسيف النبي صلى الله عليه
وسلم فأتي به ودعا بصقيل فنظر إليه فقال ما رأيت حديدة قط أجود
منها قال عبد الملك ولا والله ما أرى الناس مثل صاحبها يا محمد هب
لي هذا السيف فقال محمد أينا رأيت أحق به فليأخذه قال عبد الملك
112

إن كان لك قرابة فلكل قرابة حق قال فأعطاه محمد عبد الملك وقال
يا أمير المؤمنين إن هذا يعني الحجاج وهو عنده قد آذاني واستخف
بحقي ولو كانت خمسة دراهم أرسل إلي فيها فقال عبد الملك لا إمرة
لك عليه فلما ولي محمد قال عبد الملك للحجاج أدركه فسل سخيمته
فأدركه فقال إن أمير المؤمنين أرسلني إليك لأسل سخيمتك ولا مرحبا
بشئ ساءك فقال محمد ويحك يا حجاج اتق الله واحذر الله ما من
صباح يصبحه العباد إلا لله في كل عبد من عباده ثلاثمائة وستون لحظة إن
أخذ أخذ بمقدرة وإن عفا عفا بحلم فاحذر الله فقال له الحجاج لا تسألني
شيئا إلا أعطيتكه فقال له محمد وتفعل قال له الحجاج نعم
قال فإني أسألك صرم الدهر قال فذكر الحجاج ذلك لعبد الملك فأرسل
عبد الملك إلى رأس الجالوت فذكر له الذي قال محمد وقال إن رجلا
منا ذكر حديثا ما سمعناه إلا منه وأخبره بقول محمد فقال رأس الجالوت
ما خرجت هذه الكلمة إلا من بيت نبوة
أخبرنا قبيصة بن عقبة قال أخبرنا سفيان عن مغيرة عن إبراهيم
أن الحجاج أراد أن يضع رجله على المقام فزجره بن الحنفية ونهاه
أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي قالا حدثنا
سفيان عن يزيد بن أبي زياد عن سالم بن أبي الجعد قال رأيت محمد بن
الحنفية دخل الكعبة فصلى في كل زاوية ركعتين ثماني ركعات
أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا سفيان قال قال محمد بن الحنفية
لا تذهب الدنيا حتى تكون خصومات الناس في ربهم
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا أبو معاوية الضرير عن أبي مالك
قال رأيت بن الحنفية يرمي الجمار على برذون أشهب
قال أخبرنا محمد بن عبيد قال حدثني سفيان التمار قال رأيت
محمد بن الحنفية موسعا رأسه بالحناء والكتم يوم التروية وهو محرم
113

قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا إسرائيل قال حدثني
ثوير قال رأيت محمد بن الحنفية يخضب بالحناء والكتم
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني مروان بن معاوية عن سفيان التمار
قال رأيت بن الحنفية أشعر بدنه في الشق الأبيض
أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي قالا حدثنا سفيان عن
سليمان الشيباني قال رأيت على محمد بن الحنفية مطرف خز
أصفر بعرفة
أخبرنا أبو معاوية الضرير عن أبي إسحاق الشيباني قال رأيت على
بن الحنفية مطرف خز بعرفات
أخبرنا سعيد بن محمد الثقفي عن رشدين قال رأيت محمد بن الحنفية
يعمم بعمامة سوداء حرقانية ويرخيها شبرا أو أقل من شبر
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا عبد الواحد بن أيمن
قال رأيت على محمد بن الحنفية عمامة سوداء
أخبرنا القاسم بن مالك المزني عن نصر بن أوس قال رأيت على
محمد بن علي بن الحنفية ملحفة صفراء وسخة
أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا إسرائيل عن عبد العزيز بن
حكيم عن أبي إدريس قال قال لي محمد بن الحنفية ما منعك أن تلبس
الخز فإنه لا بأس به قلت إنه يجعل فيه الحرير
أخبرنا عبيد الله بن موسى والفضل بن دكين قالا حدثنا إسرائيل
عن عبد العزيز بن حكيم عن أبي إدريس قال رأيت بن الحنفية يخضب
بالحناء والكتم فقلت له أكان علي يخضب قال لا قلت فما لك
قال أتشبب به للنساء
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا أبو نعيم الخزاز قال
سمعت صالح بن ميسم قال رأيت في يد محمد بن علي بن الحنفية أثر الحناء
114

فقلت له ما هذا فقال كنت أخضب أمي
أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي وقبيصة بن عقبة قالا حدثنا
سفيان عن سالم بن أبي حفصة عن أبي يعلى عن محمد بن الحنفية أنه كان
يذوب أمه ويمشطها
أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال حدثنا عبد الواحد بن أيمن
قال رأيت محمد بن الحنفية مخضوبا بالحناء ورأيته مكحول العينين
ورأيت عليه عمامة سوداء
أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا عبد الواحد بن أيمن قال
أرسلني أبي إلى محمد بن الحنفية فدخلت عليه وهو مكحول العينين مصبوغ
اللحية بحمرة فرجعت إلى أبي فقلت أرسلتني إلى شيخ مخنث فقال
يا بن اللخناء ذاك محمد بن علي
أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا فطر بن خليفة عن منذر الثوري
عن بن الحنفية أنه كان يشرب نبيذ الدن
أخبرنا محمد بن الصلت قال حدثنا الربيع بن المنذر عن أبيه قال
كنا مع بن الحنفية فأراد أن يتوضأ وعليه خفان فنزع خفيه ومسح على
قدميه
أخبرنا محمد بن ربيعة الكلابي عن إسماعيل الأزرق عن أبي عمر
أن بن الحنفية كان يغتسل في العيدين وفي الجمعة وفي الشعب قال وكان
يغسل أثر المحاجم
أخبرنا يعلى بن عبيد قال أخبرنا رشدين بن كريب قال رأيت
بن الحنفية يتختم في يساره
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا علي بن عمر بن علي بن حسين
عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال سمعت بن الحنفية سنة حدى وثمانين
يقول هذه لي خمس وستون سنة قد جاوزت سن أبي توفي وهو بن
115

ثلاث وستين ومات بن الحنفية في تلك السنة سنة إحدى وثمانين
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا زيد بن السائب قال سألت أبا
هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية أين دفن أبوك فقال بالبقيع قلت
أي سنة قال سنة إحدى وثمانين في أولها وهو يومئذ بن خمس وستين
لا يستكملها
قال محمد بن سعد ولا نعلمه روى عن عمر شيئا
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني زيد بن السائب قال سمعت
أبا هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية يقول وأشار إلى ناحية من البقيع فقال
هذا قبر أبي القاسم يعني أباه مات في المحرم في سنة إحدى وثمانين
وهي سنة الجحاف سيل أصاب أهل مكة جحف الحاج قال فلما
وضعناه في البقيع جاء أبان بن عثمان بن عفان وهو الوالي يومئذ على
المدينة لعبد الملك بن مروان ليصلي عليه فقال أخي ما ترى فقلت
لا يصلي عليه أبان إلا أن يطلب ذلك إلينا فقال أبان أنتم أولى بجنازتكم
من شئتم فقدموا من يصلي عليه فقلنا تقدم فصل فتقدم فصلى
عليه
قال محمد بن عمر فحدثت زيد بن السائب فقلت إن عبد الملك
بن وهب أخبرني عن سليمان بن عبد الله عن عويمر الأسلمي أن أبا
هاشم قال يومئذ نحن نعلم أن الامام أولى بالصلاة ولولا ذلك ما قدمناك
فقال زيد بن السائب هكذا سمعت أبا هاشم يقول فتقدم فصلى
عليه
116

عمر الأكبر بن علي
بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي
وأمه الصهباء وهي أم حبيب بنت ربيعة بن بجير بن العبد بن علقمة
بن الحارث بن عتبة بن سعد بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن
عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل وكانت سبية أصابها خالد بن الوليد
حيث أغار على بني تغلب بناحية عين التمر فولد عمر بن علي محمدا
وأم موسى وأم حبيب وأمهم أسماء بنت عقيل بن أبي طالب وقد روى
عمر الحديث وكان في ولده عدة يحدث عنهم فذكرناهم في مواضعهم
وطبقتهم
عبيد الله بن علي
بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي
وأمه ليلى بنت مسعود بن خالد بن مالك بن ربعي بن سلمى بن جندل
بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن سعد بن زيد مناة بن
تميم وكان عبيد الله بن علي قدم من الحجاز على المختار بالكوفة وسأله
فلم يعطه وقال أقدمت بكتاب من المهدي قال لا فحبسه أياما
ثم خلى سبيله وقال اخرج عنا فخرج إلى مصعب بن الزبير بالبصرة
هاربا من المختار فنزل على خاله نعيم بن مسعود التميمي ثم النهشلي وأمر
له مصعب بمائة ألف درهم ثم أمر مصعب بن الزبير الناس بالتهيؤ لعدوهم
ووقت للمسير وقتا ثم عسكر ثم انقلع من معسكره ذلك واستخلف على
البصرة عبيد الله بن معمر فلما سار مصعب تخلف
117

عبيد الله بن علي بن أبي طالب في أخواله وسار خاله نعيم بن مسعود مع
مصعب فلما فصل مصعب من البصرة جاءت بنو سعد بن زيد مناة بن
تميم إلى عبيد الله بن علي فقالوا نحن أيضا أخوالك ولنا فيك نصيب فتحول
إلينا فإنا نحب كرامتك قال نعم فتحول إليهم فأنزلوه وسطهم وبايعوا
له بالخلافة وهو كاره يقول يا قوم لا تعجلوا ولا تفعلوا هذا الامر فأبوا
فبلغ ذلك مصعبا فكتب إلى عبيد الله بن عمر بن عبيد الله بن معمر بعجزه
ويخبره غفلته عن عبيد الله بن علي وعما أحدثوا من البيعة له ثم دعا مصعب
خاله نعيم بن مسعود فقال لقد كنت مكرما لك محسنا فيما بين وبينك
فما حملك على ما فعلت في بن أختك وتخلفه بالبصرة يؤلب الناس ويخدعهم
فحلف بالله ما فعل وما علم من قصته هذه بحرف واحد فقبل منه مصعب
وصدقه وقال مصعب قد كتبت إلى عبيد الله ألومه في غفلته عن هذا
فقال نعيم بن مسعود فلا يهيجه أحد أنا أكفيك أمره وأقدم به عليك
فسار نعيم حتى أتى البصرة فاجتمعت بنو حنظلة وبنو عمرو بن تميم فسار
بهم حتى أتى بني سعد فقال والله ما كان لكم في هذا الامر الذي صنعتم
خير وما أردتم إلا هلاك تميم كلها فادفعوا إلي بن أختي فتلاوموا ساعة
ثم دفعوه إليه فخرج حتى قدم به على مصعب فقال يا أخي ما حملك على
الذي صنعت فحلف عبيد الله بالله ما أراد ذلك ولا كان له به علم حتى
فعلوه ولقد كرهت ذلك وأبيته فصدقه مصعب وقبل منه وأمر مصعب
بن الزبير صاحب مقدمته عبادا الحبطي أن يسير إلى جمع المختار فسار
فتقدم وتقدم معه عبيد الله بن علي بن أبي طالب فنزلوا المذار وتقدم
جيش المختار فنزلوا بإزائهم فبيتهم أصحاب مصعب بن الزبير فقتلوا ذلك
الجيش فلم يفلت منهم إلا الشريد وقتل عبيد الله بن علي بن أبي طال
تلك الليلة
118

سعيد بن المسيب
بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن
يقظة وأمه أم سعيد بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمي
فولد سعيد بن المسيب محمدا وسعيدا وإلياس وأم عثمان وأم عمرو وفاختة
وأمهم أم حبيب بنت أبي كريم بن عامر بن عبد ذي الشرى بن عتاب
بن أبي صعب بن فهم بن ثعلبة بن سليم بن غانم بن دوس ومريم
وأمها أم ولد
قال أخبرنا المعلى بن أسد قال حدثنا عبد العزيز بن المختار عن
علي بن زيد قال حدثني سعيد بن المسيب بن حزن أن جده حزنا أتى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما اسمك قال أنا حزن قال
بل أنت سهل قال يا رسول الله اسم سماني به أبواي فعرفت به في الناس
قال فسكت عنه النبي عليه السلام قال فقال سعيد بن المسيب ما زلنا
نعرف الحزونة فينا أهل البيت
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا محمد بن عبد الله بن عبيد
بن عمير عن علي بن زيد قال ولد سعيد بن المسيب بعد أن استخلف
عمر بأربع سنين ومات وهو بن أربع وثمانين سنة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني طلحة بن محمد بن سعيد
بن المسيب عن أبيه قال ولد سعيد قبل موت عمر بسنتين ومات بن اثنتين
وسبعين سنة
قال محمد بن عمر والذي رأيت عليه الناس في مولد سعيد بن المسيب
أنه ولد لسنتين خلتا من خلافة عمر ويروى أنه سمع من عمر ولم أر
أهل العلم يصححون ذلك وإن كانوا قد رووه
قال أخبرنا سعيد بن منصور قال حدثنا سفيان عن يحيى بن سعيد
119

عن سعيد بن المسيب قال ولدت لسنتين مضتا من خلافة عمر بن الخطاب
وكانت خلافته عشر سنين وأربعة أشهر
قال أخبرنا سفيان بن عيينة عن إبراهيم بن طريف عن حميد بن
يعقوب سمع سعيد بن المسيب قال سمعت من عمر كلمة ما بقي أحد
حي سمعها غيري كان عمر حين رأى الكعبة قال اللهم أنت السلام
ومنك السلام
قال أخبرنا أسباط بن محمد عن أبي إسحاق الشيباني عن بكير بن
أخنس عن سعيد بن المسيب قال سمعت عمر على المنبر وهو يقول لا أجد
أحدا جامع فلم يغتسل أنزل أو لم ينزل إلا عاقبته
قال وقال الحسن بن موسى عن بن لهيعة قال حدثنا بكير
بن الأشج قال سئل سعيد بن المسيب هل أدركت عمر بن الخطاب
قال لا
قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا مالك أنه بلغه أن سعيد
بن المسيب قال إن كنت لأسير الليالي والأيام في طلب الحديث الواحد
قال أخبرنا يزيد بن هارون والفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله
الأسدي قالوا حدثنا مسعر عن سعد بن إبراهيم عن سعيد بن المسيب
قال ما بقي أحد أعلم بكل قضاء قضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولا أبو بكر وعمر مني
قال يزيد قال مسعر وأحسبه قال وعثمان ومعاوية
قال أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي من بني عامر بن لؤي
قال حدثني إبراهيم بن سعد عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال ما بقي
أحد أعلم بكل قضاء قضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل قضاء
قضاه أبو بكر وكل قضاء قضاه عمر قال أبي وأحسب أنه قال وكل
قضاء قضاه عثمان مني
120

قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني هشام بن سعد قال سمعت
الزهري يقول وسأله سائل عمن أخذ سعيد بن المسيب علمه فقال
عن زيد بن ثابت وجالس سعد بن أبي وقاص وابن عباس وابن عمر
ودخل على أزواج النبي عائشة وأم سامة وكان قد سمع من عثمان بن عفان
وعلي وصهيب ومحمد بن مسلمة وجل روايته المستندة عن أبي هريرة
وكان زوج ابنته وسمع من أصحاب عمر وعثمان وكان يقال ليس أحد
أعلم بكل ما قضى به عمر وعثمان منه
قال وأخبرت عن ليث بن سعد ومالك بن أنس عن يحيى بن سعيد
قال كان يقال بن المسيب راوية عمر قال ليث لأنه كان أحفظ الناس
لأحكامه وأقضيته
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا قدامة بن موسى الجمحي
قال كان سعيد بن المسيب يفتي وأصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم أحياء
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا جارية بن أبي عمران أنه
سمع محمد بن يحيى بن حبان يقول كان رأس من بالمدينة في دهره
المقدم عليهم في الفتوى سعيد بن المسيب ويقال فقيه الفقهاء
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا ثور بن يزيد عن مكحول قال
سعيد بن المسيب عالم العلماء
قال أخبرنا سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أمية قال قال مكحول
ما حدثتكم به فهو عن سعيد بن المسيب والشعبي
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بن أبي ذئب عن بن أبي
الحويرث أنه شهد محمد بن جبير بن مطعم يستفتي سعيد بن المسيب
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو مروان عن أبي جعفر
قال سمعت أبي علي بن حسين يقول سعيد بن المسيب أعلم الناس بما
121

تقدمه من الآثار وأفقههم في رأيه
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا جعفر بن برقان قال
أخبرني ميمون بن مهران قال أتيت المدينة فسألت عن أفقه أهلها فدفعت
إلى سعيد بن المسيب فسألته
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا عمر بن الوليد الشني
عن شهاب بن عباد العصري قال حججت فأتينا المدينة فسألنا عن أعلم
أهل المدينة فقالوا سعيد بن المسيب
قال أخبرنا معن بن عيسى عن مالك بن أنس قال كان عمر
بن عبد العزيز لا يقضي بقضاه حتى يسأل سعيد بن المسيب فأرسل إليه إنسانا
يسأله فدعاه فجاءه حتى دخل فقال عمر أخطأ الرسول إنما أرسلناه يسألك
في مجلسك
قال أخبرنا معن بن عيسى عن مالك بن أنس قال كان عمر بن
عبد العزيز يقول ما كان بالمدينة عالم إلا يأتيني بعلمه وأوتي بما عند سعيد
بن المسيب
قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي عن سلام بن مسكين قال
حدثني عمران بن عبد الله الخزاعي قال سألني سعيد بن المسيب فانتسبت
له فقال لقد جلس أبوك إلي في خلافة معاوية فسألني عن كذا وكذا فقلت
له كذا وكذا
فقال سلام يقول عمران والله ما أراه مر على أذنه شئ قط إلا وعاه
قلبه يعني سعيد بن المسيب
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الله بن جعفر وغيره
من أصحابنا قالوا استعمل عبد الله بن الزبير جابر بن الأسود بن عوف
الزهري على المدينة فدعا الناس إلى البيعة لابن الزبير فقال سعيد بن المسيب
لا حتى يجتمع الناس فضربه ستين سوطا فبلغ ذلك بن الزبير فكتب
122

إلى جابر يلومه ويقول ما لنا ولسعيد دعه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال سمعت عبد الله بن جعفر عن
الواحد بن أبي عون قال كان جابر الأسود وهو عامل بن الزبير على
المدينة قد تزوج الخامسة قبل أن تنقضي عدة الرابعة فلما ضرب سعيد بن
المسيب صاح به سعيد والسياط تأخذه والله ما ربعت على كتاب الله
يقول الله انكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع
وإنك تزوجت الخامسة قبل انقضاء عدة الرابعة وما هي إلا ليال فاصنع
ما بدا لك فسوف يأتيك ما تكره فما مكث إلا يسيرا حتى قتل بن الزبير
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا موسى بن يعقوب عن الوليد
بن عمرو بن مسافع العامري عن عمر بن حبيب بن قليع قال كنت جالسا
عند سعيد بن المسيب يوما وقد ضاقت علي الأشياء ورهقني دين فجلست
إلى بن المسيب وما أدري أين أذهب فجاءه رجل فقال يا أبا محمد إني
رأيت رؤيا قال ما هي قال رأيت كأني أخذت عبد الملك بن مروان
فأضجعته إلى الأرض ثم بطحته فأوتدت في ظهره أربعة أوتاد قال
أنت رأيتها قال بلى أنا رأيتها قال لا أخبرك أو تخبرني قال
بن الزبير رآها وهو بعثني إليك قال لئن صدقت رؤياه قتله عبد الملك
بن مروان وخرج من صلب عبد الملك أربعة كلهم يكون خليفة قال
فدخلت إلى عبد الملك بن مروان بالشام فأخبرته بذلك عن سعيد بن المسيب
فسره وسألني عن سعيد وعن حاله فأخبرته وأمر لي بقضاء ديني وأصبت
منه خيرا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني الحكم بن القاسم عن إسماعيل
بن أبي حكيم قال قال رجل رأيت كأن عبد الملك بن مروان يبول في
قبلة مسجد النبي أربع مرار فذكرت ذلك لسعيد بن المسيب فقال إن
صدقت رؤياك قام فيه من صلبه أربعة خلفاء
123

قال محمد بن عمر وكان سعيد بن المسيب من أعبر الناس للرؤيا
وكان أخذ ذلك عن أسماء بنت أبي بكر وأخذته أسماء عن أبيها أبي بكر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد السلام بن حفص عن شريك
بن أبي نمر قال قلت لابن المسيب رأيت في النوم كأن أسناني سقطت
في يدي ثم دفنتها فقال بن المسيب إن صدقت رؤياك دفنت أسنانك
من أهل بيتك
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بن أبي ذئب عن مسلم
الخياط قال قال رجل لابن المسيب إني أراني أبول في يدي فقال
اتق الله فإن تحتك ذات محرم فنظر فإذا امرأة بينها وبينه رضاع وجاءه
آخر فقال يا أبا محمد إني أرى كأني أبول في أصل زيتونة قال انظر
من تحتك تحتك ذات محرم فنظر فإذا امرأة لا يحل له نكاحها
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا بن أبي ذئب عن مسلم
الخياط عن بن المسيب قال قال له رجل إني رأيت حمامة وقعت على
المنارة منارة المسجد فقال يتزوج الحجاج ابنة عبد الله بن جعفر بن أبي
طالب
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا بن أبي ذئب عن مسلم
الخياط قال جاء رجل إلى بن المسيب فقال إني أرى أن تيسا أقبل يشتد
من الثنية فقال اذبح اذبح قال ذبحت قال مات بن أم صلاء
فما برح حتى جاءه الخبر أنه قد مات
قال محمد بن عمر وكان بن أم صلاء رجلا من موالي أهل المدينة
يسعى بالناس
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الله بن جعفر عن عبيد
الله بن عبد الرحمن بن السائب رجل من القارة قال قال رجل من فهم
لابن المسيب إنه يرى في النوم كأنه يخوض النار فقال إن صدقت رؤياك
124

لا تموت حتى تركب البحر وتموت قتلا قال فركب البحر فأشفي على
الهلكة وقتل يوم قديد بالسيف
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا موسى بن يعقوب عن الحصين
بن عبيد الله بن نوفل من بني نوفل بن عدي بن خويلد بن أسد بن عبد
العزى قال طلبت الولد فلم يولد لي فقلت لابن المسيب إني أرى أنه
طرح في حجري بيض فقال بن المسيب الدجاج عجمي فاطلب سببا
إلى العجم قال فتسريت فولد لي وكان لا يولد لي
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عثيم بن نسطاس قال
سمعت سعيد بن المسيب يقول للرجل إذا رأى الرؤيا وقصها عليه يقول
خيرا رأيت
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد السلام بن حفص عن
شريك بن أبي نمر عن بن المسيب قال التمر في النوم رزق على كل
حال والرطب في زمانه رزق
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا صالح بن خوات عن بن
المسيب قال آخر الرؤيا أربعون سنة يعني في تأويلها
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا بن أبي ذئب عن مسلم
الخياط عن بن المسيب قال الكبل في النوم ثبات في الدين قال وقال
له رجل يا أبا محمد إني رأيت كأني جالس في الظل فقمت إلى الشمس
فقال بن المسيب والله لئن صدقت رؤياك لتخرجن من الاسلام قال
يا أبا محمد إني أراني أخرجت حتى أدخلت في الشمس فخسلت قال
تكره على الكفر قال فخرج في زمان عبد الملك بن مروان فأسر فأكره
على الكفر فرجع ثم قدم المدينة وكان يخبر بهذا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الله بن جعفر وغيره
من أصحابنا أن عبد العزيز بن مروان توفي بمصر في جمادى سنة أربع
125

وثمانين فعقد عبد الملك لابنيه الوليد وسليمان بالعهد وكتب بالبيعة لهما إلى
البلدان وعامله يومئذ على المدينة هشام بن إسماعيل المخزومي فدعا
الناس ودعا بن المسيب أن يبايع لهما
فأبى وقال حتى أنظر فضربه هشام بن إسماعيل ستين سوطا وطاف به
في تبان من شعر حتى بلغ به رأس الثنية فلما كروا به قال أين تكرون
بي قالوا إلى السجن قال والله لولا أني ظننت أنه الصلب ما لبست
هذا التبان أبدا فردوه إلى السجن وحبسه وكتب إلى عبد الملك يخبره بخلافه
وما كان من أمره فكتب إليه عبد الملك يلومه فيما صنع به ويقول سعيد
كان والله أحوج إلى أن تصل رحمه من أن تضربه وإنا لنعلم ما عند سعيد
شقاق ولا خلاف
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن المسور بن رفاعة قال دخل قبيصة بن ذؤيب على عبد الملك
بن مروان بكتاب هشام بن عبد الملك يذكر أنه ضرب سعيدا وطاف به
قال قبيصة يا أمير المؤمنين يفتات عليك هشام بمثل هذا يضرب بن
المسيب ويطوف به والله لا يكون سعيد أبدا أمحل ولا ألج منه حين يضرب
سعيد لو لم يبايع ما كان يكون منه ما سعيد ممن يخاف فتقه ولا غوائله
على الاسلام وأهله وإنه لمن أهل الجماعة والسنة قال قبيصة
اكتب إليه يا أمير المؤمنين في ذلك فقال عبد الملك اكتب أنت إليه عنك
تخبره برأيي فيه وما خالفني من ضرب هشام إياه فكتب قبيصة إلى سعيد
بذلك فقال سعيد حين قرأ الكتاب الله بين وبين من ظلمني
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن يزيد الهذلي
قال دخلت على سعيد بن المسيب السجن فإذا هو قد ذبحت له شاة فجعل
الإهاب على ظهره ثم جعلوا له بعد ذلك قضبا رطبا وكان كلما نظر إلى
عضديه قال اللهم انصرني من هشام
126

قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني طلحة بن محمد عن أبيه
قال دخل على سعيد بن المسيب السجن أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث
بن هشام فجعل يكلم سعيدا ويقول له إنك خرقت به فقال يا أبا
بكر اتق الله وآثره على ما سواه قال فجعل أبو بكر يردد عليه إنك
خرقت به ولم ترفق فجعل سعيد يقول إنك والله أمي البصر أعمى القلب
قال فخرج أبو بكر من عنده وأرسل إليه هشام بن إسماعيل فقال هل لان
سعيد بن المسيب منذ ضربناه فقال أبو بكر والله ما كان أشد لسانا منه
منذ فعلت به ما فعلت فاكفف عن الرجل وجاء هشام بن إسماعيل كتاب
من عبد الملك بن مروان يلومه في ضربه سعيد بن المسيب ويقول ما ضرك
لو تركت سعيدا ووطئت ما قال وندم هشام بن إسماعيل على ما صنع بسعيد
فخلى سبيله
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أسلم أبو أمية مولى بني
مخزوم وكان ثقة قال صنعت ابنة سعيد بن المسيب طعاما كثيرا حين حبس
فبعثت إليه فلما جاء الطعام دعاني سعيد فقال اذهب إلى ابنتي فقل
لها لا تعودي لمثل هذا أبدا فهذه حاجة هشام بن إسماعيل يريد أن يذهب
مالي فأحتاج إلى ما في أيديهم وأنا لا أدري ما أحبس فانظري إلى القوت
الذي كنت آكل في بيتي فابعثي إلي به فكانت تبعث إليه بذلك وكان
يصوم الدهر
قال أخبرنا عفان بن مسلم وعمرو بن عاصم الكلابي قالا حدثنا
سلام بن مسكين قال حدثنا عمران بن عبد الله الخزاعي قال إني أرى
أن نفس سعيد بن المسيب كانت أهون عليه في ذات الله من نفس ذباب
قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال أخبرنا أبو المليح قال
حدثني غير واحد أن عبد الملك بن مروان ضرب سعيد بن المسيب خمسين
سوطا وأقامه بالحرة وألبسه تبان شعر قال فقال سعيد أما والله لو علمت
127

أنهم لا يزيدونني على الضرب ما لبست لهم التبان إنما تخوفت أن يقتلوني
فقلت تبان أستر من غيره
قال محمد بن عمر معنى هذا الحديث أنه ضرب في خلافة عبد
الملك بن مروان
قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال حدثنا سفيان عن رجل من آل
عمر قال قيل لسعيد بن المسيب ادع على بني أمية فقال اللهم أعز
دينك وأظهر أولياءك وأخز أعداءك في عافية لامة محمد صلى الله عليه
وسلم
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة قال
أخبرنا علي بن زيد قال قلت لسعيد بن المسيب يزعم قومك أن ما منعك
من الحج أنك جعلت لله عليك إذا رأيت الكعبة أن تدعو الله على بن مروان
قال ما فعلت وما أصلي صلاة إلا دعوت الله عليهم إني قد حججت
واعتمرت بضعا وعشرين سنة وإنما كتبت علي حجة واحدة وعمرة
وإني أرى ناسا من قومك يستدينون فيحجون ويعتمرون ثم يموتون ولا
يقى عنهم ولجمعة أحب إلي من حج أو عمرة تطوعا
قال علي فأخبرت بذلك الحسن فقال ما قال شيئا لو كان كما
قال ما حج أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا اعتمروا
قال أخبرنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم النبيل عن أبي يونس
القزي قال دخلت مسجد المدينة فإذا سعيد جالس وحده فقلت ما شأنه
قال نهي أن يجالسه أحد
قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا سلام بن مسكين قال
حدثنا عمران قال كان لسعيد بن المسيب في بيت المال بضعة وثلاثون
ألفا عطاءه فكان يدعى إليها فيأبى ويقول لا حاجة لي فيها حتى يحكم
الله بيني وبين بني أمية
128

قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة قال
أخبرنا علي بن زيد أنه قيل لسعيد بن المسيب ما شأن الحجاج لا يبعث
إليك ولا يحركك ولا يؤذيك قال والله لا أدري إلا أنه دخل ذات
يوم مع أبيه المسجد فصلى صلاة فجعل لا يتم ركوعها ولا سجودها فأخذت
كفا من حصى فحصبته بها زعم أن الحجاج قال ما زلت بعد ذلك
أحسن الصلاة
قال أخبرنا سليمان بن حرب وعمرو بن عاصم الكلابي قالا
حدثنا سلام بن مسكين عن عمران بن عبد الله بن طلحة بن خلف الخزاعي
قال حج عبد الملك بن مروان فلما قدم المدينة فوقف على باب المسجد
أرسل إلى سعيد بن المسيب رجلا يدعوه ولا يحركه قال فأتاه الرسول وقال
أمير المؤمنين واقف بالباب يريد أن يكلمك فقال ما لأمير المؤمنين إلي
حاجة وما لي إليه حاجة وإن حاجته إلي لغير مقضية قال فرجع الرسول
إليه فأخبره فقال ارجع إليه فقل إنما أريد أن أكلمك ولا تحركه
قال فرجع فقال له الرسول أجب أمير المؤمنين فقال له سعيد ما قال له أولا
قال فقال له الرسول لولا أنه تقدم إلي فيك ما ذهبت إليه إلا برأسك
يرسل إليك أمير المؤمنين يكلمك تقول مثل هذه المقالة فقال إن كان
يريد أن يصنع بي خيرا فهو لك وإن كان يريد غير ذلك فلا أحل حبوتي
حتى يقضي ما هو قاض فأتاه فأخبره فقال رحم الله أبا محمد أبى إلا
صلابة
قال عمرو بن عاصم في حديثه هذا الاسناد قال فلما استخلف الوليد
بن عبد الملك قدم المدينة فدخل المسجد فرأى شيخا قد اجتمع الناس عليه
فقال من هذا فقالوا سعيد بن المسيب فلما جلس أرسل إليه فأتاه
الرسول فقال أجب أمير المؤمنين فقال لعلك أخطأت باسمي أو لعله
أرسلك إلى غيري قال فأتاه الرسول فأخبره فغضب وهم به قال وفي
129

الناس يومئذ بقية فأقبل عليه جلساؤه فقالوا يا أمير المؤمنين فقيه أهل
المدينة وشيخ قريش وصديق أبيك لم يطمع ملك قبلك أن يأتيه قال فما زالوا
به حتى أضرب عنه
قال أخبرنا كثير بن هشام قال أخبرنا جعفر بن برقان قال
أخبرنا ميمون بن مهران قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال أخبرنا
أبو المليح عن ميمون بن مهران قال قدم عبد الملك بن مروان المدينة فامتنعت
منه القائلة واستيقظ فقال لحاجبه انظر هل في المسجد أحد من حداثنا
من أهل المدينة قال فخرج فإذا سعيد بن المسيب في حلقة له فقام حيث
ينظر إليه ثم غمزه وأشار إليه بإصبعه ثم ولى فلم يتحرك سعيد ولم
يتبعه فقال أراه فطن فجاء فدنا منه ثم غمزه وأشار إليه وقال ألم ترني
أشير إليك قال وما حاجتك قال استيقظ أمير المؤمنين فقال انظر
في المسجد أحد من حداثي فأجب أمير المؤمنين فقال أرسلك إلي قال لا ولكن
قال اذهب فانظر بعض من حداثنا من أهل المدينة فلم أر أحد
أهيأ منك فقال سعيد اذهب فأعلمه أني لست من حداثه فخرج
الحاجب وهو يقول ما أرى هذا الشيخ إلا مجنونا فأتى عبد الملك فقال
له ما وجدت في المسجد إلا شيخا أشرت إليه فلم يقم فقلت له إن أمير
المؤمنين قال انظر هل ترى في المسجد أحدا من حداثي فقال إني لست
من حداث أمير المؤمنين وقال لي أعلمه فقال عبد الملك ذاك سعيد
بن المسيب فدعه
قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال أخبرنا داود بن عبد
الرحمن عن أبي بكر بن عبد الله قال كان سعيد بن المسيب إذا سئل عن
هؤلاء القوم قال أقول فيهم ما قولني ربي ربنا اغفر لنا ولاخواننا
حتى يتم الآية
قال أخبرنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا عبد الواحد بن زياد
130

قال حدثنا عثمان بن حكيم قال سمعت سعيد بن المسيب يقول ما سمعت
تأذينا في أهلي منذ ثلاثين سنة
قال أخبرنا أنس بن عياض أبو ضمرة الليثي عن عبد الرحمن بن
حرملة عن سعيد بن المسيب قال ما لقيت الناس منصرفين من صلاة منذ
أربعين سنة
قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال حدثنا سلام بن مسكين
عن عمران بن عبد الله عن سعيد بن المسيب قال ما فاتته صلاة الجماعة
منذ أربعين سنة ولا نظر في أقفائهم
قال عمران وكان سعيد يكثر الاختلاف إلى السوق
قال أخبرنا معن بن عيسى القزاز قال أخبرنا مالك عن بن شهاب
عن سعيد بن المسيب قال قلت له لو تبديت وذكرت له البادية وعيشها
والعتم فقال سعيد كيف بشهود العتمة
قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال حدثنا سلام بن مسكين
عن عمران بن عبد الله قال قال سعيد بن المسيب ما أظلني بيت بالمدينة
بعد منزلي إلا أني آتي ابنة لي فأسلم عليها أحيانا
قال أخبرنا كثير بن هشام قال حدثني جعفر بن برقان قال
حدثنا ميمون بن مهران قال بلغني أن سعيد بن المسيب عمر أربعين
سنة لم يأت المسجد فيجد أهله قد استقبلوه خارجين منه قد قضوا صلاتهم
قال أخبرنا شهاب بن عباد العبدي قال حدثنا داود بن عبد الرحمن
عن بشر بن عاصم قال قلت لسعيد يا عمتي ألا تخرج فتأكل الثوم مع قومك
فقال معاذ الله يا بن أخي أن أدع خمسا وعشرين صلاة خمس صلوات
وقد سمعت كعبا يقول وددت أن هذا اللبن عاد قطرانا يتبع أو اتبعت
قريش شك شهاب أذناب الإبل في هذه الشعاب إن الشيطان مع الشاذ
وهو من الاثنين أبعد
131

قال أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي قال أخبرنا عطاف
بن خالد عن بن حرملة عن سعيد بن المسيب أنه اشتكى عينه فقالوا له
لو خرجت يا أبا محمد إلى العتيق فنظرت إلى الخضرة لوجدت لذلك خفة
قال فكيف أصنع بشهود العتمة والصبح
قال أخبرنا الوليد بن عطاء بن الأغر المكي قال أخبرنا عبد الحميد
بن سليمان عن أبي حازم قال سمعت سعيد بن المسيب يقول لقد رأيتني
ليالي الحرة وما في المسجد أحد من خلق الله غيري وإن أهل الشام ليدخلون
زمرا زمرا يقولون انظروا إلى هذا الشيخ المجنون وما يأتي وقت صلاة
إلا سمعت أذانا في القبر ثم تقدمت فأقمت فصليت وما في المسجد أحد
غيري
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني طلحة بن محمد بن سعيد
عن أبيه قال كان سعيد بن المسيب أيام الحرة في المسجد لم يبايع ولم يبرح
وكان يصلي معهم الجمعة ويخرج إلى العيد وكان الناس يقتتلون وينتبهون
وهو في المسجد لا يبرح إلا ليلا إلى ليل قال فكنت إذا حانت الصلاة
أسمع أذانا يخرج من قبل القبر حتى أمن الناس وما رأيت خبرا من الجماعة
قال أخبرنا أحمد بن الأزرقي قال أخبرنا عطاف بن خالد
عن بن حرملة قال قلت لبرد مولى بن المسيب ما صلاة بن المسيب
في بيته فأما صلاته في المسجد فقد عرفناها فقال والله ما أدري إنه
ليصلي صلاة كثيرة إلا أنه يقرأ بص والقرآن ذي الذكر
قال أخبرنا موسى بن إسماعيل قال أخبرنا سهل بن حصين قال
أخبرنا حاتم بن أبي صغيرة عن عطاء أن سعيد بن المسيب كان إذا دخل
المسجد يوم الجمعة لم يتكلم كلاما حتى يفرغ من صلاته وينصرف الامام
ثم يصلي ركعات ثم يقبل على جلسائه ويسأل
قال أخبرنا موسى بن حرب قال أخبرنا حماد بن زيد عن يزيد
132

بن حازم قال كان سعيد بن المسيب يسرد الصوم فكان إذا غابت الشمس
أتي بشراب له من منزله المسجد فشربه
قال أخبرنا عمرو بن عاصم قال أخبرنا عاصم بن العباس الأسدي
قال كان سعيد بن المسيب يذكر ويخوف
قال أخبرنا عمرو بن عاصم قال أخبرنا عاصم بن العباس قال
سمعت بن المسيب يقرأ القرآن بالليل على راحلته فيكثر
قال حدثنا عمرو بن عاصم قال حدثنا عاصم قال سمعت سعيد
بن المسيب يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم
قال أخبرنا عمرو بن عاصم قال أخبرنا عاصم قال كان سعيد
بن المسيب يحب أن يسمع الشعر ولا ينشده
قال أخبرنا عمرو بن عاصم قال أخبرنا عاصم قال رأيت سعيد
بن المسيب يحتفي يمشي بالنهار حافيا ورأيت عليه بتا
قال أخبرنا عمرو بن عاصم قال حدثنا عاصم قال رأيت سعيد
بن المسيب لا يدع ظفره يطول ورأيت سعيدا يحفي شاربه شبيها بالحلق
ورأيته يصافح كل من لقيه ورأيت سعيدا يكره كثرة الضحك ورأيت
سعيدا يتوضأ كلما بال وإذا توضأ شبك بين أصابعه
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي وقبيصة بن عقبة قالا
حدثنا سفيان عن داود بن أبي هند عن سعيد بن المسيب أنه كان لا يستحب
أن يسمي ولده بأسماء الأنبياء
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي
بن زيد قال كان سعيد بن المسيب يصلي التطوع في رحله
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي
بن زيد قال كان سعيد بن المسيب يلبس ملاء شرقية
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثني سلام بن مسكين قال
133

حدثني عمران قال ما أحصي ما رأيت على سعيد بن المسيب من عدة
قمص الهروي قال وكان يلبس هذه البرود الغالية البيض قال وكان يختلط
في العيدين يوم الفطر والنحر
قال أخبرنا عمرو بن عاصم قال أخبرنا سلام بن مسكين قال
أخبرنا عمران بن عبد الله الخزاعي قال كان سعيد بن المسيب لا يخاصم أحدا
ولو أراد إنسان رداءه رمى به إليه
قال أخبرنا موسى بن إسماعيل قال أخبرنا أبان يعني بن يزيد
قال أخبرنا قتادة قال سألت سعيد بن المسيب عن الصلاة على الطنفسة
فقال محدث
قال أخبرنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا عمران بن محمد بن
سعيد بن المسيب قال حدثتني غنيمة جارية سعيد قالت كان سعيد
لا يأذن لابنته في اللعب ببنات العاج وكان يرخص لها في الكبر يعني
الطبل
قال أخبرنا عمرو بن الهيثم قال أخبرنا هشام عن قتادة قال دعي
سعيد بن المسيب فأجاب ثم دعي فأجاب ثم دعي الثالثة فحصب
الرسول
قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال أخبرنا محمد بن
هلال عن سعيد بن المسيب أنه قال ما من تجارة أحب إلي من البز
ما لم تقع فيها الايمان
قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال أخبرنا أبي
عن عبد الرحمن بن حرملة أنه سأل سعيد بن المسيب قال وجدت رجلا
سكران أفتراه يسعني ألا أرفعه إلى السلطان فقال له سعيد إن استطعت
أن تستره بثوبك فاستره
قال أخبرنا سليمان بن حرب قال أخبرنا سلام بن مسكين قال
134

أخبرنا عمران بن عبد الله بن طلحة الخزاعي قال كان في رمضان يؤتى
بالأشربة في مسجد النبي عليه السلام فليس أحد يطمع أن يأتي سعيد
بن المسيب بشراب فيشربه فإن أتي من منزله بشراب شربه وإن لم يؤت
من منزله بشئ لم يشرب شيئا حتى ينصرف
قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال أخبرنا سفيان عن بعض المدينيين
عن سعيد بن المسيب أنه سئل عن قطع الدراهم فقال هو من الفساد
في الأرض
قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال أخبرنا سفيان عن محمد بن عبد
الرحمن بن أبي ذئب عن الزهري عن سعيد بن المسيب أنه كان يصلي محتبيا
فإذا أراد أن يسجد حل حبوته فسجد ثم عاد فاحتبى
قال أخبرنا مطرف بن عبد الله اليساري قال حدثنا مالك بن أنس
قال قال برد مولى بن المسيب لسعيد بن المسيب ما رأيت أحسن ما
يصنع هؤلاء قال سعيد وما يصنعون قال يصلي أحدهم الظهر ثم
لا يزال صافا رجليه يصلي حتى العصر فقال سعيد ويحك يا برد أما
والله ما هي العبادة تدري ما العبادة إنما العبادة التفكر في أمر الله والكف
عن محارم الله
قال أخبرنا سليمان بن حرب وموسى بن إسماعيل قالا حدثنا
أبو هلال قال أخبرنا الحكم بن أبي إسحاق قال كنت جالسا إلى سعيد
بن المسيب فقال لمولى له اتق لا تكذب علي كما كذب مولى بن عباس
علي بن عباس فقلت لمولاه ذاك أني لا أدري بن الزبير أحب إلى أبي
محمد أو أهل الشام قال فسمعها سعيد فقال يا عراقي أيهما أحب إليك
قلت بن الزبير أحب إلي من أهل الشام قال أفلا أخبث بك الآن
فأقول هذا زبيري فقلت سألتني فأخبرتك فأخبرني أيهما أحب
إليك قال كلا لا أحب
135

حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا عفان بن مسلم وسليمان بن حرب
قالا حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد قال كان سعيد بن المسيب
يكثر أن يقول اللهم سلم سلم
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا عفان بن مسلم وعارم بن الفضل
قالا حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب أنه
قال قد بلغت ثمانين سنة وما شئ أخوف عندي من النساء وقد كان
بصره يذهب
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا عمرو بن عاصم قال حدثنا سلام
بن مسكين قال حدثنا عمران بن عبد الله قال قال سعيد بن المسيب
ما خفت على نفسي شيئا مخافة النساء قال فقالوا يا أبا محمد إن مثلك
لا يريد النساء ولا تريده النساء قال هو ما أقول لكم قال وكان شيخا
كبيرا أعمش
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد
الله بن يزيد الهذلي عن سعيد بن المسيب أنه كان يصوم الدهر ويفطر أيام
التشريق بالمدينة
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا طلحة
بن محمد بن سعيد بن المسيب عن أبيه عن قال قلة العيال
أحد اليسارين
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد قال
حدثنا علي بن زيد قال قال لي سعيد بن المسيب قل لقائدك يقوم فينظر إلى
وجه هذا الرجل وإلى جسده قال فانطلق فنظر فإذا رجل أسود الوجه فجاء
فقال رأيت وجه زنجي وجسده أبيض فقال إن هذا سب هؤلاء
الرهط طلحة والزبير وعليا فنهيته فأبى فدعوت عليه قال قلت إن كنت
كاذبا فسود الله وجهك فخرجت بوجهه قرحة فاسود وجهه
136

حدثنا محمد بن سعد أخبرنا قبيصة بن عقبة قال أخبرنا
سفيان عن بعض المدينيين عن سعيد بن المسيب أنه سئل عن قطع الدراهم
فقال هو من الفساد في الأرض
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا مطرف بن عبد الله قال حدثنا مالك
عن يحيى بن سعيد قال سئل بن المسيب عن آية من كتاب الله فقال سعيد
لا أقول في القرآن شيئا
قال قال مالك وبلغني عن القاسم مثل ذلك
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي قال
حدثنا عطاف بن خالد عن بن حرملة قال أدرك سعيد بن المسيب رجلا
من قريش ومعه مصباح في ليلة مطيرة فسلم عليه وقال كيف أمسيت
يا أبا محمد قال احمد الله فلما بلغ الرجل منزله دخل وقال نبعث
معك بالمصباح قال لا حاجة لي بنورك نور الله أحب إلي من نورك
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي
قال أخبرنا عطاف بن خالد عن بن حرملة عن سعيد بن المسيب قال
لا تقولن مصيحف ولا مسيجد ولكن عظموا ما عظم الله كل
ما عظم الله فهو عظيم حسن
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي
قال أخبرنا عطاف بن خالد عن بن حرملة قال خرجت إلى الصبح
فوجدت سكران فلم أزل أجره حتى أدخلته منزلي قال فلقيت سعيد بن
المسيب فقلت لو أن رجلا وجد سكران أيدفعه إلى السلطان فيقيم عليه
الحد قال فقال لي إن استطعت أن تستره بثوبك فافعل قال فرجعت
إلى البيت فإذا الرجل قد أفاق فلما رآني عرفت فيه الحياء فقلت أما تستحيي
لو أخذت البارحة لحددت فكنت في الناس مثل الميت لا تجوز لك شهادة
فقال والله لا أعود له أبدا
137

قال بن حرملة فرأيته قد حسنت حاله بعد
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا سعيد بن منصور قال أخبرنا
مسلم بن خالد عن يسار بن عبد الرحمن عن سعيد بن المسيب أنه زوج ابنة
له على درهمين من بن أخيه
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا عمرو بن عاصم قال أخبرنا سلام
بن مسكين قال أخبرنا عمران بن عبد الله الخزاعي قال زوج سعيد بن
المسيب بنتا له من شاب من قريش فلما أمست قال لها شدي عليك ثيابك
واتبعيني قال فشدت عليها ثيابها ثم قال لها صلي ركعتين فصلت
ركعتين وصلى هو ركعتين ثم أرسل إلى زوجها فوضع يدها في يده وقال
انطلق بها فذهب بها إلى منزله فلما رأتها أمه قالت من هذه قال
امرأتي ابنة سعيد بن المسيب دفعها إلي قالت فإن وجهي من وجهك
حرام إن أفضيت إليها حتى أصنع بها صالح ما يصنع بنساء قريش قال
فدفعها إلى أمه فأصلحت إليها ثم بنى بها
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال أخبرنا
سفيان بن عبيد بن نسطاس قال رأيت سعيد بن المسيب يعتم بعمامة
سوداء ثم يرسلها خلفه ورأيت عليه إزارا وطيلسانا وخفين
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا محمد
بن هلال أنه رأى سعيد بن المسيب يعتم وعليه قلنسوة لطيفة بعمامة بيضاء
لها علم أحمر يرخيها وراءه شبرا
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب
قال حدثنا عثيم بن نسطاس قال رأيت سعيد بن المسيب عليه عمامة
سوداء
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا عبد الله بن مسلمة قال حدثنا
عثيم قال رأيت سعيد بن المسيب يلبس في الفطر والأضحى عمامة سوداء
138

ويلبس عليها برنسا أحمر أرجوانا
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد
بن زيد عن شعيب بن الحبحاب وعثمان بن عثمان المخزومي قالا رأينا
على سعيد بن المسيب برنس أرجوان
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد
الله بن يزيد الهذلي قال رأيت سعيد بن المسيب ربما حل إزاره في الصلاة
وربما ربطها
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا
خالد بن الياس قال رأيت على سعيد بن المسيب قميصا إلى نصف ساقيه
وكميه طالعة أطراف أصابعه ورداء فوق القميصين خمس أذرع وشبرا
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا روح بن عبادة قال أخبرنا سعيد
عن قتادة عن إسماعيل بن عمران قال كان سعيد بن المسيب يلبس طيلسانا
أزراره ديباج
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا الفضل بن دكين وعمرو بن عاصم
الكلابي قالا حدثنا همام عن قتادة عن إسماعيل أنه رأى على سعيد
بن المسيب طيلسانا عليه أزرار ديباج فقلت أزرار طيلسانك ديباج قال
وجدناه أبقى
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا محمد
بن هلال قال لم أر سعيد بن المسيب لبس ثوبا غير البياض
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا سعيد
بن مسلم قال رأيت على سعيد بن المسيب رداء ممشقا وقميصا
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا سعيد
بن مسلم قال كنت أرى سعيد بن المسيب يلبس السراويل ورأيت سعيدا
له جميمة ليست بالكثيرة قد فرقها
139

حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا سعيد
بن مسلم عن عثيم بن نسطاس قال رأيت سعيد بن المسيب شهد العتمة
في سراويل ورداء
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثني إسحاق
بن يحيى قال رأيت سعيد بن المسيب وعليه إبريسمان ممشقان وقميص
شقائق تخرج يداه من كميه
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا أبو
معشر قال رأيت على سعيد بن المسيب الخز
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا محمد
بن هلال أنه رأى سعيد بن المسيب ليس بين عينيه أثر السجود
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا محمد
بن هلال قال رأيت سعيد بن المسيب لا يحفي شاربه جدا يأخذ منه
أخذا حسنا
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد
بن عمرو قال كان سعيد بن المسيب لا يخضب
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا خالد بن مخلد قال حدثنا
محمد بن هلال قال رأيت سعيد بن المسيب يصفر لحيته
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس
قال أخبرنا أبو الغصن أنه رأى سعيد بن المسيب أبيض الرأس واللحية
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا ربيعة
بن عثمان قال رأيت سعيد بن المسيب لا يغير
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا يوسف بن الغرق قال أخبرنا
هشام بن زياد أبو المقدام قال رأيت سعيد بن المسيب يصلي في نعليه
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرت عن عبد الله بن صالح عن ليث
140

بن سعد عن يحيى بن سعيد قال كان عبد الله بن عمر إذا سئل عن الشئ
يشكل عليه قال سلوا سعيد بن المسيب فإنه قد جالس الصالحين
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرت عن عبد الله بن صالح عن ليث
بن سعد عن يحيى بن سعيد قال أدركت الناس يهابون الكتب ولو كنا
نكتب يومئذ لكتبنا من علم سعيد ورأيه شيئا كثيرا
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرت عن عبد الله بن صالح عن ليث
بن سعد عن يحيى بن سعيد قال كان سعيد بن المسيب إذا مر بالمكتب
قال للصبيان هؤلاء الناس بعدنا
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا
حاتم بن إسماعيل عن عبد الرحمن بن حرملة قال رأيت سعيد بن المسيب
في مرضه يصلي مضطجعا مستلقيا فيومئ برأسه إلى صدره آئما ولا يرفع
إلى رأسه شيئا وقال سعيد المريض إذا لم يستطع الجلوس أومأ آئما ولم يرفع
إلى رأسه شيئا
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا خالد بن مخلد قال حدثني
سليمان بن بلال قال حدثني عبد الرحمن بن حرملة قال دخلت على
سعيد بن المسيب وهو شديد المرض وهو يصلي الظهر وهو مستلق يومئ
آئما فسمعته يقرأ بالشمس وضحاها
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا
سفيان يعني الثوري عن عبد الرحمن بن حرملة قال كنت مع سعيد
بن المسيب في جنازة فقال رجل استغفروا لها فقال ما يقول راجزهم
قد حرجت على أهلي أن يرجز معي راجزهم وأن يقولوا مات سعيد بن المسيب
حسبي من يقبلني إلى ربي وأن يمشوا معي بمجمر فإن أكن طيبا فما
عند الله أطيب من طيبهم
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا أبو مطيع البلخي الحكم بن عبد الله عن عبد
141

الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب بمثله
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا معاوية
بن صالح عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال أوصيت أهلي إذا
حضرني الموت بثلاث ألا يتبعني راجز ولا نار وأن يعجل بي فإن يكن
لي عند ربي خير فهو خير مما عندكم
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا الوليد بن عطاء بن الأغر المكي
قال أخبرنا عبد الحميد بن سليمان عن أبي حازم قال قال سعيد بن المسيب
في مرضه الذي مات فيه إذا مت فلا تضربوا على قبري فسطاطا ولا
تحملوني على قطيفة حمراء ولا تتبعوني بنار ولا تؤذنوا بي أحدا
حسبي من يبلغني ربي ولا يتبعني راجزهم هذا
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس
قال حدثني أبي عن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي قال اشتكى
سعيد بن المسيب فاشتد وجعه فدخل عليه نافع بن جبير بن مطعم يعوده
فأغمي عليه فقال نافع بن جبير بن مطعم وجهوا فراشه إلى القبلة ففعلوا
فأفاق فقال من أمركم أن تحولوا فراشي إلى القبلة أنافع بن جبير أمركم
فقال نافع نعم فقال له سعيد لئن لم أكن على القبلة والملة ولا ينفعني
توجيهكم فراشي
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا الفضل بن دكين عن خالد بن الياس
عن نافع بن جبير بن مطعم قال دخلت على سعيد بن المسيب وهو مضطجع
على فراشه فقلت لمحمد ابنه حول فراشه فاستقبل به القبلة فقال لا
تفعل عليها ولدت وعليها أموت وعليها أبعث إن شاء الله
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا وكيع بن الجراح والفضل بن دكين
قالا حدثنا بن أبي ذئب عن أخيه المغيرة بن عبد الرحمن أنه دخل مع
أبيه على سعيد بن المسيب وقد أغمي عليه فوجه إلى القبلة فلما أفاق قال
142

من صنع هذا بي ألست امرأ مسلما وجهي إلى الله حيثما كنت
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا إسحاق
بن يحيى بن طلحة عن محمد بن سعيد أن سعيد بن المسيب حين ثقل عند
الوفاة حرف إلى القبلة فأفاق فقال من حول فراشي فسكت القوم فقال
هذا عمل نافع بن جبير أو لست على الاسلام حيثما كنت
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد
بن قيس الزيات عن زرعة بن عبد الرحمن قال شهدت سعيد بن المسيب
يوم مات يقول يا زرعة إني أشهدك على ابني محمد لا يؤذنن بي أحدا
حسبي أربعة يحملوني إلى ربي ولا تتبعني صائحة تقول في ما ليس في
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال حدثنا سفيان
عن يحيى بن سعيد قال لما حضر سعيد بن المسيب الموت ترك دنانير فقال
اللهم إنك تعلم أني لم أتركها إلا لأصون بها حسبي وديني
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد
الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة قال شهدت سعيد بن المسيب يوم مات
فرأيت قبره قد رش عليه الماء
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد
الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة قال مات سعيد بن المسيب بالمدينة سنة
أربع وتسعين في خلافة الوليد بن عبد الملك وهو بن خمس وسبعين سنة
وكان يقال لهذه السنة التي مات فيها سعيد سنة الفقهاء لكثرة من مات منهم
فيها
قالوا وكان سعيد بن المسيب جامعا ثقة كثير الحديث ثبتا فقهيا
مفتيا مأمونا ورعا عاليا رفيعا (0)
143

عبد الله بن مطيع
بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي
بن كعب وأمه أم هشام آمنة بنت أبي الخيار واسمه عبد يا ليل بن عبد
مناف بن عامر بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث فولد عبد الله بن مطيع
إسحاق لا بقية له ويعقوب وأمهما ريطة بنت عبد الله بن عبد الله بن
الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ومحمدا وعمران وأمهما
أم عبد الملك بنت عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية
وإبراهيم وبريهة وأمهما أم ولد وإسماعيل وزكرياء وأمهما أم ولد
وفاطمة وأمها أم حكيم بنت عبد الله بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب
وأم سلمة وأم هشام وأمهما ابنة خراش بن أمية بن ربيعة بن الفضل بن
منقذ بن عفيف بن كليب بن حبشية بن خزاعة ولد عبد الله بن مطيع
على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وله أموال وبئر فيما بين السقيا
والابواء تعرف ببئر بن مطيع يردها الناس
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا عبد الله بن نافع بن ثابت بن عبد
الله بن الزبير قال حدثني العطاف بن خالد عن أمية بن محمد بن عبد الله
بن مطيع أن عبد الله بن مطيع أراد أن يفر من المدينة ليالي فتنة يزيد بن
معاوية فسمع بذلك عبد الله بن عمر فخرج إليه حتى جاءه قال أين تريد
يا بن عم فقال لا أعطيهم طاعة أبدا فقال يا بن عم لا تفعل فإني
أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من مات ولا
بيعة عليه مات ميتة جاهلية
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد
الله بن جعفر عن أبي عون قال لما خرج حسين بن علي من المدينة يريد
مكة مر بابن مطيع وهو يحفر بئره فقال له أين فداك أبي وأمي
144

قال أردت مكة وذكر له أنه كتب إليه شيعته بها فقال
له بن مطيع إني فداك أبي وأمي متعنا بنفسك ولا تسر إليهم
فأبى حسين فقال له بن مطيع إن بئري هذه قد رشحتها وهذا اليوم أوان
ما خرج إلينا في الدلو شئ من ماء فلو دعوت الله لنا فيها البركة قال
هات مائها فأتي من مائها فشرب منه ثم مضمض ثم رده في
البئر فأعذب وأمهى
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر عن عبد الله عن أبيه
قال مر حسين بن علي على بن مطيع وهو ببئره قد أنبطها فنزل حسين
عن راحلته فاحتمله بن مطيع احتمالا حتى وضعه على سريره ثم قال
بأبي وأمي أمسك علينا نفسك فوالله لئن قتلوك ليتخذنا هؤلاء القوم عبيدا
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إسماعيل
بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة عن أبيه قال لما أجمع
يزيد بن معاوية أن يبعث الجيوش إلى المدينة أيام الحرة وكلمه عبد الله بن
جعفر بن أبي طالب فيهم ورققه عليهم وقال إنما تقتل بهم نفسك
قال له فأنا أبعث أول جيش وآمرهم أن يمروا بالمدينة إلى بن الزبير فإنه
قد نصب لنا الحرب ويجعلونها طريقا ولا يقاتلهم فإن أقر أهل المدينة بالسمع
والطاعة تركهم وجاز إلى بن الزبير وإن أبوا أن يقروا قاتلهم قال عبد
الله بن جعفر فرأيت هذا فرجا عظيما فكتب إلى ثلاثة نفر من قريش
عبد الله بن مطيع وإبراهيم بن نعيم النحام وعبد الرحمن بن عبد الله بن
أبي ربيعة وكان أهل المدينة قد صيروا أمرهم إلى هؤلاء يخبرهم بذلك
ويقول استقبلوا ما سلف واغنموا السلامة والامن ولا تعرضوا لجنده
ودعوهم يمضون عنكم فأبوا أن يفعلوا ذلك وقالوا لا يدخلها علينا أبدا
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد
الله بن أبي يحيى عن سعيد بن أبي هند قال أسندوا أمرهم إلى عبد الله بن
145

مطيع فكان الذي قام بهذا الامر
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إسماعيل
بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة عن أبيه قال تنافست
قريش أن تجعل منها أميرا وفيهم يومئذ ما لا يعد من السن والشرف
عبد الله بن مطيع وإبراهيم بن نعيم ومحمد بن أبي جهم وعبد الرحمن بن
عبد الله بن أبي ربيعة
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إسحاق
بن يحيى قال حدثني من نظر إلى عبد الله بن مطيع على المنبر وقد رئيت
طلائع القوم بمخيض والعسكر بذي خشب فتكلم على المنبر فقال
أيها الناس عليكم بتقوى الله والجد في أمره وإياكم والفشل والتنازع
والاختلاف أذعنوا للموت فوالله ما من مفر ولا مهرب والله لان
يقتل الرجل مقبلا محتسبا خير من أن يقتل مدبرا فيؤخذ برقبته ولا تظنوا
أن عند القوم بقيا فابذلوا لهم أنفسكم فإنهم يكرهون الموت كما تكرهونه
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إسحاق
بن يحيى بن طلحة عن عيسى بن طلحة قال قلت لعبد الله بن مطيع كيف
نجوت يوم الحرة وقد رأيت ما رأيت من غلبة أهل الشام فقال عبد الله
كنا نقول لو أقاموا شهرا ما قتلوا منا شيئا فلما صنع بنا ما صنع وأدخلهم
علينا وولى الناس ذكرت قول الحارث بن هشام
وعلمت أني إن أقاتل واحدا أقتل ولا يضرر عدوي مشهدي
فانكشفت فتواريت ثم لحقت بابن الزبير بعد فكنت أعجب كل
العجب أن بن الزبير لم يصلوا إليه ثلاثة أشهر وقد أخذوا عليه بالمضايق
ونصبوا المنجنيق وفعلوا به الأفاعيل ولم يكن مع بن الزبير أحد يقاتل له
حفاظا إلا نفر يسير وقوم آخرون من الخوارج وكان معنا يوم الحرة ألفا
146

رجل كلهم وحفاظ فما استطعنا أن نحبسهم يوما إلى الليل
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر عن إسحاق بن يحيى
قال سمعت عيسى بن طلحة يقول ذكر عبد الملك بن مروان عبد الله
بن مطيع فقال نجا من مسلم بن عقبة يوم الحرة ثم لحق بن الزبير بمكة
فنجا ولحق بالعراق قد كثر علينا في كل وجه ولكن من رأيي الصفح
عنه وعن غيره من قومي إنما أقتل بهم نفسي
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني مصعب
بن ثابت عن عامر بن عبد الله بن الزبير قال كان عبد الله بن مطيع مع
عبد الله بن الزبير في أمره كله فلما صدر الناي من سنة أربع وستين ودخلت
سنة خمس وستين بايع أهل مكة لعبد الله بن الزبير فكان أسرع الناس
إلى بيعته عبد الله بن مطيع وعبد الله بن صفوان والحارث بن عبد الله بن
أبي ربيعة وعبيد بن عمير وبايعه كل من كان حاضرا من أهل الآفاق
فولى المدينة المنذر بن الزبير وولى الكوفة عبد الله بن مطيع وولى البصرة
الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد
الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه قال ألج المختار بن أبي
عبيد على عبد الله بن الزبير في الخروج إلى العراق فأذن له وكتب بن
الزبير إلى بن مطيع وهو عامله على الكوفة يذكر له حال المختار عنده
فلما قدم المختار الكوفة اختلف إلى بن مطيع وأظهر مناصحة بن الزبير
وعابه في السر ودعا إلى بن الحنفية وحرض الناس على بن مطيع واتخذ
شيعة يركب في خيل عظيمة حتى عدت خيله على خيل صاحب شرطة
بن مطيع فأصابوهم فهرب بن مطيع
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد
بن يعقوب بن عتبة عن أبيه قال أخبر بن مطيع أن المختار قد أنغل
147

عليه الكوفة فبعث إليه إياس بن المضارب العجلي وكان على شرطة بن
مطيع فأخذه فأقبل به إلى القصر فلحقته الشيعة والموالي فاستنقذوه من أيديهم
وقتل إياس بن المضارب وانهزم أصحابه فولى بن مطيع شرطته راشد
بن إياس بن المضارب فبعث إليه المختار رجلا من أصحابه في عصابة
من الخشبية فقتله وأتي برأس راشد إلى المختار فلما رأى ذلك عبد الله
بن مطيع طلب الأمان على نفسه وماله على أن يلحق بابن الزبير فأعطاه المختار
ذلك فلحق بابن الزبير
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد
الله بن جعفر عن أم بكر بنت المسور قالت هرب بن مطيع من غير
أن يأخذ أمانا فلم يطلبه المختار وقال أنا على طاعة بن الزبير فلم خرج
بن مطيع
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني رياح
بن مسلم عن أبيه قال قال بن مطيع لعمر بن سعد بن أبي وقاص
اخترت همذان والري على قتل بن عمك فقال عمر كانت أمورا
قضيت من السماء وقد أعذرت إلى بن عمي قبل الوقعة فأبى إلاما أبى
فلما خرج بن مطيع وهرب من المختار سار المختار بأصحابه إلى منزل عمر
بن سعد فقتله في داره وقتل ابنه أسوأ قتلة
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني يحيى
بن عبد الله بن أبي فروة عن أبيه قال لما خرج بن مطيع من الكوفة أتبعه
المختار بكتاب إلى عبد الله بن الزبير يقع فيه بابن مطيع ويجبنه ويقول
قدمت الكوفة وأنا على طاعتك فرأيت عبد الله بن مطيع مداهنا لبني أمية
فلم يسعني أن أقره على ذلك لما حملت في عنقي من بيعتك فخرج من
الكوفة وأنا ومن قبلي على طاعتك وقدم بن مطيع على بن الزبير فأخبره
بخلاف ذلك وأنه يدعو إلى بن الحنفية فلم يقبل بن الزبير قوله وكتب
148

إلى المختار إنه قد كان كثر عليك عندي بأمر ظننت أنك منه برئ
ولكن لا بد للقلب من أن يقع فيه ما يقول الناس فأما إذا رجعت وعدت
إلى أحسن ما يعهد من رأيك فإنا نقبل منك ونصدقك وأقره واليا
على الناس بالكوفة
قالوا ولم يزل عبد الله بن مطيع بعد ذلك مقيما بمكة مع عبد الله
بن الزبير حتى توفي قبل قتل عبد الله بن الزبير بيسير
عبد الرحمن بن مطيع
بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن
عدي بن كعب وأمه أم كلثوم بنت معاوية بن عروة بن صخر بن يعمر
بن نفاثة بن عدي بن الديل بن بكر فولد عبد الرحمن بن مطيع هشاما
لا بقية له إلا النساء ومحمدا الأكبر ومطيعا وعبد الملك ومحمدا الأصغر وأمهم
أم سلمة بنت مسعود بن الأسود بن حارثة بن نضلة وكان عبد الرحمن
بن مطيع يكنى أبا عبد الله وأخوهما
سليمان بن مطيع
بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن
عدي بن كعب وأمه أم هشام آمنة بنت أبي الخيار واسمه عبد يا ليل
بن عبد مناف بن عامر بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث فولد سليمان
بن مطيع محمدا وأمه إحدى بني نصر وقتل سليمان بن مطيع يوم الجمل
149

عبد الرحمن بن سعيد
بن يربوع بن عنكثة بن عامر بن مخزوم وأمه أم عبيد أروى
بنت عركي بن عمرو بن قيس بن سويد بن عمرو من عد فولد عبد
الرحمن بن سعيد عثمان وأبا بكر وسعيدا وعمر وأمهم الرابعة بنت يزيد
بن عبد الله بن عمرو بن حبيب بن عتاب بن رئاب من بني عبس وعباسا
وخالدا ويحيى وأمهم أم الحكم بنت بلعاء بن نهيك بن معاوية بن الوحيد
من بني عامر وعكرمة وأمه أم الفضل بنت عكرمة بن ربيعة من بني
هلال ومحمدا لام ولد وأم حكيم وأمها عاتكة بنت سعد بن الأعشى
من بلمصطلق من خزاعة ويكنى عبد الرحمن أبا محمد توفي في
سنة تسع ومائة وهو بن ثمانين سنة وكان ثقة في الحديث
عمرو بن عثمان
بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن
قصي وأمه أم عمرو بنت جندب بن عمرو بن حممة بن الحارث
بن رفاعة بن سعد بن ثعلبة بن لؤي بن عامر بن غنم بن دهمان بن منهب
بن دوس فولد عمرو بن عثمان عثمان درج وخالدا وأمهما رملة
بنت معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية وعبد الله الأكبر بن عمرو
وهو المطرف وأمه حفصة بنت عبد الله بن عمر بن الخطاب وعثمان الأصغر
بن عمرو وأمه بنت عمارة بن الحارث بن عوف بن أبي حارثة بن مرة
بن نشبة بن غيظ بن مرة وعمر بن عمرو والمغيرة وأبا بكر وعبد
الله الأصغر والوليد لأمهات أولاد وعائشة وأم سعيد لام ولد ولد قد روى
150

عمرو عن أبيه وعن أسامة بن زيد وكان ثقة له أحاديث
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا أبو
معشر عن سعيد المقبري قال رأيت أبناء صحابة رسول الله صلى الله
عليه وسلم يصبغون بالسواد منهم عمرو بن عثمان بن عفان
عمر بن عثمان
بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس وأمه أم عمرو بنت
جندب بن عمرو بن حممة بن الحارث بن رفاعة بن سعد بن ثعلبة بن
لؤي بن عامر بن غنم بن دهمان بن منهب بن دوس فولد عمر بن
عثمان زيدا وعاصما لام ولد وقد روى عمر بن عثمان عن أسامة بن زيد
روى عنه الزهري وله دار بالمدينة وكان قليل الحديث
أبان بن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس وأمه أم عمرو
بنت جندب بن عمرو بن حممة بن الحارث بن رفاعة بن سعد بن ثعلبة
بن لؤي بن عامر بن غنم بن دهمان بن منهب بن دوس فولد أبان
بن عثمان سعيدا وبه كان يكنى وأمه ابنة عبد الله بن عامر بن كريز بن
ربيعة بن حبيب بن عبد شمس وعمر وعبد الرحمن وأم سعيد وأمهم
أم سعيد بنت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعمر الأصغر ومروان وأم
سعيد الصغرى لام ولد
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر عن بعض أصحابه
151

قال كان يحيى بن الحكم بن أبي العاص بن أمية على المدينة عاملا لعبد
الملك بن مروان وكان فيه حمق فخرج إلى عبد الملك وافدا عليه بغير
إذن من عبد الملك فقال عبد الملك ما أقدمك علي بغير إذني من استعملت
على المدينة قال أبان بن عثمان بن عفان قال لا جرم لا ترجع إليها
فأقر عبد الملك أبانا على المدينة وكتب إليه بعهده عليها فعزل أبان عبد الله
بن قيس بن مخرمة عن القضاء وولى نوفل بن مساحق قضاء المدينة
وكانت ولاية أبان على المدينة سبع سنين وحج بالناس فيها سنتين وتوفي
في ولايته جابر بن عبد الله ومحمد بن الحنفية فصلى عليهما بالمدينة وهو
وال ثم عزل عبد الملك بن مروان أبانا عن المدينة وولاها هشام بن إسماعيل
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر عن خارجة بن الحارث
قال كان بأبان وضح كثير فكان يخضب مواضعه من يده ولا يخضبه
في وجهه
حدثنا محمد بن سعد قال محمد بن عمر قال وكان به صمم شديد
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا بلال
بن أبي مسلم قال رأيت أبان بن عثمان بين عينيه أثر السجود قليلا
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا خالد بن مخلد قال حدثني
داود بن سنان مولى عمر بن تميم الحكمي قال رأيت أبان بن عثمان يصفر
لحيته
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس
قال حدثني داود بن سنان قال رأيت أبان بن عثمان يصفر رأسه ولحيته
بالحناء
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال أخبرنا
هشام الدستوائي قال أخبرنا الحجاج بن فرافصة عن رجل قال دخلت
على أبان بن عثمان فقال أبان من قال حين يصبح لا إله إلا الله العظيم سبحان
152

الله العظيم وبحمده لا حول ولا قوة إلا بالله عوفي من كل بلاء يومئذ
قال وبأبان يومئذ الفالج فقال إن الحديث كما حدثتك إلا أنه يوم
أصابني هذا لم أكن قلته
قال محمد بن عمر أصاب الفالج أبانا سنة قبل أن يموت ويقال
بالمدينة فالج أبان لشدته وتوفي أبان بالمدينة في خلافة يزيد بن عبد الملك
وروى أبان عن أبيه وكان ثقة وله أحاديث
سعيد بن عثمان
بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف
وأمه فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن
مخزوم وأمها أسماء بنت أبي جهل بن هشام بن المغيرة وأمها أروى
بنت أبي العيص بن أمية بن عبد شمس وأمها رقية بنت الحارث بن عبيد
بن عمر بن مخزوم وأمها رقية بنت أسد بن عبد العزى بن قصي وأمها
خالدة بنت هاشم بن عبد مناف بن قصي فولد سعيد بن عثمان محمدا وأمه
رملة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية وكان قليل الحديث
حميد بن عبد الرحمن
بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب
وأمه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد
شمس بن عبد مناف بن قصي وأمها أروى بنت كريز بن ربيعة بن
حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وأمها أم حكيم البيضاء
153

بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمها فاطمة بنت
عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم وأمها صخرة بنت عبد بن عمران
بن مخزوم وأمها تخمر بنت عبد بن قصي بن كلاب وأمها سلمى
بنت عامرة بن عميرة بن وديعة بن الحارث بن فهر ويكنى حميد أبا
عبد الرحمن فولد حميد بن عبد الرحمن إبراهيم لا عقب له والمغيرة
وحبابة الكبرى وأم كلثوم وأم حكيم وأمهم جويرية بنت أبي عمرو بن
عدي بن علاج بن أبي سلمة الثقفي حليفهم وعبد الله وأمه قريبة بنت
محمد بن عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم
وعبد الله الأصغر وبلالا وعونة وحكيمة الصغرى وبريهة لام ولد وعبد
الملك لام ولد وعبد الرحمن بن حميد لام ولد
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا بن
أبي ذئب عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف قال رأيت
عمر وعثمان يصليان المغرب في رمضان إذا نظرا إلى الليل الأسود ثم يفطران
بعد
حدثنا محمد بن سعد قال وأخبرنا معن بن عيسى عن مالك عن
الزهري عن حميد بن عبد الرحمن أن عمر وعثمان كانا يصليان المغرب
في رمضان ولم يقل رأيت
قال محمد بن عمر وأثبتهما عندنا حديث مالك وإن حميدا لم
ير عمر ولم يسمع منه شيئا وسنه وموته يدل على ذلك ولعله قد سمع
من عثمان لأنه كان خاله وكان يدخل عليه كما يدخل عليه ولده صغيرا
وكبيرا ولكنه قد روى عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ومعاوية
بن أبي سفيان وأبي هريرة والنعمان بن بشير وأمه أم كلثوم بنت عقبة
وكان ثقة عالما كثير الحديث وتوفي حميد بن عبد الرحمن بالمدينة سنة
خمس وتسعين وهو بن ثلاث وسبعين سنة
154

قال محمد بن سعد وقد سمعت من يذكر أنه توفي سنة خمس
ومائة وهذا غلط وخطأ ليس يمكن أن يكون ذلك كذلك لا في سنه
ولا في روايته وخمس وتسعون أشبه وأقرب إلى الصواب والله أعلم
أبو سلمة بن عبد الرحمن
بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب
وهو عبد الله الأصغر وأمه تماضر بنت الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة بن
الحارث بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب بن هبل من كلب قضاعة
وهي أول كلبية نكحها قرشي فولد أبو سلمة بن عبد الرحمن سلمة وبه
كان يكنى وتماضر وأمهما أم ولد وحسنا وحسينا وأبا بكر وعبد الجبار و
عبد العزيز ونائلة وسالمة وأمهم أم حسن بنت سعد بن الأصبغ بن عمرو
بن ثعلبة بن الحارث بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب من كلب
قضاعة وعبد الملك وأم كلثوم الصغرى وأمهما أم ولد وأم كلثوم
الكبرى تزوجها بشر بن مروان بن الحكم وولدت له وأمها أم عثمان بنت
عبد الله بن عوف وأم عبد الله وتماضر الصغرى وأسماء وأمهم بريهة
بنت عبد الرحمن بن عبد الله بن مكمل بن عوف بن عبد بن الحارث بن
زهرة وعمر بن أبي سلمة ولم تسم لنا أمه
قالوا إن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية لما ولي المدينة
لمعاوية بن أبي سفيان في المرة الأولى استقضى أبا سلمة بن عبد الرحمن بن
عوف على المدينة فلما عزل سعيد بن العاص وولي مروان المدينة المرة الثانية
عزل أبا سلمة بن عبد الرحمن عن القضاء وولى القضاء وشرطه أخاه مصعب
بن عبد الرحمن بن عوف
155

حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا مهدي
بن ميمون قال حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب قال قدم علينا
أبو سلمة بن عبد الرحمن البصرة في إمارة بشر بن مروان وكان رجلا
صبيحا كأن وجهه دينار هرقلي
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر عن سفيان بن عيينة
وقيس بن الربيع عن مجالد عن الشعبي قال قدم علينا أبو سلمة بن عبد الرحمن
يعني الكوفة فمشى بيني وبين أبي بردة فقلنا له من أفقه من خلفت
ببلادك فقال رجل بينكما
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا بن
أبي ذئب عن يونس بن يوسف أن أبا سلمة اشترى قطا بالعرج وهو
محرم فذبحه فبلغ سعيد بن المسيب فقال إنه وهو صغير أفقه منه كبيرا
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد
بن عمرو عن أبي سلمة أنه كان يخضب بالحناء والكتم حتى يقيم خضابه
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك
وعبد الله بن مسلمة بن قعنب وإسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس عن
محمد بن هلال أنه كان يرى أبا سلمة بن عبد الرحمن يخضب بالحناء قال
بن أبي أويس في حديثه رأسه ولحيته
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا معن بن عيسى وعبد العزيز بن
عبد الله الأويسي قالا حدثنا إبراهيم بن سعد بن إبراهيم عن أبيه أنه رأى
أبا سلمة بن عبد الرحمن يصبغ بالسواد
قال محمد بن سعد ثم حدثنا به معن بن عيسى مرة أخرى بهذا الاسناد
أنه رأى أبا سلمة يصبغ بالوسمة قال وكان اسمه عبد الله
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عبد
الله الأسدي قالا حدثنا سفيان عن سعد بن إبراهيم قال كان أبو سلمة
156

يخضب بالوسمة
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد
بن عمرو عن أبي سلمة أنه رأى عليه مطرف خز أصفر
قال محمد بن سعد وأخبرت عن شعيب بن أبي حمزة عن الزهري
قال أخبرنا أبو سلمة بن عبد الرحمن أنه سمع حسان بن ثابت يستشهد
أبا هريرة هل سمعت رسول الله عليه السلام يقول يا حسان أجب
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم أيده بروح القدس فقال
أبو هريرة نعم
حدثنا محمد بن سعد قال وقال محمد بن عمر وقد روى أبو سلمة
عن أبيه وعن زيد بن ثابت وأبي قتادة وجابر بن عبد الله وأبي هريرة وابن
عمر وعبد الله بن عمرو وابن عباس وعائشة وأم سلمة وكان ثقة فقيها
كثير الحديث وتوفي أبو سلمة بالمدينة سنة أربع وتسعين في خلافة الوليد
بن عبد الملك وهو بن اثنتين وسبعين سنة وهذا أثبت من قول من قال
إنه توفي سنة أربع ومائة
مصعب بن عبد الرحمن
بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة ويكنى
أبا زرارة وأمه أم حريث من سبي بهراء من قضاعة فولد مصعب
بن عبد الرحمن زرارة وبه كان يكنى وعبد الرحمن وأمهما ليلى بنت
الأسود بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة ومصعب
بن مصعب وأمه أم ولد وأم الفضل وأمها أم سعيد بنت المخارق بن
عروة وفاطمة وأم عون وأمهما أم كلثوم بنت عبيد الله بن شهاب
157

بن عبد الله بن الحارث بن
زهرة قالوا ولما ولي مروان بن الحكم المدينة في خلافة معاوية في المرة
الثانية استعمل مصعب بن عبد الرحمن بن عوف على شرطه وولاه قضاءه
بالمدينة وكان شديدا على المريب وكان ولاة المدينة هم الذين يختارون
القضاة ويولونهم
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد
بن عبد الله بن عبيد بن عمير عن عمرو بن دينار قال لحق مصعب
بن عبد الرحمن بن عوف بعبد الله بن الزبير فلم يزل معه فلما قدم عمرو
بن الزبير مكة يريد قتال عبد الله بن الزبير وجه عبد الله بن الزبير مصعب
بن عبد الرحمن إليه في جمع فتفرق أصحابه عنه وأسر أسرا وذاك أنه هرب
فدخل دار بن علقمة فغلقها عليه فأحاط به مصعب بن عبد الرحمن
حدثنا محمد بن يعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني
شرحبيل بن أبي عون عن أبيه لقد رأيتنا في قتال الحصين بن نمير وقد
أخرج المسور سلاحا حمله من المدينة فرأيتنا مرة ونحن نقتتل والمسور
عليه سلاحه ومصعب بن عبد الرحمن يسوقهم سوقا عنيفا وحملوا علينا
فكشفونا فقال المسور لمصعب بن عبد الرحمن يا بن خال ألا ترى ما
قد نال هؤلاء منا قال فما الرأي يا أبا عبد الرحمن قال نكمن لهم
فإني أرجو أن يظفر الله بهم واختر معك ناسا من أهل الجلد فكمن
لهم مصعب في مائة رجل من الخوارج فغدوا فنالوا ما كانوا ينالون فسد
عليهم مصعب بأصحابه فما أفلت منهم إلا رجل واحد هرب وجاء الخبر
المسور فسر بذلك
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال فحدثني عبد
الله بن جعفر عن أبي عون قال إني لجالس مع المسور ما شعرت إلا بابن
صفوان يقول يا أبا عبد الرحمن لقد سرنا ما صنع مصعب بهؤلاء القوم
158

الذين كانوا ينالون منا ما ينالون فقال المسور وهو سرورهم اللهم
أبق لنا مصعبا فإنه أجزأ من معنا وأنكاه لعدونا قال المسور هو
هكذا
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا نافع
بن ثابت عن يحيى بن عباد عن أبيه قال لقد رأيتني يوما من أيام الحصين
بن نمير وقد بعث إلينا كتيبة خشناء فيها عبد الله بن مسعدة الفزاري
فنالوا منا أقبح القول وأسمجه فرأيت أبي حنقا عليهم وقال ما للحرب
وما لهذا هذا فعل النساء فقال لمصعب أبا زرارة احمل بنا فحمل
مصعب كأنه جمل صؤول وحمل أبي وتبعتهم في قوم منا أهل نيات
فلقد رأيت السيوف ركدت ساعة ولكأن هام الرجال وأذرعهم أجري
القثاء حتى خلصنا إلى عبد الله بن مسعدة فضربه مصعب ضربة فقطع السيف
الدرع وخلص إلى فخذه وضربه بن أبي ذراع من جانبه الآخر فجرحه
جرحا آخر فما علمت أنا رأيناه يخرج إلينا بعد ذلك وأقام في عسكرهم
جريحا حتى ولو منصرفين
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال فحدثني
شرحبيل بن أبي عون عن أبيه قال كنا نعرف قتلى مصعب بن عبد الرحمن
من قتلى غيره بشحوه ولقد رأيت هذا الموطن الذي قام فيه بن مسعدة
الفزاري وهو يقاتل يومئذ فلما انصرفوا عددت القتلى من أهل الشام
فوجدت أربعة عشر قتيلا قتل منهم مصعب بن عبد الرحمن سبعة نفر نعرفهم
بالشجو وشحوه وثبه
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني مسلمة
بن عبد الله بن عروة عن أبيه قال لقد قتل بن الزبير وأصحابه من أصحاب
الحصين بن نمير عددا كثيرا ولكن ساعة يقتل منهم إنسان يوارى فلا
يرى لهم قتيل ثم يقول لقد برز مصعب بن عبد الرحمن يوما كانت الدولة
159

فيه لابن الزبير فقتل بيده خمسة ثم رجع وإن سيفه لمنحن فجعل يقول
إنا لنوردها بيضا ونصدرها حمرا وفيها انحناء بعد تقويم
ثم قال أبي ما كانت من مصعب إلا ضربة واحدة ففيها اليتم
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني شرحبيل
بن أبي عون عن أبيه قال لما أصاب الحجر خد المسور وصدغه الأيسر
غشي عليه فاحتملناه وجاء الخبر بن الزبير فأقبل يعدو إلينا فكان فيمن
حمله وأدركنا مصعب بن عبد الرحمن وعبيد بن عمير ثم
مات فولوه ودفنوه وتوفي مصعب بن عبد الرحمن بعده بقليل وفاة
وذلك والحصين بن نمير بعد بمكة فلما مات المسور بن مخرمة ومصعب
بن عبد الرحمن أظهر بن الزبير الدعاء لنفسه وبايعه الناس بالخلافة وكان
قبل ذلك يريهم أن الامر شورى بينهم وكان شعاره قبل أن يموت المسور
ومصعب لا حكم إلا لله وكانت وفاة مصعب بن عبد الرحمن بمكة في
سنة أربع وستين وكان ثقة قليل الحديث
طلحة بن عبد الله
بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة وأمه فاطمة
بنت مطيع بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج
بن عدي بن كعب فولد طلحة بن عبد الله محمدا به كان يكنى وعاتكة
وطيبة وأمهم أم حسن بنت أبي أثيلة وهو الحارث بن عباس بن جابر
بن عمرو بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر وعمران
وأمه أم إبراهيم بنت المسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف
بن زهرة وأمها جويرية بنت عبد الرحمن بن عوف وأم عبد الله
160

وأمها أمة الرحمن بنت المسور بن مخرمة وإبراهيم وأم إبراهيم وأم أبيها
وربيحة وأمهم هند بنت عبد الرحمن بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن
كعب بن سعد بن تيم بن مرة وعبد الله وأمه فاختة بنت كليب بن جزي
بن معاوية بن خفاجة بن عمرو بن عقيل وعمر وأمه أم ولد وامرأة
تزوجها مروان بن محمد بن الحكم قبل خلافته فهلكت عنده
وقد ولي طلحة بن عبد الله بن عوف المدينة وكان سعيد بن المسيب إذا
ذكره قال ما ولينا مثله وكان سخيا جوادا قدم الفرزدق المدينة
وكان قد مدحه ومدح غيره من قريش فبدأ به فأعطاه ألف دينار ثم
أتى غيره فجعلوا يسألون كم أعطاه طلحة فقيل ألف دينار فكانوا
يكرهون أن يقصروا عن ذلك فيتعرضوا للسان الفرزدق فجعلوا يتكلفون
ما أعطاه طلحة فكان يقال أتعب طلحة الناس وكان طلحة إذا كان
عنده مال فتح بأبيه وغشيه أصحابه والناس فأطعم وأجاز وحمل فإذا لم
يكن عنده شئ أغلق بأبيه فلم يأتيه أحد فقال له بعض أهله ما في الدنيا
شر من أصحابك يأتونك إذا كان عندك شئ وإذا لم يكن لم يأتوك فقال
ما في الدنيا خير من هؤلاء لو أتونا عند العسرة أردنا أن نتكلف لهم فإذا
أمسكوا حتى يأتينا شئ فهو معروف منهم وإحسان وكان طلحة قد سمع
من عمه عبد الرحمن بن عوف ومن أبي هريرة وابن عباس وكان ثقة
كثير الحديث وتوفي بالمدينة سنة سبع وتسعين وهو بن اثنتين وسبعين سنة
موسى بن طلحة
بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة
وأمه خولة بنت القعقاع بن معبد بن زرارة بن عدس بن زيد من بني
تميم وكان يقال للقعقاع تيار الفرات من سخائه فولد موسى بن طلحة
161

عيسى ومحمدا وكان على أهل الكوفة أيام ساروا إلى أبي فديك الخارجي
وله يقول عبيد الله بن شبل البجلي
تباري بن موسى يا بن موسى ولم تكن يداك جميعا تعدلان له يدا
يعني عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر وإبراهيم بن موسى
وعائشة تزوجها عبد الملك بن مروان فولدت له بكارا ثم خلف عليها علي
بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب وقريبة بنت موسى وأمهم أم
حكيم بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق وعمران بن موسى وأمه
أم ولد ويقال لها جيداء وله يقول الشاعر
إن يك يا جناح علي دين فعمران بن موسى يستدين
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا روح بن عبادة وسليمان بن حرب
قالا حدثنا الأسود بن شيبان قال حدثنا خالد بن سمير قال قدم
الكذاب المختار بن أبي عبيد الكوفة فهرب منه وجوه أهل الكوفة فقدموا
علينا هاهنا البصرة وفيهم موسى بن طلحة بن عبيد الله قال وكان الناس
يرونه زمانه هو المهدي قال فغشيهم ناس من الناس وغشيته فيمن غشيه
فإذا شيخ طويل السكوت قليل الكلام طويل الحزن والكآبة إلى أن قال
يوما من الأيام والله لان أكون أعلم أنها فتنة لها انقضاء أحب إلي من أن
يكون لي كذا وكذا وأعظم الخطر فقال رجل من القوم يا أبا محمد
ما الذي ترهب وأشد أن تكون فتنة قال أرهب الهرج قال وما
الهرج قال الذي كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
يحدثون القتل بين يدي الساعة لا يستقر الناس على إمام حتى تقوم الساعة
عليهم وهو كذاك وأيم الله لئن كان هذا لوددت أني على رأس جبل
لا أسمع لكم صوتا ولا ألبي لكم داعيا حتى يأتيني داعي ربي قال ثم
سكت ثم قال يرحم الله عبد الله بن عمر أو أبا عبد الرحمن إما سماه
162

وإما كناه ووالله إني لأحسبه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
الذي عهد إليه لم يفتن ولم يتغير والله ما استفزته قريش في فتنتها الأولى
فقلت في نفسي إن هذا ليزري على أبيه في مقتله
قالوا وتحول موسى بن طلحة إلى الكوفة ونزلها وهلك بها سنة ثلاث
ومائة وصلى عليه الصقر بن عبد الله المزني وكان عاملا لعمر بن هبيرة
على الكوفة
قال محمد بن سعد وقال الفضل بن دكين مات سنة أربع ومائة
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا
عمرو بن عثمان بن عبد الله بن موهب قال رأيت موسى يخضب بالسواد
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا علي بن عبد الحميد المعني قال
حدثنا عمر بن أبي زائدة قال رأيت موسى بن طلحة وقد خضب بالسواد
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا إسحاق
بن يحيى قال رأيت عيسى وموسى ابني طلحة لا يزيدان على أن يبديا
هذا يعني الإطار
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا إسحاق
بن يحيى قال رأيت كمي عيسى وموسى ابني طلحة يجاوزان أصابعهما
بأربع أصابع أو شبر
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا
عيسى بن عبد الرحمن قال رأيت على موسى بن طلحة برنس خز
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا معن بن عيسى عن أبي الزبير الأسدي
أن موسى بن طلحة ربط أسنانه بالذهب
قال محمد بن سعد قال محمد بن عمر رأيت من قبلنا وأهل بيته
يكنونه أبا عيسى وكان ثقة كثير الحديث
163

عيسى بن طلحة
بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة
وأمه سعدى بنت عوف بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة المري فولد
عيسى بن طلحة يحيى وأمه عائشة بنت جرير بن عبد الله البجلي ومحمد
بن عيسى وأمه أم حبيب بنت أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة بن
بدر من بني فزارة وعيسى بن عيسى وأمه أم عيسى بنت عياض بن نوفل
بن عدي بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي توفي عيسى في خلافة
عمر بن عبد العزيز وكان ثقة كثير الحديث
يحيى بن طلحة
بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم وأمه
سعدى بنت عوف بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة المري فولد يحيى
بن طلحة طلحة وأمه أم أبان وأم أناس بنت أبي موسى الأشعري
وأخوه لامه عبد الله بن إسحاق بن طلحة وإسحاق بن يحيى وأمه الحسناء
بنت زبار بن الأبرد بن مصاد بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن
عليم من كلب وسلمة بن يحيى وعيسى وسالما وبلالا الذي مدحه الحزين
الكناني فقال
بلال بن يحيى غرة لا خفا بها لكل أناس غرة وهلال
ومهجع بن يحيى ومسلمة وأم محمد وهم لأمهات أولاد وأم
حكيم وسعدى تزوجها سليمان بن عبد الملك بن مروان فهلكت ولم تلد
شيئا وفاطمة وأمهن سودة بنت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن
المغيرة المخزومي
164

يعقوب بن طلحة
بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة
وأمه أم أبان بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي
فولد يعقوب بن طلحة يوسف وأمه أم حميد بنت عبد الرحمن بن عبد
الله بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي وأمها أم كلثوم بنت أبي بكر
الصديق وطلحة وأمه أم الحلاس بنت عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة
بن المغيرة وإسماعيل وإسحاق درجا في حياة أبيهما وأبا بكر وأمهم
جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي وكان يعقوب سخيا جوادا وقتل
يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين وجاء بمقتله ومصاب أهل
الحرة إلى الكوفة الكروس بن زيد الطائي ففي ذلك يقول عبد الله بن
الزبير الأسدي
لعمري لقد جاء الكروس كاظما * على خبر للمسلمين وجيع
حديث أتاني عن لؤي بن غالب * فما رقأت ليل التمام دموعي
يخبر أن لم يبق إلا أرامل * وإلا دم قد سأل كل مريع
قروم تلافت من قريش فأنهلت * بأصهب من ماء السمام نقيع
فكم حول سلع من عجوز مصابة * وأبيض فياض اليدين صريع
طلوع ثنايا المجد سام بطرفه * قبيل تلاقيهم أشم منيع
وذي سنة لم يبق للشمس قبلها * وذي صغوة غض العظام رضيع
شباب كيعقوب بن طلحة * أقفرت منازله من رومة فبقيع
فوالله ما هذا بعيش فيشتهى * هنئ ولا موت يريح سريع
165

زكريا بن طلحة
بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم وأمه
أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق وأمها حبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبي
زهير من الأنصار من بني الحارث بن الخزرج فولد زكريا بن طلحة
يحيى وعبيد الله وأمهما العيطل بنت خالد بن مالك بن أحبش بن كوز
بن موألة بن همام بن ضب بن القين بن مالك بن مالك بن ثعلبة بن دودان
بن أسد وأم إسماعيل وأم يحيى وأمهما أم إسحاق بنت جبلة بن الحارث
من كندة وأم هارون وأمها أم ولد
إسحاق بن طلحة
بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم وأمه
أم أبان بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي فولد
إسحاق بن طلحة عبد الله وأبا بكر درج وعبيد الله وأمهم أم أناس
بنت أبي موسى الأشعري ومصعبا لام ولد ومعاوية لام ولد ويعقوب
لام ولد وحفصة وأم إسحاق وأمهما أم ولد
عمران بن طلحة
بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم وأمه
حمنة بنت جحش بن رئاب من بني أسد بن خزيمة فولد عمران بن
طلحة عبد الله وإسحاق ومحمدا وحميدا وأمهم ابنة أوفى بن الحارث بن
عوف بن أبي حارثة وكان لولده ولد فانقرضوا فلم يبق من ولد عمران أحد
166

محمد بن سعد
بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب وأمه
مارية بنت قيس بن معدي كرب بن أبي الكيسم بن السمط بن امرئ
القيس بن عمرو بن معاوية من كندة فولد محمد بن سعد إسماعيل وإبراهيم
درج وعبد الله درج وأم عبد الله وعائشة وهم لأمهات أولاد شتى وقد
سمع محمد بن سعد من عثمان وكان ثقة له أحاديث ليست بالكثيرة
وكان قد خرج مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث وشهد دير الجماجم
ثم أتي به الحجاج بن يوسف فقتله
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا
إبراهيم بن عثمان قال حدثنا أبو بكر بن حفص بن عمر بن سعد أن محمد
بن سعد كان يكنى أبا القاسم
عامر بن سعد
بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة وأمه أم عامر
واسمها مكيتة بنت عمرو بن عمرو بن كعب بن عمرو بن زرعة بن بهراء
من قضاعة فولد عامر بن سعد داود ويعقوب لا عقب له وعبد الله لا عقب
له وأم إسحاق وحفصة وحميدة وأم هشام وأم علي وأمهم أم عبيد الله بنت
عبد الله بن موهب بن رباح بن مالك بن غنم بن ناجية من الأشعرين وكان
عبد الله بن موهب حليفا لبني زهرة
قال محمد بن عمرو توفي عامر بن سعد سنة أربع ومائة
وقال غيره توفي بالمدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك وكان ثقة
كثير الحديث
167

عمر بن سعد
بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة وأمه مارية
بنت قيس بن معدي كرب بن أبي الكيسم بن السمط بن امرئ القيس
من كندة فولد عمر بن سعد حفصا وحفصة وأمهما أم حفص واسمها
مريم بنت عامر بن أبي وقاص وعبد الله الأكبر وأمه أم ولد تدعى
سلمى وعبد الرحمن الأصغر وأم عمرو وأمهما أم يحيى بنت عبد الله
بن معدي كرب بن قيس بن معدي كرب من كندة وحمزة وعبد الرحمن
ومحمدا ومغيرة لا عقب له وحمزة الأصغر وأمهم أم ولد ومحمدا الأصغر
والمغيرة وعبد الله لأمهات أولاد وعبد الله الأصغر وأمه من كندة
وأم يحيى وأم سلمة وأم كلثوم وحميدة وحفصة
الصغرى وأم عمرو الصغرى وأم عبد الله لأمهات أولاد فكان عمر بن سعد بالكوفة قد
استعمله عبيد الله بن زياد على الري وهمذان وقطع معه بعثا فلما قدم
الحسين بن علي العراق أمر عبيد الله بن زياد عمر بن سعد أن يسير إليه وبعث
معه أربعة آلاف من جنده وقال له إن هو خرج إلي ووضع يده في يدي
وإلا فقاتله فأبى عمر عليه فقال إن لم تفعل عزلتك عن عملك وهدمت
دارك فأطاع بالخروج إلى الحسين فقاتله حتى قتل الحسين فلما غلب المختار
بن أبي عبيد على الكوفة قتل عمر بن سعد وابنه حفصا
عمرو بن سعد
بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة وأمه سلمى
بنت خصفة بن ثقف بن ربيعة بن تيم اللات بن ثعلبة بن عكابة من ربيعة
قتل يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين
168

عمير بن سعد
بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة وأمه سلمى
بنت خصفة بن ثقف من ربيعة قتل يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث
وستين
مصعب بن سعد
بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة وأمه خولة
بنت عمرو بن أوس بن سلامة بن غزية بن معبد بن سعد بن زهير بن
تيم الله بن أسامة بن مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو بن تغلب بن وائل
فولد مصعب بن سعد زرارة ويعقوب وعقبة وأمهم أم حسن بنت فرقد
بن عوف بن عبد يغوث بن الحليس بن عبد مناف بن بكر بن سعد بن ضبة
بن أد وسلامة وأم حسن وأمهما سكينة بنت الحليس بن هاشم بن عتبة
بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة وكان مصعب ثقة كثير الحديث
قال محمد بن عمر توفي مصعب سنة ثلاث ومائة
إبراهيم بن سعد
بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة وأمه زبراء
يزعم بنوها أنها ابنة الحارث بن يعمر بن شراحبيل بن عبد عوف بن مالك
بن جناب بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل
وأنها أصيبت سباء وقد روى إبراهيم عن علي وكان إبراهيم ثقة
كثير الحديث
169

يحيى بن سعد
بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة
إسماعيل بن سعد
بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة وأمه أم عامر
واسمها مكيتة بنت عمرو بن عمرو بن كعب بن عمرو بن زرعة من
بهراء من قضاعة فولد إسماعيل بن سعد يحيى وأمه بنت سليمان بن
أزهر بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة وإبراهيم وأبا بكر
ومحمدا وإسحاق ويعقوب وموسى وعمران لأمهات أولاد شتى وأم يحيى
وأمها أم ولد وأم أيوب وأمها أم ولد
عبد الرحمن بن سعد
بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة وأمه أم هلال
بنت ربيع بن مري بن أوس بن حارثة بن لام من طئ
إبراهيم بن نعيم
النحام بن عبد الله بن أسيد بن عبد بن عوف بن عبيد بن عويج
بن عدي بن كعب وأمه زينب بنت حنظلة بن قسامة من قيس بن عبيد
بن طريف بن مالك بن جدعاء بن ذهل بن رومان من طئ وكانت
زينب بنت قسامة تحت أسامة بن زيد فطلقها أسامة وهو بن أربع عشرة
170

سنة فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أدله على الوضيئة
القتين وأنا صهره وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى نعيم
فقال نعيم كأنك تريدني قال أجل فتزوجها نعيم فولدت له
إبراهيم بن نعيم فولد إبراهيم بن نعيم محمدا وأمه ابنة العباس بن سعيد
من الأزد من النمر نمر الأزد وزيدا وعبد الله وعبيد الله وأبا بكرة
لأمهات أولاد وابنة له وأمها رقية بنت عمر بن الخطاب وأمها أم
كلثوم بنت علي بن أبي طالب وأمها فاطمة بنت رسول الله صلى الله
عليه وسلم وكان إبراهيم بن نعيم أحد الرؤوس يوم الحرة وقتل يومئذ
في ذي الحجة سنة ثلاث وستين فمر عليه مروان بن الحكم وهو مع
مسرف بن عقبة ويده على فرجه فقال والله لئن حفظته في الممات لكما
حفظته في الحياة فقال له مسرف والله ما أرى هؤلاء إلا أهل الجنة
لا يسمع هذا منك أهل الشام فيكركرهم عن الطاعة فقال لهم مروان
إنهم بدلوا وغيروا
محمد بن أبي الجهم
بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي
بن كعب وأمه خولة بنت القعقاع بن معبد بن زرارة بن عدس
بن زيد بن عبد الله بن دارم من بني تميم فولد محمد بن أبي الجهم عبيد
الله وحذيفة وسليمان وأم خالد وأم الجهم ومريم وعبد الرحمن لأمهات
أولاد شتى وكان محمد بن أبي جهم أحد الرؤوس يوم الحرة وقتل يومئذ
في ذي الحجة سنة ثلاث وستين
171

عبد الرحمن بن عبد الله
بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه ليلى
بنت عطارد بن حاجب بن زرارة بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم
من بني تميم فولد عبد الرحمن بن عبد الله عمرا وأمه أم بشير بنت أبي
مسعود وهو عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة بن عطية بن جدارة
بن عوف بن الحارث من الخزرج وأخوه لامه زيد بن حسن بن علي
بن أبي طالب وعثمان بن عبد الرحمن وإبراهيم وموسى وأم حميد وأم
عثمان وأمهم أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق وأمها حبيبة بنت خارجة
بن زيد بن أبي زهير من بلحارث بن الخزرج وأبا بكر ومحمدا وأمهما
فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس بن المغيرة وأمها أسماء بنت أبي جهل
بن هشام وعبد الله وأم جميل لام ولد وكان عبد الرحمن بن عبد الله
بن أبي ربيعة أحد الرؤوس يوم الحرة ونجا فلم يقتل يومئذ حتى مات
بعد ذلك
عبد الرحمن بن حويطب
بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل
بن عامر بن لؤي وأمه أنيسة بنت حفص بن الأحنف من بني عامر بن
لؤي فولد عبد الرحمن بن حويطب عبد الله لا بقية له وعبيد الله وأمهما
أم عتبة بنت عبد الله بن معاوية بن عامر من عبد القيس ومحمد بن عبد
الرحمن وعاتكة وأمهما أم حبيب بنت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل
من بني عدي بن كعب وقتل عبد الرحمن بن حويطب يوم الحرة في ذي
الحجة سنة ثلاث وستين
172

أبو سفيان بن حويطب
بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل
بن عامر بن لؤي وأمه آمنة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية وأمها
صفياء بنت أبي العاص بن أمية بن عبد شمس فولد أبو سفيان بن حويطب
عبد الرحمن وأمه أمة الرحمن بنت عمرو بن علقمة بن عبد الله بن أبي
قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي
عطاء بن يسار
مولى ميمونة بنت الحارث الهلالية زوج رسول الله صلى الله عليه
وسلم
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عثيم بن
نسطاس قال خطب رجل من العرب ابنة عطاء بن يسار فقال له عطاء
ما ننكر نسبك ولا موضعك ولكنا نزوج مثلنا وتزوج أنت في عشيرتك
قال عثيم فأخبرت سعيد بن المسيب بذلك فقال أحسن عطاء
ما شاء
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا مالك
عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن عطاء بن يسار أنه كان يروح قد ترجل
يعني جمته في يده مخصرة وسمع عطاء بن يسار من أبي بن كعب
وعبد الله بن مسعود وخوات بن جبير وأبي أيوب الأنصاري وأبي واقد
الليثي وأبي رافع وعبد الله بن سلام وزيد بن خالد الجهني وأبي هريرة
وأبي سعيد الخدري وابن عمر وعائشة وميمونة وأبي مالك الأشجعي وعبد
173

الله بن عباس وكعب الأحبار وأبي عبد الله الصنابحي وأما مالك بن أنس
فقال عطاء بن يسار عن عبد الله الصنابحي وكان ثقة كثير الحديث
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرني أسامة
بن زيد بن أسلم عن أبيه قال توفي عطاء سنة ثلاث ومائة وهو بن أربع
وثمانين سنة
قال غير محمد بن عمر توفي عطاء سنة أربع وتسعين وهو أشبه
بالامر وكان يكنى أبا محمد وأخوه
سليمان بن يسار
مولى ميمونة بنت الحارث الهلالية زوج النبي صلى الله عليه وسلم
ويقال إن سليمان نفسه كان مكاتبا لها
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا يزيد بن هارون قال حدثنا عمرو
بن ميمون بن مهران قال حدثني سليمان بن يسار قال استأذنت على
عائشة فعرفت صوتي فقالت أسليمان قلت سليمان قالت أديت
ما قضيت عليه أو قاطعت عليه قلت بلى لم يبق إلا يسير قالت ادخل
فإنك مملوك ما بقي عليك شئ
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي
قال أخبرنا مسلم بن خالد الزنجي قال حدثني زياد بن سعد عن عمرو
بن دينار قال أخبرني الحسن بن محمد بن علي قال كان سليمان بن يسار
أفهم من سعيد بن المسيب
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر عن عبد الله بن يزيد
الهذلي قال رأيت سليمان بن يسار يحفي شاربه حتى كأنه قد حلقه
174

حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا عبد الله بن إدريس ووكيع بن
الجراح عن مالك بن أنس عن الزهري أن أبا عبد الرحمن سأل زيد بن
ثابت قال وهو سليمان بن يسار وقال محمد بن عمر لم أر بين أصحابنا
اختلافا أن سليمان كان يكنى أبا تراب وكان ينزل في بني حديلة وقد ولي
سوق المدينة لعمر بن عبد العزيز وهو يومئذ والي المدينة للوليد بن عبد الملك
وقد روى سليمان عن زيد بن ثابت وأبي واقد الليثي وأبي هريرة وابن عمر
وعبيد الله وعبد الله ابني العباس وعائشة وأم سلمة وميمونة وعروة بن
الزبير وكان ثقة عاليا رفيعا فقيها كثير الحديث ومات سليمان بن يسار
سنة سبع ومائة وهو بن ثلاث وسبعين سنة
وقال غير محمد بن عمر توفي سليمان سنة ثلاث ومائة في خلافة
يزيد بن عبد الملك وأخوهما
عبد الله بن يسار
مولى ميمونة بنت الحارث الهلالية زوج النبي صلى الله عليه وسلم
وقد روي عنه أيضا وكان قليل الحديث وأخوهم
عبد الملك بن يسار
مات سنة عشر ومائة وقد روي عنه كانوا أربعة إخوة قد روي
عنهم كلهم وكان قليل الحديث
175

الفرافصة بن عمير
بن شيبان بن سميع بن مسلمة بن عبيد بن ثعلبة بن الدول بن حنيفة
بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل من ربيعة وكان حليفا لقريش
وروى عن عثمان بن عفان
قبيصة بن ذؤيب
بن حلحلة بن عمرو بن كليب بن أصرم بن عبد الله بن قمير بن
حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو من خزاعة ويكنى أبا إسحاق
وسمع من عثمان بن عفان وله دار بالمدينة في التمارين في زقاق النقاشين
وكان تحول إلى الشام فكان آثر الناس عند عبد الملك بن مروان وكان على
خاتم عبد الملك وكان البريد إليه فكان يقرأ الكتب إذا وردت ثم يدخلها
على عبد الملك فيخبره بما فيها ومات قبيصة سنة ست وثمانين في خلافة
عبد الملك بن مروان وكان لأبيه صحبة وكان ثقة مأمونا كثير الحديث
أبو غطفان بن طريف
المري من بني عصيم دهمان بن عوف بن سعد بن ذيبان وكان
أبو غطفان قد لزم عثمان وكتب له وكتب أيضا لمروان وكان قليل الحديث
وكانت له دار بالمدينة بالثنية عند دار عمر بن عبد العزيز
حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا يحيى
بن سعيد عن أبي بكر بن محمد أن أبا غطفان بن طريف كان كاتبا لمروان
176

أبو مرة
مولى عقيل بن أبي طالب
قال محمد بن عمر إنما هو مولى أم هانئ بنت أبي طالب ولكنه
كان يلزم عقيلا فنسب إلى ولايته وكان شيخا قديما قد روى عن عثمان بن
عفان وأبي هريرة وأبي واقد الليثي وكان ثقة قليل الحديث
جعفر بن عبد الله
بن بحينة وبحينة هي أم عبد الله وهي بنت الأرت وهو الحارث
بن المطلب بن عبد مناف بن قصي أبو مالك الأزدي وكان حليفا لبني
المطلب وقتل جعفر بن عبد الله يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين
عبد الله بن عتبة
بن غزوان بن جابر بن نسيب بن وهيب بن زيد بن مالك بن عبد
عوف بن الحارث بن مازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن
عيلان بن مضر وقتل عبد الله بن عتبة يوم الحرة في ذي الحجة سنة
ثلاث وستين رضي الله تعالى عنه
الوليد بن أبي الوليد
مولى عثمان بن عفان سمع من عثمان بن عفان رحمه الله
177

الطبقة الثانية
من أهل المدينة من التابعين
ممن روى عن أسامة بن زيد و
عبد الله بن عمر وجابر بن
عبد الله وأبي سعيد الخدري ورافع بن خديج وعبد الله
بن عمرو وأبي هريرة وسلمة بن الأكوع وعبد
الله بن عباس وعائشة وأم سلمة وميمونة وغيرهم
عروة بن الزبير
بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب
وأمه أسماء ابنة أبي بكر الصديق فولد عروة بن الزبير عبد الله وعمر
والأسود وأم كلثوم وعائشة وأم عمر وأمهم فاختة بنت الأسود بن أبي
البختري بن هاشم بن الحارث بن أسد بن عبد العزى ويحيى بن عروة
ومحمدا وعثمان وأبا بكر وعائشة وخديجة وأمهم أم يحيى بنت الحكم
بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس وهشام بن عروة وصفية لام ولد
وعبيد الله بن عروة وأمه أسماء بنت سلمة بن عمر بن أبي سلمة بن عبد
الأسد من بني مخزوم ومصعب بن عروة وأم يحيى وأمهما أم ولد
اسمها واصلة وأسماء بنت عروة وأمها سودة بنت عبد الله بن عمر بن
الخطاب وأمها صفية بنت أبي عبيد بن مسعود الثقفي
178

قال أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه
قال رددت أنا وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام يوم الجمل
استصغرونا
قال محمد بن عمر وقد روى عروة عن أبيه وعن زيد بن ثابت وأسامة
بن زيد وعبد الله بن الأرقم وأبي أيوب والنعمان بن بشير وأبي هريرة
ومعاوية وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس وعبد الله
بن الزبير والمسور بن مخرمة وعائشة ومروان بن الحكم وزينب بنت
أبي سلمة وعبد الرحمن بن عبد القارئ وبشير بن أبي مسعود الأنصاري وزييد
بن الصلت ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب وجهمان مولى الأسلميين
وكان ثقة كثير الحديث فقهيا عاليا مأمونا ثبتا قال
أخبرنا إسحاق بن أبي إسرائيل قال أخبرنا عبد الرزاق بن
همام قال أخبرنا معمر عن هشام بن عروة قال أحرق أبي يوم الحرة
كتب فقه كانت له قال فكان يقول بعد ذلك لان تكون عندي أحب
إلي من أن يكون لي مثل أهلي ومالي
قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا محمد بن هلال قال رأيت
عروة بن الزبير لا يحفي شاربه جدا يأخذ منه أخذا حسنا
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد عن هشام
بن عروة عن أبيه أنه قال يا بني سلوني فلقد تركت حتى كدت أن
أنسى وإني لأسأل عن الحديث فيفتح حديث يومي
قال أخبرنا المعلى بن أسد قال حدثنا سلام بن أبي مطيع عن
هشام بن عروة أن أباه كان يغتسل كل يوم مرة
قال أخبرنا خالد بن مخلد قال أخبرنا إسحاق بن يحيى قال
رأيت عروة يلبس رداء معصفرا
قال أخبرنا أنس بن عياض أبو ضمرة الليثي ويحيى بن سعيد عن
179

هشام بن عروة عن أبيه أنه كان يعصفر له الملحفة بالدينار قال وكان
آخر ثوب لبسه ثوب عصفر له بدينار
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة قال
أخبرنا هشام بن عروة أن عروة كان يلبس الطيلسان المزرر بالديباج فيه
وجوه الرجال وهو محرم ولا يزره عليه
قال أخبرنا أنس بن عياض أبو ضمرة عن هشام بن عروة عن أبيه
أنه كان يصلي في قميص وملحفة مشتملا بها على القميص
قال أخبرنا أبو أسامة عن هشام بن عروة قال رأيت على عروة
كساء خز
قال أخبرنا عبد الله بن نمير قال أخبرنا هشام بن عروة قال
كان عروة يلبس في الحر قباء سندس مبطنا بحرير
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو أنه رأى
على عروة مطرف خز أدكن أو نحوه
قال أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي عن عيسى بن حفص قال رأيت على
عروة جبة خز قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو قال كان
عروة يخضب قريبا من السواد فلا أدري يجعل فيه وسمة أم لا
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن زيد عن هشام
بن عروة أن أباه كان يسرد الصوم
قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال أخبرنا علي بن المبارك الهنائي
قال حدثنا هشام بن عروة أن أباه كان يصوم الدهر كله إلا يوم الفطر
ويوم النحر ومات وهو صائم
قال أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال أخبرنا مالك
بن أنس عن هشام بن عروة قال كنا نسافر مع عروة فنصوم ونفطر
180

فلا يأمرنا بالصيام ولا يفطر هو
قال حدثنا يوسف بن الغرق قال أخبرنا هشام بن زياد أبو المقدام
قال رأيت عروة يصلي في نعليه
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي وقبيصة بن عقبة قالا
حدثنا سفيان عن سعد بن إبراهيم قال كان برجل عروة أكلة فقطع
رجله
أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي قال حدثني يوسف بن
الماجشون أنه سمع بن شهاب يقول كنت إذا حدثني عروة ثم حدثني
عمرة يصدق عندي حديث عروة فلما تبحرتها إذا عروة بحر لا ينزف
أخبرنا مؤمل بن إسماعيل عن حماد بن زيد عن هشام بن عروة أن
عروة كان يكره أن يكتب سلام عليك أما بعد حتى يلحق معها
فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو
قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال حدثني أبي
عن عبد الله بن حسن أنه قال كان علي بن حسين بن علي بن أبي طالب
يجلس كل ليلة هو وعروة بن الزبير في مؤخر مسجد رسول الله صلى
الله عليه وسلم بعد العشاء الآخرة فكنت أجلس معهما فتحدثنا ليلة
فذكر جور من جار من بني أمية والمقام معهم وهو لا يستطيعون تغيير ذلك
ثم ذكرا ما يخافان من عقوبة الله لهم فقال عروة لعلي يا علي إن من اعتزل
أهل الجور والله يعلم منه سخطه لاعمالهم فإن كان منهم على ميل ثم أصابتهم
عقوبة الله رجي له أن يسلم مما أصابهم قال فخرج عروة فسكن العقيق
قال عبد الله وخرجت أنا فنزلت سويقة
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا مندل عن هشام بن
عروة قال أوصاني أبي أن لا تذروا علي حنوطا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الحكيم بن عبد الله
181

بن أبي فروة قال مات عروة بن الزبير في أمواله بمجاح في ناحية الفرع
ودفن هناك يوم الجمعة سنة أربع وتسعين
قال محمد بن عمر وكان يقال لهذه السنة سنة الفقهاء لكثرة من مات
منهم فيها وكان عروة يكنى أبا عبد الله وله بالمدينة دار ربة
المنذر بن الزبير
بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وأمه
أسماء بنت أبي بكر الصديق
قال أخبرنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي عن أفلح عن القاسم
في حديث رواه أن المنذر بن الزبير كان يكنى أبا عثمان فولد المنذر محمدا
وأمه عاتكة بنت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل و عبد الرحمن وإبراهيم
وقريبة وأمهم حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق وعبيد الله
وأمه ابنة حسان بن نهشل من بني سلمى بن جندل وعمرا وأبا عبيدة
ومعاوية وعاصما وفاطمة وهي امرأة هشام بن عروة وأمهم أم ولد وعمر
وعونا وعبد الله لأمهات أولاد
مصعب بن الزبير
بن العوام بن خويلد وأمه الرباب بنت أنيف بن عبيد بن مصاد
بن كعب بن عليم بن جناب من كلب فولد مصعب بن الزبير عكاشة
وعيسى الأكبر قتل مع أبيه مصعب وسكينة وأمهم فاطمة بنت عبد الله
بن السائب بن أبي حبيش بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي
182

وعبد الله بن مصعب ومحمدا وأمهما عائشة بنت طلحة بن عبيد الله وأمها
أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق وحمزة وعاصما وعمر لام ولد
وجعفرا لام ولد ومصعب بن مصعب وهو خضير لام ولد وسعدا لام ولد والمنذر
لام ولد وعيسى الأصغر لام ولد والرباب بنت
مصعب وأمها سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب وسكينة بنت
مصعب وأمها أم ولد
قال أخبرنا مصعب بن عبد الله بن مصعب الزبيري أن مصعب بن
الزبير كان يكنى أبا عبد الله ولم يكن له بن يسمى عبد الله
قال محمد بن عمر وولى عبد الله بن الزبير أخاه مصعب بن الزبير
العراق فبدأ بالبصرة فنزلها ثم خرج في جيش كثير إلى المختار بن أبي عبيد
وهو بالكوفة فقاتله حتى قتله وبعث برأسه إلى أخيه عبد الله بن الزبير وفرق
عماله في الكور والسواد
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا يحيى بن زكريا بن أبي
زائدة عن إسماعيل بن أبي خالد قال ما رأيت أميرا قط أجمل من مصعب
بن الزبير على المنبر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير قال سألت عامر بن عبد
الله بن الزبير متى قتل مصعب بن
الزبير رحمه الله قال قتل يوم الخميس للنصف من جمادي الأولى
سنة اثنتين وسبعين وكان الذي سار إليه فقتله عبد الملك بن مروان
183

جعفر بن الزبير
بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وأمه
زينب وهي أم جعفر بنت مرثد بن عمرو بن عبد عمرو بن بشر بن عمرو
بن مرثد بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة فولد جعفر بن
الزبير محمدا وأم حسن وحمادة لام ولد وثابتا ويحيى وأمهما بسامة
بنت عمارة بن زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن
عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار وصالحا وهند وأم سلمة لام
ولد وشعيبا وآدم وعمرا ونوحا لام ولد وأم صالح وعائشة وأم حمزة
وأمهم أم ولد ويعقوب وفاطمة وأم عبيدة وأمهم أم ولد وأم عبد
الله وأم الزبير وسودة وأمهن أم ولد ومريم وأمها أم ولد وأم عروة
وأمها أم ولد وعائشة وأمها أم ولد
قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا محمد بن هلال قال
رأيت جعفر بن الزبير لا يحفي شاربه جدا يأخذ منه أخذا حسنا
قال مصعب بن عبد الله وكان جعفر قد كبر وبقي حتى مات في
آخر خلافة سليمان بن عبد الملك
خالد بن الزبير
بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وأمه
أم خالد واسمها أمة بنت خالد بن سعيد بن العاص بن أمية فولد خالد
بن الزبير محمدا الأكبر ورملة وأمها أم ولد ومحمدا الأصغر وموسى
وإبراهيم وزينب وأمهم حفصة بنت عبد الرحمن بن أزهر بن عوف
184

وسليمان بن خالد وأم سليمان وأمهما أم محمد بنت عبد الله بن عمرو بن
الحصين ذي الغصة الحارثي ونبيه بن خالد وهمينة وأمهما أم ولد
وخالد بن خالد وهند وأمهما أم ولد وأم عمرو بنت خالد لام ولد
عمرو بن الزبير
بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى وأمه أم خالد وهي
أمة بنت خالد بن سعيد بن العاص فولد عمرو بن الزبير محمدا وأم عمرو
وأمهما أم يزيد بنت عدي بن نوفل بن عدي بن نوفل بن أسد بن عبد العزى
وعمرو بن عمرو وحبيبة وأمهما أم ولد وأم عمرو بنت عمرو وأمها
من بني غفار وكان يزيد بن معاوية قد كتب إلى عمرو بن سعيد بن العاص
وهو عامله على المدينة أن يوجه إلى عبد الله بن الزبير جندا فسأل عمرو
بن سعيد من أعدى الناس لعبد الله بن الزبير فقيل أخوه عمرو بن
الزبير فولاه شرطه بالمدينة فضرب ناسا كثيرا من قريش والأنصار بالسياط
وقال هؤلاء شيعة عبد الله بن الزبير ثم وجه عمرو بن سعيد إلى عبد
الله بن الزبير في جيش من أهل الشام وأمره بقتاله فمضى عمرو حتى قدم
مكة فنزل بذي طوى ووجه عبد الله بن الزبير إليه مصعب بن عبد الرحمن
بن عوف في جمع وعبد الله بن صفوان في جمع فلقوه فقتل أنيس
بن عمرو الأسلمي وكان على عسكر عمرو بن الزبير وانهزم وأصحابه
وتفرقوا وجاء عبيدة بن الزبير إلى عمرو بن الزبير فقال أنا أجيرك من
عبد الله فجاء به إليه أسيرا والدم يقطر على قدميه فقال عبد الله بن الزبير
ما هذا الدم فقال عمرو
لسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ولكن على أقدامنا تقطر الدما
185

فقال عبد الله وتكلم أي عدو الله المستحل لحرم الله ثم أمر
به فاقتص منه لكل من ضربه أو ظلمه وقال مصعب بن عبد الرحمن
جلدني مائة جلدة بالسياط وليس بوال ولم آت قبيحا ولم أركب منكرا
ولم أخلع يدا من طاعة فأمر بعمرو أن يقام ودفع إلى مصعب سوط وقال
له عبد الله بن الزبير اضرب فجلده مصعب مائة جلدة ثم صح من بعد
ذلك الضرب ثم مر به عبد الله بن الزبير بعد أن أخرجه من السجن جالسا
بفناء المنزل الذي كان فيه فقال أبا يكسوم ألا أراك حيا فأمر به فسحب
إلى السجن فلم يبلغ حتى مات فأمر به عبد الله فطرح في شعب الجيف وهو
الموضع الذي صلب فيه عبد الله بن الزبير بعد
عبيدة بن الزبير
بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وأمه
زينب وهي أم جعفر بنت مرثد بن عمرو بن عبد عمرو من بني قيس بن
ثعلبة فولد عبيدة بن الزبير المنذر لام ولد وزينب وأمها أم عبد الله بنت
مساحق بن عبد الله بن مخرمة بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن
نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي
حمزة بن الزبير
بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى وأمه الرباب بنت
أنيف بن عبيد بن مصاد بن كعب بن عليم بن جناب من كلب وهو أخو
مصعب بن الزبير لأبيه وأمه فولد حمزة عمارة مات ولم يعقب فورثه
عروة وجعفر ابنا الزبير
186

القاسم بن محمد
بن أبي بكر الصديق واسم أبي بكر عبد الله بن عثمان بن عامر
بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة وأمه أم ولد يقال لها سودة
فولد القاسم بن محمد عبد الرحمن وأم فروة وهي أم جعفر بن محمد بن علي
بن حسين بن علي بن أبي طالب وأم حكيم بنت القاسم وعبدة وأمهم قريبة
بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الموال
عن شيبة بن نصاح عن القاسم بن محمد قال كانت عائشة تحلق رؤوسنا
عشية عرفة ثم تحلقنا وبعثنا إلى المسجد ثم تضحي عندنا من الغد
قال محمد بن عمر وروى القاسم عن عائشة وأبي هريرة وابن عباس
وأسلم مولى عمر وعبد الله بن عبد الله بن عمر وصالح بن خوات بن جبير
الأنصاري
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال أخبرنا بن عون قال
كان القاسم بن محمد يحدث بالحديث على حروفه
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن عبيد
الله قال كان القاسم لا يفسر يعني القرآن
قال أخبرنا محمد بن عمر عن بن أبي الزناد عن أبيه قال ما كان
القاسم يجيب إلا في الشئ الظاهر
قال أخبرنا روح بن عبادة قال حدثنا بن عون عن القاسم أنه
قال في شئ أرى ولا أقول إنه الحق
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثنا بن عون قال
سئل القاسم بن محمد عن شئ فقال ما اضطرني إلى هذه المشورة وما أنا
منها في شئ
187

قال الأنصاري كأنه يرى أن الوالي إذا شاور من عنده في شئ
من العلم فالواجب عليه أن يجتهد
قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال أخبرنا سفيان عن يحيى بن سعيد
عن القاسم بن محمد قال لان يعيش الرجل جاهلا بعد أن يعلم ما افترض
الله عليه خير له من أن يقول ما لا يعلم
قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال أخبرنا سلام بن مسكين
قال حدثني عمران بن عبد الله قال قال القاسم لقوم يذكرون القدر
كفوا عما يكف الله عنه
قال أخبرنا أحمد بن إسحاق الحضرمي عن عكرمة بن عمار قال
سمعت القاسم وسالما يلعنان القدرية
قال أخبرنا زيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي قال أخبرنا عبد الله
بن العلاء قال سألت القاسم يملي علي أحاديث فقال إن الأحاديث
كثرت على عهد عمر بن الخطاب فأنشد الناس أن يأتوه بها فلما أتوه بها
أمر بتحريقها ثم قال مثناة كمثناة أهل الكتاب قال فمنعني القاسم يومئذ
أن أكتب حديثا
قال أخبرنا المعلى بن أسد قال أخبرنا وهيب قال أخبرنا يحيى
بن سعيد عن القاسم بن محمد أنه كان يتحدث بعد العشاء الآخرة هو
وأصحابه
قال محمد بن عمر وكان مجلس القاسم وسالم بن عبد الله في مسجد
رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا ثم جلس فيه بعدهما عبد الرحمن
بن القاسم وعبيد الله بن عمر ثم جلس فيه بعدهما مالك بن أنس فكان
تجاه خوخة عمر بين القبر والمنبر
قال أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال سمعت مالك بن
أنس يقول قال عمر بن عبد العزيز لو أن القاسم لها يعني الخلافة
188

قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة قال
أخبرنا حميد عن سليمان بن قتة قال بعث معي عمر بن عبيد الله بألف
دينار إلى عبد الله بن عمر والقاسم بن محمد فأتيت بن عمر وهو يغتسل في
مستحم له فأخرج يده فصببتها في يده فقال وصلته رحم لقد جاءتنا
على حاجة فأتيت القاسم بن محمد فأبى أن يقبل فقالت امرأته إن كان
القاسم بن محمد بن عمه فأنا ابنة عمته فأعطنيها فأعطاها إياها
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب
قال رأيت على القاسم بن محمد قلنسوة من خز خضراء ورداء سابري له
علم ملون مصبوغ بشئ من زعفران قال ويدع مائة ألف يتخلج في
بقه منها شئ
قال أخبرنا علي بن عبد الله بن جعفر قال سمعت سفيان ذكر
القاسم بن محمد بن أبي بكر فذكر فضله ثم قال وكان ابنه عبد الرحمن
بن القاسم له فضل
قال سفيان فسمعهم عبد الرحمن وهم يكلمون أباه في شئ من
صدقة كان وليها فقال والله إنكم لتكلمون رجلا ما نال منها تمرة قط
قال يقول القاسم أي بني فيما تعلم
قال أخبرنا قبيصة قال حدثنا أفلح بن حميد عن القاسم
بن محمد قال كان اختلاف أصحاب رسول الله رحمة للناس
قال أخبرنا محمد بن معاوية النيسابوري قال حدثنا عبد الرحمن
بن أبي الموال قال رأيت القاسم بن محمد يأتي المسجد أول النهار فيصلي
ركعتين ثم يجلس بين الناس فيسألونه
قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال حدثني عبد
الرحمن بن أبي الموال أن القاسم بن محمد كان يأتي من بيته إلى المسجد فيصلي
ويقعد للناس ويقعدون إليه بكرة
189

قال أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي وخالد بن
مخلد البجلي قالا حدثنا سليمان بن بلال عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن
قال كان القاسم بن محمد قد ضعف جدا فكان يركب من منزله حتى
يأتي مسجد منى فينزل عند المسجد فيمشي من عند المسجد إلى الجمار
فيرميها ماشيا ثم يرجع إلى المسجد ماشيا فإذا جاء المسجد ركب
قال أخبرنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي قال حدثنا
أفلح قال كان نقش خاتم القاسم اسمه
قال أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال حدثنا أفلح بن
حميد قال كان فص القاسم بن محمد فيه مكتوب اسمه واسم أبيه وكان
الخاتم من ورق وفصه من ورق
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا حنظلة قال رأيت
على القاسم خاتما من ورق حلقة فيها اسمه
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا سفيان عن حنظلة قال
كان خاتم القاسم بن محمد من ورق في يده اليسرى في الخنصر نقشه القاسم
بن محمد
قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا محمد بن هلال قال رأيت
القاسم لا يحفي شاربه جدا يأخذ منه أخذا حسنا
قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا مختار بن سعد الأحول
مولى بني مازن قال رأيت أظفار القاسم بن محمد بيضا لم أر فيها صفرة
الحناء قط
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا أفلح بن حميد قال رأيت
كمي القاسم بن محمد قميصه وجبته تجاوز أصابعه بأربع أصابع أو شبر
أو نحوه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا موسى بن عبيدة قال
190

رأيت القاسم بن محمد يلبس الخز
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا خالد بن إلياس قال
رأيت على القاسم بن محمد جبة خز وكساء خز وعمامة خز
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا موسى بن أبي بكر
الأنصاري قال كان القاسم بن محمد يلبس المروي والخز
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا أبو معشر قال رأيت
على القاسم بن محمد جبة خز
قال أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال حدثنا أفلح قال
كان القاسم بن محمد يلبس جبة خز زيتية وكان عبد الرحمن بن القاسم يلبس
كساء خز
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد قال حدثنا
عباد بن أبي علي قال رأيت على القاسم بن محمد جبة خز
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب
قال رأيت على القاسم بن محمد قلنسوة من خز أخضر ورداء سابري له
علم ملون مصبوغ بشئ من زعفران
قال أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي قال حدثنا عيسى بن
حفص قال رأيت على القاسم بن محمد جبة خز
قال أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي قال حدثنا العطاف
بن خالد قال رأيت القاسم وعليه جبة خز صفراء ورداء مبتت
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا معاذ بن العلاء قال
رأيت القاسم بن محمد فرأيت على رحله قطيفة من خز غبراء وعليه جبة
من خز خضراء ورأيت عليه رداء ممصرا
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا فطر قال رأيت على
القاسم قميصا رقيقا
191

قال أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي قال حدثنا عيسى بن
حفص قال رأيت القاسم بن محمد وعدناه في مرضه عليه ملحفة
معصفرة قد أخرج نصف فخذه منها
قال أخبرنا شبابة بن سوار وزيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي عن
أبي زبر عبد الله بن العلاء بن زبر قال دخلت على القاسم بن محمد وهو
في قبة معصفرة وتحته فراش معصفر ومرافق حمر فقلت يا أبا عبد الرحمن
هذا مما أردت أن أسألك عنه فقال لا بأس بما امتهن منه
قال شبابة في حديثه وإنما يكره ثوب الصون
قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثني خالد بن أبي بكر قال
رأيت على القاسم قلنسوة بيضاء
قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثني سعيد بن مسلم بن بأنك
قال رأيت القاسم بن محمد حين أعرس لبس رداء بقطرة زعفران
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا يحيى بن سعيد عن عبد
الرحمن بن القاسم أن أباه القاسم كان يلبس الثياب الموردة وهو محرم
بالعصفر الخفيف
قال أخبرنا أبو عامر العقدي قال حدثنا عيسى بن حفص قال
رأيت القاسم بن محمد يلبس الخز ورأيت عليه ملحفة معصفرة
قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثني خالد بن أبي بكر قال
رأيت على القاسم بن محمد عمامة بيضاء وقد سدل خلفه منها أكثر من شبر
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو أنه رأى
على القاسم مطرف خز أدكن
قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال أخبرنا محمد
بن هلال قال لم أر القاسم بن محمد يخضب
قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال أخبرنا أبو
192

الغصن أنه رأى القاسم يصبغ رأسه ولحيته بالحناء
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا فطر قال رأيت
القاسم يصفر لحيته
قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال حدثني داود
بن سنان قال رأيت القاسم بن محمد يخضب رأسه ولحيته بالحناء
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو قال كان
القاسم بن محمد يجعل رأسه ولحيته نحوا من خضابي وخضاب لحية محمد
بالحناء إلى الصفرة ورأسه شديد الحمرة
قال أخبرنا الحجاج بن نصير قال حدثنا فطر قال رأيت
القاسم بن محمد وعليه قميص رقيق وكان يصفر لحيته بالدهن
قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال حدثنا سفيان عن أفلح بن حميد
قال لما أملى القاسم بن محمد وصيته قال اكتب فكتب الكاتب هذا
ما أوصى به القاسم بن محمد يشهد أن لا إله إلا الله فقال القاسم قد
شقينا إن لم نكن شهدنا بها قبل اليوم
قال أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال أخبرنا محمد بن
صالح عن سليمان بن عبد الرحمن قال مات القاسم بن محمد بقديد فقال
كفنوني في ثيابي التي كنت أصلي فيها قميصي وإزاري وردائي فقال
ابنه يا أبت لا تريد ثوبين فقال يا بني هكذا كفن أبو بكر في ثلاثة
أثواب والحي أحوج إلى الجديد من الميت
قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثني خالد بن أبي بكر أن القاسم
أوصى ألا يثنى على قبره
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله بن
أبي سلمة عن عمر بن حسين قال أحسب هكذا قال يزيد قال شهدت
موت القاسم ومات بقديد فدفن بالمشلل وبين ذلك نحو من ثلاثة أميال
193

ووضع ابنه السرير على كاهله ومشى حتى بلغ المشلل
قال محمد بن عمر مات القاسم سنة ثمان ومائة وكان ذهب بصره
وهو بن سبعين أو اثنتين وسبعين سنة وكان ثقة وكان رفيعا عاليا فقيها
إماما كثير الحديث ورعا وكان يكنى أبا محمد
عبد الله بن محمد
بن أبي بكر الصديق وأمه أم ولد يقال لها سودة وقتل عبد الله
يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين وليس له عقب
عبد الله بن عبد الرحمن
بن أبي بكر الصديق وأمه قريبة الصغرى بنت أبي أمية بن المغيرة
بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وخالته أم سلمة بنت أبي أمية زوج النبي
عليه السلام وعمته عائشة بنت أبي بكر الصديق زوج النبي صلى الله
عليه وسلم فولد عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر أبا بكر وطلحة وعمران
وعبد الرحمن ونفيسة تزوجها الوليد بن عبد الملك بن مروان وأم فروة
وأمهم عائشة بنت طلحة بن عبيد الله وأمها أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق
وأم أبيها بنت عبد الله وأمها مريم بنت عبد الله بن عقال العقيلي
194

عبد الله بن محمد
بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق وهو الذي يقال له بن أبي
عتيق وأمه رميثة بنت الحارث بن حذيفة بن مالك بن ربيعة بن أعيا
بن مالك بن علقمة بن فراس من بني كنانة فولد عبد الله بن محمد محمدا
وأبا بكر وعثمان وعبد الرحمن وعمر وعاتكة وعائشة وزينب وأمهم أم
أبيها بنت عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق وعائشة بنت عبد
الله ويقال اسمها أم كلثوم وأمها أم ولد وآمنة بنت عبد الله وأمها
أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله بن عثمان التيمي وأختها لأمها فاطمة
بنت حسين بن علي بن أبي طالب
سالم بن عبد الله
بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله
بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي وأمه أم ولد ويكنى سالم أبا عمير فولد
سالم عمر وأبا بكر وأمهما أم الحكم بنت يزيد بن عبد
قيس وعبد الله وعاصما وجعفرا وحفصة وفاطمة وأمهم أم ولد وعبد
العزيز وعبدة وأمهما أم ولد
قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا خالد بن أبي بكر قال
وأخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن محمد بن هلال قال كنية
سالم أبو عمر
قال بن أبي فديك وكان محمد بن هلال قد لقيه وسأله
قال محمد بن سعد وأخبرت عن عبد الرحمن بن مهدي عن مالك
195

بن أنس عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال كان أشبه ولد
عمر به عبد الله وأشبه ولد عبد الله به سالم
قال أخبرنا روح بن عبادة وعمرو بن عاصم الكلابي قالا حدثنا
همام بن يحيى عن عطاء بن السائب قال دفع الحجاج إلى سالم بن عبد
الله سيفا وأمره بقتل رجل فقال سالم للرجل أمسلم أنت قال نعم
امض لما أمرت به قال فصليت اليوم صلاة الصبح قال نعم قال
فرجع إلى الحجاج فرمى إليه بالسيف وقال إنه ذكر أنه مسلم وأنه
قد صلى صلاة الصبح اليوم وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله قال الحجاج لسنا نقتله
على صلاة الصبح ولكنه ممن أعان على قتل عثمان قال سالم ها هنا من
هو أولى بعثمان مني فبلغ ذلك عبد الله بن عمر فقال ما
صنع سالم قالوا صنع كذا وكذا فقال بن عمر مكيس مكيس
قال أخبرنا محمد بن حرب المكي قال سمعت خالد بن أبي بكر
يقول بلغني أن عبد الله بن عمر كان يلام في حب سالم فكان يقول
يلومونني في سالم وألومهم وجلدة بين العين والأنف سالم
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا حنظلة قال رأيت
على سالم خاتما من ورق حلقة فيه اسمه
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا سفيان عن حنظلة قال
كان خاتم سالم بن عبد الله من ورق في يده اليسرى في الخنصر نقشه سالم
بن عبد الله
قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا خالد بن أبي بكر قال
رأيت سالم بن عبد الله متختما في يساره
قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا خالد قال رأيت سالما
196

عليه خاتمه وهو محرم
قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا محمد بن هلال قال رأيت
سالم بن عبد الله لا يحفي شاربه جدا يأخذ منه أخذا حسنا
أخبرنا خالد بن مخلد قال حدثنا محمد بن هلال قال رأيت
سالما يصفر لحيته
أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال أخبرنا أبو الغصن
قال رأيت سالما أبيض الرأس واللحية قال أخبرنا الفضل بن دكين
قال حدثنا فطر قال رأيت سالما
أبيض الرأس واللحية
قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال حدثنا محمد
بن هلال قال لم أر سالما يخضب
قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثني خالد بن أبي بكر قال
رأيت على سالم قلنسوة بيضاء ورأيت عليه عمامة بيضاء يسدل خلفه منها أكثر
من شبر
قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثني إمام دار مصقلة قال
رأيت على سالم بن عبد الله قميص كتان كنار
قال أخبرنا خالد بن مخلد قال حدثني داود بن سنان مولى
عمر بن تميم الحكمي قال رأيت سالم بن عبد الله وعليه قميص إلى نصف
ساقه
قال أخبرنا محمد بن معاوية النيسابوري قال حدثنا عبد الرحمن
بن أبي الموال قال رأيت سالم بن عبد الله يلبس الكتان قميصا ورداء
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب
قال أمنا سالم في قميص وجبة قد ائتزر فوقها
قال أخبرنا محمد بن حرب المكي قال حدثنا ليث بن سعد عن
197

نافع أن سالم بن عبد الله كان يركب في عهد عبد الله بالقطيفة الأرجوان
قال أخبرنا أحمد بن محمد الأزرقي قال حدثنا عطاف بن خالد
قال رأيت سالم بن عبد الله يأتزر بإزار صغير ليس له حاشية وكان عظيم
البطن
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن كثير بن زيد قال رأيت سالم
بن عبد الله يصلي في قميص واحد محلل الأزرار
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى وعبد الوهاب بن عطاء قالا أخبرنا
أسامة بن زيد قال ما رأيت سالم بن عبد الله زر قميصه في صيف ولا شتاء
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا فطر قال رأيت سالما
محلل الأزرار
قال أخبرنا عبد الرحمن بن مقاتل القشيري خال القعنبي قال
حدثنا عبد الملك بن قدامة قال رأيت سالم بن عبد الله يصلي وأزرار
قميصه محلولة
قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال حدثنا عبد
الملك بن قدامة الجمحي قال رأيت سالما يصلي محللة أزرار قميصه
قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال حدثنا عبد
الرحمن بن أبي الموال أنه رأى سالم بن عبد الله يخرج من المسجد محلولا زره
قال أخبرنا محمد بن حرب المكي قال أخبرنا خالد بن أبي بكر
قال رأيت سالم بن عبد الله محلول أزرار القميص
قال أخبرنا محمد بن حرب قال حدثنا خالد بن أبي بكر قال
رأيت سالم بن عبد الله يضحي ظهره للشمس وهو محرم كثيرا
قال أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال حدثنا محمد بن
هلال قال رأيت سالم بن عبد الله بطريق مكة في الحج محرما وهو يلبي
وهو كاشف عن ظهره طارحا رداءه على فخذيه فرأيت جلده يقشر
198

من الشمس
قال أخبرنا المعلى بن أسد قال حدثنا وهيب عن موسى بن عقبة
قال أقبلنا مع سالم بن عبد الله قافلين من العمرة فجعل لا يلقى ركبا يهلون
إلا كبر هو وأصحابه
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا خالد الواسطي قال أخبرنا
مطرف عن سليمان بن أبي الربيع قال دخلت على سالم بن عبد الله فرأيته
يصلي جالسا كان يجعل قيامه تربعا فإذا أراد الجلوس جثا
قال أخبرنا محمد بن حرب قال حدثنا خالد بن أبي بكر قال
رأيت سالما يتقطع شسع نعله فيسوي نعله فيمشي في نعل واحدة فيقال
له فيه فيقول ماذا علي فيه قال وربما جعل شسعه من سعف النخل
قال أخبرنا محمد بن حرب قال حدثنا خالد بن أبي بكر قال
كان سالم يدخل الدار فيجدنا نلعب ونحن صبيان فيضربنا بطرف ردائه
قال أخبرنا محمد بن حرب قال حدثنا خالد بن أبي بكر قال
رأيت سالم بن عبد الله يغدو بزكاة الفطر التمر قال وكان سالم يكره النوح
قال أخبرنا محمد بن حرب قال أخبرنا خالد بن أبي بكر قال
رأيت لابنة سالم غربالا صغيرا تلعب به بين يديه
قال أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال أخبرنا مالك
بن أنس عن عبد الرحمن بن المجبر قال كنا أيتاما في حجر سالم بن عبد
الله فكان يجمع خلقاننا فيخبؤها في شئ
قال أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب ومطرف بن عبد الله اليساري
قالا حدثنا أبو عبد الملك مروان بن حبر البزاز قال جاءنا سالم بن
عبد الله يطلب ثوبا سباعيا فنشرت عليه ثوبا فإذا هو أقل من سبع فقال
أليس قلت لي سباعي فقلت كذلك نسميها فقال كذلك يكون
الكذب
199

قال أخبرنا موسى بن مسعود النهدي قال أخبرنا عكرمة بن
عمار قال سمعت سالما يلعن القدرية الذين يكذبون بالقدر حتى يؤمنوا
بخيره وشره
قال أخبرنا موسى بن مسعود قال أخبرنا عكرمة بن عمار قال
رأيت سالما لا يشهد قاص جماعة ولا غيره
قال أخبرنا محمد بن ربيعة الكلابي عن موسى المعلم قال رأيت
سالم بن عبد الله يأكل التمر حفنة حفنة
قال أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي قال حدثنا عطاف
بن خالد قال كنت قائما مع سالم بن عبد الله فأتي بغلام ومعه غلمان وهو
أشقهم فسل خيطا من أزراره فقطعه ثم جمعه بين أصبعيه ثم تفل فيه مرتين
أو ثلاثا ثم مده فإذا هو صحيح لا بأس به فقال سالم لو وليت من أمره
شيئا لصلبته
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا خالد بن القاسم البياضي قال
رأيت كمي سالم بن عبد الله حذو أصابعه
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن عبيد
الله بن عمر بن حفص قال كان سالم لا يفسر
قال محمد بن عمر وقد روى سالم عن أبي أيوب الأنصاري وأبي
هريرة وعن أبيه وأسمع عبد الله بن محمد بن أبي بكر يخبر أباه عن عائشة
عن النبي صلى الله عليه وسلم في بناء الكعبة إن قومك اقتصروا على
قواعد إبراهيم وكان ثقة كثير الحديث عاليا من الرجال ورعا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبيد الله بن عمر بن حفص
قال نظر هشام بن عبد الملك إلى سالم بن عبد الله يوم عرفة في ثوبين متجردا
فرأى كدنة حسنة فقال يا أبا عمر ما طعامك قال الخبز والزيت
فقال هشام كيف تستطيع الخبز والزيت قال أخمره فإذا اشتهيته
200

أكلته قال فوعك سالم ذلك اليوم فلم يزل موعوكا حتى قدم المدينة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرني عبد الحكيم بن عبد الله
بن أبي فروة قال مات سالم بن عبد الله سنة ست ومائة في آخر ذي الحجة
وهشام بن عبد الملك يومئذ بالمدينة وكان حج بالناس تلك السنة ثم قدم
المدينة فوافق موت سالم بن عبد الله فصلى عليه
قال أخبرنا محمد بن عمر عن أفلح وخالد بن القاسم قالا صلى
هشام بن عبد الملك على سالم بن عبد الله بالبقيع لكثرة الناس فلما رأى
هشام كثرتهم بالبقيع قال لإبراهيم بن هشام المخزومي اضرب على الناس
بعث أربعة آلاف فسمي عام الأربعة آلاف قال فكان الناس إذا دخلوا
الصائفة خرج أربعة آلاف من المدينة إلى السواحل فكانوا هناك إلى انصراف
الناس وخروجهم من الصائفة
قال أخبرنا أبو سلمة بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر قال رأيت
جعفر بن سالم بن عبد الله يوم مات سالم ألقى رداءه ومشى في قميص قال
فأرسلني إليه القاسم بن محمد أن قل له يلبس رداءه قال وكان القاسم يومئذ
قد ذهب بصره ولكن أخبر به
عبد الله بن عبد الله
بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله
بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي وأمه صفية بنت أبي
عبيد بن مسعود بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف
بن قسي وهو ثقيف وأمها عاتكة بنت أسيد بن أبي العيص بن أمية
وأمها زينب بنت أبي عمرو بن أمية فولد عبد الله بن عبد الله عمر وأمه
201

أم سلمة بنت المختار بن أبي عبيد بن مسعود و عبد الحميد وعبد العزيز
ولي المدينة وعبد الرحمن وإبراهيم وأم عبد الرحمن وأمهم أم عبد الله
بنت عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ورياح بن عبد الله وأمه حبابة بنت
عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة وكان عبد الله بن عبد الله بن عمر وصي أبيه
عبد الله بن عمر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبيد الله بن عمر وعيسى
بن حفص عن نافع قال كان عبد الله بن عبد الله بن عمر يلبس الخز
فكان بن عمر يضع يده عليه يتوكأ عليه ولا ينكره عليه
قال محمد بن عمر وتوفي عبد الله في أول خلافة هشام بن عبد الملك
بالمدينة وكان ثقة قليل الحديث
عبيد الله بن عبد الله
بن عمر بن الخطاب وأمه أم ولد وهي أم سالم بن عبد الله فولد
عبيد الله بن عبد الله أبا بكر وعمر وعبد الله ومحمدا وأم عمر وأمهم عائشة
بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق والقاسم بن عبيد الله وأبا عبيدة
وعثمان وأبا سلمة وزيدا وعبد الرحمن وحمزة وجعفرا وهما توأم وقريبة
وأسماء وأمهم أم عبد الله بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق
وإسماعيل لام ولد
قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا خالد بن أبي بكر قال
كان عبيد الله بن عبد الله يكنى أبا بكر
قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثني خالد بن أبي بكر قال
رأيت على عبيد الله بن عبد الله قلنسوة بيضاء ورأيت عليه عمامة يسدل خلفه
202

منها أكثر من شبر
قال أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي قال حدثنا عيسى بن
حفص قال رأيت على عبيد الله بن عبد الله بن عمر ثوبين معصفرين يروح
فيهما بعد العصر يشهد فيهما العشاء
قال محمد بن عمر وكان عبيد الله بن عبد الله أسن من عبد الله بن
عبد الله فيما يذكرون وقد روى عنه الزهري قال أخبرنا معن بن عيسى
قال أخبرنا خالد بن أبي بكر قال
رأيت سالما شهد عبيد الله بن عبد الله بن عمر وعلى قبر عبيد الله فسطاط
ورش على قبره الماء وكان ثقة قليل الحديث
حمزة بن عبد الله
بن عمر بن الخطاب وأمه أم ولد وهي أم سالم بن عبد الله وكان
حمزة يكنى أبا عمارة وقد روى عنه الزهري وكان ثقة قليل الحديث
فولد حمزة بن عبد الله عمر وأم المغيرة وعبدة وأمهم أم حكيم بنت
المغيرة بن الحارث بن أبي ذؤيب وعثمان ومعاوية وأم عمرو وأم كلثوم
وإبراهيم وأم سلمة وعائشة وليلى لأمهات أولاد شتى
زيد بن عبد الله
بن عمر بن الخطاب وأمه أم ولد فولد زيد بن عبد الله محمدا
وأم حميد وأم زيد وفاطمة وأمهم أم حكيم بنت عبيد الله بن عمر بن
الخطاب وعبد الله بن زيد وإبراهيم وعمر وفاطمة وحفصة وأمهم حكيمة
203

أم ولد وسودة بنت زيد وأمها أم ولد يمانية وكان زيد أكبر ولد عبد
الله بن عمر وفارقه في حياته وقدم الكوفة فنزلها إلى أن مات بها وله
عقب بالكوفة وباليمن
بلال بن عبد الله
بن عمر بن الخطاب وأمه أم ولد فولد بلال عبد الرحمن وأمه
أم سعيد بنت أبي نعيم بن عامر بن سيار بن ضبيعة من خزاعة رضي الله تعالى عنه
واقد بن عبد الله
بن عمر بن الخطاب وأمه صفية بنت أبي عبيد بن مسعود الثقفي
فولد واقد بن عبد الله عبد الله وأمه أمة الله بنت عبد الله بن عياش بن أبي
ربيعة بن المغيرة من بني مخزوم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا بن أبي ذئب قال سمعت
الزهري قال مات واقد بن عبد الله بن عمر بالسقيا وهو محرم فكفنه
بن عمر في خمسة أثواب فيها قميص وعمامة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الله بن نافع عن أبيه
قال مات واقد بن عبد الله بالسقيا فصلى عليه بن عمر ودفنه ثم دعا
الاعراب فجعل يسبق بينهم فقلت دفنت واقدا الساعة وأنت تسبق بين
الاعراب قال ويحك يا نافع إذا رأيت الله قد غلب على أمر فاله عنه
204

محمد بن جبير
بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي وأمه قتيلة
بنت عمرو بن الأزرق بن قيس بن النعمان بن معدي كرب بن عكب
بن كنانة بن تيم بن أسامة بن مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم
بن تغلب بن وائل فولد محمد بن جبير سعيدا وبه كان يكنى وأم سعيد
وأم سليمان وأم حبيب وأم عثمان وحميدة وأمهم فاختة بنت عدي الأصغر
بن الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف وسهلة بنت محمد وأمها أم
سعيد بنت عياض بن عدي بن الخيار بن عدي وعمر بن محمد وأيوب
وأبانا وأبا سليمان وأمهم أم أيوب بنت سعد بن أبي وقاص وجبير
بن محمد وأمه كبشة بنت شرحبيل بن عريب بن عبد كلال وعبد
الرحمن وعبد الله وعبيدة لأمهات أولاد
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد
قال كان محمد بن جبير وأخوه نافع بن جبير ينزلان دار أبيهما بالمدينة
وتوفي محمد في خلافة سليمان بن عبد الملك
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا بن أبي سبرة عن أبي مالك
الحميري قال رأيت نافع بن جبير يوم مات أخوه محمد بن جبير قد ألقى
رداءه عن ظهره وهو يمشي قال وكان ثقة قليل الحديث
نافع بن جبير
بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي وأمه أم
قتال بنت نافع بن ضريب بن نوفل فولد نافع بن جبير محمدا وعمرا
وأبا بكر وأمهم أم سعيد بنت عياض بن عدي بن الخيار بن عدي بن
205

نوفل وعلي بن نافع وأمه ميمونة بنت عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب
بن هاشم وكان نافع يكنى أبا محمد
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثني الوليد بن عبد الله بن
جميع قال رأيت نافع بن جبير يخضب بالسواد
قال أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي قال أخبرنا عبيد الله
بن عبد الرحمن بن موهب قال رأيت نافع بن جبير يخضب بالسواد
قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا أبو الغصن ثابت بن قيس
قال رأيت نافع بن جبير مربوطة أسنانه بخرصان الذهب
قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا أبو الغصن أنه رأى نافع
بن جبير لا يلبس إلا البياض
قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا أبو الغصن أنه رأى نافع
بن جبير يلبس قلنسوة أسماطا وعمامة بيضاء
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا موسى بن عبيدة قال
رأيت نافع بن جبير يلبس الخز
قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا بن أبي ذئب عن القاسم
بن العباس بن محمد عن نافع بن جبير أنه قيل له إن الناس يقولون كأنه
يعني التيه فقال والله لقد ركبت الحمار ولبست الشملة وحلبت الشاة
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما في من فعل ذلك من الكبر شئ
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا محمد بن مسلم عن عمرو
بن دينار قال وأخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري وعبد الوهاب بن عطاء
عن بن جريج قال أخبرنا عمران بن موسى أن نافع بن جبير بن مطعم
كان يمشي إلى الحج وراحلته تقاد خلفه مرحولة
قال أخبرنا موسى بن إسماعيل قال أخبرنا جويرية بن أسماء
وعبد الله بن جعفر بن نجيح قال أحدهما جلس نافع بن جبير إلى حلقة
206

العلاء بن عبد الرحمن الحرقي وهو يقرئ الناس فلما فرغ قال أتدرون
لم جلست إليكم قالوا جلست لتسمع قال لا ولكني جلست إليكم
لا تواضع إلى الله بالجلوس إليكم وقال الآخر حضرت الصلاة فقدم
رجلا فلما أن صلى قال أتدري لم قدمتك قال قدمتني لأصلي
بكم قال لا ولكني قدمتك لا تواضع إلى الله بالصلاة خلفك
قال أخبرنا محمد بن عمر عن عبد الرحمن بن أبي الزناد قال توفي
نافع بن جبير بالمدينة سنة تسع وتسعين في آخر خلافة سليمان بن عبد الملك
وقد روى نافع عن أبي هريرة وكان ثقة أكثر حديثا من أخيه
أبو بكر بن عبد الرحمن
بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم
وأمه فاختة بنت عنبة بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن
نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي فولد أبو بكر عبد الرحمن
لا بقية له وعبد الله وعبد الملك وهشاما لا بقية له وسهيلا لا بقية له والحارث
ومريم وأمهم سارة بنت هشام بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن
مخزوم وأبا سلمة لا بقية له وعمر وأم عمرو وهي ربيحة وأمهم قريبة
بنت عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن
قصي وأمها زينب بنت أبي سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن
عمر بن مخزوم وأمها أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة زوج النبي عليه
السلام وفاطمة بنت أبي بكر وأمها رميثة بنت الوليد بن طلبة بن قيس
بن عاصم المنقري
قال محمد بن عمر ولد أبو بكر في خلافة عمر بن الخطاب وكان
207

يقال له راهب قريش لكثرة صلاته وفضله وكان قد ذهب بصره وليس
له اسم كنيته اسمه واستصغر يوم الجمل فرد هو وعروة بن الزبير
وقد روى أبو بكر عن أبي مسعود الأنصاري وعائشة وأم سلمة وكان ثقة
فقيها كثير الحديث عالما عاقلا عاليا سخيا
قال أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة عن هشام بن عروة قال
رأيت على أبي بكر بن عبد الرحمن كساء خز
قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا محمد بن هلال أنه رأى
أبا بكر بن عبد الرحمن لا يحفي شاربه جدا يأخذ منه أخذا حسنا
قال أخبرنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي قال حدثنا
عبد الله بن جعفر عن عثمان بن محمد أن عروة استودع أبا بكر بن عبد الرحمن
بن الحارث بن هشام مالا من مال بني مصعب قال فأصيب ذلك المال عند
أبي بكر أو بعضه قال فأرسل إليه عروة أن لا ضمان عليك إنما
أنت مؤتمن فقال أبو بكر قد علمت أن لا ضمان علي ولكن لم تكن لتحدث
قريشا أن أمانتي خربت قال فباع مالا له فقضاه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الحكيم بن عبد الله
بن أبي فروة قال دخل أبو بكر بن عبد الرحمن مغتسله فمات فيه فجأة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر قال
صلى أبو بكر بن عبد الرحمن العصر فدخل مغتسله فسقط فجعل يقول
والله ما أحدثت في صدر نهاري هذا شيئا قال فما علمت غربت الشمس
حتى مات وذلك سنة أربع وتسعين بالمدينة
قال محمد بن عمر وكان يقال لهذه السنة سنة الفقهاء لكثرة من مات
منهم فيها
قال محمد بن عمر وكان عبد الملك بن مروان مكرما لأبي بكر
مجلا له وأوصى الوليد وسليمان بإكرامه وقال عبد الملك إني لاهتم
208

بالشئ أفعله بأهل المدينة لسوء أثرهم عندنا فأذكر أبا بكر بن عبد الرحمن
فأستحي منه فأدع ذلك الامر
عكرمة بن عبد الرحمن
بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم
وأمه فاختة بنت عنبة بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن
نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي فولد عكرمة بن عبد الرحمن
عبد الله الأكبر وأمه عاتكة بنت عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة
ومحمدا وأمه أم سلمة بنت عبد الله بن أبي همرو بن حفص بن المغيرة
وعبد الله الأصغر والحارث وأمهما بنت عبد الله بن أبي عمرو بن حفص
بن المغيرة وعثمان وأمه أم عبد الرحمن بنت عبد الرحمن بن عبد الله
بن زمعة بن الأسود وأم سعيد بنت عكرمة لام ولد وكان عكرمة
يكنى أبا عبد الله توفي في خلافة يزيد بن عبد الملك بالمدينة وكان ثقة
قليل الحديث
محمد بن عبد الرحمن
بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم
وأمه فاختة بنت عنبة بن سهيل بن عمرو فولد محمد بن عبد الرحمن
القاسم وفاختة وأمهما أم علي بنت يسار بن قيس بن الحارث من بني الحارث
بن عبد مناة بن كنانة وخالدا وأبا بكر وسلمة وهشاما وحنتمة وأم
حكيم وأمهم أم سلمة بنت عبد الله بن أبي أحمد بن جحش وقد روى
الزهري عن محمد بن عبد الرحمن وكان ثقة قليل الحديث
209

المغيرة بن عبد الرحمن
بن الحارث بن هشام بن المغيرة وأمه سعدى بنت عوف بن خارجة
بن سنان بن أبي حارثة بن مرة بن نشبة بن غيظ بن مرة وكان المغيرة
يكنى أبا هاشم فولد المغيرة بن عبد الرحمن الحارث ومعاوية وسعدى
وأمهم أم البنين بنت حبيب بن يزيد بن الحارث من بني مرة وعيينة
وأم البنين وأمهما الفارعة بنت سعيد بن عيينة بن حصن بن حذيفة بن
بدر الفزاري وإبراهيم واليسع لام ولد ويحيى وسلمى لام ولد وعبد
الرحمن وهشاما وأبا بكر وأمهم أم يزيد بنت الأشعث من بني جعفر بن
كلاب وعثمان وصدقة وربيحة وأمهم البهيم بنت صدقة بن شعيث من
بني عليم بن جناب من كلب ومحمدا وأمه أم خالد بنت خالد بن محمد
بن عبد الله بن زهير بن أبي أمية بن المغيرة وأم البنين وأمها أم البنين
ابنة عبد الله بن حنظلة بن عبيدة بن مالك بن جعفر وريطة وأمها قريبة
بنت محمد بن عبد الله بن أبي أمية وحفصة وعاتكة وأمهما أم البنين بنت
واقع بن حكمة بن نجبة بن ربيعة بن رياح وآمنة وأمها أم ولد
قال محمد بن عمر خرج المغيرة بن عبد الرحمن إلى الشام غير مرة
غازيا وكان في جيش مسلمة الذين احتبسوا بأرض الروم حتى أقفلهم عمر
بن عبد العزيز وذهبت عينه ثم رجع إلى المدينة فمات بالمدينة وأوصى
أن يدفن بأحد مع الشهداء فلم يفعل أهله ودفنوه بالبقيع وقد روي
عنه وكان ثقة قليل الحديث إلا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخذها من أبان بن عثمان فكان كثيرا ما تقرأ عليه ويأمرنا بتعليمها
210

أبو سعيد بن عبد الرحمن
بن الحارث بن هشام بن المغيرة وأمه أم رسن بنت الحارث بن
عبد الله بن الحصين ذي الغصة من بني الحارث بن كعب فولد أبو سعيد
محمدا وأمه ميمونة بنت عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب والوليد وأمه
أمامة بنت عبد الله بن الحصين ذي الغصة الحارثي وقتل أبو سعيد يوم
الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين في خلافة يزيد بن معاوية
بقية الطبقة الثانية من التابعين
علي بن الحسين
بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم وأمه أم ولد اسمها
غزالة خلف عليها بعد حسين زييد مولى الحسين بن علي فولدت له عبد
الله بن زييد فهو أخو علي بن حسين لامه ولعلي بن حسين هذا العقب
من ولد حسين وهو علي الأصغر بن الحسين وأما علي الأكبر بن حسين
فقتل مع أبيه بنهر كربلاء وليس له عقب فولد علي الأصغر بن حسين
بن علي الحسن بن علي درج والحسين الأكبر درج ومحمدا أبا
جعفر الفقيه وعبد الله وأمهم أم عبد الله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب
وعمر وزيدا المقتول بالكوفة قتله يوسف بن عمر الثقفي في خلافة هشام
بن عبد الملك وصلبه وعلي بن علي وخديجة وأمهم أم ولد وحسينا
الأصغر بن علي وأم علي بنت علي وهي علية وأمهما أم ولد
وكلثم بنت علي وسليمان لا عقب له ومليكة لأمهات أولاد والقاسم
وأم الحسن وهي حسنة وأم الحسين وفاطمة لأمهات أولاد وكان
211

علي بن حسين مع أبيه وهو بن ثلاث وعشرين سنة وكان مريضا نائما
على فراشه فلما قتل الحسين عليه السلام قال شمر بن ذي الجوشن
اقتلوا هذا فقال له رجل من أصحابه سبحان الله أنقتل فتى حدثا مريضا
لم يقاتل وجاء عمر بن سعد فقال لا تعرضوا لهؤلاء النسوة ولا لهذا
المريض
قال علي بن الحسين فغيبني رجل منهم وأكرم نزلي واختصني
وجعل يبكي كلما خرج ودخل حتى كنت أقول إن يكن عند أحد من الناس
خير ووفاء فعند هذا إلى أن نادى منادي بن زياد ألا من وجد علي بن
حسين فليأت به فقد جعلنا فيه ثلاثمائة درهم قال فدخل والله علي وهو
يبكي وجعل يربط يدي إلى عنقي وهو يقول أخاف فأخرجني والله إليهم
مربوطا حتى دفعني إليهم وأخذ ثلاثمائة درهم وأنا أنظر إليها فأخذت
وأدخلت على بن زياد فقال ما اسمك فقلت علي بن حسين قال
أو لم يقتل الله عليا قال قلت كان لي أخ يقال له علي أكبر مني قتله
الناس قال بل الله قتله قلت الله يتوفى الأنفس حين موتها
فأمر بقتله فصاحت زينب بنت علي يا بن زياد حسبك من دمائنا أسألك
بالله إن قتلته إلا قتلتني معه فتركه فلما أتي يزيد بن معاوية بثقل الحسين
ومن بقي من أهله فأدخلوه عليه قام رجل من أهل الشام فقال إن سباءهم
لنا حلال فقال علي بن حسين كذبت ولؤمت ما ذاك لك إلا أن تخرج
من ملتنا وتأتي بغير ديننا فأطرق يزيد مليا ثم قال للشامي اجلس
وقال لعلي بن حسين إن أحببت أن تقيم عندنا فنصل رحمك ونعرف
لك حقك فعلت وإن أحببت أن أردك إلى بلادك وأصلك قال بل تردني
إلى بلادي فرده إلى بلاده ووصله
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى عن عيسى بن دينار قال حدثني
أبو جعفر في حديث ذكره أن علي بن الحسين يكنى أبا الحسين وفي غير
212

هذا الحديث كان يكنى أبا محمد
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق
عن العيزار بن حريث قال كنت عند بن عباس وأتاه علي بن حسين
فقال مرحبا بالحبيب بن الحبيب
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا نصر بن أوس قال
دخلت على علي بن حسين فقال ممن أنت قلت من طئ قال
حياك الله وحيا قوما اعتزيت إليهم نعم الحي حيك قال قلت
أنت قال أنا علي بن الحسين قال قلت أو لم يقتل مع أبيه قال
لو قتل يا بني لم تره
قال أخبرنا علي بن محمد عن سعيد بن خالد عن المقبري قال
بعث المختار إلى علي بن حسين بمائة ألف فكره أن يقبلها وخاف أن يردها
فأخذها فاحتبسها عنده فلما قتل المختار كتب علي بن حسين إلى عبد
الملك بن مروان إن المختار بعث إلي بمائة ألف درهم فكرهت أن أردها
وكرهت أن آخذها فهي عندي فابعث من يقبضها فكتب إليه عبد الملك
يا بن عم خذها فقد طيبتها لك فقبلها
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا عيسى بن دينار المؤذن قال
سألت أبا جعفر عن المختار فقال إن علي بن حسين قام على باب الكعبة
فلعن المختار فقال له رجل جعلني الله فداك تلعنه وإنما ذبح فيكم
فقال إنه كان كذابا يكذب على الله وعلى رسوله
أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا أبو إسرائيل عن الحكم عن
أبي جعفر قال إنا لنصلي خلفهم في غير تقية وأشهد على علي بن حسين
أنه كان يصلي خلفهم في غير تقية
قال أخبرنا عبد العزيز بن الخطاب قال حدثنا موسى بن أبي
حبيب الطائفي عن علي بن الحسين قال التارك الامر بالمعروف والنهي
213

عن المنكر كالنابذ كتاب الله وراء ظهره إلا أن يتقي تقاة قيل وما تقاته
قال يخاف جبارا عنيدا يخاف أن يفرط عليه أو أن يطغى
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن يحيى
بن سعيد قال سمعت علي بن حسين وكان أفضل هاشمي أدركته يقول
يا أيها الناس أحبونا حب الاسلام فما برح بنا حبكم حتى صار علينا عارا
أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن زيد قال أخبرنا يحيى
بن سعيد قال قال علي بن حسين أحبونا حب الاسلام فوالله ما زال بنا
ما تقولون حتى بغضتمونا إلى الناس
أخبرنا قبيصة بن عقبة قال أخبرنا سفيان بن عبيد الله بن عبد
الرحمن بن موهب قال جاء نفر إلى علي بن الحسين فأثنوا عليه فقال ما
أكذبكم وما أجرأكم على الله نحن من صالحي قومنا وبحسبنا أن نكون
من صالحي قومنا
أخبرنا علي بن محمد عن يزيد بن عياض قال أصاب الزهري دما
خطأ فخرج وترك أهله وضرب فسطاطا وقال لا يظلني سقيف بيت
فمر به علي بن حسين فقال يا بن شهاب قنوطك أشد من ذنبك فاتق
الله واستغفره وابعث إلى أهله بالدية وارجع إلى أهلك فكان الزهري يقول
علي بن حسين أعظم الناس علي منة
أخبرنا علي بن محمد عن عثمان بن عثمان قال زوج علي بن حسين
ابنة من مولاه وأعتق جارية له وتزوجها فكتب إليه عبد الملك بن مروان
يعيره بذلك فكتب إليه علي قد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة
قد أعتق رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية بنت حيي وتزوجها
وأعتق زيد بن حارثة وزوجه ابنة عمته زينب بنت جحش
قال أخبرنا علي بن محمد عن جويرية بن أسماء عن عبد الله بن
علي بن حسين قال لما قتل الحسين قال مروان لأبي إن أباك كان سألني
214

أربعة آلاف دينار فلم تكن حاضرة عندي وهي اليوم عندي مستيسرة فإن
أردتها فخذها فأخذها أبي فلم يكلمه أحد من بني مروان فيها حتى
قام هشام بن عبد الملك فقال لأبي ما فعل حقنا قبلكم قال موفر
مشكور قال هو لك
قال أخبرت عن شعيب بن أبي حمزة قال كان الزهري إذا ذكر
علي بن حسين قال كان أقصد أهل بيته وأحسنهم طاعة وأحبهم إلى مروان
بن الحكم وعبد الملك بن مروان
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن
أبي سبرة عن يحيى بن شبل عن أبي جعفر أنه سأله عن يوم الحرة
هل خرج فيها أحد من أهل بيتك فقال ما خرج فيها أحد من آل أبي
طالب ولا خرج فيها أحد من بني عبد المطلب لزموا بيوتهم فلما قدم
مسرف وقتل الناس وسار إلى العقيق سأل عن أبي علي بن حسين أحاضر
هو فقيل له نعم فقال ما لي لا أراه فبلغ أبي ذلك فجاءه ومعه أبو هاشم
عبد الله والحسن ابنا محمد بن علي بن الحنفية فلما رأى أبي رحب به
وأوسع له على سريره ثم قال له كيف كنت بعدي قال إني احمد
الله إليك فقال مسرف إن أمير المؤمنين أوصاني بك خيرا فقال أبي
وصل الله أمير المؤمنين قال ثم سألني عن أبي هاشم والحسن ابني محمد فقلت
هما ابنا عمي فرحب بهما وانصرفوا من عنده
قال أخبرنا مطرف بن عبد الله اليساري قال حدثنا مالك بن أنس
قال جاء علي بن حسين بن علي بن أبي طالب إلى عبيد الله بن عبد الله بن
عتبة بن مسعود يسأله عن بعض الشئ وأصحابه عنده وهو يصلي فجلس
حتى فرغ من صلاته ثم أقبل عليه عبيد الله فقال أصحابه أمتع الله بك
جاءك هذا الرجل وهو بن ابنة رسول الله وفي موضعه يسألك عن بعض الشئ
فلو أقبلت عليه فقضيت حاجته ثم أقبلت على ما أنت فيه فقال عبيد الله
215

لهم أيهات لابد لمن طلب هذا الشأن من أن يتعنى
قال حدثنا عبد الله بن داود عن شيخ يقال له مستقيم قال كنا
عند علي بن حسين قال فكان يأتيه السائل قال فيقوم حتى يناوله ويقول
إن الصدقة تقع في يد الله قبل أن تقع في يد السائل قال وأومأ بكفيه
قال أخبرنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن مسعود بن مالك
قال قال لي علي بن حسين ما فعل سعيد بن جبير قال قلت صالح
قال ذاك رجل كان يمر بنا فنسأله عن الفرائض وأشياء مما ينفعنا الله بها
إنه ليس عندنا ما يرمينا به هؤلاء وأشار بيده إلى العراق
قال أخبرنا علي بن محمد عن عمر بن حبيب عن يحيى بن سعيد
قال قال علي بن حسين والله ما قتل عثمان على وجه الحق
قال أخبرنا علي بن محمد عن عبد الله بن أبي سليمان قال كان علي
بن الحسين إذا مشى لا تجاوز يده فخذه ولا يخطر بيده قال وكان إذا قام
إلى الصلاة أخذته رعدة فقيل له ما لك فقال ما تدرون بين يدي من
أقوم ومن أناجي
قال أخبرنا علي بن محمد عن أبي عبد الرحمن التميمي عن علي
بن محمد أن علي بن حسين كان ينهى عن القتال وأن قوما من أهل خراسان
لقوه فشكوا إليه ما يلقون من ظلم ولاتهم فأمرهم بالصبر والكف وقال
إني أقول كما قال عيسى عليه السلام إن تعذبهم فإنهم عبادك
وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم
قال أخبرنا علي بن محمد عن علي بن مجاهد عن هشام بن عروة
قال كان علي بن حسين يخرج على راحلته إلى مكة ويرجع لا يقرعها
وكان يجالس أسلم مولى عمر فقال له رجل من قريش تدع قريشا وتجالس
عبد بني عدي فقال علي إنما يجلس الرجل حيث ينتفع
قال أخبرنا سليمان بن عبد الله بن زرارة الجرمي قال حدثنا حماد
216

بن زيد عن يزيد بن حازم قال رأيت علي بن حسين وسليمان بن يسار
يجلسان بين القبر والمنبر يتحدثان إلى ارتفاع الضحى ويتذاكران فإذا أرادا
أن يقوما قرأ عليهم عبد الله بن أبي سلمة سورة فإذا فرغ دعوا
قال حماد هو الماجشون
قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا عيسى بن عبد الملك عن
شريك بن أبي بكر عن علي بن حسين أنه كان يصبغ بالسواد
قال أخبرنا عبد العزيز بن الخطاب الضبي قال حدثنا موسى
بن أبي حبيب الطائفي قال رأيت علي بن حسين يخضب بالحناء والكتم
ورأيت نعل علي بن حسين مدورة الرأس ليس لها لسان
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن عمار
عن علي بن الحسين أنه رأى أهله يخضبون بالحناء والكتم
أخبرنا يعلى بن عبيد قال حدثنا الأجلح عن حبيب بن أبي ثابت
قال كان لعلي بن حسين كساء خز أصفر يلبسه يوم الجمعة
قال أخبرنا عبد الله بن نمير قال حدثنا عثمان بن حكيم قال
رأيت على علي بن حسين كساء خز وجبة خز
قال أخبرنا محمد بن عبيد وإسحاق الأزرق والفضل بن دكين
قالوا حدثنا بسام بن عبد الله الصيرفي عن أبي جعفر قال أهديت لعلي
بن حسين مستقة من العراق فكان يلبسها فإذا أراد أن يصلي نزعها
قال أخبرنا يحيى بن آدم قال حدثنا سفيان عن سدير عن أبي
جعفر قال كان لعلي بن حسين سبنجونة من ثعالب فكان يلبسها فإذا
صلى نزعها
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا نصر بن أوس الطائي
قال دخلت على علي بن حسين وعليه سحق ملحفة حمراء وله جمة
إلى المنكب مفروق
217

قال أخبرنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد عن يزيد
بن حازم قال رأيت على علي بن حسين طيلسانا كرديا غليظا وخفين
يمانيين غليظين
أخبرنا مالك بن إسماعيل قال حدثنا حسين بن زيد بن علي عن عمه
عمر بن علي عن علي بن حسين أنه كان يشتري كساء الخز بخمسين دينارا
فيشتو فيه ثم يبيعه ويتصدق بثمنه ويصيف في ثوبين من ثياب مصر
أشمونيين بدينار ويلبس ما بين ذا وذا من اللبوس ويقول من حرم
زينة الله التي أخرج لعباده ويعتم وينبذ له في السعن في العيدين بغير
عكر وكان يدهن أو يتطيب بعد الغسل إذا أراد أن يحرم
قال أخبرنا محمد بن ربيعة قال حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي
هند قال رأيت على علي بن حسين قلنسوة بيضاء لاطئة
قال أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك و عبد الله بن مسلمة
وإسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قالوا حدثنا محمد بن هلال قال
رأيت علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب يعتم بعمامة ويرخي عمامته
خلف ظهره
قال بن أبي أويس في حديثه شبرا أو فويقه في ما توخيت عمامة
بيضاء
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا فطر عن ثابت الثمالي
قال سمعت أبا جعفر قال دخل علي بن حسين الكنيف وأنا قائم على
الباب وقد وضعت له وضوءا قال فخرج فقال يا بني قلت لبيك
قال قد رأيت في الكنيف شيئا رابني قلت وما ذاك قال رأيت
الذباب يقعن على العذرات ثم يطرن فيقعن على جلد الرجل فأردت
أن أتخذ ثوبا إذا دخلت الكنيف لبسته ثم قال لا ينبغي لي شئ لا
يسع الناس
218

قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا أبو شهاب
عن حجاج بن أرطأة عن أبي جعفر أن أباه علي بن حسين قاسم الله ماله
مرتين وقال إن الله يحب المؤمن المذنب التواب
قال أخبرنا يحيى بن عباد قال حدثنا فليح قال أخبرني عبد
الله بن محمد بن عقيل قال كان علي بن حسين عشية عرفة وغدوة جمع
إذا دفع يسير على هينته ويقول إن كان بن الزبير غير مصيب حين ضرب
راحلته بيده ورجله قال وكان علي بن حسين يجمع بين الظهر والعصر وبين
المغرب والعشاء في السفر ويقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يفعل ذلك وهو غير عجل ولا خائف
أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا حفص عن جعفر عن أبيه أن
علي بن حسين كان يمشي إلى الجمار وكان له منزل بمنى وكان أهل
الشام يؤذونه فتحول إلى قرين الثعالب أو قريب من قرين الثعالب وكان
يركب فإذا أتى منزله مشى إلى الجمار
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا نصر بن أوس قال
جعل علي بن حسين يدحس كفه من التمر فيعطي الكبير والمولود سواء
أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب وإسماعيل بن عبد الله بن أبي
أويس قالا حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموال عن الحسين بن علي قال
دخل علينا أبي علي بن الحسين وأنا وجعفر نلعب في حائط فقال أبي لمحمد
بن علي كم مر على جعفر فقال سبع سنين قال مروه بالصلاة
قال أخبرنا مالك بن إسماعيل قال حدثنا سهل بن شعيب النهمي
وكان نازلا فيهم يؤمهم عن أبيه عن المنهال يعني بن عمرو قال دخلت
على علي بن حسين فقلت كيف أصبحت أصلحك الله فقال ما كنت
أرى شيخا من أهل المصر مثلك لا يدري كيف أصبحنا فأما إذ لم تدر
أو تعلم فسأخبرك أصبحنا في قومنا بمنزلة بني إسرائيل في آل فرعون
219

إذ كانوا يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم وأصبح شيخنا
وسيدنا يتقرب إلى عدونا بشتمه أو سبه على المنابر وأصبحت قريش
تعد أن لها الفضل على العرب لان محمدا صلى الله عليه وسلم منها
لا يعد لها فضل إلا به وأصبحت العرب مقرة لهم بذلك وأصبحت
العرب تعد أن لها الفضل على العجم لان محمدا صلى الله عليه وسلم
منها لا يعد لها فضل إلا به وأصبحت العجم مقرة لهم بذلك فلئن كانت
العرب صدقت أن لها الفضل على العجم وصدقت قريش أن لها الفضل على
العرب لان محمدا صلى الله عليه وسلم إن لنا أهل البيت الفضل
على قريش لان محمدا صلى الله عليه وسلم منا فأصبحوا يأخذون
بحقنا ولا يعرفون لنا حقا فهكذا أصبحنا إذ لم تعلم كيف أصبحنا قال
فظننت أنه أراد أن يسمع من في البيت
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بن أبي سبرة عن سالم مولى أبي
جعفر قال كان هشام بن إسماعيل يؤذي علي بن حسين وأهل بيته يخطب
بذلك على المنبر وينال من علي رحمه الله فلما ولي الوليد بن عبد الملك
عزله وأمر به أن يوقف للناس قال فكان يقول لا والله ما كان أحد من
الناس أهم إلي من علي بن حسين كنت أقول رجل صالح يسمع قوله
فوقف للناس قال فجمع علي بن حسين ولده وحامته ونهاهم عن التعرض
قال وغدا علي بن حسين مارا لحاجة فما عرض له قال فناداه هشام بن
إسماعيل الله أعلم حيث يجعل رسالاته
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بن أبي سبرة عن عبد الله بن
علي بن حسين قال لما عزل هشام بن إسماعيل نهانا أن ننال منه ما نكره
فإذا أبي قد جمعنا فقال إن هذا الرجل قد عزل وقد أمر بوقفه للناس
فلا يتعرضن له أحد منكم فقلت يا أبت ولم والله إن أثره عندنا
لسئ وما كنا نطلب إلا مثل هذا اليوم قال يا بني نكله إلى الله
220

فوالله ما عرض له أحد من آل حسين بحرف حتى تصرم أمره
قال أخبرنا وكيع بن الجراح والفضل بن دكين عن إسرائيل عن
ثوير بن أبي فاختة عن أبي جعفر أن علي بن حسين أوصى أن لا يؤذنوا
به أحدا وأن يسرع به المشي وأن يكفن في قطن وأن لا يجعل في حنوطه
مسك
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن شريك عن عبد الله بن محمد بن
عقيل أن أبا جعفر أمر أم ولد لعلي بن حسين حين مات علي بن حسين
أن تغسل فرجه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الحكيم بن عبد الله
بن أبي فروة قال مات علي بن حسين بالمدينة ودفن بالبقيع سنة أربع
وتسعين وكان يقال لهذه السنة سنة الفقهاء لكثرة من مات منهم فيها
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني حسين بن علي بن حسين
بن علي بن أبي طالب قال مات أبي علي بن حسين سنة أربع وتسعين
وصلينا عليه بالبقيع
قال وسمعت الفضل بن دكين يقول مات سنة اثنتين ولم يصنع
شيئا أهل بيته وأهل بلده أعلم بذلك منه
قال أخبرنا عبد الرحمن بن يونس عن سفيان عن جعفر بن محمد
قال مات علي بن حسين وهو بن ثمان وخمسين سنة
قال محمد بن عمر فهذا يدلك على أن علي بن حسين كان مع أبيه
وهو بن ثلاث أو أربع وعشرين سنة وليس قول من قال إنه كان صغيرا
ولم يكن أنبت بشئ ولكنه كان يومئذ مريضا فلم يقاتل وكيف يكون
يومئذ لم ينبت وقد ولد له أبو جعفر محمد بن علي ولقي أبو جعفر
جابر بن عبد الله ورووا عنه وإنما مات جابر سنة ثمان وسبعين
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا أبو معشر عن المقبري
221

قال لما وضع علي بن حسين ليصلى عليه أقشع الناس إليه وأهل المسجد
ليشهدوه وبقي سعيد بن المسيب في المسجد وحده فقال خشرم لسعيد
بن المسيب يا أبا محمد ألا تشهد هذا الرجل الصالح في البيت الصالح
فقال سعيد أصلي ركعتين في المسجد أحب إلي من أن أشهد هذا الرجل
الصالح في البيت الصالح
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عثيم بن نسطاس قال
رأيت سليمان بن يسار خرج إليه فصلى عليه وتبعه وكان يقول شهود
جنازة أحب إلي من صلاة تطوع
قال أخبرنا إسحاق بن أبي إسرائيل قال حدثنا جرير عن شيبة
بن نعامة قال كان علي بن حسين يبخل فلما مات وجدوه يقوت مائة
أهل بيت بالمدينة في السر قالوا وكان علي بن حسين ثقة مأمونا كثير الحديث
عاليا رفيعا ورعا
عبد الملك بن المغيرة
بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وأمه
أم ولد فولد عبد الملك خديجا وعبد الرحمن ونوفلا وإسحاق ويزيد وضريبة
وحبابة وأمهم أم عبد الله بنت سعيد بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب
وكان عبد الملك يكنى أبا محمد وكان قليل الحديث وتوفي في خلافة عمر
بن عبد العزيز
222

أبو بكر بن سليمان
بن أبي حثمة بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن
عويج بن عدي بن كعب وأمه أمة الله بنت المسيب بن صيفي بن عابد
بن عبد الله بن عمر بن مخزوم فولد أبو بكر بن سليمان محمدا وعبد الله
ونسوة وأمهم أم ولد والحارث وأمه أم ولد وأم كلثوم وأمها ابنة
شافع بن أنس بن عبدة من بني معيص بن عامر بن لؤي سمع أبو بكر
بن سليمان من سعد بن أبي وقاص وروى عنه الزهري وأخوه
عثمان بن سليمان
بن أبي حثمة بن حذيفة بن غانم وأمه ميمونة بنت قيس بن ربيعة
بن ربعان بن حرثان بن نصر بن عمرو بن ثعلبة بن كنانة بن عمرو بن
قين من فهم فولد عثمان بن سليمان عمر ومحمدا وأمهما أم ولد وقد
روي عن عثمان أيضا
عبد الملك بن مروان
بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف
بن قصي وأمه عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية
بن عبد شمس بن عبد مناف فولد عبد الملك بن مروان الوليد ولي الخلافة
وسليمان ولي الخلافة ومروان الأكبر درج وداود درج وعائشة
وأمهم أم الوليد ابنة العباس بن جزء بن الحارث بن زهير بن جذيمة بن
223

رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس بن بغيض
ويزيد بن عبد الملك ولي الخلافة ومروان ومعاوية درج وأمهم عاتكة
بنت يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس وهشام
بن عبد الملك ولي الخلافة وأمه أم هشام بنت هشام بن إسماعيل بن هشام
بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأبا بكر بن عبد الملك
وهو بكار وأمه عائشة بنت موسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي والحكم
بن عبد الملك درج وأمه أم أيوب بنت عمرو بن عثمان بن عفان
وأمها أم الحكم بنت ذؤيب بن حلحلة بن عمرو بن كليب الأعمى
بن أصرم بن عبد الله بن قمير بن حبشية بن سلول وعبد الله بن عبد
الملك ومسلمة والمنذر وعنبسة ومحمدا وسعيد الخير والحجاج لأمهات
أولاد وفاطمة بنت عبد الملك تزوجها عمر بن عبد العزيز بن مروان وأمها
أم المغيرة بنت المغيرة بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة قال وكان
عبد الملك يكنى أبا الوليد وولد سنة ست وعشرين في خلافة عثمان بن عفان
وشهد يوم الدار مع أبيه وهو بن عشر سنين وحفظ أمرهم وحديثهم
وشتا المسلمون بأرض الروم سنة اثنتين وأربعين وهو أول مشتى شتوه
بها فاستعمل معاوية على أهل المدينة عبد الملك بن مروان وهو يومئذ بن ست
عشرة سنة فركب عبد الملك بالناس البحر
قال أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك المدني قال سمعت
شيخا يحدث عند دار كثير بن الصلت أن معاوية بن أبي سفيان جلس ذات
يوم ومعه عمرو بن العاص فمر بهما عبد الملك بن مروان فقال معاوية
ما آدب هذا الفتى وأحسن مروته فقال عمرو بن العاص يا أمير المؤمنين
إن هذا الفتى أخذ بخصال أربع وترك خصالا ثلاثا أخذ بحسن الحديث
إذا حدث وحسن الاستماع إذا حدث وحسن البشر إذا لقي وخفة المؤونة
إذا خولف وترك من القول ما يعتذر منه وترك مخالطة اللئام من الناس
224

وترك ممازجة من لا يوثق بعقله ولا مروته
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن
عبد العزيز عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال وحدثني
إبراهيم بن الفضل عن المقبري أن عبد الملك بن مروان لم يزل بالمدينة في
حياة أبيه وولايته حتى كان أيام الحرة فلما وثب أهل المدينة فأخرجوا
عامل يزيد بن معاوية وهو عثمان بن محمد بن أبي سفيان عن المدينة وأخرجوا
بني أمية خرج عبد الملك مع أبيه فلقيهم مسلم بن عقبة بالطريق قد
بعثه يزيد بن معاوية في جيش إلى أهل المدينة فرجع معه مروان وعبد الملك
بن مروان وكان مجدورا فتخلف عبد الملك بذي خشب وأمر رسولا
أن ينزل مخيض وهي فيما بين المدينة وذي خشب على اثني عشر ميلا
من المدينة وآخر يحضر الوقعة يأتيه بالخبر وهو يخاف أن تكون الدولة لأهل
المدينة فبينما عبد الملك جالس في قصر مروان بذي خشب يترقب إذا رسوله
قد جاء يلوح بثوبه فقال عبد الملك إن هذا لبشير فأتاه رسوله الذي كان
بمخيض يخبره أن أهل المدينة قد قتلوا ودخلها أهل الشام فسجد عبد الملك
ودخل المدينة بعد أن برأ
وقال غير محمد بن عمر كان أهل المدينة قد أخذوا على بني أمية
حين أخرجوهم العهود والمواثيق أن لا يدلوا على عورة لهم ولا يظاهروا
عليهم عدوا فلما لقيهم مسلم بن عقبة بوادي القرى قال مروان لابنه
عبد الملك ادخل عليه قبلي لعله يجتزئ بك مني فدخل عليه عبد الملك
فقال له مسلم هات ما عندك أخبرني خبر الناس وكيف ترى فقال
نعم ثم أخبره بخبر أهل المدينة ودله على عوراتهم وكيف يؤتون ومن أين
يدخل عليهم وأين ينزل ثم دخل عليه مروان فقال إيه ما عندك
قال أليس قد دخل عليك عبد الملك قال بلى قال فإذا لقيت عبد
الملك فقد لقيتني قال أجل ثم قال مسلم وأي رجل عبد الملك
225

قل ما كلمت من رجال قريش رجلا به شبها
قال أخبرنا أبو عبيد عن أبي الجراح قال أخبرني محمد بن المنتشر
عن رجل من همدان من وداعة من أهل الأردن قال كنا مع مسلم بن
عقبة مقدمه المدينة فدخلنا حائطا بذي المروة فإذا شاب حسن الوجه
والهيئة قائم يصلي فطفنا في الحائط ساعة وفرغ من صلاته فقال لي
يا عبد الله أمن هذا الجيش أنت قلت نعم قال أتؤمون بن الزبير
قلت نعم قال ما أحب أن لي ما على ظهر الأرض كله وأني سرت
إليه وما على ظهر الأرض اليوم أحد خير منه قال فإذا هو عبد الملك بن
مروان فابتلي به حتى قتله في المسجد الحرام
قالوا وكان عبد الملك قد جالس الفقهاء والعلماء وحفظ عنهم
وكان قليل الحديث
قال محمد بن عمر بويع مروان بن الحكم بالخلافة بالجابية يوم
الأربعاء لثلاث خلون من ذي القعدة سنة أربع وستين فلقي الضحاك
بن قيس الفهري بمرج راهط فقتله ثم بايع بعد ذلك لأبيه عبد الملك
وعبد العزيز ابني مروان بالخلافة
قال محمد بن عمر فأخبرنا موسى بن يعقوب عن أبي الحويرث قال
مات مروان بن الحكم بدمشق لهلال شهر رمضان سنة خمس وستين
فاستقبل عبد الملك الخلافة من يومئذ
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إسماعيل بن إبراهيم عن
أبيه قال تهيأ مصعب بن الزبير للخروج إلى عبد الملك وسار حتى أتى
باجميرا قرية على شط الفرات دون الأنبار بثلاثة فراسخ فنزلها وبلغ
عبد الملك فجمع جنوده ثم سار فيهم يؤم العراق لقتال مصعب وقال لروح
بن زنباع وهو يتجهز والله إن في أمر هذه الدنيا لعجبا لقد رأيتني
ومصعب بن الزبير أفقده الليلة الواحدة من الموضع الذي نجتمع فيه فكأني
226

واله ويفقدني فيفعل مثل ذلك ولقد كنت أوتى باللطف فما أراه يجوز
لي أكله حتى أبعث به إلى مصعب أو ببعضه ثم صرنا إلى السيف ولكن
هذا الملك عقيم ليس أحد يريده من ولد ولا والد إلا كان السيف وإنما
يقول هذا القول عبد الملك لان خالد بن يزيد بن معاوية وعمرو بن سعيد
بن العاص جالسان معه فأرادهما به وهو يومئذ يخافهما قد عرف
أن عمرو بن سعيد أطوع الناس عند أهل الشام وخالد بن يزيد بن معاوية
قد كان مروان أطمعه في العقد له بعده فعقد مروان لعبد الملك ولعبد العزيز
بعد عبد الملك فأيس خالد وهو مع عبد الملك على الطمع والخوف
قال وأخبرنا محمد بن عمر قال حدثني يحيى بن عبد الله بن أبي
فروة عن أبيه قال لما سار عبد الملك من دمشق يؤم العراق إلى مصعب
لقتاله فكان دون بطنان حبيب بليلة جلس خالد بن يزيد وعمرو بن
سعيد فتذاكرا أمر عبد الملك ومسيرهما معه على خديعة منه لهما ومواعيد
باطلة قال عمرو فإني راجع فشجعه خالد على ذلك فرجع عمرو
إلى دمشق فدخلها والسور يومئذ عليها وثيق فدعا أهل الشام فأسرعوا إليه
وفقده عبد الملك وقال أين أبو أمية فقيل له رجع فرجع عبد الملك
بالناس إلى دمشق فنزل على مدينة دمشق فأقام عليها ست عشرة ليلة حتى
فتحها عمرو له وبايعه فصفح عنه عبد الملك ثم أجمع على قتله فأرسل
إليه يوما يدعوه فوقع في نفسه أنها رسالة شر فركب إليه فيمن معه ولبس
درعا مكفرا بها ودخل على عبد الملك فتحدث ساعة وقد كان عهد إلى
يحيى بن الحكم إذا خرج إلى الصلاة أن يضرب عنقه ثم أقبل عليه فقال
له أبا أمية ما هذه الغوائل والزبى التي تحفر لنا ثم ذكره ما كان منه
وخرج إلى الصلاة ورجع ولم يقدم عليه يحيى فشتمه عبد الملك ثم أقدم
هو ومن معه على عمرو بن سعيد فقتله
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إسماعيل بن إبراهيم عن
227

أبيه قال أقام عبد الملك تلك السنة فلم يغز مصعبا وانصرف مصعب
إلى الكوفة فلما كان من قابل خرج مصعب من الكوفة حتى أتى باجميرا
فنزلها وبلغ عبد الملك فتهيأ للخروج إليه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن محمد بن عبد
الله بن أبي فروة أبو علقمة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن رجاء
بن حياة قال لما أجمع عبد الملك المسير إلى مصعب تهيأ لذلك وخرج
في جند كثير من أهل الشام وسار عبد الملك وسار مصعب حتى التقيا
بمسكن ثم خرجوا للقتال واصطف القوم بعضهم لبعض فخذلت
ربيعة وغيرها مصعبا فقال المرء ميت على كل حال فوالله لان أموت
كريما أحسن من أن يضرع إلى من قد وتره لا أستعين بهم أبدا ولا بأحد
من الناس ثم قال لابنه عيسى تقدم فقاتل فدنا ابنه فقاتل حتى قتل
وتقدم إبراهيم بن الأشتر فقاتل قتالا شديدا وكثره القوم فقتل ثم
صاروا إلى مصعب وهو على سرير له فقاتلهم قتالا شديدا وهو على السرير
حتى قتل وجاء عبيد الله بن زياد بن ظبيان فاحتز رأسه فأتى به عبد الملك
فأعطاه ألف دينار فأبى أن يأخذها ثم دعا عبد الملك أهل العراق إلى البيعة
له فبايعوه وانصرف إلى الشام
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا مصعب بن ثابت عن أبي
الأسود عن عباد بن عبد الله بن الزبير قال وحدثنا شرحبيل بن أبي
عون عن أبيه وغيرهما أيضا قد حدثني قالوا لما قتل عبد الملك بن مروان
مصعب بن الزبير بعث الحجاج بن يوسف إلى عبد الله بن الزبير بمكة في
ألفين من جند أهل الشام وكتب إلى طارق بن عمرو يأمره أن يلحق بالحجاج
فسار طارق في أصحابه وهم خمسة آلاف فلحق بالحجاج فحصروا بن
الزبير وقاتلوا ونصبوا عليه المنجنيق وحج بالناس سنة اثنتين وسبعين
وابن الزبير محصور ثم صدر الحجاج وطارق فنزلا بئر ميمون ولم يطوفا
228

بالبيت ولم يقربا النساء ولا الطيب إلى أن قتل بن الزبير فطافا بالبيت وذبحا
جزورا وحصرا بن الزبير ليلة هلال ذي القعدة سنة اثنتين وسبعين ستة
أشهر وسبعة عشر يوما وقتل يوم الثلاثاء لسبع عشرة خلت من جمادي
الأولى سنة ثلاث وسبعين وبعث برأسه إلى عبد الملك بن مروان بالشام
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني شرحبيل بن أبي عون
عن أبيه قال أجمع الناس على عبد الملك بن مروان سنة ثلاث وسبعين
وكتب إليه بن عمر بالبيعة وكتب إليه أبو سعيد الخدري وسلمة
الأكوع بالبيعة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد
عن أبيه أن عبد الملك بن مروان ضرب الدنانير والدراهم سنة خمس وسبعين
وهو أول من أحدث ضربها ونقش عليها
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا خالد بن ربيعة بن أبي هلال
عن أبيه قال كانت مثاقيل الجاهلية التي ضرب عليها عبد الملك بن مروان
اثنين وعشرين قيراطا إلا حبة بالشامي وكانت العشرة وزن سبعة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بن أبي سبرة عن إسحاق
بن عبد الله بن أبي فروة عن بن كعب بن مالك قال أجمع لعبد الملك
على تلك الأوزان
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بن أبي الزناد عن أبيه
قال أقام الحج للناس سنة خمس وسبعين عبد الملك بن مروان فلما
مر بالمدينة نزل في دار أبيه فأقام أياما ثم خرج حتى انتهى إلى ذي الحليفة
وخرج معه الناس فقال له أبان بن عثمان أحرم من البيداء فأحرم عبد
الملك من البيداء
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر الزهري عن
أبي عبيد قال سمعت قبيصة بن ذؤيب يقول أنا أمرت عبد الملك أن
229

يحرم من البيداء
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن نافع عن أبيه
قال رأيت عبد الملك بن مروان يلبي بعد أن دخل الحرم حتى طاف بالبيت
ثم أمسك عن التلبية ثم لم يزل يلبي حتى راح إلى الموقف قال فذكرت
ذلك لابن عمر فقال كل ذلك قد رأيت فأما نحن فإنما نأخذ بالتكبير
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بن أبي سبرة عن عبد
المجيد بن سهيل عن عبد الملك بن مروان أنه خطب في حجته في أربعة
أيام قبل التروية ويوم عرفة والغد من يوم النحر ويوم النفر الأول أربعة أيام
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إبراهيم بن عبد الله بن أبي فروة
قال سمعت عبد الله بن عمرو بن أويس العامري يقول سمعت عبد
الملك بن مروان يقول لقبيصة بن ذؤيب هل سمعت في الوداع بدعاء
موقت فقال لا فقال عبد الملك ولا أنا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إبراهيم بن موسى عن
عكرمة بن خالد عن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة قال طفت مع
عبد الملك بن مروان بالبيت فلما كان الشوط السابع دنا من البيت يتعوذ
فجذبته فقال ما لك يا حار قلت يا أمير المؤمنين أتدري أول من فعل
هذا عجوز من عجائز قومك قال فمضى عبد الملك ولم يتعوذ
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بن أبي سبرة عن موسى
بن ميسرة قال طاف عبد الملك بن مروان للقدوم فلما صلى الركعتين
قال له الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة عد إلى الركن الأسود قبل أن
تخرج إلى الصفا فالتفت عبد الملك إلى قبيصة فقال قبيصة لم أر أحدا من
أهل العلم يعود إليه فقال عبد الملك طفت مع أبي فلم أره عاد إليه
ثم قال عبد الملك يا حار تعلم مني كما تعلمت منك حيث أردت أن
ألتزم البيت فأبيت علي قال أفعل يا أمير المؤمنين ما هو بأول علم
230

استفدت من علمك
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بن أبي سبرة عن عبد
المجيد بن سهيل عن عوف بن الحارث قال رأيت جابر بن عبد الله دخل
على عبد الملك فرحب به عبد الملك وقربه فقال جابر يا أمير المؤمنين إن
المدينة حيث ترى وهي طيبة سماها النبي عليه السلام وأهلها محصورون
فإن رأى أمير المؤمنين أن يصل أرحامهم ويعرف حقهم فعل قال فكره
ذلك عبد الملك وأعرض عنه وجعل جابر يلح عليه حتى أومأ قبيصة
إلى ابنه وهو قائده وكان جابر قد ذهب بصره أن أسكته قال فجعل
ابنه يسكته قال جابر ويحك ما تصنع بي قال اسكت فسكت
جابر فلما خرج أخذ قبيصة بيده فقال يا أبا عبد الله إن هؤلاء القوم
صاروا ملوكا فقال له جابر أبلى الله بلاء حسنا فإنه لا عذر لك وصاحبك
يسمع منك قال يسمع ولا يسمع ما وافقه سمع وقد أمر لك أمير
المؤمنين بخمسة آلاف درهم فاستعن بها على زمانك فقبضها جابر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد
عن أبيه قال أقام الحج سنة خمس وسبعين عبد الملك بن مروان ثم صدر
فمر على المدينة فخطب الناس على المنبر ثم أقام خطيبا له آخر وهو جالس
على المنبر فتكلم الخطيب فكان مما تكلم به يومئذ أن وقع بأهل
المدينة وذكر من خلافهم الطاعة وسوء رأيهم في عبد الملك وأهل بيته وما
فعل أهل الحرة ثم قال ما وجدت لكم يا أهل المدينة مثلا إلا القرية
التي ذكر الله في القرآن فإن الله قال وضرب الله مثلا قرية كانت
آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت
بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون
فبرك بن عبد فقال للخطيب كذبت كذبت لسنا كذلك اقرأ الآية
التي بعدها ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فأخذهم
231

العذاب وهم ظالمون وإنا آمنا بالله ورسله فلما قال ذلك بن عبد
وثب الحرس عليه فالتفوا به حتى ظننا أنهم قاتلوه فأرسل إليهم عبد
الملك فردهم عنه فلما فرغ الخطيب ودخل عبد الملك الدار أدخل عليه
بن عبد قال فما أجاز أحدا أكثر من جائزته ولا كسا أحدا أكثر من
كسوته
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر عن عبد
الرحمن بن محمد بن عبد قال لما تكلم عبد الملك بما تكلم به ورد عليه
أبي وثبت الشرطة إلى أبي فدخلوا به إلى عبد الملك بن مروان قال فأغلظ
له بعض الغلظة بين يدي أهل الشام قال فلما خرج أهل الشام قال له
يا بن عبد قد رأيت ما صنعت وقد عفوت ذلك عنك وإياك أن تفعلها
بوال بعدي فأخشى أن لا يحمل لك ما حملت إن أحب الناس إلي هذا
الحي من قريش وحليفنا منا وأنت أحدنا ما دينك قال خمسمائة
دينار قال فأمر له بخمسمائة دينار وأجازه بمائة دينار سوى ذلك قال
وكساه كسوة فيها كساء خز أخضر عندنا قطعة منه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بن أبي سبرة عن المسور
بن رفاعة قال سمعت ثعلبة بن أبي مالك القرظي يقول رأيت عبد الملك
بن مروان صلى المغرب والعشاء في الشعب فأدركني دون جمع فسرت
معه فقال صليت بعد فقلت لا لعمري قال فما منعك من الصلاة
قال قلت إني في وقت بعد فقال لا لعمري ما أنت في وقت قال ثم
قال لعلك ممن يطعن على أمير المؤمنين عثمان رحمه الله فأشهد علي
أبي لاخبر أنه رآه صلى المغرب والعشاء في الشعب فقلت ومثلك
يا أمير المؤمنين يتكلم بهذا وأنت الامام وما لي وللطعن عليه وعلى غيره
قد كنت له لازما ولكني رأيت عمر رحمه الله لا يصلي حتى
يبلغ جميعا وليست سنة أحب إلي من سنة عمر فقال رحم الله عمر
232

فعثمان كان أعلم بعمر لو كان عمر فعل هذا لاتبعه عثمان وما كان أحد
أتبع لأمر عمر من عثمان وما خالف عثمان عمر في شئ من سيرته إلا
باللين فإن عثمان لان لهم حتى ركب ولو كان غلظ عليهم جانبه كما
غلظ عليهم بن الخطاب ما نالوا منه ما نالوا وأين الناس الذين كان يسير
فيهم عمر بن الخطاب والناس اليوم يا ثعلبة إني رأيت سيرة السلطان تدور
مع الناس إن ذهب اليوم رجل يسير بتلك السيرة أغير على الناس في بيوتهم
وقطعت السبل وتظالم الناس وكانت الفتن فلا بد للوالي أن يسير في كل
زمان بما يصلحه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بن أبي سبرة عن أبي
موسى الحناط عن بن كعب قال سمعت عبد الملك بن مروان يقول
يا أهل المدينة إن أحق الناس أن يلزم الامر الأول لأنتم وقد سألت علينا
أحاديث من قبل هذا المشرق لا نعرفها ولا نعرف منها إلا قراءة القرآن
فلازموا ما في مصحفكم الذي جمعكم عليه الامام المظلوم رحمه الله
وعليكم بالفرائض التي جمعكم عليها إمامكم المظلوم رحمه الله فإنه
قد استشار في ذلك زيد بن ثابت ونعم المشير كان للاسلام رحمه الله
فأحكما ما أحكما وأسقطا ما شذ عنهما
قالوا وكان عبد الملك بن مروان قد هم أن يخلع أخاه عبد العزيز
بن مروان ويعقد لابنيه الوليد وسليمان بعده بالخلافة فنهاه عن ذلك قبيصة
بن ذؤيب وقال له لا تفعل هذا فإنك تبعث به عليك صوتا نعارا ولعل
الموت يأتيه فتستريح منه فكف عبد الملك عن ذلك ونفسه تنازعه أن يخلعه
فدخل عليه ليلة روح بن زنباع الجذامي وكان يبيت عند عبد الملك وسادهما
واحد وكان أحلى الناس عند عبد الملك فقال يا أمير المؤمنين لو خلعته
ما انتطحت فيه عنزان قال ترى ذلك يا أبا زرعة قال أي والله
أنا أول من يجيبك إلى ذلك فقال نصيح إن شاء الله قال فبينا هو على
233

ذلك وقد نام عبد الملك بن مروان وروح بن زنباع إلى جنبه إذ دخل عليهما
قبيصة بن ذؤيب طروقا وكان عبد الملك قد تقدم إلى حجابه فقال لا
يحجب عني قبيصة أي ساعة جاء من ليل أو نهار إذا كنت خاليا أو كان
عندي رجل واحد وإن كنت عند النساء أدخل المجلس وأعلمت بمكانه
فدخل وكان الخاتم إليه وكانت السكتة إليه تأتيه الاخبار قبل عبد الملك
فيقرأ الكتب قبله ثم يأتي بها منشورة إلى عبد الملك فيقرؤها إعظاما لقبيصة
فدخل عليه فقال آجرك الله يا أمير المؤمنين في أخيك قال وهل توفي
قال نعم قال فاسترجع عبد الملك بن مروان ثم أقبل على روح فقال
أبا زرعة كفانا الله ما كنا نريد وما أجمعنا عليه وكان ذلك مخالفا لك يا أبا
إسحاق فقال قبيصة وما هو فأخبره بما كان فقال قبيصة يا أمير
المؤمنين إن الرأي كله في الأناة والعجلة فيها ما فيها فقال عبد الملك
ربما كان في العجلة خير كثير أرأيت عمرو بن سعيد ألم تكن العجلة
في أمره خيرا من التأني فيه وأمر عبد الملك ابنه عبد الله بن عبد الملك على
مصر وعقد لابنيه الوليد وسليمان بعده بالخلافة وكتب في البلدان فبايع
لهما الناس وكان موت عبد العزيز في جمادي الأولى سنة خمس وثمانين
قال أخبرنا محمد بن عمر عن رجاله من أهل المدينة قالوا قد حفظ
عبد الملك عن عثمان وسمع من أبي هريرة وأبي سعيد الخدري وجابر بن
عبد الله وغيرهم من أصحاب رسول الله وكان عابدا ناسكا قبل الخلافة
قال أخبرنا وهب بن جرير بن حازم قال حدثنا أبي عن نافع
قال لقد رأيت عبد الملك بن مروان وما بالمدينة شاب أشد تشميرا ولا
أطلب للعلم منه وأحسبه قال ولا أشد اجتهادا
قال أخبرنا عبيد الله بن محمد بن عائشة التيمي قال سمعت أبي
يحدث عن جعفر بن عطية مولى خزاعة عن بن قبيصة بن ذؤيب عن أبيه
قال كنا نسمع نداء عبد الملك بن مروان من وراء الحجرات يا أهل
234

النعم لا تقللوا شيئا منها مع العافية
قال أخبرنا محمد بن بكر البرساني قال أخبرنا بن جريج عن
بن مليكة عن محمد بن صهيب أنه رأى عبد الملك بن مروان يبتاع
بمنى بدنة
قال أخبرنا حجاج بن محمد عن بن جريج قال سمعت بن شهاب
يسأل عن ربط الأسنان بالذهب قال لا بأس به ربط عبد الملك بن مروان
أسنانه بالذهب
أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال حدثنا سفيان عن بن جريج
عن الزهري أن عبد الملك بن مروان كان يشد أسنانه بالذهب
أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا معاوية بن صالح عن عمرو بن
قيس أن عبد الملك بن مروان ربط أسنانه بذهب
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو معشر نجيح قال مات
عبد الملك بن مروان بدمشق يوم الخميس للنصف من شوال سنة ست وثمانين
وله ستون سنة فكانت ولايته من يوم بويع إلى يوم توفي إحدى وعشرين
سنة وشهرا ونصفا وكان تسع سنين منها يقاتل فيها عبد الله بن الزبير ويسلم
عليه بالخلافة بالشام ثم العراق بعد مقتل مصعب وبقي بعد مقتل عبد
الله بن الزبير واجتماع الناس عليه ثلاث عشرة سنة وأربعة أشهر إلا سبع
ليال وقد روي لنا أنه مات وهو بن ثمان وخمسين سنة والأول أثبت
وهو على مولده سواء
235

عبد العزيز بن مروان
بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس وأمه ليلى بنت
زبان بن الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة بن الحارث بن حصن بن ضمضم
بن عدي بن جناب من كلب ويكنى عبد العزيز أبا الأصبغ فولد عبد
العزيز بن مروان عمر رضي الله تعالى عنه ولي الخلافة وعاصما وأبا بكر
ومحمدا درج وأمهم أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب بن نفيل
من بني عدي بن كعب والأصبغ بن عبد العزيز وبه كان يكنى وأم عثمان
وأم محمد لام ولد وسهيلا وسهلا وأم الحكم وأمهم أم عبد الله بنت
عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل السهمي وزبان بن عبد العزيز
وجزيا لام ولد وأم البنين وأمها ليلى بنت سهيل بن حنظلة بن الطفيل
بن مالك بن جعفر بن كلاب وقد روى عبد العزيز عن أبي هريرة وكان
ثقة قليل الحديث وكان مروان بن الحكم قد عقد بولاية العهد لعبد الملك
بن مروان وبعده عبد العزيز بن مروان وولاه مصر فأقره عليها عبد
الملك وثقل على عبد الملك مكانه فأراد خلعه ليبايع لابنيه الوليد وسليمان
بالخلافة بعده فمنعه من ذلك قبيصة بن ذؤيب وكان على خاتمه وكان له
مكرما مجلا فكف عن ذلك وتوفي عبد العزيز بمصر في جمادي
الأولى سنة خمس وثمانين وبلغ الخبر عبد الملك بن مروان ليلا فلما
أصبح دعا الناس فبايع للوليد بالخلافة من بعده ثم لسليمان من بعد الوليد
236

محمد بن مروان
بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس وأمه أم ولد
يقال لها زينب فولد محمد بن مروان مروان وولي الخلافة وهو آخر خلفاء
بني أمية وهو الذي قتله ولد العباس حين أظهروا دعوتهم وأمه أم ولد
ويزيد وأمه رملة بنت يزيد بن عبيد الله بن شيبة بن ربيعة بن عبد شمس
وعبد الرحمن وأمه أم جميل بنت عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب بن
نفيل ومنصورا لام ولد وعبد العزيز لام ولد وعبدة ورملة لأمهات
أولاد وقد روى الزهري عن محمد بن مروان
عمر بن سعيد
بن العاص بن سعيد بن أحيحة بن العاص بن أمية بن عبد شمس
وأمه أم البنين بنت الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس فولد
عمرو بن سعيد أمية وسعيدا وإسماعيل ومحمدا وأم كلثوم وأمهم أم حبيب
بنت حريث بن سليم بن عش بن لبيد بن عداء بن أمية بن عبد الله
بن رزاح بن ربيعة بن حرام بن ضنة بن عبد بن كبير بن عذرة من قضاعة
وعبد الملك وعبد العزيز ورملة وأمهم سودة بنت الزبير بن العوام بن خويلد
وموسى وعمران وأمهما عائشة بنت مطيع بن ذي اللحية بن عبد بن عوف
بن كعب بن أبي بكر بن كلاب من بني عامر وعبد الله وعبد الرحمن
لام ولد وأم موسى وأمها نائلة بنت فريص بن ربيع بن مسعود بن
مصاد بن حصن بن كعب بن عليم من كلب وأم عمران بنت عمرو
أمها أم ولد
237

قالوا وكان عمرو بن سعيد من رجال قريش وكان يزيد بن معاوية
قد ولاه المدينة فقتل الحسين وهو على المدينة فبعث إليه برأس الحسين فكفنه
ودفنه بالبقيع إلى جنب قبر أمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكتب إليه يزيد أن يوجه إلى عبد الله بن الزبير جيشا فوجه إليه جيشا واستعمل
عليهم عمرو بن الزبير بن العوام وحج عمرو بن سعيد بالناس سنة وكان
أحب الناس إلى أهل الشام وكانوا يسمعون له ويطيعون فلما ولي عبد الملك
بن مروان الخلافة خافه وقد كان عمرو غالطه وتحصن بدمشق ثم فتحها
له وبايعه بالخلافة فلم يزل عبد الملك مرصدا له لا يأمنه حتى بعث إليه
يوما خاليا فعاتبه على أشياء قد عفاها عنه ثم وثب عليه فقتله وكان عمرو
يكنى أبا أمية وقد روى عمرو عن عمر
يحيى بن سعيد
بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس وأمه العالية
بنت سلمة بن يزيد بن مشجعة بن المجمع بن مالك بن كعب بن سعد
بن عوف بن حريم بن جعفي بن سعد العشيرة فولد يحيى بن سعيد
سعيدا وإسماعيل وربيحة وهي أم رباح وفاختة ورقية وأم عمر وأمهم
أم عيسى بنت عبيد الله بن عمر بن الخطاب وعمرا وعثمان وأمهما زينب
بنت عبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص وعمر وأمه أم عمرو بنت
عمر بن جرير بن عبد الله البجلي وأبانا وعنبسة وحصينا ومحمدا وهشاما
لأمهات أولاد وآمنة وأمها أم سلمة بنت الحليس بن حبيب بن عامر
بن مالك بن جعفر بن كلاب ورملة وعلية وفاختة الصغرى وأمهن
أم ولد وأم عثمان وأمها أم ولد وكان قليل الحديث
238

عنبسة بن سعيد
بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس وأمه أم
ولد فولد عنبسة بن سعيد عبد الله لام ولد وعبد الرحمن لام ولد
وخالدا وأمه أم النعمان بنت محمد بن الأشعث بن قيس بن معدي كرب
بن معاوية بن جبلة الكندي وعبد الملك وأمه أروى بنت
عبد الله بن عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس وعثمان لام
ولد وسعيدا وأم عنبسة وأم كلثوم وأمهم أم عمر بنت عمر بن سعد
بن أبي وقاص والحجاج ومحمدا وسليمان وزيادا ومروان وآمنة وأم
عثمان وأم أبان وأم خالد لأمهات شتى وأم الوليد وأمها الرداح بنت
عمير بن السليل بن قيس بن مسعود بن قيس بن خالد ذي الجدين وقد
روى عنبسة بن سعيد عن أبي هريرة
عبد الله بن قيس
بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف بن قصي وأمه درة بنت
عقبة بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل من الأوس فولد
عبد الله بن قيس محمدا وموسى ورقية وأمهم أم سعيد بنت كباثة بن
عرابة بن أوس بن قيظي بن عمرو من الأنصار ثم من بني حارثة والمطلب
وحكيما وأمهما أم إياس بنت يزيد بن عبد الله بن ذي حفن من حمير
وعبد الرحمن والحكم وعبد الله وأم الفضل وأمهم أم عبد الله بنت عبد
الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة بن وهب بن عدي بن مالك بن عدي
بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وعبد الملك وأم سلمة وأمهما
أم ولد وأخوه
239

محمد بن قيس
بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف بن قصي وأمه درة بنت
عقبة بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل فولد محمد بن
قيس يحيى الأكبر وعمرا الأكبر وأم القاسم وجمال والصعبة الكبرى وأم
عبد الله وأمهم أم جميل بنت المسيب بن أبي السائب بن عابد بن عبد
الله بن عمر بن مخزوم والحسن والحسين والحكيم والصعبة الصغرى وقيسا
الأكبر وقيسا الأصغر ومحمدا الأصغر وجمال الصغرى وحفصة وأم الحسن
وفاطمة وأمهم أم الحسن بنت الحكيم بن الصلت بن مخرمة وعمرا الأصغر
لام ولد ويحيى الأصغر لام ولد
المغيرة بن أبي بردة
من بني عبد الدار بن قصي
عبد الله بن عبد الرحمن
بن أزهر بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة
وأمه أم سلمة بنت خفاجة بن هرثمة بن مسعود من بني نصر بن معاوية
بن بكر بن هوازن فولد عبد الله بن عبد الرحمن جعفرا وعبد الرحمن
وأم عمرو وحفصة وأمهم أم جميل بنت عبد الله بن مكمل بن عوف بن
عبد بن الحارث بن زهرة وقد روى الزهري عن عبد الله بن عبد الرحمن
240

عبد الرحمن بن عبد الله
بن مكمل بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة
وأمه من حمير ثم من يحصب أصابها سباء فولد عبد الرحمن
الحسن وأم حبيب وأمهما خديجة بنت أزهر بن عبد عوف بن عبد بن الحارث
بن زهرة وسعدا ومروان وبريهة وأم عمرو وهندا وأمهم أم النعمان
بنت عبد الرحمن بن قيس بن خلدة وقد روى عنه الزهري
معاذ بن عبد الرحمن
بن عثمان بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن عامر بن عمرو بن كعب
بن سعد بن تيم بن مرة وأمه أم ولد فولد معاذ بن عبد الرحمن عبد
الرحمن وأمه زيينة وهي أم عمرو بنت عتيبة من بني سعد بن بكر وأويسا
وأمه مريم بنت عقبة بن إياس بن عنمة من بني سليم بن منصور وأسماء
وأمها المنقرية وأخوه
عثمان بن عبد الرحمن
بن عثمان بن عبيد الله بن عمرو بن عامر بن عمرو بن كعب
بن سعد بن تيم بن مرة
241

نوفل بن مساحق
بن عبد الله بن مخرمة بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن
نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وأمه مريم بنت مطيع بن
الأسود من بني عدي بن كعب فولد نوفل بن مساحق سعد بن نوفل وأمه
أم عبد الله بنت أبي سبرة بن أبي رهم بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد
ود بن نصر بن مالك ومعقل بن نوفل وأمه ضئبة بنت سبرة بن عبد
الله بن الأعلم من بني عقيل بن كعب وعبد الملك ومروان وسليمان لأمهات
أولاد ولنوفل أحاديث يسيرة
عياض بن عبد الله
بن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن حبيب بن جذيمة بن مالك
بن حسل بن عامر بن لؤي وأمه أم ولد فولد عياض وهبا وعبد الله
وسالما وأمهم أم حسن بنت عمرو بن أويس وسعد بن عياض
عثمان بن إسحاق
بن عبد الله بن أبي خرشة بن عمرو بن ربيعة بن الحارث بن حبيب
بن جذيمة بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وأمه أميمة بنت عبد
الله بن مسعود بن الحارث بن صبح بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث
بن تميم بن سعد بن هذيل فولد عثمان بن إسحاق عبد الرحمن ورجلا
آخر وأمهما أم حبيب بنت مر من بني عقيل وقد روى الزهري عن
عثمان بن إسحاق
242

محمد بن عبد الرحمن
بن ماعز روى عنه الزهري
شعيب بن محمد
بن عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم
وأمه أم ولد فولد شعيب عمرا وعمر وأمهما حبيبة بنت مرة بن عمرو
بن عبد الله بن عمر الجمحي وعبد الله وشعيبا وعائذة تزوجها حسين
بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس وأمهم عمرة بنت عبيد الله بن العباس
بن عبد المطلب وقد روى شعيب عن جده عبد الله بن عمرو وروى
عنه ابنه عمرو بن شعيب فحديثه عن أبيه وحديث أبيه عن جده يهني
عبد الله بن عمرو
عثمان بن عبد الله
بن عبد الله بن سراقة بن المعتمر بن أنس بن أداة بن رياح بن عبد
الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب وأمه زينب بنت عمر بن الخطاب
وكانت أصغر ولد عمر رحمه الله فولد عثمان عمرا وبه كان يكنى وعبد
الله وعمر وأبا بكر والزبير وعبد الرحمن وأمهم عبدة بنت الزبير بن المسيب
بن أبي السائب وهو صيفي بن عابد من بني مخزوم وحفصة لام ولد
وفاطمة لام ولد وقد روى عثمان بن عبد الله عن جابر بن عبد الله
243

هشام بن إسماعيل
بن هشام بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه
أمة بنت المطلب بن أبي البختري بن هشام بن الحارث بن أسد بن عبد
العزى بن قصي فولد هشام بن إسماعيل الوليد وأم هشام وهي أم
هشام بن عبد الملك بن مروان وأمهما مريم بنت لجاء بن عوف بن خارجة
بن سنان بن أبي حارثة وإبراهيم ومحمدا لام ولد وخالدا وحبيبا لام
ولد وكان هشام بن إسماعيل من أهل العلم والرواية ثم ولي المدينة لعبد
الملك بن مروان فتوفي عبد الملك وهو الذي ضرب سعيد بن المسيب
حين دعاه إلى البيعة للوليد بن عبد الملك حين عقد له أبوه بالخلافة فأبى
سعيد وقال انظر ما يصنع الناس فضربه وطاف به وحبسه فبلغ ذلك
عبد الملك فأنكر ذلك عليه ولم يرضه من فعله وقال ما له ولسعيد ما عند
سعيد خلاف
محمد بن عمار
بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذيم
بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر بن عنس من مذحج
حلفاء أبي حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم من قريش وقد
روي عن محمد بن عمار
244

حمزة بن صهيب
بن سنان بن مالك بن عبد عمرو بن عقيل بن النمر بن قاسط بن ربيعة
حليف عبد الله بن جدعان التيمي من قريش روى عن أبيه
صيفي بن صهيب
بن سنان بن مالك
عمارة بن صهيب
بن سنان بن مالك قتل يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين
عبد الله بن خباب
بن الأرت بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن سعد من
بني سعد بن زيد مناة بن تميم وأصاب خبابا سباء في الجاهلية فصار إلى
أم أنمار بنت سباع الخزاعية حلفاء بني زهرة بن كلاب فأعتقته
قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب بن حميد بن هلال
عن رجل من عبد القيس كان مع الخوارج ثم فارقهم قال دخلوا قرية
فخرج عليهم عبد الله بن خباب ذعرا قالوا لن تراع قال والله لقد
رعتموني قالوا لن تراع قال والله لقد رعتموني قالوا أنت عبد
الله بن خباب صاحب رسول الله قال نعم قالوا فهل سمعت
أبيك حديثا يحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحدثناه قال
245

نعم سمعت أبي يحدث عن رسول الله ذكر فتنة القاعد فيها خير من
القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي قال فإن
أدركت ذاك فكن عبد الله المقتول
قال أيوب ولا أعلمه إلا قال ولا تكن عبد الله القاتل قالوا أسمعت
هذا من أبيك يحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم
قال فقدموه على ضفة النهر فضربوا عنقه فسال دمه كأنه شراك نعل ما
امذقر وبقروا أم ولده فبهذا استحل علي قتالهم
محمد بن أسامة
بن زيد الحب بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزى بن امرئ القيس
بن عامر بن النعمان بن عبد ود بن عوف بن كنانة بن عوف بن عذرة
بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب ويقال لرهط زيد بن حارثة
بنو المدينة بأمة حضنت عبد العزى بن امرئ القيس فنسبوا إليها وتوفي
بالمدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك وروى عنه يزيد بن عبد الله بن قسيط
وكان ثقة قليل الحديث وأخوه
الحسن بن أسامة
بن زيد بن حارثة روى عنه ابنه محمد بن الحسن وغيره وكان
ثقة قليل الحديث
246

جعفر بن عمرو
بن أمية بن خويلد بن عبد الله بن إياس بن عبد ناشرة بن كعب بن
جدي بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد
قال كان جعفر بن عمرو بن أمية أخا عبد الملك بن مروان من الرضاعة
فوفد على عبد الملك بن مروان في خلافته فجلس في مسجد دمشق وأهل الشام
يعرضون على ديوانهم قال وتلك اليمانية حوله يقولون الطاعة الطاعة
فقال جعفر لا طاعة إلا لله قال فوثبوا عليه وقالوا اتوهن الطاعة طاعة
أمير المؤمنين حتى ركبوا الاسطوان عليه قال فما أفلت إلا بعد جهد
وبلغ الخبر عبد الملك فأرسل إليه فأدخل عليه فقال أرأيت هذا من عملك
أما والله لو قتلوك ما كان عندي فيك شئ ما دخولك في أمر لا يعنيك
ترى قوما يشدون ملكي وطاعتي فتجئ توهنه وأنت إياك إياك
قال قال محمد بن عمر مات جعفر بن عمرو في خلافة الوليد
بن عبد الملك وقد روى عن أبيه وروى عنه الزهري وكان ثقة وله
أحاديث وأخوه
الزبرقان بن عمرو
بن أمية بن خويلد وقد روي عنه أيضا
247

إياس بن سلمة
بن الأكوع واسمه سنان بن عبد الله بن قشير بن خزيمة بن مالك
بن سلامان بن أسلم بن أفصى من خزاعة ويكنى إياس أبا سلمة وتوفي
بالمدينة سنة تسع عشرة ومائة وهو بن سبع وسبعين سنة
قال أخبرنا يحيى بن يعلى بن الحارث المحاربي قال حدثني
أبي عن إياس بن سلمة بن الأكوع أنه كان يكنى أبا بكر وكان ثقة وله
أحاديث كثيرة
محمد بن حمزة
بن عمرو الأسلمي روى عنه أسامة بن زيد الليثي وروى هو عن أبيه
عبد الرحمن بن جرهد
بن رزاح بن عدي بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم
بن أفصى وقد روى عن أبيه وكان له بن يقال له زرعة بن عبد الرحمن
روى عنه أبو الزناد
طارق بن أبي مخاشن
الأسلمي كان ينزل المدينة روى عنه الزهري
أبو عثمان بن سنة
الخزاعي روى عنه الزهري
248

عطاء بن يزيد
الليثي من كنانة من أنفسهم يكنى أبا محمد توفي سنة سبع ومائة
وهو بن اثنتين وثمانين سنة روى عن أبي أيوب وتميم الداري وأبي
هريرة وأبي سعيد الخدري وعبيد الله بن عدي بن الخيار وروى عنه
الزهري وكان كثير الحديث
عمارة بن أكيمة
الليثي من كنانة من أنفسهم ويكنى أبا الوليد توفي سنة إحدى ومائة
وهو بن تسع وسبعين سنة روى أبي هريرة وروى عنه الزهري حديثا
واحدا ومنهم من لا يحتج به يقول هو شيخ مجهول
حميد بن مالك
بن الخثم الدئلي من كنانة وكان قديما وقد روى عن سعد وأبي
هريرة وروى عنه بكير بن عبد الله بن الأشج والزهري وكان قليل
الحديث
سنان بن أبي سنان
الدئلي من أنفسهم وتوفي سنة خمس ومائة وهو بن اثنتين وثمانين
سنة روى عنه الزهري وكان قليل الحديث
249

عبيد الله بن عبد الله
بن عتبة بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم
من هذيل بن مدركة حلفاء بني زهرة ويكنى أبا عبد الله
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد
عن أبيه قال كان عبيد الله بن عبد الله بن عتبة يقول الشعر فيقال له في ذلك
فيقول أرأيتم المصدور إذا لم ينفث أليس يموت
قال محمد بن عمر كان عبيد الله عالما وكان قد ذهب بصره وقد
روى عن أبي هريرة وابن عباس وعائشة وأبي طلحة وسهل بن حنيف
وزيد بن خالد وأبي سعيد الخدري وكان ثقة فقيها كثير الحديث والعلم
شاعرا
أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا محمد بن هلال قال رأيت
عبيد الله بن عبد الله لا يحفي شاربه جدا يأخذ منه أخذا حسنا وتوفي
بالمدينة سنة ثمان وتسعين وقال غيره توفي سنة تسع وتسعين
قال وقال يونس بن محمد عن حماد بن زيد عن معمر عن الزهري
قال كان أبو سلمة يسأل بن عباس فكان يخزن عنه وكان عبيد الله
بن عبد الله يلطفه فكان يعزه عزا
يحيى بن عبد الرحمن
بن حاطب بن أبي بلتعة من لخم حليف بني أسد بن عبد العزى
بن قصي فولد في خلافة عثمان بن عفان وكان يكنى أبا محمد وسمع
من بن عمر وأبي سعيد الخدري وكان ثقة كثير الحديث وتوفي بالمدينة
سنة أربع ومائة وأخوه
250

عبد الله بن عبد الرحمن
بن حاطب بن أبي بلتعة قتل يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث
وستين في خلافة يزيد بن معاوية
حنظلة
يعني بن علي بن الأسقع الأسلمي من أنفسهم روى عن أبي هريرة
وروى عنه الزهري
عياض بن خليفة
الخزاعي روى عنه الزهري
عوف بن الطفيل
بن الحارث بن سخبرة بن جرثومة بن عادية بن مرة بن جشم بن
الأوس بن عامر بن حفين بن النمر بن عثمان بن نصر بن زهران بن كعب
من الأزد والطفيل بن الحارث أخو عائشة وعبد الرحمن ابني أبي بكر
الصديق لأمهما أم رومان قدم الحارث بن سخبرة من السراة فحالف
أبا بكر ومعه امرأته أم رومان ثم مات فتزوجها أبو بكر الصديق
251

عبد الرحمن بن مالك
بن جعشم بن مالك بن عمرو بن تيم بن مدلج بن مرة بن عبد
مناة بن كنانة روى عنه الزهري وله أحاديث
الله تعالى الربيع بن سبرة
الجهني روى عن أبيه وكانت له صحبة وروى الزهري عن
الربيع بن سبرة
عبيد بن السباق
الثقفي روى عن سهل بن حنيف في المذي وروى عن بن عباس
عبيدة بن سفيان
الحضرمي روى عن أبي هريرة وكان شيخا قليل الحديث
السائب بن مالك
الكناني روى عنه الزهري
252

صفوان بن عياض
بن أخي أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي وهو زوج بنت أسامة وروى
عن أسامة وروى عنه الزهري
مليح بن عبد الله
السعدي روى عن أبي هريرة وروى عنه محمد بن عمرو بن علقمة
الليثي
عراك بن مالك
الغفاري من بني كنانة وكان ينزل بالمدينة في بني غفار وتوفي
في خلافة يزيد بن عبد الملك بالمدينة وقد روى عن أبي هريرة وروى عنه
الزهري وابنه خثيم بن عراك كان عفيفا صليبا وقد ولي شرطة بالمدينة
لزياد بن عبيد الله الحارثي وكان زياد على المدينة ومكة في خلافة أبي العباس
وأول خلافة أبي جعفر
قال أخبرنا معن بن عيسى عن أبي الغصن قال رأيت عراك بن
مالك لا يحفي شاربه شبه الحلق ولكن يأخذ منه أخذا حسنا
أخبرنا معن بن عيسى عن أبي الغصن قال رأيت عراك بن مالك
يصوم الدهر
253

محرر بن أبي هريرة
بن عامر بن عبد ذي الشرى بن طريف بن عتاب بن أبي صعب
بن منبه بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس من الأزد
توفي بالمدينة في خلافة عمر بن عبد العزيز وقد روى عن أبيه وكان قليل
الحديث
عمرو بن أبي سفيان
بن أسيد بن جارية بن عبد الله بن أبي سلمة بن عبد العزى بن غيرة
بن عوف بن قسي وهو ثقيف حليف لبني زهرة وكان من أصحاب
أبي هريرة وقد روى عنه الزهري
نهار بن عبد الله
القيسي سمع من أبي سعيد الخدري
ومن هذه الطبقة من الأنصار
عباد بن أبي نائلة
سلكان بن سلامة بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل
وأمه أم سهل بنت رومي بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل
فولد عباد يونس وأم سلمة وأم عمرو وأم موسى وسلمة وقريبة وأمهم
254

أم الحارث بنت الحباب بن زيد بن تيم بن أمية بن بياضة بن خفاف من
الجعادرة من ساكني راتج من الأوس وأم العلاء وأم عمرو وأمهما
صفية بنت معبد بن بشر بن خالد بن ظالم من بني هاربة بن دينار من قيس
عيلان قتل عباد بن أبي نائلة وابنه سلمة بن عباد يوم الحرة في ذي الحجة
سنة ثلاث وستين في خلافة يزيد بن معاوية
زيد بن محمد
بن مسلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث
بن الخزرج بن عمرو وهو النبيت بن مالك بن الأوس وأمه أم ولد
فولد زيد بن محمد قيسا وأم زيد وأمهما من بني محارب بن خصفة بن قيس
بن عيلان بن مضر قتل زيد بن محمد يوم الحرة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عتبة بن جبيرة عن الحصين
بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ قال أول دار من دور المدينة
انتهبت والحرب بعد لم تنقطع يوم الحرة دار بني عبد الأشهل فما تركوا
في المنازل من أثاث ولا حلي على امرأة ولا ثياب ولا فراش إلا نقض صوفه
ولا دجاجة إلا ذبحت ولا حمام إلا ذبح ثم يسمطون الدجاج والحمام
خلف أحدهم ثم نخرج من هذا البيت إلى هذا البيت فلقد مكثنا على ذلك
ثلاثا وإن مسرفا بالعقيق والناس في هذا من الامر حتى رأينا هلال المحرم
ولقد دخل دار محمد بن مسلمة فتصايح النساء فأقبل زيد بن محمد بن مسلمة
ونفر معه إلى الصوت فوجدوا عشرة ينتهبون فاقتتلوا على الباب وفي الدار
وفي البيت حتى قتل الشاميون جميعا وخلصوا ما أخذوا منهم فما كان
من حر متاعهم ألقوه في بئر لا ماء فيها وكبسوا عليها التراب وأقبل نفر
255

آخرون فاقتتلوا في ذلك الموضع حتى قتل زيد بن محمد بن مسلمة على بابه
وسلمة بن عباد بن سلامة بن وقش وجعفر بن يزيد بن سلكان ووجدوا
جميعا صرعى وإن بزيد بن محمد أربع عشرة ضربة سيف منها أربع
في وجهه
عبد الله بن رافع
بن خديج بن رافع بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث
بن الخزرج بن عمرو وهو النبيت بن مالك بن الأوس وأمه لبني
بنت قرة بن علقمة بن علاثة من بني جعفر بن كلاب وناعصة
وعائشة وأمهما أم الأشعث بنت عبد الله بن قرة بن علقمة بن علاثة وأم
جعفر وأمها أم الأشعث بنت رفاعة بن خديج بن رافع من بني حارثة من
الأوس روى عبد الله بن رافع عن أبيه وكان ثقة قليل الحديث
عبيد الله بن رافع
بن خديج بن رافع بن عدي بن زيد بن جثم بن حارثة وأمه
أسماء بنت زياد بن طرفة بن مصاد بن الحارث بن مالك بن النمر بن قاسط
بن ربيعة فولد عبيد الله الفضل وبه كان يكنى وعونة وأم الفضل وبريهة
وأم رافع وأمهم أم ولد وقد روى عبيد الله عن أبيه وكان قليل الحديث
وتوفي عبيد الله بالمدينة سنة إحدى عشرة ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك
وهو بن خمس وثمانين سنة
256

عبد الرحمن بن رافع
بن خديج بن رافع بن عدي بن زيد بن جثم بن حارثة وأمه
أسماء بنت زياد بن طرفة من النمر بن قاسط فولد عبد الرحمن هريرا
وسكينة وأمهما أم الحسن ابنة أسيد بن ظهير بن رافع بن عدي بن زيد
بن جشم بن حارثة
سهل بن رافع
بن خديج بن رافع بن عدي بن زيد بن جثم بن حارثة وأمه
أسماء بنت زياد بن طرفة من النمر بن قاسط فولد سهل بن رافع المنذر
وعمران لا عقب له وسليمان ومحمدا وعائشة وأم عيسى وأم حميدة وأمهم
أم المنذر بنت رفاعة بن خديج بن رافع بن عدي بن زيد بن جثم بن حارثة
رفاعة بن رافع
بن خديج بن رافع بن عدي بن زيد بن جثم بن حارثة وأمه
أسماء بنت زياد بن طرفة من النمر بن قاسط فولد رفاعة عباية وامرأ
القيس لام ولد وزميلا لام ولد وينفع لام ولد وسهلا وعائشة
وميمونة وأمهم هند بنت ثعلبة بن الزبرقان بن بدر التميمي وعبدة وأسماء
وبكرة لام ولد وكان رفاعة بن رافع يكنى أبا خديج وتوفي بالمدينة
في خلافة عمر بن عبد العزيز
257

عبيد بن رافع
بن خديج بن رافع بن عدي بن زيد بن جثم بن حارثة وأمه
أم ولد فولد عبيد رافعا وعياشا ورفاعة وأمهم حميدة بنت أبي عبس
بن جبر بن عمرو بن زيد بن جثم بن حارثة
حرام بن سعد
بن محيصة بن مسعود بن كعب بن عامر بن عدي بن مجدعة
بن حارثة من الأوس روى عنه الزهري
وكان ثقة قليل الحديث وكان حرام يكنى أبا سعيد توفي بالمدينة سنة ثلاث عشرة ومائة وهو بن
سبعين سنة
نملة بن أبي نملة
واسمه عمرو بن معاذ بن زرارة بن عمرو بن عدي بن الحارث بن مر
بن ظفر من الأوس وأمه كبشة بنت حاطب بن قيس بن هيشة بن
الحارث بن أمية بن معاوية من بني عمرو بن عوف من الأوس وكان له
ولد فانقرضوا وانقرض ولد مر بن ظفر فلم يبق منهم أحد وروى
نملة عن أبيه وروى عن نملة الزهري
258

عمرو ومحمد ويزيد بنو ثابت
بن قيس بن الخطيم بن عدي بن عمرو بن سواد بن ظفر وهو
كعب بن الخزرج بن عمرو وهو النبيت بن مالك بن الأوس وأمهم
أم حبيب بنت قيس بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر قتلوا جميعا يوم الحرة
في ذي الحجة سنة ثلاث وستين وليس لهم عقب
صالح بن خوات
بن جبير بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو
بن عوف من الأوس وأمه من بني ثعلبة من بني فقيم فولد صالح بن
خوات خواتا وأبا حنة وبرة وأم موسى وأمهم أم حسن بنت أبي حنة
بن غزية من بني مازن بن النجار وهضبة بنت صالح وأمها من بني
أنيف من بلي قضاعة وقد روى صالح بن خوات عن أبيه وكان قليل
الحديث
حبيب بن خوات
بن جبير بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس وأمه من بني ثعلبة
من بني فقيم فولد حبيب داود وأمه أم ولد قتل حبيب بن خوات
يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين
عمرو بن خوات
بن جبير بن النعمان ولم تسم لنا أمه قتل يوم الحرة وليس له عقب
259

يحيى بن مجمع
بن جارية بن عامر بن مجمع بن العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك
بن عوف بن عمرو بن عوف من الأوس وأمه سلمى بنت ثابت بن
الدحداحة بن نعيم بن غنم بن إياس من بلي قضاعة فولد يحيى بن مجمع
مجمعا لا بقية له وقتل يحيى بن مجمع يوم الحرة وأخوه
عبيد الله بن مجمع
بن جارية بن عامر بن مجمع بن العطاف وأمه سلمى بنت ثابت
بن الدحداحة بن نعيم من بلي قضاعة فولد عبيد الله بن مجمع عمران
ودحداحة ومريم وأمهم لبني بنت عبد الله بن نبتل بن الحارث بن قيس
بن زيد بن ضبيعة من بني عمرو بن عوف قتل عبيد الله بن مجمع يوم
الحرة وليس له عقب
يزيد بن ثابت
بن وديعة بن خذام بن خالد بن ثعلبة بن زيد بن عبيد بن زيد بن
مالك بن عوف بن عمرو بن عوف من الأوس وأمه من بني أنيف من
بلي قضاعة حلفاء بني عمرو بن عوف فولد يزيد عبد الله وإسماعيل
وقد روى الزهري عن يزيد بن ثابت بن وديعة
260

محمد بن جبر
بن عتيك بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أمية بن معاوية بن مالك
بن عوف بن عمرو بن عوف من الأوس قتل يوم الحرة ولا عقب له
وقد شهد أبوه بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
عبد الملك بن جبر
بن عتيك روى عن جابر بن عبد الله
أبو البداح بن عاصم
بن عدي بن الجد بن العجلان من بلي قضاعة حلفاء لبني عمرو
بن عوف من الأوس
قال محمد بن عمر أبو البداح لقب غلب عليه ويكنى أبا عمرو
وتوفي سنة سبع عشرة ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك وهو بن أربع
وثمانين سنة وكان ثقة قليل الحديث وأخوه
عباد بن عاصم
بن عدي قتل يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين في خلافة
يزيد بن معاوية
261

خارجة بن زيد
بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد بن عوف
بن مالك بن النجار وأمه أم سعد وهي جميلة بنت سعد بن الربيع
بن عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة من بني
الحارث بن الخزرج فولد خارجة بن زيد زيدا وعمرا وعبد الله ومحمدا
وحبيبة وحميدة وأم يحيى وأم سليمان وأمهم أم عمرو بنت حزم من
بني مالك بن النجار
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا إسماعيل بن مصعب عن
إبراهيم بن يحيى بن زيد أن خارجة بن زيد كان يكنى أبا زيد
أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا زيد بن السائب عن خارجة بن
زيد أنه تختم في يساره
قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثني زيد بن السائب قال
رأيت بين عيني خارجة بن زيد أثر السجود ليس بالكثير ليس على أنفه
منه شئ
قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا زيد بن السائب قال رأيت
خارجة بن زيد يسدل رداءه الأحيان وهو متجرد فأما إذا كان عليه
القميص فلم أره وكان حسن الجسم
أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا زيد بن السائب قال رأيت خارجة
بن زيد يلبس كساء خز ورأيته يلبس ملحفة معصفرة قال ورأيت
خارجة يعتم بعمامة بيضاء روى خارجة بن زيد عن أبيه وكان ثقة كثير
الحديث
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إسماعيل بن مصعب عن
إبراهيم بن يحيى بن زيد بن ثابت عن خارجة بن زيد بن ثابت قال رأيت
262

في المنام كأني بنيت سبعين درجة فلما فرغت منها تهورت وهذه السنة لي
سبعون سنة قد أكملتها فمات فيها
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد
عن أبيه قال مات خارجة بن زيد سنة المائة في خلافة عمر بن عبد العزيز
ومات بالمدينة وصلى عليه أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وهو والي
عمر على المدينة يومئذ ورأيت على سريره بردا متركا
قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا زيد بن السائب قال شهدت
خارجة بن زيد فرأيت الماء يرش على قبره
الله تبارك وتعالى سعد بن زيد
بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد بن عوف
بن مالك بن النجار وأمه أم سعد بنت سعد بن الربيع من بلحارث
بن الخزرج فولد سعد بن زيد قيسا وسعيدا وهو سعدان وعبد الرحمن
وأمهم أم ولد وموسى وبشرا ومريم وأمهم أم ولد وداود وحبيبة
لام ولد وسليمان وسعدا لام ولد وقد روي عن سعد بن زيد وقتل
يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين
سليمان بن زيد
بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد بن عوف
بن مالك بن النجار وأمه أم سعد بنت سعد بن الربيع من بلحارث
بن الخزرج فولد سليمان بن زيد سعيدا وحميدا ومحمدا وعبد الله وأمهم
263

أم حميد بنت عبد الله بن قيس بن صرمة بن أبي أنس من بني عدي بن
النجار قتل سليمان بن زيد بن ثابت يوم الحرة
يحيى بن زيد
بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد بن عوف
بن مالك بن النجار وأمه أم سعد بنت سعد بن الربيع من بلحارث
بن الخزرج فولد يحيى بن زيد زكريا وإبراهيم وأمهما بسامة بنت عمارة
بن زيد بن ثابت بن الضحاك من بني مالك بن النجار قتل يحيى بن زيد
بن ثابت يوم الحرة
إسماعيل بن زيد
بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد بن عوف
بن مالك بن النجار وأمه أم سعد بنت سعد بن الربيع من بلحارث
بن الخزرج ويكنى أبا مصعب فولد إسماعيل بن زيد مصعبا وأمه
أمامة بنت جليحة بن عبادة بن عبد الله بن أبي سلول من بلحبلى
وسعد بن إسماعيل وأمه ميمونة بنت بلال من بني هلال وكان إسماعيل
بن زيد أصغر ولد زيد بن ثابت ولم يرو عن أبيه شيئا ولم يدركه وقد روى
عن غيره وكان قليل الحديث
264

سليط بن زيد
بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان وأمه أم ولد فولد سليط
بن زيد يسارا وأمه زينب وحبيبة وخليدة وأمهما نائلة بنت عمرو بن
حزم قتل سليط بن زيد بن ثابت يوم الحرة
عبد الرحمن بن زيد
بن ثابت بن الضحاك وأمه أم ولد فولد عبد الرحمن سعيدا وأم
كلثوم وأم أبان وأمهم عمرة بنت عبد العلاء بن عمرو بن الربيع بن الحارث
من بني مالك بن النجار قتل عبد الرحمن بن زيد يوم الحرة وليس له
عقب
عبد الله بن زيد
بن ثابت بن الضحاك وأمه أم ولد قتل يوم الحرة وليس له
عقب
زيد بن زيد
بن ثابت بن الضحاك قتل يوم الحرة قتل من ولد زيد بن ثابت
يوم الحرة سبعة لصلبه
265

عبد الرحمن بن حسان
بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو
بن مالك بن النجار وأمه سيرين القبطية أخت مارية أم إبراهيم بن
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهبها لحسان بن ثابت
فولدت له عبد الرحمن بن حسان فهو بن خالة إبراهيم بن رسول الله
صلى الله عليه وسلم وكان عبد الرحمن شاعرا وقد روى عن أبيه وغيره
فولد عبد الرحمن الوليد وإسماعيل وأم فراس وأمهم أم شيبة بنت السائب
بن يزيد بن عبد الله وسعيد بن عبد الرحمن وكان شاعرا وقد روي
عنه وأمه أم ولد وحسان بن عبد الرحمن والفريعة ويكنى عبد الرحمن
بن حسان أبا سعيد وكان شاعرا قليل الحديث
عمارة بن عقبة
بن كديم بن عدي بن حارثة بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن
عمرو بن مالك بن النجار وأمه أم ولد قتل عمارة يوم الحرة وليس
له عقب
محمد بن نبيط
بن جابر بن مالك بن عدي بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك
بن النجار وأمه الفريعة مبايعة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة بن عدس
من بني مالك بن النجار فولد محمد بن نبيط عثمان وأبا أمامة وعبد الله وأم
266

كلثوم وأمهم أم عبد الله بنت عمارة بن الحباب بن سعد بن قيس بن عمرو
بن زيد مناة من بني مالك بن النجار قتل محمد بن نبيط يوم الحرة وليس
له عقب
عبد الملك بن نبيط
بن جابر بن مالك بن عدي بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك
بن النجار وأمه الفريعة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة بن عدس فولد
عبد الملك عمرا أبا أمامة ومحمدا ونبيطا وأمهم أم كلثوم بنت يحيى بن خلاد
بن رافع بن مالك من بني زريق قتل عبد الملك يوم الحرة
الحجاج بن عمرو
بن غزية بن عمرو بن ثعلبة بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم
بن مازن بن النجار وأمه أم الحجاج بنت قيس بن رافع بن أذينة من
أسلم توفي وليس له عقب
عبد الرحمن بن أبي سعيد
الخدري واسمه سعد بن مالك بن سنان بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر
وهو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج وأمه أم عبد الله بنت عبد
الله بن الحارث بن قيس بن هيشة بن الحارث من بني معاوية من بني عمرو
بن عوف من الأوس
267

قال محمد بن عمر يكنى أبا محمد وقال عبد الله بن محمد بن عمارة
يكنى أبا جعفر فولد عبد الرحمن بن أبي سعيد عبد الله وسعيدا وهو
ربيح وأمهما أم أيوب بنت عمير بن الحويرث من ولد سعيد بن محارب
من الخدرة وكان كثير الحديث وليس هو بثبت ويستضعفون روايته ولا
يحتجون به وقد روى عبد الرحمن عن أبيه
قال محمد بن عمر توفي عبد الرحمن بن أبي سعيد بالمدينة سنة اثنتي
عشرة ومائة وهو بن سبع وسبعين سنة
حمزة بن أبي سعيد
الخدري وأمه أم عبد الله بنت عبد الله بن الحارث بن قيس بن
هيشة من بني معاوية فولد حمزة مسعودا وأمه خولة بنت الربيع ومالكا وأم
يحيى وأمهما الفارعة بنت خالد بن سواد بن غزية بن وهيب بن خلف من
بلي قضاعة حليف بني عدي بن النجار وقد روى حمزة عن أبيه
سعيد بن أبي سعيد
الخدري وأمه أم عبد الله بنت عبد الله بن الحارث بن قيس بن
هيشة من بني معاوية فولد سعيد حمزة وهندا وقد روي عنها وروت
عن أبيها وأمها فعمة بنت بشير بن عتيك بن الحارث بن عتيك بن
قيس بن هيشة بن الحارث بن أمية بن معاوية من بني عمرو بن عوف من
الأوس والوليد بن سعيد وأمه أم حسن بنت محمد بن الوليد من بلي قضاعة
268

بشير بن أبي مسعود
واسمه عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة بن عطية بن
جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج فولد بشير بن أبي مسعود أم ثعلبة
وأم سلمة وأمهما من بني سليم بن منصور من قيس عيلان وقد روى
عروة بن الزبير عن بشير بن أبي مسعود
محمد بن النعمان
بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاس بن زيد بن مالك الأغر بن
ثعلبة بن كعب بن الخزرج وأمه أم عبد الله بنت عمرو بن جروة من بني
الحارث بن الخزرج فولد محمد النعمان ورواحة وعبد الكريم وعبد الحميد
لأمهات أولاد شتى
يزيد بن النعمان
بن بشير بن سعد وأمه نائلة بنت بشير بن عمارة بن حسان بن
جبار بن قرط من بني ماوية من كلب و
عبد العزيز وصدقة ونعيم وأمهم أم ولد وعبد الواحد وعبد الرزاق
درج وأمهما أم ولد وشبيب وأمه أم ولد وعبد الملك وعبد الكريم
وأمهما أم ولد وإسماعيل درج وأمه أم ولد وجابر وسعيد وأمهما
أم ولد وأم البنين وحميدة وأمهما أم ولد وخليدة وأمها أم ولد
وسفيان درج وأمه أم ولد وأبيه لام ولد
269

محمد بن عبد الله
بن زيد بن عبد ربه بن زيد بن الحارث بن الخزرج وأمه سعدى
بنت كليب بن يساف بن عنبة فولد محمد بن عبد الله بن زيد بشير بن
محمد توفي ولم يعقب روى محمد بن عبد الله بن زيد عن أبيه
عبد الرحمن بن عبد الله
بن خبيب بن يساف بن عنبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن
جشم بن الحارث بن الخزرج وأمه عونة بنت أبي مسعود عقبة بن عمرو
بن ثعلبة من بني جدارة فولد عبد الرحمن خبيب بن عبد الرحمن الذي
روى عنه عبيد الله بن عمرو وشعبة ومالك بن أنس وغيرهم وقتل
عبد الرحمن بن عبد الله بن خبيب بن يساف يوم الحرة في ذي الحجة سنة
ثلاث وستين في خلافة يزيد بن معاوية
خلاد بن السائب
بن خلاد بن سويد بن ثعلبة بن عمرو بن حارثة بن امرئ القيس
بن مالك الأغر بن ثعلبة من بني الحارث بن الخزرج وأمه أنيسة بنت
ثعلبة بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك فولد خلاد بن السائب إبراهيم
وأمه أم ولد وجذيمة امرأة وأمها جميلة بنت تميم بن يعار من بني
جدارة وأم سعد وأم سهل وأمهما أم ولد وكان خلاد ثقة قليل
الحديث وقد صحب أبوه النبي عليه السلام
270

العباس بن سهل
بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج
بن ساعدة وأمه عائشة بنت خزيمة بن وحوح بن الأجثم من بني سليم
بن منصور فولد العباس بن سهل أبيا وعبد السلام وأم الحارث وآمنة
وأم سلمة وأمهم جمال بنت جعدة بن مالك بن سعد بن نافذ من بني
سليم بن منصور وعبد المهيمن وعنبسة وأمهما أم ولد ولد في عهد
عمر وقتل عثمان رحمه الله والعباس بن سهل بن خمس عشرة سنة
وقد روى عنه يعني عثمان وكان بعد ذلك منقطعا إلى عبد الله بن الزبير
وخرج معه وروى عن أبي حميد الساعدي وكان ثقة وليس بكثير
الحديث
أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا بن أبي ذئب عن العباس بن
سهل بن سعد قال كان في زمن عثمان وأنا بن خمس عشرة سنة والناس
يضعون أيديهم على الثياب في السجود من البرد والحر
قال محمد بن عمر وغيره توفي العباس بن سهل بالمدينة في خلافة
الوليد بن عبد الملك
حمزة بن أبي أسيد
واسمه مالك بن ربيعة بن البدي بن عامر بن عوف بن حارثة بن
عمرو بن الخزرج بن ساعدة وأمه سلامة بنت وألان بن سكن بن خديج
من بني فزارة من قيس عيلان ويكنى حمزة أبا مالك فولد حمزة بن
أبي أسيد يحيى
أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا سلمة بن ميمون مولى أبي أسيد
271

قال رأيت حمزة بن أبي أسيد الساعدي عليه ثوب مفتول الهدب
أخبرنا أبو عبيد قال حدثنا بن الغسيل قال مات حمزة بن أبي
أسيد بالمدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك وكان قليل الحديث روى عنه
ابنه يحيى بن حمزة
المنذر بن أبي أسيد
الساعدي واسمه مالك بن ربيعة بن البدي وأمه سلامة بنت وهب
بن سلامة بن أمية بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة فولد المنذر
الزبير وسويدا والحوصاء وهي أم الحسن وأمهم ماوية بنت عبد الله
من بني عذرة وبشرا وخليدة وأمهما أم ولد وخالدا وحفصة وأمهما
أم جعفر بنت عمرو بن أمية بن خويلد الضمري من كنانة وسعيدا وبه
كان يكنى وعائشة وسودة وفاطمة وأمهم عمرة بنت أبي حميد عبد الرحمن
بن عمرو بن سهل بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج
بن ساعدة
عبد الله بن كعب
بن مالك بن أبي كعب بن القين بن كعب بن سواد بن غنم بن
كعب بن سلمة من الخزرج وأمه عميرة بنت جبير بن صخر بن أمية
بن خنساء بن عبيد من بني سلمة فولد عبد الله بن كعب عبد الرحمن
ومعمرا ومعقلا ونعمان وخارجة وعمرة وعائشة وأمهم خالدة بنت عبد
الله بن أنس من بني البرك بن وبرة حليف بني سلمة وكان كعب بن
272

مالك قد عمي وكان ابنه عبد الله قائده من بين بنيه وقد سمع عبد الله بن
كعب من عثمان وكان ثقة وله أحاديث
عبيد الله بن كعب
بن مالك بن أبي كعب بن القين بن
كعب بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة وأمه عميرة بنت جبير بن صخر بن أمية بن خنساء
بن عبيد من بني سلمة فولد عبيد الله بن كعب أم أبيها وأمها مليكة
بنت عبد الله بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد من بني سلمة وخالدة
وأمها أم سعيد بنت عبد الله بن أنيس حليفهم وأم عثمان وأم بشر وأمهما
سهلة بنت النعمان بن جبير بن صخر بن أمية بن خنساء بن عبيد من بني
سلمة وعميرة بنت عبيد الله وأمها أم ولد وكان عبيد الله بن كعب
يكنى أبا فضالة وكان ثقة قليل الحديث
معبد بن كعب
بن مالك بن أبي كعب بن القين بن كعب وأمه عميرة بنت جبير
بن صخر بن أمية بن خنساء بن عبيد من بني سلمة فولد معبد كعبا
وأم كلثوم وأمهما حفصة بنت النعمان بن جبير بن صخر بن أمية بن خنساء
من بني عبيد وقد روى معبد بن كعب عن أبي قتادة
273

عبد الرحمن بن كعب
بن مالك بن أبي كعب بن القين بن كعب وأمه أم ولد فولد
عبد الرحمن بشيرا وكعبا ومحمدا وحميدة وأمهم أم البنين بنت أبي قتادة
بن ربعي من بني سلمة وأم الفضل وأمها أم سعيد بنت عبد الله بن
أنيس حليف بني سلمة وكان يكنى أبا الخطاب وكان ثقة وهو أكثر
حديثا من أخيه وتوفي في خلافة سليمان بن عبد الملك
عبد الله بن أبي قتادة
بن ربعي بن بلذمة بن خناس بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم
بن كعب بن سلمة من الخزرج وأمه سلافة بنت البراء بن معرور بن
صخر من بني سلمة فولد عبد الله بن أبي قتادة قتادة وبسرة وأم البنين
وأمهم أم كثير بنت عبد الرحمن بن أبي المنذر بن عامر بن حديدة بن
عمرو بن سواد من بني سلمة ويحيى وظبية وأمها أم ولد وكان عبد
الله بن أبي قتادة يكنى بأبي يحيى وقد روى عن أبيه وتوفي بالمدينة في خلافة
الوليد بن عبد الملك وكان ثقة قليل الحديث
عبد الرحمن بن أبي قتادة
بن ربعي بن بلذمة وأمه سلافة بنت البراء بن معرور بن صخر
من بني سلمة قتل عبد الرحمن بن أبي قتادة يوم الحرة في ذي الحجة
سنة ثلاث وستين ولم يعقب
274

ثابت بن أبي قتادة
بن ربعي بن بلذمة وأمه أم ولد فولد ثابت عبد الرحمن
ومصعبا وأبا قتادة وكبشة وعبدة وأم البنين وأمهم أم ولد وكان ثابت
بن أبي قتادة يكنى أبا مصعب وقد روى عن أبيه وتوفي بالمدينة في خلافة
الوليد بن عبد الملك وكان قليل الحديث
يزيد بن أبي اليسر
واسمه كعب بن عمرو بن عباد بن عمرو بن سواد من بني سلمة
من الخزرج فولد يزيد سعدا وعبد الله وأمهما كبشة بنت ثابت بن عبيد
بن النعمان بن عمرو بن عبيد من بني مالك بن النجار ويزيد بن يزيد
وأم سعيد وأمهما أم ولد وأم أبان بنت يزيد وأمها فاطمة بنت أبي سلمى
بن عمرو بن قيس من بني عدي بن النجار وقتل يزيد بن أبي اليسر يوم
الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين
عبد الرحمن بن جابر
بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم
بن كعب بن سلمة وأمه سهيمة بنت مسعود بن أوس بن مالك بن سواد
بن ظفر فولد عبد الرحمن عقبة وأمه أم البنين بنت سلمة بن خراش
بن الصمة بن عمرو بن الجموح وأم خالد وأمها أم أيوب بنت يزيد
بن عبد الله بن عامر بن نابي بن زيد بن حرام روى عبد الرحمن عن أبيه
وفي روايته ورواية أخيه ضعف وليس يحتج بهما وأخوه
275

محمد بن جابر
بن عبد الله بن عمرو بن حرام وأمه أم الحارث بنت محمد بن
مسلمة بن سلمة بن خالد من بني حارثة فولد محمد كليبا وأمه أم سلمة
بنت الربيع بن الطفيل بن مالك بن خنساء بن عبيد من بني سلمة وقد
روى محمد عن أبيه
عبيد بن رفاعة
بن رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق من
الخزرج وأمه أم ولد فولد عبيد بن رفاعة زيدا وسعيدا ورفاعة وأمهم
هند بنت رافع بن خلدة بن بشر بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن زريق
وإسماعيل وأم موسى وحميدة وبريهة وأم البنين الكبرى وزيدة وأم
عمرو وأمهم سميكة بنت كعب بن مالك بن أبي كعب بن القين بن كعب
بن سواد بن غنم من بني سلمة وعبد الرحمن وأم عبد الرحمن وأمهما
أم ولد وإسحاق وأمه أم صفوان بنت أبي عثمان بن عبد الله بن وهب
بن رياح وأمة الله ونسيبة وعائشة وأم البنين الصغرى وعبيد بن عبيد
لأمهات أولاد شتى
معاذ بن رفاعة
بن رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق وأمه
أم عبد الله وهي سلمى بنت معوذ بن الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد
276

بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار فولد معاذ بن رفاعة الحارث وسعدا
ومحمدا وموسى وأمية وأمهم عمرة بنت النعمان بن عجلان بن النعمان
بن عامر بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق
النعمان بن أبي عياش
واسمه عبيد بن معاوية بن صامت بن زيد بن خلدة بن عامر بن
زريق وأمه أم ولد فولد النعمان طلحة وأمه أم عبادة بنت قيس بن
عبيد بن الحرير بن عمرو بن الجعد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم
بن مازن بن النجار ومحمدا ويحيى وأمهما حبيبة بنت كعب بن عمير
بن فهم بن قيس عيلان وللنعمان بقية وعقب
معاوية بن أبي عياش
عبيد بن معاوية بن صامت بن زيد وأمه أم ولد فولد معاوية
بن أبي عياش محمدا ورملة وجعدة وأم إسحاق وأمهم أم ولد وقد انقرض
ولد معاوية بن أبي عياش فلم يبق منهم أحد
سليمان بن أبي عياش
عبيد بن معاوية بن صامت وأمه أم ولد فولد سليمان عيسى
وحسنا وأم الوليد وزيدا وأمهم أم كلثوم بنت محمد بن هلال بن المعلى
277

بن لوذان بن حارثة من بني غضب بن جثم بن الخزرج وقتل سليمان
بن أبي عياش يوم الحرة وقد انقرض عقبه فلم يبق منهم أحد
بشير بن أبي عياش
عبيد بن معاوية بن صامت وأمه أم ولد فولد بشير يحيى وزكرياء
وأم إياس وأم القاسم وحكمة وأمهم من كلب قضاعة وأم الحارث
وأمها من بني سلمة وقتل بشير بن أبي عياش يوم الحرة وانقرض عقبه
فلم يبق منهم أحد
فروة بن أبي عبادة
سعد بن عثمان بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق وأمه أم خالد
بنت عمرو بن وذفة بن عبيد بن عامر بن بياضة بن عامر بن الخزرج
فولد فروة عثمان قتل يوم الحرة مع أبيه وسلمة وداود وأم جميل وأمهم
أم كلثوم بنت قيس بن ثابت بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق وعبد
الرحمن وأمه كبشة بنت عبد الرحمن بن الحويرث بن شريح من كندة
وقتل فروة بن أبي عبادة يوم الحرة وكان أبوه سعد بن عثمان من أهل بدر
عقبة بن أبي عبادة
سعد بن عثمان بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق وأمه أم ولد
فولد عقبة سعدا وإسماعيل وعبد الله وعائشة وأمهم جميلة بنت أبي عياش
عبيد بن معاوية بن صامت بن زيد بن خلدة بن عامر بن زريق وقتل
عقبة بن أبي عبادة يوم الحرة
278

مسعود بن عبادة
بن أبي عبادة سعد بن عثمان بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق
وأمه أم ولد وقتل مسعود بن عبادة يوم الحرة
ثابت بن قيس
بن سعد بن قيس بن زيد بن خلدة بن عامر بن زريق وأمه كبشة
بنت يزيد بن زيد بن النعمان بن خلدة بن عامر بن زريق فولد ثابت عبد
الرحمن ومحمدا وأم سعيد وحفصة وعائشة وأم حسن وأم مسعود وأمهم
كبشة بنت أبي عياش عبيد بن معاوية بن صامت بن زيد الزرقي
عمر بن خلدة
الزرقي سمع من أبي هريرة وولي قضاء المدينة في خلافة عبد الملك
بن مروان
قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا مالك عن ربيعة بن أبي
عبد الرحمن أنه رأى بن خلدة يقضي في المسجد
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا بن أبي ذئب قال حضرت
عمر بن خلدة وكان على القضاء بالمدينة يقول لرجل رفع إليه اذهب
يا خبيث فاسجن نفسك فذهب الرجل وليس معه حرسي وتبعناه ونحن
صبيان حتى أتى السجان فحبس نفسه
قال محمد بن عمر كان عمر بن خلدة ثقة قليل الحديث وكان
رجلا مهيبا صارما ورعا عفيفا ولم يرتزق على القضاء شيئا فلما عزل قيل له
279

يا أبا حفص كيف رأيت ما كنت فيه قال كان لنا إخوان فقطعناهم
وكانت لنا أريضة نعيش منها فبعناها وأنفقنا ثمنها
قال محمد بن عمر لقد كان الرجلان يتقاولان بالمدينة في أول الزمان
فيقول أحدهما لصاحبه لأنت أفلس من القاضي فصار القضاة اليوم ولاة و
جبابرة وملوكا أصحاب غلات وضياع وتجارات وأموال
عمر بن ثابت
الخزرجي روى عنه الزهري
إسحاق بن كعب
بن عجرة بن أمية بن عدي بن عبيد بن الحارث
قال هشام بن محمد بن السائب الكلبي وعبد الله بن محمد بن عمارة
الأنصاري وهو من بلي قضاعة حليف لبني قوقل من بني عوف بن الخزرج
وقتل إسحاق بن كعب يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين وأخوه
محمد بن كعب
بن عجرة بن أمية بن عدي بن عبيد بن الحارث قتل يوم الحرة
في ذي الحجة سنة ثلاث وستين
280

أبو عفير
واسمه محمد بن سهل بن أبي حثمة واسمه عبد الله بن ساعدة
بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث من الأوس وأمه
تحيا بنت البراء بن عازب بن الحارث بن عدي بن جثم بن مجدعة
بن حارثة بن الحارث فولد محمد بن سهل عفيرا وجعفرا والبراء ودبية
امرأة وأميرة وهي طلة وبدية وأمهم عفراء بنت دحية بن محيصة
بن مسعود بن كعب بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث
وعيسى وأمه أم ولد وقد روى أبو عفير عن أبيه
عمر بن الحكم
بن أبي الحكم وهو من بني عمرو بن عامر من ولد الفطيون
وهم حلفاء للأوس من الأنصار ودعوتهم في الديوان في بني أمية بن زيد
وبنو أمية بن زيد آخر دعوى الأوس ويكنى عمر أبا حفص وكان ثقة
وله أحاديث صالحة وتوفي سنة سبع عشرة ومائة في خلافة هشام بن عبد
الملك وهو يومئذ بن ثمانين سنة
ومن هذه الطبقة من الموالي
بسر بن سعيد
مولى الحضرميين وقال يزيد بن هارون في حديث له عن محمد
بن إسحاق عن سالم أبي النضر عن بسر بن سعيد مولى بن الحضرمي
وكان بسر ينزل دار الحضرميين ببني حديلة وكان بها منهم جماعة
281

وقد روى بسر عن سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن أنيس وزيد بن ثابت
وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري وعبيد الله الخولاني وكان عبيد الله في
حجر ميمونة بنت الحارث وكان بسر من العباد المنقطعين وأهل الزهد
في الدنيا وكان ثقة كثير الحديث ورعا وكان قد أتى البصرة في حاجة له
ثم أراد الرجوع إلى المدينة فرافقه الفرزدق الشاعر فلم يشعر أهل المدينة
إلا وقد طلعا عليهم في محمل فعجب أهل المدينة لذلك وكان الفرزدق
يقول ما رأيت رفيقا خيرا من بسر بن سعيد وكان بسر يقول ما رأيت
رفيقا خيرا من الفرزدق
قال محمد بن عمر ومات بسر بن سعيد بالمدينة سنة مائة في خلافة
عمر بن عبد العزيز وهو بن ثمان وسبعين سنة
قال أخبرنا معن بن عيسى عن مالك بن أنس قال مات بسر
بن سعيد ولم يدع كفنا ومات عبد الله بن عبد الملك بن مروان وترك ثمانين
مدي ذهب فبلغ عمر بن عبد العزيز موتهما فقال والله لئن كان مدخلهما
واحدا لان أعيش بعيش عبد الله بن عبد الملك أحب إلي فقال له مسلمة
بن عبد الملك يا أمير المؤمنين هذا الذبح عند أهل بيتك فقال إنا
والله لا ندع أن نذكر أهل الفضل بفضلهم
عبيد الله بن أبي رافع
مولى النبي عليه السلام روى عن علي بن أبي طالب وكتب له
وكان ثقة كثير الحديث
282

محمد بن عبد الرحمن
بن ثوبان مولى لآل الأخنس بن شريق الثقفي وقد كان بعضهم
انتمى إلى اليمن وكان محمد بن عبد الرحمن يكنى أبا عبد الله روى عن
زيد بن ثابت وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري وابن عباس وابن عمر ومحمد
بن إياس بن أبي البكير وعن أمه عن عائشة وكان ثقة كثير الحديث
حمران بن أبان
مولى عثمان بن عفان روى عن عثمان وتحول إلى البصرة فنزلها وادعى
ولده أنهم من النمر بن قاسط بن ربيعة وكان كثير الحديث ولم أرهم
يحتجون بحديثه
عبد الرحمن بن هرمز
الأعرج ويكنى أبا داود مولى محمد بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب
روى عن عبد الله بن بحينة وأبي هريرة وعبد الرحمن بن عبد القارئ
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة عن عثمان بن عبيد الله بن أبي رافع قال رأيت من يقرأ على الأعرج
حديثه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول
هذا حديثك يا أبا داود قال نعم قال فأقول حدثني عبد الرحمن
وقد قرأت عليك قال نعم قل حدثني عبد الرحمن بن هرمز
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد
عن أبيه وعن عبد الله بن الفضل قالا خرج عبد الرحمن بن هرمز إلى
283

الإسكندرية فأقام بها حتى توفي بها سنة سبع عشرة ومائة وكان ثقة
كثير الحديث
يزيد بن هرمز مولى لآل أبي ذباب من دوس ويكنى أبا عبد الله وكان على الموالي
يوم الحرة ومات بعد ذلك وكان ابنه عبد الله بن يزيد بن هرمز من فقهاء
أهل المدينة المعدودين وكان ثقة قليل الحديث
سعيد بن يسار
أبو الحباب مولى الحسن بن علي بن أبي طالب روى عن أبي هريرة
وابن عمر مات بالمدينة سنة سبع عشرة ومائة ويقال إن سعيدا مولى
شمسة وإن شمسة كانت امرأة بالمدينة نصرانية أسلمت على يدي الحسن
بن علي وكان ثقة كثير الحديث
سلمان أبو عبد الله
الأغر مولى لجهينة وكان قاصا روى عن أبي سعيد الخدري وأبي
هريرة
قال محمد بن عمر وسمعت ولده يقولون لقي عمر بن الخطاب
ولا أثبت ذلك عن أحد غيرهم وكان ثقة قليل الحديث
284

أبو عبد الله القراظ
وكان قديما سمع من سعد بن أبي وقاص وأبي هريرة وكان ثقة
قليل الحديث
عبد الله بن عبيد الله
بن أبي ثور مولى بني نوفل بن عبد مناف
سعيد بن مرجانة
ويكنى أبا عثمان وكان له فضل في نفسه ورواية وكان منقطعا
إلى علي بن حسين بن علي بن أبي طالب وتوفي بالمدينة سنة سبع وتسعين
وهو بن سبع وسبعين سنة وكان ثقة وله أحاديث
عبيد بن حنين
مولى آل زيد بن الخطاب ويكنى أبا عبد الله وهو عم أبي فليح
بن سليمان بن أبي المغيرة بن حنين ويقال إنه من سبي عين التمر
الذين بعث بهم خالد بن الوليد إلى المدينة في خلافة أبي بكر الصديق وروى
عبيد بن حنين عن زيد بن ثابت وأبي هريرة وابن عباس وكان ثقة وليس
بكثير الحديث
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة قال حدثنا سليم بن يسار قال حدثني عبيد بن حنين قال
285

قلت لزيد بن ثابت مقتل عثمان اقرأ علي الأعراف فقال لست أحفظها
اقرأها أنت علي فقرأتها عليه فما أخذ علي ألفا ولا واوا
قال محمد بن عمر وتوفي عبيد بن حنين بالمدينة سنة خمس ومائة
وهو بن خمس وتسعين سنة
عبد الله بن حنين
مولى العباس بن عبد المطلب بن هاشم وله بقية وعقب بالمدينة
وكان ابنه إبراهيم بن عبد الله بن حنين من رواة العلم وحمل عنه الزهري
وغيره وهم يقولون نحن موالي العباس بن عبد المطلب ينتمون إلى ذلك
إلى اليوم ويقال كان حنين مولى مثقب ومثقب مولى مسحل ومسحل
مولى شماس وشماس مولى عباس
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا أسامة بن زيد الليثي قال
دخلت على عبد الله بن حنين ليالي استخلف يزيد بن عبد الملك وكان موته
قريبا من ذاك وكان قليل الحديث
(0) عمير
مولى أم الفضل بنت الحارث الهلالية أم بني العباس بن عبد المطلب
بن هاشم ويكنى عمير أبا عبد الله وروى عن أم الفضل وابن عباس
روى عن بن عباس في صلاة الخوف وفي بعض الرواية عمير مولى بن
عباس وإنما هو مولى أمه ومات عمير بالمدينة سنة أربع ومائة وابنه
286

عبد الله بن عمير
يقول بعض الناس في روايتهم مولى بن عباس وهو مولى أم
الفضل
عكرمة
مولى عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم ويكنى أبا عبد الله
قال أخبرنا عامر بن سعيد أبو حفص قال حدثنا هشام بن يوسف
قاضي أهل صنعاء عن محمد بن راشد قال مات بن عباس وعكرمة عبد
فاشتراه خالد بن يزيد بن معاوية من علي بن عبد الله بن عباس بأربعة آلاف
دينار فبلغ ذلك عكرمة فأتى عليا فقال بعتني بأربعة آلاف دينار
قال نعم قال أما إنه ما خير لك بعت علم أبيك بأربعة آلاف دينار
فراح علي إلى خالد فاستقاله فأقاله فأعتقه
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا أبو شهاب
عن الأعمش عن مجاهد عن بن عباس أنه كان يسمي عبيده أسماء العرب
عكرمة وسميع وكريب وأنه قال لهم تزوجوا فإن العبد إذا زنى نزع
الله منه نور الايمان رده الله إليه بعد أم أمسكه
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس وعارم بن الفضل قالا
حدثنا حماد بن زيد عن الزبير بن الخريت عن عكرمة قال كان بن عباس
يجعل في رجلي الكبل يعلمني القرآن ويعلمني السنة
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة عن داود
عن عكرمة قال قرأ بن عباس هذه الآية لم تعظون قوما الله
مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قال قال بن عباس لم أدر
287

أنجا القوم أم هلكوا فما زلت أبين له أبصره حتى عرف أنهم قد نجوا
قال فكساني حلة
قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا سلام بن مسكين قال
كان عكرمة من أعلم الناس بالتفسير
قال أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي وقبيصة
بن عقبة قالوا أخبرنا سفيان الثوري عن عبد الملك بن أبي بشير عن عكرمة
قال قال لي بن عباس ونحن ذاهبون من منى إلى عرفات هذا يوم
من أيامك فجعلت أرجن به ويفتح علي بن عباس
قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب قال قال عكرمة إني
لأخرج إلى السوق فأسمع الرجل يتكلم بالكلمة فينفتح لي خمسون بابا
من العلم
قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن عمرو بن دينار
قال دفع إلي جابر بن زيد مسائل أسأل عنها عكرمة وجعل يقول هذا
عكرمة هذا مولى بن عباس هذا البحر فسلوه
قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب قال نبئت عن سعيد
بن جبير أنه قال لو كف عنهم عكرمة من حديثه لشدت إليه المطايا
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا شيبان عن أبي إسحاق
قال سمعت سعيد بن جبير يقول إنكم لتحدثون عن عكرمة بأحاديث
لو كنت عنده ما حدث بها قال فجاء عكرمة فحدثه بتلك الأحاديث
كلها قال والقوم سكوت فما تكلم سعيد قال ثم قام عكرمة فقالوا
يا أبا عبد الله ما شأنك قال فعقد ثلاثين وقال أصاب الحديث
قال أخبرنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب
قال قال عكرمة أرأيت هؤلاء الذين يكذبوني من خلفي أفلا يكذبوني
في وجهي فإذا كذبوني في وجهي فقد والله كذبوني
288

قال أخبرنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد قال
قال رجل لأيوب يا أبا بكر عكرمة كان يتهم قال فسكت ثم قال
أما أنا فإني لم أكن أتهمه
أخبرنا عبد الله بن إدريس عن الأعمش عن حبيب قال مر عكرمة
بعطاء وسعيد قال فحدثهما فلما قام قلت لهما تنكران مما حدث
شيئا قالا لا
قال محمد بن سعد أخبرت عن عبد الرزاق بن همام قال أخبرنا
معمر قال سمعت أيوب يقول كنت أريد أن أرحل إلى عكرمة إلى
أفق من الآفاق قال فإني لفي سوق البصرة فإذا به على حمار قال فقيل
لي هذا عكرمة قال واجتمع الناس إليه قال فقمت إليه فما قدرت على
شئ أسأله عنه ذهبت المسائل مني فقمت إلى جنب حماره فجعل الناس
يسألونه وأنا أحفظ
قال عبد الرزاق وسمعت أبي يذكر قال لما قدم عكرمة الجند حمله
طاوس على نجيب له فقيل له أعطيته جملا وإنما كان يكفيه اليسير
فقال إني ابتعت علم هذا العبد بهذا الجمل
قال محمد بن سعد وقال إبراهيم بن خالد عن أمية بن شبل عن
عمرو بن مسلم قال قدم عكرمة على طاوس فحمله على نجيب ثمن ستين
دينارا وقال ألا نشتري علم هذا العبد بستين دينارا
قال وقال إبراهيم بن خالد عن أمية بن شبل عن معمر عن
أيوب قال قدم علينا عكرمة فاجتمع الناس عليه حتى أصعد فوق ظهر بيت
قال وقال سفيان بن عيينة قال أيوب أول ما جالسنا عكرمة فإذا
أجاب في شئ قال يحسن حسنكم مثل هذا
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن زيد قال
حدثنا أيوب عن إبراهيم بن ميسرة عن طاوس قال لو أن مولى بن
289

عباس هذا اتقى الله وكف من حديثه لشدت إليه المطايا
قال أخبرنا سليمان بن حرب قال أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب
قال حدثني من مشى بين سعيد بن المسيب وعكرمة في رجل نذر نذرا في
معصية فقال سعيد يوفى به وقال عكرمة لا يوفى به قال فذهب رجل
إلى سعيد فأخبره بقول عكرمة فقال سعيد لا ينتهي عبد بن عباس حتى يلقى
في عنقه حبل ويطاف به قال فجاء الرجل إلى عكرمة فأخبره فقال له عكرمة
أنت رجل سوء قال لم قال فكما بلغتني فبلغه قل له هذا النذر
لله أم للشيطان فوالله إن زعم أنه لله ليكذبن ولئن زعم أنه للشيطان ليكفرن
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد قال
حدثنا أيوب قال حدثني صاحب لنا قال كنت جالسا إلى سعيد وعكرمة
وطاوس وأظنه قال وعطاء في نفر قال فكان عكرمة صاحب الحديث
يومئذ قال وكأن على رؤوسهم الطير فإذا فرغ فمن قائل بيده هكذا
وعقد ثلاثين ومن قائل برأسه هكذا يميل رأسه قال فما خالفه أحد
منهم في شئ إلا أنه ذكر الحوت فقال كان يسايرهما في ضحضاح من
الماء فقال سعيد بن جبير أشهد على بن عباس أني سمعته يقول كانا
يحملانه في مكتل
قال أخبرنا سليمان بن حرب قال حدثنا جرير بن حازم قال
أخبرنا خالد بن صفوان قال قلت للحسن ألا ترى إلى مولى بن عباس
يزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم نبيذ الجر قال صدق
والله مولى بن عباس لقد حرم رسول الله نبيذ الجر
قال أخبرنا شبابة بن سوار عن المغيرة بن مسلم قال لما قدم عكرمة
خراسان قال أبو مجلز سلوه ما جلاجل الحاج قال فسئل عكرمة عن
ذلك فقال وأنى هذا بهذه الأرض جلاجل الحاج الإفاضة قال فقيل
لأبي مجلز فقال صدق
290

قال أخبرنا شبابة بن سوار قال أخبرني أبو الطيب موسى بن
يسار قال رأيت عكرمة جائيا من سمرقند وهو على حمار تحته جوالقان
أو خرجان فيهما حرير أجازه بذلك عامل سمرقند ومعه غلام قال وسمعت
عكرمة بسمرقند وقيل له ما جاء بك إلى هذه البلاد قال الحاجة
قال أخبرنا شبابة بن سوار قال أخبرنا شعبة عن عمران بن حدير
قال رأيت عكرمة وعمامته متخرقة فقلت ألا أعطيك عمامتي فقال
إنا لا نقبل إلا من الامراء
قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي قال أخبرنا عمران بن
حدير قال انطلقت أنا ورجل إلى عكرمة فرأينا عليه عمامة مشققة فقال
له صاحبي ما هذه العمامة إن عندنا عمائم فقال عكرمة إنا لا نأخذ
من الناس شيئا إنما نأخذ من الامراء قلت بل الانسان على نفسه بصيرة
فسكت قلت إن الحسن قال يا بن آدم عملك أحق بك قال صدق
الحسن
قال محمد بن سعد أخبرت عن أمية بن خالد قال سمعت شعبة
قال قال خالد الحذاء كل شئ قال محمد أنبئت عن بن عباس إنما
سمعه عن عكرمة لقيه أيام المختار بالكوفة
قال أخبرنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا غسان بن مضر أبو
مضر عن سعيد بن يزيد قال كنا عند عكرمة فقال ما لكم أفلستم
وقال حجاج بن محمد سمعت شعبة يحدث عن خالد الحذاء قال
قال عكرمة لرجل وهو يسأله ما لك أجبلت
قال شعبة ثم حدثني أيوب قال كان خالد الحذاء يسأل عكرمة
فسكت خالد فقال عكرمة ما لك أجبلت يعني أكديت أي نفد ما
عندك
قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا سعيد بن مسلم بن بأنك
291

قال رأيت عكرمة يصبغ بالحناء
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا حسن بن صالح عن
سماك قال رأيت في يد عكرمة خاتما من ذهب
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا فطر قال رأيت على
عكرمة بردا ذنيبيا
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا عصام بن قدامة قال
كان عكرمة يؤمنا في جبة بيضاء واحدة ليس عليه قميص ولا إزار ولا رداء
قال أخبرنا سليمان بن حرب وعارم بن الفضل قالا حدثنا حماد
بن زيد عن أيوب قال قال رجل لعكرمة كيف أصبحت يا أبا عبد الله
قال عارم أصبحت بشر أجرب مبسورا وقال سليمان أصبحت بشر
ثم ذكر أن به جربا وأن به باسورا
قال أخبرنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا هارون الأعور قال
سمعت يعلى بن حكيم قال قيل لعكرمة كيف أصبحت قال أصبحت
بشر قال قيل له يا أبا عبد الله لم تقول كذا قال الله قاله ولنبلونكم
بالشر والخير فتنة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني ابنة عكرمة أن عكرمة
توفي سنة خمس ومائة وهو بن ثمانين سنة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني خالد بن القاسم البياضي
قال مات عكرمة وكثير عزة الشاعر في يوم واحد سنة خمس ومائة
فرأيتهما جميعا صلي عليهما في موضع واحد بعد الظهر في موضع الجنائز
فقال الناس مات اليوم أفقه الناس وأشعر الناس
قال وقال خالد بن القاسم وعجب الناس من اجتماعهما في
الموت واختلاف رأيهما عكرمة يظن أنه يرى رأي الخوارج يكفر
بالنظرة وكثير شيعي يؤمن بالرجعة وقد روى عكرمة عن بن عباس
292

وأبي هريرة والحسين بن علي وعائشة
قال وقال أبو نعيم الفضل بن دكين مات عكرمة سنة سبع
ومائة قال وقال غير الفضل بن دكين سنة ست ومائة
أخبرنا مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت الزبيري قال كان
عكرمة يرى رأي الخوارج فطلبه بعض ولاة المدينة فتغيب عند داود بن
الحصين حتى مات عنده قالوا وكان عكرمة كثير الحديث والعلم بحرا من
البحور وليس يحتج بحديثه ويتكلم الناس فيه
بسم الله الرحمن الرحيم كريب بن أبي مسلم
ويكنى أبا رشدين مولى عبد الله بن العباس بن عبد المطلب
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا زهير قال
حدثنا موسى بن عقبة قال وضع عندنا كريب حمل بعير أو عدل بعير
من كتب بن عباس قال فكان علي بن عبد الله بن عباس إذا أراد
الكتاب كتب إليه ابعث إلي بصحيفة كذا وكذا قال فينسخها فيبعث
إليه بإحداهما
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا زهير عن أبي إسحاق
أنه رأى لكريب وأصحابه طيالسة طوالا أزرارها بالديباج
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد
عن موسى بن عقبة قال مات كريب بالمدينة سنة ثمان وتسعين في آخر
خلافة سليمان بن عبد الملك بن مروان وكان ثقة حسن الحديث
293

أبو معبد
واسمه ناقد مولى عبد الله بن العباس
أخبرت عن سفيان بن عيينة عن عمرو قال كان أبو معبد أصدق
مولى لابن عباس
قال محمد بن عمر مات أبو معبد بالمدينة سنة أربع ومائة في آخر
خلافة يزيد بن عبد الملك وكان ثقة حسن الحديث
شعبة
مولى عبد الله بن عباس ويكنى أبا عبد الله روى عنه بن أبي ذئب
وعدة من أهل المدينة وغيرهم ولم يرو عنه مالك بن أنس
قال يحيى بن سعيد القطان فقلت لمالك بن أنس ما تقول في شعبة
مولى بن عباس فقال لم يكن يشبه القراء وله أحاديث كثيرة ولا
يحتج به وقد روى عنه بن أبي ذئب وغيره
قال محمد بن عمر مات شعبة مولى بن عباس في وسط من خلافة
هشام بن عبد الملك
دفيف
مولى عبد الله بن عباس مات سنة تسع ومائة في خلافة هشام بن عبد
الملك روى عنه حميد الأعرج وغيره وكان قليل الحديث
294

أبو عبيد الله
مولى عبد الله بن العباس
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن علي بن صالح عن أبي مصعب
الطحان عن أبي عبيد الله مولى بن عباس عن بن عباس أنه نهى أن يفرقع
الرجل أصابعه في الصلاة
أبو عبيد
مولى عبد الله بن عباس بن عبد المطلب
مقسم
مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب وإنما
قيل له مولى بن عباس للزومه إياه وانقطاعه إليه وروايته عنه وولائه لبني
هاشم وكان مقسم يكنى أبا القاسم وقد روى عن أم سلمة سماعا
ذكوان
أبو عمرو مولى عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا علي بن المبارك قال أخبرنا
هشام بن عروة عن أبيه أن ذكوان غلام عائشة كان يؤم قريشا وخلفه عبد
الرحمن بن أبي بكر لأنه كان أقرأهم للقرآن
قال أخبرنا سليمان بن حرب وعارم بن الفضل قالا حدثنا حماد
295

بن زيد عن أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة قال كانت عائشة مجاورة
بين حراء وثبير فكان يأتيها رجالات قريش فإذا حضرت الصلاة أمنا
عبد الرحمن بن أبي بكر فإذا لم يحضر عبد الرحمن أمنا فتاه ذكوان
قال محمد بن عمر وغيره وكانت عائشة قد دبرته وقالت إذا
واريتني فأنت حر وله أحاديث قليلة ومات ليالي الحرة وقال بعضهم
أحسبه قتل بالحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين في خلافة يزيد بن معاوية
أبو يونس
مولى عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم روى عن عائشة وروى
عنه القعقاع بن حكيم وغيره
أبو لبابة
صاحب عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم واسمه مروان
نبهان
مولى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم كانت قد كاتبته
فأدى فعتق روى عنه الزهري حديثين وكان نبهان يكنى أبا يحيى
296

ثابت
مولى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أبو عبيد قال حدثني موسى بن عبيدة الربذي قال هلك
ثابت مولى أم سلمة في خلافة عمر بن عبد العزيز بالمدينة وكان قليل الحديث
(0) نصاح بن سرجس
بن يعقوب مولى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم كتابة
قال أخبرنا محمد بن عمر عن عبد الرحمن بن وثاب قال أخبرنا
شيبة بن نصاح عن أبيه قال كاتبتني أم سلمة على نجوم وفيتها فكلمتها
أن تحط عني وتقاطعني على ذهب أو ورق ففعلت وعجلت لها ذلك
ووضعت عني
قال محمد بن عمر ولا نعلم أحدا روى عن نصاح إلا ابنه شيبة بن
نصاح وكان شيبة إمام أهل المدينة في القراءة في دهره هو وأبو جعفر يزيد
بن القعقاع مولى بن عياش
عبد الله بن رافع
مولى أم سلمة زوج النبي عليه السلام عتاقة سمع من أم سلمة
وبقي حتى سمع منه عبد الله بن أبي يحيى وموسى بن عبيدة وقدامة بن موسى
وجارية بن أبي عمران وكان ثقة كثير الحديث
297

ناعم بن أجيل
مولى أم سلمة زوج النبي عليه السلام روى عن عبد الله بن عمرو
بن العاص وكان قليل الحديث
قيس
مولى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ويكنى أبا قدامة
روى عن أم سلمة أنها احتجمت وهي صائمة
أبو ميمونة
مولى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ويكنى أبا قدامة
روى عن أم سلمة وروى عنه سالم بن يسار مولى الدوسيين وكان قارئ
أهل المدينة في زمانه وهو الذي قرأ عليه نافع بن أبي نعيم
كثير بن أفلح
مولى أبي أيوب الأنصاري
قال أخبرنا سعيد بن عامر قال حدثنا هشام قال قال محمد
بينا أنا نائم إذ رأيت كثير بن أفلح وقد كان أصيب يوم الحرة فعلمت
أنه مقتول وإني نائم وإنما هي رؤيا رأيتها قال فكرهت أن أدعوه بكنيته
وكان في البيت الهذيل بن حفصة بنت سيرين وكانت كنيتهما واحدة فخشيت
أن يستيقظ الهذيل فناديته باسمه فأجابني قلت أليس قد قتلت
قال بلى قلت ما صنعتم قال خيرا قلت شهداء أنتم قال
298

لا إن المسلمين إذا التقوا فقتلت بينهم قتلى فليسوا بشهداء ولكنا ندباء
قال سعيد حدثني بهذا الحرف بعض أصحابنا ولم أحفظه
عن هشام وأخوه
عبد الرحمن بن أفلح
ولى أبي أيوب الأنصاري وهو رضيع لخارجة بن زيد بن ثابت
الأنصاري وسمع من عبد الله بن عمر بن الخطاب وأخوهما
محمد بن أفلح
مولى أبي أيوب الأنصاري وقد روى عنه أيضا
عمرو بن رافع
روى عن حفصة أنه كتب لها مصحفا كان رافع مولى عمر بن الخطاب
وهو الذي قيل فيه
واخدم الأقوام حتى تخدم تكن شريك رافع وأسلم
وله بقية وعقب وقد انتموا إلى لخم من ولده عاصم المبرسم
الشاعر
نافع
مولى الزبير بن العوام بقي وروى عنه مصعب بن ثابت بن عبد الله
بن الزبير وكان قليل الحديث
299

أبو حبيبة
مولى الزبير بن العوام وهو جد موسى بن عقبة بن أبي عياش مولى
الزبير وأم موسى بن عقبة بنت أبي حبيب
الجراح
مولى أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية زوج النبي صلى
الله عليه وسلم روى عن أم حبيبة وروى عنه سالم بن عبد الله بن عمر
ونافع
سالم بن شوال
مولى أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية زوج النبي صلى
الله عليه وسلم
سالم البراد
سالم أبو عبد الله
مولى شداد ويعرف بسالم الدوسي روى عن سعد
سالم بن سلمة
أبو سبرة الهذلي
300

سالم بن سرج
ويعرف بسالم بن الخربوذ أبو النعمان الذي روى عن أم صبية
الجهنية وروى عنه أسامة بن زيد الليثي
الرب عز وجل سالم أبو الغيث
مولى عبد الله بن مطيع العدوي روى عن أبي هريرة وكان
ثقة حسن الحديث
سالم سبلان
مولى بني نصر بن معاوية من هوازن وكان أصله من أهل مصر
وكان يرحل لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم وروى عن عائشة
أبو صالح السمان
وهو الزيات واسمه ذكوان مولى غطفان ويقال مولى جويرية
امرأة من قيس وهو أبو سهيل بن أبي صالح المدني وروى عنه من أهل
المدينة عبد الله بن دينار والقعقاع بن حكيم وزيد بن أسلم وسمي مولى
أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي ومن أهل الكوفة
الحكم وعاصم بن أبي النجود وسليمان الأعمش وكان أبو صالح ثقة كثير
الحديث وكان يقدم الكوفة يجلب فينزل في بني أسد فيؤم بني كاهل
أخبرنا عبد الرحمن بن يونس قال حدثنا سفيان عن محمد بن إسحاق
301

قال قال أبو صالح ما أحد يحدث عن أبي هريرة إلا وأنا أعلم صادقا
هو أم كاذبا
أخبرنا عبد الرحمن بن يونس قال أخبرنا أبو بكر بن عياش عن
عاصم قال كان أبو صالح عظيم اللحية قال فكان يخللها قالوا وتوفي
أبو صالح بالمدينة سنة إحدى ومائة
أبو صالح باذام
مولى أم هانئ بنت أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم روى عنه
سماك ومحمد بن السائب الكلبي وإسماعيل بن أبي خالد
أبو صالح سميع
روى عن عبد الله بن عباس
أبو صالح
مولى عثمان بن عفان وقد روى عنه
أبو صالح
الغفاري
302

أبو صالح
ميسرة
أبو صالح
مولى ضباعة
أبو صالح
مولى السفاح واسمه عبيد روى عنه بسر بن سعيد
أبو صالح
مولى السعديين
مسلم بن يسار
ويكنى أبا عثمان مولى الأنصار روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري
وغيره من أهل البلد وروى عنه أهل مكة أيضا
بشير بن يسار
مولى بني حارثة بن الحارث من الأنصار ثم من الأوس وكان شيخا
كبيرا فقيها وكان قد أدرك عامة أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم وأدرك من أهل داره من بني حارثة من أصحاب رسول الله رجالا
303

منهم رافع بن خديج وسويد بن النعمان وسهل بن أبي حثمة وروى عنهم
حديث القسامة عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد روى عنه يحيى بن
سعيد الأنصاري وكان قليل الحديث
نافع
مولى أبي قتادة الأنصاري وهو أبو محمد الذي روى عنه صالح بن
كيسان وكان قليل الحديث
وهيب
مولى زيد بن ثابت الأنصاري عتاقة وكان كاتبا لزيد بن ثابت وقد
روى عنه
حرملة
مولى زيد بن ثابت
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد
قال إنما هو مولى أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي فلزم زيد بن ثابت فقيل
مولى زيد فغلب عليه وقد روى عنه الزهري وكان قليل الحديث
زيد أبو عياش
سأل سعد بن أبي وقاص عن البيضاء بالسلت
304

حميد بن نافع
مولى صفوان بن خالد الأنصاري هكذا قال يزيد بن هارون عن
يحيى بن سعيد الأنصاري وسمعت من يذكر أنه مولى لأبي أيوب الأنصاري
وقد روى عن أبي أيوب وحج معه وروى عن بن عمر وهو أبو أفلح
بن حميد الذي روى عنه الثوري ورجال من أهل المدينة وغيرهم
قال حجاج بن محمد قال شعبة سألت عاصما الأحول عن المرأة
تحد فقال قالت حفصة بنت سيرين كتب حميد بن نافع إلى حميد
الحميري فذكر حديث زينب بنت أبي سلمة قال شعبة فقلت لعاصم
قد سمعته أنا من حميد بن نافع قال أنت قلت نعم وهو ذاك حي بعد
قال شعبة وكان عاصم يرى أنه قد مات منذ مائة سنة
رافع بن إسحاق
مولى آل الشفاء وكان يقال له أيضا مولى أبي طلحة سمع من أبي
أيوب وروى عنه إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة
زياد بن أبي زياد
مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي
قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال قال مالك
بن أنس كان زياد مولى بن عياش رجلا عابدا معتزلا لا يزال يكون
وحده يذكر الله وكانت فيه لكنة وكان يلبس الصوف ولا يأكل اللحم
وكانت له دريهمات يعالج له فيها
305

وقال غير إسماعيل وكان صديقا لعمر بن عبد العزيز وقدم عليه
وهو خليفة فوعظه وقربه عمر وخلا به وكان بينهما كلام كثير ولزياد
عقب وبقية بدمشق وروى عنه إسماعيل بن أبي خالد وغيره
إسحاق
مولى زائدة سمع من سعد بن أبي وقاص وأبي هريرة وروى عنه
أبو صالح السمان أبو سهيل وبكير بن عبد الله بن الأشج
عجلان
مولى المشمعل روى عن أبي هريرة
عجلان
مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس وهو أبو محمد بن
عجلان روى عن أبي هريرة وروى عنه ابنه محمد بن عجلان وبكير بن
عبد الله بن الأشج
جمهان
مولى الأسلميين سمع من أبي هريرة وروى عنه عروة بن الزبير
وموسى بن عبيدة الربذي
306

البهي واسمه عبد الله بن يسار مولى الزبير بن العوام ويكنى أبا محمد وقد
كان نزل الكوفة وروى عنه الكوفيون
قال أخبرني باسمه وكنيته رجل من ولده يقال له محمد بن يحيى بن
محمد بن عبد الله البهي
أبو السائب
مولى هشام بن زهرة سمع من أبي هريرة وروى عنه العلاء بن عبد
الرحمن بن يعقوب
أبو سفيان
مولى عبد الله بن أبي أحمد بن جحش روى عن أبي سعيد الخدري
وكان ثقة قليل الحديث
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا بن أبي حبيبة قال هو
مولى لبني عبد الأشهل قال وكان له انقطاع إلى بن أبي أحمد بن جحش
فنسب إلى ولائه
قال حدثنا محمد بن عمر قال حدثنا بن أبي حبيبة وخارجة بن
عبد الله بن سليمان بن زيد بن ثابت عن داود بن الحصين عن أبي سفيان مولى
بن أبي أحمد قال كنت أقوم ببني عبد الأشهل في شهر رمضان فاستمع
قراءتي محمد بن مسلمة وسلمة بن سلامة بن وقش فوقفا يستمعان قال
وأنا يومئذ عبد مملوك قالا ما بهذا من إمام بأس
307

قال أخبرنا خالد بن مخلد البجلي قال حدثني إبراهيم بن إسماعيل
بن أبي حبيبة قال أخبرني داود بن الحصين أن أبا سفيان كان يؤم بني
عبد الأشهل في مسجدهم وهو مكاتب في رمضان وفيهم قوم قد شهدوا
بدرا والعقبة
قال أخبرنا محمد بن حرب المكي قال حدثنا بن أبي حبيبة عن
داود بن الحصين أن أبا سفيان مولى بن أبي أحمد كان يؤم بني عبد الأشهل
وفيهم ناس من أصحاب رسول الله منهم محمد بن مسلمة وسلمة بن سلامة
بن وقش كان يؤمهم ويصلي بهم وهو مكاتب
قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال أخبرنا إبراهيم
بن أبي حبيبة عن زيد بن سعد بن زيد بن سعد الأشهلي وعبد الرحمن بن
عبد الرحمن بن ثابت الأنصاري أن أبا سفيان كان يؤم أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان وهو مكاتب وكان ثقة قليل
الحديث
ثابت الأحنف
بن عياض مولى عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب
قال أخبرنا يحيى بن عباد قال حدثنا فليح بن سليمان قال
حدثني ثابت الأعرج بن عياض مولى عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب
قال تزوجت زينب أم ولد عبد الرحمن بن زيد قال وكان عبد الله بن
عبد الرحمن غائبا قال فلما قدم دعاني وقد أعد لي حبالا وسياطا قال
فقال لم تزوجت أم ولد أبي بغير علمي ولا رضاي قال قلت
زوجنيها من وليت عقدة نكاحها ونكحتها نكاحا ظاهرا غير سر
قال فأمر فربط وقال لا أزال أضربه حتى يموت أو يفارقها قال
308

فطلقتها ثلاثا وأشهد علي قال ثم خرجت فاستفتيت عبد الله بن عمر في
ذلك فقال لا طلاق عليك قال ثم ركبت إلى بن الزبير وابن الزبير
يومئذ والي مكة فسألته عن ذلك فأخبرني أنه لا طلاق علي وأمرني بجمعها
فرجعت فجمعتها وأولمت قال فجاءني بن عمر فيمن دعوت قال فليح
فرأيتها عنده ورأيت ولدها منه بعد
قال حدثنا علي بن عبد الله بن جعفر قال حدثنا سفيان عن زياد
بن سعد قال قلت لثابت الأعرج أين سمعت من أبي هريرة قال
كان موالي يبعثونني يوم الجمعة آخذا مكانا فكان أبو هريرة يجئ فيحدث
الناس قبل الصلاة
قال محمد بن عمر وكان الوالي على المدينة يوم أكره عبد الله بن
عبد الرحمن ثابتا الأحنف على طلاق امرأته جابر بن الأسود واليا لعبد
الله بن الزبير وقد سمع مالك بن أنس من ثابت الأحنف هذا الحديث
عبد الرحمن بن يعقوب
وهو أبو العلاء بن عبد الرحمن مولى الحرقة وروى عن أبي هريرة
نعيم بن عبد الله
المجمر مولى عمر بن الخطاب عتاقة سمع من أبي هريرة ومحمد
بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري ومن علي بن يحيى الزرقي وكان
ثقة وله أحاديث
309

شرحبيل بن سعد
مولى الأنصار ويكنى أبا سعد وكان شيخا قديما روى عن زيد بن
ثابت وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري وعامة أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم وبقي إلى آخر الزمان حتى اختلط واحتاج حاجة شديدة
وله أحاديث وليس يحتج به
داود بن فراهيج
مولى لقريش
قال محمد بن عمر أحسبه مولى لبني مخزوم وسمع من أبي هريرة
وأبي سعيد الخدري وهو قديم الموت وله أحاديث
أخبرنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي قال حدثنا شعبة
عن داود بن فراهيج قال حدثني مولاي سفيان
أبو الوليد
مولى عمر بن خداش روى عن أبي هريرة
أبو الحسن البراد
مولى بني نوفل روى عنه الزهري
310

عبيد الله بن دارة
مولى آل عثمان بن عفان روى عنه الزهري
عطاء
مولى بن سباع ويكنى أبا منصور روى عنه الزهري
الحكم بن مينا
مولى لآل أبي عامر الراهب ويذكر ولده أن أبا عامر وهبه لأبي
سفيان بن حرب وأن أبا سفيان باعه من العباس بن عبد المطلب فأعتقه
العباس وله بقية اليوم ينتمون إلى ولاء العباس شهد مينا مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم تبوك
زياد بن مينا مولى لأشجع روى عنه عبد الحميد بن جعفر وأخوه
سعيد بن مينا
311

الطبقة الثالثة
من أهل المدينة من التابعين
علي بن عبد الله
بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمه
زرعة بنت مشرح بن معدي كرب بن وليعة بن شرحبيل بن معاوية
بن حجر القرد بن الحارث الولادة بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن
معاوية بن ثور بن مرتع بن ثور وهو كندي ويكنى أبا محمد ولد
ليلة قتل علي بن أبي طالب رحمة الله عليه في شهر رمضان سنة أربعين
فسمي باسمه وكني بكنيته أبي الحسن فقال له عبد الملك بن مروان
لا والله لا أحتمل لك الاسم والكنية جميعا فغير أحدهما فغير كنيته
فصيرها أبا محمد فولد علي بن عبد الله محمد بن علي وأمه العالية بنت
عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وداود بن علي
وعيسى بن علي وهما لام ولد وسليمان بن علي وصالح بن علي وهما
لام ولد وأحمد وبشرا ومبشرا لا عقب لهم وإسماعيل وعبد الصمد
وهم جميعا لام ولد وعبد الله الأكبر لا عقب له وأمه أم أبيها بنت عبد
الله بن جعفر بن أبي طالب وعبيد الله بن علي لا عقب له وأمه امرأة من
بني الحريش وعبد الملك بن علي وعثمان وعبد الرحمن وعبد الله الأصغر
312

السفاح الذي خرج بالشام ويحيى وإسحاق ويعقوب وعبد العزيز وإسماعيل
الأصغر وعبد الله الأوسط وهو الأحنف لا عقب له وهم لأمهات
أولاد شتى وفاطمة بنت علي وأم عيسى الكبرى وأم عيسى الصغرى
وأمينة ولبابة وبريهة الكبرى وبريهة الصغرى وميمونة وأم علي والعالية
بنات علي وهن لأمهات أولاد شتى وأم حبيب بنت علي وأمها أم أبيها
بنت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب فكانت أم عيسى
الصغرى بنت علي بن عبد الله بن عباس عند عبد الله بن الحسين بن عبد الله
بن العباس بن عبد المطلب فلم تلد له شيئا وهلك عنها فورثته مع عصبته
وكانت أمينة بنت علي عند يحيى بن جعفر بن تمام بن العباس بن عبد المطلب
فلم تلد له شيئا وكانت لبابة بنت علي بن عبد الله بن عباس عند عبيد
الله بن قثم بن العباس بن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب فولدت له
محمدا درج وبريهة فتزوج بريهة بنت عبيد الله بن قثم جعفر بن أبي
جعفر المنصور أمير المؤمنين وهو جعفر الأصغر الذي يدعى بن الكردية
أما سائر بنات علي بن عبد الله بن عباس فلم يبرزن وكانت فاطمة
بنت علي أسنهن وأفضلهن وأجزلهن وكان إخوتها وبنو إخوتها أبو العباس
وأبو جعفر المنصور وغيرهما يكرمونها ويعظمونها ويبجلونها لحزمها
وعقلها ورأيها وكان علي بن عبد الله بن عباس أصغر ولد أبيه سنا
وكان أجمل قرشي على وجه الأرض وأوسمه وأكثره صلاة وكان يقال
له السجاد لعبادته وفضله
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا هشيم بن هشام أبي
ساسان عن أبي المغيرة قال إن كنا لنطلب الخف لعلي بن عبد الله بن
العباس فما نجده حتى نصنعه له صنعة والنعل فما نجدها حتى نصنعها له
صنعة وإن كان ليغضب فيعرف ذلك فيه ثلاثا وإن كان ليصلي في
اليوم والليلة ألف ركعة
313

قال أخبرنا عبيد الله بن محمد بن عائشة القرشي ثم التميمي قال
أخبرني أبي قال أوصى علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب إلى
ابنه سليمان فقيل له توصي إلى سليمان وتدع محمدا فقال أكره أن
أدنسه بالوصاة
قال وأخبرنا عبيد الله بن محمد قال وقال أبي سمعت الأشياخ
يقولون والله لقد أفضت الخلافة إليهم وما في الأرض أحد أكثر قارئا
للقرآن ولا أفضل عابدا وناسكا منهم بالحميمة
قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثني عطاف بن خالد الوابصي
قال رأيت علي بن عبد الله بن عباس يصبغ بالسواد وقد روى عنه عبد
الله بن طاوس وكان ثقة قليل الحديث
أخبرنا محمد بن عمر قال توفي علي بن عبد الله بن عباس سنة
ثماني عشرة ومائة وقال أبو معشر وغيره توفي بالشام سنة سبع عشرة
ومائة
العباس بن عبد الله
بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم وأمه زرعة بنت مشرح بن
معدي كرب بن وليعة من كندة وهي أم أخيه علي بن عبد الله بن
عباس وكان العباس بن عبد الله بن عباس أكبر ولد بن عباس وبه كان
يكنى وقد روي عن العباس بن عبد الله بن عباس فولد العباس بن عبد
الله عبد الله وأمه مريم ابنة عباد بن مسعود بن خالد بن مالك بن ربعي بن
سلمى بن جندل بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن
زيد مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر وعون بن
العباس وأمه حبيبة بنت الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى
314

بن قصي ومحمد بن العباس وقريبة بنت العباس وأمهما جعدة بنت
الأشعث بن قيس بن معدي بن جبلة الكندي خلف
عليها العباس بن عبد الله بن عباس بعد الحسن بن علي بن أبي طالب وقد
انقرض ولد العباس بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب فلم يبق منهم
أحد وليس العقب اليوم من ولد عبد الله بن عباس بن عبد المطلب إلا في
ولد علي بن عبد الله بن عباس وفيهم العدد والخلافة
عبد الله بن عبيد الله
بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وأمه أم ولد
فولد عبد الله بن عبيد الله الحسن والحسين وأمهما أسماء بنت عبد الله بن
عباس بن عبد المطلب بن هاشم وقد روى عبد الله بن عبيد الله عن عبد
الله بن عباس سمعه وروى عنه ابنه حسين بن عبد الله وغيره وكان ثقة
وله أحاديث وقد انقرض عقب عبد الله بن عبيد الله فلم يبق منهم أحد
وأخوه
العباس بن عبيد الله
بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم وأمه أم ولد وليس بأخ لعبد الله
لامه فولد العباس بن عبيد الله العباس بن العباس لا بقية له وسليمان
وداود وقثم الأكبر درج وقثم الأصغر عامل اليمامة لأبي جعفر وأم جعفر
وميمونة وهي أم محمد وعبدة بنت العباس والعالية وأم جعفر وهم لأمهات
أولاد شتى وللعباس بن عبيد الله بقية وعقب ببغداد وقد روي عن العباس
315

جعفر بن تمام
بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمه
العالية بنت نهيك بن قيس بن معاوية من بني هلال بن عامر بن صعصعة
فولد جعفر بن تمام يحيى وأحمد وعلية وهم لام ولد وأم حبيب بنت
جعفر وأمها الرعون بنت سليمان بن النعمان بن قيس بن معدي كرب
من كندة وأم جعفر بنت جعفر وأمها أم عثمان بنت أبي بكر بن أبي
قيس وهو عمرو بن حبيب بن سيار بن نزار بن معيص بن عامر بن
لؤي وقد انقرض ولد جعفر بن تمام بن عباس فلم يبق منهم أحد
وقد روي عن جعفر بن تمام الحديث
عبد الله بن معبد
بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وأمه أم جميل
بنت السائب بن الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله
بن هلال بن عامر بن صعصعة فولد عبد الله بن معبد معبدا وعباسا
الأكبر وعبد الله بن عبد الله وأم أبيها وأمهم أم محمد بنت عبيد الله بن
العباس بن عبد المطلب بن هاشم ومحمد بن عبد الله لا بقية له وأمه جمرة
بنت عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب وإبراهيم بن عبد المطلب
وعباسا الأوسط وعباسا الأصغر الذي كان على مكة وعبد الله بن عبد الله
ولبابة وهم لأمهات أولاد شتى وقد روي عن عبد الله بن معبد وكان ثقة
316

عبد الله بن عبد الله
بن الحارث بن نوفل بن عبد المطلب بن هاشم وأمه
خالدة بنت معتب بن أبي لهب بن عبد المطلب بن هاشم فولد عبد الله
بن عبد الله بن الحارث سليمان وعيسى وأمهما أم ولد وعاتكة وأمها
أم ولد وحمادة لام ولد وقد روى الزهري عن عبد الله بن عبد الله
بن الحارث بن نوفل وكان ثقة قليل الحديث
إسحاق بن عبد الله
بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم وأمه
أم عبد الله بنت العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب فولد إسحاق
بن عبد الله بن الحارث عبد الله وعبد الرحمن وطلابا ويعقوب وأمهم أم
عبد الله بنت عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب
وهندا وأم عمر وأمهما أم ولد
الصلت بن عبد الله
بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم وأمه أم ولد
فولد الصلت بن عبد الله يحيى وأمه أمامة بنت المغيرة بن نوفل بن الحارث
بن عبد المطلب وحميدا وأمه زينب بنت عبد الله بن أبي أحمد بن جحش
بن رئاب الأسدي وفاطمة وأمها أم ولد وكان الصلت فقيها عابدا
317

محمد بن عبد الله
بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب وأمه هند وهي أم خالد بنت
خالد بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي فولد محمد
بن عبد الله القاسم ومعاوية لا بقية لهما وأمهما ضريبة بنت الحارث بن نوفل
بن الحارث بن عبد المطلب وجعفرا وقسيمة وأمهما حميدة بنت أبي
سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وقد روى الزهري عن محمد بن عبد
الله بن نوفل
زيد بن حسن
بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم وأمه أم بشير
بنت أبي مسعود وهو عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة بن عطية
بن جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج فولد زيد بن حسن محمدا
هلك لا بقية له وأمه أم ولد وحسن بن زيد ولي المدينة لأبي جعفر المنصور
وأمه أم ولد ونفيسة بنت زيد تزوجها الوليد بن عبد الملك بن مروان فتوفيت
عنده وأمها لبابة بنت عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الموال قال
رأيت زيد بن حسن يركب فيأتي سوق الظهر فيقف به ورأيت الناس ينظرون
إليه ويعجبون من عظم خلقه ويقولون جده رسول الله صلى الله عليه
وسلم
قال محمد بن عمر وقد روى زيد عن جابر بن عبد الله
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرني عبد الله بن أبي عبيدة قال
ردفت أبي يوم مات زيد بن حسن ومات ببطحاء بن أزهر على أميال من
318

المدينة فحمل إلى المدينة فلما أو فينا على رأس الثنية بين المنارتين
بزيد بن حسن في قبة على بعير ميتا وعبد الله بن حسن بن حسن يمشي أمامه
قد حزم وسطه بردائه ليس على ظهره شئ فقال لي أبي يا بني أنزل
وأمسك بالركاب فوالله لئن ركبت وعبد الله يمشي لا تبلني عنده
بالة أبدا فركبت الحمار ونزل أبي فمشى فما زال يمشي حتى أدخل
زيدا داره ببني حديلة فغسل ثم أخرج به على السرير إلى البقيع
حسن بن حسن
بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم وأمه خولة بنت
منظور بن زبان بن سيار بن عمرو بن جابر بن عقيل بن هلال بن سمي
بن مازن بن فزارة فولد حسن بن حسن محمدا وأمه رملة بنت سعيد
بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط
بن رزاح بن عدي بن كعب وعبد الله بن حسن مات في سجن أبي جعفر
المنصور بالكوفة وحسن بن حسن مات في سجن أبي جعفر وإبراهيم
بن حسن مات في السجن أيضا مع أخيه وزينب بنت حسن تزوجها الوليد
بن عبد الملك بن مروان ثم فارقها وأم كلثوم بنت الحسن وأمهم فاطمة
بنت حسين بن علي بن أبي طالب وأمها أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد
الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة وجعفر بن حسن
وداود وفاطمة وأم القاسم وهي قسيمة ومليكة وأمهم أم ولد تدعى
حبيبة فارسية كانت لآل أبي أبس من جديلة وأم كلثوم بنت حسن لام
ولد
أخبرنا شبابة بن سوار الفزاري قال أخبرني الفضيل بن مرزوق
قال سمعت الحسن بن الحسن يقول لرجل ممن يغلو فيهم ويحكم أحبونا
319

لله فإن أطعنا الله فأحبونا وإن عصينا الله فأبغضونا قال فقال له رجل
إنكم قرابة رسول الله وأهل بيته فقال ويحك لو كان الله مانعا بقرابة
من رسول الله أحدا بغير طاعة الله لنفع بذلك من هو أقرب إليه منا أبا وأما
والله إني لأخاف أن يضاعف للعاصي منا العذاب ضعفين وإني لأرجو أن
يؤتى المحسن منا أجره مرتين ويلكم اتقوا الله وقولوا فينا الحق فإنه
أبلغ فيما تريدون ونحن نرضى به منكم ثم قال لقد أساء بنا آباؤنا إن كان
هذا الذي تقولون من دين الله ثم لم يطلعونا عليه ولم يرغبونا فيه قال
فقال له الرافضي ألم يقل رسول الله عليه السلام لعلي من كنت مولاه
فعلي مولاه فقال أما والله أن لو يعني بذلك الامرة والسلطان لأفصح
لهم بذلك كما أفصح لهم بالصلاة والزكاة وصيام رمضان وحج البيت ولقال
لهم أيها الناس هذا وليكم من بعدي فإن أنصح الناس كان للناس رسول
الله صلى الله عليه وسلم ولو كان الامر كما تقولون إن الله ورسوله
اختارا عليا لهذا الامر والقيام بعد النبي عليه السلام إن كان لأعظم
الناس في ذلك خطئة وجرما إذ ترك ما أمره به رسول الله صلى الله عليه
وسلم أن يقوم فيه كما أمره أو يعذر فيه إلى الناس
أبو جعفر محمد
بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب وأمه
أم عبد الله بنت حسن بن علي بن أبي طالب فولد أبو جعفر جعفر بن
محمد وعبد الله بن محمد وأمهما أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر
الصديق وإبراهيم بن محمد وأمه أم حكيم بنت أسيد بن المغيرة بن الأخنس
بن شريق الثقفي وعلي بن محمد وزينب بنت محمد وأمهما أم ولد
وأم سلمة بنت محمد وأمها أم ولد
320

قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا إسرائيل عن
جابر قال قال لي محمد بن علي يا جابر لا تخاصم فإن الخصومة
تكذب القرآن
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثني فضيل بن
عياض عن ليث عن أبي جعفر قال لا تجالسوا أصحاب الخصومات
الذين يخوضون في آيات الله
قال أخبرنا الحسن بن موسى قال حدثنا زهير عن جابر قال
قلت لمحمد بن علي أكان منكم أهل البيت أحد يزعم أن ذنبا من الذنوب
شرك قال لا قال قلت أكان منكم أهل البيت أحد يقر بالرجعة
قال لا قلت أكان منكم أهل البيت أحد يسب أبا بكر وعمر قال
لا فأحبهما وتوالاهما واستغفر لهما
قال أخبرنا شهاب بن عباد قال حدثنا إبراهيم بن حميد عن
إسماعيل بن أبي خالد عن أبي الضحاك قال قال أبو جعفر اللهم إني
أبرأ إليك من المغيرة بن سعيد وبيان
قال أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي قال حدثنا سفيان الثوري
قال حدثني جعفر بن محمد عن أبيه أنه كان يفلي رأس أمه
قال حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا يوسف بن المهاجر الحداد
قال رأيت أبا جعفر راكبا على بغل أو بغلة ومعه غلام يمشي جانبيه
أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثني معاوية بن عبد الكريم قال
رأيت على محمد بن علي أبي جعفر جبة خز ومطرف خز
أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا شريك عن جابر عن أبي جعفر
قال إنا آل محمد نلبس الخز والمعصفر والممصر واليمنة
أخبرنا الحسن بن موسى قال حدثنا زهير عن جابر عن محمد بن
علي قال إنا آل محمد نلبس الخز واليمنة والمعصفرات والممصرات
321

قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الملك
قال رأيت على أبي جعفر ثوبا معلما فقلت له فقال لا بأس بالإصبعين
من العلم بالإبريسم في الثوب
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى والفضل بن دكين قالا حدثنا
عمرو بن عثمان عن موهب قال قال رأيت على أبي جعفر ملحفة حمراء
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن عبد الاعلى أنه رأى
محمد بن علي يرسل عمامته خلفه
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن جابر قال
رأيت على محمد بن علي عمامة لها علم وثوبا له علم يلبسه
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن إسحاق قال
رأيت أبا جعفر يصلي في ثوب قد عقده خلفه
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الرحمن بن عبد العزيز عن
حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف قال رأيت أبا جعفر متكئا على
طيلسان مطوي في المسجد
قال محمد بن عمر ولم يزل ذلك من فعل الاشراف وأهل المروءة
عندنا الذين يلزمون المسجد يتكئون على طيالسة مطوية سوى طيلسانه وردائه
الذي عليه
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى والفضل بن دكين قالا حدثنا
إسرائيل عن عبد الاعلى قال سألت محمد بن علي قال عبيد الله عن الوسمة
وقال الفضل بن دكين عن السواد فقال هو خضابنا أهل البيت
أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا نصير بن أبي الأشعث القرادي
عن ثوير قال قال أبو جعفر يا أبا الجهم بم تخضب قلت بالحناء
والكتم قال هذا خضابنا أهل البيت
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال أخبرنا زهير قال
322

حدثنا عروة بن عبد الله بن قشير الجعفي قال قال لي أبو جعفر اخضب
بالوسمة
قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثني هارون بن عبد الله بن
الوليد المعيصي قال رأيت محمد بن علي على جبهته وأنفه أثر السجود ليس
بالكثير
قال أخبرنا مالك بن إسماعيل عن الفضيل بن مرزوق عن رجل
عن أبي جعفر قال إياكم والضحك أو قال وكثرة الضحك فإنه
يمج العلم مجا
أخبرنا الحسن بن موسى قال حدثنا زهير عن جابر عن محمد بن
علي قال كان في خاتمي اسمي فإذا جامعت جعلته في فمي
قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال حدثني سعيد
بن مسلم بن بأنك أو مصعب أنه رأى على محمد بن علي بن حسين بردا
قال وزعم لي سالم مولى عبد الله بن علي بن حسين أن محمدا أوصى بأن
يكفن فيه
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن جابر عن
محمد بن علي أنه أوصى أن يكفن في قميصه الذي كان يصلي فيه
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال أخبرنا زهير قال
حدثنا عروة بن عبد الله بن قشير قال سألت جعفرا في أي شئ كفنت
أباك قال أوصاني في قميصه وأن أقطع أزراره وفي ردائه الذي كان
يلبس وأن أشتري بردا يمانيا فإن النبي صلى الله عليه وسلم كفن
في ثلاثة أثواب أحدها برد يمان
قال أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي قال أخبرنا
سعيد بن مسلم بن بأنك قال رأيت على نعش محمد بن علي بن حسين
برد حبرة
323

أخبرنا عبد الرحمن بن يونس عن سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمد
قال سمعت محمد بن علي يذاكر فاطمة بنت حسين شيئا من صدقة النبي
صلى الله عليه وسلم فقال هذه توفى لي ثمانيا وخمسين ومات لها
قال محمد بن عمر وأما في روايتنا فإنه مات سنة سبع عشرة ومائة
وهو بن ثلاث وسبعين سنة وقال غيره توفي سنة ثماني عشرة ومائة
وقال أبو نعيم الفضل بن دكين توفي بالمدينة سنة أربع عشرة ومائة
وكان ثقة كثير العلم والحديث وليس يروي عنه من يحتج به
عبد الله بن علي
بن حسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب وأمه أم عبد
الله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب وهي أم جعفر فولد عبد الله
بن علي بن حسين محمدا الأرقط وهو الأحدب وإسحاق الأبيض وأم كلثوم
وهي كلثم الصماء وأم علي وهي علية وهم لام ولد والقاسم والعالية
لام ولد
عمر بن علي
بن حسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب وأمه أم ولد
فولد عمر بن علي عليا وإبراهيم وخديجة وأمهم أم ولد وجعفرا وهو
البثير وأمه أم إسحاق بنت محمد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث
بن عبد المطلب ومحمد بن عمر وموسى وهو كردم وخديجة وحبة
ومحبة وعبدة وأمهم أم موسى بنت عمر بن علي بن أبي طالب
قال أخبرنا شبابة بن سوار قال أخبرنا فضيل بن مرزوق قال
324

سألت عمر بن علي وحسين بن علي عمي جعفر قلت هل فيكم أهل
البيت إنسان مفترضة طاعته تعرفون له ذلك ومن لم يعرف له ذلك فمات
مات ميتة جاهلية فقالا لا والله ما هذا فينا من قال هذا فينا فهو كذاب
قال فقلت لعمر بن علي رحمك اله إن هذه منزلة تزعمون أنها كانت
لعلي إن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى إليه ثم كانت للحسن إن
عليا أوصى إليه ثم كانت للحسين إن الحسن أوصى إليه ثم كانت
لعلي بن الحسين إن الحسين أوصى إليه ثم كانت لمحمد بن علي إن عليا
أوصى إليه فقال والله لمات أبي فما أوصى بحرفين قاتلهم الله والله
إن هؤلاء إلا متأكلون بنا هذا خنيس الخرؤ ما خنيس الخرؤ قال
قلت المعلى بن خنيس قال نعم المعلى بن خنيس والله لفكرت
على فراشي طويلا أتعجب من قوم لبس الله عقولهم حين أضلهم المعلى
بن خنيس
زيد بن علي
بن حسين بن علي بن أبي طالب ب بن عبد المطلب وأمه أم ولد
فولد زيد بن علي يحيى بن زيد المقتول بخراسان قتله سلم بن أحوز بعثه
إليه نصر بن سيار وأمه ريطة بنت أبي هاشم عبد الله بن محمد بن علي
بن أبي طالب وعيسى بن زيد وحسين بن زيد المكفوف ومحمد بن زيد
وهم لام ولد
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال دخل
زيد بن علي على هشام بن عبد الملك فرفع دينا كثيرا وحوائج فلم يقض
له هشام حاجة وتجهمه وأسمعه كلاما شديدا
قال عبد الله بن جعفر فأخبرني سالم مولى هشام وحاجبه أن زيد
325

بن علي خرج من عند هشام وهو يأخذ شاربه بيده ويفتله ويقول ما أحب
الحياة أحد قط إلا ذل ثم مضى فكان وجهه إلى الكوفة فخرج بها ويوسف
بن عمر الثقفي عامل لهشام بن عبد الملك على العراق فوجه إلى زيد بن
علي من يقاتله فاقتتلوا وتفرق عن زيد من خرج معه ثم قتل وصلب
قال سالم فأخبرت هشاما بعد ذلك بما كان قال زيد يوم خرج من
عنده فقال ثكلتك أمك ألا كنت أخبرتني بذلك قبل اليوم وما كان
يرضيه إنما كانت خمسمائة ألف فكان ذلك أهون علينا مما صار إليه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا سحبل بن محمد قال
ما رأيت أحدا من الخلفاء أكره إليه الدماء ولا أشد عليه من هشام بن عبد
الملك ولقد دخله من مقتل زيد بن علي ويحيى بن زيد أمر شديد وقال
وددت أني كنت افتديتهما
قال أخبرنا محمد بن عمر قال سمعت عبد الرحمن بن أبي الزناد
يذكر عن أبيه قال ما كان فيهم أحد أكره إليه الدماء من هشام بن عبد
الملك ولقد ثقل عليه خروج زيد بن علي فما كان شئ حتى أتي برأسه
وصلب بدنه بالكوفة وولي ذلك يوسف بن عمر في خلافة هشام بن عبد
الملك
قال محمد بن عمر فلما ظهر ولد العباس عمد عبد الله بن علي
بن عبد الله بن عباس إلى هشام بن عبد الملك فأمر به فأخرج من قبره وصلبه
وقال هذا بما فعل بزيد بن علي وقتل زيد بن علي رحمه الله يوم
الاثنين لليلتين خلتا من صفر سنة عشرين ومائة ويقال اثنتين وعشرين ومائة
وكان له يوم قتل اثنتان وأربعون سنة وسمع زيد بن علي من أبيه وروى
عن زيد عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة وروى
عنه بسام الصيرفي وعبد الرحمن بن أبي الزناد وغيرهما
326

حسين الأصغر
بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب وأمه
أم ولد فولد حسين بن علي عبد الله وعبيد الله الأعرج وعليا وهشيمة
وأمهم أم خالد بنت حمزة بن مصعب بن الزبير بن العوام ومحمد بن
حسين لام ولد وحسنا الأحول بن حسين وجارية وأمهما أم ولد وأمينة
بنت حسين وأمها امرأة من الأنصار من بني حارثة وإبراهيم وفاطمة
لام ولد وكان حسين بن علي بن حسين هذا أصغر ولد أبيه وبقي حتى
أدركه محمد بن عمر وروى عنه ولكنا ألحقناه بإخوته في طبقتهم وليس
هو مثلهم في سنهم ولقيهم
عبد الله بن محمد
بن الحنفية وهو بن علي بن أبي طالب ويكنى أبا هاشم وأمه
أم ولد فولد عبد الله بن محمد هاشما به كان يكنى ومحمد الأصغر لا بقية
لهما وأمهما بنت خالد بن علقمة بن الحويرث بن عبد الله بن أبي اللحم
بن مالك بن عبد الله بن غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن
كنانة ومحمدا الأكبر بن عبد الله ولبابة بنت عبد الله وأمهما فاطمة بنت
محمد بنت عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب وعلي بن عبد الله ورجلا
آخر لم يسم لنا وأمهما أم عثمان بنت أبي حدير وهو عياش بن عبدة بن
مغيث بن الجد بن العجلان من بلي قضاعة وطالبا وعونا وعبيد الله
لأمهات أولاد وريطة وهي أم يحيى بن زيد بن علي المقتول بخراسان
وأمها ريطة وهي أم الحارث بنت الحارث بن الحارث بن نوفل بن الحارث
بن عبد المطلب وأم سلمة وأمها أم ولد وكان أبو هاشم صاحب علم
327

ورواية وكان ثقة قليل الحديث وكانت الشيعة يلقونه ويتولونه وكان
بالشام مع بني هاشم فحضرته الوفاة فأوصى إلى محمد بن علي بن عبد الله بن
عباس بن عبد المطلب وقال أنت صاحب هذا الامر وهو في ولدك واصرف
الشيعة إليه ودفع كتبه وروايته ومات بالحميمة في خلافة سليمان بن عبد
الملك بن مروان
الحسن بن محمد
بن الحنفية وهو بن علي بن أبي طالب وأمه جمال بنت قيس
بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف بن قصي وكان الحسن يكنى أبا
محمد وكان من ظرفاء بني هاشم وأهل العقل منهم وكان يقدم على أخيه
أبي هاشم في الفضل والهيئة وهو أول من تكلم في الارجاء
قال أخبرنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة
عطاء بن السائب عن زاذان وميسرة أنهما دخلا على الحسن بن محمد بن
علي فلاماه على الكتاب الذي وضع في الارجاء فقال لزاذان يا أبا عمر
لوددت أني كنت مت ولم أكتبه
قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم بن علية عن خالد عن أنيس أبي
العريان قال رأيت على الحسن بن محمد قميصا رقيقا وعمامة رقيقة
قال محمد بن عمر وتوفي الحسن بن محمد في خلافة عمر بن عبد
العزيز ولم يكن له عقب
328

محمد بن عمر
بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب وأمه أسماء بنت عقيل بن
أبي طالب بن عبد المطلب فولد محمد بن عمر عمر وعبد الله وعبيد الله
وكلهم قد روي عنه الحديث وأمهم خديجة بنت علي بن حسين بن علي
بن أبي طالب وجعفر بن محمد وأمه أم هاشم بنت جعفر بن جعفر بن
جعدة بن هبيرة بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم
معاوية بن عبد الله
بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب وأمه أم ولد فولد معاوية
بن عبد الله عبد الله الخارج بالكوفة في آخر زمن مروان بن محمد وجعفر
بن معاوية لا بقية له ومحمدا وأمهم أم عون بنت عون بن العباس بن
ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وسليمان بن معاوية لام ولد والحسن
ويزيد وصالحا وحمادة وأبية وأمهم فاطمة بنت حسن بن حسن بن علي
بن أبي طالب وعلي بن معاوية قتله عامر بن ضبارة وأمه أم ولد وقد
روى يزيد بن عبد الله بن الهاد عن معاوية بن عبد الله بن جعفر
إسماعيل بن عبد الله
بن جعفر بن أبي طالب وأمه أم ولد فولد إسماعيل بن عبد الله
عبد الله وأبا بكر ومحمدا وأمهم أم ولد وأم كلثوم وجعفرا لام ولد
وزيدا لام ولد وقد روى إسماعيل عن أبيه وروى عنه عبد الله بن مصعب
بن ثابت
329

عمر بن عبد العزيز
بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس
وأمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب بن نفيل من بني عدي بن
كعب ويكنى أبا حفص فولد عمر بن عبد العزيز عبد الله وبكرا وأم عمار
وأمهم لميس بنت علي بن الحارث بن عبد الله بن الحصين ذي الغصة
بن يزيد بن شداد بن قنان الحارثي وإبراهيم بن عمر وأمه أم عثمان
بنت شعيب بن زبان بن الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة بن الحارث بن حصن
بن ضمضم بن عدي بن جناب وإسحاق بن عمر ويعقوب وموسى
درجوا وأمهم فاطمة بنت عبد الملك بن مروان وعبد الملك بن عمر والوليد
وعاصما ويزيد وعبد الله وعبد العزيز وزبانا وأمه وأم عبد الله وأمهم
أم ولد
قالوا ولد عمر سنة ثلاث وستين وهي السنة التي ماتت فيها ميمونة
زوج النبي صلى الله عليه وسلم
أخبرنا عبيد الله بن محمد بن عائشة القرشي ثم التيمي قال حدثنا
محمد بن عمر بن أبي شميلة عن جويرية بن أسماء عن نافع قال قال عمر
بن الخطاب ليت شعري من ذو الشين من ولدي الذي يملؤها عدلا كما
ملئت جورا
قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال حدثنا أبو المليح عن
خصيف قال رأيت في المنام رجلا قاعدا عن يمينه رجل وعن شماله رجل
إذ أقبل عمر بن عبد العزيز فأراد أن يجلس بين الذي عن يمينه وبينه قال
فلصق بصاحبه فدار فأراد أن يجلس بينه وبين الذي عن يساره فلصق به
فجذبه الأوسط فأقعده في حجره قال قلت من هذا قالوا هذا رسول
الله وهذا أبو بكر وهذا عمر
330

قال أخبرنا سليمان بن حرب قال حدثنا المبارك بن فضالة عن
عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر قال كنت أسمع بن عمر كثيرا
يقول ليت شعري من هذا الذي من ولد عمر في وجهه علامة يملأ الأرض
عدلا
أخبرنا يزيد بن هارون عن الماجشون عن عبد الله بن دينار قال قال
بن عمر إنا كنا نتحدث أن هذا الامر لا ينقضي حتى يلي هذه الأمة
رجل من ولد عمر يسير فيها بسيرة عمر بوجهه شامة قال حتى جاء الله بعمر
بن عبد العزيز وأمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب
قال يزيد ضربته دابة من دواب أبيه فشجته قال فجعل أبوه
يمسح الدم ويقول سعدت إن كنت أشج بني أمية
قال أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق قال حدثنا إبراهيم بن عياش
قال حدثني ضمرة عن بن أبي شوذب قال لما أراد عبد العزيز بن مروان
أن يتزوج أم عمر بن عبد العزيز قال لقيمه أجمع لي أربعمائة دينار
من طيب مالي فإني أريد أن أتزوج إلى أهل بيت لهم صلاح قال فتزوج
أم عمر بن عبد العزيز
أخبرنا محمد بن عمر عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال
ولي عمر بن عبد العزيز المدينة في شهر ربيع الأول سنة سبع وثمانين وهو
بن خمس وعشرين سنة ولاها إياه الوليد بن عبد الملك حين استخلف
فولى عمر على قضاء المدينة أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الصمد بن محمد السعدي
قال أخبرني حفص بن عمر بن أبي طلحة الأنصاري قال لما أراد عمر
بن عبد العزيز أن يحج من المدينة وهو واليها في خلافة الوليد بن عبد الملك
دخل عليه أنس بن مالك وهو يومئذ بالمدينة فقال يا أبا حمزة ألا تخبرنا
331

عن خطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال خطب رسول الله بمكة
قبل التروية بيوم وخطب بعرفة يوم عرفة وخطب بمنى الغد من يوم
النحر والغد من يوم النفر
قال أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن الضحاك بن عثمان
عن يحيى بن سعيد أو عن شريك بن أبي نمر لا يدري أيهما حدثه
عن أنس بن مالك قال ما صليت وراء أحد أشبه صلاة برسول الله
صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى يعني عمر بن العزيز
قال الضحاك فكنت أصلي وراءه فيطيل الأولتين من الظهر ويخفف
الآخرتين ويخف العصر ويقرأ في المغرب بقصار المفصل ويقرأ في العشاء
بوسط المفصل ويقرأ في الصبح بطوال المفصل
قال محمد بن عمر سمعت الضحاك يحدث به عن شريك بن أبي
نمر ولم يشك فيه
قال أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن الضحاك قال
رأيت عمر بن عبد العزيز ذهب به الكلام وهو على المنبر ثم رجع فقال
أستغفر الله أستغفر الله
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا عبد المبارك قال حدثني
عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة قال رأيت عمر بن عبد العزيز يمشي
إلى العيد
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا أبو إسرائيل وذكر عمر
بن عبد العزيز قال حدثني علي بن بذيمة قال رأيته بالمدينة وهو أحسن
الناس لباسا ومن أطيب الناس ريحا ومن أخيل الناس مشية ثم رأيته
بعد يمشي مشية الرهبان فمن حدثك أن المشي سجية فلا تصدقه
بعد عمر
قال أخبرنا روح بن عبادة قال أخبرنا أسامة بن زيد قال قال
332

عمر بن عبد العزيز لقاضيه أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ما وجدت
من أمر هو ألذ عندي من حق وافق هوى
أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد قال حدثنا
يحيى أن عمر بن عبد العزيز كان يصوم الاثنين والخميس
قال أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي قال أخبرنا عبد الجبار
بن أبي معن قال سمعت سعيد بن المسيب وسأله رجل فقال له يا أبا
محمد من المهدي فقال له سعيد أدخلت دار مروان قال لا قال
فادخل دار مروان تر المهدي قال فأذن عمر بن عبد العزيز للناس فانطلق
الرجل حتى دخل دار مروان فرأى الأمير والناس مجتمعين ثم رجع إلى
سعيد بن المسيب فقال يا أبا محمد دخلت دار مروان فلم أر أحدا أقول
هذا المهدي فقال له سعيد بن المسيب وأنا أسمع هل رأيت الأشج عمر
بن عبد العزيز القاعد على السرير قال نعم قال فهو المهدي
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثني مسلمة أبو سعيد
قال سمعت العرزمي يقول سمعت محمد بن علي يقول النبي منا
والمهدي من بني عبد شمس ولا نعلمه إلا عمر بن عبد العزيز قال وهذا
في خلافة عمر بن عبد العزيز
أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثني أبو بكر بن الفضل بن المؤتمر
العتكي قال حدثني أبو يعفور عن مولى لهند بنت أسماء قال قلت
لمحمد بن علي إن الناس يزعمون أن فيكم مهديا فقال إن ذاك
كذاك ولكنه من بني عبد شمس قال كأنه عنى عمر بن عبد العزيز
قال أخبرنا مالك بن إسماعيل قال حدثنا جويرية بن أسماء قال
سمعت فاطمة بنت علي بن أبي طالب ذكرت عمر بن عبد العزيز فأكثرت
الترحم عليه وقالت دخلت عليه وهو أمير المدينة يومئذ فأخرج عني كل
خصى وحرسي حتى لم يبق في البيت أحد غيري وغيره ثم قال يا ابنة
333

علي والله ما على ظهر الأرض أهل بيت أحب إلي منكم ولأنتم أحب إلي
من أهل بيتي
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه
قال لما قدم عمر بن عبد العزيز المدينة واليا عليها كتب حاجبه الناس
ثم دخلوا فسلموا عليه فلما صلى الظهر دعا عشرة نفر من فقهاء البلد
عروة بن الزبير وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وأبا بكر بن عبد الرحمن
بن الحارث وأبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة وسليمان بن يسار والقاسم
بن محمد وسالم بن عبد الله وعبد الله بن عبد الله بن عمر وعبد الله بن عامر
بن ربيعة وخارجة بن زيد بن ثابت فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم
قال إني دعوتكم لأمر تؤجرون عليه وتكونون فيه أعوانا على الحق
ما أريد أن أقطع أمرا إلا برأيكم أو برأي من حضر منكم فإن رأيتم أحدا
يتعدى أو بلغكم عن عامل لي ظلامة فأحرج بالله على أحد بلغه ذلك إلا
أبلغني فجزوه خيرا وافترقوا
أخبرنا علي بن محمد عن فضل بن السراج عن حجاج الصواف قال
أمرني عمر بن عبد العزيز وهو وال على المدينة أن أشتري له ثيابا فاشتريت
له ثيابا فكان فيها ثوب بأربعمائة فقطعه قميصا ثم لمسه بيده فقال ما
أخشنه وأغلظه ثم أمر بشراء ثوب له وهو خليفة فاشتروه بأربعة عشر
درهما فلمسه بيده فقال سبحان الله ما ألينه وأدقه
قال أخبرنا علي بن محمد عن طعمة بن غيلان ومحمد بن خالد قالا
كان عمر بن عبد العزيز من أعطر قريش وألبسها فلما استخلف كان
من أخسهم ثوبا وأجشبهم عيشا وقدم الفضول
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرني إبراهيم بن محمد بن عمار بن سعد
القرظ عن أبيه قال كنا نؤذن عمر بن عبد العزيز في داره للصلاة فنقول
السلام عليك أيها الأمير ورحمة الله وبركاته حي على الصلاة حي على الفلاح
334

الصلاة رحمك الله وفي الناس الفقهاء لا ينكرون ذلك
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا إبراهيم بن محمد عن أبيه
قال قال عمر بن عبد العزيز وهو والي المدينة إذا أذنت للظهر أو العتمة
فصل ركعتين ثم اقعد قدر ما تظن أن قد سمعك رجل من أقصى المدينة
فقضى حاجته وتوضأ ولبس ثيابه ومشى مشيا رفيقا حتى يأتي المسجد فيصلي
فيه أربع ركعات ثم قعد فأقم بقد ذلك
قال أخبرنا محمد بن عمر قال سمعت عبد الحكيم بن عبد الله
بن أبي فروة يقول كان عمر بن عبد العزيز يؤمنا بالمدينة فلا يجهر ببسم
الله الرحمن الرحيم
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا معاذ بن محمد عن عمران بن أبي
أنس عن عمر بن عبد العزيز أنه كان يسلم واحدة وجاه القبلة السلام
عليكم
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا داود بن خالد أبو سليمان عن سهيل
بن أبي سهيل قال سمعت رجاء بن حياة يقول لما كان يوم الجمعة
لبس سليمان بن عبد الملك ثيابا خضرا من خز ونظر في المرآة فقال أنا
والله الملك الشاب فخرج إلى الصلاة يصلي بالناس الجمعة فلم يرجع حتى
وعك فلما ثقل كتب كتابا عهده إلى ابنه أيوب وهو غلام لم يبلغ
فقلت ما تصنع يا أمير المؤمنين إنه مما يحفظ به الخليفة في قبره أن
يستخلف الرجل الصالح وقال سليمان كتاب أستخير الله فيه وأنظر
ولم أعزم عليه فمكث يوما أو يومين ثم خرقه ثم دعاني فقال ما ترى
في داود بن سليمان فقلت هو غائب بقسطنطينية وأنت لا تدري أحي
هو أم ميت قال يا رجاء فمن ترى قال فقلت رأيك يا أمير المؤمنين
وأنا أريد أن أنظر من يذكر فقال كيف ترى في عمر بن عبد العزيز
فقلت أعلمه والله فاضلا خيارا مسلما فقال هو على ذلك والله لئن
335

وليته ولم أول أحدا من ولد عبد الملك لتكونن فتنة ولا يتركونه أبدا يلي
عليهم إلا أن أجعل أحدهم بعده ويزيد بن عبد الملك يومئذ غائب على
الموسم قال فيزيد بن عبد الملك أجعله بعده فإن ذلك مما يسكنهم ويرضون
به قلت رأيك قال فكتب بيده بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب
من عبد الله سليمان أمير المؤمنين لعمر بن عبد العزيز إني وليته الخلافة
بعدي ومن بعده يزيد بن عبد الملك فاسمعوا له وأطيعوا واتقوا الله ولا
تختلفوا فيطمع فيكم وختم الكتاب فأرسل إلى كعب بن حامز صاحب
شرطه أن مر أهل بيتي فليجتمعوا فأرسل إليهم كعب فجمعهم ثم قال
سليمان لرجاء بعد اجتماعهم اذهب بكتابي هذا إليهم فأخبرهم أنه كتابي
ومرهم أن يبايعوا من وليت قال ففعل رجاء فلما قال لهم ذلك رجاء
قالوا سمعنا وأطعنا لمن فيه وقالوا ندخل فنسلم على أمير المؤمنين
قال نعم فدخلوا فقال لهم سليمان هذا الكتاب وهو يشير لهم وهم
ينظرون إليه في يد رجاء بن حياة هذا عهدي فاسمعوا وأطيعوا وبايعوا
لمن سميت في هذا الكتاب قال فبايعوه رجلا رجلا قال ثم خرج بالكتاب
مختوما في يد رجاء
قال رجاء فلما تفرقوا جاءني عمر بن عبد العزيز فقال يا أبا
المقدام إن سليمان كانت لي به حرمة ومودة وكان بي برا ملطفا فأنا
أخشى أن يكون قد أسند إلي من هذا الامر شيئا فأنشدك الله وحرمتي ومودتي
إلا أعلمتني إن كان ذلك حتى أستعفيه الآن قبل أن يأتي حال لا أقدر فيها
على ما أقدر الساعة فقال رجاء لا والله ما أنا بمخبرك حرفا واحدا
قال فذهب عمر غضبان
قال رجاء ولقيني هشام بن عبد الملك فقال يا رجاء إن لي بك
حرمة ومودة قديمة وعندي شكر فأعلمني أهذا الامر إلي فإن كان
إلي علمت وإن كان إلى غيري تكلمت فليس مثلي قصر به ولا نحي
336

عنه هذا الامر فأعلمني فلك الله إلا أذكر اسمك أبدا
قال رجاء فأبيت وقلت لا والله لا أخبرك حرفا واحدا مما أسر
إلي فانصرف هشام وهو موءس وهو يضرب بإحدى يديه على الأخرى
وهو يقول فإلى من إذا نحيت عني أتخرج من بني عبد الملك فوالله
إني لعين بني عبد الملك
قال رجاء ودخلت على سليمان بن عبد الملك فإذا هو يموت قال
فجعلت إذا أخذته سكرة من سكرات الموت حرفته إلى القبلة فجعل يقول
وهو يفأق لم يأن لذلك بعد يا رجاء حتى فعلت ذلك مرتين فلما كانت
الثالثة قال من الآن يا رجاء إن كنت تريد شيئا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد
أن محمدا عبده ورسوله قال فحرفته ومات فلما أغمضته سجيته بقطيفة
خضراء وأغلقت الباب وأرسلت إلي زوجته تنظر إليه كيف أصبح فقلت
نام وقد تغطي فنظر الرسول إليه مغطى بالقطيفة فرجع فأخبرها فقبلت
ذلك وظنت أنه نائم
قال رجاء وأجلست على الباب من أثق به وأوصيته أن لا يريم حتى
آتيه ولا يدخل على الخليفة أحدا قال فخرجت فأرسلت إلى كعب بن
حامز العنسي فجمع أهل بيت أمير المؤمنين فاجتمعوا في مسجد دابق فقلت
بايعوا قالوا قد بايعنا مرة ونبايع أخرى قلت هذا أمر أمير المؤمنين
بايعوا على ما أمر به ومن سمي في هذا الكتاب المختوم فبايعوا الثانية
رجلا رجلا
قال رجاء فلما بايعوا بعد موت سليمان رأيت أني قد أحكمت
الامر قلت قوموا إلى صاحبكم فقد مات قالوا إنا لله وإنا إليه
راجعون وقرأت عليهم الكتاب فلما انتهيت إلى ذكر عمر بن عبد العزيز
نادى هشام لا نبايعه أبدا قال قلت أضرب والله عنقك قم فبايع
337

قال رجاء وأخذت بضبعي عمر فأجلسته على المنبر وهو يسترجع
لما وقع فيه وهشام يسترجع لما أخطأه فلما انتهى هشام إلى عمر قال إنا
لله وإنا إليه راجعون أي حين صار هذا الامر إليك على ولد عبد الملك
قال فقال عمر نعم فإنا لله وإنا إليه راجعون حين صار إلي لكراهتي
له قال وغسل سليمان وكفن وصلى عليه عمر بن عبد العزيز
قال رجاء فلما فرغ من دفنه أتي بمراكب الخلافة البراذين والخيل
والبغال ولكل دابة سائس فقال ما هذا فقالوا مراكب الخلافة
فقال عمر دابتي أوفق لي فركب بغلته وصرفت تلك الدواب ثم أقبل
فقيل تنزل منزل الخلافة فقال فيه عيال أبي أيوب وفي فسطاطي كفاية
حتى يتحولوا فأقام في منزله حتى فرغوه بعد
قال رجاء فلما كان مسي ذلك اليوم قال يا رجاء ادع لي كاتبا
فدعوته وقد رأيت منه كل ما يسرني صنع في المراكب ما صنع وفي
منزل سليمان فقلت فكيف يصنع الآن في الكتاب أيضع نسخا أم
ماذا قال فلما جلس الكاتب أملى عليه كتابا واحدا من فيه إلى يد الكاتب
بغير نسخة فأملى أحسن إملاء وأبلغه وأوجزه ثم أمر بذلك الكتاب فنسخ
إلى كل بلد وبلغ عبد العزيز بن الوليد وكان غائبا موت سليمان بن
عبد الملك ولم يعلم بمبايعة الناس عمر وعهد سليمان إليه فبايع من معه لنفسه
ثم أقبل يريد دمشق يأخذها فبلغه أن عمر بن عبد العزيز قد بايعوا له بعد
سليمان بعهد من سليمان فأقبل حتى دخل على عمر بن عبد العزيز فقال
له عمر بن عبد العزيز قد بلغني أنك كنت بايعت من قبلك وأردت
دخول دمشق فقال قد كان ذلك وذلك أنه لم يبلغني أن الخليفة كان
عقد لاحد ففرقت على الأموال أن تنهب فقال عمر والله لو بويعت
وقمت بالامر ما نازعتك ذلك ولقعدت في بيتي فقال عبد العزيز ما أحب
أنه ولي هذه الامر غيرك وبايع عمر بن عبد العزيز
338

قال أخبرنا علي بن محمد عن جرير بن حازم عن هزان بن سعد
قال حدثني رجاء بن حياة قال لما ثقل سليمان بن عبد الملك رآني
عمر في الدار أخرج وأدخل وأتردد فدعاني فقال لي يا رجاء أذكرك
الله والاسلام أن تذكرني لأمير المؤمنين أو تشير بي عليه إن استشارك
فوالله ما أقوى على هذا الامر فأنشدك الله إلا صرفت أمير المؤمنين عني
فانتهرته وقلت إنك لحريص على الخلافة لتطمع أن أشير عليه بك فاستحيا
ودخلت فقال لي سليمان يا رجاء من ترى لهذا الامر وإلى من ترى أن
أعهد قلت يا أمير المؤمنين اتق الله فإنك قادم على الله وسائلك عن هذا
الامر وما صنعت فيه قال فمن ترى فقلت عمر بن عبد العزيز
قال كيف أصنع بعهد أمير المؤمنين عبد الملك إلى الوليد وإلي في ابني
عاتكة أيهما بقي قلت تجعلهما من بعده قال أصبت ووفقت جئني بصحيفة فأتيته
بصحيفة فكتب عهد عمر ويزيد من بعده وختمها ثم
دعوت رجالا فدخلوا عليه فقال لهم إني قد عهدت عهدي في هذه الصحيفة
ودفعتها إلى رجاء وأمرته أمري وهو في الصحيفة اشهدوا واختموا
الصحيفة فختموا عليها وخرجوا فلم يلبث سليمان أن مات فكففت النساء
عن الصياح وخرجت إلى الناس فقالوا يا رجاء كيف أمير المؤمنين قلت
تعلمون منذ اشتكى أسكن منه الساعة قالوا لله الحمد فقلت ألستم تعلمون أن هذا عهد أمير المؤمنين وتشهدون عليه قالوا بلى قلت
أفترضون به قال هشام إن كان فيه رجل من ولد عبد الملك وإلا فلا
قلت فإن فيه رجل من ولد عبد الملك قال فنعم إذا قال فدخلت
فمكثت ساعة ثم قلت للنساء اصرخن وخرجت فقرأت الكتاب والناس
مجتمعون وعمر في ناحية الرواق
قال أخبرنا علي بن محمد عن يعقوب بن داود الثقفي عن أشياخ
من ثقيف قال قرئ عهد عمر بعد وفاة سليمان بالخلافة وعمر ناحية
339

وهو بدابق فقام رجل من ثقيف يقال له سالم من أخوال عمر فأخذ بضبعه
فأقامه فقال عمر أما والله ما الله أردت بهذا ولن تصيب بها مني دنيا
قال أخبرنا علي بن محمد عن خالد بن بشر عن أبيه قال لما
ولي عمر بن عبد العزيز خطب الناس وفرش له فنزل وترك الفرش وجلس
ناحية فقيل لو تحولت إلى حجرة سليمان فتمثل
فلولا التقى ثم النهى خشية الردى لعاصيت في حب الصبي كل زاجر
قضى ما قضى فيما مضى ثم لا ترى له صبوة أخرى الليالي الغوابر
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا عبد الله بن يونس الثقفي
عن سيار أبي الحكم قال كان أول ما أنكر من عمر بن عبد العزيز
أنه لما دفن سليمان بن عبد الملك أتي بدابة سليمان التي كان يركب فلم
يركبها وركب دابته التي جاء عليها فدخل القصر وقد مهدت له فرش
سليمان التي كان يجلس عليها فلم يجلس عليها ثم خرج إلى المسجد فصعد
المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإنه ليس بعد نبيكم نبي
ولا بعد الكتاب الذي أنزل عليه كتاب ألا إن ما أحل الله حلال إلى يوم
القيامة وما حرم الله حرام إلى يوم القيامة ألا إني لست بقاض ولكني
منفذ إلا أني لست بمبتدع ولكني متبع ألا إنه ليس لأحد أن يطاع
في معصية اله ألا إني لست بخيركم ولكني رجل منكم غير أن الله جعلني
أثقلكم حملا ثم ذكر حاجته
قال أخبرنا محمد بن معن الغفاري مديني قال أخبرني إسماعيل
بن إبراهيم كاتب كان لزياد بن عبيد الله عن أبيه قال لما انصرف عمر
عن قبر سليمان قال إذا دواب سليمان قد عرضت له قال فكشر ثم
أشار إلى بغيلة شهباء فأتي بها فركبها قال فانصرف فإذا فرش سليمان
في منزله قال فقال لقد عجلتم قال ثم تناول وسادة أرمنية فطرحها
340

بينه وبين الأرض قال ثم قال أما والله لولا أني في حوائج المسلمين ما
جلست عليك
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بن أبي سبرة عن المنذر
بن عبيد قال ولي عمر بن عبد العزيز بعد صلاة الجمعة فأنكرت حاله
في العصر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد
عن أبيه قال كان سليمان بن عبد الملك قد ولى أبا بكر بن محمد بن حزم
المدينة فلما توفي سليمان وولي عمر بن عبد العزيز الخلافة أمره على المدينة
فاستقضى أبا طوالة وولى الكوفة عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد
بن الخطاب وضم إليه أبا الزناد كاتبا فكان على حربها وخراجها حتى توفي
عمر واستقضى عامرا الشعبي وولى البصرة عدي بن أرطأة فاستقضى
الحسن بن أبي الحسن ثم استعفاه فأعفاه وولى اليمن عروة بن محمد بن
عطية السعدي وولى الجزيرة عدي بن عدي الكندي وولى أفريقية
إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر حتى توفي وهو عليها وولى دمشق
محمد بن سويد الفهري وولى خراسان الجراح بن عبد الله الحكمي
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني سعيد بن عبد العزيز عن سليمان
بن موسى قال ما زال عمر بن عبد العزيز يرد المظالم منذ يوم استخلف
إلى يوم مات
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرني بن أبي سبرة عن عبد المجيد
بن سهيل قال رأيت عمر بن عبد العزيز بدأ بأهل بيته فرد ما كان بأيديهم
من المظالم ثم فعل بالناس بعد قال يقول عمر بن الوليد جئتم برجل من
ولد عمر بن الخطاب فوليتموه عليكم ففعل هذا بكم
قال محمد بن عمر قال أبو بكر بن أبي سبرة لما رد عمر بن عبد
العزيز المظالم قال إنه لينبغي أن لا أبدأ بأول من نفسي فنظر إلى ما في
341

يديه من أرض أو متاع فخرج منه حتى نظر إلى فص خاتم فقال هذا مما
كان الوليد بن عبد الملك أعطانيه مما جاءه من أرض المغرب فخرج منه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الملك بن شبيب عن
إسحاق بن عبد الله قال ما زال عمر بن عبد العزيز يرد المظالم من لدن
معاوية إلى أن استخلف أخرج من أيدي ورثة معاوية ويزيد بن معاوية
حقوقا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني مالك بن أنس عن أيوب
السختياني أن عمر بن عبد العزيز رد مظالم في بيوت الأموال فرد ما كان
في بيت المال وأمر أن يزكى لما غاب عن أهله من السنين ثم عقب بكتاب
آخر إني نظرت فإذا هو ضمار لا يزكى إلا لسنة واحدة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد
عن أبيه قال كتب إلينا عمر بن عبد العزيز بالعراق في رد المظالم إلى أهلها
فرددناها حتى أنفدنا ما في بيت مال العراق وحتى حمل إلينا عمر المال
من الشام
قال أبو الزناد وكان عمر يرد المظالم إلى أهلها بغير البينة القاطعة
كان يكتفي بأيسر ذلك إذا عرف وجها من مظلمة الرجل ردها عليه
ولم يكلفه تحقيق البينة لما كان يعرف من غشم الولاة
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إبراهيم بن جعفر عن أبيه قال
ما كان يقدم على أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم كتاب من عمر إلا
فيه رد مظلمة أو إحياء سنة أو إطفاء بدعة أو قسم أو تقدير عطاء أو خير
حتى خرج من الدنيا
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني يحيى بن خالد بن دينار عن أبي
بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال كتب إلي عمر بن عبد العزيز أن
استبرئ الدواوين فانظر إلى كل جور جاره من قبلي من حق مسلم
342

أو معاهد فرده عليه فإن كان أهل تلك المظلمة قد ماتوا فادفعه إلى ورثتهم
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن عبيدة قال سمعت
كتاب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وإياك
والجلوس في بيتك اخرج للناس فآس بينهم في المجلس والمنظر ولا يكن
أحد من الناس آثر عندك من أحد ولا تقولن هؤلاء من أهل بيت أمير
المؤمنين فإن أهل بيت أمير المؤمنين وغيرهم عندي اليوم سواء بل أنا أحرى
أن أظن بأهل بيت أمير المؤمنين أنهم يقهرون من نازعهم وإذا أشكل
عليك شئ فاكتب إلي فيه
قال أخبرنا سعيد بن عامر عن حزم بن أبي حزم قال قال عمر
بن عبد العزيز في كلام له فلو كان كل بدعة يميتها الله على يدي وكل
سنة ينعشها الله على يدي ببضعة من لحمي حتى يأتي آخر ذلك على نفسي
كان في الله يسيرا
قال أخبرنا الفضل بن دكين وأحمد بن عبد الله بن يونس عن محمد
بن طلحة عن حماد بن أبي سليمان أن عمر بن عبد العزيز قام في مسجد
دمشق ثم نادى بأعلى صوته لا طاعة لنا في معصية الله
أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا عبد الله بن يونس عن سيار قال
كان عمر بن عبد العزيز يقول للناس الحقوا ببلادكم فإني أذكركم
أمصاركم وأنساكم عندي إلا من ظلمه عامل فليس عليه مني إذن فليأتني
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة قال
أخبرنا عبيد الله بن عمر عن عبد الله بن واقد قال إن آخر خطبة خطبها
عمر بن عبد العزيز حمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس الحقوا ببلادكم
فإني أذكركم في بلادكم وأنساكم عندي الا وإني قد استعملت عليكم
رجالا لا أقول هم خياركم ولكنهم خير ممن هو شر منهم فمن ظلمه
عامله بمظلمة فلا إذن له علي والله لئن منعت هذا المال نفسي وأهلي ثم
343

بخلت به عليكم إني إذا لضنين والله لولا أن أنعش سنة أو أسير بحق ما
أحببت أن أعيش فواقا
أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثني جويرية بن أسماء عن إسماعيل
بن أبي حكيم قال أتى عمر بن عبد العزيز كتاب من بعض بني مروان
فأغضبه فاستشاط غضبا ثم قال إن لله في بني مروان ذبحا وأيم الله
لئن كان ذاك الذبح على يدي قال فلما بلغهم ذلك كفوا وكانوا يعلمون
صرامته وأنه وقع في أمر مضى فيه
أخبرنا علي بن محمد عن أبي عمرو الباهلي قال جاء بنو مروان إلى
عمر فقالوا إنك قصرت بنا عما كان بنا من قبلك وعاتبوه
فقال لئن عدتم لمثل هذا المجلس لأشدن ركابي ثم لأقدمن المدينة ولأجعلنها
أو أصيرها شورى أما إني أعرف صاحبها الأعيمش يعني القاسم
بن محمد بن أبي بكر الصديق
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أفلح بن حميد قال
سمعت القاسم بن محمد يقول اليوم ينطق كل من كان لا ينطق وإنا
لنرجو لسليمان بتوليته لعمر بن عبد العزيز قال وقال عمر بن عبد العزيز
عند الموت لو كان لي من الامر شئ ما عدوت بها القاسم بن محمد قال
فبلغت القاسم بن محمد فرحم عليه وقال إن القاسم ليضعف عن أهليه
فكيف يقوم بأمر أمة محمد
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني مسلم بن خالد عن إسماعيل بن
أمية قال قال عمر بن عبد العزيز لو كان إلي من الامر شئ ما عدوت به
القاسم بن محمد وصاحب الأعوص إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص
قال محمد بن عمر وكان إسماعيل بن عمرو عابدا منقطعا قد اعتزل
الأعوص
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا بن أبي ذئب عن مهاجر بن يزيد
344

قال سمعت سالم بن عبد الله يقول إنا لنرجو لسليمان باستخلافه عمر
بن عبد العزيز
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عمرو بن عثمان قال سمعت
خارجة بن زيد بن ثابت يقول ذلك
أخبرنا علي بن محمد عن سلمة بن عثمان القرشي قال بلغني أن عمر
بن عبد العزيز لما استخلف نظر إلى ما كان له من عبد وإلى لباسه وعطره
وأشياء من الفضول فباع كل ما كان به عنه غنى فبلغ ثلاثة وعشرين
ألف دينار فجعله في السبيل
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الرحمن بن عبد العزيز قال
أخبرني بن لعمر بن عبد العزيز أنه أخبره خادم عمر بن عبد العزيز أنه
لم يتملأ من طعام من يوم ولي حتى مات
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني داود بن خالد عن محمد بن قيس
قال لما ولي عمر بن عبد العزيز وضع المكس عن كل أرض ووضع الجزية
عن كل مسلم
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا زفر بن محمد عن إسماعيل بن أبي
حكيم عن عمر بن عبد العزيز أنه لما استخلف أباح الأحماء كلها إلا
النقيع
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني يحيى بن واضح قال كتب عمر
بن عبد العزيز أن تعمل الخانات بطريق خراسان
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عمرو بن عثمان بن هانئ قال
حضرت قسمتين قسمهما عمر بن عبد العزيز على جميع الناس كلهم سوى
بينهم
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عمرو بن عثمان ومحمد بن هلال
قالا كتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم
345

أن افرض للناس إلا لتاجر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن ربيعة
بن عطاء بن يعقوب مولى بن سباع الخزاعي قال جلست إلى سليمان
بن يسار فذكرت له كتاب أبي بكر بن حزم الذي جاءه من عمر بن عبد
العزيز أن لا يفرض لتاجر فقال أصاب عمر التاجر مشغول بتجارته
عما يصلح المسلمين
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا محمد بن هلال عن عمر بن عبد
العزيز أنه فرض لرجال ألفين ألفين شرف العطاء
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا غسان بن عبد الحميد عن أبيه قال
أخرج عمر بن عبد العزيز ثلاثة أعطية لأهل المدينة في سنتين وخمسة أشهر
إلا عشر ليال يرحمه الله
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي
فروة قال سمعت إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله يقول جرى
على يدي لقومي في خلافة عمر بن عبد العزيز ثلاثة أعطية وقسمان
عامان فرحمه الله
أخبرني محمد بن عمر قال حدثني سعيد بن مسلم بن بأنك قال
سمعت عمر بن عبد العزيز يقول وهو خليفة إنه لا يحل لكم أن تأخذوا
لموتاكم فارفعوهم إلينا واكتبوا لنا كل منفوس نفرض له
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني ثابت بن قيس قال سمعت كتاب
عمر بن عبد العزيز يقرأ علينا ارفعوا كل منفوس نفرض له ارفعوا
موتاكم فإنما هو مالكم نرده عليكم
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبي قال ذهبت بي حاضني إلى
أبي بكر بن حزم فوضع في يدي دينارا وأنا منفوس وولدت سنة المائة
ثم كان قابل فأعطينا دينارا آخر فكانا دينارين قال وبه سميت
346

أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عمي الهشيم بن واقد قال
ولدت سنة سبع وتسعين فاستخلف عمر وأنا بن ثلاث سنين فأصبت من
قسمه ثلاثة دنانير
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن هلال قال سوى عمر
بن عبد العزيز بين الناس في طعام الجار وكان أكثر ما يكون طعام الجار
أربعة أرداب ونصف لكل إنسان
أخبرنا محمد بن عمر بن واقد قال حدثنا أفلح بن حميد قال
إنما سوى عمر بن عبد العزيز بين من فرض له من طعام الجار وأما من كان
له شئ قبل ذلك فإنه كان يأخذه قد فضل عمر بن الخطاب بين الناس
في طعام الجار
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن
إبراهيم بن يحيى قال كان لي في طعام الجار عشرون إردبا فلما استخلف
عمر أقرت وسوى بين من فرض له من أهل بيتي
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا إبراهيم بن جعفر عن أبيه قال
رأيت أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم يعمل بالليل كعمله بالنهار لاستحثاث
عمر إياه
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني داود بن خالد قال حدثنا
محمد بن قيس قال رأيت عمر بن عبد العزيز إذا صلى العشاء دعا بشمعة
من مال الله ليكتب في أمر المسلمين والمظالم فترد في كل أرض فإذا أصبح
جلس في رد المظالم وأمر بالصدقات أن تقسم في أهلها فلقد رأيت من
يتصدق عليه في العام القابل له إبل فيها صدقة
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا بن أبي ذئب عن مهاجر بن يزيد
قال بعثنا عمر بن عبد العزيز فقسمنا الصدقة فيهم فلقد رأيتنا وإنا لنصدق من العام القابل من كان يتصدق عليه ولقد كنت أراه يكتب إلى
347

أهله أو في الحاجة له في خاصة نفسه فيأمر بالشمعة فتنحى ويأمر
بشمعة أخرى ولقد كنت أراه يغسل ثيابه فما يخرج إلينا وما له غيرها
وما أحدث بنا ولقد رأيت عتبة له خربت فكلم في إصلاحها ثم قال
يا مزاحم هل لك أن نتركها فنخرج من الدنيا ولم نحدث شيئا قال وحرم
الطلاء في كل أرض
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الملك بن محمد عن عبد الله بن
العلاء بن زبر قال قلت لعمر بن عبد العزيز يا أمير المؤمنين عصبت
سنوات إني كنت في العصاة وحرمت عطائي قال فرد علي عطائي وأمر
أن يخرج لي ما مضى من السنين
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا خليد بن دعلج قال لما استخلف
عمر بن عبد العزيز أرسل إلى الحسن وابن سيرين يقول لهما أرد عليكما
ما حبس عنكما من أعطيتكما فقال بن سيرين إن فعل ذلك بأهل البصرة
فعلت وأما غير ذلك فلا فكتب عمر إن المال لا يسع قال وقبل الحين
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا موسى بن نجيح عن إبراهيم بن
يحيى أن عمر بن عبد العزيز كتب أن يعطى خارجة بن زيد ما قطع عنه
من الديوان فمشى خارجة إلى أبي بكر بن حزم فقال إني أكره أن يلزم
أمير المؤمنين من هذا مقالة ولي نظراء فإن أمير المؤمنين عمهم بهذا
فعلت وإن هو خصني به فإني أكره ذلك له فكتب عمر لا يسع المال
ذلك ولو وسعه لفعلت
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني يحيى بن خالد بن دينار عن أبي
بكر بن حزم قال كنا نخرج ديوان أهل السجون فيخرجون إلى أعطيتهم
بكتاب عمر بن عبد العزيز وكتب إلي من كان غائبا قريب الغيبة فأعط
أهل ديوانه ومن كان منقطع الغيبة فاعزل عطاءه إلى أن يقدم أو يأتي نعيه
أو يوكل عندك بوكالة ببينة على حياته فادفعه إلى وكيله
348

أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني سحبل بن محمد عن عيسى بن
أبي عطاء قال شهدت عمر بن عبد العزيز قضى عن غارم خمسة وسبعين
دينارا من سهم الغارمين
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني يعقوب بن محمد بن أنس عن
يعقوب بن عمر بن قتادة قال وفد عاصم بن عمر بن قتادة وبشير بن محمد
بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه على عمر بن عبد العزيز في خلافته فدخلا
عليه بخناصره فذكرا دينا عليهما فقضى عن كل واحد منهما أربعمائة
دينار فخرج الصك يعطيان من صدقة كلب مما غزل في بيت المال
قال محمد بن عمر وكان ذلك العزل قدم به لم يوجد أحد منهم يقضى
عنه دين فأدخل فضله بيت المال عزلا لان يقضى به عن الديان فهذا
وجهه
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني المفضل بن الفضل القيني عن عبد
الرحمن بن جابر قال قدم القاسم بن مخيمرة على عمر بن عبد العزيز
فسأله قضاء دينه فقال عمر كم دينك قال تسعون دينارا قال
قد قضيناه عنك من سهم الغارمين قال يا أمير المؤمنين أغنني عن التجارة
قال بماذا قال بفريضة قال قد فرضت لك في ستين وأمرنا لك
بمسكن وخادم فكان القاسم بن مخيمرة يقول الحمد لله الذي أغناني
التجارة إني لأغلق بابي فما يكون لي خلفه هم
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن عمران الحارثي قال
حدثني أبو عفير محمد بن سهل بن أبي حثمة قال قضى عني عمر بن
عبد العزيز وهو خليفة خمسين ومائتي دينار من صدقات بني كلاب وكتب بها
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عمر بن طلحة عن طلحة بن عبد
الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق أنه قال يوما إن عمر بن عبد
العزيز لم يزل رأيه والذي يشير به على من ولي هذا الامر من أهل بيته توفير
349

هذا الخمس على أهله فكانوا لا يفعلون ذلك فلما ولي الخلافة نظر فيه
فوضعه في مواضعه الخمسة وآثر به أهل الحاجة من الأخماس حيث كانوا
فإن كانت الحاجة سواء وسع في ذلك بقدر ما يبلغ الخمس
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عمر بن طلحة قال حدثني المهاجر
بن يزيد أنه رأى عمر بن عبد العزيز يقدم عليه بالسبي من الأخماس
فربما رأيته يضعهم في الصنف الواحد قال وسألت عمر بن عبد العزيز
عن هذا الماء الذي يوضع في الطريق يتصدق به أشرب منه قال نعم
لا بأس بذلك قد رأيتني وأنا وال بالمدينة وللمسجد ماء يتصدق به فما
رأيت أحدا من أهل الفقه يزع عن ذلك الماء أن يشرب منه
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني سحبل بن محمد عن عيسى بن
أبي عطاء رجل من أهل الشام كان على ديوان أهل المدينة عن عمر بن عبد
العزيز أنه ربما أعطى المال من يستألف على الاسلام
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بن أبي سبرة عن رجل أخبره
عن عمر بن عبد العزيز أنه أعطى بطريقا ألف دينار استألفه على الاسلام
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني الثوري عن عاصم بن كليب وأبي
الجويرية الجرمي قالا فدى عمر بن عبد العزيز رجلا من العدو رده
بمائة ألف درهم
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عمر بن محمد الأسلمي عن عمرو
بن المهاجر عن عمر بن عبد العزيز أنه لم يجعل الضيافة على أهل المدن
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عمرو بن عثمان عن عمر
بن عبد العزيز أنه كتب لا ينفل الامام أكثر من الثلث
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا الثوري عن عمرو بن ميمون عن
عمر بن عبد العزيز أنه كتب ألحقوا البراذين بالخيل
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا أبو معشر عن نافع قال كتب
350

عمر بن عبد العزيز وهو خليفة إلى عماله في الآفاق أن لا يفرضوا لابن أربع
عشرة سنة في القتال ويفرضوا لابن خمس عشرة سنة في المقاتلة
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا محمد بن بشر بن حميد قال
سمعت أبي يقول سمعت عمر بن عبد العزيز يكتب إلى ولاته حين أخرج
العطاء لا يقبل من رجل مائة دينار إلا فرس عربي ودرع وسيف
ورمح ونبل
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الله بن أبي عبيدة عن ربيعة
بن عطاء عن عمر بن عبد العزيز قال يستتاب المرتد ثلاثة أيام فإن تاب
وإلا ضربت عنقه
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا بن أبي الزناد عن أبيه عن عمر بن
عبد العزيز قال السلطان مخير في قوله إنما جزاء الذين يحاربون الله
ورسوله
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عمرو بن عثمان عن عمر بن عبد
العزيز قال ليس في المصر محاربة
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عكرمة بن محمد عن عثمان بن
سليمان قال سمعت عمر بن عبد العزيز وهو خليفة يقول شيئان ليس
لأهلهما فيهما جواز أمر ولا لوال إنما هما لله يقوم بهما الوالي من قتل
عدوانا وفسادا في الأرض ومن قتل غيلة
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا بن أبي الزناد عن أبيه عن عمر
بن عبد العزيز قال وأخبرنا مخرمة بن بكير عن أبيه عن عمر بن عبد
العزيز قال لا تنكح امرأة الأسير أبدا ما دام أسيرا
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا أبو محمد البرسمي عن أبي عمرو
عن سليمان بن حبيب قال قال عمر بن عبد العزيز أجز ما صنع الأسير
في ماله
351

أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا مغيرة بن حبيب عن عمرو بن
المهاجر عن عمر بن عبد العزيز قال إذا كان الرجل في الحرب على ظهر
فرسه يقاتل فما صنع في ماله فهو جائز
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عمر بن محمد عن المنذر بن عبيد
عن عمر بن عبد العزيز قال لا يجوز أمان الذمي
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا بن أبي سبرة عن سهيل الأعشى
قال قرئ علينا كتاب عمر بن عبد العزيز بأرض الروم يأمر والينا بنصب
المنجنيق على الحصن وسالم بن عبد الله إلى جنبي يسمع الكتاب فلم ينكره
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا بن أبي سبرة عن صالح بن محمد
بن زائدة أنه سمع عمر بن عبد العزيز لا يرى بالتدخين على العدو بأسا
في الحصون
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا أبو عتبة عن عمرو بن المهاجر
عن عمر بن عبد العزيز أنه أتي برجلين مسلم وذمي جاسوسين أخذا في
أرض الروم فقتل الذمي وعاقب المسلم
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا معقل بن عبيد الله عن عمر بن
عبد العزيز أنه نهى عن عقر الدابة إذا هي قامت
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا الثوري ومالك بن أنس عن عبد
الله بن أبي بكر بن حزم عن عمر بن عبد العزيز أنه كتب في خلافته أن
لا يؤخذ من المعادن الخمس وتؤخذ منها الصدقة
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عمرو بن عثمان قال سمعت
القاسم بن محمد يقول أحسن عمر بن عبد العزيز حين أخذ من المعادن الصدقة
هكذا كان الامر الأول
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بقية بن الوليد عن مبشر بن عبيد
عن عمر بن عبد العزيز أنه أباح الغوص
352

أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا الثوري عن ليث بن أبي سليم عن
عمر بن عبد العزيز أنه كتب في العنبر الخمس
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا جارية بن أبي عمران عن إسماعيل
بن أبي حكيم قال سمعت عمر بن عبد العزيز آخر عمره يقول ليس
في العنبر شئ
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن بشر بن حميد عن أبيه
عن عمر بن عبد العزيز أنه قال الرسول والبريد والوكيل يبعثون من
العسكر يجرى لهم سهامهم مع المسلمين
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معاوية بن صالح
عن عمر بن عبد العزيز أنه كان يأمر ببيع الغنائم فيمن يزيد
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أحمد بن خازم عن عمرو بن
شراحيل قال كتب عمر بن عبد العزيز لا بأس بذبائح السامرة
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا صدقة بن نافع عن صالح
بن محمد بن عمر قال سمعت عمر بن عبد العزيز يقول يسهم لفرسين وما
كان بعد فجنائب
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا سليمان بن الحجاج الطائفي عن
عبد العزيز بن عمر عن أبيه أنه كان يعرض الخيل في خلافته
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني خالد بن ربيعة عن أبيه قال
كتب عمر بن عبد العزيز إذا دخلت الصائفة فلا تتركن أحدا يدخل في
أثرهم إلا في قوة وجماعة من الرجال والخيل والعدد
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني خازم بن حسين عن ربيعة بن عطاء
قال كتب عمر بن عبد العزيز معي وبعث بمال إلى ساحل عدن أن أفتدي
الرجل والمرأة والعبد والذمي
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني خازم بن حسين عن ربيعة بن
353

عطاء عن عمر بن عبد العزيز أنه أعطى برجل من المسلمين عشرة من الروم
وأخذ المسلم
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن أبي فروة
عن عبد الله بن عمرو بن الحارث من بني عامر بن لؤي عن عمر بن عبد
العزيز أنه أتي بأسير أسره مسلمة بن عبد الملك وأن أهله سألوه أن يفتدوه
بمائة مثقال فرده عمر إليهم وفداه بمائة مثقال
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني ربيعة بن عثمان عن ربيعة بن عطاء
قال سمعت عمر بن عبد العزيز وهو خليفة يكره قتل الاسرى يسترقون
أو يعتقون
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا مخرمة بن بكير عن أبيه
عن عمر بن عبد العزيز قال من سرق في أرض العدو ثم خرج قطع
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عتبة بن عبد الله عن حسين الأيلي
عن يزيد بن أبي سمية قال شهدت عمر بن عبد العزيز أقام الحد ثمانين
جلدة على رجل افترى على رجل في أرض الحرب حين خرجوا
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني خازم بن حسين قال رأيت عمر
بن عبد العزيز بخناصره وأتي برجل شهد عليه أنه شرب خمرا بأرض
العدو فجلده ثمانين
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بن أبي سبرة عن أبي صخر قال
أتي عمر بن عبد العزيز بسارق سرق من المغنم ولم يقسم فسأل أهو ممن أوجف
في المغنم فقيل لا فقطع يده
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عمر بن محمد عن المنذر بن عبيد
قال كنت أرى عمر بن عبد العزيز بدابق إذا أتم الصلاة جمع بالناس
وإذا صلى ركعتين لم يجمع إلا أن يمر على مدينة يجمع فيها
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا بن أبي سبرة عن بشر
354

بن حميد عن عمر بن عبد العزيز قال تمام الرباط أربعون يوما
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن عامر قال سمعت
أبان بن صالح يقول سمعت عمر بن عبد العزيز يقول بدابق نحن في
رباط
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عمرو بن عبد الله بن أبي الأبيض
عن عبد الله بن عبيدة قال سمعت عمر بن عبد العزيز يقول ما يهلك
الناس إلا في هذه العلاقات وكان يكتب لا يذهب إلى العلاقة إلا جماعة
وقوة ثم يأخذ بعضهم ببعض حتى يرجعوا جميعا أو يعطبوا جميعا
أخبرنا محمد بن عمر عن أبي عتبة عن صفوان بن عمرو قال جاءنا
كتاب عمر بن عبد العزيز وهو خليفة إلى عامله أن لا تقتلن حصنا من حصون
الروم ولا جماعة من جماعاتهم حتى تدعوهم إلى الاسلام فإن قبلوا فاكفف
عنهم وإن أبوا فالجزية فإن أبوا فانبذ إليهم على سواء
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني سعيد بن محمد بن أبي زيد عن
عبد العزيز بن عمر قال كان سيف أبي محلى بفضة فنزعها وحلاه حديدا
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني خالد بن القاسم قال رأيت عمر
بن عبد العزيز يركب على النمور
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بن أبي سبرة عن عمرو بن الحارث
عن عمر بن عبد العزيز أنه كان يظهر التكبير عند الفتح
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عمر بن محمد عن عيسى بن أبي
عطاء عن عمر بن عبد العزيز قال من آمنا بأي لسان كان فقد أمن
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عمر بن محمد عن المنذر بن عبيد
قال كتب إلي عمر بن عبد العزيز في الذمي يغزو مع المسلمين فيؤمن
العدو فكتب لا يجوز أمانه وقال إنما قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم يجيز على المسلمين أدناهم وهذا ليس بمسلم
355

أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا إسحاق بن يحيى عن عمر بن عبد
العزيز أنه سمعه وهو خليفة يتبرأ من معرة الجيش ويقول عمر كان عمر
بن الخطاب يتبرأ من معرة الجيش
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن القاسم عن عياش بن
سليم عن عمر بن عبد العزيز في الذمي يوصي بالكنيسة يوقف وقفا
ماله للنصارى أو لليهود قال يجوز ذلك
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني سويد عن حصين عن عمر بن
عبد العزيز أنه كتب إن أسلم والجزية في كفة الميزان فلا تؤخذ منه
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عمر بن محمد عن عمرو بن المهاجر عن عمر بن
عبد العزيز في الذمي يسلم قبل السنة بيوم قال لا تؤخذ منه الجزية
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا موسى بن عبيدة قال كتب عمر
بن عبد العزيز أن ينظر في أمر السجون ويستوثق من أهل الذعارات
وكتب لهم برزق الصيف والشتاء
قال موسى فرأيتهم يرزقون عندنا شهرا بشهر ويكسون كسوة
في الشتاء وكسوة في الصيف
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني يحيى بن سعيد مولى المهري
قال كتب عمر بن عبد العزيز إلى أمراء الأجناد وانظروا من في السجون
ممن قام عليه الحق فلا تحبسه حتى تقيمه عليه ومن أشكل أمره فاكتب
إلي فيه واستوثق من أهل الذعارات فإن الحبس لهم نكال ولا تعد
في العقوبة ويعاهد مريضهم ممن لا أحد له ولا مال وإذا حبست قوما في
دين فلا تجمع بينهم وبين أهل الذعارات في بيت واحد ولا حبس واحد
واجعل للنساء حبسا على حدة وانظر من تجعل على حبسك ممن تثق به
ومن لا يرتشي فإن من ارتشى صنع ما أمر به
356

أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عمرو بن عبد الله عن عبد الله بن
أبي بكر أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى أبي بكر بن عمرو بن حزم أن
يعرض أهل السجون في كل سبت ويستوثق من أهل الذعارات
أخبرنا محمد بن عمر قال فحدثنا قيس عن الحجاج قال كتب
عمر بن عبد العزيز إلى عبد الحميد في أهل الذعارات أن يلزمهم السجن
ويكسوها طاقا في الشتاء وثوبين في الصيف وكذا وكذا من مصلحتهم
أخبرنا محمد بن عمرو قال حدثني موسى بن محمد عن أبي بكر بن
عمرو بن حزم قال كتب إلي عمر بن عبد العزيز أن أحبس أهل الذعارات
في وثاق وأهل الدم فكتبت إليه أسأله كيف يصلون من الحديد
فكتب إلي عمر لو شاء الله لابتلاهم بأشد من الحديد يصلون كيف
تيسر على أحدهم وهم في عذر فأما الوثاق فإني وجدت أبا بكر
رحمه الله كتب أن يبعث إليه برجال في وثاق منهم قيس بن مكشوح
المرادي وغيره
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أسامة بن زيد قال جاءنا كتاب
عمر بن عبد العزيز فقرئ علينا لا يدخل الحمام إلا بمئزر فلقد رأيت
صاحب الحمام يعاقب ويعاقب الذي يدخل ورأيت كتاب عمر يقرأ
واستقبلوا بذبائحكم القبلة قال فالتفت إلي نافع بن جبير وأنا إلى جنبه
فقال ومن يجهل هذا
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا معقل بن عبيد الله قال كتب
عمر بن عبد العزيز لا يدخل الحمام من الرجال إلا بمئزر ولا يدخله
النساء رأسا
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن
أبيه قال خرجت حرورية بالعراق في خلافة عمر بن عبد العزيز وأنا
يومئذ بالعراق مع عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد عامل العراق فلما
357

انتهى أمرهم إلى عمر كتب إلى عبد الحميد يأمره أن يدعوهم إلى العمل بكتاب
الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فلما أعذر في دعائهم كتب إليه
أن قاتلهم فإن الله وله الحمد لم يجعل لهم سلفا يحتجون به علينا فبعث
إليهم عبد الحميد جيشا فهزمتهم الحرورية فلما بلغ ذلك عمر بعث إليهم
مسلمة بن عبد الملك في جيش من أهل الشام وكتب إلى عبد الحميد قد
بلغني ما فعل جيشك جيش السوء وقد بعثت إليك مسلمة بن عبد الملك
فخل بينه وبينهم فلقيهم مسلمة في أهل الشام فلم ينشبوا هم أن أظهره
الله عليهم
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الحميد بن عمران عن عون
بن عبد الله بن عتبة قال بعثني عمر بن عبد العزيز في خلافته إلى الخوارج
الذين خرجوا عليه فكلمتهم فقلت مالذي تنقمون عليه قالوا ما ننقم
عليه إلا أنه لا يلعن من كان قبله من أهل بيته فهذه مداهنة منه قال فكف
عمر عن قتالهم حتى أخذوا الأموال وقطعوا السبيل فكتب إليه عبد الحميد
بذلك فكتب إليه عمر أما إذا أخذوا الأموال وأخافوا السبيل فقاتلوهم
فإنهم رجس
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الحميد بن جعفر عن عون
بن عبد الله قال كتب عمر بن عبد العزيز أن يدعى الخوارج
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني خازم بن حسين قال قرأت
كتاب عمر بن عبد العزيز إلى عامله في الخوارج فإن أظفرك الله بهم وأدالك
عليهم فرد ما أصبت من متاعهم إلى أهليهم
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الملك بن محمد عن أبي بكر
بن حزم عن المنذر بن عبيد قال حضرت كتاب عمر بن عبد العزيز
إلى عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد ومن أخذت من أسراء الخوارج
فاحبسه حتى يحدث خيرا قال فلقد مات عمر بن عبد العزيز وفي حبسه
358

منهم عدة
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا كثير بن زيد قال قدمت خناصرة
في خلافة عمر بن عبد العزيز فرأيته يرزق المؤذنين من بيت المال
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بن أبي سبرة عن المنذر بن عبيد
قال سمعت عمر بن عبد العزيز يقول لمؤذنه احدر الإقامة حدرا ولا
ترجع فيها
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن عبد الله بن مسلم عن
سليمان بن موسى قال رأيت مؤذن عمر بن عبد العزيز وهو خليفة بخناصرة
يسلم على بابه السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله فما يقضي سلامه
حتى يخرج عمر إلى الصلاة
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا يحيى بن خالد بن دينار عن أبي
عبيد مولى سليمان قال رأيت المؤذن يقف على باب عمر بخناصرة فيقول
السلام عليك أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته حي على الصلاة حي على
الصلاة الصلاة يرحمك الله قال فما رأيته قط انتظر الثاني قال وربما
جلسنا معه في المسجد فإذا قال المؤذن قد قامت الصلاة قال قوموا قال
وما رأيت عمر بن عبد العزيز في خلافته في حلقة مستقبلي القبلة ومستكبريها
فيؤذن المؤذن فيقوموا من حلقتهم حتى تقام الصلاة فيقوموا للإقامة فرأيت
ذلك في المغرب
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا من سمع مسلم بن زياد مولى أم
حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قال كان لعمر بن عبد العزيز
ثلاثة عشر مؤذنا مخافة أن يقطعوا قبل أن يخرج
قال مسلم لم أرهم أذنوا قط جميعا إلا مرة واحدة وكان ربما
خرج في الاذان الأول وربما خرج في الثاني وربما خرج في الثالث
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا إسماعيل بن عياش عن عمرو
359

بن المهاجر قال سمعت عمر بن عبد العزيز يقول الاذان مثنى مثنى
والإقامة إحدى إحدى
قال عمرو ورأيت سالم بن عبد الله وأبا قلابة مع عمر بن عبد العزيز
وأذانه مثنى مثنى وإقامته إحدى إحدى ولا ينكرانه
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا أسامة بن زيد عن عمر بن عبد
العزيز أنه كان يغتسل في بيته في إزار
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني سعيد بن عبد العزيز عن يزيد بن
أبي مالك قال رأيت عمر بن عبد العزيز يتوضأ من نحاس في نحاس
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بن أبي سبرة عن المنذر بن عبيد
قال رأيت عمر بن عبد العزيز إذا توضأ يمسح وجهه بالمنديل
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بن أبي سبرة عن عمر بن عطاء
عن عمر بن عبد العزيز أنه كان يتوضأ من مس الذكر
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بن أبي سبرة عن عمر بن عطاء
عن عمر بن عبد العزيز أنه توضأ مما مسته النار حتى من السكر
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بن أبي ذئب عن الزهري
أن عمر بن عبد العزيز كان يتوضأ بالحميم ويشربه ولا يتوضأ منه
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن مسلمة عن
مولاة لعمر بن عبد العزيز إذا ذهب إلى
الكنيف يقنع رأسه
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إسحاق بن يحيى قال رأيت
عمر بن عبد العزيز يصلي على أخيه سهيل بن عبد العزيز فرأيته يرفع يديه
في كل تكبيرة حذو منكبيه ثم سلم عن يمينه تسليما خفيفا ورأيته يمشي
أمام جنازته ورأيته يومئذ يحمل بين عمودي سريره وصليت خلفه
بخناصرة فسمعته يرفع صوته بالتكبيرة الأولى ويقرأ حتى يسمع الصف
360

الأول قراءة مترسلة الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك
يوم الدين لا يذكر بسم الله الرحمن الرحيم
قال إسحاق فسألته حين انصرف أتسرها يا أمير المؤمنين فقال
لو أسررتها لجهرت بها
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عمرو بن عثمان بن هانئ قال
رأيت عمر بن عبد العزيز يجهر بخطبته يوم الجمعة حتى يسمع جل أهل
المسجد موعظته وليس بالصياح
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني سعيد بن عبد العزيز قال كتب
عمر بن عبد العزيز إلى واليه عثمان بن سعد على دمشق إذا صليت بهم
فأسمعهم قراءتك وإذا خطبتهم فأفهمهم موعظتك
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن
عمرو بن المهاجر قال رأيت عمر بن عبد العزيز يخطب يوم الجمعة خطبتين
ويجلس ويسكت فيهما سكتة يخطبنا الأولى جالسا وبيده عصا قد عرضها
على فخذيه يزعمون أنها عصا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فرغ من خطبته الأولى وسكت سكتة قام فخطب الثانية متوكئا عليها فإذا
مل لم يتوكأ وحملها حملا فإذا دخل في الصلاة وضعها إلى جنبه
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا ثور بن يزيد عن عمرو بن المهاجر
أنه رأى عمر بن عبد العزيز إذا سلم يوم الجمعة حمل العصا إلى منزله ولا
يتوكأ عليها وإذا خرج بها من منزله حملها فإذا خطب اعتمد عليها
فإذا قضى خطبته ودخل في الصلاة وضعها إلى جنبه
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بن أبي سبرة عن المنذر بن عبيد
361

عن عمر بن عبد العزيز أنه كان يصلي على الحمرة والبساط
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا محمد بن بشر بن حميد عن أبيه
قال سمعت عمر بن عبد العزيز وهو خليفة يقول الشفق البياض بعد
الحمرة
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا إسحاق بن يحيى قال رأيت
عمر بن عبد العزيز وهو بخناصرة انصرف من العصر عشية عرفة فدخل
منزله ولم يجلس في المسجد حتى خرج المغرب قال ورأيته خرج يوم الأضحى
حين طلعت الشمس وخفف في الخطبة ورأيته طول في الفطر أطول
من ذلك ورأيته خرج إلى العيد ماشيا
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا الثوري عن جعفر بن برقان أن
عمر بن عبد العزيز كتب في خلافته لا تركبوا إلى الجمعة والعيدين
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا سويد بن عبد العزيز عن عبد الله
بن العلاء عن عمر بن عبد العزيز أنه كان يكبر من صلاة الظهر يوم عرفة
إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا سويد بن عبد العزيز عن عبد الله
بن العلاء قال سمعت عمر بن عبد العزيز يكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد ثلاثا
دبر كل صلاة
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا سويد عن عطاء الخراساني عن عمر
بن عبد العزيز أنه كان يأكل شيئا قبل أن يغدو إلى العيد
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عمرو بن عثمان قال رأيت عمر
بن عبد العزيز بخناصرة يمشي إلى المصلى ثم يصعد على المنبر فيكبر سبع
تكبيرات تترى ثم يخطب خطبة خفيفة ثم يكبر في الثانية خمسا
ثم يخطب خطبة أخف من الأخرى ورأيته أتي بكبش في مصلاه فذبحه
بيده ثم أمر به فقسم ولم يحمل إلى منزله منه شئ
362

أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عمرو بن عثمان بن هانئ قال
سمعت عمر بن عبد العزيز يجهر بالتكبير حتى يسمع آخر الناس في الأولى
سبعا ثم يقرأ وفي الآخرة خمسا ثم يقرأ في الأولى ق والقرآن المجيد
وفي الثانية اقتربت الساعة وكان يدعو بين كل تكبيرتين يحمد الله
ويكبره ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عمرو بن عثمان بن هانئ قال
رأيت عمر بن عبد العزيز إذا صعد على المنبر في العيد سلم
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن
إسماعيل بن أبي حكيم قال رأيت عمر بن عبد العزيز وهو خليفة يوم
فطر دعا لنا بتمر من صدقة رسول الله فقال كلوا قبل أن تغدوا إلى العيد
فقلت لعمر في هذا شئ يؤثر فقال نعم أخبرني إبراهيم بن عبد
الله بن قارظ عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان لا يغدو يوم العيد حتى يطعم أو قال يأمر أن لا يغدو المرء حتى
يطعم
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عمرو بن عثمان بن هانئ قال
سمعت عمر بن عبد العزيز بخناصرة وهو خليفة خطب الناس قبل يوم الفطر
بيوم وذلك يوم الجمعة فذكر الزكاة فحض عليها وقال على كل إنسان
صاع تمرا ومدان من حنطة وقال إنه لا صلاة لمن لا زكاة له ثم قسمها
يوم الفطر قال وكان يؤتى بالدقيق والسويق مدين مدين فيقبله
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا ثور بن يزيد عن يزيد بن أبي مالك
قال كان عمر بن عبد العزيز في خلافته أعجل الناس فطرا وكان يستحب
تأخير السحور وكان إذا شك في الفجر أمسك عن الطعام والشراب
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي طوالة عن
يحيى بن سعيد عن عمر بن عبد العزيز أنه لما رأى الناس يحلفون بالقسامة
363

بغير علم استحلفهم وجعلها دية ودرأ عن القتل
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عدي بن الفضل وسعيد بن بشير
عن أيوب أن قتيلا قتل بالبصرة فكتب سليمان بن عبد الملك أن استحلفوا
خمسين رجلا فإن حلفوا فأقيدوه فلم يستحلفوا ولم يقتلوه حتى مات
سليمان واستحلف عمر بن عبد العزيز فكتب إلى عمر بن عبد العزيز
فيه فكتب إن شهد ذوا عدل على قتله فأقده وإلا فلا تقده بالقسامة
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو معاوية شيخ من أهل البصرة
عن عثمان البتي قال جاءنا كتاب عمر بن عبد العزيز في خلافته أن يعزر
من حلف في القسامة بضعة عشر سوطا
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرني كثير بن زيد قال أخبرني أبو
بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال كتب إلي عمر بن عبد العزيز في
خلافته أن أجدد أنصاب الحرم
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا بن أبي سبرة عن عبد الرحمن
بن يزيد بن عقيلة قال كتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن حزم
واستعمله على الحج إن أول عملك قبل التروية بيوم تصلي بالناس الظهر
وآخر عملك أن تزيغ الشمس من آخر أيام منى
قال محمد بن عمر فذلك الامر عندنا
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد العزيز بن أبي رواد قال
جاءنا كتاب عمر بن عبد العزيز بمكة سنة المائة ينهى عن كراء بيوت مكة
وأن لا يبنى بمنى بناء
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا الثوري عن إسماعيل بن أمية أن
عمر بن عبد العزيز كان ينهى عن كراء بيوت مكة
أخبرنا محمد بن عمر قال وأخبرنا عمرو بن عثمان قال سمعت
عمر بن عبد العزيز يقول المنصف خمر
364

أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا هارون بن محمد عن أبيه قال
رأيت عمر بن عبد العزيز بخناصرة يأمر بزقاق الخمر أن تشقق وبالقوارير
أن تكسر
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا هشام بن الغاز وسعيد بن عبد العزيز
قالا كتب عمر في خلافته أن لا يدخل أهل الذمة بالخمر أمصار المسلمين
فكانوا لا يدخلونها
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن عبد الرحمن بن أبي
الزناد عن عبد المجيد بن سهيل قال قدمت خناصرة في خلافة عمر بن
عبد العزيز وإذا قوم في بيت أهل خمر وسفه ظاهر فذكرت ذلك لصاحب
شرطة عمر فقلت إنهم يجتمعون على الخمر إنما هو حانوت فقال
قد ذكرت ذلك لعمر بن عبد العزيز فقال من وارت البيوت فاتركه
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا هشام بن الغاز عن عبادة بن نسي
قال شهدت عمر بن عبد العزيز يضرب رجلا حدا في خمر فخلع ثيابه
ثم ضربه ثمانين رأيت منها بضع ومنها ما لم يبضع ثم قال إنك إن
عدت الثانية ضربتك ثم ألزمتك الحبس حتى تحدث خيرا قال يا أمير
المؤمنين أتوب إلى الله أن أعود في هذا أبدا قال فتركه عمر
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا داود بن خالد عن محمد بن قيس
قال كتب عمر بن عبد العزيز في خلافته إلى والي مصر أن لا تزيد في عقوبة
على ثلاثين ضربة إلا أن يكون حدا
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا سحبل بن محمد عن صخر
المدلجي أن عمر بن عبد العزيز أتي برجل وقع على بهيمة في خلافته فلم
يحده وضربه دون الحد
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا أبو سلمة بن عبيد الله قال أتي
عمر بن عبد العزيز بخناصرة في قوم وقعوا على جارية في طهر واحد فأوجعهم
365

عقوبة ودعا لولدها القافة
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا بن جريج عن الزبير بن موسى
عن عمر بن عبد العزيز قال إذا وقعت الشفعة وحدت الحدود وصرفت
الطرق فلا شفعة
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا بن أبي ذئب عن الزهري قال
كتب عمر بن عبد العزيز في خلافته إلى عبد الحميد لا يقضى بالجوار
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا قيس بن خالد الحذاء عن عمر
بن عبد العزيز أنه قضى لذمي بشفعته
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا موسى بن بكر بن أبي الفرات
عن إسماعيل بن أبي حكيم قال رأيت عمر بن عبد العزيز في خلافته
يحلف الغائب ما بلغك فسكت فإن حلف أعطاه يعني في الشفعة
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر
عن أبيه عن جده أنه كتب إلى عمر بن عبد العزيز وهو خليفة بكتاب فيه
كتاب وخصومات وختمه فخرج صاحبه به ولا شاهد عليه فأجازه عمر
بن عبد العزيز
أخبرنا سعيد بن عامر قال أخبرنا جويرية بن أسماء عن إسماعيل
بن أبي حكيم قال كان عمر بن عبد العزيز قلما يدع النظر في المصحف
بالغداة ولا يطيل
أخبرنا سعيد بن عامر عن جويرية بن أسماء قال قال عمر يا مزاحم
يعني رحلا لمصحفي قال فأتاه برحل فأعجبه قال من أين أصبت
هذا قال يا أمير المؤمنين دخلت بعض الخزائن فوجدت هذه الخشبة
فاتخذت منها رحلا قال انطلق فقومه في السوق فانطلق فقوموه نصف
دينار فرجع إلى عمر فأخبره قال ترانا إن وضعنا في بيت المال دينارا
أنسلم منه قال إنما قوموه نصف دينار قال ضع في بيت المال دينارين
366

أخبرنا سعيد بن عامر عن جويرية بن أسماء أن عمر بن عبد العزيز
عزل كاتبا له في هذا كتب بسم ولم يجعل السين
أخبرنا وهب بن جرير بن حازم قال حدثنا أبي قال سمعت
المغيرة بن حكيم قال قالت لي فاطمة بنت عبد الملك امرأة عمر بن عبد
العزيز يا مغيرة إني قد أرى أنه يكون في الناس من هو أكثر صلاة وصوما
من عمر فأما أن أكون رأيت رجلا أشد فرقا من ربه من عمر فإني لم
أره كان إذا صلى العشاء الآخرة ألقى نفسه في مسجده فيدعو ويبكي
حتى تغلبه عينه ثم ينتبه فيدعو ويبكي حتى تغلبه عينه فهو كذلك حتى
يصبح
أخبرنا محمد بن معن الغفاري قال أخبرني بن علاثة قال كانت
لعمر بن عبد العزيز صحابة يحضرونه يعينوه برأيهم ويسمع منهم
قال فحضروه يوما فأطال الصبح فقال بعضهم لبعض تخافون أن يكون
تغير قال فسمع ذلك مزاحم فدخل فأمر من أيقظه فأخبره ما سمع من
أصحابه وأمره فأذن لهم فلما دخلوا عليه قال إني أكلت هذه الليلة حمصا
وعدسا فنفخني قال فقال بعض القوم يا أمير المؤمنين إن الله يقول في
كتابه فكلوا من طيبات ما رزقناكم فقال عمر هيهات ذهبت به
إلى غير مذهبه إنما يريد به طيب الكسب ولا يريد به طيب الطعام
أخبرنا عبيد الله بن محمد بن عائشة التيمي قال أخبرنا محمد بن عمر
بن أبي شميلة عن أبيه عن محمد بن أبي سدرة وكان قديما قال دخلت
على عمر بن عبد العزيز ليلة وهو يتلوى من بطنه فقلت مالك يا أمير المؤمنين
فقال عدس أكلته فأوذيت منه ثم قال بطني بطني ملوث بالذنوب
قال بن أبي سدرة وكان عمر بن عبد العزيز يأمر الناس إذا أخذ
المؤذن في الإقامة أن يستقبلوا القبلة
أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا جعفر بن برقان عن ميمون
367

بن مهران قال كان عمر بن عبد العزيز معلم العلماء
أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا عبد العزيز بن عمر قال
كان عمر بن عبد العزيز يسمر بعد العشاء الآخرة قبل أن يوتر فإذا أوتر
لم يكلم أحدا
أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا علي بن مسعدة قال حدثنا
رياح بن عبيدة قال أخرج مسك من الخزائن فلما وضع بين يدي عمر
أمسك بأنفه مخافة أن يجد ريحه فقال له رجل من أصحابه يا أمير المؤمنين
ما ضرك أن وجدت ريحه فقال عمر هل يبتغي من هذا إلا ريحه
قال أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال أخبرنا مالك
بن أنس قال قال عمر بن عبد العزيز لست بقاض ولكني منفذ
ولست بخير من أحد ولكني أثقلكم حملا وأحسبه قال ولست بمبتدع
ولكني متبع
أخبرنا روح بن عبادة قال حدثنا أسامة بن زيد قال قال عمر
بن عبد العزيز لقاضيه أبي بكر بن حزم ما وجدت من أمر هو ألذ عندي
من حق وافق هوى
أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا
رجاء أبو المقدام عن نعيم بن عبد الله أن عمر بن عبد العزيز قال إني
لأدع كثيرا من الكلام مخافة المباهاة
أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثني عمر بن علي عن عبد الله بن
أبي هلال قال كتب عمر بن عبد العزيز في المحابيس لا يقيد أحد بقيد
يمنع من تمام الصلاة
أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا عمر بن علي قال سمعت أبا
سعيد مولى لثقيف قال أول كتاب قرأه عبد الحميد من عمر بن عبد العزيز
كتاب فيه سطر أما بعد فما بقاء الانسان بعد وسوسة شيطان وجور
368

سلطان فإذا أتاك كتابي هذا فأعط كل ذي حق حقه والسلام
أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا
رجاء أبو المقدام عن عمرو بن قيس أن عمر بن عبد العزيز بعثه على الصائفة
فقال له يا عمرو لا تكن أول الناس فتقتل فينهزم أصحابك ولا تكن
آخرهم فتثبطهم وتجبنهم ولكن كن وسطهم حيث يرون مكانك ويسمعون
كلامك وفاد من قدرت عليه من المسلمين وأرقائهم وأهل ذمتهم
أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا بشر بن المفضل قال حدثنا
خالد الحذاء قال كان عمر بن عبد العزيز لا يبسط وسائد العامة للخاصة
ولا يسرج سراج العامة للخاصة وكان لا يأكل من طعام الخاصة فقيل
له إنك إذا أمسكت بيدك أمسك الناس بأيديهم فأمر بثلاثة دراهم أو
أربعة دراهم فألقيت في الطعام فجعل يأكل معهم
أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن زيد قال أخبرنا يحيى
بن سعيد قال كتب عبد الحميد بن عبد الرحمن إلى عمر بن عبد العزيز
إنه رفع إلي رجل يسبك وربما قال حماد يشتمك فهممت أن أضرب
عنقه فحبسته وكتبت إليك لاستطلع في ذلك رأيك فكتب إليه أما إنك
لو قتلته لأقدتك به إنه لا يقتل أحد بسب أحد إلا من سب النبي
صلى الله عليه وسلم فاسببه إن شئت أو خل سبيله
أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا عباد بن عباد قال حدثني
مزاحم بن زفر قال قدمت على عمر بن عبد العزيز في وفد أهل الكوفة
فيسألنا عن بلدنا وأميرنا وقاضينا ثم قال خمس إن أخطأ القاضي منهن
خصلة كانت فيه وصمة أن يكون فهيما وأن يكون حليما وأن يكون
عفيفا وأن يكون صليبا وأن يكون عالما يسأل عما لا يعلم
أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال حدثنا سفيان عن يحيى بن
سعيد عن عمر بن عبد العزيز قال لا ينبغي للقاضي أن يكون قاضيا حتى
369

تكون فيه خمس خصال عفيف حليم عالم بما كان قبله يستشير
ذوي الرأي لا يبالي ملامة الناس
أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا أبو المقدام هشام قال حدثني
يحيى بن فلان قال قدم محمد بن كعب القرظي على عمر بن عبد العزيز
قال وكان عمر حسن الجسم قال فجعل ينظر إليه نظرا شديدا لا يطرف
قال فقال يا بن كعب ما لي أراك تنظر إلي نظرا لم تكن تنظر إلي قبل
ذلك قال يا أمير المؤمنين عهدي بك حسن الجسم وأراك وقد اصفر
لونك ونحل جسمك وذهب شعرك فقال يا بن كعب فكيف بك لو
قد رأيتني في قبري بعد ثلاث وقد انتدرت الحدقتان على وجني وسال
منخراي وفمي صديدا ودودا لكنت لي أشد نكرة
أخبرنا شبابة بن سوار قال أخبرني عيسى بن ميمون قال أخبرنا
محمد بن كعب القرظي قال قدمت على عمر بن عبد العزيز في خلافته
فجعلت أديم النظر إليه فقال يا بن كعب إنك لتنظر إلي نظرا لم تكن
تنظره إلي بالمدينة قال قلت أجل يا أمير المؤمنين إنه ليعجبني ما أرى
مما قد نحل من جسمك وعفا من شعرك وحال من لونك فقال عمر فكيف
لو قد رأيتني بعد ثلاثة في القبر وقد خرج الدود من منخري وسالت حدقتي
على وجني فأنت حينئذ أشد نكرة ثم قال الحديث الذي حدثتني
به عن بن عباس أعده علي قال فقلت حدثنا عبد الله بن عباس أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن لكل شئ شرفا وأشرف
المجالس ما استقبل به القبلة وإنما تجالسون بالأمانة ولا تيمموا بالنيام
ولا بالمتحدثين ولا تستروا الجدر واقتلوا الحية والعقرب في الصلاة
أخبرنا محمد بن يزيد بن خنيس المكي عن وهيب بن الورد قال
بلغنا أن محمد بن كعب القرظي دخل على عمر بن عبد العزيز فرآه عمر
يشد النظر إليه قال فقال له يا بن كعب إني لأراك تشد النظر إلي
370

نظرا ما كنت تنظر إلي قبل هذا فقال محمد العجب العجب يا أمير
المؤمنين لما تغير من حالك بعدنا فقال له عمر وهل بنت ذلك مني
فقال له محمد بن كعب الامر أعظم من ذلك إلا أنه يكون استبان ذلك
منك فقال له عمر يا بن كعب فكيف لو رأيتني بعد ثلاث وقد أدخلت
قبري وقد خرجت الحدقتان فسألتا على الوجنتين وتقلصت الشفتان عن الأسنان
وفتح الفم وارتفع البطن فعلي فوق صدري وخرج القصب من الدبر
فقال محمد بن كعب يا عبد الله إن كنت قد ألهمت هذا الامر نفسك فانظر
أن تنزل عباد الله عندك ثلاث منازل أما من هو أكبر منك فأنزله كأنه
أب لك وأما من كان بسنك فأنزله كأنه أخ لك وأما من كان أصغر
منك فأنزله كأنه بن لك فأي هؤلاء تحب أن تسئ إليه أو يرى منك
بعض ما يكره قال عمر ولا إلى أحد منهم يا عبد الله
أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد
قال قال عمر بن عبد العزيز من جعل دينه عرضا للخصومات أكثر
التنقل
أخبرنا سليمان بن حرب قال حدثنا عمر بن علي بن مقدم عن عبد
ربه عن ميمون بن مهران قال كنت في سمر عند عمر بن عبد العزيز
ليلة فتكلم فوعظ قال ففطن لرجل خذف بدمعته فسكت فقلت
يا أمير المؤمنين إن الكلام فتنة وإن الفعل أولى بالمرء من القول
أخبرنا سليمان بن حرب قال حدثنا عمر بن علي بن مقدم عن
عبد ربه عن ميمون بن مهران قال كنت ليلة في سمر عمر بن عبد
العزيز فقلت يا أمير المؤمنين ما بقاؤك على ما أرى أنت بالنهار في حوائج
الناس وأمورهم وأنت معنا الآن ثم الله أعلم ما تخلو عليه قال فعدى عن
جوابي وقال يا ميمون إني وجدت لقي الرجال تلقيحا لألبابهم
371

أخبرنا عمرو بن عاصم قال حدثنا سلام أن عمر بن عبد العزيز
صعد المنبر فقال يا أيها الناس اتقوا الله فإن في تقوى الله خلفا من كل
شئ دونه وليس لتقوى الله خلف يا أيها الناس اتقوا الله وأطيعوا من
أطاع الله ولا تطيعوا من عصى الله
أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد عن سفيان بن
سعيد عن رجل من أهل مكة عن عمر بن عبد العزيز قال من عمل على
غير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح ومن لم يعد كلامه من عمله
كثرت خطاياه والرضا قليل ومعول المؤمن الصبر
حدثنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد عن يحيى بن
سعيد أن عمر بن عبد العزيز قال ما أصبح لي اليوم في الأمور هوى إلا
في مواقع قضاء الله فيها
أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا
محمد بن عمرو أن عنبسة بن سعيد قال لعمر بن عبد العزيز إن الخلفاء
قبلك كانوا يعطوننا عطايا وإني أراك قد ظلفت هذا المال عن نفسك وأهلك
وإن لنا عيالات فأذن لنا أن نرجع إلى ضياعنا وإخاذاتنا فقال أما إن
أحبكم إلي من فعل ذلك فلما قفى دعاه عمر فقال يا عنبسة أكثر
ذكر الموت فإنك لا تكون في ضيق من أمرك ومعيشتك فتذكر الموت إلا
اتسع ذلك عليك ولا تكون في سرور من أمرك وغبطة
فتذكر الموت إلا
ضيق ذلك عليك
أخبرنا عبيد الله بن محمد القرشي التيمي قال حدثنا عمارة بن
راشد قال سمعت محمد بن الزبير الحنظلي قال دخلت على عمر بن
عبد العزيز أحسبه قال ليلة وهو يتعشى كسرا وزيتا قال فقال
ادن فكل قال قلت بئس طعام المقرور قال فأنشدني
إذا ما مات ميت من تميم وسرك أن يعيش فجئ بزاد
372

بخبز أو بلحم أو بتمر أو الشئ الملفف في البجاد
وأنشد بيتا ثالثا قافيته
ليأكل رأس لقمان بن عاد
قال قلت يا أمير المؤمنين ما كنت أرى هذا البيت فيها قال
بلى هو فيها
قال عبيد الله وصدر هذا البيت
تراه ينقل البطحاء شهرا ليأكل رأس لقمان بن عاد
قال أخبرنا عبيد الله بن محمد التيمي قال سمعت أبي وغيره يحدث
أن عمر بن عبد العزيز لما ولي منع قرابته ما كان يجري عليهم وأخذ منهم
القطائع التي كانت في أيديهم قال فشكوه إلى عمته أم عمر قال فدخلت
عليه فقالت إن قرابتك يشكونك ويزعمون ويذكرون أنك أخذت منهم
خير غيرك قال ما منعتهم حقا أو شيئا كان لهم ولا أخذت منهم حقا
أو شيئا كان لهم فقالت إني رأيتهم يتكلمون وإني أخاف أن يهيجوا
عليك يوما عصيبا فقال كل يوم أخافه دون يوم القيامة فلا وقاني الله
شره قال فدعا بدينار وجنب ومجمرة فألقى ذلك الدينار في النار وجعل
ينفخ على الدينار حتى إذا احمر تناوله بشئ فألقاه على الجنب فنش وقتر
فقال أي عمة أما تأوين لابن أخيك من مثل هذا قال فقامت فخرجت
على قرابته فقالت تروجون إلى عمر فإذا نزعوا الشبه جزعتم اصبروا له
أخبرنا عبيد الله بن محمد قال أخبرني أبي قال قيل لعمر بن عبد
العزيز غيرت كل شئ حتى مشيتك قال والله ما رأيتها كانت إلا جنونا
وكان إذا مشى خطر بيديه
أخبرنا علي بن محمد عن عمر بن مجاشع قال خرج عمر بن عبد
373

العزيز يوما إلى المسجد فخطر خطرة بيده ثم أمسك وبكى قالوا ما أبكاك
يا أمير المؤمنين قال خطرت بيدي خطرة خفت أن يغلها الله في الآخرة
أخبرنا قبيصة بن عقبة قال أخبرنا سفيان عن جعفر بن برقان
قال جاء رجل إلى عمر بن عبد العزيز فسأله عن شئ من الأهواء فقال
الزم دين الصبي في الكتاب والأعرابي واله عما سوى ذلك
أخبرنا قبيصة بن عقبة قال حدثنا سفيان عن عمرو بن ميمون
قال كانت العلماء مع عمر بن عبد العزيز تلامذة
أخبرنا قبيصة قال حدثنا سفيان عن رجل قال نال رجل من عمر
بن عبد العزيز فقيل له ما يمنعك منه فقال إن المتقي ملجم
أخبرنا قبيصة قال حدثنا سفيان عن شيخ من بني سدوس عن أبي
مجلز أن عمر بن عبد العزيز نهى أن يذهب إليه في النيروز والمهرجان
بشئ
أخبرنا مالك بن إسماعيل النهدي قال حدثني سهل بن شعيب أن
ربيعة الشعوذي حدثهم قال ركبت البريد إلى عمر بن عبد العزيز فانقطع
في بعض أرض الشام فركبت السخرة حتى أتيته وهو بخناصرة فقال ما
فعل جناح المسلمين قال قلت وما جناح المسلمين يا أمير المؤمنين قال
البريد قال قلت انقطع في أرض أو مكان كذا وكذا قال فعلى أي
شئ أتيتنا قال قلت على السخرة تسخرت دواب النبط قال تسخرون
في سلطاني قال فأمر بي فضربت أربعين سوطا رحمه الله
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثني أبو العلاء بياع
المشاجب قال قرئ علينا كتاب عمر بن عبد العزيز رحمه الله في
مسجد الكوفة وأنا أسمع من كانت عليه أمانة لا يقدر على أدائها فأعطوه
من مال الله ومن تزوج امرأة فلم يقدر أن يسوق إليها صداقها فأعطوه
من مال الله والنبيذ حلال فاشربوه في السعن قال فشربه الناس أجمعون
374

قال أبو العلاء فكان إذا كان عرس جعلوا سعنا يسع عشر خوابئ
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثني جدي يونس بن
عبد الله التميمي اليربوعي قال كتب عبد الحميد بن عبد الرحمن إلى عمر
بن عبد العزيز إن هاهنا ألف رأس كان للحجاج أو عند الحجاج
قال فكتب إليه عمر أن بعهم وأقسم أثمانهم في أهل الكوفة قال
فقال للناس ارفعوا أي اكتبوا قال فأدغلوا وكتبوا الباطل قال فكتب
إلى عمر إن الناس قد أدغلوا قال فكتب إليه عمر نوليهم من ذلك
ما ولانا الله أعطهم على ما رفعوا قال فأصاب الناس سبعة دراهم سبعة
دراهم قال وكان كل يوم يجئ خير من عمر بن عبد العزيز
أخبرنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز أن عمر
بن عبد العزيز كتب إلى صاحب بيت الضرب بدمشق إن من أتاك من
فقراء المسلمين بدينار ناقص فأبدله له بوازن
أخبرنا الوليد بن مسلم عن بن ثوبان أن عمر بن عبد العزيز أخذ
الصدقة من حقها وأعطاها في حقها وأعطى العاملين بقدر عمالتهم عليها
مثل ما يعطى مثلهم وقال الحمد لله الذي لم يمتني حتى أقمت فريضة
من فرائضه
أخبرنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي قال حدثني عمرو بن مهاجر
أن عمر بن عبد العزيز كان يقول كل واعظ قبلة
أخبرنا محمد بن مصعب القرقساني قال أخبرنا أبو بكر بن أبي مريم
أن عمر بن عبد العزيز جعل العرب والموالي في الرزق والكسوة والمعونة والعطاء
سواء غير أنه جعل فريضة المولى المعتق خمسة وعشرين دينارا
أخبرنا محمد بن مصعب قال أخبرنا الأوزاعي عن عمرو بن مهاجر
أبي عبيد قال سمعت عمر بن عبد العزيز يقول لو كنت أؤدب الناس
على شئ أضربهم عليه لضربتهم على القيام أول ما يأخذ المؤذن في الإقامة
375

ليعدل الرجل من عن يمينه ومن عن يساره
أخبرنا محمد بن مصعب قال حدثنا الأوزاعي قال كتب عمر
بن عبد العزيز إلى أمراء الأجناد ولا تركبن دابة في الغزو إلا أضعف
دابة تصيبها في الجيش سيرا
أخبرنا عمر بن سعيد قال حدثنا سعيد بن عبد العزيز أن عمر بن
عبد العزيز في استؤمر في البسط على العمال فقال يلقون الله بخيانتهم أحب
إلي من أن ألقاه بدمائهم
أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال أخبرنا أبو المليح عن ميمون
قال كتب عمر بن عبد العزيز إلى عامله أما بعد فخل بين أهل الأرض
وبين بيع ما في أيديهم من أرض الخراج فإنهم إنما يبيعون فئ المسلمين
والجزية الراتبة
أخبرنا عبد الله بن جعفر قال أخبرنا أبو المليح عن ميمون قال
دخل عامل لعمر بن عبد العزيز عليه فقال كم جمعت من الصدقة فقال
كذا وكذا قال فكم جمع الذي كان قبلك قال كذا وكذا فسمى
شيئا أكثر من ذلك فقال عمر من أين ذاك قال يا أمير المؤمنين إنه
كان يؤخذ من الفرس دينار ومن الفدان خمسة دراهم
وإنك طرحت ذلك كله قال لا والله ما ألقيته ولكن الله ألقاه
أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا أبو المليح قال كتب عمر
بن عبد العزيز بإباحة الجزائر وقال إنما هو شئ أنبته الله فليس أحد أحق
به من أحد
أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا أبو المليح قال جاءت كتب
عمر بن عبد العزيز بإحياء السنة وإماتة البدع وإنه ينبغي لكم أن يكون
ظنكم بي أن لا حاجة لي في أموالكم لا ما في يدي ولا ما في أيديكم إنه
حري على من انتهك معاصي الله في عقوبته إياه
376

أخبرنا عبد الله بن جعفر قال أخبرنا أبو المليح عن فرات بن مسلم
قال اشتهى عمر بن عبد العزيز التفاح فبعث إلى بيته فلم يجد شيئا يشترون
له به فركب وركبنا معه فمر بدير فتلقاه غلمان للديرانيين معهم أطباق
فيها تفاح فوقف على طبق منها فتناول تفاحة فشمها ثم أعادها إلى الطبق
ثم قال ادخلوا ديركم لا أعلمكم بعثتم إلى أحد من أصحابي بشئ
قال فحركت بغلتي فلحقته فقلت يا أمير المؤمنين اشتهيت التفاح فلم
يجدوه لك فأهدي لك فرددته قال لا حاجة لي فيه فقلت ألم يكن
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر يقبلون الهدية قال
إنها لأولئك هدية وهي للعمال بعدهم رشوة
أخبرنا عبد الله بن جعفر قال أخبرنا أبو المليح عن فرات بن مسلم
قال كنت أعرض على عمر بن عبد العزيز كتبي في كل جمعة فعرضتها
عليه فأخذ منها قرطاسا قدر شبر أو أربع أصابع بقي فكتب فيه حاجة له
فقلت غفل أمير المؤمنين فلما كان من الغد بعث إلي أن تعال وجئ
بكتبك فجئته بها فبعثني في حاجة فلما جئت قال ما نال لنا أن ننظر في
كتبك بعد قلت لا إنما نظرت فيها أمس قال خذها حتى أبعث
إليك فلما فتحت كتبي وجدت فيها قرطاسا قدر قرطاسي الذي أخذ
أخبرنا عبد الله بن جعفر قال أخبرنا بن المبارك عن معمر قال
كتب عمر بن عبد العزيز أما بعد فلا تخرجن لاحد من العمال رزقا
في العامة والخاصة فإنه ليس لأحد أن يأخذ رزقا من مكانين في الخاصة
والعامة ومن كان أخذ من ذلك شيئا فاقبضه منه ثم أرجعه إلى مكانه
الذي قبض منه والسلام
أخبرنا عبد الله بن جعفر قال أخبرنا بن المبارك عن معمر أن عمر
بن عبد العزيز كتب أما بعد فاستوص بمن في سجونك وأرضك خيرا
حتى لا تصيبهم ضيعة وأقم لهم ما يصلحهم من الطعام والأدام
377

أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا عبيد الله بن عمرو قال كتب
عمر بن عبد العزيز لا تخصوني بشئ من الدعاء ادعو للمؤمنين والمؤمنات
عامة فإن أكن منهم أدخل فيهم
أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن خالد السكري قال حدثنا أبو المليح
قال كتب عمر بن عبد العزيز إن إقامة الحدود عندي كإقامة الصلاة
والزكاة
أخبرنا كثير بن هشام قال أخبرنا جعفر بن برقان قال كتب
عمر بن عبد العزيز إني ظننت إن جعل العمال على الجسور والمعابر أن
يأخذوا الصدقة على وجهها فتعدى عمال السوء غير ما أمروا به وقد رأيت
أن أجعل في كل مدينة رجلا يأخذ الزكاة من أهلها فخلوا سبل الناس
في الجسور والمعابر
حدثنا كثير بن هشام قال أخبرنا جعفر بن برقان قال حدثني
يزيد بن الأصم قال كنت جالسا عند سليمان بن عبد الملك فجاء رجل
يقال له أيوب وكان على جسر منبج يحمل مالا مما يؤخذ على الجسر
فقال عمر بن عبد العزيز هذا رجل مترف يحمل مال سوء فلما قدم
عمر خلى سبيل الناس من الجسور والمعابر
أخبرنا محمد بن يزيد بن خنيس المكي قال سمعت وهيب بن
الورد قال بلغنا أن عمر بن عبد العزيز اتخذ دار الطعام للمساكين والفقراء
وابن السبيل قال وتقدم إلى أهله إياكم أن تصيبوا من هذه الدار شيئا
من طعامها فإنما هو للفقراء والمساكين وابن السبيل فجاء يوما فإذا مولاة
له معها صحفة فيها غرفة من لبن فقال لها ما هذا قالت زوجتك فلانة
حامل كما قد علمت واشتهت غرفة من لبن والمرأة إذا كانت حاملا
فاشتهت شيئا فلم تؤت به تخوفت على ما في بطنها أن يسقط فأخذت هذه
الغرفة من هذه الدار فأخذ عمر بيدها فتوجه بها إلى زوجته وهو عالي الصوت
378

وهو يقول إن لم يمسك ما في بطنها إلا طعام المساكين والفقراء فلا أمسكه
الله فدخل على زوجته فقالت له ما لك قال تزعم هذه أنه لا يمسك
ما في بطنك إلا طعام المساكين والفقراء فإن لم يمسكه إلا ذلك فلا أمسكه
الله قالت زوجته رديه ويحك والله لا أذوقه قال فردته
أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال حدثني أبي عن سهيل
بن أبي صالح أن عمر بن عبد العزيز قال لا يقتل أحد في سب أحد
إلا في سب نبي
أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال حدثنا مالك بن
أنس بلغه أن عمر بن عبد العزيز قال من كان له شأن غير هذا الشأن
فإنه كان من شأني الذي كتب الله أن ألزم عاملا منه بما عملت ومقصرا
فيه عما قصرت فما كان من خير أتيته فبعون الله ودليلاه وإليه أرغب
في بركته وما كان غير ذلك فأستغفر الله لذنبي العظيم
أخبرنا الحسن بن موسى قال حدثنا حماد بن سلمة عن أبي سنان
قال كان عمر بن عبد العزيز إذا قدم بيت المقدس نزل الدار التي أنا فيها
ثم قال يا أبا سنان لا يطبخن أحد من أهل الدار قدرا حتى أخرج وكان
إذا أوى إلى فراشه قرأ بصوت له حسن حزين إن ربكم الله الذي
خلق السماوات والأرض إلى آخر الآية ثم يقرأ أفأمن أهل القرى
أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون إلى قوله وهم يلعبون
ويتتبع نحو هذه الآيات
أخبرنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا محمد بن أبي عيينة المهلبي
قال قرأت رسالة عمر بن عبد العزيز إلى يزيد بن المهلب سلام عليك
فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فإن سليمان بن عبد الملك
كان عبدا من عباد الله قبضه الله على أحسن أحيانه وأحواله فرحمه الله
واستخلفني فبايع لي قبلك وليزيد بن عبد الملك إن كان من بعدي
379

ولو كان الذي أنا فيه لاتخاذ أزواج واعتقاد أموال كان الله قد بلغ بي أحسن
ما بلغ بأحد من خلقه ولكني أخاف حسابا شديدا ومسألة لطيفة إلا ما أعان
الله والسلام عليك ورحمة الله
أخبرنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا عمر بن بهرام الصراف
قال قرئ كتاب عمر بن عبد العزيز علينا بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى عدي بن أرطأة ومن قبله من المسلمين
والمؤمنين سلام عليكم فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو أما
بعد فانظر أهل الذمة فارفق بهم وإذا كبر الرجل منهم وليس له مال
فأنفق عليه فإن كان له حميم فمر حميمه ينفق عليه وقاصه من جراحه
كما لو كان لك عبد فكبرت سنه لم يكن لك بد من أن تنفق عليه حتى
يموت أو يعتق قال وبلغني أنك تأخذ من الخمر والعشور فتبقيه في
بيت مال الله فإياك أن تدخل بيت مال الله إلا طيبا والسلام عليكم
أخبرنا قبيصة قال حدثنا سفيان عن الأوزاعي عن رجل عن عمر
بن عبد العزيز أنه كتب إلى عامل له إياك والمثلة جر الرأس واللحية
أخبرنا قبيصة بن عقبة عن هارون البربري عن عبد الرحمن الطويل
قال كتب عمر بن عبد العزيز إلى ميمون بن مهران كتبت إلي يا ميمون
تذكر شدة الحكم والجباية وإني لم أكلفك من ذلك ما يعنتك أجب
الطيب من الحق واقض بما استنار لك من الحق فإذا التبس عليك أمر
فارفعه إلي فلو أن الناس إذا ثقل عليك أمر تركوه ما قام دين ولا دنيا
قال وكنت أنا على ديوان دمشق ففرضوا لرجل زمن فقلت الزمن
ينبغي أن يحسن إليه فأما أن يأخذ فريضة رجل صحيح فلا فشكوني
إلى عمر بن عبد العزيز فقالوا إنه يتعنتنا ويشق علينا ويعسرنا قال
فكتب إلي إذا أتاك كتابي هذا فلا تعنت الناس ولا تعسرهم ولا تشق
عليهم فإني لا أحب ذلك
380

أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي قال حدثنا عبد الرحمن
بن حسن عن أبيه أن عمر بن عبد العزيز كتب في المعادن إني نظرت
فيها فوجدت نفعها خاصا وضرها عاما فامنع الناس العمل فيها وكتب
فما حمي من الأرض إلا يمنع أحد مواقع القطر فأبح الأحماء
ثم أبحها
أخبرنا أحمد بن محمد قال حدثنا عبد الرحمن بن حسن عن أبيه
أن عمر بن عبد العزيز كتب أن لا تلبس أمة خمارا ولا يتشبهن بالحرائر
أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد قال حدثنا عبد الرحمن بن حسن
عن أيوب بن موسى قال كتب عمر بن عبد العزيز إلى عروة عامله على
اليمن أما بعد فإني أكتب إليك آمرك أن ترد على المسلمين مظالمهم فتراجعني
ولا تعرف بعد مسافة ما بيني وبينك ولا تعرف أحداث الموت حتى لو
كتبت إليك أن أردد على مسلم مظلمة شاة لكتبت ارددها عفراء أو سوداء
فانظر أن ترد على المسلمين مظالمهم ولا تراجعني
أخبرنا علي بن عبد الله بن جعفر قال قال سفيان قالوا لعبد الملك
بن عمر بن عبد العزيز أبوك خالف قومه وفعل وصنع فقال إن
أبي يقول قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم قال ثم
دخل على أبيه فأخبره فقال فأي شئ قلت ألا قلت إن أبي يقول إني
أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم قال قد فعلت
أخبرنا قبيصة بن عقبة قال حدثنا سفيان عن رجل عن عمر بن
عبد العزيز قال قال له رجل أبقاك الله فقال هذا قد فرغ منه
ادع بالصلاح
أخبرنا قبيصة بن عقبة قال حدثنا سفيان عن إسماعيل بن عبد
الملك عن عون عن عمر بن عبد العزيز قال ما يسرني باختلاف أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم حمر النعم
381

أخبرنا قبيصة بن عقبة قال حدثنا سفيان عن جعفر بن برقان أن
عمر بن عبد العزيز كتب في رسالته إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كتب بها أما بعد
أخبرنا قبيصة بن عقبة قال حدثنا سفيان قال بلغني أن عمر
بن عبد العزيز رأى امرأة له أو ابنة له نائمة مستلقية فنهاها
أخبرنا قبيصة بن عقبة قال حدثنا سفيان عن عمر بن سعيد بن
أبي حسين قال كان مؤذن لعمر بن عبد العزيز إذا أذن رعد فسمع جارية
له تقول قد أذن الراعبي فبعث إليه أذن أذانا سمحا ولا تغنه وإلا
فاجلس في بيتك
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثني أبو بكر بن عياش
قال حدثني طلحة بن يحيى قال بعث ببغلة له يعني عمر بن عبد
العزيز إلى الرعي ما قدر على علفها قال ثم باعها
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا أبو شهاب عن محمد
بن النضر قال ذكروا اختلاف أصحاب محمد عند عمر بن عبد العزيز
فقال أمر أخرج الله أيديكم منه ما تعملون ألسنتكم فيه
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا أبو عوانة عن قتادة
قال كان عمر بن عبد العزيز يأخذ من أهل الديوان صدقة الفطر نصف
درهم
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال أخبرنا زهير عن يحيى بن
سعيد عن إسماعيل بن أبي حكيم عن عمر بن عبد العزيز قال إن الله
لا يعذب العامة بعمل الخاصة فإذا المعاصي ظهرت فقد استحلوا العقوبة
جميعا
أخبرنا مطرف بن عبد الله اليساري قال أخبرنا عبد العزيز بن أبي
حازم عن أسامة قال كان عمر بن عبد العزيز إذا صلى الجمعة بعث الحرس
382

وأمرهم أن يقوموا على أبواب المسجد ولا يمر عليهم رجل مصفف شعره
لا يفرقه إلا جزوه
أخبرنا سعيد بن منصور قال حدثنا عيسى بن يونس عن عبد الله
بن مسلم بن هرمز قال حدثتني حميدة حاضنة عمر بن عبد العزيز أن
عمر بن عبد العزيز كان ينهى بناته أن ينمن مستلقيات يطمع فيها
أخبرنا سعيد بن منصور قال حدثنا خلف بن خليفة عن أبي هاشم
أن عدي بن أرطأة كتب إلى عمر بن عبد العزيز إن أهل البصرة قد أصابهم
من الخير خير حتى خشيت أن يبطروا فكتب إليه عمر إن الله رضي
من أهل الجنة حين أدخلهم الجنة أن قالوا الحمد لله فمر من قبلك
فليحمدوا الله
أخبرنا سعيد بن منصور قال حدثنا جرير عن مغيرة قال كان
لعمر بن عبد العزيز سمار ينظرون في أمور الناس وكان علامة ما بينه
وبينهم إذا أراد القيام أن يقول إذا شئتم
أخبرنا سعيد بن منصور قال حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن
موسى بن عقبة قال قال عمر بن عبد العزيز لولا أن أنعش سنة أو
أسير بحق ما أحببت أن أعيش فواقا
أخبرنا سعيد بن منصور قال حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبيه
قال كتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن أرطأة أن ضع عن الناس المائدة
والنوبة والمكس ولعمري ما هو بالمكس ولكنه البخس الذي قال الله
ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين
فمن أدى زكاة ماله فاقبل منه ومن لم يأت فالله حسيبه
أخبرنا سعيد بن منصور قال أخبرنا يعقوب بن عبد الرحمن عن
أبيه قال كتب عمر بن عبد العزيز إلى بعض عماله إن قدرت أن تكون
383

في العدل والاحسان والاصلاح كقدر من كان قبلك في الجور والعدوان
والظلم فافعل ولا حول ولا قوة إلا بالله
أخبرنا سعيد بن منصور قال أخبرنا يعقوب بن عبد الرحمن عن
أبيه أن رجلا قال لعمر بن عبد العزيز السلام عليك يا أمير المؤمنين
فقال عم بسلامك
أخبرنا سعيد بن منصور قال حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن
أبيه أن حيان بن شريح عامل عمر بن عبد العزيز على مصر كتب إليه
إن أهل الذمة قد أسرعوا في الاسلام وكسروا الجزية فكتب إليه عمر
أما بعد فإن الله بعث محمدا داعيا ولم يبعثه جابيا فإذا أتاك كتابي هذا فإن
كان من أهل الذمة أسرعوا في الاسلام وكسروا الجزية فاطو كتابك وأقبل
حدثنا سعيد بن منصور قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن أبي
سهيل نافع بن مالك قال تلا عمر بن عبد العزيز إنكم وما تعبدون
ما أنتم عليه بفاتنين إلا من هو صالي الجحيم فقال لي يا أبا سهيل
ما تركت هذه الآية للقدرية حجة الرأي فيهم ما هو قال قلت أن
يستتابوا فإن تابوا وإلا ضربت أعناقهم قال ذاك الرأي ذاك الرأي
أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي المكي قال أخبرنا عدة
من أصحاب سليمان بن عمر بن عبد الله ومحمد بن سليمان ومحمد بن دينار
عن محمد بن مسلم الطائفي عن إبراهيم بن ميسرة قال ما رأيت عمر
بن عبد العزيز ضرب أحدا في خلافته غير رجل واحد تناول من معاوية
فضربه ثلاثة أسواط
أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد عن عبد الرحمن بن حسن عن أبيه
قال حضرت عمر بن عبد العزيز وهو يختصم إليه ناس من قريش فطفق
بعضهم يرفد بعضا فقال لهم عمر إياي والترافد لو كان هذا أمرا
تقدمت إليكم فيه لأنكرتموني قال ثم جاءه شهود يشهدون فطفق المشهود
384

عليه يحمج إلى الشاهد النظر فقال عمر يا بن سراقة يوشك الناس أن لا
يشهد بينهم بحق إني لأراه يحمج إلى الشاهد النظر فأيما رجل آذى
شاهد عدل فاضربه ثلاثين سوطا وقفه للناس
أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي قال حدثنا عطاف بن
خالد عن رجل عن بن شهاب أنه دخل على عمر بن عبد العزيز فحدثه
فأكثر فقال عمر ما تحدثنا شيئا إلا وقد سمعناه ولكنك تذكر وتنسى
أخبرنا محمد بن معاوية قال حدثنا داود بن خالد عن محمد بن قيس
أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى عامله بمصر لا تبلغ في العقوبة أكثر من
ثلاثين سوطا إلا في حد من حدود الله
أخبرنا محمد بن معاوية قال حدثنا داود بن خالد عن محمد بن قيس
أن عمر بن عبد العزيز أمر أن لا يسخن ماؤه الذي يتوضأ به ويغتسل به
في مطبخ العامة
أخبرنا محمد بن ربيعة الكلابي عن جعفر بن برقان قال كتب عمر
بن عبد العزيز من استطاع أن يخرج إلى العيد ماشيا فليمش
أخبرنا محمد بن ربيعة عن طلحة بن يحيى قال كان عمر بن عبد
العزيز لا يكبر على جنازة حتى ينفض الحنوط عنها
أخبرنا محمد بن ربيعة عن إسماعيل بن رافع قال أمنا عمر بن عبد
العزيز في كنيسة بعدما استخلف
أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا عثمان بن عبد الحميد بن لاحق
قال حدثنا أبي قال قرأ رجل عند عمر بن عبد العزيز وعنده رهط فقال
رجل من القوم لحن فقال عمر أما شغلك ما سمعت عن اللحن
أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا عثمان بن عبد الحميد قال
أخبرنا موسى بن رياح بن عبيدة عن أخيه الخيار قال كنت في مجلس
قال فجاءنا عمر بن عبد العزيز قال وذلك قبل أن يستخلف فقعد ولم يسلم
385

قال فذكر فقام فسلم ثم قعد
أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثني الحارث بن عبيد قال حدثنا
مطر الوراق عن رجاء بن حياة قال قال عمر بن عبد العزيز لمكحول
إياك أن تقول في القدر ما يقول هؤلاء يعني غيلان وأصحابه
أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي قال حدثني بن لهيعة قال
سمعت الربيع بن سبرة يقول كتب عمر بن عبد العزيز إلى عامله أن لا تجعل قريحا في الترياق إلا حية ذكية
أخبرنا أحمد بن محمد الأزرقي قال حدثنا عبد الرحمن بن حسن
بن القاسم الأزرقي عن أبيه وكان خاله الجراح بن عبد الله الحكمي أنه
كان عند عمر بن عبد العزيز ونفر من قريش يختصمون إليه فقضى بينهم
فقال المقضي عليه أصلحك الله إن لي بينة غائبة فقال عمر إني لا أؤخر
القضاء بعد أن رأيت الحق لصاحبه ولكن انطلق أنت فإن أتيتني ببينة
وحق هو أحق من حقهم فأنا أول من رد قضاءه على نفسه
أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد قال حدثنا عبد الرحمن بن حسن
عن أبيه أن عمر بن عبد العزيز كتب وهو خليفة إلى عامله على خراسان
الجراح بن عبد الله الحكمي يأمره أن يدعو أهل الجزية إلى الاسلام فإن أسلموا
قبل إسلامهم ووضع الجزية عنهم وكان لهم ما للمسلمين وعليهم ما على
المسلمين فقال له رجل من أشراف أهل خراسان إنه والله ما يدعوهم
إلى الاسلام إلا أن توضع عنهم الجزية فامتحنهم بالختان فقال أنا أردهم
عن الاسلام بالختان هم لو قد أسلموا فحسن إسلامهم كانوا إلى الطهرة
أسرع فأسلم على يده نحو من أربعة آلاف
أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق العبدي عن سيار قال حدثنا جعفر
قال حدثنا مالك بن دينار قال لما استعمل عمر بن عبد العزيز على الناس
قالت رعاء الشاء في رؤوس الجبال من هذا العبد الصالح الذي قام على
386

الناس قيل لهم وما علمكم بذاك قالوا إنه إذا قام على الناس خليفة
عدل كفت الذئاب عن شائنا
أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق عن حماد بن زيد قال حدثني موسى
بن أعين راع كان لمحمد بن أبي عيينة قال كنا نرعى الشاء بكرمان
في خلافة عمر بن عبد العزيز فكانت الشاء والذئاب والوحش ترعى في موضع
واحد فبينا نحن ذات ليلة إذ عرض الذئب لشاة فقلنا ما أرى الرجل الصالح
إلا قد هلك
قال حماد حدثني هو أو غيره أنهم نظروا فوجدوه هلك في تلك
الليلة
أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق قال حدثني محمد بن عيسى قال
حدثني إبراهيم بن بكار من أهل الرقة قال حدثني يونس بن أبي شبيب
قال رأيت عمر بن عبد العزيز يطوف بالبيت قبل أن يستخلف وإن
حجزة إزاره لغائبة في عكنه ثم رأيته بعدما استخلف ولو شئت أن
أعد أضلاعه من غير أن أمسها لفعلت
أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق قال حدثني محمد بن عيسى قال
حدثني إبراهيم بن بكار قال حدثني يونس بن أبي شبيب قال شهدت
عمر بن عبد العزيز في بعض الأعياد وقال جاء أشراف الناس حتى حفوا
بالمنبر وبينهم وبين الناس فرجة فلما جاء عمر بن عبد العزيز صعد المنبر وسلم عليهم
فلما رأى الفرجة أومأ إلى الناس أن تقدموا فتقدموا حتى اختلطوا بهم
أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق عن حماد بن زيد عن أبي هاشم صاحب
الرمان أن رجلا جاء إلى عمر بن عبد العزيز فقال رأيت فيما يرى النائم
كأن بني هاشم شكوا إلى النبي الحاجة فقال لهم فأين عمر بن عبد العزيز
أخبرنا مالك بن إسماعيل قال حدثنا جويرية بن أسماء قال سمعت
فاطمة بنت علي بن أبي طالب ذكرت عمر بن عبد العزيز فأكثرت الترحم
387

عليه وقالت دخلت عليه وهو أمير المدينة يومئذ فأخرج عني كل خصي
وحرسي حتى لم يبق في البيت غيري وغيره ثم قال يا بنت علي والله ما
على ظهر الأرض أهل بيت أحب إلي منكم ولأنتم أحب إلي من أهل بيتي
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا إبراهيم بن جعفر بن محمد الأنصاري
عن أبيه قال كانت فدك صفيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم
فكانت لابن السبيل وسألته ابنته فدك أن يهبها لها فأبى رسول الله
ذلك عليها فلم يطمع فيها طامع ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم
والامر على ذلك فولي أبو بكر فسلك بها ما كان رسول الله يفعل ثم
توفي أبو بكر وولي عمر فسلك بها ما كان رسول الله يفعل ثم كان عثمان
فمثل ذلك فلما كانت الجماعة على معاوية سنة أربعين ولى معاوية مروان
بن الحكم المدينة فكتب إلى معاوية يطلب إليه فدك فأعطاه إياها فكانت
بيد مروان يبيع ثمرها بعشرة آلاف دينار كل سنة ثم نزع مروان عن
المدينة وغضب عليه معاوية فقبضها منه فكانت بيد وكيله بالمدينة وطلبها
الوليد بن عتبة بن أبي سفيان من معاوية فأبى معاوية أن يعطيه وطلبها
سعيد بن العاص فأبى معاوية أن يعطيه فلما ولى معاوية مروان المدينة المرة
الآخرة ردها عليه بغير طلب من مروان ورد عليه غلتها فيما مضى
فكانت بيد مروان فأعطى عبد الملك نصفها وأعطى عبد العزيز بن مروان
نصفها فوهب عبد العزيز نصفها الذي كان بيده لعمر بن عبد العزيز
قال فلما توفي عبد الملك طلب عمر بن عبد العزيز إلى الوليد حقه فوهبه
له وطلب إلى سليمان حقه فوهبه له ثم بقي من أعيان بني عبد الملك حتى خلصت
لعمر بن عبد العزيز
قال جعفر فلقد ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة وما يقوم به وبعياله
إلا هي تغل عشرة آلاف دينار في كل سنة وأقل قليلا وأكثر فلما
ولي الخلافة سأل عن فدك وفحص عنها فأخبر بما كان من أمرها في عهد
388

رسول الله وأبي بكر وعمر وعثمان حتى كان معاوية قال فكتب عمر إلى
أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم كتابا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من
عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى أبي بكر بن محمد سلام عليك فإني أحمد
إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فإني نظرت في أمر فدك وفحصت
عنه فإذا هو لا يصلح لي ورأيت أن أردها على ما كانت عليه في عهد رسول
الله وأبي بكر وعمر وعثمان وأترك ما حدث بعدهم فإذا جاءك كتابي
هذا فاقبضها وولها رجلا يقوم فيها بالحق والسلام عليك
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا قدامة بن موسى عن أبي بكر
بن محمد بن عمرو بن حزم قال كتب إلي عمر بن عبد العزيز في خلافته
أن افحص لي عن الكتيبة أكانت خمس رسول الله صلى الله عليه وسلم
من خيبر أم كانت لرسول الله خاصة
قال أبو بكر فسألت عمرة بنت عبد الرحمن فقالت إن رسول
الله لما صالح بني أبي الحقيق جزأ النطاة والشق خمسة أجزاء فكانت الكتيبة
جزءا منها ثم جعل رسول الله خمس بعرات وأعلم في بعرة منها لله
مكتوبا ثم قال رسول الله اللهم اجعل سهمك في الكتيبة فكانت
أول ما خرج السهم الذي مكتوب فيه لله على الكتيبة فكانت الكتيبة
خمس رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت السهمان أغفالا ليس
فيها علامات فكانت فوضى للمسلمين على ثمانية عشر سهما
قال أبو بكر فكتبت إلى عمر بن عبد العزيز بذلك
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا محمد بن بشر بن حميد المزني
عن أبيه قال دعاني عمر بن عبد العزيز فقال لي خذ هذا المال الأربعة
آلاف دينار أو خمسة آلاف دينار فأقدم بها على أبي بكر بن حزم فقل
له فليضم إليه خمسة آلاف أو ستة آلاف حتى يكون عشرة آلاف دينار
وأن تأخذ تلك الآلاف من الكتيبة ثم تقسم ذلك على بني هاشم وتسوي بينهم
389

الذكر والأنثى والصغير والكبير سواء قال ففعل أبو بكر فغضب من ذلك
زيد بن حسن فقال لأبي بكر قولا نال فيه من عمر وكان فيما قال يسوي
بيني وبين الصبيان فقال أبو بكر لا تبلغ هذه المقالة عنك أمير المؤمنين
فيغضبه ذلك وهو حسن الرأي فيكم قال زيد فأسألك بالله ألا كتبت
إليه تخبره بذلك فكتب أبو بكر إلى عمر يذكر له أن زيد بن حسن قال
مقالة فيها غلظة وأخبره بالذي قال وقلت يا أمير المؤمنين إن له قرابة
ورحما فلم يبال عمر وتركه وكتبت إليه فاطمة بنت حسين تشكر له
ما صنع وتقسم بالله يا أمير المؤمنين لقد أخدمت من كان لا خادم له
واكتسى منهم من كان عاريا فسر بذلك عمر
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا إسماعيل بن عبد الملك عن يحيى بن
أبي يعلى قال لما قدم المال على أبي بكر بن حزم فقسمه أصاب كل إنسان
خمسين دينارا قال فدعتني فاطمة بنت حسين وقالت اكتب فكتبت
بسم الله الرحمن الرحيم لعبد الله عمر أمير المؤمنين من فاطمة بنت حسين
سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فأصلح الله
أمير المؤمنين وأعانه على ما ولاه وعصم له دينه فإن أمير المؤمنين كتب
إلى أبي بكر بن حزم أن يقسم فينا مالا من الكتيبة ويتحرى بذلك ما كان
يصنع من كان قبله من الأئمة الراشدين المهديين فقد بلغنا ذلك وقسم
فينا فوصل الله أمير المؤمنين وجزاه من وال خير ما جزى أحدا من الولاة
فقد كانت أصابتنا جفوة واحتجنا إلى أن يعمل فينا بالحق فأقسم لك
بالله يا أمير المؤمنين لقد اختدم من آل رسول الله صلى الله عليه وسلم
من كان لا خادم له واكتسى من كان عاريا واستنفق من كان لا يجد ما
يستنفق وبعثت إليه رسولا قال فأخبرني الرسول قال فقدمت عليه
فقرأ كتابها وإنه ليحمد الله ويشكره وأمر لي بعشرة دنانير وبعث إلى فاطمة
بخمسمائة دينار وقال استعيني بها على ما يعروك وكتب إليها بكتاب
390

يذكر فضلها وفضل أهل بيتها ويذكر ما أوجب الله لهم من الحق قال
فقدمت عليها بذلك المال
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني سعيد بن محمد عن جعفر بن محمد
أن عمر بن عبد العزيز قسم بينهم سهم ذي القربى بين بني عبد المطلب
ولم يعط نساء بني عبد المطلب من غير بني عبد المطلب وأعطى نساء
بني عبد المطلب لم يجاوز بني عبد المطلب
أخبرنا محمد بن عمر قال فحدثني إسماعيل بن عبد الملك عن يحيى
بن شبل قال جلست مع علي بن عبد الله بن عباس وأبي جعفر محمد
بن علي فجاءهما آت فوقع بعمر بن عبد العزيز فنهياه وقالا ما قسم
علينا خمس منذ زمن معاوية إلى اليوم وإن عمر بن عبد العزيز قسمه
على بني عبد المطلب فقلت فهل أعطى بني المطلب فقالا ما جاوز
به بني عبد المطلب
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني يزيد بن عبد الملك النوفلي عن أبيه
قال لما قدم علينا مال الخمس من عند عمر بن عبد العزيز وقسم من عنده
ومن الكتيبة فضه على بني هاشم الرجال والنساء فكتب إليه في بني المطلب
فكتب إنما هم من بني هاشم فأعطوا
قال عبد الملك بن المغيرة فاجتمع نفر من بني هاشم فكتبوا كتابا
وبعثوا به مع رسول إلى عمر بن عبد العزيز يتشكرون له ما فعله من صلة
أرحامهم وأنهم لم يزالوا مجفيين منذ كان معاوية فكتب عمر بن عبد
العزيز قد كان رأيي قبل اليوم هذا ولقد كلمت فيه الوليد بن عبد الملك
وسليمان فأبيا علي فلما وليت هذا الامر تحريت به الذي أظنه أوفق إن
شاء الله
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا حكيم بن محمد من بني المطلب
قال لما جاء كتاب عمر أن يقسم على بني هاشم أراد أبو بكر بن حزم
391

تنحيتنا فقالت بنو عبد المطلب لا نأخذ درهما واحدا حتى يأخذوا
فرددنا أبو بكر أياما ثم كتب إلى عمر بن عبد العزيز فما غاب عنا الكتاب
إلا بضعا وعشرين ليلة حتى جاءه إني لعمري ما فرقت بينهم وما هم إلا
من بني عبد المطلب في الحلف القديم العتيق فاجعلهم كبني عبد المطلب
أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا أبو المليح عن بن عقيل
يعني عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب قال أول مال قسمه عمر
بن عبد العزيز لمال بعث به إلينا أهل البيت فأعطى المرأة منا مثل ما يعطى
الرجل وأعطى الصبي مثل ما تعطى المرأة قال فأصابنا أهل البيت ثلاثة
آلاف دينار وكتب لنا إني إن بقيت لكم أعطيتكم جميع حقوقكم
أخبرنا علي بن محمد عن يحيى بن إسماعيل بن أبي المهاجر عن أبيه
قال كتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن أرطأة بلغني أن عمالك
بفارس يخرصون الثمار على أهلها ثم يقومونها بسعر دون سعر الناس الذي
يتبايعون به فيأخذونه ورقا على قيمتهم التي قوموها وإن طوائف من الأكراد
يأخذون العشر من الطريق ولو علمت أنك أمرت بشئ من ذلك أو
رضيته بعد علمك به ما ناظرتك إن شاء الله بما تكره وقد بعثت بشر
بن صفوان وعبد الله بن عجلان وخالد بن سالم ينظرون في ذلك فإن وجدوه
حقا ردوا إلى الناس الثمر الذي أخذ منهم وأخذوا بسعر ما باع أهل الأرض
عليهم ولا يدعون شيئا مما بلغني إلا نظروا فيه فلا تعرض لهم
أخبرنا علي بن محمد عن حماد بن سلمة عن يونس بن عبيد أن
رجلا من الأنصار أتى عمر بن عبد العزيز فقال يا أمير المؤمنين أنا فلان
بن فلان قتل جدي يوم بدر وقتل أبي يوم أحد فجعل يذكر مناقب
آبائه فنظر عمر إلى عنبسة بن سعيد وهو إلى جنبه فقال هذه والله المناقب
لا مناقبكم مسكن ودير الجماجم
تلك المكارم لا قعبان من لبن شيبا بماء فعادا بعد أبوالا
392

أخبرنا علي بن محمد عن بشر بن عبد الله بن عمر قال كتب عمر
بن عبد العزيز إلى حميد بن سلمة أما بعد فأصلح الذي بينك وبين الله
واعلم أني قد أشركتك في أمانة عظيمة فإن ضيعت حقا من حقوق الله
كنت أهون خلقه عليه ثم لا يغني عنك عمر من الله شيئا
أخبرنا علي بن محمد عن خالد بن يزيد عن أبيه قال كتب عمر بن
عبد العزيز إلى العمال في النياحة واللهو بلغني أن نساء من أهل السفه يخرجن
عند موت الميت منهن ناشرات شعورهن ينحن كفعل أهل الجاهلية
وما رخص للنساء في وضع خمرهن منذ أمرن أن يضربن بخمرهن على
جيوبهن فتقدموا في هذه النياحة تقدما شديدا وقد كانت هذه الأعاجم
تلهو بأشياء زينها الشيطان لهم فازجر من قبلك من المسلمين عن ذلك
فلعمري لقد أنى لهم أن يتركوا ذلك مع ما يقرؤون من كتاب الله فازجر
عن ذلك الباطل واللهو من الغناء وما أشبهه فإن لم ينتهوا فنكل من أتى ذلك
منهم غير متعد في النكال
أخبرنا علي بن محمد عن أبي أيوب عن خليد بن عجلان قال
كان عند فاطمة بنت عبد الملك جوهر فقال لها عمر من أين صار هذا
إليك قالت أعطانيه أمير المؤمنين قال إما أن ترديه إلى بيت المال
وإما أن تأذنيني في فراقك فإني أكره أن أكون أنا وأنت وهو في بيت
قالت لا بل أختارك على أضعافه لو كان لي فوضعته في بيت المال فلما
ولي يزيد بن عبد الملك قال لها إن شئت رددته عليك أو قيمته قالت
لا أريده طبت به نفسا في حياته وأرجع فيه بعد موته لا حاجة لي فيه
فقسمه يزيد بين أهله وولده
أخبرنا علي بن محمد عن لوط بن يحيى الغامدي قال كان الولاة
من بني أمية قبل عمر بن عبد العزيز يشتمون عليا رحمه الله فلما ولي
عمر أمسك عن ذلك فقال كثير عزة الخزاعي
393

وليت فلم تشتم عليا ولم تخف بريا ولم تتبع مقالة مجرم
تكلمت بالحق المبين وإنما تبين آيات الهدى بالتكلم
فصدقت معروف الذي قلت بالذي فعلت فأضحى راضيا كل مسلم
أخبرنا علي بن محمد عن إدريس بن قادم قال قال عمر بن عبد
العزيز لميمون بن مهران يا ميمون كيف لي بأعوان على هذا الامر أثق
بهم وآمنهم قال يا أمير المؤمنين لا تشغل قلبك بهذا فإنك سوق وإنما
يحمل إلى كل سوق ما ينفق فيها فإذا عرف الناس أنه لا ينفق عندك
إلا الصحيح لم يأتوك إلا بالصحيح
أخبرنا علي بن محمد عن خالد بن يزيد بن بشر عن أبيه قال سئل
عمر بن عبد العزيز عن علي وعثمان والجمل وصفين وما كان بينهم فقال
تلك دماء كف الله يدي عنها وأنا أكره أن أغمس لساني فيها
أخبرنا علي بن محمد عن خالد بن يزيد بن بشر عن أبيه قال أصاب
المسلمون في غزوهم الصائفة غلاما من أبناء الروم صغيرا فبعث أهله فدائه
فشاور فيه عمر فاختلفوا عليه فقال ما عليكم أن نفديه صغيرا ولعل الله
أن يمكن منه كبيرا ففدوه بمال عظيم ثم أخذ أسيرا في آخر خلافة
هشام فقتل
أخبرنا علي بن محمد عن عمرو بن جبلة عن محمد بن الزبير الحنظلي
قال رأى عمر بن عبد العزيز رجلا يكتب على الأرض بسم الله الرحمن
الرحيم فنهاه وقال لا تعد
أخبرنا علي بن محمد عن أبي يعقوب بن زيد قال أجاز عمر بن
عبد العزيز عبد الحميد بن عبد الرحمن وكان عامله على العراق بعشرة
آلاف درهم
أخبرنا علي بن محمد عن يزيد بن عياض بن جعدبة قال كتب
394

عمر بن عبد العزيز إلى سليمان بن أبي كريمة إن أحق العباد بإجلال
الله والخشية منه من ابتلاه بمثل ما ابتلاني به ولا أحد أشد حسابا ولا
أهون على الله إن عصاه مني فقد ضاق بما أنا فيه ذرعي وخفت أن تكون
منزلتي التي أنا بها هلاكا لي إلا أن يتداركني الله منه برحمة وقد بلغني أنك
تريد الخروج في سبيل الله فأحب يا أخي إذا أخذت موقفك أن تدعو الله
أن يرزقني الشهادة فإن حالي شديدة وخطري عظيم فأسأل الله الذي ابتلاني
بما ابتلاني به أن يرحمني ويعفو عني
أخبرنا علي بن محمد عن خالد بن يزيد بن بشر عن أبيه قال كان
من خاصة عمر بن عبد العزيز ميمون بن مهران ورجاء بن حياة وريح
بن عبيدة الكندي وكان قوم من دون هؤلاء عنده عمرو بن قيس
وعون بن عبد الله بن عتبة ومحمد بن الزبير الحنظلي
أخبرنا علي بن محمد عن مسلمة بن محارب وغيره قال خرد بلال
بن أبي بردة وأخوه عبد الله بن أبي بردة إلى عمر بن عبد العزيز فاختصما
إليه في الاذان في مسجدهم فارتاب بهما عمر فدس إليهما رجلا يقول لهما
أرأيتما إن كلمت أمير المؤمنين فولاكما العراق ما تجعلان لي فبدأ الرجل
ببلال فقال له ذلك فقال أعطيك مائة ألف ثم أتى أخاه فقال له مثل ذلك
فأخبر الرجل عمر فقال لهما الحقا بمصركما وكتب إلى عبد الحميد بن
عبد الرحمن لا تول بلالا بلال الشر ولا أحدا من ولد أبي موسى شيئا
وقال بعضهم كتب لا تول بليل الشر صغر بلالا
أخبرنا علي بن محمد عن عوانة بن الحكم الكلبي قال مات سليمان
بن عبد الملك بدابق واستخلف عمر بن عبد العزيز فخطب عمر الناس
فقال والله ما أردتها ولا تمنيتها فاتقوا الله وأعطوا الحق من أنفسكم
وردوا المظالم فإني والله ما أصبحت بي موجدة على أحد من أهل القبلة
إلا موجدة على ذي إسراف حتى يرده الله إلى قصد قال وكتب إلى مسلمة
395

وهو بأرض الروم يأمره بالقفول وأرسل إلى الناس بالاذان والقفول
أخبرنا علي بن محمد عن عبد الله بن عمر الثعلبي أحد بني ضبارى
بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع والمثنى بن عبد الله قالا كتب عمر بن عبد
العزيز إلى سالم أن يكتب إليه بسيرة عمر فكتب إليه سالم إن عمر كان
في غير زمانك ومع غير رجالك وإنك إن عملت في زمانك ورجالك بمثل
ما عمل به عمر في زمانه ورجاله كنت مثل عمر وأفضل
أخبرنا علي بن محمد عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال قاد
الناس الخيل إلى سليمان بن عبد الملك فمات قبل أن يجريها فاستحيا عمر
من الناس فأجرى الخيل التي جمعت ثم أعطى آخر فرس جاء لم يخيب
أحدا ثم لم يجر فرسا حتى مات
أخبرنا علي بن محمد عن مسلمة بن محارب قال كتب عمر إلى
عدي إن العرفاء من عشائرهم بمكان فانظر عرفاء الجند فمن رضيت
أمانته لنا ولقومه فأثبته ومن لم ترضه فاستبدل به من هو خير منه وأبلغ
في الأمانة والورع
أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق عن علي بن الحسن بن شفيق قال حدثنا
عبد الله بن المبارك عن أبي المنيب عن الحسن بن أبي العمرطة قال رأيت
عمر بن عبد العزيز قبل أن يستخلف فكنت تعرف الخير في وجهه فلما
استخلف رأيت الموت بين عينيه
أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن مهدي عن مالك
بن أنس قال لما خرج عمر بن عبد العزيز من المدينة قال يا مزاحم تخشى
أن نكون ممن نفت المدينة
أخبرنا عتاب بن زياد عن عبد الله بن المبارك قال أخبرني أبو الصباح
قال حدثني سهل بن صدقة مولى عمر بن عبد العزيز قال حدثني بعض
خاصة آل عمر بن عبد العزيز أنه حين أفضت إليه الخلافة سمعوا في منزله
396

بكاء عاليا فسأل عن ذلك فقيل إن عمر قد خير جواريه قال
قد نزل بي أمر قد شغلنا عنكن فمن أحب أن أعتقه أعتقته ومن أمسكته
لم يكن مني إليه شئ فبكين يأسا منه
أخبرنا عتاب بن زياد عن عبد الله بن المبارك عن إبراهيم بن نشيط
قال حدثني سليمان بن حميد اليزني عن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع
القرشي أنه دخل على فاطمة بنت عبد الملك فقال لها ألا تخبريني عن عمر
بن عبد العزيز فقالت ما أعلم أنه اغتسل من جنابة ولا من احتلام مذ
استخلفه الله حتى قبضه
أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق عن محمد بن عيسى عن أبي الحواري
قال حدثنا هشام أن فاطمة بنت عبد الملك بعثت إلى رجل من الفقهاء
فقالت إني أخاف أن لا يسع أمير المؤمنين ما يصنع قال وما ذاك
قالت ما كان من أهله بسبيل منذ ولي فلقي الرجل عمر فقال يا أمير
المؤمنين بلغني شئ أخاف أن لا يسعك قال وما ذاك قال أهلك لهم
عليك حق فقال عمر وكيف يستطيع رجل أن يأتي ذاك وأمر أمة
محمد في عنقه الله سائله عنها يوم القيامة
أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق قال حدثنا عمر بن حفص قال
حدثنا شيخ قال لما ولي عمر بن عبد العزيز بدابق خرج ذات ليلة ومعه
حرسي فدخل المسجد فمر في الظلمة برجل نائم فعثر به فرفع رأسه إليه فقال
أمجنون أنت قال لا فهم به الحرسي فقال له عمر مه إنما سألني
أمجنون أنت فقلت لا
أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق عن سفيان قال قال رجل لعمر بن عبد
العزيز لو تفرغت لنا فقال عمر وأين الفراغ ذهب الفراغ فلا فراغ
إلا عند الله
أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق عن سفيان قال قال عمر بن عبد العزيز
397

أريحوني فإن لي شأنا وشؤونا
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال أخبرنا فضيل عن السري
بن يحيى أن عمر بن عبد العزيز حمد الله ثم خنقته العبرة ثم قال أيها
الناس أصلحوا آخرتكم تصلح لكم دنياكم وأصلحوا سرائركم تصلح
لكم علانيتكم والله إن عبدا ليس بينه وبين آدم أب له إلا قد مات إنه
لمعرق له في الموت
أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق عن أبي محمد عن مطرف بن مازن قال
حدثنا رياح بن زيد أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى عروة إنك تردد
إلي الكتب فنفذ ما أكتب إليك من الحق فإنه ليس للموت ميقات
نعرفه
أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق عن عبد الله بن خراش أخي العوام بن
حوشب عن مزيد بن حوشب أخي العوام قال ما رأيت أخوف من
الحسن وعمر بن عبد العزيز كأن النار لم تخلق إلا لهما
حدثنا أحمد بن أبي إسحاق قال حدثني هشام بن المفضل قال
أخبرنا أشعث عن أرطأة بن المنذر قال كان عند عمر بن عبد العزيز نفر
يسألونه أن يتحفظ في طعامه ويسألونه أن يكون له حرس إذا صلى لئلا
يثور ثائر فيقتله ويسألونه أن يتنحى عن الطاعون ويخبرونه أن الخلفاء قبله
كانوا يفعلون ذلك قال لهم عمر فأين هم فلما أكثروا عليه قال
اللهم إن كنت تعلم أني أخاف يوما دون القيامة فلا تؤمن خوفي
أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن مهدي قال أخبرنا
محمد بن أبي الوضاح عن خصيف عن مجاهد قال أتينا عمر بن عبد العزيز
ونحن نرى أنه سيحتاج إلينا فما خرجنا من عنده حتى احتجنا إليه
قال وقال خصيف ما رأيت رجلا قط خيرا من عمر بن عبد
العزيز
398

أخبرنا زهير بن حرب عن الوليد بن مسلم قال سمعت محمد بن
عجلان أن الولاة قبل عمر بن عبد العزيز كانوا يجرون على إجمار
مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم للجمع وتطييبه في شهر رمضان
من العشر والصدقة فلما ولي عمر بن عبد العزيز كتب بقطع ذلك وبمحو
آثار ذلك الطيب من المسجد
قال بن عجلان فأنا رأيتهم يغسلون آثار ذلك الطيب بالماء والملاحف
أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق عن عبيد بن الوليد قال سمعت أبي
يذكر أن عمر بن عبد العزيز كان يسخن له في المطبخ العامة ماء يتوضأ
به وهو لا يعلم ثم علم بعد ذلك فقال كم لكم منذ أسخنتموه فقالوا
شهر أو نحوه قال فألقى في مطبخ العامة لذلك حطبا
أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق عن عبيد بن الوليد عن أبيه أن عمر
بن عبد العزيز كان إذا سمر في أمر العامة أسرج من بيت مال المسلمين
وإذا سمر في أمر نفسه أسرج من مال نفسه قال فبينا هو ذات ليلة إذ نعس
السراج فقام إليه ليصلحه فقيل له يا أمير المؤمنين إنا لنكفيك فقال
أنا عمر حين قمت وأنا عمر حين جلست
أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق قال حدثني محمد بن عبيد قال
حدثني إبراهيم السكري قال كان بين موال لسليمان بن عبد الملك
وبين موال لعمر بن عبد العزيز كلام فذكر ذلك سليمان لعمر فبينا
هو يكلمه إذ قال سليمان لعمر كذبت فقال ما كذبت منذ علمت
أن الكذب شين لصاحبه
أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق قال حدثني عنبسة بن سعيد قال
أخبرنا أبو بكر عن أبي يحيى القتات عن مجتهد قال قدمت على عمر بن
عبد العزيز فأعطاني ثلاثين درهما وقال يا مجاهد هذه من عطائي
أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق عن ضمرة عن حفص بن عمر قال
399

احتبس عمر بن عبد العزيز غلاما له يحتطب عليه ويلقط له البعر فقال
له الغلام الناس كلهم بخير غيري وغيرك قال فاذهب فأنت حر
أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق عن عبد الملك بن قريب قال حدثنا
إسحاق بن يحيى قال قدمت على عمر بن عبد العزيز في خلافته فوجدته
قد جعل للخمس بيت مال على حدة وللصدقة بيت مال على حدة وللفئ
بيت مال على حدة
أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق عن عمر بن حفص عن عمرو بن ميمون
قال ما زلت ألطف أنا وعمر في أمر الأمة حتى قلت له يا أمير المؤمنين
ما شأن هذه الطوامير التي يكتب فيها بالقلم الجليل يمد فيها وهي من بيت
مال المسلمين فكتب في الآفاق أن لا يكتبن في طومار بقلم جليل
يمدن فيه قال فكانت كتبه إنما هي شبر أو نحوه
أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق عن يحيى بن أبي غنية عن حفص بن
عمر بن أبي الزبير قال كتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن حزم
أما بعد فكتبت تذكر أن القراطيس التي قبلك قد نفدت وقد قطعنا لك
دون ما كان يقطع لمن كان قبلك فأدق قلمك وقارب بين أسطرك واجمع
حوائجك فإني أكره أن أخرج من أموال المسلمين ما لا ينتفعون به
أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق عن محمد بن مصعب عن شيخ من أهل
المدينة أنه سمعه يحدث عن عبد الله بن دينار قال لم يرتزق عمر من بيت
مال المسلمين شيئا ولم يرزأه حتى مات
أخبرنا الحكم بن موسى قال حدثنا سبرة بن عبد العزيز بن الربيع
بن سبرة قال حدثني أبي عن أبيه قال قال عمر بن عبد العزيز يوما
والله لوددت لو عدلت يوما واحدا وأن الله توفى نفسي فقال له ابنه عبد
الملك وأنا والله يا أمير المؤمنين لوددت لو عدلت فواق ناقة وأن الله توفى
نفسك فقال الله الذي لا إله إلا هو فقال الله الذي لا إله إلا
400

هو ولو حشت بي وبك القدور فقال عمر جزاك الله خيرا
أخبرنا سعيد بن عامر عن جويرية بن أسماء قال قال عمر بن عبد
العزيز إن نفسي هذه نفس تواقة وإنها لم تعط شيئا إلا تاقت إلى ما هو
أفضل منه فلما أعطيت الذي لا شئ أفضل منه في الدنيا تاقت إلى ما هو
أفضل من ذلك
فقال سعيد الجنة أفضل من الخلافة
أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا أبو المليح عن ميمون قال
أقمت عند عمر بن عبد العزيز ستة أشهر ما رأيته غير رداءه إلا أنه كان
يغسل من الجمعة إلى الجمعة ويتبين بشئ من زعفران
أخبرنا محمد بن حميد العبدي عن أسامة بن زيد عن إسماعيل بن أمية
عن أمه عن أم ولد عمر بن عبد العزيز قالت سألني عمر دهنا فأتيته به
وبمشط من عظام الفيل فرده وقال هذه ميتة قلت وما جعله ميتة
قال ويحك من ذبح الفيل
أخبرنا مالك بن إسماعيل قال حدثنا جويرية بن أسماء عن إسماعيل
بن أبي حكيم قال بعث عمر بن عبد العزيز إلي وإلى مزاحم صلاة الصبح
قبل أن يصلي الغداة فأتيناه ولم يدهن ولم يتهيأ فقال هذا عجلتم عن الدهن
أيعجز أحدكم أن يدعو بالمشط فيسرح به لحيته
أخبرنا حجاج بن نصير قال حدثنا إسماعيل بن عياش قال
قلت لعمرو بن المهاجر صاحب حرس عمر بن عبد العزيز ما كان عمر
يلبس في بيته قال جبة سوداء مبطنة
أخبرنا سليمان بن حرب قال حدثنا جرير بن حازم عن يعلى بن
حكيم قال كانت أردية عمر بن عبد العزيز ستة أذرع وشبرا في سبعة
أشبار
أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا محمد بن مروان قال أخبرني
401

عمارة بن أبي حفصة أن مسلمة بن عبد الملك دخل على عمر بن عبد
العزيز فقال لأخته فاطمة بنت عبد الملك وهي امرأة عمر بن عبد العزيز
إني أرى أمير المؤمنين قد أصبح اليوم مفيقا وأرى قميصه درنا فألبسيه
غير هذا القميص حتى نأذن للناس عليه فسكتت فقال ألبسي أمير المؤمنين
غير هذا القميص فقالت والله ما له غيره
أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق عن عمر بن حفص قال حدثنا عمرو
بن ميمون قال أتيت سليمان بن عبد الملك بهذه الحريرة فرأيت عنده عمر
وهو كأشد الرجال وأغلظهم عنقا فما لبثت بعدما استخلف عمر إلا
سنة حتى أتيته فخرج يصلي بنا الظهر وعليه قميص ثمن دينار أو نحوه
وملية مثله وعمامة قد سدلها بين كتفيه وقد نحل ودقت عنقه
أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق عن أبي سعيد مولى بني هاشم قال
حدثنا أبو يعقوب قال حدثني رجاء بن حياة قال كان عمر بن عبد
العزيز من أعطر الناس وألبس الناس وأخيلهم مشية فلما استخلف
قوموا ثيابه باثني عشر درهما من ثياب مصر كمته وعمامته وقميصه
وقباؤه وقرطقه وخفاه ورداؤه
أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق قال حدثنا زيد بن الحباب قال
أخبرني معاوية بن صالح قال أخبرني سعيد بن سويد أن عمر بن عبد
العزيز صلى بهم الجمعة وعليه قميص مرقوع الجيب ومن بين يديه ومن خلفه
فلما فرغ جلس وجلسنا معه قال فقال له رجل من القوم يا أمير المؤمنين
إن الله قد أعطاك فلو لبست وصنعت فنكس مليا حتى عرفنا أن ذلك
قد ساءه ثم رفع رأسه فقال إن أفضل القصد عند الحدة وأفضل العفو
عند القدرة
أخبرنا عبد الله بن إدريس قال سمعت أبي يذكر عن أزهر صاحب
كان له قال رأيت عمر بن عبد العزيز بخناصرة يخطب الناس وقميصه
402

مرقوع
أخبرنا روح بن عبادة قال حدثنا الأوزاعي عن عمرو بن مهاجر
قال رأيت قمص عمر بن عبد العزيز وجبابه فيما بين الكعب والشراك
أخبرت عن عبد الرحمن بن مهدي قال حدثني معرف بن واصل
قال رأيت عمر بن عبد العزيز قدم مكة وعليه ثوبان أخضران
أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق قال حدثني عبيد بن الوليد بن أبي
السائب الدمشقي قال سمعت أبي يذكر أن عمر بن عبد العزيز كانت
له جبة خز غبراء وجبة خز صفراء وكساء خز أغبر وكساء خز أصفر
فكان إذا لبس الجبة الغبراء لبس الكساء الأصفر وإذا لبس الجبة الصفراء
لبس الكساء الأغبر قال ثم ترك ذلك
أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا عمر بن موسى الأنصاري قال
قدمت على عمر بن عبد العزيز فخرج علينا وعليه مطرف أدكن قال قلت
لعمر خز هو قال ما أدري
أخبرنا وكيع بن الجراح عن الربيع بن صبيح قال حدثني من رأى
عمر بن عبد العزيز يصلي في جبة طيالسة ليس عليه إزار
أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا محمد بن هلال قال رأيت
عمر بن عبد العزيز لا يحفي شاربه جدا يأخذ منه أخذا حسنا
أخبرنا معن قال حدثنا أبو الغصن قال كنت أجد من عمر بن
عبد العزيز ريح المسك
أخبرنا معن عن أبي الغصن ومحمد بن هلال أنهما رأيا عمر بن عبد
العزيز وليس بين عينيه أثر السجود
أخبرنا معن قال حدثني أبو الغصن أنه لم ير على عمر بن عبد العزيز
على المنبر سيفا قط
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب قال نبئت أن عمر بن
403

عبد العزيز ذكر له ذاك الموضع الرابع الذي عند قبر النبي عليه السلام
فعرضوا له به قالوا لو دنوت من المدينة قال لان يعذبني الله بكل
عذاب إلا النار أحب إلي من أن يعلم أني أرى لذلك أهلا
أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال
قيل لعمر بن عبد العزيز يا أمير المؤمنين لو أتيت المدينة فإن قضى الله موتا
دفنت في موضع القبر الرابع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي
بكر وعمر قال والله لان يعذبني الله بكل عذاب إلا النار فإني لا صبر
لي عليه أحب إلي من أن يعلم الله من قلبي أني أراني لذلك أهلا
أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق عن أبي محمد عن الوليد بن مسلم عن
الأوزاعي أن محمد بن المقدام سأل فاطمة بنت عبد الملك امرأة عمر بن
عبد العزيز ما ترين بدي مرض عمر الذي مات فيه قالت
بديه أو جله الوجل
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة
عن عبد المجيد بن سهيل قال رأيت الطبيب خرج من عند عمر بن عبد
العزيز فقلنا كيف رأيت بوله اليوم فقال ما ببوله بأس إلا الهم بأمر
الناس
أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق عن علي بن الحسن بن شفيق عن عبد الله
بن المبارك قال أخبرنا بن لهيعة قال وجدوا في بعض الكتب تقتله
خشية الله يعني عمر بن عبد العزيز
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا داود بن خالد قال حدثني محمد
بن قيس قال حضرت أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز أول مرضه اشتكى
لهلال رجب سنة إحدى ومائة فكان شكوه عشرين يوما فأرسل إلى
ذمي ونحن بدير سمعان فساومه موضع قبره فقال الذمي يا أمير
المؤمنين والله إنها لخيرة أن يكون قبرك في أرضي قد حللتك فأبى عمر
404

حتى ابتاعه منه بدينارين ثم دعا بالدينارين فدفعهما إليه
أخبرنا حميد بن عبد الرحمن الرواسي ومحمد بن عبد الله الأسدي
ومعن بن عيسى والعلاء بن عبد الجبار قالوا حدثنا محمد بن مسلم الطائفي
عن إبراهيم بن ميسرة أن عمر بن عبد العزيز اشترى موضع قبره قبل
أن يموت بعشرة دنانير
أخبرنا محمد بن معن الغفاري قال أخبرني شيخ من أهل مكة قال
كانت فاطمة بنت عبد الملك وأخوها مسلمة عند عمر بن عبد العزيز
فقال أحدهما لصاحبه لا نكون قد ثقلنا عليه قال فخرجا وهو متحرف
على غير القبلة فقالا فقلما لبثنا حتى عدنا وإذا هو موجه إلى القبلة
قال وإذا متكلم يتكلم لا نراه يقول تلك الدار الآخرة نجعلها
للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين
أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا محمد بن مروان قال أخبرنا
عمارة بن أبي حفصة أن مسلمة بن عبد الملك دخل على عمر بن عبد
العزيز في مرضه الذي مات فيه فقال له من توصي بأهلك فقال إذا
نسيت الله فذكرني ثم عاد أيضا فقال من توصي بأهلك فقال إن
وليي فيهم الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا هشام بن الغاز عن سليمان
بن موسى قال لما حضر عمر بن عبد العزيز كتب إلى يزيد بن عبد الملك
أما بعد فإياك أن تدركك الصرعة عند العزة فلا تقال العثرة ولا تمكن
من الرجعة ولا يحمدك من خلفت ولا يعذرك من تقدم عليه والسلام
أخبرنا روح بن عبادة قال حدثنا الحجاج بن حسان التيمي قال
حدثني سالم بن بشير أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى يزيد بن عبد الملك
حين حضره الموت سلام عليك أما بعد فإني لا أراني إلا لما بي ولا أرى
الامر إلا سيفضي إليك والله الله في أمة محمد النبي صلى الله عليه وسلم
405

فتدع الدنيا لمن لا يحمدك وتفضي إلى من لا يعذرك والسلام عليك
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن عبد الرحمن بن أبي
الزناد قال أخبرني عبد العزيز بن عمر قال أوصى أبي أن يكفن في خمسة
أثواب كرسف
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبيد الله بن عبد العزيز عن أبي
بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال أوصى عمر بن عبد العزيز أن يكفن في
خمسة أثواب منها قميص وعمامة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني خالد بن أبي بكر قال
أوصى عمر بن عبد العزيز أن يكفن في خمسة أثواب منها قميص وعمامة
وقال هكذا كان بن عمر يكفن من مات من أهله
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن مسلم بن جماز
عن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله قال أوصى عمر بن عبد العزيز عند
الموت فدعا بشعر من شعر النبي صلى الله عليه وسلم وأظفار من أظفاره
وقال إذا مت فخذوا الشعر والأظفار ثم اجعلوه في كفني ففعلوا ذلك
أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن
جعفر بن محمد عن سفيان بن عاصم بن عبد العزيز بن مروان قال شهدت
عمر بن عبد العزيز قال لمولاة له إني أراك ستلين حنوطي فلا تجعلي
فيه مسكا
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني يحيى بن خالد بن دينار عن سفيان
بن عاصم قال أوصى عمر بن عبد العزيز إذا حضر أن يوجه إلى القبلة
على شقه الأيمن
قال أخبرنا وهب بن جرير بن حازم قال حدثنا أبي قال سمعت
المغيرة بن حكيم قال قالت لي فاطمة بنت عبد الملك كنت أسمع عمر
بن عبد العزيز في مرضه الذي مات فيه يقول اللهم أخف عليهم موتي
406

ولو ساعة من نهار فلما كان اليوم الذي قبض فيه خرجت من عنده فجلست
في بيت آخر بيني وبينه باب وهو في قبة له فسمعته يقول تلك الدار
الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا
والعاقبة للمتقين ثم هدأ فجعلت لا أسمع له حسا ولا حركة فقلت
لوصيف كان يخدمه انظر أمير المؤمنين أنائم هو فلما دخل عليه صاح
فوثبت فدخلت عليه فإذا هو ميت قد استقبل القبلة وأغمض نفسه ووضع
إحدى يديه على فيه والأخرى على عينيه
قال أخبرنا عباد بن عمر الواشحي قال حدثنا مخلد بن يزيد
عن يوسف بن ماهك عن رجاء بن حياة قال قال لي عمر بن عبد العزيز
في مرضه كن فيمن يغسلني ويكفنني ويدخل قبري فإذا وضعتموني
في لحدي فحل العقدة ثم انظر إلى وجهي فإني قد دفنت ثلاثة من الخلفاء
كلهم إذا أنا وضعته في لحده حللت العقدة ثم نظرت إلى وجهه فإذا وجهه
مسواد في غير القبلة
قال رجاء فكنت فيمن غسل عمر وكفنه ودخل في قبره فلما
حللت العقدة نظرت إلى وجهه فإذا وجهه كالقراطيس إلى القبلة
أخبرنا عباد بن عمر الواشحي مؤذن مسجد سليمان بن حرب بالبصرة
قال حدثنا مخلد بن يزيد قال لقيته منذ خمسين وكان نازلا في بني
وكان فاضلا خيرا كبير السن عن يوسف
بن ماهك قال بينما نحن نسوي التراب على قبر عمر بن عبد العزيز إذ
سقط علينا رق من السماء فيه مكتوب بسم الله الرحمن الرحيم أمان من
الله لعمر بن عبد العزيز من النار
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عمرو بن عثمان قال
مات عمر بن عبد العزيز لعشر ليال بقين من رجب سنة إحدى ومائة وهو
بن تسع وثلاثين سنة وأشهر وكانت خلافته سنتين وخمسة أشهر ومات
407

بدير سمعان
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عمي الهيثم بن واقد قال
ولدت سنة سبع وتسعين واستخلف عمر بن عبد العزيز بدابق يوم الجمعة
لعشر بقين من صفر سنة تسع وتسعين فأصابني من قسمه ثلاثة دنانير
وتوفي رحمه الله بخناصرة يوم الأربعاء لخمس ليال بقين من رجب
سنة إحدى ومائة وكان شكوه عشرين يوما وكانت خلافته سنتين
وخمسة أشهر وأربعة أيام ومات وهو بن تسع وثلاثين سنة وأشهر
ودفن بدير سمعان
قال وأخبرنا محمد بن عمر عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه
قال توفي عمر بن عبد العزيز وهو بن تسع وثلاثين سنة وخمسة أشهر
قال سمعت سعيد بن عامر قال كان لعمر بن عبد العزيز يوم
هلك تسع وثلاثون سنة وأشهر
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال سمعت أبا بكر بن
عياش يقول أتى على عمر بن عبد العزيز تسع وثلاثون سنة
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال سمعت سفيان بن عيينة يقول
كان عمر بن عبد العزيز بن أربعين سنة
قال سفيان بن عيينة وسألت ابنه كم بلغ من السن قال لم يكن
بلغ إلا أربعين وملك سنتين وشيئا
قال أخبرت عن عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح قال لما
حضر عمر بن عبد العزيز الموت أوصاهم وقال احفروا لي ولا تعمقوا
فإن خير الأرض أعلاها وشرها أسفلها
أخبرنا محمد بن يزيد بن خنيس عن وهيب بن الورد قال بلغنا أن
عمر بن عبد العزيز لما توفي جاء الفقهاء إلى زوجته يعزونها به فقالوا لها
جئناك لنعزيك بعمر فقد
408

الطبقة السادسة
رافع بن خديج
وطماح وأمه أم يحيى بنت طماح بن عبد الحميد بن رافع بن خديج
وكان محمد يكنى أبا عبد الله توفي بالمدينة في خلافة أبي جعفر
عبد الله بن الهرير
بن عبد الرحمن بن رافع بن خديج وأمه أم ولد فولد عبد الله
بن الهرير الفضل وأمه سهلة بنت حابس بن امرئ القيس بن رفاعة بن
رافع بن خديج وسبرة وعيسى والمنذر وعفراء وأم رافع وأمهم تامة
بنت سهل بن عيسى بن سهل بن رافع بن خديج
الله تبارك وتعالى محمد بن يحيى
بن سهل بن أبي حثمة واسمه عبد الله بن ساعدة بن عامر بن عدي
بن جثم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث وأمه من أشجع من قيس
عيلان فولد محمد بن يحيى حمادة وأمها أم الحسن بنت عمر بن عبد
العزيز بن محمد بن أبي عبس بن جبر بن عمرو بن زيد بن جثم بن
409

حارثة بن الحارث وكان محمد بن يحيى يكنى أبا عبد الله ومات سنة ست
وستين ومائة في خلافة المهدي
عبد المجيد بن أبي عبس
بن محمد بن أبي عبس بن جبر بن عمرو بن زيد بن جثم بن
حارثة بن الحارث وأمه أم ولد فولد عبد المجيد بن أبي عبس أحمد
ومريم وأمهما شريفة بنت القاسم بن محمد بن أبي عبس بن جبر بن عمرو
بن زيد بن جثم بن حارثة وكان عبد المجيد يكنى أبا محمد ومات سنة
أربع وستين ومائة في خلافة المهدي وكان قليل الحديث
عبد الله بن الحارث
بن الفضيل بن الحارث بن عمير بن عدي بن خرشة بن أمية بن
عامر بن خطمة واسمه عبد الله بن جثم بن مالك بن الأوس وأمه
مريم بنت عدي بن الحارث بن عمير الخطمي فولد عبد الله بن الحارث
الحارث وعيسى وأمهما حبابة بنت عيسى بن معن بن معبد بن شريق
بن أوس بن عدي بن أمية بن عامر بن خطمة ويكنى عبد الله أبا الحارث
ومات سنة أربع وستين ومائة في خلافة المهدي
410

خالد بن القاسم
بن عبد الرحمن بن خالد بن قيس بن مالك بن العجلان بن عامر
بن بياضة من الخزرج فولد خالد بن القاسم أم القاسم
وأمه أم ولد وكان خالد يكنى أبا محمد ومات سنة ثلاث وستين ومائة
وهو بن ثلاث وتسعين سنة وكان قليل الحديث
سعيد بن محمد
بن أبي زيد من ولد المعلى بن لوذان بن حارثة بن عدي بن زيد
بن ثعلبة بن مالك بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب
بن جثم بن الخزرج
أخبرنا محمد بن عمر قال كان سعيد بن محمد بن أبي زيد رجلا
من أهل الدين والورع والفضل والعقل وكانت له أريضة سبخة تغل
في السنة دينارين وكان يقتصد في ذلك ويجتزئ به ويغدو هو وجاريته
فيلقط لها بلحات من أرضه ويرسل بها مع جاريته إلى أهله صبورا على
تلك الشدة لا يشكو من ذلك قليلا ولا كثيرا ويبعث إليه فيقول
أنا بخير ويغضب على من يبعث إليه ويمتعض من ذلك امتعاضا شديدا
أصون الناس لنفسه يخرج إلينا فيحدثنا في ثوبيه ذينك في الشتاء والصيف
لا نراهما أبدا إلا نظيفين وكان يدعى إلى الوليمة فيجيبها ولا يأكل منها
شيئا ويدعو لأصحابها فيقال له لم لا تأكل يا أبا محمد من هذا قال
أكره أن أعود بطني الطعام الطيب فلا يرضى بما أطعمه لا أريد أن
أشره إليه
411

قال لما ولي عبد الرحمن بن أبي الزناد خراج المدينة أرسل إلى سعيد
بن محمد بن أبي زيد بمائة دينار فقال والله لا أقبلها أبدا ولا هي من شأني
سبحان الله أما يستحي من هذا قال فأولاه ولاية أرسله ساعيا على أسد
وطئ قال لا أفعل فلم يزل يرسل إليه الرسل قال فجاءه فقال
قد عرفت أنك تريد أن تصنع إلي وإن تمام صنيعتك إلي أن تعفيني فإني
لا أريد هذا وعندي بحمد الله غنى عنه فتركه وأعفاه
بن أبي حبيبة
واسمه إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة ويكنى أبا إسماعيل مولى عبد
الله بن سعد بن زيد الأشهلي وكان مصليا عابدا صام ستين سنة ومات
سنة خمس وستين ومائة في خلافة المهدي وهو بن اثنتين وثمانين سنة
وكان قليل الحديث
كثير بن عبد الله
بن عوف وكان قليل الحديث يستضعف
يزيد بن عياض
بن جعدبة الليثي من أنفسهم ويكنى أبا الحكم انتقل إلى البصرة
ومات بها في خلافة المهدي وكان قليل الحديث يستضعف
412

أسامة بن زيد
بن أسلم مولى عمر بن الخطاب بن نفيل ويكنى أبا زيد سمع من
القاسم بن محمد وسالم بن عبد الله ونافع مولى بن عمر وكان كثير الحديث
وليس بحجة وتوفي بالمدينة في خلافة أبي جعفر
عبد الله بن زيد
بن أسلم مولى عمر بن الخطاب وكان أثبت ولد أسلم في الحديث
وتوفي بالمدينة في أول خلافة المهدي
عبد الرحمن بن زيد
بن أسلم مولى عمر بن الخطاب توفي بالمدينة في أول خلافة هارون
وكان كثير الحديث ضعيفا جدا
داود بن خالد
بن دينار مولى آل حنين موالي بني العباس بن عبد المطلب ويكنى
أبا سليمان
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا سحبل بن محمد بن أبي يحيى
قال كان خالد بن دينار مولى لآل حنين موالي بني العباس وكانت له
مروة قال فبينا أنا مع أبي في المسجد إذا صائح على باب المسجد يصيح
رحم الله من شهد خالد بن دينار قال فخرج الناس لشهوده فبينا هم ينتظرون
413

إخراجه إذ خرج إليهم رجل من الدار فقال آجركم الله انصرفوا فقد نبض
منه عرق قال فانصرف الناس وعاش بعد ذلك حتى ولد له ثلاثة بنين
داود بن خالد وشميل بن خالد ويحيى بن خالد وكلهم قد حمل العلم
ورواه وولد لخالد أيضا بنات فبلغ ولده وولد لهم أولاد وكانوا تجارا
فلما قدم عبد الصمد بن علي واليا على المدينة بعث إليهم لولائهم فعرض
عليهم ما قبله بها فقالوا أصلح الله الأمير نحن قوم تجار ولا حاجة لنا بالدخول
في عمل السلطان فأعفنا منه فأعفاهم منه فأعفاهم وكان يكرمهم
بسم الله الرحمن الرحيم شميل بن خالد
بن دينار مولى آل حنين موالي بني العباس بن عبد المطلب وقد
روي عنه أيضا
بسم الله الرحمن الرحيم يحيى بن خالد
بن دينار مولى آل حنين موالي بني العباس بن عبد المطلب وقد
روي عنه أيضا
عبد العزيز بن عبد الله
بن أبي سلمة الماجشون ويكنى أبا عبد الله مولى لآل الهدير التيمي
توفي ببغداد سنة أربع وستين ومائة في خلافة المهدي وصلى عليه المهدي
ودفنه في مقابر قريش وكان ثقة كثير الحديث وأهل بغداد أروى عنه
من أهل المدينة
414

يوسف بن يعقوب
بن أبي سلمة ويعقوب هو الماجشون فنسب إلى ذلك ولده وبنو عمه
أخبرنا حفص بن عمر الحوضي قال حدثنا يوسف بن الماجشون
قال ولدت في زمن سليمان بن عبد الملك وفرض لي سليمان حين ولدت
فلما ولي عمر بن عبد العزيز عرض الديوان فمر باسمي فقال ما أعرفني بمولد
هذا الغلام هذا صغير ليس من أهل الفرائض فردني عيلا
عبد الرحمن بن أبي الموال
فليح بن سليمان
بن أبي المغيرة بن حنين مولى آل زيد بن الخطاب بن نفيل العدوي
وعبيد بن حنين الذي روى عن أبي هريرة هو عم أبي فليح سليمان بن
أبي المغيرة وكان فليح يسمى عبد الملك فغلب عليه اللقب وكان فليح
ضاغطا على حسن بن زيد بن حسن بن علي حين ولي المدينة لأبي جعفر وكان
قد وقع بينه وبينه يعني تشاجرا وكان حسن بن زيد يؤذيه ويعنته
عبد الرحمن بن أبي الزناد
واسم أبي الزناد عبد الله بن ذكوان وكان ذكوان مولى رملة بنت
شيبة بن ربيعة بن عبد شمس وكانت رملة بنت شيبة امرأة عثمان بن عفان
وكان عبد الرحمن يكنى أبا محمد وولد سنة المائة في خلافة عمر بن عبد
العزيز
415

أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد قال
كان محمد بن عبد العزيز الزهري منقطعا إلى أبي الزناد فولي قضاء المدينة
ووقع بين عبد الرحمن بن أبي الزناد وعبد الله بن محمد بن سمعان كلام
وتنازع فأسمعه عبد الرحمن كلاما فقال عبد الله اشهدوا عليه وقدمه
إلى محمد بن عبد العزيز وشهد عليه بما قال فسجن عبد الرحمن وضربه سبعة
عشر سوطا
قال محمد بن عمر وولي عبد الرحمن بن أبي الزناد بعد ذلك خراج
المدينة فكان يستعين بأهل الخير والورع والحديث وكان نبيلا في عمله
وكان كثير الحديث عالما وقرأ رجل عليه فلحن في قراءته فضحك من ثم
ممن هو حاضر وعبد الرحمن ساكت فلما قام الرجل عاتبهم في ذلك وقال
لا تستحيون من هذا
قال وقرأ عليه رجل حديثا كان يكتبه ولا يحب أن يسمعه كل
أحد فلما قام الرجل التفت إلى عبد الرحمن فقال لو قلت له اكتمه
صاح به ولكني تركته فلا يدري أني أكتمه فلم يلق له بالا وكان
كسائر الحديث الذي عنده وقدم عبد الرحمن بن أبي الزناد بغداد فحدثهم
ومرض فمات بها سنة أربع وسبعين ومائة وهو بن أربع وسبعين سنة
وكان كثير الحديث ضعيفا وأخوه
أبو القاسم بن أبي الزناد
وقد روي عنه أيضا وكان قد أتى بغداد وسمعوا منه
416

محمد بن عبد الرحمن
بن أبي الزناد ويكنى أبا عبد الله وكان بينه وبين أبيه في السن سبع
عشرة سنة وفي الموت إحدى وعشرون ليلة ودفنا في مقابر باب التبن
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرني عبد الرحمن بن أبي الزناد قال
لحقني أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم فقال يا عبد الرحمن ولد لك
قال قلت نعم قال بن كم أنت قلت بن سبع عشرة سنة قال
وأنا ولد لي محمد وأنا بن سبع عشرة سنة
قال محمد بن عمر وكان محمد بن عبد الرحمن قد لقي رجال أبيه
علقمة وشريك بن عبد الله بن أبي نمر وكل رجال أبيه غير أبي الزناد
وكان يسأل أن يحدث فيأبى ويقول أحدث وأبي حي إلا الخاصة به
في الحديث بعد الحديث وكان بارا بأبيه معظما له هائبا له قال رأيته يوما
وقد أصابته الخاصرة وإنه على الباب لجالس ينتظر أن يأذن له أبوه فينصرف
وإنه لمبلغ من الخاصرة حتى خرج رسول أبيه فقال انصرف فانصرف
قال فقلت له لو ذهبت قال سبحان الله إذا جاء حد الضرورة قال
لو مكثت كم ما شاء الله لا يأذن لي ما ذهبت حتى يأذن لي قال وكان في
محمد بن عبد الرحمن خصال لا تستغني عن واحدة منهن الخصلة منهن
تكون في الرجل فيكون من الكلمة قراءة القرآن وقراءة السنة والعربية
والعروض والحساب ووضع الكتب في البروات والسجلات وأذكار
الحقوق
قال محمد بن عمر سمعت محمد بن عمران الطلحي قاضينا وأتي
بكتاب يقرأ عليه فقال اعرض على محمد بن عبد الرحمن فقيل لا
فقال اذهب به فاعرضه عليه ثم جئني به قال وكان أعلم الناس بحساب
القسم والفرائض وبحسابها وبقسمها وبالحديث إتقانا له ومعرفة به
417

أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرني سليمان بن بلال قال ما رأيت
أحدا يجترئ على زيد بن أسلم فيقول له أسمعت غير محمد بن عبد الرحمن
فإني سمعته يقول لزيد بن أسلم أسمعت يا أبا أسامة
قال محمد بن عمر وكان محمد بن عبد الرحمن من أبر الناس بأبيه
وكان أبوه يكون في الحلقة وهو متأخر عنها فيقول أبوه يا محمد فلا
يجيبه حتى يثب فيقوم على رأسه فيلبيه فيأمره بحاجته فلا يستثبته هيبة له
حتى يسأل من فهم ذلك عن أبيه فيخبره
أخبرنا محمد بن عمر قال كان محمد بن عبد الرحمن مع أبيه عبد
الرحمن بن أبي الزناد ببغداد فمات بعد أبيه بإحدى وعشرين ليلة سنة أربع
وسبعين ومائة وهو يوم مات بن سبع وخمسين سنة ودفنا جميعا في مقابر
باب التبن لم يحدث عنه أحد إلا محمد بن عمر
أبو معشر نجيح
وكان مكاتبا لامرأة من بني مخزوم فأدى وعتق فاشترت أم موسى
بنت منصور الحميرية ولاءه ومات ببغداد سنة سبعين ومائة وكان
كثير الحديث ضعيفا
إسماعيل بن إبراهيم
بن عقبة وهو بن أخي موسى بن عقبة ويكنى أبا إسحاق
لقي نافعا مولى بن عمر وعائشة بنت سعد بن أبي وقاص وحدث عنهما
حديثا صالحا وكان يحدث بالمغازي عن عمه موسى بن عقبة سمع منه
418

محمد بن عمر وإسماعيل بن أبي أويس وغيرهما ومات بالمدينة في أول
خلافة المهدي
محمد بن مسلم
الجوسق مولى بني مخزوم ويكنى أبا عبد الله مات سنة ستين ومائة
محمد بن مسلم
بن جماز مولى لبني تيم بن مرة ويكنى أبا عبد الله وكان فقيها
في رأيه بصيرا بالأحاديث ولكنه ترك ذلك وأقبل على العبادة ومات بالمدينة
سنة سبع وسبعين ومائة في خلافة هارون
أخبرنا محمد بن عمر قال لما حضرت محمد بن مسلم بن جماز الوفاة
لم يوص إلا بأشياء قال إني كنت أسمع أهل الدار يتشكون من مئزاب
لنا على طريقهم في الدار وأدركت آبائي في هذا المنزل وهذا المئزاب في
موضعه قال فأردت أن أغيره إلى موضع آخر فلم أجد في الدار موضعا
يصلح أن يغير فيه وذهبت أريد النقلة فلم أقو عليها وخشيت أن أتحول
ببنات أخي نسيات ضعافا عورة وقد مات أبوهن حديثا فيضعن فأحب
أن تكملوا أهل الدار في المئزاب أن يحللوني منه وإن كانت في ذلك تباعة
غدا وجاري هذا إسحاق بن شعيب بن إبراهيم بن محمد بن طلحة بن
عبيد الله قد أرسل إلي في أن يفتح كوة في بيتي ليضئ له بيت مظلم
ويرفع الكوة في السماء حتى لا تكون علينا عورة فأنعمت له فأحضر آلته
ثم ذكرت أن بنات أخي صبايا ولم آمن عليهن العورة فأبيت أن أفعل
فتكلمونه أن يحللني من قولي له نعم ثم قولي لا وهذه ثلاثة دراهم
419

في رف صندوق منذ أكثر من ثلاثين سنة وكنت أعالج البز فلا أدري
هي لي أو هي وديعة أو قضاني غريم فتسألون عنها ثم تنفذون ما يأمرونكم
فيها وقد كان آل فلان رهنوا عندي طستا على دينارين فأخبرت أن أهلنا
أكلوا عليه مرة فتحللوني من صاحبها فإن فعل وإلا فردوا عليه الدينارين
وأما النفقة التي تركت وهي نحو من سبعين دينارا فثلثها لبنات أخي وصية
لهن والثلثان لبني أخي ميراثا لهم
سحبل بن محمد
بن أبي يحيى واسم أبي يحيى سمعان مولى الأسلميين واسم سحبل
عبد الله ويكنى أبا محمد وكان فاضلا عاقلا خيرا مات بالمدينة سنة اثنتين
وستين ومائة في خلافة المهدي وكان قليل الحديث ليس بذاك
سليمان بن بلال
ويكنى أبا محمد مولى للقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق وكان
بربريا جميلا حسن الهيئة عاقلا وكان يفتى بالبلد وولي خراج المدينة
وتوفي بالمدينة سنة اثنتين وسبعين ومائة في خلافة هارون وكان ثقة كثير
الحديث
عبد الله بن يزيد
بن عبد الله بن قسيط الليثي من أنفسهم وأخوه
420

القاسم بن يزيد بن عبد الله بن قسيط الليثي من أنفسهم
المغيرة بن عبد الرحمن
بن عبد الله بن خالد بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى
وأمه أم ولد وقد روى عن أبي الزناد وغيره وهو الذي يسمى قصيا
وبه يعرف
أبي بن عباس
بن سهل بن سعد بن مالك بن خالد من بني ساعدة من الخزرج
وأمه جمال بنت جعدة بن مالك بن سعد بن نافذ بن غيظ بن عوف من
بني سليم فولد أبي سهلا وكلثما وأمهما عاتكة بنت عبد الرحمن بن
خزيمة بن فراس بن حارثة من بني سليم
عبد المهيمن بن عباس
بن سهل بن سعد بن مالك بن خالد من بني ساعدة من الخزرج
وأمه أم ولد فولد عبد المهيمن بن عباس عمر وظبية وأمهما أميمة بنت
عبد الله بن الربيع من بني سليم وعمرا وأبية وأمهما عبدة بنت عمران
من جهينة والسيدة وأمها أم عمرو بنت سهم بن معروف من جهينة
ثم من الحرقة
421

أيوب بن النعمان
بن عبد الله بن كعب بن مالك بن أبي كعب بن القين بن كعب بن
سواد من بني سلمة وأمه أم عثمان بنت عمرو بن عبد الله بن أنيس
حليفهم فولد أيوب بن النعمان ثوابا وأمه سكينة بنت مطرف بن عبد
العزيز بن أبي الأزعر من أسلم
عثمان بن الضحاك
بن عثمان بن عبد الله بن خالد بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد
العزى بن قصي روى عنه محمد بن عمر الواقدي وغيره وابنه
الضحاك بن عثمان
بن الضحاك بن عثمان بن عبد الله بن خالد بن حزام بن خويلد بن
أسد بن عبد العزى بن قصي روى عنه مصعب بن عبد الله الزبيري وغيره
رحمه الله هشام بن عبد الله
بن عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي وأمه
من بني مرة وكان لزوما لهشام بن عروة وكان من خاصته وسمع منه
سماعا كثيرا إلا أنه لم يحدث وكان رجلا جليلا يحتسب ويأمر بالمعروف
وينهى عن المنكر وكان هارون أمير المؤمنين لما حج خرج أبو بكر بن
عبد الله الزبيري وهو واليه على المدينة يومئذ يتلقاه وأخرج معه عدة
422

من وجوه أهل المدينة فيهم هشام بن عبد الله فلقيه بالنقرة فسلم عليه
وسأله عمن معه فذكر له هشام بن عبد الله وأثنى عليه فدعا به فدخل
فسلم عليه ودعا له وكلمه بكلام أعجبه ووعظه فولاه قضاء المدينة
وأجازه بأربعة آلاف دينار وكان هشام سخيا وصولا لرحمه وكان
يكنى أبا الوليد
القاسم بن عبد الله
بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب
عبد الرحمن بن عبد الله
بن دينار مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب
عبد الله بن عبد الرحمن
بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق
423

الطبقة السابعة
الدراوردي
واسمه عبد العزيز بن محمد بن عبيد بن أبي عبيد ويكنى أبا محمد
وهو مولى للبرك بن وبرة أخوه كلب بن وبرة من قضاعة وكان أصله
من دراورد قرية بخراسان ولكنه ولد بالمدينة ونشأ بها وسمع العلم والأحاديث
بالمدينة ولم يزل بها حتى توفي سنة سبع وثمانين ومائة وكان كثير
الحديث يغلط
عبد العزيز بن أبي حازم
واسم أبي حازم سلمة بن دينار مولى لبني أشجع ويكنى عبد العزيز
أبا تمام ولد سنة سبع ومائة ومات سنة أربع وثمانين ومائة فجأة بالمدينة
يوم الجمعة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وبيعت داره فوجد فيها
أربعة آلاف دينار دفن وكان كثير الحديث دون الدراوردي
أبو علقمة الفروي
واسمه عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي فروة مولى آل عثمان بن
عفان وكان قد لقي نافعا وسعيد بن أبي سعيد المقبري والصلت بن زييد
وروى عنهم ولكنه عمر حتى لقيناه سنة تسع وثمانين ومائة بالمدينة
ومات بعد ذلك وكان ثقة قليل الحديث
424

إبراهيم بن محمد
بن أبي يحيى مولى لأسلم وكان يكنى أبا إسحاق وكان أصغر
من أخيه سحبل بعشر سنين ومات بالمدينة سنة أربع وثمانين ومائة
وكان كثير الحديث ترك حديثه ليس يكتب
حاتم بن إسماعيل
ويكنى أبا إسماعيل
قال قال محمد بن عمر أشهدني أنه مولى لبني عبد المدان بن
الديان من بني الحارث بن كعب وأعطاني سجل أبيه وقال لا تذكره
حتى أموت وكان أصله من أهل الكوفة ولكنه انتقل إلى المدينة فنزلها
حتى مات بها سنة ست وثمانين ومائة في خلافة هارون الرشيد وكان ثقة
مأمونا كثير الحديث
محمد بن عمر
بن واقد ويكنى أبا عبد الله الواقدي مولى لبني سهم من أسلم
وكان قد تحول من المدينة فنزل بغداد وولي القضاء لعبد الله بن هارون أمير
المؤمنين بعسكر المهدي أربع سنين وكان عالما بالمغازي والسيرة والفتوح
وباختلاف الناس في الحديث والاحكام واجتماعهم على ما اجتمعوا عليه
وقد فسر ذلك في كتب استخرجها ووضعها وحدث بها
وحدثني أحمد بن مسبح قال حدثني عبد الله بن عبيد الله قال
قال لي الواقدي حج أمير المؤمنين هارون الرشيد فورد المدينة فقال ليحيى
425

بن خالد أرتاد لي رجلا عارفا بالمدينة والمشاهد وكيف كان نزول
جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم ومن أي وجه
كان يأتيه وقبور الشهداء فسأل يحيى بن خالد فكل دله علي فبعث
إلي فأتيته وذلك بعد العصر فقال لي يا شيخ إن أمير المؤمنين أعزه الله يريد
أن تصلي عشاء الآخرة في المسجد وتمضي معنا إلى هذه المشاهد فتوقفنا عليها
والموضع الذي يأتي جبريل عليه السلام وكن بالقرب فلما صليت
عشاء الآخرة إذ أنا بالشموع قد خرجت وإذا أنا برجلين على حمارين
فقال يحيى أين الرجل فقلت ها أنذا فأتيت به إلى دور المسجد فقلت
هذا الموضع الذي كان جبريل يأتيه فنزلا عن حماريهما فصليا ركعتين
ودعوا الله ساعة ثم ركبا وأنا بين أيديهما فلم أدع موضعا من المواضع
ولا مشهدا من المشاهد إلا مررت بهما عليه فجعلا يصليان ويجتهدان في
الدعاء فلم نزل كذلك حتى وافينا المسجد وقد طلع الفجر وأذن المؤذن
فلما صارا إلى القصر قال لي يحيى بن خالد أيها الشيخ لا تبرح فصليت
الغداة في المسجد وهو على الرحلة إلى مكة فأذن لي يحيى بن خالد عليه
بعد أن أصبحت فأدنى مجلسي وقال لي إن أمير المؤمنين أعزه الله لم
يزل باكيا وقد أعجبه ما دللته عليه وقد أمر لك بعشرة آلاف درهم
فإذا بدرة مبدرة قد دفعت إلي وقال لي يا شيخ خذها مبارك لك فيها
ونحن على الرحلة اليوم ولا عليك أن تلقانا حيث كنا واستقرت بنا الدار
إن شاء الله ورحل أمير المؤمنين وأتيت منزلي ومعي ذلك المال فقضينا
منه دينا كان علينا وزوجت بعض الولد واتسعنا ثم إن الدهر أعضنا
فقالت لي أم عبد الله يا أبا عبد الله ما قعودك وهذا وزير أمير المؤمنين
قد عرفك وسألك أن تصير إليه حيث استقرت به الدار فرحلت من المدينة
وأنا أظن القوم بالعراق فأتيت العراق فسألت عن خبر أمير المؤمنين فقالوا
لي هو بالرقة فأردت الانصراف إلى المدينة فنظرت فإذا أنا بالمدينة مختل
426

الحال فحملت نفسي على أن أصير إلى الرقة فصرت إلى موضع الكرى
فإذا أنا بعدة فتيان من الجند يريدون الرقة فلما رأوني قالوا أيها الشيخ
أين تريد فخبرتهم بخبري وأني أريد الرقة فنظرنا في كرى الجمالين
فإذا هي تضعف علينا فقالوا أيها الشيخ هل لك أن تصير إلى السفن
فهو أرفق بنا وأيسر علينا من كرى الجمال فقلت لهم ما أعرف من
هذا شيئا والامر إليكم فصرنا إلى السفن فاكترينا فما رأيت أحدا كان
أبر بي منهم ولا أشفق ولا أحوط يتكلفون من خدكتي وطعامي ما يتكلفه
الولد من والده حتى صرنا إلى موضع الجواز بالرقة وكان الجواز صعبا
جدا فكتبوا إلى قائدهم بعدادهم وأدخلوني في عدادهم فمكثنا أياما
ثم جاءنا الاذن بأسمائنا فجزت مع القوم فصرت إلى موضع لهم في خان
نزول فأقمت معهم أياما وطلبت الاذن على يحيى بن خالد فصعب علي
فأتيت أبا البختري وهو بي عارف فلقيته فقال لي يا أبا عبد الله أخطأت
على نفسك وغررت ولكن لست أدع أن أذكرك له وكنت أغدو إلى بابه
وأروح فقلت نفقتي واستحييت من رفقائي وتخرقت ثيابي وأيست من ناحية
أبي البختري فلم أخبر رفقائي بشئ وعدت منصرفا إلى المدينة فمرة
أنا في سفينة ومرة أمشي حتى وردت السيحلين فبينا أنا مستريح في
سوقها إذا أنا بقافلة من بغداد فسألت من هم فأخبروني أنهم من أهل مدينة
الرسول الله صلى الله عليه وسلم وأن صاحبهم بكار الزبيري أخرجه أمير
المؤمنين ليوليه قضاء المدينة والزبيري أصدق الناس لي فقلت أدعه حتى
ينزل ويستقر ثم آتيه فأتيته بعد أن استراح وفرغ من غدائه فاستأذنت
عليه فأذن لي فدخلت فسلمت عليه فقال لي يا أبا عبد الله ماذا صنعت
في غيبتك فأخبرته بخبري وبخبر أبي البختري فقال لي أما علمت أن
أبا البختري لا يحب أن يذكرك لاحد ولا ينبه باسمك فما الرأي فقلت
الرأي أن أصير إلى المدينة فقال هذا رأي خطأ خرجت من المدينة على
427

ما قد علمت ولكن الرأي أن تصير معي فأنا الذاكر ليحيى أمرك فركبت
مع القوم حتى صرت إلى الرقة فلما عبرنا الجواز قال لي تصير معي
فقلت لا أصير إلى أصحابي وأنا مبكر عليك غدا لنصير جميعا إلى باب
يحيى بن خالد إن شاء الله فدخلت على أصحابي فكأني وقعت عليهم من
السماء ثم قالوا لي يا أبا عبد الله ما كان خبرك فقد كنا في غم من أمرك
فخبرتهم بخبري فأشار علي القوم بلزوم الزبيري وقالوا هذا طعامك
وشرابك لا تهتم له فغدوت بالغداة إلى باب الزبيري فخبرت بأنه قد
ركب إلى باب يحيى بن خالد فأتيت باب يحيى بن خالد فقعدت مليا
فإذا صاحبي قد خرج فقال لي يا أبا عبد الله أنسيت أن أذاكره أمرك
ولكن قف بالباب حتى أعود إليه فدخل ثم خرج إلي الحاجب فقال لي
ادخل فدخلت عليه في حالة خسيسة وذلك في شهر رمضان وقد بقي
من الشهر ثلاثة أيام أو أربعة فلما رآني يحيى بن خالد في تلك الحال رأيت
أثر الغم في وجهه وسلم علي وقرب مجلسي وعنده قوم يحادثونه
فجعل يذاكرني الحديث بعد الحديث فانقطعت عن إجابته وجعلت أجئ
بالشئ ليس بالموافق لما يسأل وجعل القوم يجيبون بأحسن الجواب وأنا
ساكت فلما انقضى المجلس وخرج القوم خرجت فإذا خادم ليحيى بن
خالد قد خرج فلقيني عند الستر فقال لي إن الوزير يأمرك أن تفطر عنده
العشية فلما صرت إلى أصحابي خبرتهم بالقضية وقلت أخاف أن يكون
غلط بي فقال لي بعضهم هذه رغيفان وقطعة جبن وهذه دابتي تركب
والغلام خلفك فإن أذن لك الحاجب بالدخول دخلت ودفعت ما معك إلى
الغلام وإن تكن الأخرى صرت إلى بعض المساجد فأكلت ما معك وشربت
من ماء المسجد فانصرفت فوصلت إلى باب يحيى بن خالد وقد صلى الناس
المغرب فلما رآني الحاجب قال يا شيخ أبطأت وقد خرج الرسول في
طلبك غير مرة فدفعت ما كان معي إلى الغلام وأمرته بالمقام فدخلت فإذا
428

القوم قد توافوا فسلمت وقعدت وقدم الوضوء فتوضأنا وأنا أقرب
القوم إليه فأفطرنا وقربت عشاء الآخرة فصلى بنا ثم أخذنا مجالسنا
فجعل يحيى يسألني وأنا منقطع والقوم يجيبون بأشياء هي عندي على خلاف
ما يجيبون فلما ذهب الليل خرج القوم وخرجت خلف بعضهم فإذا غلام
قد لحقني فقال إن الوزير يأمرك أن تصير إليه قابلة قبل الوقت الذي جئت
فيه يومك هذا وناولني كيسا ما أدري ما فيه إلا أنه ملأني سرورا فخرجت
إلى الغلام فركبت ومعي الحاجب حتى صيرني إلى أصحابي فدخلت عليهم
فقلت اطلبوا لي سراجا ففضضت الكيس فإذا دنانير فقالوا لي ما
كان رده عليك فقلت إن الغلام أمرني أن أوافيه قبل الوقت الذي كان
من ليلتي هذه وعددت الدنانير فإذا خمسمائة دينار فقال لي بعضهم
علي شراء دابتك وقال آخر علي السرج واللجام وما يصلحه وقال
آخر علي حمامك وخضاب لحيتك وطيبك وقال آخر علي شراء
كسوتك فانظر في أي الزي القوم فعددت مائة دينار فدفعتها إلى صاحب
نفقتهم فحلف القوم بأجمعهم أنهم لا يرزؤوني دينارا ولا درهما وغدوا
بالغداة كل واحد على ما انتدب لي فيه فما صليت الظهر إلا وأنا من
أنبل الناس وحملت باقي الكيس إلى الزبيري فلما رآني بتلك الحال سر
سرورا شديدا ثم أخبرته الخبر فقال لي إني شاخص إلى المدينة فقلت
نعم إني قد خلفت العيال على ما قد علمت فدفعت إليه مائتي دينار يوصلها
إلى العيال ثم خرجت من عنده فأتيت أصحابي بجميع ما كان معي من
الكيس ثم صليت العصر فتهيأت بأحسن هيئة ثم حضرت إلى باب
يحيى بن خالد فلما رآني الحاجب قام فأذن لي فدخلت على يحيى
فلما رآني في تلك الحال نظرت إلى السرور في وجهه فجلست في مجلسي
ثم ابتدأت في الحديث الذي كان يذاكرني به والجواب فيه وكان الجواب
على غير ما كان يجيب به القوم فنظرت إلى القوم وتقطيبهم لي وأقبل
429

يحيى يسائلني عن حديث كذا وحديث كذا فأجيب فيما يسألني والقوم
سكوت ما يتكلم أحد منهم بشئ فلما حضرت المغرب تقدم يحيى
فصلى ثم أحضر الطعام فتعشينا ثم صلى بنا يحيى عشاء الآخرة وأخذنا
مجالسنا فلم نزل في مذاكرة وجعل يحيى يسأل بعض القوم فينقطع
فلما كان وقت الانصراف انصرف القوم وانصرفت معهم فإذا الرسول قد
لحقني فقال إن الوزير يأمرك أن تصير إليه في كل يوم في الوقت الذي
جئت فيه يومك هذا وناولني كيسا فانصرفت ومعي رسول الحاجب
حتى صرت إلى أصحابي وأصبت سراجا عندهم فدفعت الكيس إلى القوم
فكانوا به أشد سرورا مني فلما كان الغد قلت لهم أعدوا لي منزلا
بالقرب منكم واشتروا لي جارية وغلاما خبازا وأثاثا ومتاعا فلم أصل
الظهر إلا وقد أعدوا لي ذلك وسألتهم أن يكون إفطارهم عندي فأجابوا
إلى ذلك بعد صعوبة شديدة فلم أزل آتي يحيى بن خالد في كل ليلة في
الوقت كلما رآني ازداد سرورا فلم يزل يدفع إلي في كل ليلة خمسمائة
دينار حتى كان ليلة العيد فقال لي يا أبا عبد الله تزين غدا لأمير المؤمنين
بأحسن زي من زي القضاة واعترض له فإنه سيسألني عن خبرك فأخبره
فلما كان صبيحة يوم العيد خرجت في أحسن زي وخرج الناس وخرج
أمير المؤمنين إلى المصلى فجعل أمير المؤمنين يلحظني فلم أزل في الموكب
فلما كان بعد انصرافه صرت إلى باب يحيى بن خالد ولحقنا يحيى بعد دخول
أمير المؤمنين منزله فقال لي يا أبا عبد الله ادخل بنا فدخلت ودخل القوم
فقال لي يا أبا عبد الله ما زال أمير المؤمنين يسألني عنك فأخبرته بخبر حجنا
وأنك الرجل الذي سايرته تلك الليلة وأمر لك بثلاثين ألف درهم وأنا
متنجزها لك غدا إن شاء الله ثم انصرفت يومي ذلك فدخلت من الغد على
يحيى بن خالد فقلت أصلح الله الوزير حاجة عرضت وقد قضيت على
الوزير أعزه الله بقضائها فقال لي وما ذلك فقلت الاذن إلى منزلي
430

فقد اشتد الشوق إلى العيال والصبيان فقال لي لا تفعل فلم أزل أنازله
حتى أذن لي واستخرج لي الثلاثين الألف درهم وهيئت لي حراقة بجميع
ما فيها وأمر أن يشتري لي من طرائف الشام لأحمله معي إلى المدينة
وأمر وكيله بالعراق أن يكتري لي إلى المدينة لا أكلف نفقة دينار ولا درهم
فصرت إلى أصحابي فأخبرتهم بالخبر وحلفت عليهم أن يأخذوا مني ما أصلهم
به فحلف القوم أنهم لا يرزؤوني دينارا ولا درهما فوالله ما رأيت مثل
أخلاقهم فكيف ألام على حبي ليحيى بن خالد
وحدثني أحمد بن مسبح قال حدثني عبد الله بن عبيد الله قال
كنت عند الواقدي جالسا إذ ذكر يحيى بن خالد بن برمك قال فترحم
عليه الواقدي فأكثر الترحم قال فقلنا له يا أبا عبد الله إنك لتكثر
الترحم عليه قال وكيف لا أترحم على رجل أخبرك عن حاله كان
قد بقي علي من شهر شعبان أقل من عشرة أيام وما في المنزل دقيق ولا سويق
ولا عرض من عروض الدنيا فميزت ثلاثة من إخواني في قلبي فقلت
أنزل بهم حاجتي فدخلت على أم عبد الله وهي زوجتي فقالت ما وراءك
يا أبا عبد الله وقد أصبحنا وليس في البيت عرض من عروض الدنيا من طعام
أو سويق أو غير ذلك وقد ورد هذا الشهر فقلت لها قد ميزت ثلاثة
من إخواني أنزل بهم حاجتي فقالت مدينون أو عراقيون قال قلت
بعض مديني وبعض عراقي فقالت اعرضهم علي فقلت لها فلان
فقالت رجل حسيب ذو يسار إلا أنه منان لا أرى لك أن تأتيه فسم
الآخر فسميت الآخر فقلت فلان فقالت رجل حسيب ذو مال إلا
أنه بخيل لا أرى لك أن تأتيه قال فقلت فلان فقالت رجل كريم حسيب
لا شئ عنده ولا عليك أن تأتيه قال فأتيته فاستفتحت عليه الباب فأذن لي
عليه فدخلت فرحب وقرب وقال لي ما جاء بك يا أبا عبد الله فأخبرته
بورود الشهر وضيق الحال قال ففكر ساعة ثم قال لي ارفع ثني الوسادة
431

فخذ ذلك الكيس فطهره واستنفقه فإذا هي دراهم مكحلة فأخذت
الكيس وصرت إلى منزلي فدعوت رجلا كان يتولى شراء حوائجي فقلت
اكتب من الدقيق عشرة أقفزة ومن الأرز قفيزا ومن السكر كذا
حتى قص جميع حوائجه فبينا نحن كذلك إذ سمعت دق الباب فقلت
انظروا من هذا فقالت الجارية هذا فلان بن فلان بن علي بن الحسين
بن علي بن أبي طالب فقلت ائذني له فقمت له عن مجلسي ورحبت
به وقربت وقلت له يا بن رسول الله ما جاء بك فقال لي يا عم أخرجني
ورود هذا الشهر وليس عندنا شئ ففكرت ساعة ثم قلت له ارفع
ثني الوسادة فخذ الكيس بما فيه فأخذ الكيس ثم قلت لصاحبي
اخرج فخرج فدخلت أم عبد الله فقالت ما صنعت في حاجة الفتى
فقلت لها دفعت إليه الكيس بأسره فقالت لي وفقت وأحسنت ثم
فكرت في صديق لي بقرب المنزل فانتعلت وخرجت إليه فدققت الباب
فأذن لي فدخلت فسلم علي ورحب وقرب ثم قال لي ما جاء بك أبا
عبد الله فخبرته بورود الشهر وضيق الحال ففكر ساعة ثم قال لي ارفع
ثني الوسادة فخذ الكيس فخذ نصفه وأعطنا نصفه فإذا كيسي بعينه
فأخذت خمسمائة درهم ودفعت إليه خمسمائة وصرت إلى منزلي فدعوت
الرجل الذي كان يلي شراء حوائجي فقلت له اكتب خمسة أقفزة دقيق
فكتب لي جميع ما أردت من حوائجي فبينا أنا كذلك إذا أنا بداق
يدق الباب فقلت للخادم انظري من هذا فخرجت ثم رجعت إلي
فقالت خادم نبيل فقلت لها ائذني له فنزل فإذا كتاب من يحيى
بن خالد يسألني المصير إليه في وقته ذلك فقلت للرجل اخرج ولبست
ثيابي وركبت دابتي ثم مضيت مع الخادم فأتيت منزل يحيى بن خالد
رحمه الله فدخلت عليه وهو جالس في صحن داره فلما رآني وسلمت
عليه رحب وقرب وقال يا غلام مرفقة فقعدت إلى جانبه فقال لي
432

أبا عبد الله تدري لم دعوتك قلت لا فقال أسهرتني ليلتي هذه
فكرة في أمرك وورود هذا الشهر وما عندك فقلت أصلح الله الوزير إن
قصتي تطول فقال لي إن القصة كلما طالت كان أشهى لها فخبرته
بحديث أم عبد الله وحديث إخواني الثلاثة وما كان من ردها لهم وخبرته
بحديث الطالبي وخبر أخي الثاني المواسي له بالكيس فقال يا غلام دواة
فكتب رقعة إلى خازنه فإذا كيس فيه خمسمائة دينار فقال لي يا أبا
عبد الله استعن بهذا على شهرك ثم رفع رقعة إلى خازنه فإذا صرة فيها
مائتا دينار فقال هذا لام عبد الله لجزالتها وحسن عقلها ثم رفع رقعة
أخرى فإذا مائتا دينار فقال هذا للطالبي ثم رفع رقعة أخرى فإذا صرة أخرى
فيها مائتا دينار فقال هذا للمواسي لك ثم قال لي انهض أبا عبد الله
في حفظ الله قال فركبت من فوري فأتيت صاحبي الذي واساني بالكيس
فدفعت إليه المائتي دينار وخبرته بخبر يحيى بن خالد فكاد يموت فرحا
ثم أتيت الطالبي فدفعت إليه الصرة وأخبرته بخبر يحيى بن خالد فدعا
وشكر ثم دخلت منزلي فدعوت أم عبد الله فدفعت إليها الصرة فدعت
وجزت خيرا فكيف ألام على حب البرامكة يحيى بن خالد خاصة
وتوفي وهو على القضاء في ذي الحجة سنة سبع ومائتين وصلى عليه محمد
بن سماعه التميمي وهو يومئذ على القضاء ببغداد في الجانب الغربي وأوصى
محمد بن عمر إلى عبد الله بن هارون أمير المؤمنين فقبل وصيته وقضى دينه
وكان لمحمد بن عمر يوم مات ثمان وسبعون سنة
قال محمد بن سعد أخبرني أنه ولد في أول سنة ثلاثين ومائة
433

حسين بن زيد
بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب ويكنى أبا عبد الله وكان
قد كف بصره وأمه أم ولد فولد حسين بن زيد مليكة وميمونة
تزوجها المهدي أمير المؤمنين فتوفي عنها فخلف عليها عيسى بن جعفر الأكبر
بن المنصور فلم تلد له شيئا وعلية بنت حسين وأمهن كلثم الصماء
بنت عبد الله بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب ويحيى بن حسين
وسكينة لم تبرز وفاطمة بنت حسين تزوجها محمد بن إبراهيم بن محمد
بن علي بن عبد الله بن عباس فولدت له حسنا وسليمان وخديجة وزينب
والحسين لا عقب له بني محمد بن إبراهيم وأمهم خديجة بنت عمر بن علي
بن حسين بن علي بن أبي طالب وعليا وجعفرا وأمهما أم ولد ولحسين
أحاديث
عبد الله بن مصعب
بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد وأمه
أم ولد فولد عبد الله بن مصعب أبا بكر ولي المدينة لهارون أمير المؤمنين
وأمه عبدة وهي أم عبد الله بنت طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن
أبي بكر الصديق ومصعبا وأمه أمة الجبار بنت إبراهيم بن جعفر بن
مصعب بن الزبير وأمها فاختة بنت عبد الرحمن بن عبد الله بن الأسود بن
أبي البختري ومحمدا الأكبر ومحمدا الأصغر وعليا وأحمد وأمهم
خديجة بنت إبراهيم بن إبراهيم بن عثمان وهو قرين
بن عبد الله بن عثمان بن عبد الله بن حكيم بن حزام وأم قرين سكينة بنت الحسين بن علي
بن أبي طالب وكان عبد الله بن مصعب يكنى أبا بكر ومات بالرقة في
434

شهر ربيع الأول سنة أربع وثمانين ومائة وهو بن تسع وستين سنة
وولد له بن بعد موته فسمي عبد الله وأمه أم ولد وله أحاديث
عامر بن صالح
بن عبد الله بن عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد وأمه
أم حبيب بنت محمد بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي توفي
ببغداد في خلافة هارون وكان عامر شاعرا عالما بأمور الناس ويكنى أبا
الحارث
عبد الله بن عبد العزيز
بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وهو العابد وأمه أمة
الحميد بنت عبد الله بن عياض بن عمرو بن بلبل بن بلال بن أحيحة بن
الجلاح من بني عمرو بن عوف من الأوس وكان عبد الله بن عبد العزيز
عابدا ناسكا عالما وتوفي بالمدينة سنة أربع وثمانين ومائة
عبد الله بن محمد
بن عمران بن إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن
عمرو بن كعب بن سعد بن تيم وأمه أم ولد ولي قضاء المدينة لهارون
أمير المؤمنين ثم عزله واستعمله على قضاء مكة ثم عزله واستعمله على
قضاء المدينة ثم عزله فلحق بهارون فلم يزل معه حتى خرج إلى الري فخرج
معه فمات بالري سنة تسع وثمانين ومائة وكان عبد الله بن محمد يكنى
أبا محمد وكان قليل الحديث
435

بن أبي ثابت الأعرج
واسمه عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن
بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة وأمه أمة الرحمن
بنت حفص بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف فولد عبد العزيز بن عمران
عبيدة الكبرى وأمها أمة الواحد بنت عائذ بن معن بن عبد الله بن عاصم
بن عدي بن الجد بن العجلان وفاطمة وعبيدة الصغرى وهي الفصيحة
وأمها الصعبة بنت عبد الله بن ربيعة بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله
بن عمر بن مخزوم وإبراهيم وأم يحيى وأمة الرحمن وأم حفص وأم
البنين وأم عمرو وأمهم أم ولد وبرة وأم محمد وأمها حميدة بنت
محمد بن بلال بن أبي بكر بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب
بن الطويل
واسمه محمد بن عبد الرحمن وهو الطويل بن طلحة بن عبد الله بن
عثمان بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة
وكان قليل الحديث
أبو ضمرة
واسمه أنس بن عياض الليثي من أنفسهم وكان ثقة كثير الحديث
محمد بن معن
بن محمد بن معن الغفاري ويكنى أبا معن وكان ثقة قليل الحديث
436

إبراهيم بن جعفر
بن محمود بن عبد الله بن محمد بن مسلمة بن سلمة بن خالد بن
عدي بن مجدعة بن حارثة من الأوس وأمه كبلة بنت السائب من بني
محارب بن خصفة من قيس عيلان فولد إبراهيم بن جعفر يعقوب وإسماعيل
وأمامة لأمهات أولاد شتى وكان إبراهيم بن جعفر يكنى أبا إسحاق وتوفي
في شوال سنة إحدى وتسعين ومائة
الله تعالى زكريا بن منظور
القرظي ويكنى أبا يحيى وكان أعور قد لقي أبا حازم وعمر مولى
غفرة
معن بن عيسى
بن معن ويكنى أبا يحيى مولى الأشجع
وكان يعالج القز بالمدينة ويشتريه وكان له غلمان حاكة وكان يشتري ويلقي إليهم مات بالمدينة في شوال
سنة ثمان وتسعين ومائة وكان ثقة كثير الحديث ثبتا مأمونا
محمد بن إسماعيل
بن مسلم بن أبي فديك ويكنى أبا إسماعيل مولى لبني الديل
مات بالمدينة سنة تسع وتسعين ومائة وقد روى عن حميد الخراط ومحمد
بن إسحاق وعبد الرحمن بن حرملة والضحاك بن عثمان وربيعة بن عثمان
ويحيى بن عبد الله بن أبي قتادة وكان كثير الحديث وليس بحجة
437

عبد الله بن نافع
الصائغ ويكنى أبا محمد مولى لبني مخزوم وكان قد لزم مالك بن
أنس لزوما شديدا وكان لا يقدم عليه أحدا مات بالمدينة في شهر رمضان
سنة ست ومائتين وهو دون معن
أبو بكر الأعشى
واسمه عبد الحميد بن عبد الله وهو أبو أويس بن عبد الله بن أويس
بن مالك بن أبي عامر وأمه أخت مالك بن أنس وكان أبو بكر صاحب
عربية وقراءة ورواية عن نافع بن أبي نعيم وسليمان بن بلال وغيرهما
وأخوه
إسماعيل بن عبد الله
وهو أبو أويس بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر وأمه
أخت مالك بن أنس ويكنى إسماعيل أبا عبد الله وقد روى عن مالك
بن أنس وعن أبيه وعن كثير بن عبد الله ونافع بن أبي نعيم وشيوخ أهل
المدينة
مطرف بن عبد الله
بن يسار اليساري ويكنى أبا مصعب وكان يسار مكاتبا لرجل
من أسلم فأدى عنه عبد الله بن أبي فروة كتابته فعتق فصار هو وولده
438

مع آل عبد الله بن أبي فروة وفي دعوتهم وكان مطرف من أصحاب مالك
بن أنس وكان ثقة وكان به صمم ومات بالمدينة في أول سنة عشرين
ومائتين
عبد العزيز بن عبد الله
بن عمرو الأكبر بن أويس بن سعد الأكبر بن أبي سرح بن الحارث
بن حبيب بن جذيمة بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي
عبد الله بن نافع
بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد
العزى بن قصي وأمه أم ولد يقال لها عصيمة
مصعب بن عبد الله
بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام وأمه أمة
الجبار بنت إبراهيم بن جعفر بن مصعب بن الزبير بن العوام
عتيق بن يعقوب
بن صديق بن موسى بن عبد الله بن الزبير بن العوام ويكنى أبا بكر
وأمه حفصة بنت عمر بن عتيق بن عامر بن عبد الله بن الزبير وقتل جده
عمر بن عتيق وأبوه عتيق بن عامر جميعا بقديد وكان عتيق بن يعقوب
439

قد اعتزل فنزل السوارقية ثم رجع إلى المدينة فأقام بها وكان لزوما لمالك
بن أنس قد كتب عنه كتبه الموطأ وغيره وكان يلزم عبد الله بن عبد
العزيز العمري العابد ولم يزل عتيق من خيار المسلمين ومات سنة سبع
أو ثمان وعشرين ومائتين
عبد الجبار بن سعيد
بن سليمان بن نوفل بن مساحق بن عبد الله بن مخرمة من بني عامر
بن لؤي وأمه بنت عثمان بن الزبير بن عبد الله بن الوليد بن عثمان بن عفان
وهي أمه وأم إخوته جميعا وولي عبد الجبار قضاء المدينة للمأمون أمير
المؤمنين وكان أبوه سعيد بن سليمان قد ولي أيضا قضاء المدينة للمهدي
وكانت عند عبد الجبار أحاديث وسمع منه ومات في سنة تسع وعشرين
ومائتين بالمدينة
أبو غزية
واسمه محمد بن موسى من بني مازن بن النجار وقد ولده أسامة
بن زيد بن حارثة الكلبي من قبل أمهاته وكانت له رواية وعلم وبصر
بالفتوى والفقه ولي قضاء المدينة في ولاية عبيد الله بن الحسن العلوي على
المدينة وذلك في خلافة المأمون أمير المؤمنين
440

أبو مصعب
واسمه أحمد بن أبي بكر بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف
وقد سمع من مالك بن أنس وروى عنه وهو من فقهاء أهل المدينة وقد
ولي شرط المدينة وقضاءها لعبيد الله بن الحسن بعد أبي غزية
يعقوب بن محمد
بن عيسى بن عبد الملك بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ويكنى
أبا يوسف وكان أبوه محمد بن عيسى من سراة أهل المدينة وأهل المروءة
منهم وكان جميلا نبيلا وكان يعقوب كثير العلم والسماع للحديث
ولم يجالس مالكا ولكنه قد لقي من كان بعد مالك من فقهاء أهل المدينة
ورجالهم وأهل العلم منهم وكان حافظا للحديث
محمد بن عبيد الله
بن محمد بن أبي زيد ويكنى أبا ثابت مولى لآل عثمان بن عفان
وكان تاجرا وقد سمع من مالك وغيره من رجال أهل المدينة وكان فاضلا
خيرا ومات في المحرم سنة سبع وعشرين ومائتين
إبراهيم بن حمزة
بن محمد بن حمزة بن مصعب بن الزبير بن العوام وأمه من آل
خالد بن الزبير بن العوام وأم أبيه أم ولد وأم جده أم ولد ويكنى
441

إبراهيم أبا إسحاق وقتل حمزة بن مصعب وابنه عمارة بن حمزة بقديد
ولم يجالس إبراهيم بن حمزة مالك بن أنس وسمع من عبد العزيز بن محمد
الدراوردي وعبد العزيز بن أبي حازم وغيرهما من رجال أهل المدينة
وهو ثقة صدوق في الحديث ويأتي الربذة كثيرا فيقيم بها ويتجر بها
ويشهد العيدين بالمدينة
عبد الملك بن عبد العزيز
بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون ويكنى أبا مروان وكان من
أصحاب مالك بن أنس وكان له فقه ورواية
آخر الطبقة السابعة من التابعين وهي آخر طبقات التابعين
442

تسمية من نزل مكة
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
أبو سبرة بن أبي رهم
بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل
بن عامر بن لؤي وأمه برة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف
بن قصي
قال محمد بن عمر لا نعلم أحدا من المهاجرين من أهل بدر رجع
إلى مكة يعني بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فنزلها غير أبي سبرة
فإنه رجع إلى مكة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فنزلها فكره ذلك
له المسلمون وولده ينكرون ذلك ويدفعونه أن يكون رجع إلى مكة
فنزلها بعد أن هاجر منها ويغضبون من ذكر ذلك وتوفي أبو سبرة بن
أبي رهم في خلافة عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه
عياش بن أبي ربيعة
بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه أسماء بنت مخربة
بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم من بني تميم وهو أخو أبي جهل
بن هشام لامه وكان عياش من مهاجرة الحبشة ثم قدم فلم يزل بالمدينة
443

إلى أن قبض النبي صلى الله عليه وسلم ثم خرج إلى الشام فجاهد في سبيل
الله ثم رجع إلى مكة فأقام بها إلى أن مات بها وأما ابنه عبد الله بن عياش
فلم يزل بالمدينة حتى مات
عبد الله بن أبي ربيعة
بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه أسماء بنت مخربة
بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم وكان اسم عبد الله في الجاهلية
بحيرا فلما أسلم سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله وولاه
عمر بن الخطاب اليمن
الحارث بن هشام
بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه أسماء بنت مخربة
بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم وأسلم الحارث بن هشام يوم
الفتح فلم يزل مقيما بمكة حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم
وخرج إلى الشام في خلافة أبي بكر الصديق فشهد فحل وأجنادين
ومات في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة في خلافة عمر بن الخطاب
عكرمة بن أبي جهل
واسم أبي جهل عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم
وأمه أم مجالد بنت يربوع من بني هلال بن عامر أسلم عكرمة يوم الفتح
وأقام بمكة فلما كان حجة الوداع استعمله رسول الله صلى الله عليه
444

وسلم على هوازن يصدقها فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو يومئذ بتبالة ثم خرج إلى الشام مجاهدا فقتل شهيدا يوم أجنادين
في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه
عبد الله بن السائب
بن أبي السائب بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ويكنى أبا عبد
الرحمن وأمه رملة بنت عروة ذي البردين من بني هلال بن عامر بن
صعصعة أسلم عبد الله يوم الفتح ولم يزل مقيما بمكة إلى أن مات بها في
زمن عبد الله بن الزبير
قال أخبرنا عبد الله بن نمير قال أخبرني عبد الملك بن جريج
عن عبد الله بن أبي مليكة قال رأيت عبد الله بن عباس لما فرغ من قبر
عبد الله بن السائب وقام الناس عنه قام بن عباس فوقف عليه فدعا له ثم
انصرف
قال أخبرنا الفضل بن دكين عن بن عيينة عن داود بن شابور
قال سمعت مجاهدا يقول كنا نفخر على الناس بأربعة بفقيهنا وقاصنا
ومؤذننا وقارئنا فأما فقيهنا فابن عباس وأما مؤذننا فأبو محذورة
وأما قارئنا فعبد الله بن السائب وأما قاصنا فعبيد بن عمير
خالد بن العاص
بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه عاتكة
بنت الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وهو أبو عكرمة بن
خالد والحارث بن خالد الشاعر وأسلم خالد بن العاص يوم فتح مكة وأقام
445

بها وله عقب وقد ولي خالد بن العاص مكة
أخبرنا الفضل بن دكين عن بن عيينة عن بن جريج عن عطاء قال
رأيت أبا محذورة لا يؤذن حتى يرى خالد بن العاص داخلا من باب المسجد
قيس بن السائب
مولى مجاهد
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الحميد بن عمران عن
موسى بن أبي كثير قال هذه الآية نزلت في مولاي قيس بن
السائب وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فأفطر وأطعم
لكل يوم مسكينا
عتاب بن أسيد
بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي
وأمه أروى بنت أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس أسلم يوم الفتح فلما
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى حنين استعمل عتاب
بن أسيد على مكة يصلي بالناس وقال له تدري على من استعملتك
قال الله ورسوله أعلم قال استعملتك على أهل الله وأقام عتاب للناس
الحج تلك السنة وهي سنة ثمان وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعتاب بن أسيد عامله على مكة
وأخوه
446

خالد بن أسيد
بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس أسلم يوم فتح مكة ولم
يزل بها
الحكم بن أبي العاص
بن أمية بن عبد شمس وأمه رقية بنت الحارث بن عبيد بن عمر
بن مخزوم أسلم يوم فتح مكة ولم يزل بها حتى كانت خلافة عثمان بن
عفان رضي الله تعالى عنه فأذن له فدخل المدينة فمات بها في خلافة عثمان
بن عفان رضي الله تعالى عنه وهو أبو مروان بن الحكم وعم عثمان بن عفان
عقبة بن الحارث
بن عامر بن نوفل بن عبد مناف بن قصي وأمه خديجة أو أمامة
بنت عياض بن رافع من خزاعة أسلم عقبة يوم الفتح قال أخبرنا عارم بن الفضل
قال حدثنا حماد بن زيد قال
حدثنا أيوب بن عبد الله بن أبي مليكة قال سمعت عقبة بن الحارث
قال بن أبي مليكة وحدثني صاحب لي وأنا لحديث صاحبي أحفظ قال
تزوجت أم يحيى بنت أبي إهاب قال فدخلت علينا امرأة سوداء فزعمت
أنها أرضعتنا جميعا فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأعرض
عني فقلت إنها كاذبة قال وما يدريك بأنها كاذبة وقد قالت
ما قالت دعها عنك
447

عثمان بن طلحة
بن أبي طلحة واسم أبي طلحة عبد الله بن عبد العزى بن عثمان
بن عبد الدار بن قصي وأمه السلافة الصغرى بنت سعد بن الشهيد
من الأنصار
قال محمد بن سعد قال محمد بن عمر رجع عثمان إلى مكة فنزلها
حتى مات بها في أول خلافة معاوية بن أبي سفيان
شيبة الحاجب
بن عثمان بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي
وأمه أم جميل بنت عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي
خرج شيبة مع قريش إلى هوازن بحنين فأسلم هناك وشيبة هو أبو صفية
بنت شيبة وبقي حتى أدرك يزيد بن معاوية
النضير بن الحارث
بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي ويكنى
أبا الحارث وأمه ابنة الحارث بن عثمان بن عبد الدار بن قصي أسلم
بحنين وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم من غنائم حنين مائة من
الإبل وهو أخو النضر بن الحارث الذي قتله علي بن أبي طالب يوم بدر
بالصفراء صبرا بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ولد النضير
محمد بن المرتفع بن النضير الذي روى عنه سفيان بن عيينة وغيره
448

أبو السنابل بن بعكك
بن الحارث بن السباق بن عبد الدار بن قصي وأمه عمرة بنت
أوس بن أبي عمرو من بني عذرة وهو صاحب سبيعة بنت الحارث
الأسلمية
صفوان بن أمية
بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص
بن كعب بن لؤي ويكنى أبا وهب وأمه صفية بنت معمر بن حبيب
بن وهب بن حذافة بن جمح أسلم صفوان بحنين وأعطاه رسول الله
صلى الله عليه وسلم من غنائم حنين خمسين بعيرا
قال أخبرنا علي بن عبد الله بن جعفر قال حدثنا يحيى بن آدم
قال حدثنا بن المبارك عن يونس عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن
صفوان بن أمية قال لقد أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
حنين وإنه لمن أبغض الناس إلي فما زال يعطيني حتى إنه لمن
أحب الناس إلي
قال محمد بن عمر قيل لصفوان بن أمية إنه لا إسلام لمن لم يهاجر
فقدم المدينة فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال له عزمت
عليك يا أبا وهب لما رجعت إلى أباطح مكة فرجع إلى مكة فلم يزل بها
حتى مات أيام خروج الناس من مكة إلى الجمل وذلك في شوال سنة
ست وثلاثين وكان يحرض الناس على الخروج إلى الجمل
449

أبو محذورة
واسمه أوس بن معير بن لوذان بن ربيعة بن عويج بن سعد بن
جمح وأمه خزاعية قال وسمعت من ينسب أبا محذورة فيقول اسمه
سمرة بن عمير بن لوذان بن وهب بن سعد بن جمح وكان له أخ من
أبيه وأمه اسمه أوس قتل يوم بدر كافرا وأسلم أبو محذورة يوم فتح مكة
وأقام بمكة ولم يهاجر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرني يحيى بن خالد بن عبد
الله بن أبي دجانة عن الزبير بن المنذر بن أبي أسيد الساعدي عن أبيه عن
جده قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة جاءه
أبو محذورة فكلمه وقال يا رسول الله أؤذن لك فقال له رسول الله
صلى الله عليه وسلم أذن فكان يؤذن مع بلال فلما رجع رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى المدينة تخلف أبو محذورة يؤذن بمكة ولم يهاجر
قال محمد بن عمر فتوارث الاذان بعد بمكة ولده وولد ولده
إلى اليوم في المسجد الحرام وتوفي أبو محذورة بمكة سنة تسع وخمسين
مطيع بن الأسود
بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب
وأمه العجماء وهي أنيسة بنت عامر بن الفضل من خزاعة وأسلم مطيع
يوم فتح مكة
قال أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسي
قال حدثنا زكريا بن أبي
زائدة عن عامر قال لم يدرك أحد من عصاة قريش غير مطيع كان
اسمه العاص فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم مطيعا
قال محمد بن سعد مات مطيع في خلافة عثمان رضي الله تعالى عنه
450

أبو جهم بن حذيفة
بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب
وأمه بشيرة بنت عبد الله من بني عدي بن كعب أسلم يوم فتح مكة ومات
بعد مقتل عمر بن الخطاب صلى الله عليه وسلم
أبو قحافة
واسمه عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة
بن كعب بن لؤي وأمه قتيلة بنت أداة
بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب
قال أخبرنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن محمد بن إسحاق
قال حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن أسماء بنت
أبي بكر قالت لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة واطمأن
وجلس في المسجد أتاه أبو بكر بأبي قحافة فلما رآه رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال يا أبا بكر ألا تركت الشيخ حتى أكون أنا الذي أمشي
إليه قال يا رسول اله هو أحق أن يمشي إليك من أن تمشي إليه فأجلسه
رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه ووضع يده على قلبه ثم قال
يا أبا قحافة أسلم تسلم قال فأسلم وشهد شهادة الحق قال وأدخل
عليه ورأسه ولحيته كأنهما ثغامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
غيروا هذا الشيب وجنبوه السواد
قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم بن علية عن ليث عن أبي الزبير
عن جابر قال جئ بأبي قحافة يوم الفتح وكأن رأسه ثغامة فقال رسول
451

الله صلى الله عليه وسلم اذهبوا به إلى بعض نسائه فليغيرنه وجنبوه
السواد
قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثني عبد الله بن المؤمل عن
عكرمة بن خالد قال أتي بأبي قحافة إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وكان رأسه ثغامة فبايعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال غيروا
رأس الشيخ بحناء
قال أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قطن قال حدثني أبو حنيفة
عن يزيد بن عبد الرحمن عن أنس بن مالك قال كأنما أنظر إلى لحية
أبي قحافة كأنها ضرام عرفج
قال محمد بن عمر ولم يزل أبو قحافة بمكة لم يهاجر وتوفي أبو
بكر الصديق فورثه أبو قحافة السدس فرد ذلك على ولد أبي بكر رضي
الله تعالى عنه ثم توفي أبو قحافة بمكة في المحرم سنة أربع عشرة وهو بن
سبع وتسعين سنة
المهاجر بن قنفذ
بن عمير بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة
وأمه هند بنت الحارث بن مسروق من بني غنم بن مالك بن كنانة واسم
المهاجر عمرو وأسلم يوم فتح مكة واسم قنفذ خلف وقد روى
المهاجر عن النبي صلى الله عليه وسلم
452

المطلب بن أبي وداعة
واسمه الحارث بن ضبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم بن عمرو بن
هصيص بن كعب بن لؤي وأمه أروى بنت الحارث بن عبد المطلب
بن هاشم بن عبد مناف
سهيل بن عمرو
بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر
بن لؤي وأمه حبى بنت قيس بن ضبيس من خزاعة وخرج سهيل
بن عمرو من مكة إلى حنين مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو على
شركه فأسلم بالجعرانة وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ
من غنائم حنين مائة من الإبل وقد روى سهيل عن النبي صلى الله عليه
وسلم أحاديث
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه
عن زياد بن مينا عن أبي سعد بن أبي فضالة الأنصاري وكانت له صحبة
قال اصطحبت أنا وسهيل بن عمرو إلى الشام ليالي أغزانا أبو بكر الصديق
فسمعت سهيلا يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
مقام أحدكم في سبيل الله ساعة خير من عمله عمره في أهله قال سهيل
فأنا أرابط حتى أموت ولا أرجع إلى مكة أبدا فمات في طاعون عمواس
بالشام سنة ثماني عشرة ويكنى سهيل أبا يزيد
453

عبد الله بن السعدي
واسمه عمرو بن وقدان بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك
بن حسل بن عامر بن لؤي وأمه بنت الحجاج بن عامر بن حذيفة
بن سعيد بن سهم وأسلم عبد الله بن السعدي يوم الفتح
حويطب بن عبد العزى
بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن
لؤي ويكنى أبا محمد وأمه زينب بنت علقمة بن غزوان بن يربوع
بن الحارث بن منقذ أسلم حويطب بن عبد العزى يوم فتح مكة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن
أبي سبرة عن موسى بن عقبة عن المنذر بن الجهم أن حويطب بن
عبد العزى العامري بلغ عشرين ومائة سنة ستين سنة في الجاهلية وستين
سنة في الاسلام وأسلم يوم فتح مكة وشهد مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم حنينا والطائف وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة
بعير من غنائم حنين وتوفي حويطب سنة أربع وخمسين في خلافة معاوية
بن أبي سفيان
ضرار بن الخطاب
بن مرداس بن كبير بن عمرو بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن
محارب بن فهر
قال وكان فارس قريش وشاعرهم وأسلم يوم الفتح ولم يزل بمكة
حتى خرج إلى اليمامة فقتل بها شهيدا
454

أبو عبد الرحمن الفهري
سمعت من يذكر أن اسمه كرز بن جابر
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة عن يعلى
بن عطاء عن أبي همام عن أبي عبد الرحمن الفهري أنه شهد مع النبي
صلى الله عليه وسلم غزوة حنين وحدث في ذلك بحديث طويل
الرب عز وجل عتبة بن أبي لهب
واسم أبي لهب عبد العزى بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف
بن قصي وأمه أم جميل بنت حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد
مناف بن قصي أسلم يوم فتح مكة وأقام بمكة ولم يهاجر وشهد مع
النبي صلى الله عليه وسلم غزوة حنين وثبت مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم يومئذ فيمن ثبت من أهل بيته وأصحابه ولم يقم أحد
من بني هاشم من الرجال بمكة بعد أن فتحت غير عتبة ومعتب ابني أبي
لهب
معتب بن أبي لهب
بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمه أم جميل
بنت حرب بن أمية أسلم يوم فتح مكة وخرج مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم إلى حنين وثبت معه يومئذ فيمن ثبت من أهل بيته وأصحابه
وأصيبت عينه يومئذ
455

يعلى بن أمية
بن أبي بن عبيدة بن همام بن الحارث بن بكر بن زيد بن مالك
بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم وأمه منية بنت جابر بن وهيب
بن نسيب بن زيد بن مالك بن الحارث بن عوف بن مازن بن منصور
وكان يعلى بن أمية حليفا لبني نوفل بن عبد مناف وأسلم هو وأبوه أمية
وأخوه سلمة بن أمية وشهد يعلى وسلمة ابنا أمية مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم تبوك وروى يعلى عن عمر
أخبرنا إسماعيل بن علية قال أخبرنا بن جريج قال أخبرني
عطاء عن صفوان بن يعلى عن يعلى بن أمية قال غزوت مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم جيش العسرة وكان من أوثق أعمالي في نفسي
حجير بن أبي إهاب
بن عزيز بن قيس بن سويد بن ربيعة بن زيد بن عبد الله بن دارم من
بني تميم وكان حليفا لبني نوفل بن عبد مناف
عمير بن قتادة
بن سعد بن عامر بن جندع بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة
وهو أبو عبيد بن عمير الليثي
قال أخبرنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا سويد أبو حاتم صاحب
الطعام قال حدثني عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه عن جده قال
456

بينما أنا قاعد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل فقال
يا رسول الله ما الاسلام فأخبره بشرائعه قال والحديث طويل
أبو عقرب
واسمه خويلد بن خالد بن بجير بن عمرو بن حماس بن عريج
بن بكر بن عبد مناة بن كنانة أسلم وصحب النبي صلى الله عليه
وسلم وابنه
عمرو بن أبي عقرب
أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ورآه وروى عنه وهو جد أبي
نوفل بن أبي عقرب واسم أبي نوفل معاوية بن مسلم بن عمرو بن أبي عقرب
وسكن أبو نوفل بعد البصرة وروى عنه البصريون
أبو الطفيل
واسمه عامر بن واثلة بن عبد الله بن عمير بن جابر بن حميس بن
جزء بن سعد بن ليث
كلدة بن حنبل
وهو أخو صفوان بن أمية لامه
قال أخبرنا الضحاك بن مخلد وروح بن عبادة عن بن جريج
457

قال أخبرني عمرو بن أبي سفيان أن عمرو بن عبد الله بن صفوان أخبره
أن كلدة بن الحنبل أخبره قال بعثني صفوان بن أمية إلى النبي صلى
الله عليه وسلم يوم الفتح بلبا وجداية وضغابيس والنبي صلى الله
عليه وسلم بأعلى الوادي فدخلت ولم أستأذن ولم أسلم فقال النبي
صلى الله عليه وسلم اخرج فقل السلام عليكم أدخل وذلك بعدما
أسلم صفوان قال وأخبرنيه عمرو عن أمية بن صفوان عن كلدة ولم
يقل أمية سمعته من كلدة
بسر بن سفيان
بن عمرو بن عويمر بن صرمة بن عبد الله من خزاعة وهو الذي
كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى الاسلام
كرز بن علقمة
بن هلال بن جريبة بن عبد نهم بن حليل بن حبشية بن سلول
من خزاعة وهو الذي قفا أثر النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر
حين جاءا إلى المدينة فانتهى إلى باب الغار الذي هما فيه فقال ها هنا انقطع
الأثر وهو الذي نظر إلى قدم النبي صلى الله عليه وسلم فقال هذه القدم من تلك
القدم التي في المقام يعني قدم إبراهيم صلوات الله عليه
وسلامه وكان كرز قد عمر عمر طويلا وأسلم يوم فتح مكة وكتب
معاوية بن أبي سفيان إلى عامله على مكة إن كان كرز بن علقمة حيا
فمره فليوقفكم على معالم الحرم ففعل وهي معالمهم إلى الساعة
458

تميم بن أسد
بن سويد بن أسعد بن مشنوء بن عبد بن حبتر من خزاعة وكان
شاعرا وأمره النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة أن يجدد أنصاب
الحرم
الأسود بن خلف
بن أسعد بن عامر بن بياضة بن سبيع بن جعثمة بن سعد بن مليح
بن عمرو بن ربيعة من خزاعة وحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم
حديثا حضره يوم فتح مكة
قال قال عبد الرزاق أخبرنا بن جريج قال أخبرني عبد الله
بن عثمان بن جثيم أن محمد بن الأسود بن خلف أخبره أن أباه الأسود
بن خلف أخبره أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يبايع الناس يوم
الفتح عند قرن وقرن مصقلة الذي يهريق إليه بيوت أبي ثمامة وبين دار
بن سمرة وما حولها
قال الأسود فرأيته جاءه الناس والنساء والصغار والكبار يبايعونه
على الاسلام وشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله
بديل بن ورقاء
بن عبد العزى بن ربيعة بن جري بن عامر بن مازن بن عدي بن
عمرو بن ربيعة من خزاعة وهو الذي كتب إليه رسول الله صلى الله
عليه وسلم يدعوه إلى الاسلام
459

أبو شريح الكعبي
واسمه خويلد بن صخر بن عبد العزى بن معاوية بن المخترش بن
عمرو بن زمان بن عدي بن عمرو بن ربيعة من خزاعة وكان زمان ومازن
أخوين
نافع بن عبد الحارث
بن حبالة بن عمير بن الحارث وهو غبشان بن عبد عمرو بن
عمرو بن بوي بن ملكان بن أفصى من خزاعة وكان نافع بن عبد الحارث
والي عمر بن الخطاب على مكة
علقمة بن الفغواء
بن عبيد بن عمرو بن زمان بن عدي بن عمرو بن ربيعة من خزاعة
محرش الكعبي
قال وبعضهم يقول مخرش
عبد الله بن حبشي
الخثعمي
460

عبد الرحمن بن صفوان
قال أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا جرير بن عبد
الحميد عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن عبد الرحمن بن صفوان قال
لبست ثيابي يوم فتح مكة ثم انطلقت فوافقت النبي صلى الله عليه وسلم
حين خرج من البيت فسألت عمر أي شئ صنع النبي صلى الله عليه
وسلم حين دخل البيت فقال صلى ركعتين
لقيط بن صبرة
العقيلي وكان ينزل ناحية ركبة وجلدان قريبا من مكة ويأتي مكة
كثيرا فيقيم بها
إياس بن عبد
المزني
كيسان
قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند البئر العليا
قال قال عثمان بن اليمان عن عمرو بن كثير المكي عن عبد الرحمن
بن كيسان عن أبيه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إحدى
صلاتي العشي الظهر أو العصر بثنية العليا في ثوب واحد متلببا به قد
خالف بين طرفيه
461

مسلم
قال أخبرنا معاذ بن هانئ البهراني البصري قال حدثنا عبد الله
بن الحارث بن أبزى المكي قال حدثتني أمي رائطة بنت مسلم عن أبيها
أنه شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا فقال له ما اسمك
قال غراب قال اسمك مسلم
عبد الرحمن بن أبزى
مولى خزاعة
قال أخبرنا الضحاك بن مخلد قال أخبرنا شعبة عن الحسن
بن عمران عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه أنه صلى مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم فكان إذا خفض لا يكبر قال يعني إذا سجد
قال وقال محمد بن عمر كان عبد الرحمن بن أبزى على مكة
خلفه عليها نافع بن عبد الحارث حين خرج إلى عمر بن الخطاب
462

الطبقة الأولى
من أهل مكة ممن روى عن
عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وغيره
علي بن ماجدة
السهمي وهو أبو ماجدة روى عن أبي بكر وعمر بن الخطاب
رضي الله تعالى عنهما
عبيد بن عمير
بن قتادة الليثي ويكنى أبا عاصم وكان ثقة كثير الحديث
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا صخر بن جويرية قال
حدثنا إسماعيل المكي قال حدثني أبو خلف مولى بني جمح في حديث
رواه عن عائشة فيه ذكر عبيد بن عمير أنه كان يكنى أبا عاصم
قال حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت
قال أول من قص عبيد بن عمير على عهد عمر بن الخطاب
قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال أخبرنا حبيب بن الشهيد
قال قال إنسان لعطاء من أول من قص قال عبيد بن عمير
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن
عبد الملك عن عطاء قال دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة فقالت
463

من هذا فقال أنا عبيد بن عمير قالت قاص أهل مكة قال نعم
قالت خفف فإن الذكر ثقيل
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا عبد الواحد بن أيمن
قال رأيت عبيد بن عمير وكانت له جمة إلى قفاه أو نحو ذلك
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا عبد الواحد بن أيمن
قال رأيت عبيد بن عمير لحيته صفراء
أبو سلمة بن سفيان
بن عبد الأسد المخزومي وأمه أم جميل بنت المغيرة بن أبي العاص
بن أمية روى عن عمر بن الخطاب
الحارث بن عبد الله
بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي وأمه أم ولد وكان قليل الحديث
نافع بن علقمة
عبد الله بن أبي عمار
رجل من قريش قال رأيت عمر بن الخطاب يصلي على عبقري
وكان قليل الحديث
سباع بن ثابت
حليف لبني زهرة روى عن عمر وكان قليل الحديث
464

هشام بن خالد
الكعبي من خزاعة كان قليل الحديث وقد سمع من عمر وكان
ينزل بقديد بأصل ثنية لفت وقتل أبوه خالد الأشعر وكرز بن جابر
الفهري يوم الفتح وكانا قد أخطأ الطريق فلقيتهما خيل المشركين فقتلوهما
وهو أبو حزام بن هشام الذي روى عنه عبد الله بن مسلمة بن قعنب
وأبو النضر هاشم بن القاسم ومحمد بن عمر وغيرهم
عبد الله بن صفوان
بن أمية بن خلف روى عن عمر بن الخطاب
سعيد بن الحويرث
وكان قليل الحديث
خثيم
رجل من القارة وهو جد عبد الله بن عثمان بن خثيم روى عن عمر
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا سعيد بن حسان قال
أخبرني عياض بن وهب عن عبيد الله بن أبي حبيبة قال أخبرني خثيم
رجل من القارة قال سعيد وهو جد بن خثيم أنه جاء عمر بن الخطاب
وهو يقطع الناس عند المروة فقال يا أمير المؤمنين أقطعني مكانا
لي ولعقبي قال فأعرض عنه عمر قال هو حرم الله سواء العاكف
فيه والباد
465

الطبقة الثانية
مجاهد بن جبر
ويكنى أبا الحجاج مولى قيس بن السائب المخزومي
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن الأوزاعي عن واصل عن مجاهد
بن جبر أبي الحجاج مولى السائب قال وأخبرنا الفضل بن دكين قال
حدثنا إسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصفيراء قال حدثني يونس بن
خباب عن مجاهد قال كنت أقود مولاي السائب وهو أعمى فيقول
يا مجاهد دلكت الشمس فإذا قلت نعم قام فصلى الظهر
قال أخبرنا حميد بن عبد الرحمن الرواسي عن الحسن بن صالح
عن إبراهيم بن عبد الاعلى أن مجاهدا كان يكنى أبا الحجاج
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثني الفضل بن
ميمون قال سمعت مجاهدا يقول عرضت القرآن على بن عباس ثلاثين
عرضة
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا فطر قال رأيت مجاهدا
أبيض الرأس واللحية
قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا قرة بن خالد قال
رأيت مجاهدا أبيض الرأس واللحية
قال أخبرنا سعيد بن عامر عن همام عن ليث قال كان عطاء
وطاؤوس ومجاهد لا يتختمون
قال أخبرنا عبد الله بن نمير عن الأعمش قال كنت إذا رأيت
466

مجاهدا ظننت أنه خربندج أضل حماره فهو مهتم
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال حدثنا سفيان عن قيس
بن مسلم عن مجاهد أنه كره الخضاب بالسواد
قال أخبرنا أبو بكر بن عياش قال قلت للأعمش ما لهم يتقون
تفسير مجاهد قال كانوا يرون أنه يسأل أهل الكتاب
قال وقال غير أبي بكر كانوا يرون أن مجاهدا يحدث عن صحيفة
جابر
قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن بعض أصحابه أن مجاهدا مات
وهو ساجد
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني سيف بن سليمان قال توفي
مجاهد بمكة سنة ثلاث ومائة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرني بن جريج قال بلغ
مجاهد يوم مات ثلاثا وثمانين سنة
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال توفي مجاهد سنة اثنتين ومائة
وهو ساجد
قال وقال يحيى بن سعيد القطان مات مجاهد سنة أربع ومائة
وكان فقيها عالما ثقة كثير الحديث
عطاء بن أبي رباح
واسم أبي رباح أسلم وكان عطاء من مولدي الجند من مخاليف
اليمن نشأ بمكة وهو مولى آل أبي ميسرة بن أبي خثيم الفهري
قال أخبرنا عبد الرحمن بن يونس عن سفيان بن عيينة عن عمر
467

بن قيس عن عطاء قال أعقل قتل عثمان
قال أخبرنا يعلى بن عبيد وأسباط بن محمد عن عبد الملك أن عطاء
كان يكنى أبا محمد
قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا عبد الله بن المؤمل عن
عطاء أنه كان يعلم الكتاب قالوا وكان ثقة فقيها عالما كثير الحديث
أخبرنا محمد بن الفضيل بن غزوان قال حدثنا أسلم المنقري قال
كنت جالسا مع أبي جعفر إذ مر عليه عطاء بن أبي رباح فقال ما بقي على
ظهر الأرض أحد أعلم بمناسك الحج من عطاء بن أبي رباح
أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا بسام الصيرفي قال ذكر
إنسان مناسك الحج عند أبي جعفر فقال ما بقي أحد أعلم بمناسك الحج
من عطاء بن أبي رباح
أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال أخبرنا سلام بن مسكين قال سمعت
قتادة يقول كان عطاء من أعلم الناس بالمناسك
أخبرنا قبيصة بن عقبة قال حدثنا سفيان عن أسلم المنقري قال
جاء أعرابي فجعل يقول أين أبو محمد قال فأشاروا إلى سعيد بن جبير
فقال أين أبو محمد فقال سعيد ما لنا هاهنا مع عطاء شئ
أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا سفيان عن سلمة قال ما رأيت
أحدا يريد بهذا العلم وجه الله غير هؤلاء الثلاثة عطاء وطاؤوس ومجاهد
أخبرنا علي بن عبد الله بن جعفر قال حدثنا سفيان عن إسماعيل
بن أمية قال كان عطاء يتكلم فإذا سئل عن المسألة كأنما يؤيد
أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي قال حدثنا مسلم بن خالد
عن يعقوب بن عطاء قال ما رأيت أبي يتحفظ في شئ ما يتحفظ في
البيوع
أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن خالد السكري قال حدثنا يحيى
468

بن سليم عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان قال ما رأيت
مفتيا خيرا من عطاء بن أبي رباح إنما كان في مجلسه ذكر الله لا يفتر وهم
يخوضون فإن تكلم أو سئل عن شئ أحسن الجواب
أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال حدثني مهدي بن ميمون قال
حدثني معاذ بن سعيد الأعور قال كنا عند عطاء فحدث رجل بحديث
فاعترضه رجل فغضب عطاء فقال ما هذه الأخلاق ما هذه الطباع
والله إن الرجل ليحدث بالحديث لأنا أعلم به منه ولعسى أن يكون سمعه
مني فأنصت إليه وأريه كأني لم أسمعه قبل ذلك
قال عمرو بن عاصم فحدثت بهذا الحديث عبد الله بن المبارك فقال
لا أنزع نعلي حتى أذهب إلى مهدي فأسمعه منه
أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا أبو المليح قال حججت أنا
ورجل فأتيت عطاء بن أبي رباح لأسأله عن مسألة فقعدت إليه فإذا أسود
يخضب بالحناء فجاءه رسول صاحب مكة فأقامه فلم أعد إليه
أخبرنا قبيصة بن عقبة قال حدثنا سفيان عن أبي جريج قال
كان عطاء إذا حدث بشئ قلت علم أو رأي فإن كان أثرا قال علم
وإن كان رأيا قال رأي
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال أخبرنا أبو شهاب عن ليث
عن عبد الرحمن قال والله ما أرى إيمان أهل الأرض يعدل إيمان أبي بكر
وما أرى إيمان أهل مكة يعدل إيمان عطاء
أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا سفيان عن بن جريج عن عطاء
أنه كان يطعم عن أبويه وهما ميتان وكان يفعله حتى مات
قال أبو نعيم يعني صدقة الفطر
قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا أبو معاوية المغربي قال
رأيت عطاء بن أبي رباح بين عينيه أثر السجود
469

قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا فطر قال رأيت عطاء
يصفر لحيته
قال محمد بن سعد وسمعت بعض أهل العلم يقول كان عطاء
أسود أعور أفطس أشل أعرج ثم عمي بعد ذلك فانتهت فتوى أهل مكة
إليه وإلى مجاهد في زمانهما وأكثر ذلك إلى عطاء
قال وقال سفيان بن عيينة والفضل بن دكين ومحمد بن عمر
مات عطاء بمكة سنة خمس عشرة ومائة
وقال محمد بن عمر وكان له يوم مات ثمان وثمانون سنة
قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال حدثنا أبو المليح قال
مات عطاء سنة أربع عشرة ومائة فلما بلغ موته ميمونا قال ما خلف
بعده مثله
يوسف بن ماهك
روى عن أمه واسمها مسيكة
قال أخبرنا حجاج بن محمد عن بن جريج قال قلت لعطاء هذا
يوسف بن ماهك يتمنى الموت فعاب ذلك وقال ما يدريه على أي
شئ هو منه
قال أخبرنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا عمر بن أبي خليفة
قال حدثتني أم يوسف بنت ماهك قالت أوصى يوسف حين حضره
الموت أن يكفن في ثيابه وكان يجمع فيها وأن لا يجعلوا على وجهه حنوطا
ولا على الثوب الذي ينشر على السرير وقال شدوا رجلي بعمامة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال مات يوسف بن ماهك سنة ثلاث
عشرة ومائة
470

قال وسمعت غيره يقول مات سنة أربع عشرة ومائة وكان
ثقة قليل الحديث
مقسم
صاحب عبد الله بن عباس وهو مولى عبد الله
بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ويكنى أبا القاسم وكان قد لزم بن عباس
وروى عنه فبعض الناس يقول مولى بن عباس للزومه له ولخدمته إياه
وإنما هو مولى عبد الله بن الحارث أجمعوا جميعا على أنه توفي سنة إحدى
ومائة وكان كثير الحديث ضعيفا
عبد الله بن خالد
بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف وأمه
ريطة بنت عبد الله بن خزاعي بن أسيد من ثقيف فولد عبد الله بن خالد
خالدا وأمية و عبد الرحمن وأمهم أم حجير بنت شيبة بن عثمان بن أبي
طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي وعثمان بن عبد الله
وأمه أم سعيد بنت عثمان بن عفان وعبد العزيز وعبد الملك وأمهما أم
حبيب بنت جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف وعمران
بن عبد الله وعمرا والقاسم وأم عمرو وزينب وأمهم السرية بنت عبد
عمرو بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري ومحمدا والحصين والمخارق
وأم عبد العزيز وأم عبد الملك وأم محمد ومريم وأمهم مليكة بنت الحصين
بن عبد يغوث بن الأزرق من مراد وأبا عثمان بن عبد الله لام ولد
والحارث بن عبد الله لام ولد وكان قليل الحديث
471

عبد الرحمن بن عبد الله
بن عبد الرحمن بن سابط بن أبي حميضة بن عمرو بن أهيب بن
حذافة بن جمح أجمعوا على أنه توفي بمكة سنة ثماني عشرة ومائة
وكان ثقة كثير الحديث
عبد الله بن عبيد الله
بن عبد الله بن أبي مليكة بن عبد الله بن جدعان بن عمرو بن كعب
بن سعد بن تيم بن مرة وأمه ميمونة بنت الوليد بن أبي حسين بن الحارث
بن عامر بن نوفل بن عبد مناف واسم أبي مليكة زهير ولم يكن لعبد
الله بن عبيد الله عقب
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا سليم بن حيان قال
سمعت بن أبي مليكة يقول ولاني بن الزبير القضاء
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد قال
حدثنا أيوب عن بن أبي مليكة قال بعثني بن الزبير على قضاء الطائف
فقلت لابن عباس إن هذا قد بعثني على قضاء الطائف ولا غنى بي عنك
أن أسألك فقال لي نعم فاكتب إلي فيما بدا لك أو سل عما بدا لك
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا إسماعيل بن عبد الملك
بن أبي الصفيراء قال حدثني بن أبي مليكة قال كنت قاضيا بالطائف
قال أخبرنا أبو بكر بن محمد بن أبي مرة المكي قال حدثني
نافع بن عمر قال قال لي بن أبي مليكة وسمع أناسا يستثقلون قراءة
قرائهم فقال قد كنت أقوم بسورة الملائكة في ركعة واحدة فما شكا
ذلك أحد
472

قال محمد بن عمر وكان بن أبي مليكة يقوم بالناس في شهر رمضان
بمكة بعد عبد الله بن السائب وتوفي عبد الله بن أبي مليكة بمكة سنة سبع
عشرة ومائة وكان قد روى عن بن عباس وعائشة وابن الزبير وعقبة بن
الحارث وكان ثقة كثير الحديث وأخوه
أبو بكر بن عبيد الله
بن عبد الله بن أبي مليكة بن عبد الله بن جدعان وأمه ميمونة
بنت الوليد بن أبي حسين بن الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف
فولد أبو بكر بن عبيد الله عبد الرحمن وأمه عونة بنت مصعب بن عبد
الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة قال وقد
روي عن أبي بكر وكان قليل الحديث
أبو يزيد
وهو أبو عبيد الله بن أبي يزيد روى عنه ابنه
أبو نجيح
مولى لثقيف وهو أبو عبد الله بن أبي نجيح واسم أبي نجيح
يسار وكان قليل الحديث
قال الواقدي توفي سنة تسع ومائة
473

عبد الله بن عبيد
بن عمير بن قتادة الليثي
قال أخبرنا شهاب بن عباد العبدي عن داود العطار قال كان
عبد الله بن عبيد بن عمير من أفصح الناس من أهل مكة
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب
قال حدثني رجل كان عند عبد الله بن عبيد بن عمير في مرضه فقيل له
ما تشتهي فقال ما أشتهي إلا رجلا مؤنق القراءة يقرأ عندي
قال محمد بن عمر مات عبد الله بن عبيد بن عمير بمكة سنة ثلاث
عشرة ومائة وكان ثقة صالحا له أحاديث
عمرو بن عبد الله
بن صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح
الجمحي وأمه بنت مطيع بن شريح بن عامر بن عوف بن أبي بكر بن
كلاب روى عنه عمرو بن دينار والزهري وكان قليل الحديث
صفوان بن عبد الله
بن صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح
وأمه حقة بنت وهب بن أمية بن أبي الصلت الثقفي فولد صفوان بن
عبد الله بن صفوان عبد الله وآمنة وأمهما أم الحكم بنت أمية بن صفوان
وقد روى عنه الزهري وكان قليل الحديث
474

يحيى بن حكيم
بن صفوان بن أمية بن خلف وأمه ابنة أبي بن خلف فولد
يحيى بن حكيم شرحبيل وأمه حسينة بنت كلدة بن الحنبل وكان
يحيى بن حكيم والي مكة ليزيد بن معاوية وقد روي عنه
عكرمة بن خالد
بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه
ابنة كليب بن حزن بن معاوية بن خفاجة بن عمرو بن عقيل فولد عكرمة
بن خالد عبد الله وأمه عاتكة بنت عبد الله بن كليب بن حزن من بني
عقيل بن كعب وخالدا وأمه حفصة بنت عبد الله بن كليب بن حزن
وسليمان وأم سعيد لام ولد وأم عبد العزيز وأمها جلالة بنت عبد الله
بن كليب بن حزن وكان ثقة وله أحاديث
محمد بن عباد
بن جعفر بن رفاعة بن أمية بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم
وأمه زينب بنت عبد الله بن السائب بن أبي السائب المخزومي وكان ثقة
قليل الحديث
هشام بن يحيى
بن هشام بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم
وأمه أم حكيم بنت أبي حبيب بن أمية بن أبي حذيفة بن المغيرة بن عبد
475

الله بن عمر بن مخزوم فولد هشام بن يحيى يحيى وعبد الرحمن وإسماعيل
وأمهم أم حكيم بنت خالد بن هشام بن العاص بن هشام بن المغيرة وله
أحاديث
مسافع بن عبد الله
الأكبر بن شيبة بن عثمان بن أبي طلحة واسمه عبد الله بن عبد
العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي وأمه أم ولد فولد مسافع بن
عبد الله عبد الله ومصعبا وعبد الرحمن وأمهم سعدة بنت عبد الله بن
وهب بن عثمان بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي
كان قليل الحديث
عبد الحميد بن جبير
بن شيبة بن عثمان بن أبي طلحة وأمه ابنة أبي عمرو بن الحجن
بن المرقع من الأزد ثم من غامد
قال محمد بن سعد ذكر هشام بن محمد بن السائب الكلبي أن
الحجن بن المرقع وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان عبد الحميد
ثقة قليل الحديث روى عنه بن جريج وسفيان
عبد الرحمن بن طارق
بن علقمة بن غنم بن خالد بن عريج بن جذيمة بن سعد بن
عوف بن الحارث بن عبد مناة بن كنانة وكان عبد الرحمن قليل الحديث
476

نافع بن سرجس
وكان ثقة قليل الحديث
مسلم بن يناق
وكان قليل الحديث
إياس بن خليفة
البكري وكان قليل الحديث
أبو المنهال
واسمه عبد الرحمن بن مطعم وكان ثقة قليل الحديث
أبو يحيى الأعرج
واسمه مصدع مولى معاذ بن عفراء من الأنصار وله أحاديث
أبو العباس الشاعر
واسمه السائب بن فروخ مولى لبني جذيمة بن عدي بن الديل بن بكر
بن عبد مناة بن كنانة وكان قليل الحديث وكان شاعرا وكان بمكة
زمن بن الزبير وهواه مع بني أمية
عطاء بن مينا
كان قليل الحديث
477

الطبقة الثالثة
أمية بن عبد الله
بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس وأمه
أم حجير بنت شيبة بن عثمان بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن
عبد الدار بن قصي كان قليل الحديث
إبراهيم بن أبي خداش
بن عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن
قصي وأمه صفية بنت أراكة من بني الديل فولد إبراهيم بن أبي
خداش عتبة وأمه هند ابنة قيس بن طارق من السكاسك وهو حليف في حمير
محمد بن المرتفع
بن النضير بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد
الدار بن قصي وأمه أم ولد فولد محمد بن المرتفع جعفرا لام ولد
وكان محمد بن المرتفع ثقة قليل الحديث
بن الرهين
من ولد النضر بن الحارث بن كلدة الذي قتل يوم بدر كافرا
478

القاسم بن أبي بزة
مولى لبعض أهل مكة
قال محمد بن عمر توفي سنة أربع وعشرين ومائة بمكة وكان
ثقة قليل الحديث وكان اسم أبي بزة نافع في رواية محمد بن سعد
الحسن بن مسلم
بن يناق مات قبل طاوس ومات طاوس سنة ست ومائة
قال وقال هرز أخو حسن بن مسلم لرجل إذا قدمت الكوفة فحرج
على ليث بن أبي سليم وقل له حتى يرد كتاب بن حسن بن مسلم فإنه
أخذ منه قال وكان الحسن بن مسلم ثقة له أحاديث
عمرو بن دينار
مولى باذان من الأبناء
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثني رجل
قال قال طاوس إن بن دينار هذا جعل أذنه قمعا لكل عالم
قال محمد بن سعد أخبرت عن سفيان بن عيينة عن زمعة بن صالح
عن بن طاوس قال قال أبي إذا قدمت مكة فعليك بعمرو بن دينار فإن
أذنيه كانتا قمعا للعلماء
قال سفيان وكان عمرو لا يدع إتيان المسجد وكان يحمل على
حمار وما أدركته إلا وهو مقعد فكنت لا أستطيع أن أحمله من الصغر
ثم قويت على حمله وكان منزله بعيدا وكان لا يثبت لنا سنه وكان
479

أيوب يقول أي شئ يحدث عمرو عن فلان فأخبره ثم أقول تريد
أن أكتبه لك فيقول نعم
قال سفيان وقيل لعمرو بن دينار إن سفيان يكتب فاضطجع وبكى
وقال أحرج على من يكتب عني
قال سفيان فما كتبت عنه شيئا كنا نحفظ
قال وقال عبد الرزاق عن معمر قال سمعت عمرو بن دينار
يقول يسألوننا عن رأينا فنخبرهم فيكتبونه كأنه نقر في حجر ولعلنا
أن نرجع عنه غدا قال وسأل رجل عمرو بن دينار عن شئ فلم يجبه
فقال له الرجل إن في نفسي منها شيئا فأجبني فقال عمرو والله لان
يكون في نفسك مثل أبي قبيس أحب من أن يكون في نفسي منها
مثل الشعرة
قال أخبرنا عبد الرحمن بن يونس قال حدثنا سفيان قال قال
عمرو بن دينار قال لي بن هشام أجري عليك رزقا وتجلس تفتي الناس
قال قلت لا أريده
قال أخبرنا عبد الرحمن بن يونس قال حدثنا سفيان قال كان
عمرو يحدث بالمعاني وكان فقيها
قال أخبرنا عبد الرحمن بن يونس قال سمعت سفيان يقول
كتبت لأيوب أطرافا وسألت عمرو بن دينار عنها
قال أخبرنا عبد الرحمن بن يونس قال حدثنا سفيان قال كان
عمرو لا يخضب
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال مات عمرو بن دينار سنة ست
وعشرين ومائة وكان يفتي بالبلد فلما مات كان يفتي من بعده بن أبي
نجيح وكان عمرو ثقة ثبتا كثير الحديث
480

أبو الزبير
واسمه محمد بن مسلم بن تدرس
قال أخبرنا يزيد بن هارون عن يحيى بن سعيد عن أبي الزبير مولى
حكيم بن حزام بن خويلد قال محمد وأخبرت عن هشيم عن حجاج
وابن أبي ليلى عن عطاء قال كنا نكون عند جابر بن عبد الله فيحدثنا فإذا
خرجنا من عنده تذاكرنا حديثه قال فكان أبو الزبير أحفظنا للحديث
قال أخبرنا عبد الرحمن بن يونس عن سفيان قال كان أبو الزبير
لا يخضب
وقال هارون بن معروف عن بن عيينة عن أبي الزبير قال كان
عطاء يقدمني عند جابر أسأل لهم الحديث وكان ثقة كثير الحديث إلا أن
شعبة تركه لشئ زعم أنه رآه فعله في معاملة وقد روى عنه الناس
عبيد الله بن أبي يزيد
مولى آل قائظ وهم من بني كنانة حلفاء بني زهرة روى عنه بن
جريج وسفيان بن عيينة
قال سفيان قلت لعبيد الله بن أبي يزيد مع من كنت تدخل على
بن عباس قال مع عطاء والعامة وكان طاوس يدخل مع الخاصة
قال سفيان وكنت أقول له أي شئ رأيت بن عباس يصنع وكيف
رأيته استخرجه وآتيه بما يشتهي قال وكان بن جريج قبل أن ألقاه يحدثنا
عنه فنسأله عنه فيقول هذا شيخ قديم يوهمنا أنه قد مات فبينا أنا ذات
يوم على باب دار بمكة في حاجة لي إذ سمعت رجلا يقول ادخل بنا
على عبيد الله بن أبي يزيد فقلت من عبيد الله بن أبي يزيد قال شيخ
481

في هذه الدار لقي بن عباس ولكنه قد ضعف حتى لا يقدر على الخروج
قلت أفأدخل معكم عليه قالوا نعم قال فدخلنا عليه فجعلوا يسألونه
ويحدثهم فقلت ألقي عليه ما حدثنا به بن جريج عنه فجعل يحدثني
بها فسمعت منه يومئذ أحاديث ثم أتيت بن جريج فجلست إليه وأنشأ
يحدث إلى أن قال حدثني عبيد الله بن أبي يزيد بكذا وكذا فقلت حدثني
به عبيد الله يعني بن أبي يزيد فقال قد وقعت عليه قال ثم لم أزل
أختلف إليه حتى مات
قال أخبرنا محمد بن عمر قال سألت سفيان بن عيينة متى مات
عبيد الله بن أبي يزيد فقال سنة ست وعشرين ومائة وكان ثقة كثير
الحديث
الوليد بن عبد الله
بن أبي مغيث وكان قليل الحديث
عبد الرحمن بن أيمن
عبد الرحمن بن معبد
عبد الله بن عمرو
القاري كان قليل الحديث
482

قيس بن سعد
ويكنى أبا عبيد الله وكان قد خلف عطاء بن أبي رباح في مجلسه
وكان يفتي بقوله وكان قد استقل بذلك ولكنه لم يعمر مات سنة تسع
عشرة ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك وكان ثقة قليل الحديث
عبد الله بن أبي نجيح
ويكنى أبا يسار مولى لثقيف
قال أخبرنا عبد الرحمن بن يونس قال أخبرنا سفيان قال كان
بن أبي نجيح لا يخضب ومات قبل الطاعون وكان الطاعون سنة إحدى
وثلاثين ومائة
قال محمد بن عمر مات عبد الله بن أبي نجيح بمكة سنة اثنتين
وثلاثين ومائة وكان ثقة كثير الحديث ويذكرون أنه كان يقول بالقدر
سليمان الأحول
وهو خال بن أبي نجيح وكان ثقة وله أحاديث صالحة
عبد الحميد بن رافع
روى عنه سفيان الثوري وكان قليل الحديث
483

هشام بن حجير
قال سفيان بن عيينة قال لي بن شبرمة ليس بمكة مثله يعني
هشام بن حجير وكان ثقة وله أحاديث
إبراهيم بن ميسرة
مولى لبعض أهل مكة
قال أخبرنا عبد الرحمن بن يونس عن سفيان قال كان إبراهيم
بن ميسرة يحدث كما يسمع
وقال غير عبد الرحمن بن يونس مات إبراهيم بن ميسرة في خلافة
مروان بن محمد وكان ثقة كثير الحديث
عبد الرحمن بن عبد الله
بن أبي عمار رجل من قريش وأبوه الذي روى عن عمر أنه رآه
يصلي على عبقري وكان ثقة وله أحاديث
خلاد بن الشيخ
عبد الله بن كثير
الداري وكان ثقة وله أحاديث صالحة
484

إسماعيل بن كثير
قال أخبرنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال كان إسماعيل بن كثير
يكنى أبا هاشم وكان ثقة كثير الحديث
كثير بن كثير
بن المطلب بن أبي وداعة بن ضبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم
وأمه عائشة بنت عمرو بن أبي عقرب وهو خويلد بن عبد الله بن خالد
بن بجير بن حماس بن عريج بن بكر بن عبد مناة بن كنانة وقد رآه
سفيان بن عيينة وروى عنه وتوفي وليس له عقب وكان شاعرا قليل
الحديث
صديق بن موسى
بن عبد الله بن الزبير بن العوام ويكنى أبا بكر وأمه أم إسحاق
بنت مجمع بن زيد بن جارية بن العطاف من بني عمرو بن عوف وقد
روى بن جريج عن صديق بن موسى
صدقة بن يسار
من الأبناء مولى لبعض أهل مكة توفي في أول خلافة بني العباس
قال سفيان بن عيينة قلت لصدقة بن يسار يزعمون أنكم خوارج
قال قد كنت منهم ثم إن الله عافاني قال وكان أصله من أهل الجزيرة
وكان ثقة قليل الحديث
485

عبد الله بن عبد الرحمن
بن أبي حسين وكان ثقة قليل الحديث عمر بن سعيد
بن أبي حسين
عثمان بن أبي سليمان
بن جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي
وكان ثقة له أحاديث
حميد بن قيس
الأعرج مولى آل الزبير بن العوام وكان قارئ أهل مكة وكان
ثقة كثير الحديث
قال أخبرنا محمد بن يزيد بن خنيس قال سمعت وهيب بن الورد
قال كان الأعرج يقرأ في المسجد ويجتمع الناس عليه حين يختم القرآن
وأتاه عطاء ليلة ختم القرآن
قال وقال سفيان بن عيينة كان حميد الأعرج أفرضهم وأحسبهم
يعني أهل مكة وكانوا لا يجتمعون إلا على قراءته وكان قرأ على مجاهد
ولم يكن بمكة أقرأ منه ومن عبد الله بن كثير وأخوه
486

عمر بن قيس
وهو سندل لقب وكان فيه بذاء وتسرع إلى الناس فأمسكوا
حديثه وألقوه وهو ضعيف في حديثه ليس بشئ
قال محمد بن سعد وعمر بن قيس الذي عبث بمالك فقال مرة
يخطئ ومرة لا يصيب وذلك عند والي مكة فقال له مالك هكذا
الناس وإنما تغفل الشيخ فبلغ مالكا فقال لا أكلمه أبدا
منصور بن عبد الرحمن
بن طلحة بن الحارث بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان
بن عبد الدار وأمه صفية بنت شيبة الحاجب بن عثمان بن أبي طلحة
فولد منصور بن عبد الرحمن أمة الكريم وصفية وأمهما أم ولد
قال أخبرنا هشام بن محمد عن أبيه قال رأيت منصور بن عبد
الرحمن في زمن خالد بن عبد الله يحجب البيت وهو شيخ كبير وكان ثقة
قليل الحديث
سعيد بن أبي صالح
توفي سنة تسع وعشرين ومائة وكان قليل الحديث
عبد الله بن عثمان
بن خثيم من القارة حليف بني زهرة توفي في آخر خلافة أبي العباس
وأول خلافة أبي جعفر كان ثقة وله أحاديث حسنة
487

داود بن أبي عاصم
الثقفي كان ثقة قليل الحديث
مزاحم بن أبي مزاحم
قليل الحديث
مصعب بن شيبة
بن جبير بن شيبة بن عثمان بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان
بن عبد الدار وأمه أم عمير بنت عبد الله الأكبر بن شيبة بن عثمان بن
أبي طلحة وكان قليل الحديث
يحيى بن عبد الله
بن صيفي المخزومي وكان ثقة وله أحاديث
وهيب بن الورد
بن أبي الورد مولى بني مخزوم وكان يسكن مكة وكان من العباد
وكانت له أحاديث مواعظ وزهد وكان اسمه عبد الوهاب فصغر فقيل
وهيب روى عنه عبد الله بن المبارك وغيره وأخوه
488

عبد الجبار بن الورد
روى عن بن أبي مليكة وغيره
خالد بن مضرس
سليمان
مولى بني البرصاء وكان قليل الحديث
عمرو بن يحيى
بن قمطة قليل الحديث
يعقوب بن عطاء
بن أبي رباح كانت له أحاديث
عبد الله
مولى أسماء قليل الحديث
عبد الرحمن بن فروخ
منبوذ بن أبي سليمان
روى عنه بن عيينة قليل الحديث
489

وردان
صائغ كان بمكة روى عنه سفيان بن عيينة قال سألت
عمر عن الذهب بالذهب
زرزر
قال سفيان بن عيينة كان مولى لجبير بن مطعم وكان قليل الحديث
عبد الواحد بن أيمن
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا عبد الواحد بن أيمن
قال حدثني أبي وكان لعتبة بن أبي لهب فمات عتبة فورثه بنوه فاشتراه
بن أبي عمرو فأعتقه فاشترط بنو عتبة الولاء فدخل على عائشة فذكر لها
فحدثته حديث بريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
محمد بن شريك
روى عنه وكيع بن الجراح وأبو نعيم الفضل بن دكين
490

الطبقة الرابعة
عثمان بن الأسود
الجمحي توفي بمكة سنة خمسين ومائة وكان ثقة كثير الحديث
المثنى بن الصباح
من الأبناء
قال محمد بن عمر توفي سنة تسع وأربعين ومائة
وقال غيره توفي سنة سبع وأربعين ومائة
قال أخبرنا بن محمد بن الوليد الأزرقي قال قال لي داود بن عبد
الرحمن العطاردي لم أدرك في هذا المسجد أحدا أعبد من المثنى بن الصباح
والزنجي بن خالد له أحاديث وهو ضعيف
عبيد الله بن أبي زياد
مولى لبعض أهل مكة توفي سنة خمسين ومائة
عبد الملك بن عبد العزيز
بن جريج ويكنى أبا الوليد وكان جريج عبدا لام حبيب بنت
جبير وكانت تحت عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص
491

بن أمية فنسب إلى ولائه وولد عبد الملك بن عبد العزيز عام الجحاف سنة
ثمانين سيل كان بمكة
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال قدم علينا بن جريج
البصرة في ولاية سفيان بن معاوية قبل خروج إبراهيم بن عبد الله بسنة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال سألت بن جريج عن قراءة الحديث
على المحدث فقال ومثلك يسأل عن هذا إنما اختلف الناس في الصحيفة
يأخذها ويقول أحدث بما فيها ولم يقرأها فأما إذا قرأها فهو سواء
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة قال قال بن جريج اكتب لي أحاديث سنن قال فكتبت له
ألف حديث ثم بعثت بها إليه ما قرأها علي ولا قرأتها عليه
قال محمد بن عمر فسمعت بن جريج بعد ذلك يحدث يقول حدثنا
أبو بكر بن أبي سبرة في أحاديث كثيرة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد
قال شهدت بن جريج جاء إلى هشام بن عروة فقال يا أبا المنذر الصحيفة
التي أعطيتها فلانا هي حديثك فقال نعم
قال محمد بن عمر فسمعت بن جريج بعد ذلك يقول حدثنا
هشام بن عروة ما لا أحصي
قال بن جريج قدمت بلدا داثرا فنثرت لهم عيبة علم يعني اليمن
قال محمد بن عمر ومات بن جريج في أول عشر ذي الحجة سنة
خمسين ومائة وهو بن ست وسبعين سنة وكان ثقة كثير الحديث جدا
492

حنظلة بن أبي سفيان
بن عبد الرحمن بن صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة
بن جمح وأمه حفصة بنت عمرو بن أبي عقرب من بني عريج بن بكر
بن عبد مناة بن كنانة وتوفي سنة إحدى وخمسين ومائة في خلافة أبي
جعفر وكان ثقة وله أحاديث
زكريا بن إسحاق
قال قال عبد الرزاق قال لي أبي الزم زكريا بن إسحاق فإني
قد رأيته عند بن أبي نجيح بمكان قال فأتيته فإذا هو قد نسي وقد كان
نزل البادية فبلغني أن بن المبارك أتاه فأخرج إليه كتابه وكان ثقة كثير
الحديث
عبد العزيز بن أبي راود
مولى المغيرة بن المهلب بن أبي صفرة العتكي
قال أخبرنا أحمد بن محمد الأزرقي قال توفي عبد العزيز بن أبي
رواد بمكة سنة تسع وخمسين ومائة وله أحاديث وكان مرجئا وكان
معروفا بالصلاح والورع والعبادة
سيف بن سليمان
وبعضهم يقول بن أبي سليمان مولى بني مخزوم وتوفي بمكة بعد
ستة وخمسين ومائة وكان ثقة كثير الحديث
493

طلحة بن عمرو
الحضرمي توفي بمكة سنة اثنتين وخمسين ومائة وكان كثير
الحديث ضعيفا جدا وقد رووا عنه
نافع بن عمر
الجمحي
قال أخبرنا شهاب بن عباد العبدي قال مات نافع بن عمر الجمحي
بمكة سنة تسع وستين ومائة وكان ثقة قليل الحديث فيه شئ
عبد الله بن المؤمل
المخزومي
قال أخبرنا شهاب بن عباد قال مات عبد الله بن المؤمل بمكة
سنة الحسين بفخ أو بعدها بسنة وكان ثقة قليل الحديث
سعيد بن حسان المخزومي كان قليل الحديث
عبد الله بن عثمان
بن أبي سليمان قليل الحديث
494

محمد بن عبد الرحمن
بن عبد الله بن أبي ربيعة كان قليل الحديث
إبراهيم بن زيد
الخوزي مولى عمر بن عبد العزيز وإنما سمي الخوزي لأنه نزل
شعب الخوز بمكة توفي بمكة سنة إحدى وخمسين ومائة له أحاديث
وهو ضعيف
رباح بن أبي معروف
كان قليل الحديث
عبد الله بن لاحق إبراهيم بن نافع
عبد الرحمن بن أبي بكر
بن أبي مليكة وهو الذي يقال له زوج جبرة له أحاديث ضعيفة
سعيد بن مسلم
بن قماذين قليل الحديث
495

حزام بن هشام
بن خالد الأشعري الكعبي كان ينزل قديدا روى عنه أبو النضر
هاشم بن القاسم ومحمد بن عمر وعبد الله بن مسلمة بن قعنب وغيرهم
وكان ثقة قليل الحديث
عبد الوهاب بن مجاهد
بن جبر كان يروي عن أبيه وكان ضعيفا في الحديث
بن أبي سارة
496

الطبقة الخامسة
سفيا ن بن عيينة
بن أبي عمران ويكنى أبا محمد مولى لبني عبد الله بن رويبة من بني
هلال بن عامر بن صعصعة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرني سفيان بن عيينة أنه ولد
سنة سبع ومائة وكان أصله من أهل الكوفة وكان أبوه من عمال خالد
بن عبد الله القسري فلما عزل خالد عن العراق وولي يوسف بن عمر
الثقفي طلب عمال خالد فهربوا منه فلحق عيينة بن أبي عمران بمكة فنزلها
قال أخبرنا عبد الرحمن بن يونس قال سمعت سفيان بن عيينة
يقول أول من جالست من الناس عبد الكريم أبو أمية جالسته وأنا بن
خمس عشرة سنة ومات في سنة ست وعشرين ومائة
وقال سفيان حججت سنة ست عشرة ومائة ثم سنة عشرين قال
وجاءنا الزهري مع بن هشام الخليفة سنة ثلاث وعشرين ومائة وخرج
سنة أربع وعشرين ومائة قال وسألته وسعد بن إبراهيم عنده فلم يجبني
في الحديث فقال له سعد أجب الغلام عما سألك قال أما إني
أعطيه حقه
قال سفيان وأنا يومئذ بن ست عشرة سنة
قال سفيان وذهبت إلى اليمن سنة خمسين
ومائة وسنة اثنتين وخمسين ومائة ومعمر حي وذهب الثوري قبلي بعام
قال أخبرني الحسن بن عمران بن عيينة بن أبي عمران بن أخي
497

سفيان قال حججت مع عمي سفيان آخر حجة حجها سنة سبع وتسعين
ومائة فلما كنا بجمع وصلى استلقى على فراشه ثم قال قد وافيت هذا
الموضع سبعين عاما أقول في كل سنة اللهم لا تجعله آخر العهد من هذا
المكان وإني قد استحييت الله من كثرة ما أسأله ذلك فرجع فتوفي في
السنة الداخلة يوم السبت أول يوم من رجب سنة ثمان وتسعين ومائة ودفن
بالحجون وكان ثقة ثبتا كثير الحديث حجة وتوفي وهو بن إحدى
وتسعين سنة
داود بن عبد الرحمن
العطار
قال أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي المكي قال كان
عبد الرحمن أبو داود العطار نصرانيا وكان رجلا من أهل الشام وكان
يتطبب فقدم مكة فنزلها وولد له بها أولاد فأسلموا وكان يعلمهم الكتاب
والقرآن والفقه ووالى آل جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف
وولد داود بن عبد الرحمن سنة المائة وكان أبوه عبد الرحمن يجلس في
أصل منارة المسجد الحرام من قبل الصفا فكان يضرب به المثل يقال
أكفر من عبد الرحمن لقربه من الاذان والمسجد ولحال ولده وإسلامهم
وكان يسلمهم في الأعمال السرية ويحثهم على الأدب ولزوم أهل الخير
من المسلمين وهلك داود بن عبد الرحمن بمكة سنة أربع وتسعين ومائة
وكان كثير الحديث
498

الزنجي
واسمه مسلم بن خالد بن سعيد بن جرجة وأصله من أهل الشام
وهو مولى لآل سفيان بن عبد الأسد المخزومي ويقال إنها موالاة ولم تكن
عتاقة
قال أخبرنا أبو بكر بن محمد بن أبي مرة المكي قال كان مسلم
بن خالد أبيض مشربا حمرة وإنما الزنجي لقب لقب به وهو صغير
قال أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي قال كان الزنجي
بن خالد فقيها عابدا يصوم الدهر ويكنى أبا خالد وتوفي بمكة سنة ثمانين
ومائة في خلافة هارون وكان كثير الحديث كثير الغلط والخطأ في حديثه
وكان في بدنه نعم الرجل ولكنه كان يغلط وداود العطار أرفع منه
في الحديث
محمد بن عمران
الحجبي قليل الحديث
محمد بن عثمان
المخزومي وكان قليل الحديث
499

يحيى بن سليم
الطائفي وكان قد مزل مكة حتى مات بها وكان يعالج الادم
وقد روى عن إسماعيل بن كثير وعبد الله بن خثيم وكان ثقة كثير الحديث
الفضيل بن عياض
التميمي ثم أحد بني يربوع ويكنى أبا علي ولد بخراسان بكورة
أبيورد وقدم الكوفة وهو كبير فسمع الحديث من منصور بن المعتمر وغيره
ثم تعبد وانتقل إلى مكة إلى أن مات بها في أول سنة سبع وثمانين
ومائة في خلافة هارون وكان ثقة ثبتا فاضلا عابدا ورعا كثير الحديث
عبد الله بن رجاء
ويكنى أبا عمران وكان ثقة كثير الحديث وكان أعرج وكان
من أهل البصرة فانتقل فنزل مكة إلى أن مات بها
بشر بن السري
عبد المجيد بن عبد العزيز
بن أبي رواد ويكنى أبا عبد الحميد وكان كثير الحديث ضعيفا مرجئا
500

عبد الله بن الحارث المخزومي
حمزة بن الحارث
بن عمير كان ثقة قليل الحديث
أبو عبد الرحمن المقرئ
واسمه عبد الله بن يزيد مات بمكة في رجب سنة ثلاث عشرة
ومائتين وكان أصله من أهل البصرة وكان ثقة كثير الحديث
عثمان بن اليمان
بن هارون ويكنى أبا عمرو ومات بمكة أول يوم من عشر ذي
الحجة سنة اثنتي عشرة ومائتين كانت له أحاديث
مؤمل بن إسماعيل
ثقة كثير الغلط
العلاء بن عبد الجبار
العطار كان من أهل البصرة فنزل مكة وكان كثير الحديث
501

سعيد بن منصور
ويكنى أبا عثمان توفي بمكة سنة سبع وعشرين ومائتين
أحمد بن محمد
بن الوليد الأزرقي ثقة كثير الحديث
عبد الله بن الزبير
الحميدي المكي من بني أسد بن عبد العزى بن قصي وهو صاحب
سفيان بن عيينة وروايته مات بمكة في شهر ربيع الأول سنة تسع عشرة
ومائتين وكان ثقة كثير الحديث
502

تسمية من نزل الطائف
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
عروة بن مسعود
بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف
وهو قسي بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة
بن قيس بن عيلان بن مضر ويكنى عروة أبا يعفور وأمه سبيعة
بنت عبد شمس بن عبد مناف بن قصي
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن يحيى عن غير
واحد من أهل العلم قالوا كان عروة بن مسعود غائبا عن الطائف حين
حاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم كان بجرش يتعلم عمل الدبابات
والمنجنيق فلما قدم الطائف بعد انصراف رسول الله صلى الله عليه وسلم
قذف الله في قلبه الاسلام فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة
في شهر ربيع الأول سنة تسع من الهجرة فأسلم فسر رسول الله صلى
الله عليه وسلم بإسلامه ونزل على أبي بكر الصديق فلم يدعه المغيرة
بن شعبة حتى حوله إليه ثم إن عروة استأذن رسول الله صلى الله عليه
وسلم في الخروج إلى قومه ليدعوهم إلى الاسلام
فقال له إنهم إذا قاتلوك فقال لو وجدوني نائما ما أيقظوني فخرج عروة فسار خمسا فقدم الطائف
عشاء فدخل منزله فأتته ثقيف تسلم عليه بتحية الجاهلية فأنكرها عليهم
503

وقال عليكم بتحية أهل الجنة السلام فآذوا ونالوا منه فحلم عنهم
وخرجوا من عنده فجعلوا يأتمرون به وطلع الفجر فأوفى على غرفة له
فأذن بالصلاة فخرجت إليه ثقيف من كل ناحية فرماه رجل من بني مالك
يقال له أوس بن عوف فأصاب أكحله فلم يرق دمه فقام غيلان بن
سلمة وكنانة بن عبد يا ليل والحكم بن عمرو ووجوه الاحلاف فلبسوا
السلاح وحشدوا وقالوا نموت عن آخرنا أو نثأر به عشرة من رؤساء
بني مالك فلما رأى عروة بن مسعود ما يصنعون قال لا تقتتلوا في
قد تصدقت بدمي على صاحبه لأصلح بذلك بينكم فهي كرامة أكرمني
الله بها وشهادة ساقها الله إلي وأشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه
وسلم لقد أخبرني بهذا أنكم تقتلوني ثم دعا رهطه فقال إذا مت
فادفنوني مع الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
قبل أن يرتحل عنكم فمات فدفنوه معهم وبلغ النبي صلى الله عليه
وسلم مقتله فقال مثل عروة مثل صاحب ياسين دعا قومه
الله فقتلوه
أبو مليح بن عروة
بن مسعود بن معتب بن مالك
قال لما قتل عروة بن مسعود قال ابنه أبو مليح بن عروة وابن أخيه
قارب بن الأسود بن مسعود لأهل الطائف لا نجامعكم على شئ أبدا وقد
قتلتم عروة ثم لحقا برسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلما فقال لهما
رسول الله صلى الله عليه وسلم توليا من شئتما قالا نتولى الله ورسوله
فقال النبي صلى الله عليه وسلم وخالكما أبا سفيان بن حرب فحالفاه
ففعلا ونزلا على المغيرة بن شعبة فأقاما بالمدينة حتى قدم وفد ثقيف في شهر
504

رمضان سنة تسع فقاضوا النبي صلى الله عليه وسلم على ما قاضوه عليه
وأسلموا ورجعا مع الوفد فقال أبو مليح يا رسول الله إن أبي قتل وعليه
دين مائتا مثقال ذهب فإن رأيت أن تقضيه من حلي الربة يعني اللات
فعلت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم
قارب بن الأسود
بن مسعود بن معتب بن مالك وهو بن أخي عروة بن مسعود
لما كلم أبو مليح عن عروة رسول الله صلى الله عليه وسلم في قضاء
دين أبيه قال قارب بن الأسود يا رسول الله وعن الأسود بن مسعود أبي
فإنه ترك دينا مثل دين عروة فاقضه عنه من مال الطاغية فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إن الأسود ما ت كافرا فقال قارب تصل
به قرابة إنما الدين علي وأنا مطلوب به فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا أفعل فقضى عن عروة والأسود دينهما من مال الطاغية
الحكم بن عمرو
بن وهب بن معتب بن مالك وكان في وفد ثقيف الذين قدموا على
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا
غيلان بن سلمة
بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف
وأم سلمة بن معتب كنة بنت كسيرة بن ثمالة من الأزد وأخوه لامه
505

أوس بن ربيعة بن معتب فهما ابنا كنة إليها ينسبون وكان غيلان بن
سلمة شاعرا وفد على كسرى فسأله يبني له حصنا بالطائف فبنى له حصنا
بالطائف ثم جاء الاسلام فأسلم غيلان وعنده عشر نسوة فقال له رسول
الله صلى الله عليه وسلم اختر منهن أربعا وفارق بقيتهن فقال
قد كن ولا يعلمن أيتهن آثر عندي وسيعلمن ذلك اليوم فاختار منهن
أربعا وجعل يقول لمن أراد منهن أقبلي ومن لم يرد يقول لها أدبري
حتى اختار منهن أربعا وفارق بقيتهن
وقال الوليد بن مسلم عن بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عروة
بن غيلان بن سلمة عن أبيه إن نافعا كان لغيلان بن سلمة ففر إلى النبي
صلى الله عليه وسلم وأسلم وغيلان مشرك ثم أسلم غيلان فرد رسول
الله صلى الله عليه وسلم ولاءه وابنه
شرحبيل بن غيلان
بن سلمة بن معتب كان في الوفد الذين قدموا على رسول الله
صلى الله عليه وسلم ومات شرحبيل سنة ستين
عبد يا ليل بن عمرو
بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف وكان
رأس وفد ثقيف الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا
كان عبد يا ليل سن عروة بن مسعود وابنه
506

كنانة بن عبد يا ليل بن عمرو بن عمير بن عقدة بن غيرة بن عوف كان شريفا وقد
أسلم مع وفد ثقيف
الحارث بن كلدة
بن عمرو بن علاج واسمه عمير بن أبي سلمة بن عبد العزى
بن غيرة بن عوف بن ثقيف وكان طبيب العرب وكان النبي صلى
الله عليه وسلم يأمر من كانت به علة أن يأتيه فيسأله عن علته وكانت
سمية أم زياد للحارث بن كلدة وابنه
نافع بن الحارث
بن كلدة وهو أبو عبد الله الذي انتقل إلى البصرة وافتلى بها الخيل
العلاء بن جارية
بن عبد الله بن أبي سلمة بن عبد العزى بن غيرة بن عوف بن ثقيف
وهو حليف لبني زهرة
507

عثمان بن أبي العاص
بن بشر بن عبد دهمان بن عبد الله بن همام بن أبان بن يسار بن
مالك بن حطيط بن جثم بن ثقيف قدم عثمان بن أبي العاص على رسول
الله صلى الله عليه وسلم مع وفد ثقيف وكان أصغر الوفد سنا فكانوا
يخلفونه على رحالهم يتعاهدها لهم فإذا رجعوا من عند رسول الله صلى الله
عليه وسلم وناموا وكانت الهاجرة أتى عثمان رسول الله صلى الله عليه
وسلم فأسلم قبلهم سرا منهم وكتمهم ذلك وجعل يسأل رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن الدين ويستقرئه القرآن فقرأ سورا من في رسول
الله صلى الله عليه وسلم وكان إذا وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
نائما عمد إلى أبي بكر فسأله واستقرأه وإلى أبي بن كعب فسأله واستقرأه
فأعجب به رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحبه فلما أسلم الوفد
وكتب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب الذي قاضاهم عليه
وأرادوا الرجوع إلى بلادهم قالوا يا رسول الله أمر علينا رجلا منا
فأمر عليهم عثمان بن أبي العاص وهو أصغرهم لما رأى رسول الله صلى
الله عليه وسلم من حرصه على الاسلام
قال عثمان فكان آخر عهد عهده إلي رسول الله صلى الله
عليه وسلم أن أتخذ مؤذنا لا يأخذ على أذانه أجرا وإذا أممت قومك
فاقدرهم بأضعفهم وإذا صليت لنفسك فأنت وذاك
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال حدثنا عبد الله بن عبد
الرحمن بن يعلى بن كعب الثقفي عن عبد الله بن الحكم أنه سمع عثمان
بن أبي العاص يقول استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على
الطائف فكان آخر ما عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قال
خفف عن الناس الصلاة
508

قال أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي عن زائدة عن عبد الله بن عثمان
بن خثيم قال حدثني داود بن أبي عاصم عن عثمان بن أبي العاص أنه
قال آخر كلام كلمني به رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ استعملني
على الطائف أن قال خفف الصلاة عن الناس حتى وقف أو وقت ثم
اقرأ باسم ربك الذي خلق وأشباهها من القرآن
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن موسى
بن عمران بن مناح قال توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعثمان
بن أبي العاص عامله على الطائف
قال أخبرنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا أبو هلال قال حدثنا
قتادة عن مطرف أن عثمان بن أبي العاص كان يكنى أبا عبد الله
قال محمد بن عمر فلم يزل عثمان بن أبي العاص على الطائف حتى
قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلافة أبي بكر الصديق وخلافة
عمر بن الخطاب حتى إذا أراد عمر أن يستعمل على البحرين فسموا له
عثمان بن أبي العاص فقال ذاك أمير أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم
على الطائف فلا أعزله قالوا له يا أمير المؤمنين تأمره يستخلف على عمله
من أحب وتستعين به فكأنك لم تعزله فقال أما هذا فنعم فكتب إليه
أن خلف على عملك من أحببت وأقدم علي فخلف أخاه الحكم بن أبي
العاص على الطائف وقدم على عمر بن الخطاب فولاه البحرين فلما عزل
عن البحرين نزل البصرة هو وأهل بيته وشرفوا بها والموضع الذي بالبصرة
يقال له شط عثمان إليه ينسب وأخوه
الحكم بن أبي العاص
بن بشر بن عبد دهمان وقد صحب النبي صلى الله عليه وسلم
509

أوس بن عوف
الثقفي أحد بني مالك وهو الذي رمى عروة بن مسعود الثقفي فقتله
ثم قدم بعد ذلك في وفد ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأسلم وقد كان قبل أن يقاضي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثقيفا
خاف من أبي مليح بن عروة ومن قارب بن الأسود بن مسعود فشكا ذلك
إلى أبي بكر الصديق فنهاهما عنه وقال ألستما مسلمين قالا بلى
قال فتأخذان بذحول الشرك وهذا رجل قد قدم يريد الاسلام وله ذمة
وأمان ولو قد أسلم صار دمه عليكما حراما ثم قارب بينهم حتى تصافحوا
وكفوا عنه ومات أوس بن عوف سنة تسع وخمسين
الله تعالى أوس بن حذيفة
الثقفي
قال أخبرنا الضحاك بن مخلد والفضل بن دكين وعبد الملك
بن عمرو أبو عامر ومحمد بن عبد الله الأسدي قالوا حدثنا عبد الله بن
عبد الرحمن الثقفي قال حدثني عثمان بن عبد الله بن أوس قال الفضل
بن دكين ومحمد بن عبد الله وأبو عامر عن جده أوس بن حذيفة وقال
الضحاك بن مخلد عن عمه عمرو بن أوس عن أبيه قال قدمنا على رسول
الله صلى الله عليه وسلم في وفد ثقيف فنزل الأحلافيون على المغيرة
بن شعبة وأنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم المالكيين في قبته
قال وكان ينصرف إليهم بعد العشاء الآخرة فيحدثهم قائما على رجليه
يراوح بين قدميه مما قد مل من القيام وأكثر ما يحدثهم اشتكاء أهل مكة
وقريش ويقول وكانت الحرب بيننا وبينهم سجالا فكانت مرة علينا
510

ومرة لنا فاحتبس عنا ذات ليلة فقلنا يا رسول الله ما حبسك عنا الليلة
فقال إنه طرأ علي نفر من الجن وبقي علي من حزبي شئ فكرهت أن
أخرج من المسجد حتى أقرأه
قال محمد بن عبد الله الأسدي في حديثه فلما أصبحنا قلنا لأصحابه
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أنه طرأ عليه نفر من الجن
وبقي عليه حزب من القرآن فكيف كنتم تحزبون القرآن قالوا نحزبه
ثلاث سور خمس سور سبع سور تسع سور إحدى عشرة سورة
وثلاث عشرة سورة وحزب المفضل ما بين قاف فأسفل
قال أخبرنا يوسف بن الغرق قال أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن
الطائفي عن عبد ربه بن الحكم وعثمان بن عبد الله كلاهما عن أوس بن
حذيفة قال خرجنا من الطائف سبعين رجلا من الاحلاف وبني مالك فنزل
الأحلافيون على المغيرة بن شعبة وأنزلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
في قبة له بين مسكنه وبين المسجد ثم ذكر نحوا من الحديث الأول
قال محمد بن عمر ومات أوس بن حذيفة ليالي الحرة
أوس بن أوس
الثقفي
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى ومحمد بن عبد الله الأسدي قالا
أخبرنا سفيان قال وأخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا أبو جناب جميعا
عن عبد الله بن عيسى عن يحيى بن الحارث عن أبي الأشعث الصنعاني عن
أوس بن أوس الثقفي
قال سفيان في حديثه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال أبو جناب في حديثه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
511

يقول إذا كان يوم الجمعة فمن غسل واغتسل وغدا وابتكر فجلس من
الامام قريبا فاستمع وأنصت كان له بكل خطوة يخطوها أجر سنة صيامها
وقيامها
قال أخبرنا هشام بن الوليد وعبد الملك بن عمرو أبو عامر قالا
حدثنا شعبة عن النعمان بن سالم قال سمعت رجلا جده أوس بن أوس
قال أومأ إلي جدي وهو في الصلاة أن ناولني نعلي فناولته نعله فصلى
فيهما وقال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في نعليه
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا قيس بن الربيع عن عمير
بن عبد الله الخثعمي عن عبد الملك بن المغيرة الطائفي عن أوس بن أوس
أو أويس بن أوس قال أقمت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
نصف شهر فرأيته يصلي في نعلين مقابلتين ورأيته يبزق عن يمينه وعن
يساره
قال محمد بن سعد هذا هو أوس بن أوس وشعبة كان أضبط
لاسمه ولم يشك فيه كما شك قيس
الحارث بن عبد الله
بن أوس الثقفي
قال أخبرنا عفان بن مسلم ويحيى بن حماد قالا أخبرنا أبو عوانة
عن يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن الحارث بن عبد الله بن
أوس الثقفي قال سألت عمر بن الخطاب عن المرأة تحيض قبل أن تنفر
قال ليكن آخر عهدها الطواف بالبيت قال فقال كذلك أفتاني رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال فقال له عمر أربت عن يديك سألتني عن
شئ فسألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم لكيما أخالف
512

قال محمد بن سعد أخبرنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي
بهذا الحديث وأخطأ في اسمه فقال حدثنا عبد السلام بن حرب عن حجاج
عن عبد الملك عن عبد الرحمن بن البيلماني عن عمرو بن أوس عن عبد
الله بن الحارث بن أوس قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول
من حج أو اعتمر فليكن آخر عهده بالبيت
قال محمد بن سعد إنما هو الحارث بن عبد الله بن أوس كما
حفظ أبو عوانة عن يعلى بن عطاء
الحارث بن أويس
الثقفي وقد صحب النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه
الشريد بن سويد
الثقفي
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا همام عن قتادة عن عمرو
بن شعيب عن الشريد بن سويد الثقفي أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال جار الدار أحق بالدار من غيره والشريد هو أبو عمرو بن الشريد
وأردفه النبي صلى الله عليه وسلم واستنشده من شعر أمية بن أبي الصلت
قال فجعلت أنشده وجعل يقول إن كاد ليسلم ومات الشريد بن
سويد في خلافة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان
513

نمير بن خرشة
الثقفي كان في وفد ثقيف الذين قدموا على رسول الله صلى الله
عليه وسلم
سفيان بن عبد الله
الثقفي وكان قد ولي الطائف وكان في الوفد أيضا الذين قدموا
على رسول الله صلى الله عليه وسلم
الحكم بن سفيان
الثقفي
أبو زهير بن معاذ
الثقفي وحديثه خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنبأة
من أرض الطائف حدث به عنه ابنه أبو بكر بن أبي زهير
كردم بن سفيان
الثقفي
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا بن جريج قال جاء كردم
بن سفيان الثقفي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول
514

الله إني نذرت أن أنحر عشرة أبعرة لي ببوانة فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم نذرت ذلك وفي نفسك شئ من أمر الجاهلية قال لا والله
يا رسول الله قال فانطلق فانحرها
وهب بن خويلد
بن ظويلم بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف
أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم ومات على عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم فاختصم في ميراثه بنو غيرة فأعطاه رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهب بن أمية بن أبي الصلت
وهب بن أمية
بن أبي الصلت بن ربيعة بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف
بن ثقيف أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبوه أمية بن أبي
الصلت الشاعر
أبو محجن بن حبيب
بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف
وكان شاعرا وله أحاديث
515

الحكم بن حزن
الكلفي من بني كلفة بن عوف بن نصر بن معاوية بن بكر بن
هوازن
قال أخبرنا سعيد بن منصور قال حدثنا شهاب بن خراش بن
حوشب قال حدثني شعيب بن زريق الطائفي قال جلست إلى رجل
له صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم يقال له الحكم بن حزن الكلفي
فقال وفدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سابع سبعة أو تاسع
تسعة فاستؤذن لنا فدخلنا عليه فقلنا يا رسول اله زرناك لتدعو لنا بخير
فأمر بنا فأنزلنا وأمر لنا بشئ من تمر والشأن إذ ذاك دون فلبثنا بها
أياما شهدنا فيها الجمعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام متوكئا
على قوس أو قال على عصا فحمد الله وأثنى عليه كلمات خفيفات طيبات
مباركات ثم قال أيها الناس إنكم لن تطيقوا أو لن تفعلوا كل ما أمرتم
فسددوا وأبشروا
زفر بن حرثان
بن الحارث بن حرثان بن ذكوان بن كلفة بن عوف بن نصر بن
معاوية بن بكر بن هوازن وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم
مضرس بن سفيان
بن خفاجة بن النابغة بن عتر بن حبيب بن وائلة بن دهمان بن نصر
بن معاوية بن بكر بن هوازن وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم
وشهد معه يوم حنين وذكره العباس بن مرداس في شعره
516

يزيد بن الأسود
العامري من بني سواة
قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام عن يعلى بن عطاء
عن جابر بن يزيد بن الأسود السوائي عن أبيه قال وأخبرنا سليمان أبو
داود الطيالسي عن شعبة عن يعلى بن عطاء عن جابر بن يزيد بن الأسود
السوائي عن أبيه قال صلينا مع النبي صلى الله عليه وسلم الفجر في
مسجد منى في حجة الوداع فلما قضى الصلاة التفت فإذا هو برجلين
لم يصليا قال فقال ائتوني بهما فأتي بهما ترعد فرائصهما فقال
ما منعكما أن تصليا معنا قالا يا رسول الله صلينا في رحالنا قال
فإذا جئتم والامام يصلي فصلوا معه فإنها لكم نافلة
قال أخبرنا معن بن عيسى عن سعيد بن السائب الطائفي عن أبيه
عن يزيد بن الأسود أنه شهد حنينا مع المشركين ثم أسلم وصحب النبي
صلى الله عليه وسلم وكان يكنى أبا حاجزة
عبيد الله بن معية
السوائي
قال أخبرنا وكيع بن الجراح وحميد بن عبد الرحمن الرواسي عن
سعيد بن السائب الطائفي قال سمعت شيخا من بني سواة أحد بني عامر
بن صعصعة يقال له عبيد الله بن معية
قال وكيع في حديثه وكان ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم
أو قريبا من ذلك
وقال حميد وكان قد أدرك الجاهلية قال قتل رجلان من أصحاب
517

رسول الله صلى الله عليه وسلم عند باب بني سالم من الطائف يوم الطائف
فحملا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغه ذلك فبعث أن يدفنا
حيث أصيبا أو حيث لقيا فدفنا فيما بين مقتلهما وبين رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقبرا حيث لقيا
أبو رزين العقيلي
واسمه لقيط بن عامر بن المنتفق
قال أخبرنا عفان بن مسلم وهشام أبو الوليد الطيالسي ويحيى بن
عباد قالوا حدثنا شعبة عن النعمان بن سالم عن عمرو بن أوس عن أبي
رزين أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول اله إن أبي
شيخ كبير لا يستطيع الحج ولا العمرة ولا الظعن فقال حج عن
أبيك واعتمر
قال محمد بن سعد ولم يذكر أبو الوليد وحده ولا الظعن وذكر
عفان ويحيى بن عباد
أبو طريف
وكان بالطائف بعد هؤلاء من الفقهاء والمحدثين
عمرو بن الشريد
بن سويد الثقفي
518

عاصم بن سفيان الثقفي روى عن عمر بن الخطاب
أبو هندية
روى عن عمر بن الخطاب وهو أبو محمد بن أبي هندية الذي
روى عنه سعيد بن المسيب
عمرو بن أوس
بن حذيفة الثقفي روى عن أبيه
عبد الرحمن بن عبد الله
بن عثمان بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن الحارث
بن مالك بن حطيط بن جثم بن ثقيف وأمه أم الحكم بنت أبي سفيان
بن حرب بن أمية وخاله معاوية بن أبي سفيان وهو الذي يقال له بن
أم الحكم وكان جده عثمان بن عبد الله يحمل لواء المشركين يوم حنين
فقتله علي بن أبي طالب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبعده
الله إنه كان يبغض قريشا وقد سمع عبد الرحمن بن عبد الله من عثمان
بن عفان وقد ولي الكوفة ومصر وولده اليوم يسكنون دمشق
519

وكيع بن عدس
هكذا قال شعبة عن يعلى بن عطاء وهو بن أخي أبي رزين العقيلي
ويكنى أبا مصعب وروى عن عمه أبي رزين وروى عنه يعلى بن
عطاء وأما حماد بن سلمة وأبو عوانة فقالا عن يعلى بن عطاء عن وكيع
بن حدس
يعلى بن عطاء
كان قد أتى واسط وأقام بها في آخر سلطنة بني أمية وسمع منه
شعبة وهشيم وأبو عوانة وأصحابهم
عبد الله بن يزيد
الطائفي مات سنة عشرين ومائة
بشر بن عاصم
بن سفيان الثقفي روى عن أبيه
من حديث وكيع عن محمد بن عبد الله بن أفلح الطائفي عن بشر بن
عاصم بن سفيان الثقفي أن عمر يعني بن الخطاب كان يبعث مصدقيه
في قبل الصيف
520

إبراهيم بن ميسرة
عطيف بن أبي سفيان
مات سنة أربعين ومائة
عبيد بن سعد
محمد بن أبي سويد
أبو بكر بن أبي موسى
بن أبي شيخ
سعيد بن السائب
الطائفي الذي روى عنه وكيع وحميد الرواسي ومعن بن عيسى
عبد الله بن عبد الرحمن
بن يعلى بن كعب الثقفي روى عنه وكيع وأبو عاصم النبيل وأبو
نعيم ومحمد بن عبد الله الأسدي وغيرهم
يونس بن الحارث
الطائفي روى عنه وكيع بن الجراح وأبو عاصم النبيل وغيرهما
521

محمد بن عبد الله
بن أفلح الطائفي سمع منه وكيع وغيره
محمد بن أبي سعيد الثقفي
محمد بن مسلم
بن سوسن الطائفي وكان قد نزل مكة وسمع منه وكيع بن الجراح
وأبو نعيم ومعن بن عيسى وغيرهم
يحيى بن سليم
الطائفي وكان قد نزل مكة إلى أن مات بها وكان يعالج الادم
522

تسمية من نزل اليمن
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
أبيض بن حمال
المازني من حمير
قال محمد بن سعد وقال عبد المنعم بن إدريس بن سنان هو
من الأزد ممن كان أقام بمأرب من ولد عمرو بن عامر
قال أخبرنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا محمد بن يحيى بن
قيس المازني عن أبيه عن ثمامة بن شراحيل عن سمي بن قيس عن شمير
عن أبيض بن حمال أنه وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستقطعه
الملح فأقطعه إياه فلما ولي قال رجل يا رسول الله تدري ما أقطعته
إنما أقطعته الماء العد فرجع فيه قال وقلت للنبي صلى الله عليه وسلم
ما يحمى من الأراك قال ما لم تنله أخفاف الإبل
قال أخبرنا عبد الله بن الزبير الحميدي قال حدثنا فرج بن سعيد
قال حدثني عمي ثابت عن أبيه عن جده أبيض بن حمال أنه وفد على
النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة وأسلم على ثلاثة إخوة من كندة
كانوا عبيدا له في الجاهلية وصالح رسول الله صلى الله عليه وسلم
على سبعين حلة واستقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم الملح ملح
شذا بمأرب فقطعه له ثم استقاله رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقاله
523

فقطع له رسول الله صلى الله عليه وسلم أرضا وغيلا بالجوف جوف
مراد
قال أخبرنا عبد الله بن الزبير الحميدي قال حدثنا فرج بن سعيد
قال حدثني عمي ثابت عن أبيه عن جده أبيض بن حمال أنه كانت
بوجهه حزازة قال يعني القوباء قد التمعت وجهه فدعاه نبي الله
صلى الله عليه وسلم فمسح وجهه فلم يمس من ذلك اليوم ومنها أثر
فروة بن مسيك
بن الحارث بن سلمة بن الحارث بن الذؤيب بن مالك بن منبه بن
غطيف بن عبد الله بن ناجية بن يحابر وهو مراد بن مالك بن أدد وهو
من مذحج
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن عمرو بن زهير
عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال قدم فروة بن مسيك المرادي
سنة عشر على رسول الله
صلى الله عليه وسلم وكان رجلا له شرف فأنزله سعد بن عبادة عليه
ثم غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد فسلم
عليه ثم قال يا رسول الله أنا لمن ورائي من قومي قال أين نزلت
قال على سعد بن عبادة قال بارك الله على سعد فكان يحضر مجلس
رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما جلس ويتعلم القرآن وفرائض
الاسلام وشرائعه ثم استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على مرد
وزبيد ومذحج كلها وكان يسير فيها وبعث معه خالد بن سعيد بن
العاص على الصدقات فلم يزل معه هناك حتى توفي رسول الله صلى الله
عليه وسلم
524

قال أخبرنا محمد بن عمر قال قال حدثني عبد الله بن عمرو عن محجن
بن وهب الخزاعي عن قومه قالوا أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم
فروة بن مسيك باثنتي عشرة أوقية وحمله على بعير نجيب وأعطاه حلة
من نسج عمان
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الله بن عمرو بن زهير
عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال لما قبض رسول الله صلى
الله عليه وسلم ثبت فروة بن مسيك على الاسلام يغير على من خالفه بمن
أطاعه ولم يرتد كما ارتد غيره
قال محمد بن سعد قال هشام بن محمد الكلبي كان فروة بن مسيك
شاعرا
قيس بن مكشوح
واسم مكشوح هبيرة بن عبد يغوث بن الغزيل بن سلمة بن بدا
بن عامر بن عوبثان بن زاهر بن مراد وكان هبيرة بن عبد يغوث سيد
مراد وكوي على كشحه بالنار فيل المكشوح وابنه قيس بن مكشوح
فارس مذحج وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي قتل
الأسود العنسي الذي تنبأ باليمن
عمرو بن معدي كرب
بن عبد الله بن عمرو بن عصم بن عمرو بن زبيد الصغير وهو
منبه بن ربيعة بن سلمة بن مازن بن ربيعة بن منبه وهو جماع زبيد
وهو من مذحج وكان عمرو بن معدي كرب فارس العرب
525

قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الله بن عمرو بن زهير عن
محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال قدم عمرو بن معدي كرب
في عشرة من زبيد المدينة فقال حين دخلها وهو آخذ بزمام راحلته من
سيد أهل هذه البحرة من بني عمرو بن عامر فقيل له سعد بن عبادة
فأقبل يقود راحلته حتى أناخ ببابه فخرج إليه سعد فرحب به وأمر برحله
فحط وأكرمه وحباه ثم راح به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم
وأقام أياما وأجازه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان يجيز
الوفد وانصرف راجعا إلى بلاده فلما قبض رسول الله صلى الله عليه
وسلم ارتد عمرو بن معدي كرب فيمن ارتد باليمن ثم رجع إلى الاسلام
وهاجر إلى العراق وشهد فتح القادسية وغيرها وأبلى بلاء حسنا
صرد بن عبد الله
الأزدي وكان ينزل جرش
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن عمرو بن زهير
عن منبر بن عبد الله الأزدي قال قدم صرد بن عبد الله الأزدي في بضعة
عشر من قومه فنزلوا على فروة بن عمرو البياضي فحباهم وأكرمهم
وأقاموا عنده عشرة أيام وكان صرد أقضاهم وكان يحضر مجلس النبي
صلى الله عليه وسلم فأعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم به فأمره
على ممن أسلم من قومه وأن يجاهد بمن أسلم من يليه من أهل الشرك من أهل
اليمن وأوصاه بالنفر الذين كانوا معه خيرا فخرج بأمر رسول الله
صلى الله عليه وسلم حتى نزل جرش وهي يومئذ مدينة مغلقة حصينة وبها
قبائل من قبائل اليمن قد تحصنوا فيها فدعاهم صرد إلى الاسلام فمن
أسلم خلى سبيله وخلطه بنفسه ومن أبى ضرب عنقه ثم ناهضهم فظفر بهم
526

فقتلهم نهارا طويلا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا محمد بن صالح عن موسى
بن عمران بن مناح قال توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعامله
على جرش صرد بن عبد الله الأزدي
نمط بن قيس
بن مالك بن سعد بن مالك بن لأي بن سلمان بن معاوية بن سفيان
بن أرحب من همدان قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وافدا
في عدة من قومه إلى المدينة سنة عشر وأطعمه رسول الله صلى الله عليه
وسلم طعمة تجري عليهم إلى اليوم
حذيفة بن اليمان
الأزدي
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا محمد بن صالح قال حدثنا
موسى بن عمران بن مناح قال قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعامله على دبا حذيفة بن اليمان
صخر الغامدي
من الأزد
527

قيس بن الحصين
ذي الغصة بن يزيد بن شداد بن قنان بن سلمة بن وهب بن عبد
الله بن ربيعة بن الحارث بن كعب من مذحج قال وفد قيس بن الحصين
مع خالد بن الوليد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأمره رسول الله
صلى الله عليه وسلم على بني الحارث وكتب له كتابا وأجازه باثنتي عشرة
أوقية ونش وانصرف هو ومن كان معه من قومه إلى بلادهم نجران
اليمن فلم يمكثوا إلا أربعة أشهر حتى قبض رسول الله صلى الله عليه
وسلم
عبد الله بن عبد المدان
واسمه عمرو بن الديان واسمه يزيد بن قطن بن زياد بن الحارث
بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب من مذحج وكان
عبد الله في الوفد الذين قدموا مع خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم وكان اسمه عبد الحجر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم
من أنت قال أنا عبد الحجر فقال أنت عبد الله وأخوه
يزيد بن عبد المدان
بن الديان بن قطن بن زياد بن الحارث بن مالك وكان شريفا
شاعرا وكان في الوفد
قال قال هشام بن الكلبي والديان الحاكم
528

يزيد بن المحجل
واسمه معاوية بن حزن بن موألة بن معاوية بن الحارث بن مالك بن
كعب بن الحارث بن كعب من مذحج كان في الوفد الذين قدموا
مع خالد بن الوليد من نجران وأنزلهم خالد منزله وإنما سمي أبوه
المحجل لبياض كان به وقد رأس
شداد بن عبد الله
القناني من بني الحارث بن كعب وكان في الوفد الذين قدموا مع
خالد بن الوليد
عبد الله بن قراد
من بني الحارث بن كعب كان في الوفد الذين قدموا مع خالد بن
الوليد من نجران فأجازه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشر أواقي ثم
انصرف هو ومن كان معه من قومه إلى بلادهم فلم يمكثوا إلا أربعة أشهر
حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم
زرعة ذو يزن
من حمير
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عمر بن محمد بن صهبان
عن زامل بن عمرو عن شهاب بن عبد الله الخولاني أن زرعة ذا يزن أسلم
529

فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد فإن محمدا يشهد
أن لا إله إلا الله وأنه عبده ورسوله ثم إن مالك بن مرارة الرهاوي حدثني
أنك أسلمت من أول حمير وقتلت المشركين فأبشر بخير وأمل خيرا
الحارث ونعيم ابنا عبد كلال والنعمان قيل ذي رعين قال حدثنا محمد بن عمر
قال حدثنا عمر بن محمد بن صهبان
عن زامل بن عمرو عن شهاب بن عبد الله الخولاني أن الحارث ونعيما
ابني عبد كلال والنعمان قيل ذي رعين ومعافر وهمدان أسلموا فدعا
رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بن كعب فقال اكتب إليهم أما
بعد ذلكم فإنه قد وقع بنا رسولكم وقفلنا من أرض الروم بالمدينة فبلغ
ما أرسلتم وخبر ما قبلكم وأنبأنا بإسلامكم وقتلكم المشركين فإن الله
قد هداكم بهداه إن أصلحتم وأطعتم الله ورسوله وأقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة
وأعطيتم من المغنم خمس الله وسهم النبي وصفيه وما كتب على المؤمنين
من الصدقة
مالك بن مرارة
الرهاوي ورهاء بطن من مذحج وكان رسول الله صلى الله
عليه وسلم بعثه بكتابه إلى ملوك حمير وكان مع معاذ بن جبل حين
بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن وكتب يوصي بهم
530

مالك بن عبادة
وهو أيضا من رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين وجههم
مع معاذ بن جبل إلى اليمن وكتب يوصي بهم
عقبة بن نمر
وهو أيضا من رسل رسول اله صلى الله عليه وسلم الذين وجههم
مع معاذ بن جبل إلى اليمن وكتب إلى زرعة ذي يزن يوصيه بهم ويأمرهم
أن يجمعوا الصدقة فيدفعوها إلى رسله
عبد الله بن زيد
وهو أيضا من رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين وجههم
مع معاذ بن جبل إلى اليمن
زرارة بن قيس
بن الحارث بن عداء بن الحارث بن عوف بن جثم بن كعب بن
قيس بن سعد بن مالك بن النخع من مذحج وكان في وفد النخع
الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم للنصف من المحرم سنة
إحدى عشرة من الهجرة وهم مائتا رجل فنزلوا في دار رملة بنت الحدث
ثم جاؤوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرين بالاسلام قد بايعوا
معاذ بن جبل باليمن فقال له زرارة يا رسول الله إني رأيت في سفري
هذا عجبا فقال وما رأيت قال رأيت أتانا تركتها في الحي كأنها
531

ولدت جديا أسفع أحوى فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم
هل تركت أمة لك مصرة على حمل قال نعم يا رسول الله تركت
أمة لي قد حملت قال فإنها قد ولدت غلاما وهو ابنك قال فما
باله أسفع أحوى فقال ادن مني فدنا منه قال هل بك من برص
تكتمه قال نعم والذي بعثك بالحق ما علم به أحد ولا اطلع عليه غيرك
قال فهو ذاك قال يا رسول الله ورأيت النعمان بن المنذر عليه قرطان
ودملجان ومسكتان قال ذاك ملك العرب رجع إلى أحسن زيه
وبهجته قال ورأيت عجوزا شمطاء خرجت من الأرض قال تلك
بقية الدنيا قال ورأيت نارا خرجت من الأرض فحالت بيني وبين بن
لي يقال له عمرو وهي تقول لظى لظى بصير وأعمى أطعموني آكلكم
أهلكم ومالكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك فتنة تكون
في آخر الزمان قال يا رسول الله وما الفتنة قال يقتل الناس إمامهم
ويشتجرون اشتجار أطباق الرأس وخالف رسول الله صلى الله عليه
وسلم بين أصابعه يحسب المسئ فيها أنه محسن ويكون دم المؤمن
عند المؤمن أحل من شرب الماء إن مات ابنك أدركت الفتنة وإن مت
أنت أدركها ابنك قال فقال يا رسول الله ادع الله أن لا أدركها فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم لا يدركها فمات وبقي ابنه عمرو
فكان ممن خلع عثمان بالكوفة
أرطأة بن كعب
بن شراحيل بن كعب بن سلامان بن عامر بن حارثة بن سعد بن
مالك بن النخع وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وعقد له
لواء شهد به القادسية فقتل يومئذ فأخذ اللواء أخوه دريد بن كعب
فقتل
532

الأرقم بن يزيد
بن مالك بن عبد الله بن الحارث بن بشر بن ياسر بن جثم بن مالك
بن بكر بن عوف بن النخع وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم
وبر بن يحنس
وكان من الأبناء الذين كانوا باليمن فقدم على النبي صلى الله عليه
وسلم فأسلم وقدم من عند النبي صلى الله عليه وسلم على الأبناء باليمن
فنزل على بنات النعمان بن بزرج فأسلمن وبعث إلى فيروز بن الديلمي
فأسلم وإلى مركبوذ فأسلم وكان ابنه عطاء بن مركبوذ أول من جمع
القرآن بصنعاء وأسلم باذان باليمن وبعث بإسلامه إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم وذلك في سنة عشر
فيروز بن الديلمي
وهو من أبناء أهل فارس الذين بعثهم كسرى إلى اليمن مع سيف
بن ذي يزن فنفوا الحبشة عن اليمن وغلبوا عليها فلما بلغهم أمر رسول
الله صلى الله عليه وسلم وفد فيروز بن الديلمي على النبي صلى الله
عليه وسلم فأسلم وسمع منه وروى عنه أحاديث فمن أهل الحديث من
يقول حدثنا فيروز بن الديلمي وبعضهم يقول الديلمي وهو واحد
يعنون فيروز بن الديلمي والذي يبين ذلك فالحديث الذي رواه واحد
ويختلفون في اسمه على ما ذكرت لك
قال أخبرنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني عن عبد الحميد
533

بن جعفر عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني عن الديلمي
قال قلت يا رسول الله إنا بأرض باردة وإنا نستعين بشراب من القمح
فقال أيسكر قلت نعم قال فلا تشربوه ثم أعاد فقال
أيسكر قلت نعم فقال لا تشربوه قلت إنهم لا يصبرون عنه
قال فإن لم يصبروا عنه فاقتلهم
قال محمد بن سعد أخبرنا بهذا الحديث محمد بن عبيد الطنافسي
أيضا عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني
عن ديلم الحميري
قال وأخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا بن أبي سبرة عن إسحاق
بن عبد الله عن أبي وهب الجيشاني عن أبي خراش عن الديلمي الحميري
وقد روى أيضا فيروز بن الديلمي عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا
في القدر وكان فيروز يكنى أبا عبد الله
قال قال عبد المنعم بن إدريس وقد انتسب ولده إلى بني ضبة
وقالوا أصابنا سباء في الجاهلية وكان فيروز فيمن قتل الأسود بن كعب
العنسي باليمن الذي كان تنبأ باليمن فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم قتله الرجل الصالح فيروز بن الديلمي ومات فيروز باليمن في
خلافة عثمان بن عفان رحمه الله
داذويه
وكان من الأبناء وكان شيخا كبيرا وأسلم على عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم وكان فيمن قتل الأسود بن كعب العنسي الذي تنبأ
باليمن فخاف قيس بن مكشوح من قوم العنسي فادعى أن داذويه
قتله ثم وثب على داذويه فقتله ليرضي بذلك قوم العنسي فكتب أبو
534

بكر الصديق إلى المهاجر بن أبي أمية أن يبعث إليه بقيس بن مكشوح في
وثاق فبعث به إليه في وثاق فقال قتلت الرجل الصالح داذويه وهم
بقتله فكلمه قيس وحلف أنه لم يفعل وقال يا خليفة رسول الله استبقني
لحربك فإن عندي بصرا بالحروب ومكيدة للعدو فاستبقاه أبو بكر وبعثه
إلى العراق وأمر أن لا يولى شيئا وأن يستشار في الحرب
النعمان
وكان يهوديا من أهل سبأ فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأسلم ثم رجع إلى بلاد قومه فبلغ الأسود بن كعب العنسي خبره فبعث
إليه فأخذه فقطعه عضوا عضوا
وكان باليمن بعد هؤلاء من المحدثين
الطبقة الأولى
مسعود بن الحكم
الثقفي وقد لقي عمر بن الخطاب وروى عنه
سعد الأعرج
من أصحاب يعلى بن منية وقد لقي عمر بن الخطاب
535

عبد الرحمن بن البيلماني
من الأخماس أخماس عمر بن الخطاب
وقال عبد المنعم بن إدريس كان من الأبناء الذين كانوا باليمن وكان
ينزل نجران وتوفي في ولاية الوليد بن عبد الملك
حجر المدري
من همدان روى عن زيد بن ثابت وروى عنه طاوس
الضحاك بن فيروز
الديلمي من الأبناء روى عن أبيه
أبو الأشعث الصنعاني
شراحيل بن شرحبيل بن كليب بن أدة من الأبناء وكان قد نزل
بآخره دمشق وروى عنه الشاميون وتوفي قديما في ولاية معاوية بن أبي
سفيان
حنش بن عبد الله
الصنعاني وكان من الأبناء ثم تحول فنزل مصر وقد روى عنه المصريون
ومات بها
536

شهاب بن عبد الله
الخولاني
وهب الذماري
وكان يسكن ذمار مخلافا من مخاليف اليمن وكان قد قرأ الكتب
الطبقة الثانية
طاوس بن كيسان
قال أخبرنا سفيان بن عيينة عن بن أبي نجيح قال وأخبرنا
الوليد بن عقبة عن حمزة الزيات عن حبيب بن أبي ثابت أن طاوسا كان
يكنى أبا عبد الرحمن
قال أخبرنا محمد بن عمر قال كان طاوس مولى بحير بن ريسان
الحميري وكان ينزل الجند
وقال الفضل بن دكين وغيره هو مولى لهمدان
وقال عبد المنعم بن إدريس هو مولى لابن هوذة الهمداني وكان
أبو طاوس من أهل فارس وليس من الأبناء فوالى أهل هذا البيت وكان
يسكن الجند
قال أخبرنا عفان بن مسلم وأحمد بن عبد الله بن يونس قالا
537

حدثنا محمد بن طلحة عن حميد بن وهب القرشي عن بني طاوس قالوا
كان طاوس يخضب بالصفرة
قال أخبرنا سليمان بن حرب قال حدثنا جرير بن حازم قال
رأيت طاوسا يخضب بحناء شديد الحمرة
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا حنظلة قال رأيت
طاوسا يخضب رأسه ولحيته بالحناء
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا فطر قال رأيت طاوسا
يصبغ بالحناء
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا فطر قال رأيت طاوسا
من أكثرهم تقنعا فقلت لفطر أكان يكثر التقنع قال نعم
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى عن هانئ بن أيوب الجعفي قال
كان طاوس يتقنع لا يدع التقنع
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى عن خارجة بن مصعب قال كان
طاوس يتقنع فإذا كان الليل حسر
قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا يونس بن الحارث قال
رأيت طاوسا يصلي وهو متقنع
قال أخبرنا حفص بن غياث قال حدثنا ليث عن طاوس أنه
كان يكره السابري الرقيق والتجارة فيه
قال أخبرنا يحيى بن عباد قال حدثنا عمارة بن زاذان قال
رأيت طاوسا اليماني عليه ثوبان ممشقان
قال أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قطن قال حدثنا أبو الأشهب
عن طاوس قال رأيت عليه ثوبين ممشقين بطين وهو محرم
قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال حدثنا سفيان عن معمر عن بن
طاوس عن أبيه أنه كان يكره أن يعتم بالعمامة لا يجعل تحت الذقن منها
شيئا
538

قال أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي قال حدثنا مسلم
قال سمعت أيوب السختياني يسأل عبد الله بن طاوس أي شئ
كان أبوك يلبس في السفر قال كان يظاهر بين قميصين ولا يأتزر تحتهما
قال أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسي قال حدثني يعقوب بن قيس
قال رأيت على طاوس ثوبين ممشقين بطين وهو محرم
قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي بكر
المليكي قال رأيت طاوسا بين عينيه أثر السجود
قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثنا إسماعيل بن
مسلم قال ذكروا طاوسا عند الحسن فقال طاوس طاوس أما
استطاع أهله أن يسموه اسما غير هذا أو أحسن من هذا
قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال حدثنا بن المبارك عن
معمر عن بن طاوس عن أبيه أنه كان إذا اجتمعت عنده الرسائل أمر
بها فأحرقت
قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال أخبرنا سفيان عن حبيب بن أبي
ثابت قال قال لي طاوس إذا حدثتك الحديث فأثبته لك فلا تسألن
عنه أحدا
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا أبو شهاب عن
حميد الطويل عن طاوس أنه كان يقدم من اليمن والناس بعرفة فيبدأ
بعرفة قبل مكة
قال أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي قال حدثنا مسلم
بن خالد قال سمعت عبد الكريم بن أبي المخارق يقول قال لنا طاوس
إذا كنت في الطواف فلا تسألوني عن شئ فإنما الطواف صلاة
قال أخبرنا الحجاج بن محمد عن بن جريج قال أخبرني بن
طاوس عن أبيه أنه كان يكره أن يسأل الانسان بوجه الله
539

قال أخبرنا حجاج بن محمد عن بن جريج عن علي بن أبي حميد
عن طاوس أنه كان لا يدع جارية له سوداء ولا غيرها إلا أمرهن فخضبن
أيديهن وأرجلهن يوم الفطر ويوم الأضحى ويقول إنه يوم عيد
قال أخبرنا محمد بن حميد العبدي عن حنظلة قال كنت أمشي
مع طاوس فمر بقوم يبيعون المصاحف فاسترجع
قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال حدثنا سفيان عن محمد بن سعيد
قال كان من دعاء طاوس اللهم احرمني المال والولد وارزقني الايمان
والعمل
قال أخبرنا العلاء بن عبد الجبار العطار قال حدثنا محمد بن مسلم
قال أخبرنا عمرو بن دينار عن طاوس قال لا أعلم صاحبا شرا من
ذي مال وذي شرف
قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن خالد السكري قال حدثنا
يحيى بن سليم الطائفي عن زمعة بن صالح سمع عبد الله بن طاوس يقول
سمعت طاوسا يقول إذا سلم عليك اليهودي والنصراني فقل علاك
السلم
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا مندل قال
حدثني زمعة بن صالح عن سلمة بن وهرام قال مروا على طاوس بسارق
فافتداه بدينار وأرسله
قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال أخبرنا سفيان عن ليث عن طاوس
قال كان يذكر عن بن عباس الخلع طلاق فأنكره سعيد بن جبير
فلقيه طاوس فقال لقد قرأت القرآن قبل أن تولد ولقد سمعته وأنت
إذ ذاك همك لقم الثريد
قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال حدثنا سفيان عن معمر عن بن
طاوس عن أبيه قال عجبت لإخوتنا من أهل العراق يسمون الحجاج
مؤمنا
540

قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال أخبرنا سفيان عن ليث عن طاوس
قال ما تعلمت فتعلمه لنفسك فإن الناس قد ذهبت منهم الأمانة قال
وكان يعد الحديث حرفا حرفا
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا
سعيد بن أبي صدقة قال حدثنا قيس بن سعد قال كان طاوس فينا
مثل بن سيرين فيكم
قال أخبرنا عفان بن مسلم عن حماد بن زيد عن أيوب قال
سأل رجل طاوسا عن شئ فقال تريد أن يجعل في عنقي حبل ثم
يطاف بي
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب
أن رجلا سأل طاوسا عن مسألة فانتهره فقال يا أبا عبد الرحمن إني
أخوك قال أخي من دون المسلمين
قال أخبرنا الفضل بن دكين وقبيصة بن عقبة قالا حدثنا سفيان
عن أبي أمية عن داود بن شابور قال قال رجل لطاووس ادع لنا قال
ما أجد لذلك حسبة الآن
قال أخبرنا روح بن عبادة قال حدثني بن جريج قال حدثني
إبراهيم بن ميسرة أن محمد بن يوسف استعمل طاوسا على بعض تلك
السعاية قال إبراهيم فسألته كيف صنعت قال كنا نقول للرجل
تزكي رحمك الله مما أعطاك الله فإن أعطانا أخذناه وإن تولى لم نقل
تعال
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا أبو إسحاق الصنعاني
قال دخل طاوس ووهب بن منبه على محمد بن يوسف أخي الحجاج
وكان عاملا علينا في غداة باردة قال فقعد طاوس على الكرسي
فقال محمد يا غلام هلم ذاك الطيلسان فألقه على أبي عبد الرحمن فألقوه
541

عليه فلم يزل يحرك كتفيه حتى ألقى عنه الطيلسان وغضب محمد بن يوسف
فقال له وهب والله إن كنت لغنيا أن تغضبه علينا لو أخذت الطيلسان
فبعته وأعطيت ثمنه المساكين فقال نعم لولا أن يقال من بعدي أخذه
طاوس فلا يصنع فيه ما أصنع إذا لفعلت
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا إبراهيم بن نافع عن عمران
بن عثمان أن عطاء كان يقول ما يقول طاوس في ذلك فقلت يا أبا محمد
ممن تأخذه قال من الثقة طاوس
قال أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا أبو عوانة عن
أبي بشر قال قال طاوس لفتية من قريش يطوفون بالكعبة إنكم تلبسون
لبوسا ما كان آباؤكم يلبسونها وتمشون مشية ما يحسن الزفافون أن يمشوها
قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا مسعر عن عبد الملك
قال كان طاوس يجئ قارنا فلا يأتي مكة حتى يذهب إلى عرفات
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن حميد
بن طرخان عن عبد الله بن طاوس قال كان سيرنا إلى مكة مع أبي شهرا
فإذا رجعنا سار بنا شهرين فقلنا له فقال بلغني أن الرجل لا يزال في
سبيل الله حتى يأتي بيته
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا عبد الواحد بن زياد قال
حدثنا ليث قال رأيت طاوسا في مرضه الذي مات فيه يصلي على فراشه
قائما ويسجد عليه
قال أخبرنا محمد بن عمر عن سيف بن سليمان قال مات طاوس
بمكة قبل يوم التروية بيوم وكان هشام بن عبد الملك قد حج تلك السنة وهو
خليفة سنة ست ومائة فصلى على طاوس وكان له يوم مات بضع وتسعون
سنة
542

وهب بن منبه
من الأبناء يكنى أبا عبد الله
قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الكريم بن معقل بن منبه الصنعاني
قال حدثني الوليد بن مسلم عن مروان بن سالم الدمشقي عن الأحوص
بن حكيم عن خالد بن معدان عن عبادة بن الصامت قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون في أمتي رجلان أحدهما وهب
يهب الله له الحكمة والآخر غيلان فتنته على هذه الأمة أشر من فتنة
الشيطان
قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الكريم قال حدثني محمد بن داود
عن أبيه داود بن قيس الصنعاني قال سمعت وهب بن منبه يقول لقد
قرأت اثنين وتسعين كتابا كلها أنزلت من السماء اثنتان وسبعون منها
في الكنائس وفي أيدي الناس وعشرون لا يعلمها إلا قليل وجدت في
كلها إن من أضاف إلى نفسه شيئا من المشية فقد كفر
قال أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي قال حدثنا مسلم
بن خالد قال حدثني المثنى بن الصباح قال لبث وهب بن منبه أربعين
سنة لم يسب شيئا فيه الروح ولبث عشرين سنة لم يجعل بين العشاء والصبح
وضوءا قال وقال وهب لقد قرأت ثلاثين كتابا نزل على ثلاثين
نبيا
قال أخبرنا محمد بن عمر وعبد المنعم بن إدريس قالا مات وهب
بن منبه بصنعاء سنة عشر ومائة في أول خلافة هشام بن عبد الملك
543

همام بن منبه
من الأبناء وكان أكبر من أخيه وهب بن منبه ولقي أبا هريرة
وروى عنه رواية كثيرة وتوفي قبل وهب مات سنة إحدى أو اثنتين
ومائة وكان يكنى أبا عقبة
معقل بن منبه
من الأبناء ويكنى أبا عقيل ومات قبل أخيه وهب وقد روي عنه
عمر بن منبه
من الأبناء ويكنى أبا محمد وقد روي عنه أيضا
عطاء بن مركبوذ
من الأبناء وقد روي عنه أيضا وقرأ القرآن وهو أول من جمعه
باليمن ووهب بن منبه ظاهرا
المغيرة بن حكيم
الصنعاني من الأبناء
544

سماك بن الفضل
الخولاني من أهل صنعاء
عمرو بن مسلم
الجندي
زياد بن الشيخ
من الأبناء من أهل صنعاء
الطبقة الثالثة
عبد الله بن طاوس
ويكنى أبا محمد مات في أول خلافة أبي العباس أمير المؤمنين
الحكم بن أبان
من أهل عدن مات سنة أربع وخمسين ومائة
545

سلم الصنعاني
وكان يروي عن عطاء
إسماعيل بن شروس
وقد روي عنه
معمر بن راشد
ويكنى أبا عروة مولى للأزد وراشد يكنى أبا عمرو مولى للأزد
وكان من أهل البصرة فانتقل فنزل اليمن فلما خرج معمر من البصرة
شيعه أيوب وجعل له سفرة وكان معمر رجلا له حلم ومروءة ونبل
في نفسه
قال محمد بن سعد قال عبد الله بن جعفر الرقي أخبرني عبيد الله بن
عمرو قال كنت بالبصرة أنتظر قدوم أيوب من مكة فقدم علينا ومعمر
مزامله قدم معمر يزور أمه قال فأتيته فجعل يسألني عن حديث عبد
الكريم فأحدثه
قال محمد بن عمر توفي في شهر رمضان سنة ثلاث وخمسين ومائة
وقال عبد المنعم بن إدريس توفي في أول سنة خمسين ومائة
أخبرنا عبد الرحمن بن يونس قال سمعت سفيان بن عيينة يسأل
عبد الرزاق فقال أخبرني عما يقول الناس في معمر إنه فقد ما عندكم
فيه فقال عبد الرزاق مات معمر عندنا وحضرنا موته وخلف على امرأته
قاضينا مطرف بن مازن
546

يوسف بن يعقوب
بن إبراهيم بن سعيد بن داذويه من الأبناء ويكنى أبا عبد الله وكان
على قضاء صنعاء وكان يفتي بها
قال محمد بن عمر مات سنة ثلاث وخمسين ومائة
وقال عبد المنعم بن إدريس مات سنة إحدى وخمسين ومائة
بكار بن عبد الله
بن سهوك من الأبناء وكان ينزل الجند روى عنه عبد الله بن
المبارك وغيره
عبد الصمد بن معقل
بن منبه وكان يروي عن وهب بن منبه
الطبقة الرابعة
رباح بن زيد
مولى آل معاوية بن أبي سفيان
قال محمد بن عمر قد رأيته وكان له فضل وعلم بحديث معمر
بن راشد
547

مطرف بن مازن
ويكنى أبا أيوب وكان قد ولي القضاء بصنعاء
قال محمد بن عمر مولى لكنانة ومات بمنبج وقال عبد المنعم
بن إدريس هو مولى لقيس ومات بالرقة في خلافة هارون
هشام بن يوسف
ويكنى أبا عبد الرحمن كان من الأبناء وقد ولي القضاء باليمن وروى
عن معمر رواية كثيرة وعن بن جريج وغيرهما ومات باليمن سنة
سبع وتسعين ومائة
عبد الرزاق بن همام
بن نافع ويكنى أبا بكر مولى لحمير مات باليمن في النصف من
شوال سنة إحدى عشرة ومائتين ولهمام بن نافع رواية قد روى عن
سالم بن عبد الله وغيره
إبراهيم بن الحكم
بن أبان
غوث بن جابر
إسماعيل بن عبد الكريم
بن معقل بن منبه ويكنى أبا هشام توفي باليمن سنة عشر ومائتين
548

تسمية من نزل اليمامة
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
مجاعة بن مرارة
بن سلمى بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدول
بن حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن ربيعة وكان
في وفد بني حنيفة الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا هشام بن سعد عن الدخيل
بن أخي مجاعة بن مرارة عن أبيه قال لما نزل خالد بن الوليد العرض
وهو يريد اليمامة قدم خيلا مائتي فارس وقال من أصبتم من الناس فخذوه
فانطلقوا فأخذوا مجاعة بن مرارة الحنفي في ثلاثة وعشرين رجلا من
قومه خرجوا في طلب رجل من بني نمير فسأل مجاعة فقال والله ما
أقرب مسيلمة ولقد قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت
وما غيرت ولا بدلت فقدم خالد القوم فضرب أعناقهم واستبقى مجاعة
فلم يقتله وكان شريفا كان يقال له مجاع اليمامة وقال سارية بن عمرو
لخالد بن الوليد إن كان لك بأهل اليمامة حاجة فاستبق هذا يعني مجاعة
بن مرارة فلم يقتله وأوثقه في جامعة من حديد ودفعه إلى امرأته أم تميم
فأجارته من القتل وأجارها مجاعة منه إن ظفرت حنيفة فتحالفا على ذلك
549

وكان خالد يدعو به ويتحدث معه ويسائله عن أمر اليمامة وأمر بني حنيفة
ومسيلمة فيقول مجاعة وإني والله ما اتبعته وإني لمسلم قال فهلا
خرجت إلي أو تكلمت بمثل ما تكلم به ثمامة بن أثال قال إن رأيت
أن تعفو عن هذا كله فافعل قال قد فعلت وهو الذي صالح خالد بن
الوليد عن اليمامة وما فيها بعد قتل مسيلمة وقدم به خالد بن الوليد في الوفد
على أبي بكر الصديق وذكر إسلامه وما كان منه فعفا عنه أبو بكر وآمنه
وكتب له وللوفد أمانا وردهم إلى بلادهم اليمامة
ثمامة بن أثال
بن النعمان بن مسلمة بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدول
بن حنيفة الحنفي كان مر به رسول لرسول الله صلى الله عليه وسلم
فأراد ثمامة قتله فمنعه عمه من ذلك فأهدر رسول الله صلى الله عليه
وسلم دم ثمامة ثم خرج ثمامة بعد ذلك معتمرا فلما قارب المدينة أخذته
رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير عهد ولا عقد فأتوا به رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال إن تعاقب تعاقب ذا ذنب وإن تعف
تعف عن شاكر فعفا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذنبه فأسلم
وأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخروج إلى مكة للعمرة
فخرج فاعتمر ثم انصرف فضيق على قريش فلم يدع حبة تأتيهم من
اليمامة فلما ظهر مسيلمة وادعى النبوة قام ثمامة بن أثال في قومه فوعظهم
وذكرهم وقال إنه لا يجتمع نبيان بأمر واحد وإن محمدا رسول الله لا نبي بعده
ولا نبي يشرك معه وقرأ عليهم حم تنزيل الكتاب من
الله العزيز العليم غافر الذنب قابل التوب شديد العقاب
ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير هذا كلام الله أين هذا من
550

يا ضفدع نقي لا الشراب تمنعين ولا الماء تكدرين والله إنكم لترون
أن هذا كلام ما خرج من إل فلما قدم خالد بن الوليد اليمامة شكر ذلك
له وعرف به صحة إسلامه
علي بن شيبان
بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن عبد العزى بن سحيم بن مرة
بن الدول بن حنيفة
قال أخبرنا سعيد بن سليمان قال حدثنا ملازم بن عمرو اليمامي
قال حدثنا عبد الله بن بدر عن عبد الرحمن بن علي عن أبيه وكان من
الوفد قال صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فلمح بمؤخر
عينه إلى رجل لا يقيم صلبه في الركوع والسجود فلما قضى صلاته قال
يا معشر المسلمين لا صلاة لامرئ لا يقيم صلبه في الركوع والسجود ثم
صلينا وراءه صلاة أخرى فقضى الصلاة ورجل فرد يصلي خلف الصف
فلما قضى الصلاة وقف عليه يعني رسول اله صلى الله عليه وسلم
حتى قضى الرجل الصلاة ثم قال استقبل صلاتك فلا صلاة لفرد خلف
الصف
قال أخبرنا أبو النضر هاشم بن القاسم قال حدثنا أيوب بن عتبة
قال حدثنا عبد الله بن بدر عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان عن أبيه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ينظر الله إلى رجل لا يقيم
صلبه بين ركوعه وسجوده
551

طلق بن علي
الحنفي وهو أبو قيس بن طلق
قال أخبرنا سعيد بن سليمان قال حدثنا ملازم بن عمرو قال
حدثنا عبد الله بن بدر عن قيس بن طلق عن أبيه طلق قال خرجنا وفدا
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقدمنا عليه فبايعناه وصلينا معه وأخبرناه
أن بأرضنا بيعة لنا واستوهبناه من فضل طهوره فدعا بماء فتوضأ منه
وتمضمض ثم صبه لنا في إدواة ثم قال اذهبوا به فإذا قدمتم
بلدكم فاكسروا بيعتكم وانضحوا مكانها من هذا الماء واتخذوها مسجدا
قال قلنا يا رسول الله إن الحر شديد والبلد بعيد والماء ينشف قال
فأمدوه من الماء فإنه لا يزيده إلا طيبا فخرجنا حتى قدمنا فكسرنا البيعة
ونضحنا مكانها واتخذناها مسجدا ونادينا فيه بالصلاة
قال محمد بن سعد وقال غير سعيد بن سليمان في غير هذا الحديث
عن طلق قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبني
مسجده والمسلمون يعملون فيه معه وكنت صاحب علاج وخلط طين
فأخذت المسحاة أخلط الطين ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر
إلي ويقول إن هذا الحنفي لصاحب طين
قال أخبرنا أبو النضر هاشم بن القاسم قال حدثنا أيوب بن عتبة
قال حدثنا قيس بن طلق عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا وتران في ليلة وجاءه رجل فقال يا نبي الله
أيتوضأ أحدنا إذا مس ذكره قال هل هو إلا بضعة منك أو من جسدك
وجاء رجل بعد الظهر فقال يا نبي الله أيصلي أحدنا في الثوب الواحد
قال فسكت حتى إذا حضرت العصر حل إزاره وطارق بين ملحفته وإزاره
552

ثم توشح بهما على منكبيه فلما قضى الصلاة صلاة العصر وانصرف قال
أين هذا السائل عن الصلاة في الثوب الواحد فقال رجل أنا يا نبي الله
فقال أو كل الناس يجد ثوبين
الهرماس بن زياد
الباهلي
قال أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا عكرمة بن عمار
قال حدثني الهرماس بن زياد الباهلي قال أبصرت رسول الله صلى
الله عليه وسلم وأبي مردفي وراءه على جمل له وأنا صبي صغير
فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس على ناقته العضباء يوم
الأضحى بمنى
قال أخبرنا أبو النضر هاشم بن القاسم قال حدثنا عكرمة بن
عمار قال حدثنا الهرماس بن زياد الباهلي قال كنت ردف أبي يوم
الأضحى ونبي الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس على ناقته بمنى
جارية أبو نمران
الحنفي
قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا أبو بكر بن
عياش عن دهثم بن قران اليمامي عن نمران بن جارية الحنفي عن أبيه
أن قوما اختصموا في خص فارتفعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فبعث معهم حذيفة فقضى به حذيفة للين يليهم القمط فرجع إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فأجازه
553

وكان باليمامة بعد هؤلاء من الفقهاء والمحدثين
ضمضم بن حوس
الهفاني روى عن أبي هريرة وعن عبد الله بن حنظلة وروى
عنه عكرمة بن عمار وغيره
هلال بن سراج
بن مجاعة الحنفي روى عنه يحيى بن أبي كثير
أبو كثير الغبري
واسمه يزيد بن عبد الرحمن بن أذينة السحيمي لقي أبا هريرة وروى
عنه وروى عن أبي كثير هذا الأوزاعي وعكرمة بن عمار
عبد الله بن أسود
صاحب البرود
أبو سلام
واسمه ممطور روى عنه يحيى بن أبي كثير
554

يحيى بن أبي كثير
مولى لطئ كان من أهل البصرة فتحول إلى اليمامة
قال أخبرنا يحيى بن كثير بن يحيى بن أبي كثير اليمامي قال رأيت
عمي نصر بن يحيى بن أبي كثير وبه كان يكنى يحيى بن أبي كثير اليمامي
وقال غيره كان يحيى بن أبي كثير يكنى أبا أيوب
قال أخبرنا موسى بن إسماعيل قال سمعت وهيب بن خالد يقول
سمعت أيوب السختياني يقول ما بقي على الأرض مثل يحيى بن أبي
كثير
وقال محمد بن سعد وقال إسماعيل بن علية شهدت أيوب يكتب
إلى يحيى بن أبي كثير
وقال سفيان بن عيينة كنا نتوقع قدومه علينا
وسمعت أبا نعيم الفضل بن دكين يقول مات يحيى بن أبي كثير
في سنة تسع وعشرين ومائة
قال رجل من بني تميم من أهل العلم كان اسم أبي كثير دينار
عكرمة بن عمار
العجلي روى عن إياس بن سلمة بن الأكوع والهرماس بن زياد
الباهلي وعاصم بن شميخ الغيلاني أحد بني تميم وعن عطاء بن أبي رباح
وضمضم بن جوس والحضرمي بن لاحق ويحيى بن أبي كثير وأبي النجاشي
مولى رافع بن خديج وطارق بن عبد الرحمن القرشي وسماك الحنفي أبي
زميل وسمع من القاسم بن محمد وسالم بن عبد الله ونافع مولى عبد الله بن
عمر وطاووس وأبي كثير الغبري ويزيد الرقاشي
555

أيوب بن عتبة
ويكنى أبا يحيى وقد ولي القضاء باليمامة روى عن إياس بن سلمة
بن الأكوع وقيس بن طلق وعبد الله بن بدر وسمع من أبي بكر بن
محمد بن عمرو بن حزم وطيسلة بن علي وأبي كثير الغبري وهو السحيمي
ومن أبي النجاشي مولى رافع بن خديج ويحيى بن أبي كثير ويزيد بن عبد
الله بن قسيط
عبد الله بن يحيى
بن أبي بن يحيى بن أبي كثير روى عن أبيه
خالد بن الهيثم
ويكنى أبا الهيثم مولى لبني هاشم روى عن يحيى بن أبي كثير وروى
عنه محمد بن عمر أحاديث كثيرة
محمد بن جابر
الحنفي وكان نشأ بالكوفة وسمع من عمير بن سعيد
أيوب بن النجار
اليمامي روى عن يحيى بن أبي كثير وغيره
عمر بن يونس
اليمامي روى عن عكرمة بن عمار
556

تسمية من كان بالبحرين
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
أشج عبد القيس
قال محمد بن سعد وقد اختلف علينا في اسمه
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني قدامة بن موسى عن عبد
العزيز بن رمانة عن عروة بن الزبير قال كتب رسول الله صلى الله عليه
وسلم إلى أهل البحرين فقدم عليه عشرون رجلا منهم رأسهم عبد الله
بن عوف الأشج في بني عبيد ثلاثة نفر وفي بني غنم ثلاثة نفر
ومن بني عبد القيس اثنا عشر رجلا معهم الجارود وكان نصرانيا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الحميد بن جعفر عن
أبيه قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدموا يا رسول
الله وفد عبد القيس فقال مرحبا بهم نعم القوم عبد القيس ورأسهم
يومئذ عبد الله بن عوف الأشج فأقبلوا جميعا حين ذكر لهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم جالسا في المسجد فقالوا نسلم على رسول اله صلى
الله عليه وسلم فجاؤوا في ثيابهم وأناخوا رواحلهم على باب دار رملة بنت
الحدث وكذلك كان الوفد يصنعون فسلموا على رسول الله صلى الله
عليه وسلم وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألهم أيكم
عبد الله الأشج فيقولون أتاك يا رسول الله وكان عبد الله وضع ثياب
557

سفره وأخرج ثيابا حسانا فلبسها وكان رجلا دميما فلما جاء نظر رسول
الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل دميم فقال عبد الله يا رسول الله
إنه لا يستقى في مسوك الرجال إنما يحتاج من الرجل إلى أصغريه لسانه
وقلبه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيك خصلتان يحبهما الله
فقال عبد الله وما هما يا رسول الله قال الحلم والأناة فقال عبد الله
يا رسول الله أشئ حدث أم جبلت عليه قال بل جبلت عليه
قال محمد بن عمر وقال غير عبد الحميد بن جعفر في هذا الحديث
فكانت ضيافة رسول الله صلى الله عليه وسلم تجري على وفد عبد القيس
عشرة أيام وكان عبد الله الأشج يسائل رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن الفقه والقرآن فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدنيه منه
إذا جلس وكان يأتي أبي بن كعب فيقرأ عليه وأمر رسول الله صلى
الله عليه وسلم للوفد بجوائز وفضل عليهم عبد الله الأشج فأعطاه اثنتي
عشرة أوقية ونشا وكان ذلك أكثر ما كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يجيز به الوفد
قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن يونس قال زعم عبد
الرحمن بن أبي بكرة قال قال أشج بني عصر قال لي رسول الله
صلى الله عليه وسلم إن فيك خلقين يحبهما الله قال قلت وما هما
قال الحلم والحياء قلت أقديما أم حديثا فقال بل قديما قلت
الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله
قال وبلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأشج عبد
القيس إن فيك لخلقين يحبهما الله قال وما هما يا رسول الله قال
الحلم والحياء قال أشئ استفدته في الاسلام أو جبلت عليه فقال
بل جبلت عليه قال الحمد لله الذي جبلني على ما يحب
قال وأما هشام بن محمد بن السائب الكلبي فذكر عن أبيه أن أشج
558

عبد القيس اسمه المنذر بن الحارث بن عمرو بن زياد بن عصر بن عوف
بن عمرو بن عوف بن جذيمة بن عوف بن بكر بن عوف بن أنمار بن
عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن
جديلة بن أسد بن ربيعة
قال وأما علي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف وهو المدائني
فقال اسمه المنذر بن عائذ بن الحارث بن المنذر بن النعمان بن زياد بن عصر
قال وأخبرنا عبد الوهاب بن عطاء عن عوف عن الحسن قال بلغنا
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائذ بن المنذر الأشج قال
وقال محمد بن بشر العبدي سألت شيخنا البحتري عن اسم الأشج فقال
اسمه المنذر بن عائذ
الجارود
واسمه بشر بن عمرو بن حنش بن المعلى وهو الحارث بن زيد
بن حارثة بن معاوية بن ثعلبة بن جذيمة بن عوف بن بكر بن عوف بن
أنمار
قال وإنما سمي الجارود لان بلاد عبد القيس أسافت حتى بقيت
للجارود شلية والشلية هي البقية فبادر بها إلى أخواله من بني هند من بني
شيبان فأقام فيهم وإبله جربة فأعدت إبلهم فهلكت فقال الناس جردهم
بشر فسمي الجارود فقال الشاعر
جردناهم بالسيف من كل جانب كما جرد الجارود بكر بن وائل
وأم الجارود درمكة بنت رويم أخت يزيد بن رويم أبي حوشب
بن يزيد الشيباني وكان الجارود شريفا في الجاهلية وكان نصرانيا فقدم
559

على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الوفد فدعاه رسول الله صلى
الله عليه وسلم إلى الاسلام وعرضه عليه فقال الجارود إني قد كنت على
دين وإني تارك ديني لدينك أفتضمن لي ديني فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم أنا ضامن لك أن قد هداك الله إلى ما هو خير منه
ثم أسلم الجارود فحسن إسلامه وكان غير مغموص عليه وأراد الرجوع
إلى بلاده فسأل النبي صلى الله عليه وسلم حملانا فقال ما عندي
أحملك عليه فقال يا رسول الله إن بيني وبين بلادي ضوال من الإبل
أفأركبها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هو حرق النار
فلا تقربها وكان الجارود قد أدرك الردة فلما رجع قومه مع المعرور بن
المنذر بن النعمان قام الجارود فشهد شهادة الحق ودعا إلى الاسلام وقال
أيها الناس إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله
عليه وسلم وأكفى من لم يشهد وقال
رضينا بدين الله من كل حادث وبالله والرحمن نرضى به ربا
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر بن عبد الله
وعبد الرحمن بن عبد العزيز عن الزهري عن عبد الله بن عامر بن ربيعة
أن عمر بن الخطاب ولى قدامة بن مظعون البحرين فخرج قدامة على عمله
فأقام فيه لا يشتكي في مظلمة ولا فرج إلا أنه لا يحضر الصلاة قال فقدم
الجارود سيد عبد القيس على عمر بن الخطاب فقال يا أمير المؤمنين إن
قدامة قد شرب وإني رأيت حدا من حدود الله كان حقا علي أن أرفعه
إليك فقال عمر من يشهد على ما تقول فقال الجارود أبو هريرة
يشهد فكتب عمر إلى قدامة بالقدوم عليه فقدم فأقبل الجارود يكلم
عمر ويقول أقم على هذا كتاب الله فقال عمر أشاهد أنت أم خصم
فقال الجارود بل أنا شاهد فقال عمر قد كنت أديت شهادتك فسكت
560

الجارود ثم غدا عليه من الغد فقال أقم الحد على هذا فقال عمر ما
أراك إلا خصما وما يشهد عليه إلا رجل واحد أما والله لتملكن لسانك
أو لأسوءنك فقال الجارود أما والله ما ذاك بالحق أن يشرب بن عمك
وتسوءني فوزعه عمر
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر عن عثمان
بن محمد عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع قال لما قدم الجارود العبدي
لقيه عبد الله بن عمر فقال والله ليجلدنك أمير المؤمنين فقال الجارود
يجلد والله خالك أو يأثم أبوك بربه إياي تكسر بهذا يا عبد الله بن عمر
ثم جاء الجارود فدخل على عمر فقال أقم على هذا كتاب الله فانتهره
عمر وقال والله لولا الله لفعلت بك وفعلت فقال الجارود والله لولا
الله ما هممت بذلك فقال عمر صدقت والله إنك لمتنحي الدار
كثير العشيرة قال ثم دعا عمر بقدامة فجلده
قال محمد بن سعد وقال علي بن محمد فكان الجارود يقول
لا أزال أتهيب الشهادة على قرشي بعد عمر قال ووجه الحكم بن أبي
العاص الجارود على القتال يوم سهرك فقتل في عقبة الطين شهيدا سنة
عشرين ويقال لها عقبة الجارود وكان الجارود يكنى أبا غياث ويقال
بل كان يكنى أبا المنذر وكان له من الولد المنذر وحبيب وغياث وأمهم
أمامة بنت النعمان من الخصفات من جذيمة وعبد الله وسلم وأمهما
ابنة الجد أحد بني عائش من عبد القيس ومسلم والحكم لا عقب له قتل
بسجستان وكان ولده أشرافا كان المنذر بن الجارود سيدا جوادا ولاه
علي بن أبي طالب إصطخر فلم يأته أحد إلا وصله ثم ولاه عبيد الله
بن زياد ثغر الهند فمات هناك سنة إحدى وستين أو أول سنة اثنتين وستين
وهو يومئذ بن ستين سنة
561

صحار بن عباس
العبدي من بني مرة بن ظفر بن الديل ويكنى أبا عبد الرحمن
وكان في وفد عبد القيس
قال أخبرنا سعيد بن سليمان قال حدثنا ملازم بن عمرو قال
حدثنا سراج بن عقبة عن عمته خالدة بنت طلق قالت قال لنا أبي
جلسنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء صحار بن عبد القيس فقال
يا رسول الله ما ترى في شراب نصنعه من ثمارنا فأعرض عنه النبي
صلى الله عليه وسلم حتى سأله ثلاث مرار قال فصلى بنا فلما قضى
الصلاة قال من السائل عن المسكر تسألني عن المسكر لا تشربه ولا تسقه
أخاك فوالذي نفس محمد بيده ما شربه رجل قط ابتغاء لذة سكره فيسقيه
الخمر يوم القيامة قال وكان صحار فيمن طلب بدم عثمان
سفيان بن خولي
بن عبد عمرو بن خولي بن همام بن العاتك بن جابر بن حدرجان
بن عساس بن ليث بن حداد بن ظالم بن ذهل بن عجل بن عمرو بن
وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس وفد على النبي صلى الله عليه
وسلم
محارب بن مزيدة
بن مالك بن همام بن معاوية بن شبابة بن عامر بن حطمة بن عمرو
بن محارب بن عبد القيس وفد على النبي صلى الله عليه وسلم
562

عبيدة بن مالك
بن همام بن معاوية بن شبابة وفد على النبي صلى الله عليه وسلم
الزراع بن الوزاع
العبدي وكان في وفد عبد القيس ثم نزل بعد ذلك البصرة
أبان العبدي
وكان في الوفد وقال بعضهم في الحديث هو غسان
جابر بن عبد الله
العبدي
منقذ بن حيان
العبدي وهو بن أخت الأشج وهو الذي مسح النبي صلى الله عليه
وسلم وجهه
عمرو بن المرجوم
واسم المرجوم عبد قيس بن عمرو بن شهاب بن عبد الله بن عصر
بن عوف بن عمرو من عبد القيس وكان في الوفد وهو الذي أقدم عبد
القيس البصرة
563

شهاب بن المتروك
واسم المتروك عباد بن عبيد بن شهاب بن عبد الله بن عصر من عبد
القيس وكان في الوفد
عمرو بن عبد قيس
من بني عامر بن عصر وهو بن أخت الأشج وكان على ابنته
أمامة بنت الأشج وبعثه الأشج ليعلم علم رسول الله صلى الله عليه وسلم
وحمله تمرا كأنه يريد بيعه فضم إليه دليلا من بني عامر بن الحارث
يقال له الأريقط وقال له إنه بلغني أنه يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة
وبين كتفيه علامة فاعلم لي علم ذلك فخرج عمرو بن عبد قيس حتى
قدم مكة في عام الهجرة فأتى النبي وأتاه بتمر فقال هذا صدقة فلم
يقبله فبعث إليه بغيره وقال هذا هدية فقبله وتلطف حتى نظر إلى
ما بين كتفيه فدعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الاسلام فأسلم وعلمه
الحمد واقرأ باسم ربك الذي خلق وقال له ادع خالك ورجع
وأقام دليله بمكة فقدم البحرين فدخل منزله بتحية الاسلام فخرجت
امرأته إلى أبيها نافرة وقالت صبأ ورب الكعبة عمرو فانتهرها أبوها
وقال إني لأبغض المرأة تخالف زوجها وأتاه الأشج فأخبره الخبر فأسلم
الأشج وكتم إسلامه حينا ثم خرج مكتتما بإسلامه في سبعة عشر رجلا وفدا
على النبي صلى الله عليه وسلم من أهل هجر وقال بعضهم كانوا
اثني عشر رجلا فقدموا النبي صلى الله عليه وسلم فأسلموا
564

طريف بن أبان
بن سلمة بن جارية من بني جديلة بن أسد بن ربيعة وفد إلى النبي
صلى الله عليه وسلم
عمرو بن شعيث
من بني عصر من عبد القيس وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم
جارية بن جابر
من بني عصر وكان في الوفد
همام بن ربيعة
من بني عصر وكان في الوفد
خزيمة بن عبد عمرو
من بني عصر وكان في الوفد
عامر بن عبد قيس
من بني عامر بن عصر وكان في الوفد وهو أخو عمرو بن عبد
قيس الذي بعثه الأشج ليعلم علم رسول الله صلى الله عليه وسلم
565

عقبة بن جروة
من بني صباح بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس كان في الوفد
مطر
أخ لعقبة بن جروة من أمه وهو حليف لهم من عنزة
سفيان بن همام
من بني ظفر بن ظفر بن محارب بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن
أفصى بن عبد القيس وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وابنه
عمرو بن سفيان
الذي نزل بن الأشعث منزله حين قدم البصرة ثم خرج إلى الزاوية
الحارث بن جندب
العبدي من بني عائش بن عوف بن الديل وفد إلى النبي صلى الله
عليه وسلم
همام بن معاوية
بن شبابة بن عامر بن حطمة من عبد القيس وفد إلى النبي صلى
الله عليه وسلم
566