الكتاب: اختيار معرفة الرجال
المؤلف: الشيخ الطوسي
الجزء: ١
الوفاة: ٤٦٠
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند الشيعة
تحقيق: تصحيح وتعليق : مير داماد الأسترابادي / تحقيق : السيد مهدي الرجائي
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤٠٤
المطبعة: بعثت - قم
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث
ردمك:
ملاحظات:

اختيار معرفة الرجال
المعروف برجال الكشي
لشيخ الطائفة أبى جعفر الطوسي (قده)
تصحيح وتعليق
المعلم الثالث ميرداماد الاستربادي
تحقيق
السيد مهدي الرجائي
مؤسسة آل البيت عليهم السلام
كتاب: التعليقة على اختيار معرفة الرجال
تأليف: المير داماد، محمد باقر الحسيني
تحقيق: السيد مهدى الرجائي
نشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام
طبع: مطبعة بعثت - قم
تاريخ الطبع: 1404 ه‍
تعريف الكتاب 1

أضواء على الكتاب:
الكتاب الذي بين يديك أيها القارئ العزيز،
هو أول شرح ألف على كتاب اختيار معرفة الرجال.
ألفه المعلم الثالث امام المعارف الاسلامية
الأمير السيد محمد باقر المشتهر بالداماد.
ويشتمل هذا الشرح على بحوث رجالية معمقة،
وكذلك يتضمن دراسة لغوية معمقة حول لغة الأحاديث
وألفاظها.
وقد كتب السيد الداماد كل ذلك بأسلوبه المتميز
الذي يتسم بالعذوبة والروعة، كما يلاحظ القارئ في سائر كتبه الأخرى.
وفي هذا المضمار أقدار لمؤسسة آل البيت عليهم السلام
اخراج هذا الكتاب بهذه الحلة القشيبة والطباعة الأنيقة،
والتي يتجلى فيها كل مظاهر الخدمة الصادقة، والاخلاص
العميق في ابراز هذه الكتب بصورة مناسبة.
والله سبحانه خير ناصر ومعين
السيد مهدي الرجائي
مقدمة المحقق 2

بسم الله الرحمن الرحيم
تمهيد: علم الرجال هو علم يبحث فيه عن أحوال رواة الحديث وأوصافهم التي
لها دخل في جواز قبول قولهم وعدمه. وهذا العلم يحتاج إليه كل من أراد استنباط
الأحكام الشرعية عن أدلتها التي عمدتها الأحاديث المروية عن أهل البيت عليهم السلام، حيث
أنه لابد من أن ينظر في أحوال رجال سند الحديث، ويطمئن بأنهم ممن يصح التعويل
عليهم، ويجوز الاخذ عنهم، حتى يكون حديثهم حجة له في عمل نفسه أو الافتاء
لغيره
ولشدة الحاجة إليه اشتد اهتمام علماء الشيعة من العصر الأول إلى اليوم في
تأليف كتب خاصة في هذا العلم، وتدوين أسماء رجال الحديث، مع ايراد بعض
أوصافهم وذكر بعض كتبهم وآثارهم، المعبر عن بعضها بالكتب وعن بعضها بالأصول.
وكان بدأ ذلك حسب اطلاعنا في النصف الثاني من القرن الأول، فان عبيد الله
ابن أبي رافع كان كاتب أمير المؤمنين عليه السلام، وقد دون أسماء الصحابة الذين شايعوا
عليا عليه السلام، وحضروا حروبه، وقاتلوا معه في البصرة وصفين والنهروان.
ثم في القرن الثاني إلى أوائل الثالث دون (رجال ابن جبلة) و (ابن فضال)
و (ابن محبوب) وغيرهم، واستمر تدوين الرجال إلى أواخر القرن الرابع.
قال الشيخ الطوسي ملخصا في أول الفهرست: اني رأيت جماعة من شيوخ
مقدمة المحقق 3

طائفتنا من أصحاب الحديث عملوا فهرس كتب أصحابنا، وما صنفوه من التصانيف
ورووه من الأصول، ولم تكن مستوفاة. واستوفاها أبو الحسين أحمد [ابن الغضائري]
على مبلغ ما قدر عليه في كتابين: أحدهما في المصنفات، والاخر في الأصول، وأهلك
الكتابان بعد موت المؤلف الخ.
وبالجملة في أول القرن الخامس دونت الأصول الأربعة الرجالية، المستخرجة
عن تلك الكتب المدونة قبلها، وهي (الاختيار من كتاب الكشي) و (الفهرست)
و (الرجال) المرتب على الطبقات هذه الثلاثة للشيخ الطوسي، (وكتاب الرجال)
للنجاشي. وفي القرن السادس ألف (فهرس الشيخ منتجب الدين) و (معالم العلماء)
لابن شهرآشوب.
وفي القرن السابع ألف أبو الفضائل أحمد بن طاوس الحلي كتابه (حل
الاشكال) وأدرج فيه ألفاظ تلك الأصول الأربعة على ما وصل إليه من مشايخه مسندا إلى
مؤلفيها، وادرج أيضا ألفاظ كتاب (الضعفاء) المنسوب إلى ابن الغضائري، وقد وجده
السيد منسوبا إليه من غير سند إليه، كما صرح بذلك للخروج عن عهدته، وليكون
كتابه جامعا لجميع ما قيل في حق الرجل. وقد تبع السيد في ذلك تلميذاه العلامة
الحلي في (الخلاصة) وابن داود في رجاله.
وتبعهما المتأخرون في النقل عن الكتب الخمسة، وعن بعض ما بقيت نسخها
من تلك الكتب الرجالية القديمة مثل (رجال البرقي) و (رجال العقيقي). واما سائر
الكتب القديمة فقد ضاعت أعيانها الشخصية من جهة قلة الاهتمام بها، بعد وجود عين
ألفاظها مدرجة في الأصول الأربعة المتداولة عندنا.
فنحن نشكر القدماء على حسن صنيعتهم في تأليفاتهم الواصلة إلينا، كما انا نشكر
المتأخرين عنهم الذين أشرنا إلى بعضهم في بسط كتب الرجال، بادخالهم تراجم
العلماء والرواة المتأخرين عن أولئك القدماء، لشدة احتياجنا إلى معرفة أحوالهم.
وذلك لان الله يقيض في كل عصر رجالا حاملين لعلوم أهل البيت عليه السلام،
مقدمة المحقق 4

متحملين لأحاديثهم بالقراءة والسماع والإجازة وغيرها، وتزاد بذلك عدة الرواة
شيئا فشيئا وقرنا بعد قرن، فلا بد لنا من ترجمتهم اما مستقلا أو في ضمن الرواة القدماء
وأول من ولج في هذا الباب الشيخ منتجب الدين ابن بابويه الذي كان حيا
في سنة (585) فإنه ألف كتابا مستقلا في تراجم العلماء الفقهاء والرواة المتأخرين
عن الشيخ الطوسي المتوفى (460) أو المعاصرين له ممن فاتت عنه ترجمتهم، وأوصل
تراجمهم إلى تراجم الذين نشأوا في عصره وأدركوا أوائل القرن السابع.
وكذا فعل الشيخ رشيد الدين ابن شهرآشوب فألف (معالم العلماء) وألحق
بآخره أقساما من أعلام شعراء الشيعة المخلصين لأهل البيت. وبعده أدرج العلامة
الحلي المتوفى (726) والشيخ تقي الدين الحسين بن داود بعض علماء القرن السابع
في رجاليهما
ثم بعدهما ألف السيد علي بن عبد الحميد النيلي المتوفى (841) رجاله، وأمر
السيد جلال الدين ابن الأعرج العميدي ان يلحق به العلماء المتأخرين، فالحق به
حسب أمره جمعا منهم، ونقلهم عنه صاحب المعالم، وكذا الشيخ الشهيد المتوفى
(786) أورد في مجموعته جمعا من العلماء مع تواريخهم، ثم صار صاحب المعالم في
(التحرير الطاووسي).
حتى انتهى إلى القرن الحادي عشر فزهى نشاط تدوين أحاديث أهل العصمة
عليهم السلام وحث المحدثون والعلماء قاطبتهم عليه، واعتنوا بها بعدما درست كل العناية،
وأقبلوا بالشرح والتعليق عليها، وجدير أن يقال هو العصر الذهبي للحديث.
إلى أن وفق الله تعالى أساطين الحكمة والفلسفة إلى الشرح والتعليق عليها،
ومن جملتهم وأبرزهم هو المولى السيد محمد باقر الحسيني الاسترآبادي المعروف
ب‍ (الداماد) فقد كان من أئمة الحكمة والفلسفة والكلام والفقه والرجال والآثار.
وقد وقعت آراءه الرجالية مطرحا للانظار، وكل من أتى بعده من الرجاليين
تلقى آراءه الرجالية بالقبول، واستندوا إليه كل الاستناد، وصار رأيه حجة للمؤلف
مقدمة المحقق 5

على المخالف، وكفاه تبجيلا أنه لا تخلو ولا واحدة من الكتب الرجالية من ذكر
آرائه وأنظاره إلى يومنا الحاضر.
وله تصانيف كثيرة في البحوث الرجالية، سنذكرها في مصنفاته، ومن أهمها
وأعلاها قيمة كتابه النفيس التعليقة على كتاب رجال الكشي، وسوف نبحث عنها في مقامه (1)

1) استخرجت أكثر هذه المقدمة من كتاب الذريعة.
مقدمة المحقق 6

ترجمة المؤلف
هو السيد محمد باقر ابن السيد الفاضل المير شمس الدين محمد الحسيني
الاسترآبادي الأصل - الشهير ب‍ (داماد)، وكان والده المبرور ختن شيخنا المحقق علي
ابن عبد العالي الكركي (رحمه الله)، فخرجت هذه الدرة اليتيمة من صدف تلك الحرة
الكريمة، وطلعت هذه الطلعة الرشيدة من أفق تلك النجمة السعيدة.
وكان سبب هذه المواصلة ان الشيخ الأجل علي بن عبد العالي رأى في المنام
أمير المؤمنين عليه السلام، وأنه يقول له: زوج بنتك من مير شمس الدين، يخرج منها ولد
يكون وارثا لعلوم الأنبياء والأوصياء، فزوج الشيخ بنته منه، وتوفيت بعد مدة قبل
أن تلد ولدا، فتحير الشيخ من ذلك وأنه لم يظهر من منامه اثر، فرأى أمير المؤمنين عليه السلام
مرة أخرى في المنام وهو عليه السلام يقول له: ما أردنا هذه الصبية بل البنت الفلانية فزوجها
إياه، فولدت السيد المحقق المذكور.
وجه تلقبه بالداماد:
لقب والده الشريف للتعظيم لهذه المواصلة ب‍ (الداماد) الذي هو بمعنى الختن
بالفارسية، ثم غلب عليه وعلى ولده بعده ذلك اللقب الشريف، ولقب هو نفسه
بذلك، كما في بعض المواضع بهذه الصورة: (وكتب بيمناه الدائرة أحوج الخلق
إلى الله الحميد الغني محمد بن محمد يدعى باقر بن داماد الحسيني ختم الله له
بالحسنى حامدا مصليا).
مقدمة المحقق 7

قال المتتبع الحبير الميرزا عبد الله الأفندي في الرياض في أحوال الشيخ
عبد العالي بن الشيخ نور الدين علي بن الحسين بن عبد العالي العاملي الكركي كانت
تحت الا ميرزا السيد حسن والد الأمير السيد حسين المجتهد، والاخرى تحت والد
السيد الداماد هذا، وقد حصل منها السيد الداماد.
ولذلك يعرف الأمير باقر المذكور بالداماد، لا بمعنى انه صهر، ولا بمعنى انه
هو بنفسه داماد الشيخ علي، أعني صهره كما يظن، بل والده.
فالسيد الأمير محمد باقر الداماد من باب الإضافة لا التوصيف ولذلك ترى
السيد الداماد حين يحكي عن الشيخ علي الكركي المذكور يعبر عنه بالجد القمقام
يعني جده الأمي. وبما أوضحناه ظهر بطلان حسبان كون المراد بالداماد هو صهر
السلطان، وكذلك ظن كون نفسه صهرا (1).
الثناء عليه:
يوجد ثناء العلماء عليه في كثير من معاجم التراجم، وكتب الرجال مشفوعة
بالاكبار والتبجيل والاطراء.:
قال السيد علي خان في سلافة العصر: طراز العصابة، وجواز الفضل سهم
الإصابة الرافع بأحاسن الصفات أعلامه، فسيد وسند وعلم وعلامة، إكليل جبين
الشرف وقلادة جيدة، الناطقة ألسن الدهور بتعظيمه وتمجيده.
باقر العلم وتحريره، الشاهد بفضله تقريره وتحريره، ووالله ان الزمان بمثله
لعقيم، وان مكارمه لا يتسع لبثها صدر رقيم، وانا برئ من المبالغة في هذا المقال،
وبر قسمي يشهد به كل وامق، وقال، شعر:
وإذا خفيت على الغنى فعاذر * أن لا تراني مقلة عمياء
ان عدت الفنون فهو منارها الذي يهتدي به، أو الآداب فهو مؤملها الذي يتعلق

1) رياض العلماء: 3 / 132
مقدمة المحقق 8

بأهدابه، أو الكرم فهو بحره المستعذب النهل والعلل، أو النسيم فهو حميدها الذي
يدب منه نسيم البرء في العلل، أو السياسة فهو أميرها الذي تجم منه الأسود في الأجم
أو الرياسة فهو كبيرها الذي هاب تسلطه سلطان العجم.
وكان الشاه عباس أضمر له السوء مرارا له حبل غليته امرارا، خوفا من
خروجه عليه، وفرقا من توجه قلوب الناس إليه فحال دونه ذو القوة والحول،
وأبى الا أن يتم عليه المنة والطول، ولم يزل موفور العز والجاه، مالكا سبيل الفوز
والنجاة حتى استأثر به ذو المنة، وتلا بآياتها النفس المطمئنة (1).
وقال تلميذه العارف قطب الدين الإشكوري في محبوب القلوب: السيد السند
المحقق في المعقول، والمحقق في المنقول، سمي خامس أجدادها المعصومين مير
محمد باقر الداماد، لا زال سعيه في كشف معضلات المسائل مشكورا، واسمه في
صدر جريدة أهل الفضل مسطورا:
علم عروس همه استادشد * فطرت أو بودكه داماد شد
ثم ذكر وجه التسمية وقال: كان شكر الله سعيه ورفع درجته يصرح النجابة
بذكره، ويخطب المعارف بشكره، ولم يزل يطالع كتب الأوائل متفهما، ويلقى
الشيوخ متعلما، حتى يفوق في أقصر مدة في كل العلم على كل أوحدي
أخص، وصار في كل مآثره كالواسطة في النص:
عقليش از قياس عقل برون * نقليس از أساس نقل فزون
يخبر عن معضلات المسائل فيصيب، ويضرب في كل ما ينتحله من التعليم بأوفى
نصيب، توحد بابداع دقائق العلوم والعرفان، وتفرد بفرائد أبكار لسم يكشف قناع
الاجمال عن جمال حقائقها إلى الان، فلقد صدق: ما أنشد بعض الشعراء في شأنه:
بتخميرش يد الله چون فروشد * نم آنچه بد دركار أو شد
وقال تلميذه أيضا صدر المتألهين في شرح الأصول الكافي: سيدي وسندي

1) سلافة العصر ص 477 - 478
مقدمة المحقق 9

وأستاذي، واستنادي في المعالم الدينة، والعلوم الإلهية، والمعارف الحقيقية،
والأصول اليقينية، السيد الاجل الأنور، العالم المقدس الأطهر، الحكيم الإلهي،
والفقيه الرباني، سيد عصره، وصفوة دهره، الأمير الكبير، والبدر المنير، علامة ة
الزمان: أعجوبة الدوران، المسمى ب‍ (محمد) الملقب ب‍ (باقر الداماد الحسيني)
قدس الله عقله بالنور الرباني (1).
وقال الشيخ الحر العاملي في أمل الآمل: عالم فاضل جليل القدر، حكيم
متكلم ماهر في العقليات، معاصر لشيخنا البهائي، وكان شاعرا بالفارسية والعربية
مجيدا (2).
وقال الشيخ أسد الله الكاظمي في مقابس الأنوار: السيد الهمام، وملاذ الأنام
عين الأماثل، عديم المماثل، عمدة الأفاضل، منار الفضائل، بحر العلم الذي لا يدرك
ساحله، وبر الفضل الذي لا تطوى مراحله، المقتبس من أنواره أنواع الفنون،
والمستفاد من آثاره أحكام الدين المصون، الفقيه المحدث الأديب، الحكيم
الأصبهاني المتكلم العارف الخائض في أسرار السبع المثاني الأمير الكبير (3).
وقال السيد الخوانساري في روضات الجنات: كان رحمه الله تبارك وتعالى
عليه من أجلاء علماء المعقول والمشروع، وأذكياء نبلاء الأصول والفروع، متقدما
بشعلة ذهنه الوقاد، وفهمه المتوقد النقاد، على كل متبحر أستاذ، ومتفنن مرتاد، صاحب
منزلة وجلال، وعظمة واقبال، عظيم الهيبة، فخيم الهيئة، رفيع الهمة، سريع الجمة،
جليل المنزلة والمقدار، جزيل الموهبة والايثار.
قاطنا بدار السلطنة أصبهان، مقدما على فضلائها الأعيان، مقربا عند السلاطين
الصفوية، بل مؤدبهم بجميل الآداب الدينية، مواظبا للجمعة والجماعات، مطاعا
لقاطبة أرباب المناعات، إماما في فنون الحكمة والأدب، مطلعا على أسرار كلمات

1) شرح الأصول الكافي ص 16
2) أمل الآمل: 2 / 249
3) مقابس الأنوار ص 16
مقدمة المحقق 10

العرب، خطيبا قل ما يوجد مثله في فصاحة البيان وطلاقة اللسان، أديبا لبيبا فقيها
نبيها عارفا ألمعيا، كأنما هو انسان العين وعين الانسان (1).
وقال الشيخ يوسف البحراني في لؤلؤة البحرين: فاضل، جليل، متكلم،
حكيم، ماهر في النقليات، شاعر بالعربية والفارسية (2).
وقال الشيخ المحدث النوري في خاتمة المستدرك: العالم المحقق النحرير
السيد السند، الناقد الخبير (3).
وقال الميرزا محمد التنكابني في قصص العلماء ما هذا لفظه: وأين سيد امام
أنام، وفاضل همام، وعالم قمقام، عين أماثل، أكامل أفاضل، ومعدوم المماثل،
ومنار فضائل وفواضل، ودرياي بيساحل، علامه فهامه است. ودر علم لغت كوي
از ميدان صاحب قاموس وصحاح ربوده.
در علم عربيت حياظت علوم أرباب أدب نموده ودر فصاحت وبلاغت وانشاء
وانشاد ونظم ونثر سر آمد أهل زمان، ودر منطق وحكمت وكلام مسلم علماء أعلام،
ودر حديث وفقه فائق برهمكان، ودر علم رجال از أكامل رجال، ودر علم رياضي
بجميع أقسام متفرد ووحيد در مقال، ودر أصول حلال عويصات واعضال، ودر علم
تفسير قرآن أعجوبة زمان (4).
وقال الميرزا محمد علي الكشميري في نجوم السماء ما هذا لفظه: مجمع
شرافت وحذافت، ومرجع كلام وحكمت، وحامي دين وملت. وحاوي فقه وشريعت
بود، كافة عقلاي ذوي الأفهام از خاص وعام معترف علوم وكمالات ودقائق وافادات
أويند، تصانيف أو مشتمل بر تحقيقات دقيقة وتدقيقات أنيقة مشهور ومعروف است (5)
وغيرهم مما لا مجال لذكرهم.

1) روضات الجنات: 2 / 62
2) لؤلؤة البحرين ص 132
3) مستدرك الوسائل: 3 / 424
4) قصص العلماء ص 333
5) نجوم السماء في تراجم العلماء ص 46
مقدمة المحقق 11

ورعه وعبادته:
كان (رحمه الله تعالى) متعبدا في الغاية، مكاثرا من تلاوة كتاب الله المجيد
بحيث ذكر بعض الثقاة انه كان يقرأ كل ليلة خمسة عشر جزءا من القرآن، مواظبا
على أداء النوافل، لم يفته شئ منها منذ ان بلف سن التكليف حتى مات، مجدا ساعيا
في تزكية نفسه النفيسة، وتصفية باطنه الشريف حتى اشتهر أنه لم يضع جنبه على
فراشه بالليل في مدة أربعين سنة.
مكاشفاته:
ذكر قدس سره في بعض المواضع انه كثيرا ما يودع جسده الشريف ويخرج
إلى سير معارج الملكوت ثم يرجع إليه مكرها، والله أعلم بحقيقة مراده وخبيئة فؤاده.
قال قدس الله سره: كنت ذات يوم من أيام شهرنا هذا، وقد كان يوم الجمعة
سادس عشر شهر رسول الله صلى الله عليه وآله شعبان المكرم لعام ثلاث وعشرين وألف من هجرته
المقدسة، في بعض خلواتي أذكر ربي في تضاعيف أذكاري وأورادي باسمه الغني
فأكرر (يا غني يا مغني)، مشدوها بذلك عن كل شئ الاعن التوغل في حريم سره
والامحاء في شعاع نوره، فكان خاطفة قدسية قد ابتدرت إلي فاجتذبتني من الوكر
الجسداني (1)، ففلت (2) حلق شبكة الحس، وحللت عقد حبالة الطبيعة.
وأخذت أطير بجناح الروع في جو ملكوت الحقيقة، فكأني قد خلعت بدني،
ورفضت عدني، ومقوت خلدي، ونضوت جسدي، وطويت إقليم الزمان، وصرت
إلى عالم الدهر.
فإذا أنا في مصر الوجود بجماجم أمم النظام الجملي من الابداعيات والتكوينيات
والإلهيات والطبيعيات والقدسيات والهيولانيات والدهريات والزمنيات، وأقوام
الكفر والايمان وأرهاط الجاهلية والاسلام من الدارجين والدارجات والغابرين

1) في البحار: الجسماني
2) في البحار: ففككت
مقدمة المحقق 12

والغابرات والسالفين والسالفات والعاقبات في الأزل والآباد.
وبالجملة آحاد مجامع الامكان وذوات عوالم الامكان، بقضها وقضيضها
وصغيرها وكبيرها ثابتاتها وبايداتها حالياتها وأنياتها.
وإذا الجميع زفة زفة وزمرة زمرة، بحشدهم (1) قاطبة معا، مولون وجوه
مهياتهم شطر بابه سبحانه، شاخصون بأبصار أنياتهم تلقاء جنابه جل سلطانه من
حيث هم لا يعلمون، وهم جميعا بألسنة فقر ذواتهم الفاقرة وألسن فاقة هوياتهم الهالكة
في ضجيج الضراعة وصراخ الابتهال ذاكروه وداعوه ومستصرخوه ومناده ب‍ (يا غني
يا مغني) من حيث لا يشعرون.
فطفقت في تينك الضجة العقلية والصرخة الغيبية أخر مغشيا علي، وكدت من
شدة الوله والدهش أنسى جوهر ذاتي العاقلة، وأغب عن نفسي المجردة، وأهاجر
ساهرة أرض الكون، وأخرج عن صقع قطر الوجود رأسا، إذ قد ودعتني تلك الخلسة
شيقا حنونا إليها، وخلفتني تلك الخطفة الخاطفة تائقا لهوفا عليها، فرجعت إلى أرض
التبار، وكورة البوار، وبقعة الزور، وقربة الغرور تارة أخرى (2).
وقال نور الله مرقده: ومن لطائف ما اختطفته من الفيوض الربانية بمنه سبحانه
وفضله جل سلطانه حيث كنت بمدينة الايمان حرم أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله قم
المحروسة، صينت عن دواهي الدهر ونوائبها، في بعض أيام شهر الله الأعظم لعام
الحادي عشر بعد الألف من الهجرة المباركة المقدسة النبوية، أنه قد غشيني ذات
يوم سنة شبه خلسة وانا جالس في تعقيب صلاة العصر تاجه تجاه القبلة.
فأريت في سنتي نورا شعشعانيا على أبهة صوانية في بهاء ضوء لامع، وجلاء
نور ساطع جالسا من وراء ظهر المضطجع، وكأني أنا دار من نفسي أو أدراني أحد
غيري ان المضطجع مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه وتسليماته عليه، والجالس من

1) في البحار: بحزبهم
2) البحار: 109 / 125 وهو رسالته المعروف ب‍ (الخلعية)
مقدمة المحقق 13

وراء ظهره سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله.
وأنا جاث على ركبتي وجاه المضطجع قبالته وبين يديه وحذاء صدره،
فأراه صلوات الله عليه وآله متبسما في وجهي ممرا يده المباركة على جبهتي وخدي
ولحيتي كأنه متبشر مستبشر لي منفس عني كربتي، جابر انكسار قلبي مستنفض بذلك
عن نفسي حزني وكآبتي، وإذا أنا عارض عليه ذلك الحرز على ما هو مأخوذ سماعي
ومحفوظ جناني.
فيقول لي هكذا اقرأ هكذا: محمد رسول الله صلى الله عليه وآله أمامي، وفاطمة بنت
رسول الله صلى الله عليها فوق رأسي، وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب وصي رسول
الله صلى الله عليه وآله عن يميني، والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد
وعلي والحسن والحجة المنتظر أئمتي صلوات الله وسلامه عليهم عن شمالي، وأبو
ذر وسلمان والمقداد وحذيفة وعمار وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله من ورائي، والملائكة
عليهم السلام حولي، والله ربي تعالى شأنه وتقدست أسماءه محيط بي وحافظي وحفيظي،
والله من ورائهم محيط بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ، فالله خير حافظا وهو
أرحم الراحمين.
وإذ قد بلغ بي التمام فقال سلام الله عليه كرر، فقرأ وقرأت عليه بقراءته صلوات
الله عليه، ثم قال أبلغ وأعاد علي، وهكذا كلما بلغت منه النهاية يعيده علي إلى حيث
حفظته، فانتبهت من سنتي متلهفا عليها إلى يوم القيامة (1).
كلماته القصار:
له قدس سره القدسي كلمات قصار في النصائح والمواعظ، وهي:
قال: أخلص معاشك لمعادك، واجعل مسيرك في مصيرك، وتزود مما تؤتاه
زادك، ولا تفسد بمتاع الغرور فؤادك، ولا تهتم برزقك، ولا تغتم في طسقك، فالذي يبقيك يرزقك ونصيبك يصيبك.
وقال أيضا: الموعظة إذا خرجت من صميم القلب ولجت في حريم القلب،

1) دار السلام للمحدث النوري: 2 / 52 - 53
مقدمة المحقق 14

وإذا خرجت من ناحية اللسان لم يتجاوز لم يتجاوز أصمخة الاذان. وبعبارة أخرى: العظة
الناصحة تخرج من القلب السليم فتلج في القلب الصميم، فإذا نطق ذو سر سقيم كان كمن
يقعقع حلقة من عظم رميم.
وقال أيضا: المواعظ إذا خرجت من حريم القلب السليم ولجت في وتين
القلب الصميم، وإذا كان مخرجها تقعقع أطراف اللسان فكأنما قد حلفت بمغلظات
الايمان ان لا تتجاوز أصمخة الاذان، ولا تنفذ في منافذ الايمان ولا تدخل مشاعر الايقان
وقال أيضا: اللسان مفتاح باب ذكر الله العظيم، فلا تحركوه بالفحش (باللغو)
والأهجر، والقلب بيت الله الحرام فعظموه باخلاص النية فيه لله، ولا تدنسوه بأقذار
الهواجس الردية والنيات المدخولة، والسر حرم نور الله وحريم بيته المحرم، فلا
تلحدوا فيه بالنكوب عن حاق الحق الذي هو صراط الله المستقيم.
وقال أيضا: إذا كان ملاك الامر حسن الخاتمة فراقب وقتك، واجعل خير أيامك
يومك الذي أنت فيه، فلعله هو الخاتمة، إذ لا غائب أقرب من الموت، ولا باغت
أبغت فلتة وأفلت بغتة من الاجل ما غبر، ليس في يدك منه شئ وما يأتي في الغيب
عنك ما خطبه، فما ميقات الاستدراك ووقت الاستصلاح الا حينك الحاضر، إن كان ما
قد مضى وذهب عنك لك صالحا فلا تفسدنه عليك بما تكسبه الان، وإن كان فاسدا
فعليك الان بدرك فساده والخروج عن عهدته (1).
صداقته مع الشيخ البهائي:
كان بينه وبين البهائي العاملي من التآخي والخلطة والصداقة ما يندر وجود
مثله بين عالمين متعاصرين، وجدا في مكان واحد.
ويدل على ذلك ما كتبه قدس سره إلى الشيخ البهائي مراجعا: ولقد هبت
ريح الانس من سمت القدس، فأتتني بصحيفة منيفة كأنها بفيوضها بروق العقل
بوموضها، وكأنها بمطاويها أطباق الأفلاك بدراريها، وكأن أرقامها بأحكامها، أطباق

1) هذه الكلمات نقلته عن خطه الشريف
مقدمة المحقق 15

الملك والملكوت بنظامها، وكأن ألفاظها برطوباتها، أنهار العلوم بعذوبتها، وكأن
معانيها بأفواجها بحار الحق بأمواجها، وأيم الله ان طباعها من تنعيم وان مزاجها من
تسنيم، وان نسيمها لمن جنان الرمضوت، وان رحيقها لمن دفاق الملكوت.
فاستقبلتها القوى الروحية، وبرزت إليها القوة العقلية، ومدت إليها فطنة
صوامع السر أعناقها، من كوى الحواس وروزاة المدارك وشبابيك المشاعر، وكادت
حمامة النفس تطير من وكرها شغفا واهتزازا، وتستطار إلى عالمها شوقا وهزازا.
ولعمري لقد ترويت، ولكني لفرط ظمأي ما ارتويت:
شربت الحب كأسا بعد كأس * فما نفذ الشراب ولا رويت
فلا زالت مراحمكم الجلية، مدركة للطالبين بأضواء الاعطاف العلية،
ومروية للظامئين بجرع الألطاف الخفية والجلية.
ثم إن صورة مراتب الشوق والاخلاص التي هي وراء ما يتناهى بما لا يتناهى
أظنها هي المنطبعة كما هي عليها في خاطركم الأقدس الأنور هو لا سرار عوالم
الوجود كمرآة مجلوة، ولغوامض أفانين العلوم ومعضلاتها كمصفاة مصحوة.
وانكم لأنتم بمزيد فضلكم المؤملون لامرار المخلص على حواشي الضمير
المقدس المستنير، عند صوالح الدعوات السانحات في منية الاستجابة ومظنة الإجابة
بسط الله ظلالكم وخلد مجدكم وجلالكم، والسلام على جنابكم الا رفع الأبهى،
وعلى من يلوذ ببابكم الأسمى، ويعكف بفنائكم الأوسع الأسنى، ورحمة الله وبركاته
أبدا سرمدا (1).
وقد كانا معا موضع تقدير الشاه عبا أآلهتنا واحترامه، يسود بينهما الصفاء والود وقد
ذكروا في كتب التراجم بعض القصص التي تمثل هذا الصفاء الذي كان يسود بينها.
منها ما نقل أن السلطان شاه عباس الماضي ركب يوما إلى بعض تنزهاته، وكان
الشيخان المذكوران أيضا في موكبه، لأنه كان لا يفارقهما غالبا، وكان سيدنا المبرور

1) سلافة العصر ص 478
مقدمة المحقق 16

مبتدئا عظيم الجثة، بخلاف شيخنا البهائي فإنه كان نحيف البدن في غاية الهزال،
فأراد السلطان ان يختبر صفاء الخواطر فيما بينهما، فجاء إلى سيدنا المبرور وهو
راكب فرسه في مؤخر الجمع، وقد ظهر من وجناته الاعياء والتعب لغاية ثقل جثته،
وكان جواد الشيخ في القدام يركض ويرقص كأنما لم يحمل عليه شئ.
فقال: يا سيدنا ألا تنظر إلى هذا الشيخ القدام كيف يلعب بجواده ولا يمشي
على وقار بين هذا الخلق مثل جنابك المتأدب المتين. فقال السيد: أيها الملك ان
جواد شيخنا لا يستطيع ان يتأنى في جريه من شعف ما حمل عليه، ألا تعلم من ذا
الذي ركبه.
ثم أخفى الامر إلى أن ردف شيخنا البهائي في مجال الركض، فقال: يا شيخنا
ألا تنظر إلى ما خلفك كيف أتعب جثمان هذا السيد المركب، وأورده من غاية سمنه
في العي والنصب، والعالم المطاع لابد أن يكون مثلك مرتاضا خفيف المؤونة. فقال:
لا أيها، بل العي الظاهر في وجه الفرس من عجزه عن تحمل حمل العلم الذي
يعجز عن حمله الجبال الرواسي على صلابتها.
فلما رأى السلطان المذكور تلك الألفة التامة والمودة الخالصة بين عالمي
عصره نزل من ظهر دابته بين الجمع وسجد لله تعالى وعفر وجهه في التراب شكرا
على هذه النعمة العظيمة.
وحكايات سائر ما وقع أيضا بينهما من المصادفة والمصافاة وتأييدهما الدين
المبين بخالص النيات كثيرة جدا، يخرجنا تفصيلها عن وضع هذه العجالة.
على أن ذلك لم يذهب بروح التنافس بينهما، شأن كل عالمين متعاصرين
عادة. فقد ورد ان الشيخ البهائي حين صنف كتابه الأربعين أتى به بعض الطلبة إلى
السيد الداماد، فلما نظر فيه قال: إن هذا العربي رجل فاضل لكنه لما جاء عصرنا
لم يشتهر ولم يعد عالما.
مقدمة المحقق 17

مسلكه في الفلسفة:
يغلب على تفكير السيد الروح الاشراقية، يتحرك في تيار الروح العرفانية،
وقد اثر باتجاهه الاشراقي على تفكير تلميذه صدر المتألهين وملا محسن الفيض
وترك على أفكارهما كثيرة أسماء كثير من كتب السيد توحي لنا
بهذه الروح الاشراقية.
ويدل على ذلك اختتام كتابه القبسات بدعاء النور، وهو: (اللهم اهدني بنورك
لنورك، وجللني من نورك بنورك، يا نور السماوات والأرض، يا نور النور، يا جاعل
الظلمات والنور، يا نورا فوق كل نور، ويا نورا يعبده كل نور، ويا نورا يخضع
لسلطان نوره كل نور، ويا نورا يذل لعز شعاعه كل نور).
وكثيرا ما يعبر عن ابن سينا بشريكنا السالف في رياسة الفلسفة الاسلامية، وعن
الفارابي بشريكنا التعليمي وغيره.
شعره:
له ديوان شعر جيد نقتبس منه أشعاره العربية والفارسية.
فمن مناشداته عند زيارة مولانا الرضا عليه السلام:
طارت المهجة شوقا بجناح الطرب * لثمت سدة مولى بشفاه الأدب
نحو أوج لسماء قصد القلب هوى * ولقد ساعدني الدهر فيا من عجب
أفق الوصل بدى إذ ومض البرق وقد * رفض القلب سوى ميتة تلك القلب *
لا تسل عن نصل الهجر فكم في كبدي * من ثغور فيه وكم من ثقب
مقدمة المحقق 18

كنت لا أعرف هاتين أعياني هما * أم كؤوس ملئت من دم بنت العنب
بكرة الوصل أئتني فقصصنا قصصا * من هموم بقيت لي بليال كرب
قيل لي قبلك لم يؤثر من نار هوى * قلت دعني أنا ما دمت بهذا الوصب
أصدقائي أنا هذا وحبيبي داري * روضة الوصل ولم أغش غوامش الحجب *
أنا في مشهد مولاي بطوس أنا ذا * ساكب الدمع بعين وربت كالسحب
وله أيضا ينشد مولانا أمير المؤمنين عليه السلام: كالدر ولدت باتمام الشرف *
في الكعبة واتخذتها كالصدف
فاستقبلت الوجوه شطر الكعبة *
والكعبة وجهها تجاه النجف
وله أيضا في أول الجذوات:
عينان لم يكتبهما قلم * في كل عين من العينين عينان
نونان نونان لم يكتبهما رقم * في كل نون من النونين نونان
قيل: العينان عين الابداع وعين الاختراع، والقلم قلم العقل الفعال، وفي
عين الابداع عالم العقل وعالم النفس، وفي عين الاختراع علم المواد وعالم
الصور. والنونان نون التكوين ونون التدوين، وفي نون التكوين الامكان الذاتي
والامكان الاستعدادي، وفي نون التدوين أحكام الدين وقوانين الشرع المبين.
وله أيضا بالفارسية:
أي ختم رسل دو كون بيرانه تست * أفلاك يكي منبره بايه تست
مقدمة المحقق 19

كرشخص تراسايه نيفتد چه عجب * تو نوري وآفتاب خود ساية تست
وله أيضا:
كويند كمه نيست قادر از عين كمال * بر خلقت شبه خويش حق متعال
نزديك شداينكه رنك امكان كيرد * در ذات علي صورت أين أمر محال
وله أيضا:
أي علم ملت ونفس رسول * خلقه كش علم تو كوش عقول
أي بتو مختوم كتاب وجود * وي بتو مرجوع حساب وجود
داغ كش ناقة ء تومشك ناب * جزيه ده سايه تو آفتاب
خازن سبحاني تنزيل وحي * عالم رباني تأويل وحي
آدم از اقبال تو موجود شد چون تو خلف داشت كمه مسجود شد
تاكه شده كنيت نو بو تراب * أنه فلك از جوي زمين خورده آب
رآه حق وهادي هر كمرهي * ماظلماتيم وتو نور الهي
آنكه كذشت از تو وغيري كزيد * نور بداد ابله وظلمت خريد
در كعبة قل تعالوا ازمام كمه زاد * ازبازوي باب حطه خيبر كمه كشتاد
برناقه لا يؤدي الاكه نشست * بردوش شرف بأي كراسي كمه نهاد
در مرحله على أنه چون است ونه چند * درخانه حق زاده بجانش سوكند
بي فرزندي كمه خانه زادي دارد * شك نيست كمه باشدش بجاي فرزند
وله أيضا:
تجهيل من أي عزيز آسان نبود * بي از شبهات
محكم تر از ايمان من ايمان نبود * بعد از حضرات
مجموع علوم ابن سينا دائم * بأفقه وحديث
وينها همه ظاهر است وبنهان نبود * جز بر جهلات
مقدمة المحقق 20

وله أيضا:
چشمي دارم چو حسن شيرين همه آب *
بختى دارم چو جسم خسرو همه خواب
جاني دارم چو جسم مجنون همه درد *
جسمي دارم چو زلف ليلى همه تاب
وله أيضا:
از خون فلك قرص جوى بيش مخور *
انكشت عسل مخواه وصد نيش مخور
از نعمت ألوان شهان دست بدار *
خون دل صد هزار درويش مخور
مشايخه ومن روى عنهم: 1 - السيد حسين بن السيد حيدر الحسيني الكركي العاملي ثم الأصفهاني (1)
2 - الشيخ عبد العالي بن الشيخ نور الدين علي بن الحسين بن عبد العالي
العاملي الكركي (2).
3 - الشيخ عبد علي بن محمود الخادم الجابقلي خال الشيخ محمد بن علي
ابن خاتون العاملي (3).
4 - السيد علي بن أبي الحسن الموسوي العاملي قال في الرياض: ويروى
عنه السيد الداماد، وقد اتصل به في المشهد المقدس الرضوي، قال قدس سره في
سند بعض الاحراز المروية عن الأئمة عليهم السلام هكذا: ومن طريق آخر رويته عن السيد
الثقة الثبت المركون إليه في فقه المأمون في حديثه علي بن أبي الحسن العاملي
رحمه الله تعالى قراءة وسماعا وإجازة سنة ثمان وتسعمائة من الهجرة المباركة

1) رياض العلماء: 2 / 88
2) أمل الآمل: 1 / 110
3) أمل الآمل: 2 / 155
مقدمة المحقق 21

النبوية في مشهد سيدنا ومولانا أبي الحسن الرضا صلوات الله وتسليماته عليه بسناباد
طوس.
ثم قال: والظاهر عندي انه بعينه والد السيد محمد صاحب المدارك وصهر
الشهيد الثاني، وان لم يصرح به الشيخ المعاصر أيده الله. ولا استبعاد في ملاقاته
لاتحاد العصر، مع أن السيد الداماد رواه في أوائل عمره، كما يظهر من بعض
المواضع أنه وروده قدس سره بمشهد الرضا عليه السلام كان في أوائل بلوغه، وقد
صرح نفسه في بعض كتبه أيضا.
ثم قال: وقال السيد الداماد في سند بعض الأدعية، رويته عن السيد الثقة
الثبت المركون إليه في فقهه المأمون في حديثه علي بن أبي الحسن العاملي (رحمه
الله تعالى) في مشهد مولانا الرضا عليه السلام عن الشهيد الخ (1).
5 - السيد أبو الحسن الموسوي العاملي.
قال المحدث العاملي في أمل الآمل في ترجمته: وعنه يروي السيد الداماد (2)
وقال في الرياض بعد ذكر عبارات أمل الآمل: وظني أنه سهو، إذ السيد
الداماد يروي عن السيد علي بن أبي الحسن الموسوي العاملي، لاعن والده أبي
الحسن، ثم ذكر سنده في سند حرز من احراز الأدعية المتقدمة.
ثم قال: وقد عده الشيخ المعاصر على حدة، فلعل السيد الداماد روى عن
والد هذا السيد أيضا، ويكون والده أيضا من تلامذة الشهيد الثاني، فلا اشكال.
فلاحظ (3).
6 - السيد نور الدين علي ين السيد الزاهد الحسين بن أبي الحسن الحسيني
الموسوي العاملي الجبعي والد صاحب المدارك.

1) رياض العلماء: 3 / 330 - 331
2) أمل الآمل: 1 / 192
3) رياض العلماء: 5 / 452
مقدمة المحقق 22

قال في الرياض: وكان من مشائخ السيد الداماد، ولاقاه في مشهد الرضا
عليه السلام (1).
وقال: والظاهر عند ي اتحاد السيد علي بن أبي الحسن الموسوي العاملي
الجبعي مع السيد نور الدين علي بن الحسين بن أبي الحسن الموسوي العاملي
الجبعي، للاتحاد في أكثر المذكورات، واتحاد العصر، والنسبة إلى الجد شائع،
والشيخ المعاصر اعتقد تعددهم وعقد لهما ترجمتين (2).
وقال: فظن: التعدد وايرادهما في ترجمتين، كما فعله الشيخ المعاصر في
أمل (3) الأمل غير مستقيم.
ثم قال: وأما الاشكال في أن ملاقاة السيد الداماد لوالد صاحب المدارك،
وخاصة قي مشهد الرضا عليه السلام مما لم ينقل، ولاسمع مجئ والد صاحب المدارك إلى
بلاد العجم أصلا، فكيف بمشهد الرضا عليه السلام، فهو وهم، وقد كان ملاقاته له في أوائل
عمر السيد الداماد (4).
7 - الشيخ حسين عبد الصمد العاملي روى عنه اجازة.
تلامذته والراوون عنه:
قد تخرج على يديه جملة من الأكابر منهم:
1 - السيد أحمد بن السيد زين العابدين الحسيني العاملي، وكان صهر السيد
الداماد، قال في الرياض: وقد أجاز له اجازة اثنى عليه وذكر أنه قرأ عنده بعض
كتاب الشفاء وغيره (5).

(1) رياض العلماء: 3 / 417
2) رياض العلماء: 3 / 331
3) أمل الآمل: 1 / 119
4) رياض العلماء: 3 / 417
5) رياض العلماء: 1 / 39
مقدمة المحقق 23

2 - المولى عبد الله بن الحاج حسين بابا السمناني (1).
3 - المولى الكبير الجليل مولانا خليل بن الغازي القزويني (2).
4 - المولى عبد الغفار بن محمد بن يحيى الرشتي الجيلاني، قال في الرياض
وله حاشية على كتاب التقديسات لإستاذه السيد الداماد، وحاشية على كتاب
الايقاضات لإستاذه المذكور أيضا، وحاشيته على كتاب أفق المبين لإستاذه أيضا،
ورسالة في المشاجرات التي وقعت بين المولى مراد التفريشي وبين بعض فضلاء
العصر ولعله السيد الداماد في طائفة من المسائل الحكيمة والفقهية والمحاكمة بينهما
وتحقيق الحق فيها (3).
5 - المولى محمود بن الا ميرزا علي الأصفهاني (4).
6 - السيد محمد تقي بن أبي الحسن الحسيني الاسترآبادي (5).
7 - المولى صدر الدين محمد الشيرازي صاحب الاسفار (6).
8 - الفيلسوف عبد الرزاق اللاهيجي.
9 - الحكيم ملا محسن الفيض الكاشاني
10 - سلطان العلماء
11 - الشيخ شمس الدين الإشكوري صاحب محبوب القلوب
12 - مير فضل الله الاسترآبادي
13 - السيد الأمير منصور بن محمد. الرياض 5 / 43

1) رياض العلماء: 2 / 240 و 3 / 207 و 210 و 4 / 276
2) رياض العلماء: 2 / 261
3) رياض العلماء: 3 / 157 و 158 و 5 / 401
4) رياض العلماء: 4 / 306
5) رياض العلماء: 5 / 46
6) شرح أصول الكافي ص 16 وروضات الجنات 2 / 65
مقدمة المحقق 24

اجازته لسلطان العلماء:
له قدس سره اجازة لبعض أفاضل عصره ولعله سلطان العلماء قال: بسم الله
الرحمن الرحيم والاعتصام بالعزيز العليم، صدر كتاب الوجود، حمد سلسلتي البدأ
والعود، لمدبر عوالم الصنع والابداع، وصدرة نظام الكون صلاة العقل، والنفس
في قوتي النظم والعمل على سفرة صقع النور، وخزنة سر الوحي وحملة سنة الدين
وهداة سبيل القدس بمعالم الشرع والايزاع.
وبعد فان التي احتوتها صدور هذه الأوراق، وبطون هذه الاطباق، عضة
من صحفي ومصنفاتي وزبري ومرصفاتي، فيها عضون من جذوات قبساتي وخلسات
خلساتي، يتمض (1) بها المستربض المتبصر، ويلتمظ منها المستفيض الممتصر، قد
اصطادتها شركة الانتساخ، واقتصتها شبكة الاستنساخ، اختداما لخزنة كتب نواب
الصدر الأعظم، المخدوم المعظم، سلطان أعاظم الصدور والامراء، برهان أكارم
العلماء والفقهاء، الفهامة المقدام، والعلامة المكرام، ملاذ الاسلام والمسلمين، ملاك
الايمان والمؤمنين.
لا زالت مطالع سيادته وصدارته وسماه وهداه، كمجالي اسمه السامي، ولقبه
الطامي، على قصوى مدار الحمد والرضا، وقصيا معارج المجد والعلى، ولاعدت
الأيام أضواء ثواقب حضرته، ولافقدت الأدوار أنوار كواكب دولته، رجاء أن
يشرح صدر غوامض مباحثها بلحظ بصره القدسي، ويرفع قدر مغامض مداحضها
بلحاظ نظره القدوسي.
واني قد أجزت له خلد الله ظلاله ان يرويها كما شاء وكيف شاء، وأن يفيض
على المستفيضين بسط أنوارها، وكشط أستارها، وحل مستشكهاتها وكشف
مستبهماتها، وهداية التائقين إلى حمل عرش حملها، وروايتها، وارواء الظامئين في
مهامة فقهها ودرايتها.

1) يتمض افتعال من الوموض. والمستربض استفعال من الروضة (منه)
مقدمة المحقق 25

وكتب بيمينه الجانية الفانية المستديم لظلال جلاله، وشروق عزه واقباله،
أحوج المربوبين، وأفقر المفتاقين، إلى رحمة ربه الرحمن، الحميد الغني محمد
ابن محمد يدعى باقر الداماد الحسيني، ختم الله له في نشأيته الحسنى، وسقاه في
المصير إليه من كأس المقربين ممن لديه الزلفى، وجعل خير يوميه غده، ولا أوهن
من الاعتصام بحبل فضله العظيم يده، في هزيع من سابع ذي القعدة الحرام لعام
1024 من أعوام الهجرة المباركة المقدسة النبوية حامدا مصليا مسلما (1).
وله إجازات أخر لتلامذته بالخصوص صهره المير سيد أحمد العاملي راجع
إجازات البحار.
تآليفه القيمة:
كتب المترجم مؤلفات ورسائل كثيرة، قد تجاوزت جهود الفرد الوحد تمثل
اضطلاعه بجوانب العرفة الشاملة، ومن بينها مؤلفات مشهورة قيمة، لا تزال معينا
للعلماء إلى اليوم، وقد يعجب المرأ من وفرة تآليفه، ذات المواضيع المختلفة
والمعارف المتعددة.
ولا ريب أن ذكاءه المفرط وذاكرته العجيبة ووعيه الشامل، كان ذلك من
الأسباب الرئيسية في تغلبه على تلك العقبات التي تحول دون تأليفه وتصنيفه وهي:
1 - اثبات سيادة المنتسب بالام إلى هاشم. لؤلؤة البحرين ص 134
2 - الاعضالات العويصات في فنون العلوم والصناعات ذريعة 2 / 238 طبع
مع السبع الشداد له سنة 1317.
3 - الأفق المبين في الحكمة الإلهية ذريعة 2 / 261 غير مطبوع.
4 - أمانة الهي فارسي في تفسير آية الأمانة، كتبه للنواب (قوجي باشي)
الهمداني الصفوي النسب أوان كونه في موكب السلطان في شيراز ذريعة 2 / 345.
5 - أنموذج العلوم عدة في الذريعة 2 / 404 كتابا مستقلا، مع أنه نفس كتاب

1) نقلته عن خطه في بعض مكتوباته بقلمه المنيف
مقدمة المحقق 26

الاعضالات العويصات المتقدم.
6 - الأيام والليالي الأربعة وأعمالها بالفارسية، الرياض 5 / 41
7 - الايقاضات في خلق الأعمال وأفعال العباد مشتمل على الأدلة
العقلية والآيات والروايات الذريعة 2 / 507 والرياض 5 / 41 طبع على هامش
القبسات له في طهران سنة 1315
8 - الايماضات والتشريقات في مسألة الحدوث والقدم، كتبه بعد الأفق المبين
والصراط المستقيم الذريعة 2 / 509 طبع مع القبسات سنة 1315.
9 - تأويل المقطعات في أوائل السور القرآنية. الذريعة 3 / 307
10 - تشريق الحق في المنطق. نسبه إلى نفسه في السبع الشداد الرياض 5 / 42
11 - تصحيح برهان المناسبة على تناهي الابعاد. الرياض 5 / 42
12 - التصحيحات والتقويمات شرح على المختصر الموسوم بتقويم الايمان
الذريعة 4 / 195 وأشار إليه في التعليقة على الكافي ص 342
13 - التصحيفات. وهو مختصر في بيان بعض التصحيفات مثل تصحيف
تايعت في زيارة عاشوراء بالباء الموحدة، وتصحيف محلئين في الزيارة الرجبية
بالخاء المعجمة، وغير ذلك مما ذكرها في الرواشح (ص 133 - 157) الذريعة:
4 / 196.
14 - تعليقات وبراهين على المجسطي. قال في الرياض 5 / 42: رأيتها بخطه
في بلدة لاهيجان.
15 - تعليقات على الهيئة فارسي. رآه صاحب الرياض بخطه في بلدة لاهيجان
الرياض 5 / 42
16 - التعليقة على الاستبصار مطبوع في الاثني عشر رسالة له.
17 - التعليقة على أصول الكافي طبع أخيرا سنة (1403) بتصحيحنا وتحقيقنا
وتعليقنا عليه.
18 - التعليقة على الهيات الشفا الرياض 5 / 44.
مقدمة المحقق 27

التعليقة على أوائل القواعد الشهيدية الرياض 2 / 203 رآه بخطه الشريف
20 - التعليقة على تهذيب الأحكام أشار إليه في التعليقة على الرجال هذا الكتاب
بين يديك.
21 - التعليقة على حاشية الخفري الرياض 5 / 44
22 - التعليقة على حاشية السيد الرياض 5 / 42
23 - التعليقة على الخلاصة للعلامة صرح به في هذا الكتاب
24 - التعليقة على الدروس للشهيد الأول صرح به في هذا الكتاب
25 - التعليقة على رجال ابن داود صرح به في هذا الكتاب
26 - التعليقة على رجال الشيخ الطوسي الرياض 5 / 43
27 - التعليقة على رجال الكشي وهو هذا الكتاب الذي بين يديك
28 - التعليقة على رجال النجاشي صرح به في هذا الكتاب
29 - التعليقة على شرح مختصر العضدي الرياض 5 / 42
30 - التعليقة على الصحيفة المكرمة السجادية صرح به في أكثر كتبه وسيطبع
انشاء الله بتحقيقنا وتعاليقنا عليه.
31 - التعليقة على طبيعيات الشفاء الرياض 5 / 44 بخطه
32 - التعليقة على مختلف الاحكام للعلامة طبع في الرسالة الاثني عشر له
بالأوفست على النسخة المخطوطة
34 - التعليقة على من لا يحضره الفقيه صرح به في هذا الكتاب
35 - التعليقة على نفلية الشهيد طبع في الاثني عشر رسالة
36 - التعليقة على نهج الدعوات صرح به في هذا الكتاب
37 - تفسير سورة الاخلاص المطبوع في الاثني عشر رسالة للمؤلف
38 - تقدمه تقويم الايمان الذريعة: 4 / 364
39 - التقديسات في الحكمة الإلهية الذريعة 4 / 364
40 - تقويم الايمان الذريعة 4 / 396
مقدمة المحقق 28

41 - الجذوات في الحكمة وخواص الحروف، ألفها بالفارسية بأمر السلطان
شاه عباس بسفارة مولانا مظفر المنجم في شرح كلام بعض أفاضل الهند في حكمة
احراق الجبل حين تكلم موسى مع الله تعالى مع عدم احراقه، طبع سنة 1302
في بمبي.
42 - الجمع والتوفيق بين رأيي الحكميين في حدوث العالم الذريعة 5 / 134
43 - الجنة الواقية في الدعاء. قال في الرياض 5 / 44 وقد تنسب إليه رسالة
الجنة الواقية في الدعاء وهي مشهورة، وقد رأيت على خلف نسخة منها أنها تأليف
هذا السيد، والظن أنه سهو.
وقال في الذريعة 5 / 162: لا أرى وجها لنسبة المختصر إلى الميرداماد كما
في بعض المواضع، غير أن المير داماد لما استحسن المختصر كتب بخطه نسخة منه
ولم ينسبه إلى أحد، وكتب امضائه في آخر مكتوبه، فلما وجدت النسخة بخطه
وتوقيعه من غير نسبة إلى أحد نسبوه إليه إلى آخر مكتوبه، فلما وجدت النسخة بخطه
وتوقيعه من غير نسبة إلي أحد نسبوه إليه إلي آخر ما قال. والظاهر أن الكتاب للكفعمي
والله أعلم.
44 - جواب استفتاءات كثيرة الرياض 5 / 42.
45 - جواب سؤال تلميذه السيد الأمير منصور بن محمد في حدوث العالم
46 - جواب السؤال عن اختلاف الزوجين قبل الدخول في قدر المهر
مختصرة الرياض 5 / 41
48 - جيب الزاوية الذريعة 5 / 303
48 - الحبل المتين في الحكمة الذريعة: 6 / 239
49 - حدوث العالم ذاتا وقدمه زمانا انتصر فيه لأرسطو على أفلاطون وانتقد
على الفارابي لجمعه بين الرأيين الذريعة 6 / 292 وهو كتابه الجمع والتوفيق المتقدم.
50 - الحكمة اليمانية الرياض 5 / 41.
51 - خطب جمعة لصلاة الجمعة وقد طبع مع الاثني عشر رسالة له.
52 - خلسة الملكوت صرح به في التعليقة على أصول الكافي ص 185 و 310
وطبع أخيرا مع القبسات ويسمى أيضا بصحيفة القدس.
مقدمة المحقق 29

53 - ديوان شعره بالعربي والفارسي في الرياض: وقد جمع أشعاره
العربية والفارسية صهره أمير سيد أحمد بن زين العابدين العلوي في ديوان
بأمر السلطان شاه صفي، وكان يتلخص ب‍ (اشراق) وقد رأيت هذا الديوان ببلدة
ساري. طبع.
54 - رسالة الخليعة ذكرناها في مكاشفاته.
55 - رسالة في ابطال الزمان الموهوم الذريعة 11 / 6
56 - رسالة في أغلاط الشيخ البهائي وتصحيفاته الرياض 5 / 44 رآها في بلدة
رشت.
57 - رسالة في أن اليوم الشرعي من طلوع الشمس لا طلوع الفجر الرياض
5 / 42
58 - رسالة في تحقيق حقيقة القياسات المنطقية وكيفية انتاجها لم تتم على
الظاهر الرياض 5 / 42
59 - رسالة في حقيقة القدرة والإرادة والداعي. سئل عنها في بيت المقدس
الرياض 5 / 44
60 - رسالة في طهارة الماء مع ملاقاة النجاسة إذا لم تتعد الرياض 5 / 44
61 - رسالة في مسألة علم الواجب تعالى مختصرة الرياض 5 / 44
62 - رسالة في وجوب صلاة الجمعة طبع مع الاثني عشر رسالة له.
63 - الرواشح السماوية في شرح الأحاديث الامامية طبع سنة 1311.
64 - السبع الشداد طبع سنة 1317.
65 - سدرة المنتهى في تفسير سورة الحمد والجمعة والمنافقين الرياض 5 / 44
رآها في بلدة رشت وقال: ولعلها لم تتم.
66 - شارع النجاة خرج منه كتاب الطهارة ألفه بالتماس محمد رضا جلبي
التبريزي الاسطنبولي الأصفهاني بالفارسية حسنة الفوائد، طبع في الاثني عشر رسالة
للمؤلف.
67 - شرح الاستبصار الذريعة 13 / 83 ولعله متحد مع تعليقته عليه.
مقدمة المحقق 30

68 - شرح خطبة البيان الرياض 5 / 42
69 - شرح تقدمة تقويم الايمان الذريعة 13 / 151
70 - شرح تقويم الايمان الذريعة 13 / 151 وهو نفس كتاب التصحيحات
والتقويمات.
71 - صرح النيروزية ابن سينا صح به في هذا الكتاب
72 - شرعة التسمية في النهي عن تسمية صاحب الزمان صلوات الله عليه وعلى
آبائه الطاهرين وعجل الله فرجه الذريعة: 14 / 178.
73 - الصراط المستقيم في ربط الحادث بالقديم مبسوط جدا، مشتمل على
مسائل حكيمة كثيرة جدا لم يتم ألفه بالفارسية حسنة الفوائد صرج به في أكثر
كتبه وبالخصوص التعليقة على الكافي ص 197 و 315.
74 - ضوابط الرضاع طبع في مجموعة كلمات المحققين سنة 1315.
75 - عيون المسائل في العبادات طبع في الاثني عشر رسالة له سنة 1397.
76 - القبسات الحق اليقين في الحكمة طبع أخيرا على أحسن حال، ويا ليت
كانت تطبع سائر مؤلفاته كذلك.
77 - كلمات القصار في المواعظ والنصايح طبع في الاثني عشر رسالة للمؤلف
78 - محجة الاستقامة في الإمامة، مشتمل على أخبار العامة والخاصة والأدلة
العقلية والنقلية الرياض 5 / 42
97 - مشرق الأنوار، مثنوي تتبع فيه (مخزن الاسرار) للنظامي طبع مع
ديوانه بإيران في 1350 راجع الذريعة: 19 / 296
80 - نبراس الضياء في معنى البداء الذريعة 24 / 28
81 - نفي الجبر والتفويض الذريعة 24 / 268.
وغيرها من الرسائل والكلمات، وله على كل واحد من تصانيفه حواشي كثيرة
جدا، حتى أن في بعضها صارت الحواشي بقدر الأصل أو أزيد.
مقدمة المحقق 31

وكذا له على أكثر الكتب في فنون شتى تعليقات كثيرة غير مدونة، وله فوائد
كثيرة متفرقة في علوم عديدة.
ولادته ووفاته:
لم يذكر في التراجم تاريخ ولادته، والذي يستبين لي من التتبع في تاريخ
اجازته أن ولادته كان حوالي سنة (960).
وأما وفاته فإنه قد سافر من أصفهان سنة (1041) بصحبة الشاه صفي الدين
الصفوي إلى زيارة العتبات المقدسة، وذلك في أواخر عمره، ففاجأته المنية قرب
قرية ذي الكفل بين الحلة والنجف في السنة المذكورة.
وفي الرياض: ومات في الخان الذي بين كربلاء والنجف في بر مجنون انتهى.
وكان قد سبقه الشاه صفي الدين إلى النجف، فحمل جثمانه إلى مثواه
الأخير النجف الأشرف، واستقبله الشاه وحاشيته وأهل البلد بكل تجلة واحترام،
ودفن فيها رحمه الله، وكان يوم وفاته يوما مشهودا.
ورثاه الشعراء بقصائد بليغة، وما قيل في مادة تاريخ وفاته:
(عروس علم رامرد داماد)
وما قيل أيضا:
والسيد الداماد سبط الكركي * مقبضه الراضي عجيب المسلك.
حول الكتاب: نبحث في هذا المقام عن أمور:
الأول: أنه ليس للكتاب عنوان خاص يختص بها، وانما هو بعنوان (التعليقة)
أو (الحاشية) أو (الشرح) على رجال الكشي، وكلها ترجع إلى معنى واحد، هذا
ولكن كل من المترجمين له عبروا عن الكتاب بأحد منها.
ففي الرياض قال: وله شرح رجال الكشي - وان عبر بعد بعنوان (الحاشية)
مقدمة المحقق 32

عليه - وذلك لأنه رأى أن السيد بسط الكلام حول المتن في بعض المواضع، فلذا
سماه ب‍ (شرح رجال الكشي).
والشيخ الطهراني عبر عن الكتاب في الذريعة بعنوان (الحاشية على رجال
الكشي) وذلك حيث رأي أن السيد لم يشرح المتن بتمامها، وانما علق عليه بقوله
(قوله) وذلك آية الحاشية.
وأما هل فرق بين الحاشية والتعليقة، فأقول: أنه لافرق في الواقع بينهما،
غير ما تداول في الألسن من أن التعليقة، تختص بالعلوم العقلية، والحاشية لغيرها،
كأنهم ما أحبوا تسمية تعليقاتهم الفلسفية بالحاشية، لما يترآ منها من معنى الحشو.
وبما أن السيد الداماد يحيل إلى بعض مصنفاته في كتبه بعنوان معلقاتنا على
كتب الأصحاب، اخترنا عنوان (التعليقة على رجال الكشي أو اختيار معرفة الرجال)
للكتاب.
الثاني: تمتاز هذه النسخة من الرجال الكشي المطبوع في أعلى صفحات
التعليقة عن غيرها، بكونها مصححة علي يد السيد الداماد، وذلك أنا عثرنا علي
نسخة مخطوطة من الرجال الكشي وعليها بعض تعاليقه بخطه، والسيد قابل هذه
النسخة مع نسخ صحيحة عتيقة أخرى كانت عنده وصححها عليها، كما أشار السيد
إليها في التعليقة بعبارات شتى منها:
التصريح بكلمة (النسخ العتيقة) أو التصريح بكلمة (في نسخة عتيقة كأنها
أصح النسخ) أو التصريح بكلمة (طائفة جمة من النسخ) أو التصريح بكلمة (عصبة
من النسخ) أو التصريح بكلمة (النسخ الكثيرة) وهكذا (الموثوق بصحتها) وهكذا
(النسخ الحديثة السقيمة) وهكذا (بعض النسخ) وهكذا (نسخ عديدة) وهكذا
(عضة من النسخ) وهكذا (نسخ معدودات) وهكذا (نسخ عديدة) وهكذا (عدة
نسخ) هكذا (عامة النسخ) وهكذا (أكثر النسخ).
والمستفاد من جميع هذه التعبيرات ان السيد كان عنده نسخ كثيرة، وبهذا
الاعتبار صحح نسخته عليها، ومع ذلك أنا نرى هذا التصحيح غير موجود في النسخ
مقدمة المحقق 33

المطبوعة من الرجال، فنسخة الرجال هذه تعد نسخة مستقلة للباحثين.
الثالث: حيث أن السيد لم يساعده التوفيق لمقابلة تمام نسخته هذا مع النسخ
الموجودة عنده وانما اكتفى في مورد التعليقة على الرجال وغيرها نادرا ولذا اعتمدنا
كثيرا على نسخة الرجال المطبوع بجامعة مشهد، الذي صححه وعلق عليه الفاضل
المتتبع الشيخ حسن المصطفوي دام عزه حيث ساعده التوفيق لمقابلة هذا الكتاب
وتصحيحه على نسخ مخطوطة ممتازة، واعتمد على النصوص من مصادرها، و
لتسهيل مراجعة الباحثين اقتفيت أثره في هذا الكتاب في أرقام الأحاديث وعناوينها
الا ما شذ وندر فجزاه الله عنا خير جزاء المحسنين.
الرابع: يشتمل هذه التعليقة على بحوث رجالية وفلسفية، وكذلك يتضمن
دراسة لغوية حول لغة الأحاديث وألفاظها وقد كتب السيد الداماد كل ذلك بأسلوبه
المتميز الذي يتسم بالعذوبة والروعة.
هذا ومن الأسف الشديد أن السيد لم يساعده التوفيق على تعليقة الكتاب تمامها،
وانما علق إلى أوائل الجزء السادس وبقي بقية الكتاب بلا تعليقة منه، كما نشير إليه
في موضعه.
الخامس: لم توجد لدي بعض المصادر الذي ينقل عنها السيد الداماد في
التعليقة، ومع الفحص المفرط لم أعثر عليها، وذلك مثل جامع الأصول حيث
ينقل كثيرا عن فوائده الرجالية، وهي تقع في الاجزاء الغير المطبوعة بعد الاثني عشر
جزءا المطبوع.
وكذا ينقل عن كتاب المغرب للمطرزي في اللغة، وهو مطبوع لكن لم أعثر
عليه، وكذا ينقل كثيرا عن اختيار رجال الكشي للسيد جمال الدين أحمد بن طاووس
وغيرها من المصادر المخطوطة النادرة الوجود.
وجدير أن يقال: إن هذه التعليقة تعد مصدرا للباحثين، وينقلون عنها كثيرا،
كالعلامة المجلسي في البحار، والفاضل الأفندي في الرياض وغيرهما ممن تأخر
مقدمة المحقق 34

طبقته عنهما إلى زماننا هذا، يستشهد بكلامه المؤالف والمخالف.
مصادر التحقيق والتصحيح:
قوبل هذا الكتاب على ثلاث نسخ:
1 - نسخة مخطوطة ثمينة بخط السيد الداماد المكتوبة على هوامش نسخة
رجال الكشي، وهي ليس تمام التعليقة، والنسخة موجودة في خزانة (كتابخانه ملك)
بطهران بالرقم 3589. وجعلت رمز النسخة (م).
2 - نسخة كاملة من أولها إلى آخرها بخط النسخ وهي تقع في 235 صحيفة
كل صفحة 21 سطرا، ولم يعرف كاتبها ولا تاريخها، والنسخة محفوظة في مكتبة
(مجلس الشورى) وجعلت رمز النسخة (أآلهتنا).
3 - نسخة كاملة من أولها إلى آخرها بخط النسخ، وهي تقع في (284) صحيفة
كل صفحة 14 سطرا، طول كتابتها 5 / 18، وعرضها 12 سانتميترا، ولم يعرف كاتبها
ولا تاريخها، والنسخة محفوظة في مكتبة آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي
النجفي دام ظله الوارف، وجعلت رمز النسخة (ن).
وقد بذلت الوسع في تصحيح الكتاب وعرضه على الأصول المنقولة عنها
أو المصادر المأخوذ منها، الا ما لم أعثر عليها، ولم آل جهدا في تنميقه وتحقيقه
حق التحقيق.
لفت نظر:
أرجو من العلماء الأفاضل الذين يراجعون الكتاب أن يتفضلوا علينا بما لديهم
من النقد وتصحيح ما لعلنا وقعنا فيه من الأخطاء والاشتباهات والزلات.
والحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، ونستغفره
مما وقع من خلل وحصل من زلل، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا وزلات
أقدامنا وعثرات أقلامنا، فهو الهادي إلى الرشاد، والموفق للصواب والسداد، والسلام
على من اتبع الهدي.
15 / 6 / 1404 قم المشرفة السيد مهدي الرجائي
مقدمة المحقق 35

اختيار معرفة الرجال
المعروف برجال الكشي
لشيخ الطائفة أبى جعفر الطوسي (قده)
تصحيح وتعليق
المعلم الثالث ميرداماد الاسترآبادي
تحقيق
السيد مهدى الرجائي
مؤسسة آل البيت عليهم السلام
1

بسم الله الرحمن الرحيم
1 - حمدويه بن نصير الكشي، قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي
3



1) في " ن " و " أآلهتنا ": بنى
2) وفى المصدر: فأعربه
3) الصحاح 6 / 2258
4) رجال بن داود: 134
5) رجال ابن داود: 19
6) في ن: كما
4

الخطاب، عن محمد بن سنان، عن حذيفة بن منصور، عن أبي عبد الله عليه السلام قال
اعرفوا منازل الرجال منا على قدر روايتهم عنا

1) القاموس: 2 / 286
2) الرواشح السماوية: 76
3) رجال الشيخ: 463
4) الخلاصة: 251 قال: والوجه عندي التوقف فيما يرويه
5

2 - محمد بن سعيد الكشي ابن مزيد وأبو جعفر محمد بن أبي عوف البخاري
قالا: حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن حماد المروزي المحمودي، يرفعه، قال:
قال الصادق (عليه السلام) اعرفوا منازل شيعتنا بقدر ما يحسنون من رواياتهم عنا، فانا لا نعد
الفقيه منهم فقيها حتى يكون محدثا. فقيل له أو يكون المؤمن محدثا؟ قال يكون
مفهما والمفهم محدث.
3 - إبراهيم بن محمد بن العباس الختلي، قال حدثنا أحمد بن إدريس القمي
المعلم، قال حدثني أحمد بن يحيى بن عمران، قال حدثني سليمان الخطابي، قال
حدثني محمد بن محمد، عن بعض رجاله، عن محمد بن حمران العجلي، عن
علي بن حنظلة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال - اعرفوا منازل الناس منا على قدر
رواياتهم عنا.
.

(1) رجال الشيخ: 351 وفى " ن ": الخطابي
6

4 - حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا حدثنا محمد بن إسماعيل الرازي قال
حدثني علي بن حبيب المدايني، عن علي بن سويد النسائي، قال كتب إلي أبو
الحسن الأول وهو في السجن، وأما ما ذكرت يا علي ممن تأخذ معالم دينك: لا
تأخذون معالم دينك عن غير شيعتنا فإنك ان تعديتهم أخذت دينك عن الخائنين الذين

(1) القاموس 4: / 346
(2) رجال الشيخ: 380 وليس فيه روى عن أبي الحسن موسى عليه السلام
(3) رجال النجاشي: 211
(4) القاموس: 4 / 395
7

خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم، انهم اؤتمنوا على كتاب الله جل وعلا فحرفوه
وبدلوه فعليهم لعنة الله ولعنة رسوله ولعنة ملائكته ولعنة آبائي الكرام البررة ولعنتي
ولعنة شيعتي إلى يوم القيمة - في كتاب طويل.

1) أساس البلاغة: 178
2) سورة الأنفال: 27
3) سورة التحريم: 10
8



(1) سورة المائدة: 13
2) سورة غافر: 19
المفردات: 162
4) سورة الأنفال: 58
5) وفى " أآلهتنا " و " ن ": كفلت
6) سورة البقرة: 187
9

5 - محمد بن مسعود بن محمد، قال حدثني علي بن محمد فيروزان القمي
قال حدثنا أحمد بن محمد بن خالد البرقي، قال حدثنا أحمد بن محمد بن أبي نصر
عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يحمل هذا
الدين في كل قرن عدول ينفون عنه تأويل المبطلين وتحريف الغالين وانتحال

(1) الصحاح: 5 / 2071 - 2072
2) وفى النسخ كله وكذا في نسخة السيد من الرجال: تأويل المبطلين وتحريف الغالين
وانتحال الجاهلين.
3) في " ن ": اشراف
10

الجاهلين كما ينفي الكير خبث الحديد.

(1) سورة آل عمران: 161
2) الصحاح: 5 / 1784
3) نهاية ابن الأثير: 3 / 381
11



(1) سورة آل عمران: 7
2) سورة الأعراف: 53
3) سورة النساء: 59
4) أصول الكافي: 1 / 24 - 25
12

6 - محمد بن مسعود، قال حدثني علي بن محمد، قال حدثني أحمد بن
محمد البرقي، عن أبيه، عمن ذكره، عن زيد الشحام، عن أبي جعفر عليه السلام في
قوله تعالى " فلينظر الانسان إلى طعامه " قال: إلى علمه الذي يأخذه عمن يأخذه.

(1) رجال الشيخ: 487
2) أصول الكافي 1 / 39
13



(1) روى نحوه في البحار: 1 / 195
14

7 - أبو محمد جبريل بن محمد الفاريابي، قال حدثني موسى بن جعفر بن
وهب، قال حدثني أبو الحسن أحمد بن حاتم بن ماهويه، فال كتبت إليه يعني أبا
الحسن الثالث عليه السلام أسأله عمن آخذ معالم ديني وكتب أخوه أيضا بذلك فكتب

(1) نهاية ابن الأثير: 1 / 67 وما بين المعوقين للمصدر.
2) القاموس: 3 / 2
3) وفى " م ": نفطوية
15

إليهما فهمت ما ذكرتما فاصمدا في دينكما على مستن في حبنا وكل كثير القدم في
أمرنا، فإنهم كافو كما أن شاء الله تعالى.
.

(1) كما في المطبوع منه بجامعة مشهد.
2) وفى " ن ": الجمع منه الكفاية
16



(1) في المصدر: فكفانيه
2) الصحاح: 6 / 2475
3) الزيادة من " أآلهتنا ".
4) المرسلات: 25
5) نهاية بن الأثير: 4 / 184
17



(1) نهاية بن الأثير: 4 / 210
2) وفي " أآلهتنا " لقلة.
3) الكشاف: 1 / 380
4) المفردات: 72
5) أساس البلاغة: 59
6) الصحاح: 1 / 92
18

8 - نصر بن الصباح البلخي، قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين
بن سعيد، عن إسماعيل بن بزيع، عن أبي الجارود، قال قلت للأصبغ بن نباتة ما
كان منزلة هذا الرجل فيكم؟ قال: ما أدري ما تقول الا أن سيوفنا كانت على عواتقنا
فمن أومي إليه ضربناه بها،، وكان يقول لنا تشرطوا فوالله ما اشتراطكم لذهب ولا

(1) أساس البلاغة: 552
2) أساس البلاغة: 326
19

لفضة وما اشتراطكم الا للموت، ان قوما من قبلكم من تشارطوا بينهم فما مات أحد
منهم حتى كان نبي قومه أو نبي قريته أو نبي نفسه، وانكم لبمنزلتهم غير أنكم لستم
بأنبياء.
9 - محمد بن مسعود العياشي، وأبو عمرو بن عبد العزيز، قالا حدثنا محمد

(1) الزيادة من " أآلهتنا ".
2) كما في المطبوع من الرجال بجامعة مشهد والنجف الأشرف
20

بن نصير، قال حدثنا محمد بن عيسى، عن أبي الحسن العرني عن غياث الهمداني
عن بشير بن عمرو الهمداني قال مر بنا أمير المؤمنين عليه السلام فقال:
.

(1) الخلاصة: 73 ط الحجري
2) رجال ابن داود ص 338
21



(1) رجال الشيخ ص 341 وفيه الغرلى.
2) رجال الشيخ ص 387
3) القاموس: 1 / 209
4) رجال الشيخ ص 393 وفيه البوشنجي.
5) القاموس: 1 / 179
22

اكتتبوا في هذه الشرطة فوالله لا غناء لمن بعدهم الا شرطة النار الامن عمل بمثل
أعمالهم.

(1) كما في المطبوع منه بجامعة مشهد.
2) سور يونس: 32
3) الصحاح: 6 / 2449
4) القاموس: 4 / 371 - 372
23

10 - وروي عن أمير المؤمنين عليه السلام، أنه قال لعبد الله بن يحيى الحضرمي
يوم الجمل: أبشر يا ابن يحيى فإنك وأبوك من شرطة الخميس حقا، لقد أخبرني
رسول الله صلى الله عليه وآله باسمك واسم أبيك في شرطة الخميس، والله سماكم شرطة الخميس
على لسان نبيه عليه السلام.

(1) رجال البرقي ص 3
2) رجال الشيخ: 47 وفيه عبد الله بن بحر الحضرمي يكنى أبا الرضا
3) الخلاصة: 51 ط الحجري
4) الخلاصة: 93
5) كما في المطبوع منه
6) سورة المنافقين: 10
24

وذكر أن شرطة الخميس كانوا ستة آلاف رجل أو خمسة آلاف.
11 - وذكر هشام، عن أبي خالد الكابلي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان على

(1) القاموس: 2 / 211 و 368
2) وفى " ن ": الشرط
25

ابن أبي طالب عليه السلام عندكم بالعراق يقاتل عدوه وعنده أصحابه وما كان منهم خمسون
رجلا يعرفونه حق معرفته، وحق معرفته إمامته.
سلمان الفارسي
12 - أبو الحسن أبو إسحاق حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا حدثنا محمد
ابن عثمان، عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام، قال كان الناس أهل

(1) رجال الشيخ: 139
2) رجال الشيخ: 328
3) رجال الشيخ: 100
26

ردة بعد النبي صلى الله عليه وآله الا ثلاثة. فقلت: ومن الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود
وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي، ثم عرف الناس بعد يسير، قال: هؤلاء الذين دارت

(1) راجع الطرائف: 405 المطبوع أخيرا بقم بتحقيقنا وتعاليقنا عليه.
2) وفى " أآلهتنا " أتقولون هذا الشيخ قريشهم الخ
27

عليهم الرحا

(1) راجع التعليقة على الصحيفة السجادية المطبوع على هامش نور الأنوار للجزائري:
ص 22. وهذه التعليقة قد صححناه وحققناه ولكن لم يطبع.
28

وأبوا أن يبايعوا لأبي بكر حتى جاؤوا بأمير المؤمنين عليه السلام

(1) المجازات النبوية: 156
2) رجال الشيخ: 54
3) الخلاصة: 136
29

مكرها فبايع وذلك قول الله عز وجل " وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل

(1) راجع رجال الكشي: 110 ط جامعة مشهد
2) وفي " ن ": متغمص
3) روى نحوه العلامة المجلسي في البحار: 8 / 172
30

أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم " الآية.

(1) ورواه مسلم في صحيحه: 3 / 1380 وهنا تحقيقات ونكات حول هذه الرواية
عن السيد بن طاوس في كتاب الطرائف ص 258
فراجع تغتنم.
31

13 - جبريل بن أحمد الفاريابي البرناني، قال حدثني الحسن بن خرزاد قال

(1) القاموس: 1 / 112
2) القاموس: 4 / 201
3) رجال الشيخ: 458
4) رجال ابن داود: 80
32

حدثني ابن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام، عن أبيه
عن جده علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: ضاقت الأرض بسبعة بهم ترزقون وبهم

(1) رجال الشيخ: 413
2) رجال الشيخ: 463
3) رجال الشيخ: 36
4) المصدر: 43
33

تنصرون وبهم تمطرون، منهم سلمان الفارسي والمقداد وأبو ذر وعمار وحذيفة (رحمة
الله عليهم) وكان علي عليه السلام يقول: وأنا امامهم، وهم الذين صلوا على فاطمة عليها السلام.
14 - محمد بن مسعود، قال حدثني علي بن الحسن بن فضال، قال حدثني العباس
ابن عامر، وجعفر بن محمد بن حكيم، عن أبان بن عثمان، عن الحارث النصري بن
المغيرة، قال سمعت عبد الملك بن أعين، يسأل أبا عبد الله عليه السلام قال فلم يزل
يسأله حتى قال له: فهلك الناس إذا؟ قال: أي والله يا ابن أعين هلك الناس أجمعون.
قلت: من في الشرق ومن في الغرب؟ قال، فقال: انها فتحت على الضلال أي والله

(1) المصدر: 46
2) المصدر 57: وفى النسخ " قد بيناه ".
3) المصدر: 37
4) الخلاصة: 60.
34

هلكوا الا ثلاثة ثم لحق أبو ساسان وعمار وشتيرة وأبو عمرة فصاروا سبعة.

(1) رجال الشيخ: 39
2) المصدر: 63
3) المصدر: 12
4) المصدر: 63
35



(1) القاموس: 2 / 55
2) الخلاصة: 193
3) رجال ابن داود: 183
4) رجال الشيخ: 45 وفيه سمير مكان شمير.
5) الخلاصة: 87
6) رجال البرقي: 3 والموجود في المتن هو " شبير " ولكن قال في الهامش وفى
نسخة " ستير ".
7) الخلاصة: 192 قال ناقلا عن البرقي: ستير بضم السين المهملة والتاء المنقطة
فوقها نقطتين والياء المنقطة تحتها نقطتين والراء.
36

15 - حمدويه، قال حدثنا أيوب عن محمد بن الفضل وصفوان، عن أبي خالد
القماط، عن حمران، قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام ما أقلنا لو اجتمعنا على شاة ما أفنيناها!
قال، فقال: الا أخبرك بأعجب من ذلك؟ قال، فقلت: بلي. قال: المهاجرون
والأنصار ذهبوا (وأشار بيده) الا ثلاثة.
16 - علي بن محمد القتيبي النيسابوري، قال حدثني أبو عبد الله جعفر بن محمد
الرازي الخواري من قرية استراباد قال حدثني أبو الحسين عن عمرو بن عثمان الخزار
عن رجل، عن أبي حمزة، قال سمعت أبا جعفر (ع) يقول: لما مروا بأمير المؤمنين عليه السلام
وفي رقبته حبل آل زريق، ضرب أبو ذر بيده على الأخرى، ثم قال: ليث السيوف

(1) القاموس: 1 / 190
37

قد عادت بأيدينا ثانية، وقال مقداد: لو شاء لدعا عليه ربه عز وجل، وقال سلمان:
مولانا أعلم بما هو فيه.
17 - محمد بن إسماعيل، قال حدثني الفصل بن شاذان، عن ابن أبي عمير
عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله ارتد
الناس الا ثلاثة أبو ذر وسلمان والمقداد قال: فقال أبو عبد الله عليه السلام: فأين أبو ساسان
وأبو عمرة الأنصاري؟
18 - محمد بن إسماعيل، قال حدثني الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير
عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: جاء المهاجرون
والأنصار وغيرهم بعد ذلك إلى علي عليه السلام فقالوا له: أنت والله أمير المؤمنين وأنت
والله أحق الناس وأولاهم بالنبي عليه السلام هلم يدك نبايعك فوالله لنموتن قدامك! فقال

(1) الرواشح السماوية: 70
2) التعليقة على الاستبصار: 4. المطبوع في الاثني عشر رسالة للمؤلف.
38

علي عليه السلام: ان كنتم صادقين فاغدوا غدا علي محلقين فحلق علي عليه السلام وحلق سلمان
وحلق مقداد وحلق أبو ذر ولم يحلق غيرهم.
ثم انصرفوا فجاؤوا مرة أخرى بعد ذلك، فقالوا له أنت والله أمير المؤمنين
وأنت أحق الناس وأولاهم بالنبي عليه السلام هلم يدك نبايعك فحلفوا فقال: ان كنتم
صادقين فاغدوا علي محلقين فما حلق الا هؤلاء الثلاثة قلت: فما كان فيهم عمار؟
فقال: لا. قلت: فعمار من أهل الردة؟ فقال: ان عمارا قد قاتل مع علي عليه السلام بعد.
19 - وروى جعفر غلام عبد الله بن بكير، عن عبد الله بن محمد بن نهيك،
عن النصيبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: يا سلمان اذهب إلى
فاطمة (عليها السلام) فقل لها تتحفك من تحف الجنة؟ فذهب إليها سلمان فإذا بين
يديها ثلاث سلال، فقال لها يا بنت رسول الله اتحفيني؟ قالت: هذه ثلاث سلال
جاءتني بها ثلاث وصائف، فسألتهن عن أسمائهن فقالت واحدة: أنا سلمى لسلمان،
وقالت الأخرى: أنا ذرة لأبي ذر، وقالت الأخرى: أنا مقدودة للمقداد، ثم قبضت
فناولتني، فما مررت بملاء الا ملئوا طيبا لريحها.
20 - محمد بن قولويه، قال حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف، قال حدثني

(1) رجال الشيخ: 288
39

علي بن سليمان بن داود الرازي، قال حدثنا علي بن أسباط، عن أبيه أسباط بن سالم

(1) رجال الشيخ: 433
2) القاموس: 4 / 230
3) وفي " أآلهتنا ": وخرجت
4) الخلاصة: 100
40

قال: قال أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين
حواري محمد بن عبد الله رسول الله الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه؟ فيقوم
سلمان والمقداد وأبو ذر؟ ثم ينادي مناد أين حواري علي بن أبي طالب عليه السلام وصي

(1) رجال ابن داود: 245 قال: وبعض الأصحاب أثبته " الرازي " وهما، بناءا على الوهم
الأول. وقال في ص 41: وبعض فضلاء أصحابنا - وهو العلامة في الخلاصة - أثبته في
تصنيفه " أبو غالب الرازي " وأن الإمام عليه السلام قال: " وأما الرازي " وهو غلط، وانما
هو " الزراري " نسبة إلى زرارة بن أعين.
2) الكشاف: 1 / 432
3) رواه مسلم في صحيحه: 2 / 614
41



(1) سورة الأحزاب: 33
2) المفردات: 135
42

محمد بن عبد الله رسول الله؟ فيقوم عمرو بن الحمق الخزاعي ومحمد بن أبي بكر
وميثم بن يحيى التمار مولى بني أسد وأويس القرني.
قال ثم ينادي المنادي أين حواري الحسن بن علي بن فاطمة بنت محمد بن عبد الله
رسول الله؟ فيقوم سفيان بن أبي ليلى الهمداني وحذيفة بن أسيد الغفاري. قال، ثم
ينادي المنادي أين حواري الحسين بن علي عليه السلام؟ فيقوم كل من استشهد معه ولم
يتخلف عنه. قال، ثم ينادي المنادي أين حواري علي بن الحسين عليه السلام؟ فيقوم جبير
ابن مطعم ويحيى بن أم الطويل وأبو خالد الكابلي وسعيد بن المسيب. ثم ينادي
المنادي أين حواري محمد بن علي وحواري جعفر بن محمد؟ فيقوم عبد الله بن
شريك العامري وزرارة بن أعين وبريد بن معاوية العجلي ومحمد بن مسلم وأبو

(1) القاموس: 3 / 223
2) رجال الشيخ: 47
3) المصدر: 69
43



(1) رجال الشيخ: 14
2) رجال ابن داود: 81
3) رجال الكشي: 123
4) رجال ابن داود: 371 - 372
44

بصير ليث بن البختري المرادي وعبد الله بن أبي يعفور وعامر بن عبد الله بن جداعة
وحجر بن زائدة وحمران بن أعين. ثم ينادي سائر الشيعة مع سائر الأئمة عليهما السلام يوم
القيامة، فهؤلاء المتحورة أول السابقين وأول المقربين وأول المتحورين من التابعين.

(1) راجع رجال ابن داود: 372
45

21 - جبريل بن أحمد، قال حدثني محمد بن عيسى، عن ابن أبي نجران، عن
صفوان بن مهران الجمال، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال قال، رسول الله صلى الله عليه وآله: ان
الله تعالى أمرني بحب أربعة، قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال: علي بن أبي طالب ثم
سكت، ثم قال: إن الله أمرني بحب أربعة قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال علي بن
أبي طالب عليه السلام والمقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي.
22 - حمدويه بن نصير، قال حدثني محمد بن عيسى. ومحمد بن مسعود، قالا
حدثنا جبريل بن أحمد، قال حدثنا محمد بن عيسى، عن النضر بن سويد، عن محمد
ابن بشير، عمن حدثه، قال ما بقي أحد الا وقد جال جولة الا المقداد بن الأسود فان
قلبه كان مثل زبر الحديد.

(1) هو الشهيد الثاني رحمة الله عليه في حاشيته على الخلاصة غير مطبوع.
46

23 - طاهر بن عيسى الوراق، رفعه إلى محمد بن سفيان، عن محمد بن سليمان
الديلمي، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: يا سلمان لو عرض علمك على مقداد لكفر، يا مقداد لو عرض علمك
على سلمان لكفر.
24 - علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي، قال: قال

(1) رجال الشيخ ص 477 وفيه صاحب كتب
47



(1) وقد أوردنا مصادر رواية الارتداد في ذيل كتاب الطرائف: 376
2) صحيح البخاري: 7 / 208 ط دار الطباعة العامرة باستبول.
3) نفس المصدر من البخاري.
4) صحيح البخاري: 7 / 207. وروى نحوه عن أنس مسلم في صحيحه: 4 / 1800
48

.

(1) صحيح البخاري: 7 / 207 - 208 وصحيح مسلم: 4 / 1793
2) صحيح البخاري: 7 / 206 وصحيح مسلم: 4 / 1796.
3) صحيح البخاري: 7 / 208 - 209
4) صحيح البخاري: 7 / 173 و 209. وصحيح مسلم: 4 / 1795
5) جامع الأصول: 4 / 450 قال: أخرجه البخاري والنسائي
49



(1) جامع الأصول: 4 / 460
2) جامع الأصول: 10 / 394 - 395. والفئ ما يحصل للمسلمين من أموال الكفار
وأملاكهم عن غير قتال وحرب. والاستئثار: الانفراد بالشئ والتخصص به
3) الأنبياء: 104
4) المائدة: 117 و 118
50

أبو جعفر عليه السلام ارتد الناس: الا ثلاثة نفر سلمان وأبو ذر والمقداد قال: قلت فعمار؟
قال: قد كان جاض جيضة ثم رجع، ثم قال: إن أردت الذي لم يشك ولم يدخله شئ
فالمقداد، فأما سلمان فإنه عرض في قلبه عارض ان عند أمير المؤمنين عليه السلام اسم الله

(1) صحيح مسلم: 4 / 2195 كتاب الجنة. وغرلا جمع أغرل، وهو الذي لم يختن
وبقيت معه غرلته وهى الجلدة التي تقطع في الختان.
2) نهاية ابن الأثير: 4 / 129.
3) ومن أحسن ما كتب المصنف في ذلك هو كتاب شرح تقدمة تقويم الايمان غير مطبوع
51

الأعظم لو تكلم به لأخذتهم الأرض وهو هكذا، فلبب ووجئت عنقه حتى تركت
كالسلقة، فمر به أمير المؤمنين عليه السلام فقال له يا أبا عبد الله هذا من ذاك بايع، فبايع، وأما
أبو ذر فأمره أمير المؤمنين عليه السلام بالسكوت ولم يكن يأخذه في الله لومة لائم فأبي الا أن
يتكلم فمر به عثمان فأمر به، ثم أناب الناس بعد فكان أول من أناب أبو سنان الأنصاري وأبو
عمرة وشتيرة وكانوا سبعة، فلم يكن يعرف حق أمير المؤمنين عليه السلام الا هؤلاء السبعة.
25 - حمدويه بن نصير، قال حدثنا أبو الحسين بن نوح، قال حدثنا صفوان
ابن يحيى، عن ابن بكير، عن زرارة، قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أدرك سلمان
العلم الأول والعلم الاخر، وهو بحر لا ينزح، وهو منا أهل البيت.
بلغ من علمه: أنه مر برجل في رهط فقال له: يا عبد الله تب إلى الله عز وجل
من الذي عملت به في بطن بيتك البارحة، قال: ثم مضى، فقال له القوم: لقد رماك
سلمان بأمر فما دفعته عن نفسك. قال: إنه أخبرني بأمر ما اطلع عليه الا الله وأنا.
وفي خبر آخر مثله، وزاد في آخره: ان الرجل كان أبا بكر بن أبي قحافة.

(1) الصحاح: 1 / 216
2) نهاية ابن الأثير: 4 / 223
52



(1) القاموس: 3 / 264
53

26 - جبريل بن أحمد، قال حدثني الحسن بن خرزاد، قال حدثني أحمد بن
علي وعلي بن أسباط، قالا: حدثنا الحكم بن مسكين، عن الحسن بن صهيب، عن
أبي جعفر عليه السلام قال: ذكر عنده سلمان الفارسي قال فقال أبو جعفر عليه السلام: مه لا تقولوا
سلمان الفارسي ولكن قولوا سلمان المحمدي، ذلك رجل منا أهل البيت.

(1) رجال الشيخ: 463
2) بل في أصحاب الهادي عليه السلام رجال الشيخ: 413.
3) رجال النجاشي: 35. ط طهران
54

27 - جبريل بن أحمد، قال حدثني الحسن بن خرزاذ، قال حدثني الحسن بن
علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان علي عليه السلام
محدثا، وكان سلمان محدثا.

(1) وفى المصدر: سفين ولعله هو سفيان كتب على هذا النحو.
2) رجال النجاشي: 105
3) وفى المصدر: بذم في الرواية مشهورة جدا بين الصحاب لا يظهر فيها الخ.
4) الذكرى: 231
55

28 - محمد بن مسعود، قال حدثني أحمد بن منصور الخزاعي، عن أحمد
ابن الفضل الخزاعي، عن محمد بن زياد، عن حماد بن عثمان، عن عبد الرحمن
ابن أعين، قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: كان سلمان من المتوسمين.
29 - جبريل بن أحمد، قال حدثني الحسن بن خرزاذ، قال حدثني إسماعيل
ابن مهران، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:
سلمان علم الاسم الأعظم.

(1) رجال الشيخ: 391 و 389
2) رجال النجاشي: 285
56

30 - جبريل بن أحمد، قال حدثني الحسن بن خرزاذ، عن إسماعيل بن
مهران، عن أبان عن جناح، قال حدثني الحسن بن حماد، بلغ به، قال: كان
.

(1) سورة الفتح: 29
2) سورة البقرة: 273
3) سورة الحجر: 75
4) المفردات: 524
5) رجال النجاشي: 12
6) رجال الشيخ: 164
7) كما في المطبوع من رجال الكشي بجامعة مشهد والنجف الأشرف
57

سلمان إذا رأي الجمل الذي يقال له عسكر يضربه، فيقال له يا أبا عبد الله ما تريد من
هذا البهيمة؟ فيقول: ما هذا بهيمة ولكن هذا عسكر بن كنعان الجني، يا أعرابي
لا ينفق جملك هاهنا ولكن اذهب به إلى الحوأب فإنك تعطى به ما تريد.
31 - جبريل بن أحمد، حدثني الحسن بن خرزاذ، قال حدثني إسماعيل بن
مهران، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: اشتروا
عسكرا بسبعمائة درهم وكان شيطانا.
.

(1) مروج الذهب: 2 / 357 ط دار الأندلس
58

32 - حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن حنان بن سدير، عن
أبيه عن أبي جعفر عليه السلام قال: جلس عدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ينتسبون وفيهم
سلمان الفارسي، وان عمر سأله عن نسبه وأصله؟ فقال: أنا سلمان بن عبد الله كنت
ضالا فهداني الله بمحمد، وكنت عائلا فأغناني الله بمحمد، وكنت مملكوا فاعتقني
الله بمحمد، فهذا حسبي ونسبي.
ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وآله فحدثه سلمان وشكى إليه ما لقي من القوم وما قال لهم
فقال النبي صلى الله عليه وآله: يا معشر قريش ان حسب الرجل دينه، ومروته خلقه، وأصله عقله،
قال الله تعالى: " انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان
أكرمكم عند الله أتقاكم ". يا سلمان ليس لا حد من هؤلاء عليك فضل الا بتقوى الله،
وإن كان التقوى لك عليهم فأنت أفضل.
33 - جبريل بن أحمد. قال حدثني أبو سعيد الادمي سهل بن زياد، عن
منخل، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: دخل أبو ذر على سلمان وهو يطبخ قدرا
له، فبيناهما يتحدثان إذا انكبت القدر على وجهها على الأرض، فلم يسقط من مرقها

(1) نهاية ابن الأثير: 1 / 456
59

ولا ودكها شئ، فعجب من ذلك أبو ذر عجبا شديدا، وأخذ سلمان القدر فوضعها
على وجهها حالها الأول على النار ثانية، وأقبلا يتحدثان، فبيناهما يتحدثان إذ انكبت
القدر على وجهها، فلم يسقط منها شئ من مرقها ولا ودكها، قال فخرج أبو ذر وهو
مذعور من عند سلمان، فبينا هو متفكر إذ لقى أمير المؤمنين عليه السلام قال له: يا أبا ذر
ما الذي أخرجك من عند سلمان وما الذي ذعرك؟ فقال له أبو ذر: يا أمير المؤمنين
رأيت سلمان صنع كذا وكذا فعجبت من ذلك. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: يا أبا ذر
ان سلمان لو حدثك بما يعلم لقلت رحم الله قاتل سلمان، يا أبا ذر أن سلمان باب الله في
الأرض من عرفه كان مؤمنا ومن أنكره كان كافرا، وان سلمان منا أهل البيت.
34 - طاهر بن عيسى الوارق الكشي قال: حدثني أبو سعيد جعفر بن أحمد
بن أيوب التاجر السمرقندي
60

قال حدثني علي بن محمد شجاع عن أبي العباس أحمد بن حماد المروزي عن
الصادق عليه السلام أنه قال في الحديث الذي روى فيه " ان سلمان كان محدثا " قال: إنه

(1) رجال النجاشي: 93 - 94 ط طهران.
2) رجال ابن داود: 82
3) رجال الشيخ: 458
4) رجال الشيخ: 433
61

كان محدثا عن امامه لا يجوز به لأنه لا يحدث عن الله عز وجل الا الحجة.
35 - طاهر بن عيسى قال: حدثني أبو سعيد قال: حدثني الشجاعي عن يعقوب
ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن خزيمة بن ربيعة يرفعه قال: خطب سلمان إلى عمر
فرده، ثم ندم فعاد إليه فقال: انما أردت أن اعلم ذهبت حمية الجاهلية عن قلبك أم
هي كما هي.
36 - حمدويه بن نصير قال: حدثنا محمد بن عيسى العبيدي عن يونس بن

(1) رجال النجاشي: 36
62

عبد الرحمان ومحمد بن سنان عن الحسين بن المختار عن أبي بصير عن أبي عبد الله
.

(1) القاموس: 2 / 96
2) رجال الشيخ: 169 و 346
3) رجال النجاشي: 43
4) الخلاصة: 215
5) الارشاد: 304 ط بيروت وفيه من خاصته الخ
63

عليه السلام قال: كان والله علي محدثا، وكان سلمان محدثا قلت: اشرح لي. قال: يبعث
الله إليه ملكا ينقر في اذنه يقول كيت وكيت.
37 - جبرئيل بن أحمد حدثني محمد بن عيسى عن حماد بن عيسى عن حريز
عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال لي: تروي ما يروي الناس ان عليا
عليه السلام قال في سلمان " أدرك علم الأول وعلم الاخر "؟ قلت: نعم قال: فهل تدري ما
عني؟ قلت: يعني علم بني إسرائيل وعلم النبي صلى الله عليه وآله. فقال: ليس هكذا يعني و
لكن علم النبي وعلم علي وأمر النبي وأمر علي.

(1) أصول الكافي: 1 / 134
64



(1) المرائي جمع قلة للمراء وجمع الكثرة المرايا. قال في الصحاح: المراة بكسر
الميم التي ينظر فيها وثلاث مراء والكثير مرايا " منه " 6 / 2349
65

38 - علي بن محمد القتيبي قال: حدثني أبو محمد الفضل بن شاذان قال:
حدثنا ابن أبي عمير عن عمر بن يزيد قال: قال سلمان: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله إذا
حضرك أو أخذك الموت حضر أقوام يجدون الريح ولا يأكلون الطعام، ثم أخرج
صرة من مسك فقال: هيه أعطانيها رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: ثم بلها ونضحها حوله ثم
.

(1) في " أآلهتنا ": الاستقسات
66



(1) نهاية ابن الأثير: 5 / 290
2) نهاية ابن الأثير: 1 / 87
3) أساس البلاغة: 26 ط دار صادر.
4) الصحاح: 6 / 2226
67

قال لامرته: قومي أجيفي الباب فقامت وأجافت الباب فرجعت وقد قبض رضي
الله عنه.
حكي عن الفضل بن شاذان أنه قال: ما نشأ في الاسلام رجل من كافة الناس
كان أفقه من سلمان الفارسي.
39 - أبو صالح خلف بن حماد الكشي قال: حدثني الحسن بن طلحة المروزي
يرفعه عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
تزوج سلمان امرأة من كندة فدخل عليها فإذا لها خادمة وعلى بابها عباءة، فقال سلمان
ان في بيتكم هذا لمريضا أوقد تحولت الكعبة فيه فقيل: المرأة أرادت أن تستر
على نفسها فيه. قال: فما هذه الجارية؟ قالوا كان لها شئ فأرادت أن تخدم. قال إني
سمعت رسول ل الله صلى الله عليه وآله يقول: أيما رجل كانت عنده جارية فلم يأتها أولم يزوجها

(1) الصحاح: 4 / 1339
68

من يأتيها ثم فجرت كان عليه وزر مثلها ومن أقرض قرضا فكأنما تصدق بشطره، فان
أقرضه الثانية كان برأس المال وآدى الحق إلى صاحبه أن يأتيه به في بيته أوفي رحله
فيقول ها وخذه.
40 - محمد بن مسعود، قال حدثني محمد بن يزداذ الرازي، عن محمد بن

(1) سورة الحاقة: 19
2) سورة الكهف: 96
69

على الحداد، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر عن أبيه عليه السلام قال: ذكرت التقية يوما
عند علي عليه السلام فقال: أن لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله وقد آخى رسول الله
بينهما، فما ظنك بسائر الخلق.
41 - حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا حدثنا أيوب بن نوح، عن صفوان
ابن يحيى، عن عاصم بن حميد، عن إبراهيم بن أبي يحيى، عن أبي عبد الله عليه السلام
الميثب هو الذي كاتب عليه سلمان فأفائه الله على رسوله فهو في صدقتها، يعني صدقة
فاطمة عليها السلام.
.

(1) رجال الشيخ: 436 وفيه بالدال المهملة أخيرا أيضا.
2) رجال الكشي: 530 ط جامعة مشهد و 446 ط النجف الأشرف.
3) الفقيه: 4 / 180 وفروع الكافي: 7 / 47
70

42 - نصر بن الصباح وهو غال، قال حدثني إسحاق بن محمد البصري وهو
متهم، قال حدثنا أحمد بن هلال، عن علي بن أسباط، عن العلاء عن محمد بن حكيم
قال ذكر عند أبي جعفر عليه السلام سلمان، فقال: ذلك سلمان المحمدي، ان سلمان منا
أهل البيت، انه كان يقول للناس: هربتم من القرآن إلى الأحاديث، وجدتم كتابا رقيقا
حوسبتم فيه على النقير والقطمير والفتيل وحبة خردل فضاق ذلك عليكم وهربتم إلى
الأحاديث التي اتبعت عليكم.

(1) القاموس: 1 / 36
2) القاموس: 1 / 136
3) من لا يحضره الفقيه: 4 / 181
71

43 - آدم بن محمد القلانسي البلخي، قال حدثنا علي بن الحسين الدقاق
النيسابوري، قال أخبرنا محمد بن عبد الحميد العطار، قال حدثنا ابن أبي عمير، قال
حدثنا إبراهيم بن عبد الحميد، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: مر سلمان
على الحدادين بالكوفة وإذا شاب قد صرع والناس قد اجتمعوا حوله. فقالوا يا أبا
عبد الله هذا الشاب قد صرع فو جئت وقرأت في أذنه! قال: فجاء سلمان فلما دنا
منه رفع الشاب رأسه فنظر إليه فقال: يا أبا عبد الله ليس منه شئ مما يقول هؤلاء،
لكني مررت بهؤلاء الحدادين وهم يضربون بالمرازب فذكرت قول الله تعالى " ولهم
مقامع من حديد " قال: فدخلت في قلب سلمان من الشاب محبة فاتخذه أخا، فلم
يزل معه حتى مرض الشاب، فجائه سلمان فجلس عند رأسه وهو في الموت. فقال:
يا ملك الموت ارفق بأخي، فقال: يا أبا عبد الله اني بكل مؤمن رفيق.
44 - نصر بن صباح البلخي أبو القاسم، قال حدثني إسحاق بن محمد البصري
قال حدثني محمد بن عبد الله بن مهران، عن محمد بن سنان، عن الحسن بن منصور،
قال قلت للصادق عليه السلام: أكان سلمان محدثا؟ قال: نعم. قلت: من يحدثه؟ قال:
ملك كريم. قلت: فإذا كان سلمان كذا فصاحبه أي شئ هو؟ قال: أقبل على شأنك.

(1) نهاية ابن الأثير: 2 / 219
2) الصحاح: 1 / 135
72

45 - علي بن الحسن، قال حدثني محمد بن إسماعيل بن مهران، قال حدثنا
إسحاق بن إبراهيم الصواف، قال حدثنا يوسف بن يعقوب، عن النهاش بن فهم،
عن عمرو بن عثمان قال دخل سلمان على رجل من أخوانه فوجده في السياق، فقال:
يا ملك الموت ارفق بصاحبنا! قال: فقال الآخر يا أبا عبد الله ان ملك الموت يقرئك
السلام وهو يقول: ألا وعزة هذا البناء ليس إلينا شئ.
46 - أبو عبد الله جعفر بن محمد شيخ من جرجان عامي، قال حدثنا محمد بن
حميد الرازي، قال حدثنا علي بن مجاهد، عن عمرو بن أبي قيس، عن عبد الاعلي،
عن أبيه، عن المسيب بن نجبة الفزاري، قال: لما أتانا سلمان الفارسي قادما،

(1) القاموس: 1 / 73
73

تلقيته فيمن تلقاه فسار حتى انتهى إلى كربلاء، فقال: ما تسمعون هذه؟ قالوا كربلاء
فقال: هذه مصارع اخواني، هذا موضع رحالهم، وهذا مناخ ركابهم، وهذا مهراق
دمائهم، قتل بها خير الأولين ويقتل بها خير الآخرين، ثم سار حتى انتهى إلى
حروراء، فقال: ما تسمون هذه الأرض؟ قالوا: حروراء. فقال: حروراء خرج بها

(1) القاموس: 1 / 272 و 75
74

شر الأولين ويخرج بها شر الآخرين، ثم سار حتى انتهى إلى بانقيا وبها جسر الكوفة
الأول، فقال: ما تسمون هذه؟ قالوا: بانقيا، ثم سار حتى انتهى إلى الكوفة قال:
هذه الكوفة؟ قالوا: نعم. قال: قبة الاسلام.
47 - محمد بن مسعود، قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن أشكيب، قال أخبرني
الحسن بن خرزاذ القمي، قال أخبرنا محمد بن حماد الساسي، عن صالح بن فرج،
عن زيد بن المعدل، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خطب سلمان

(1) نهاية ابن الأثير: 1 / 366
2) القاموس: 2 / 8
3) القاموس: 4 / 397
75

فقال الحمدلله الذي هداني لدينه بعد جحودي له: إذ أنا مذك لنار الكفر أهل لها
نصيبا أو أثبت لها رزقا، حتى ألقى الله عز وجل في قلبي حب تهامة فخرجت جائعا
ظمآن قد طردني قومي وأخرجت من مالي ولا حمولة تحملني ولا متاع يجهزني

(1) سورة المائدة: 3 وسورة النحل: 115
76

ولا مال يقويني، وكان من شأني ما قد كان، حتى أتيت محمدا صلى الله عليه وآله فعرفت من العرفان
ما كنت أعلمه ورأيت من العلامة ما أخبرت بها، فأنقذني به من النار فبنت من الدنيا
على المعرفة التي دخلت عليها في الاسلام.
الا أيها الناس اسمعوا من حديثي ثم اعقلوا عني قد أتيت العلم كبيرا ولو
أخبرتكم بكل ما أعلم لقالت طائفة لمجنون وقالت طائفة أخرى، اللهم اغفر لقاتل
سلمان.

(1) الصحاح: 5 / 2082
2) كما في المطبوع منه بجامعة مشهد
77

ألا أن لكم منايا تتبعها بلايا، فان عند علي عليه السلام علم المنايا وعلم الوصايا وفصل
الخطاب على منهاج هارون بن عمران، قال له رسول الله صلى الله عليه وآله أنت وصيتي وخلفيتي
في أهلي بمنزلة هارون من موسي، ولكنكم أصبتم سنة الأولى وأخطأتم سبيلكم،

(1) آل عمران: 144
78

والذي نفس سلمان بيده لتركبن طبقا عن طبق سنة بني إسرائيل القذة بالقذة.

(1) صحيح مسلم: 4 / 2054 وكتاب الطرائف: 380
2) رواه مسلم في صحيحه: 3 / 1476 كتاب الامارة ح 52
3) سورة الانشقاق: 19
79

أما والله لو وليتموها عليا لا كلتم من فوقكم ومن تحت أرجلكم، فابشروا

(1) رواه في الكشاف: 1 / 616، ورواه أيضا العلامة المجلسي في البحار عن صحيح
الترمذي: 28 / 30 وأيضا السيد ابن طاوس في الطرائف، 380
2) أساس البلاغة: 497
80

بالبلاء واقنطوا من الرجاء ونابذتكم على سواء وانقطعت العصمة فيما بيني وبينكم

(1) في " أآلهتنا ": أسباب.
2) سورة الأنفال: 58
3) نهاية ابن الأثير: 5 / 7
4) الكشاف: 2 / 165
81

من الولاء.
أما والله لوأني أدفع ضيما أو أعز لله دينا لو ضعت سيفي على عاتقي ثم لضربت
به قدما قدما. ألا اني أحدثكم بما تعلمون ومالا تعلمون فخذوها من سنة السبعين بما فيها.
ألا ان لبني أمية في بني هاشم نطحات. ألا ان بني أمية كالناقة الضروس
تعض بفيها وتخبط بيديها وتضرب برجلها وتمنع درها.
ألا انه حق على الله أن يذل باديها وأن يظهر عليها عدوها مع قذف من السماء
وخسف ومسخ وسوء الخلق حتى أن الرجل ليخرج من جانب حجلته إلى صلاة

(1) سورة الصف: 14
82

فيمسخه الله قردا. ألا وفئتان تلتقيان بتهامة كلتاهما كافرتان، ألا وخسف بكلب وما أنا
وكلب، والله لولا ما: لا ريتكم مصارعهم ألا وهو البيداء ثم يجئ ما تعرفون.

(1) نهاية ابن الأثير: 1 / 201
83

فإذا رأيتم أيها الناس الفتن كقطع الليل المظلم يهلك فيها الراكب الموضع
والخطيب المصقع والرأس المتبوع: فعليكم بآل محمد فانم القادة إلى الجنة

(1) نهاية ابن الأثير: 4 / 83
2) سورة الأنفال: 25
3) نهاية ابن الأثير: 5 / 196
84

والدعاة إليها إلى يوم القيامة، وعليكم بعلي فوالله لقد سلمنا عليه بالولاة مع

(1) نهاية ابن الأثير: 3 / 42
2) وقد أوردنا مصادر حديث الثقلين عن العامة في كتاب الطرائف: 114 - 122
3) رواه مسلم في صحيحه: 4 / 1873 وكذا أحمد في مسنده: 4 / 366 والبحار:
23 / 107 والسيد ابن طاوس بطرق متكثرة في الطرائف: 114.
4) وكذا أوردنا مصادره عن العامة في كتاب الطرائف: 168
85

نبينا، فما بال القوم أحسد قد حسد قابيل هابيل، أو كفر فقد ارتد قوم موسى عن الأسباط
ويوشع وشمعون وابني هارون شبر وشبير والسبعين الذين اتهموا موسى على قتل

(1) رواه مسلم في صحيحه: 3 / 1453 وأحمد في مسنده 5 / 90
2) ذيل إحقاق الحق عن الجمع بين الصحاح الستة: 7 / 478 والطرائف عنه: 171
3) رواه البخاري في صحيحه: 9 / 81 ط أميريه وأحمد في مسنده: 5 / 92
4) رواه ابن المغازلي في المناقب، 19 والسيد ابن طاوس بطرق كثيرة في الطرائف: 147
86

هارون فأخذتهم الرجفة من بغيهم، ثم بعثهم الله أنبياء مرسلين وغير مرسلين، وأمر
هذه الأمة كأمر بني إسرائيل.

(1) مشكاة المصابيح: 557
2) نهاية ابن الأثير: 5 / 228 - 229
87

فأين يذهب بكم ما أنا وفلان وفلان ويحكم والله ما أدري أتجهلون أم تتجاهلون
أم نسيتم أم تتناسون! أنزلوا آل محمد منكم منزلة الرأس من الجسد بل منزلة

(1) وفى " ن " من جوعانه
88

العينين من الرأس، والله لترجعن كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيف يشهد
الشاهد على الناجي بالهلكة ويشد الناجي على الكافر بالنجاة، ألا اني أظهرت

(1) الفائق: 4 / 85 - 86
2) نهاية ابن الأثير: 5 /) 235
3) الصحاح: 1 / 417
4) جامع الأصول: 10 / 428 أخرجه عن طرق مختلفة
89

أمري وآمنت بربي وأسلمت بنبيي واتبعت مولاي ومولي كل مسلم.
بأبي أنت وأمي قتيل كوفان يا لهف نفسي لأطفال صغار، وبأبي صاحب
الجفنة والخوان نكاح النساء الحسن بن علي، ألا ان نبي الله نحله البأس والحياء،

(1) الصحاح: 5 / 2092
2) الصحاح: 5 / 2110
3) القاموس: 4 / 220
90

ونحل الحسين المهابة والجود، يا ويح من احتقره لضعفه واستضعفه لقلته وظلم من
بين ولده وكان بلادهم عامر الباقين من آل محمد.
.

(1) في " أآلهتنا " مشروه.
2) في " ن " الزائل
91

- أيها الناس لا تكل أظفار كم عن عدوكم ولا تستغشوا صديقكم فيستحوذ
الشيطان عليكم، والله لتبتلن ببلاء لا تغيرونه بأيد كم الا إشارة بحواجبكم، ثلاثة
خذوها بما فيها وارجوا رابعها وموافاها.
بأبي دافع الضيم شقاق بطون الحبالى وحمال الصبيان على الرماح ومغلي
الرجال في القدور، أما أني سأحدثكم بالنفس الطيبة الزكية وتضريح دمه بين الركن
والمقام المذبوح كذبح الكبش.
92

يا ويح لسبايا نساء من كوفان الواردون الثوية المستغدون عشية وميعاد ما بينكم
وبين ذلك فتنة شرقية ستسير موجئا هاتفا يستغيث من قبل المغرب فلا تغيثوه لا أغاثه

(1) نهاية ابن الأثير: 1 / 231
93

الله، وملحمة بين الناس إلى أن يصير ما ذبح على شيبته المقتول بظهر الكوفة وهي كوفان

(1) أساس البلاغة: 667
2) القاموس: 4 / 398
3) الصحاح: 6 / 2519
4) الصحاح: 5 / 2027
94



(1) القاموس: 1 / 91
2) وفي " ن " و " أآلهتنا " لا يغنى.
95

يوشك أن يبنى جسرها وتنبى جنبتها حتى يأتي زمان لا يبقى مؤمن الا بها أو يحن
إليها، وقينة مصبوبة نطافي خطامها لا ينهيها أحد، لا يبقي بيت من العرب الا دخلته.

(1) نهج البلاغة: 87 من خطبة عند المسير إلى الشام تحت رقم 48
2) المفردات: 496
96

.

(1) الصحاح: 4 / 1434
2 - 3) كما في المطبوع من الرجال بجامعة مشهد والنجف الأشرف.
4) في " أآلهتنا " المطالبة
97

وأحدثك يا حذيفة أن ابنك مقتول، فان عليا أمير المؤمنين عليه السلام فمن كان، مؤمنا
دخل في ولايته فيفتتح على أمر يمشي على مثله، لا يدخل فيها الا مؤمن ولا يخرج
منها الا كافر.
أبو ذر
48 - أبو الحسن محمد بن سعد بن مزيد، ومحمد بن أبي عوف، قالا حدثنا
محمد بن أحمد بن حماد أبو علي المحمودي المروزي، رفعه، قال، أبو ذر الذي قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر،
يعيش وحده ويموت وحده ويبعث وحده ويدخل الجنة وحده، وهو الهاتف بفضائل
98

أمير المؤمنين ووصى به رسول الله صلى الله عليه وآله واستخلافه إياه، فنفاه القوم عن حرم الله
.

(1) وفى " ن " ولقاق بقباق.
2) وفى " ن " بلغ عنه.
3) وفى " ن " تابع
99

وحرم رسوله بعد حملهم إياه من الشام على قتب بلا وطاء وهو يصيح فيهم قد خاب

(1) الفائق 3 / 326
2) نهاية ابن الأثير: 1 / 147
3) في النسخ: ذكى.
4) سورة البقرة: 177
100

.

(1) وفى هامش النسخ: ينظرونه
2) أي يهلك
101

القطار يحمل النار: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين
رجلا اتخذوا دين الله دخلا وعباد الله خولا ومال الله دولا. فقتلوه فقرا وجوعا وذلا

(1) مروج الذهب: 2 / 339 - 342
103



(1) نهاية ابن الأثير: 2 / 108
2) نهاية ابن الأثير: 2 / 88 وفيه أخيرا: ويقوم به.
3) الصحاح: 4 / 1690
4) سورة الحشر: 7
104

وضرا وصبرا.
49 - أبو علي أحمد بن علي السلولي شقران القمي، قال حدثني الحسن بن

(1) سورة آل عمران: 140
2) مفردات الراغب: 174
3) نهاية ابن الأثير: 3 / 8
4) القاموس: 3 / 397
105

حماد، عن أبي عبد الله البرقي،

(1) الصحاح: 5 / 173
2) كما في المطبوع من رجال الكشي بجامعة مشهد والنجف الأشرف.
3) رجال الشيخ: 439 والموجود فيه القمي بدل السلولي.
4) رجال الشيخ: 472
106

عن عبد الرحمن بن محمد بن أبي حكيم، عن أبي خديجة الجمال، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: دخل أبو ذر على رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه جبريل، فقال جبريل: من هذا يا رسول الله؟
قال أبو ذر: قال أما أنه في السماء أعرف منه في الأرض وسأله عن كلمات يقولهن
إذا أصبح قال، فقال يا أبا ذر كلمات تقولهن إذا أصبحت فما هن؟ قال أقول

(1) الفهرست: 92
2) رجال الشيخ: 306 وفيه محمد بن أبي الحكم الخ.
3) رجال النجاشي: 142
4) رجال ابن داود: 165
107

يا رسول الله: اللهم إني أسلك الايمان بك والعافية من جميع البلايا والشكر على
العافية والغنى عن الناس.
50 - حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا حدثنا أيوب بن نوح، عن صفوان
ابن يحيى، عن عاصم بن حميد الحناط، عن أبي بصير، عن عمرو بن سعيد، قال
حدثنا عبد الملك بن أبي ذر الغفاري، قال بعثني أمير المؤمنين عليه السلام يوم مزق عثمان
المصاحف، فقال: ادع أباك! فجاء أبي إليه مسرعا، فقال: يا أبا ذر أتى اليوم في
الاسلام أمر عظيم، مزق كتاب الله ووضع فيه الحديد، وحق على الله أن يسلط
الحديد على من مزق كتابه بالحديد. قال، فقال له أبو ذر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
.

(1) رجال النجاشي: 221
108

يقول: أن أهل الجبرية من بعد موسى قاتلوا أهل النبوة فظهروا عليهم فقتلوهم زمانا

(1) وفى المطبوع من رجال الكشي بجامعة مشهد. أهل الحبرية بالحاء المهملة.
2) رواه الطرائف: 344. وهناك مقالات حول عقائد المجبرة فراجع.
109



(1) الصحاح: 2 / 607 - 608
110



(1) مفردات الراغب: 85 - 86
2) القاموس: 1 / 384 - 385
3) أساس البلاغة: 81
111

طويلا، ثم إن الله بعث فتية فهاجروا إلى غبر آبائهم فقاتلهم فقتلوهم، وأنت بمنزلتهم

(1) الصحاح: 2 / 765
2) القاموس: 2 / 99
112

يا علي. فقال علي: قتلتني يا أبا ذر. فقال أبو ذر: أما والله لقد علمت أنه سيبدأ بك.
51 - حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا حدثنا أيوب بن نوح، عن صفوان
ابن يحيى، عن عاصم بن حميد الحنفي، عن فضيل الرسان، قال حدثني أبو عبد الله
عن أبي سخيلة، قال حجبت أنا وسلمان بن ربيعة، قال فمررنا بالربذة، قال فأتينا

(1) رجال الشيخ: 132 و 272
2) رجال الشكى: 338 ط مشهد و 287 ط نجف.
3) رجال ابن داود: 271
4) الخلاصة: 194
5) رجال الشيخ: 63
6) الخلاصة 127
113

أبا ذر فسلمنا عليه، قال فقال لنا: إن كانت بعدي فتنة وهي كائنة فعليكم بكتاب الله
والشيخ علي بن أبي طالب عليه السلام، فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول: علي أول
من آمن بي وصدقني، وهو أول من يصافحني يوم القيامة، وهو الصديق الأكبر، وهو

(1) رجال الشيخ: 50 و 76
2) الخلاصة: 195
3) رجال الشيخ: 65
4) وقد أوردنا مصادر هذا الحديث عن طرق العامة والخاصة في كتاب الطرائف: 18
114

الفاروق بعدي يفرق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب
الظلمة.
52 - وبهذا الاسناد عن الفضيل الرسان، قال حدثني أبو عمر، عن حذيفة
ابن أسيد، قال سمعت أبا ذر، يقول وهو متعلق بحلقة باب الكعبة، أنا جندب بن
جنادة لمن عرفني وأنا أبو ذر لمن لم يعرفني، اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول:

(1) ميزان الاعتدال: 2 / 212 ط السعادة بمصر و 1 / 417
2) الصحاح: 1 / 181
3) الخلاصة: 192 وفيه أبو عمرو الفارسي.
115

من قاتلني في الأولي والثانية فهو في الثالثة من شيعة الدجال انما مثل أهل بيتي

(1) رجال الشيخ: 42 وزياد بن الجعدة رجل آخر غير زاذان الفارسي ولعل وقع
سهوا من المؤلف.
2) رجال الشيخ: 16 وفيه أبو سرعة.
3) المصدر: 67
4) رجال ابن داود: 101
116

في هذه الأمة مثل سفينة نوح في لجة البحر من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق.
ألا هل بلغت.

(1) رواه جماعة من أعلام العامة بطرق مختلفة منهم أحمد بن حنبل في مسنده: 3 / 33
ط ميمنية بمصر والنسائي في الخصائص: 40 والحاكم في المستدرك: 3 / 122 ط حيدر
آباد الدكن وأبو نعيم في حلية الأولياء: 1 / 67 ط مصر والطبري في رياض النضرة: 2 / 191
ط محمد أمين بمصر وابن كثير في البداية والنهاية: 6 / 217 والسيوطي في تاريخ الخلفاء.
173 وغيرها مما يطول ذكرها.
2) واما من طريق الخاصة فرواه السيد بن طاووس عن عدة طرق في كتاب الطرائف:
132 و، وابن بطريق في المعدة: 187، والعلامة المجلسي في البحار: 23 / 124
واما من طريق العامة فرواه ابن قتيبة في عيون الاخبار: 1 / 211 ط مصر، والحاكم
في المستدرك: 3 / 150 ط دكن، وابن المغازلي في المناقب: 132 - 134. والخوارزمي
في مقتل الحسين، والذهبي في ميزان الاعتدال: 1 / 224 ط مصر والسيوطي في تاريخ
الخلفاء: 573، والقندوزي في ينابيع المودة: 28 ط اسلامبول.
117

53 - جعفر بن معروف، قال حدثني الحسن بن علي بن النعمان، قال حدثني
أبي، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:
أرسل عثمان إلى أبي ذر موليين له ومعهما مائتا دينار، فقال لهما انطلقا بها إلى

(1) صحيفة الرضا: 22
2) رواه بهذه الألفاظ الطبراني في المعجم الصغير: 78 ط الدهلي
3) نهاية ابن الأثير: 2 / 298.
4) أساس البلاغة: 268
5) رجال الشيخ: 458
118

أبي ذر فقولا له: ان عثمان يقرئك السلام وهو يقول لك هذه مائتا دينار فاستعن بها
على ما نابك، فقال أبو ذر هل أعطي أحد من المسلمين مثل ما أعطاني؟ قالا لا. قال:
فإنما أنا رجل من المسلمين يسعني ما يسع المسلمين قالا له: أنه يقول هذا من صلب
مالي وبالله الذي لا اله الا هو ما خالطها حرام ولا بعثت بها إليك الا من حلال. فقال:
لا حاجة لي فيها وقد أصبحت يومي هذا وأنا من أغني الناس. فقالا له عافاك الله
وأصلحك! ما نرى في بيتك قليلا ولا كثيرا مما يستمتع به؟ فقال: بلى تحت هذه

(1) رجال النجاشي: 31
2) القاموس: 3 / 118
119

الأكاف التي ترون رغيفا شعير قد أتي عليهما أيام فما أصنع بهذه الدنانير، لا والله
حتى يعلم الله اني لا أقدر على قليل ولا كثير، ولقد أصحبت غنيا بولاية علي بن أبي
طالب عليه السلام وعترته الهادين المهديين الراضين المرضيين الذين يهدون بالحق وبه
يعدلون، وكذلك سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول، فإنه لقبيح بالشيخ أن يكون كذابا،
فرداها عليه وأعلماه أنه لا حاجة فيها ولا فيما عنده، حتى ألقى الله ربي فيكون هو
الحاكم فيما بيني وبينه.
54 - حدثني علي بن محمد القتيبي، قال حدثني الفضل بن شاذان، قال
حدثني أبي، عن علي بن الحكم، عن موسى بن بكر، قال قال أبو الحسن عليه السلام قال
أبو ذر: من جزى الله عنه الدنيا خيرا فجزاها الله عني مذمة بعد رغيفي شعير أتغدى
بأحدهما وأتعشى بالآخر، وبعد شملتي صوف أتزر باحديهما وأرتدي بالأخرى.

(1) رجال الشيخ: 359
120

قال، وقال: ان أبا ذر بكى من خشية الله حتى اشتكى عينيه فخافوا عليهما، فقيل له
يا أبا ذر لو دعوت الله في عينيك؟ فقال: اني عنهما لمشغول وما عناني أكبر. فقيل
له: وما شغلك عنهما؟ قال: العظيمتان الجنة والنار. قال: وقيل له عند الموت يا أبا ذر
ما مالك؟ قال علمي. قالوا انا نسألك عن الذهب والفضة؟ قال ما أصبح فلا أمسي
وما أمسي فلا أصبح لنا كندوج ندع فيه حر متاعنا، سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله
يقول: كندوج المرء قبره.

(1) أساس البلاغة: 121
121

55 - محمد بن مسعود ومحمد بن الحسن البراثي، قالا حدثنا إبراهيم بن
.

(1) القاموس: 1 / 205
2) القاموس: 1 / 162
3) الذكرى: 155
4) رجال الشيخ: 497
5) القاموس: 1 / 371
6) التعليقة على الصحيفة السجادية المطبوع على هامش نور الأنوار للجزائري: 26
والكتاب سيطبع قريبا يتحقيقنا وتعليقنا عليه
122

محمد بن فارس، قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان
عن الحسين بن المختار، عن زيد الشحام، قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول طلب
.

(1) رجال الشيخ: 509.
2) الصحاح: 5 / 2078
3) رجال الشيخ: 410 و 428
4) الخلاصة: 7
5) رجال الكشي: 446 ط نجف.
6) هو الشهيد الثاني في حاشيته على الخلاصة غير مطبوع
123

أبو ذر رسول الله صلى الله عليه وآله فقيل له انه في حائط كذا وكذا، فتوجه في طلبه فوجده نائما
فأعظمه أن ينبهه، فأراد ان يستبري نومه من يقظته فأخذ عسيبا يابسا فكسره ليسمعه
صوته فسمعه رسول الله صلى الله عليه وآله فرفع رأسه، فقال: يا أبا ذر تخدعني أما علمت أني
أرى أعمالكم في منامي كما أراكم في يقظتي ان عيني تنامان ولا ينام قلبي.

(1) المجازات النبوية: 175 - 176
124

عمار
56 - حدثني علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، قال حدثنا الفضل بن شاذان
عن محمد بن سنان، عن أبي خالد، عن حمران بن أعين، عن أبي جعفر عليه السلام، قال
قلت: ما تقول في عمار؟ قال: رحم الله عمارا، ثلاثا قاتل مع أمير المؤمنين
(صلوات الله عليه وآله) وقتل شهيدا. قال: قلت في نفسي ما تكون منزلة أعظم من
هذه المنزلة؟ فالتفت إلي، فقال لعلك تقول مثل الثلاثة! هيهات! قال، قلت: وما
علمه انه يقتل في ذلك اليوم؟ قال: إنه لما رأي الحرب لا تزداد الا شدة والقتل لا يزداد
الا كثرة ترك الصف وجاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال يا أمير المؤمنين هو هو؟ قال:
ارجع إلى صفك، فقال له ذلك ثلاث مرات، كل ذلك يقول له ارجع إلى صفك،
فلما أن كان في الثالثة قال له نعم. فرجع إلى صفه وهو يقول: اليوم ألقى الا حبة
محمدا وحزبه.
126

57 - محمد بن أحمد بن أبي عوف البخاري ومحمد بن سعد بن مزيد الكشي
قالا حدثنا أبو علي المحمودي محمد بن أحمد بن حماد المروزي، قال عمار بن
ياسر الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وقد ألقته قريش في النار: يا نار كوني بردا وسلاما
على عمار كما كنت بردا وسلاما على إبراهيم، فلم تصله النار ولم يصله منها مكروه
وقتلت قريش أبويه ورسول الله صلى الله عليه وآله يقول: صبرا آل ياسر موعدكم الجنة،
ما تريدون من عمار؟ عمار مع الحق والحق مع عمار حيث كان، عمار

(1) وفي " ن " و " أآلهتنا ": سعيد
127



(1) نهاية ابن الأثير، 5 / 253
2) مروج الذهب: 2 / 342
128

جلدة بين عيني وانفي تقتله الفئة الباغية، وقال وقت قتلهم إياه: اليوم ألقى الأحبة
محمدا وحزبه، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار.
58 - حمدويه وإبراهيم قالا حدثنا أيوب بن نوح، عن صفوان، عن عاصم
ابن حميد، عن فضيل الرسان، قال سمعت أبا داود، وهو يقول حدثني بريدة الأسلمي

(1) الصحاح: 1 / 455
2) رجال الشيخ: 32
3) الخلاصة: 27 وفيه بريد الأسلمي
129

قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة قال فجاء أبو بكر،
فقيل له: يا أبا بكر أنت الصديق وأنت ثاني اثنين إذ هما في الغار، فلو سألت رسول

(1) رجال الشيخ: 35
2) القاموس: 3 / 55
3) سورة التوبة: 40
130

.

(1) الكشاف: 2 / 190
2) وفى " أآلهتنا " ساقة آية الكريمة
131



(1) سورة يوسف: 39
2) سورة الكهف: 34
3) سورة البقرة: 207
132

الله صلى الله عليه وآله من هؤلاء الثلاثة؟ قال إني أخاف أن أساله فلا أكون منهم فتعيرني بذلك
بنو تيم، قال، ثم جاء عمر، فقيل له: يا أبا حفص ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن الجنة
تشتاق إلى ثلاثة وأنت الفاروق الذي ينطق الملك على لسانك فلو سألت رسول الله

(1) التفسير الكبير: 5 / 204 وهو من المتفق عليه عند الخاصة والعامة.
2) سورة النساء: 60
133



(1) نقل القصة بتمامه الزمخشري في الكشاف مع تفاوت يسير: 1 / 536
134



(1) سورة البقرة: 208 - 209
135

.

(1) الفائق: 4 / 116
2) نهاية ابن الأثير: 5 / 282
3) رواه مسلم في صحيحه: 3 / 1411 والسيد بن طاوس في الطرائف: 441
136

من هؤلاء الثلاثة؟ فقال اني أخاف أن أساله فلا أكون منهم فتعيرني بذلك بنو عدي
ثم جاء علي عليه السلام فقيل له: يا أبا الحسن ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن الجنة مشتاق
إلى ثلاثة فلو سألته من هؤلاء الثلاثة؟ فقال أسأله ان كنت منهم حمدت الله وان
لم أكن منهم حمدت الله، قال، فقال علي عليه السلام يا رسول الله انك قلت إن الجنة لتشتاق
إلى ثلاثة فمن هؤلاء الثلاثة؟ قال: أنت منهم وأنت أولهم، وسلمان الفارسي فإنه
قليل الكبر وهو لك ناصح فاتخذه لنفسك، وعمار بن ياسر شهد معك مشاهد غير
واحدة ليس منها الا وهو فيها، كثير خيره، ضوي نوره، عظيم أجره.

(1) روى جميع ذلك عن طرق مختلفة في إحقاق الحق المجلد الرابع إلى السابع فراجع.
2) رواه الحاكم في المستدرك: 3 / 137 وابن الأثير في أسد الغابة: 2 / 330
والذهبي في ميزان الاعتدال: 1 / 116 وابن حجر في الصواعق المحرقة: 75
137

59 - محمد بن مسعود، قال حدثني جعفر بن أحمد، قال حدثنا حمدان بن
سليمان النيسابوري والعمركي بن علي البوفكي النيسابوري، عن محمد بن عيسى
عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الله الحجال، عن علي بن عقبة، عن رجل،
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي وعمار يعملون مسجدا فمر
عثمان في بزة له يخطر فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: أرجز به فقال عمار:

(1) نهاية ابن الأثير: 5 / 195
2) أساس البلاغة: 38
138

لا يستوى من يعمر المساجد * يظل فيها راكعا وساجدا
ومن تراه عاندا معاندا * عن العباد لا يزال حائدا

(1) القاموس: 2 / 166
2) أساس البلاغة: 168 والقاموس: 2 / 22
3) الصحاح: 2 / 648
4) القاموس: 4 / 10
5) الصحاح: 5 / 1756
139

قال، فأتي النبي صلى الله عليه وآله فقال ما أسلمنا لتشتم أعراضنا وأنفسنا! فقال رسول الله
صلى الله عليه وآله أفتحب أن تقال؟ فنزلت آيتان " ينمون عليك أن أسلموا " الآية، ثم قال
النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: اكتب هذا في صاحبك: ثم قال النبي صلى الله عليه وآله: اكتب هذه
الآية: انما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله.
60 - جعفر بن معروف، قال حدثنا الحسن بن علي بن نعمان، عن أبيه،
عن صالح الحذاء، قال لما أمر النبي صلى الله عليه وآله ببناء المسجد قسم عليهم المواضع وضم
إلى كل رجل رجلا، فضم عمارا إلى علي عليه السلام قال فبينا هم في علاج البناء إذ خرج
عثمان من داره وارتفع الغبار فتمنع بثوبه وعرض بوجهه، قال، فقال علي عليه السلام لعمار
إذا قلت شيئا فرد علي قال، فقال علي عليه السلام:
لا يستوى من يعمر المساجد * يظل فيها راكعا وساجدا
كمن يري عن الطريق عائدا.

(1) سورة الحجرات: 15
2) سورة الحجرات: 17
140

قال: فأجابه عمار كما قال: فغضب عثمان من ذلك فلم يستطيع أن يقول لعلي
شيئا. فقال لعمار يا عبد يا لكع! ومضى. فقال علي عليه السلام لعمار رضيت بما قال لك،
ألا تأتي النبي صلى الله عليه وآله فتخبره، قال، فأتاه فأخبره، فقال يا نبي الله ان عثمان قال لي يا عبد
يا لكع، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله من يعلم ذلك؟ فقال علي. فدعاه وسأله، قال، فقال
له كما قال عمار، فقال لعلي عليه السلام فقال له حيث ما كان يا عبد يا لكع أنت القائل
لعمار يا عبد يا لكع، فذهب علي عليه السلام فقال له ذلك ثم انصرف.
61 - جعفر بن معروف، قال حدثني محمد بن الحسن، عن جعفر بن بشير، عن
حسين بن أبي حمزة، عن أبيه أبي حمزة، قال والله انى لعلى ظهر بعيري بالبقيع إذ
جاءني رسول فقال: أجب يا أبا حمزة، فجئت وأبو عبد الله عليه السلام جالس، فقال انى
لأستريح إذا رأيتك، ثم قال: إن أقواما يزعمون أن عليا عليه السلام

(1) الصحاح: 3 / 1280
141

لم يكن إماما حتى شهر سيفه، خاب إذا عمار وخزيمة بن ثابت وصاحبك أبو عمرة،
وقد خرج يومئذ صائما بين الفئتين بأسهم فرماها قربي يتقرب بها إلى الله تعالى حتى
قتل، يعني عمارا.

(1) الصحاح: 2 / 705
2) أساس البلاغة: 365 ونهاية ابن الأثير: 3 / 61
142

62 - ومن طريق العامة: خلف بن محمد الملقب بمنان الكشي، قال حدثنا
محمد بن حميد، قال حدثنا أبو نعيم، قال حدثنا سفيان، عن سلمة، عن مجاهد، قال
رآهم وهم يحملون حجارة المسجد فقال رسول الله صلى الله عليه وآله مالهم ولعمار يدعوهم إلى
الجنة ويدعونه إلى النار، وذاك دار الأشقياء الفجار.
63 - خلف بن محمد، قال حدثنا عبيد بن حميد، قال حدثنا هاشم بن القاسم،
قال حدثنا شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، قال سمعت قيس بن أبي حازم، قال،
قال عمار بن ياسر: ادفنوني في ثيابي فاني مخاصم.
64 - خلف بن محمد، قال حدثنا عبيد بن حميد قال أخبرنا أبو نعيم، قال
حدثنا سفيان، عن حبيب، عن أبي البختري، قال: أتي عمار يومئذ بلبن، فضحك،
143

ثم قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله آخر شراب تشربه من الدنيا مذقة من لبن حتى تموت.

(1) رجال البرقي: 7 ط جامعة طهران
2) الخلاصة: 194 والظاهر منها التعدد بين أبى البختري وسعيد بن فيروز
3) رجال الشيخ: 43
4) الفائق: 3 / 354 وفيه: أمذقر اللبن: اختلط بالماء، ومنه رجل ممذقر: مخلوط النسب
144

وفي خبر آخر: أنه قال له: آخر زادك من الدنيا ضياح من لبن.
65 - خلف بن محمد، قال حدثنا عبيد، قال حدثنا أبو نعيم، قال حدثنا سفيان
عن أبي قيس الأودي، عن الهزيل، قال للنبي صلى الله عليه وآله ان عمارا سقط عليه جدار

(1) أساس البلاغة: 586
2) نهاية ابن الأثير: 4 / 311
145

فمات، فقال إن عمارا لن يموت.
66 - خلف، قال حدثنا فتح بن عمرو الوارق، قال حدثنا يحيى بن آدم، قال
حدثنا إسرائيل وسفيان، عن أبي إسحاق،

(1) القاموس: 4 / 69
2) سورة آل عمران: 169
3) شرح صحيح البخاري للكرماني: 25 / 184
146

عن هاني بن هاني، قال: قال علي عليه السلام استأذن عمار النبي صلى الله عليه وآله فعرف صوته

(1) القاموس: 3 / 36
2 رجال الشيخ: 64
3) المصدر: 71
4) المصدر: 246 وفيه عمرو بن عبد الله الخ
5) رجال البرقي: 7
147



(1) رجال الشيخ: 62 وفيه المرادي مكان الهمداني
2) رد على من زعم أنه أبو إسحاق النحوي ثعلبة بن ميمون
3) رجال ابن داود: 366
4) قال في القاموس: البلى قبيلة وهو بلوى " منه " 4 / 305
148

فقال: مرحبا ائذنوا للطيب ابن الطيب.
67 - خلف، قال حدثنا حاتم بن نصير، قال حدثنا حاتم بن يونس، عن أبي
بكر، قال حدثنا أبو إسحاق، عن هاني بن هاني، عن علي عليه السلام قال استأذن عمار على
النبي صلى الله عليه وآله فقال من هذا؟ قال عمار قال: مرحبا بالطيب المطيب.
68 - خلف قال حدثنا حاتم، قال سمعت أحمد بن يونس، قال سمعت أبا
بكر بن عياش، في قوله عز وجل " أمن هو قانت آناء الليل (قال ساعات الليل) ساجدا
وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه (قال: عمار) هل يستوي الذين يعلمون (قال:
عمار) والذين لا يعلمون " مواليه بنو المغيرة.
69 - خلف، قال حدثنا حاتم، قال حدثنا عمرو بن مرزوق، قال حدثنا شعبة، قال

(1) رجال الشيخ: 31 وفيه هاني بن يسار أبو بردة.
2) المصدر: 63
3) رواه ابن الأثير عن الترمذي في جامع الأصول: 10 / 28
149

حدثنا سلمة بن كهيل، قال سمعت محمد بن عبد الرحمن بن عوف عن عبد الرحمن
ابن زيد، عن الأشتر، قال كان بين عمار وخالد بن الوليد كلام فشكي خالد إلى
رسول الله صلى الله عليه وآله فقال إنه من يعادي عمارا يعاديه الله ومن يبغض عمارا يبغضه الله ومن
سبه سبه الله. قال سلمة: هذا أو نحوه.
70 - خلف، قال حدثنا أبو حاتم، قال حدثنا أحمد بن يونس، قال حدثنا
الليث بن سعد، عن عمر مولى غفرة، قال: حبس عمار فيمن حبس وعذب، قال

(1) رجال البرقي: 4
2) رجال الشيخ: 43 و 91 و 124 و 211 على ترتيب المتن.
150

فانفلت فيمن انفلت من الناس فقدم على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: أفلح أبو اليقظان!
قال ما أفلح ولا أنجح لفتنة لانهم لا يزالون يعذبونه حتى نال منك،

(1) كما في المطبوع من الرجال
2) سورة التوبة: 120
151

قال إن سألوا من ذاك فزد.

(1) أساس البلاغة: 662
2) القاموس: 4 / 62
3) الفائق: 4 / 52
4) نهاية ابن الأثير: 5 / 80
152

71 - خلف، قال حدثنا الفتح بن عمرو الوراق، قال حدثنا يزيد بن هارون
قال أخبرنا العوام بن حوشب: قال أخبرني أسود بن مسعدة، عن حنظلة بن خويلد
العنزي، قال: اني لجالس عند معاوية إذ أتاه رجلان يختصمان في رأس عمار يقول
.

(1) سورة النحل: 106
2) الكشاف: 2 / 430
3) وفي المطبوع من الرجال بجامعة مشهد: العنبري
153

كل واحد منهما أنا قتلته، فقال عبد الله بن عمرو:

(1) فمزيد كمحمد اسم رجل ومحارب اسم قبيلة من فهر قاله في الصحاح " منه "
1 / 109 و 477
154

ليطيب به أحدكم نفسا لصاحبه فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول تقتله الفئة الباغية،
فقال معاوية ألا تغني عنا مخبرتك يابن عمرو فما بالك معنا؟ قال إني معكم ولست

(1) القاموس: 4 / 11
2) القاموس: 4 / 408 والآيات على الترتيب سورة الفرقان: 59، و 25، سورة
الانفطار: 6
155



(1) وفى المصدر: بعث
2) نهاية ابن الأثير: 3 / 392
3) الصحاح: 2 / 641
156

أقاتل، ان أبي شكاني إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله أطع أباك ما دام حيا
ولا تعصه، فأنا معكم ولست أقاتل.

(1) القاموس: 2 / 17
2) مفردات الراغب: 141
157



(1) لم أظفر عليه في الكشاف
158



(1) مروج الذهب: 2 / 381
2) رجال الشيخ: 16
159

حذيفة
72 - حدثنا ابن مسعود، قال أخبرني أبو الحسن علي بن الحسن بن علي
ابن فضال، قال حدثني محمد بن الوليد البجلي، قال حدثني العباس بن هلال
.

(1) مروج الذهب: 384
2) رجال النجاشي: 265
3) رجال النجاشي: 217 وفيه الشامي بدل السايي
160

عن أبي الحسن الرضا عليه السلام ذكر أن حذيفة لما حضرته الوفاة وكان آخر الليل، قال
لابنته أية ساعة هذه قالت: آخر الليل قال: الحمد لله الذي بلغني هذا المبلغ ولم
أوال ظالما على صاحب حق ولم أعاد صاحب حق، فبلغ زيد بن عبد الرحمن بن
عبد يغوث، فقال: كذب والله لقد والى على عثمان، فأجابه بعض من حضره ان عثمان
والله يا أخا زهرة والحديث منقطع.

(1) رجال الشيخ: 382
2) رجال البرقي: 4
161

.

(1) رجال الشيخ: 20
2) رجال الشيخ: 43
3) سهل الامر بنا إلى كذا أقضى إليه " منه ".
4) وفى خ ل منها
162

سهل بن حنيف
73 - محمد بن مسعود: قال حدثني أحمد بن عبد الله العلوي، قال حدثني
علي بن محمد، عن أحمد بن محمد الليثي، عن عبد الغفار، عن جعفر بن محمد عليهما السلام
أن عليا عليه السلام كفن سهل بن حنيف في برد أحمر حبرة.

(1) صحيح البخاري: 6 / 46
2) لم أظفر عليه مع التفحص التام ولعله صحف وأسقط منه.
3) رجال ابن داود: 226
163

74 - محمد بن مسعود، قال حدثني أحمد بن عبد الله العلوي، قال حدثني
علي بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن زيد، أنه قال: كبر علي بن أبي طالب
على سهل بن حنيف سبع تكبيرات، وكان بدريا، وقال لو كبرت عليه سبعين لكان
أهلا.
75 - محمد بن مسعود، قال حدثني محمد بن نصير، قال حدثنا محمد بن
عيسى، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال كبر
علي عليه السلام على سهل بن حنيف وكان بدريا خمس تكبيرات،

(1) الذكرى: 47 - 48
2) المعتبر: 76
164

ثم مشى به ساعة ثم وضعه ثم كبر عليه خمس تكبيرات أخر، فصنع به ذلك حتى
بلغ خمسا وعشرين تكبيرة.
.

(1) الخلاصة: 81
2) فروع الكافي: 3 / 186
3) من لا يحضره الفقيه: 1 / 102
4) تهذيب الأحكام: 3 / 317 والاستبصار: 1 / 476
5) نهاية الاحكام: 259 مخطوط وتوجد نسخة منها في مكتبتنا
165



(1) الذكرى: 56
2) راجع جامع الأصول وذيله: 7 / 143
166



(1) جامع أحاديث الشيعة: 3 / 294
167



(1) الذكري: 58
2) الخلاصة: 65
3) رجال الشيخ: 18
4) رجال الشيخ: 40
5) رجال ابن داود: 392
168

أبو أيوب الأنصاري
76 - روى الحارث بن حصيرة الأزدي،

(1) كما في المطبوع من رجال الكشي بجامعة مشهد.
2) القاموس: 2 / 9
3) رجال الشيخ: 39
4) رجال الشيخ: 118 وفيه حصين بدل حصير.
5) رجال الشيخ: 178
169

عن أبي صادق،

(1) أي على سب الشيخين.
2) العنق بضمتين اما بالنون بمعنى الرؤساء الكبار، أو بالتاء المثناة من فوق جمع
العتيق بمعنى القديم " منه "
3) رجال البرقي: 6
170



(1) الخلاصة: 194
2) رجال الشيخ: 63 وفيه الجرمي بدل الحرمي
3) رجال الشيخ: 70
4) رجال الشيخ: 79
5) رجال الشيخ: 121
6) رجال الشيخ: 41
171

عن محمد بن سليمان قال: قدم علينا أبو أيوب الأنصاري فنزل ضيعتنا يعلف خيلا له،
فأتيناه فأهدينا له، قال، قعدنا عنده فقلنا يا أبا أيوب قاتلت المشركين بسيفك هذا مع
رسول الله صلى الله عليه وآله ثم جئت تقاتل المسلمين؟ فقال: ان النبي صلى الله عليه وآله أمرني بقتال القاسطين

(1) رجال الشيخ: 53 وفيه الخيراني بالراء المهملة.
2) أي سكن حضرموت
3) رجال الشيخ: 65
172

والمارقين والناكثين، فقد قاتلت الناكثين وقاتلت القاسطين، وأنا نقاتل انشاء الله
بالمسعفات بالطرقات بالنهروانات،

(1) سورة الانسان: 6
2) سورة المائدة: 6
3) أساس البلاغة: 297
173



(1) أساس البلاغة: 358
2) القاموس: 3 / 152
3) القاموس: 2 / 150
4) الصحاح: 2 / 840
174



(1) أي استحلوا مقاتلته عليه السلام " منه "
2) الصحاح: 4 / 1374
3) القاموس: 4 / 55
4) وفى المصدر كلها طبرستان
175

وما أدري أنى هي.

(1) مروج الذهب: 2 / 405 - 407
2) مروج الذهب: 2 / - 406
176

77 - وسئل الفضل بن شاذان عن أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري وقتاله
مع معاوية المشركين؟ فقال: كان ذلك منه قلة فقه وغفلة، ظن أنه انما يعمل عملا
لنفسه يقوي به الاسلام ويوهي به الشرك وليس عليه من معاوية شئ كان معه أولم يكن
177

حذيفة وعبد الله بن مسعود
78 - وسأل عن ابن مسعود وحذيفة؟ فقال: لم يكن حذيفة مثل ابن مسعود

(1) رواه ابن عبد البر في الاستيعاب: 2 / 319
2) أي الطويل من الرجال قال في القاموس: طال طولا بالضم امتد كاستطال فهو
طويل وطوال كغراب وهي أي يقال للمؤنث طويله بالهاء - بهاء " منه " 4 / 9
3) أي في شأنه وأمره أو معناه اللغوي
178

لان حذيفة كان ركنا وابن مسعود خلط ووالى القوم ومال معهم وقال بهم، وقال أيضا:

(1) رجال الشيخ: 37
2) سورة الأنفال: 25
179



(1) شواهد التنزيل: 1 / 206 رواه عن طرق مختلفة، والطرائف: 36 والبحار
38 / 155
2) أساس البلاغة: 98
3) الصحاح: 4 / 1660
180

ان من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام أبو الهيثم بن التيهان

(1) رجال الشيخ: 63
2) الخلاصة: 189
181

وأبو أيوب وخزيمة بن ثابت وجابر بن عبد الله وزيد بن أرقم

(1) الفوائد الرجالية من جامع الأصول غير مطبوع وهو يقع بعد الاجزاء الاثني
عشر المطبوع
2) رجال الشيخ: على الترتيب: 2 و 41 و 68 و 73
3) رجال البرقي: 2
182

وأبو سعيد الخدري وسهل بن حنيف والبراء بن مالك

(1) سورة المنافقون: 8
2) في " ن " أبو أنيسه
3) رجال الشيخ: 8
183

وعثمان بن حنيف

(1) جامع الأصول: - 10 / 61
2) رجال الشيخ: 47
3) مروج الذهب: 2 / 357 - 358
184

وعبادة بن الصامت، ثم ممن دونهم قيس بن سعد بن عبادة

(1) رجال الشيخ: 23
2) رجال الشيخ: 47
3) مخطوط لم أظفر عليه
185

وعدي بن حاتم وعمرو بن الحمق وعمران بن الحصين

(1) رجال الشيخ: 23 و 49
2) رجال الشيخ: 32
186

وبريدة الأسلمي

(1) القاموس: 1 / 55
2) رجال الشيخ: 10 وفيه الخصيب بالخاء المعجمة
187

وبشر كثير.

(1) رجال الشيخ: 35
2) تعريض إلى الرجالي الشهير الميرزا محمد الأستر آبادي في كتابه منهج المقال
حيث قال: بشر بن كثير عن الفضل بن شاذان أنه من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)
188



(1) رجال الشيخ: 8
189

بلال وصهيب موليان
79 - أبو عبد الله محمد بن إبراهيم، قال حدثني علي بن محمد بن يزيد القمي،

(1) رجال الشيخ: 21
2) رجال ابن داود: 462
3) رجال الشيخ: 497
190

قال حدثني عبد الله بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي

(1) الكافي: 4 / 174 باب الفطرة ح 22
2) تحامله صاحب المنتقى " منه "
3) الاستبصار: 1 / 312
191

عبد الله عليه السلام قال كان بلال عبدا صالحا وكا ن صهيب عبد سوء كان يبكي على عمر.
أسامة بن زيد
80 - حدثنا محمد بن مسعود، قال حدثني علي بن محمد قال حدثني محمد

(1) من لا يحضره الفقيه: 1 / 184
2) من لا يحضره الفقيه: 1 / 183
3) رجال الشيخ: 3
4) رجال الشيخ: 34
192

ابن أحمد، عن سهل بن زاذويه، عن أيوب بن نوح، عمن رواه، عن أبي مريم
الأنصاري، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الحسن بن علي عليه السلام كفن أسامة بن زيد في
برد أحمر حبرة.

(1) الاستيعاب: 1 / 57 المطبوع على هامش الإصابة
2) الصحاح: 5 / 1734 والقاموس 3 / 400
3) ذكره في أصحاب على (عليه السلام) قال: زيد بن حارثة وليس بأبي أسامة بن زيد،
الرجال ص 42
193

81 - محمد بن مسعود، قال أحمد بن منصور، عن أحمد بن الفضل، عن
محمد بن زياد، عن سلمة بن محرز، عن أبي جعفر عليه السلام قال: ألا أخبركم بأهل

(1) تهذيب الأحكام: 1 / 296
2) رجال الشيخ: 344
3) بضم الميم واسكان الحاء المهملة وكسر الراء والزاء أخيرا " منه "
4) راجع رجال النجاشي: 285
5) الخلاصة: 23
6) تهذيب الأحكام: 1 / 296
194

الوقوف، قلنا: بلى. قال أسامة بن زيد وقد رجع فلا تقولوا الا خيرا، ومحمد بن
مسلمة، وابن عمر مات منكوبا.

(1) رجال الشيخ: 34
2) وفي " ن " فيه
3) رواه في جامع الأصول: 10 / 26 و 27
4) رجال الشيخ: 27
195



(1) رجال الشيخ: 22
196

82 - قال أبو عمرو الكشي: وجدت في كتاب أبي عبد الله الشاذاني، قال
حدثني جعفر بن محمد المدايني، عن موسى بن القاسم العجلي، عن صفوان، عن
عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي عبد الله، عن آبائه عليهما السلام قال: كتب علي عليه السلام إلى
والي المدينة لا تعطين سعدا ولا ابن عمر من الفئ شيئا، فأما أسامة بن زيد

(1) القائل هو الرجالي الميرزا محمد الاسترآبادي في كتاب منهع المقال: 209
197



(1) مروج الذهب: 3 / 14
198

فاني قد عذرته في اليمين التي كانت عليه.

(1) نهاية ابن الأثير: 5 / 302
2) النساء: 94
199



(1) هذه التعليقة توجد في نسخة " م " فقط، بخط السيد الداماد رحمه الله.
2) رجال الشيخ: 20
3) رجال الشيخ: 43
200

أبو سعيد الخدري
83 - حمدويه، قال حدثنا أيوب، عن عبد الله بن المغيرة، قال حدثني ذريع
عن أبي عبد الله عليه السلام قال، ذكر أبو سعيد الخدري، فقال: كان من أصحاب رسول الله

(1) الإستيعاب لابن عبد البر مطبوع على هامش الإصابة: 4 / 89
2) رجال الشيخ: 191
3) الفهرست: 95
201

وكان مستقيما، قال: فنزع ثلاثة أيام فغسله أهله ثم حملوه إلى مصلاه فمات فيه.
84 - محمد بن مسعود، قال حدثني الحسين بن أشكيب،

(1) الخلاصة: 70
2) رجال النجاشي: 124
202

قال أخبرنا محمد بن أحمد، عن أبان بن عثمان، عن ليث المرادي، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: إن أبا سعيد الخدري كان قد رزق هذا الامر، وأنه اشتد نزعه فأمر أهله أن
يحملوه إلى مصلاه الذي كان يصلي فيه ففعلوا فما لبث أن هلك.

(1) رجال الشيخ: 393
2) رجال النجاشي: 331
203

85 - حمدويه، قال حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن الحسين
ابن عثمان، عن ذريح، قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كان علي بن الحسين عليهما السلام

(1) نهاية ابن الأثير: 1 / 227 - 228
204

يقول: اني أكره للرجل أن يعافي في الدنيا ولا يصيبه شئ من المصائب، ثم ذكر
أن أبا سعيد الخدري كان مستقيما نزع ثلاثة أيام فغسله أهله ثم حمل إلى مصلاه فمات
فيه.
جابر بن عبد الله الأنصاري
86 - حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا حدثنا أيوب بن نوح، عن صفوان

(1) الرواشح السماوية: 40
2) روى نحوه في الكافي: 2 / 190
205



(1) الاستيعاب: 1 / 221 وفيه حرام بالراء المهملة
2) رجال الشيخ: 12
3) القاموس: 4 / 96
4) رجال الشيخ: 38 وفيه العربي بدل العرني
5) القاموس: 4 / 247
206



(1) رجال الشيخ: 66
2) رجال الشيخ: 72
3) رجال الشيخ: 85. وفيه حرام بالراء المهملة
4) رجال الشيخ: 111
5) مصباح المتهجد 730
207



(1) مروج الذهب: 3 / 115
2) الكشاف: 2 / 256 - 257
208

ابن يحيى، عن عاصم بن حميد، عن معاوية بن عمار، عن أبي الزبير المكي، قال
سألت جابر بن عبد الله، فقلت أخبرني أي رجل كان علي بن أبي طالب؟ قال:

(1) رجال الشيخ: 12
2) القاموس.....
209

فرفع حاجبيه عن عينيه وقد كان سقط على عينيه، قال، فقال ذاك خير البشر أما والله ان
كنا لنعرف المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله ببغضهم إياه.

(1) رواه الخوارزمي في المناقب: 231 والطبري في ذخائر العقبي: 91
2) رواه الحاكم في المستدرك: 3 / 123 و 146 والذهبي في ميزان الاعتدال 1 / 323
3) رواه الترمذي في صحيحه: 13 / 168 وابن الجوزي في تذكرة الخواص: 32
4) أحمد بن حنبل في مسنده: 6 / 296 ومسلم في صحيحه: 1 / 86 وذخائر العقبى: 91
والنسائي في خصائصه: 37 والطرائف للسيد ابن طاوس: 69
210



(1) مصابيح السنة للبغوي: 1 / 201 ط الخيرية بمصر
2) صحيح مسلم: 1 / 60
3) راجع الطرائف: 69 المطبوع بقم، ورواه أحمد في مسنده 6 / 292
4) رواه الخوارزمي في المناقب: 45 ط تبريز
5) روى نحوه أحمد بن حنبل في مسنده: 1 / 84 ط مصر
6) رواه ابن المغازلي في المناقب: 231
7) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 14 / 321
8) رواه الترمذي في المناقب المرتضوية: 113 ط بمبئي وابن الجوزي في التذكرة: 59
211



(1) التفسير الكبير: 1 / 204
213



(1) التفسير الكبير: 1 / 207
214



(1) الاستيعاب: 2 / 339
215



(1) ذكره الرجالي الميرزا محمد الاسترآبادي في كتابه منهج المقال: 200 و 77،
ولكن قال في عبد الله بن جابر: وفى بعضها - أي بعض نسخ الكشي - عبد الله أبو جابر بن
عبد الله وهو الصحيح انتهى. وعلى هذا فلا يستحق هذه الطعون عليه
216

87 - محمد بن مسعود، قال حدثني علي بن محمد بن يزيد بن القمي، قال
حدثني أحمد بن محمد بن عيسى القمي، عن ابن فضال، عن عبد الله بكير، عن
زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان عبد الله أبو جابر بن عبد الله من السبعين ومن
الاثني عشر، وجابر من السبعين وليس من الاثني عشر.
88 - حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا حدثنا محمد بن عيسى، عن محمد بن
سنان، عن حريز، عن أبان بن تغلب، قال حدثني أبو عبد الله عليه السلام قال: إن جابر بن
عبد الله كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وكان رجلا منقطعا إلينا أهل البيت

(1) أصول الكافي: 1 / 390 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام
217

وكان يعقد في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وهو معتم بعمامة سوداء وكان ينادي يا باقر العلم
يا باقر العلم، فكان أهل المدينة يقولون جابر يهجر، فكان يقول لا والله ما أهجر ولكني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: انك ستدرك رجلا من أهل بيتي اسمه وشمائله
شمائلي يبقر العلم بقرا، فذاك الذي دعاني إلى ما أقول، قال، فبينا جابر يتردد ذات

(1) أصول الكافي: 1 / 390
2) الصحاح: 2 / 594
218



(1) مسلم في صحيحه: 3 / 1257 كتاب الوصية، والبخاري في صحيحه 5 / 127
2) نهاية ابن الأثير: 5 / 246
3) الفائق: 4 / 93
4) شرح صحيح البخاري للكرماني: 16 / 235
219

يوم في بعض طرق المدينة: إذا هو بطريق في ذلك الطريق كتاب فيه محمد بن علي
ابن الحسين عليه السلام، فلما نظر إليه قال يا غلام أقبل! فاقبل ثم قال أدبر! فأدبر، فقال:
شمائل رسول الله صلى الله عليه وآله والذي نفس جابر بيده، يا غلام ما اسمك؟ فقال اسمي محمد
ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، فأقبل عليه يقبل رأسه، وقال:

(1) الرواشح السماوية ص 140
2) القاموس: 1 / 121
220

بأبي أنت وأمي رسول الله صلى الله عليه وآله يقرئك السلام ويقول لك، ويقول لك، قال،
فرجع محمد بن علي عليه السلام إلى أبيه علي بن الحسين وهو ذعر، فأخبره الخبر، فقال
له: يا بني قد فعلها جابر؟ قال: نعم. قال: يا بني ألزم بيتك

(1) أصول الكافي: 1 / 391 وفيه يقرئك السلام ويقول ذلك
2) نهاية ابن الأثير: 4 / 31
3) الصحاح: 1 / 65
4) القاموس: 1 / 24
221

قال فكان جابر يأتيه طرفي النهار فكان أهل المدينة يقولون وا عجباه لجابر
يأتي هذا الغلام طرفي النهار وهو آخر من بقي من أصحاب رسول الله، فلم يلبث
أن مضي علي بن الحسين عليهما السلام فكان محمد بن علي يأتيه على وجه الكرامة لصحبته
لرسول الله صلى الله عليه وآله قال، فجلس يحدثهم عن الله فقال أهل المدينة: ما رأينا أحدا قط أجرأ
من ذا قال: فلما رأى ما يقولون حدثهم عن رسول الله، قال أهل المدينة: ما رأينا أحدا
قط أكذب من هذا يحدث عمن لم يره، قال: فلما رأى ما يقولون حدثهم عن جابر بن
عبد الله فصدقوه، وكان جابر والله يأتيه يتعلم منه.

(1) أساس البلاغة: 499 وفيه ولا يقال أقرئه منى السلام انتهى. ولعل كلمة " لا " محذوفة
من نسخة الأساس عند السيد. فلا يرد عليه ما أورده.
2) أصول الكافي: 1 / 391
3) كما في المطبوع من رجال الكشي بجامعة مشهد
222

89 - حدثني أبو محمد جعفر بن معروف، قال حدثنا الحسن بن علي بن
النعمان، عن أبيه، عن عاصم الحناط، عن محمد بن مسلم، قال قال لي أبي عبد الله
عليه السلام: ان لأبي مناقب ما هن لآبائي ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لجابر بن عبد الله الأنصاري
انك تدرك محمد بن علي فاقرأه مني السلام، قال: فأتي جابر منزل علي بن الحسين
عليهما السلام فطلب محمد بن علي، فقال له علي عليه السلام هو في الكتاب أرسل لك إليه، قال:

(1) وفى " ن " لا يطعن فيه
2) رجال النجاشي: 286
223

لا ولكني أذهب إليه، فذهب في طلبه فقال للمعلم: أين محمد بن علي؟ قال: هو في
تلك الرفقة أرسل لك إليه؟ قال: لا ولكني أذهب إليه، قال: فجائه فألتزمه وقبل رأسه
وقال إن رسول الله صلى الله عليه وآله أرسلني إليك برسالة أن أقرئك السلام! قال: عليه وعليك
السلام، ثم قال له جابر: بأبي أنت وأمي اضمن لي أنت الشفاعة يوم القيمة، قال:
فقد فعلت ذلك يا جابر.
90 - أحمد بن علي القمي السلولي، قال حدثني إدريس بن أيوب القمي،
عن الحسين بن سعيد، عن ابن محبوب، عن عبد العزيز العبدي، عن زرارة، عن
أبي جعفر عليه السلام قال: جابر يعلم، وأثنى عليه خيرا، قال، فقلت له: وكان من أصحاب

(1) الصحاح: 4 / 1482
2) رجال النجاشي: 184
224

علي عليه السلام قال: كان جابر يعلم قول الله عز وجل ان الذي فرض عليك القرآن لرادك
إلى معاد.

(1) لا يخفى جواز أن يكون المراد بذلك المعاد هو الرجعة في أوان ظهور قائم أهل
البيت عليهم السلام، وأنه صلى الله عليه وآله يعاد أيضا، كما نطق به الاخبار، فالباري الحق تعالى مجده قد
وعده صلى الله عليه وآله بأن الذي يعنى الباري جل مجده فرض عليك القرآن يردك إلى معاد، وأن جابر
كان يعلم تفسير ذلك فتدبر " سيد أحمد صهر المؤلف "
225



(1) في " أآلهتنا " بالترتيب
226



(1) في " ن " الحذاح
228



(1) وفى " أآلهتنا " في اكمال
229



(1) رواه ابن الجوزي في تذكرة الخواص: 52 والقندوزي في ينابيع المودة
256 ط اسلامبول.
232



(1) رواه الحاكم في المستدرك 2 / 241 والخوارزمي في المناقب: 86 وابن حجر
في الصواعق المحرقة 121 والذهبي في ميزان الاعتدال 1 / 462
2) رواه الهيثمي في مجمع الزوائد 9 / 172
3) سورة الشعراء: 194
4) سورة مريم: 17
233

91 - أحمد بن علي، قال حدثني إدريس، عن الحسين بن بشير، قال حدثني
هشام بن سالم، عن محمد بن مسلم وزرارة، قالا: سألنا أبا جعفر عليه السلام عن أحاديث
فرواها عن جابر، فقلنا: مالنا ولجابر؟ فقال: بلغ من ايمان جابر أنه كان يقرء هذه
الآية - ان الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد.

(1) سورة القصص: 85
2) رجال الشيخ: 374
3) الخلاصة: 212
234

92 - أحمد بن علي القمي شقران السلولي، قال حدثني إدريس، عن الحسين
ابن سعيد، عن محمد بن إسماعيل، عن منصور بن أذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر
عليه السلام قال؟ قلت مالنا ولجابر تروي عن؟ فقال: يا زرارة ان جابرا كان يعلم تأويل هذه
الآية - ان الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد.
93 - محمد بن مسعود، قال حدثني علي بن محمد، قال حدثني محمد بن
أحمد بن يحيى، عن محمد بن الشقري، عن علي بن الحكم،

(1) القاموس: 2 / 62
2) القاموس: 3 / 397
3) الصحاح: 5 / 1731
235

عن فضيل بن عثمان عن أبي الزبير، قال: رأيت جابرا متوكأ على عصاه وهو يدور

(1) القاموس: 2 / 61
2) كما في المطبوع من الكشي في جامعة مشهد.
3) القاموس: 2 / 49
236

في سكك المدينة ومجالسهم وهو يقول: علي خير البشر فمن أبي فقد كفر، يا معشر
الأنصار أدبوا أولادكم على حب علي فمن أبي فلينظر في شأن أمه.

(1) أمالي الصدوق: 68 ط نجف الأشرف
2) أمالي الصدوق: 546
3) رواه المتقى في كنز العمال 12 / 221 والعسقلاني في لسان الميزان 2 / 252
4) رواه محب الدين الطبري في ذخائر العقبى 96 والقندوزي في ينابيع المودة 246
237



(1) رواه ابن عساكر في ترجمة الامام على 2 / 448، وابن شهاب الدين الهمداني
في مودة القربى 40
2) رواه الخوارزمي في المناقب: 66
3) رواه المتقى الحنفي في منتخب كنز العمال المطبوع على هامش المسند 5 / 35
4) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 3 / 192
5) رواه العسقلاني في لسان الميزان: 1 / 175
6) راجع في جميع ذلك إحقاق الحق 4 / 249
7) أورده عنه في إحقاق الحق 4 / 255
8) رواه الخوارزمي في المناقب: 66 والعسقلاني ى لسان الميزان 1 / 175
238



(1) رواه القاضي عضد الدين الإيجي في المواقف 2 / 615
2) رواه الحافظ نور الدين في مجمع الزوائد 6 / 239
3) راجع في ذلك إحقاق الحق: 8 / 475 - 522
4) مسلم في صحيحه 3 / 112 ط محمد على وأحمد بن حنبل في مسنده 3 / 56
والبخاري في صحيحه 4 / 200 ط الأميرية. والنسائي في الخصائص: 43 ط مصر
239



(1) المناقب لابن مردويه غير مطبوع
2) رواه الصفوري في نزهة المجالس 3 / 208 والحكم في المستدرك: 3 / 129
3) راجع إحقاق الحق: 7 / 266
4) الرواشح السماوية: 81
5) روى إحقاق الحق عنه: 7 / 266
240

البراء بن عازب

(1) نهاية ابن الأثير: 1 / 161
2) نهاية ابن الأثير: 5 / 299
3) نهاية ابن الأثير: 4 / 9 26
4) نهاية ابن الأثير: 5 / 115
241

94 - قال الكشي: روى جماعة من أصحابنا منهم أبو بكر الحضرمي، وأبان
ابن تغلب، والحسين بن أبي العلاء، وصباح المزني، عن أبي جعفر وأبي عبد الله

(1) القاموس: 1 / 8
2) رجال الشيخ: 8
3) رجال الشيخ: 35
4) الاستيعاب: 1 / 139 وفيه جشم بن مجدعة
242

عليهما السلام ان أمير المؤمنين عليه السلام قال للبراء بن عازب كيف وجدت هذا الدين؟ قال كنا
بمنزلة اليهود قبل أن نتبعك، تخف علينا العبادة، فلما أتبعناك ووقع حائق الايمان
في قلوبنا وجدنا العبادة قد تثاقلت في أجسادنا. قال أمير المؤمنين عليه السلام: فمن ثم يحشر
الناس يوم القيامة في صور الحمير وتحشرون فرادى فرادى يؤخذ بكم إلى الجنة،
ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: ما بدا لكم! مامن أحد يوم القيامة الا وهو يعوي عواء البهائم
أن اشهدوا واستغفروا لنا، فنعرض عنهم فما هم بعدها بمفلحين.

(1) القاموس: 4 / 271
243

قال أبو عمر والكشي: هذا بعد أن أصابته دعوة أمير المؤمنين عليه السلام فيما روي
من جهة العامة.

(1) صحيح البخاري 1 / 191 ط عامرة استبول
2) من لا يحضره الفقيه: 1 / 341
3) رجال ابن داود: 64
244

95 - روى عبد الله بن إبراهيم، قال أخبرنا أبو مريم الأنصاري، عن المنهال
ابن عمرو،

(1) يعنى ان قوله فيما روى متعلق بقوله بعد ان أصابته، لا أنه متعلق بقوله أصابته
دعوته
2) والعجب من المصحح لرجال الكشي المطبوع في جامعة مشهد حيث زعم أنه من
العامة لأنه رتب النسخة كذا: 95 - فيما روى من جهة العامة: روى عبد الله بن إبراهيم الخ
3) الفهرست: 127
245

عن زربن حبيش، قال: خرج علي بن أبي طالب عليه السلام من القصر، فاستقبله ركبان
متقلدون بالسيوف عليهم العمائم، فقالوا: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله
وبركاته، السلام عليك يا مولانا.
فقال علي عليه السلام من هيهنا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقام خالد بن زيد
أبو أيوب، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وقيس بن سعد بن عبادة، وعبد الله بن
بديل بن ورقاء، فشهدوا جمعيا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: يوم غدير خم من
كنت مولاه فعلي مولاه.
فقال علي عليه السلام لأنس بن مالك، والبراء بن عازب: ما منعكما أن تقوما فتشهدا
فقد سمعتما كما سمع القوم؟ ثم قال: اللهم ان كانا كتماها معاندة فابتلهما.

(1) رجال الشيخ على الترتيب: 79، و 101، 138، 313
2) الخلاصة: 76
3) رجال ابن داود: 157
246

فعمي البراء بن عازب، وبرص قدما أنس بن مالك، فحلف أنس بن مالك
أن لا يكتم منقبة لعلي بن أبي طالب ولا فضلا أبدا، وأما البراء بن عازب فكان يسأل
عن منزله؟ فيقال: هو في موضع كذا وكذا، فيقول: كيف يرشد من أصابته
الدعوة.

(1) التعليقة على الخلاصة للشهيد الثاني غير مطبوع.
2) رجال الشيخ: 42
247

عمرو بن الحمق
96 - جبريل بن أحمد الفاريابي، حدثني محمد بن عبد الله بن مهران، عن
الحسن بن محبوب، عن أبي القاسم وهو معاوية بن عمار (إن شاء الله) رفعه، قال:

(1) رجال الشيخ: 47
2) رجال الشيخ: 69
3) القاموس: 1 / 112
248

أرسل رسول الله صلى الله عليه وآله سرية، فقال لهم: انكم تضلون ساعة كذا من الليل فخذوا
ذات اليسار، فإنكم تمرون برجل في شأنه فتستر شدونه، فيأبى أن يرشدكم حتى
تصيبوا من طعامه فيذبح لكم كبشا فيطعمكم ثم يقوم فيرشد كم، فاقرأوه مني السلام
واعلموه أني قد ظهرت بالمدينة.
فمضوا فضلوا الطريق، فقال قائل منهم: ألم يقل لكم رسول ل الله صلى الله عليه وآله تياسروا
ففعلوا فمروا بالرجل الذي قال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله فاسترشدوه؟ فقال لهم الرجل
لا أفعل حتى تصيبوا من طعامي، ففعلوا، فأرشدهم الطريق. ونسوا ان يقرأوه السلام
من رسول الله صلى الله عليه وآله.
قال، فقال لهم وهو عمرو بن الحمق (رضي الله عنه) أظهر النبي عليه السلام بالمدينة
فقالوا: نعم. فلحق به ولبث معه ما شاء الله.
ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: ارجع إلى الموضع الذي منه هاجرت فإذا تولى
أمير المؤمنين عليه السلام فاته.
فانصرف الرجل حتى إذا تولى أمير المؤمنين عليه السلام الكوفة، أتاه وأقام معه
بالكوفة، ثم إن أمير المؤمنين عليه السلام قال له ألك دار؟ قال: نعم. قال: بعها واجعلها في
الأزد، فاني غدا لو غبت لطلبك، فمنعك الأزد حتى تخرج من الكوفة متوجها إلى
حصن الموصل، فتمر برجل مقعد فتقعد عنده، ثم تستقيه فيسقيك، ويسألك عن
شأنك فأخبره وادعه إلى الاسلام فإنه يسلم، وأمسح بيدك على وركيه فان الله يمسح
ما به وينهض قائما فيتعبك.
وتمر برجل أعمى على ظهر الطريق، فتستسقيه فيسقيك، ويسألك عن شأنك
فأخبره وادعه إلى السلام فإنه يسلم، وأمسح يدك على عينيه فان الله عز وجل يعيده
بصيرا فيتبعك، وهما يواريان بدنك بدنك في التراب، ثم تتبعك الخيل فإذا صرت قريبا من
الحصن في موضع كذا وكذا رهقتك الخيل، فأنزل عن فرسك ومر إلى الغار، فإنه
يشترك في دمك فسقة من الجن والإنس.
249

ففعل ما قال أمير المؤمنين عليه السلام قال، فلما انتهى إلى الحصن قال للرجلين: اصعدا
فانظرا هل تريان شيئا؟ قالا نرى خيلا مقبلة، فنزل عن فرسه ودخل الغار وعار فرسه
فلما دخل الغار ضربه أسود سالخ فيه، وجاءت الخيل فلما رأو ا فرسه عايرا قالوا هذا
فرسه وهو قريب، فطلبه الرجال فأصابوه في الغار فكلما ضربوا أيديهم إلى شئ من
جسمه تبعهم اللحم، فأخذوا رأسه، فأتوا به معاوية، فنصبه على رمح، وهو أول
رأس نصب في الاسلام.
97 - قال الكشي: روى أن مروان بن الحكم كتب إلى معاوية وهو عامله على
المدينة: أما بعد. فان عمرو بن عثمان ذكر أن رجلا من أهل العراق ووجوه أهل

(1) القاموس: 1 / 261
250

الحجاز يختلفون إلى الحسين بن علي، وذكر أنه لا يأمن وثوبه، وقد بحثت عن ذلك
فبلغني أنه يريد الخلاف يومه هذا، ولست آمن أن يكون هذا أيضا لما بعده، فاكتب
إلي برأيك في هذا، والسلام.
فكتب إليه معاوية: أما بعد: فقد بلغني كتابك وفهمت ما ذكرت فيه من أمر
الحسين، فإياك أن تعرض للحسين في شئ واترك حسينا ما تركك، فانا لا نريد أن تعرض له في شئ ما وفي ببيعتنا ولم ينز على سلطاننا، فاكمن عنه ما لم يبد لك
صفحته، والسلام.

(1) القاموس: 4 / 263
251

98 - وكتب معاوية إلى الحسين بن علي عليه السلام بن علي عليه السلام أما بعد - فقد انتهيت إلي أمور
عنك. إن كانت حقا فقد أظنك تركتها رغبة فدعها، ولعمر الله ان من أعطى الله عهده
وميثاقه لجدير بالوفاء وإن كان الذي بلغني باطلا فإنك أنت أعذل الناس لذلك وعظ
نفسك فاذكره ولعهد الله أوف، فإنك متى ما أنكرك تنكرني ومتى أكدك تكدني فاتق
شقك عصا هذه الأمة وان يردهم الله على يديك في فتنة، وقد عرفت الناس وبلوتهم،
فانظر لنفسك ولدينك ولامة محمد صلى الله عليه وآله ولا يسخفنك السفهاء والذين لا يعلمون.
99 - فلما وصل الكتاب إلى الحسين عليه السلام كتب إليه: أما بعد - فقد بلغني
كتابك، تذكر أنه قد بلغك عنى أمور أنت لي عنها راغب وأنا لغيرها عندك جدير
فان الحسنات لا يهدي لها ولا يرد إليها الا الله، وأما ما ذكرت أنه انتهى إليك عني فإنه
انما رقاه إليك الملاقون المشاؤن بالنميم، وما أريد لك حربا ولا عليك خلافا، وأيم
الله اني لخائف لله في ترك ذلك، وما أظن الله راضيا بترك ذلك، ولا عاذرا بدون
الاعذار فيه إليك وفي أوليائك القاسطين الملحدين حزب الظلمة وأولياء الشياطين.
ألست القاتل حجر بن عدي أخا كندة، والمصلين العابدين الذين كانوا
252

ينكرون الظلم ويستعظمون البدع ولا يخافون في الله لومة لاثم؟ ثم قتلتهم ظلما وعدوانا
من بعد ما كنت أعطيتهم الايمان المغلظة والمواثيق المؤكدة لا تأخذهم بحدث كان
بينك وبينهم ولا بأحنة تجدها في نفسك.
أو لست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله العبد الصالح الذي
أبلته العبادة فنحل جسمه وصفرت لونه؟ بعدما آمنته وأعطيته من عهود الله ومواثيقه
ما لو أعطيته طائرا لنزل إليك من رأس الجبل، ثم قتلته جرأة على ربك واستخفافا

(1) القاموس: 2 / 5
2) الاستيعاب: 1 / 359
3) رجال الشيخ: 38
4) رجال الشيخ: 67
253



(1) وفى المصدر: الزجر
2) وفى المصدر: حد
254

بذلك العهد، أو لست المدعى زياد بن سمية المولود على فراش عبيد ثقيف؟ فزعمت أنه
ابن أبيك وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الولد للفراش وللعاهر الحجر، فتركت
سنة رسول الله صلى الله عليه وآله تعمدا وتبعت هواك بغير هدى من الله.

(1) وفى المصد ر: حز
2) مروج الذهب: 3 / 3 - 5
3) كار الشئ يكور كورا دار وكورل العمامة دورها (منه) وفى المصدر: بكم درعها
255

ثم سلطته على العراقين، يقطع أيدي المسلمين وأرجلهم، ويسمل أعينهم،
ويصلبهم على جذوع النخل كأنك لست من هذه الأمة وليسوا منك.
أو لست صاحب الحضرميين الذين كتب فيهم ابن سمية انهم كانوا على دين
علي عليه السلام؟ فكتب إليه ان اقتل كل من كان على دين علي فقتلهم ومثلهم ودين علي عليه السلام
سر الله الذي كان يضرب عليه أباك ويضربك، وبه جلست مجلسك الذي جلست، ولولا ذلك لكان شرفك وشرف أبيك الرحلتين.

(1) مروج الذهب: 3 / 806
256

وقلت فيما قلت " انظر لنفسك ولدينك ولامة محمد واتق شق عصا هذه الأمة
وان تردهم إلى فتنة " وانى لا أعلم فتنة أعظم على هذه الأمة من ولايتك عليها ولا أعظم
نظرا لنفسي ولديني ولامة محمد صلى الله عليه وآله وعلينا أفضل من أن أجاهدك، فان فعلت فإنه
قربة إلى الله، وان تركته فاني أستغفر الله لديني وأسأله توفيقه لارشاد أمري.
وقلت فيما قلت " أني ان أنكرتك تنكرني وان أكدك تكدني " فكدني ما بدا لك
فاني أرجو أن لا يضرني كيدك في، وأن لا يكون علي أحد أضر منه على نفسك،
على أنك قد ركبت بجهلك تحرصت علي نقض عهدك، ولعمري ما وفيت بشرط.
ولقد نقضت عهدك بقتلك هؤلاء النفر الذين قتلتهم بعد الصلح والايمان
والعهود والمواثيق، فقتلتهم من غير أن يكونوا قاتلوا وقتلوا، ولم تفعل ذلك بهم
الا لذكر هم فضلنا وتعظيمهم حقنا، فقتلتهم مخافة أمر لعلك لو لم تقتلهم مت قبل
أن يفعلوا أو ماتوا قبل أن يدركوا.
فأبشر يا معاوية بالقصاص وأستيقن بالحساب واعلم أن الله تعالى كتابا لا يغادر
صغيرة ولا كبيرة ا لا أحصاها، وليس الله بناس لا خذ ك بالظنة وقتلك أوليائه على
257

التهم ونقل أوليائه من دورهم إلى دار الغربة، وأخذك للناس ببيعة ابنك غلام حدث
يشرب الخمر، ويلعب بالكلاب،

(1) مروج الذهب 3 / 67 - 72
258

لا أعلمك الا وقد خسرت نفسك وتبرت دينك وغششت رعيتك وأخرجت أمانتك
وسمعت مقالة السفيه الجاهل وأخفت الورع التقي لأجلهم - والسلام.
فلما قرأ معاوية الكتاب، قال: لقد كان في نفسه ضب ما اشعر به.
فقال يزيد يا أمير المؤمنين أجبه جوابا تصغر إليه نفسه، وتذكر فيه أباه بشئ
فعله قال: ودخل عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال له معاوية: أما رأيت ما كتب
به الحسين؟ قال وما هو؟ قال: فاقرأه الكتاب، فقال وما يمنعك أن تجيبه بما يصغر
إليه نفسه؟ وانما قال ذلك في هوى معاوية، فقال يزيد كيف رأيت يا أمير المؤمنين
رأي؟ فضحك معاوية فقال: أما يزيد فقد أشار علي بمثل رأيك، قال عبد الله: فقد
أصاب يزيد.
فقال معاوية أخطأتما أرأيتما لو أني ذهبت لعيب علي محقا ما عسيت أن أقول فيه،
ومثلي لا يحسن أن يعيب بالباطل وما لا يعرف، ومتى ما عبت به رجلا بما لا يعرفه الناس
لم يخول به صاحبه ولا يراه الناس شيئا وكذبوه، وما عيست أن أعيب حسينا، والله
ما أرى للعيب فيه موضعا وقد رأيت أن أكتب إليه أتوعده وأتهدده ثم رأيت ألا أفعل
ولا أفعله.
259

خزيمة بن ثابت

(1) رجال الشيخ: 19
2) رجال الشيخ: 40
260



(1) الانتصار: 240 ط النجف
261



(1) من لا يحضره الفقيه: 3 / 60 - 64
265

100 - روى عن الفضل بن دكين، قال حدثنا عبد الجبار بن العباس الشامي،

(1) الانتصار: 238
2) في " أآلهتنا " وجماعة كثيرة
266

عن أبي إسحاق قال: لما قتل عمار دخل خزيمة بن ثابت فسطاطه وطرح عنه سلاحه
ثم شن عليه الماء فاغتسل، ثم قاتل حتى قتل.
267

101 - وروى أبو معشر، عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت، قال:
ما زال جدي بسلاحه يوم الجمل ويوم الصفين حتى قتل عمار، فلما قتل عمار سل
سيفه وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: عمار تقتله الفئة الباغية فقاتل حتى قتل
رحمة الله عليهما.

(1) رجال النجاشي: 355
2) وفي النسخ كلها: فلما قتل عمار سل سيفه
268

ابنا فلان 102 - روى محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن سنان،
ابنا فلان
.

(1) رجال الشيخ: 69
269

عن موسى بن بكر الواسطي، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر عليه السلام قال،
سمعته يقول: قال أمير المؤمنين عليه السلام: اللهم العن ابني فلان، وأعمم أبصارهما، كما
عميت قلوبهما الأجلين في رقبتي واجعل عمى أبصارهما دليلا على عمى قلوبهما.
.

(1) رجال الشيخ ص 359.
2) القاموس: 3 / 327.
3) الصحاح: 4 / 1621
270

عبد الله بن عباس
.

(1) رجال الكشي: 113 ط جامعة مشهد
2) رجال الشيخ: 22
3) رجال الشيخ: 46
271

103 - جعفر بن معروف، قال حدثنا يعقوب بن يزيد الأنباري، عن حماد
ابن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر عليه السلام
قال: أتى رجل أبي عليه السلام فقال: ان فلانا يعنى عبد الله بن العباس يزعم أنه يعلم كل
آية نزلت في القرآن في أي يوم نزلت وفيم نزلت.

(1) مروج الذهب: 3 / 101.
2) رجال النجاشي: 16
273

قال: فسله فيمن نزلت " ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل
سبيلا " (1) وفيم نزلت " ولا ينفعكم نصحي ان أردت أنصح لكم " (2) وفيم نزلت
" يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا " (3).
فأتاه الرجل وقال: وددت الذي أمرك بهذا واجهني به فأسائله، ولكن سله
ما العرش ومتى خلق وكيف هو؟ فانصرف الرجل إلى أبي فقال له ما قال، فقال:
وهل أجابك في الآيات؟ قال: لا.

(1) سورة الإسراء: 72
2) سورة هود: 34
3) سورة آل عمران: 200
4) رجال الشيخ: 103
5) الفهرست: 32
6) الخلاصة: 6
7) الرواشح السماوية: 104
274

قال: ولكني أجيبك فيها بنور وعلم غير المدعى والمنتحل، أما الأوليان
فنزلتا في أبيه، وأما الأخيرة فنزلت في أبي وفينا، وذكر الرباط الذي أمرنا به بعد
وسيكون ذلك من نسلنا المرابط ومن نسله المرابط.
فأما ما سألت عنه: فما العرش: فان الله عز وجل جعله أرباعا لم يخلق قبله
شيئا الا ثلاثة أشياء الهواء والقلم والنور، ثم خلقه من ألوان مختلفة من ذلك، النور
الأخضر الذي منه اخضرت الخضرة، ومن نور أصفر خلقت منه الصفرة، ونور أحمر
احمرت منه الحمرة، ونور أبيض وهو نور الأنوار ومنه ضوء النهار.
ثم جعله سبعين ألف طبق غلظ كل طبق كأول العرش إلى أسفل السافلين،
وليس من ذلك طبق الا يسبح بحمده ويقدسه بأصوات مختلفة وألسنة غير مشتبهة
ولو سمع واحدا منها شئ بما تحته لانهدم الجبال والمدائن والحصون ولخسف
البحار وأهلك وما دونه.
له ثمانية أركان يحمل كل ركن منها من الملائكة مالا يحصى عدتهم الا الله
يسبحون الليل والنهار ولا يفترون، ولو حس حس شئ مما فوقه أقام لذلك
طرفة عين، بينه وبين الاحساس الجبروت والكبرياء والعظمة والقدس والرحمة ثم
العلم، وليس وراء هذا مقال لقد طمع الخائن في غير مطمع.
أما أن في صلبه وديعة قد ذرئت لنار جهنم سيخرجون أقوام من دين الله
أفواجا كما دخلوا فيه، وستصبغ الأرض بدماء الفراخ من فراخ آل محمد، تنهض
تلك الفراخ في غير وقت وتطلب غير ما تدرك، ويرابط الذين آمنوا ويصبرون لما
يرون حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين.
104 - حدثني أبو الحسن علي بن محمد بن قتيبة، قال حدثنا الفضل بن
شاذان، عن محمد بن أبي عمير، عن أحمد بن محمد بن زياد قال: جاء رجل إلى
علي بن الحسين عليهما السلام وذكر نحوه.
105 - محمد بن مسعود، قال حدثني جعفر بن أحمد بن أيوب: قال حدثني
275

حمدان بن سليمان أبو الخير، قال حدثني أبو محمد بن عبد الله بن محمد اليماني، قال
حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب الكوفي، عن أبيه الحسين، عن طاووس
قال: كنا على مائدة ابن عباس، ومحمد بن الحنفية حاضر، فوقعت جرادة فأخذها
محمد، ثم قال هل تعرفون ما هذه النقط السود في جناحها؟ قالوا الله أعلم. فقال:
أخبرني أبي علي بن أبي طالب عليه السلام أنه كان مع النبي صلى الله عليه وآله ثم قال: هل تعرف يا علي
هذا النقط السود في جناح هذه الجرادة؟ قال: قلت الله ورسوله أعلم.
فقال عليه السلام: مكتوب في جناحها أنا الله رب العالمين، خلقت الجراد جندا من
جنودي أصيب به من أشاء من عبادي، فقال ابن عباس: فما بال هؤلاء القوم يفتخرون
علينا يقولون أنهم أعلم منا، فقال محمد: ما ولدهم الا من ولدني.
قال: فسمع ذلك الحسن بن علي عليه السلام فبعث إليهما وهما في المسجد الحرام،
فقال لهما: أما أنه قد بلغني ما قلتما إذ وجدتما جرادة، فأما أنت يا ابن عباس ففيمن
نزلت هذه الآية " فلبئس المولى ولبئس العشير " (1) في أبي أوفي أبيك؟ وتلي عليه
أيات من كتاب الله كثيرا.
ثم قال: أما والله لولا ما نعلم لا علمتك عاقبة أمرك ما هو وستعلمه، ثم انك
بقولك هذا مستنقص في بدنك، ويكون الجرموز من ولدك، ولو أذن لي في القول
لقلت ما لو سمع عامة هذا الخلق لجحدوه وأنكروه.
106 - حمدويه وإبراهيم، قالا حدثنا أيوب بن نوح، عن صفوان بن يحيى
عن عاصم بن حميد، عن سلام بن سعيد، عن عبد الله بن عبد يا ليل رجل من أهل
الطائف، قال أتينا ابن عباس (رحمة الله عليهما) نعوده في مرضه الذي مات فيه
قال، فأغمي عليه في البيت فاخرج إلى صحن الدار، قال، فأفاق.
فقال: ان خليلي رسول الله صلى الله عليه وآله قال: اني سأهجر هجرتين وأني سأخرج
من هجرتي: فهاجرت هجرة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وهجرة مع علي عليه السلام، وأني
سأعمي: فعميت، وأني سأغرق: فأصابني حكة فطرحني أهلي في البحر فغفلوا عني
.

(1) سورة الحج: 13
276

فغرفت ثم استخرجوني بعد.
وأمرني أن أبرأ من خمسة: من الناكثين وهم أصحاب الجمل، ومن القاسطين
وهم أصحاب الشام، ومن الخوارج وهم أهل النهروان، ومن القدرية وهم الذين
ضاهوا النصارى في دينهم فقالوا لاقدر، ومن المرجئة الذين ضاهوا اليهود في دينهم
فقالوا الله أعلم.
قال ثم قال: اللهم إني أحيى على ما حيى عليه علي بن أبي طالب وأموات
على ما مات عليه علي بن أبي طالب، قال: ثم مات فغسل وكفن ثم صلى على
سريره، قال: فجاء طائران أبيضان فدخلا في كفنه فرأى الناس، انما هو فقهه فدفن.
107 - جعفر بن معروف، قال حدثني محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير،
عن جريح، عن أبي عبد الله عليه السلام ان ابن عباس لما مات واخرج: خرج من كفنه
طير أبيض يطير ينظرون إليه يطير نحو السماء حتى غاب عنهم.
فقال: وكان أبي يحبه حبا شديدا، وكانت أمه تلبسه ثيابه وهو غلام،
فينطلق إليه في غلمان بني عبد المطلب، قال فأتاه بعدما أصاب بصره فقال: من أنت، قال:
أنا محمد بن علي بن الحسين، فقال: حسبك من لم يعرفك فلا عرفك.
108 - جعفر بن معروف، قال حدثني الحسين بن علي بن النعمان، عن أبيه،
عن معاذ بن مطر، قال سمعت إسماعيل بن الفضل الهاشمي، قال حدثني بعض
أشياخي، قال: لما هزم علي بن أبي طالب عليه السلام أصحاب الجمل، بعث أمير المؤمنين
عليه السلام عبد الله بن عباس (رحمة الله عليهما) إلى عائشة يأمرها بتعجيل الرحيل وقلة
العرجة.
قال ابن عباس: فأتيتها وهي في قصر بني خلف في جانب البصرة قال: فطلبت
الاذن عليها، فلم تأذن، قد خلت عليها من غير اذنها، فإذا بيت قفار لم يعد لي فيه
مجلس فإذا هي من وراء سترين.
قال: فضربت ببصري فإذا في جانب البيت رحل عليه طنفسة، قال: فمددت
277

الطنفسة فجلست عليها، فقالت من وراء الستر: يا ابن عباس أخطأت السنة دخلت
بيتنا بغير اذننا، وجلست على متاعنا بغير اذننا، فقال لها ابن عباس (رحمه الله عليهما):
نحن أولى بالسنة منك ونحن علمناك السنة، وانما بيتك الذي خفك فيه رسول الله صلى الله عليه وآله
فخرجت منه ظالمة لنفسك غاشية لدينك عاتية على ربك عاصية لرسول الله صلى الله عليه وآله فإذا
رجعت إلى بيتك لم ندخله الا باذنك ولم نجلس على متاعك الا بأمرك، ان أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بعث إليك يأمرك بالرحيل إلى المدينة وقلة العرجة.
فقالت: رحم الله أمير المؤمنين ذلك عمر بن الخطاب، فقال ابن عباس: هذا
والله أمير المؤمنين وان تزبدت فيه وجوه ورغمت فيه معاطس، أما والله لهو أمير
المؤمنين، وأمس برسول الله رحما، وأقرب قرابة، وأقدم سبقا، وأكثر علما،
وأعلى منارا، وأكثر آثارا من أبيك ومن عمر، فقالت: أبيت ذلك.
فقال: اما والله إن كان آباؤك فيه لقصير المدة عظيم التبعة ظاهر الشؤم بين
النكل، وما كان آباؤك فيه الا حلب شاة حتى صرت لا تأمرين ولا تنهين ولا ترفعين
ولا تضعين، وما كان مثلك الا كمثل ابن الحضرمي بن نجمان أخي بني أسد، حيث
يقول:
ما زال اهداء القصائد بيننا * شتم الصديق وكثرة الألقاب
حتى تركتهم كأن قلوبهم * في كل مجمعة طنين ذباب
قال: فأراقت دمعتها، وأبدت عويلها، وتبدى نشيجها، ثم قالت: أخرج والله
عنكم فما في الأرض بلد أبغض إلى من بلد تكونون فيه، فقال ابن عباس رحمة الله:
فوالله ماذا بلاءنا عندك ولا بضيعتنا إليك، انا جعلناك للمؤمنين أما وأنت بنت أم
رومان، وجعلنا أباك صديقا وهو ابن أبي قحافة.
فقالت: يا ابن عباس تمنون علي برسول الله، فقال: ولم نمن عليك بمن
لو كان منك قلامة منه مننتنا به، ونحن لحمه ودمه ومنه واليه، وما أنت الا حشية من
تسع حشايا خلفهن بعده لست بأبيضهن لونا، ولا بأحسنهن وجها، ولا بأرشحهن
278

عرقا، ولا بأنضرهن ورقا، ولا بأطرأهن أصلا، فصرت تأمرين فتطاعين، وتدعين
فتجابين، وما مثلك الا كما قال أخو بني فهر:
مننت على قومي فأبدوا عداوة * فقلت لهم كفوا العداوة والشكرا
ففيه رضا من مثلكم لصديقه * وأحج بكم أن تجموا البغي والكفرا
قال: ثم نهضت وأتيت أمير المؤمنين عليه السلام فأخبرته بمقالتها وما رددت عليها،
فقال: أنا كنت أعلم بك حيث بعثتك.
109 - قال الكشي: روى علي بن يزداد الصائغ الجرجاني، عن عبد العزيز بن
محمد بن عبد الاعلى الجزري، عن خلف المحرومي البغدادي عن سفيان بن سعيد،
عن الزهري، قال: سمعت الحارث يقول: استعمل علي عليه السلام على البصرة عبد الله بن
عباس، فحمل كل مال في بيت المال بالبصرة ولحق بمكة وترك عليا عليه السلام، وكان
مبلغه ألفي ألف درهم.
فصعد علي عليه السلام المنبر حين بلغه ذلك فبكي، فقال: هذا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله
في علمه وقدره يفعل مثل هذا، فكيف يؤمن من كان دونه، اللهم إني قد مللتهم
فأرحني منهم، واقبضني إليك غير عاجز ولا ملول.
110 - قال الكشي: قال شيخ من أهل اليمامة، يذكر عن معلى بن هلال، عن
الشعبي، قال: لما احتمل عبد الله بن عباس بيت مال البصرة وذهب به إلى الحجاز.
كتب إليه علي بن أبي طالب: من عبد الله علي بن أبي طالب إلى عبد الله بن عباس
أما بعد: فاني قد كنت أشركتك في أمانتي، ولم يكن أحد من أهل بيتي في نفسي
أوثق منك لمواساتي وموازرتي وأداء الأمانة إلي فلما رأيت الزمان على ابن عمك
قد كلب، والعدو عليه قد حرب، وأمانة الناس قد خربت، وهذه الأمور قد قست،
قلبت لابن عمك ظهر المجن، وفارقته مع المفارقين، وخذلته أسوء خذلان الخاذلين.
فكأنك لم تكن تريد الله بجهادك، وكأنك لم تكن على بينة من ربك، وكأنك
انما كنت تكيد أمة محمد صلى الله عليه وآله على دنياهم، وتنوي غرتهم، فلما أمكنتك الشدة في
279

خيانة أمة محمد أسرعت الوثبة وعجلت العدوة، فاختطفت ما قدرت عليه اختطاف
الذئب الأزل رمية المعزى الكسير.
كأنك لا أبالك، انما جررت إلى أهلك تراثك من أبيك وأمك، سبحان الله،
أما تؤمن بالمعاد؟ أو ما تخاف من سوء الحساب؟ أو ما يكبر عليك أن تشترى الإماء
وتنكح النساء بأموال الأرامل والمهاجرين الذين أفاء الله عليهم هذه البلاد؟
أردد إلى القوم أموالهم فوالله لئن لم تفعل ثم أمكنني الله منك لاعذرن الله فيك،
فوالله لو أن حسنا وحسينا فعلا مثل ما فعلت لما كان لهما عندي في ذلك هوادة، ولا
لواحد منهما عندي فيه رخصة حتى آخذ الحق وأزيح الجور عن مظلومها، والسلام.
قال: فكتب إليه عبد الله بن عباس، أما بعد - فقد أتاني كتابك، تعظم علي
إصابة المال الذي أخذته من بيت مال البصرة: ولعمري أن لي في بيت مال الله أكثر
مما أخذت، والسلام.
قال: فكتب إليه علي بن أبي طالب عليه السلام اما بعد - فالعجب كل العجب من
تزيين نفسك، أن لك في بيت مال الله أكثر مما أخذت وأكثر مما لرجل من المسلمين:
فقد أفلحت إن كان تمنيك الباطل، وادعاؤك مالا يكون ينجيك من الاثم، ويحل لك ما
حرم الله عليك، عمرك الله أنك لانت العبد المهتدي إذا.
فقد بلغني أنك اتخذت مكة وطنا وضربت بها عطنا تشتري مولدات مكة
والطائف، تختارهن على عينك، وتعطي فيهن مال غيرك، وأني لاقسم بالله ربي
وربك رب العزة: ما يسرني أن ما أخذت من أموالهم لي حلال أدعه لعقبي ميراثا، فلا
غرو وأشد باغتباطك تأكله رويدا رويدا، فكأن قد بلغت المدا وعرضت على ربك
والمحل الذي يتمنى الرجعة والمضيع للتوبة كذلك وما ذلك ولات حين مناص - والسلام.
قال: فكتب إليه عبد الله بن عباس، اما بعد - فقد أكثرت علي فوالله لان ألقي الله
بجميع ما في الأرض من ذهبها وعقيانها أحب إلي أن القي الله بدم رجل مسلم.
280

محمد بن أبي بكر
111 - حدثني محمد بن قولويه، والحسين بن الحسن بن بندار القميان، قالا:
حدثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي، قال: حدثني الحسن بن موسى الخشاب،
ومحمد بن عيسى بن عبيد، عن علي بن أسباط، عن عبد الله بن سنان، قال: سمعت
أبا عبد الله عليه السلام يقول: كان مع أمير المؤمنين عليه السلام من قريش خمسة نفر، وكانت ثلاثة
عشر قبيلة مع معاوية.
فاما الخمسة: فمحمد بن أبي بكر رحمة الله عليه أتته النجابة من قبل أمه أسماء
بنت عميس، وكان معه هاشم بن عتبة بن أبي وقاص المرقال.
وكان معه جعدة بن هبيرة المخزومي، وكان أمير المؤمنين عليه السلام خاله وهو الذي
قال له عتبة بن أي سفيان انما لك هذه الشدة في الحرب من قبل خالك فقال له جعدة
لو كان خالك مثل خالي لنسيت أباك، ومحمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة، و
الخامس سلف أمير المؤمنين ابن أبي العاص بن ربيعة، وهو صهر النبي صلى الله عليه وآله أبو
الربيع.
112 - حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا حدثنا أيوب، عن صفوان، عن
معاوية بن عمار وغير واحد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان عمار بن ياسر ومحمد
ابن أبي بكر لا يرضيان أن يعصى الله عز وجل.
113 - محمد بن مسعود، قال حدثني علي بن محمد القمي، قال حدثني
أحمد بن محمد بن عيسى، عن زحل عمر بن عبد العزيز، عن جميل بن دراج، عن
281

حمزة بن محمد الطيار، قال: ذكرنا محمد بن أبي بكر عند أبي عبد الله عليه السلام فقال أبو
عبد الله عليه السلام رحمه الله وصلى عليه.
قال لأمير المؤمنين عليه السلام يوما من الأيام: أبسط يدك أبايعك، فقال: أو ما فعلت؟
قال: بلي، فبسط يده، فقال: أشهد أنك امام مفترض طاعتك، وأن أبي في النار.
فقال أبو عبد الله عليه السلام: كان انجابه من قبل أمه أسماء بنت عميس رحمة الله عليها لامن
قبل أبيه.
114 - حمدويه بن نصير، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير،
عن عمر بن أذينة، عن زرارة بن أعين، عن أبي جعفر عليه السلام أن محمد بن أبي بكر
بايع عليا عليه السلام على البراءة من أبيه.
115 - حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا محمد بن عبد الحميد، قال: حدثني
أبو جميلة، عن ميسر بن عبد العزيز، عن أبي جعفر عليه السلام قال: بايع محمد بن أبي
بكر على البراءة من الثاني.
116 - حمدويه، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن

(1) رجال النجاشي: 218
2) الفهرست: 141
3) رجال الشيخ: 486
282

موسى بن مصعب، عن شعيب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعت يقول: ما من أهل
بيت الا ومنهم نجيب من أنفسهم، وأنجب النجباء من أهل بيت سوء، منهم محمد
ابن أبي بكر. مالك الأشتر
117 - حدثني عبيد بن محمد النخعي الشافعي السمرقندي، عن أبي أحمد
الطرسوسي، قال حدثني خالد بن طفيل الغفاري، عن أبيه، عن حلام بن أبي ذر الغفاري
وكانت له صحبة، قال مكث أبو ذر رحمه الله بالربذة حتى مات.
فلما حضرته الوفاة قال لا مرأته: إذ بحي شاة من غنمك واصنعيها، فإذا نضجت
فاقعدي على قارعة الطريق، فأول ركب ترينهم قولي يا عباد الله المسلمين هذا أبو ذر
صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله قد قضى نحبه ولقى ربه فأعينوني عليه وأجيبوه، فان رسول
الله صلى الله عليه وآله أخبرني أني أموت في أرض غربة، وأنه يلي غسلي ودفني والصلاة علي
رجال من أمتي صالحون.
118 - محمد بن علقمة بن الأسود النخعي، قال: خرجت في رهط أريد الحج
منهم مالك بن الحارث الأشتر، وعبد الله بن الفضل التيمي، ورفاعة بن شداد البجلي
حتى قدمنا الربذة، فإذا امرأة على قارعة الطريق، تقول: يا عباد الله المسلمين هذا
أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله قد هلك غريبا ليس لي أحد يعينني عليه.
قال: فنظر بعضنا إلى بعض وحمدنا الله على ما ساق إلينا، واسترجعنا على
عظيم المصيبة، ثم أقبلنا معها فجهزناه وتنافسنا في كفنه حتى خرج من بيننا بالسواء
ثم تعاونا على غسله حتى فرغنا منه، ثم قدمنا مالكا الأشتر فصلى بنا عليه ثم دفناه.
فقام الأشتر على قبره ثم قال: اللهم هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله عبدك
في العابدين، وجاهد فيك المشركين، لم يغير ولم يبدل، لكنه رأى منكرا فغيره
بلسانه وقلبه، حتى جفي ونفي وحرم واحتقر، ثم مات وحيدا غريبا، اللهم فاقصم
من حرمه ونفاه من مهاجره وحرم رسولك صلى الله عليه وآله قال، فرفعنا أيدينا جميعا وقلنا آمين
ثم قدمت الشاة التي صنعت، فقالت: انها قد أقسم الا تبرحوا حتى تتغدوا،
فتغدينا وارتحلنا.
قال الكشي: ذكر أنه لما نعي الأشتر مالك بن الحارث النخعي إلى أمير
المؤمنين عليه السلام تأوه حزنا، وقال: رحم الله مالكا، وما مالك عز علي به هالكا، لو كان
283

صخرا لكان صلدا، ولو كان حبلا لكان قيدا. وكأنه قد منى قدا.
زيد بن صوحان
119 - جبريل بن أحمد، قال: حدثني موسى بن معاوية بن وهب، قال:
وحدثني علي بن سعد، عن عبد الله بن عبد الله الواسطي، عن واصل بن سليمان، عن
عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما صرع زيد بن صوحان رحمة الله عليه
يوم الجمل، جاء أمير المؤمنين عليه السلام حتى جلس عند رأسه، فقال رحمك الله يا زيد
قد كنت خفيف المؤنة عظيم المعونة.
قال: فرفع زيد رأسه إليه وقال: وأنت فجزاك الله خيرا يا أمير المؤمنين،
فوالله ما علمتك الا بالله عليما، وفي أم الكتاب عليا حكيما، وأن الله في صدرك لعظيم،
والله ما قاتلت معك على جهالة، ولكني سمعت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله تقول سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه، وعاد من
عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، فكرهت والله أن اخذ لك فيخذلني الله.
120 - علي بن محمد القتيبي، قال، قال الفضل بن شاذان: ثم عرف الناس
بعده فمن التابعين ورؤسائهم وزهادهم زيد بن صوحان.
وروي أن عائشة كتبت من البصرة إلى زيد بن صوحان إلى الكوفة: من
عائشة زوج النبي إلى ابنها زيد بن صوحان الخالص، أما بعد: فإذا أتاك كتابي هذا
فاجلس في بيتك، واخذل الناس عن علي بن أبي طالب حتى يأتيك أمري.
فلما قرأ كتابها، قال: أمرت بأمر وأمرنا بغيره، فركبت ما أمرنا به، وأمرتنا
أن نركب ما أمرت هي به، أمرت أن تقر في بيتها، وأمرنا أن نقاتل حتى لا تكون
فتنة، والسلام. صعصعة بن صوحان
121 - محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو جعفر حمدان بن أحمد، قال: حدثني
معاوية بن حكيم، عن أحمد بن النصر، قال: كنت عند أبي الحسن الثاني عليه السلام قال:
ولا أعلم الا قام ونفض الفراش بيده، ثم قال لي يا أحمد ان أمير المؤمنين عليه السلام عاد
صعصعة بن صوحان في مرضه، فقال، يا صعصعة ولا تتخذ عيادتي لك أبهة على قومك.
284

قال: فلما قال أمير المؤمنين لصعصعة هذه المقالة، قال صعصعة: بلي والله
أعدها منة من الله علي وفضلا، قال: فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: ان كنت ما علمتك
لخفيف المؤنة حسن المعونة، قال، فقال، صعصعة: وأنت والله يا أمير المؤمنين ما
علمتك الا بالله عليما وبالمؤمنين رؤفا رحيما.
122 - محمد بن مسعود: قال: حدثني علي بن محمد قال: حدثني محمد
ابن أحمد بن يحيى، عن العباس بن معروف، عن أبي محمد الحجال، عن داود
ابن أبي يزيد، قال قال أبو عبد الله عليه السلام: ما كان مع أمير المؤمنين عليه السلام من يعرف حقه
الاصعصعة وأصحابه.
123 - محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو الحسن علي بن علي الخزاعي،
قال: حدثنا محمد بن علي بن خالد العطار، قال: حدثني عمرو بن عبد الغفار، عن
أبي بكر بن أبي عياش، عن عاصم بن أبي النجود، عمن شهد ذلك، أن معاوية حين
قدم الكوفة دخل عليه رجال من أصحاب علي عليه السلام وكان الحسن عليه السلام قد أخذ الأمان
لرجال منهم مسمين بأسمائهم، وأسماء آبائهم، وكان فيهم صعصعة.
فلما دخل عليه صعصعة، قال معاوية لصعصعة: أما والله أني كنت لأبغض أن
تدخل في أماني، قال: وأنا والله أبغض أن أسميك بهذا الاسم، ثم سلم عليه بالخلافة.
قال فقال معاوية: ان كنت صادقا فاصعد المنبر فالعن علينا! قال: فصعد المنبر
وحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس أتيتكم من عند رجل قدم شره وأخر خيره
وأنه أمرني أن ألعن عليا فالعنوه لعنه الله فضج أهل المسجد بآمين.
فلما رجع إليه فأخبره بما قال ثم قال: لا والله ما عنيت غيري ارجع
حتى تسمية باسمه، فرجع وصعد المنبر، ثم قال: أيها الناس أن أمير المؤمنين أمرني أن
ألعن علي بن أبي طالب فالعنوا من لعن علي بن أبي طالب قال: فضجوا بآمين،
قال، فلما خبر معاوية قال: لا والله ما عني غيري، أخرجوه لا يساكنني في بلد،
فأخرجوه.
285

جندب بن زهير وعبد الله بن بديل وغيرهما
124 - قال الفضل بن شاذان: فمن التابعين الكبار ورؤسائهم وزهادهم جندب
ابن زهير قاتل الساحر، وعبد الله بن بديل، وحجر بن عدي، وسليمان بن صرد،
والمسيب بن نجبة، وعلقمة والأشتر، وسعيد بن قيس، واشباههم كثير، أفناهم
الحرب ثم كثروا بعد، حتى قتلوا مع الحسين عليه السلام وبعده.
محمد بن أبي حذيفة
125 - حدثني نصر بن صباح، قال حدثني أبو يعقوب إسحاق بن محمد
البصري، قال: حدثني أمير بن علي، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال، كان أمير
المؤمنين عليه السلام يقول، ان المحامدة تأبي أن يعصى الله عز وجل.
قلت: ومن المحامدة؟ قال محمد بن جعفر، ومحمد بن أبي بكر، ومحمد
ابن أبي حذيفة، ومحمد بن أمير المؤمنين عليه السلام، أما محمد بن أبي حذيفة هو ابن
عتبة بن ربيعة، وهو ابن خال معاوية.
126 - وأخبرني بعض رواة العامة، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني
رجل من أهل الشام، قال: كان محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة مع علي بن
أبي طالب عليه السلام ومن أنصاره وأشياعه، وكان ابن خال معاوية، وكان رجل من خيار
المسلمين، فما توفى علي عليه السلام أخذه معاوية وأراد قتله فحبسه في السجن دهرا، ثم
قال معاوية ذات يوم: ألا نرسل إلى هذا السفيه محمد بن أبي حذيفة فنبكته، ونخبره
بضلاله، ونأمره أن يقوم فيسب عليا؟ قالوا: نعم.
فبعث إليه معاوية فأخرجه من السجن، فقاله له معاوية يا محمد بن أبي حذيفة
ألم يأن لك أن تبصر ما كنت عليه من الضلالة بنصرتك علي بن أبي طالب الكذاب
ألم تعلم أن عثمان قتل مظلوما، وأن عائشة وطلحة والزبير خرجوا يطلبون بدمه
وأن عليا هو الذي دس في قتله ونحن اليوم نطلب بدمه؟
286

رجل من أهل الشام، قال: كان محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة مع علي بن
أبي طالب عليه السلام ومن أنصاره وأشياعه، وكان ابن خال معاوية، وكان رجلا من خيار
المسلمين، فلما توفي علي عليه السلام أخذه معاوية وأراد قتله فحبسه في السجن دهرا،
ثم قال معاوية ذات يوم: ألا نرسل إلى هذا السفيه محمد بن أبي حذيفة فنكبته،
ونخبره بضلاله، ونأمره أن يقوم فيسب عليا؟ قالوا: نعم.
فبعث إليه معاوية فأخرجه من السجن، فقال له معاوية يا محمد بن أبي حذيفة
ألم يأن لك أن تبصر ما كنت عليه من الضلالة بنصرتك علي بن أبي طالب الكذاب
ألم تعلم أن عثمان قتل مظلوما، وأن عائشة وطلحة والزبير خرجوا يطلبون بدمه،
وأن عليا هو الذي دس في قتله، ونحن اليوم نطلب بدمه؟
قال محمد بن أبي حذيفة: انك لتعلم اني أمس القوم بك رحما وأعرفهم بك،
قال: أجل.
قال: فوالله الذي لا اله غيره ما أعلم أحدا شرك في دم عثمان وألب عليه غيرك
لما استعملك ومن كان مثلك، فسأله المهاجرون والأنصار ان يعزلك فأبي، ففعلوا به
ما بلغك، ووالله ما أحد أشرك في قتله بدئيا ولا أخيرا الا طلحة والزبير وعائشة، فهم
الذين شهدوا عليه بالعظيمة وألبوا عليه الناس، وشركهم في ذلك عبد الرحمن بن
عوف وابن مسعود وعمار والأنصار جميعا، قال: قد كان ذاك.
قال: والله اني لأشهد أنك منذ عرفتك في الجاهلية والاسلام لعلى خلق واحد
ما زاد الاسلام فيك قليلا ولا كثيرا، وان علامة ذلك فيك لبينة تلومني علي حبي عليا
كما خرج مع علي كل صوام قوام مهاجري وأنصاري، وخرج معك أبناء المنافقين
والطلقاء والعتقاء، خدعتهم عن دينهم، وخدعوك عن دنياك، والله يا معاوية ما خفي
عليك ما صنعت، وما خفي عليهم ما صنعوا، إذا حلوا أنفسهم بسخط الله في طاعتك،
والله لا أزال أحب عليا لله، وأبغضك في الله وفي رسوله ابدا ما بقيت.
قال معاوية، وانى أراك على ضلالك بعد، ردوه، فردوه وهو يقرء في السجن
287

" رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه " (1) فمات في السجن.
قنبر
127 - محمد بن مسعود قال: أخبرنا محمد بن يزداد الرازي، قال: حدثنا
محمد بن علي الحداد، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، أن
عليا عليه السلام قال:
لما رأيت أمرا منكرا * أوقدت ناري ودعوت قنبرا
128 - محمد بن الحسن وعثمان بن حامد الكشيان، قالا: حدثنا محمد بن
يزداد الرازي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن موسى بن يسار، عن
عبد الله بن شريك، عن أبيه، قال: بينما علي عليه السلام عند امرأة له من عنزة وهي أم عمر
إذ أتاه قنبر فقال له: ان عشرة نفر بالباب يزعمون أنك ربهم قال: أدخلهم، قال: فدخلوا عليه.
فقال لهم: ما تقولون؟ فقالوا: نقول: انك ربنا وأنت الذي خلقتنا، وأنت
الذي ترزقنا، فقال لهم: ويلكم لا تفعلوا انما أنا مخلوق مثلكم، فأبوا وأعادوا عليه
ثم ساق الحديث إلى أن قذفهم في النار ثم قال علي عليه السلام:
اني إذا أبصرت شيئا منكرا * أوقدت ناري ودعوت قنبرا
129 - إبراهيم بن الحسين الحسيني العقيقي، رفعه، قال: سئل قنبر مولى
من أنت؟ فقال: أنا مولى من ضرب بسيفين، وطعن برمحين، وصلى القبلتين، وبايع
البيعتين، وهاجر الهجرتين، ولم يكفر بالله طرفة عين، أنا مولى صالح المؤمنين،
ووارث النبيين، وخير الوصيين، وأكبر المسلمين.
ويعسوب المؤمنين، ونور المجاهدين، ورئيس البكائين، وزين العابدين،
وسراج الماضين، وضوء القائمين، وأفضل القانتين، ولسان رسول رب العالمين،

(1) سورة يوسف: 33
288

وأول المؤمنين من آل ياسين، المؤيد بجبريل الأمين، والمنصور بميكائيل المتين،
والمحمود عند أهل السماوات أجمعين، سيد المسلمين والسابقين، وقاتل الناكثين
والقاسطين.
والمحامي عن حرم المسلمين، والمجاهد أعدائه الناصبين، ومطفي نيران
الموقدين، وأفخر من مشي من قريش أجمعين، وأول من حارب واستجاب الله أمير
المؤمنين، ووصي نبيه في العالمين، وأمينه على المخلوقين، وخليفة من بعث إليهم
أجمعين.
سيد المسلمين والسابقين، وقاتل الناكثين والقاسطين ومبيد المشركين،
وسهم من مرامي الله علي المنافقين، ولسان كلمة العابدين، ناصر دين الله، وولي الله،
ولسان كلمة الله، وناصره في أرضه، وعيبة علمه، وكهف دينه، امام الأبرار، من رضي
عنه العلي الجبار.
سمح، سخي، حي، بهلول، سنحنحي، زكي، مطهر، أبطحي، باذل، جري،
همام الصابر، صوام، مهدي، مقدام، قاطع الأصلاب، مفرق الأحزاب، عالي الرقاب
أربطهم عنانا، وأثبتهم جنانا، وأشدهم شكيمة، بازل، باسل، صنديد، هزبر، ضرغام
حازم، عزام، حصيف، خطيب، محجاج، كريم الأصل، شريف الفضل، فاضل
القبيلة، نفي العشيرة زكي الركانة، مؤدي الأمانة، من بني هاشم.
وابن عم النبي صلى الله عليه وآله والامام مهدي الرشاد، مجانب الفساد، الأشعث الحاتم،
البطل الجماجم، والليث المزاحم، وبدري، مكي، حنفي، روحاني، شعشعاني، من
الجبال شواهقها، ومن الهضاب رؤوسها، ومن العرب سيدها، ومن الوغاء ليثها،
البطل الهمام، والليث المقدام، والبدر التمام، محك المؤمنين، ووارث المشعرين،
وأبو السبطين الحسن والحسين، والله أمير المؤمنين حقا حقا علي بن أبي طالب عليه
من الله صلوات الزكية والبركات السنية.
130 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن قيس القوميني،
289

قال: حدثني أحكم بن يسار، عن أبي الحسن صاحب العسكر عليه السلام ان قنبرا مولى
أمير المؤمنين عليه السلام دخل على الحجاج بن يوسف، فقال له: ما الذي كنت تلي من
علي بن أبي طالب؟ فقال: كنت أوضئه، فقال له: ما كان يقول إذا فرغ من
وضوئه؟
فقال: كان يتلو هذه الآية " فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل
شئ حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين
ظلموا والحمد الله رب العالمين " (1) فقال الحجاج: أظنه كان يتأولها علينا، قال:
نعم، فقال: ما أنت صانع إذا ضربت علاوتك؟ قال: إذا أسعد وتشقي، فأمر به.
رشيد الهجري
131 - حدثني أبو أحمد ونسخت من خطة، حدثني محمد بن عبد الله بن
مهران؟ عن وهب بن مهران، قال: حدثني محمد بن علي الصيرفي، عن علي بن
محمد بن عبد الله الحناط، عن وهيب بن حفص الجريري، عن أبي حيان البجلي،
عن قنواء بنت رشيد الهجري، قال: قلت لها: أخبريني ما سمعت من أبيك؟ قالت:
سمعت أبي يقول: أخبرني أمير المؤمنين عليه السلام فقال يا رشيد كيف صبرك إذا أرسل
إليك دعي بني أمية فقطع يديك ورجليك ولسانك، قلت: يا أمير المؤمنين آخر ذلك
إلى الجنة؟ فقال: يا رشيد أنت معي في الدنيا والآخرة.
قالت: فوالله ما ذهبت الأيام حتى أرسل إليه عبيد الله بن زياد الدعي، فدعاه
إلى البراءة من أمير المؤمنين عليه السلام فأبي ان يبرأ منه، فقال له الداعي: فبأي ميتة قال
لك تموت؟
فقال له: أخبرني خليلي انك تدعوني إلى البراءة مه فلا أبرء فتقدمني فتقطع
يدي ورجلي ولساني، فقال والله ح لأكذبن قوله فيك.

(1) سورة الأنعام: 45
290

قال: فقدموه فقطعوا يديه ورجليه وتركوا لسانه، فحملت أطراف يديه ورجليه
فقلت: يا أبت هل تجد ألما لما أصابك؟ فقال: لا يا بنية الا كالزحام بين الناس، فلما
احتملناه وأخرجناه من القصر اجتمع الناس حوله، فقال: أيتوني بصحيفة ودوات
أكتب لكم ما يكون إلى يوم الساعة، فأرسل إليه الحجام حتى يقطع لسانه، فمات
رحمة الله عليه في ليلته.
قال: وكان أمير المؤمنين عليه السلام يسميه رشيد البلايا، وكان قد ألقى إليه علم
البلايا والمنايا، وكان حياته إذا لقى الرجل قال له: فلان أنت تموت بميتة كذا،
وتقتل أنت يا فلان بقتلة كذا وكذا، فيكون كما يقول رشيد.
وكان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: أنت رشيد البلايا، أي تقتل بهذه القتلة، فكان
كما قال أمير المؤمنين عليه السلام.
132 - جبريل بن أحمد، قال: حدثني محمد بن عبد الله بن مهران، قال:
حدثني أحمد بن النضر، عن عبد الله بن يزيد الأسدي، عن فضيل بن الزبير، قال:
خرج أمير المؤمنين عليه السلام يوما إلى بستان البرني، ومعه أصحابه، فجلس تحت نخلة
ثم أمر بنخلة، فلقطت فأنزل منها رطب فوضع بين أيديهم، قالوا فقال رشيد الهجري:
يا أمير المؤمنين ما أطيب هذا الرطب؟ فقال: يا رشيد أما أنك تصلب على جذعها، فقال:
رشيد: فكنت أختلف إليها طرفي النهار أسقيها.
ومضى أمير المؤمنين عليه السلام قال: فجئتها يوما وقد قطع سعفها: قلت اقترب أجلي
ثم جئت يوما فجاء العريف فقال أجب الأمير: فأتيته فلما دخلت القصر فإذا الخشب
ملقى، ثم جئت يوما آخر فإذا النصف الآخر قد جعل زرنوقا يستقى عليه الماء، فقلت
ما كذبني خليلي فأتاني العريف فقال: أجب الأمير فأتيته.
فلما دخلت القصر إذا الخشب ملقى فإذا فيه الزرنوق، فجئت حتى ضربت
الزرنوق برجلي ثم قلت: لك غذيت ولي انبت ثم أدخلت على عبيد الله بن زياد،
فقال: هات من كذب صاحبك: فقلت: والله ما أنا بكذاب ولا هو، ولقد أخبرني
291

أنك تقطع يدي ورجلي ولساني، قال: إذا والله نكذبه اقعطوا يده ورجله وأخرجوه.
فلما حمل إلى أهله أقبل يحدث الناس بالعظايم، وهو يقول: أيها الناس
سلوني فان للقوم عندي طلبة لم يقضوها، فدخل رجل على ابن زياد فقال له: ما
صنعت قطعت يده ورجله وهو يحدث الناس بالعظايم؟ قال: ردوه وقد انتهى إلى
بابه، فردوه فأمر بقطع يديه ورجليه ولسانه وأمر بصلبه.
حبيب بن مظاهر
133 - جبريل بن أحمد، قال: حدثني محمد بن عبد الله بن مهران، قال:
حدثني أحمد بن النصر، عن عبد الله بن يزيد الأسدي، عن فضيل بن الزبير، قال:
مر ميثم التمار على فرس له فاستقبل حبيب بن مظاهر الأسدي عند مجلس بني أسد،
فتحدثا حتى اختلف أعناق فرسيهما.
ثم قال حبيب: لكأني بشيخ أصلح ضخم البطن يبيع البطيخ عند دار الزرق،
قد صلب في حب أهل بيت نبيه عليه السلام، ويبقر بطنه على الخشب.
فقال ميثم: واني لأعرف رجلا أحمر له صفيدتان يخرج لينصر ابن بنت نبيه
فيقتل ويجال برأسه بالكوفة.
ثم افترقا، فقال أهل المجلس: ما رأينا أحدا أكذب من هذين، قال: فلم
يفترق أهل المجلس حتى أقبل رشيد الهجري، فطلبهما فسأل أهل المجلس عنهما؟
فقالوا: افترقا وسمعناهما يقولان كذا وكذا.
فقال رشيد: رحم الله ميثما نسي: ويزاد في عطاء الذي يجئ بالرأس مائة
درهم، ثم أدبر فقال القوم: هذا والله أكذبهم.
فقال القوم: والله ما ذهبت الأيام والليالي حتى رأيناه مصلوبا على باب دار
عمرو بن حريث، وجئ برأس حبيب بن مظاهر قد قتل مع الحسين عليه السلام ورأينا
كل ما قالوا.
292

وكان حبيب من السبعين الرجال الذين نصروا الحسين عليه السلام ولقوا جبال
الحديد، واستقبلوا الرماح بصدورهم تم، والسيوف بوجوههم، وهم يعرض عليهم
الأمان والأموال فيأبون، ويقولون: لا عذر لنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله ان قتل الحسين
ومنا عين تطرف حتى قتلوا حوله.
ولقد مزح حبيب بن مظاهر الأسدي، فقال له يزيد بن خضير الهمداني وكان
يقال له سيد القراء يا أخي ليس هذه بساعة ضحك، قال فأي موضع أحق من هذا
بالسرور، والله ما هو الا أن تميل علينا هذه الطغام بسيوفهم فنعانق الحور العين.
قال الكشي. هذه الكلمة مستخرجة من كتاب مفاخر الكوفة والبصرة.
ميثم التمار
134 - حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا أيوب بن نوح، عن صفوان، عن عاصم
ابن حميد، عن ثابت الثقفي، قال: لما مر بميثم ليصلب، قال رجل: يا ميثم لقد كنت
عن هذا غنيا، قال: فالتفت إليه ميثم، ثم قال: والله ما نبتت هذه النخلة الا لي ولا
اغتذيت الا لها.
135 - محمد بن مسعود، قال حدثني علي بن محمد، عن محمد بن أحمد
الهندي، عن العباس بن معروف، عن صفوان، عن يعقوب بن شعيب، عن صالح
ابن ميثم، قال: أخبرني أبو خالد التمار، قال: كنت مع ميثم التمار بالفرات يوم
الجمعة فهبت ريح وهو في سفينة من سفن الرمان.
قال: فخرج فنظر إلى الريح فقال: شدوا برأس سفينتكم ان هذه ريح عاصف
مات معاوية الساعة، قال: فلما كانت الجمعة المقبلة قدم بريد من الشام فلقيته
فاستخبرته، فقلت له: يا عبد الله ما الخبر؟ قال: الناس على أحسن حال توفى أمير
المؤمنين وبايع الناس يزيد، قال: قلت أي يوم توفى؟ قال: يوم الجمعة.
136 - محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو محمد عبد الله بن محمد بن خالد
الطيالسي، قال حدثني الحسن بن علي ابن بنت الياس الوشاء، عن عبد الله بن
293

خراش المغربي، عن علي بن إسماعيل، عن فضيل الرسان، عن حمزة بن ميثم، قال
خرج أبي إلى العمرة، فحدثني قال: استأذنت على أم سلمة (رحمة الله عليها) فضربت
بيني وبينها خدرا، فقالت لي: أنت ميثم؟ فقلت: أنا ميثم. فقالت: كثيرا ما رأيت
الحسين بن علي ابن فاطمة (صلوات الله عليهم) يذكرك، قلت: فأين هو؟ قالت
خرج في غنم له آنفا، قلت: أنا والله أكثر ذكره فاقرأيه السلام فاني مبادر.
فقالت: يا جارية اخرجي فادهنيه، فخرجت فدهنت لحيتي ببان، فقلت: أما
والله لئن دهنتها لتخضبن فيكم بالدماء، فخرجنا فإذا ابن عباس (رحمة الله عليهما)
جالس، فقلت يا ابن عباس سلني ما شئت من تفسير القرآن، فاني قرأت تنزيله على
أمير المؤمنين عليه السلام وعلمني تأويله، فقال: يا جارية الدواة وقرطاسا، فأقبل يكتب.
فقلت: يا ابن عباس كيف بك إذا رأيتني مصلوبا تاسع تسعة أقصرهم خشبة
وأقربهم بالمطهرة، فقال لي: وتكهن أيضا خرق الكتاب، فقلت: مه احتفظ بما سمعت
مني، فان يك ما أقول لك حقا أمسكته، وان يك باطلا خرقته قال: هو ذاك.
فقدم أبي علينا فما ليث يومين حتى أرسل عبيد الله بن زياد، فصلبه تاسع تسعة
أقصرهم خشبة وأقربهم إلى المطهرة، فرأيت الرجل الذي جاء إليه ليقتله وقد أشار
إليه بالحربة، وهو يقول: أما والله لقد كنت ما علمتك الا قواما، ثم طعنه في خاصرته
فأجافه فاحتقن الدم فمكث يومين، ثم إنه في اليوم الثالث بعد العصر قبل المغرب
انبعث منخراه دما، فخضبت لحيته بالدماء.
137 - قال أبو النصر محمد بن مسعود: وحدثني أيضا بهذا الحديث علي
ابن الحسن بن فضال، عن أحمد بن محمد الأقرع. عن داود بن مهزيار، عن علي بن
إسماعيل، عن فضيل، عن عمران بن ميثم. قال علي بن الحسن: هو حمزة بن ميثم
خطأ وقال علي: اخبرني به الوشاء بأسناده مثله سواء غير أنه ذكر عمران بن ميثم.
138 - حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا أيوب، عن حنان بن سدير، عن أبيه
عن جده، قال لي ميثم التمار ذات يوم: يا أبا حكيم اني أخبرك بحديث وهو
294

حق، قال: فقلت يا أبا صالح بأي شئ تحدثني؟ قال: اني أخرج العام إلى مكة فإذا
قدمت القادسية راجعا أرسل إلي هذا الدعي ابن زياد رجلا في مائة فارس حتى يجئ
بي إليه، فيقول لي: أنت من هذه السبائية الخبيثة المحترقة التي قد يبست عليها
جلودها، وأيم الله لا قطعن يدك ورجلك.
فأقول: لأرحمك الله فوالله لعلي كان أعرف بك من حسن حين ضرب رأسك
بالدرة، فقال له الحسن: يا أبه لا تضربه فإنه يحبنا ويبغض عدونا، فقال له علي عليه السلام
مجيبا له اسكت يا بني فوالله لأنا أعلم به منك، فوالذي فلق الحبة وبرء النسمة انه
لولي لعدوك وعدو لوليك.
قال: فيأمر بي عند ذلك فأصلب فأكون أول هذا الأمة ألجم بالشريط في الاسلام
فإذا كان يوم الثالث فقلت غابت الشمس أو لم تغب ابتدر منخر اي دما علي صدري
ولحيتي. قال: فرصدناه فلما كان يوم الثالث فقلت: غابت الشمس أولم تغب ابتدر
منخراه على صدره ولحيته دما.
قال: فاجتمعنا سبعة من التمارين فاتعدنا لحمله فجئنا إليه ليلا والحراس
يحرسونه، وقد أوقدوا النار فحالت بيننا وبينهم، فاحتملناه بخشبته حتى انتهينا به
إلى فيض من ماء في مراد فدفناه فيه، ورمينا بخشبته في مراد في الخراب، وأصبح
فبعث الخيل فلم يجد شيئا.
قال، وقال يوما: يا أبا حكيم ترى هذا المكان ليس يودي فيه طسق. والطسق
أداء الاجر، ولئن طالت بك الحياة لتؤدين طسق هذا المكان إلى رجل في دار
الوليد بن عقبة اسمه زرارة. قال سدير: فأديته على خزي إلى رجل في دار الوليد
ابن عقبة يقال ه: زرارة.
139 - جبريل بن أحمد، حدثني محمد بن عبد الله بن مهران، قال: حدثني
محمد بن علي الصيرفي، عن علي بن محمد، عن يوسف بن عمران الميثمي، قال
سمعت ميثم النهرواني يقول: دعاني أمير المؤمنين عليه السلام وقال: كيف أنت يا ميثم إذا
295

دعاك دعي بني أمية ابن دعيها عبيد الله بن زياد إلى البراءة مني؟ فقال يا أمير المؤمنين
أنا والله لا أبرأ منك، قال: إذا والله يقتلك ويصلبك، قلت، أصبر فذاك في الله قليل،
فقال: يا ميثم إذا تكون معي في درجتي.
قال، وكان ميثم يمر بعريف قومه، ويقول: يا فلان كأني بك وقد دعاك دعي
بني أمية ابن دعيها فيطلبني منك أياما، فإذا قدمت عليك ذهبت بي إليه حتى يقتلني
على باب دار عمرو بن حريث، فإذا كان يوم الرابع ابتدر منخراي دما عبيطا،
وكان ميثم يمر بنخلة في سبعة فيضرب بيده عليها، ويقول: يا نخلة ما غذيت الا لي وما
غذيت الا لك، وكان يمر بعمرو بن حريث ويقول: يا عمرو إذا جاورتك فأحسن
جواري، فكان عمرو يرى أنه يشتري دارا أو ضيعة لزيق ضيعته، فكان يقول له عمرو:
ليتك قد فعلت.
ثم خرج ميثم النهرواني إلى مكة فأرسل الطاغية عدو الله بن زياد إلى عريف
ميثم فطلبه منه، فأخبره أنه بمكة، فقال له: لئن لم تأتني به لأقتلنك، فأجله أجلا،
وخرج العريف إلى القادسية ينتظر ميثما، فلما قدم ميثم قال: أنت ميثم؟ قال: نعم
أنا ميثم قال: تبرأ من أبي تراب، قال: لا أعرف أبا التراب، قال: تبرأ من علي بن
أبي طالب، فقال له: فان أنا لم أفعل؟ قال: إذا والله لا قتلك.
قال: أما لقد كان يقول لي انك ستقتلني وتصلبني على باب عمرو بن حريث
فإذ ا كان يوم الرابع ابتدر منخراي دما عبيطا، فأمر به فصلب على باب عمرو بن حريث.
فقال للناس: سلوني (وهو مصلوب) قبل أن أقتل فوالله لأخبرنكم بعلم ما يكون
إلى أن تقوم الساعة وما يكون من الفتن، فلما سأله الناس حدثهم حديثا واحدا،
إذ أتاه رسول من قبل ابن زياد فألجمه بلجام من شريط، وهو أول من ألجم بلجام
وهو مصلوب.
140 - وروي عن أبي الحسن الرضا عليه السلام عن أبيه، عن آبائه (صلوات الله
عليهم) قال أتي ميثم التمار دار أمير المؤمنين عليه السلام فقيل له انه نائم فنادي بأعلى صوته
296

انتبه أيها النائم فوالله لتخضبن لحيتك من رأسك، فانتبه أمير المؤمنين عليه السلام فقال:
ادخلوا ميثما، فقال له: أيها النائم والله لتخضبن لحيتك من رأسك.
فقال: صدقت وأنت والله لتقطعن يداك ورجلاك ولسانك ولتقطعن النخلة التي
بالكناسة فتشق أربع قطع، فتصلب أنت على ربعها وحجر بن عدي على ربعها، ومحمد
ابن أكثم علي ربعها، وخالد بن مسعود على ربعها.
قال ميثم: فشككت في نفسي وقلت: ان عليا ليخبرنا بالغيب، فقلت له، أو
كائن ذاك يا أمير المؤمنين؟ فقال: أي ورب الكعبة كذا عهده إلي النبي صلى الله عليه وآله، قال،
فقلت: لم يفعل ذلك بي يا أمير المؤمنين؟ فقال: ليأخذنك العتل الزنيم ابن الأمة
الفاجرة عبيد الله بن زياد.
قال: وكان عليه السلام يخرج إلى الجبانة وأنا معه فيمر بالنخلة فيقول لي: يا ميثم ان
لك ولها شانا من الشأن، قال: فلما ولي عبيد الله بن زياد الكوفة ودخلها تعلق علمه
بالنخلة التي بالكناسة فتخرق، فتطير من ذلك فأمر بقطعها، فاشتراها رجل من
النجارين فشقها أربع قطع.
قال ميثم: فقلت لصالح ابني فخذ مسمارا من حديد فأنقش عليه اسمي واسم
أبي ودقه في بعض تلك الأجذاع، قال: فلما مضى بعد ذلك أيام أتاني قوم من أهل
السوق فقالوا: يا ميثم انهض معنا إلى الأمير نشكو إليه عامل السوق، ونسأله أن يعزله
عنا ويولي علينا غيره.
قال: وكنت خطيب القوم فنصت لي وأعجبه منطقي، فقال له عمرو بن حريث
أصلح الله الأمير تعرف هذا المتكلم؟ قال: من هو؟ قال ميثم التمار الكذاب مولى
الكذاب علي بن أبي طالب، قال: فاستوى جالسا فقال لي ما تقول؟ فقلت: كذب
أصلح الله الأمير، بل أنا الصادق مولى الصادق علي بن أبي طالب أمير المؤمنين حقا
فقال لي: لتبرأن من علي، ولتذكرن مساويه، وتتولى عثمان، وتذكر محاسنه،
أو لا قطعن يديك ورجليك ولأصلبنك، فبكيت، فقال لي، بكيت من القول دون الفعل،
297

فقلت: والله ما بكيت من القول ولا من الفعل، ولكن بكيت من شك كان دخلني يوم
خبرني سيدي ومولاي، فقال لي: وما قال لك؟
قال، فقلت: أتيت الباب فقيل لي: أنه نائم، فناديت انتبه أيها النائم، فوالله
لتخضبن لحيتك من رأسك فقال: صدقت وأنت والله لتقطعن يداك ورجلاك ولسانك
ولتصلبن، فقلت: ومن يفعل ذلك بي؟ يا أمير المؤمنين فقال: يأخذك العتل الزنيم
ابن الأمة الفاجرة عبيد الله بن زياد.
قال: فامتلأ غيظا ثم قال لي،: والله لأقطعن يديك ورجليك ولأدعن لسانك
حتى أكذبك وأكذب مولاك، فأمر به فقطعت يداه ورجلاه، ثم أخرج فأمر به أن
يصلب فنادي بأعلى صوته أيها الناس من أراد أن يسمع الحديث المكنون عن علي
بن أبي طالب عليه السلام؟ قال: فاجتمع الناس وأقبل يحدثهم بالعجائب.
قال: وخرج عمرو بن حريث وهو يريد منزله فقال: ما هذه الجماعة؟ قالوا:
ميثم التمار يحدث الناس عن علي بن أبي طالب، تقال: فانصرف مسرعا فقال:
أصلح الله الأمير بادر فابعث إلى هذا من يقطع لسانه، فاني لست آمن أن يغير قلوب
أهل الكوفة فيخرجوا عليك، قال: فالتفت إلى حرسي فوق رأسه فقال: اذهب فاقطع
لسانه.
قال، فأتاه الحرسي فقال له: يا ميثم! قال: ما تشاء؟ قال: أخرج لسانك فقد
أمرني الأمير بقطعه، قال ميثم: ألا زعم ابن الأمة الفاجرة أنه يكذبني ويكذب مولاي
هاك لساني، قال: فقطع لسانه وتشحط ساعة في دمه ثم مات، وأمر به فصلب، قال
صالح فمضيت بعد ذلك بأيام، فإذا هو قد صلب على الربع الذي كنت دققت فيه
المسمار.
عبد الله بن شداد الهاد
141 - وجدت في كتاب محمد بن شاذان بن نعيم بخطه، روى عن حمران بن
298

أعين، أنه قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يحدث عن آبائه (عليهم السلام) أن رجلا كان
من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام مريضا شديد الحمى، فعاده الحسين بن علي عليه السلام فلما دخل
باب الدار طارت الحمى عن الرجل، فقال له قد رضيت بما أوتيتم به حقا حقا
والحمى تهرب منكم.
فقال: والله ما خلق الله شيئا الا وقد أمره بالطاعة لنا يا كناسة قال: فإذا نحن نسمع
الصوت ولا نرى الشخص يقول: لبيك، قال: أليس أمير المؤمنين أمرك ألا تقربي
الا عدوا أو مذنبا لكي تكون كفارة لذنوبه، فما بال هذا؟ وكان الرجل المريض
عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي.
الحارث الأعور
142 - حمدويه وإبراهيم، قال: حدثنا أيوب بن نوح، عن صفوان، عن
عاصم بن حميد، عن فضيل الرسان، عن أبي عمر البزاز، قال: سمعت الشعبي،
وهو يقول: وكان إذا غدا إلى القضاء جلس في مكاني فإذا رجع جلس في مكاني،
فقال لي ذات يوم: يا أبا عمر أن لك عندي حديثا أحدثك به؟ قال قلت له: يا أبا عمرو
ما زال لي ضالة عندك، قال، قال لي: لا أم لك فأي ضالة تقع لك عندي، قال،
فأبي أن يحدثني يومئذ.
قال: ثم سألته بعد فقلت: يا أبا عمرو حدثني بالحديث الذي قلت لي؟ قال:
سمعت الحارث الأعور وهو يقول: أتيت أمير المؤمنين عليا عليه السلام ذات ليلة فقال:
يا أعور ما جائك؟ قال: فقلت يا أمير المؤمنين جاء بي والله حبك، قال، فقال: أما اني
سأحدثك لشكرها، اما أنه لا يموت عبد يحبني فتخرج نفسه حتى يراني حيث يحب
ولا يموت عبد يبغضني فتخرج نفسه حتى يراني حيث يكره. قال، ثم قال لي الشعبي
بعد: أما أن حبه لا ينفعك وبغضه لا يضرك.
143 - جعفر بن معروف، قال حدثني محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير،
299

عن أبان بن عثمان، عن محمد بن زياد، عن ميمون بن مهرام، عن علي عليه السلام قال قال لي
الحارث: تدخل منزلي يا أمير المؤمنين؟ فقال عليه السلام: على شرط أن لا تدخرني شيئا مما
في بيتك ولا تكلف لي شيئا مما وراء بابك، قال: نعم.
فدخل يتحرق ويحب أن يشترى له وهو يظن أنه لا يجوز له، حتى قال له أمير
المؤمنين عليه السلام: يا حارث، قال: هذه دراهم معي ولست أقدر على أن أشتري لك
ما أريد، قال: أوليس قلت لك: لا تكلف ما وراء بابك فهذه مما في بيتك.
تم الجزء الأول، ويتلوه حديث نعيم بن دجاجة الأسدي، والحمد لله رب العالمين أولا وآخرا وصلى الله على محمد وآله الطاهرين الطيبين.
300

اختيار معرفة الرجال
المعروف برجال الكشي
لشيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي (قده)
تصحيح وتعليق
المعلم الثالث ميرداماد الاسترآبادي
تحقيق
السيد مهدى الرجائي
مؤسسة آل البيت عليهم السلام
301

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين وسلم تسليما
نعيم بن دجاجة الأسدي
144 - حدثنا حمدويه بن نصير، قال حدثنا محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب: عن رجل: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: بعث علي بن أبي طالب عليه السلام إلى بشر
ابن عطارد التميمي في كلام بلغه عنه، فمر به رسول علي إلى بني أسد، فقام إليه نعيم
ابن دجاجة الأسدي فأفلته، فبعث إليه علي بن أبي طالب عليه السلام فأتوا به فأمر به أن يضرب
303

فقال له نعيم: أما والله أن المقام معك لذل وان فراقك لكفر.
قال: فلما سمع ذلك علي عليه السلام قال له قد عفوت عنك ان الله تعالى يقول " ادفع
بالتي هي أحسن السيئة " (1) أما قولك ان المقام معك لذل فسيئة اكتسبتها، وأما قولك
ان فراقك لكفر حسنة اكتسبتها، فهذه بهذه.
الأحنف بن قيس
145 - قيل: للأحنف انك تطيل الصوم؟ قال: أعده لشر يوم عظيم، ثم قرأ
" ويخافون يوما كان شره مستطيرا " (2).
وروي أن الأحنف بن قيس وفد إلى معاوية وجارية بن قدامة والحباب بن يزيد
فقال معاوية للأحنف: أنت الساعي علي أمير المؤمنين عثمان، وخاذل أم المؤمنين
عائشة، والوارد الماء على علي بصفين؟ فقال: يا أمير المؤمنين من ذاك ما أعرف، ومنه
ما أنكر.
أما أمير المؤمنين عثمان: فأنتم معشر قريش حصرتموه بالمدينة والدار منا عنه
نازحة، وقد حصره المهاجرون، والأنصار عنه بمعزل، وكنتم بين خاذل وقاتل.
وأما عائشة: فاني خذلتها في طول باع ورحب سرب، وذلك أني لم أجد في

(1) سورة المؤمنين: 96
2) سورة الانسان: 7
3) أساس البلاغة ص 54 والقاموس 3 / 7 والنهاية 1 / 174
304

كتاب الله الا أن تقر في بيتها.
وأما ورودي الماء بصفين: فاني وردت حين أردت أن تقطع رقابنا عطشا،
فقام معاوية وتفرق الناس.
ثم أمر معاوية للأحنف بخمسين ألف درهم ولا صحابه بصلة، وقال للأحنف حين
ودعه: حاجتك؟ قال: تدر على الناس عطياتهم وارزاقهم، فان سألت المدد أتاك منا
رجال سليمة الطاعة شديدة النكاية.
وقيل: إنه كان يرى رأي العلوية. ووصل الحباب بثلاثين ألف درهم وكان
يرى رأي الأموية، فصار الحباب إلى معاوية وقال يا أمير المؤمنين تعطي الأحنف
ورأيه رأيه خمسين ألف درهم وتطعيني ورأيي رأيي ثلاثين ألف درهم؟
فقال يا حباب اني اشتريت بها دينه، فقال الحباب: يا أمير المؤمنين تشتري مني
أيضا ديني! فأتمها له والحقه بالأحنف، فلم يأت على الحباب أسبوع حتى مات ورد
المال بعينه إلى معاوية، فقال الفرزدق يرثي الحباب:

(1) الصحاح: 1 / 134
2) الصحاح: 1 / 146
305

أتأكل ميراث الحاب طلامة * وميراث حرب جامد لك ذايبه
أبوك وعمي يا معاوي أورثا * تراثا فيختار التراث أقاربه
ولو كان هذا الدين في جاهلية * عرفت من المولى القليل حلايبه
ولو كان هذا الامر في غير ملككم * لاديته أو غص بالماء شاربه
فكم من أب لي يا معاوي لم يكن * أبوك الذي من عبد شمس يقاربه
146 - وروت بعض العامة، عن الحسن البصري، قال حدثني الأحنف، ان
عليا عليه السلام كان يأذن لبني هاشم وكان يأذن لي معهم، قال، فلما كتب إليه معاوية ان كنت
تريد الصلح فامح عنك اسم الخلافة، فاستشار بني هاشم.
فقال له رجل منهم: انزح هذا الاسم نزحه الله، قالوا: فان كفار قريش لما كان
بين رسول الله صلى الله عليه وآله وبينهم ما كان، كتب هذا ما قضى عليه محمد رسول الله أهل مكة
كرهوا ذلك وقالوا لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك أن تطوف بالبيت، قال: فيكف إذا؟

(1) سورة الأحزاب: 33
306

قالوا: أكتب هذا ما قضى عليه محمد بن عبد الله أهل مكة فرضي. فقلت لذلك
الرجل كلمة فيها غلظة وقلت لعلي أيها الرجل والله مالك ما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنا ما
حابيناك في بيعتنا، ولو نعلم أحدا في الأرض اليوم أحق بهذا الامر منك لبايعناه ولقاتلناك
معه، أقسم بالله ان محوت عنك هذا الاسم الذي دعوت الناس إليه وبايعتم عليه
لا يرجع إليك أبدا.
أبو عبد الله الجدلي وأبو داود
147 - حدثنا محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن السحن بن علي بن فضال
قال: حدثني العباس بن عامر، وجعفر بن محمد بن حكيم، عن أبان بن عثمان الأحمر
عن عبد الرحمن بن سيابة، عن أبي داود، عن أبي عبد الله الجدلي، قال: دخلت
على أمير المؤمنين عليه السلام قال: أحدثك بسبعة أحاديث قبل أن يدخل علينا داخل، قال
فقلت افعل جعلت فداك.
قال، فقال: ما أنف الهدى وعيناه؟ فقلت: يا أمير المؤمنين قال: وحاجبا
الضلالة ومنخرها تبدو مخازيهما في آخر الزمان، قال، قلت: أظن والله يا أمير المؤمنين
قال: والدابة وما الدابة عدلها وموضع صدقها، والحق بينها والله يهلك ظالمها.
والرابعة: يقتل هذا وأنت حي لا تنصره، قال، فضرب بيده على كتف الحسين
عليه السلام قال، قلت والله ان هذه لحياة خبيثة، ودخل داخل.

(1) نهاية ابن الأثير: 3 / 370
307

148 - وبهذا الاسناد: عن أبان، عن فضيل الرسان، عن أبي داود، قال:
حضرته عند الموت وجابر الجعفي عند رأسه، قال، فهم أن يحدث فلم يقدر، قال،
ومحمد بن جابر أرسله، قال، فقلت يا أبا داود حدثنا الحديث الذي أردت؟.
قال: حدثني عمران بن حصين الخزاعي أن رسول الله صلى الله عليه وآله أمر فلانا وفلانا أن
يسلما على علي عليه السلام بأمره المؤمنين، فقالا: من الله ومن رسوله؟ ثم أمر حذيفة وسلمان
فسلما، ثم أمر المقداد فسلم، وأمر بريدة أخي وكان أخاه لأمه.
فقال: انكم قد سألتموني من وليكم بعدي، وقد أخبرتكم به وقد أخذت عليكم
الميثاق، كما أخذ الله تعالى علي بني آدم: ألست بربكم؟ قالوا بلي، وأيم الله لئن
نقضتموها لتكفرن.
عامر بن واثلة
149 - حدثنا محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن بن علي بن فضال
قال حدثني عباس بن عامر، عن أبان بن عثمان، عن شهاب بن عبد ربه قال قلت لأبي
عبد الله عليه السلام: كيف أصبحت جعلت فداك؟ قال: أصبحت أقول، كما قال أبو الطفيل
عامر بن واثلة:
وان لأهل الحق لاشك دولة * على الناس إياها أرجي وأرقب

(1) رجال الشيخ: 25
2) رجال الشيخ: 47
308

قال: أنا والله ممن يرجي وسيرقب، وكان عامر بن واثلة كيسانيا ممن يقول
بحياة محمد بن الحنفية، وله في ذلك شعر، وخرج تحت راية المختار بن أبي عبيدة
وكان يقول: ما بقي من السبعين غيري، ويقول عامر بن واثلة:
وبقيت سهما في الكنانة واحدا * سترمي به أو يكسر السهم كاسره
وكان أبو الطفيل رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو آخر من رآه موتا، وهو القائل:
ويدعونني شيخا وقد عشت حقبة * وهن من الأزواج نحوي نوازع
وما شاب رأسي من سنين تتابعت * علي ولكن شيبتني الوقايع
بنو ذودان
150 - حدثنا محمد بن مسعود قال: سألت علي بن الحسن بن فضال عن بني
ذودان الذين في الحديث؟ قال: هم قوم من الفرس بزازون.
قيس
151 - حدثني محمد بن مسعود، قال أخبرنا علي بن الحسين، قال حدثني معمر
ابن خلاد قال، قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: ان رجلا من أصحاب علي عليه السلام يقال له:
قيس كان يصلي فلما صلى ركعة أقبل أسود سالخ فصار في موضع السجود، فلما نحى
309

جبينه عن موضعه تطوق الأسود في عنقه، ثم أنساب في قميصه.
وأني أقبلت يوما من الفرع، فحضرت الصلاة فنزلت فصرت إلى ثمامة، فلما
صليت ركعة أقبل أفعى نحوي، فأقبلت على صلاتي لم أخففها ولم ينتقص منها شئ

(1) الصحاح: 1 / 423
2) القاموس: 1 / 261
3) الصحاح: 1 / 150
4) القاموس: 3 / 62 والصحاح: 3 / 1258
5) نهاية ابن الأثير: 3 / 437
310

فدنا مني ثم رجع إلى ثمامة، فلما فرغت من صلاتي ولم أخفف دعائي: دعوت
بعضهم معي فقلت: دونك الأفعى تحت الثمامة، ومن لم يخف الا الله كفاه.
قال أبو عمرو محمد بن عمر الكشي: في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام أربعة
نفر وأكثر يقال لكل واحد قيس فلا أعلم أيهم هذا، أول الأربعة قيس بن سعد بن
عبادة وهو أمير هم وأفضلهم، وقيس بن عباد البكري وهو خليق أيضا بهذا إن كان،
وقيس بن قرة بن حبيب غير خليق به، لأنه هرب إلى معاوية، وقيس بن مهران
أيضا خليق ذلك له، فكل هؤلاء صحبوا أمير المؤمنين عليه السلام ولا أدري أيهم أراد أبو
الحسن الرضا عليه السلام.
المرقع بن قمامة الأسدي
152 - حدثنا حمدويه بن نصير، قال: حدثنا الحسين بن موسى قال حدثنا
عمرو بن عثمان، عن إسماعيل بن أبان الأزدي، قال: حدثني مطهر، عن عبد الله
ابن شريك العامري، عن المرقع بن قمامة الأسدي، قال: إذا هز محمد بن علي
الراية المعلية بين الركن والمقام لوددت أني في ظلها مجزوم الانف والأذنين ذاهب
البصر لا شئ يسددني، قال قلت: ان هذا الخطر عظيم! قال، فقال مرقع: اني
سمعت عليا عليه السلام يقول: إن تلك العصابة نظراء لأهل بدر. هذا الخبر يدل على أنه
كان كيسانيا.
عوف العقيلي
153 - حدثني طاهر بن عيسى، ذكره عن جعفر بن أحمد بن سعد، أو غيره،
عن صالح بن سلمة أبي الخير الرازي، عن ابن أبي نجران، عن أبي عمران، عن

(1) رجال الشيخ: 54
311

فرات بن أحنف، قال: العقيلي كان من أصحاب علي عليه السلام وكان حمارا، ولكنه
يؤدي الحديث كما سمع.

(1) رجال النجاشي: 122
2) الفهرست: 94
3) رجال الشيخ: 190
4) رجال ابن داود: 144
5) الصحاح: 2 / 637
6) كما في المطبوع من رجال الكشي بجامعة مشهد
312

الزهاد الثمانية
154 - علي بن محمد بن قتيبة، قال: سئل أبو محمد الفضل بن شاذان،
عن الزهاد الثمانية؟ فقال: الربيع بن خثيم، وهرم بن حيان،

(1) رجال ابن داود: 235 وفيه العقيلي ى جخ ترجمان الحديث يرويه كما سمع
. 2) أي نسخ رجال ابن داود وهو كما في المطبوع منه بجامعة طهران.
3) القاموس: 4 / 189
313

وأويس القرني، وعامر بن عبد قيس، وكانوا مع علي عليه السلام ومن أصحابه وكانوا
زهادا أتقياء.
وأما أبو مسلم فإنه كان فاجرا مرائيا، وكان صاحب معاوية، وهو الذي كان
يحث الناس على قتال علي عليه السلام، وقال لعلي عليه السلام: ادفع إلينا الأنصار والمهاجرين
حتى نقتلهم بعثمان، فأبي علي عليه السلام ذلك، فقال أبو مسلم: الان طاب الضراب، انما
كان وضع فخا ومصيدة.

(1) الصحاح: 6 / 2181
2) رجال الشيخ: 5
3) القاموس: 1 / 37
314

وأما مسروق فإنه كان عشارا لمعاوية، ومات في علمه ذلك بموضع أسفل من
واسط على دجلة يقال: الرصافة وقبره هناك.
والحسن كان يلقي أهل كل فرقة بما يهوون ويتصنع للرياسة، وكان رئيس
القدرية وأويس القرني مفضلا عليهم كلهم، قال أبو محمد: ثم عرف الناس بعد.
أويس القرني
155 - روى يحيى بن آدم، عن شريك، عن ابن أبي زياد، عن ابن أبي
ليلى عبد الرحمن، قال: خرج رجل بصفين من أهل الشام، فقال: فيكم أويس القرني؟
قلنا نعم. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: خير التابعين، أو من خير التابعين
أويس القرني، ثم تحول إلينا.
156 - وروى الحسن بن الحسين القمي، عن علي بن الحسن العرني، عن
سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، قال كنا مع علي عليه السلام بصفين، فبايعة تسعة
وتسعون رجلا، ثم قال: أين تمام المائة لقد عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وآله أن يبايعني
في هذا اليوم مائة رجل.
قال: إذ جاء رجل عليه قباء صوف متقلدا بسيفين، فقال: أبسط يدك أبايعك
قال علي عليه السلام: معلى ما تبايعني؟ قال: علي بذل مهجة نفسي دونك، قال: من أنت؟
قال: أنا أويس القرني، قال: فبايعه فلم يزل يقاتل بين يديه حتى قتل فوجد في الرجالة.
وفي رواية أخري، قال له أمير المؤمنين عليه السلام: كن أويسا، قال: أنا أويس،
قال: كن قرنيا قال: أنا أويس القرني، وإياه يعني دعبل بن علي الخزاعي في
قصيدته التي يفتخر فيها علي نزار، وينقض على الكميت بن زيد قصيدته التي
يقول فيها: الا حييت عنا يا مدينا * أويس ذو الشفاعة كان منا
فيوم البعث نحن الشافعونا
أويس ذو الشفاعة كان منا * فيوم البعث نحن الشافعونا
315

وكان أويس من خيار التابعين لم ير النبي صلى الله عليه وآله ولم يصحبه، فقال النبي صلى الله عليه وآله
عليه السلام ذات يوم لأصحابه: أبشروا برجل من أمتي يقال له: أويس القرني فإنه يشفع
لمثل ربيعة ومضر.
ثم قال لعمر: يا عمران أنت أدركته فاقرأه منى السلام، فبلغ عمر مكانه
بالكوفة فجعل يطلبه في الموسم لعله أن يحج، حتى وقع إليه هو وأصحاب له وهو
من أحسنهم هيئة وأرثهم حالا، فلما سأل عنه أنكروا ذلك، وقالوا: يا أمير المؤمنين
تسأل عن رجل لا يسأل عنه مثلك، قال: فلم؟ قالوا: لأنه عندنا مغموز عليه في عقله،
وربما عبث به الصبيان، قال عمر: ذاك أحب إلى.
ثم وقف عليه فقال: يا أويس ان رسول صلى الله عليه وآله أودعني إليك رسالة وهو
يقرأ عليك السلام، وقد أخبرني أنك تشفع لمثل ربيعة ومضر، فخر أويس ساجدا
ومكث طويلا ما ترقى، له دمعة حتى ظنوا أنه قد مات، فنادوه يا أويس هذا أمير
المؤمنين، فرفع رأسه.
ثم قال: يا أمير المؤمنين أفاعل ذلك؟ قال: نعم يا أويس فادخلني في شفاعتك
فأخذ الناس في طلبه والتمسح به، فقال: يا أمير المؤمنين شهرتني وأهلكتني، وكان
يقول كثيرا ما لقيت من عمر، ثم قتل بصفين في الرجالة مع علي بن أبي طالب عليه السلام
157 - وروي من جهة العامة: عن يعقوب بن شيبة، قال حدثنا علي بن الحكيم
الأودي، قال حدثنا شريك، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى
قال: لما كان يوم صفين خرج رجل من الشام على دابته، قال: أفيكم أويس؟ قلنا: نعم
316

ما تريد منه؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: أويس القرني خير التابعين باحسان،
قال: فعطف دابته فدخل مع علي عليه السلام.
قال شريك: وقتل أويس في الرجالة مع علي عليه السلام.
158 - وقال يعقوب بن شيبة، حدثنا يزيد بن سعيد، قال: حدثنا شريك،
عن يزيد بن أبي زياد، عن ابن أبي ليلى، قال: سئل أشهد أويس صفين؟ قال: نعم.
علقمة وأبى والحارث بنو قيس
159 - روى يحيى الحماني، قال حدثنا شريك، عن منصور، قال قلت
لإبراهيم: أشهد علقمة صفين؟ قال: نعم وخضب سيفه دما، وقتل أخوه أبي بن قيس
يوم صفين، قال: وكان لأبي بن قيس خص من قصب ولفرسه، فإذا غزى أهدمه
وإذا رجع بناه.
وكان علقمة فقيها في دينه قاريا لكتاب الله، عالما بالفرائض شهد صفين
وأصيبت إحدى رجليه فعرج منها، وأما أخوه أبي فقد قتل بصفين، وكان الحارث
جليلا فقيها وكان أعور.

(1) رجال النجاشي: 347
2) الفهرست: 206
3) رجال الشيخ: 517
317

عبد الرحمن بن أبي ليلى
160 - روى يعقوب بن شيبة، قال: حدثنا خالد بن أبي يزيد العرني، قال
حدثنا ابن شهاب، عن الأعمش، قال رأيت عبد الرحمن بن أبي ليلي، وقد ضربة
الحجاج حتى أسود كتفاه، ثم أقامه للناس على سب علي عليه السلام والجلاوزة معه يقولون
سب الكذابين، فجعل يقول: العن الكذابين علي وابن الزبير والمختار.
قال ابن شهاب: يقول أصحاب العربية سمعك

(1) رجال الكشي: 324 ط مشهد تحت رقم 588.
2) القاموس: 4 / 101
3) القاموس: 2 / 169 والصحاح: 2 / 866.
318

تعلم ما يقول، لقوله علي أي هو ابتداء الكلام.
حجر بن عدي الكندي
161 - يعقوب، قال: حدثنا ابن عيينة، قال: حدثنا طاوس، عن أبيه، قال
أنبأنا حجر بن عدي، قال، قال لي علي عليه السلام: كيف تصنع أنت إذا ضربت وأمرت
بلعنتي؟ قلت له: كيف أصنع؟ قال العني ولا تبرأ مني فاني علي دين الله.
قال ولقد ضربه به محمد بن يوسف، وأمره أن يلعن عليا، وأقامه على باب مسجد
صنعاء، قال فقال: ان الأمير أمرني أن العن عليا فالعنوه لعنة الله، فرأيت مجواذا من
الناس الا رجلا فهمهما، وسلم.
رميلة
162 - جعفر بن معروف، قال: حدثني الحسن بن علي بن النعمان، عن أبيه
319

قال حدثني الشامي أحور بن الحسين، عن أبي داود السبيعي، عن أبي سعيد الخدري
عن رميلة، قال: وعكت وعكا شديدا في زمان أمير المؤمنين عليه السلام فوجدت من نفسي
خفة يوم الجمعة، فقلت: لا أصيب شيئا أفضل من أن أفيض علي من الماء وأصلي
خلف أمير المؤمنين عليه السلام ففعلت، ثم جئت المسجد فلما صعد أمير المؤمنين عليه السلام
المنبر عاد علي ذلك الوعك.
فلما انصرف أمير المؤمنين عليه السلام دخل القصر ودخلت معه، فالتفت إلى أمير
المؤمنين عليه السلام وقال: يا رميلة مالي رأيتك وأنت منشبك بعضك في بعض؟ فقصصت
عليه القصة التي كنت فيها والذي حملني على الرغبة في الصلاة خلفه.
فقال لي: يا رميلة ليس من مؤمن يمرض الا مرضنا لمرضه، ولا يحزن الا حزنا
لحزنه، ولا يدعو الا آمنا له، ولا يسكت الا دعونا له، فقلت: يا أمير المؤمنين جعلت
فداك هذا لمن معك في المصر، أرأيت من كان في أطراف الأرض؟ قال: يا رميلة ليس
يغيب عنا مؤمن في شرق الأرض ولا غربها.
163 - جبريل بن أحمد الفاريابي، قال حدثني محمد بن عبد الله بن مهران
عن علي بن قيس، عن علي بن النعمان، عن بعض أصحابنا، عن رميلة، وكان رجلا
من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وذكر مثله.
الأصبغ بن نباتة
164 - طاهر بن عيسى الوراق، قال: حدثنا جعفر بن أحمد التاجر، قال:
حدثني أبو الخير صالح بن أبي حماد، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن
محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن الأصبغ بن نباتة، قال: قلت للأصبغ ما كان
منزلة هذا الرجل فيكم؟ فقال: ما أدري ما تقول الا أن سيوفنا على عواتقنا فمن أومي
إليه ضربناه بها.
320

165 - محمد بن مسعود، قال حدثني علي بن الحسن، عن مروك بن عبيد
قال: حدثني إبراهيم بن أبي البلاد، عن رجل، عن الأصبغ، قال: قلت له كيف
سميتم شرطة الخميس يا أصبغ؟ قال: انا ضمنا له الذبح وضمن لنا الفتح، يعنى أمير
المؤمنين (صلوات الله عليه).
المهدى مولى عثمان
166 - محمد بن مسعود، قال: حدثنا علي بن الحسن، قال: حدثنا عباس
ابن عامر، عن أبان بن عثمان، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام أن المهدي مولى
عثمان، أتي فبايع أمير المؤمنين، ومحمد بن أبي بكر جالس، قال: أبايعك على
أن الامر كان لك أولا وأبرأ من فلان وفلان وفلان، فبايعه.
سليم بن قيس الهلالي
167 - حدثني محمد بن الحسن البراثي قال: حدثنا الحسن بن علي بن
كيسان، عن إسحاق بن إبراهيم بن عمر اليماني، عن ابن أذينة، عن أبان بن أبي
عياش، قال: هذا نسخة كتاب سليم بن قيس العامري ثم الهلالي، دفعه إلى ابان
ابن أبي عياش وقراه، وزعم ابان انه قرأه على علي بن الحسين عليهما السلام قال: صدق
سليم رحمة الله عليه هذا حديث نعرفه.
محمد بن الحسن، قال: حدثنا الحسن بن علي بن كيسان، عن إسحاق بن
إبراهيم، عن ابن أذينة عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي، قال قلت
لأمير المؤمنين عليه السلام اني سمعت من سلمان ومن مقداد ومن أبي ذر أشياء في تفسير
القرآن ومن الرواية عن النبي صلى الله عليه وآله وسمعت منك تصديق ما سمعت منهم، ورأيت في
أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن ومن الأحاديث عن نبي الله عليه السلام أنتم
تخالفونهم وذكر الحديث بطوله.
قال ابان: فقدر لي بعد موت علي بن الحسين عليهما السلام اني حججت فلقيت أبا
321

جعفر محمد بن علي عليهما السلام فحدثت بهذا الحديث كله لم أخط منه حرفا فاغر ورقت
عيناه.
ثم قال: صدق سليم قد أتي أبي بعد قتل جدي الحسين عليه السلام وانا قاعد عنده
فحدثه بهذا الحديث بعينه، فقال له أبي صدقت قد حدثني أبي وعمي الحسن عليه السلام
بهذا الحديث، عن أمير المؤمنين عليه السلام فقالا لك: صدقت قد حدثك بذلك ونحن
شهود، ثم حدثاه انهما سمعا ذلك من رسول الله، ثم ذكر الحديث بتمامه.
جون بن قتادة وجارية بن قدامة السعدي
168 - طاهر بن عيسى الوراق وغيره، قالو حدثنا أبو سعيد جعفر بن أحمد ابن أيوب التاجر السمرقندي، ونسخت من خط جعفر، قال: حدثني أبو جعفر
محمد بن يحيى بن الحسن، قال جعفر: ورايته خيرا فاضلا، قال: اخبرني أبو بكر
محمد بن علي بن وهب، قال: حدثني عدي بن حجر، قال قال الجون بن قتادة
العبسي، في جارية بن قدامة السعدي حين وجهه أمير المؤمنين عليه السلام إلى أهل نجران
عند ارتداهم عن السلام:
تهود أقوام بنجران بعد ما * أقروا بآيات الكتاب وأسلموا
قصدنا إليهم في الحديد يقودنا * أخو ثقة ماضي الجنان مصمم
خددنا لهم في الأرض من سوء فعلهم * أخاديد فيها للمسيئين منقم
جويرية بن مسهر العبدي
169 - حدثنا معروف، قال أخبرني الحسن بن علي بن النعمان، قال:
حدثني علي بن النعمان، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن جويرية بن

(1) وفى المطبوع من الرجال: " لم أحط " بالحاء المهملة
322

مسهر العبدي، قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: أحب محب آل محمد ما أحبهم فإذا
أبغضهم فأبغضه، وأبغض مبغض آل محمد ما أبغضهم، فإذا أحبهم فأحبه، وأنا أبشرك
وأنا أبشرك وأنا أبشرك ثلاث مرات.
عبد الله بن سبأ
170 - حدثني محمد بن قولويه القمي، قال: حدثني سعد بن عبد الله بن أبي
خلف القمي، قال: حدثني بن عثمان العبدي، عن يونس بن عبد الرحمن،
عن عبد الله بن سنان، قال: حدثني أبي، عن أبي جعفر عليه السلام ان عبد الله بن سبأ كان
يدعى النبوة ويزعم أن أمير المؤمنين عليه السلام هو الله (تعالى عن ذلك).
فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليه السلام فدعاه وسأله؟ فأقر بذلك وقال نعم أنت هو،
وقد كان ألقي في روعي أنك أنت الله وأني نبي. فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: ويلك
قد سخر منك الشيطان فارجع عن هذا ثكلتك أمك وتب، فأبى فحبسهه
أيام فلم يتب، فأحرقه بالنار وقال: ان الشيطان استهواه، فكان يأتيه ويلقى في روعه
ذلك.
171 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال: حدثنا
يعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، قال: سمعت
أبا عبد الله عليه السلام يقول وهو يحدث أصحابه بحديث عبد الله بن سبأ وما ادعى من
الربوبية في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فقال: انه لما ادعى ذلك فيه استتابه أمير
المؤمنين عليه السلام فأبي أن يتوب فأحرقه بالنار.
323

172 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال: حدثنا
يعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسى، عن علي بن مهزيار، عن فضالة بن أيوب الأزدي
عن أبان بن عثمان، قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لعن الله عبد الله بن سبأ أنه
ادعى الربوبية في أمير المؤمنين عليه السلام وكان والله أمير المؤمنين عليه السلام عبدا لله طائعا،
الويل لمن كذب علينا وأن قوما يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا، نبرأ إلى الله منهم
نبرأ إلى الله منهم.
173 - وبهذا الاسناد، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير.
وأحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه والحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير
عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة الثمالي، قال، قال علي بن الحسين عليهما السلام لعن الله
من كذب علينا، اني ذكرت عبد الله بن سبأ فقامت كل شعرة في جسدي، لقد ادعى
أمرا عظيما ماله لعنه الله، كان علي عليه السلام والله عبدا لله صالحا، أخو رسول الله، ما
نال الكرامة من الله الا بطاعته لله ولرسوله، وما نال رسول الله (ص) الكرامة من الله
الا بطاعته لله.
174 - وبهذا الاسناد عن محمد بن خالد الطيالسي، عن ابن أبي نجران
عن عبد الله، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام انا أهل بيت صديقون لا نخلو من كذاب يكذب
علينا ويسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس، كان رسول الله صلى الله عليه وآله أصدق الناس لهجة
وأصدق البرية، وكان مسيلمة يكذب عليه.
وكان أمير المؤمنين عليه السلام أصدق من برأ الله بعد رسول الله، وكان الذي يكذب
عليه ويعمل في تكذيب صدقه ويفترى على الله الكذب عبد الله بن سبأ.
الكشي وذكر بعضي أهل العلم أن عبد الله بن سبأ كان يهوديا فأسلم ووالى
عليا عليه السلام، وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون وصي موسى بالغلو، فقال
في اسلامه بعد وفات رسول الله صلى الله عليه وآله في علي عليه السلام مثل ذلك.
وكان أول من شهر بالقول بفرض امامة علي وأظهر البراءة من أعدائه وكاشف
مخالفيه وكفرهم، فمن هيهنا قال من خالف الشيعة أصل التشيع والرفض مأخوذ من
اليهودية.
324

في السبعين رجلا من الزط الذين ادعوا الربوبية في أمير المؤمنين (عليه السلام)
175 - حدثني الحسين بن الحسن بن بندار القمي، قال: حدثني سعد بن
عبد الله بن أبي خلف القمي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، وعبد الله بن
محمد بن عيسى، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبو ب،
عن صالح بن سهل، عن مسمع بن عبد الملك أبي سيار، عن رجل، عن أبي جعفر
عليه السلام قال: إن عليا عليه السلام لما فرغ من قتال أهل البصرة: أتاه سبعون رجلا من الزط
فسلموا عليه وكلموه بلسانهم فرد عليهم بلسانهم.
وقال لهم: اني لست كما قلتم أنا عبد الله مخلوق، قال، فأبوا عليه وقالوا
له أنت أنت هو، فقال لهم: لئن لم ترجعوا عما قلتم في وتتوبوا إلى الله تعالى
لأقتلنكم.
قال: فأبوا أن يرجعوا ويتوبوا، فأمر أن تحفر لهم آبار فحفرت، ثم خرق
بعضها إلى بعض ثم فرقهم فيها ثم طم رؤسها ثم ألهب النار في بئر منها ليس فيها أحد
فدخل الدخان عليهم فماتوا.
قيس بن سعد بن عبادة
176 - جبريل بن أحمد وأبو إسحاق حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالوا:
حدثنا محمد بن عبد الحميد العطار الكوفي، عن يونس بن يعقوب، عن فضيل
غلام محمد بن راشد، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام: يقول: إن معاوية كتب إلى
الحسن بن علي (صلوات الله عليهما) ان أقدم أنت والحسين وأصحاب علي.
فخرج معهم قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري وقدموا الشام، فأذن لهم معاوية
وأعد لهم الخطباء، فقال يا حسن قم فبايع فقام فبايع، ثم قال للحسين عليه السلام قم فبايع
فقام فبايع، ثم قال قم يا قيس فبايع فالتفت إلى الحسين عليه السلام ينظر ما يأمره، فقال يا قيس
انه امامي يعني الحسن عليه السلام.
325

177 - حدثني جعفر بن معروف، قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي
الخطاب، عن جعفر بن بشير، عن ذريح، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: دخل
قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري صاحب شرطة الخميس على معاوية، فقال له معاوية
بايع! فنظر قيس إلى الحسن عليه السلام، فقال: أبا محمد بايعت؟ فقال له معاوية: أما
تنتهي أما والله أني، فقال له قيس: ما شئت أما والله لان شئت لتناقصن، فقال، وكان
مثل البعير جسيما، وكان خفيف اللحية، قال، فقام إليه الحسن فقال له: بايع يا قيس
فبايع.
326

ذكر يونس بن عبد الرحمن في بعض كتبه: أنه كان لسعد بن عبادة ستة أولاد
كلهم قد نصر رسول الله صلى الله عليه وآله، وفيهم قيس بن سعد بن عبادة، وكان قيس أحد العشرة
الذين لحقهم النبي صلى الله عليه وآله من العصر الأول ممن كان طولهم عشرة أشبار بأشبار
أنفسهم، وكان شبر الرجل منهم يقال: أنه ذراع أحدنا، وكان قيس وسعد أبوه
طولهما عشرة أشبار بأشبارهما.
ويقال: انه كان من العشرة خمسة من الأنصار، وأربعة من الخزرج كلها،
ورجل من الأوس.
وسعد لم يزل سيدا في الجاهلية والاسلام، وأبوه وجده وجد جده لم يزل
فيهم الشرف، وكان سعد يجير فيجار ذلك له السوددة، ولم يزل هو وأبوه أصحاب
اطعام في الجاهلية والاسلام، وقيس ابنه بعد على مثل ذلك.
سفيان بن ليلى الهمداني
178 - روى عن علي بن الحسين الطويل: عن علي بن النعمان، عن عبد الله
ابن مسكان، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: جاء رجل من أصحاب الحسن
عليه السلام يقال له: سفيان بن ليلى وهو على راحلة له، فدخل على الحسن عليه السلام وهو محتب
في فناء داره، قال: فقال له السلام عليك يا مذل المؤمنين.
327

فقال له الحسن عليه السلام، انزل ولا تعجل، فنزل فعقل راحلته في الدار، وأقبل
يمشي حتى انتهى إليه، قال، فقال له الحسن عليه السلام: ما قلت؟ قال: قلت السلام عليك
يا مذل المؤمنين، قال: وما علمك بذلك؟ قال: عمدت إلى أمر الأمة فخلعته من
عنقك وقلدته هذه الطاغية يحكم بغير ما أنزل الله.
قال، فقال له الحسن عليه السلام: ما خبرك لم فعلت ذلك قال: سمعت أبي يقول
قال رسول الله صلى الله عليه وآله لن تذهب الأيام والليالي حتى يلي أمر هذه الأمة رجل واسع
البلعوم رحب الصدر يأكل ولا يشبع وهو معاوية، فلذلك فعلت.

(1) القاموس: 4 / 315
2) نهاية ابن الأثير: 1 / 335
328

ما جاء بك؟ قال: حبك قال الله قال الله قال، فقال الحسن عليه السلام: والله لا يحبنا
عبد أبدا ولو كان أسيرا في الديلم الا نفعه الله بحبنا، وأن حبنا ليساقط الذنوب من
بني آدم، كما تساقط الريح الورق من الشجر.
عبيد الله بن العباس
179 - ذكر الفضل بن شاذان في بعض كتبه: ان الحسن لما قتل أبوه عليه السلام
خرج في شوال من الكوفة إلى قتال معاوية، فالتقوا بكسكر وحاربه ستة أشهر،
329

وكان الحسن عليه السلام جعل ابن عمه عبيد الله بن العباس على مقدمته، فبعث إليه معاوية
بمائة ألف درهم فمر بالراية ولحق بمعاوية وبقي العسكر بلا قائد ولا رئيس.
فقام قيس بن سعد بن عبادة فخطب الناس وقال: أيها الناس لا يهولنكم ذهاب
عبيد الله هذا لكذا وكذا، فان هذا وأباه لم يأتيا قط بخير، وقام بأمر الناس.
ووثب أهل عسكر الحسن عليه السلام بالحسن في شهر ربيع الأول فانتهبوا فسطاطه
وأخذوا متاعه، وطعنه ابن بشير الأسدي في خاصرته، فردوه جريحا إلى المدائن
حتى تحصن فيها عند عم المختارين أبي عبيدة.
180 - وروى محمد بن عيسى العبيدي، عن محمد بن سنان، عن موسى بن
بكر الواسطي، عن الفضيل بن يسار، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: قال أمير
المؤمنين عليه السلام اللهم العن ابني فلان واعم أبصارهما، كما عميت قلوبهما الآكلين في
رقبتي، واجعل عمى أبصارهما دليلا على عمى قلوبهما.
عمرو بن قيس المشرقي
181 - وجدت بخط محمد بن عمر السمرقندي، وحدثني بعض الثقات من
أصحابنا، قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران القمي قال: حدثني محمد بن
ابن إسماعيل عن علي بن الحكم، عن أبيه، عن أبي جارود، عن عمرو بن قيس
المشرقي، قال: دخلت على الحسين بن علي عليهما السلام أنا وابن عم لي، وهو في قصر بني
مقاتل فسلمت عليه.

(1) وفى " م ": العلامة
330

فقال له ابن عمي: يا أبا عبد الله هذا الذي أرى خضاب أو شعرك؟ فقال: خضاب
والشيب إلينا بني هاشم أسرع عجل، ثم أقبل علينا فقال: جئتما لنصرتي؟ فقلت له
أنا رجل كبير السن كثير العيال وفي يدي بضايع للناس ولا أدري ما يكون وأكره أن تضيع أمانتي، فقال له ابن عمى مثل ذلك.
فقال: أما لي فانطلقا فلا تسمعا لي واعية ولا تريا لي سوادا، فإنه من سمع
واعيتنا أو رأى سوادنا، فلم يجبنا واعيتنا كان حقا على الله أن يكبه على منخر يه في
نار جهنم.
حبابة الوالبية
182 - محمد بن مسعود، قال: حدثني جعفر بن أحمد، قال: حدثني العمر كي
عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن عنبسة بن مصعب، وعلي
ابن المغيرة، عن عمران بن ميثم، قال: دخلت أنا وعباية الأسدي على امرأة من بني
أسد يقال لها: حبابة الوالبية، فقال لها عباية: تدرين من هذا الشاب الذي معي؟
قالت: لا، قال: مه ابن أخيك ميثم. قالت: أي والله أي والله.

(1) القاموس: 4 / 400
2) الصحاح: 6 / 2526
3) أساس البلاغة: 683
331

ثم قالت: ألا أحدثكم بحديث سمعته من أبي عبد الله الحسين بن علي عليه السلام قلنا
بلي، قالت: سمعت الحسين بن علي عليه السلام يقول: نحن وشيعتنا على الفطرة التي بعث
الله عليها محمدا صلى الله عليه وآله وسائر الناس منها براء، وكانت قد أدركت أمير المؤمنين عليه السلام
وعاشت إلى زمان الرضا عليه السلام على ما بلغني. والله أعلم.
183 - حمدويه، عن محمد بن عيسى، عن ابن أبي نجران، عن إسحاق بن
سويد الفراء، عن إسحاق بن عمار، عن صالح بن ميثم، قال: دخلت أنا وعباية
الأسدي على حبابة الوالبية، فقال لها: هذا ابن أخيك ميثم، قالت: ابن أخي والله
حقا، ألا أحدثكم بحديث عن الحسين بن علي صلى الله عليه وآله، فقلت: بلي.
قالت: دخلت عليه وسلمت فرد السلام ورحب ثم قال: ما بطأ بك عن
زيارتنا والتسليم علينا يا حبابة؟ قلت: ما بطأني الا علة عرضت، قال: ما هي؟
قالت: فكشفت خماري عن برص.
قالت: فوضع يده على البرص ودعا فلم يزل يدعو حتى رفع يده، وكشف
الله ذلك البرص، ثم قال: يا حبابة أنه ليس أحد على ملة إبراهيم في هذه الأمة
غيرنا وغير شيعتنا، ومن سواهم منها براء.
سعيد بن المسيب
184 - قال الفضل بن شاذان: ولم يكن في زمن علي بن الحسين عليه السلام في
أول أمره الا خمسة أنفس: سعيد بن جبير، سعيد بن المسيب، محمد بن جبير
ابن مطعم، يحيى بن أم الطويل، أبو خالد الكابلي واسمه وردان ولقبه كنكر، سعيد بن المسيب رباه أمير المؤمنين عليه السلام، وكان حزن جد سعيد أوصى أمير المؤمنين
عليه السلام.
185 - محمد بن مسعود: قال: حدثني علي بن الحسن بن فضال، قال: حدثنا محمد بن الوليد بن خالد الكوفي، قال: حدثنا العباس بن هلال، قال:
ذكر أبو الحسن الرضا عليه السلام أن طارقا مولى لبني أمية نزل ذا المروة عاملا على
332

المدينة، فلقيه بعض بني أمية، وأوصاه بسعيد بن المسيب وكلمه فيه وأثنى عليه،
وأخبره طارق أنه أمر بقتله، فأعلم سعيد بذلك وقال له تغيب، وقيل له: تنح عن
مجلسك فإنه على طريقه، فأبى.
فقال سعيد: اللهم ان طارقا عبد من عبيدك ناصيته بيدك وقلبه بين أصابعك
تفعل فيه ما تشاء فانسه ذكري واسمي، فلما عزل طارق عن المدينة لقبه الذي كان كلمه في سعيد من بني أمية بذي المروة، فقال، كلمتك في سعيد لتشفعني فيه
فأبيت وشفعت فيه غيري، فقال: والله ما ذكرته بعد إذ فارقتك حتى عدت إليك.
وروي عن بعض السلف، أنه لما مر بجنازة علي بن الحسين عليه السلام انجفل
الناس فلم يبق في المسجد الا سعيد بن المسيب، فوقف عليه خشرم مولى أشجع
فقال أبا محمد: ألا تصلي على هذا الرجل الصالح في البيت الصالح؟ فقال سعيد:
أصلي ركعتين في المسجد أحب إلي أنت أصلي على هذا الرجل الصالح في البيت
الصالح.
186 - وروي عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن
المسيب، وعبد الرزاق، عن معمر، عن علي بن زيد، قال: قلت لسعيد بن المسيب
انك أخرتني أن علي بن الحسين النفس الزكية، وانك لا تعرف له نظيرا؟ قال:
كذلك وما هو مجهول ما أقول فيه والله ما رأي مثله.
قال علي بن زيد: فقلت والله ان هذه الحجة الوكيدة عليك يا سعيد، فلم لم
تصل على جنازته؟ فقال: ان القراء كانوا لا يخرجون إلى مكة حتى يخرج علي بن
الحسين، فخرج وخرجنا معه ألف راكب، فلما صرنا بالسقيا نزل فصلى وسجد سجدة
الشكر فقال فيها.
187 - وفي رواية الزهري: عن سعيد بن المسيب، قال: كان القوم لا يخرجون
من مكة حتى يخرج علي بن الحسين سيد العابدين، فخرج وخرجت معه فنزل في
بعض المنازل فصلى ركعتين فسبح في سجوده فلم يبق شجر ولا مدر الا سبحوا معه
333

ففزعنا فرفع رأسه فقال: يا سعيد أفزعت؟ قلت: نعم يابن رسول الله فقال: هذا
التسبيح الأعظم، حدثني أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: لا يبقى الذنوب
مع هذا التسبيح، فقلت: علمنا.
188 - وفي رواية علي بن زيد: عن سعيد بن المسيب، أنه سبح في
سجوده فلم يبق حوله شجرة ولا مدرة الا سبحت بتسبيحه، ففزعت من ذلك
وأصحابي.
ثم قال: يا سعيد ان الله جل جلاله لما خلق جبريل ألهمه هذا التسبيح فسبحت
السماوات ومن فيهن لتسبيحه الأعظم، وهواسم الله عز وجل الأكبر.
يا سعيد، أخبرني أبي الحسين، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله عن جبريل عن
الله جل جلاله أنه قال: مامن عبد من عبادي آمن بي وصدق بك وصلى في مسجدك
ركعتين على خلا من الناس الا غفرت له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فلم أر شاهدا أفضل
من علي بن الحسين عليه السلام حيث حدثني بهذا الحديث.
فلما أن مات شهد جنازته البر والفاجر، وأثنى عليه الصالح والطالح، وانهال
الناس يتبعونه حتى وضع الجنازة، فقلت: ان أدركت الركعتين يوما من الدهر
فاليوم، وفلم يبق الأرجل وامرأة ثم خرجا إلى الجنازة.
ووثبت لأصلي فجاء تكبير من السماء فأجابه تكبير من الأرض فأجابه تكبير
من السماء فأجابه تكبير من الأرض، ففزعت وسقطت على وجهي فكبر من في السماء
سبعا وكبر من في الأرض سبعا وصلى على علي بن الحسين عليه السلام.
ودخل الناس المسجد فلم أدرك الركعتين ولا الصلاة على علي بن الحسين
عليه السلام فقلت: يا سعيد لو كنت أنا لم أختر الا الصلاة على علي بن الحسين عليه السلام ان هذا
لهو الخسران المبين، قال، فبكي سعيد ثم قال: ما أردت الا الخير ليتني كنت صليت
عليه فإنه ما رأى مثله.
والتسبيح هو هذا: سبحانك اللهم وحنانيك، سبحانك اللهم وتعاليت، سبحانك
334

اللهم والعز ازارك، سبحانك اللهم والعظمة رداؤك، ويقال سربالك، سبحانك اللهم
والكبرياء سلطانك، سبحانك من عظيم ما أعظمك، سبحانك سبحت في الأعلى،
سبحانك تسمع وترى ما تحت الثرى.
سبحانك أنت شاهد كل نجوى، سبحانك موضع كل نجوى، سبحانك حاضر
كل ملا، سبحان عظيم الرجاء، سبحانك ترى ما في قعر الماء، سبحانك تسمع
أنفاس الحيتان في قعور البحار، سبحانك تعلم وزن السماوات، سبحانك تعلم وزن الأرضيين.
سبحانك تعلم وزن الشمس والقمر، سبحانك تعلم وزن الظلمة والنور،
سبحانك تعلم وزن الفئ الهواء، سبحانك تعلم وزن الريح كم هي من مثقال ذرة
سبحانك قدوس قدوس قدوس، سبحانك عجبا من عرفك كيف لا يخافك، سبحانك
اللهم وبحمدك سبحان الله العلي العظيم.
189 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله القمي، عن
القاسم بن محمد الأصفهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن محمد بن عمر، قال: أخبرني أبو مروان، عن أبي جعفر، قال: سمعت علي بن الحسين عليه السلام يقول: سعيد
ابن المسيب أعلم الناس بما تقدمه من الآثار وأفهمهم في زمانه.
سعيد بن جبير
190 - أبو المغيرة، قال: حدثني الفضل، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم
عن أبي عبد الله عليه السلام أن سعيد بن جبير كان يأتم بعلي بن الحسين عليه السلام وكان علي
عليه السلام يثني عليه، وما كان سبب قتل الحجاج له الا على هذا الامر، وكا ن مستقيما.
وذكر أنه لما دخل على الحجاج بن يوسف قال له: أنت شقي بن كسير،
قال: أمي كانت أعرف باسمي سمتني سعيد بن جبير، قال: ما تقول في أبي بكر وعمر
هما في الجنة أو في النار؟ قال: لو دخلت الجنة فنظرت أهلها لعلمت من فيها، وان
دخلت النار ورأيت أهلها لعلمت من فيها.
335

قال: فما قولك في الخلفاء؟ قال: لست عليهم بوكيل، قال أيهم أحب إليك
قال: أرضاهم لخالقي، قال: وأيهم أرضى للخالق؟ قال: علم ذلك عند الذي يعلم
سرهم ونجواهم، قال: أبيت أن تصدقني، قال: بلى لم أحب أن أكذبك.
أبو خالد الكابلي
191 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو عبد الله الحسين بن أشكيب
قال: حدثني محمد بن أورمة، عن الحسين بن سعيد، قال: حدثني علي بن النعمان،
عن ابن مسكان، عن ضريس، قال قال لي أبو خالد الكابلي: أما أني سأحدثك
بحديث ان رأيتموه وأنا حي فقلت صدقني، وان مت قبل أن تراه ترحمت علي
ودعوت لي.
سمعت علي بن الحسين عليه السلام يقول: إن اليهود أحبوا عزيزا حتى قالوا فيه
ما قالوا فلا عزيز منهم ولاهم من عزيز، وأن النصارى أحبوا عيسى حتى قالوا فيه
ما قالوا، فلا عيسى منهم ولاهم من عيسى.
وانا على سنة من ذلك ان قوما من شيعتنا سيحبونا حتى يقولوا فينا ما قالت
اليهود في عزيز، وما قالت النصارى في عيسى بن مريم، فلاهم منا ولا نحن منهم.
192 - الكشي: وجدت بخط جبريل بن أحمد، حدثني محمد بن عبد الله بن
مهران، عن محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الحناط، عن الحسن بن علي بن أبي
حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: كان أبو خالد الكابلي
يخدم محمد بن الحنفية دهرا وما كان يشك في أنه امام.
حتى أتاه ذات يوم فقال له: جعلت فداك ان لي حرمة ومودة وانقطاعا، فأسألك
بحرمة رسول الله وأمير المؤمنين الا أخبرتني أنت الامام الذي فرض الله طاعته على
خلقه، قال فقال: يا أبا خالد حلفتني بالعظيم، الإمام علي بن الحسين عليه السلام علي وعليك
وعلى كل مسلم.
فأقبل أبو خالد لما أن سمع ما قاله محمد بن الحنفية جاء إلى علي بن الحسين
336

عليه السلام فلما استأذن عليه فأخبر أن أبا خالد بالباب، فأذن له، فلما دخل عليه دنا منه قال:
مرحبا بك يا كنكر ما كنت لنا بزائر ما بدا لك فينا؟ فخر أبو خالد ساجدا شاكر لله
تعالى مما سمع من علي بن الحسين عليه السلام فقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى عرفت
فقال له علي: وكيف عرفت امامك يا أبا خالد؟ قال: انك دعوتني باسمي
الذي سمتني أمي التي ولدتني، وقد كنت في عمياء من أمري ولقد خدمت محمد
ابن الحنفية عمرا من عمري ولا أشك الا وأنه امام.
حتى إذا كان قريبا سألته بحرمة الله وبحرمة رسوله وبحرمة أمير المؤمنين
فأرشدني إليك وقال: هو الإمام علي وعليك وعلى خلق الله كلهم، ثم أذنت لي
فجئت فدنوت منك سميتني باسمي الذي سمتني أمي فعلمت أنك الامام الذي فرض
الله طاعته علي وعلى كل مسلم.
ابن مهران والحسن وأبوه كلهم كذا روي.
193 - ووجدت بخط جبريل بن أحمد: قال حدثني محمد بن عبد الله بن
مهران، عن محمد بن علي، عن علي بن محمد، عن الحسن بن علي، عن أبيه،
عن أبي الصباح الكناني، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعه يقول: خدم أبو خالد
الكابلي علي بن الحسين عليهما السلام دهرا من عمره.
ثم إنه أراد أن ينصرف إلى أهله فأتى علي بن الحسين عليه السلام فشكى إليه شده
شوقه إلى والديه، فقال: يا أبا خالد يقدم غدا رجلا من أهل الشام له قدر ومال كثير
وقد أصاب بنتا له عارض من أهل الأرض، ويريد ون أن يطلبوا معالجا يعالجها،
فإذا أنت سمعت قدومه: فأته وقل له أنا أعالجها لك علي انني أشترط عليك أني
أعالجها على ديتها عشرة آلاف درهم فلا تطمئن إليهم وسيعطونك ما تطلب منهم.
فلما أصبحوا قدم الرجل ومن معه وكان رجلا من عظماء أهل الشام في المال
والمقدرة، فقال: أما من معالج يعالج بنت هذا الرجل؟ فقال هل أبو خالد: أنا أعالجها
على عشرة آلاف درهم، فان أنتم وفيتم وفيت لكم على ألا يعود إليها أبدا، فشرطوا
ان يعطوه عشرة آلاف درهم.
337

ثم اقبل إلى علي بن الحسين عليه السلام فأخبره الخبر، فقال: أني لاعلم: أنهم
سيغدرون بك ولا يفون لك انطلق يا أبا خالد فخذ بإذن الجارية اليسرى ثم قل يا
خبيث يقول لك علي بن الحسين أخرج من هذه الجارية ولا تقعد.
ففعل أبو خالد ما أمره وخرج منها فأفاقت الجارية، فطلب أبو خالد الذي
شرطوا له فلم يعطوه، فرجع مغتما كئيبا، قال له علي بن الحسين عليه السلام مالي أراك
كئيبا يا أبا خالد؟ انهم يغدرون بك دعهم فإنهم سيعودون الكي، فإذا لقوك فقل لهم
لست أعالجها حتى تضعوا المال على يدي علي بن الحسين عليه السلام فعادوا إلى أبي خالد
يلتمسون مداواتها، فقال لهم اني لا أعالجها حتى تضعوا ألما ل على يدي علي بن
الحسين فرجع أبو خالد إلى الجارية وأخذ بأذنها اليسرى ثم قال: يا خبيث يقول
لك علي بن الحسين عليهما السلام أخرج من هذه الجارية ولا تعرض لها الا بسبيل خير، فإنك
ان عدت أحرقتك بنار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة، فخرج منها ولم يعد
إليها، ودفع المال إلى أبي خالد فخرج إلى بلاده.
يحيى بن أم الطويل
194 - محمد بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن جعفر بن عيسى
عن صفوان، عمن سمعه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ارتد الناس بعد قتل الحسين
عليه السلام الا ثلاثة أبو خالد الكابلي، ويحيى بن أم الطويل، وجبير بن مطعم، ثم إن
الناس لحقوا وكثروا.
وروى يونس، عن حمزة بن محمد الطيار، مثله وزاد فيه وجابر بن عبد الله
الأنصاري.
195 - حدثني أحمد بن علي، قال: حدثني أبو سعيد الادمي، قال: حدثنا
الحسين بن يزيد النوفلي، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي جعفر الأول عليه السلام قال:
أما يحيى بن أم الطويل: فكان يظهر الفتوة. وكان إذا مشى في الطريق وضع الخلوق
على رأسه ويمضغ اللبان ويطول ذيله، وطلبه الحجاج فقال: تلعن أبا تراب وأمر
338

- بقطع يديه ورجليه وقتله.
وأما سعيد بن المسيب فنجا، وذلك أنه كان يفتي بقول العامة، وكان آخر
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فنجا.
وأما أبو خالد الكابلي: فهرب إلى مكة واخفى نفسه فنجا.
وأما عامر بن واثلة: فكانت له يد عند عبد الملك بن مروان فلهى عنه.
وأما جابر بن عبد الله الأنصاري: فكان رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فلم
يتعرض له وكان شيخا قد أسن.
وأما أبو حمزة الثمالي وفرات بن أحنف، فبقوا إلى أيام أبي عبد الله عليه السلام
وبقي أبو حمزة إلى أيام أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام.
القاسم بن عوف
196 - حدثني علي بن محمد بن قتيبة النيشابوري، قال: حدثني أبو عبد الله
جعفر بن أحمد الرازي الخواري من قرية استراباد، عن محمد بن خالد أظنه البرقي
عن محمد بن سنان، عن زياد بن المنذر أبي الجارود، عن القاسم بن عوف، قال:
كنت أتردد بين علي بن الحسين عليه السلام وبين محمد بن الحنفية، وكنت آتي هذا مرة
وهذا مرة.
قال: ولقيت علي بن الحسين، قال، فقال لي: يا هذا إياك ان تأتي أهل العراق
فتخبرهم انا استودعناك علما، فانا والله ما فعلنا ذلك وإياك ان تترايس بنا فيضعك الله،
وإياك أن تستأكل بنا فيزيدك الله فقرا، واعلم أنك ان تكن ذنبا في الخير خير لك من أن تكون رأسا في الشر.
واعلم أنه من يحدث عنا بحديث سألناه يوما فان حدث صدقا كتبه الله صديقا
وان حدث وكذب كتبه الله كذابا، وإياك أن تشد، راحلة ترحلها فإنما هيهنا يطلب
العلم حتى يمضي لكم بعد موتي سبع حجج، ثم يبعث الله لكم غلاما من ولد فاطمة
عليهما السلام ينبت الحكمة في صدره كما ينبت الطل والزرع.
339

قال: فلما مضى علي بن الحسين (صلوات الله عليهما) حسبنا الأيام والجمع
والشهور والسنين، فما زادت يوما ولا نقصت حتى تكلم محمد بن علي بن الحسين
(صلوات الله عليهم) باقر العلم.
المختار بن أبي عبيدة
197 - حمدويه، قال: حدثني يعقوب، عن ابن أبي عمير. عن هشام بن المثني
عن سدير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لا تسبوا المختار فإنه قتل قتلتنا، وطلب بثأرنا،
وزوج أراملنا، وقسم فينا المال على العسرة.
198 - محمد بن الحسن، وعثمان بن حامد، قالا: حدثنا محمد بن يزداد
الرازي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عبد الله المزخرف، عن حبيب
الخثعمي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان المختار يكذب على علي بن الحسين عليهما السلام
199 - محمد بن الحسن، وعثمان بن حامد، قالا: حدثنا محمد بن يزداد
عن محمد بن الحسين، عن موسى بن يسار، عن عبد الله بن الزبير، عن عبد الله بن
شريك، قال: دخلنا علي أبي جعفر عليه السلام يوم النحر وهو متكئ، وقد أرسل إلى الحلاق
فقعدت بين يديه إذ دخل عليه شيخ من أهل الكوفة فتناول يده ليقبلها فمنعه، ثم قال
من أنت؟ قال: أنا أبو الحكم بن المختار بن أبي عبيد الثقفي، وكان متباعدا من
أبي جعفر عليه السلام فمد يده إليه حتى كاد يقعده في حجره بعد منعه يده.
ثم قال أصلحك الله ان الناس قد أكثروا في أبي وقالوا والقول والله قولك
قال: وأي شئ يقولون؟ قال: يقولون كذاب، ولا تأمرني بشئ الا قبلته.
فقال: سبحان الله أخبرني أبي والله ان مهر أمي كان مما بعث به المختار،
أولم يبن دورنا؟ وقتل قاتلنا؟ وطلب بدمائنا؟ فرحمه الله.
وأخبرني والله أبي أنه كان ليسمر عند فاطمة بنت علي يمهدها الفراش،
ويثنى لها الوسائد ومنها أصاب الحديث، رحم الله أباك رحم الله أباك، ما ترك لنا
حقا عند أحد الا طلبه، قتل قتلتنا، وطلب بدمائنا.
340

200 - جبرئيل بن أحمد، حدثني العنبري، قال: حدثني محمد بن عمرو،
عن يونس بن يعقوب، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كتب المختار بن أبي عبيد إلى
علي بن الحسين عليهما السلام وبعث إليه بهدايا من العراق، فلما وقفوا على باب علي بن
الحسين دخل الاذن يستأذن لهم، فخرج إليهم رسوله فقال أميطوا عن بابي فاني
لا أقبل هدايا الكذابين ولا أقرأ كتبهم.
فمحوا العنوان وكتبوا المهدي محمد بن علي، فقال أبو جعفر: والله لقد
كتب إليه بكتاب ما أعطاه فيه شيئا انما كتب إليه يابن خير من طشي ومشي، فقال
أبو بصير، فقلت لأبي جعفر عليه السلام اما المشي فانا أعرفه، فأي شئ الطشى؟ فقال
أبو جعفر عليه السلام الحياة.
201 - جبرئيل بن أحمد، قال: حدثني العنبري، قال حدثني علي بن أسباط
عن عبد الرحمن بن حماد، عن علي بن حزور، عن الأصبغ، قال رأيت المختار
على فخذ أمير المؤمنين عليه السلام وهو يمسح رأسه ويقول: يا كيس يا كيس.
202 - إبراهيم بن محمد الختلي، قال: حدثني أحمد بن إدريس القمي،
قال: حدثني محمد بن أحمد، قال، حدثني الحسن بن علي الكوفي، عن العباس
ابن عامر، عن سيف بن عميرة، عن جارود بن المنذر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
ما امتشطت فينا هاشمية ولا اختضبت حتى بعث إلينا المختار برؤس الذين قتلوا
الحسين عليه السلام.
203 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو الحسن علي بن أبي علي
الخزاعي، قال حدثني خالد بن يزيد العمري المكي، قال الحسن بن زيد بن علي
ابن الحسين، قال: حدثني عمرو بن علي بن الحسين، ان علي بن الحسين عليه السلام لما
اتي برأس عبيد الله بن زياد ورأس عمر بن سعد، قال: فخر ساجدا وقال الحمد لله
الذي أدرك لي ثاري من أعدائي، وجزى الله المختار خيرا.
204 - محمد بن مسعود، قال حدثني ابن أبي على الخزاعي، قال خالد بن
341

يزيد العمري، عن الحسين بن زيد، عن عمر بن علي، أن المختار أرسل إلى علي
ابن الحسين عليه السلام بعشرين ألف دينار، فقبلها وبنا بها دار عقيل بن أبي طالب ودارهم
التي هدمت، قال: ثم أنه بعث إليه بأربعين ألف دينار بعد ما ظهر الكلام الذي
أظهره، فردها ولم يقبلها.
والمختار هو الذي دعا الناس إلى محمد بن علي بن أبي طالب ابن الحنفية
وسمعوا الكيسانية وهم المختارية وكان لقبه كيسان، ولقب بكيسان لصاحب شرطه
المكنى أبا عمرة وكان اسمه كيسان.
وقيل، انه سمي كيسان بكيسان مولى علي بن أبي طالب عليه السلام وهو الذي
حمله على الطلب بدم الحسين عليه السلام ودله على قتلته وكان صاحب سره والغالب على امره.
وكان لا يبلغه عن رجل من أعداء الحسين عليه السلام انه في درا أو في موضع الا
قصده، فهدم الدار بأسرها وقتل كل من فيها من ذي روح، وكل دار بالكوفة خراب
فهي مما هدمها، وأهل الكوفة يضربون بها المثل، فإذا افتقر انسان قالوا دخل أبو
عمرة بيته، حتى قال فيه الشاعر:
إبليس بما فيه خير من أبي عمرة * يغويك ويطغيك ولا يطغيك كسرة
شعيب مولى علي بن الحسين (عليه السلام)
205 - حدثني أبو الحسن عمر بن علي التفليسي، قال: حدثني محمد بن
سعيد ابن أخي سهل بن زياد الادمي، عمن ذكره، عن يونس بن عبد الرحمن عن
داود الرقي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: شعيب مولى علي بن الحسين عليهما السلام وكان
ما علمناه جبارا.
عبد الله البرقي
206 - وجدت في كتاب محمد بن الحسن بن بندار القمي بخطه. حدثني
342

علي بن إبراهيم بن هاشم، عن الحسين بن عبد الله البرقي المعرف بالكسري عن أبيه، قال: سألت علي بن الحسين عليهما السلام عن النبيذ؟ فقال: قد يشربه قوم، وحرمه
قوم صالحون، فكان شهادة الذين منعوا بشهادتهم شهواتهم أولى بأن تقبل من الذين
جروا بشهادتهم شهواتهم.
عبد الله البرقي هذا عامي، الا أن هذا حديث حسن قريب الاسناد.
الفرزدق
207 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثني
أبو الفضل محمد بن أحمد بن مجاهد، قال: حدثنا العلاء بن محمد بن زكريا بالبصرة،
قال: حدثنا عبيد الله بن محمد بن عائشة، قال حدثني أبي، ان هشام بن عبد الملك
حج في خلافة عبد الملك والوليد، فطاف بالبيت فأراد أن يستلم الحجر فلم يقدر
عليه من الزحام، فنصب له منبر فجلس عليه وأطاف به أهل الشام.
فبينا هو كذلك إذ أقبل علي بن الحسين عليه السلام وعليه ازار ورداء، من أحسن
الناس وجها وأطيبهم رائحة بين عينيه سجادة كأنها ركبة عنز، فجعل يطوف بالبيت
فإذا بلغ إلى موضع الحجر تنحى الناس عنه حتى يستلمه هيبة له واجلالا، فغاظ
ذلك هشاما.
فقاله رجل من أهل الشام لهشام، من هذا الذي قد هابه الناس هذه الهيبة
وأفرجوا له عن الحجر؟ فقال هشام: لا أعرفه، لئلا يرغب فيه أهل الشام، فقال
الفرزدق وكان حاضرا: لكني أعرفه، فقال الشامي من هذا يا أبا فراس؟ فقال:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * والبيت تعرفه والحل والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم * هذا التقي النقي الطاهر العلم
هذا علي رسول الله والده * أمست بنو ر هداه تهتدي الأمم
إذا رأته قريش قال قائلها * إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
ينمي إلى ذروة العز الذي قصرت * عن نيلها عرب الاسلام والعجم
343

يكاد يمسكه عرفان راحته * ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
يغضي حياء ويغضى من مهابته * فلا يكلم الا حين يبتسم
ينشق نور الهدى عن نور غرته * كالشمس تنجاب عن اشراقها الظلم
بكفه خيزران ريحها عبق * من كف أروع في عرنينه شمم
مشتقة من رسول الله نبعته * طابت عناصره والخيم والشيم
حمال أثقال أقوام إذا فدحوا * حلو الشمائل يحلوا عنده النعم
هذا ابن فاطمة ان كنت جاهله * بجده أنبياء الله قد ختموا
الله فضله قدما وشرفه * جرى بذاك له في لوحه القلم
من جده دان فضل الأنبياء له * وفضل أمته دانت له الأمم
عم البرية بالاحسان وانقشعت * عنها العماية والاملاق والعدم
كلتا يديه غياث عم نفعهما * تستوكفان ولا يعروهما العدم
سهل الخليقة لا تخشى بوادره
يزينه خصلتان الخلق والكرم
لا يخلف الوعد ميمون نقيبته * رحب الفناء أريب حين يعتزم
من معشر حبهم دين وبغضهم * كفر وقربهم منجى ومعتصم
يستدفع السوء والبلوى بحبهم * ويسترب به الاحسان والنعم
مقدم بعد ذكر الله ذكرهم * في كل يوم ومختوم به الكلم
ان عد أهل التقى كانوا أئمتهم * أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم
لا يستطع جوا د بعد غايتهم * ولا يدانيهم قوم وأن كرموا
هم الغيوث إذا ما أزمه أزمت * والأسد أسد الشرى والناس محتدم
يأبى لهم أن يحل الذم ساحتهم * خيم كريم وأيد بالندى هضم
لا ينقص العسر بسطا من أكفهم * سيان ذلك ان اثروا وان عدموا
أي الخلائق ليست في رقابهم * لاولية هذا أوله نعم
من يعرف الله يعرف أولية ذا * فالدين من بيت هذا ناله الأمم
344

قال: فغضب هشام وأمر بحبس الفرزدق، فحبس بسعفان بين مكة والمدينة
فبلغ ذلك علي بن الحسين عليه السلام، فبعث إليه باثني عشر ألف درهم، وقال: أعذرنا
يا أبا فراس، فلو كان عندنا أكثر من هذا لوصلناك به، فردها عليه وقال: يابن رسول
الله ما قلت الذي قلت الا غضبا لله ولرسوله، وما كنت لأرزي عليه شيئا، فردها عليه
وقال: بحقي عليك لما قبلتها، فقد رأى الله مكانك وعلم نيتك، فقبلها فجعل
الفرزدق يهجو هشاما وهو في الحبس فكان مما هجا به قوله.
أيحبسني بين المدينة والتي * إليها قلوب الناس يهوي منيبها
يقلب رأسا لم يكن رأس سيد * وعينا له حولاء باد عيوبها
فبعث إليه فأخرجه.
زرارة بن أعين
208 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن بن فضال، قال:
حدثني أخواي محمد وأحمد ابنا الحسن، عن أبيهما الحسن بن علي بن فضال عن
ابن بكير، عن زرارة، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا زرارة ان اسمك في أسامي
أهل الجنة بغير ألف، قلت: نعم جعلت فداك اسمي عبد ربه ولكني لقبت بزرارة.
209 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد القمي، قال:
حدثني محمد بن أحمد، عن عبد الله بن أحمد الرازي، عن بكر بن صالح، عن ابن
أبي عمير: عن هشام بن سالم، عن زرارة، قال: اسمع والله بالحرف من جعفر بن
محمد عليه السلام من الفتيا فازداد به ايمانا.
210 - حدثني جعفر بن محمد بن معروف، قال، حدثني محمد بن الحسين
بن أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير، عن أبان بن تغلب، عن أبي بصير، قال: قلت
لأبي عبد الله عليه السلام ان أباك حدثني أن الزبير والمقداد وسلمان الفارسي حلقوا رؤسهم
ليقاتلوا أبا بكر، فقال لي: لولا زرارة لظننت أن أحاديث أبي عليه السلام ستذهب.
345

211 - حدثني حمدويه بن نصير قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي
الخطاب، عن الحسن بن محبوب السراد، عن العلاء بن رزين، عن يونس بن
عمار، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام ان زرارة قد روى عن أبي جعفر عليه السلام أنه لا يرث
مع الام والأب والابن والبنت أحد من الناس شيئا الا زوج أو زوجة، فقال أبو عبد الله
عليه السلام: أما ما رواه زرارة عن أبي جعفر عليه السلام فلا يجوز أن ترده.
وأما في الكتاب في سورة النساء فان الله عز وجل يقول " يوصيكم الله في
أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فان كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت
واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فإن لم
يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث فإن كان له أخوة فلأمه السدس " (1) يعني اخوة
الأب وأم أخوة الأب، والكتاب يا يونس قد ورث هيهنا مع الأبناء، فلا تورث
البنات الا الثلثين.
212 - محمد بن مسعود، عن الخزاعي عن محمد بن زياد أبي عمير، عن
علي بن عطية، عن زرارة، والله لو حدثت بكلما سمعته من أبي عبد الله عليه السلام
لانتفخت ذكور الرجال على الخشب.
213 - حدثني إبراهيم بن العباس الختلي، قال: حدثني أحمد بن إدريس
القمي، قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن أبي الصهبان أو غيره
عن سليمان بن داود المنقري، عن ابن أبي عمير، قال: قلت لجميل بن دراج، ما
أحسن محضرك وأزين مجلسك؟ فقال: أي والله ما كنا حول زرارة بن أعين الا بمنزلة
الصبيان في الكتاب حول المعلم.
214 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف
قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، وعبد الله بن محمد بن عيسى أخوه، والهيثم
بن أبي مسروق، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسين بن محبوب، عن

(1) سورة النساء: 11
346

العلاء بن رزين، عن يونس بن عمار، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام ان زرارة، وذكر
مثل الحديث الذي رواه حمدويه بن نصير، عن محمد بن الحسين، عن ابن محبوب
215 - حدثني حمدويه بن نصير، عن يعقوب بن يزيد، عن القاسم بن عروة،
عن أبي العباس الفضل بن عبد الملك، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أحب
الناس إلي أحياء وأمواتا أربعة: بريد بن معاوية العجلي، وزرارة، ومحمد بن مسلم،
والأحول وهم أحب الناس إلي أحياء وأمواتا.
216 - محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال: حدثني محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، قال: سمعت
أبا عبد الله عليه السلام يوما ودخل عليه الفيض بن المختار، فذكر له آية من كتاب الله عز
وجل تأولها أبو عبد الله عليه السلام فقال له الفيض: جعلني الله فداك ما هذا الاختلاف الذي
بين شيعتكم؟ قال: وأي الاختلاف يا فيض؟
فقال له الفيض: اني لا جلس في حلقهم بالكوفة فأكاد أشك في اختلافهم في
حديثهم، حتى أرجع إلى المفضل بن عمر، فيوقفني من ذلك على ما تستريح إليه
نفسي، ويطمئن إليه قلبي.
فقال أبو عبد الله عليه السلام: أجل هو كما ذكرت يا فيض، ان الناس أولعوا بالكذب
علينا ان الله افترض عليهم لا يريد منهم غيره واني أحدث أحدهم بالحديث فلا يخرج
من عندي حتى يتأوله على غير تأويله، وذلك أنهم لا يطلبون بحديثنا وبحبنا ما عند
الله وانما يطلبون به الدنيا، وكل يحب أن يدعي رأسا، أنه ليس من عبد يرفع نفسه
الا وضعه الله، وما من عبد وضع نفسه الا رفعه الله وشرفه.
فإذا أردت بحديثنا فعليك بهذا الجالس وأومى بيده إلى رجل من أصحابه،
فسألت أصحابنا عنه فقالوا: زرارة بن أعين.
217 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني يعقوب بن يزيد، ومحمد
ابن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد
347

وغيره، قالوا: قال أبو عبد الله عليه السلام: رحم الله زرارة بن أعين، لولا زرارة بن أعين،
لولا زرارة ونظراؤه لاندرست أحاديث أبي عليه السلام.
218 - حدثني الحسين بن بندار القمي، قال: حدثني سعد بن عبد الله بن
أبي خلف القمي، قال: حدثنا علي بن سليمان بن داود الرازي، قال: حدثني
محمد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبيدة الحذاء، قال: سمعت أبا
عبد الله عليه السلام يقول: زرارة وأبو بصير ومحمد بن مسلم وبريد من الذين قال الله تعالى
" والسابقون السابقون أولئك المقربون " (1).
219 - حدثني حمدويه: قال حدثني يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير،
عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد الاقطع، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول
ما أجد أحدا أحيى ذكرنا وأحاديث أبي عليه السلام الا زرارة وأبو بصير ليث المرادي
ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية العجلي، ولولا هؤلاء ما كان أحد يستنبط هذا.
هؤلاء حفاظ الدين وأمناء أبي عليه السلام على حلال الله وحرامه، وهم السابقون
إلينا في الدنيا والسابقون إلينا في الآخرة.
220 - حدثني محمد بن قولويه والحسين بن الحسن، قالا: حدثنا سعد بن
عبد الله، قال: حدثنا محمد بن عبد الله المسمعي، قال: حدثني علي بن حديد المدائني
عن جميل بن دراج، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فاستقبلني رجل خارج من
عند أبي عبد الله عليه السلام من أهل الكوفة من أصحابنا.
فلما دخلت على أبي عبد الله عليه السلام قال لي. لقيت الرجل الخارج من عندي؟
فقلت بلي هو رجل من أصحابنا من أهل الكوفة، فقال لا قدس الله روحه ولا قدس مثله
انه ذكر أقواما كان أبي عليه السلام ائتمنهم على حلال الله وحرامه وكانوا عيبة علمه
وكذلك اليوم هم عندي، هم مستودع سري أصحاب أبي عليه السلام حقا، إذا أراد الله
.

(1) سورة الواقعة: 10
348

بأهل الأرض سوءا صرف بهم عنهم السوء، هم نجوم شيعتي أحياء ا وأمواتا يحيون
ذكر أبي عليه السلام بهم يكشف الله كل بدعة ينفون عن هذا الدين انتحال المبطلين وتأول
الغالين، ثم بكي.
فقلت: من هم؟ فقال: من عليهم صلوات الله ورحمته احياءا وأمواتا، بريد
العجلي وزرارة وأبو بصير ومحمد بن مسلم، أما أنه يا جميل سيبين لك أمر هذا الرجل
إلى قريب، قال جميل: فوالله ما كان الا قليلا حتى رأيت ذلك الرجل ينسب إلى
أصحاب أبي الخطاب، قلت: الله يعلم حيث يجعل رسالاته، قال جميل: وكنا نعرف
أصحاب أبي الخطاب ببغض هؤلاء رحمة الله عليهم.
221 - حدثني حمدوية بن نصير، قال: حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد قال:
حدثني يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن زرارة.
ومحمد بن قولويه والحسين بن الحسن، قالا: حدثنا سعد بن عبد الله قال
حدثني هارون بن الحسن بن محبوب، عن محمد بن عبد الله بن زرارة وابنيه الحسن
والحسين، عن عبد الله بن زرارة قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام اقرأ مني على والدك
السلام.
وقل له: اني انما أعيبك دفاعا مني عنك فان الناس والعدو يسارعون إلى كل
من قربناه وحمدنا مكانه لادخال الأذى في من نحبه ونقربه، يرمونه لمحبتنا له وقربة
ودنوه منا، ويرون ادخال الأذى عليه وقتله ويحمدون كل من عبناه نحن وأن نحمد
أمره.
فإنما أعيبك لأنك رجل اشتهرت بنا ولميلك إلينا وأنت في ذلك مذموم عند
الناس غير محمود الأثر لمودتك لنا ولميلك إلينا، فأحببت أن أعيبك ليحمدوا
أمرك في الدين بعيبك ونقصك ويكون بذلك منا دفع شرهم عنك يقول الله جل
وعز " أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان ورائهم
ملك يأخذ كل سفينة غصبا " (1).

(1) سورة الكهف: 79
349

هذا التنزيل من عند الله صالحة، لا والله ما عابها الا لكي تسلم من الملك ولا
تعطب على يديه، ولقد كانت صالحة ليس للعيب منها مساغ والحمد الله.
فافهم المثل يرحمك الله، فإنك والله أحب الناس إلي، وأحب أصحاب أبي
عليه السلام حيا وميتا، فإنك أفضل سفن ذلك البحر القمقام الزاخر، أن من ورائك ملكا
ظلوما غصوبا يرقب عبور كل سفينة صالحة ترد من بحر الهدى ليأخذها غصبا ثم
يغصبها وأهلها.
فرحمة الله عليك حيا ورحمته ورضوانه عليك ميتا، ولقد أدي إلي ابناك
الحسن والحسين رسالتك، حاطمها الله وكلاهما ورعاهما وحفظهما بصلاح أبيهما
كما حفظ الغلامين.
فلا يضيقن صدرك من الذي أمرك أبي عليه السلام وأمرتك به، وأتاك أبو بصير بخلاف
الذي أمرناك به، فلا والله ما أمرناك ولا أمرناه الا بأمر وسعنا ووسعكم الاخذ به.
ولكل ذلك عندنا تصاريف ومعان توافق الحق، ولو أذن لنا لعلمتم أن الحق في
الذي أمرناكم به، فردوا إلينا الامر وسلموا لنا واصبروا لأحكامنا وارضوا بها، والذي
فرق بينكم فهو راعيكم الذي استرعاه الله خلقه، وهو اعرف بمصلحة غنمه في
فساد أمرها، فان شاء فرق بينها لتسلم، ثم يجمع بينها لتأمن من فسادها وخوف
عدوها في آثار ما يأذن الله، ويأتيها بالأمن من مأمنه والفرج من عنده.
عليكم بالتسليم والرد إلينا وانتظار أمرنا وأمركم وفرجنا وفرجكم، ولو قد
قام قائمنا وتكلم متكلمنا، ثم استأنف بكم تعليم القرآن وشرايع الدين والاحكام
والفرائض، كما أنزله الله على محمد صلى الله عليه وآله لأنكم أهل البصائر فتكم ذلك اليوم
.

(1) وفى المطبوع من الرجال: لأنكر أهل البصائر فتكم ذلك اليوم الخ
350

انكار شديدا.
ثم لم تستقيموا على دين الله وطريقه، الا من تحت حد السيف فوق رقابكم،
.

(1) أساس البلاغة: 461.
2) نهاية ابن الأثير: 3 / 477.
3) القاموس: 1 / 153
351

ان الناس بعد نبي الله عليه السلام ركب الله به سنة من كان قبلكم، فغيروا وبدلوا وحرفوا
وزادوا في دين الله ونقصوا منه، فما من شئ عليه الناس اليوم الا وهو محرف
عما نزل به الوحي من عند الله فأجب رحمك الله من حيث تدعى إلى حيث تدعى،
حتى يأتي من يستأنف بكم دين الله استينافا، وعليك بالصلاة الستة والأربعين،
وعليك بالحج أن تهل بالافراد، وتنوي الفسخ إذا قدمت مكة وطفت وسعيت،
فسخت ما أهللت به.
وقلبت الحج عمرة أحللت إلى يوم التروية ثم استأنف الاهلال بالحج مفردا
إلى منى وتشهد المنافع بعرفات والمزدلفة، فكذلك حج رسول الله صلى الله عليه وآله وهكذا أمر
أصحابه ان يفعلوا: ان يفسخوا ما أهلوا به ويقبلوا الحج عمرة، واما أقام رسول الله
صلى الله عليه وآله على احرامه لسوق الذي ساق معه، فان السائق قارن والقارن لا يحل حتى
يبلغ هديه محله، ومحله المنحر بمنى، فإذا بلغ أحل، فهذا الذي أمرناك به حج
المتمتع.
فالزم ذلك ولا يضيقن صدرك، والذي أتاك به أبو بصير من صلاة إحدى
وخمسين، والا هلال بالتمتع بالعمرة إلى الحج وما أمرنا به من أن يهل بالتمتع
فلذلك عندنا معان وتصاريف لذلك ما يسعنا ويسعكم ولا يخالف شئ من ذلك الحق
ولا يضاده، والحمد الله رب العالمين.
222 - حدثني محمد بن قولويه، قال حدثنا سعد بن عبد الله القمي، عن محمد
ابن عبد الله المسمعي، وأحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن أسباط، عن الحسين
ابن زرارة، قال: قلت لأبي عبد الله عليهما السلام: ان أبي يقرأ عليك السلام ويقول لك جعلني
الله فداك أنه لا يزال الرجل والرجلان يقدمان فيذكران أنك ذكرتني وقلت في
فقال: اقرأ أباك السلام، وقل له أنا والله أحب لك الخير في الدنيا وأحب لك الخير
في الآخرة، وأنا والله عنك راض فما تبالي ما قال الناس بعد هذا.
223 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله، عن أحمد بن
هلال، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، قال: دخل زرارة على أبي
352

عبد الله عليه السلام فقال يا زرارة متأهل أنت؟ قال: لا، قال: وما يمنعك من ذلك؟ قال: لاني
لا أعلم تطيب مناكحة هؤلاء أم لا؟
قال: فكيف تصبر وأنت شاب؟ قال أشتري الإماء، قال: ومن أين طاب لك
نكاح الإماء؟ قال: لان الأمة ان رابني من أمرها شئ بعتها، قال: لم أسألك عن
هذا، ولكن سألتك من ابن طاب لك فرجها؟ قال له: فتأمرني أن أتزوج؟ قال له: ذاك
إليك.
قال: فقال له زرارة هذا الكلام ينصرف على ضربين: اما أن لا تبالي أن أعصي
الله إذ لم تأمرني بذلك، والوجه الاخر أن تكون مطلقا لي، قال: فقال عليك بالبلهاء
قال فقلت: مثل التي تكون على رأي الحكم بن عيينة وسالم بن أبي حفصة؟

(1) وفي " م ": عمرو بن أمية
2) نهاية ابن الأثير: 1 / 155
353

قال: لا، التي لا تعرف ما أنتم عليه ولا تنصب، قد زوج رسول الله صلى الله عليه وآله أبا العاص
ابن الربيع وعثمان بن عفان، وتزوج عايشة وحفصة وغيرهما، فقال: لست أنا بمنزلة
النبي عليهم السلام الذي كان يجري عليهم حكمه وما هو الا مؤمن أو كافر قال الله عز وجل
" فمنكم كافر ومنكم مؤمن " (1).
فقال له أبو عبد الله عليه السلام: فأين أصحاب الأعراف؟ وأين المؤلفة قلوبهم؟
وأين الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا؟ وأين الذين لم يدخلوها وهو يطمعون؟
قال زرارة: أيدخل النار مؤمن؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: لا يدخلها الا أن يشاء الله
قال زرارة: فيدخل الكافر الجنة؟ فقال أبو عبد الله: لا، فقال زرارة: هل يخلو أن
يكون مؤمنا أو كافرا؟.
فقال أبو عبد الله عليه السلام: قول الله أصدق من قولك يا زرارة، يقول الله أقول، يقول
الله خ ج " لم يدخلوها وهم يطمعون " (2) لو كانوا مؤمنين لدخلوا الجنة، ولو كانوا
كافرين لدخلوا النار، قال: فماذا؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: أرجهم حيث أرجاهم الله
أما أنك لو بقيت لرجعت عن هذا الكلام ولحللت عقدك قال، وأصحاب زرارة
يقولون لرجعت عن هذا الكلام وتحللت عنك عقد الايمان.
قال أصحاب زرارة: فكل من أدرك زرارة بن أعين، فقد أدرك أبا عبد الله
عليه السلام فإنه مات بعد أبي عبد الله عليه السلام بشهرين أو أقل وتوفى أبو عبد الله عليه السلام وزرارة
مريض مات في مرضه ذلك.

(1) سورة التغابن: 2
2) سورة الأعراف: 46
3) سورة التوبة: 106
354

224 - حدثني أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الوراق، قال: حدثني علي بن
محمد بن يزيد القمي قال: حدثني بنان بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير، عن
هشام بن سالم، عن محمد بن أبي عمير، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال
كيف تركت زرارة؟ قال: تركته لا يصلي العصر حتى تغيب الشمس، قال: فأنت
رسولي إليه فقل له فليصل في مواقيت أصحابه فاني قد حرقت، قال: فأبلغته ذلك
فقال: أنا والله أعلم أنك لم يكذب عليه ولكني أمرني بشئ فأكره أن أدعه.
225 - حدثني محمد بن قولويه، قال حدثني سعد بن عبد الله، قال: حدثني
أبو جعفر أحمد بن محمد بن عيسى وعلي بن إسماعيل بن عيسى، عن محمد بن
عمرو بن سعيد الزيات، عن يحيى بن محمد بن عيسى أبي حبيب، قال: سألت
الرضا عليه السلام عن أفضل ما يتقرب به العبد إلى الله من صلاته؟ فقال: ست وأربعون
ركعة فرائضه ونوافله، فقلت: هذه رواية زرارة، فقال: أترى أن أحدا كان أصدع
بحق من زرارة.
226 - حدثني حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن القاسم بن عروة
عن ابن بكير، قال: دخل زرارة على أبي عبد الله عليه السلام قال: انكم قلتم لنا في الظهر
والعصر على ذراع وذراعين، ثم قلتم أبردوا بها في الصيف، فكيف الابراد بها؟
وفتح ألواحه ليكتب ما يقول، فلم يجبه أبو عبد الله عليه السلام بشئ، فأطيق ألواحه
فقال: انما علينا أن نسألكم وأنتم أعلم بما عليكم.
وخرج ودخل أبو بصير على أبي عبد الله عليه السلام فقال إن زرارة سألني عن شئ
فلم أجبه وقد ضقت فاذهب أنت رسولي إليه، فقل صل الظهر في الصيف إذا كان
ظلك مثلك والعصر إذا كان ضللك مثليك، وكان زرارة هكذا يصلي في الصيف،
ولم أسمع أحدا من أصحابنا يفعل ذلك غيره وغير ابن بكير.
227 - حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمر، عن ابن
أذينة، عن زرارة، قال: كنت قاعدا عند أبي عبد الله عليه السلام أنا وحمران، فقال له حمران:
355

ما تقول فيما يقول زرارة فقد خالفته فيه؟ قال: فما هو؟ يزعم أن مواقيت الصلاة
مفوضة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو الذي وضعها، قال: فما تقول أنت؟ قال: قلت أن
جبريل عليه السلام أتاه في اليوم الأول بالوقت الأول وفي اليوم الثاني بالوقت الأخير ثم
قال جبريل: يا محمد ما بينهما وقت.
فقال أبو عبد الله عليه السلام يا حمران ان زرارة يقول: انما جاء جبريل مشيرا على
محمد عليه السلام، صدق زرارة، فجعل الله ذلك إلى محمد عليه السلام فوضعه وأشار جبريل عليه.
228 - حدثنا محمد بن مسعود، قال حدثنا جبريل بن أحمد الفاريابي، قال:
حدثني العبيدي محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن ابن مسكان، قال:
سمعت زرارة يقول: رحم الله أبا جعفر واما جعفر فان في قلبي عليه لعنة! فقلت له:
.

(1) وفي المطبوع من الرجال: لفتة
356

وما حمل زرارة على هذا؟ قال: حمله على هذا؟ قال: حمله على هذا لان أبا عبد الله عليه السلام أخرج مخازيه.
229 - حدثني حمدويه، وإبراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا العبيدي، عن هشام
ابن إبراهيم الختلي وهو المشرقي، قال قال لي أبو الحسن الخراساني عليه السلام كيف
تقولون في الاستطاعة بعد يونس فذهب فيها مذهب زرارة، ومذهب زرارة هو الخطا؟
فقلت: لا، ولكنه بأبي أنت وأمي ما يقول زرارة في الاستطاعة، وقول زرارة
فيمن قدر ونحن منه براء وليس من دين آبائك، وقال الآخرون بالجبر ونحن منه براء
وليس من دين آبائك.
قال: فبأي شئ تقولون؟ قلت بقول أبي عبد الله عليه السلام وسأل عن قول الله عز وجل
357

ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا (1) ما استطاعته؟ قال، فقال أبو عبد الله
عليه السلام صحته وماله فنحن بقول أبي عبد الله عليه السلام نأخذ قال: صدق أبو عبد الله عليه السلام هذا هو
الحق.
230 - حدثني طاهر بن عيسى الوراق، قال حدثني جعفر بن أحمد بن أيوب
قال حدثني أبو الحسن صالح بن أبي حماد الرازي، عن ابن أبي نجران عن علي
ابن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت الذين آمنوا ولم يلبسوا
ايمانهم بظلم قال أعاذنا الله وإياك من ذلك الظلم قلت: ما هو؟ قال: هو والله
ما أحدث زرارة وأبو حنيفة وهذا الضرب قال: قلت: الزنا معه؟ قال: الزنا ذئب.
231 - حدثني محمد بن نصير قال: حدثني محمد بن عيسى، عن حفص
مؤذن علي بن يقطين يكني أبا محمد، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام
الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم؟ قال: أعاذنا الله وإياك يا أبا بصير من ذلك الظلم
ذلك ما ذهب فيه زرارة وأصحابه وأبو حنيفة وأصحابه.
232 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد
عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن حمزة، قال قلت لأبي عبد الله
عليه السلام بلغني أنك برئت من عمي يعني زرارة؟ قال، فقال: انا لم أبرأ من زرارة لكنهم
يجيؤن ويذكرون ويروون عنه، فلو سكت عنه الزمونيه، فأقول من قال هذا فأنا إلى
الله منه برئ.
233 - محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد بن خالد، قال: حدثني
الوشاء عن ابن خداش، عن علي بن إسماعيل عن ربعي، عن الهيثم بن حفص العطار
قال سمعت حمزة بن حمران، يقول حين قدم من اليمن: لقيت أبا عبد الله عليه السلام فقلت
له بلغني أنك لعنت عمي زرارة قال: فرفع يديه حتى صك بها صدره، ثم قال: لا
والله ما قلت ولكنكم تأتون عنه بأشياء فأقول من قال هذا فأنا منه برئ.
قال قلت فأحكي لك ما يقول؟ قال نعم قال قلت: ان الله عز وجل لم يكلف العباد

(1) سورة آل عمران: 97
358

الا ما يطيقون، وأنهم لن يعملوا الا أن يشاء الله ويريد ويقضي، قال: هو والله الحق.
ودخل علينا صاحب الزطي فقال له يا ميسر ألست على هذا؟ قال: علي أي شئ أصلحك الله أو جعلت فداك؟ قال: فأعاد هذا القول عليه كما قلت له، ثم قال:
هذا والله ديني ودين آبائي.
234 - حدثني أبو جعفر محمد بن قولويه، قال: حدثني محمد بن أبي القاسم
أبو عبد الله المعروف بماجيلويه، عن زياد بن أبي الحلال، قال: قلت لأبي عبد الله

(1) رجال النجاشي: 273
359

عليه السلام ان زرارة روى عنك في الاستطاعة شيئا فقبلنا منه وصدقناه، وقد أحببت أن
أعرضه عليك، فقال: هاته، قلت: فزعم أنه سألك عن قول الله عز وجل " ولله على
الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " من ملك زادا وراحلة، فقال: كل
من ملك زادا وراحلة، فهو مستطيع للحج وان لم يحج؟ فقلت نعم.

(1) في " أآلهتنا ": الذاتية
360

فقال: ليس هكذا سألني ولا هكذا قلت: كذب علي والله كذب علي والله
لعن الله زرارة لعن الله زرارة، لعن الله زرارة انما قال لي من كان له زاد وراحلة
فهو مستطيع للحج؟ قلت: وقد وجب عليه الحج، قال: فمستطيع هو؟ فقلت: لا
حتى يؤذن له، قلت: فأخبر زرارة بذلك؟ قال: نعم. قال زياد: فقدمت الكوفة
فلقيت زرارة فأخبرته بما قال أبو عبد الله عليه السلام وسكت عن لعنة، فقال: اما أنه قد
أعطاني الاستطاعة من حيث لا يعلم، وصاحبكم هذا ليس له بصر بكلام الرجال.

(1) سورة الانسان: 30
361

235 - قال أبو عمر ومحمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي: وحدثني أبو
الحسن محمد بن بحر الكرماني الدهني الترماشيري قال: وكان من الغلاة الحنقين
قال: حدثني أبو العباس المحاربي الجزري، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، قال
حدثنا فضالة بن أيوب، عن فضيل الرسان، قال: قيل لأبي عبد الله عليه السلام ان زرارة
يدعي أنه أخذ عليك الاستطاعة؟ قال: لهم عقرا كيف أصنع بهم، وهذا المرادي
بين يدي وقد أريته وهو أعمى بين السماء والأرض فشك وأضمر أني ساحر، فقلت:
.

(1) القاموس: 4 / 224
2) الصحاج: 4 / 1465
3) وفى المطبوع من الرجال: عفرا
362

اللهم لو لم تكن جهنم الا اسكرجة لوسعها آل أعين بن سنسن، قيل: فحمران؟ قال
حمران ليس منهم.
قال الكشي: محمد بن بحر هذا غال، وفضالة ليس من رجال يعقوب. وهذا
الحديث مزاد فيه مغير عن وجهه.
.

(1) أساس البلاغة: 430
2) نهاية ابن الأثير: 2 / 384
363

236 - حدثنا محمد بن مسعود، قال: حدثني جبريل بن أحمد، قال: حدثني
محمد بن عيسى بن عبيد، قال: حدثني يونس بن عبد الرحمن، عن عمر بن أبان
عن عبد الرحيم القصير، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: ايت زرارة وبريدا فقل
لهما ما هذه البدعة التي ابتدعتماها؟ اما علمتما أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: كل بدعة
ضلالة.
قلت له: اني أخاف منهما فأرسل معي ليثا المرادي فأتينا زرارة فقلنا له ما
قال أبو عبد الله عليه السلام، فقال: والله لقد أعطاني الاستطاعة وما شعر، فاما بريد فقال:
لا والله لا أرجع عنها أبدا.
237 - حدثني حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن يونس، عن
مسمع كردين أبي سيار، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لعن الله بريدا ولعن
الله زرارة.
238 - حدثني محمد بن مسعود، قال حدثني جبريل بن أحمد، عن محمد
ابن عيسى، عن يونس، عن إسماعيل بن عبد الخالق، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
ذكر عنده بنو أعين: فقال والله ما يريد بنو أعين الا ان يكونوا علي غلب.
239 - محمد بن مسعود، قال حدثني جبرئيل بن أحمد، عن العبيدي، عن
يونس، عن هارون بن خارجة، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزو جل
.

(1) هذه الزيادة في " م " فقط بخط السيد الداماد (ره)
364

" الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم " قال: هو ما استوجبه أبو حنيفة وزرارة.
240 - وبهذا الاسناد: عن يونس، عن خطاب بن مسلمة، عن ليث المرادي
قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لا يموت زرارة الا تائها.
241 - وبهذا الاسناد: عن يونس، عن إبراهيم المؤمن، عن عمران الزعفراني
قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لأبي بصير: يا أبا بصير وكنى أثنى عشر رجلا ما
أحدث أحد في الاسلام ما أحدث زرارة من البدع، لعنه الله، هذا قول أبي عبد الله.
242 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن عمار
ابن المبارك، قال: حدثني الحسن بن كليب الأسدي، عن أبيه كليب الصيداوي، أنهم
كانوا جلوسا، ومعهم عذافر الصيرفي، وعدة من أصحابهم معهم أبو عبد الله عليه السلام
قال، فابتدأ أبو عبد الله عليه السلام من غير ذكر لزرارة، فقال لعن الله زرارة لعن الله زرارة
لعن الله زرارة ثلاث مرات.
243 - محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن حريز قال: خرجت

(1) رجال النجاشي: 118
2) رجال الشيخ: 257
365

إلى فارس، وخرج معنا محمد الحلبي إلى مكة، فاتفق قدومنا جميعا إلى حزين،
فسألت الحلبي فقلت له أطرفنا بشئ، قال: نعم جئتك بما تكره، قلت لأبي عبد الله
عليه السلام ما تقول في الاستطاعة؟ فقال: ليس من ديني ولا دين آبائي.
فقلت: الان ثلج عن صدري، والله لا أعود لهم مريضا، ولا أشيع لهم جنازة
ولا أعطيهم شيئا من زكاة مالي، قال: فاستوى أبو عبد الله عليه السلام جالسا وقال لي كيف
قلت؟ فأعدت عليه الكلام فقال أبو عبد الله عليه السلام: كان أبي عليه السلام يقول أولئك قوم حرم
الله وجوههم على النار، فقلت: جعلت فداك فكيف قلت لي ليس من ديني ولا دين
آبائي؟ قال: انما أعني بذلك قول زرارة وأشباهه.
244 - حدثني محمد بن مسعود، قال حدثني جبرئيل بن أحمد، قال: حدثني
موسى بن جعفر بن وهب، عن علي بن القصير، عن بعض رجاله، قال: استأذن زرارة

(1) وفي المطبوع من الرجال بجامعة مشهد: حين، والمصحح للمطبوع وقع هنا في
تحير عجيب.
2) القاموس: 4 / 213
3) رجال الشيخ: 268
366

ابن أعين وأبو الجارود علي أبي عبد الله عليه السلام قال: يا غلام أدخلهما فإنهما عجلا المحيا
وعجلا الممات.
245 - حدثني محمد بن مسعود، قال جبرئيل بن أحمد، عن موسى بن
جعفر، عن علي بن أشيم، قال حدثني رجل، عن عمار الساباطي، قال: نزلت
منزلا في طريق مكة ليلة فإذا أنا برجل قائم يصلي صلاة ما رأيت أحد صلى مثلها
ودعا بدعا ما رأيت أحدا دعا بمثله.
فلما أصبحت نظرت إليه فلم أعرفه، فبينا أنا عند أبي عبد الله عليه السلام جالسا إذ
دخل الرجل فلما نظر أبو عبد الله عليه السلام إلى الرجل، قال: ما أقبح بالرجل ان يتمنه رجل
من اخوانه على حرمة من حرمته فيخونه فيها.
.

(1) وفي المطبوع من الرجال: يأتمنه
367

قال: فولى الرجل، فقال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا عمار أتعرف هذا الرجل؟
قلت: لا والله الا أني نزلت ذات ليلة في بعض المنازل، فرأيته يصلي صلاة ما رأيت
أحدا صلى مثلها، ودعا بدعاء ما رأيت أحدا دعا بمثله، فقال لي هذا زرارة بن أعين،
هذا والله من الذين وصفهم الله عز وجل في كتابه فقال: وقد منا إلى ما عملوا من
عمل فجعلناه هباءا منثورا.
246 - حدثني حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير
عن ابن أذينة، عن عبد الله الحلبي، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام وسأله انسان قال:
اني كنت أنيل التيمية من زكاة مالي حتى سمعتك تقول فيهم، أفأعطيهم أم أكف؟
قال: لابل أعطهم فان الله حرم أهل هذا الامر على النار.
247 - حدثني حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن
هشام بن سالم، عن محمد بن حمران، عن الوليد بن صبيح، قال: دخلت على أبي
عبد الله عليه السلام فاسقبلني زرارة خارجا من عنده، فقال لي أبو عبد الله عليه السلام يا وليد أما تعجب
من زرارة يسألني عن اعمال هؤلاء، أي شئ كان يريد؟ أيريد أن أقول له لا، فيروي
ذلك عني؟ ثم قال: يا وليد متى كانت الشيعة تسأل عن أعمالهم، انما كانت الشيعة
368

تقول: من أكل من طعامهم وشرب من شرابهم، واستظل بظلهم، متى كانت الشيعة
تسأل عن مثل هذا.
248 - حدثني محمد بن مسعود، قال حدثني عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي
قال: حدثني الحسن بن علي علي الوشاء، عن أبي خداش، عن علي بن إسماعيل عن أبي
خالد.
وحدثني محمد بن مسعود قال: حدثني علي بن محمد القمي، قال: حدثني
محمد بن أحمد بن يحيى، عن ابن الريان عن الحسن بن راشد، عن علي بن إسماعيل
عن أبي خالد، عن زرارة قال: قال لي زيد بن علي عليه السلام وأنا عند أبي عبد الله عليه السلام ما
تقول يا فتى في رجل من آل محمد استنصرك؟ فقلت إن كان مفروض الطاعة نصرته،
وإن كان غير مفروض الطاعة فلي أن أفعل ولي أن لا أفعل، فلما خرج قال أبو عبد الله
عليه السلام: أخذته والله من بين يديه ومن خلفه وما تركت له مخرجا.
249 - وروى عن زرارة بن أعين: قال جئت إلى حلقة بالمدينة فيها عبد الله
ابن محمد وربيعة الرأي، فقال عبد الله: يا زرارة سل ربيعة عن شئ مما اختلفتم؟
فقلت: ان الكلام يورث الضغائن، فقال لي ربيعة الرأي: سل يا زرارة.
369

قال قلت: بم كان رسول الله صلى الله عليه وآله يضرب في الخمر؟ قال بالجريد والنعل،
فقلت لو أن رجلا أخذ اليوم شارب خمر وقدم إلى الحاكم ما كان عليه؟ قال: يضربه
بالسوط لان عمر ضرب بالسوط، قال: فقال عبد الله بن محمد: يا سبحان الله يضرب
رسول الله صلى الله عليه وآله بالجريد ويضرب عمر بالسوط، فيترك ما فعل رسول ل الله صلى الله عليه وآله ويأخذ
ما فعل عمر.
250 - حدثني حمدويه قال: حدثني أيوب، عن حنان بن سدير قال: كتب
معي رجل أن أسأل أبا عبد الله عليه السلام عما قالت اليهود والنصارى والمجوس والذين
أشركوا: هو مما شاء أن يقولوا؟ قال: قال لي ان ذا من مسائل آل أعين ليس من ديني
ولا دين آبائي، قال، قلت ما معي مسألة غير هذه.

(1) وقد رواه المغازلي في المناقب: 310 والبحار: 35 / 283 والعمدة: 38
والطرائف: 22.
370

251 - حدثني محمد بن قولويه قال: حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف
قال: حدثنا محمد بن عثمان بن رشيد، قال: حدثني الحسن بن علي بن يقطين، عن
أخيه أحمد بن علي، عن أبيه علي بن يقطين، قال، لما كانت وفاة أبي عبد الله عليه السلام
قال الناس بعبد الله بن جعفر.
واختلفوا: فقائل قال له، وقائل قال بأبي الحسن عليه السلام فدعا زرارة ابنه عبيدا
فقال: يا بني الناس مختلفون في هذا الامر: فمن قائل بعبد الله فإنما ذهب إلى الخبر
الذي جاء ان الإمامة في الكبير من ولد الامام، فشد راحلتك وامض إلى المدينة حتى
تأتيني بصحة الامر، فشد راحلته ومضى إلى المدينة.
واعتل زرارة فلما حضرته الوفاة سأل عن عبيد، فقيل إنه لم يقدم، فدعا
بالمصحف فقال: اللهم إني مصدق بما جاء نبيك محمد فيما أنزلته عليه وبينته لنا على
لسانه، وأني مصدق بما أنزلته عليه في هذا الجامع، وان عقيدتي وديني الذي يأتيني
به عبيد ابني وما بينته في كتابك، فان أمتني قبل هذا فهذه شهادتي على نفسي واقراري
بما يأتي به عبيد ابني وأنت الشهيد علي بذلك.
فمات زرارة، وقدم عبيد، فقصدناه لنسلم عليه، فسألوه عن الامر الذي قصده
فأخبرهم ان أبا الحسن عليه السلام صاحبهم.
252 - حدثني حمدويه، قال: حدثني يعقوب بن يزيد قال: حدثني على
371

ابن حديد، عن جميل بن دراج، قال ما رأيت رجلا مثل زرارة بن أعين، انا كنا
نختلف إليه فما نكون حوله الا بمنزلة الصبيان في الكتاب حول المعلم، فلما مضى
أبو عبد الله عليه السلام وجلس عبد الله مجلسه: بعث زرارة عبيدا ابنه زائرا عنه ليعرف الخبر
ويأتيه بصحته، ومرض زرارة مرضا شديدا قبل ان يوافيه عبيد.
فلما حضرته الوفاة دعا بالمصحف فوضعه على صدره ثم قبله، قال جميل:
فحكى جماعة ممن حضره أنه قال: اللهم إني ألقاك يوم القيامة وامامي من ثبت في
هذا المصحف إمامته، اللهم إني أحل حلاله وأحرم حرامه وأومن بمحكمه ومتشابهه
وناسخه ومنسوخه وخاصه وعامه، على ذلك أحيى وعليه أموت إن شاء الله.
253 - محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي
ابن موسى بن جعفر، عن أحمد بن هلال، عن أبي يحيى الضرير، عن درست ابن أبي
منصور الواسطي، قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول إن زرارة شك في إمامتي
فاستوهبته من ربي تعالى.
254 - حدثني بن قولويه، قال: حدثني سعد، عن أحمد بن محمد بن
عيسى، ومحمد بن عبد الله المسمعي، عن علي بن أسباط، عن محمد بن عبد الله بن
زرارة، عن أبيه قال: بعث زرارة عبيدا ابنه يسئل عن خبر أبي الحسن عليه السلام فجائه
الموت قبل رجوع عبيد إليه فأخذ المصحف فأعلاه فوق رأسه.
وقال: ان الامام بعد جعفر بن محمد من اسمه بين الدفتين في جملة القرآن
منصوص عليه من الذين أوجب الله طاعتهم على خلقه، أنا مؤمن به قال: فأخبر
بذلك أبو السحن الأول عليه السلام فقال: والله كان زرارة مهاجرا إلى الله تعالى.
255 - حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد عن محمد
ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج وغيره، قال: وجه زرارة عبيدا ابنه إلى المدينة
يستخبر له خبر أبي الحسن عليه السلام وعبد الله بن أبي عبد الله، فمات قبل أن يرجع إليه
عبيد.
372

قال محمد بن أبي عمير، حدثني محمد بن حكيم، قال: قلت لأبي الحسن
الأول عليه السلام وذكرت له زرارة وتوجيهه ابنه عبيدا إلي المدينة، فقال أبو الحسن: اني
لأرجو ا أن يكون زرارة ممن قال الله تعالى " ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله
ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله ".
256 - حدثني محمد بن مسعود، قال: أخبرنا جبريل بن أحمد، قال: حدثني
محمد بن عيسى، عن يونس، عن إبراهيم المؤمن، عن نصير بن شعيب عن عمة
زرارة، قالت: لما وقع زرارة واشتد به: قال: ناوليني المصحف فناولته وفتحته
فوضعه على صدره، وأخذه مني ثم قال: يا عمة أشهدي أن ليس لي امام غير هذا
الكتاب.
257 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني جبريل بن أحمد، قال:
حدثني العبيدي عن يونس، عن ابن مسكان، قال تدارأنا عند زرارة في شئ من
أمور الحلال والحرام، فقال قولا برأيه، فقلت أبرأيك هذا أم براية؟ فقال: اني
اعرف، أوليس رب رأي خير من أثر.
373

258 - حدثني أبو صالح خلف بن حماد بن الضحاك، قال: حدثني أبو
سعيد الادمي، قال: حدثني ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، قال قال لي زرارة بن
أعين: لا ترى على أعوادها غير جعفر، قال: فلما توفي أبو عبد الله عليه السلام أتيته فقلت
له أتذكر الحديث الذي حدثتني به؟ وذكرته له، وكنت أخاف ان يجحدنيه،
فقال: اني والله ما كنت قلت ذلك الا برأيي.
259 - حمدويه بن نصير، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن الوشاء، عن
هشام بن سالم، عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن جوائز العمال؟ فقال:
لا بأس به، قال ثم قال: انما أراد زرارة أن يبلغ هشاما اني أحرم أعمال السلطان.
374

260 - محمد بن مسعود، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي قال:
حدثني الحسن بن علي الوشاء، عن محمد بن حمران، قال: حدثني زرارة قال،
قال لي أبو جعفر عليه السلام حدث عن بني إسرائيل ولا حرج قال: قلت جعلت فداك والله ان
في أحاديث الشيعة ما هو أعجب من أحاديثهم قال: وأي شي هويا زرارة؟ قال:
فاختلس من قلبي فمكثت ساعة لا أذكر ما أريد قال لعلك تريد الهفتية قلت نعم قال
فصدق بها فإنها حق.

(1) وفي المطبوع من الرجال: الغيبة
2) الصحاح: 1 / 270
3) القاموس: 1 / 160
375

261 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني جبريل بن أحمد: قال حدثني
محمد بن عيسى، عن يونس، عن ابن مسكان، قال سمعت زرارة يقول: اني كنت أرى
جعفر اعلم مما هو، وذاك أنه يزعم أنه سأل أبا عبد الله عليه السلام عن رجل من أصحابنا
مختفى من غرامه، فقال أصلحك الله ان رجلا من أصحابنا كان مختفيا من غرامه فإن كان
هذا الامر قريبا صبر حتى يخرج مع القائم، وإن كان فيه تأخير صالح غرامه؟
فقال له أبو عبد الله عليه السلام: يكون فقال زرارة، يكون إلى سنة؟ فقال أبا عبد الله عليه السلام:
يكون انشاء الله، فقال زرارة: فيكون إلى سنتين؟ فقال أبو عبد الله: يكون انشاء الله،
376

فخرج زرارة فوطن نفسه على أن يكون إلى سنتين فلم يكون فقال ما كنت أرى
جعفر الا أعلم مما هو.
262 - محمد بن مسعود، قال: كتب إلينا الفضل، يذكر عن ابن أبي عمير
عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن عيسى بن أبي منصور وأبي أسامة الشحام و
يعقوب الأحمر، قالوا: كنا جلوسا عند أبي عبد الله عليه السلام فدخل عليه زرارة فقال إن
الحكم بن عيينة حدث عن أبيك أنه قال صل المغرب دون المزدلفة، فقال له أبو
عبد الله عليه السلام انا تأملته ما قال أبى هذا قط كذب الحكم على أبي، قال: فخرج زرارة
وهو يقول: ما أرى الحكم كذب على أبيه.
377

236 - محمد بن يزداد، قال: حدثني محمد بن علي الحداد، عن مسعدة بن
صدقة، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان قوم يعارون الايمان عارية ثم يسلبونه يقال لهم
يوم القيامة المعارون، أما أن زرارة بن أعين منهم.
264 - حمدان بن أحمد: قال حدثنا: معاوية بن حكيم، عن أبي داود

(1) الرجال للشيخ: 146
378

المسترق قال: كنت قائد أبي بصير في بعض جنائز أصحابنا، فقلت له هو ذا زرارة
في الجنازة قال لي: اذهب بي إليه، قال، فذهبت به إليه، قال، فقال له السلام
عليك أبا الحسين فرد عليه زرارة السلام، وقال له: لو علمت أن هذا من رأيك
لبدأتك به، قال، فقال له أبو بصير: بهذا أمرت.
265 - يوسف: قال: حدثني علي بن أحمد بن بقاح، عن عمه عن زرارة
قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن التشهد؟ فقال: اشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد ان محمدا عبده ورسوله، قلت التحيات والصلوات؟ قال التحيات والصلوات
فلما خرجت قلت إن لقيته لأسألنه غدا فسألته من الغد عن التشهد، فقال كمثل ذلك
قلت التحيات والصلوات؟ قال التحيات والصلوات، قلت: ألقاه بعد يوم لأسألنه غدا
فسألته عن التشهد: فقال كمثله، قلت التحيات والصلوات؟ قال التحيات والصلوات
فلما خرجت ضرطت في لحيته وقلت لا يفلح ابدا.
379

266 - علي بن محمد بن قتيبة، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن محمد
ابن عيسى، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن الوليد بن صبيح، قال: مررت في
الروضة بالمدينة فإذا انسان قد جذبني، فالتفت فإذا انا بزرارة، فقال لي: استأذن لي
على صاحبك؟ قال: فخرجت من المسجد فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام فأخبرته الخبر
فضرب بيده على لحيته، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: لا تأذن له لا تأذن له، لا تأذن له فان
زرارة يريدني على القدر على كبر السن، وليس من ديني ولا دين آبائي.
267 - محمد بن أحمد: عن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم، عن بعض
رجاله عن أبي عبد الله عليه السلام قال: دخلت عليه فقال: متى عهدك بزرارة؟ قال، قلت
380

ما رأيته منذ أيام، قال: لا تبال وان مرض فلا تعده وان مات فلا تشهد جنازته قال، قلت
زرارة؟ متعجبا مما قال، قال: نعم زرارة، زرارة شر من اليهود والنصارى ومن قال إن
مع الله ثالث ثلاثة.
268 - علي، قال: حدثني يوسف بن السخت عن محمد بن جمهور، عن
فضالة بن أيوب، عن ميسر، قال: كنا عند أبي عبد الله عليه السلام فمرت جارية في جانب
الدار على عنقها قمقم قد نكسته، قال فقال أبو عبد الله عليه السلام: فما ذنبي ان الله قد نكس
قلب زرارة كما نكست هذا الجارية هذا القمقم.
269 - محمد بن نصير، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن عثمان بن عيسى
عن حريز، عن محمد الحلبي، قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام: كيف قلت لي ليس
من ديني ولا دين آبائي؟ قال: انما أعني بذلك قول زرارة وأشباهه.
381

في اخوة زرارة
حمران وبكير وعبد الملك وعبد الرحمن بني أعين.
270 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثنا محمد بن نصير، قال: حدثني
محمد بن عيسى بن عبيد، وحدثني حمدويه بن نصير، قال حدثنا: محمد بن عيسى
ابن عبيد، عن الحسن بن علي بن يقطين، قال: حدثني المشايخ: ان حمران وزرارة
وعبد الملك وبكيرا و عبد الرحمن بني أعين كان مستقيمين، ومات منهم أربعة في
زمان أبي عبد الله عليه السلام وكانوا من أصحاب أبي جعفر عليه السلام، وبقي زرارة إلى عهد أبي
الحسن فلقي ما لقي.
382

271 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني يعقوب بن يزيد، عن الحسن
ابن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون عن بعض رجاله، قال، قال ربيعة الرأي لأبي
عبد الله عليه السلام: ما هؤلاء الاخوة الذين يأتونك من العراق ولم أر في أصحابك خيرا
منهم ولا أهيأ؟ قال: أولئك أصحاب أبي، يعني ولد أعين.
محمد بن مسلم الطائفي الثقفي
272 - حدثنا محمد بن مسعود، قال: سمعت أبا الحسن علي بن الحسن بن
علي بن فضال، يقول: كان محمد بن مسلم الثقفي كوفيا وكان أعور طحانا.
273 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف
القمي، قال حدثنا: أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الله بن محمد الحجال، عن
العلاء بن رزين، عن عبد الله بن أبي يعفور، قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام انه ليس كل
ساعة ألقاك ولا يمكن القدوم، ويجئ الرجال من أصحابنا فيسألني وليس عندي كلما
يسألني عنه، قال: فما يمنعك من محمد بن مسلم الثقفي، فأنه قد سمع من أبي و
كان عنده وجيها.
383

274 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن الحسن
ابن علي بن فضال، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة، قال: شهد أبو كريبة الأزدي
ومحمد بن مسلم الثقفي عند شريك بشهادة وهو قاض، فنظر في وجوههما مليا، ثم

(1) القاموس: 1 / 123
2) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 7 / 421.
3) رواه ابن المغازلي في المناقب: 201
384

قال: جعفريان فاطميان! فبكيا، فقال لهما: ما يبكيكما؟ قالا له: نسبتنا إلى أقوام
لا يرضون بأمثالنا أن يكونوا من اخوانهم لما يرون من سخف ورعنا، ونسبتنا إلى
رجل لا يرضى بأمثالنا ان يكونوا من شيعته، فان تفضل وقبلنا فله المن علينا والفضل،
فتبسم شريك، ثم قال: إذا كانت الرجال فلتكن أمثالكم، يا وليد اجزهما هذه المرة
قال فحججنا فخبرنا أبا عبد الله عليه السلام بالقصة فقال: ما لشريك شركه الله يوم القيامة
بشراكين من نار.
275 - حدثني حمدويه، قال حدثنا محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن
ابن بكير، عن محمد بن مسلم، قال: أني لنائم ذات ليلة على السطح إذ طرق الباب
طارق فقلت: من هذا؟ فقال: شريك يرحمك الله، فأشرفت فإذا امرأة فقالت:
لي بنت عروس ضربها الطلق، فما زالت تطلق حتى ماتت والولد يتحرك في بطنها
ويذهب ويجئ فما اصنع؟ فقلت: يا أمة الله سأل محمد بن علي بن الحسين الباقر
عليه السلام عن مثل ذلك، فقال: يشق بطن الميت ويستخرج الولد، يا أمة الله افعلي مثل
ذلك، أنا يا أمة الله رجل في ستر، من وجهك إلى؟!
385

قال، قالت لي: رحمك الله جئت إلى أبي حنيفة صاحب الرأي فقال ما عندي
فيها شئ، ولكن عليك بمحمد بن مسلم الثقفي فإنه يخبر، فمهما أفتاك به من شئ
فعودي إلي فاعلمينيه فقلت لها: امضي بسلام فلما كان الغد خرجت إلى المسجد و
أبو حنيفة يسأل عنها أصحابه فتنحنحت فقال: اللهم عقرا دعنا نعيش.
276 - حدثني حمدويه بن نصير، قال حدثنا محمد بن عيسى، عن ياسين
الضرير البصري، عن حريز، عن محمد بن مسلم، قال: ما شجر في رأيي شئ قط الا
سألت عنه أبا جعفر عليه السلام حتى سألته عن ثلاثين ألف حديث وسألت أبا عبد الله عليه السلام
عن ستة عشر ألف حديث.

(1) النساء: 65.
2) وفى المصدر: طعنه بالرمح
3) مفردات الراغب: 256
386

277 - حدثنا محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله القمي، قال:
حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن فضال، عن أبي كهمس، قال دخلت
على أبي عبد الله عليه السلام فقال لي: يشهد محمد بن مسلم الثقفي القصير عند ابن أبي ليلى
فيرد شهادته؟ فقلت: نعم، فقال إذا صرت إلى الكوفة فأتيت ابن أبي ليلى، فقل له
أسألك عن ثلاث مسائل تفتيني فيها بالقياس ولا تقول قال أصحابنا.
ثم سله عن الرجل يشك في الركعتين الأوليين من الفريضة، وعن الرجل
يصيب جسده أو ثيابه البول كيف يغسله، وعن الرجل يرمي الجمار بسبع حصيات
فتسقط منه واحدة كيف يصنع، فإذا لم يكن عنده فيها شئ فقل له يقول لك جعفر بن

(1) أساس البلاغة: 321
2) رجال النجاشي: 340
3) رجال الشيخ: 331
4) أصول الكافي: 2 / 445
387

محمد ما حملك على أن رددت شهادة رجل أعرف بأحكام الله منك واعلم بسيرة
رسول الله صلى الله عليه وآله منك.
قال أبو كهمس: فلما قدمت أتيت ابن أبي ليلى قبل أن أصير إلى منزلي،
فقلت له: أسألك عن ثلاث مسائل لا تفتيني فيها بالقياس ولا تقول قال أصحابنا، قال
هات! قال، قلت ما تقول في رجل شك في الركعتين الأوليين من الفريضة؟
فأطرق ثم رفع رأسه فقال: قال أصحابنا، فقلت: هذا شرطي عليك الا تقول قال
أصحابنا، فقال ما عندي فيها شئ.
فقلت له: ما تقول في الرجل يصيب جسده أو ثيابه البول كيف يغسله؟ فأطرق
ثم رفع رأسه فقال: قال أصحابنا، فقلت: له هذا شرطي عليك، فقال: ما عندي فيها
شئ.
فقلت: رجل رمى الجمار بسبع حصيات فسقطت منه حصاة كيف يصنع فيها
فطأطأ رأسه ثم رفعه، فقال: قال أصحابنا، فقلت أصلحك الله هذا شرطي عليك،
فقال ليس عندي فيها شئ.
فقلت: يقول لك جعفر بن محمد ما حملك أن رددت شهادة رجل اعرف منك
بأحكام الله وأعرف بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله منك؟ فقال لي: ومن هو؟ فقلت: محمد بن
مسلم الطائفي القصير، قال، فقال: والله ان جعفر بن محمد قال لك هذا؟ قال، فقلت
والله أنه قال لي جعفر هذا، فأرسل إلى محمد بن مسلم فدعاه فشهد عند بتلك الشهادة
فأجاز شهادته.
278 - حدثني محمد بن مسعود، قال حدثني عبد الله بن محمد بن خالد
الطيالسي، عن أبيه، قال: كان محمد بن مسلم من أهل الكوفة، يدخل على أبي
جعفر عليه السلام فقال أبو جعفر بشر المخبتين، وكان محمد بن مسلم رجلا موسرا جليلا
فقال أبو جعفر عليه السلام: تواضع، قال: فأخذ قوصرة من تمر فوضعها على باب
المسجد وجعل يبيع التمر، فجاء قومه فقالوا: فضحتنا! فقال: أمرني مولاي بشئ
388

فلا أبرح حتى أبيع هذا القوصرة، فقالوا: أما إذا أبيت الا هذا فاقعد في الطحانين،
ثم سلموا إليه رحا، فقعد على بابه وجعل يطحن.
قال أبو النصر: سألت عبد الله بن محمد بن خالد، عن محمد بن مسلم؟ فقال:
كان رجلا شريفا موسرا، فقال له أبو جعفر عليه السلام: تواضع يا محمد فلما انصرف إلى
الكوفة أخذ قوصرة من تمر مع الميزان وجلس على باب مسجد الجامع، وجعل
ينادي عليه، فاتاه قومه فقالوا له فضحتنا، فقال إن مولاي أمرني بأمر فلن أخالفه ولن
أبرح حتى أفرغ من بيع باقي هذا القوصرة، فقال له قومه: إذا أبيت الا لتشتغل
ببيع وشراء فاقعد في الطحانين! فهيأ رحى وجملا يطحن، وقيل: إنه كان
من العباد في زمانه.
279 - حدثني أبو الحسن علي بن محمد بن قتيبة، قال: حدثني الفضل شاذان
قال: حدثنا أبي، عن غير واحد من أصحابنا، عن محمد بن حكيم وصاحب
له، قال أبو محمد: قد كان درس اسمه في كتاب أبي، قالا: رأينا شريكا واقفا في
حائط من حيطان فلان، قد كان درس اسمه أيضا في الكتاب.
قال أحدنا لصاحبه هل لك في خلوة من شريك؟ فأتيناه فسلمنا عليه، فرد علينا
السلام، فقلنا يا أبا عبد الله مسألة! قال: في أي شئ؟ فقلنا: في الصلاة، فقال: سلوا
عما بدا لكم؟ فقلنا لا نريد ان تقول قال فلان وقال فلان انما نريد ان تسنده إلى النبي
صلى الله عليه وآله، فقال عليه السلام أليس في الصلاة؟ فقلنا بلي، فقال سلوا عما بدا لكم.
قلنا في كم يجب التقصير، قال: كان ابن مسعود يقول: لا يغرنكم سوادنا
هذا وكان يقول فلان، قال، قلت: انا استثنينا عليك الا تحدثنا الا عن نبي الله صلى الله عليه وآله قال:
والله انه لقبيح لشيخ يسئل عن مسألة في الصلاة عن النبي صلى الله عليه وآله لا يكون عنده فيها شئ
وأقبح من ذلك أن أكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله قلنا فمسألة أخرى! فقال أليس في
الصلواة؟ قلنا بلي قال: فسلوا عما بدا لكم.
قلنا: على من تجب الجمعة؟ قال: عادت المسألة جذعة ما عندي في هذا عن
رسول الله صلى الله عليه وآله شئ، قال: فأردنا الانصراف، فقال: انكم لم تسألوا عن هذا الا
389

وعندكم منه علم، قال قلت نعم، أخبرنا محمد بن مسلم الثقفي عن محمد بن علي
عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وآله، فقال الثقفي الطويل اللحية؟ فقلنا نعم.
قال: أما أنه لقد كان مأمونا على الحديث، ولكن كانوا يقولون إنه خشبي
ثم قال ماذا روى؟ قلنا روى عن النبي صلى الله عليه وآله ان التقصير يجب في بريدين، وإذا اجتمع
خمسة أحدهم الامام فلهم أن يجمعوا.

(1) الصحاح: 3 / 1200
2) نهاية ابن الأثير: 1 / 297
3) الصحاح: 3 / 1199
390

280 - قال محمد بن مسعود، حدثني علي بن محمد، قال: حدثني محمد
ابن أحمد عن عبد الله بن أحمد الرازي، عن بكر بن صالح، عن ابن أبي عمير، عن
هشام بن سالم، قال: أقام محمد بن مسلم بالمدينة أربع سنين يدخل على أبي جعفر
عليه السلام يسأله، ثم كان يدخل على جعفر بن محمد يسأله، قال ابن أحمد: فسمعت
عبد الرحمن بن الحجاج، وحماد بن عثمان يقولان: ما كان أحد من الشيعة أفقه من
محمد بن مسلم.
قال، فقال محمد بن مسلم: سمعت من أبي جعفر عليه السلام ثلاثين ألف حديث
ثم لقيت جعفرا ابنه فسمعت منه أو قال: سألته عن ستة عشر الف حديث أو قال:
مسألة.
281 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني جعفر بن أحمد، قال:
حدثني العمركي بن علي قال: أخبرني محمد بن حبيب الأزدي، عن عبد الله بن
حماد، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن مديح، عن محمد بن مسلم، قال:
خرجت إلى المدينة وأنا وجع ثقيل.
فقيل له محمد بن مسلم وجع، فأرسل إلي أبو جعفر بشراب مع الغلام مغطى
بمنديل فناولنيه الغلام وقال لي: اشربه فإنه قد أمرني الا أرجع حتى تشربه، فتناولته
فإذا رائحة المسك منه وإذا شراب طيب الطعم بارد، فلما شربته قال لي الغلام
يقول لك إذا شربت فتعال، ففكرت فيما قال لي ولا أقدر على النهوض قبل ذلك على
رجلي.

(1) الصحاح: 6 / 2437
391

فلما استقر الشراب في جوفي كأنما نشطت من عقال، فأتيت بابه فاستأذنت
عليه، فصوت بي: صح الجسم أدخل أدخل، فدخلت وأنا باك فسلمت عليه وقبلت يده
ورأسه، فقال لي: وما يبكيك يا محمد؟ فقلت جعلت فداك ابكى على اغترابي وبعد
الشقة وقلة المقدرة على المقام عندك والنظر إليك.
فقال لي: أما قلة المقدرة: فكذلك جعل الله أوليائنا وأهل مودتنا وجعل البلاء
إليهم سريعا، وأما ذكرت من الغربة: فلك بأبي عبد الله أسوة بأرض ناء عنا بالفرات.
وأما ما ذكرت من بعد الشقة: فان المؤمن في هذه الدار غريب، وفي هذا
الخلق المنكوس حتى يخرج من هذه الدار إلى رحمة الله.
وأما ما ذكرت من حبك قربنا والنظر إلينا وأنك لا تقدر على ذلك: فالله يعلم
ما في قلبك وجزاؤك عليه.

(1) القاموس: 4 / 366
392

282 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني جبريل بن أحمد، عن محمد
ابن عيسى، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن عامر بن عبد الله بن جذاعة
قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ان امرأتي تقول بقول زرارة ومحمد بن مسلم في
الاستطاعة وترى رأيهما؟ فقال: ما للنساء وللرأي والقول لها، انهما ليسا بشئ في
ولاية، قال: فجئت إلى امرأتي فحدثتها، فرجعت عن ذلك القول.
393

283 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني جبريل بن أحمد، عن محمد بن
عيسى بن عبيد، عن يونس، عن أبي الصباح، قال: سمعت أبا عبد الله صلى الله عليه وآله يقول: يا أبا
الصباح هلك المتربسون في أديانهم منهم زرارة وبريد ومحمد بن مسلم وإسماعيل
الجعفي، وذكر آخر لم أحفظ.
284 - حدثني محمد بن مسعود، قال حدثني جبريل بن أحمد، عن محمد بن
عيسى، عن يونس، عن عيسى بن سليمان وعدة، عن مفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد
الله عليه السلام يقول: لعن الله محمد بن مسلم كان يقول إن الله لا يعلم الشئ حتى يكون.
.

(1) في " أآلهتنا " مفصلا
394

.

(1) وهو كتاب " التعليقة على الكافي! المطبوع أخيرا بقم بتحقيقنا وتصحيحنا و
تعاليقنا عليه
395

في أبي بصير ليث بن البختري المرادي
.

(1) رجال النجاشي: 245.
2) رجال النجاشي: 344 وفيه سنة خمس ومائة وهو غلط.
3) رجال الشيخ: 278
396

285 - روى عن ابن أبي يعفور، قال: خرجت إلى السواد أطلب دراهم لنحج
.

(1) راجع جامع الرواة: 3 / 34.
2) رجال الكشي: 238 ط جامعة مشهد.
3) رجال ابن داود: 392 - 393
397

ونحن جماعة وفينا أبو بصير المرادي، قال: قلت له يا أبا بصير اتق الله وحج بمالك
فأنك ذو مال كثير فقال: اسكت فلو ان الدنيا وقعت لصاحبك لاشتمل عليها بكسائه.
286 - حدثني حمدويه بن نصير، قال حدثنا يعقوب بن يزيد، عن محمد بن
أبي عمير، عن جميل بن دراج، قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول بشر المخبتين بالجنة
بريد بن معاوية العجلي، وأبو بصير بن ليث البختري المرادي، ومحمد بن مسلم، وزرارة،
أربعة نجباء أمناء الله على حلاله وحرامه، لولا هؤلاء انقطعت آثار النبوة واندرست.
287 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله القمي، عن محمد بن
398

عبد الله المسمعي، عن علي بن أسباط، عن محمد بن سنان، عن داود بن سرحان، قال
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أني لأحدث الرجل الحديث وأنهاه عن الجدال والمراء
في دين الله وأنهاه عن القياس، فيخرج من عندي فيتأول حديثي على غير تأويله،
اني امرت قوما أن يتكلموا، ونهيت قوما فكل تأول لنفسه يريد المعصية لله ولرسوله،
فلو سمعوا وأطاعوا لأودعتهم ما أودع أبي أصحابه، أن أصحاب أبي كانوا زينا أحياءا
وأمواتا، أعني زرارة ومحمد بن مسلم، ومنهم ليث المرادي وبريد العجلي، وهؤلاء
القوامون بالقسط، وهؤلاء السابقون السابقون أولئك المقربون.
288 - حدثني حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس
ابن عبد الرحمن، عن أبي الحسن المكفوف، عن رجل، عن بكير، قال: لقيت
أبا بصير المرادي قلت: أين تريد؟ قال: أريد مولاك قلت: أن أتبعك، فمضى معي
فدخلنا عليه، وأحد النظر إليه وقال: هكذا تدخل بيوت الأنبياء وأنت جنب؟! قال:
أعوذ بالله من غضب الله وغضبك فقال: أستغفر الله ولا أعود.
وروى ذلك أبو عبد الله البرقي عن بكير.
399

289 - محمد بن مسعود، قال: حدثني أحمد بن منصور، عن أحمد بن
الفضل، وعبد الله بن محمد الأسدي، عن ابن أبي عمير، عن شعيب العقرقوفي، عن أبي
بصير قال: دخلت على أبي عبد الله السلام فقال لي: حضرت علباء عند موته؟ قال: قلت
نعم، وأخبرني أنك ضمنت له الجنة وسألني أن أذكرك ذلك قال: صدق.
قال فبكيت ثم قلت: جعلت فداك فمالي ألست كبير السن الضعيف الضرير
البصير المنقطع إليكم؟ فاضمنها لي، قال: قد فعلت، قال: اضمنها على آبائك
وسميتهم واحدا واحدا، قال قد فعلت، قلت: فاضمنها لي على رسول الله صلى الله عليه وآله قال: قد
فعلت، قال: قلت فاضمنها لي على الله تعالى، قال: فأطرق ثم قال: قد فعلت.
290 - الحسين بن أشكيب، عن محمد بن خالد البرقي، عن ابن أبي عمير
عن هشام بن سالم وأبي العباس، قال: بينا نحن عن أبي عبد الله إذ دخل أبو بصير
فقال أبو عبد الله عليه السلام: الحمد لله الذي لم يقدم أحد يشكو أصحابنا العام، قال هشام:
فظننت انه يعرض بأبي بصير.
291 - حمدويه، قال حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن شعيب
العقرقوفي، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ربما احتجنا أن نسأل عن الشئ فمن
نسأله قال عليك بالأسدي، يعني أبا بصير.
400

292 - حمدان، قال حدثنا معاوية، عن شعيب العقرقوفي، عن أبي بصير،
قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن امرأة تزوجت ولها زوج فظهر عليها؟ قال: ترجم
المرأة ويضرب الرجل مائة سوط لأنه لم يسأل.
قال شعيب: فدخلت على أبي الحسن عليه السلام فقلت له: امرأة تزوجت ولها زوج
قال: ترجم المرأة ولا شئ على الرجل، فلقيت أبا بصير فقلت له: اني سألت أبا
الحسن عليه السلام عن المرأة التي تزوجت ولها زوج، قال: ترجم المرأة ولا شئ على
الرجل، قال: فمسح على صدره وقال: ما أظن صاحبنا تناهى حكمه بعد.
401

293 - علي بن محمد، قال حدثني محمد بن أحمد، عن محمد بن الحسن، عن
صفوان، عن شعيب بن يعقوب العقرقوفي، قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن رجل
تزوج امرأة ولها زوج ولم يعلم؟ قال: ترجم المرأة وليس على الرجل شئ إذا
لم يعلم، فذكرت ذلك لأبي بصير المرادي، قال: قال لي والله جعفر ترجم المرأة
ويجلد الرجل الحد، وقال بيده على صدره يحكها: أظن صاحبنا ما تكامل علمه.
394 - علي بن محمد، قال حدثني محمد بن أحمد بن الوليد، عن حماد بن عثمان

(1) سورة الشعراء: 83
2) وفي " م " بالمطالبة
402

قال: خرجت أنا وابن أبي يعفور وآخر إلى الحيرة أو إلى بعض المواضع فتذاكرنا
الدنيا، فقال أبو بصير المرادي: أما أن صاحبكم لو ظفر بها لاستأثر بها، قال: فأغفى
فجاء كلب يريد أن يشغر عليه فذهبت لا طرده، فقال لي ابن أبي يعفو ر: دعه قال:
فجاء حتى شغر في أذنه.

(1) القاموس: 2 / 16 وفيه وحيران
2) نهاية ابن الأثير: 1 / 467
403

295 - حمدويه وإبراهيم قال: حدثنا العبيدي، عن حماد بن عيسى، عن الحسين
ابن مختار، عن أبي بصير، قال: كنت أقرئ امرأة كنت أعلمها القرآن، قال:
فمازحتها بشئ، قال فقدمت على أبي جعفر عليه السلام، قال، فقال لي: يا أبا بصير اي
شئ قلت للمرأة؟ قال: قلت بيدي هكذا، وغطا وجهه، قال، فقال لي: لا تعودن
إليها.
296 - محمد بن مسعود، قال: سألت علي بن الحسن بن فضال عن أبي بصير
فقال: وكان اسمه يحيى بن أبي القاسم، فقال: أبو بصير كان يكني أبا محمد وكان

(1) القاموس: 2 / 60
2) رجال الشيخ: ص 364
404

مولى لبني أسد وكان مكفوفا، فسألته هل يتهم بالغلو؟ فقال: أما الغلو: فلا لم
يتهم، ولكن كان مخلطا.

(1) رجال النجاشي: 344
2) رجال الشيخ: 333
3) الفهرست: 207
405

297 - محمد بن مسعود، قال: حدثني جبريل بن أحمد، قال: حدثني
محمد بن عيسى، عن يونس، عن حماد الناب، قال: جلس أبو بصير على باب
أبي عبد الله عليه السلام ليطلب الاذن، فلم يؤذن له، فقال: لو كان معنا طبق لاذن، قال: فجاء
كلب فشغر في وجه أبي بصير، قال: أف أف ما هذا؟ قال جليسه. هذا كلب شغر
في وجهك.

(1) القاموس: 3 / 255 والآية سورة الانشقاق: 19.
2) وفى المصدر: لكل جماعة متطابقة هم في أم طبق.
3) مفردات الراغب: 301
4) الصحاح: 4 / 1512
5) نهاية ابن الأثير: 3 / 114
407

298 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد القمي، عن محمد بن
أحمد، عن أحمد بن الحسن، عن علي بن الحكم، عن مثنى الحناط، عن أبي بصير
قال: دخلت علي أبي جعفر عليه السلام قلت: تقدرون أن تحيوا الموتى وتبرؤا الأكمه
والا برص؟ فقال لي: بإذن الله.
.

(1) وفي نسخة " م " وأسمجه من القول
408

ثم قال اذن مني فمسح على وجهي وعلى عيني، فأبصرت السماء والأرض
والبيوت، فقال لي: أتحب أن تكون كذا ولك ما للناس وعليك ما عليهم يوم القيامة
أم تعود كما كنت ولك الجنة الخالص؟ قلت: أعود كما كنت، فمسح على عيني
فعدت.
في أبي بصير عبد الله بن محمد الأسدي
299 - طاهرين بن عيسى، قال: حدثني جعفر بن أحمد الشجاعي، عن محمد
ابن الحسين، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن عبد الله بن وضاح، عن أبي بصير قال:
سألت أبا عبد الله عليه السلام عن مسألة في القرآن؟ فغضب وقال: انا رجل تحضرني قريش
وغيرهم وانما تسألني عن القرآن، فلم أزل أطلب إليه وأتضرع حتى رضي، وكان
عنده رجل من أهل المدينة مقبل عليه.
فقعدت عند باب البيت على بثي وحزني، إذ دخل بشير الدهان فسلم وجلس
عندي، وقال لي سله عن الامام بعده؟ فقلت: لو رأيتني مما قد خرجت من هيئة لم
تقل لي سله، فقطع أبو عبد الله عليه السلام حديثه مع الرجل، ثم أقبل فقال: يا أبا محمد
ليس لكم أن تدخلوا علينا في أمرنا وانما عليكم أن تسمعوا وتطيعوا إذا أمرتم.
في عبد الملك بن أعين أبى الضريس
300 - حدثني حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن أبي نصر، عن

(1) القاموس: 2 / 225
409

الحسن بن موسى، عن زرارة، قال: قدم أبو عبد الله مكة، فسأل عن عبد الملك
ابن أعين؟ فقال: مات؟ قيل نعم فقال: لا ولكن صلى هيهنا، ورفع يديه ودعا له
واجتهد في الدعاء وترحم عليه.

(1) من لا يحضره الفقيه: 4 / 97
410

301 - علي بن الحسن، قال: حدثني علي بن أسباط، عن علي بن الحسن بن
عبد الملك بن أعين، عن ابن بكير، عن زرارة، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام بعد
موت عبد الملك بن أعين: اللهم ان أبا الضريس كنا عنده خيرتك من خلقك،
فصيره في ثقل محمد صلى الله عليه وآله يوم القيامة، ثم قال أبو عبد الله: أما رأيته يعني في النوم؟
فتذكرت فقلت: لا، فقال: سبحان الله مثل أبي الضريس لم يأت بعد.
.

(1) وفى " ن " جماعتهم
411

302 - حمدويه، قال: حدثني يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن علي
ابن عطيه قال قال أبو عبد الله عليه السلام لعبد الملك بن أعين: كيف سميت ابنك ضريسا؟
فقال: كيف سماك أبوك جعفرا؟ قال: إن جعفرا نهر في الجنة وضريس اسم شيطان.
في حمران بن أعين
303 - حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن هشام
ابن الحكم، عن حجر بن زايدة عن حمران بن أعين، قال قلت لا بي جعفر عليه السلام اني
أعطيت الله عهدا، لا اخرج من المدينة حتى تخبرني عما أسئلك، قال، فقال لي: سل
قال، قلت: أمن شيعتكم أنا؟ قال: نعم في الدنيا والآخرة.
304 - محمد، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن زياد القندي، عن أبي
عبد الله عليه السلام أنه قال في حمران: انه رجل من أهل الجنة.
محمد بن شاذان، عن الفضل بن شاذان، قال: روى عن ابن أبي عمير، عن
عدة من أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال، كان يقول: حمران بن أعين مؤمن لا يرتد
والله أبدا.
305 - محمد بن مسعود، قال: حدثنا علي بن الحسين بن علي بن فضال،
قال: حدثني العباس بن عامر، عن أبان بن عثمان، عن الحارث بن المغيرة، قال
قال حمران بن أعين: ان الحكم بن عيينة،
412

يروي عن علي بن الحسين عليه السلام أن علم علي عليه السلام في أية مسأله فلا يخبرنا.
قال حمران: سألت أبا جعفر عليه السلام؟ فقال: ان علينا عليه السلام كان بمنزلة صاحب
سليمان وصاحب موسى ولم يكن نبيا ولا رسولا، ثم قال: وما أرسلنا من قبلك من
رسول ولا نبي ولا محدث، قال فعجب أبو جعفر.

(1) الخلاصة: 218
2) رجال ابن داود: 449
3) سورة الحج: 52
413

306 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، عن العباس بن
عامر، عن أبان، عن الحارث، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن حمران كان
يقول نمد الحبل، من جاوزه من علوي وغيره برئنا منه.
307 - حدثني محمد بن الحسن البرناني، وعثمان بن حامد، قالا: حدثنا محمد
ابن يزداد، عن محمد بن الحسين، عن الحجال، عن العلاء بن رزين القلا، عن أبي
خالد الأخرس، قال قال حمران بن أعين، لأبي جعفر عليه السلام: جعلت فداك أني حلفت
ألا أبرح المدينة حتى أعلم ما أنا، قال: فقال أبو جعفر عليه السلام: فتريد ماذا يا حمران؟
قال: تخبرني ما أنا؟ قال: أنت لنا شيعة في الدنيا والآخرة.
308 - حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير
عن ابن أذينة، عن زرارة، قال: قدمت المدينة وأنا شاب أمرد، فدخلت سرادقا
لأبي جعفر عليه السلام بمعنى، فرأيت قوما جلوسا في الفسطاط وصدر المجلس ليس فيه أحد
ورأيت رجلا جالسا ناحية يحتجم، فعرفت برأيي أنه أبو جعفر عليه السلام فقصدت نحوه
فسلمت عليه، فرد السلام على، فجلست بين يديه والحجام خلفه.
فقال: امن بني أعين أنت؟ فقلت، نعم أنا زرارة بن أعين، فقال: انما عرفتك
بالشبه، أحج حمران؟ قلت: لا وهو يقرئك السلام، فقال: انه من المؤمنين حقا لا
414

يرجع أبدا، إذا لقبته فاقرئه مني السلام، وقل له: لم حدثت الحكم بن عيينة عني
أن الأوصياء محدثون لا تحدثه وأشباهه بمثل هذا الحديث.
فقال زرارة: فحمدت الله تعالى وأثنيت عليه فقلت: الحمد لله، فقال هو الحمد
لله ثم قلت أحمده وأستعينه، فقال: هو أحمد وأستعينه، فكنت كلما ذكرت الله في كلام
ذكره كما أذكره حتى فرغت من كلامي.
309 - حدثني الحسين بن الحسن بن بندار القمي، قال: حدثني سعد بن
عبد الله القمي، قال: حدثنا عبد الله الحجال، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة،
قال: لوددت أن كل شئ في قلبي في قلب أصغر انسان من شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله.
310 - وبهذا الاسناد: عن الحجال، عن صفوان، قال: كان يجلس حمران
مع أصحابه فلا يزال معهم في الرواية عن آل محمد صلى الله عليه وآله فان خلطوا في ذلك بغيره ردهم
إليه، فان صنعوا ذلك عدل ثلاث مرات قام عنهم وتركهم.
311 - إسحاق بن محمد قال: حدثنا علي بن داود الحداد، عن حريز بن
عبد الله، قال كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فدخل عليه حمران بن أعين وجويرية بن
أسماء، فلما خرجا قال: أما حمران فمؤمن، وأما جويرية فزنديق لا يعلم أبدا، فقتل
هارون جويرية بعد ذلك.
312 - يوسف بن السخت قال: حدثني محمد بن جمهور، عن فضالة بن أيوب،

(1) رجال النجاشي: 260
415

عن بكير بن أعين، قال: حججت أول حجة فصرت إلى مني، فسألت عن فسطاط
أبي عبد الله عليه السلام فدخلت علية، فرأيت في الفسطاط جماعة فأقبلت أنظر في وجوهم
فلم أره فيهم، وكان في ناحية الفسطاط يحتجم، فقال: هلم إلي! ثم قال: يا غلام
أمن بني أعين أنت؟ قتل: نعم جعلني الله فداك قال: أيهم أنت؟ قلت: أنا بكير بن
أعين، قال لي: ما فعل حمران؟ قلت: لم يحج العام على شوق شديد منه إليك،
وهو يقرأ عليك السلام، فقال: عليك وعليه السلام، حمران مؤمن من أهل الجنة
لا يرتاب أبدا لا والله لا والله لا تخبره.
إلى هنا انتهى الجزء الثاني ويتلوه في الجزء الثالث حدثني محمد بن مسعود
قال حدثني علي بن محمد. والحمد الله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمد
النبي وآله الطاهرين.

(1) رجال الشيخ: 387
2) رجال الشيخ: 512
3) الفهرست: 172
416