الكتاب: طرائف المقال
المؤلف: السيد علي البروجردي
الجزء: ٢
الوفاة: ١٣١٣
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند الشيعة
تحقيق: السيد مهدي الرجائي
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤١٠
المطبعة:
الناشر: مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي العامة - قم المقدسة
ردمك:
ملاحظات: مع مقدمة آية الله العظمى المرعشي النجفي / إشراف : السيد محمود المرعشي

طرائف المقال
في معرفة طبقات الرجال
1

طرائف المقال في
معرفة طبقات الرجال
للعلامة الفقيه الرجالي
الحاج السيد على أصغر بن العلامة السيد محمد شفيع الجابلقي البروجردي المتوفى سنة 1313 هق
مع مقدمة
لسماحة العلامة الفقيه الرجالي
آية الله العظمى المرعشي النجفي دام ظله الوارف
الجزء الثاني
تحقيق السيد مهدى الرجائي
اشراف
السيد محمود المرعشي
3

الكتاب: طرائف المقال في معرفة طبقات الرواة الجزء الثاني
تأليف: العلامة السيد علي أصغر الجابلقي
تحقيق: السيد مهدي الرجائي
نشر: مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي العامة - قم المقدسة
طبع:
تاريخ الطبع: 1410 ه‍ ق
العدد: 1000
الطبعة: الأولى
4

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله
الطيبين الطاهرين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين
إلى يوم الدين.
5

الطبقة السابعة والعشرون
6556 - أبان بن أبي عياش فيروز، تابعي ضعيف " ين " " قر " " ق " وزاد
" صه " عن " غض " روى عن أنس بن مالك، روى عن " ين " عليه السلام لا يلتفت
إليه، وينسب أصحابنا وضع كتاب سليم بن قيس إليه.
6557 - أبان بن تغلب بن رباح أبو سعيد البكري الجريري مولى جرير،
ثقة جليل القدر عظيم المنزلة، لقى الأئمة الثلاثة عليهم السلام وروى عنهم، وكانت
له عندهم خطوة وقدم، قال الباقر عليه السلام: اجلس في المدينة وأفت الناس الخ.
6558 - إبراهيم بن أبي حفصة، مولى بني عجل " ين ".
6559 - إبراهيم الأزرق الكوفي بياع الطعام، روى عن " قر " و " ق " عليهما
السلام " معنى ".
6560 - إبراهيم بن بشير الأنصاري المدني " ين ".
6561 - إبراهيم الجريري " قر ".
6562 - إبراهيم بن حيان الأسدي الكوفي، نزل واسط " قر ".
6563 - إبراهيم بن عبد الله الأحمري، روى عن " قر " و " ق " روى عنه سيف
بن عميرة.
6564 - إبراهيم بن عبيد أبو عزة الأنصاري " قر " " ق ".
6565 - إبراهيم بن عمر اليماني الصنعاني ثقة عند " جش " وأبي العباس
وعند " غض " ضعيف جدا، ثم رجح القبول، روى عن " ق " و " قر " عليهما السلام وفي
" قر " له أصول رواها عنه حماد.
6566 - إبراهيم بن أبي يحيى أبو إسحاق مولى أسلم، مدني روى عن " قر "
و " ق " عليهما السلام وكان خاصا، والعامة تضعفه لذلك " صه " " جش " " ست ".
6567 - إبراهيم بن مرثد الأزدي الكندي أبو سفيان " قر " أخو أبي صادق
الكوفي " ق ".
7

6568 - إبراهيم بن معاد، روى عنه في قوله تعالى " ان الذين ارتدوا على
أدبارهم " حديث المتعاقد بين القوم " قر ".
6569 - إبراهيم بن معرض الكوفي " ق " روى عنهما، ويروي عنه منصور
بن حازم، وحصين بن مخارق، كما في " قر ".
6570 - أجلح بن عبد الله أبو حجية الكندي، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه
النسائي، وهو شيعي مات سنة خمس وأربعين ومائة ذكره " هب " في مختصره، وهو في
السابقة.
6571 - أخرمة أبو عبد الرحمن بن أخرم " ل " وفي نسخة أخرم بالخاء
المعجمة والراء بدون الهاء في الموضعين.
6572 - إسحاق بن بشير النبال " قر ".
6573 - إسحاق بن الفضل بن يعقوب بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن
الحارث بن عبد المطلب، روى عن " قر " و " ق " عليهما السلام " قر ".
6574 - إسحاق بن نوح الشامي " قر ".
6575 - إسحاق بن واصل الضبي " قر ".
6576 - إسرائيل بن عباد المكي أبو معاذ " قر ".
6577 - إسرائيل بن غياث المكي " قر ".
6578 - أسلم المكي القواس " قر " " ق " وفي " صه " أسلم المكي مولى محمد
بن الحنفية، روي أنه أفشى سر الباقر عليه السلام وأنه قال: لو كان الناس كلهم
شيعة لكان ثلثهم شكاكا وربع الآخر أحمق، وروى " كش " فيه حديثا يشعر بنزاهته
وحسن عقيدته وكونه من خواصهم، ولكن العلامة ذكره في الثاني.
6579 - إسماعيل أبو العلاء، من بني قيس بن ثعلبة " قر ".
6580 - إسماعيل بن أبي فديك، وهو جده المسمى بدينار وأبوه مسلم، وفي
" قب " إسماعيل بن مسلم بن أبي فديك صدوق من السادسة، وفي " تعق " نقل عن
خاله مدحه، واحتمل كونه ابن دينار الثقة، وفي " مشكا " عنه المفضل بن عمر. أقول:
8

واحتمال كونه ابن دينار بعيد.
6581 - إسماعيل الأزرق، ذكره " قي " في أصحاب " قر " عليه السلام وهو
ابن سليمان.
6582 - إسماعيل بن جابر " ست " الخثعمي الكوفي " قر " " ق " ثقة ممدوح له
أصول، رواها عنه صفوان في " قر " روى عنهما عليهما السلام وما ورد فيه من الذم
فضعيف، وحديثه معتمد عليه.
6583 - إسماعيل بن زياد البزاز الكوفي الأسدي تابعي " قر " " ق ".
6584 - إسماعيل بن سليمان الأزرق يكنى أبا خالد " قر " وفي " تعق " سنشير
في معمر بن يحيى إلى ما يشير إلى نباهته.
6585 - إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي الكوفي، تابعي سمع أبا الفضل
عامر بن واثلة " قر " " ق " " صه " مات في حياة الثاني، ونقل " عقد " أنه عليه السلام
ترحم عليه، وعن ابن نمير أنه ثقة، وفي " صه " ففيه فالاعتماد عليه قوي.
6586 - إسماعيل بن عبد العزيز " قر " يكنى أبو إسرائيل الملائي الكوفي،
لم يوجد له مدح حتى يعتمد عليه، فهو كنظرائه غير مقبول الرواية فقاهة.
6587 - إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عليه السلام سمع
أباه " ين " " قر " " ق " المدني في الثاني، تابعي في الأول. والظاهر أنه ثقة خاصي مات
سنة خمس وأربعين ومائة، وفي الكافي أنه قتله بنو اخوته، وهو في السابقة.
6588 - إسماعيل بن الفضل بن يعقوب بن الفضل بن عبد الله بن الحارث
بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، من أصحاب الباقر عليه السلام ثقة، قال
الصادق عليه السلام: هو كهل من كهولنا وسيد من سادتنا. وكفاه بهذا شرفا مع
صحته.
6589 - أسيد بن شبرمة الحارثي الكوفي " ق " أو " قر ".
6590 - أسيد بن القاسم " قر " وفي " ق " ابن القاسم الكناني الكوفي.
6591 - أسير بن عمر وأبو سليط البدري " ل " وعن نسخة أسيد بن عمرو
9

أبو سليط البكري، وعن الاستيعاب أسيرة.
6592 - أعين الرازي يكنى أبا معاذ " قر ".
6593 - أعين بن سنسن أبو زرارة وعن رسالة أبي غالب الزراري كان أعين
غلاما روميا اشتراه رجل من بني شيبان فرباه وأحسن تأديبه وحفظ القرآن وعرف
الأدب وخرج بارعا أديبا فأعتقه.
6594 - أم خالد، حدثني معد عن علي بن الحسن، قال يوسف بن عمر وهو
الذي قتل زيدا وكان على العراق، وقطع يد أم خالد، وهي امرأة صالحة على التشيع،
وكانت مائلة إلى زيد بن علي، وهي في التالية.
6595 - أنس بن عمرو الأزدي " قر " الكوفي " ق ".
6596 - أيوب بن أبي تميم كيسان السخناني العنزي البصري كنية أبو بكر
مولى عمار بن ياسر، ومات بالطلفون بالبصرة سنة إحدى وثلاثين ومائة " قر " لا بتمامه
تابعي " ق ".
6597 - أيوب بن بكر بن أبي علاج الموصلي " قر ".
6598 - أيوب بن شهاب بن زيد البارقي الأزدي، مولاهم كوفي " قر " ابن شهاب البارقي مولاهم " ق ".
6599 - أيوب بن وشيكة " قر ".
6600 - بدر بن الخليل الأسدي أبو الخليل الكوفي " قر " " ق " روى عنهما في
الأول.
6601 - برد الإسكاف " ين " الأزدي " ق " " قر " الكوفي في الثاني، مولى
مصاحب، له كتاب يرويه ابن أبي عمير " جش " ابن نهيك والحسن بن محمد بن سماعة
" ست " والظاهر أنه في السابقة أيضا.
6602 - برد الخياط كوفي " قر " " ق ".
بريد بن معاوية العجلي أبو القاسم " قر " الكوفي " ق " عربي روى عنهما ومات
في حياة الثاني، وجه ثقة من أصحاب اجماع " كش ".
10

6603 - بسام بن عبد الله الصيرفي " ق " " قر " أبو عبد الله مولى بني هاشم
في الثاني، وفي " كش " بسند ضعيف عن الصادق عليه السلام أنه كان بباب الخليفة
أبي جعفر حين أخرج بسام مقتولا واخرج إسماعيل بن جعفر، فقال جعفر: أفعلتها
يا فاسق ابشر بالنار.
6604 - بشار الأسلمي " قر ".
6605 - بشار بن زيد بن النعمان مجهول " قر " وفي " صه " و " د " من أصحاب
" ي " عليه السلام قال الميرزا: انه سهو.
6606 - بشر بن أبي عقبة المدائني " قر " " ق ".
6607 - بشر بياع الزطي " قر ".
6608 - بشر بن جعفر أبو الوليد، روى عنه أحمد بن الحارث الأنماطي
" قر ".
6609 - بشر بن خثعم " قر ".
6610 - بشر الرحال " قر ".
6611 - بشر بن عبد الله الخثعمي الكوفي " قر ".
6612 - بشر بن يسار " قر " العجلي الكوفي " ق " وهو في السابقة.
6613 - بشير أبو عبد الصمد بن بشير الكوفي " قر " " ق ".
6614 - بشير أبو محمد المستنير الجعفي الأزرق بياع الطعام مجهول " صه "
" قر ".
6615 - بشير بن سليمان المدني " قر ".
6616 - بكر بن أبي حبيبة " قر " لم أقف على غيره.
6617 - بكر بن حبيب الكوفي الأحمسي البجلي، روى عن " قر " و " ق "
عليهما السلام كنيته أبو مريم، ذكره علي بن الحسين بن فضال " قر " في البعض.
6618 - بكر بن خالد الكوفي " ق " " قر ".
6619 - بكر بن صالح " قر " وهو كغيره من نظرائه غير مقبول الحديث.
11

6620 - بكر بن كرب " قر " " ق " الصيرفي، أسند عنه في الثاني.
6621 - بكير بن أعين، مشكور مات على الاستقامة وزاد " طس " وما رأيت
ما ينافي ذلك، يروي عنه ابن أبي عمير، وحريز، وابن أذينة، وأبو أيوب، وأبان، وابن
صالح، وعلي بن رئاب، وهو عن " قر " و " ق " عليهما السلام وروى " كش " في الموثق أنه
عليه السلام ترحم عليه. وفي الصحيح ما يدل على جلالته فلاحظه.
6622 - تميم بن زياد " قر ".
6623 - ثابت أبو سعيد البجلي الكوفي " ق " وفي " قر " ثابت بن أبي ثابت
عبد الله البجلي الكوفي يكنى أبا سعيد مولى، روى عن " ق " و " قر ".
6624 - الجارود بن السري التميمي السعدي الكوفي " قر " " ق " ثم في " ق "
الجارود بن السري التميمي الحماني الكوفي.
6625 - جعفر بن إبراهيم الجعفي " قر ".
6626 - جعفر الأحمسي " قر ".
6627 - جعفر بن عمرو بن ثابت أبي المقدام بن هرمز الحداد العجلي،
مولاهم كوفي " قر ".
6628 - الحارث بن شريح المنقري " قر ".
6629 - الحارث بن المغيرة النصري أبو علي، من بني نصر بن معاوية " قر "
أسند عنه " ق " من بني نصر بن معاوية بصري، روى عن الباقر والصادق والكاظم
عليهم السلام وزيد بن علي عليه السلام، ثقة ثقة " جش " عنه " صه " عنه صفوان، وفي
" كش " عن الصادق عليه السلام: ما يمنعكم من يمنعكم من الحارث بن المغيرة
النصري.
6630 - حبيب أبو عميرة الإسكاف، تابعي كوفي " قر " " ق ".
6631 - حبيب بن أبي ثابت أبو يحيى الأسدي الكوفي مولاهم، ثقة فقيه
جليل، وكان كثير الارسال والتدليس من الثالثة، مات سنة تسع عشرة ومائة، كذا في
" قب " وذكر التوثيق والتدليس معا لا يخلو من التضاد، وهو في الطبقات الآتية.
12

6632 - حبيب بن بشار الكندي " قر " وفي " ق " ابن يسار مولى كندة، تابعي
كوفي اسكاف (1).
6633 - حبيب بن جري العبسي مشكوك فيه " قر " فيه نظر " ق " جري
بضم الجيم الخ " صه ".
6634 - حبيب العبسي والدعائذ بن حبيب " قر " " ق ".
6635 - حبيب المعلى " ق " السجستاني " قر " وهو فيهما.
6636 - حبيب بن يسار مولى كندة، تابعي كوفي اسكاف " ق " وفي " قب "
أيضا ابن يسار الكندي الكوفي، ثقة من الثالثة، وفي " قر " ابن بشار وقد تقدم وهو
فيهما.
6637 - حجاج بن أرطاة أبو أرطاة النخعي الكوفي " ق " مات في زمن الباقر
عليه السلام " قر " وهو فيهما.
6638 - حجاج بن دينار الواسطي " قر " له كتاب " جش " " ست ".
6639 - حجاج بن كثير الكوفي " قر ".
6640 - حجر بن زائدة الحضرمي الكوفي روى عنهما، صحيح المذهب صالح
من هذه الطائفة، وعن الكاظم عليه السلام أنه من حواري الباقر والصادق عليهما
السلام.
6641 - حذيفة بن منصور بن كثير، أبو محمد بياع السابري الخزاعي،
مولاهم ثقة، روى عن الباقر والصادق والكاظم عليهم السلام، له كتاب، عنه ابن أبي
عمير، وقال " غض ": حديثه غير نقي يروي الصحيح والسقيم، والعلامة توقف،
والتوثيق أرجح.
6642 - حسان بن مهران الغنوي الكوفي " ق " وفي " قر " حسان بن مهران،
قال الميرزا: هو أحدهما أو كلاهما، والظاهر الثاني.

(1) المراد بالإسكافي هو خائط الخف " منه ".
13

6643 - الحسن بن الجعفي، أبو أحمد الكوفي " قر ".
6644 - الحسن بن حبيش، وقد مر بالمعجمة والنون، وفي الاتحاد والتعدد
اختلاف، وقد أشرنا في السابق أنهما متغايران تبعا ل‍ " د " وربما يجئ بالمهملة والنون،
كما في بعض نسخ الاختيار بالمهملة والنون أولا وآخرا، وفي " طس " حبيس بالموحدة
والسين المهملة، وليس فيهما مدحا معتبرا، فلا يعبأ بروايتهما.
6645 - الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام
المدني، تابعي روى عن جابر بن عبد الله " ق " " قر " وهو أخو عبد الله وإبراهيم لأبيهما
وأمهما أمهم فاطمة بن الحسين عليه السلام توفى سنة خمس وأربعين ومائة، وهو في
السابقة أيضا.
6646 - الحسن بن زياد البصري " قر ".
6647 - الحسن بن زياد الصيقل " قر " " ق " وزاد الكوفي، ثم في الأول أبو
محمد كوفي، وفي الثاني بزيادة يكنى أبا الوليد، مولى كوفي، وفي " ست " إبراهيم بن
سليمان بن حيان عنه، وهو في السابقتين كما لا يخفى، وليس المذكورين في السابقة
بعنوان العطار والضبي على فرض الاختلاف، فلاحظ.
6648 - الحسن بن السري الكاتب " قر " " ست " وفي " ق " ابن السري
العبدي الأنباري يعرف بالكاتب، له كتاب عنه الحسن بن محبوب وهو فيهما.
6649 - الحسن بن شهاب بن زيد البارقي الأزدي الكوفي، روى عنهما
عليهما السلام " قر " وفي " ق " ابن شهاب البارقي عربي، وفي " تعق " معنى رواية صفوان
وابن أبي عمير عن ابن أذينة وجعفر، كل ذلك يشير إلى الوثاقة، بل الوثاقة على
المختار.
6650 - الحسن بن علي بن المغيرة " ست " الزبيدي الكوفي، ثقة هو وأبوه
روى عن " قر " و " ق " عليهما السلام " صه " " جش " وهو يروي كتاب أبيه عنه، وله
كتاب مفرد، أين نهيك عن ابن صالح عنه " جش " ابن نهيك " ست ".
6651 - الحسن بن علي الأحمري " ق " مكررا الكوفي روى عنهما عليهما
14

السلام روى عن معاوية بن وهب وغيره، وروى عنه عنبسة بن عمرو " قر " وهو فيهما.
6652 - الحسن بن عمار، عامي " قر ".
6653 - الحسن بن عمارة، من أصحاب الباقر عليه السلام عامي " صه "
" جخ " وفي " ين " الحسن بن عمارة الكوفي، وفي " ق " الحسن بن عمارة بن المضرب أبو
محمد البجلي أسند عنه " ق " وهو في التالية بل السابقة أيضا.
6654 - الحسن وحماد ابنا المغيرة " قر ".
6655 - الحسن والحسين ابنا المنذر " قر ".
6656 - الحسن بن يوسف " قر ".
6657 - الحسين بن أبتر الكوفي " قر " وفي " ق " ابن أثير.
6658 - الحسين بن أثير الكوفي " ق " وقد تقدم عن " قر " ابن أبتر.
6659 - الحسين بن بنت أبي حمزة " قر " " ق " وهو الحسين بن حمزة الليثي،
الظاهر أنه ثقة كما مر، الا أن الاظهر تعدد الرجل، إذ من مر الحسين بن حمزة، وهذا
ابن أبي حمزة، والله أعلم.
6660 - الحسين الارجاني بالتشديد ابن عبد الله قرأ الراء بالتشديد وفي
" ق " الحسين الارجاني بالتخفيف.
6661 - الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب " قر "
" ق " روى عنه قيس بن الربيع " قر " مع زيادة تابعي سمع ربيعة عباد الديلمي " ق ".
6662 - الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام
روى عن أبيه وعمته فاطمة بنت الحسين عليه السلام وأخيه " قر " عليه السلام مات
سنة سبع وخمسين ومائة (1)، دفن بالبقيع، يكنى أبا عبد الله، وله أربع وستون، فاضل

(1) ولي هنا اشكال ظاهر لا يبعد الحمل على التخليط والغلط الظاهر، فإنه على ما يأتي توفي أبوه عليه السلام سنة
خمس أو ست وتسعين، وولادة ابنه الحسين قريب بسنة وفاته، وهذا مناف لما نقل أنه يروي عن أبيه كثيرا، فحينئذ
جعله في السابقتين سديد، الا أن يجعل مدة عمره أربع وسبعون، كما في نسخة من " ق " فهو حينئذ ليس بذلك
البعيد.
فما ذكره المفيد في ارشاده من أنه يروي عن أبيه حديثا كثيرا سهو على الفرض الأول، وعلى الثاني محتمل،
وقد وقع مثل ذلك الاشتباه لكثير من الفحول في غير مورد الكلام لعدم التدبر في تاريخ والوفاة للأئمة الاطهار.
نعم يمكن الحمل على الرواية مع الواسطة باسقاطها، ولكن مع بعده لا يأمن الأحاديث عن احتمال الارسال، بل
الظاهر عدم جواز العمل بالكل مع العلم الاجمالي بالارسال الكثير، كيف ولا يخلو مثله عن التدليس فتدبر " منه ".
أقول: قال ابن عنبة في عمدة الطالب: توفي الحسين سنة سبع وخمسين ومائة وله سبع وخمسون سنة ودفن بالبقيع.
15

ورع.
6663 - الحسين بن المنذر بن أبي طريفة البجلي كوفي " ق " ثم ابن المنذر أخو
أبي حسان، وفي " قر " الحسن والحسين ابنا منذر، ويأتي أن ابن أبي طريفة ابنه الحسين
روى عنهما. وقال " جش " انه روى عن " ين " و " قر " و " ق " عليهم السلام، واحتمال كون
الحسن معروفا بأبي حسان غير بعيد.
6664 - حفص الأعور الكوفي، روى عنه وعن " ق " عليه السلام " قر ".
6665 - حفص بن غياث، عامي المذهب، يروي عنه ابنه محمد، وأحمد بن
أبي عبد الله عن أبيه عنه، والمنقري يروي عن " قر " و " ق " و " ظم " عليهم السلام مات
بالكوفة سنة أربع وتسعين ومائة، وهو في السابقتين.
6666 - حفص بن وهب الأقرعي " قر ".
6667 - الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعيم " ق " وزاد " قر " والد أبي الحكم
بن المختار بن أبي عبيد كنيته أبو محمد، ثقة روى عنه وعن الصادق عليه السلام
وروى " عقد " عن الفضل قال: خيار ثقة، وقال " شه " هو " م " وعقد حاله معلوم،
وللكلام في الرجل من المدح والذم والقبول والعدم مقام آخر، والأولى التوقف.
6668 - الحكم بن عتيبة بضم العين المهملة مذموم، وكان من فقهاء العامة،
وكان بتريا، قال الشيخ: انه أبو محمد الكوفي الكندي زيدي بتري " صه " الا أن ما
نقله في " ق " وفي " قر " ابن عيينة، وفي " عل " كان أستاذ زرارة وحمران والطيار قبل أن
يروا هذا الامر، فلا شك في ذمه جدا حتى في " تعق ".
6669 - حكيم بن معاوية " قر ".
16

6670 - حماد بن أبي سليمان الأشعري، مولى أبي موسى " قر " " ق " تابعي
كوفي " ق " هو فيهما.
6671 - حماد بن أبي العطارد الطائي الكوفي " قر " كوفي يكنى أبا المستهل،
مات سنة إحدى وستين ومائة وله أربع وثمانون سنة " ق " وهو في السابقة أيضا كنظرائه.
6672 - حماد بن بشر اللحام " قر ".
6673 - حماد بن بشير الطنافسي الكوفي، روى عنه وعن " ق " " قر " ابن
بشير الطنافسي كوفي " ق " ثم حماد بن بشير، وفي " تعق " يروي عنه صفوان بن يحيى،
وهو في السابقة أيضا.
6674 - حماد بن راشد الأزدي البزاز أبو العلاء الكوفي، أسند عنه، توفي سنة
ست وخمسين ومائة " قر " " ق " وفيه هو ابن سبع وسبعين سنة، وهو في السابقة أيضا
كأضرابه.
6675 - حماد بن المغيرة " قر ".
6676 - حمران بن أعين الشيباني أبو حمزة تابعي، من حواري " قر " و " ق "
عليهما السلام و " عق " عارف، وقال الصادق عليه السلام: مات والله مؤمنا، وورد فيه
أيضا غيره، والصواب جليل ثقة، روى عن " قر " عليه السلام ولقى " ين " عليه السلام.
6677 - حمزة أبو الحسين الليثي ختن أبي حمزة الثمالي كوفي " قر ".
6678 - حمزة الطيار، وهو حمزة بن محمد الطيار ويأتي، وفيه روايات عن " قر "
و " ق " عليهما السلام تدل على مدحه وجلالته، فلا بأس بقبول روايته بل شهادته.
6679 - حمزة بن عمارة البربري، روى " كش " بطريقين نقيين بل صحيحين
أن " قر " عليه السلام قال: إنه ملعون، وكذا نقل عن " ق " عليه السلام لعنه، وربما
يلقب باليزيدي بدل البربري.
6680 - خازم الأشهل الكوفي، روى عنه وعن " ق " عليه السلام " قر ".
6681 - خالد بن أبي العلاء في " تعق " للصدوق طريق إليه وحسنه خالي
17

ولعله لذلك، ويروي عنه ابن أبي عمير، ولعله ابن بكار أو طهمان ويأتي.
6682 - خالد بن أبي كريمة " قر " " ق " المدائني، روى عن الباقر عليه
السلام ذكره ابن نوح، وكيع عنه عن الباقر عليه السلام أحاديث " جش ".
6683 - خالد بن أوفى أبو الربيع العنزي الشامي " قر " أقول: ويأتي في
خليد.
6684 - خالد بن بكار أبو العلاء الخفاف " قر " " ق " مع زيادة أسند عنه،
وفي مشيخة الفقيه خالد بن أبي العلاء الخفاف، وفي " تعق " بعد نقله قال جدي: ان
الظاهر أن زيادة ابن وقعت سهوا من النساخ، أو وقع السهو من " جخ " وكونه ابن
طهمان الآتي محتاج إلى التأمل.
6685 - خالد بن طهمان الكوفي " قر " ابن طهمان أبو العلاء الخفاف
السلولي، قال البخاري: روى عن عطية، وحبيب بن أبي حبيب، سمع منه وكيع،
ومحمد بن يوسف. وقال مسلم بن الحجاج: أبو العلاء الخفاف، له نسخة أحاديث رواها
عن الباقر عليه السلام، وكان من العامة ظريف عنه الأحاديث شيعي صدوق " هب ".
6686 - خضر بن عمرو الكوفي " ق " ابن عمرو النخعي إبراهيم بن عبد
الحميد عنه عن الباقر والصادق عليهما السلام بأحاديث نوادر له " جش " وهو في
السابقة.
6687 - خليل بن أوفى أبو الربيع الشامي العنزي، روى عن " ق " له كتاب
يرويه عبد الله بن مسكان " جش " وفي " صه " في الكنى أبو الربيع الشامي اسمه
خليل، ولعله من سهو قلم الناسخ، فإنه: اما خالد، أو خليد، ولم يعرف غيرهما.
6688 - خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي الكوفي " ق " " قر " أبو عبد الرحمن في
الثاني، قال " عق ": انه كان فاضلا. وهذا لا يقتضي التعديل وإن كان من المرجحات
" صه " نعم في ترجمة ابن أخيه كان وجها في أصحابنا.
6689 - داود الابزاري " قر " وكأنه ابن راشد أو ابن سعيد الماضيان عن " ق "
في السابقة.
18

6690 - داود بن أبي هند القشري السرخسي يكنى أبا بكر، واسم أبي هند
دينار من أهل سرخس وبها عقبه، مات في طريق مكة سنة تسع وثلاثين ومائة " قر ".
6691 - داود بن حبيب أبو غيلان الكوفي " قر " " ق " روى عنهما في الأول
وهو فيهما.
6692 - داود بن حرة أخو إسحاق، روى عنهما " ق " هو فيهما.
6693 - داود بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام
" قر " " جخ " معظم الشأن " د " فقط وهو صاحب دعاء أم داود، وفي الوجيزة والبلغة أنه
" ح ".
6694 - داود بن زيد الهمداني الكوفي " قر ".
6695 - دينار أبو عمرو الأسدي مولاهم الكوفي " ق " الأسدي كوفي روى
عنهما " قر ".
6696 - رافع بن سلمة بن زياد أبي الجعد الأشجعي الكوفي " ق " " جش "
" صه " الأشجعي، مولاهم كوفي روى عنهما، ثقة من ثبت الثقات وعيونهم " صه " له كتاب
عنه بكير بن سالم.
6697 - الربيع بن صبيح " قر ".
6698 - ربيعة بن أبي عبد الرحمن فروخ " ين " ابن عبد الرحمن المعروف
بربيعة الرأي المدني الفقيه عامي " قر " ربيعة الرأي من أصحابه عليه السلام عامي
" صه ".
6699 - رزين الابزاري الكوفي " ق " الابزاري من أصحاب " قر " عليه
السلام مجهول " صه " " جخ ".
6700 - رزين بياع الأنماط الكوفي " ق " الأنماطي من أصحاب " قر " عليه
السلام مجهول " صه " " جخ " الا أن في " في " في باب ما يقال عند الصباح والمساء رواية
صريحة في تشيعه، ويروي عنه ابن أبي عمير.
6701 - رشد بن سعد المصري " قر " " ق " وفي بعض نسخ الثاني رشيد.
19

6702 - رقيد بن مصقلة العبدي الكوفي " قر ".
6703 - رقيد مولى ابن هبيرة، روى عنه وعن الصادق عليهما السلام، روى
عنه أبو خالد القماط " قر " كوفي " ق ".
6704 - زائدة بن قدامة " قر ".
6705 - زحر بن عبد الله أبو الحصين الأسدي، ثقة روى عن " قر " و " ق "
عليهما السلام " صه " جش " له كتاب، عنه القاسم بن إسماعيل في الثاني وهو فيهما،
وقد مر في السابقة أنه يمكن الاتحاد معه ولا بعد فيه للاشتراك في الاسم والكنية
واللقب، ويمكن انتساب أحدهما إلى الجد، فتأمل.
6706 - زرارة بن أعين بن السنسن الشيباني، مولاهم أبو الحسن، ثقة شيخ
في زمانه، كان قاريا فقيها متكلما شاعرا أديبا، قد اجتمعت فيه خلال الفضل والدين،
اجتمعت على تصديقه، وهو أفقه ممن اجتمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنهم،
روى عن الباقر والصادق عليهما السلام وهو في السابقة.
6707 - زكريا أخو المستهل يكنى أبا يحيى " قر ".
6708 - زهير المدائني " ق " روى عنه وعن " قر " عليه السلام روى عنه حماد
بن عثمان " قر ".
6709 - زياد بن أبي الرجاء المنذر، كوفي ثقة صحيح، قال معد: سألت ابن
فضال عن زياد بن أبي رجاء، فقال: ثقة " كش " وفي " مشكا " ابن أبي رجاء عنه أبان.
6710 - زياد بن أبي زياد المنقري التميمي " قر ".
6711 - زياد الأحلام، مولى كوفي " قر " " ق ".
6712 - زياد الأسود البان الكوفي، روى عنه وعن الصادق عليه السلام
" قر " والبان قرية بمصر وقرية بنيشابور وشجر تحت ثمره وهو طيب.
6713 - زياد بن الأسود النجار، من أصحاب " قر " عليه السلام مجهول
" صه " " جخ ".
6714 - زياد بن صالح الهمداني الكوفي " قر ".
20

6715 - زياد بن عيسى أبو عبيدة الحذاء، وقيل: زياد بن رجاء، روى عنهما
عليهما السلام، ثقة صحيح الحديث، وأخته حمادة بنت رجاء، وقيل: بنت الحسن، روت
عن " قر " و " ق " عليهما السلام أيضا.
6716 - زياد المحاربي الكوفي " قر " " ق ".
6717 - زياد بن المنذر أبو الجارود الهمداني الخارفي الخوفي، خوف من
همدان، كوفي تابعي زيدي أعمي، إليه تنسب الجارودية منهم، روى عنهما عليهما
السلام. حكي أن أبا الجارود سمي سرحوبا، ونسب إليه السرحوبية من الزيدية
وسماه الباقر عليه السلام به، فإنه اسم شيطان في البحر، وكان هو مكفوفا أيضا.
6718 - زياد الهاشمي، مولاهم كوفي " قر ".
6719 - زيد الاجري من أصحاب " قر " عليه السلام مجهول " صه " " جخ ".
6720 - زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أبو
الحسين أخوه " قر " أبو الحسين مدني تابعي، قتل سنة إحدى وعشرين ومائة، وله اثنتان
وأربعون سنة " ق " وهو جليل القدر عظيم المنزلة، قتل في سبيل الله وطاعته.
6721 - زيد بن محمد بن يونس أبو أسامة الشحام الكوفي " قر " والذي في
" جش " و " ست " و " صه " و " ق " زيد بن يونس كما يأتي، والظاهر أنهما متغايران، فتدبر.
6722 - زيد الهاشمي، مولاهم المدني أبو محمد، مولى أبي جعفر عليه السلام
" قر ".
6723 - زيد بن يونس أبو أسامة الأزدي، مولاهم الشحام الكوفي " ق " وقد
تقدم عن " قر " ابن محمد بن يونس، روى عن " ق " و " ظم " عليهما السلام، له كتاب
يرويه جماعة منهم صفوان، وبسند غير نقي، قال قلت للصادق عليه السلام: اسمي
في تلك الخ (1).

(1) وفي " كش " بسند غير نقي أنه قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام اسمي في تلك الأسامي، يعني في كتاب
أصحاب اليمين، قال: نعم. ونحو ذلك قال قال لي زيد: جدد التوبة وأحدث عبادة، قلت: نعيت إلى نفسي، فقال
لي: يا زيد ما عندنا لك خير أنت من شيعتنا، والينا الصراط والينا الميزان والينا حساب شيعتنا، والله لأنا لكم
أرحم بنفسه، يا زيد كأني أنظر إليك في درجتك من الجنة ورفيقك الحارث بن المغيرة النصري. ولا يخفى أن زيدا
في السابقتين " منه ".
21

6724 - سالم من أصحاب الباقر عليه السلام مجهول " صه " " جخ ".
6725 - سالم بن أبي حفصة " قر " العجلي الكوفي، مات سنة سبع وثلاثين
ومائة " ق " " جش " " ين " في حياة الصادق عليه السلام في الثاني، لعنه الصادق عليه
السلام وكذبه وكفره، روى عن " ين " و " قر " و " ق " عليهم السلام وهو في السابقة
والتالية أيضا.
6726 - سالم التمار، في " كش " ذمه، واستظهر البعض أنه ابن أبي حفصة
المذكور.
6727 - سالم بن الأشل بياع المصاحف " قر " استظهر الميرزا أنه ابن عبد
الرحمن.
6728 - سالم التمار (1)، قال أبو بصير قال: سمعت الصادق عليه السلام
يقول: إن الحكم بن عيينة وسلمة وكثير النوا وأبا المقدام والتمار يعني سالما، أضلوا
كثيرا ممن ضل من هؤلاء، وأنهم ممن قال الله (ومن الناس من يقول آمنا بالله
وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين).
6729 - سالم الجعفي " قر ".
6730 - سالم بن عبد الرحمن الأشل، أسند عنه " ق " وثقه العلامة في " صه "
في ابنه عبد الرحمن، وفيه في " جش " أنه كان بياع المصاحف.
6731 - سالم المكي " قر ".
6732 - سدير بن حكيم الصيرفي، روى " كش " أنه قال: اني لأطوف حول
الكعبة وكفي في كف الصادق عليه السلام فقال ودموعه تجري على خديه، فقال:
يا شحام ما رأيت ما صنع ربي إلي ثم بكى ودعى، ثم قال: يا شحام اني طلبت إلى الهي

(1) استظهر الميرزا أنه ابن أبي حفصة، ولكنه غير معلوم " منه ".
22

الحديث (1).
6733 - سريف المكي شاعر " قر ".
6734 - سعد بن أبي عمرو الجلاب " قر " وفي " قي " ابن أبي عمر الجلاب
كوفي في أصحاب الصادق عليه السلام.
6735 - سعد الإسكاف، قال حمدوية بأسناده قال سعد، قلت لأبي جعفر
عليه السلام: اني أجلس فأقص وأذكر حقكم وفضلكم، قال: وددت على كل ثلاثين
ذراعا قاصا مثلك. وقد أدرك " ين " وكان ناووسيا، وهو في السابقة والتالية.
6736 - سعد الحداد مجهول " قر " وقد أثبته العلامة في " صه " في باب سعيد.
6737 - سعد بن الحسن الكندي، من أصحاب الباقر عليه السلام مجهول
" صه " " جخ ".
6738 - سعد بن طريف " قر " الحنظلي مولاهم الإسكاف " جش " يقال له:
الخفاف، وهو مع سعد الإسكاف واحد، يروي عن الباقر والصادق عليهما السلام
وكان قاضيا، و " غض " ضعفه و " كش " ناووسي وقف على الصادق عليه السلام.
6739 - سعد بن مسلم الذي روى عن عمر بن توبة كتاب انا أنزلناه،
لا نعرفه " صه " " د ".
6740 - سعيد الحداد من أصحاب الباقر عليه السلام مجهول " صه " وقد
تقدم أنه سعد.
6741 - سعيد بن خيثم، أبو معمر الهلالي الكوفي " ق " ضعيف، وهو وأخوه
معمر رويا عن الباقر والصادق عليهما السلام، وهو تابعي على ما زعم، يروي عن جده
لامه عبيدة بن عمر الكلابي عن " ل " صلى الله عليه وآله، ضعيف جدا لا يرتفع منه،
وقد مضى بعنوان سعيد عن " كش " فلاحظ.

(1) تتمة الحديث: اني طلبت إلى الهي في سدير وعبد السلام بن الرحمن وكانا في السجن فوهبهما لي وخلى سبيلهما.
وهذا حديث معتبر يدل على علو رتبتهما. وروى " كش " عن معد عن محمد بن عذافر باسقاط الوسائط أن
" ق " عليه السلام قال: سدير عصيدة بكل لون. وقال " عق ": سدير الصيرفي واسمه سلمة وكان مخلصا " صه ".
23

6742 - سكين المعدني " قر ".
6743 - سلام بن أبي عمرة الخراساني " " " جش " ثقة روى عن الباقر
والصادق عليهما السلام " جش " عنه " صه " سكن الكوفة، له كتاب، عنه عبد الله
بن جبلة " جش " قال معد قال علي بن الحسين: سلام والمثنى بن الوليد، والمثنى بن
عبد السلام كلهم حناطون لا بأس بهم نقله " كش ".
6744 - سلام الحناط، ذكر في ابن أبي عمرة " تعق " وعن " صه " امكان اتحاده
مع ابن أبي عمرة، وهو بعيد، فان هذا كوفي ومن قبله خراساني، ولذا جعلهما في الوجيزة
اثنين وحكم بوثاقة الأول وحسن الثاني، ونسب الاتحاد إلى القيل، وظاهر النقد أيضا
التعدد لذكره بفاصلة اسم واحد واحتمل.
6745 - سلام بن سعيد الأنصاري " قر ".
6746 - سلام بن المستنير " قر " الجعفي الكوفي " ين " الجعفي مولاهم كوفي
" ق " الظاهر أنه في الثلاثة.
6747 - سلم بن بشير " قر ".
6748 - سلمان بن خالد، طلحي قمي " قي " " قر ".
6749 - سلمة بن الأشم " قر " الكوفي " ق ".
6750 - سلمة بن زياد الأشجعي، مر في ترجمة ابنه رافع ما يشير إلى وثاقته
" تعق ".
6751 - سلمة بن قيس الهلالي " قر " وفي نسخة أصح سليم على ما ذكره
الميرزا رحمه الله.
6752 - سلمة بن كهيل " قر " أبو يحيى الحضرمي الكوفي " ين " " ق " وفيه
ابن كهيل بن الحصين تابعي بتري " صه " و " د " وفي " كش " من رؤسائهم، وقد تقدم في
سالم أنه عليه السلام يقول: إن الحكم وسلمة وكثير النوى وأبا المقدام والتمار أضلوا
24

كثيرا (1).
6753 - سلمة بن محرز " قر " القلانسي في " ق " قال الميرزا: كأنه كان شيعيا
كما يفهم من روايته، وفي " تعق " روى ابن أبي عمير بواسطة جميل عنه، وكذا بواسطة
أبي أيوب، وهو أخو عقبة وعبد الله، عنه صفوان أيضا.
6754 - سليمان بن خالد أبو الربيع الهلالي، مولاهم صاحب قرآن " ق " وهو
أبو الربيع الاقطع، خرج مع زيد فقطعت إصبعه، كان قاريا فقيها وجها، ورجع إلى
الحق قبل موته، وتوجع الصادق عليه السلام لفقده، روى عنهما عليهما السلام.
6755 - سليمان بن محرز " قر ".
6756 - سليمان بن مروان " ق " عجلي كوفي " قر ".
6757 - سنان بن سنان، مولى قريش، أبو عبد الله الشيباني الأزرق بياع
الطعام، ذكره " قي " في رجالهما عليهما السلام ويحتمل أن يكون هذا هو أبو عبد الله
بن سنان الذي هو من ثقات رجال الصادق عليه السلام.
6758 - سورة بن كليب بن معاوية الأسدي " قر " روى عنهما " ق " وروى
معد حديثا غير نقي السند بصحة عقيدته، الا أن " غض " ضعفه.
6759 - شجرة بن ميمون بن أبي أراكة، ثقة أخو بشير النبال الوابشي،
مولاهم الكوفي، وفي " جش " في علي بن شجرة روى أبوه عن الباقر والصادق
عليهما السلام، وأخوه الحسن روى، وكلهم ثقات وجوه جلة.
6760 - شريس الوابشي، كوفي روى عنهما " ق " وهو فيهما كنظرائه.
6761 - شهاب بن عبد ربه الأسدي، مولاهم الصيرفي الكوفي " ق " روى
عنه وعن أبيه عليه السلام، وكان موسرا ذا مال، له أصل، عنه ابن أبي عمير،
والظاهر كونه خيرا فاضلا، ورواية ابن أبي عمير عنه تدل على وثاقته على رأي.

(1) أقول: إن ما سبق انما هو عن " ق " عليه السلام والراوي عنه أبو بصير، وهنا عن " قر " عليه السلام ولكن الراوي
عنه أيضا أبو بصير، فيحتمل الغلط في أحدهما، ولكن لا يضر بالمقصود " منه ".
25

6762 - صالح بن ميثم (1) روى " عق " عن أبيه عن محمد بن الحسين، عن صفوان، عن ابن شعيب بن ميثم عنه، قال له أبو جعفر عليه السلام: اني أحبك وأباك
حبا شديدا " صه " ابن ميثم كوفي " قر " ابن ميثم الأسدي كوفي تابعي " ق ".
6763 - صامت بياع الهروي " قر ".
6764 - صائد النهدي، روى " كش " لعنه مع بنان ونزول الشياطين عليه في
روايات عن الباقر وابنه الصادق عليهما السلام.
6765 - صباح بن بشير بن يحيى المقري أبو محمد " قر " " ق " زيدي " د "
وظاهر العلامة في " صه " أنه ابن قيس الآتي.
6766 - صباح بن قيس بن يحيى المزني، كوفي زيدي، قال: حديثه ضعيف
يجوز أن يخرج شاهدا، وثقه " جش " روى عنهما عليهما السلام تقدم عن " د " ابن بشير،
والذي في " جش " و " ست " ابن يحيى كما يأتي.
6767 - صباح بن يحيى المزني " ست " " جش " أبو محمد المزني " ق " كوفي
روى عنهما له كتاب، عنه جماعة منهم أحمد بن النضر، ثم في السند محمد بن النضر
" جش " محمد بن موسى خورا عنه " ست " تقدم ابن بشير وابن قيس عن " د " و " صه "
والاتحاد كما زعم غير معلوم.
6768 - الصلت بن الحجاج " قر " الصيرفي الكوفي " ق ".
6769 - ضرغامة بياع الغزل " قر ".
6770 - طاهر مولى أبي جعفر عليه السلام " قر ".
6771 - طربال " قر " لم أقف على نسبه ولا على وصفه وحليته.
6772 - طلحة بن زيد، بتري " قر " عنه " صه " الجزري القرشي النهدي

(1) قال في المنتهى: هو ابن ميثم التمار المشهور، وهذا أحد المواضع التي اعتمد العلامة على " عق " وأدرج الراوي
في المقبولين استنادا إليه، وسبق له ذكر في حمدان، وفي الوجيزة " ح " أقول: إن مجرد ذكره في القسم الأول
لا يوجب أن يكون لمجرد الاتكال بقوله، بل لعله كان له قرائن أخر، وهكذا في سائر الموارد " منه ".
26

الشامي أبو الخزرج، روى عن الصادق عليه السلام الا أن كتابه معتمد، عنه محمد
بن سنان، والقاسم بن إسماعيل، ومنصور بن يونس، وهو في السابقة.
6773 - عاصم بن عمر بن حفص بن عمر الخطاب القرشي المدني " ق "
وفي الكافي عن زرارة باسقاط الوسائط قال: كنت قاعدا إلى جنب أبي جعفر عليه
السلام وهو محتب مستقبل القبلة: فقال لك أما أن النظر إلينا عبادة، فجاءه رجل من
بجيلة يقال له عاصم الحديث وقد مر في السابقة.
6774 - عامر بن أبي الأحوص " قر ".
6775 - عامر بن واثلة بالثاء المنقطة فوقها ثلاث نقطة كيساني " صه " وفي
" ق " معدود من خواصه، وفي " كش " كان ممن يقول بحياة محمد وله في ذلك شعر،
وخرج تحت راية المختار ويقول: لم يبق من الشيعة غيري، وعن أبي الفرج في الأغاني
ذكر أخبارا عجيبة فيه، وفي اختصاصه به، ولعله رجع عن مذهبه، فتأمل.
6776 - عباد بن جريج بالجيمين " قر " " جخ " عامي " د " قال الميرزا: والموجود
عبد الله بن جريح كما يأتي.
6777 - عبد الجبار وعبد الملك وعيسى بنو أعين الشيباني، اخوة زرارة بن
أعين وحمران " قر " وفي " د " هو عبد الجبار بن أعين أخو زرارة " ق " " جخ " وأخواه عبد
الملك وعبد الرحمن محمودون.
6778 - عبد الحميد بن أبي الديلم، وهو ابن عم معلى بن خنيس، قال
" غض ": انه ضعيف " صه " البناني الكوفي " ق " ثم ذكر وقال: روى عنهما عليهما السلام
وقال " غض " انه ضعيف، في " تعق " رواية تدل على تشيعه، فتأمل.
6779 - عبد الحميد بن عواض الطائي " قر " " ق " ثقة " صه " " ظم " قتله
الرشيد " جش " في مرازم، وهو في السابقة أيضا، بل جعله الشيخ من أصحاب الثلاثة
عليهم السلام والظاهر أنه في غير محله، عنه الحسين بن سعيد، وعلي بن النعمان، ومحمد
بن سماعة.
6780 - عبد الحميد الواسطي " قر " " ق " وفي " تعق " في كتاب الايمان من
27

الكافي حديث يدل على حسن حاله. وفي المنتهى إن كان هو الذي وقفت عليه في باب
فضل الايمان على الاسلام، فلا دلالة فيه على ذلك أصلا فلاحظ. أقول: ولابد من
النظر.
6781 - عبد الرحمن بن أعين مولى بني شيبان، كوفي يكنى أبا محمد بقي
بعد الصادق عليه السلام، أخو زرارة " قر " وعن علي بن يقطين قال: حدثني المشايخ
أن حمران وزرارة وعبد الملك وبكير وعبد الرحمن بن أعين كانوا مستقيمين، ومات
منهم أربعة في زمان الصادق عليه السلام (1) وكانوا من أصحاب الباقر عليه السلام.
6782 - عبد الرحمن بن زرعة، من أصحاب الباقر عليه السلام مجهول
" صه " " جخ ".
6783 - عبد الرحمن بن سليمان الأنصاري " قر ".
6784 - عبد الرحيم بن روح القصير، كوفي روى عنهما، وبقي بعد أبي عبد
الله عليه السلام " ق " ويأتي عن " قر " عبد الرحيم القصير، وقد مر في السابقة.
6785 - عبد الرحيم القصير " قر " كأنه ابن روح كما تقدم عن " ق " وربما
يأتي في طرق الأحاديث عبد الرحيم بن عتيك القصير، وربما احتمله أيضا، وفيه تأمل.
6786 - عبد السلام بن كثير الكوفي روى عنهما وبقي بعد الصادق عليه
السلام " ق ".
6787 - عبد الغفار بن القاسم بن قيس بن فهد الأنصاري " ق "
" جش " " صه " أبو مريم " ين " " قر " " ق " الكوفي، وأخوه عبد المؤمن أيضا في الأخير،
وعبد الوحد في الأول روى عنهما، ثقة له كتاب، عنه الحسن بن محبوب، ومحمد بن
موسى خورا.
6788 - عبد الكريم بن عتبة القرشي اللهبي " ق " وفي " ظم " ابن عتبة
الهاشمي ثقة، وفي " صه " من أصحاب أبي الحسن الكاظم عليه السلام ثقة، وفي

(1) ولكن بقي زرارة إلى عهد أبي الحسن عليه السلام " منه ".
28

" مشكا " ابن عتبة الهاشمي الثقة، عنه أبو بصير المرادي، وزرارة، وهو عن الصادق
عليه السلام أقول: ويظهر من هذا ما في " صه " من البعد.
6789 - عبد الكريم بن مهران " قر ".
6790 - عبد الكريم بن هلال القرشي، له كتاب، عنه محمد بن موسى خورا
" ست ".
6791 - عبد الله بن أبي يعفور ثقة جليل في الأصحاب كريم، كان قاريا يقرأ
في مسجد الكوفة، من حواري الباقر والصادق عليهما السلام، مات في حياة الثاني،
وفيه روايات كثيرة في مدحه، بل بعضها يدل على عظم منزلته عند الصادق عليه
السلام.
6792 - عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري المدني،
أسند عنه " ق " وفي " ين " توفي بالمدينة سنة عشرين ومائة، وهو في السابقة والتالية
أيضا.
6793 - عبد الله بن بكير الهجري " قر ".
6794 - عبد الله بن جارود كوفي " قر ".
6795 - عبد الله بن جريح، من أصحاب الباقر عليه السلام عامي " صه "
" جخ " وفي " د " ابن جريج بالضمتين وبالجيمين وقد تقدم، وفي " تعق " لعله عبد الملك
واشتبه. أقول: احتماله غريب في الغاية.
6796 - عبد الله بن خفقة، روى عن أبان بن تغلب، وروى عنه يونس بن
يعقوب.
6797 - عبد الله بن زرعة " قر " " جخ " مجهول " د " تقدم عن " قر " و " صة "
عبد الرحمن، ويحتمل الاخوة بينهما، الا أن كليهما مجهولان.
6798 - عبد الله بن سعد بن مالك الأشعري، وهو جد أحمد بن محمد بن
عيسى، ويظهر من ترجمة ابنه عيسى وعمران ما يوجب الاتكال والاعتماد عليه، بل
تدل على الجلالة والوثاقة، فلاحظ الترجمتين في ابنيه.
29

6799 - عبد الله بن شبرمة الضبي الكوفي أبو شبرمة، وكان قاضيا لأبي
جعفر المنصور على سواد الكوفة، وكان شاعرا، مات سنة أربع وأربعين ومائة، ذكره
" صه " في القسم الثاني والشيخ في " ين " وهو أنسب بغيره.
6800 - عبد الله بن شريك العامري " قر " روى عنهما " ق " روى عن " ين "
و " قر " عليهما السلام وكان عندهما وجيها مقدما " صه " " جش " وروى حديثين في
طريقهما ضعف يقتضيان مدحه، وروي أيضا أنه من حواري الباقر والصادق عليهما
السلام وروى " عق " ثناءا عظيما فيه.
6801 - عبد الله بن عجلان " قر " " ق " وفي " صه " أوردنا في كتابنا الكبير
روايات عن " كش " تقتضي مدحه، كذا عن " عق " ولم نر ما ينافيها، وفي " تعق " روى
هذه الرواية في الروضة في قيس بن عبد الله بن عجلان بأدنى تفاوت في السند.
6802 - عبد الله بن عطاء بن أبي رياح " ين " قال نصر: ولد عطاء بن أبي
رياح تلميذ ابن عباس، عبد الملك وعبد الله وعريفا نجباء من أصحاب الباقر
والصادق عليهما السلام " كش " عنه " صه " الا أن فيها عريفا، الا أن ابن الصباح
ضعيف، فلا يثبت عبد الله بقوله.
6803 - عبد الله بن عطاء كوفي قليل الحديث " جش " له كتاب، عنه محمد
بن موسى خورا " ست " " جش " والظاهر أنه في السابقة أيضا.
6804 - عبد الله بن عطاء المكي " قر " " ق ".
6805 - عبد الله بن عمرو مجهول " قر " " د " عن خط الشيخ رحمه الله، وفي
" صه " ابن عمر
6806 - عبد الله بن محرز أخو عقبة بن محرز الجعفي الكوفي مولى، روى
عن الباقر والصادق عليهما السلام " جش " في أخيه عقبة.
6807 - عبد الله بن محمد أبو بكر الحضرمي الكوفي، سمع من أبي الطفيل،
تابعي روى عنهما " ق " روى " كش " له مناظرة جيدة مع زيد، وروى عنه حديثين أن
الصادق عليه السلام قال: إن النار لا تمس من مات وهو يقول بهذا الامر.
30

6808 - عبد الله بن المختار " قر ".
6809 - عبد المؤمن بن القاسم بن قيس بن فهد الكوفي أبو عبد الله
الأنصاري " ق " " جش " " ق " مع زيادة أسند عنه، أخو أبي مريم الأنصاري " قر " ثقة
هو وأخوه روى عنهما عليهما السلام، توفي سنة سبع وأربعين ومائة.
6810 - عبد الملك بن أعين الشيباني الكوفي، تابعي " ق " أخو زرارة والد
ضريس " قر " مات في حياة الصادق عليه السلام قال عليه السلام له: كيف سميت
ابنك ضريسا؟ فقال: كيف سماك أبوك جعفرا؟ قال: إن جعفرا نهر في الجنة وضريس
اسم شيطان، وزار الصادق عليه السلام قبره بالمدينة.
6811 - عبد الملك بن عتبة الهاشمي اللهبي المكي، صليب روى عن الباقر
والصادق عليهما السلام، ليس له كتاب، والمنسوب إليه انما هو لعبد الملك بن عتبة
النخعي، عنه الحسن بن سماعة " ست " وهو في السابقة.
6812 - عبد الملك بن عطاء، من أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام
وقال ابن الصباح: انه نجيب، وبمجرده لا يثبت عدالته خصوصا مع ضعف القائل،
نعم ذكر ذلك " طس " من دون إشارة إلى ذلك دلالة على الاعتماد، ولذا جعله في
الوجيزة " ح " وفيه نظر.
6813 - عبد الملك بن عمرو الأحول، روى عنهما " ق " وقد نقل العلامة
وولده في المختلف والشرح والشهيد في الدروس الحكم بصحة روايته، وفي " تعق " فقد
ذكر بعض الامارات على وثاقته، وفي " مشكا " ابن عمرو الأحول الكوفي كما في مشيخة
الفقيه، عنه جميل بن صالح، والحكم بن إسماعيل.
6814 - عبد الواحد بن القاسم " ين " أخو أبي مريم عبد الغفار، وقد تقدم.
6815 - عبيد بن كثير بن محمد، وقيل بالعكس في الأب والجد، أبو سعيد
العمري الكلابي، وفي " جش " وعبد الله بن شريك هو جد جد عبيد روى عن " ين "
و " قر " عليهما السلام، وكان يكنى أبا الحجل، وكان عندهما وجها مقدما، وعبيد كوفي
طعن أصحابنا عليه، وذكروا أنه يضع الحديث، وفي " مشكا " ابن كثير العامري عنه
31

عبد الصمد بن علي، وهو عن " ين " و " قر " أقول: وكأن ذلك اشتباه ظاهر، للزوم اتحاد
طبقته مع جد جده، فلا يناسب ذكره هنا كما لا يخفى.
6816 - عبيد بن محمد بن عمر بن أمير المؤمنين عليه السلام " قر " مدني
" ق ".
6817 - عبيد الله بن الوليد الوصافي الكوفي " ق " الوضافي بالضاد المعجمة
يكنى أبا سعيد، ثقة روى عن الباقر والصادق عليهما السلام ذكره أصحاب كتب
الرجال " صه " عنه جماعة منهم ابن مسكان، ووصاف رجل من العرب.
6818 - عبيدة الخثعمي " قر ".
6819 - عبيدة السكسكي " قر " وعن نسخة عبيد الله.
6820 - عثمان بن زياد الأحمسي الكوفي، روى عنهما " ق ".
6821 - عطية أخو عوام " قر ".
6822 - عطية بن ذكوان من أصحاب الباقر عليه السلام مجهول " صه "
" جخ ".
6823 - عطية بن ضرار " قي " " قر ".
6824 - عطية العوفي " قر ".
6825 - عقبة بن بشير " ين " الأسدي " قر " " ق " بزيادة كوفي.
6826 - عقبة بن شيبة، يكنى أبا شيبة الأسدي " قر ".
6827 - عقبة بن قيس من أصحاب الباقر عليه السلام مجهول " صه " " د "
" جخ ".
6828 - عكرمة أبو إسحاق " قر ".
6829 - عكرمة مولى ابن عباس، ليس على طريقتنا ولا من أصحابنا " صه "
وكش " عن زرارة باسقاط الوسائط قال قال أبو جعفر عليه السلام: لو أدركت عكرمة
عند الموت لنفعته، وهذا لا يوجب مدحا كما توهم بل يفيد ضده، وسيجئ في أصحاب
" ي " فهو في الطبقات الآتية أيضا، فلاحظ.
32

6830 - العلاء بن الحسين " قر ".
6831 - علباء بن دراع الأسدي " قر " روى " كش " عن أبي بصير باسقاط
الوسائط، فقال " دخلت على الصادق عليه السلام فقال لي: حضرت علباء عند موته؟
قلت: نعم وأخبرني أنك ضمنت له الجنة، وسألني أن أذكرك ذلك، قال: صدق، قال:
فبكيت، ثم قلت الحديث.
6832 - علي بن حزور بالحاء المهملة والزاي المفتوحتين والواو المشددة
والراء أخيرا قال معد: سألت عل عنه، قال: كان يقول بمحمد بن الحنفية، الا أنه
كان من رواة الناس " صه " وفي " قب " وهو علي بن أبي فاطمة، متروك شديد التشنيع،
مات بعد الثلاثين والمائة.
6833 - علي بن حسان الهاشمي مولى لهم " ست " ابن حسان بن كثير مولى
أبي جعفر الباقر عليه السلام أبو الحسن، يروي عن عمه عبد الرحمن، غال
ضعيف، رأيت له كتابا سماه تفسير الباطن لا يتعلق من الاسلام بسبب، ولا يروي الا
عن عمه " صمه ".
6834 - علي بن حنظلة العجلي الكوفي " قر " " ق " يكنى أبا صخر أخو عمر
" قر " وعن الفاضل التستري كأنه عمر بن حنظلة وان ذكرهما في " جخ " مختلفين،
ولا وجه لهذا الاحتمال، إذ ليس في الاخبار ما ينبه عليه وهي عن علي كثيرة، ولا بأس
بالعمل به بوجوه من الامارات.
6835 - علي بن عبد العزيز فضيل الأعور عنه بكتابه " جش " ولا يخفى أن
فضيل الأعور من رجال الباقر عليه السلام فالظاهر أن يكون على هذا أيضا ممن
روى عن الباقر عليه السلام لا أقل، والله أعلم.
6836 - علي بن عبد الله الجرمي الكوفي، روى عنهما " ق ".
6837 - علية بنت علي بن الحسين عليهما السلام، له كتاب عنها زرارة
" جش ".
6838 - عمرو بن أبي بنان " قر " وعن نسخة ابن بنان، ونقل عن أصل
33

الشيخ عمر بغير واو.
6839 - عمرو بن ثابت، الظاهر أنه ابن أبي المقدام الآتي في التالية، هكذا
استظهره الميرزا، والاتحاد غير معلوم.
6840 - عمرو بن خالد " قر ".
6841 - عمرو بن خالد أبو خالد الواسطي، روى عن زيد بن علي، له
كتاب كبير " صه " " جش " عنه نصر بن مزاحم المقري في الثاني، بتري في الأول مع
" قر " من رجال العامة، الا أن له ميلا ومحبة شديدة " كش " الا أن في " قر " بدون الواو
ومعها أصح، فإنه قد نقل عن نسخة عتيقة.
6842 - عمرو بن رشيد كوفي " قر ".
6843 - عمرو بن عبد الله الثقفي " قر ".
6844 - عمرو بن معمر بن أبي وشيكة " قر ".
6845 - عمرو النبطي، روى " كش " من كتاب يحيى بن عبد الحميد أنه ممن
يضع الحديث على جعفر بن محمد عليهما السلام " صه " وفي " تعق " يأتي في المفضل بن
عمر أن نسبة الوضع من شريك لا من يحيى، وشريك عامي لا اعتداد بجرحه. أقول:
فحينئذ يخرج من الضعف إلى الجهالة، وقد أشار إليه في المنتهى.
6846 - عمرو بن هلال، وقيل: بدون الواو، ولكن الأول هو المأثور عن خط
شيخنا أبي جعفر رحمه الله " قر " " جخ " لا بعبارتهما مجهول " د " الا أن الموجود في " صه "
هو الثاني ويأتي.
6847 - عمر بن خالد الواسطي بتري، تقدم عمرو أبو خالد الواسطي.
6848 - عمر بن رباح بتري " صه " ابن رباح الأهوازي القلا " ق " " م "
" جخ " واقفي " كش " كان مستقيما ثم رجع وصار بتريا، وكان عذره ثم رجع وصار بتريا،
وكان عذره أنه سأل أبا جعفر عليه السلام عن مسألة في عام فأجابه بجوابين مختلفين،
فأخبر بذلك محمد بن قيس الخبر.
6849 - عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام،
34

مدني تابعي، روى عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، مات وله خمس وستون سنة،
وقيل: ابن سبعين سنه " ق " كان فاضلا جليلا، ولي صدقات الرسول صلى الله عليه
وآله وعلي عليه السلام ورعا متجنبا، قاله المفيد. وينتهي نسب السيدين من قبل أمهما
إليه.
6850 - عمر بن قيس الماصر بتري " قر " " صه " " د " ويقال عمرو فيهما.
6851 - عمر بن يحيى من أصحاب الباقر عليه السلام مجهول " صه "
" جخ ".
6852 - عمران بن أبي خالد الفزاري " قر ".
6853 - عمران بن ميثم بن يحيى الأسدي، مولى ثقة، روى عن الصادق
والباقر عليهما السلام " صه " " جش " وزاد إسماعيل بن أبي خالد محمد بن مهاجر بن
عبيد عن أبيه عنه، وفي " مشكا " ابن ميثم، محمد بن مهاجر بن عبيد عن أبيه عنه.
6854 - عنبسة بن مصعب " قر " العجلي الكوفي " ق " وفي " صه " عن " كش "
ناووسي واقفي على الصادق عليه السلام وانما سميت الناووسية برئيس لهم يقال له:
فلان بن فلان الناووس. وفي " مشكا " ابن مصعب عنه منصور بن يونس، ومنصور بن
حازم، وعبد الله بن بكير كما في الفقيه، واطلاق الواقفي على مثله مقيد، كما لا يخفى على الفطن.
6855 - عيسى الطحان " قر ".
6856 - فائد الجمال الكوفي، روى عنهما " ق ".
6857 - الفضل بن زبير الرسان " قر " في نسخة و " د " وفي غيرهما فضيل كما
يأتي، والرسان نوع من الحبل.
6858 - الفضيل بن الزبير الأسدي مولاهم كوفي الرسان " ق " أخو عبد
الله بن الزبير في ابن الزبير الرسان " قر " وفي نسخة مكبرا كما مر، وهو في السابقة
وقد مضى.
6859 - فضيل بن سعدان " قر ".
35

6860 - الفضيل بن شريح " قر ".
6861 - الفضيل بن غياث من أصحاب الباقر عليه السلام مجهول " صه "
" جخ ".
6862 - الفضيل بن ميسرة " قر " الكوفي " ق ".
6863 - الفضيل بن يسار النهدي مولى، وأصله كوفي نزل البصرة " ق " مات
في حياته، وثقه " جش " و " صه " وقالا: صميم ثقة روى عنهما عليهما السلام، وقال
" كش " أنه ممن أجمعت العصابة على تصديقه والاقرار بالفقه له، وفي " مشكا " ابن
يسار الثقة الجليل عنه جماعة.
6864 - فطر بن خليفة أبو بكر المخزومي، تابعي روى عنهما " ق " وعن
" قب " صدوق ورمي بالتشيع من الخامسة. وفي " هب " شيعي جيد وثقه أحمد وابن معين.
6865 - الفيض بن المختار الجعفي " جش " مولاهم كوفي في الأول، روى
عن الباقر والصادق والكاظم عليهم السلام ثقة عين " صه " وفي الثاني وزاد له كتاب
يرويه ابنه، وفي " ست " إبراهيم بن سليمان عنه، وهو أول من سمع النص من الصادق
عليه السلام على الكاظم عليه السلام.
6866 - القاسم بن عبد الملك " قر ".
6867 - القاسم بن محمد " قر " ابن محمد بن أبي بكر " ين " ابنته أم الصادق
عليه السلام وفي " تعق " مضى ما فيه في سعد بن المسيب فلاحظ. أقول: وهو جد مولانا
الامام أبي عبد الله جعفر عليه السلام لامه وابن خالة السيد الساجد عليه السلام
وأمه وأم القاسم بنتا يزدجرد.
6868 - قدامة بن سعيد بن أبي زائدة " قر ".
6869 - قعنب بن أعين أخو حمران، قال " كش " باسقاط الوسائط ان ابن
علي بن يقطين قال: انهما ليسا من هذا الامر في شئ. والمرجع هو مالك وقعنب ابنا
أعين. وقال " عق " باسقاطهما انه كان مخالفا. ومن رسالة أبي غالب قال عل: كان مليك
وقعنب يذهبان مذهب العامة مخالفين لأخوتهما.
36

6870 - قيس بن الربيع بتري " قر " " صه " " كش " وكان له محبة في الثاني،
وفي " ق " ابن الربيع الأسدي أبو محمد الكوفي.
6871 - قيس بن رمانة الأشعري " قر " وكأنه ابن أبي مسلم، وفي " كش "
باسقاط الوسائط عنه قال: أتيت أبا جعفر عليه السلام فشكوت إليه الدين وخفة
المال، قال فقال: أنت قنبر النبي صلى الله عليه وآله فاسأل إليه وعد إلى أن قال:
فذهبت ففعلت الذي أمر لي الحديث.
6872 - قيس بن عبد الله بن عجلان، روى في " تعق " في الصحيح عن
الباقر عليه السلام قال: رأيت كأني على رأس جبل والناس يصعدون إليه من كل
جانب حتى إذا كثروا عليه تطاول بهم في السماء، وجعل الناس يتساقطون عنه،
لم يبق منهم الا عصابة يسيرة، أما أن قيس بن عبد الله بن عجلان في تلك العصابة.
6873 - كامل الرصافي، من أصحاب الباقر عليه السلام مجهول " صه " " د "
" جخ " الا أن فيه وفي " قي " الوصافي.
6874 - كامل صاحب السابري كوفي " قر " " ق ".
6875 - كثير بن طارق أبو طارق القنبري، من ولد قنبر مولى علي بن أبي
طالب عليه السلام روى عن زيد وغيره " جش " عنه " صه " وهذا لا يوجب جرحا ولا
تعديلا في الثاني، له كتاب، عنه محمد بن زكريا المالكي في الأول.
6876 - كثير بن كلثوم أبو الحارث، وقيل: أبو الفضل، كوفي روى عن
الصادق والباقر عليهما السلام ثقة " صه " ومثله " جش " وفي " ق " ابن كلثمة. وفي
" مشكا " ابن كلثم الثقة عن الباقر والصادق عليهما السلام.
6877 - كليب بن معاوية الأسدي " قر " وهو أبو محمد الصيداوي، روى
عن الباقر والصادق عليهما السلام، والصيدا بطن من بني أسد، وقد ترحم عليه أبو عبد
الله عليه السلام في حديث مادح له، ومحمد ابنه يروي عن الصادق عليه السلام.
6878 - الكميت بن زيد الأسدي " قر " أبو المستهل مشكور، قال أبو جعفر
37

عليه السلام للكميت: لا تزال مؤيدا بروح القدس ما دمت تقول فينا، وأيضا قال له
مثله معنى، إلا أن فيه بدل ما دمت " ما ذبيت عنا " إلى غير ذلك.
6879 - ليث بن أبي سليم، من أصحاب الباقر عليه السلام مجهول " صه "
" جخ ".
6880 - ليث المرادي " ظم " ابن البختري المرادي أبو بصير " قر " " ق " وزاد
الأول كوفي والثاني أبو يحيى، أسند عنه أبو محمد. وقيل: أبو بصير الأصغر روى عن
الباقر والصادق عليهما السلام " جش " وفي " ست " عن الصادق والكاظم عليهما
السلام، وهو من أوتاد الدين والمخبتين والقوامون والقوالون كما في الروايات.
6881 - مالك بن أعين أخو زرارة، وفي " د " نقل عن " غض " أنه كان مخالفا
وعن رسالة أبي غالب تعنب ومالك ومليك غير معروفين، وفي " صه " عن " عق " انه
كان مخالفا، وعن عل أنه كان مليك وقعنب يذهبان مذهب العامة مخالفين لاخوتهما.
6882 - مالك بن أعين الجهني " قر " مات في حياة الصادق عليه السلام " ق "
وليس هو من اخوة زرارة كما نقله حمدويه عن علي بن محمد بن فيروزان، وقد نقل
حديثا عن الباقر عليه السلام في نفي القدرة على توصيف المؤمن.
6883 - المتوكل بن عمير بن المتوكل، روى عن يحيى بن زيد دعاء
الصحيفة، وفي " تعق " المعروف في سندها المتوكل بن هارون، ولعل أحدهما نسبة إلى
الجد، ويظهر منه حسن حاله، وروايته عن الصادق عليه السلام وجوها من العلم
مضافا إلى الصحيفة، فالاقتصار على ذكر روايته عن يحيى إياها فيه ما فيه.
6884 - محمد بن إبراهيم الحضيني الأهوازي، روى " كش " عنه باسقاط
الوسائط قال قلت لأبي جعفر عليه السلام: ان أخي مات، فقال: رحم الله أخاك فإنه
من خصيص شيعتي، قال ابن مسعود عن حمدان: أحمد من الخصيص، قال: خاصة
الخاصة. وهنا كلام لا مجال له.
6885 - محمد بن إبراهيم الخياط الكوفي روى عنهما " ق ".
6886 - محمد بن أبي سارة " قر " الكوفي " ق " ويحتمل كونه محمد بن الحسن
38

بن أبي سارة كما يأتي.
6887 - محمد بن أبي منصور " قر ".
6888 - محمد بن إسحاق، من رجال العامة " صه " الا أن له ميلا ومحبة
شديدة " كش " وكأنه الآتي آنفا.
6889 - محمد بن إسحاق المدني صاحب السير من أصحاب الباقر عليه
السلام عامي " صه " " جخ " استظهر الميرزا أنه هو المتقدم الذي من رجال العامة، وقد
قيل: إنه ابن إسحاق بن يسار المتقدم في السابقة، وكانه محمد بن أكتم الهاشمي أيضا.
6890 - محمد بن إسماعيل بن جعفر علوي " قر " وزاد " ق " ابن محمد بن
علي بن الحسين عليهما السلام والصواب أنه من رجال " ج " أو " ضا " عليهما السلام
وذكره في رجالهما عليهما السلام بعيد، فتأمل.
6891 - محمد بن الحسن بن أبي سارة الأنصاري القرطي الكوفي أبو جعفر
الرواسي، أسند عنه " ق " أصله كوفي سكن هو وأبوه قبله النيل رويا عن الباقر
والصادق عليهما السلام وابن عمه معاذ بن مسلم، وهم أهل بيت فضل وأدب،
والكسائي والفراء يحكيان عنه في كتبهما كثيرا.
6892 - محمد بن حميد " قر ".
6893 - محمد بن رستم، يروي عن الأصبغ بن نباته " قر ".
6894 - محمد بن زيد، من أصحاب الباقر عليه السلام بتري " صه " " جخ "
الا من أصحابه.
6895 - محمد بن السائب بن بشر أبو النضر الكلبي الكوفي " ق " ابن
السائب الكلبي " ق ".
6896 - محمد بن السائب الكلبي " قر " استظهر الميرزا أنه ابن بشر المتقدم،
والصواب العدم إذ ذكرهما معا في موضعين يقتضي المباينة، والله أعلم.
6897 - محمد بن شريح الحضرمي يكنى أبا بكر " قر " وقد جزم باتحاده مع
ما ذكر في السابقة بعنوان ابن شريح الحضرمي المكنى بأبي عبد الله.
39

6898 - محمد الطيار مولى فزارة " قر " قال الطيار قلت للصادق عليه السلام:
بلغني أنك كرهت مناظرة الناس وكرهت الخصومة، فقال: أما كلام مثلك للناس فلا
نكرهه من إذا طار أحسن أن يقع، وان وقع أحسن أن يطير، فمن كان هذا فلا يكره
كلامه.
6899 - محمد بن عجلان " قر ".
6900 - محمد بن عجلان المدني " قر " " ق " وزاد القرشي.
6901 - محمد بن علي الحلبي " قر " تقدم في السابقة ابن علي بن أبي شعبة
وكونه ثقة.
6902 - محمد بن قيس أبو أحمد الأسدي، ضعيف روى عن أبي جعفر عليه
السلام " صه " جش " عنه يحيى بن زكريا الحنفي في الثاني، وفي " مشكا " ابن قيس
أبو أحمد الأسدي، يحيى بن زكريا عنه.
6903 - محمد بن قيس الأنصاري " ين " " قر ".
6904 - محمد بن مسلم بن رباح الثقفي أبو جعفر الطحان الأعور، أسند
عنه قصير وحداج، روى عنهما وأروى الناس، عنه العلاء بن رزين، مات سنة خمسين
ومائة، كان من أوثق الناس، وهو من الستة الأولى من أهل اجماع " كش ".
6905 - محمد بن مسلم الزهري المدني تابعي، ولد سنة اثنتين وخمسين، ومات
سنة أربع وعشرين ومائة، اثنتان وسبعون سنة، وفي " تعق " كأنه ابن شهاب المتقدم،
وذكرنا هناك إلى كونه من الشيعة، وفيه تأمل.
6906 - مرو بن رباح، قال " كش " أنه قال أولا بامامة الباقر عليه السلام،
ثم رجع عن هذا القول وخالف أصحابه مع عدة يسيرة بايعوه على ضلالة، وحكاية
الرجوع وسببه معروفة لا مجال لذكره، ومال إلى شبيه قول البترية.
6907 - المستهل بن عطاء الكوفي " قر " " ق " روى عنهما في الثاني.
6908 - مسكين ثقة " قر " " د " وفي " تعق " كذا نقله في النقد عن " قر " أيضا،
وفي الوجيزة والذي يروي عن الباقر عليه السلام ثقة. وقال في المنتهى بعد ما مر قلت:
40

ممن روى عنه مسعود بن عبد الله وهو " م " انتهى أقول: ولا منافاة في كونه متعددا.
6909 - مسكين بن عبد الله " قر " أقول: وهو " م " وقد أشار إليه في المنتهى
في ترجمة مسكين الثقة، وتوهم اتحاده مع السابق وليس كذلك.
6910 - معروف بن خربوذ القرشي، قال " كش " انه ممن اجتمعت العصابة
علي تصديقهم من أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام وانقادوا لهم بالفقه، فقالوا: إنهم
أفقه الأولين وكان يطول السجود، وقال له: لان يمتلى جوف الرجل قيحا خير
له من أن يمتلئ شعرا (1).
6911 - معمر بن رشيد كوفي " قر ".
6912 - معمر بن يحيى بن بسام زجاجي " قر " وفي المنتهى في " ضح " معمر
بفتح الميم واسكان العين وتخفيف الميم الثانية ابن يحيى بن سام العجلي ثقة انتهى.
وفي الحاوي نقله عنه ابن بسام، ويأتي في ابن يحيى بن مسافر ذكره انتهى. أقول:
والظاهر اتحاده مع السابق عن " ق " والتالي بعيده بعنوان ابن مسافر.
6913 - معمر بن يحيى بن مسافر العجلي الكوفي، صميم ثقة، متقدم يروي
عنهما عليهما السلام " صه " " جش " الا أن مسلم بدل الجد والكوفي باللام، وزاد له كتاب
يرويه ثعلبة بن ميمون، وفي " د " ذكره بسام بدل مسافر كما في " قر " والظاهر هو ابن
سام بملاحظة الروايات والتأييدات الاخر لا ابن بسام ومسافر ومسلم، الا أن يجعلا
من الأجداد.
6914 - المغيرة بن سعيد، كان يكذب على أبي جعفر عليه السلام وقد
تظافرت الاخبار بكونه كذابا، وفي بعضها كان يدس أحاديث في كتب أصحابه، وقال

(1) وذلك حين ينشد الشعر لمحمد بن مروان وهو ينشده، فقال معروف: أنما يعنى بذلك الذي يقول الشعر،
فقال: ويحك أو ويلك قد قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وهذا يشعر على خساسته، الا أن
الطريق ضعيف، فان جعفر بن معروف: إما الذي قال فيه " غض " أنه مرتفع القول والمذهب أو غيره مع توثيق
له، ومحمد بن مروان مجهول، وابن بكير فطحي، والاجماع عن " كش " حجة واضحة.
وفي " كش " روايات أخر في المدح أيضا، فلا مجال للتأمل والتردد فيه " منه ".
41

أبو جعفر عليه السلام: انه يكذب علينا. وقال الرضا عليه السلام: يكذب عليه فأذاقه
الله حر الحديد. وقال الصادق عليه السلام: لا يدخل أبو الخطاب والمغيرة الجنة الا
بعد ركضات في النار.
6915 - المفضل بن أبي قرة " قر " ويحتمل كونه الفضل.
6916 - المفضل بن زيد " قر ".
6917 - المفضل بن قيس بن رمانة مولى الأشعريين، وعن ابن أبي عمير
أنه قال: وكان خيرا، والظاهر كونه من أصحاب الصادق عليه السلام وله منزلة عنده،
على ما يستفاد من بعض الأحاديث، فلا بأس به.
6918 - المفضل بن مزيد أخو شعيب الكاتب، وكان خليفته على الديوان،
الا أنه قال له أبو عبد الله عليه السلام في ذيل بعض الأحاديث: ان الحسنات يذهبن
السيئات، والله أعلم.
6919 - مقاتل بن سليمان، من أصحاب الباقر عليه السلام بتري، قال
الشيخ الطوسي و " كش " وقال " قي " انه عامي " صه " وفي " كش " محمد بن سليمان
البجلي وقيل: البخلي بتري، وفي " قر " ابن سليمان، وفي " تعق " روى عنه الحسن بن
محبوب.
6920 - مقرن السراج " قر ".
6921 - منذر بن أبي طريفة، من أصحاب الباقر عليه السلام مجهول، وهو
عم أبي جعفر مؤمن الطاق، روى عن زين العابدين والباقر والصادق عليهم السلام.
6922 - منذر السراج، مجهول من أصحاب الباقر عليه السلام " صه "
" جخ ".
6923 - منصور بن المعمر، من أصحاب الباقر عليه السلام بتري " صه " " د "
" جخ " ابن المعتمر أبو غياث السلمي الكوفي تابعي " ق " وفي نسخة أبو قياس
السلمي بدل أبو غياث.
6924 - منصور بن الوليد الصيقل " قر " الكوفي يكنى أبا محمد روى عنهما
42

" ق " أقول: مضى عن " تعق " في السابقة بعنوان منصور الصيقل.
6925 - موسى بن أشيم " قر " " صه " وزاد بالشين المعجمة والياء المثناة من
تحت، وهذا الرجل من الغلاة، كما يستفاد من الآثار، ففي " كش " قال الصادق عليه
السلام ذكر ابن الأشيم، قال: يأتيني فيدخل علي هو وصاحبه وحفص بن ميمون
فأخبرهم بالحق، ثم يخرجون من عندي إلى أبي الخطاب فيخبرهم بخلاف قولي،
فيأخذون بقوله ويزرون قولي، وفي " تعق " نقل حديثا آخر، ثم استظهر رجوعه عن
الغلو، وهو غير ظاهر فلاحظ.
6926 - موسى التمار " قر ".
6927 - موسى الحناط " قر " روى عنهما، روى عنه علي بن المغيرة " ق ".
6928 - موسى بن زياد " قر " " ق ".
6929 - موسى بن عبد الله الأسدي " قر ".
6930 - موسى بن عبد الله الأشعري القمي روى عنهما " ق ".
6931 - ميثم التمار " ن " " سين " ابن يحيى التمار " ي " مشكور، وروى " عق "
عنه " كش " أن أبا جعفر عليه السلام كان يحبه حبا شديدا، وأنه كان مؤمنا شاكرا في
الرخاء صابرا في البلاء " صه " وهو أدرك " ي " عليه السلام.
6932 - ميسر بن عبد العزيز النخعي المدائني " قر " بياع الزطي، مات في
حياة الصادق عليه السلام " ق " وذكر " كش " روايات كثيرة تدل على مدحه وقال له
أبو جعفر عليه السلام: يا ميسر أما أنه قد حضر أجلك غير مرة ولا مرتين كل ذلك
يؤخر الله بصلتك قرابتك.
6933 - ميسر بن عبد الله النخعي روى عنهما وابناه محمد وعلي " ق ".
6934 - ميمون البان " ين " " قر " " ق " الكوفي، روى عنهم في الثالث، والبان
نوع من العطر يأخذ العطار من الشجر، وفي " تعق " يروي عنه صفوان بن يحيى
بواسطة محمد بن حكيم.
6935 - ميمون بن عبد الله، في " كش " وجدت بخط جبرئيل باسقاط
43

الوسائط عن ميمون بن عبد الله عن الباقر عليه السلام وذكر ما يدل على تشيعه.
6936 - ميمون القداح " ين " مولى بني مخزوم مكي " قر " مولى بني هاشم
روى عنهما " ق ".
6937 - ناجية بن أبي عمارة " قر " يكنى أبا حبيب الصيداوي، والصيدا بطن
من بني أسد، والظاهر أنه من أصحابنا، وفي " كش " ليس هو بمعروف ويقال له: نجية
القواس، وفي " تعق " هو أبو حبيب الأسدي ويأتي في الكنى ما يظهر منه حسنه.
أقول: والظاهر تعدد هذا مع نجية كما أشرنا في السابقة.
6938 - نجم بن أعين، " عق " عن أبيه، عن عمران بن أبان، عن عبد الله
بن بكير، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه يجاهد في الرجعة " صه " أي يرجع بعد موته
فيجاهد في ركاب القائم عليه السلام مع أعدائه، ونحوه " د ".
6939 - نجم بن حطيم، وقيل: خطيم العبدي بالخاء المعجمة " قر " بدون
الخاء المعجمة.
6940 - نجم بن خطيم العجلي الكوفي أبو علي، مات في حياة أبي الحسن
موسى عليه السلام روى عن أبي جعفر الأول عليه السلام " ق " مع زياد مني في
البعض.
6941 - نجم الطائي " قر ".
6942 - نجم بن قبا المدني " ق ".
6943 - نجيح بن مسلم، روى عن يونس بن يعقوب " قر " ابن مسلم الكوفي
روى عنهما، روى عنه يونس بن يعقوب " ق " وفي عبارتي " قر " و " ق " تدافع، إذ الأول
يشعر بأنه الراوي عن يونس والثاني عكسه، فلا يخلو من تصحيف في أحدهما.
6944 - نصر بن مزاحم كوفي " قر " ابن مزاحم المنقري العطار أبو الفضل،
كوفي مستقيم الطريقة صالح الامر، غير أنه يروي عن الضعفاء كتبه حسان " صه "
" جش " عنه يحيى بن زكريا، وجعفر بن محمد بن سعيد، وأبو سمينة، ومحمد بن عيسى،
ويونس بن علي، وهو في السابقتين.
44

6945 - النضر بن قرواش الخزاعي " قر " الكوفي الجمال " ق ".
6946 - النضر بن الوراس الخزاعي كوفي، روى عنه العلاء بن رزين " ق "
وربما تصحف القرواش، فيتحد مع الأول، وفيه بعد.
6947 - النعمان الأحمسي " قر ".
6948 - نقيع بن الحرف أبو داود السبيعي الهمداني، قال " غض ": روى عن
أبي برزة نفيلة بن عبد الله الأسلمي، وروى عن الباقر عليه السلام وفي حديثه
مناكير. والذي أراه الوقف في حديثه، ويجوز أن يخرج شاهدا " صه " " د " ولا يخفى بعد
روايته عن نفيلة، إذ نفيلة من رجال أمير المؤمنين عليه السلام وهو من رجال الباقر
عليه السلام فيبعد الرواية عنه بلا واسطة الا أن يكون معمرا، والله أعلم.
6949 - ورد بن زيد الأسدي كوفي " ق " أخو الكميت بن زيد " قر " فيهما
غير ممدوح بوصف المدح.
6950 - وردان أبو خالد الكابلي الأصغر، روى عن الباقر والصادق عليهما
السلام، والكبير اسمه كنكر " قر " " ق " ويأتي الكبير في التالية، وهو جليل القدر
بخلاف الصغير، فإنه لم يوصف بما يوجب قبول قوله وشهادته، والله أعلم.
6951 - الوليد بن بشير مجهول " قر ".
6952 - الوليد بن عروة الهجري " قر " الشيباني " ق ".
6953 - الوليد بن القاسم " قر ".
6954 - وهب بن عبد ربه ابن أبي ميمون بن يسار الأسدي، مولى بني نضر
بن قعين، أخو شهاب وعبد الخالق، ثقة روى عنهما عليهما السلام خير فاضل من
الصلحاء، عنه ابن محبوب.
6955 - وهب بن منبه، عن " جش " والشيخ أن القميين استثنوه من رجال
نوادر الحكمة. وعن " هب " وهب بن منبه الصنعاني أخو همام. عن ابن عباس وابن
عمر، أخباري علامة قاض صدوق صاحب كتب، مات سنة أربعة عشر ومائة، وفي
" تعق " مضى الاستثناء في محمد بن أحمد بن يحيى.
45

6956 - هارون الجبلي، مجهول من أصحاب الباقر عليه السلام " د " " جخ ".
6957 - هاشم بن أبي هاشم، مجهول " قر " عنه " صه " الا ان " كش " روى
عن أبي جعفر عليه السلام أن هاشم بن أبي هاشم ملعون فضعفه واضح، واستظهر
الميرزا من الرواية أنه من رجال الجواد عليه السلام وكذا من " كش " والظاهر أنه غير
هذا، فإنه ادعى النبوة والربوبية لموسى عليه السلام.
6958 - هاشم الرماني، مجهول " قر " عنه " د ".
6959 - هشام الرماني " قر " " جخ " مجهول " د " تقدم أنه هاشم، والمغايرة
محتملة قويا.
6960 - هلقام " قر " لم أجد له غيره من الوصف والنسب، مردود القول
والشهادة فقاهة، كنظرائه على المذهب المختار.
6961 - هود أبو أيوب الأنصاري المدني، روى عنه أبان الأحمر وعبد الله
الكاهلي " ق " وقد تقدم في السابقة.
6962 - يحيى بن أبي سليمان أبو البلاد، مولى غطفان المقري " ق " وقيل:
ابن سليم، وكان ضريرا وراوية الشعر، وله يقول الفرزدق الشاعر:
يا لهف نفسي على عينيك من رجل
وروى عنهما عليهما السلام.
6963 - يحيى بن أبي العلاء الرازي " قر " " ست " وفيه عنه القاسم بن
إسماعيل، وفي " في " عنه جعفر بن بشير، وذكره في " ق " و " ظم " أولى من " قر " وقد مر
في السابقة في يحيى بن العلاء فلاحظ.
6964 - يحيى بن أبي القاسم أبو بصير مكفوف، واسم أبيه إسحاق وهو من
أصحاب اجماع " كش " على تصحيح ما يصح عنهم، وهو ومن يأتي والمذكور ان في
السابقة محل للبحث في الاتحاد والتغاير إلى الاجتهاد التام.
6965 - يحيى بن أبي القاسم الحذاء " قر " والظاهر هو الأول وإن كان يشعر
بالتغاير، ولعلك تظفر على ما ينفعك هنا فيما يأتي، وفي " مشكا " يروي عنه علي بن
46

حمزة وأبان والحسن بن علي بن أبي حمزة، وعاصم بن حمزة، والعقرقوفي.
6966 - يحيى بن السابق معروف " قر ".
6967 - يحيى بن سابق أبو المنذر " ق ".
6968 - يحيى بن سابق المدني " ق " ولعل الأول أحد الأخيرين أو هما كما
احتمله الميرزا.
6969 - يحيى بن سابور القائد " ق " في الكافي دخل على الصادق عليه
السلام ليودعه فقال عليه السلام: أما والله انكم لعلى الحق، وأن من خالفكم لعلى غير
الحق، والله لكم في الجنة، وأني لأرجو أن يقر الله بأعينكم إلى قريب.
6970 - يحيى بن سعيد بن أبان القرشي الكوفي نزل بغداد " ق ".
6971 - يحيى بن سعيد بن فروخ القطان أبو سعيد البصري " ق " " جخ "
من أئمة الحديث " د ".
6972 - يحيى بن سعيد بن فيض الأنصاري المدني، تابعي أسند عنه، يكنى
أبا سعيد، توفي بالهاشمية سنة ثلاث وأربعين ومائة، وكان قاضيا بها لأبي جعفر يعني
المنصور " صه " الا التفسير وفي " ق " و " د " ابن قيس.
6973 - يحيى بن سعيد القطان أبو زكريا عامي ثقة " صه " " جش " " د " روى
عن الصادق عليه السلام نسخة، عنه محمد بن بشار " جش ".
6974 - يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري المدني تابعي، أسند عنه، يكنى
أبا سعيد أحد بني مالك بن النجار، توفي بالهاشمية سنة ثلاث وأربعين ومائة، وكان
قاضيا بها لأبي جعفر، وهو ابن سعيد بن فيض.
6975 - يحيى بن سليم " قي " " ق " كأنه أبو البلاد.
6976 - يحيى بن سليم الطائفي، أسند عنه " ق ".
6977 - يحيى بن سليمان " ق " ولا يبعد كونه أبا البلاد، وتقدم أنه ابن أبي
سليمان، وهو كسوابقه في السابقة أيضا.
6978 - يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب
47

عليهما السلام المدني " ق " وفي العمدة أن ابن عبد الله هذا هو المحض، وانما سمي
به لان أباه الحسن بن الحسن عليه السلام وامه فاطمة بنت الحسين عليه السلام وكان
يشبه النبي صلى الله عليه وآله وكان يتولى صدقات " ين " بعد أبيه.
6979 - يزيد أبو خالد الكناسي " قر " " ق " وفي " ضح " عن محمد بن معد
الموسوي عن الدارقطني أنه بالباء الموحدة، وأنه شيخ من شيوخ الشيعة، روى عن
الباقر والصادق عليهما السلام والشيخ الطوسي ذكره في رجالهما في الياء المثناة.
6980 - يزيد البزاز يكنى أبا خالد، مولى حكم بن أبي الصلت الثقفي " ق "
ويأتي عن " قر " يزيد مولى الحكم.
6981 - يزيد بن زياد الكوفي " قر ".
6982 - يزيد بن عبد الملك الجعفي " قر ".
6983 - يزيد بن محمد النيسابوري " ق ".
6984 - يزيد مولى الحكم بن أبي الصلت الثقفي " قر " تقدم البزاز، ولكن
يمكن أن يقال: إن هذا غير ذلك.
6985 - يعقوب بن شعيب الأزرق بياع الطعام " قر ".
6986 - يعقوب بن قيس البجلي الدهني أبو خالد، والد يونس بن يعقوب
" ق " ابن يونس والد يونس بن يعقوب " قر ".
6987 - يعقوب بن يونس والد يونس بن يعقوب " قر " وفي " ق " ابن قيس
كما تقدم.
6988 - يوسف بن الحارث، من أصحاب الباقر عليه السلام يكنى أبا بصير
بتري " صه " " جخ " وقد استثني من نوادر الحكمة يوسف بن الحارث، والظاهر أنه غيره
وهو الكميداني، وهو أولى من حمل كلام " جخ " على الاشتباه كما ذكره في " تعق "
6989 - يونس بن أبي يعفور " قر " " ق " روى عنه يونس بن يعقوب، واسم أبي
يعفور قيس بن يعفور من بني أشيم كوفي " ق ".
6990 - يونس بن خال أبو المستهل " قر ".
48

6991 - يونس بن خباب " قر " " ق " " صه " " د " من أصحاب الباقر عليه
السلام مجهول " صه " " جخ " " د ".
6992 - يونس بن المغيرة " قر ".
6993 - أبو أحمد الأسدي، اسمه محمد بن قيس، قد مر في الأسماء.
6994 - أبو إسحاق الليثي، اسمه إبراهيم، يظهر من روايته كونه من خلص
أصحاب الباقر عليه السلام ومن خواص الشيعة.
6995 - أبو إسحاق اليماني، هو إبراهيم بن عمر الصنعاني يروي عنهما
عليهما السلام.
6996 - أبو إسماعيل الأسدي، هو محمد بن أبي زينب مقلاص، ويكنى
أيضا أبا الخطاب وأبا الظبيان، ملعون غال الا أنه له بعض الأحاديث حال استقامته،
وقد مر في السابقة في الأسماء ما ينبغي أن يلاحظ.
6997 - أبو بشر " قر " وفي " د " أبو بشير بن فاخته، ولعل اسمه ثوير. وعن
مقدمة ابن حجر: أبو بشر عن سعيد بن جبير وطبقته، اسمه جعفر بن أبي وحشية.
6998 - أبو بكر بالراء بعد الكاف الحضرمي، جرت له مناظرة حسنة مع
زيد " صه " في القسم الأول، وفي " طس " روى مناظرة جرت مع زيد حسنة في طريقها
محمد بن جمهور، وفي الوجيزة " ح " وهذا عبد الله بن محمد، وفي " د " ثقة، نقله المقدس
الأردبيلي عنه في الكنى.
6999 - أبو بكر الحضرمي محمد بن شريح الماضي في الأسماء. وأما المذكور
في السابقة في الأسماء، فيكنى بأبي عبد الله، وفي اتحاد تأمل، وان زعمه الشيخ في " ق ".
7000 - أبو بصير ليث بن البختري المرادي، روى عن الباقر والصادق
والكاظم عليهم السلام، وأبو بصير يحيى بن القاسم، أو ابن أبي القاسم كما تقدم
يروي عنهم عليهم السلام.
7001 - أبو بصير يوسف بن الحارث، روى عن الباقر عليه السلام.
7002 - أبو البلاد " قر " اسمه يحيى بن سليم أو ابن أبي سليمان كما تقدم.
49

7003 - أبو الجارود زياد بن المنذر، نسب إليه السرحوبية.
7004 - أبو جعفر الثقفي الطحان، محمد بن مسلم الطائفي.
7005 - أبو جعفر المدائني " قر ".
7006 - أبو الجهم بن أعين هو بكير.
7007 - أبو حازم " قر " وهو غير الأحمسي والنيسابوري لبعده عن طبقتهما.
7008 - أبو حبيب النباجي، له كتاب عنه ابن مسكان " جش " يحتمل أن
يكون هو الأسدي.
7009 - أبو الحجاج، روى عنه عثمان بن عيسى " قر " وهو في السابقة.
7010 - أبو حسام الأنماطي " قر ".
7011 - أبو حسان العجلي " قر ".
7012 - أبو حفص الرماني، له كتاب، عنه القاسم بن إسماعيل " ست " ثم
ذكره وقال: له كتاب القاسم بن إسماعيل عن عبيس بن هشام عنه اسمه عمر ثقة.
7013 - أبو خالد الفزاري " قر ".
7014 - أبو خالد الكابلي اثنان، والكبير في التالية، والصغير هنا اسمه
وردان ولقبه كنكر.
7015 - أبو خالد الواسطي عمرو أو عمر بدون الواو ابن خالد، له كتاب
ذكره ابن النديم في الفهرست، الا أن فيه أبو خالد بن عمرو بن خالد الواسطي.
ولا يخفى أن لفظة " ابن " سهو.
7016 - أبو داود السبيعي نقيع بن الحارث، ويونس بن أبي إسحاق " تعق "
وفيه أن الثاني غير مكنى بهذه الكنية، بل يكنى بأبي إسحاق السبيعي، كما مر في
السابقة فلاحظ.
7017 - أبو السفاتج بالسن المهملة والتاء المنقوطة بعد الفاء والألف، في
" تعق " روى عن الباقر عليه السلام حديث لوح فاطمة المتضمن لأسماء الأئمة
وكونهم حججا وأوصياء وهو مشهور، ويظهر من سائر أخباره تشيعه، ومر في إسحاق
50

بن عبد العزيز عن " صه " وغيرها الخلاف في اسمه انتهى.
7018 - أبو شبيه الفزاري " قر ".
7019 - أبو صامت " ق " " قر " الحلواني " قر ".
7020 - أبو الصحاري كوفي " قر ".
7021 - أبو الضبار، من أصحاب زيد رضي الله عنه " صه ".
7022 - أبو الطفيل عامي، عامر بن واثلة بالثاء المثلثة، وهو في التالية.
7023 - أبو عروة الأنصاري " قر ".
7024 - أبو العلاء الخفاف " قر " هو خالد بن طهمان أو ابن بكار. وقيل: أبو
العلاء الإسكاف هو سعد بن طريف، هكذا ذكره الميرزا. أقول: مر في ترجمتهما ما
ينبغي أن يلاحظ.
7025 - أبو علي الخراساني، في الكافي في كتاب الحجة بسنده عن بدر عن
أبيه قال: حدثني سلام أبو علي الخراساني، عن سلام بن سعيد المخزومي، فالظاهر أنه
سلام بن أبي عمرة الثقة " تعق ".
7026 - أبو علي صاحب الكلل، روى عن أبان بن تغلب، روى عنه أبو
أيوب به.
7027 - أبو عمارة " قر ".
7028 - أبو عمر البزاز " قر ".
7029 - أبو لبيد الهجري " قر ".
7030 - أبو المأمون " قر " وفي الكافي في باب حقوق المسلم على أخيه في
الموثق عن أبي المأمون الحارثي عن أبي عبد الله عليه السلام.
7031 - أبو المحجل العامري، عبد الله بن شريك، مجمع عنه المنتهى.
7032 - أبو غياث السلمي الكوفي منصور بن المعتمر " غين " في المنتهى.
7033 - أبو الفضل الصيرفي، سدير بن حكيم " غين " في المنتهى.
7034 - أبو القاسم النهدي، الفضيل بن يسار " تعق ".
51

7035 - أبو كريبة الأزدي في ترجمة محمد بن مسلم ما يظهر مدحه، وهو
" غين " في المنتهى.
7036 - أبو محمد " قر " يحتمل كونه الحسن بن عمارة بن أبي الضرب، فإنه
من رجالهما عليهما السلام وقد أشرنا في كنى السابقة.
7037 - أبو مرهف " قر ".
7038 - أبو المستهل، أسمه الكميت، ويأتي لحماد بن أبي العطارد، وكلاهما
من رجال الباقر والصادق عليهما السلام وتقدم في السابقة سلمة أبو المستهل وهو
مجهول، ويأتي ليونس بن خالد، كما مضى ذكرهما فيهما.
7039 - أبو مسكين السمان " قر ".
7040 - أبو مسور فضيل بن يسار " تعق " مجمع في المنتهى. أقول: الذي
وجدناه في ترجمته من عدة نسخ المنتهى الموجودة عندي هو سور بدون الميم عن ابن
نوح، ولعله أصلح فلاحظ فلعله قد وقع هنا سهو من المذكورين أو من بعضهم فتأمل.
7041 - أبو موسى " قر ".
7042 - أبو النعمان العجلي " قر ".
7043 - أبو النمير مولى الحارث بن المغيرة النصري، غير معلوم الحال
موجود في طرق الروايات.
7044 - أبو الورد " قر " وفي الكافي صحيحا عن سلمة بن محرز عن الصادق
عليه السلام أنه قال لرجل يقال له أبو الورد: يا أبا الورد أما أنتم فترجعون إلي عن
الحج مغفورا لكم، وأما غيركم فيحفظون في أهاليهم وأموالهم.
7045 - أبو الوليد الصيقل، الحسن بن زياد، مجمع عنه المنتهى.
7046 - أبو نصر بن يوسف بن الحارث بتري " كش " وتقدم يوسف بن
الحارث المكنى أبا بصير فليتدبر، وفي " تعق " يحتمل أن يكون ابن زائدة أو يكون أبو
نصير يوسف أو أبو بصير كما مضى أيضا.
7047 - أبو هارون، شيخ من أصحاب أبي جعفر عليه السلام " قر " " صه "
52

وفيه حديث مادح يدل على نبالته ومنزلته عندهما عليهما السلام وعن " طس " أبو
هارون شيخ من أصحاب أبي جعفر عليه السلام روي أنه كان منقطعا إلى أبي جعفر
عليه السلام.
7048 - أبو هراسة " قر " ويأتي ابن أبي هراسة ومنه يعرف اسمه.
7049 - أبو هريرة العجلي " غين " وفي " ب " في شعراء أهل البيت المجاهرين
أبو هريرة العجلي، قال أبو بصير قال أبو عبد الله عليه السلام: من ينشدنا شعر أبي
هريرة؟ قلت: جعلت فداك انه كان يشرب، فقال عليه السلام: رحمه الله وما ذنب الا
ويغفره الله لولا بغض علي انتهى. ومضى أبو هريرة البزاز فتأمل في المنتهى، والظاهر
أنه غيره.
7050 - أبو يوسف سالم بن أبي حفصة ويأتي لغيره في المنتهى. أقول: وهو
في التالية أيضا.
7051 - ابن أبي هراسة، له كتاب الايمان والكفر والتوبة " ست " اسمه أحمد
بن نصر بن سعيد المعروف بابن أبي هراسة، وإبراهيم بن رجاء الشيباني أبو إسحاق
المعروف بابن أبي هراسة.
7052 - أم الأسود بنت أعين عارفة قاله " عق " وهي التي أغمضت زرارة
" صه ".
7053 - حمادة بنت رجاء أخت أبي عبيدة، واسمه رجاء بن زياد " ق "
والظاهر أنه سهو، فان اسم أبي عبيدة كما مر في السابقة زياد بن عيسى أو ابن رجاء
أو ابن أبي رجاء، فتدبر.
7054 - خديجة بنت محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام " قر ".
7055 - غنيمة بنت الأزدي الكوفي " ق ".
7056 - مغيرة مولاة أبي عبد الله " د " " ق " وهي في السابقة.
7057 - علية بنت علي بن الحسين عليهما السلام.
53

الطبقة الثامنة والعشرون
7058 - إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم
بن عبد مناف المدني " ين ".
7059 - إبراهيم بن محمد بن علي بن أبي طالب عليه السلام ابن الحنفية
المدني " ين ".
7060 - إبراهيم بن يزيد النخعي " ي " " ين " الكوفي يكنى أبا عمران، مات
سنة ست وتسعين مولى وكان أعور في الثاني.
7061 - أحمد بن حمدوية " ين " وهو في هذه الطبقة على الظاهر.
7062 - إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة المدني " ين " " قر ".
7063 - إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد
المطلب المدني " ين ".
7064 - إسحاق بن يسار المدني، مولى قيس بن مخزمة " ين " " قر " وقيل:
مولى فاطمة بنت عقبة أبو صاحب السير " قر " والد محمد بن إسحاق صاحب
الواقدي " ين " وهو في السابقة.
7065 - إسماعيل بن أمية " ين ".
7066 - إسماعيل بن رافع المدني " ين ".
7067 - إسماعيل بن عبد الرحمن أبي كريمة السدى من الكوفة " ين " ثم
في " ق " ابن عبد الرحمن السدي أبو محمد القرشي المفسر الكوفي. وعن ميزان
الاعتدال شيعي صدوق لا بأس، وكان يشتم الشيخين، وهو السدي الكبير والصغير
محمد بن مروان.
7068 - إسماعيل بن عبد الرحمن السدي، الظاهر أنه ابن عبد الرحمن بن
أبي كريمة " تعق " وما استظهره صواب ليس فيه شك وارتياب.
7069 - أفلح بن حميد الرواسي الكلابي الكوفي " ين ".
54

7070 - أيوب بن عائذ الطائي البختري الكوفي " ين ".
7071 - بكر بن أوس أبو المنهال الطائي النصري " ين ".
7072 - بكير بن عبد الله بن الأشج " ين ".
7073 - بنان بضم المفردة والنونين في " صه " " د " و " كش " وقيل: بيان
بالمثناة من تحت، وانه كان يؤل قول الله عز وجل " هذا بيان للناس " انه هو، وكان يقول
بالتناسخ والرجعة، فقتله خالد بن عبيد الله القسري، روى " كش " بطرق عديدة لعنه
عنهم عليهم السلام.
7074 - ثابت بن أسلم البناني القرشي، تابعي سمع أنس " ين ".
7075 - ثابت بن دينار أبي صفية أبو حمزة الثمالي " ين " " قر " " ق " " ظم "
يروي عنهم عليهم السلام، ثقة جليل، حاله أشهر من أن يسطر في هذا الموجز، وهو
في الطبقات الثلاثة السابقة ونشير إليه في المفردات.
7076 - ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام بن أسد بن خويلد بن عبد
العزى القرشي " ين ".
7077 - ثابت بن هرمز الفارسي أبو المقدام العجلي الحداد مولى بني عجل
" ين " ونحوه " ق " و " قر " وعن بعض نسخ الأخير زيدي بتري كما في " صه " وفي
" مشكا " ابن هرمز البتري الضعيف، عنه عمرو بن ثابت، ولعلنا نشير إليه أيضا في
بعض التراجم، فيعلم ضعفه.
7078 - الجارود التميمي " ين " " جخ ".
7079 - جبير بن مطعم، روى " كش " عن محمد بن قولويه أنه من حواري
علي بن الحسين عليهما السلام " صه " ويأتي في دردان أيضا مدحه. وفي الوجيزة " ح "
وفي الحاوي ذكره في الضعاف، وعندي يقوى القبول.
7080 - جعفر بن إبراهيم الجعفري الهاشمي المدني " ين " واحتمل الميرزا
كونه ابن إبراهيم بن محمد الآتي.
7081 - جعفر بن أياس أبو بشر النصري " ين " وفي " هب " جعفر بن
55

أياس، وهو ابن وحشية أبو بشر، عن سعد بن جبير، وشيعي صدوق، توفي سنة خمس
وعشرين ومائة، وبهذه الملاحظة يكون في السابقة.
7082 - جهيم مكبرا أو مصغرا الهلالي " ين " بدون الترديد، وهو من باب
اختلاف النسخة، كما هو دأبنا في سائر مواضع الكتاب.
7083 - الحارث بن الجارود التيمي " ين ".
7084 - الحارث بن الفضيل المدني " ين ".
7085 - الحارث بن كعب الأزدي الكوفي " ين ".
7086 - حبيب بن حسان بن أبي الأشرس الأسدي " ين " " قر " " ق " مولاهم
" ين " " ق " كوفي فيه، وهو في الثلاثة.
7087 - حبيب السجستاني " ين " " قر " " ق " قال معد: حبيب السجستاني
كان أولا شاريا ثم دخل في هذا المذهب، وكان من أصحاب الباقر والصادق عليهما
السلام وكان منقطعا إليهما " كش " عنه " صه " وهو في الثلاثة وإن كان راويا عنهما.
7088 - حذيم بن شريك الأسدي " ين " وفي " قب " صحابي له حديث.
7089 - حريم بن سفيان الأسدي الكوفي " ين ".
7090 - حسان العامري " ين ".
7091 - الحسن بن رواح البصري " ين ".
7092 - الحسن بن علي بن أبي رافع، واسم أبي رافع أسلم " ين ".
7093 - الحسن بن محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب عليه السلام
" ين ".
7094 - الحسين بن عبد الله بن ضميرة " ين " " ق " المدني في الثاني، السلمي
في الأول، وهو في الطبقات الثلاثة.
7095 - الحصين بن عمرو الهمداني الكوفي المشعاري " ين ".
7096 - حطان بن خفاف أبو جويرة الجرمي " ين ".
7097 - الحكم بن المختار بن أبي عبيد، كنيته أبو محمد ثقة " قر " " ق " " جخ "
56

وكذا في الوجيزة والبلغة، لكن الميرزا في ابن عبد الرحمن قال: أبو الحكم، وكذا في
ترجمة المختار، وعن " كش " كذلك فيها الا أن أبا علي رجح هذا بأن الظاهر سقوط
محمد من نسخة " كش " عند الميرزا نظرا إلى نسخته وما في المجمع والبحار، فتأمل.
7098 - حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف الأنصاري روى عنه وعن " قر "
و " ق " عليهم السلام " ين " وهو في الثلاثة.
7099 - خشرم بن يسار المدني " ين ".
7100 - رباح بن عبيدة الهمداني " ين ".
7101 - ربيعة أستاد أبي حنيفة بن عثمان " ين " عن نسخة، وفي الجميع ربيعة
بن عثمان التميمي القرشي المدني، وهما واحد بلا تأمل.
7102 - رزين بن عبيد السلولي الكوفي " ين ".
7103 - زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب أبو الحسن " ين " وفي الارشاد
وأما زيد بن الحسن عليه السلام فكان يلي صدقات رسول الله عليه وآله
جليل القدر كريم الطبع كثير البر ومدحه الشعراء وقصده الناس من الآفاق.
7104 - زيد العمي البصري " ين ".
7105 - السري بن عبد الله بن الحارث بن العباس بن عبد المطلب " ين ".
7106 - سعد بن أبي سعد المقبري، سمي به لأنه سكن المقابر، ذكره ابن
قتيبة في رجال زين العابدين بن الحسين عليهما السلام ويأتي سعيد، وجعله الميرزا
أصح، نعم لسعيد ابن يقال له سعد بن سعيد المقبري، ذكره المخالفون وقالوا: قدري
لين الحديث.
7107 - سعد بن حكيم " ين ".
7108 - سعد بن سعيد بن عمرو بن سهل الأنصاري " ين ".
7109 - سعيد أبو خالد الصيقل " ين ".
7110 - سعيد بن أبي سعيد المقبري، سمي به لأنه سكن المقابر وقد تقدم.
7111 - سعيد بن جبير أبو محمد مولى بني والبة، أصله كوفي نزل مكة تابعي
57

" ين " أبو المغيرة. وعن الصادق عليه السلام قال: إن سعيدا كان يأتم بزين العابدين
عليه السلام وكان علي عليه السلام يثني عليه، وما كان سبب قتل الحجاج له الا على
هذا الامر وكان مستقيما (1).
7112 - سعيد بن عثمان " ين ".
7113 - سعيد بن مرجانة المدني " ين ".
7114 - سعيد بن المرزبان أبو سعيد الكوفي " ين ".
7115 - سعيد بن المسيب بن حزن أبو محمد المخزومي، سمع من " ين " عليه
السلام وروى عنه قال " فش ": ولم يكن في زمنه عليه السلام في أول أمره الا خمسة منهم
سعيد بن المسيب رباه أمير المؤمنين عليه السلام وفيه أحاديث مادحة.
7116 - سلمان أبو عبد الله بن سليمان العبسي الكوفي " ين " وعن نسخة
سليمان.
7117 - سلمان بن أبي المغيرة العبسي " ين ".
7118 - سلمة بن ثبيط بن شريط بن أنس أبو فراس الأشجعي من همدان
" ين " في نسخة، ولعل الصحيح ابن نبيط بالنون.
7119 - سلمة بن دينار يكنى أبا حازم الأعرج يعرف بالأقرن القاص
" ين ".
7120 - سلمة بن نبيط بن شريط بن أنس أبو فراس الأشجعي من همدان
كوفي " ين " وفي نسخة ثبيط بالثاء المثلثة كما تقدم.

(1) وذكر هشام أنه لما دخل على الحجاج قال: أنت شقي بن كسير، قال: أمي كانت أعرف باسمي سمتني سعيد
بن جبير، قال: ما تقول في أبي بكر وعمرهما في الجنة أو في النار؟ فقال: لو دخلت الجنة فنظرت إلى أهلها لعلمت
من فيها، وإن دخلت النار ورأيت أهلها علمت من فيها: قال: فما قولك في الخلفاء؟ قال: لست عليهم بوكيل.
قال: أيهم أحب إليك؟ قال: لخالقي. قال: أيهم أرضى للخالق؟ قال: علم ذلك عند ربي الذي يعلم سرهم ونجواهم.
قال: أبيت أن تصدقني، قال: بل أحب أن أكذبك. وعن خلف بن خليفة قال: حدثني بواب الحجاج قال: رأيت
رأس ابن جبير بعد ما سقط إلى الأرض يقول: لا إله إلا الله. وفي الوجيزة " ح " وفي الحاوي ذكره الضعاف فتأمل
" منه ".
58

7121 - سنسن بضم الأول وسكون الثاني وبعدها السين المهملة مع نون في
آخره جد زرارة، والشيباني لقب لابنه أعين كما أشرنا إليه، وعن رسالة أبي غالب
الزراري كان راهبا نصرانيا وذكر أنه من غسان ويدخل بلاد الاسلام بأمان ابنه
ويرجع إلى بلاده.
7122 - شرحبيل بن سعد مولى أنصاري، مولى بني حنظلة منهم مدني " ين ".
7123 - شعيب مولى " ين " عليه السلام وفي الحديث عن الصادق عليه
السلام أنه قال: شعيب مولى " ين " عليه السلام وكان فيما علمناه خيارا، ولكن السند
ضعيف جدا، قال " شه " على " صه " مع ذلك انما يدل على مدح لا على تعديل، وفيه نظر.
7124 - شيبه بن نعامة الضبي البصري " ين " " جخ ".
7125 - صالح بن أبي حسان المدني " ين ".
7126 - صالح بن خوات بن جبير الأنصاري المدني " ين ".
7127 - صالح بن صالح بن خوات بن جبير الأنصاري " ين " وهو ابن
صالح المتقدم.
7128 - صفوان بن سليم الزهري المدني " ين ".
7129 - صهيب أبو حكيم الصيرفي الكوفي تابعي " ين " يكنى أبا حكيم
جد حنان بن سدير.
7130 - الضحاك بن عبيد الله المشرقي " ين ".
7131 - الضحاك بن مزاحم الخراساني أصله الكوفي تابعي " ين ".
7132 - طارق بن عبد الرحمن الأحمسي البجلي كوفي " ين ".
7133 - طاووس بن كيسان أبو عبد الرحمن اليماني " ين ".
7134 - طلحة بن عمرو المدني " ين ".
7135 - طلحة بن النضر المدني " ين ".
7136 - عامر بن السمط يكني أبا يحيى " ين " وفي " قب " ابن السمط بكسر
المهملة وسكون الميم، وقد تبدل موحدة التميمي أبو كنانة الكوفي ثقة من السابعة.
59

الظاهر اتحاده مع ابن السبط السابق، كذا في المنتهى.
7137 - عبد الرحمن القصير " ين ".
7138 - عبد الله بن أبي الجعد يقال: عبيد النخعي، أخو سالم مولاهم كوفي،
وفي " تعق " ليس هو عبيد بل أخوه كما مر في أخويه زياد وسالم، وسيجئ ذكر عبيد
ومر في ترجمة رافع بن سلمة أنه من بيت الثقات وعيونهم.
7139 - عبد الله بن أبي مليكة المخزومي المكي " ين ".
7140 - عبد الله البرقي " ين " وفي " صه " عامي، وفي " كش " وجدت بخط
محمد بن الحسن بن بندار القمي، حدثني علي بن إبراهيم بن هاشم، عن الحسين بن
عبد الله البرقي المعروف بالسكري عن أبيه قال: سألت زين العابدين عليه السلام
عن النبيذ إلى أن قال: عبد الله البرقي عامي، الا أن هذا حديث قريب الاسناد.
أقول: وبملاحظته يدخل في الطبقتين السابقتين كما لا يخفى.
7141 - عبد الله بن جعفر المدني " ين " قيل: وكأنه ابن جعفر بن أبي طالب.
أقول: ومع تسليم ما ذكره فهو جليل القدر عظيم المنزلة، كان ختن أمير المؤمنين عليه
السلام على ابنته زينب الكبرى رضي الله عنها، وهو أجل من أن يوصف.
7142 - عبد الله بن دينار " قر " مولى " ين " وهو فيهما.
7143 - عبد الله بن ذكوان أبو الزناد " ين ".
7144 - عبد الله بن زبيد الهاشمي مولى آل علي عليه السلام " ين ".
7145 - عبد الله بن عبد الرحمن المدني " ين " قيل: ولعله أنصاري.
7146 - عبد الله بن عبيدة الزهري " ين ".
7147 - عبد الله بن عطاء الهاشمي مولاهم المكي، مولى بني المطلب بن
هاشم " ين " الظاهر أنه غير الكوفي وغيره من المذكورين في الطبقتين السابقتين.
7148 - عبد الله بن عقيل بن أبي طالب الهاشمي المدني تابعي سمع جابرا
" ين " وهو في التالية أيضا.
7149 - عبد الله بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام
60

" ين " أخو أبي جعفر عليه السلام كان يلي صدقات رسول الله صلى الله عليه وآله
وصدقات أمير المؤمنين عليه السلام وكان فاضلا فقيها، يروي عن آبائه عن رسول
الله صلى الله عليه وآله أخبارا كثيرة، وحدث الناس وحملوا عنه الآثار، كذا في الارشاد.
7150 - عبد الله بن محمد الجعفي " ين " " قر " ضعيف " صه " " جش " في جابر
الجعفي.
7151 - عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام " ق "
المدني " ين " وفي " كش " ما يأتي في عبيد الله بن محمد.
7152 - عبد الله بن المستور المدني الهاشمي مولى علي بن الحسين عليهما
السلام " ين ".
7153 - عبد الله بن هرمز المكي " ين ".
7154 - عبيد الجنابي " ين " هو عبيد الله بن أبي الوشيم كما يأتي.
7155 - عبيد النخعي أخو سالم مولاهم كوفي " ين ".
7156 - عبيد الله بن أبي الوشيم الكوفي، ويقال عبيد الجنابي " ين ".
7157 - عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب المدني " ين ".
7158 - عبيد الله بن مسلم العمري الكوفي " ين ".
7159 - عبيد الله بن المغيرة العبسي الكوفي " ين ".
7160 - علي بن ثابت " ين ".
7161 - عمارة الأنصاري " ين ".
7162 - عمرو بن أبي المقدام ثابت بن هرمز العجلي، مولاهم كوفي تابعي
" ق " ابن أبي المقدام ثابت بن هرمز الحداد مولى بني عجل، روى عن زين العابدين
والباقر والصادق عليهم السلام له كتاب لطيف، عنه عباد بن يعقوب " جش " وهو في
الثلاثة.
7163 - عمر بن أبي المقدام كوفي، واسم أبي المقدام ثابت الحداد روى عنهما
" ق " واستظهر الميرزا انه عمرو كما تقدم وان لزم التكرار.
61

7164 - عمر بن ثابت وقيل عمرو أبو المقدام الحداد مولى بني عجلان،
روى عن " ين " و " قر " و " ق " عليهم السلام ضعيف جدا كما زعمه " غض " ووثقه " صه "
تقدم عمرو بن أبي المقدام وكذا عمر، وهو أحدهما.
7165 - عمر بن الخطاب العمري مولاهم المدني " ين ".
7166 - عمر بن عبد الله أبو إسحاق الهمداني السبيعي الكوفي تابعي، وفي
مجمع البحرين أنه صلى أربعين سنة صلاة الغداة بوضوء العتمة وكان يختم القرآن في
كل ليلة، ولم يكن في زمانه أعبد منه ولا أوثق في الحديث عند الخاص والعام، وكان من
ثقات " ين " وفي النسخ بالواو، وحكم الميرزا بكونه عاميا.
7167 - فرات بن أحنف " قر " الهلالي أبو محمد أسند عنه " ق " ابن الأحنف
العبدي، يرمي بالغلو والتفويض، روى عن " ين " و " قر " و " ق " عليهم السلام وقال
" عق " عن بعض مشايخه أنه يقول: إن في محمد شيئا من القديم (1) " صه " معنى.
7168 - الفرزدق الشاعر يكني أبا فراس " ين " له قصيدة معروفة في مدحه
عليه السلام وحكايته مشهورة مع هشام بن عبد الملك. وذكر أن كوفية رأت في النوم
الفرزدق وقالت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر الله لي لقصيدة " ين " عليه السلام قال
الجابي: بالحري أن يغفر الله للعالمين بهذه القصيدة. ولا يخفى أن الفضل ما شهد به
الأعداء، واشتهاره بالنصب والعداوة معلوم.
7169 - فليح بن أبي بكر الشيباني " قر " في " ين " فليح بن بكر الشيباني،
وفي " قي " في من روى عن علي بن الحسين عليهما السلام ابن أبي بكر الشيباني، ثم
زاد في من روى عن الباقر والصادق عليهما السلام عجلي عربي كوفي.
7170 - القاسم بن عوف الشيباني، وكان يختلف (2) بين علي بن الحسين

(1) لعل المراد من القديم هو الله تعالى، وكأنه قال بالحلول فيه صلى الله عليه وآله، ويحتمل أن يكون مراد الملعون
شئ من الجاهلية " منه ".
(2) كان رسولا بينهما.
62

ومحمد بن الحنفية، رواه " كش ".
7171 - قيس بن عوف " ين " " كش " ممدوح " د ".
7172 - قيس الماصر من المتكلمين، تعلم من علي بن الحسين عليهما السلام
وصحب الصادق عليه السلام وهو من أصحاب مجلس الشامي، وفي " تعق " في الكافي
رواية مشهورة عن يونس أنه أحسن كلاما من ابن الحكم وحمران والأحول.
7173 - كنكر أبو خالد الكابلي، وقيل: اسمه وردان " ين " وفي نسخة وقيل
ينتمي إلى الغلاة، وفي " ق " كنكر أبو خالد القماط الكوفي، وفي " كش " ما يأتي في
وردان أو الكنى انشاء الله، وهو في السابقة.
7174 - لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سليم الأزدي الغامدي، روى
عن الصادق عليه السلام وقيل: عن الباقر عليه السلام ونسب إلى " كش " توهم كونه
من أصحاب علي عليه السلام وشبابي أهل الجنة عليهما السلام، ولكن الظاهر أن أباه
من أصحاب " ي " دونه، فتأمل.
7175 - محمد بن جبير بن مطعم " ين " قال " فش ": لم يكن في زمن علي بن
الحسين عليهما السلام في أول أمره الا خمسة منهم محمد بن جبير " صه " " كش " أقول:
ومر ذلك في سعيد بن المسيب أنه من جملة الخمسة.
7176 - محمد بن شهاب الزهري عدو " ين " " د " وزاد " صه " من أصحاب
" ين " عليه السلام وفي " ق " ابن مسلم كما مر في السابقة، وفي " تعق " في النقد لم أجد
في " جخ " الا كما نقلناه يعني بعنوان محمد بن مسلم، ونقل عن الكفاية رواية تدل على
تشيعه ونصه على كونهم اثنا عشر عن " ين " عليه السلام الا أن " طس " قال: إنه مع
سفيان بن سعيد عدوان متهمان، فتأمل.
7177 - مسلم بن شهاب الزهري أحد أئمة الحديث " ين " " جخ " يكني أبا
بكر وقد تقدم أنه محمد، وفي بعض نسخ " ين " محمد بن مسلم.
7178 - معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، ملعون الآباء الملقب
بالراجع إلى الله، تخلف ثلاثة، وقيل: أربعين يوما. فوي كتاب حبيب السير أنه تخلف
63

أياما قلائل، ثم صعد المنبر وخلع نفسه (1).
7179 - منذر الثوري " ين ".
7180 - المنهال بن عمرو الأسدي " سين " " ين " مولاهم " قر " " ق " كوفي
روى عن علي بن الحسين عليهما السلام " ق " وفي " يب " صدوق، وهو في السابقتين بل
وفي التالية، فيكون في الأربعة.
7181 - وردان أبو خالد الكابلي، ولقبه كنكر، روى " كش " أنه من حواري
" ين " قال الصادق عليه السلام: ارتد الناس بعد قتل الحسين عليها السلام الا ثلاثة
وعد منهم أبو خالد الكابلي. وقال: " فش " لم يكن في زمن " ين " عليه السلام في أول
أمره الا خمسة منهم هذا.
7182 - يحيى بن أم الطويل المطعمي " ين " قال " فش ": لم يكن في زمنه عليه
السلام في أول أمره الا خمسة أنفس، ثم ذكر من جملتهم ابن أم الطويل " كش " وفيه
أيضا أنه من حواريه عليه السلام، فحاله وجلالته أظهر من أن يشرح.
7183 - أبو أمامة الباهلي، صحابي مشهور، سكن الشام ومات بها سنة ست
وثمانين، وفي " تعق " الظاهر أنه كذلك.
7184 - أبو حمزة الثمالي، ثابت بن دينار، وهو المنسوب إليه دعاء السحر في
شهر رمضان.

(1) وقد نقل عنه أنه لما صعد المنبر قال: أيها الناس قد نظرت في أموركم وأمري في فاذن أنا لا أصلح لكم، والخلافة
لا تصلح لي إذ كان غيري أحق بها مني، ويجب علي أن أخبركم به، هذا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
زين العابدين، ليس يقدر طاعن أن يطعن فيه وان أردعوه فأقيموه، على أني أعلم لم يقبلها.
وفي كتاب مجالس المؤمنين للقاضي التستري أنه مصداق يخرج الحي من الميت، وهو في بني أمية كمؤمن آل
فرعون. ونقل عن كتاب كامل البهائي أنه صعد المنبر ولعن أباه وجده وتبرأ منهما ومن فعلهما، فقالت أمه: يا بنية
ليتك كنت حيضة في خرقة، فقال: وددت ذلك يا أماه، ثم سقى السم. وكان له معلم شيعي، فدفنوه حيا انتهى.
أقول: والصواب أنه قد صار عارا في بني أمية ومنارا في الشيعة. والتوهم فيه ببعض التوهمات الكاسدة من
بعض الأجلة، فهذا سلوك إلى جادة الاعتساف، واعراض عن منهج الصواب والانصاف، الا أن شرب السم
عن الاختيار مع فرض الثبوت فيه وهن وفسق عظيم " منه ".
64

7185 - أبو عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي، وبعض الرواة يطعن
فيه من خواص علي عليه السلام " قي " عنه " صه " تابعي ولأبيه صحبة وهو في
التاليتين.
7186 - أبو فراس الفرزدق " نقد " ويأتين لغيره أيضا، ولعله أظهر وأشهر،
وهو المشهور المعروف المكنى بهذه الكنية المسمى بالحارث بن العلاء بن سعيد بن
حمران التغلبي، وهو من سادات الشعراء وخلص شيعة آل الرسول صلى الله عليه وآله،
ولكنه في غير هذه الطبقة.
7187 - أبو محمد الخزاعي حذيفة بن منصور، وهو في السابقة.
7188 - أبو مخنف " رض " لوط بن يحيى " غين " في المنتهى.
7189 - أبو مريم " ي " " ين ".
7190 - أبو خالد الكابلي كأنه صغير وكبير، والكبير اسمه وردان ولقبه
كنكر، وقد تقدم في وردان كما في " تعق " ظاهر النقد الاتحاد. أقول: الظاهر التعدد وفاقا
لتلميذه.
7191 - أبو المقدام ثابت بن هرمز.
7192 - أم البراء وقيل: هي حبابة الواليبة " ين " وهي حينئذ في التالية.
65

الطبقة التاسعة والعشرون
7193 - أسعد بن حنظلة الشامي " سين " وعن بعض النسخ أسعد الشبامي،
قبيلة في اليمن من همدان.
7194 - أشعث بن سوار " ن " ثم في " ق " ابن سوار الثقفي الكوفي.
7195 - انس بن الحارث قتل مع الحسين عليه السلام " صه " " ل " وفي
" سين " ابن الحارث الكاهلي، وفي " د " " ل - ى - ن - سين " والظاهر.
أنه في الطبقات الآتية، كما لا يخفى على المتأمل.
7196 - بشر بن غالب الأسدي الكوفي، وكأنه في السابقة أيضا.
7197 - بكيل بن سعيد " سين ".
7198 - الجارود بن أبي بشر " ن ".
7199 - جعفر بن علي بن أبي طالب عليه السلام " د " وفي " سين " جعفر بن
علي عليه السلام أخوه قتل معه، أمه أم البنين وهو مع العباس عليه السلام من أم
واحدة.
7200 - جنادة بن الحارث السلماني " سين ".
7201 - جندب بن حجير " سين ".
7202 - جون مولى أبي ذر " سين " وفي " د " " كش " الظاهر أنه قتل معه
بكربلاء، وقد جزم به أبو علي الا أن في كتابه مولى أبي نصر في نسخته الحاضرة
عندي.
7203 - جوير بن مالك " سين ".
7204 - حبيب بن مظاهر " ن - سين " الأسدي " ي " ابن مطهر الأسدي
وقيل: مظاهر مشكور رحمه الله، قتل معه عليه السلام في الطف، وهو من السبعين
الذين نصروه ولقوا حبال الحديد واستقبلوا الرمال بصدورهم في الثلاثة.
7205 - حجاج بن مالك " سين ".
66

7206 - حجاج بن مرزوق " سين ".
7207 - الحارث الأعور " ن " يحتمل كونه ابن قيس أو ابن عبد الله الآتيين
في التالية، ويحتمل أن يكون غيرهما، كما ذكره الشيخ في أصحابه، ولاحتمال المغايرة
ذكرناه هنا أيضا.
7208 - الحر بن يزيد بن ناحية بن سعيد من بني رياح بن يربوع " سين "
قتل معه في الطف، وحكايته معروفة. وشبهة بعض الجهلة من العامة بعدم قبول توبته
اجتهاد في مقابلة النص قد أجبنا عنها في محله.
7209 - الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام في الارشاد
وكان جليلا رئيسا فاضلا ورعا، وكان يلي صدقات أمير المؤمنين عليه السلام في وقته،
كان حضر مع عمه الطف، فلما قتل الحسين عليه السلام وأسر الباقون من أهله جاءه
أسماء بن خارجة فانتزعه من بين الاسراء (1).
7210 - حلاش بن عمرو " سين " الهجري " ي " وهو في التاليتين.
7211 - حنظلة " سين " لم يعرف نسبته ولا وصفه كنظرائه.
7212 - حنظلة بن الأسعد الشامي " سين ".
7213 - رفاعة بن شداد " ي - ن " وهو في التالية أيضا، وفي " تعق " في مالك
الأشتر ما يظهر منه حسنه، وهو في رواية رواها " كش ".
7214 - رميث بن عمرو " سين ".
7215 - زاهر صاحب عمرو بن الحمق " سين ".
7216 - زهير بن القين " سين ".
7217 - زيد بن معقل " سين ".
7218 - سعد بن عبد الله " سين ".
7219 - سفيان بن أبي ليلى الهمداني " ن " وفي " كش " من حواريه عليه

(1) الارشاد: 196.
67

السلام، ثم قال: سفيان الهمداني روي أنه جاء رجل من أصحابه يقال له: سفيان وهو
على راحلته، فدخل عليه، فقال: السلام عليك يا مذل المؤمنين، فقال له الحسن عليه
السلام: أنزل ولا تعجل الحديث.
7220 - سفيان بن سريع " سين ".
7221 - سليمان مولى الحسين عليه السلام قتل معه " سين " وفي نسخة مولى
الحسن وفي " د " اعتمد الأول وكذا في النقد وفي المنتهى بعد النقل عن النقد، قال:
لكن في نسختين عندي من " جخ " مولى الحسن ولعله الصحيح، ولو كان مولى الحسين
عليه السلام لقال: مولاه كما في نظائره: أقول: إنه غير مطرد.
7222 - سماك بن حرب الذهلي أبو المغيرة " سين ".
7223 - سوار بن المنعم الحابس " سين ".
7224 - سويد بن عمرو بن أبي مطاع " سين ".
7225 - سيف بن مالك " سين ".
7226 - شبيب بن عبد الله النهشلي " سين ".
7227 - شريح بن سعيد بن حارثة " سين ".
7228 - شوذب مولى شاكر " سين ".
7229 - ضرغامة بن مالك " سين ".
7230 - ظالم بن عمرو أبو الأسود الدؤلي " سين - ين " ويقال: ظالم بن ظالم
" ي - ن " وهو في الأربعة ويأتي في الكنى.
7231 - عابس بن أبي شبيب الشاكري " سين " قتل معه عليه السلام في
الطف.
7232 - عامر بن كثير السراج، وهو من أصحاب الحسنين عليهما السلام
وفي " جش " عنه " صه " زيدي كوفي ثقة، الا أن العلامة (ره) توقف لذلك ثم فيه له
كتاب، الحميري عن أبيه عن محمد بن حسين عنه، ولا يبعد التعدد فان ابن الحسين
من أصحاب " دي " و " ري " ويبعد ادراكه من هو من أصحاب " ن " و " سين ".
68

7233 - عامر بن مسلم، من أصحاب الحسين عليه السلام مجهول " صه "
" جخ ".
7234 - عباس بن علي بن أبي طالب عليه السلام من أصحاب أخيه
الحسين عليه السلام قتل معه بكربلاء; قتله حكيم بن الطفيل " صه " وهو السقاء قتله
حكيم بن الطفيل امه أم البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيد من بني عامر
" سين " وهو من أصحاب أخيه الحسن عليه السلام أيضا.
7235 - عباس بن الفضل أبو الفضل، يروي عن الحسين بن علي عليهما
السلام خطبته عليه السلام " سين ".
7236 - عبد الرحمن بن عبد الله الأرحبي " سين ".
7237 - عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام قتل مع
عمه عليه السلام في كربلاء امه أم الرباب بنت امرء القيس بن عدي بن أوس بن
جابر بن كعب بن عليم من بني كليب بن وبرة.
7238 - عبد الله بن عرزة " سين ".
7239 - عبد الله بن علي أخو الحسين عليه السلام قتل معه بكربلاء " صه "
امه أم البنين " سين ".
7240 - عبد الله بن مسلم بن عقيل، قتل مع الحسين عليه السلام " صه "
" جخ " أمه رقية بنت علي بن أبي طالب عليه السلام " سين ".
7241 - عبد الله بن يقطر رضيع الحسين عليه السلام قتل بالكوفة، وكان
رسوله عليه السلام رمي به من فوق القصر فتكسر، فقام إليه عمرو الأزدي فذبحه،
ويقال: بل فعل ذلك عبد الملك بن عمير النخعي " سين " ونحوه " صه ".
7242 - عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب، لحق بمعاوية " ن " " كش " عن
" فش " و " طس " نقل عن " كش " أنه أخذ مائة ألف درهم ولحق بمعاوية.
7243 - عقبة بن سمعان " سين ".
7244 - عقيصا يكنى أبا سعيد " سين " وفيهم في " قي " أبو سعيد سليم بن
69

قيس عقيصا، ويأتي في الكنى التالية عن " قي " من أصحاب علي عليه السلام أبو
سعيد عقيصان، وفي " تعق " اسمه دينار ويأتي في أصحابه عليه السلام ووجه التلقيب.
7245 - علي بن الحسين الأصغر ولده عليه السلام قتل معه بالطف " صه "
امه ليلى بنت أبي قرة أمها ميمونة بنت أبي سفيان بن حرب " جخ " وجعله المفيد هو
الأكبر وهو الاظهر، وذكر أن الأصغر علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام، وأن
الذي قتل صغيرا بإصابة السهم اسمه عبد الله فتأمل.
7246 - عمرو (1) بن أبي سلامة الدالاني " سين ".
7247 - عمار بن حسان " سين ".
7248 - عمرو بن الأصم وكان أتى الحسن عليه السلام بالمدينة فذكر له
ما قال أهل الغلو فأنكر عليهم " ي ".
7249 - عمرو بن ثمامة " سين ".
7250 - عمرو بن ضبيعة " سين ".
7251 - عمرو بن عبد الله الأنصاري يكني أبا ثمامة " سين ".
7252 - عمرو بن قيس المشرقي " ن - سين " " كش " قال عمرو: دخلت على
الحسين عليه السلام أنا وابن عم لي وهو في قصر بني مقاتل، فسلمت عليه ثم أقبل
علينا، فقال جئتما لنصرتي، فقلت: أنا رجل كبير السن كثير العيال في يدي بضايع
للناس ولا أدري ما يكون، فأكره أن تضيع أمانتي الخبر.
7253 - عمران بن عبد الله الخزاعي من خزاعة " سين ".
7254 - عمران بن كعب " سين ".
7255 - عون بن عبد الله بن جعفر أبي طالب من أصحاب الحسين عليه
السلام قتل معه " صه " " جخ ".
7256 - عياض بن أبي المهاجر " سين ".

(1) وفي " سين " عمار.
70

7257 - الفراس بن جعدة بن زهير " سين ".
7258 - قاسط بن عبد الله " سين ".
7259 - القاسم بن حبيب " سين ".
7260 - قيس بن مسهر الصيداوي " سين " " د ".
7261 - كميل بن زياد النخعي " ي - ن " وفي " د " انه من خواصهما، وفي
" قي " و " صه " في أصحاب علي عليه السلام من اليمن، وفي " تعق " وذلك في آخر
الباب الأول وهو المنسوب إليه الدعاء المشهور، قتله الحجاج وكان عليه السلام أخبره
بذلك، وهو من أعاظم أصحابه. والعجب من خالي أنه قال إنه " م " أو " ح ".
7262 - كنانة بن عتيق " سين ".
7263 - مالك بن سريع " سين ".
7264 - محمد بن أبي سعيد عقيل بن أبي طالب " سين " ابن سعيد " د ".
7265 - محمد بن أمير المؤمنين عليه السلام يجئ عن " كش " أنه من أحد
المحامدة في الطبقة الآتية.
7266 - محمد بن الحنفية، وهو ابن أمير المؤمنين عليه السلام.
7267 - محمد بن سعيد بن عقيل بن أبي طالب " سين " " جخ " تقدم عن
الأول ابن أبي سعيد.
7268 - محمد بن عبد الله " سين " كذا في التلخيص وفي نسخة من " سين "
محمد بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قتل معه عليه السلام.
7269 - المختار بن أبي عبيد، وفيه أحاديث مختلفة قادحة ومادحة والترجيح
مع الثانية، ويكفي في حقه أنه انكسر قوارير الكفر وقتل جما خطيرا من بني أمية يبلغ
إلى ثمانين ألف رجل كما في بعض الأحاديث.
7270 - مسروق روى " كش " عن ابن قتيبة عن " فش " أنه كان عشارا
لمعاوية ومات في عمله ذلك " صه " وعن شرح ابن أبي الحديد روى بواسطتين عن أبي
إسحاق قال: ثلاثة لا يؤمنون على " ي " عليه السلام مسروق ومرة وشريح، وروى أن
71

الشبعي رابعهم، ويجئ في التالية مرة.
7271 - مسعود مولى أبي وائلة يكنى أبا رزين " ن ".
7272 - مسلم البطين " ن " يحتمل كونه ابن علي الآتي.
7273 - مسلم بن عقيل بن أبي طالب " ن " وفي " د " " ن - سين " وفي " تعق "
روى الصدوق في أماليه بسنده إلى ابن عباس عن علي عليه السلام عن رسول الله
صلى الله عليه وآله حديثا في مدح عقيل ومسلم رضي الله عنه قتل بالكوفة ودفن بها،
وقضيته في كتب السير والآثار معروفة، لعن الله من قتله.
7274 - مسلم بن عوسجة " سين " قتل معه بكربلاء " د ".
7275 - مسلم بن كثير الأعرج " سين ".
7276 - مسلم مولى الحسين عليه السلام مجهول " سين ".
7277 - مقسط بن عبد الله أخو قاسط " سين ".
7278 - مكحول، في شرح ابن أبي الحديد كان مكحول من المبغضين له،
يعني عليا عليه السلام روى زهير بن معاوية عن الحسن بن الحسن قال: لقيت
مكحولا فإذا هو مضيع يعني مملو بغضا لعلي عليه السلام فلم أزل به حتى لان وسكن.
7279 - منهج مولى الحسين عليه السلام قتل معه " سين " " د ".
7280 - منذر بن سليمان " سين ".
7281 - منير بن عمرو بن الأحدب " سين ".
7282 - منيع بن رقاد " سين ".
7283 - نافع بن هلال الجملي " د " " سين ".
7284 - النعمان بن عمرو " سين ".
7285 - نعيم بن عجلان " سين ".
7286 - وهب جد جد الحسن بن محبوب، تقدم فيه ما يظهر منه حسنه، وهو
" غين " انتهى ما في المنتهى أقول: لم أقف في ترجمة الحسن ما يظهر منه حسن حاله،
إذ لم يشر إليه أصلا. والظاهر أنه قد سهى وغفل وأعتقد ذكره، فلاحظ.
72

7287 - هاني بن عروة المقتول في محبة أهل البيت عليهم السلام هو الذي
قصته معروفة أعان مسلما حتى فاز بالشهادة، واستقبل بالسعادة من بين أهل الكوفة،
وقبره جنب المسجد مزار للشيعة رحمه الله، وقد ترحم عليه أبا عبد الله عليه السلام
مرارا حين سماع خبر مسلم معه، قال: انا لله وانا إليه راجعون.
7288 - هلال بن نساف " ن ".
7289 - يحيى بن وثاب، قرأ على عبيد بن نضلة، كان يقرأ كل يوم آية فرغ
من القرآن في سبع وأربعين سنة، وكان يحيى بن وثاب مستقيما، ذكره الأعمش " صه ".
" ي " في عبيد بن نضلة.
7290 - يزيد بن ثبيط " سين ".
7291 - يزيد بن الحصين المشرقي " سين ".
7292 - أبو الأسود الدؤلي، اسمه ظالم بن عمرو، أو ظالم بن ظالم، أو عمرو
بن ظالم، هو قاضي البصرة ثقة ابتكر النحو كما في " هب " واستظهر بعض مدحه في
الاخبار بحيث يمكن عد حديثه حسنا، وعن يحيى بن البطريق أنه من الطبقة الأولى
من شعراء الاسلام، ومن شيعة أمير المؤمنين علي عليه السلام.
7293 - أبو بكر بن علي بن أبي طالب عليه السلام قتل مع أخيه الحسين
عليه السلام امه ليلى بنت مسعود بن خالد " سين " بن مالك بن ربعي بن سلمة بن
جندل بن نهشل من بني دارم.
7294 - أبو الزبير المكي، روى عنه جابر بن عبد الله الأنصاري، روى عنه
فضيل بن عثمان، ومعاوية بن عمار " كش " في ترجمة جابر.
7295 - أبو صادق بشر بن غالب، من أصحاب الحسين عليه السلام من
أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام " قي ".
7296 - ابن أبي الأسود الدؤلي " سين ".
7297 - حبابة الوالبية " قر " روت عن الحسن والحسين عليهما السلام على
ما قال سعد بن عبد الله " سين ".
73

الطبقة الثلاثون
7298 - إبراهيم بن عبد الله القاري، منسوب إلى القارة قرية بالحي، من
خواص أمير المؤمنين عليه السلام.
7299 - أبي بن قيس " ي " " صه " قتل يوم الصفين في الثاني، روى " كش "
أنه كان له حصن من قصب ولفرسه فإذا غزى هدمه وإذا رجع بناه.
7300 - أحنف بن قيس " ن " التميمي " ي " أبو بحر سكن البصرة اسمه
الضحاك " ل " قيل: كان يرى رأي العلوية " كش " والظاهر أنه في الثلاثة.
7301 - أدهم بن محرز الباهلي " ي " " جخ ".
7302 - الأسود بن بربر " ي " في نسخة وعن أخرى ابن يزيد.
7303 - الأسود بن عرفحة السكسكي، شامي هرب من معاوية وجاء إليه
عليه السلام " ي ".
7304 - الأسود بن يزيد النخعي " ي " أقول: ولعله الذي عده ابن أبي
الحديد من المنحرفين عن علي عليه السلام ومات على ذلك، وفي " هب " له ثمانون حجة
وعمرة وكان يصوم حتى يخضر ويصفر، ويختم في ليلتين. ويحتمل أن يكون غير ما ذكراه.
7305 - الأشرف بن جبلة أخو حكيم بن جبلة " ي ".
7306 - أشعث بن قيس الكندي أبو محمد سكن الكوفة، ارتد بعد النبي
صلى الله عليه وآله وزوجه أبو بكر أخته أم فروة وكانت عوراء فولدت له محمدا، وكان
من أصحاب علي عليه السلام ثم صار خارجا ملعونا، وهو في التالية.
7307 - أصبغ نباته " ن " التميمي الحنظلي " ي " من خاصة أمير المؤمنين عليه
السلام وعمر بعده، وهو مشكور، وفي " كش " ما يدل أنه من شرطة الخميس، وهو في
السابقة.
7308 - الأعلم الأزدي، في آخر الباب من " صه " أنه من أولياء علي عليه
السلام وفي نقد ثقة " د " ولم أجده في غيره انتهى، فتأمل " تعق ".
74

7309 - أعين بن ضبيعة " ي ".
7310 - أهبان بن صيفي أبو مسلم، سئ الرأي في علي عليه السلام وفي
" كش " لما سئل الفضل عن الزهاد الثمانية، قال: وأما مسلم فإنه كان فاجرا مرائيا،
وكان صاحب معاوية، وهو الذي يحث الناس على قتال علي عليه السلام.
7311 - أيمن بن يعلى الثقفي أبو ثابت، روى أبوه عن النبي صلى الله عليه
وآله وليس له صحبة " ل ".
7312 - أيوب بن عبيد بدري " ي ".
7313 - البراء بن عازب الأنصاري الخزرجي، أبو عامر مشكور بعد أن
أصابته دعوة علي عليه السلام في كتمان حديث غدير خم فعمي " صه " في البعض
فكان يسأل عن منزله، ويقول: كيف يرشد من أصابته الدعوة " كش ".
7314 - بريد الأسلمي، من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه
السلام. قاله " فش " " صه " وفي " جخ " و " كش " بريدة كما يأتي.
7315 - بريد أخو شتيرة وهبيرة وكريب، يأتي في شتيرة أنه واخوته قتلوا
بصفين، ويأتي عن " تعق " بالمثناة والزاي.
7316 - بريدة الأسلمي، من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه
السلام قاله " فش " عنه " كش " وقد مر عن " صه " بريد وفي " ل " بريدة بن الخضيب
الأسلم، وقتل أبوه، وفي " ي " مدني عربي.
7317 - بسر بن أرطاة، وقيل: ابن أبي أرطاة لعنه الله، وهو الذي بعثه معاوية
إلى اليمن ليقتل من بها من شيعة علي عليه السلام، فهرب عبد الله بن عباس منه،
فوجد ولديه قثم وعبد الرحمن فقتلهما.
7318 - بشر بن زيد " ي " وليس المذكور المحكوم بكونه مجهولا كما توهم،
فإنه بشار وهو من رجال الباقر عليه السلام، فوقع الوهم فعد من رجال علي عليه
السلام في " صه " و " د " وجعل الثاني هذا الرجل مجهولا وأعتقد الاتحاد مع التغاير.
7319 - بشر بن عمر الهمداني، وفي " كش " عن أمير المؤمنين عليه السلام
75

ما يدل أنه من شرطة الخميس، لكن سنده غير نقي.
7320 - بشر بن كثير، وفي " كش " عن " فش " أنه من السابقين الذين رجعوا
إلى أمير المؤمنين عليه السلام.
7321 - بشر بن مسعود " ي ".
7322 - بشر بن أبي مسعود، قتل يوم الحرة " ي " الأنصاري من أصحاب
أمير المؤمنين عليه السلام " صه " وجدت في بعض الحواشي أن الحرة موضع بالمدينة
وقعت فيه واقعة بين عسكر يزيد وأهل مدينة، قتل فيه خلق كثير من المدينة.
7323 - بشير بن الخصاصية وكان اسمه برير فسماه رسول الله صلى الله عليه
وآله بشيرا " ي " ويأتي في التالية عن رجاله (ص) ابن معبد.
7324 - بكر بن تغلب السدوسي " ي ".
7325 - تمام بن العباس الهاشمي، وهو أصغر من بني العباس، كان أشد من
قريش بطشا وشجاعة، كما في مجالس المؤمنين.
7326 - تميم بن خزيم الناجي، وقد شهد مع علي عليه السلام " صه " " قي "
في خواصه من مضر، وفي " جخ " ابن جذيم الخ نقله " د " أيضا وقال: كذا أثبته الشيخ
بخطه، وفي " صه " تميم بن حذلم واستغربه " د " قال الجوهري: تميم بن حذلم من التابعين.
7327 - تميم بن عمر ويكنى أبا حبش، كان عامل أمير المؤمنين عليه السلام
على مدينة الرسول صلى الله عليه وآله حتى قدم سهل بن حنيف " ي " " د " " صه ".
7328 - ثابت البناني يكنى أبا فضالة من أهل بدر قتل معه عليه السلام
بصفين " ي " وزاد " صه " من أصحاب علي عليه السلام وفي بعضها ثقة وليس في " د "
عاش ست وثمانين سنة، وهو في التالية أيضا.
7329 - ثابت بن الحجاج، وكان يروي عن زيد بن ثابت " ي ".
7330 - ثابت بن سعد " ي ".
7331 - جارية بين قدامة السعدي عم الأحنف " ي " وقيل: ابن عمه
نزل البصرة " ل " ويأتي بعنوان الحارثة على نسخة، وفي " قب " صحابي علي
76

الصحيح، ومات في ولاية يزيد.
7332 - جبلة أبي سفيان مضري " ي ".
7333 - جبلة بن عطية يكني أبا عرفا " ى " وعن " هب " و " قب " ثقة.
7334 - جبلة بن عمرو " ي ".
7335 - حجارة بن سعد الأنصاري " ي ".
7336 - حجل بن عامر " ي ".
7337 - جرير بن عبد الله البجلي " ي " قدم الشام برسالته إلى معاوية وفيه
مدح، الا أن مفارقته له عليه السلام ولحوقه بمعاوية ثانيا وتخريب علي عليه السلام
داره بالكوفة بعد اللحوق معروف، وعد أبو جعفر عليه السلام مسجده من المساجد
الملعونة.
7338 - جرير بن كليب الكندي " ي ".
7339 - جعدة بن هبيرة المخزومي يقال له: أنه ولد على عهد النبي صلى
الله عليه وآله وليست له صحبة نزل الكوفة " ل " ابن أخت علي عليه السلام أمه أم
هاني بنت أبي طالب " ي " وفي " قب " قال العجلي: تابعي ثقة.
7340 - جعيد الهمداني " ي - ن - سين - ين " كوفي، وفي أصحاب علي عليه
السلام من اليمن في " صه " وفي جعيد همدان وقد يراد بهم الخواص، والله أعلم، هكذا
في التلخيص وهو في الأربعة.
7341 - جندب بن زهير، في " كش " قال " فش " ومن التابعين الكبار
ورؤسائهم وزهادهم جندب بن زهير قاتل الساحر وعد جماعة أخر.
7342 - جويرة بن مسهر العبدي، شهد مع علي عليه السلام " صه " وفيها
في أصحابه عليه السلام من ربيعة جويرة بن مسهر عربي كوفي.
7343 - الحارث الأعور " ن " والظاهر أنه ابن قيس ويأتي أنه كان جليلا
فقيها، أو ابن عبد الله الهمداني، وهو من الأولياء في أصحاب علي عليه السلام، وهو
77

الذي استظهره الميرزا، ويحتمل أن يكون غيرهما على ما هو الظاهر من الشيخ (1).
7344 - الحارث بن جهمان " ي ".
7345 - الحارث بن حصيرة " ي " وفي " ق " و " قر " أبو النعمان الأزدي كوفي
تابعي الا في الثاني الحصين قيل: وكأنه تصحيف، ولكن من الأصحاب من حمل " ق "
على " قر " وجعل ما في " ي " على حدة، وهو قريب بملاحظة ذكره في الثلاثة.
7346 - الحارث بن الربيع يكنى أبا زياد، وكان عامل علي عليه السلام على
المدينة أحد بني مازن النجار " صه " " ي " الا أن " صه " ذكره في القسم الأول والحاوي
في الرابع، والأقرب القبول.
7347 - الحارث بن سرافة " ي ".
7348 - الحارث بن شرافة " ي " لا يبعد اتحاده مع السابق ووقوع الغلط في
ذكر أبيه بالسين المهملة أو المعجمة، والله أعلم.
7349 - الحارث بن شهاب الطائي " ي ".
7350 - الحارث بن الصباح " ي ".
7351 - الحارث بن عبد الله الأعور همداني " صه " " قي " في الأولياء من
أصحاب علي عليه السلام ويحتمل كونه الأعور الغير المنسوب إلى شخص.
7352 - الحارث بن عربة الأنصاري، كذا في الحاوي، وأنه الذي نادى
الأنصار يوم الجمل أنصروا أمير المؤمنين عليه السلام كما نصرتم رسول الله صلى الله
عليه وآله أولا والله ان للأخير شبهة بالأولى الا أن الأولى أفضلهما " تعق ".
7353 - الحارث بن عمرو الليثي أبو واقد، وهو الذي حلف معاوية ليذيبن
الآنك في مسامعه " ي ".
7354 - الحارث بن قيس من أصحاب علي عليه السلام قطعت رجله في
غزوة صفين، وفي " د " " ي - ن - جخ " " كش " ممدوح وهذا ربما دل على أنه حمل هذا

(1) إذ ذكره في أصحاب " ن " عليه السلام والظاهر منه التغاير فتدبر " منه ".
78

على الحارث الأعور الذي تقدم، إذ ليس في " جخ " في " ن " الا الأعور بدون ذكر
الأب، وقد تقدم في السابقة احتمال التغاير.
7355 - الحارث بن قيس الجعفي " ي ".
7356 - الحارث بن همام النخعي صاحب لواء الأشتر يوم صفين " ي " " صه "
بترك النخعي وزاد من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام.
7357 - الحارث بن الهمداني الحالقي " ي ".
7358 - حارثة بن ثور " ي ".
7359 - حارثة بن قدامة " ي " وقد تقدم جارية على نسخة.
7360 - حبابة الوالبية، في " كش " وكانت أدركت علي عليه السلام وعاشت
إلى زمن الرضا عليه السلام فعلى هذا تدخل في الطبقات السبعة وتكون معمرة.
7361 - حبة بن جوين بن العرني " ن " كوفي، وكنية حبة أبو قدامة، وقيل:
ابن جوية العرني " ي " وفي " صه " و " قي " أنه من أصحاب علي عليه السلام باليمن.
وفي " قب " كان غاليا في التشيع من الثانية، وأخطأ من زعم أن له صحبة، مات سنة
ست وسبعين.
7362 - حبيب بن أسلم " ي ".
7363 - حبيب بن عبد الله " ي ".
7364 - حجاج بن عمرو " ي ".
7365 - حجاج بن غزية الأنصاري " ي " وفي نسخة ابن عربة بالمهملتين
والموحدة، كذا في المنتهى، وفي " قب " حجاج بن عمرو بن غرية بفتح المعجمة وكسر
الراء وتشديد التحتانية الأنصاري المازني المدني صحابي وله رواية عن زيد وشهد
صفين مع علي عليه السلام.
7366 - حجر بن عدي الكندي، وكان من الابدال ومن أصحاب علي عليه
السلام قال " فش ": ومن التابعين الكبار ورؤسائهم وزهادهم حجر بن عدي، وهو في
هذه الطبقة وفي السابقتين أيضا، في الوجيزة من الشهداء السعداء.
79

7367 - حذيفة بن اليمان العبسي، أحد الأركان الأربعة من أصحاب علي
عليه السلام ومات بالمدائن بعد بيعته عليه السلام بأربعين يوما، و " فش " سئل عن
ابن مسعود وحذيفة، فقال: لم يكن حذيفة مثل ابن مسعود، لان حذيفة كان زكيا وابن
مسعود خلط.
7368 - حديث بن جابر الحنفي " ي ".
7369 - حزين القاري " ي ".
7370 - حسان بن المخزوم البكري كان معه عليه السلام " ي ".
7371 - الحسن بن العرني من بجيلة " ي ".
7372 - الحسين بن نوف الناعظي " ي ".
7373 - الحصين بن جندب يكني أبا ظبيان الجنبي كوفي " ي " والجنب معظم
الشئ وأكثره وحي باليمن ونصب لهم لأب، وفي " تعق " كذبه الباقر عليه السلام في
حديث مسح علي عليه السلام على خفه، قلت: وهو في رواية أبي ورد المشهورة كما في
المنتهى.
7374 - الحصين بن الحارث بن عبد المطلب " ي ".
7375 - الحصين بن عبد الرحمن السلمي " ي ".
7376 - الحصين بن المنذر يكني أبا ساسان الرفاشي صاحب رايته " ي " وزاد
" صه " بالحاء المهملة المضمومة والصاد المهملة، روى " كش " عن محمد بن إسماعيل
عن " فش " عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي بصير قال قلت
لأبي عبد الله عليه السلام: ارتد الناس الا ثلاثة أبو ذر والمقداد وسلمان، فقال: أين
ساسان. والرواية معتبرة.
7377 - الحكم بن جبلة " ي " والظاهر أن الحكيم أصح كما يأتي.
7378 - حكيم بن جبلة " ي " وفي نسخة الحكم وقد مر، وفي " تعق " في
المجالس أنه " ل " أيضا وأنه كان رجلا صالحا مطاعا في قومه وحارب طلحة والزبير
قبل قدومه عليه السلام واستشهد.
80

7379 - حكيم بن سعد الحنفي، وكان من شرطة الخميس يكنى أبا يحيى
" ي " وفي " تعق " في النقد في آخر الباب الأول من " صه " أنه من أولياء أمير المؤمنين
عليه السلام أقول: وجدته كذلك فيها.
7380 - حنش بن المعتمر (1) " ي ".
7381 - حنظلة الكاتب روى كتابا للنبي صلى الله عليه وآله ابن أبي عثمان
عنه به " ست " وعن شرح ابن أبي الحديد وممن فارقه - يعنى عليا - حنظلة الكاتب،
خرج هو وجرير بن عبد الله البجلي من الكوفة إلى قرقيا وقالا: لا نقيم ببلدة يعاب
فيها عثمان.
7382 - حنظلة بن النعمان بن عمرو من بني زريق " ي ".
7383 - خارجة بن مصعب " ي ".
7384 - خالد بن أبي دجانة من أهل بدر " ي " " صه ".
7385 - خالد بن حصين " ي ".
7386 - خالد بن مسعود، وقد ذكر في حديث ميثم التمار المروي عن أبي
الحسن الرضا عليه السلام عن ابائه عليهم السلام والحديث طويل الا أنه يدل على
كونه من أوليائه عليه السلام.
7387 - خالد بن معمر الذهلي " ي ".
7388 - خرسة بن الحر الحارثي، يأتي مع سليمان بن مسهر أنهما كانا
مستقيمين، وفي " يب " خرشة بفتحات والشين معجمة ابن الحر بضم المهملة الفضاري
وكان يتيما في حجر عمر، وقال أبو داود: له: صحبة، وقال العجلي: ثقة من كبار
التابعين، فيكون من الثانية.
7389 - خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين " ي - ل " في النسب فقط، قال
" فش " انه من السابقين الذين رجعوا إلى علي عليه السلام وفيه أحاديث ناطقة على

(1) في الرجال: المغيرة.
81

كمال ايمانه قيل: لما قتل عمار دخل خزيمة فسطاطه وطرح عنه سلاحه ثم شن عليه
الماء ثم قاتل حتى قتل.
7390 - خشرم بن الحارث بن المنذر من بني سلمة " ي ".
7391 - خوات بن جبير من أصحاب علي عليه السلام بدري " صه " " جخ ".
7392 - داود بن بلال بن أحيحة أبو ليلى الأنصاري " ي " " عق " من
الأصفياء " د " وفي " صه " أبو ليلى من أصحاب علي عليه السلام من الأصفياء ذكره
" قي ".
7393 - دينار يكنى أبا سعيد ولقبه عقيصا، وانما لقب بذلك لشعر قاله " ي "
وفي " تعق " يأتي ما فيه في عقيصا، وهذا هو الذي ذكرناه عن " سين " ويأتي في الكنى
عقيصان
7394 - رافع بن خديخ " ل - ي ".
7395 - ربعي بن خراش، في " د " فقط وقد ذكره العامة بالخاء وقالوا: عابد
ورع لم يكذب في الاسلام من جملة التابعين وكبارهم، روى عن علي عليه السلام مات
سنة إحدى ومائة، وقيل: مائه، وقيل: أربع وتسعين، وبملاحظة التاريخ يكون في
الخمسة.
7396 - الربيع بن خثيم، أحد الزهاد الثمانية قاله " كش " عن ابن قتيبة عن
" فش " وقال أيضا من جماعة كانوا مع علي عليه السلام وكانوا زهادا أتقياء (1)، مات
سنة إحدى وقيل ثلاث وستين، وهو في السابقة أيضا.
7397 - ربيعة بن علي، كان أبو إسحاق يروي عنه " ي ".
7398 - ربيعة بن ناجد الأسدي الأزدي عربي كوفي " ي ".
7399 - رشيد الهجري " ي - ن - سين - ين " مشكور " صه " وفي " كش " أنه

(1) وفي احياء العلوم للغزالي: كان الربيع بن خثيم حفر في داره قبرا وكان إذا وجد في قلبه قساوة دخل فيه واضطجع
ومكث ما شاء الله ثم يقول: رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت، ثم يرد على نفسه يا ربيع رجعناك فاعمل
" منه ".
82

كان قد ألقى إليه علم البلايا والمنايا، وكان أمير المؤمنين عليه السلام يسمه رشيد
البلايا، وهو بضم الراء ثقة في الوجيزة والبلغة، وعده الكفعمي من التوابين لهم.
7400 - رفاعة بن أبي رفاعة الهمداني، دفع علي عليه السلام إليه راية همدان
يوم خرج صفين، كما يأتي في أبي الجوشاء.
7401 - رقيعة وفي نسخة رقيقة المحاربي " ي ".
7402 - أركان اللحام " ي ".
7403 - رميلة من أصحاب علي عليه السلام و " د " ذكره في باب الزاي
المعجمة، ونقل عن " كش " توثيقه، وهو غير معلوم.
7404 - رياح بن الحارث، في " صه " من أصحاب علي عليه السلام من ربيعة
" تعق ".
7405 - رياش بن عبدي الطائي " ي ".
7406 - الريان بن عدي الطائي " ي ".
7407 - زاذان يكني أبا عمرة الفارسي " ي " وفي " قي " في خواصه من مضر
زاذان أبو عمرو الفارسي وعنه " صه " ومغايرة الكنية بل الاسم تدل على مغايرتهما،
والله أعلم.
7408 - زحر بن قيس رسوله صلى الله عليه وآله إلى جرير بن عبد الله إلى
الري " ي ".
7409 - زر بن حبيش، من رجال علي عليه السلام وكان فاضلا " صه " " جخ ".
7410 - زر بن حبيش، وكان فاضلا، وفي " صه " جعله ابن حبيس بضم الحاء
المهملة وبالسين المهملة من رجال علي عليه السلام وكان فاضلا وجعله " د " وهما وقال:
انه بالشين المعجمة، عاش مائة وعشرين سنة ويحدث عن عمر وأبي وعبد الله وعلي
وحذيفة، عنه عاصم وقرأ عليه وأثنى عليه وقال: انه من أعرب الناس.
7411 - زميله " ي " وفي " كش " ثقة، والتبس على بعض أصحابنا فأثبته
في الراء المهملة، وهو وهم. وقد ذكره الشيخ في باب الزاي من كتاب الرجال وكأنه
83

أراد ببعض الأصحاب العلامة في الخلاصة.
7412 - زهر بن قيس رسوله عليه السلام إلى جرير بن عبد الله إلى الري " ي "
في نسخة، وصحح الميرزا زحر كما تقدم، وعن بعض العامة أنه رجل من الأنصار حكى
ابنه عبد الرحمن بن زحر، ولكن لا يخفى أنه من المحتمل صحة النسختين وثبوت
الاخوة بينهما.
7413 - زياد بن بياضة الأنصاري " ي ".
7414 - زياد بن الجعدي " ي " من خواصه في " صه " و " قي " و " د " واستظهر
الميرزا أنه ابن أبي الجعد كما يأتي في أخيه سالم، وفي جامع الأصول أبي الجعد واسمه
رافع، وهو أخو سالم وعبيد وعبد الله.
7415 - زياد بن الحصين التميمي، من أهل البصرة ومن أهل الجزيرة " ي ".
7416 - زياد بن حفص التميمي " ي ".
7417 - زياد بن ربيعة " ي " وفي " قب " زياد بن ربيعة بن نعيم بن ربيعة
الحضرمي، وقد ينسب إلى جده الحضرمي، ثقة من الثالثة، مات سنة خمس وتسعين،
وبهذه الملاحظة في الطبقات إلى " ين ".
7418 - زياد بن سوقة الجريري مولاهم كوفي، وأخواه محمد وحفص " ين "
البجلي الكوفي مولى جرير بن عبد الله أبو الحسن " ق " تابعي " قر " ثقة، وهو في
الخمسة ظاهرا.
7419 - زياد بن عبيد عامل علي عليه السلام على البصرة " صه " " جخ " وفي
المنتهى لم يعرف هذه الفاسق، وذكره في القسم الأول، وهو أشهر من أن ينكر وكذا
امه، نعم غير معروف.
7420 - زياد بن كعب بن مرحب، من رجال علي عليه السلام وهو رسوله إلى
الأشعث بن قيس إلى آذربيجان، قال الشيخ الطوسي: ينظر في أمره وما كان منه في
أمر الحسين عليه السلام " صه " " جخ ".
7421 - زياد بن النصر الحارثي " ي ".
84

7422 - زيد بن أرقم " ل - ن - سين " الأنصاري، عربي مدني خزرجي " ي "
هو الذي أظهر نفاق المنافقين من بني الخزرج " قي " قال " فش " انه من السابقين
الذين رجعوا إلى علي عليه السلام " كش " " صه ".
7423 - زيد بن أسلم العدوي، مولاهم المدني، مولى عمر بن الخطاب تابعي
كان يجالسه كثيرا، وقد تنظر في حاله في " ق " كما عنه " صه " وهذا إشارة إلى التردد
في حاله بل إلى ضعفه " ي ".
7424 - زيد بن تبيع " ي ".
7425 - زيد بن الحصين الأسلمي من المهاجرين " ي ".
7426 - زيد بن صوحان من الابدال قتل يوم الجمل، وقيل: إن عائشة
استرجعت حين قتل " ي " قال عليه السلام عندما صرع: رحمك الله يا زيد كنت خفيف
المؤونة عظيم المعونة " صه " وحكي أن عائشة كتبت إليه كتابة.
7427 - زيد بن وهب الجهني الكوفي " ي " له كتاب خطب علي عليه السلام
على المنابر في الجمع والأعياد وغيرهما، عنه أبو منصور الجهني " جش " وفي " تعق " في
أخر الباب الأول من الخلاصة عن " قي " أنه من أصحابه من اليمن.
7428 - زيد بن هاني السبيعي " ي ".
7429 - سالم بن أبي الجعد " ي " من خواصه عليه السلام في " صه " وفي " قي "
لكن فيهما ابن الجعد الأشجعي مولاهم الكوفي يكنى أبا مسلم، مولى عمر بن عبد
الله، وفي " قب " ثقة، وعبيد وزياد من خواصه عليه السلام كلهم من بني الجعد
الأشجعيين، أي: أبي الجعد رافع، عنه منصور الأعمش وهو في السابقتين.
7430 - سجان بن صوحان العبدي أخو صعصعة " ي " " د ".
7431 - سعد أبو سعيد الخدري " ل " عربي أنصاري في الأصفياء من
أصحاب علي عليه السلام في " صه " و " قي " وفي " كش " عن " فش " أنه من السابقين
الذين رجعوا إلى علي عليه السلام، وبطرق كثيرة لا يخلو أكثرها من صحة أنه كان
مستقيما قد رزق هذا الامر.
85

7432 - سعد بن حذيفة اليمان " ي " وفي " تعق " يأتي في أخيه صفوان.
7433 - سعد بن حميد أبو عمار الهمداني، أصيبت عينيه بصفين " ي " وفي " د "
أبو عمارة بالهاء.
7434 - سعد بن زياد بن وديعة " ي ".
7435 - سعد بن عبادة، في المجالس ما يظهر منه جلالته، وأنه ما كان [يريد]
الخلافة لنفسه بل لعلي عليه السلام " تعق " وقد ورد في السير مدحه وتبجيله، الا أنه
روي عن علي عليه السلام أول من جرء الناس علينا سعد فتح بابا ولجه غيره وأضرم
نارا لهبها عليه وضوءها لأعدائه (1).
7436 - سعد بن عمرو " ي ".
7437 - سعد بن عمران، ويقال: سعد بن فيروز، كوفي مولى، كان خرج يوم

(1) ذكر بعض العامة العمياء أن طائفة من الجن قتلت سعدا، لأنه بال قائما، ورأوها وقد صعد بعض الأشجار وهي
تضرب بالدف وتقول: قد قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة ورميناه بسهمين.
وفي كتاب المجالس: العجب أنهم يجعلون ذنب سعد بوله قائما، ويذكر البخاري في صحيحه ذلك من السنن
النبوية.
أقول: وقد نقل عن البلاذري في تاريخه أن عمر بعث محمد بن مسلمة الأنصاري وخالد بن الوليد من المدينة
ليقتلاه، فرمى إليه كل منهما سهما فقتلاه. وفي روضة الصفا أنه بتحريك بعض الأعاظم. فالنقل المذكور بأنه
قتلته طائفة من الجن من الأراجيف والأباطيل التي كانت عادتهم على ذكرها.
كيف وقد نقل محمد بن جرير الطبري الشافعي في مؤلفه عن أبي علقمة، قال قلت لابن عبادة: وقد مال
الناس إلى بيعة أبي بكر ألا تدخل فيما دخل فيه المسلمون؟ قال: إليك عني فوالله لقد سمعت رسول الله صلى
الله عليه وآله إذا أنا مت تضل الأهواء ويرجع الناس إلى أعقابهم، فالحق يومئذ مع علي وكتاب الله بيده لا نبايع
أحدا غيره. فقلت له: هل سمع هذا الخبر أحد غيرك من رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقال: أناس في قلوبهم
أحقاد وضغائن. قلت: بل نازعتك به نفسك أن يكون هذا الامر لك دون الناس، فحلف أنه لم يهم بها ولم يردها،
وأنهم لو بايعوا عليا كنت أول من بايعه.
وقال " كش ": وسعد لم يزل سيد في الجاهلية والاسلام، وأبوه وجده وجد جده لم يزل فيهم الشرف. وكان سعد
يجير فيجار وذلك لسودده، ولم يزل هو وأبوه أصحاب طعام في الجاهلية والاسلام.
وعن محكي كتاب الاستيعاب: كان عقبيا نقيبا سيدا جوادا مقدما وجيها له سيادة ورئاسة يعترف له قومه
بها، وتخلف عن بيعة أبي بكر، وخرج من المدينة ولم يرجع إليها إلى أن مات بخوزان من أرض الشام. وعندي أنه
جليل نبيل " منه ".
86

الجماجم مع ابن الأشعث يكنى أبا البختري " ي ".
7438 - سعد بن مالك الخزرجي، يكنى أبا سعيد الخدري الأنصاري العربي
" ي " وقد تقدم سعد أبو سعيد.
7439 - سعد بن وهب الهمداني " ي " وعن نسخة سعيد.
7440 - سعيد بن أبي حازم أبو حازم الأحمسي، عنه أبان " ي ".
7441 - سعيد بن جهمان هو ابن علاقة " تعق ".
7442 - سعيد بن علاقة، مضى في سدير وجهم بن أبي الجهم، ويأتي في
هارون بن الجهم وفي الكنى ماله دخل " تعق " أقول: قد مضى في هارون أن سعيدا
مولى أم هاني بنت أبي طالب، وكنيته أبو فاختة من أجداد هارون هذا.
7443 - سعيد بن فيروز أبو البختري " ي " في أصحابه من اليمن في " صه "
و " قي " من خواصه " د " وقد تقدم أن سعيد بن عمران هو أبو البختري، ويقال: سعد
بن فيروز.
7444 - سعيد بن قيس الهمداني " ي " وعن نسخة سعد، وفي " كش " قال
" فش ": ومن التابعين الكبار ورؤسائهم وزهادهم، فعد جماعة منهم سعيد بن قيس، وفي
" تعق " مدحه عندما مدح همدان بقوله عليه السلام: سعيد بن قيس والكريم سجام.
7445 - سعيد بن مسعود الثقفي " ي ".
7446 - سعيد بن وهب الجهني " ي ".
7447 - سعيد بن وهب الهمداني " ي ".
7448 - سفيان بن أكيل " ي ".
7449 - سفيان بن يزيد، أخذ الراية ثم أخوه عبيد، ثم أخوه كرب، ثم أخذ
الراية عميرة بن بشر، ثم أخوه الحارث فقتلوا ثم أخذ الراية وهب بن كريب أبو
القلوص " ي " وفي " صه " حرب بدل كرب وكذا عن الشيخ.
7450 - سلامة الكندي أو الرزي " ي ".
7451 - سلمة بن كهيل " ي " من خواصه عليه السلام " قي " " د " " صه " عنهما
87

في آخر الباب الأول، وفي " طس " سلمة بن كهيل بتري وكذا في " صه " ولكن الظاهر
أنه ما نقله عن " قي " و " د " غير البتري، والا لتعين الحكم باشتباهه، واستظهر بعض
الاتحاد، ولا يخلو من تأمل.
7452 - سليم بن قيس الهلالي " ي - ن - سين - قر " الهلالي ثم العامري
الكوفي صاحب علي عليه السلام " ين " وقال " عق ": انه طلبه الحجاج فهرب وآوى
إلى أبان بن أبي عياش، فلما حضرته الوفاة. قال لابان: ان لك علي حقا وقد حضرني
الموت - الخبر.
7453 - سليمان بن صرد الخزاعي المتخلف عنه عليه السلام يوم الجمل،
أدرك رسول الله صلى الله عليه وآله، قال " فش ": ومن التابعين الكبار ورؤسائهم
وزهادهم سليمان بن صرد " كش " وفي " تعق " لعله الذي طلب بثار الحسين عليه السلام.
7454 - سليمان بن مسهر، من أصحاب علي عليه السلام، كان يروي عن
خرشة بن الحر الحارثي، وكانا جميعا مستقيمين " صه " " جخ " وكان الأعمش يروي عنه
" ي " وقال ابن حجر: ثقة من الرابعة، ووهم من ذكر في الصحابة، وقال " هب ": ثقة.
7455 - سماك بن عبد عوف " ي ".
7456 - سمرة بن ربيعة " ي ".
7457 - سنان بن مالك النخعي " ي ".
7458 - سويد بن غفيلة " ي - ن " ابن غفلة الجعفي، قال " قي ": انه من
أولياء علي عليه السلام، وهو في الطبقتين بل في التالية أيضا والسابقتين، كما يعرف من
تاريخ وفاته، وقد عمر كثيرا، مات وله مائة وثلاثون سنة.
7459 - سيد بن عبيد البختري " ي ".
7460 - شبث بن ربعي، رجع إلى الخوارج " ي " " صه ".
7461 - شتير بن شكل العبسي، وقال سعد: شتير " ي " وفي خواصه عليه
السلام في " صه " وفي " قي ": شبير، وفي جامع الأصول شتير بن شكل بالمثناة من فوق،
وكذا في " قب ".
88

7462 - شتير بن شرحبيل وهبيرة وكرب وبريد وشمير، ويقال شتير، هؤلاء
اخوة أبناء شريح قتلوا بصفين كل واحد يأخذ الراية بعد آخر حتى قتلوا " ي " " صه ".
7463 - شتيرة، من أصحاب علي عليه السلام، وفي الحديث سمعت عبد
الملك بن أعين يسأل الصادق عليه السلام إلى أن قال: فهلك الناس اذن، قال: أي
والله يابن أعين - إلى أن قال: الا ثلاثة ثم لحق بهم أبو ساسان وشتيرة وعمار وأبو
عميرة فصاروا سبعة.
7464 - شداد بن الأزمع الهمداني " ي ".
7465 - شرحبيل، تقدم مع شتير وأنه أخوه مع جماعة أخرى.
7466 - شريح القاضي ملعون، روى أبو نعيم عن عمر بن ثابت عن أبي
إسحاق قال: ثلاثة لا يؤمنون على علي بن أبي طالب عليه السلام مسروق ومرة
وشريح، وروى أن الشبعي رابعهم.
7467 - شريح بن قدامة السلمي " ي ".
7468 - شريح بن النعمان الهمداني " ي ".
7469 - شريك الأعور السلمي النخعي " ي ".
7470 - شقيق بن ثور " ي ".
7471 - شقيق بن سلمة يكنى أبا وداك " ي ".
7472 - شهر بن عبد الله بن حوشب " ي ".
7473 - صادق بن الأشعث " ي ".
7474 - صبيرة بن سفيان " ي ".
7475 - صعصعة بن صوحان، عظيم القدر، من أصحاب علي عليه السلام
وعن الصادق عليه السلام أنه قال: ما كان مع علي عليه السلام من يعرف حقه الا
صعصعة وأصحابه، وأمره معاوية بلعن أمير المؤمنين فافتضحه مرتين في المسجد وحديثه
معروف.
7476 - صفوان بن حذيفة بن اليمان " ي " وفي نسخة اليمان بدون الابن وفي
89

" تعق " قتل هو وأخوه سعد في صفين وكانا معه لوصية أبيهما.
7477 - صلد بن زفر صاحب عمر " ي ".
7478 - صيفي بن ربيعي " ي ".
7479 - صيفي بن فسيل، وكان ممن خدم عليا عليه السلام وهو جد عبد
الملك بن هارون بن عنزة " صه " " قي " في أصحابه عليه السلام من ربيعة الا أن فيه
ابن فسيل الشيباني، وفي " دي " من خواصه عليه السلام.
7480 - ضرار بن الصامت " ي ".
7481 - طارق بن شهاب الأحمسي يكنى أبا حية كوفي " ي " ويأتي له في
الكنى مزيد كلام إن شاء الله تعالى.
7482 - طرماح بن عدي " سين " رسوله عليه السلام إلى معاوية " ي ".
7483 - الطفيل بن الحارث بن عبد المطلب بدري " ي ".
7484 - ظالم بن سراق يكنى أبا الصفوة والد المهلب، وكان شيعيا وقدم بعد
الجمل، فقال لعلي عليه السلام: أما والله لقد شهدتك ما قاتلك، أزدي فمات بالبصرة
وصلى عليه علي عليه السلام " ي " عنه " صه ".
7485 - ظبيان بن عمارة التميمي " ي ".
7486 - عابس بن ربيعة النخعي " ي " وعن نسخة عباس.
7487 - عاصم بن حمزة " ي " " جخ ".
7488 - عاصم بن زياد، يظهر من رواية في الكافي زهده وورعه واطاعته لعلي
عليه السلام " تعق ".
7489 - عاصم بن ضمرة " ي " وفي " ق " " قي ". و " د " وبعض نسخ " ي " أيضا
عاصم بن حمزة السلولي، وفي " تعق ". وكذا في " صه ". في آخر الباب الأول، وفيه أنه
من خواص " ي " عليه السلام.
أقول: وبناءا على الثاني يكون هو ابن حمزة الذي ذكرناه عن " ي " ويخرج
عن الجهالة إلى النباهة بل إلى الجلالة والوثاقة.
90

7490 - عامر بن أخيل " ي ".
7491 - عامر بن الأصقع الزبيدي، رسوله عليه السلام إلى معاوية " ي ".
7492 - عامر بن زيد " ي " وعن نسخة ابن يزيد وسيجئ.
7493 - عامر بن شرحبيل أبو عمرو الفقيه " ي " " جخ " رآه عليه السلام
" د " لا غير قيل: هو الفقيه العامي المعروف بالشبعي.
7494 - عامر بن صخرة السكوني عربي كوفي " ي ".
7495 - عامر بن طريف " ي ".
7496 - عامر بن عبد الأسود " ي ".
7497 - عامر بن عبد عمرو " ي " ثم عامر بن عبد عمرو يكنى أبا حبيب.
7498 - عامر بن عبد قيس، من الزهاد الثمانية، كان مع علي عليه السلام
وفي " كش ". عن القتيبي عن " فش " أنه منهم من الذين كانوا مع علي عليه السلام
ومن أصحابه وكانوا زهادا أتقياء.
7499 - عامر بن عبيد " ي ".
7500 - عامر بن مسعود بن سعد " ي ".
7501 - عامر بن واثلة بن الأسقع " ن " الكناني " ين " " قي ". أبو الطفيل " ل
- ي " أدرك ثمان سنين من حياة النبي صلى الله عليه وآله، ولد عام أحد كيساني " صه ".
كان كيسانيا ممن يقول بحياة محمد بن الحنفية، وعد من خواص علي عليه السلام،
وهو في الطبقات الأربعة، وقد أشرنا إليه في رجال " قر " فلاحظ.
7502 - عامر بن يزيد " ي " وفي نسخة ابن زيد كما تقدم.
7503 - عائذ بن بكر " ي ".
7504 - عائذ بن رفاعة على ما في نسختي من " صه ". كذا ذكره الميرزا وفي
" تعق " في عباية بن رفاعة " تعق ". وقال في المنتهى في عباية، وفي نسختي من " صه ". في
آخر الباب الأول عابد بن رفاعة كما ذكر في النقد، والظاهر أنه سهو، فتأمل.
7505 - عباد بن قيس صاحب الترهات " ي " وعن " د ". " ين " والظاهر أنه
91

سهو، والترهات الطرق الصغار غير الجادة تتشعب عنها، الواحدة ترهة فارسي معرب
ثم أستعير في الباطل.
7506 - عباد بن كثير الكاهلي الثقفي " ق " " جخ ". شيخ قديم كان سفيان
الثوري يكذبه " د " وفي " قب " عباد بن كثير الثقفي البصري متروك روى أحاديث
كذب من السابعة، مات بعد الأربعين وقيل: تأخر إلى حدود السبعين.
7507 - عبادة بن ربعي الأسدي " ي " وفي نسخة عباية، ويأتي أنه من
خواصه في " قي ". و " صه ".
7508 - عبادة بن الصامت ابن أخي أبي ذر ممن أقام بالبصرة وكان شيعيا
" ي " " صه " من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام " صه " " كش "
عن " فش " مات سنة أربع وستين.
7509 - عباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب " ي " وقد روي في
كشف الغمة وغيره حديثا شريفا يدل على غاية جلالته وعلو منزلته عند الإمام عليه السلام
الا أن السند غير نقي.
7510 - عباس بن ربيعة النخعي " ي " وفي نسخة عابس وقد تقدم.
7511 - عباس بن شريك " ي ".
7512 - عباس بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وآله سيد من
سادات أصحابه، وهو من أصحاب علي عليه السلام أيضا " صه ". " جخ " إليه ينسب
العباسية، وهم أشد بغضا لآل العصمة الطاهرة من بني أمية لعنهم الله.
7513 - عباية بن ربعي " ن " الأسدي " ي " وفي " صه ". و " قي " في خواصه
عليه السلام وعن نسخة من " ن " عباية بن عمرو بن ربعي، وجعله الميرزا عبادة في
أصح نسختي " ي " وفي " تعق ". مر في ترجمة حبابة الوالبية ما يظهر منه حسن اعتقاده.
7514 - عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج الأنصاري " ي " كذا ذكره
الميرزا في التلخيص، وقد مضى منه أنه عائذ، وفي " تعق " في النقد ذكره العلامة بعنوان
عابد بن رفاعة بن رافع " ي " جذيمة والظاهر أنه اشتباه كما قال وذكر أنه عائذ
92

بملاحظة نسخته.
7515 - عبد خير الخيراني في أصحاب علي عليه السلام من اليمن في " صه "
و " قي " الخبواني منسوب إلى خبوان من همدان: وقال الدارقطني: الخيراني. والأظهر
الأشهر بالأول، وهو من خواصه عليه اسلام، والدارقطني اسم محلة في بغداد.
7516 - عبد خير بن ناجد يكنى أبا صادق الأزدي " ي ".
7517 - عبد الرحمن بن أبي طلحة " ي ".
7518 - عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري، من أصحاب علي عليه السلام
شهد معه عربي كوفي، ضربه الحجاج حتى اسود كتفاه على سبه عليه السلام ثم أقامه
للناس، فجعل يقول: ألعن الكذابين علي عليه السلام وابن الزبير والمختار، قال ابن
شهاب: يقول أصحاب (1) إلى آخرة.
7519 - عبد الرحمن بن بديل بن ورقاء، من أصحاب علي عليه السلام
رسول رسول الله صلى الله عليه وآله إلى اليمن، قتل مع علي عليه السلام بصفين
" صه " " جخ " وفي " تعق " في الوجيزة والبلغة أنه حسن.
أقول: ومدحه لا يبلغ إلى درجة القبول.
7520 - عبد الرحمن بن جندب " ي ".
7521 - عبد الرحمن بن ختيل الجمحي، قتل بصفين " ي " وفي بعض النسخ
عبد الله بن ختيل بالتاء المثناة كما يأتي. وقيل: في نسخة بالجيم وفي " تعق " في المجالس
أيضا أنه عبد الرحمن وأنه هجى عثمان وحبسه وخلصه علي عليه السلام.
7522 - عبد الرحمن بن خراش بن الصمة بن الحارث " ي ".
7523 - عبد الرحمن بن سيار " ي " وفي نسخة ابن يسار كما يأتي.
7524 - عبد الرحمن بن العباس الهاشمي، من أولاد عباس بن عبد المطلب،
غير معروف الحال.

(1) قال ابن شهاب: يقول سمعك يعلم ما تقوله لقوله علي أي ابتداء الكلام " منه ".
93

7525 - عبد الرحمن بن عبد ربة " ي " وفي نسخة عبد الرحيم، وفي " سين "
عبد الرحمن بن عبد ربة الخزرجي، واستظهر في " تعق " أنه غير الآتي.
7526 - عبد الرحمن بن عبد ربة، حدثني أبو الحسن حمدوية قال: سمعت
بعض المشايخ وسألته عن وهب - إلى أن قال: وعبد الرحمن بن عبد ربة يقول: كلهم
خيار فاضلون كوفيون. ويحتمل اتحاده مع السابق، فتأمل.
7527 - عبد الرحمن بن عمرو " ي " ثم ذكر الميرزا عبد الرحمن بن عمرو
عن " ي " وتعددهما مشكل، واتحاده مع الآتي أيضا محتمل.
7528 - عبد الرحمن بن عمرو بن الجموح " ي ".
7529 - عبد الرحمن بن عوسجة " ي ".
7530 - عبد الرحمن بن غنم " ي " وفي " قب " بفتح المعجمة وسكون النون
الأشعري مختلف في صحة ذكره العجلي من كبار ثقات التابعين، مات سنة ثمان
وسبعين، وهو في السابقة كما لا يخفى.
7531 - عبد الرحمن بن يسار " ي " وفي نسخة ابن سيار وقد تقدم.
7532 - عبد الرحيم وعبد الرحمن ابنا خراش بن الصمة بن الحارث " ي ".
7533 - عبد الرحيم بن عبد ربة " ي " وفي نسخة عبد الرحمن كما تقدم.
7534 - عبد الرحيم بن عبد ربة، روى " كش " عن حمدوية بمضمون ما مر
في عبد الرحمن بن عبد ربة، والظاهر وثاقته والاتحاد، وان احتمل كونه أخوه، وهو
غريب إذ لم يحتمله أحد.
7535 - عبد الرحيم بن محرز الكندي " ي ".
7536 - عبد الله أبو جابر بن عبد الله، روى زرارة عن الباقر عليه السلام
قال: كان عند الله أبو جابر بن عبد الله من السبعين ومن الاثنا عشر، وجابر من
الأول دون الثاني.
7537 - عبد الله بن أبي ربيعة " ي ".
7538 - عبد الله بن أبي سجيلة الخراساني " ي ".
94

7539 - عبد الله بن أبي السفر الهمداني " ي ".
7540 - عبد الله بن أبي طلحة، من أصحاب علي عليه السلام وهو الذي
دعا له رسول الله صلى الله عليه وآله يوم حملت به امه " صه " " جخ ".
7541 - عبد الله بن بحر الحضرمي يكنى أبا الرضا " ي " واستظهر الميرزا
أنه ابن يحيى الحضرمي، وفيه تأمل لاختلاف العنوان، فان أباه بحر وفي الآتي يحيى،
والاتفاق في الكنية لا يوجب الاتحاد، مع أن التحريف خلاف الغالب.
7542 - عبد الله وعبد الرحمن ابنا بديل بن ورقاء وأخوهما محمد، وهم رسل
النبي صلى الله عليه وآله إلى اليمن، قتلا بصفين مع علي عليه السلام " صه " " ي " وفي
" كش " عن " فش " ان من التابعين ورؤسائهم وزهادهم عبد الله بن بديل في جماعة.
7543 - عبد الله بن بكير بن عبد يائل، دفع إليه علي راية كنانة يوم خروجه
إلى صفين، كما يأتي في أبي الجوشاء.
7544 - عبد الله بن ثابت " ي ".
7545 - عبد الله بن جابر بن عبد الله، معد عن زرارة باسقاط الوسائط
عن الباقر عليه السلام قال: كان عبد الله بن جابر بن عبد الله من السبعين ومن
الاثنا عشر، وجابر من السبعين وليس من الاثنا عشر " كش " وهم الذين بايعوا على
رسول الله صلى الله عليه وآله في الجمرة العقبة.
7546 - عبد الله بن جنادة " ي ".
7547 - عبد الله ورباح ابنا الحارث بن بكير بن وائل في أصحاب علي عليه
السلام من ربيعة " صه " " قي ".
7548 - عبد الله بن الحارث أخو مالك الأشتر " ي ".
7549 - عبد الله بن الحارث بن نوفل بن عبد المطلب " ي ".
7550 - عبد الله بن حارثة " ي ".
7551 - عبد الله بن حبيب السلمي عن " قي " في خواص علي عليه السلام
من مضر أبو عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي، قال: وبعض الرواة يطعن فيه.
95

7552 - عبد الله بن حجل، من خواصه عليه السلام " ي " في النسخة " د "
في الوصف، وفي " صه " و " قي " في أصحابه من ربيعة.
7553 - عبد الله بن حكيم بن جبلة " ي - سين " وهو فيهما.
7554 - عبد الله بن خباب بن الأرت، من أصحاب أمير المؤمنين عليه
السلام قتله الخوارج قبل وقعة نهروان " صه " " جخ " وخباب بالخاء المعجمة والباء
الموحدة بعد الألف وقبلها.
7555 - عبد الله بن ختيل الجمحي، قتل معه عليه السلام بصفين " د " و
الموجود في " ي " كما تقدم عبد الرحمن، والحق أنهما أخوان من أصحابه، وإن كان عبد
الرحمن أشهر، والله أعلم.
7556 - عبد الله بن خليفة، يكنى أبا العريف الهمداني " ي ".
7557 - عبد الله بن ربيعة " ل " السلمي " ي " وهو فيهما.
7558 - عبد الله بن الزبير بن عيسى القرشي الأسدي الحميدي المكي أبو
بكر، حافظ فقيه، أجل أصحاب ابن عيينة من العاشرة، مات سنة سبع عشرة بمكة
وقيل: بعدها.
7559 - عبد الله بن زعيم، ويقال: عبد الرحمن بن غنم " ي ".
7560 - عبد الله بن زيد بن عاصم من بني النجار " ي " من أصحاب أمير
المؤمنين عليه السلام قتل يوم الحرة " ي " " صه ".
7561 - عبد الله بن سبا، غال ملعون حرقه أمير المؤمنين عليه السلام بالنار،
كان يزعم أن عليا عليه السلام اله وانه نبي لعنه الله " صه " " كش " الذي رجع إلى
الكفر وأظهر الغلو " ي " ونعم ما قال في المنتهى: عبد الله بن سبا ألعن من أن يذكر.
7562 - عبد الله بن سخيرة الأزدي يكنى أبا معمر " ي ".
7563 - عبد الله بن سلمة " ي ".
7564 - عبد الله بن سلمة، من أصحاب علي عليه السلام الذي قال له:
ما يسر اني لم أشهد صفين، ولوددت أن كل مشهد شهده علي عليه السلام شهدته " صه "
96

" جخ ".
7565 - عبد الله بن سويد ولقبه الحوشي " ي ".
7566 - عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي، عربي كوفي من كبار التابعين
وثقاتهم، وكان مريضا شديد الحمى، فعاده الحسين عليه السلام، فلما دخل من باب
الدار طارت الحمى عنه، فقال: قد رضيت بما أوتيتم والحمى لتهرب منكم.
7567 - عبد الله بن الصامت ابن أخي أبي ذر " ي " وكان شيعيا " د " تقدم
أنه عبادة، ومن المحتمل التعدد بثبوت الاخوة، والله أعلم.
7568 - عبد الله بن الطفيل العامري " ي ".
7569 - عبد الله بن عامر بن عتيك بن عازب " ي ".
7570 - عبد الله بن العباس ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله، كان
محبا لعلي عليه السلام وتلميذه، حاله في الجلالة والاخلاص له عليه السلام أشهر من
أن يخفى، وما ذكره من الأحاديث القادحة لا يخفى ضعفه، وهو المعروف بابن العباس
مات بالطائف سنة ثمان أو تسع وستين وصلى عليه محمد الحنفية.
7571 - عبد الله بن عتيك بدري " ي " " د ".
7572 - عبد الله بن عمار بن عبد يغوث " ي ".
7573 - عبد الله بن عمرو بن محصن " ي " وعن نسخة مصغرا.
7574 - عبد الله بن عمرو بن معاذ بن الجموح من بني سلمة " ي ".
7575 - عبد الله بن عوف " ي " في موضعين، وفي الأخير اشتباه بعون.
7576 - عبد الله بن عميرة " ي - سين " وهو فيهما.
7577 - عبد الله الكواء، من رجال أمير المؤمنين عليه السلام خارجي ملعون
" صه " " جخ " في البعض.
7578 - عبد الله بن وهب الراسبي رأس الخوارج " صه " " ي " ملعون فيه
وفي " د " وزاد " صه " بالراء والسين والباء الموحدة وفي " د " منسوب إلى راسب بن
جدعان بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث.
97

7579 - عبد الله بن يحيى الحضرمي، قال له علي عليه السلام يوم الجمل:
ابشر يابن يحيى فإنك وأباك من شرطة الخميس حقا، لقد أخبرني رسول الله صلى
الله عليه وآله باسمك واسم أبيك في شرطة الخميس، والله سماك في السماء شرطة
الخميس على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وآله.
7580 - عبد الله بن أبي ذر الغفاري روى عن علي عليه السلام.
7581 - عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي، من أشراف
الصحابة وسادات أصحاب علي عليه السلام وكان أصغر من أخيه عبد الله بسنة الا
أنه بعد ما صار أميرا للعسكر من جانب الامام المجتبى عليه السلام التحق بعسكر
معاوية بترغيبه بالدرهم، وقام قيس بن سعد بأمر الناس وقال: هذا وأباه لم يأتيا بخير
قط.
7582 - عبيد بن التيهان " ي " وقال الميرزا: ولعله أبو الهيثم ويأتي في الكنى،
وفي " تعق " هو أخوه قتل معه بصفين واسم أبي الهيثم مالك، كما يأتي في الكنى إن شاء الله.
7583 - عبيد بن الجعد " ي " والظاهر أنه ابن أبي الجعد، والنسخة مغلوطة،
وقد مر في أخيه سالم مدحه، وهو أخو زياد أيضا، ومر في رافع بن سلمة بن زياد
الأشجعي أنه من بيت الثقات وعيونهم، فلاحظ.
7584 - عبيد بن عبد يكنى أبا عبد الله الجدلي، من أصحاب أمير المؤمنين
عليه السلام قيل: أنه كان تحت راية المختار " صه " " جخ " وفي " قي " في الأولياء من
أصحاب علي عليه السلام وكذا في خواصه من مضر أبو عبد الله الجدلي.
7585 - عبيد مولى زيد " ي ".
7586 - عبيد بن نضلة الخزاعي، قال ابن الأعمش لأبيه: على من قرأت؟
قال: على يحيى بن وثاب، وقرأ يحيى على عبيد بن نضلة، كان يقرأ كل يوم آية، ففرغ
من القرآن في سبع وأربعين سنة، ويحيى كان مستقيما وإذا صلى كأنه يخاطب أحدا.
7587 - عبيد بن أبي رافع كاتب أمير المؤمنين عليه السلام " صه " " ست "
98

" جش " " جخ " وكذا في خواصه عليه السلام من مضر في " صه " و " قي " له كتاب قضايا
أمير المؤمنين عليه السلام الجمل والصفين والنهروان من أصحابه.
7588 - عبيد الله بن الحر الجعفي الفارس الفاتك الشاعر، له نسخة يرويها
عن أمير المؤمنين عليه السلام " جش ".
7589 - عبيدة السلماني " ي " وفي الأولياء من أصحابه عليه السلام كما في
" قي " و " صه " أقول: وفي كليهما لا سيما الأول مدح عظيم يجوز الاتكال عليه بهذه
الملاحظة.
7590 - عبد الله بن رفاعة بن أبي رافع بن مالك من بني زريق " ي ".
7591 - عتبة بن عمر و " ي ".
7592 - عتيق بن معاوية بن الصامت فارس رسول الله صلى الله عليه وآله
الأنصاري، من بني زريق من الخزرج يكنى أبا عياش، وفي " د " أبو العباس الذراقي
بالذال المعجمة والراء المفتوحتين والقاف.
7593 - عثمان بن حنيف، من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه
السلام قاله " فش " " صه " " كش " الأنصاري عربي " ي " وفي " تعق " يظهر من المجالس
وغيرها جلالته وكان واليا على البصرة من قبل علي عليه السلام وحارب أهل الجمل
قبل قدومه، فغدروا به وأسروه ونتفوا شعره وحلقوا رأسه وأرسلوه إليه.
7594 - عثمان بن سعيد بن أحوز " ي ".
7595 - عروة الساعدي " ي ".
7596 - عطاء بن أبي رباح، من أصحاب علي عليه السلام مخلط " صه " ابن
رباح مخلط " ي " " د " ثم فيه كذا بخط الشيخ، وفي تصنيف بعض أصحابنا ابن أبي
رباح، وقد مر في عبيد الله وعبد الملك أنهما ابنا عطاء بن أبي رباح، مما ذكره في النقد
و " د ".
7597 - عطية بن العوفي يعرف بالبكائي بطن من همدان " ي ".
7598 - عفيف بن أبي عفيف " ي ".
99

7599 - عقبة بن حريز " ي ".
7600 - عقبة بن الصامت " ي ".
7601 - عقبة بن عامر " ي " ابن عامر الجهني " ل " وعن نسخة ابن عباس
الجهني، وهو في التالية كما يأتي.
7602 - عقيل بن أبي طالب " ي " أخوه عليه السلام معظم " د " لا يحتاج إلى
التوصيف، بل هو أجل من أن يسطر ويحرر جليل عند أخيه عليه السلام وفي النبوي
في جواب علي عليه السلام انك لتحب عقيلا؟ قال: اي والله لأحبه حبين حبا له وحبا
لحب أبي طالب الحديث.
7603 - عقيل الخزاعي " ي ".
7604 - العلاء بن عمرو " ي ".
7605 - عكرمة مولى ابن عباس ليس على طريقتنا ولا من أصحابنا " صه "
وعن " كش " أنه مات على غير الايمان. أقول: وحاله أظهر من أن تسطر، وقد اتفقت
كلمة الرجاليين على ضعف الرجل، ونعم ما قال " طس " من أن حاله في ذلك ظاهر
لا يحتاج إلى اعتبار رواية وفي " يه " مات على غير الولاية.
7606 - علقمة بن قيس، قتل بصفين وأخوه أبي بن قيس " صه " " ي " قال
" فش " من التابعين الكبار ورؤسائهم وزهادهم علقمة، وروى أيضا ما تقدم في أخيه
الحارث.
7607 - علي بن أبي رافع، تابعي من خيار الشيعة، كانت له صحبة من أمير
المؤمنين عليه السلام وكان كاتبا له " صه " " جش " وحفظ كثيرا وجمع كتابا في فنون من
الفقه في الثاني.
7608 - علي بن ربيعة الوالبي الأسدي، من أصحاب أمير المؤمنين عليه
السلام وكان من العباد " صه " " د " " جخ ".
7609 - عمارة بن أوس " ي ".
7610 - عمارة بن ربيعة الجرمي " ي ".
100

7611 - عمرو يكني أبا حبيب " ي ".
7612 - عمرو بن أبي سلمة بن أم سلمة ربيب رسول الله صلى الله عليه
وآله " ي " يأتي في التالية أيضا، وفي " تعق " لم يذكره في النقد الا بالواو، وفي البلغة الا
بدونها وصرح بممدوحيته، وجعله البعض بدونها أصح.
7613 - عمر بن أبي عمرو الهذلي، دفع إليه علي عليه السلام راية هذيل
يوم خرج إلى صفين " ي " أقول: ولقبه أبو الجوشاء ويأتي في الكنى إن شاء الله.
7614 - عمرو بن ثعلبة " ي ".
7615 - عمرو بن الحارث بن قدامة " ي ".
7616 - عمرو بن حريث، من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام عدو الله
تعالى ملعون " صه " " جخ " ما يدل عليه " كش ".
7617 - عمرو بن حزم النجاري، وهو عامل رسول الله صلى الله عليه وآله
على نجران " ي ".
7618 - عمرو بن الحمق " ي - ن " والحمق ككتف الخفيف اللحية، قال عن
" فش " انه من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام ثم ذكر كتابا
طويلا من الحسين عليه السلام إلى معاوية فيه: أو لست قاتل ابن الحمق صاحب
رسول الله صلى الله عليه وآله.
7619 - عمرو بن دويم الهمداني عربي كوفي " ي ".
7620 - عمرو بن عزبة بن عبد الله بن زيد بن عاصم " ي ".
7621 - عمرو بن عوف الليثي " ي ".
7622 - عمرو بن محض يكنى أبا أحيحة من أصحاب علي عليه السلام
أصيب بصفين، وهو الذي جهز أمير المؤمنين عليه السلام بمائة ألف درهم في مسيره
إلى الجمل " صه " " جخ " " د " وفي " تعق " في البلغة حسن. 7623 - عمرو بن مرحوم لعبدي " ي ".
7624 - عمر بن ثابت ملعون، ويكشف عن ذلك ما نقل عن شرح ابن أبي
101

الحديد أنه من أعداء علي عليه السلام ومبغضه، وروي أنه يركب ويدور القرى بالشام
ويجمع أهلها ويقول: أيها الناس أن عليا كان رجلا منافقا أراد أن يخبس برسول الله
ليلة العقبة فالعنوه، فيلعنوه أهل تلك القرى.
7625 - عمر بن شرجبيل، تابعي فاضل، وهو من أصحاب ابن مسعود،
وكنيته أبو ميسرة، نقل ذلك عن الشهيد في درايته، وفي الوجيزة حسن.
7626 - عمران بن الحصين " ي " وزاد " صه " روى " كش " عن " فش " أنه
من الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام وعن الذهبي عمران بن الحصين أبو
بجيد أسلم مع أبو هريرة وكانت الملائكة تسلم عليه، مات سنة اثنين وخمسين.
7627 - عمرة بن الزبير يكنى أبا وائل " ي ".
7628 - عمير بن سعيد النخعي " ي ".
7629 - عمير بن عطارد " ي ".
7630 - عنبسة بن جبير، روى عنه عبد الاعلى " ي " من المجهولين من
أصحابه عليه السلام " قي ".
7631 - عوف بن بشير " ي ".
7632 - عوف بن الحارث، من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام بدري
" صه " " جخ ".
7633 - عوف العقيلي " ي " وفي اسناد عن فرات بن أحنف قال: العقيلي
كان من أصحاب علي عليه السلام وكان جمارا ولكنه يؤدي الحديث كما سمع " كش "
وفي " د " جمار الحديث يرويه كما سمعه، وهو يدل على حسنه.
7634 - عوف بن جعفر بن أبي طالب " ي ".
7635 - الفاكة بن سعد، قتل بصفين " ي " وعن نسخة ابن سعيد، وفي " د "
الفاكهة بن سعيد، وفي " قب " صحابي.
7636 - الفرات بن عمرو يكنى أبا بشر " ي ".
7636 - الفضل بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي، كان مع النبي صلى
102

الله عليه وآله في غزوة حنين وفي حجة الوداع، توفى بمرض الطاعون في سنة الثامنة
من الهجرة، روي أنه في ذلك الطاعون توفى من التابعين والصحابة ثماني عشر ألف،
والله أعلم.
7638 - القاسم بن مسلم مولى أمير المؤمنين عليه السلام كان مسلم من
عتقائه وكان يكتب بين يديه " ق ".
7639 - قبيصة بن شداد " ي ".
7640 - قترة الساعدي " ي ".
7641 - قثم بن العباس بن عبد المطلب " ي " وعن نسخة معتبرة زاد قبره
بسمرقند، وفي " د " " ل " " جخ " وكان واليا من جانب أمير المؤمنين عليه السلام في مكة
وقيل: في مدينة، ثم ذهب في زمان معاوية إلى سمرقند ففاز بالشهادة.
7642 - قرطة بن كعب " ي " الأنصاري " سين " ثم في أبي الجوشاء أن عليا
عليه السلام دفع إليه راية الأنصار يوم خروجه إلى صفين، ويأتي في أبي الجوشاء ما يدل
على جلالته.
7643 - القعقاع " ي " وهو بفتح القاف وسكون العين الأولى، كذا في النهاية.
7644 - القعقاع بن عمير التميمي " ي ".
7645 - قنبر مولى أمير المؤمنين عليه السلام " ي " مشكور وفيه أحاديث دالة
على حسن حاله وخلوصه، وقبره ببغداد مزار للشيعة، وفي " تعق " في آخر الباب الأول
من " صه " أنه من خواصه، وفي الفقيه في باب ما يقبل من الدعاوي بغير بينة حديث
بدل على عدالته.
7646 - قيس بن أبي أحمد " ي ".
7647 - قيس بن أبي حازم، ففي شرح ابن أبي الحديد روى وكيع عن
إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال: أتيت عليا ليكلم لي عثمان في حاجة فأبى
فأبغضته. ونقلوا عنه أنه قال: سمعت عليا عليه السلام يخطب على المنبر يقول: انفروا
إلى بقية الأحزاب، فدخل بغضه في قلبي.
103

7648 - قيس بن سعد " ل " ابن سعد بن عبادة الأنصاري " ن " وهو ممن لم
يبايع أبا بكر " ي " " صه " من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام في
الثاني، وهو في التالية كما يأتي، وقد ذكره في الحاوي في الحسان، وفي الوجيزة حسن.
7649 - قيس بن عباد البكري " ي " مشكور " صه " ابن عباد بن قيس بن
ثعلبة البكري ممدوح " ي " ولا يبعد الاتحاد، وفي " كش " ما يقتضي مدحه وشكره الا فيه
ابن عبادة، كما أشرنا في نقله عنه وأن أربعا أو أكثر من الصحابة يقال لهم قيس،
والظاهر التغاير (1).
7650 - قيس بن عبد ربة " ي ".
7651 - قيس بن العفرية الجشمي من جشم بن معاوية اسمه ملك " ي ".
7652 - قيس بن قرة " صه " " ي " " د " ابن مرة " كش " ونسخة من " صه "
هرب إلى معاوية فيها غير " د " وقد تقدم في قيس بن سعد عن " كش " أنه غير خليق
وقيس بن مهران خليق، وكذا قيس بن عبادة، وأفضلهم وأميرهم ابن سعد.
7653 - قيس بن قهد الأنصاري، مر في عبد المؤمن أنه صحابي، وفي
الاستيعاب قيس بن فهد جد أبي مريم عبد الغفار الأنصاري الكوفي، ويأتي الذي
بعيده " تعق ".
7654 - قيس بن قهدان " ي " ابن فهدان " لم " " كش " ممدوح " د " وقد تقدم
مع ابن سعد عن " كش " ابن مهران الا أن الصواب أن التحريف خلاف الظاهر،
فهو غير ابن مهران كما لا يخفى فتأمل، وليس هو ابن فهد فإنه معروف.
7655 - قيس بن مهران، يستفاد من " كش " في ابن سعد مدحه بكونه
خليقا، وفي المنتهى يستفاد من " كش " أنه مرضي كما مضى في ابن سعد، وتقدم ابن

(1) ولعل ما ذكره " كش " أولى وأصوب من توهم الاتحاد، كما لا يخفى على المتأمل في طرق الآثار وكتب الرجال،
فتدبر " منه ".
104

قهران. أقول: وقد أشرنا أنه غيره مع تأمل فيه.
7656 - كثير بن العباس الهاشمي.
7657 - كثير بن نمر الحضرمي " ي ".
7658 - كردوس التغلبي " ي ".
7659 - كريب أخو شتيرة مر فيه " تعق ".
7660 - كعب بن زيد " ي ".
7661 - كعب الأحبار بالحاء المهملة، وفي شرح ابن أبي الحديد، روى جماعة
من أهل السير أن عليا كان يقول إنه الكذاب، وكان منحرفا عن علي عليه السلام،
وقال عاصم بن عمر لأبي جعفر عليه السلام ان كعب الأحبار كان يقول: إن الكعبة
مسجد لبيت المقدس في كل غداة، فقال عليه السلام: كذبت وكذب كعب الأحبار
وغضب.
7662 - كعب بن عبد الله كان مع علي عليه السلام يوم الجمل وصفين
وغيرهما " ي " " صه ".
7663 - كعب بن عجرة " ل - ي ".
7664 - كعب بن عمير " ي ".
7665 - الكلج محركا الضبي، كان على رجالة أمير المؤمنين عليه السلام يوم
صفين " ي " " صه " " د " بغير محركا، والمراد أنه كان أميرا للراجلين ومطاعا لهم.
7666 - كيسان بن كليب أبو صادق " ي - ن - سين - ين - قر " وهو في
الطبقات.
7667 - مازن بن حنظلة " ي ".
7668 - مالك الأشتر هو ابن الحارث الآتي.
7669 - مالك بن التيهان أبو الهيثم، يأتي في الكنى " تعق ".
7670 - مالك بن الحارث أو الحارث الأشتر النخعي " ي " قدس الله روحه
جليل القدر عظيم المنزلة، واختصاصه به عليه السلام أظهر من أن يخفى، وتأسف وتأوه
105

على موته، وقال: رحمه الله مالكا، وقال عليه السلام: لقد كان لي كما كنت لرسول الله
صلى الله عليه وآله.
7671 - مالك بن نوير، اختصاصه بعلي عليه السلام وعدم مبايعته للأول
وأمره خالدا بقتله واستيصال طائفته وأسر نسائهم ودخوله بزوجته في ليلته مشهور
وفي الكتب مسطور، وفي كلامه مخاطبا للأول ألزم مقربتك واستغفر لذنبك ورد الحق
إلى أهله، أما تستحيي أن تقوم في مقام أقام الله ورسوله فيه غيرك إلى آخره.
7672 - المحل بن خليفة، يروي خبر عدي بن حاتم حين قدم على أمير
المؤمنين عليه السلام " ي ".
7673 - محمد بن أبي بكر، جليل القدر عظيم المنزلة من خواص علي عليه
السلام، ولد في حجة الوداع، وقتل بمصر سنة ثمان وثلاثين من الهجرة في خلافته عليه
السلام، وكان عاملا عليها من قبله. وقال الرضا عليه السلام: ان المحامدة تأبى أن
يقضى الله، ثم ذكر المحمدين أحدهم ابن أبي بكر.
7674 - محمد بن أبي حذيفة مشكور، وهو أحد المحامدة المذكورة عن الرضا
عليه السلام عامل علي عليه السلام، كان رجلا من خيار المسلمين، فلما توفي أمير
المؤمنين عليه السلام أخذه معاوية فأراد قتله وحبسه، فقال له: كيت وكيت، فأجابه
كيت وكيت، فمات في السجن.
7675 - محمد بن أبي سلمة، شهد مع علي عليه السلام هو واخوه سلمه،
وأمها سلمة زوجة النبي صلى الله عليه وآله أتت بهما إليه عليه السلام فقالت: هما
عليك صدقة ولو يصلح لي الخروج لخرجت معك، وقيل: سلمة وعمرو ابنا أبي سلمة،
وهو أصح عند عقد.
7676 - محمد بن بديل بن ورقاء الخزاعي " ي " عداده في الكوفيين، أصله
حجازي نزل الكوفة " ل " شهد مع علي عليه السلام هو وأخوه عبد الله، قتلا معه
بصفين، وهما رسولا رسول الله صلى الله عليه وآله إلى اليمن " ل " صه ".
7677 - محمد بن ثابت بن قيس بن الشماس " ي " الأنصاري عداده في
106

المدنيين " ل ".
7678 - محمد بن جعفر بن أبي طالب عداده في المدنيين، قدم على علي عليه
السلام " ل " قليل الرواية في " ي " وفي " كش " ما تقدم في ابن أبي بكر، وكونه من أحد
المحامدة، وفي " د " قتل بكربلاء، وهو اشتباه بابن عبد الله بن جعفر وقتل بصفين،
وهو أصح.
7679 - محمد بن سليمان، قال " كش ". عن ابن سليمان باسقاط الوسائط
قال: قدم علينا أبو أيوب الأنصاري، فنزل ضيعتنا يعلف خيلا له، فأتيناه فاهدينا له
قال: قعدنا عنده فقلنا: يا أبا أيوب فقد قاتلت بسيفك هذا مع رسول الله صلى الله
عليه وآله ثم جئت تقاتل المسلمين، فقال: ان النبي صلى الله عليه وآله أمرني بقتال
القاسطين والمارقين والناكثين، فقد قاتلت الناكثين وقاتلت القاسطين، وانا نقاتل إن شاء الله
تعالى بالسعفات بالطرقات بالنهروانات وما أدري أنى هي.
7680 - محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري، عداده في المدنيين، شهد مع علي
عليه السلام " ل " " صه " " د " وفي " تعق " عن الاستيعاب انه كان فقيها روى جماعة من
أهل المدينة عنه وروى عن أبيه وغيره من الصحابة، وقتل يوم الحرة، ويقال: انه أشد
الناس على عثمان محمد بن أبي بكر ومحمد بن أبي حذيفة ومحمد بن عمرو بن حزم.
7681 - محمد بن عمران مولى أم هاني بنت أبي طالب يقال لها: فاخته " ق ".
7682 - محمد بن قيس أبورهم الأشعري أخو أبي موسى، عداده في
الكوفيين ولهما أخ آخر يكنى أبا بردة. وقيل: إن أبا بردة كان ابن أبي موسى، وأخوه
الاخر كان أبو عمرو " ل " وهو في التالية.
7683 - محمد بن قيس بن مخرمة الزهري، عداده في المكيين، يقال له: انه
ولد في عهد النبي صلى الله عليه وآله، وروى عن عائشة وروى عن النبي صلى الله
عليه وآله أنه قال: من مات في أحد الحرمين بعثه الله آمنا يوم القيامة.
7684 - مخنف بن سليم الأزدي، عربي كوفي " ي " وفي " د " أنه من خواصه
عليه السلام وفي " صه " و " قي " في أصحابه من اليمن، وفي الجامع أنه ولاه أصفهان.
107

7685 - مرداس بن أثيبة، خارجي لحق معاوية " ي ".
7686 - المرقع بن قمامة الأسدي، من أصحاب علي عليه السلام وكان
كيسانيا " صه " " جخ " روى " كش " ما يدل عليه وقال: هذا يدل على أنه كان كيسانيا.
والمرقع بالقاف والعين المهملة على ما في " صه ".
7687 - مرة الهمداني " ي " وفي المنتهى في شرح ابن أبي الحديد قال شيخنا
أبو جعفر الإسكافي: ووجدته في كتاب الغارات لإبراهيم بن هلال الثقفي قد كان
بالكوفة من فقهائنا من يعادي عليا ويبغضه مع غلبة التشيع على الكوفة، فمنهم مرة
الهمداني، ثم نقل عنه أشياء ردية فلاحظ انتهى.
7688 - مسطح بن أثاثة بدري " ي " وفي " د " ابن انانة بالنونين.
7689 - مسعود بن أسلم " ي ".
7690 - مسعود بن الأسود " ي ".
7691 - مسعود بن أوس بدري " ي " " د ".
7692 - مسعود بن خراش، في " قي " في خواصه من مضر ربعي ومسعود ابنا
خراش العبيسيان، وكذا في " صه " نقلا عنه، وقد ضبط فيها بالمعجمتين بينهما المهملة،
وعن الجامع جعله بكسر الحاء المهملة، وقال في القاموس في حرش بالمهملة حراش
وربعي والربيع ومسعود بنو حراش ككتاب تابعيون.
7693 - مسعود بن قيس " ي ".
7694 - مسلم بن زيد السعدي " ي ".
7695 - مسلم مولى أمير المؤمنين عليه السلام من عتقائه، وكان يكتب بين
يديه " ق " في ترجمة ابنه القاسم.
7696 - المسور بن مخزمة " ل - ي " الزهري في الثاني، وفيه أيضا كان رسول
علي إلى معاوية ومثله " صه ".
7697 - مسيب بن حزن " ل - ي " يكنى أبا سعيد أوصى إلى أمير المؤمنين
108

عليه السلام " صه " " ي ".
7698 - مسيب بن نجية " ي - ن " الفزاري " ي " وفي " كش " عن " فش " أنه
من التابعين الكبار ورؤسائهم وزهادهم، وفي " قب " مسيب بن نجية بفتح النون والجيم
والموحدة كوفي مقبول، قتل سنة خمسين أو ستين.
7699 - مصعب الحارثي " ي ".
7700 - مصعب بن يزيد الأنصاري، قال أبو العباس: ليس بذاك، وقال
الصدوق ابن بابويه: انه عامل علي عليه السلام " صه " " جش " إلى قوله ليس بذاك،
وزاد له كتاب، علي بن الحسن الطويل عنه به، وفي النقد ما ذكره " جش " غير ما ذكره
ابن بابويه، وقد جزم بذلك في الوسيط، فإنه روى عن الصادق عليه السلام بواسطة،
وبالجملة فالعمل المذكور يجدي نفعا.
7701 - مصقلة بن هبيرة، من أصحاب علي عليه السلام هرب إلى معاوية
" صه " " جخ " قال أمير المؤمنين عليه السلام في حقه: فعل فعل السيد وفر فرار العبيد
وخان خيانة الفاجر أما عتقهم فقد مضى لا سبيل عليه، وذلك لما نقل أنه قد اشترى
سبي بني ناجية من معقل عامله عليه السلام فاعتقهم.
7702 - معاذ بن الصمة " ي ".
7703 - معاذ بن عمرو بن الحمق " ي ".
7704 - معبد بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي، لم أقف على وصفه من
المدح والذم.
7705 - معاوية بن الحارث صاحب لواء الأشتر يوم صفين " ي ".
7706 - معاوية بن صعصعة ابن أخي الأحنف " ي ".
7707 - المغيرة بن خالد " ي ".
7708 - المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب " ي ".
7709 - المقداد بن الأسود، واسم أبيه عمرو البهرائي، وكان الأسود بن
109

عبد يغوث قد تبناه (1) فنسب إليه، يكنى أبا معبد، ثاني الأركان الأربعة، عظيم القدر
شريف المنزلة، من خواص علي عليه السلام، وفضله بين الخاص والعام أشهر من أن
يحتاج إلى البيان.
7710 - مهدي مولى عثمان، وكان محمودا وهو الذي بايع أمير المؤمنين عليه
السلام على البراءة من الأولين " ي " وفي " صه " بعد عثمان من أصحاب أمير المؤمنين
عليه السلام بايعه ومحمد بن أبي بكر جالس، فقال: أبايعك على أن الامر لك وأبرأ
من فلان وفلان فبايعه وكان محمودا.
7711 - ميسرة " ي " وزاد في بعض نسخ " جخ " ثقة، وفي المنتهى بعد النقل
عن رجال الميرزا مع الزيادة قال أقول: لم أر التوثيق في نسختين عندي من " جخ " ولم
ينقله في سائر نسخ الرجال حتى الوسيط انتهى. أقول: إن الزيادة من قلم النساخ
بلا شبهة.
7712 - ميسرة بن المسيب بن حزن يكنى أبا سعيد، أوصى إلى أمير المؤمنين
عليه السلام " ي " قيل: وقد يعد المسيب إلى آخره كلاما برأسه، فان المسيب هو الذي
أوصى إليه، ولكن هذا العد غير وجيه في عبارة الشيخ، إذ لو عد كلاما برأسه ليبقى
ميسرة بن الا مع الابن.
7713 - ميسرة مولى كندة " ي ".
7714 - ميمون بن مهران " ي " ومن خواصه أيضا كما في " صه " عن معد و " د "
وهو مدح عظيم يجوز الاتكال عليه والقبول كما لا يخفى. 7715 - ناجية بن جندب الخزاعي الأسلمي، كان على بدن رسول الله صلى
الله عليه وآله في الصحيح عن أبي عبد الله في الكافي في حجه صلى الله عليه وآله.
7716 - نشار بن مالك الجهني " ي ".
7717 - نصير بالتصغير ابن أبي الأشعث الأسدي أبو الوليد الكوفي ثقة من

(1) أي: أخذه ابنا " منه ".
110

السابقة، كما عن ابن حجر، وذكره في هذه الطبقة على الحدس لا على التحقيق.
7718 - نضلة بن عبيد أبو برزة (1) " ل " ابن عبيد الله يكنى أبا برزة
الأسلمي الخزاعي عربي مدني " ي " ويأتي في الكنى أنه من الأصفياء من أصحابه عليه
السلام، وفي الوجيزة " م " وليس كذلك.
7719 - النعمان بن صهبان، الذي قال أمير المؤمنين عليه السلام يوم الجمل
من دخل داره فهو آمن " صه " " جخ " " د ".
7720 - النعمان بن عجلان، من بني زريق، كان عامل أمير المؤمنين علي
عليه السلام على البحرين وعمان " صه " " جخ " وفي " د " زريق بتقديم الزاي منسوبون
إلى زريق بن عبد حارثة، وفي " صه " بالمهملة.
7721 - النعمان بن قتادة بن ربعي، وكان عامل علي عليه السلام على مكة
" ي ".
7722 - نعيم بن دجاجة الأسدي، ويقال: نعيم بن خارجة " ي ".
7723 - نميلة الهمداني " صه " " قي " من أصحاب علي عليه السلام من
اليمن، وفي " ي " يكنى أبا مارية، وفي المنتهى بعد ما مر أقول: في الوجيزة " م " وليس
بمكانه. أقول: وهو بمحله كما لا يخفى.
7724 - نوح بن الحارث بن عمرو بن عثمان المخزومي، دفع إليه علي عليه
السلام راية المهاجرين يوم خروجه إلى صفين، وفي " شه " راية المهاجرين كما يأتي في
أبي الجوشاء.
7725 - نوف البكالي بفتح الباء وتخفيف الكاف، كان صاحب علي عليه
السلام ويقال: بكيل وهو أكثر. وقال عبد الحميد بن أبي الحديد: انما هو بالكسر قبيلة
من بحير فمنهم هذا، وهو نوف بن فضالة صاحب، وفي " تعق " يظهر من الاخبار أنه
من خواصه منها ما في الخصال (2)، ويأتي في الألقاب النسبية ما ينبغي أن يلاحظ.

(1) في الرجال: أبو بردة.
(2) راجع الخصال ص 337 338.
111

7726 - نوفل بن عبيد الله بن المكنون " ي " في نسخة، وعن أخرى ابن
عبيد بن الكنود.
7727 - نوفل بن قروة الأشجعي، خارجي ملعون " ي " عنه " د " وفي " صه "
ابن قرة خارجي ملعون، الا أن " د " جعله وهما وصدقه في المنتهى، ولكني لم أتحققه،
فراجع.
7728 - وهب بن أبي وهب " ي ".
7729 - وهب بن عبد الله السوائي، يكنى أبا جحيفة " ي " ويأتي ذكره في
الكنى.
7730 - وهب بن كريب أبو القلوص، تقدم في سفيان بن يزيد جلالته
حيث أخذ الراية بعد قتل سفيان واخوانه.
7731 - وهب بن عدي " ي ".
7732 - هاشم بن عتبة ابن أبي وقاص المرقال، وسمي به لأنه يرقل في
الحرب " صه " " ي " معنى، وكان صاحب رايته ليلة الهرير " ي " وهشام كما توهمه وأثبته
بعض أئمة الرجال سهو.
7733 - هاني بن نمر " ي ".
7734 - هاني بن هاني المرادي، كان يروي أبو إسحاق عنه " ي " وفي " د "
بدل المرادي الهمداني، وفي " صه " في آخر الباب الأول عن " قي " من أوليائه هاني بن
هاني الهمداني، فلاحظ.
7735 - هبيرة بن يريم (1) الحميري، عربي كوفي " ي " وفي نسخة نريم، وفي
" تعق " في " صه " في آخر الباب الأول عن " قي " من أصحابه من اليمن، أي الخواص
هبيرة بن بريم بضم المفردة والراء المهملة والمثناة من تحت الحميري.
7736 - هرم بن حيان، من الزهاد الثمانية، وكان زاهدا تقيا مع علي عليه

(1) في الرجال: مريم.
112

السلام قاله " كش " عن القتيبي عن " فش " وفي المنتهى مر في أويس أنه من الزهاد
الأتقياء.
7737 - هشام بن عتبة بن أبي وقاص المسمى بالمرقال، تقدم أنه هاشم وقال
صاحب القاموس: وروي أنه خرج في نصرة الحسين عليه السلام إلى كربلاء وقتل
معه عليه السلام.
7738 - هند بن عمرو الجملي " ي ".
7739 - هياج بن هياج " ي ".
7740 - يحيى الجزاز أو الحزاز مولى بجيلة، من أصحاب أمير المؤمنين عليه
السلام، هو الذي روى أن عثمان قتل بنت رسول الله صلى الله عليه وآله، وروى
عنه الأعمش وغيره، وكان مستقيما " صه " " جخ " وفي " د " ابن الجرار بالمهملتين والجيم.
7741 - يحيى الحضرمي، من شرطة الخميس " ي " وقد تقدم في ابنه عبد الله
ما ينبغي أن يلاحظ، وكونه من الأجلة.
7742 - يزيد بن الأحنف بن قيس " ي ".
7743 - يزيد أخو شتيرة مضى فيه، ويحتمل كونه بالموحدة والمهملة " تعق "
أقول: وقد مر في أخيه وبريد بالموحدة والمهملة ما ينبغي أن يلاحظ.
7744 - يزيد بن جبلة " ي ".
7745 - يزيد بن طعمة " ي ".
7746 - يزيد بن قيس الأرحبي، كان عامله على الري وهمدان وأصفهان
" ي ".
7747 - يزيد بن معاوية ابن عم عبد الله بن الطفيل " ي ".
7748 - يزيد بن نويرة، من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام قتل يوم
النهروان الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وآله من جاوز هذا التل فله الجنة،
فقال له صلى الله عليه وآله: ما بيني وبين الجنة الا التل، فقال: نعم فضرب بسيفه
113

حتى جاوزه.
7749 - يونس بن يزيد بن مهران " ي ".
7750 - أبو أحيحة بالمهملتين كما عن محكي " د " وهو عمرو، في البلغة " ح ".
7751 - أبو أراكة البجلي " صه " في أصحاب علي عليه السلام من اليمن كما
في " قي " كوفي " ي " وفي " تعق " في الوجيزة رأيت في بعض الكتب مدحه، وفي المنتهى
يأتي في أبي بكر بن حزم مناما له دخل.
7752 - أبو أمامة، له صحبة، وكان معاوية وضع عليه الحرس لئلا يهرب إلى
علي عليه السلام " ي " واستظهر الشيخ أبو علي أنه الباهلي الماضي في طبقة " ين "
عليه السلام، ثم نقل عن " قب " صدي بالتصغير ابن عجلان.
7753 - أبو بحر أحنف بن قيس التميمي، وقد مضى في الأسماء أنه
الضحاك.
7754 - أبو البختري سعيد بن فيروز " قي " في أصحاب علي عليه السلام
من اليمن، وتقدم عن " ي " أنه سعد بن عمران أو ابن فيروز، وفي " قب " بفتح الموحدة
والمثناة بينهما معجمة ساكنة.
7755 - أبو بردة الأزدي " ي " من أصحابه عليه السلام من اليمن اسمه
هاني، وقد تقدم، ويقال: أبو بردة الأنصاري وهو خال البراء بن عازب.
7756 - أبو بردة بن أبي موسى الأشعري، وقد روي أنه قال لقاتل عمار:
أنت قتلت عمار بن ياسر؟ قال: نعم، قال: فناولني يدك فقبلها وقال: لا يمسك النار
أبدا. وقال لزياد أيضا: أشهد أن حجر بن عدي قد كفر بالله كفرة الأصلع، قال
الراوي: انما عنى نسبة الكفر إلى علي عليه السلام لأنه كان أصلع.
7757 - أبو برزة، من الأصفياء من أصحاب علي عليه السلام اسمه نضلة
بن عبيد أو عبيد الله، وفي النقد أبو بريزة " تعق " وفي المنتهى هو أبو برزة لا بريزة،
وقد سبق أنه كنية نضلة بن عبيد أو عبيد الله، ففي المقام وهمان بل ثلاثة، فتدبر.
7758 - أبو بكر بن حزم الأنصاري، من أصحاب علي عليه السلام من
114

اليمن " قي " عنه " صه " عربي " ي " من خواصه " د " واسمه على ما في المجمع هو محمد
بن عمرو بن حزم الأنصاري الماضي في الأسماء.
7759 - أبو جحيفة " ي " بضم الجيم وهب بن عبد الله السوائي من أصحاب
علي عليه السلام من مضر " قي " عنه " صه ".
7760 - أبو الجعد مولى ابن عطية " ي ".
7761 - أبو جعدة الأشجعي " ي ".
7762 - أبو الجوشاء، صاحب راية أمير المؤمنين عليه السلام يوم خرج من
الكوفة إلى صفين، ودفع راية المهاجرين إلى نوح بن الحارث بن عمرو المخزومي، ودفع
راية الأنصار إلى قرطة بن كعب، ودفع راية كنانة إلى عبد الله بن بكير، وراية هذيل
إلى عمرو، وراية همدان إلى رفاعة، وخرج على مقدمته أبو ليلى وأبو سمرة.
7763 - أبو حازم الأحمسي سعيد " تعق " وزاد في المجمع بعد سعيد ابن أبي
حازم.
7764 - أبو حنش الأزدي شامي " ي ".
7765 - أبو حية " ل " طارق بن شهاب الأحمسي يكنى أبا حية كوفي " ي "
طارق بن شهاب الأحمسي في أصحابه من اليمن " قي " عنه " صه " لكن فيها أبو حية
وطارق بالواو المقتضية للتغاير، ولعله سهو أو لاعتقاده الاختلاف.
7766 - أبو الخليل " ي ".
7767 - أبو خميصة " ي ".
7768 - أبو ذر الغفاري، اسمه جندب من الصحابة الكبار، وهو في التالية
أيضا.
7769 - أبو الربيع سلف بن أمير المؤمنين عليه السلام ابن أبي العاص بن
ربيعة، وهو صهر النبي صلى الله عليه وآله وكان مع علي عليه السلام وأصحابه ومن
أصحابه.
7770 - أبو رجاء " غين " ومضى في المقدمة الأولى أبو أراكة البجلي في آخر
115

الباب من " صه " أنه من أصحاب علي عليه السلام من اليمن " تعق " أقول: هو أبو
أراكة بالهمزة وقد تقدم، هكذا ذكره الشيخ أبو علي، ويستفاد منهما الاتحاد، فلاحظ.
7771 - أبو رزين الأسدي " ي ".
7772 - أبو الرضا عبد الله بن يحيى الحضرمي في الأولياء من أصحاب
علي عليه السلام " قي " عنه " صه ".
7773 - أبو رملة الأنصاري " ي ".
7774 - أبو زيد مولى عمرو بن الحريث، من أصحاب أمير المؤمنين علي
عليه السلام شهد معه " صه " " جخ ".
7775 - أبو ساسان وأبو عمرة الأنصاري، روى " كش " عن أبي بصير
باسقاط الوسائط قال قلت لأبي عبد الله: ارتد الناس الا ثلاثة: أبو ذر والمقداد
وسلمان، فقال عليه السلام: فأين أبو ساسان وأبو عمرة الأنصاري " صه " اسمه
الحصين بن المنذر، وقيل: بالضاد المعجمة.
7776 - أبو سخيلة " ي " عاصم بن طريف، في المجهولين من أصحابه " قي "
عنه " صه ".
7777 - أبو سعيد الخدري، من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه
السلام " صه " اسمه سعد بن مالك، وفي الحديث قال الصادق عليه السلام: كان من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وكان مستقيما، فنزع ثلاثة أيام فغسله أهله، ثم
حملوه إلى مصلاه، فمات فيه.
7778 - أبو سعيد عقيصان، من بني تيم الله بن ثعلبة " صه " في أصحاب علي
عليه السلام عن " قي " وفي القاموس عقيصا مقصورا لقب أبي سعيد التيمي التابعي،
وكذا في الخرائج والجرائح، وفي الوجيزة " م ".
7779 - أبو السفاح البجلي، وهو أول قتيل من أصحاب أمير المؤمنين علي
عليه السلام يوم صفين " صه " ي ".
7780 - أبو السفن " ي ".
116

7781 - أبو سمرة بن ذويب، من أصحاب علي عليه السلام وخرج على
مقدمته يوم خروجه إلى صفين، وقدم تقدم في أبي الجوشاء.
7782 - أبو سنان الأنصاري " ي " من الأصفياء من أصحابه " قي " " ي " عنه
" صه " وقد تقدم عن " كش " و " صه " أبو ساسان واسمه الحصين بن المنذر.
7783 - أبو شمر بن أبرهة بن الصباح الحميري، وكان من أهل الشام ومعه
رجال من أهل الشام لحقوا بأمير المؤمنين عليه السلام بصفين " ي ".
7784 - أبو صادق كليب الجرمي، من أصحاب علي عليه السلام من اليمن
" قي " عنه " صه " أبو صادق وهو ابن عاصم بن كليب الجرمي عربي كوفي " ي " كيسان
بن كليب يكني أبا صادق " ن - سين ".
7785 - أبو ظبيان الجنبي، من أصحاب علي عليه السلام من اليمن " قي "
عنه " صه " الجنبي المذحجي من أهل الكوفة تابعي مشهور الحديث، سمع عليا وعمارا
وأسامة بن زيد، روى عنه ابنه قابوس والأعمش.
7786 - أبو عامر بن عامر " ي ".
7787 - أبو عبد الرحمن بن عبد الله بن حبيب السلمي، وبعض الرواة
طعن، فيه، من خواص علي عليه السلام " قي " عنه " صه " وعن جامع الأصول أحد
أعلام التابعين وثقاتهم صحب علي بن أبي طالب عليه السلام وسمع منه.
7788 - أبو عبد الله البجلي كوفي " ي " من أصحابه من اليمن " قي " عنه
" صه " وهو مردود مذموم إذ هرب إلى معاوية، واستظهر في المنتهى أنه جرير بن عبد
الله البجلي الذي أرسله عليه السلام إلى معاوية برسالة، فلم يرجع إليه.
7789 - أبو عبد الله الجدلي، من الأولياء من أصحاب علي عليه السلام
" قي " عنه " صه " غير أنه قال: من أوليائه عليه السلام ثم في خواصه عليه السلام
فيهما، واسمه عبيد بن عبد، وفي " قب " اسمه عبد أو عبد الرحمن بن عبد، ثقة رمي
بالتشيع.
7790 - أبو عمرو الأنصاري " ي " قال الميرزا: وأظنه أبو عمرة، إذ هو في
117

موقعه، واسمه ثعلبة بن عمرو، وقد تقدم له مدح مع أبي ساسان.
7791 - أبو عمرو الفارسي زاذان، من خواص علي عليه السلام من مضر
في بعض نسخ " صه " عن " قي " وفي بعضها أبو عمر بغير واو، وقد تقدم في الأسماء أبو
عمرة، واحتمال المغايرة، فتأمل.
7792 - أبو عمر الفارسي زاذان، من خواص علي عليه السلام من مضر
" قي " عنه " صه " وتقدم عن " ي " زاذان أبو عمرة الفارسي، وفي بعض نسخها أبو
عمرو كما مر.
7793 - أبو عمرة الأنصاري، من الأصفياء من أصحاب أمير المؤمنين علي
عليه السلام " قي " عنه " صه " وتقدم عن " صه " و " كش " مع أبي ساسان الحصين بن
المنذر اسمه ثعلبة بن عمرو.
7794 - أبو فاختة مولى بني هاشم " ي " في خواصه من مضر " قي " عنه
" صه " اسمه سعيد بن حمران، أو ابن جهان، أو ابن علاقة، وفي " تعق " الظاهر أنه والد
ثوير، ومر فيه ما فيه، وفي جهم بن أبي الجهم وعقيصا ما يمكن أن يلاحظ.
7795 - أبو فضالة ثابت البناني " تعق ".
7796 - أبو قتادة الأنصاري " ي " اسمه الحارث بن ربعي.
7797 - أبو قرة السلمي " ي ".
7798 - أبو قرة الكندي " ي ".
7799 - أبو القلوص وهب بن كريب، مجمع عنه المنتهى، وهو الآخذ للراية
بعد قتل سفيان يزيد واخوانه، وهو دليل على جلالته.
7800 - أبو الكنود الوائلي " ي ".
7801 - أبو لبابة بشير بن عبد المنذر الأنصاري، شهد بدرا ويقال لرفاعة
بن عبد المنذر.
7802 - أبو ليلى " ي " من الأصفياء من أصحابه عليه السلام " قي " عنه
" صه " وعن الجامع اسمه يسار، ويقال: داود بن بلال بن أحيحة الحلاج الأنصاري وقد
118

مر، وفي " هب " شهد أحدا وقتل بصفين، عنه ابنه عبد الرحمن، يقال: اسمه بلال،
وقيل: أوس.
7803 - أبو ليلى بن حارثة " ي ".
7804 - أبو ليلى عبد الله بن الجراح " ي ".
7805 - أبو ليلى بن عمرو، كان خرج على مقدمة عسكره عليه السلام يوم
خروجه إلى صفين، كما تقدم في أبي الجوشاء.
7806 - أبو مارية بن وهب بن الأجدع بن راشد، من المجهولين من
أصحاب علي عليه السلام " ي " عنه " صه " أقول: مر في نميلة أبو مارية في خواصه
عليه السلام.
7807 - أبو مسعود الأنصاري " ي " اسمه عقبة بن عمر، وفي " قب " صحابي
جليل مات قبل الأربعين وقيل: بعدها، وفي شرح ابن أبي الحديد من المنحرفين عن
علي عليه السلام والرادين عليه أبا مسعود الأنصاري ثم ذكر أخبار ذلك.
7808 - أبو مسلم كان فاجرا وكان صاحب معاوية، قاله " فش " " صه " وهو
الذي يحث الناس على قتال أمير المؤمنين عليه السلام، ومع ذلك كان مرائيا، فقال
لعلي عليه السلام: ادفع إلينا المهاجرين والأنصار حتى نقتلهم بعثمان فأبى عليه
السلام.
7809 - أبو المنذر الجهني " ي ".
7810 - أبو ميسرة الكوفي عمر بن شرحبيل، قد ذكر " شه " في الأسماء أنه
من أصحاب أبي مسعود، والظاهر أنه الأنصاري المذكور هنا، وفيه ايماء على ذمه،
فلاحظ ثم تأمل.
7811 - أبو نجيد عمران بن الحصين، روى " كش " عن " فش " أنه من
الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام وعن جامع الأصول كان من فضلاء
الصحابة وفقهائهم، وسئل عن متعة النساء، فقال: أتانا بها كتاب الله وأمرنا بها
119

الرسول صلى الله عليه وآله، ثم قال رجل فيها برأيه ما يشاء.
7812 - أبو نضرة العبدي " ي ".
7813 - أبو نوح الكلاعي " ي ".
7814 - أبو الورد " ي ".
7815 - أبو الورد بن قيس بن فهد " ي ".
7816 - أبو الوليد البجلي " ي ".
7817 - أبو الهيثم بن التيهان " ي " " صه " من السابقين الذين رجعوا إلى
أمير المؤمنين عليه السلام " صه " " كش " عن " فش " عن كتاب الخصال من الاثنا عشر
الذين نصحوا أبا بكر ولم ينجع أبو هيثم هذا، وفي " تعق " اسمه مالك.
7818 - أبو يحيى حكم بن سعد الحنفي، وكان من شرطة الخميس من
الأولياء من أصحاب علي عليه السلام " قي " عنه " صه " ابن حكيم بن سعد إلى اخره.
7819 - أبو يسر الأنصاري " ي " وهو الذي لما نزلت " وذروا " قال: فذرنا،
فلما نزلت " فلكم رؤوس أموالكم " قال: قد رضينا، فلما نزلت " وإن كان ذو عسرة " قال:
أنظرنا، فلما نزلت " وان تصدقوا " قال: تصدقنا " ي " مع مراعاة الاختصار.
7820 - أبو يسر الأنصاري " ي " وكأنه الذي ذكر قبله، بل استظهره في
المنتهى، وفي " قب " في بعيده هو كعب بن عمرو، وجعل يسر بالفتحتين، وفي " صه "
ذكره في القسم الأول وجعله بضم الياء وسكون السين، ويأتي في التالية كعب بن
عمرو أبو اليسر، ثم في " قب " صحابي بدري جليل، مات بالمدينة سنة خمس وخمسين.
7821 - أبو يعلى أسد بن حمزة بن عبد المطلب، مجمع عنه المنتهى، أقول: لم
أقف عليه في الأسماء، ويظهر منه أنه ابن عم الرسول صلى الله عليه وآله والوصي
عليه السلام.
7822 - ابن أبي الجعد سالم بن أبي الجعد.
7823 - ابن أبي العاص صهر النبي صلى الله عليه وآله.
7824 - أبو الربيع مضمى في محمد بن أبي بكر، وفي الكنى " غين " في المنتهى.
120

7825 - فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله فهي معصومة مظلومة
وقولها حجة، فهي أرفع من أن تقاس بغيرها وتدخل فيها.
7816 - أم حكيم بنت عمرو بن سفيان الخولية " ي ".
7827 - عمرة بن نفيل " ي ".
7828 - نصرة الأزدية، روت ان عليا عليه السلام قال: ما رمدت عيني مذ
تفل رسول الله صلى الله عليه وآله في عيني " ي " عنه " د ".
7829 - أم سعيد الأحمسية أم ولد لجعفر بن أبي طالب " ق " وذكرها في " ق "
في غير محل.
121

الطبقة الحادية والثلاثون
7830 - أبان بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي، واخوته
خالد، وعتبة، وعمر، والعاص بن سعيد قتله علي ببدر " ل " وفي " تعق " أنه وأخويه
خالدا وعمرا أبوا عن بيعة أبي بكر وتابعوا أهل البيت وبعدما بايعوا أهل البيت كرها
بايعوا.
7831 - أبان بن المحاربي، روى حديثا واحدا على قول البغوي " ل ".
7832 - إبراهيم أبو رافع عتيق رسول الله صلى الله عليه وآله، ثقة شهد معه
مشاهده، ولزم عليا عليه السلام بعده، وكان من خيار الشيعة " صه " وفي " جش " اسمه
أسلم وكان صاحب بيت ماله بالكوفة وهو في السابقة.
7833 - إبراهيم بن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري " ل ".
7834 - أبيض بن جمال المأربي، من ناحية اليمن " ل " " جخ ".
7835 - أبي بن ثابت بن المنذر الخرام أخو حسان، شهد بدرا وأحدا " صه "
" ل " وسيأتي في أياس أنه قتل يوم بئر معونة، وفي بعض النسخ الحرام بالمهملتين، كما
عن بعضها بالمهملة أولا والزاي المعجمة بعدها.
7836 - أبي بن عمارة الأنصاري، صلى مع النبي صلى الله عليه وآله القبلتين
" صه " " ين " وعن " ل " عامر، وفي " د " عمارة بكسر الأولى وفي نسخة صححها " شه "
بالضم والتشديد.
7837 - أبي بن كعب، شهد العقبة مع السبعين، وكان من كتاب الوحي، آخى
رسول الله صلى الله عليه وآله بينه وبين سعيد بن زيد، شهد بدرا والعقبة الثانية، وبايع
له صلى الله عليه وآله يكنى أبا المنذر " صه " " ل " لا بتمام عبارتهما.
7838 - أبي بن مالك الجوشي (1) وقيل الغامري " ل " وفي " د " الجرشي وعن

(1) في الرجال: الحوشي.
122

بعص النسخ الجرشي قيل: ولبعض الأفاضل على " جخ " صوابه الجرشي.
7839 - أبي بن معاذ بن أنس بن قيس أخو أنس بن معاذ وهما لام " ل "
" جخ ".
7840 - أبيض بن جمال المازني، من ناحية اليمن " ل " " جخ ".
7841 - أحمر بن معاوية " ل " وقيل: أحمد بن معاوية بالدال، الا أن الذي
وجده الميرزا بالراء.
7842 - أدرع الأسلمي المدني " ل " وعن نسخة أقرع، وفي مختصر " هب "
أدرع السلمي، وهو الموافق لما في القاموس، وفيه في فصل الدال المهملة الأدرع من
الخيل والشاة، واليه ينسب الأدرعيون.
7843 - أذينة بن مسلمة العبدي أبو عبد الرحمن بن أذينة بن عبد القيس بالبصرة " ل ".
7844 - أربد بن حميرة أبو مخشى (1) وقيل: أبو محسن، وقيل: اسمه سويد،
وقال آخرون: هما اثنان: أربد بن حميرة شهد بدرا لا شك فيه، وسويد بن محشي شهد
أحدا ولم يشهد بدار " ل ".
7845 - أرقم بن أبي الأرقم المخزومي، شهد بدرا كنيته أبو عبد الله، واسم
أبيه عبد مناف " ل " " صه ".
7846 - ازدار مولى النبي صلى الله عليه وآله أبو عيسى " ل ".
7847 - أزهر بن عبد عون أبو عبد الرحمن بن أزهر " ل ".
7848 - أزهر بن قيس " ل ".
7849 - أسامة بن أخدري " ل ".
7850 - أسامة بن زيد قال " كش ": روي أنه رجع ونهى أن نقول الا خيرا
في طريق ضعيف ذكرناه في كتابنا الكبير، والأولى عندي التوقف في رواياته " صه " وفي

(1) في الرجال: أزيد بن مجمرة أبو محسى.
123

" ل " ابن زيد بن شراحيل الكلبي مولى رسول الله صلى الله عليه وآله امه أم أيمن
اسمها بركة مولاة رسول الله صلى الله عليه وآله، وهو في السابقة بل في طبقة رجال
" ن ".
7851 - أسامة بن شريك التغلبي نزل بالكوفة " ل ".
7852 - أسامة بن عمير الهلالي أبو أبي المليح زيد بن أسامة " ل ".
7853 - أسد بن زرارة أبو أمامة الخزرجي، وهو من النقباء الثلاثة ليلة
العقبة " صه " " ل " وله أخوان عثمان وسعد ابنا زرارة في الأول.
7854 - أسد بن كرز القسري " ل ".
7855 - أسعد بن سهل بن حنيف أبو أمامة " ل " وفي الكنى قال أبو علي:
ولم نذكره في بابه لجهالته، والأول يعرف بأبي أمامة الخزرجي، ومات كما سبق في أول
سنة الهجرة انتهى. أقول: لم يذكرهما معا، فكأنه غفل وأحال زعما منه ذكره، فلاحظ.
7856 - أسماء بن حارثة الأسلمي سكن المدينة " ل ".
7857 - إسماعيل بن الحكم الرافعي من ولد أبي رافع مولى رسول الله صلى
الله عليه وآله " جش " له كتاب، عنه إسماعيل بن محمد " ست ".
7858 - أسمر بن مضرس " ل ".
7859 - الأسود بن أحرم، قال البخاري: المحاربي " ل ".
7860 - الأسود بن ضريع السعدي أبو عبد الله، كان في الجاهلية شاعرا
وفي الاسلام قاصا، وهو أول من قص في المسجد " ل ".
7861 - الأسود بن عبد يغوث الزهري " ل ".
7862 - أسيد بن حضير بن سماك أبو يحيى، سكن المدينة، يقال له: حضير
الكتائب، قتل يوم بعاث، آخى رسول الله صلى الله عليه وآله بينه وبين زيد بن حارثة
" ل " " صه " وتوفى سنة عشرين من الهجرة.
7863 - أصرمة أبو عبد الله ابن أصرم " ل " " جخ ".
7864 - أعشى بن بني مازن " ل ".
124

7865 - الأغر الغفاري " ل ".
7866 - الأغر المزني، ويقال له: الجهني " ل " الا في له.
7867 - أفلح بن أبي فعيس " ل ".
7868 - أفلح مولى رسول الله صلى الله عليه وآله " ل ".
7869 - الأقرع الأسلمي المدني " ل " وعن نسخة أدرع كما تقدم.
7870 - الأقرع بن حابس التميمي أبو بحر، وهو النادي من وراء
الحجرات " ل " ثم ورد آية الصدقة قبل النداء.
7871 - أقرم الخزاعي " ل ".
7872 - أكثم بن أبي الجون، واسمه عبد العزيز " ل ".
7873 - امرء القيس بن عابس " ل ".
7874 - أمية بن خالد " ل ".
7875 - أمية بن مخشى الخزاعي أبو عبد الله سكن البصرة " ل ".
7876 - أنس بن أبي مرثد كلنان بن حصين الغنوي، حليف حمزة بن عبد
المطلب، وقيل: هو أنيس وهو أصح " ل " وفي " د " ابن خضير.
7877 - أنس بن خالد " ل ".
7878 - أنس بن رافع أبو الجيش " ل ".
7879 - أنس بن ظهير الأنصاري " ل ".
7880 - أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وآله أبو حمزة
الأنصاري، وحديث الطير عنه مشهور، وروى " كش " أنه لما أصابته دعوة أمير
المؤمنين عليه السلام وبرص فحلف أن لا يكتم منقبة لعلي عليه السلام ولا فضلا أبدا.
7881 - أنس بن مالك القشري، وقيل: العجلاني، وهو الكعبي أبو أمية
" ل ".
7882 - أنس بن معاذ بن أنس بن قيس الأنصاري شهد بدرا، وقيل: قتل
بها، وقيل: بقي إلى أحد " ل ".
125

7883 - أنيس بن جنادة أخو أبي ذر " ل ".
7884 - أنيس بن قتادة، وقيل: إنه قتل يوم أحد " ل ".
7885 - أوس بن أوس الثقفي " ل ".
7886 - أوس بن ثابت، شهد بدرا والعقبة مع السبعين، وآخى رسول الله صلى
الله عليه وآله بينه وبين عثمان بن عفان " ل ".
7887 - أوس بن حذيفة، والد شداد بن أوس الثقفي " ل ".
7888 - أوس بن الصامت أخو عبادة بن الصامت " ل ".
7889 - أوس بن معمر أبو محذورة الجمحي " ل ".
7890 - أوس (1) بن مركة العنبري " ل ".
7891 - أويس القرني، وأمره مشهور، وعظم منزلته عند الخاتم صلى الله
عليه وآله وعلي عليه السلام معروفة، لا يسع هذا المختصر لبيان ما ورد فيه من الثناء
عليه، وكفانا ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أبشروا برجل من أمتي يقال له:
أويس فإنه يشفع لمثل ربيعة ومضر.
7892 - أهبان بن أوس أبو عقبة " ل ".
7893 - أياس شهد بدرا وأحدا، وقتل هو وأنس وأبي بن ثابت يوم بئر معونة
" صه " " ل " وفيه تهذيب الأسماء: معونة بالنون جبل نجد نسب إليها غزوة.
7894 - أياس بن أبي البكر، آخى رسول الله صلى الله عليه وآله بينه وبين
الحارث بن خرمة، وابن خرمة شهد بدرا وأحدا والمشاهد " ل ".
7895 - أياس بن عبد الله بن أبي ذئاب الدوسي " ل ".
7896 - أياس بن عبد الله المزني، نزل الكوفة " ل ".
7897 - أياس بن قتادة العنزي " ل ".
7898 - أياس بن معاذ الأشهلي الأوسي الأنصاري " ل ".

(1) في الرجال: أوفى.
126

7899 - أيمن بن أم أيمن، قتل يوم أحد، وهو من الثمانية الصابرين " صه "
" ل " والظاهر أن أحدا سهو، ولعله يوم حنين، إذ الصابرون الثمانية الذين لم ينهزموا
يوم حنين وهو أحدهم.
7900 - - أيمن بن خريم بن فاتك الأسدي " ل " وخريم بالراء المهملة والخاء
المعجمة.
7901 - أيوب بن الحسين بن علي بن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله
عليه وآله واسم أبي رافع أسلم " ين " وهو في السابقة.
7902 - بحير بن أبي بحير الجهني، وقيل: مولى شهد بدرا وأحدا " ل ".
7903 - بحاث بن ثعلبة " ل ".
7904 - البراء بن مالك الأنصاري أخو أنس، شهد أحدا والخندق وقتل
يوم تستر " صه " " ل " وفي " كش " عن " فش " أنه من السابقين الذين رجعوا إلى أمير
المؤمنين عليه السلام.
7905 - البراء بن معروف الأنصاري الخزرجي، توفى على عهد رسول الله
صلى الله عليه وآله وهو من النقباء ليلة العقبة " صه " " ل " " جخ " وفي " تعق " ذكر أنه
فعل ثلاثة أفعال فجرت به السنة، أوصى بثلث ماله، ويدفن تجاه النبي حين كان
بمكة واستعمال الماء في الاستنجاء.
7906 - بسباس بن عمرو بن ثعلبة، حليف بني ساعدة " ل ".
7907 - بسر السلمي أبو رافع بن بشر " ل ".
7908 - بشر بن البراء بن معرور، آخى صلى الله عليه وآله بينه وبين وافد
بن عبد الله التميمي حليف بني عدي، شهد بدرا وأحدا والخندق والحديبية، وأكل مع
الرسول صلى الله عليه وآله يوم خيبر من الشاة المسمومة، وقيل: إنه مات منه " صه "
" ل ".
7909 - بشر بن سحيم الغفاري " ل " " جخ " مهمل " د " ويحتمل قويا كونه
بشيرا كما يأتي، والتغاير مع الاخوة محتمل وإن كان ضعيفا.
127

7910 - بشر بن عاصم " ل " " جخ " صاحب النبي صلى الله عليه وآله " د "
ويأتي بعنوان بشير.
7911 - بشير أحد بني الحارث بن كعب أبو عصام " ل ".
7912 - بشير الأسلمي المدني، نزل الكوفة " ل ".
7913 - بشير بن سحيم الغفاري " ل " تقدم " د " بدون المثناة من تحت.
7914 - بشير بن سعد الأنصاري، شهد بدرا وقتل في خلافة الأول باليمن
في امارة خالد بن الوليد " صه " " جخ ".
7915 - بشير بن عاصم صاحب النبي صلى الله عليه وآله ذكر الغارات " ل "
وفي " د " بدون المثناة التحتانية.
7916 - بشير بن عبد المنذر أبو لبابة الأنصاري، شهد بدرا والعقبة الأخيرة
" صه " " جخ ".
7917 - بشير بن عقربة الجهني أبو اليمان نزل الشام روى حديثا واحدا
" ل ".
7918 - بشير الغنوي " ل ".
7919 - بشير بن معبد الخصاصية السدوسي، سكن الكوفة وكان اسمه زحما
فسماه رسول الله صلى الله عليه وآله بشيرا " ل " وتقدم عن " ي " ابن الخصاصية،
ويحتمل التغاير كما لا يخفى.
7920 - بشير بن معاوية بن ثور البكائي الحجازي " ل ".
7921 - بشير بن يزيد الضبيعي " ل ".
7922 - بكر بن أمية الضمري، أخو عمرو بن أمية " ل ".
7923 - بكر بن مبشر بن حبر الأنصاري " ل ".
7924 - بكروية الكندي الكوفي، روى عن الباقر والصادق عليهما السلام
" قر - ق " روى عنه أبان بن عثمان في الأول.
7925 - بلال بن الحارث المزني أبو عبد الرحمن " ل ".
128

7926 - بلال رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وآله ومؤذنه، شهد
بدرا وتوفى بدمشق في الطاعون سنة ثمان عشرة، كنيته أبو عبد الله، وقيل: أبو عمرو،
ويقال: أبو عبد الكريم، وهو بلال بن رباح، مدفون ببات الصغير بدمشق.
7927 - تلب بن ثعلبة التميمي، وقيل: العنبري " ل ".
7928 - تميم بن أسيد العدوي، وقيل: ابن أسد أبو رفاعة العدوي نزل
البصرة " ل ".
7929 - تميم مولى بني عثم بن عبد السلام " ل ".
7930 - تميم بن أوس أبو رقبة الداري نزل الشام " ل ".
7931 - تميم مولى خراش بن الصمة، آخى رسول الله صلى الله عليه وآله بينه
وبين جناد مولى عتبة بن غزوان، شهد بدرا واحدا " ل " وفي " د " و " صه " مولى خداش
بالدال.
7932 - تميم بن يسار بن قيس الأنصاري الخزرجي " ل ".
7933 - ثابت بن أقرم أو أقوم " ل ".
7934 - ثابت بن ثعلبة التميمي الأنصاري " ل ".
7935 - ثابت بن الحارث الأنصاري " ل ".
7936 - ثابت بن خالد بن النعمان " ل ".
7937 - ثابت بن قثا " ل ".
7938 - ثابت بن رفيع الأنصاري سكن مصر " ل ".
7939 - ثابت بن زيد، أحد الستة الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله
صلى الله عليه وآله " صه " وفي " ل " ابن زيد أبو زيد أيضا.
7940 - ثابت بن صامت الأشهلي، سكن المدينة " ل ".
7941 - ثابت بن عمرو بن زيد بن عدي " ل ".
7942 - ثابت بن قيس بن رغبة الأشهلي " ل ".
7943 - ثابت بن قيس بن الشماس الخزرجي خطيب الأنصار، سكن المدينة
129

قتل يوم اليمامة " صه " " ل " وبخط الشهيد كان خطيب النبي صلى الله عليه وآله وشهد
له بالجنة، استشهد سنة إحدى عشرة بها.
7944 - ثابت بن هزال " ل ".
7945 - ثابت بن يزيد بن وديعة الأنصاري الخزرجي، سكن الكوفة يكنى
أبا سعد، وقيل: أبا مجعد " ل ".
7946 - ثعلبة بن أبي مليك القرظي " ل ".
7947 - ثعلبة بن حاطب الأنصاري " ل ".
7948 - ثابت بن الحكم الليثي " ل ".
7949 - ثعلبة بن زهرم أو ذهدم الحنظلي التميمي وافد " ل ".
7950 - ثعلبة بن صعير (1) أبو عبد الله " ل " وفي " هب " ابن صعير أو ابن
أبي صعير له صحبة، عنه ابنه عبد الله بن ثعلبة.
7951 - ثعلبة بن عمرو أبو عمرة الأنصاري " ل " وقد تقدم مع الحصين بن
المنذر أبي ساسان مدح له فارجع إليه.
7952 - ثعلبة بن عدي من بني سلمة " ل ".
7953 - ثقاف بن عمرو بن سميط، حليف بني عبد شمس " ل ".
7954 - ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وآله يكنى أبا عبد الله " ل ".
7955 - جابر بن أسامة الجهني " ل ".
7956 - جابر بن خالد الأشهلي " ل ".
7957 - جابر بن سمرة السوائي نزل الكوفة " ل ".
7958 - جابر بن طارق الأحمسي أبو حكيم. وقال البخاري: جابر بن
عوف " ل ".
7959 - جابر بن عبد الله بن رباب السلمي، سكن المدينة روى عن أنس

(1) في الرجال: صغير.
130

حديثين، كنيته أبو ياسر " ل ".
7960 - جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري المدني العرني
الخزرجي صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله، شهد بدرا وثماني عشر غزوة معه صلى
الله عليه وآله، ذكره الشيخ في " ل - ي - ن - سين - ين - قر " وعلوه معروف.
7961 - جابر بن عمير الأنصاري " ل ".
7962 - الجارود بن عمر بن حنش بن يعلى العبدي، من الوافدين عليه
عليه السلام " ل ".
7963 - الجارود بن المعلى، سكن البصرة " ل ".
7964 - جارية بن ظفر، سكن الكوفة وأصله اليمامة " ل ".
7965 - جارية بن قدامة السعدي عم الأحنف، وقيل: ابن عمه، نزل
البصرة، وهو في الطبقتين كما يظهر من الشيخ، وفي نسخة حارثة كما يأتي.
7966 - جاهة السلمي " ل ".
7967 - جبار بن صخر " ل ".
7968 - جبير بن عتيك أخو جابر نزل المدينة " ل ".
7969 - جبلة بن الأزرق " ل ".
7970 - جبلة بن حارثة بن شراحيل الكلبي أخو زيد " ل ".
7971 - جبير بن أياس الزرقي الأنصاري " ل ".
7972 - جدار، ولم ينسب " ل " ولم يعلم حاله من المدح والذم فيرد حديثه
فقاهة.
7974 - جرموز الهجيعي سكن البصرة القريعي " ل ".
7975 - جرهد الأسلمي " ل ".
7976 - جرهم ويقال: جرثوم بن ناشر، ويقال: ابن ناشب من اليمن،
ويقال: عمرو بن أبي ثعلبة، نزل الشام " ل ".
7977 - جعدة الجعشي نزل الكوفة " ل ".
131

7978 - جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف رحمه
الله، قتل بموتة " ل " رضي الله عنه وأرضاه " صه " ومقامه ودرجته أجل من أن يذكر،
وكفى في حقه الفوز إلى الشهادة في خدمة الخاتم صلى الله عليه وآله.
7979 - جعيل الأشجعي " ل ".
7980 - جميل بن وقاص الغفاري، سكن مصر أبو نضرة، وقيل: جميل عبد
أبي ذر رحمه الله " ل ".
7981 - جنادة بن أبي أمية الأزدي سكن مصر " ل ".
7982 - جندب بن جنادة الغفاري أبو ذر رحمه الله، وقيل: ابن السكن.
وقيل: اسمه برير بن جنادة، مهاجري مات في زمن عثمان بالربذة " ل " " صه " الا أن
فيها اسمه يزيد، ولعله سهو، وهو من أحد الأركان الأربعة.
7983 - جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي العلقي، ويقال: جندب الخير،
وجندب العارف " ل ".
7984 - جندب بن كعب، قاتل أهل الشام، شك في صحبته " ل ".
7985 - جندب بن مكيث بن جراد بن يربوع الجهني " ل ".
7986 - جندرة بن خيشنة أبو قرصافة، سكن الشام الكناني " ل ".
7987 - جوذان سكن الكوفة " ل ".
7988 - جور بن قتادة التميمي نزل البصرة " ل ".
7989 - جويبر من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله، يظهر من كتب
الاخبار جلالته، كما في كتاب النكاح " تعق ".
7990 - جهجاه بن سعيد الغفاري سكن المدينة " ل ".
7991 - الحارث الأشعري " ل ".
7992 - الحارث بن أقيش سكن البصرة وروى حديثا واحدا " د " " ل ".
7993 - الحارث بن أنس الأشهلي الأنصاري من المقتولين يوم أحد " ل "
" صه ".
132

7994 - الحارث بن أوس بن معاذ بن النعمان الأنصاري، سكن المدينة ابن
أخي سعد بن معاذ، آخى رسول الله صلى الله عليه وآله بينه وبين عامر بن فهيرة مولى
أبي بكر، قتل بأحد وشهد بدرا " ل ".
7995 - الحارث بن الحارث الغامدي، وقيل: العامري سكن الشام " ل "
مكررا.
7996 - الحارث بن الحاطب الجمحي القرشي سكن المدينة " ل ".
7997 - الحارث بن حاطب بن عمرو الأنصاري " ل ".
7998 - الحارث بن خرمة الخزرجي الأنصاري " ل " شهد بدرا وأحدا.
7999 - الحارث بن حسان البكري، وقيل: حريث " ل " " جخ ".
8000 - الحارث بن ربعي أبو قتادة الأنصاري " ل ".
8001 - الحارث بن زياد الساعدي الأنصاري سكن المدينة " ل ".
8002 - الحارث بن شريح بن ربيعة النميري وافد فيهم " ل ".
8003 - الحارث بن الصمة بن عمرو الأنصاري " ل ".
8004 - الحارث بن ضرار الخزاعي سكن الحجاز " ل ".
8005 - الحارث بن عبد شمس الخثعمي ذكره البخاري وما روي عنه شيئا
" ل ".
8006 - الحارث العائذي قيل: الغامري سكن الشام " ل " " جخ ".
8007 - الحارث بن عبد الله بن أوس الحجازي كنيته أبو بشير " ل ".
8008 - الحارث بن عرفجة الأنصاري " ل ".
8009 - الحارث بن عمرو السهمي سكن المدينة " ل ".
8010 - الحارث بن عمر الأنصاري خال البراء " ل ".
8011 - الحارث بن عوف الليثي أبو واقد سكن المدينة " ل ".
8012 - الحارث بن قيس بن خالد بن مخلد الأنصاري الخزرجي، كنيته أبو
خالد، شهد العقبة في السبعين، وشهد بدرا وما بعدها من الغزوات واليمامة، ومات في
133

خلافة الثاني " ل ".
8013 - الحارث بن قيس بن عميرة الأسدي، كان له ثمان نسوة حين أسلم،
فأمر النبي صلى الله عليه وآله أن يختار أربعا منهن ويخلي باقيهن " ل ".
8014 - الحارث بن قيس بن هبشة الأنصاري، سكن المدينة " ل ".
8015 - الحارث بن مالك البرصا الليثي حجازي " ل ".
8016 - الحارث بن مسلم أبو المغيرة المخزومي القرشي الحجازي " ل ".
8017 - الحارث بن النعمان بن أمية الأنصاري، شهد بدرا واحدا " ل " " صه "
الا أحدا وابن أمية الأنصاري.
8018 - الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم أبو عبد الله
وابنه نوفل بن الحارث أبو الحارث " ل ".
8019 - الحارث بن هاشم بن المغيرة المخزومي، أسلم يوم الفتح، سكن
المدينة وخرج في خلافة الثاني إلى الشام، فلم يزل بها حتى مات.
وقيل: إنه قتل يوم اليرموك " ل " ولعل الأصح ابن هشام كما في " د " و " صه ".
8020 - حارثة بن سراقة الأنصاري النجاري، آخى رسول الله صلى الله عليه
وآله بينه وبين السائب بن مطعون، شهد بدرا وقتل بها " ل ".
8021 - حارثة بن النعمان الأنصاري، كنيته أبو عبد الله، شهد بدرا واحدا
وما بعدهما من المشاهد، وذكر هو أنه رأى جبرئيل عليه السلام دفعتين على صورة
دحية الكلبي، أحدهما حين خروجه صلى الله عليه وآله إلى قريظة، والآخر حين
رجوعه.
8022 - حارثة بن وهب الخزاعي سكن الكوفة " ل ".
8023 - حذيفة بن الغفاري " ن " أبو سريحة صاحب النبي صلى الله عليه
وآله وهو ابن أمية أو ابن آمنة، وفي " كش " أنه من حواري الحسن عليه السلام فيكون
في الطبقات الثلاثة.
8024 - حذيفة بن اليمان العبسي رحمه الله، عداده في الأنصار، أحد الأركان
134

الأربعة من أصحاب علي عليه السلام " صه " " جخ " أبو عبد الله، سكن الكوفة ومات
بالمدائن بعد بيعته عليه السلام بأربعين يوما " ل " معنى، وهو في السابقة كما في نظرائه.
8025 - حريث بن زيد الأنصاري، شهد بدرا وأحدا " صه " " ل ".
8026 - حريث بن عمرو بن عثمان بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم أبو
عمرو كوفي " ل ".
8027 - حزن بن أبي وهب " ل ".
8028 - الحكم بن أبي العاص الثقفي سكن البصرة " ل ".
8029 - الحكم بن الحارث السلمي " ل ".
8030 - الحكم بن حزام أبو خالد، عم الزبير بن العوام، مات سنة ستين
وكان له مائة وعشرون سنة " ل " وهو في السابقة، وعن نسخة الحكيم كما يأتي.
8031 - الحكم بن حزن الكلبي على قول ابن أبي خثيمة، وقال البخاري:
هو حكم بن حزن الكلفي من بني تميم " ل ".
8032 - الحكم بن سعيد بن العاص الأموي، واسمه عبد الله " ل ".
8033 - الحكم بن سفيان الثقفي الحجازي " ل ".
8034 - الحكم بن عمرو الغفاري سكن البصرة " ل ".
8035 - الحكم بن عمير " ل ".
8036 - حمزة بن عمرو الأنصاري الأسلمي المدني " ل ".
8037 - خالد بن زيد أبو أيوب الأنصاري " ل " " صه " وفيها أيضا مشكور،
وفي " ي " خالد بن زيد عربي مدني خزرجي، يكنى أبا أيوب الأنصاري، وهو من
السابقين الذين رجعوا إلى علي عليه السلام، وكأنه في السابقة أيضا.
8038 - خالد بن سعيد الأموي، مضى في أخيه أبان، وفي الاحتجاج ما يدل
على جلالته ونهاية إخلاصه بالنسبة إلى علي عليه السلام، وكذا في المجالس، وأن
اسلامه كان قبل أبي بكر لرؤيا رآها، وهي أن النبي صلى الله عليه وآله أنقذه من نار
موقدة يريد أبوه أن يرميه فيها " تعق " أقول: وحكايته مع أبي بكر وعمر معروفة.
135

8039 - خباب بن الأرت " ل " وهو قديم الاسلام شهد بدرا وما بعدها من
المشاهد، وفي المجالس ان أمير المؤمنين عليه السلام وقف على قبره وقال: رحم الله
خبابا أسلم راغبا وهاجر طائعا وعاد مجاهدا وابتلي في جسمه أحوالا، وصلى عليه عليه
السلام وقبره بالكوفة.
8040 - خفاف بن أيما " ل " وعن نسخة ابن أسماء.
8041 - خلف بن محمد الكشي الملقب بمنان، روى عنه " كش " في ترجمة
عمار من طريق العامة فكأنه عامي.
8042 - خويلد بن عمرو أبو شريح الخزاعي " ل ".
8043 - ذويبة (1) أبو قبيصة " ل ".
8044 - رافع أبو سعيد المعلى " ل " " جخ ".
8045 - رافع بن عمرو الغفاري " ل " " جخ ".
8046 - ربيعة بن كعب " ل ".
8047 - رفاعة بن رافع " ل " الأنصاري " ي " وهو في الطبقتين.
8048 - رفاعة بن عبد المنذر أبو لبابة " ل ".
8049 - زاهر الأسلمي والد مجزأة من أصحاب الشجرة " ل " وهو حديبي
صحابي عنه ابنه، له حديث عاش إلى أيام معاوية، فهو في الثلاثة.
8050 - الزبير بن العوام " ل " أقول: الواو بالتشديد كما في القاموس
والمقامع، كان عبدا لخويلد ثم أعتقه، وليس له ابنا كما توهم ولا من قريش، الا أنه
زوج صفية بنت عبد المطلب، فانتسب إليهم كما هو دأب العرب، وزبير ابنه من
الخوارج والمتغلبين.
8051 - زهير بن عمرو " ل ".
8052 - زيد بن أرقم " ل - ن - سين " الأنصاري عربي مدني خزرجي " ي "

(1) في الرجال: ذويب.
136

هو الذي أظهر نفاق المنافقين من بني الخزرج " قي " قال: إنه من السابقين الذين
رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام " كش " " صه " وهو في الأربعة.
8053 - زيد بن ثابت " ل " وفي التهذيب " أبو علي الأشعري، عن محمد بن
عبد الجبار، عن ابن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه
السلام أشهد على زيد بن ثابت لقد حكم في الفرائض بحكم الجاهلية.
8054 - زيد بن حارثة، وليس بأبي أسامة بن زيد " ي " " صه " وفي " د " " ل "
" جخ " قاتل بموتة.
8055 - زيد بن خالد الجهني " ل - ي " في الطبقتين.
8056 - زيد بن سهل أبو طلحة " ل ".
8057 - سالم مولى أبي حذيفة " ل ".
8058 - السائب بن يزيد " ل ".
8059 - ستيرة بضم السين المهملة والتاء المثناة من فوق ثم المثناة من تحت
والراء، من الأصفياء " صه " في آخر الباب الأول عن " قي " " تعق ".
8060 - ستيرة بن معبد " ل " " جخ ".
8061 - سعد بن أبي وقاص " ل " قال " كش " في مسنده عن الصادق عليه
السلام قال: كتب علي عليه السلام إلى والي المدينة لا تعطين سعدا ولا ابن عمر من
الفيئ شيئا، فأما أسامة بن زيد فاني قد عذرته في اليمين التي كانت عليه، وهو من
العشرة.
8062 - سعد بن يزيد " ل ".
8063 - سعد بن معاذ " ل ".
8064 - سعد مولاه صلى الله عليه وآله " ل ".
8065 - سفيان بن عبد الله الثقفي " ل ".
8066 - سفينة أبو ريحانة " ل " وفي " قب " سفينة مولى رسول الله صلى الله
عليه وآله يكنى أبا عبد الرحمن، يقال: كان اسمه مهران أو غيره، فلقب سفينة لكونه
137

حمل شيئا كثيرا في السفر مشهور، له أحاديث، وقال " هب ": أعتقه أم سلمة.
8067 - سلمان بن عامر الضبي " ل ".
8068 - سلمان الفارسي رضي الله عنه، حاله عظيم جدا، له فضائل
وكرامات أشهر من أن يخفي، يكني أبا عبد الله، مضجعه المدائن، تشرفت بزيارته في
خدمة الوالد الأستاذ قدس سره، أصله من رامهرمز، وعاش ثلاثمائة وخمسين أو مائتين.
وقيل: أصله من أصفهان، توفى سنة سبع وثلاثين أو ست وثلاثين بالمدائن.
وعن كتاب تهذيب الأسماء أن سلمان عاش مائتين وخمسين سنة، وقيل: ثلاثمائة
وخمسين. وقيل: أدرك وصي عيسى - إلى أن قال: وروى الترمذي باسناده عن أنس
أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة: علي وعمار وسلمان
انتهى.
وهو أحد الأركان وبواقيها المقداد وأبو ذر وحذيفة، وهو أفضلهم وأمثلهم،
وكفى في حقه النبوي " السلمان منا أهل البيت " والأحاديث في علو مرتبته وجلالته
كثيرة يضيق المقام عن احصائها.
8069 - سلمة بن أبي سلمة، يأتي في محمد أخيه " تعق " أقول: يظهر من
بعض أن الأصح أخوه عمرو كما يأتي لا محمد.
8070 - سلمة بن الأكرع " ل - ي ".
8071 - سلمة الجرمي والد عمرو " ل ".
8072 - سمرة بن جندب " ل " وفيه ذموم كثيرة أحدها ضرب ناقة رسول
الله صلى الله عليه وآله فشجها فشكت عنده. والثاني حكاية الضرر على النصراني،
وقد وردت بطرق مختلفة ذكرناها في جامع الأصول. والثالث أنه عاش حتى حضر
بيعته عليه السلام وحرص الناس على الخروج إلى قتاله عليه السلام.
8073 - سمرة بن معين أبو محذورة " ل ".
8074 - سويد بن أبي خيثمة " ل " " جخ " مجهول.
8075 - سويد بن مقرن أو مقدن " ل ".
138

8076 - سويد بن النعمان " ل ".
8077 - سهل بن أبي جشمة " ل ".
8078 - سهل بن حنيف " ل " الأنصاري عربي، وكان واليه على المدينة،
يكنى أبا محمد و " قي " عده من شرطة الخميس، وكذا أخاه، وفي " كش " انه من
السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام وقد كبر عليه سبع تكبيرات إلى
آخره.
8079 - سهل بن سعد " ل " الساعدي " ي ".
8080 - سير أبو جميلة " ل ".
8081 - شداد بن أوس " ل ".
8082 - شويد بن سويد " ل " وعن نسخة شريك.
8083 - شيبة بن عبد الرحمن " ل " " جخ ".
8084 - صخر بن حرب أبو سفيان " ل ".
8085 - الصعب بن جثامة " ل ".
8086 - صفوان بن أمية " ل ".
8087 - صهيب بن سنان " ل ".
8088 - صهيب مولى رسول الله صلى الله عليه وآله " ل " أبو عبد الله قال
الصادق عليه السلام: كان بلال عبدا صالحا، وكان صهيب عبد سوء يبكي علي الثاني
" كش ".
8089 - الضحاك أبو بحر سكن البصرة " ل ".
8090 - طارق بن الأشيم الأشجع " ل ".
8091 - طلحة بن عبد الله " ل " أقول: روى أبو المنذر هشام بن محمد بن
السائب الكلبي أن من جملة البغايا وذوي العاهات صفية بنت الحضرمي أم طلحة،
كان لها راية بمكة، فوقع عليها أبو سفيان وتزوجها عبد الله بن عفان من بني تميم،
فجائت بطلحة لستة أشهر فاختص فيه، ثم جعل الامر إليها ولحقته بعبد الله، وكان
139

شديد العناد لعلي عليه السلام فخرج عليه.
8092 - ظهير بن رافع " ل ".
8093 - عاصم بن ثابت بن الأفلح " ل ".
8094 - عامر بن حزم " ل - ي " عامل رسول الله صلى الله عليه وآله على
نجران " د " لا غير، نعم في " ي " عمرو بن حزم عاملة صلى الله عليه وآله على نجران
كما يأتي.
8095 - عامر بن ربيعة " ل ".
8096 - عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي قحافة " ل ".
8097 - عبد الرحمن بن جبر أبو عنس " ل " نقل أن في أصل الشيخ أبا غش
بالشين المعجمة، وفي " قب " ابن حجر أبو عبس بالموحدة بين المهملتين، وصححه
الميرزا، والله أعلم.
8098 - عبد الرحمن بن سعد أبو حميدة " ل "
8099 - عبد الرحمن بن عوف " ل " هو ابن عوف بن الحارث بن زهرة بن
كلاب، وعاش خمس وسبعين سنة، ومات في سنة الثانية والثلاثين من الهجرة، وقبره في
عقيق المدينة، وهو وطلحة والزبير من العشرة المبشرة.
8100 - عبد الله بن أنيس " ل - ي " وهو في الطبقتين.
8101 - عبد الله وعبد الرحمن ابنا بديل بن ورقاء وأخوهما محمد، وهم رسل
النبي صلى الله عليه وآله إلى اليمن، قتلا بصفين مع علي عليه السلام " صه " " ي " وهو
في السابقة. وقال " فش ": ان من التابعين عبد الله.
8102 - عبد الله بن بسر " ل " وعن نسخة بسرة.
8103 - عبد الله بن ثعلبة بن صعيب " ل ".
8104 - عبد الله بن جعفر " ل " من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله
كان جليلا قيل الرواية " صه " عبد الله بن جعفر بن أبي طالب " ي - ن " قليل الرواية
" ي " وهو في الثلاثة.
140

8105 - عبد الله بن الزبير " ل ".
8106 - عبد الله بن زيد " ل - ي " وهو فيهما.
8107 - عبد بن سخير " ل ".
8108 - عبد الله بن سرجس " ل ".
8109 - عبد الله بن سلام " ل " " د ".
8110 - عبد الله بن شخير " ل " وقد قيل: إنه عامي وفد إلى النبي صلى الله
عليه وآله في وفد بني عامر، يكنى أبا مطرق وهو ابنه، ولعل هذا أثبت من كونه بالسين
المهملة.
8111 - عبد الله بن عتبة " ل ".
8112 - عبد الله بن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله " ل " " د ".
8113 - عبد الله بن عمرو بن العاص " ل " وفي " كش " روي أن الحسين
عليه السلام كتب إلى معاوية، ودخل عليه عبد الله فأراه الكتاب، فقال: ما يمنعك أن
تجيبه بما يصغر إليه نفسه، وانما قال ذلك هوى ومحبة فيه.
8114 - عبد الله بن عمر، في " كش " عن الباقر عليه السلام أن ابن عمر
مات منكوبا، وما تقدم في سعد بن أبي وقاص، وفي موضع آخر قال لمعاوية لما قاتل:
اني معكم ولست أقاتل، ان أبي شكاني إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال " صلى الله
عليه وآله " لي: اطع أباك ما دام حيا، فأنا معكم لست أقاتل (1).
8115 - عبد الله بن قيس أبو موسى الأشعري " ل " " د " وفي شرح ابن أبي
الحديد: كان علي عليه السلام يقنت في الفجر والمغرب ويلعن معاوية، وعمرو بن
العاص، والمغيرة، والوليد بن عقبة، وأبا الأعور، والضحاك، وبسر بن أرطاة، وحبيب،
وأبا موسى، ومروان، وكان هؤلاء يقنتون ويلعنون عليا عليه السلام.

(1 -) وجدت في بعض التعليقات للسلطان أنه لا يخفى أن عبد الله بن عمر ما حضر قتال صفين حين قتل عمار، وليس
أبوه حينئذ حيا حتى يطيعه أو يعصيه، وانما هذه الحكاية في عبد الله بن عمرو بن العاص. ثم استظهر وقوع
الاشتباه كما يظهر من كتب السير، ولعله أصوب. وانما نقلنا ما في المتن بعين ما ذكره الميرزا رحمه الله " منه ".
141

8116 - عبد الله بن مسعود " ل " وفي " كش " عن " فش " أنه خلط " صه " " د "
وفيه وفي حذيفة حديث يدل على تخليطه.
8117 - عبد الله بن المسيب " ل ".
8118 - عبد الله بن مغفل " ل " وأبوه بضم الميم وفتح الغين المعجمة
وتشديد الفاء ثم اللام أخيرا - صحابي أيضا.
8119 - عبد الله بن هشام " ل ".
8120 - عبد المطلب بن ربيعة " ل ".
8121 - عبيد بن شريد الجرهمي، وقد عاش ثلاثمائة سنة وخمسين سنة،
فأدرك النبي صلى الله عليه وآله وحسن اسلامه وعمر بعد ما قبض النبي صلى الله عليه
وآله حتى قدم على معاوية في أيام تغلبه وملكه، فقال له معاوية: أخبرني يا عبيد عما
رأيت وسمعت، وله حكاية (1) عن الملوك الماضية.

(1 -) وأما الحكاية فقد ذكرها الصدوق في اكماله " ص 548 " أنه بعد ما سأله معاوية فقال: أما ما سمعت فأنه حدثني
ملك من ملوك حمير أن بعض الملوك التبابعة ممن قد دانت له البلاد، وكان يقال له: ذو سرح كان أعطي الملك
في عنفوان شبابه، وكان حسن السيرة في أهل مملكته، سخيا فيهم مطاعا فملكهم سبعمائة سنة، وكان كثيرا يخرج
في خاصته إلى الصيد والنزهة، فخرج يوما في بعض متنزهه، فأتى على حيتين: إحداهما بيضاء كأنها سبيكة فضة،
والاخرى سوداء كأنها حممة، وهما تقتتلان وقد غلبت السوداء على البيضاء، فكادت تأتي على نفسها، فأمر الملك
بالسوداء فقتلت، وأمر بالبيضاء فاحتملت حتى انتهى بها إلى عين من ماء نقي عليها شجرة، فأمر فصب الماء
عليها وسقيت حتى رجعت إليها نفسها. فأفاقت فخلى سبيلها، فانسابت الحية فمضت لسبيلها، ومكث الملك
يومئذ في متصيده ونزهته.
فلما أمسى رجع إلى منزله وجلس على سريره في موضع لا يصل إليه حاجب ولا أحد. فبينا هو كذلك إذ رأى
شابا أخذ بعضادتي الباب وبه من الشباب والجمال شئ لا يوصف، فسلم عليه، فذعر منه الملك، فقال له: من
أنت؟ ومن أذن لك في الدخول إلى في هذا الموضع الذي لا يصل إلي فيه حاجب ولا غيره؟ فقال له الفتى: لا ترع
أيها الملك اني لست بانسي ولكني فتى من الجن، أتيتك لأجازيك ببلائك الحسن الجميل عندي.
قال الملك: وما بلائي عندك؟ قال: أنا الحية التي أحييتني في يومك هذا والأسود الذي قتلته وخلصتني منه كان
غلاما لنا تمرد علينا، وقد قتل من أهل بيتي عدة، كان إذا خلا بواحد منا قتله، فقتلت عدوي وأحييتني، فجئتك
لأكافيك ببلائك عندي، ونحن أيها الملك الجن لا الجن، قال له الملك: وما الفرق بين الجن والجن. ثم انقطع
الحديث من الأصل الذي كتبته فلم يكن هناك تمامه انتهى " منه " عفي عنه.
142

8122 - عتبان بن مالك " ل ".
8123 - عتبة بن غزوان " ل ".
8124 - عثمان بن أبي العاص " ل ".
8125 - عثمان بن مطعون، أخو رسول الله صلى الله عليه وآله من الرضاعة
على ما هو ببالي، الزاهد العابد، قبله النبي صلى الله عليه وآله بعد موته، وقال فيه: كان
يحب الله ورسوله، وقال مخاطبا لإبراهيم ابنه صلى الله عليه وآله ألحقك بسلفك الصالح
عثمان بن مطعون.
8126 - العداء بن خالد " ل " وقيل: العراء بن خالد، والله أعلم.
8127 - عدي بن حاتم الطائي، قال " فش ": انه من السابقين الذين رجعوا
إلى أمير المؤمنين عليه السلام " كش " " صه " وهو في السابقة أيضا.
8128 - عدي بن عميرة " ل " نقل عن خط الشيخ بغير هاء كما ذكره
الميرزا.
8129 - عرفة الأزدي، انما هو فيهما، وفي " ي " كان رسول الله صلى الله عليه
وآله دعا له، فقال: اللهم بارك في صفقته، وكذا في " صه " الا أن فيها في صفقة يمينه،
و " قي " بعد عده في الأصفياء من أصحاب علي عليه السلام قال كما في " ي ".
8130 - عرفجة " ل " ابن أبي بردة الليثي " ي " وهو فيهما.
8131 - عروة بن جعد البارقي صحابي، وهو أول من قضى بالكوفة كما في
" قب " وحديث عروة على جواز العقد الفضولي معروف.
8132 - عقبة بن الحارث " ل ".
8133 - عقبة بن عامر " ي " ابن عامر الجهني " ل " وعن نسخة ابن عباس
الجهني، وهو فيهما.
8134 - عقبة بن عمرو أبو مسعود " ل " ابن عمرو بدري " ي ".
8135 - عقبة بن عمرو الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله
وخليفة علي عليه السلام على الكوفة " صه " " د " " ي " الا أن في الأخير ابن عمر بدون
143

الواو، وهو فيهما كسابقه.
8136 - العلاء بن الحضرمي " ل ".
8137 - عمار بن ياسر " ل " أبو اليقظان حليف بني مخزوم، وينسب إلى عنس
بن مالك، وهو مذحج بن أدد، رابع الأركان من الأصفياء من أصحاب علي عليه
السلام ومن شرطة الخميس، وهو في السابقة.
8138 - عمارة بن رويبة " ل ".
8139 - عمرو بن أمية " ل ".
8140 - عمرو بن تغلب " ل ".
8141 - عمرو بن الحارث بن المصطلق " ل ".
8142 - عمرو بن سعيد بن العاص الأموي، مضى في أخيه أبان " تعق "
أقول: الذي مضى في كلامه فيه بدون الواو، فالظاهر أن النسخة مغلوطة، ومع الواو
أصح النسختين.
8143 - عمرو بن سلمة الجرمي " ل ".
8144 - عمرو بن العاص " ل " يحتمل كونه ابن سعيد بن العاص الأموي
المتقدم وسقط الأب، فتأمل.
8145 - عمرو بن عبسة " ل ".
8146 - عمرو بن عوف بن مالك " ل ".
8147 - عمرو بن أبي سلمة " ل " ابن أم سلمة ربيب رسول الله صلى الله
عليه وآله " ي " ولاه البحرين وقتل بصفين، وروي فيما كتب عليه السلام إليه: فقد
أردت المسير إلى ظلمة أهل الشام وأحببت أن تشهد معي، فإنك ممن استظهر به على
جهاد العدو وإقامة عمود الدين.
8148 - عمير بن عبد الله بن الجراح " ل ".
8149 - قتادة بن النعمان " ل ".
8150 - قدامة بن مطعون شهد بدرا " ل " وفي " تعق " حكم في الوجيزة
144

بحسنه.
8151 - قطبة بن مالك " ل ".
8152 - قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري، وهو ممن لم يبايع أبا بكر، من
السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام وفيه حديث عن الرضا عليه
السلام يدل على جلالته، الا أن " كش " قال: من أصحاب علي عليه السلام أربعة نفر
أو أكثر يقال لهم: قيس إلى آخره.
8153 - كعب بن عاصم أبو مالك الأشعري، وقيل: اسمه عبيد " ل ".
8154 - كعب بن مالك " ل ".
8155 - كعب بن عمرو أبو اليسر " ل ".
8156 - مالك بن الحويرث " ل ".
8157 - مالك بن ربيعة أبو أسيد " ل ".
8158 - مالك بن صعصعة " ل ".
8159 - مجاشع بن مسعود " ل ".
8160 - محمد بن أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله
بن عمرو بن مخزوم، شهيد مع علي عليه السلام وأخوه سلمة، وأمة أم سلمة زوجة
رسول الله صلى الله عليه وآله، أتت بهما إلى علي عليه السلام فقالت: هما عليك صدقة،
فلو يصلح لي الخروج لخرجت معك، وقيل: سلمة وعمرو ابنا أبي سلمة، وقد مر.
8161 - محمد بن أبي عميرة، عداده في الشاميين " ل ".
8162 - محمد بن أنس بن فضالة الظفري الأنصاري، عداده في المدنيين
" لم ".
8163 - محمد بن أياس بن بكير عن أبيه " ل ".
8164 - محمد بن ثابت بن قيس بن الشماس " ي " الأنصاري، عداده في
المدنيين " ل ".
8165 - محمد بن حبيب النضري بالضاد المعجمة من أصحاب " ل " صلى
145

الله عليه وآله عداده في الشاميين. قال عقد: في حديثه نظر " صه " " جخ ".
8166 - محمد بن خاطب الجمحي، عداده في الكوفيين، ولد في الهجرة الأولى
بالحبشة " ل " وفي " قب " مات سنة أربع وسبعين، وهو في السابقة.
8167 - محمد بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، عداده في المدنيين " ل ".
8168 - محمد بن زيد بن الخطاب، قيل: إنه ولد على عهد رسول الله صلى
الله عليه وآله " ل " وهو في السابقة.
8169 - محمد بن صيفي الأنصاري، عداده في المدنيين " ل ".
8170 - محمد بن طلحة بن عبيد الله يكنى أبا القاسم، وقيل: أبا سليمان،
قتل يوم الجمل في عسكر أهل البصرة " ل " أقول: وهو في السابقة كنظرائه.
8171 - محمد بن عبد الله بن جحش الأسدي حليف نزار بن عبد الشمس
عداده في المدنيين.
8172 - محمد بن عبد الله بن زيد الأنصاري، يقال: إنه ولد بعهد رسول الله
صلى الله عليه وآله عداده في المدنيين " ل ".
8173 - محمد بن عبد الله بن سلام بن الحارث الخزرجي الأنصاري، عداده
في المدنيين " ل ".
8174 - محمد بن عطية الكوفي، عداده في الحجازيين، روى عن رسول الله
صلى الله عليه وآله أنه قال: من اشراط الساعة أن يخرب العامر وأن يعمر الخراب
" ل ".
8175 - محمد بن عمار بن ياسر المخزومي، عداده في الكوفيين، وكان النبي
صلى الله عليه وآله قد عاده من مرضه ودعا له " ل " ونحوه " د ".
8176 - محمد بن عمرو بن العاص بن وائل السهمي، عداده في الشاميين،
وكان مع معاوية يوم صفين " ل " وهو في السابقة.
8177 - محمد بن مسلمة " ل " و " كش " روي أنه من أهل الوقوف عن بيعة
أمير المؤمنين، لكن السند غير نقي.
146

8178 - محمد بن الهمداني خادم النبي صلى الله عليه وآله " ل ".
8179 - مرداس الأسلمي " ل - ي " وهو فيهما.
8180 - مروان بن الحكم " ل ".
8181 - المستورد الفهري " ل ".
8182 - معاذ بن جبل " ل - ي " روي أنه من أصحاب الصحيفة.
8183 - معاوية بن الحكم السلمي " ل ".
8184 - معقل بن يسار " ل ".
8185 - معمر بن عبد الله، الظاهر أنه ابن عبد الله بن حزانة بن نصر، الذي
حلق رأس النبي صلى الله عليه وآله في حجته، كما في الصحيح، وفيه أيضا وكان هو
الذي رحل لرسول الله صلى الله عليه وآله، فقال " صلى الله عليه وآله ": يا معمر ان
الرحل الليلة لمسترخى. فقال معمر: بأبي أنت وأمي لقد شددته كما كنت أشده ولكن
بعض من حسد مكاني منك يا رسول الله أراد أن تستبدل بي، فقال: ما كنت لافعل.
8186 - معيقيب " ل ".
8187 - المغيرة بن شعبة " ل ".
8188 - المقدام بن معدي كرب " ل ".
8189 - مقرن " ل ".
8190 - مكي بن علي بن سختويه فاضل " ل " وفي " د " شختويه بفتح الشين
المعجمة والواو المفتوحة.
8191 - نافع بن عتبة " ل " ابن عتيبة " ي " وهو عتبة بن أبي وقاص أخو
هاشم.
8192 - نبيشة الهذلي الصحابي " ل " الا الأوصاف.
8193 - النعمان بن بشر " ل " وفي شرح ابن أبي الحديد: كان النعمان بن
بشير الأنصاري منحرفا عنه - يعني: عليا عليه السلام - وعدوا له عليه السلام وخاض
الدماء مع معاوية خوضا، وكان من شعراء يزيد ابنه حتى قتل وهو على حاله انتهى.
147

أقول: ولا يخفى كونه في السابقتين.
8194 - النعمان بن مقرن " ل ".
8195 - نفيع يكنى أبا بكر " ل " وفي " د " أبا بكرة.
8196 - النواس بن سمعان " ل ".
8197 - واثلة الأسقع " ل ".
8198 - وائل بن الحجر " ل ".
8199 - وحشي بن حرب " ل ".
8200 - وهب أبو جحيفة " ل " هو ابن عبد الله.
8201 - وهب بن عبد الله السوائي يكنى أبا جحيفة " ي " وهو المتقدم عن
" ل " فيهما.
8202 - هاني بن يسار أبو بردة " ل " أقول: والأصح ابن نيار كما يأتي.
8203 - هاني بن نيار أبو بردة " ل " وفي " قب " ان نيار بكسر النون بعدها
تحتانية خفيفة البلوي حليف الأنصار، صحابي اسمه هاني كذا نقل في المنتهى،
والظاهر سقوط ابن من نسخته، والا يصير لقبا لهاني، فلا يكون أبا كما هو المعروف
من نسخ الرجال، وفي " صه " انه من أصحاب علي عليه السلام.
8204 - هشام بن حكيم بن حزام " ل ".
8205 - هند بن أبي هالة الأسدي، فعن الاستيعاب بعد الأسدي، التيمي
ربيب رسول الله صلى الله عليه وآله فأحسن وأتقن انتهى.
8206 - يعلى بن أمية " ل ".
8207 - أبو أمامة أسعد بن زرارة، من المعاريف كما مر في الأسماء.
8208 - أبو أمامة أسعد بن سهل بن حنيف، وقد مر عن الشيخ أبي علي
ما ينبغي أن يلاحظ.
8209 - أبو أيوب الأنصاري، مشكور اسمه خالد بن زيد " صه ".
8210 - أبو بحر، سكن البصرة اسمه الضحاك " ل " وقد مضى في السابقة
148

اسما وكنية.
8211 - أبو بحر أقرع بن حانس، هو النادي من وراء الحجرات.
8212 - أبو بشير " ل ".
8213 - أبو جحيفة بضم الجيم، قد تقدم في وهب بن عبد الله السوائي.
8214 - أبو الجهم بن الحارث، قيل: اسمه عبد الله " ل " ويقال لبكير بن
أعين، وهو في غير هذه الطبقة.
8215 - أبو الحمراء خادم " ل " " صه " " ي " " قي " " ل " قيل: إنه مولى صلى
الله عليه وآله.
8216 - أبو داود " ل ".
8217 - أبو ذر جندب وقيل: بريد الغفاري من أحد الأركان الأربعة، وما
أحد من كبار الصحابة أصدق لهجة منه رضي الله عنه.
8218 - أبو الربيع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله " غين " وتقدم في
الأسماء بعنوان إبراهيم، هكذا في المنتهى.
8219 - أبو مالك الأشعري " ل ".
8220 - أبو المنذر النجار أبي بن كعب.
8221 - أبو موسى الأشعري، في العيون في ذكر ما كتبه الرضا عليه السلام
للمأمون من محض الاسلام ان البراءة من الذين ظلموا آل محمد صلى الله عليه وآله
واجبة، وذكر لعن معاوية، وعمرو بن العاص، وأبي موسى الأشعري.
8222 - أبو هريرة العامي المشهور ابن أمية. وفي القاموس عبد الرحمن بن
صخر، رأى النبي صلى الله عليه وآله في كمه هرة، فقال: يا أبا هريرة، فاشتهر بذلك،
فاختلف في اسمه على نيف وثلاثين قولا، ولا يعرف هذا من بر انتهى. وحاله في جعل
الأحاديث أشهر من أن يوصف حتى صار ضرب المثل السابر.
8223 - السدوسي في الصحابة بشير بن معبد وأحمد بن جزء السدوسي، وفي
التهذيب في فضل زيارة رسول الله صلى الله عليه وآله السدوسي عن أبي عبد الله
149

عليه السلام وهو غيره.
8224 - أسماء بنت أبي بكر " ل " " د ".
8225 - أسماء بنت عميس " ل - ي ".
8226 - أخت عمرة " ل ".
8227 - أم حبيبة " ل " " د ".
8228 - أم حزام بنت ملحان " ل ".
8229 - أم الحصين " ل ".
8230 - أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص " ل ".
8231 - أم رومان " ل ".
8232 - أم سلمة زوجة النبي صلى الله عليه وآله " ل " ولها روايات كثيرة عنه
صلى الله عليه وآله، كانت جليلة عاشت بعد شهادة الحسين عليه السلام بقليل.
8233 - أم سليط " ل ".
8234 - أم سليم " ل ".
8235 - أم شريك " ل ".
8236 - أم عطية " ل ".
8237 - أم العلاء " ل ".
8238 - أم الفضل اسمها لبابة " د " " ل ".
8239 - أم قيس بنت محصن " ل ".
8240 - أم كلثوم بنت عقبة " ل ".
8241 - أم مبشر " ل ".
8242 - أم هادي بنت أبي طالب اسمها فاختة " د " " ل ".
8243 - أم هشام بنت حارثة أخت عمرة " ل ".
8244 - أم جريرة بنت الحارث " ل " " د " وفي نسخة جويرة كما تأتي.
8245 - جويرة بنت الحارث، تقدم عن " د " جريرة.
150

8246 - حفصة " ل " بنت عمر " د ".
8247 - خدامة بنت وهب " ل " في نسخة وأخرى حزامة.
8248 - خديجة بنت خويلد زوجة النبي صلى الله عليه وآله وهي بعد فاطمة
عليها السلام سيدة نساء العالمين رضي الله عنها.
8249 - خنساء بنت خدام " ل ".
8250 - خولة بنت ثامر وهي خولة بنت قيس " ل ".
8251 - خولة بنت حكيم " ل ".
8252 - زينب بنت أبي سلمة " ل ".
8253 - زينب بنت امرأة ابن مسعود " ل ".
8254 - زينب بنت جحش " د " " ل ".
8255 - سبيعة الأسلمة بنت الحارث " ل ".
8256 - سودة بنت زمعة " د " " ل ".
8257 - صفية بنت جثى " د " " ل " في نسخة، وفي أخرى يحيى.
8258 - صفية بنت شيبة " ل ".
8259 - عائشة بنت أبي بكر " د " وحالها معلومة.
8260 - فاطمة بنت قيس " ل ".
8261 - ميمونة " د " " ل ".
151

الباب الثاني
في الألقاب النسبية
153

1 - الأشعري، الأشعر (1) أبو قبيلة من اليمن إليه ينسب الأشعريون، وهو
غير الأشاعرة الملعونين بلا شبهة والغالب في الأشعريين الوثاقة.
2 - الأسدي، منسوب إلى طائفة، وفيهم شعب كثيرة.
3 - الأحمري، وأحمر مولى رسول الله صلى الله عليه وآله ومولى لام سلمة
وغيرهما، وذو الحمار الأسود المتنبي كان له حمار أسود معلم يقول له اسجد فيسجد له.
4 الأموي، منسوب إلى أمية وهو من قريش على رأي، والأموي بالفتح
والضم. وقيل: أمية في الأصل هو رجل كان أبوه عبد شمس حقيقة أو مجازا، كما هو
الجائز عند العرب، كما فعل الرسول صلى الله عليه وآله مثله بزيد بن حارثة.
5 - الأزد ورقاني، قرية من سواد الري والنسبة إليها.
6 - الآبي بالهمزة والألف والموحدة المكسورة، منسوب إلى آبة، بلد قريب
ساوة، وبلد قريب موصل، والنسبة إليهما محتملة، والقرائن معينة.
7 الآلي بهمزة ولام مكسورة، منسوب إلى الآل معرفا اسم جبل، أو إلى
الآلة نادبين مكة ويمامة، والآلة أيضا موضع بغطفان، وجائت الآلة بمعنى الأداة وسرير
الميت والخشب، وآل الرجل شيعته وأولياؤه، واللآل السراب أول النهار، وخص
السراب بوسطه.
8 - الأعجمي، هو كل لغة خالصة من لغة العربية، والعجمي منسوب إلى
العجم بفتحتين، وهم الفرس وان أفصح، ولكن الأعجمي في وصف الراوي من
لا يفصح وإن كان عربيا، كما هو الظاهر، ويطلق الأعجمي على من في لسانه العجمة
واللكنة أيضا.
9 - الأنباري، منسوب إلى الأنبار، وهي بلدة على الفرات من الجانب
الشرقي، والرواة المنسوبون إليها كثيرون، منهم علي بن الحكم الأنباري المتحد مع

(1) وعن الجامع منسوب إلى الأشعر بنت ابن أور بن زيد بن يشحب بن غريب " منه ".
155

الكوفي، والزبير النخعي.
10 - الأصبهاني، منسوب إلى المدينة المعروفة في العراق (1)، يقال لها:
الأصفهان، وهو الأشهر في الألسنة.
11 - الأنماطي، منسوب إلى النمط، وهو ثوب ذو لون من الألوان، ويقال
للأبيض: نمط، وفي بعض كتب اللغة هو ما يفرش من مفارش الصوف الملونة، فعلى
هذا يكون النسبة باعتبار الحرفة، أو الكسب، والأنماط جمع النمط، فيقال فيها:
الأنماطي والنمطي (2).
12 - الأزدي، منسوب إلى الأزد (3) بن الغوث أبوحي من اليمن، والرواة
منهم كثيرون.
13 - الأنصاري، منسوب إلى الأنصار، وهم الذين آووا رسول الله صلى الله
عليه وآله ونصروه، ومنهم جابر بن عتيك، وجابر بن عبد الله، وغيرهم. والمعروف من
الأنصاري في هذا الزمان هو المنسوب إلى ابن عبد الله رحمه الله.
14 - الأوسي، من الأوس قبيلة من الأنصار، وقال أمير المؤمنين عليه السلام
في حقهم: الأوس والخزرج القوم الذين هم آووا فاعطوا فوق ما وهبوا.
15 - الأحمسي، هو أحمد بن عائذ، حمس كفرح اشتد وصلب في الدين
والقتال، وهو حمس وهي حمساء، والحمس الأمكنة الصلبة، وبه لقب قريش وكنانة
وجديلة ومن تابعهم في الجاهلية، لتحميسهم في دينهم، أو لالتجائهم بالحمساء وهي
الكعبة، وبنو أحمس بطن من ضبيعة أو من بجيلة.
16 - الأربلي بالكسرتين بينهما موحدة ساكنة من تحت على بلد قرب موصل.

(1) وهي المدينة المعروفة الآن بأراك وكانت كناية عن الايران في الزمن الماضي، وكان يقال عراق العرب وعراق
العجم.
(2) وقيل: النمط ثوب صوف يطرح على الهودج والنسبة أنماطي ونمطي.
(3) قد تفرق أهل سبأ بعد خرابها بالسيل، وكان أهلها المتفرقون عشرة طوائف ستة منهم تيامنوا أي: أخذوا جانب
اليمن وحواليه، وهم كندة والأشعريون والأزد ومذحج وأنمار وحمير، وأربعة تشاموا أي: أخذوا صوب الشامات،
وهم عامره وحرام وصميم وغسان، وكانت هذه الواقعة قبل مبعث عيسى " منه ".
156

17 - الأيادي، أياد ككتاب حي من معد، كذا في القاموس.
18 - الأشهلي، لعله منسوب إلى أبي قبيلة هو أشهل العين، وهو أن يشوب
سوادها بزرقة، وأزرق العين لون معروف، والأزارقة صنف من الخوارج نسبوا إلى نافع
بن الأزرق.
19 - الارجاني بفتح الهمزة وتشديد الراء وفتح الجيم بعد الألف نون، والنسبة
إلى أرجان وهي كورة الأهواز من بلاد خوزستان، وقيل: بالمهملة المخففة، وهو الأكثر.
قيل: وقد سمعت جماعة من الثقات من تلك البلاد أرجان بفتح الهمزة قبل الألف
وسكون الراء
20 - الأشناني، أشنونة بالضم حصن بالأندلس، والأشنان بالضم والكسر
معروف نافع للجرب والحكة، وأشنة بالضم بلدة في آذربايجان في سمت أردبيل، والنسبة
إليها أشناني والاشناني والاشنهي، وقد نسب إليها جمع.
21 - الأصبهي، قيل: إنه بمعنى الفارس.
22 - الأقرعي، لعله منسوب إلى من كان رأسه أقرع، أي: الذي ذهب شعر
رأسه من آفة.
23 - الأعمى هو المكفوف.
24 - الأعشى، وهو الذي لا يبصر بالليل ويبصر بالنهار، والأعشى شاعر من
العرب بليغ.
25 - الأودي بالفتح، اسم رجل وهو أبو قبيلة، والحارث بن أبي رسن الأودي
أول من ألقى التشيع في بني أود.
26 - الابزاري، الأبزاريون من المحدثين جماعة، منهم محمد بن يحيى، وبنو
البزري بنو أبي بكر بن كلاب نسب إلى أمهم، والبزار بياع بزر الكتان، أي: زيته
بلغة البغاورة، واليه نسب خلف بن هشام، والحسين بن الصباح، وجمع آخر (1).

(1) وأبزار قرية من قرى نيسابور، كان حميد بن موسى وإبراهيم بن أحمد الابزاري منها " عنه ".
157

27 - الأصفهاني، الأصفهان اسم للمدينة المعروفة في العراق، وأصبهان اسم
لتمام الإقليم على ما قيل، والتسمية باسم أصبهان بن فلوج بن النطي بن يويان بن
يافث. وقيل: باسم ابن الفلوج بن سام بن نوح. وقيل: إنه مركب من الفرس والهان،
والأول بمعنى الفارس، والثاني بمعنى المدينة، وعند العرب بالعكس. وقيل: إن أصب
في لغة العجم هو الفرس، وهان علامة للجمع، فيصير بمعنى الفوارس.
28 - الأسروشي بضم الهمزة وسكون المهملة وضم الراء وسكون الواو وكسر
الشين المعجمة، نسبة إلى اسروشة بالهاء من بلاد ما وراء النهر.
29 - الأوشي بالضم، بلد بفرغانة، منها المحدثون مسعود بن منصور، ومحمد
بن أحمد بن علي، وعلي بن عثمان الشهيدي، وعلي بن محمد بن علي الأوشيون.
30 الأراجني، في " ضح " بفتح الهمزة والراء والألف والجيم والنون.
31 - الآيلي بهمزة وألف ومثناة تحتية ولام مكسورة، منسوب إلى آيلة بلد
معروف بين الشام وفلسطين ومصر، وآيلة جبل بين مكة والمدينة قرب ينبع، وقرية بين
ينبع ومصر، وقرية بباخرز.
32 - الأربقي، أربق من نواحي رامهرمز، وكان أحمد بن الحسن القاضي من
تلك الناحية قاضيا واماما فيها.
33 - الآجري، مأخوذ من الآجر بالمد والتشديد أشهر، وهو الطين إذا طبخ.
قال الجوهري: انه معروف. وقال الخطيب: منسوب إلى قرية من قرى بغداد.
34 - الأشجعي، الشجاع بالكسر والضم الحية العظيمة تواثب الفارس
والراجل ويقوم على ذنبه، وربما قلعت رأس الفارس، فلعل النسبة انما لكونه أخذ
لهذه الحية، أو منتسبا إلى من هو كذلك ويحتمل غيره.
35 - الأرحبي، بنو رحب محركة بطن من همدان، وأرحب قبيلة منهم أو مكان.
36 - الأوسي، أوس أبو قبيلة من اليمن، وهو أوس بن قيلة أخو الخزرج،
وقيلة أمهما.
37 - الأرزني، منسوب إلى الأزرن شجر صلب يتخذ منه العصى، كما ذكره
158

الجوهري، والنسبة حينئذ انما هي بملاحظة كونه عاملا للعصى.
38 - الآبادة، مدينة صغيرة معتدل الهواء من أعمال فارس.
39 - الآدمي، لعله مأخوذ من الأديم، وهو الجلد المدبوغ، فالمنسوب إليه
دباغ، الا أن القياس الأديمي كالقريشي لا القرشي.
40 - الأرمني، الأرمينية بكسر الهمزة والميم وبعدها ياء ساكنة ثم نون
مكسورة ثم ياء مفتوحة والهاء آخرها، كورة بناحية الروم، والنسبة إليها أرمني.
41 - الأحوص، الحوص ضيق في العين، يقال: حوصت العين من باب تعب
ضاق مؤخرها وهو عيب، والرجل أحوص وبه سمي، والأنثى حوصاء.
42 - الأبهري، الأبهر بلدة معروفة قريبة بطالقان.
43 - الأخنسي، الخنس بالتحريك تأخر الانف عن الوجه مع ارتفاع قليل
في الأرنبة، وهو أخنس وهي خنساء.
44 - الآملي، وآمل بضم الميم مدينة في الطبرستان، وفي بدو الاسلام يخرج
منها الفارس مسلحون، والنسبة إلى الطبري أعم من الآملي، ومنه محمد بن جرير
الطبري.
45 - الابلي، مدينة جنب البصرة، الأبلة بالضم وتشديد اللام كما في الصحاح،
وفي " ضح " الأبلي بفتح الهمزة وضم الباء المنقطة تحتها نقطة وتشديد اللام.
46 - الأصبحي، السوط نسبة إلى ذي أصبح لملك من ملوك من أجداد الامام
مالك بن أنس، كذا في القاموس (1).
47 - الأهوازي، منسوب إلى الأهواز، وهي بلاد مشهورة في ناحية البصرة،
ويقال: الأهواز سبع كور لكل كورة منها اسم مشهور، ويجمعن الأهواز، والكورة
بالضم المدينة.
48 - الإسكافي، منسوب إلى اسكاف رستاق كبير بن النهروان والبصرة،

(1) القاموس 1 / 233.
159

كانت عامرة فانقرضوا لما صارت غامرة، وأبو علي الإسكافي منه.
49 - الأسلمي، هو بالضم قبيلة من الأزد من الأنصار، وأسلم بالضم قبيلة
من قضاعة.
50 - الاسفرائني، ولعله مع الياء قبل النون، بلد بخراسان كما في القاموس،
وهو في الأصل اسفرايين، وكان محمد بن الفضل الأسفراييني من تلك البلدة، وكذا
أبو حامد.
51 - الإسماعيلي، طائفة من فرق الشيعة.
52 الأبرشي، في الحديث " الحمار البرش " هي المشتملة على ألوان مختلفة،
يقال: برش يبرش برشا فهو أبرش والأنثى برشاء، والجمع برش، الا أن النسبة
مجهولة عندي.
53 - البكري، منسوب إلى أبي قبيلة، وهو بكر بن وائل، وديار البكر معروفة،
ولعله منسوب إليها البكريون.
54 البصري، منسوب إلى البصرة، وهي مدينة معروفة ومنها جماعة كثيرة
محدثة.
55 - البجلي، منسوب إلى بجيلة حي من اليمن، والنسبة إليه بجلي
بالتحريك، والبجليون من ولد امرأة اسمها بجيلة نسب إليها أولادها.
56 - البغوي، البغوان بلدة بنيسابور، والبغوي الحسين بن مسعود الفراء
منسوب إليها، والقياس البغواني.
57 - الباهلي، وهو منسوب إلى باهلة قبيلة من قيس بن علان، وهو في الأصل
اسم امرأة من همدان، فنسب ولده إليها، هكذا في كتب اللغة.
58 - البرقي منسوب إلى برقة قم، وأحمد بن محمد بن خالد البرقي منها.
59 - البارقي، وذو بارق الهمداني جعونة بن مالك، والبارق ذو برق وموضع
بالكوفة، والبارقة السيوف.
60 - البوزجاني بضم الموحدة وسكون الواو والزاي وفتح الجيم وبعد الألف
160

نون، وهي بلدة بخراسان بين نيسابور وهرات، هكذا ذكره ابن خلكان في تاريخه.
61 - البناني، البنانة واحدة البنان وموضع وقصر، وبالضم الروضة المشعبة
وحي، منهم ثابت البناني، ومحلة بالبصرة نسبت إلى بنانة أم ولد سعد بن لوي بن
غالب.
62 - البرجمي (1)، البراجم قوم من أولاد حنظلة بن مالك وعمر وابنه حرق
من بني دارم مائة رجل، وهياج البرجمي بالضم تابعي، والبرجميون جماعة محدثون.
63 - البربري، البربر جيل من الناس، أول من سماهم بهذا الاسم
اقريقيس الملك لما ملك بلادهم، وقد نقل أن في الجزائر كثيرا منهم، والبربر ثم الأراك،
ومنه: مالنا طعام الا البربر.
64 - البرجي، قرية من قرى أصفهان ينسب إليها جماعة من أهل العلم،
وموضع بدمشق.
65 - البرسي، منسوب إلى قرية معروفة بالعراق، وفي الخبر: أصلي من ماء
برس.
66 - البتعي، البتع بكسر الموحدة واسكان الفوقانية وبالمهملة نبيذ العسل،
وهو خمر أهل اليمن، وقد تحرك التاء كعنب، ومبتع كلمة يؤكد بها، فالنسبة حينئذ
باعتبار كونه عامله، أو منسوبا إلى عامله محتملة.
67 - البرناني. والبرني في الحديث " خير تموركم البرني " هو نوع من أجود
التمر، والبرنية بفتح الأول اناء معروف من خزف، ولعل النسبة بالاعتبارين مع تأمل
فيها.
68 - البرذعي، بالذال المعجمة والدال، أصله البرذعة، وهي في عرف هذه
الأزمنة وما ضاهاها هي للحمار ما يركب عليه بمنزلة السرح، والحجاز للفرس والإبل،
فالنسبة حينئذ واضحة.

(1) ولعل النسبة في الأصل إلى برجمين، وهي قرية من قرى بلخ " منه ".
161

69 - البوشجاني، البوشنجان قرية من قرى هرات، والبوشنج قرية سواها،
لاختلاف الموضع، ويقال للفضل بورق البوشنجاني، ويأتي في الأوصاف ترجمة بورق،
ولكن الظاهر أنه إلى بوشنج وهو ناحية.
70 - البلادي، منسوب إلى بلاد وهي قرية من البحرين، ومنها الشيخ يوسف
بن الحسن البحراني وغيره من العلماء والفضلاء.
71 - البيضاوي، منسوب إلى قرية من أعمال شيراز، واليها ينسب صاحب
التفسير عبد الله بن محمد بن علي، توفى في سنة خمس وثمانين وستمائة في تبريز وقبره
هناك.
72 - البهراني، البهر اسم قبيلة من قضاعة، والنسبة إليهم البهراني من غير
قياس، إذ القياس بهري، وفي " د " بهراني منسوب إلى بهر قبيلة من غير قياس، وعن
الشهيد نسبة إلى بهر بن الحاف بن قضاعة، وبهر السابع عشر جد المقداد أحد
الأركان الأربعة.
73 - البلخي، منسوب إلى بلخ بالفتح، كورة بخراسان وكانت من مدن ملوك
العجم، ونهر بلخ مشهور.
74 - البرسي، الشيخ رجب البرسي منسوب إلى البرس بالكسر والسكون،
قرية بين الحلة والكوفة، وربما ينسب إلى الغلو وهو برئ منه، ولا يخلو من الركالة.
75 البلوي من بلى قبيلة من أهل مصر قاله الشيخ، وعن غيره بلى قبيلة
من قضاعة ينسب إليه البلوي.
76 البوفكي، بوفك قرية من قرى نيشابور، ومنها العمركي بن علي
البوفكي.
77 - البلالي، لعله منسوب إلي بلال بن حمان مؤذن رسول الله صلى الله عليه
وآله، وهو من الحبشة، شهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها، ولم يؤذن بعد النبي
صلى الله عليه وآله لاحد الا مرة واحدة في قدومه إلي المدينة ولم يتم.
78 - البزنطي، بالباء المنقطة تحتها نقطة المفتوحة والزاي بعدها مفتوحة ثم
162

النون الساكنة ثم الطاء غير المعجمة، وعن السرائر البزنطي ثياب معروفة، ومن هنا
يعلم جهة النسبة.
79 - البيهقي، منسوب إلى بيهق، وهو رستاق من الرساتيق، وقيل: منسوب
إلى بيهق بلد من العجم.
80 - البابلي، منسوب إلى بابل موضع بالعراق معروف.
81 - البزوفري، وهو منسوب إلى بزوفر بالفتحتين وسكون الواو وفتح الفاء،
قرية كبيرة من أعمال قرسان قرب واسط في غربي دجلة، هكذا وجدته في مراصد
الاطلاع.
82 - البطائني، لقب لأبي حمزة، والبطائن جمع بطانة، والبطائن البطن.
83 - البوشنجي، بالباء المفردة والشين المعجمة والنون والجيم، وهو الحسين
بن أحمد بن المغيرة، وببالي أن بوشنج قرية.
84 - البختري، لعله كان متبخترا في المشي، قال في القاموس: البختري
الحسن المشي والجسم.
85 - البدري، منسوب إلى بدر موضع بين مكة والمدينة وهو إليها أقرب، وعن
الشبعي انه اسم بئر هناك سمي به لأنه كان لرجل من جهينة اسمه بدر.
86 - البخاري، هو أحمد بن محمد بن علي البخاري، المنسوب إلى بخار
العود، لأنه يبخر به في الحانات، محدث من علماء العامة.
87 - البراوستاني، منسوب إلى براوستان قرية من قرى قم.
88 - البكالي، بطن من همدان منسوب إلى بكال على ما ذكره القطب
الراوندي، والمنقول عن تغلب منسوب إلى بكالة قبيلة.
89 - البرمكي، منسوب إلى البرامكة، وهم طائفة قد كثر فسادهم في الأرض.
فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر، نقل أن شيرويه لما قتل أباه كسرى استوزر برمك بن
فيروز جد البرامكة وتسميته بالبرمك معروفة (1).

(1) قيل: وجه تسمية البرامكة بهذا الاسم أن جدهم خالد له خاتم تحت فصته شئ من السم يمص الفص عند
الشدائد فيسكن، فورد على هشام بن عبد الملك في أيام امارته وكان عنده طير إذا حضر السم يصيح ويحرك
جناحيه، ففعل ذلك وأساء هشام الظن بخالد، فقال: هل معك سم؟ فأجاب وكان لغته فارسية: بلى انكشترى
دارم در زير نكين أو زهرى است كمه در شدائد برمكم. وبهذه الجهة سمي ببرمك بالضم.
وعن بعض التواريخ القديمة الذي كتب في سنة خمسمائة ونيف، ذكر فيه انه قد بني في مدينة بلخ هيكل سمي
بالقمر، وسمي أيضا بمكة، فلما صار أهل الفرس عابدين للنار جعلوه من بيوت النار، فسموه بآتش كده، وكان
رئيس خدمة ذلك البيت مدعوا ببرمكة يعنى والي مكة، فانتقلت تلك الرئاسة بخالد جد البرامكة، فسمي برمك
بضم الميم " منه ".
163

90 - البتري، والبترية بضم الموحدة منسوب إلى المغيرة بن سعد ولقبه
الأبتر، وهم فرقة من الزيدية، وقيل: هم أصحاب كثير النوا الحسن وسالم والحكم
وسلمة وأبو المقدام، وهم الذين دعوا إلى ولاية أمير المؤمنين عليه السلام فخلطوا
بولاية الشيخين.
91 التيمي، منسوب إلى أبي قبيلة يسمى بالتيم، وهو تيم بن مرة، من أجداد
خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله.
92 - التستري، بتائين مثناتين من فوق الأولى مضمومة والثانية مفتوحة
بينهما سين مهملة ساكنة، وهي مدينة مشهورة بخوزستان، هكذا حكي عن تهذيب
الأسماء، قيل: وقد فتحه تستر من بني عجل.
93 التابعي، هو تابع عليا عليه السلام والتابعيون كثيرون، وهم من أجلة
رجال الحديث.
94 - التيمي، لعله منسوب إلى تيماء اسم أرض على عشرة مراحل من مدينة
النبي صلى الله عليه وآله شاميا، وعلى خمس مراحل من خيبر شاميا. وقيل: موضع
قريب من بادية الحجاز، والظاهر عدم التنافي، أو إلى تيمام قريتان بالشام.
95 - التلعكبري، في " تعق " عن حاشية الوسيط عكبر بالمهملة والموحدة
المضمومتين بينهما كاف ساكنة اسم رجل من الأكابر. وقيل: من الأكراد وصنف إليه
التل وسمي به ذلك المكان، فالتلعكبري نسبة إليه، وتخفيف اللام وتشديدها محكيان.
96 - التوبلي بالتاء المثناة الفوقانية ثم الواو الساكنة ثم الباء الموحدة ثم.
164

اللام والياء أخيرا أحد اعمال البحرين.
97 - التغلبي، تغلب كتضرب أبو قبيلة، قال الجوهري، والنسبة إليها تغلبي.
98 - التنوخي، تنوخ بتخفيف النون حي من اليمن.
99 - التريدي قرية ببخارا منها أبو منصور المفسر قدوة أئمة الحنفية.
100 - الثمامي، الثمام نبت ضعيف قصير لا يطول، والنسبة باعتبار ذلك
المحل.
101 - الثقفي، منسوب إلى ثقيف أبو قبيلة من هواذن، والنسبة إليه الثقفي
بالفتحتين، والثقفيون كثيرون منهم عامر بن رياح القصباني.
102 - الثوري، الثور بالفتح فالسكون جبل بمكة وفيه الغار الذي بات
فيه النبي صلى الله عليه وآله وقت الهجرة، ولكنه منسوب إلى أبي قبيلة من مضر، وهو
ثور بن عبد مناف، وسفيان الثوري هو ممن شهد قتل زيد مباشرة أو اعانة.
103 - الثمالي، الثمالة حي من العرب، وأبو حمزة الثمالي منسوب إليهم، وهو
من رجال الحديث وحواري زين العابدين عليه السلام.
104 - الجحدري بالجيم المفتوحة والحاء غير المعجمة الساكنة والدال المهملة
المفتوحة والراء مكسورة.
105 - الجرجاني، منسوب إلى الجرجان، وهو ودهستان واستر أباد وآمل من
بلاد طبرستان، وقيل: إنه من بلاد خراسان، وفي تسمية تلك البلاد بطبرستان اختلاف
عند أهل السير.
106 - الجيشي، في الحديث " يا علي لا تصل في ذات الجيش " هي بالفتح
فالسكون واد بين مكة والمدينة وبينها وبين ميقات أهل المدينة ميل واحد. وفي الحديث
" ذات الجيش دون الحضرة بثلاثة أميال ".
107 - الجراذيني بالراء بعد الجيم والذال المعجمة بعد الألف قبل الياء المثناة
من تحت وبعدها النون، كذا في " صه " وفي " ضح " بالخاء المعجمة.
108 - الجرشي، الجرش بالفتح موضع وبلدة بالأردن وجماعة محدثون
165

وجرشي وجرشي محركتان ابنا عبد الله بن حكيم بن خباب.
109 - الجوهري، هو صاحب الصحاح المسمى بإسماعيل بن حماد، لم أقف
على وجه تلقبه به. والجواهر والاعراض فيهما اختلاف عند المتكلمين والحكماء، من
يطلب الاطلاع فلينظر إلى كتبهم.
110 - الجعفي، بالضم على وزن كرسي أبو قبيلة من اليمن، وهو جعفي بن
سعد العشيرة والنسبة إليه.
111 - الجمحي، منسوب إلى بني جمح، وجمح هو ولد مصعب بن كعب أخو
عدي بن كعب بن لوي بن غالب، ويقرأ بالمهملة كما يأتي.
112 - الجعشمي منسوب إلى أبي قبيلة، وهو جعشم بالضم كقنفد جد سرافة
بن مالك بن جعشم، وهو صحابي لم أجده في الرجال ولكنه مذكور في كتب اللغة.
113 - الجلودي، هو عيسى الجلودي، وهو منسوب إلى جلود قرية في البحر،
وقال قوم: إلى جلود بطن من الأزد، والجلودي على التقديرين بالجيم المفتوحة واللام
الساكنة والدال المهملة بعد الواو المفتوحة.
114 - الجملي، منسوب إلى أبي قبيلة، وهو جمل سعد أبوحي من مذحج منهم
هند بن عمرو التابعي، وبئر جمل بالمدينة، ويحتمل النسبة إليه أيضا.
115 - الجنبي، الجنب معظم وأكثره، وحي باليمن.
116 - الجواليقي، منسوب إلى جواليق بالضم، وهو معروف، والجمع جواليق،
والجلق بالتشديد وكسر اللام موضع بالشام.
117 - الجزيني، الجزين بالجيم ثم الزاي المشددة إحدى قرى جبل عامل.
118 - الجواني بفتح الجيم وتشديد الواو منسوب إلى الجوانية قرية بالمدينة،
وهو في الأصل نسبة محمد بن عبيد الله الأعرج ابن حسين بن علي بن الحسين عليهما
السلام ثم جرى ذلك في ولده كما يأتي في أبيه، على أنه صرح البعض بأنه ولد بالمدينة
ونشأ بالكوفة ومات بها.
119 - الجهني، جهينة قبيلة، والجهني اسم رجل صحابي، وعن الصدوق ان
166

اسمه عبد الله بن أنيس الأنصاري، وليلة الجهني ليلة ثلاث وعشرين من شهر
رمضان، وحديثه معروف (1).
120 - الجوخى كسكرى، اسم للامارة من عمل واسط، منها أبو بكر محمد
بن عبد الله الجوخاني، وموضع قرب زبالة.
121 - الجواربي، لعله منسوب إلى جوارب جمع الجورب لفافة الرجل معرب،
ويأتي جمعه جواربة والهاء للعجمة، فحينئذ يكون النسبة باعتبار النسج أو البيع،
فتأمل.
122 - الجابري، منسوب إلى جابر بن عبد الله الأنصاري، صحابي شهد
بدرا، وجابر الجعفي من علماء الشيعة يعرف باللقب.
123 - الجرجانية، هي قصبة خوارزم، كما في تاريخ ابن خلكان والزمخشري
منها وإن كان من قراها كما مر، لجواز النسبة إلى نفس القرية والأصل المحتوي لقرى
متعددة، كما وقع كثيرا فلاحظ.
124 - الجبلي بضم الجيم، قرية بشاطئ دجلة، منها جماعة محدثون، منهم محمد
بن أسلم الجبلي، وفي ألسنة بعض القاصرين بالفتح وخطؤه ظاهر.
125 - الجرهمي، منسوب إلى جرهم بضم الجيم والهاء حي من اليمن.
126 - الجبعي، الجبع بالجيم والباء المنقطة تحتها نقطة، وهي قرية من قرى
جبل عامل، ومنها الشيخ البهائي.
127 - الجويمي، الجويم كزبير موضع بفارس، والعامة تضم الباء، هكذا في
القاموس، فالنسبة باعتبار هذا الموضع.
128 - الجعفري، الجعفر النهر الصغير ولكنه منسوب إلى أبي قبيلة، وجعفر
الطيار عليه السلام قد قتل بموتة أخو أمير المؤمنين عليه السلام وأسن منه بعشر
سنين، كنيته أبو عبد الله بمناسبة ابنه زوج زينب، يلقب بذي الجناحين.

(1) وحديث الجهني هو أنه قال الرسول الله صلى الله عليه وآله: ان منزلي ناء عن المدينة، فمرني بليلة ادخل فيها
فأمره بليلة الثالث والعشرين " منه ".
167

129 - الجازي، منسوب إلى قرية بالنهرين تسمى بالجاز.
130 - الجلودي بالجيم المفتوحة واللام الساكنة والواو المفتوحة، وقيل: بضم
اللام واسكان الواو والدال غير المعجمة، وفي القاموس: الجلود كقبول قرية
بالأندلس، منه حفص بن عاصم.
131 - الجدعاني، لعل جدعان بالضم أبو قبيلة، وهو جدعان وعبد الله ابنه
جواد معروف، وربما كان يحضر النبي صلى الله عليه وآله طعامه، وكان له جفنة يأكل
منها القائم والراكب لعظمها.
132 - الجعابي، الجعبة بالفتح واحدة الجعاب وهي النشاب بالضم، والنشاب
بمعنى السهام، الواحدة نشابة، فالنسبة باعتبار الحرفة والكسب محتملة حدسا لا
تحقيقا.
133 - الجريري، هو أبان بن تغلب الجريري مولى بني جرير طائفة والنسبة
إليه.
134 - الجذلي بالذال المعجمة في كتاب ورجال الشيخ، وفي " صه " و " د "
بالمهملة، وفي القاموس: جذل الطعان بالكسر لقب علقمة بن فراس من مشاهير
العرب، هذا فيحتمل كونه منسوبا إليه.
135 - الجنبلاني بالجيم المضمومة والنون الساكنة والباء الموحدة، الجنبل جد
لأبي عبد الله محمد بن عصمة الضبي المحدث.
136 - الجبوبي، الجب بالضم ركية لم تطو فإذا طويت فهي بئر، فيحتمل
كون النسبة باعتبار كونه حافرها، والله أعلم.
137 - الجعدي، لعله من أقرباء جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي، وهي
سمت الحسن عليه السلام، وأخوها محمد بن الأشعث شركت في دم الحسين عليه
السلام، وأبوهما شركت في دم أمير المؤمنين عليه السلام.
138 - الجندي بالتحريك بلدة باليمن، وجنيد بن عبد الرحمن وجند أخو
صحابيان، والجنيد كزبير لقب أبي القاسم سعيد بن عبيد سلطان الطائفة الصوفية،
168

والنسبة إلى البلدة.
139 - الجارودي، هم الفرقة الجارودية طائفة من الشيعة ينسبون إلى الزيدية
وليسوا منهم، نسبوا إلى رئيس لهم من أهل خراسان يقال له: أبو الجارود زياد بن أبي
زياد. وقيل: انهم لا يدخلون في الشيعة.
140 - الجاموراني، هو محمد بن أحمد أبو عبد الله الرازي.
169

141 - الجدي، لعله منسوب إلى جدة وهي المدينة التي عند مكة، لأنها ساحل
البحر، والجد بالضم والتشديد شاطئ النهر، وكذا الجدة على ما في متن اللغة.
142 - الحبري، في الحديث ذكر الحبرة، ثوب يصنع باليمن قطن أو كتان
مخطط، يقال: برد حبر على الوصف، وبرد حبرة على الإضافة. وقيل: إنه ليس موضعا
أو شيئا معلوما انما هو شئ فأضيف الثوب إليه.
143 - الحنظلي، حنظلة أربعة عشر صحابيون، وخمسة محدثون، وابن مالك
أكرم قبيلة في تميم يقال لهم: حنظلة الأكرمون، ودرب حنظلة بالري.
144 - الحموي، وحماة بلدة بالشام يمكن أن يكون النسبة إليها.
145 - الحريشي، الحريش دابة لها مخالب كمخالب الأسد، ولها قرن واحد
في هامتها يسميها الناس الكركدن قاله الجوهري، وقيل: لها قرن واحد في وسط رأسها
مصمت.
146 - الحضيني، بضم الحاء المهملة وفتح الضاد المعجمة وبعدها المثناة من
تحت الساكنة بعدها نون، وهو لقب لإسحاق بن إبراهيم خادم الرضا عليه السلام،
وعلي بن محمد من رواة الحديث، ويأتي لغيرهما.
147 - الحدقي، بالحاء المهملة والذال المعجمة والقاف، وقيل: بالفاء كما في
" د " وجعله منسوبا إلى حدق امرأة الياس بن مضر.
148 - الحصيني، بالحاء والصاد المهملتين وبعدهما الياء المثناة من تحت، هو
أحمد بن محمد بن الحصيني.
149 - الحضرمي، بفتح الحاء المهملة وسكون الضاد المعجمة، منسوب إلى
حضرموت بن قيس، وقد وقع مثل هذه النسبة في نظائره.
150 - الحراني، منسوب إلى حران الذي هو من مشاهير بلاد الجزيرة.
170

151 - الحازمي، لعله منسوب إلى حازم تابعي، وأحمد بن محمد بن إبراهيم
بن حازم الحازمي محدث.
152 - الحروري، اسم قرية بقرب الكوفة نسب إليها الحرورية بالفتح
والضم، وهم الخوارج كان أول مجتمعهم فيها تعمقوا في الدين حتى مرقوا منه، فهم
المارقون.
153 - الحريري، الحرير من الثياب الإبريسم، والحريرة دقيق يطبخ بلبن،
فالنسبة بهذين الاعتبارين، أو أحدهما، من جهتي العمل والكسب محتملة، وبالمعجمة.
كما في عباس بن يزيد على ما في " صه ".
154 - الحامي، الحلم بالتحريك القراد الضخم، والواحدة حلمة، وحي من
عدول.
155 - الحارثي، منسوب إلى أبي قبيلة.
156 - الحرامي، لعله منسوب إلى حرام بن عثمان المدني، والحرام طائفة من
طوائف أهل سبا قد تفرقوا، وهم من الأربعة المتفرقة إلى الشامات.
157 - الحمحي، منسوب إلى بني حمح، وحمح هذا أخو سهم، وهو ولد
مصيص بن كعب، أخو عدي بن كعب بن لوي بن غالب.
158 - الحوثي، الحوث بالمثلثة بطن من هدان.
159 - الحميري، منسوب إلى حمير بكسر الحاء وسكون الميم وفتح الياء
التحتانية، أبو قبيلة من اليمن، كان منهم الملوك في القديم، وفيهم جماعة من الرواة،
أشهرهم عبد الله بن جعفر الحميري، والسيد إسماعيل الشاعر الثقة منهم، وهو القائل
لقصيدة " لام عمرو باللوى مربع ".
160 - الحدادي، الحدادة بين بسطام ودامغان، والحدادية بواسطة يجوز النسبة
إلى كل منهما، فيقال: الحدادي، ويمكن أن تكون باعتبار كونه أبا قبيلة حدادا. 161 - الحنفي، منسوب إلى حنيفة، وهو أبوحي من العرب، وهو حنيفة بن
لجيم بن صعب بن بكر بن وائل، وأبو حنيفة سابق الحاج اسمه سعيد بن بنان، وأبو
171

حنيفة من الأربعة صاحب البدعة معروف.
162 - الحلبي، منسوب إلى حلب بلدة بالشام.
163 - الحماني، نسبة للحسن بن عبد الرحمن الحماني، ولعلها باعتبار كونه
من ولد حمينة بنت جحش بن أبي سفيان أخت زينب الأسدية.
164 - الخليلي، منسوب إلى أبي قبيلة.
165 - الخارفي، وهو اسم محلة على ما في بعض الحواشي. وقيل: رأيت في
بعض الكتب أنه بطن من همدان. وفي القاموس: الخارف حافظ النعل، وبلا لام لقب
مالك بن عبد الله أبو قبيلة من همدان (1).
166 - الخثعمي، هو أبان بن عبد الملك، وخثعم كجعفر جبل وأهله
خثعميون، فيحتمل أن يكون المذكور منسوبا إلى ذلك الجبل، والله أعلم.
167 - الخزاعي، الخزع والاختزاع بمعنى التفريق، وبه سميت خزاعة قبيلة
من الأزد لتفرقهم بمكة، ورئيسهم عمر بن ربيعة بن حارثة.
168 - الخولاني، منسوب إلى خولان قبيلة من اليمن.
169 - الختلي بضم الخاء المعجمة وبعدها المثناة من فوق كسكر، كورة بما
وراء النهر، منها جماعة محدثون يقال لهم: ختليون.
170 - الخطابي، منسوب إلى الخطاب محمد بن وهب الأسدي الأجدع،
وكانوا يدينون بشهادة الزور على من خالفهم، وفي حديث السؤال عن تأخير المغرب
إلى اشباك النجوم، فقال: خطابية. أي: سنة سنها أبو الخطاب.
171 - الخفجي، منسوب إلى خفاجة بالفتح حي من بني عامر قاله
الجوهري.
172 - الخوزي، قال " غض ": ان الكفرثوثي خوزي الام، ففي الصحاح
جيل من الناس، وزاد في القاموس: واسم لجميع بلاد خوزستان. وعن حواشي

(1) القاموس 3 / 132.
172

المجمع: خوزستان قرية بخراسان، وأنكره ولد البهبهاني وقال: هي المحال المعروفة
في أرض فارس، ويعرف الآن بحويزة، ولعل نظر " غض " من تضعيفه إلى ما نقل عن
أمير البررة عليه السلام فقال: لا يدخل الايمان في قلب يهودي ولا خوزي.
173 - الخبابي، لعله منسوب إلى خباب بن الأرت بالألف والراء والتاء.
174 - الخميسي، الخميس بالكسر الثوب الذي طوله خمسة أذرع، ويقال
له: الخموس أيضا، وقيل: سمي خميسا لأنه أول من عمله باليمن ملك يقال له:
الخميس، وفي " صه " الخميس ضرب من برد اليمن.
175 - الخديجي، وهو عبد الله بن محمد المعروف بالخديجي الأصغر، والأكبر
علي بن عبد المنعم، وانما قيل له الخديجي، لأنه ينسب إلى ولد أبي هالة النباش
الأسدي الذي كان زوج خديجة قبل النبي صلى الله عليه وآله.
176 - الخزرجي، قبيلة من الأنصار، قال أمير المؤمنين عليه السلام في حقهم
ما ذكرناه في الأوسي.
177 - الخلقاني، عبد الكريم بن هلال.
178 - الخزرجي، قبيلة من اليمن هي الأوس، قاله الجوهري.
179 - الخدري بضم الخاء وسكون الدال المهملة منسوب إلى خدرة، واسمه
الأبحر بن عوف بن الحارث. وقيل: خدرة أم أبحر. والأول أشهر، وهم بطن من
الأنصار، منهم أبو سعيد الخدري.
180 - الديلمي، في الحديث ذكر الخزر والديلم.
181 - الدينوري، منسوب إلى قرية ما بين همدان وبغداد، وهي إلى الأول
أقرب.
182 - الدهني بالضم معروف، ودهن حي من اليمن وينسب إليهم عمار
الدهني وغيره ممن كان من هذه الطائفة.
183 - الدمشقي، منسوب إلى دمشق، وهي مدينة معروفة.
184 - الدارازي، داراز إحدى قرى البحرين.
173

185 - الديراني، والديرخان النصارى، أصله الواو وجمعه أديار، والديراني
صاحب الدير، فلعل النسبة إليه باعتبار كونه أبو قبيلة، والله أعلم.
186 - الدبيني بضم الموحدة ثم الموحدة المفتوحة.
187 - الدهبي بالدال المهملة والباء الموحدة والياء المنقطة تحتها نقطتين
موضع بالشام.
188 - الدبيلي، ودبيل بضم الموحدة وسكون المثناة قصبة ببلاد السند.
189 - الدهري بالفتح الملحد، والدهرية قوم ينفون الرب والجنة والنار
ويقولون ما يهلكنا الا الدهر، وهو دين وضعوه لأنفسهم بالاستحسان منهم على غير
تثبت.
190 - الدلفي بالضم، لعل النسبة باعتبار كونه سريع السير، وبالكسر
الشجاع، والله أعلم.
191 - الدورقي، الدورق قرية بخوزستان، وحصن على نهر من دجلة،
والدورقة واد بالأندلس، والنسبة ظاهرة بالاعتبارات.
192 - الدوري، الدور قريتان بين سر من رأى وتكريت عليا وسفلى، وناحية
من دجيل، ومحلة قرب مشهد أبي حنيفة، ومحلة بنيشابور، منها أبو عبد الله الدوري،
وبلاد بالأهواز وموضع بالبادية.
193 - الدوريستي، والدوريست الآن يقال له درخت بفتح المهملتين وسكون
المعجمة من قرى الري، وجعفر بن محمد أبو عبد الله الثقة منها.
194 - الدعلجي، منسوب إلى دعلج موضع خلف باب الكوفة ببغداد يقال
له الدعالجة.
195 - الدؤلي، الدءل بكسر الدال وفتح الهمزة كعنب قبيلة. وقيل: الديلي
بكسر المهملة وسكون التحتانية. وقيل: بالضم بعدها همزة مفتوحة، وهو ظالم بن عمرو
أبو بالعكس، وعمرو بن عثمان أبو بالعكس من مبتكري النحو.
196 - الذرقي، لعل النسبة باعتبار جمعه ذرق الطائر، أي: خرءه ويحتمل
174

كون الذرق موضعا.
197 - الذندراوردي، موضع ينسب إليه كل من كان من أهله.
198 - الرصافي، الرصف بمعنى الضم، ومنه رصفت الحجارة في البناء، أي:
ضممت بعضها إلى بعض، فلعل النسبة حينئذ بهذا الاعتبار، ويحتمل التحريف بكونه
الوصافي كما يأتي.
199 - الرباني، في الحديث " لا علم الا من عالم رباني " قيل: من كان علمه
موهبيا. وقيل: الراسخ في العلم. وقيل: من يطلبه طلبا لمرضاته تعالى. وقيل: شديد
التمسك بدين الله، فالنسبة انما هي إلى الرب بزيادة الألف والنون للمبالغة. وقيل:
من الرب وهو التربية.
200 - الرماني، الرمان معروف، وبفتح الراء جيل بطي منسوب إليهم،
وقصر الرمان بواسط، منه يحيى بن دينار، وعلي بن عيسى، وصدقة، والحسن بن
منصور، وعبد الكريم، وطلحة، ومحمد بن إبراهيم الرمانيون المحدثون.
201 - الرباطي، الرباط ما تشد به القربة، والجمع ربط ككتاب وكتب، فلعل
النسبة باعتبار كونه عاملا لهذا العمل.
202 - الرقاعي، وذات الرقاع جبل فيه يقع حمرة وبياض وسواد، ومنه غزوة
ذات الرقاع.
203 - الراوندي، الراوند بلد معروف إليه ينسب كالقطب الراوندي.
204 - الرواجني.
205 - الرساني بالراء والسين المهملة المشددة، لعل النسبة باعتبار بيعه
الرسن، وهو الحبل. أو باعتبار عمله.
206 - الرزمي، لقب عبد الله بن محمد بن عبد الله الرزمي، قيل: أصله
خوارزم بإضافة خوار إلى الرزم، فخفف فقيل: رزم.
207 - الرازي، منسوب إلى الراز، وهي مدينة مشهورة من أمهات البلاد،
والنسبة باسم اليائي وهوري وكانا أخوين، فاتفقا في بناء هذه المدينة، واختلفا في
175

التسمية، فسميت بري وجعل النسبة الرازي.
208 - الرزامي، الظاهر أنه منسوب إلى الرزمة بالكسر والفتح وهي الكارة
من الثياب، ورزمت الثوب جمعته وربطته وشددته، فالنسبة باعتبار الحرفة.
209 - الرفاشي.
210 - الرواسي، بنو رواس بالضم حي.
211 - الرزقي، منسوب إلى رزيق بن عبد جارية، وهو من سادات الأنصار.
212 - الرحبي، الرحبة محلة بالكوفة ينسب إليها.
213 - الربعي منسوب إلى أبي قبيلة كبيرة، هو ربيعة بن نزار، والنسبة إليه
الربعي، وهذه القبيلة مشتملة على قبائل.
214 - الرخجي، بضم الراء المهملة ثم الخاء المعجمة المفتوحة ثم الجيم من
أصحاب الرضا عليه السلام وفي الرجال قيل: كان معاودا من الوزراء، وهو مشعر
بالذم لا بالمدح، كما مر مرارا. والرخج قرية بكرمان.
215 - الزاهري، من ولد الزاهر، والنسبة باعتباره، وفي رجال ملا فرج الله
منسوب إلى زاهر موضع بين مكة والتنعيم، والزاهرية رأس عين.
216 - الزهري، وزهرة اسم امرأة كلاب بن مرة بن كعب بن لوي بن غالب،
وهو حي من قريش، ومنه الزهري المشهور.
217 - الزيتوني، منسوب إلى الزيتون، وهو شجر معروف وغلب استعماله
على دهنه.
218 - الزبيري، منسوب إلى الزبير وهو أبو قبيلة.
219 - الزيدلي، بزاي ومثناة تحتية ودال مهملة ولام مكسورة مشددة، كأنه
منسوب إلى زيد الله، مثل عبدلي سمي في عبد هاشم. وببالي أنه مذكور في ضمن أحد
التراجم، وكذا ملا فرج الله.
220 - الزيتي، والظاهر اتحاده مع الزيتوني في النسبة، والله أعلم.
221 - الزراري، منسوب إلى زرارة وهو أبو قبيلة.
176

222 - الزمخشري، من العامة ملقب بجار الله، منسوب إلى زمخشر وهي قرية
كبيرة من قرى خوارزم.
223 - الزنادي، والزناد قرية ببخارا، منها أحمد بن محمد بن حمدان بن عامر،
وزندنة قرية أخرى في بخارا. وزندرود نهر بأصفهان، وبلد قرب واسط.
224 - الزعتلي، الزعتل شجرة القطن، والذعيلة من يسمن بدنه وتدق رقبته،
ولعل النسبة باعتبار الأب وان علا أو الوصف.
225 - الزنبقي، الزنبق كجعفر دهن الياسمين وورد، وبنو أبي زنبقة
الواسطيون منهم أبو الفضل محمد بن محمد بن عبد الكريم بن محمد بن أبي زنبقة
وابنه وولده الحسين وحفيده ويحيى محدثون.
226 - الزبالي، زبالة اسم موضع بطريق مكة.
227 - الزعفراني، منسوب إلى محلة قديمة بكرخ بغداد معروفة فيه إلى الآن،
كذا في الجامع.
228 - الزطي بضم الزاي وكسر الطاء المهملة وتشديد الياء. وقيل: بفتح
الطاء المخففة. وفي القاموس: الزط بالضم جيل من الهند معرب جت بالفتح،
والمناسب فتح معربه أيضا (1)، ونقل الميرزا أن الذي سمعناه من الشيوخ أن الزطي
نوع من الثياب، وهو المناسب لكون أسباط بياع الزطي.
229 - السنبسي، أبوحي من طي، وجابر بن رالان السنبسي شاعر،
وسنبوس كسلعوس موضع بالروم.
230 - السيرافي، هو ابن نوح، منسوب إلى سيراف كشيراز موضع بالفارس
231 - السنائي.
232 - السدوسي، السدوس بالضم النيلج والطيلسان الأخضر وقد يفتح

(1) القاموس 2 / 312.
177

والنيلج بسكر أوله دخان الشحم يعالج به الوسم ليخضر.
233 - السليماني، والسليمانية هم المنسوبون إلى سليمان بن جرير، وهم
القائلون بامامة الشيخين وكفر عثمان.
234 - السماهيجي، نسبة إلى سماهج بالمثناة من تحت ثم الجيم أخيرا، وهي
قرية من قرى جزيرة صغيرة بجنب جزيرة أوال من طرف المشرق.
235 - السلمي، منسوب إلى سلمة حي من الأنصار بها سمي بنو سلمة.
وقيل: السلمي بضم الأول وفتح الثاني منسوب إلى سليم بن منصور بن عكرمة.
والأول أولى.
236 - السكوني، السكون بالفتح حي من اليمن (ص).
237 - السدي، لقب لإسماعيل بن السدي، لأنه كان يبيع المقالع والخمر في
سدة في مسجد الكوفة وهي ما يبقى من الطاق المسدود.
238 - السندي، في الحديث، " دجاج سندي ونعل سندية " كأنهما نسبة إلى
السند، أو السند نهر بالهند غير بلاد السند، أو إلى السندية قرية معروفة من قرى
بغداد.
239 - السبائي، منسوب إلى سبا كانت مدينة بينها وبين صنعاء مسيرة ثلاثة
أيام، بناها سبا بن يشحب، وهي طيبة الهواء عذبة الماء كثيرة الأشجار لذيذة الثمار،
ما كان يوجد فيها بعوضة ولا دواب ولا هوام.
240 - السوسنجردي بالسين المهملة قبل الواو وبعدها ثم النون والجيم
والراء والدال، وهو أبو الحسن من متكلمي أصحابنا ومن كان ملازما لابن قبة.
241 - السليقي أو السلقي، السلق بالتحريك جبل عال بموصل وناحية
باليمامة، والنسبة إلى كليهما محتملة.
242 - السخي، السخ بالضم كما في القاموس قرب المدينة.
243 - السري، في الحديث ذكر السرية، هي بضم السين الأمة، منسوبة إلى
السر وهو الجماع والاخفاء، لان الانسان كثيرا ما يسترها ويسرها عن الغير، وانما
178

ضمت سينه لان الأبنية تغير في النسب، فلعل النسبة باعتبار بيعه السراري.
244 - السجستاني، السجستان مدينة معروفة، كان تجارة حريز إليها، وهو
من طائفة الأزد من أهل الكوفة.
245 - السمرقندي، السمرقند مدينة معروفة.
246 - السودائي، هو الحسين بن محمد بن يزيد، والسوداء كورة بحمص،
لعل النسبة إليها، أو إلى السوادية قرية بالكوفة، والسويداء قرية بخوراء، وموضع
قرب المدينة، وبلد بين آمد وحران، وقرية أيضا بين حماة وحمص.
247 - السابري، نوع من التمر، وهو أجود تمر الكوفة. وقيل: نوع من
الثياب الرقاق تعمل بسابور موضع بفارس، وسابور معرب شابور ملك.
248 - السلماني، منسوب إلى السلمان الفارسي.
249 - السهمي بطن من همدان، وقيل: منسوب إلى سهم بن عمرو بن
مصعب بن كعب بن موسى بن غالب، بطن من قريش، ويجوز الجمع من غير منافاة
بين النقلين.
250 - السعيدي، منسوب إلى أبي قبيلة، والسعيدية بلدة بمصر وضرب من
برود اليمن يجوز النسبة إليهما أيضا، والله أعلم.
251 - السمندي، السمند الفرس فارسية وفضل بن أبي قرة السمندي، بلد
من آذربايجان انتقل إلى أرمينية. وفي القاموس سمند قلعة بالروم، وبزيادة الراء آخره
بلدة (1).
252 - السمندلي، وقيل: السمندري بالسين غير المعجمة والنون بعد الميم
والدال المهملة. والسمندل يظهر من ترجمة حماد السمندلي أنه مدينة كانت متجره، وهو
فيه يقرأ بالسمندي والسمندري.
253 - السلولي، سلول قبيلة من هوازن، وهم بنو مرة بن صعصعة، وسلول

(1) القاموس 1 / 303.
179

اسم أمهم، وجنادة السلولي صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله، والسليل والسليلة
الولد.
254 - السكسكي، السكاسك حي باليمن جدهم سكسك بن أشرس.
وقيل: جدهم السكاسك وهو وهم على ما في القاموس، والنسبة مؤيدة للأول.
255 - السناني، منسوب إلى أبي قبيلة.
256 - السبيعي، السبيع بطن من همدان، فربما يقال: الهمداني، وهو لقب أبي
إسحاق عمرو بن عبد الله، وقد يطلق على غيره.
257 - السكري، لعله كان بايعا للسكر أو قنادا، والنسبة باعتبار أحدهما
محتملة.
258 - السنجي، السنج عباء مخطط، وهو منسوب إلى عامله، ويقال: انه
فارسي معرب سنك، وسنجة الميزان معرب والجمع سنجات.
259 - السنائي، السناء نبت، وضرب من الحرير، وواد بنجد يجوز النسبة
إلى الأخيرين.
260 - الساعدي، والساعدية من بني ساعدة قوم من الخزرج وسقيفتهم
بمكة.
261 - السياري، لقب أحمد بن محمد بن سيار، واللقب باعتبار النسبة إلى
الجد، وهو بالمثناة التحتانية.
262 - الساباطي، الساباطي بلدة بما وراء النهر، وموضع بالمدائن لكسرى.
263 - السوراوي، السورى كبشرى قرية.
264 - السائي، هو علي بن سويد، ويذكر في الروايات علي السائي، وفي
" تعق " هو ابن سويد السائي بالسين المهملة منسوب إلى ساية قرية بالمدينة.
265 - الشاري، هو الخارجي، فالنسبة باعتبار كونه خارجيا، وانما سموا
بذلك لانهم قالوا: نحن شرينا أنفسنا لله.
266 - الشعيري، يحتمل النسبة إلى الشعير، وهو موضع ببلاد هذيل يحتمل
180

النسبة إليه، ويحتمل غيره كما سيجئ.
267 - الشبامي، موضع بالشام، وقيل: مدينة باليمن وأهلها من غلات
الشيعة، وشبام طائفة من الهمدان قد نزلوا الكوفة.
268 - الشاذاني، شاذان اسم من أجداد الراوي إليه ينسب الراوي.
269 - الشاذكوني، الشاذكونة هي بالفتح ثياب غلاظ تعمل باليمن. وقيل:
انما حصير صغير متخذ للافتراش، فالنسبة على التقديرين باعتبار الكسب أو
العمل.
270 - الشلمغاني بفتح المعجمة وسكون اللام وبالميم والغين المعجمة والألف
والنون المكسورة، منسوب إلى شلمغان قرية بنواحي واسط، وفي بعض بمكانه
سلقاني وشلقاني، والأول منسوب إلى سلقان جمع سلق بالتحريك الأرض الصفصف،
والثاني إلى شلقان اسم لقريتين بمصر وسيجئ.
271 - الشيزري، الشيزر بلدة قرب حماة إليها ينسب الراوي.
272 - الشمشاطي، الشمشاط بلد منه أبو الربيع محمد بن زياد الشمشاطي
المحدث، كذا في القاموس، ولقب به علي بن محمد العدوي.
273 - الشرعبي، بالشين المعجمة والعين المهملة والباء المفردة الشرعوب
نبت أو تمرة، والشرعبة موضع والنسبة إليه.
274 - الشاكري، الأجير المستخدم معرب جاكر، والنسبة واضحة.
275 - الشيباني، نسبة إلى بني شيبان، ونسبة أعين أبي زرارة إليهم بالولاء
لا بالنسب، لأنه عبدا روميا لرجل من بني شيبان علمه القرآن وأعتقه، فصار شيبانيا
بالولاء.
276 - الشبيعي، الشبعى ككسرى بلدة بدمشق، وثوب شبيع الغزل كأمير
كثيره، ورجل شبيع العقل، كذا في القاموس.
277 - الصنعاني، الصنعاء بالمد بلد باليمن، نقل أنه أول بلد بني بعد
الطوفان، والنسبة صنعاني على غير القياس ومثله كثير، وذكر في المجمع أنه بالواو،
181

فتأمل.
278 - الصيمري، الصيمر كحيدر وقد يضم ميمه بين خوزستان وبلاد
الجبل، ونهر بالبصرة وعليه قرى، والى أحدها نسب عبد الواحد بن الحسن بن محمد
الشافعي، والصيمرة قرب الدينور.
279 - الصولي، الصول بالضم رجل ينسب إليه، وأحمد بن محمد بن جعفر
أبو علي الصولي لعله ينسب إلى جده، وهو المسمى بالصول، وصول قربة بالفتح،
وبالضم رجل وموضع.
280 - الصيدي منسوب إلى صيداء، وهو اسم بلد ويأتي الصيداوي أيضا،
والظاهر الاتحاد لا المغايرة، وتوهم الأخير خطأ، والله أعلم.
281 - الصيداوي، وفي " كش " والصيدا بطن من بني أسد وكليب منسوب
إليه، ولعل في الأصل منسوب إلى صيداء بالمد اسم بلد، والصيدي والصيداوي كل
منهما من واد واحد.
282 - الصفواني، هو محمد بن أحمد بن عبد الله بن قضاعة بن صفوان بن
مهران الجمال، والنسبة إلى الجد الثالث.
283 - الصرمي، من صرم السيف أحد، وسيف صارم أي: قاطع فالنسبة
لعلها إلى الصنعة.
284 - الصبحي، لعله منسوب إلى أبي قبيلة، أو إلى الصباحة بمعنى الجمال.
285 - الصيرفي، هو الصراف المميز للنقود.
286 - الصهباني، منسوب إلى موضع قريب بخيبر يقال له: الصهباء.
287 - الضبعي، الضبيعة كسفينة باليمامة، وكجهينة محلة بالبصرة، وبطن،
الضباع موضع.
288 - الضبي، طائفة ومنه ضبة الكوفة وضبة البصرة قبيلتان.
289 - الطائي، منسوب إلي طي أبو قبيلة ينتهي نسبه إلى قحطان، وقد
خرج منهم ثلاثة ليس لهم مثل ولا نظير، أحدهم حاتم في الجود، وثانيهم داود في الفقه،
182

وثالثهم أبو تمام في الشعر.
290 - الطائفي، منسوب إلى بلدة قريبة بمكة بينهما مرحلتان كانت حسن
الماء والهواء كثير الفواكهة والورد.
291 - الطيالسي بفتح الطاء وتخفيف الياء المثناة من تحت وكسر اللام
والسين المهملة، منسوب إلى الطيالسة: إما إلى بيعها، أو إلى عملها والطيالسة معروفة،
ومنه جاء (1) البرد والطيالسة.
292 - الطبري، والطبري كتان منسوب إلى طبرستان، وطبرية قرية بواسط،
وقصبة بالأردن، وطبرستان اسم بلدة من بلاد العجم، وهي مركبة من كلمتين وينسب
إلى الأول، فيقال: الطبري.
293 - الطاطري، لقب علي بن الحسين الطاطري الحرمي وغيره، وسمي
الطاطري لبيعه ثيابا يقال لها الطاطرية كما في " صه " وغيرها.
294 - الطالقاني، عن صاحب المعجم أن طالقان اسم لبلدين: أحدهما في
الخراسان، والاخر واقع بين القزوين والأبهر مشتمل على قرى يسمون الكل
بطالقان، وهو أشهر.
295 - الطلحي، منسوب إلى جده طلحة، على ما هو الظاهر.
296 - الطرسوسي، هو محمد بن أحمد بن روح.
297 - الطرابلسي، الطرابلس مدينة كان القاضي عبد العزيز بن أبي كامل
قاضيا فيها بعد القاضي، وهذه البلدة بالشام.
298 - الطنافسي، الطنفسة مثلثة الطاء والفاء وبكسر الطاء وفتح الفاء
وبالعكس واحدة الطنافس للبسط والثياب، وكحصير من سعف عرضه ذراع، كذا في
القاموس، والنسبة باعتبار الحرفة.
299 - الطائفي، لعله منسوب إلى الطائف، والطائف في واد أول قراها لقيم

(1) الكلمة غير مقروءة في الأصل ولعل هي: حبار.
183

وآخرها الوهط، سميت لأنها طافت على الماء في الطوفان، أو لان جبرئيل طاف بها
على البيت، أو لأنها كانت بالشام فنقلها الله إلى الحجاز بدعوة إبراهيم، أو لغير ذلك.
300 - الطوسي، منسوب إلى الطوس، وهو بلدة من أرض خراسان من
عمل نيشابور على مرحلتين، والشيخ وكذا الخواجة ينسب إليها.
301 - الطاقي، هو صاحب طاق المحامل، لقب به مؤمن الطاق الصيرفي
المعروف، وجدته في كتب الاخبار لا في الرجال، فلاحظ.
302 - الطهومي، في وصفه عليه السلام " لم يكن بالمطهم ولا بالمكثم " أي: لم
يكن بالمدور الوجه ولا بالمجتمع لحم الوجه. وفي القاموس: السمين الفاحش السمين
والنحيف الجسم دقيقة والتام من كل شئ والبارع الجمال. واستنباط المناسبة للنسبة
غير خفى.
303 - الظفري، بكسر الظاء حصن باليمن، ينسب إليه الراوي.
304 - الظفاري، الظفار بالفتح يلد باليمن قرب صنعاء، إليه ينسب الجزع
الظفاري.
305 - العياشي، لقب لمحمد بن مسعود أستاذ الكشي، ولم أجد علي
ما يناسبه في الحال، ولعله من جهة كثرة المال صار عياشا.
306 - العقرقوفي بالفاء الموحدة أخيرا، عقرقوف قرية غربي الكاظمين من
بغداد.
307 - العباسي، منسوب إلى عباس عم النبي صلى الله عليه وآله وبنوه
معروفوا الحال وسيؤوا المآل، أشداء على أهل العصمة عليهم السلام وظني أنهم أشد
بغضا على آل الرسول صلى الله عليه وآله من آل أمية، فقطع دابر القوم الذين ظلموا
والحمد لله رب العالمين.
308 - العبرتائي، بالعين المهملة المفتوحة والباء الموحدة كذلك والراء
الساكنة والتاء المثناة من فوق والمد، منسوب إلى عبرتاء قرية بناحية اسكاف، وفي
" صه " قرية بناحية اسكاف وهي حينئذ من قرى نهروان. وفي القاموس: قرية قرب
184

نهروان.
309 - العريضي، منسوب إلى العريض، وهو واد بالمدينة فيه أموال لأهلها،
وفي " جش " في ترجمة علي بن جعفر سكن العريض من نواحي المدينة فنسب ولده
إليها.
310 - العجلاني، العجل قبيلة من ربيعة، وهو عجل بن لجيم بن صعب،
والعجلة من ينسب إلى عجل، والظاهر أن العجلاني منسوب إليه بغير قياس.
311 - العمي، بفتح العين المهملة وتشديد الميم ينسب إلى العم كما في " ضح ".
312 - العريشي، بالعين المهملة المفتوحة وبعد الراء ياء مثناة من تحت،
والظاهر أنه منسوب إلى عريش قرية بالشام.
313 - العنبري، يمكن أن تكون النسبة باعتبار بيعه العنبر، وهو ضرب من
الطيب معروف، وعن حياة الحيوان أنه سمكة بحرية يتخذ من جلدها التراس والعنبر
المشموم.
314 - العدوي، وهو منسوب إلى عدي كغني قبيلة من قريش رهط عمر بن
الخطاب، وعدي بن كعب بن لوي بن غالب، والنسبة عدوي، ومنه قولهم " اجتمع
العدوي والتيمي " يريد عمر وأبا بكر، وعدي بن حاتم معروف.
315 - العماني، يضم العين المهملة وتخفيف الميم وفتحها وتشديد الميم، فالأول
منسوب إلى عمان بلد على ساحل بحر فارس، يقال لهذا البحر: عمان، ومنها أبو علي
المعروف بابن أبي عقيل. والثاني نسبة إلى عمان بالفتح والتشديد بلد بالشام، ويقال:
قصبة كانت بلدة بناها لوط النبي صلى الله عليه وآله فخربت.
316 - العكلي، بالضم أبو قبيلة، وعكل بلد يحتمل النسبة إليه أيضا.
317 - العرزمي، العرزم بلدة كان حماد وأخوه عبد الله يسكنان فيها وينسبان
إليها.
318 - العتري، لقب لوالد مندل وحيان وعلي، وهو بفتح العين المهملة
والمثناة من فوق المفتوحة ثم الراء بعدها، وفي " د " جعل التاء ساكنة منسوب إلى عتر
185

بن خيثم.
319 - العبسي، منسوب إلى عبس أبو قبيلة من قيس.
320 - العمري، بفتح العين لقب لعثمان (1 -) بن سعيد ولمحمد ابنه ولحفص بن
عمرو، ولكن يظهر من " كش " أن العمري المشهور الوكيل اسمه حفص، وأبا جعفر
المشهور بابنه هو محمد بن حفص.
321 - العصفري، العصفر بالضم نبت معروف يصبغ به، ومنه الثياب
المعصفرات، ولعل النسبة باعتبار كونه عاملا لمثل هذا الصبغ، ويمكن أن تكون غيره.
322 - العرامي، العرام بالضم الشرس والشدة والقوة سئ الخلق، فلعل
النسبة باعتبار اتصافه بسوء الخلق.
323 - العوفي، العواف أحد الحيطان السبعة الموقوفة على فاطمة عليها
السلام فالنسبة ظاهرة.
324 - العتبي، لعله طائفة، قيل: عتب قبيلة أغار عليهم ملك فسبي الرجال،
وكانوا يقولون إذا كبر صبياننا لم يتركونا حتى يفكونا، فلم يزالوا عنده حتى هلكوا.
325 - العليمي، العلماء أرض بالشام، وعلم السعد جبل قرب دومة يمكن
النسبة إليهما، والله أعلم.
326 - العقيقي، العقيق واد من أودية المدينة يزيد على بريد قريب من ذات
عرق قبلها بمرحلة أو مرحلتين، وكل مسيل شقه السيل فوسعه فهو عقيق.
327 - العنزي، لعله منسوب إلى العنزة، وهي أطول من العصاء وأقصر من
الرمح، فالوصف باعتبار العمل أو الكسب، ولكن في " ضح " بفتح الأول والثاني
واهمال الأول أيضا وكسر الزاي يكون منسوبا إلى عنزة، والظاهر أنه اسم رجل.

(1) اختلف في تسمية عثمان بالعمري، فقيل: انه أنب بنت أبي جعفر العمري فنسب إلى جده، فقيل: العمري. وقيل: إن
أبا محمد العسكري عليه السلام قال: لا يجمع على امرء بين عثمان وأبي عمرو وإمر بكسر كنيته فقيل: العمري
" صه " " منه ".
186

328 - العامري، منسوب إلى عامر وهو أبو قبيلة، وهو لقب لعثمان بن
عيسى الرواسي الكلابي، إذ من أجداده عامر بن صعصعة وكلاب، فوصف ونسب
إلى الثلاثة.
329 - العبدي، هو ابن نعيم مصغرا، منسوب إلى عبد قيس أبو قبيلة، وسمي
ابن نعيم بن إبراهيم بالميزان ليس فيه عين وعيب وميل، كما في الحديث.
330 - الغمشاني بالغين المعجمة المضمومة والشين المعجمة والنون بعد
الشين، هو أحمد بن رزق بالمهملة ثم المعجمة.
331 - الغنوي، مأخوذ من الغناء، وهو الصوت المحرم شرعا، والنسبة
باعتبار كونه صاحب الصوت، أو من ينتهي نسبه إليه، ويحتمل قويا النسبة إلى الغني
حي من غطفان.
332 - الغاضري، منسوب إلى غاضرة قبيلة من بني أسد، وحي من صعصعة،
وبطن من ثقيف.
333 - الغافلي، وغافل جد عبد الله بن مسعود، وموضع يجوز النسبة إلى
أحدهما.
334 - الغفاري، وبنو غفار ككتاب من كنانة رهط أبي ذر الغفاري.
335 - الغضائري، لقب للحسين بن عبيد الله الغضائري، ويحتمل الاتحاد
مع الغاضري في النسبة.
336 - الفزاري، فزارة أبوحي من غطفان، وهو فزارة بن ذبيان بن بعيض
بن ريث بن غطفان، وهو يأتي لأحمد بن داود بن سعيد أبو يحيى الجرجاني من أجلة
أصحاب الحديث من العامة.
337 - الفامي، هو لقب لأحمد بن علي بن الحسن وأحمد بن هارون، وفئام
ككتاب الجماعة من الناس بلد واحد له من لفظه ووطاء للهوادج، والنسبة إلى الأخير
محتملة.
338 - الفرائضي، لقب لإسحاق بن جندب أبو إسماعيل الذي يروي عنه
187

عبيس.
339 - الفاريابي، الفارياب بلدة معروفة ينسب إليها، وفرياب بكسر الفاء
وسكون الراء مدينة ببلاد الترك، وقيل: أصلها فيرياب بزيادة ياء بعد الفاء وينسب
إليها (1).
340 - الفاشي، بالفاء والألف والمعجمة المكسورة، منسوب إلى فاشون بلد
ببخارا أو إلى قاشان بلد بمرو.
341 - الفدكي، بفاء ومهملة مفتوحتين وكاف مكسورة، منسوب إلى فدك من
غنائم خيبر وهبها رسول الله صلى الله عليه وآله لبضعته فاطمة عليها السلام على
يومين أو ثلاثة أيام من المدينة.
342 - الفائدي بالفاء والألف والهمزة والدال المهملة المكسورة، منسوب إلى
الفائد جبل، والفائد اسم، والفائد الذاهب أو الثابت.
343 - الفساطيطي، الفسطاط مفرده، وهو بالضم والكسر المدينة التي فيها
مجتمع الناس، وكل مدينة فسطاط. وقال الزمخشري: هو ضرب من الأبنية دون
السرادق. والنسبة إليهما ظاهرة محتملة.
344 - الفارسي، منسوب إلى مدينة شيراز ونواحيها وسلمان الفارسي أصله
من أصفهان، وقيل: من مرازم، توفي في المدائن رضي الله عنه، وقد مضى في الأسماء.
345 - الفطري.
346 - الفهري، الفهر بالكسر أبو قبيلة، وهو فهر بن مالك بن النضر بن

(1) فارياب كقاصعاء بلدة بخراسان، وكساباط ناحية وراء نهر سيحون. وفي تاريخ ابن خلكان فاراب وتسمى في
هذا الزمان أطوار بضم الهمزة وسكون الطاء المهملة وبين الرائين ألف ساكنة، وقد غلب عليها هذا الاسم،
وهي مدينة فوق الشاش قريبة من مدينة بلاساغون، وجميع أهلها على مذهب الإمام الشافعي ويقال لها:
فاراب الداخلة ولهم فاراب الخارجة وهي في أطراف بلاد فارس، وبلاساغون بلدة وهي في بعض ثغور
الترك وراء نهر سيحون القريبة بكاشغر، وهي من المدن العظيمة معروفة " منه " عفى الله عنه.
188

كنانة، وفهر اليهود بالضم بيعهم ومدارسهم، وأصلها على ما قيل: بهر، وهي عبرانية
فعربت. في النهاية الأثيرية: كلمة نبطية أو عبرانية عربت.
347 - الفقيمي، يحتمل النسبة إلى فاقم، وهو اسم موضع، ومنه الحديث
" حرم المدينة من ذباب إلى فاقم " ولكن ذلك بعيد عن القياس.
348 - الفطحي، الأفطح هو عبد الله بن جعفر عليه السلام، وانما سمي به
لكونه عريض الرجلين أو الرأس، وتنسب الفطحية إليه، وهم القائلون بإمامته بعد
أبيه. وقيل نسبوا إلى رئيس لهم من أهل الكوفة، يقال له: عبد الله بن الأفطح. والأول
أشهر وأسد.
349 - الفهفكي، بفائين بينهما هاء وكاف مكسورة، منسوب إلى فهفك اسم.
350 - الفهمي منسوب إلى فهم بطن من قيس غيلان، وهو بفتح الفاء
وسكون الهاء وكسر الميم.
351 - القيسي، منسوب إلى قيس أبي قبيلة من مضر، ويقال أيضا لقيس بن
هذمة، ولقيس بن فهد الأنصاري وامرء القيس بن عامر الكندي صحابي، وعبد
القيس أبو قبيلة من الأسد.
352 - القرشي، قريش قبيلة معروفة، وأبوهم النضر بن كنانة، وكل من كان
من ولده قريش. وقيل: قريش هو فهر بن مالك، ومن لم يلده فليس بقرشي، وفي
سبب التسمية اختلاف، والقياس القريشي لا القرشي.
353 - القاري، منسوب إلى قارة وهي قرية باليمن (1).
354 - القلالي، لعله من القلة بالضم حب عظيم، وهو معروف بالحجاز
والشام، أو اناء للعرب كالجرة الكبيرة تسع قربتين أو أكثر، فالنسبة بالاعتبارين

(1) صحاح اللغة 1 / 477.
189

محتملة.
355 - القريعي، القريع هو المختار والرئيس، ويقال لفحل الإبل القريع،
والنسبة محتملة لكلا الاعتبارين.
356 - القطعي، كان يبيع الخرق، وكلل من قطع بموت الكاظم عليه السلام
كان قطعيا، هكذا قيل ولا يخلو من تأمل، فان الموصوف به هو ابن الفرزدق، وهو من
مشايخ التلعكبري فلا يناسبه، اللهم الا أن يكون الأول بالضم والثاني بفتح القاف،
إذ قد صرح الشهرستاني بهذا المعني وجعله مفتوحا فلاحظ.
357 - القلانسي، القلنسوة معروف، والجمع قلانس، فلعل باعتبار كونه
عاملها، أو بايعها، والله أعلم.
358 - القناني، القنان بفتح الأول اسم ملك يأخذ كل سفينة غصبا، والقنينة
كسكينة اناء زجاج، والقنانة بالكسر نهر بسواد العراق، وقنوني واد، وقنينة كجهينة
بلدة بدمشق. والنسبة إلى الكل محتملة والى الأخيرتين راجحة.
359 - القبي (1)، منسوب إلى قبة، وهي موضع بالشام.
360 - القطربنلي كما في " تعق " بالقاف المضمومة والراء والنون الساكنة قرية
بحذاء آمل، ولكن الاظهر كما في " صه " و " جش " بدون النون. وفي القاموس: القطربلي
بالضم وتشديد الباء الموحدة أو تخفيفها وتشديد اللام موضعان، أحدهما بالعراق (2)،
واختار الميرزا الأول.
361 - القاشاني، منسوب إلى قاشان، وهي مدينة معروفة يقال لها بالفارسي:
كاشان، ولكن رأيت في " صه " في ترجمة علي بن سعيد بن رزام أن قاشان قرية من
قري تلك المدينة، فلاحظ (3).

(1) كذا ولعل الصحيح: القبسي منسوب إلى قبسة.
(2) القاموس 2 / 38.
(3) راجع خلاصة الأقوال ص 100.
190

362 - القزداني، وذو قردة بالفتحتين موضع على ليلتين بالمدينة، الا أن
الموجود في كتب الرجال بالزاي المعجمة بعد القاف.
363 - القاساني بالسين المهملة بلد من بلاد ما وراء النهر، منها أحمد بن
سليمان القاساني من علماء الأصول، وقوم من رجال الحديث، وأيضا نسبته إلى قاسان
ناحية بأصفهان، منها علي بن محمد القاساني الأصفهاني الضغيف، قد ذكر ذلك السيد
الداماد في الرواشح. والقاشان بالمعجمة غير قاسان بالمهملة، وقد اشتبه على بعض
القصرة من أهل الرجال.
364 - القاشي، بقاف وألف معجمة منسوب إلى قاشان، ذكر العلامة في علي
القاشي قال: ولد بقاشان ونشأ بالحلة. واحتمال كونه هو قاشان المذكور محتمل،
فالنسبة علي وجهين.
365 - القتاتي، بضم القاف ومثناتين فوقتين بينهما ألف، منسوب إلى القتات
بلد باليمن.
366 - القتيبي، بقاف ومثناتين فوقية وتحتية وموحدة مكسورة مصغرا،
منسوب إلى قتيبة اسم، والمشهور منسوب إلى أبيه اسمه علي بن محمد بن قتيبة.
367 - القطواني، منسوب إلى قطوان موضع بالكوفة منه الأكسية القطوانية،
وفيه القطاة بالفتح والقصر واحدة القطا، وهو ضرب من الحمام ذوات أطواق يشبه
الفاختة والقماري.
368 - القصباني، هو العباس بن عامر بن رياح القصباني، هو أحد رواة
الحديث، ولعل النسبة باعتبار المكان المسمى بالقصبان، وهذا على الظن والتخمين لا
على الجزم واليقين.
369 - القطني، القطن معروف وندف القطن إذا ضرب بالمندف، ولعل النسبة
بملاحظة كونه ندافا.
370 - القلاعي، لعله من القلاع بالتشديد، وهو الساعي إلى السلطان
بالباطل في حق الناس، وقد ورد فيه أنه لا يدخل الجنة، فلعل النسبة باعتبار الحرفة،
191

والله أعلم.
371 - القدوري بقاف ومهملة مضمومتين وواو ساكنة منسوب إلى القدور
جمع قدر بيعها أو صنعتها، قاله السمعاني.
372 - القرافي، بقاف مفتوحة وراء وألف وفاء مكسورة، منسوب إلى قرافة
اسم لقرافتين كبرى موضع ظاهر مصر، وصغرى موضع ظاهر القاهرة، وبنو قاهرة
فخذ من المعافر نزلوا أحد هذين الموضعين فنسبوا إليهما.
373 - القياني، القينات الإماء المغنيات ويجمع على القيان أيضا، والقينة
الأمة مغنية وغير مغنية. وقيل: الأمة البيضاء، فلعل النسبة باعتبار كونه بايعها أو
صاحبها.
374 - القابوسي، أبو قبيس جبل بمكة يقرب من الكعبة، سمي برجل من
مذحج، لأنه أول من بنى فيه، وأبو قابوس كنية العمان بن المنذر بن امرء القيس بن
عمير بن عدي، والنسبة بالاعتبارين محتملة، ويمكن أن يكون غيرهما.
375 - القشيري، منسوب إلى أبي قبيلة، وهو قشير بن كعب بن ربيعة.
376 - القرني، القرن موضع، وهو ميقات أهل نجد، ومنه أويس القرني،
ويسمى أيضا قرن المنازل وقرن الثعالب، وهذا هو الذي يستفاد من الصحاح،
والظاهر خطائه فان أويسا منسوب إلى القرن بفتح الأولتين.
377 - القسري، قسر بطن من بجيلة، وهم رهط خالد بن عبد الله القسري،
وقنسرون بلد بالشام والنسبة إليه قنسري.
378 - القراطيسي، فلعل النسبة باعتبار كونه ذا قراطيس بياعا لها أو صانعا
لها، ويحتمل كونه بالفاء
379 - القصري، لعله من القصارة بالكسر من قصرت الثوب قصرا بيضته،
والقصار صيغة مبالغة، فالنسبة باعتبار الحرفة. ويمكن أن يكون منسوبا إلى القصر
وهو محل معروف، وكل منهما محتمل حدسا، لم أجد له نقلا.
380 - القرظي، منسوب إلى بلاد القرظ وهي اليمن، وسعد القرظي مؤذن
192

لرسول الله صلى الله عليه وآله. وقيل: قريظة كجهينة حي من يهود خيبر وقد دخلوا
في العرب على نسبهم إلى هارون أخي موسى عليه وعليهم الصلاة.
381 - الكوفي، الكوفة مدينة معروفة في عراق العرب إليها ينسب
الكوفيون، وكانت معمورة كبيرة، سمعت من بعض الاساتيد أنها حين عمارتها كان
عدد حماماتها ثمانية عشرة ألف، وسميت بها لاستدارة بناءها، وقيل: إنها الرملة الحمراء
وبها سميت.
382 - الكشي، الكش بالضم الذي يلقح به النخل، وبالفتح قرية بجرجان،
وينسب إليها من كان من أهلها، والكشي في الرجال هو أبو عمرو المعروف بالكشي
وليس منسوبا إليها بل إلى بلدة يقال لها: كش في قرب سمرقند كما يأتي.
383 - الكناني، منسوب إلى كنانة وهي طائفة، وكان إبراهيم بن نعيم كوفيا
ومنزله في كنانة فعرف به، وكنانة أبو قبيلة من مضر، وهو ابن خزيمة بن مدركة بن
الياس بن مضر، وكذا ابن تغلب بن وائل.
384 - الكرخي، الكرخ كرخان: كرخ سامراء، وكرخ بغداد، والمنسوب إليه
كإبراهيم محتمل لأحدهما، فلا يميز الا بعناية خارجية.
385 - الكعبي، هو من علماء العامة، وشبهته معروفة في مقدمة الواجب،
وكعب الأحبار بالحاء المهملة، أي: عالم العلماء، وكان من علماء أهل الكتاب في القديم،
ثم تبصر في عهد أمير المؤمنين عليه السلام فصار من فضلاء التابعين، ويحتمل
الانتساب إليه، والله أعلم.
386 - الكندي، كندة بكسر الكاف أبوحي من اليمن، وهو كندة بن ثور،
وباب كندة هو أحد أبواب مسجد الكوفة عن يمين لمن دخل المسجد مستقبلا، ولعل
طوائف من كندة سكنوا هناك فنسب إليهم، كذا في متن اللغة.
387 - الكفرثوثي، بفتح الأولين واسكان الثالث وضم المثلثة، وهي قرية
بخراسان. وفي القاموس والصحاح: كفرثوثا موضع أو قرية. والظاهر على هذا في
النسبة الكفرثوثائي، وهو المحكي عن بعض نسخ " صه ".
193

388 - الكليني مضموم الكاف مخفف اللام، منسوب إلى قرية من ري، وعن
نسخة معتبرة في كتاب الشيخ هو بتشديد اللام المكسورة.
389 - الكلبي، وهو حي من قضاعة ينسب إليه، وكليب بن معاوية
الصيداوي سمي بالتسليم، لأنه لم يجئ أحد من الأئمة عليهم السلام الا سلمه، فأطلق
عليه تسليم، وترحم عليه الصادق عليه السلام وقال إنه الاخبات، قال الله تعالى
(الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا) الاخبات بمعنى الخضوع.
390 - الكني، قرية في ري مكنونة تحت جبل، وهي الآن معمورة قريبة
بطهران.
391 - الكاهلي، الكاهل أبو قبيلة من بني أسد بن خزيمة، وهم قبيلة أبي
امرء القيس، قال الجوهري، ومسجد بني كاهل بالكوفة، والآن غير معروف، إذ قد
سقط الأصل فاندرست الأغصان بحمد الله.
392 - الكرابيسي، الكرابيس جمع كرباس وهو القطن، ولعل النسبة إليه في
الأصل، لكون المنتسب إليه ناسجا للكرباس أو صاحب عمله، فنسب من كان من
ولده به.
393 - الكناسي، سمي بذلك لان تجارته بالكناسة، وهي موضع بالكوفة
صلب فيه زيد بن علي عليه السلام والكنائس جمع كنيسة وهي معبد اليهود والنصارى،
الا أنها اشتهرت في هذه الأزمنة بالكليسا وهو معبد العيسويين.
394 - الكركي، كرك نوح قرية قريبة من جبل عامل، قيل: إن قبره عليه
السلام هناك، وقيل: إن كرك اسم قرية ببعلبك وهناك قبر طويل يقال: إن قبره عليه
السلام هو. والمحقق الثاني من الأول، وكون قبره عليه السلام في أحدهما مناف للآثار.
395 - الكرمي وهو من ناحية فسا وبينه وبين شيراز نيف وعشرين فرسخا.
396 - الكسكلاني، الكسكلان بفتح الكافين قرية من قرى توبلي، وقد مر
أن التوبلي أحد أعمال البحرين.
397 - الكشاني، قال السيد الداماد في الرواشح: الكشانية بالكاف
194

المضمومة والشين المعجمة المخففة بعدها ألف ونون مكسورة بعدها مخففة مثناة من
تحت ثم هاء، بلدة بنواحي سمرقند، منها زمرة من أهل العلم والنسبة إليه كشاني بضم
الكاف وتخفيف الشين.
398 - الكوزي، بنو كوز بطن في بني مالك بن أسد، وكوز بن كعب بطن
في بني جهينة، وعلى التقديرين منسوب إلى أبي القبيلة.
399 - الكلباسي، الكلباس قرية في نواحي خراسان.
400 - الكلابي، الكلاب كغراب موضع، وبنو كلاب قبيلة.
401 - الكيساني، طائفة من الشيعة تقول بامامة محمد الحنفية، وهم أصحاب
المختار، يقال: إن لقبه كيسان، ولعل منشأه هو خطاب أمير المؤمنين عليه السلام في
حال الطفولية في حجره بأكيس بالتشديد أو بالتخفيف.
402 - الكمنذاني بضم الكاف والميم واسكان النون وفتح الذال المعجمة،
منسوب إلى كمندان قرية من قرى قم، وهو لقب موسى أبي علي وابنه ممن يروي عنه
الكليني.
403 - الكزازي، الكزاز رستاق من الرساتيق في عراق العجم، وفي هذا
الرستاق قرية سميت به أيضا.
404 - الكتنجي، منسوب إلى قرية من قرى خراسان على ما وجدته في بعض
الكتب المعتمدة، وكذا ذكر في بعض الحواشي للميرزا، فقال: سمعت أنه قرية من
قرى خراسان.
405 - اللهبي بالباء المنقطة نقطة بعد الهاء، وفي القاموس: اللهبة بالتحريك
قبيلة.
406 - اللخمي، بفتح اللام وسكون الخاء المعجمة، منسوب إلى اللخم، وهو
مالك بن عدي بن الحارث بن مرة بن أود بن زيد بن يشحب بن يعرب بن قحطان،
كما في الجامع.
407 - اللاحقي، منسوب باعتبار الجد الاعلى، وهو محمد بن عبد الله بن
195

عمرو بن سالم بن الأحق.
408 - اللؤلؤي، لعله منسوب إلى اللؤلؤ لكونه بايعه أو ثاقبه. ويحتمل كونه
جار المسجد في بغداد الشرقي يقال له: اللؤلؤي، فالنسبة إليه باعتبار كونه من تلك
المكان، وهو الأقرب في غالب الرواة.
409 - المزني، وهو ساكن المزينة بالمدينة الطيبة.
410 - المذاري، بالميم المفتوحة والذال المعجمة والراء المكسورة بعد الألف،
والمذار بلدة وبين واسط وبصرة، ومنها عبد الله بن العلاء المذاري.
411 - المازني، منسوب إلى مازن كصاحب، وهو أبو قبيلة.
412 - المرعشي، منسوب إلى مرعش بلدة من جزيرة موصل، وقيل: قلعة
بين الأرمنية وديار البكر، ويمكن الاتحاد. وعلي المرعش أبو السادات المرعشية كان
أميرا كبيرا. وقد يطلق المرعش على الحمامة الطائرة في العلو كثيرا، ولعل نسبة علي
إليه بهذه الملاحظة.
413 - المروزي، بسكون الراء وبالزاي منسوب إلى مرو، وهي المدينة
المشهورة بخراسان، وهذا أحد ما جاء على غير قياس بزيادة الزاي، ويأتي في جماعة
من الرواة، منهم أحمد بن حماد.
414 - المجلسي، هو المولى محمد باقر بن محمد تقي بن مقصود علي الشهير
بالمجلسي عند الاطلاق، ويطق على أبيه مقيدا أو عليهما بالألف والنون، وكأن النسبة
باعتبار انتساب جده إلى بعض القرى، كذا وجدته في بعض الكلمات.
415 - المخزومي، منسوب إلى بني مخزوم، وهم بطن من قريش، قيل: كان
مخزوم ريح ولون كالخزامي، وهو نبت من نبات البادية أطيب الأزهار لها نوء كنوء
البنفسج، وهما غالبان في ولده، ولذلك سمي هذا البطن ريحانة قريش.
416 - المنقري، ينسب إلى منقر بن عبد الله بن مقاعس بن عمرو بن كعب
بن زيد، وهو لقب سليمان بن داود المنقري من أصحاب أبي جعفر عليه السلام.
417 - الملائي، الملاء الصحراء، والملاة كقناة فلاة ذات حر وسراب، والنسبة
196

إلى أحدهما محتملة.
418 - المهري، ومهور كقسور موضع ونهر مهران بالسند، ومهران بلدة
بأصبهان، وجد أحمد بن الحسين المقري (1)، والنسبة إلى أحدهما محتملة وإن كانت
لا تخلو عن الاعضال. والصواب أن مهرة محلة بالبصرة كما في " صه " والنسبة إليها.
419 - المجاشعي، المجاشع اسم رجل، ولعل النسبة إليه.
420 - المرادي، طائفة على ما هو ببالي.
421 - المسلي، وهو منسوب إلى مسلية، وهي قبيلة من مذحج.
422 - المقري، المقر هو الصبر وهو الدواء المر المعروف، وقيل: إنه شئ
يشبه الصبر، فالنسبة باعتبار كونه بايعه. والظاهر أنه بالتخفيف وبالتشديد قرية،
ويحتمل مع ذلك كونه كالأول.
423 المقبري، والنسبة إليه باعتبار سكونه في المقابر، كما وجدته في بعض
الحواشي.
424 - المعدني، المعدن كمجلس نبت الجوهر من ذهب ونحوه لإقامة أهله
فيه دائما، ولا نبات الله عز وجل إياه فيه.
425 - المذحجي، وهو بفتح الميم وسكون الذال وكسر الحاء المهملة والجيم
أخيرا قبيلة من اليمن.
426 - الميسي، نسبة إلى ميس بكسر الميم ثم الياء المثناة من تحت ثم السين
قرية من قرى جبل عامل.
427 - المشغري، نسبة إلى مشغرة بالفتح ثم الشين المعجمة المفتوحة ثم
الغين المعجمة الساكنة ثم الراء والهاء أخيرا قرية من قرى جبل عامل، منها الشيخ
الحر العاملي.
428 - المعني، بفتح الميم وسكون العين وكسر النون نسبة إلى قرية عالي

(1) صحاح اللغة 2 / 969.
197

معن إحدى قرى أوال، هكذا ذكره شيخنا يوسف في اللؤلؤة.
429 - الماحوزي، نسبة إلى ماحوز، وهي ثلاث قرى من بلاد البحرين،
إحداهما الدورنج بالجيم بعد النون.
430 - المقانعي، المقانع من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله والنسبة إليه
محتملة.
431 - المدري كحمري، جبال نعمان المدر كجبل باليمن، وفي الصحاح قرية
باليمن.
432 - المسمعي، المسمع كمنبر أبو قبيلة وهم المسامعة.
433 - المطلبي، منسوب إلى مطلب أخي هاشم وعم عبد المطلب بن عبد
مناف، وهو ربى ابن أخيه فلذا سمي عبد المطلب، لأنه لما مات أبو هاشم وابنه عبد
المطلب كان صغيرا، فأخذته أمه إلى قبيلتها فربته، فلما نشأ بينهم قيل للمطلب (1) إلى
آخره.
434 - المرازمي، منسوب إلى مرازم وهو موضع، قيل: إن سلمان الفارسي أصله
منه كما تقدم.
435 - المجدي، المجد هو الشرف في الآباء، ورجل مجدي أي: آباء متقدمون
في الشرف والمجد.
436 - الميثمي، لعله منسوب إلى ميثم التمار صاحب أمير المؤمنين عليه
السلام.
437 - المليكي، الملك بكسر اللام هو أحد رساتيق المدائن قريب من بغداد،

(1) تتمة الحكاية: لو كنت ربيت ابن أخيك، فراح إليه فأخذه ودخل به المدينة مردفا إياه، فقيل له: من هذا الغلام؟
فقال: عبدي، فسمي عبد المطلب عشرة أولاد، منهم عبد الله أبو النبي صلى الله عليه وآله وأبو طالب أبو علي
والعباس والحارث وأبو لهب " منه ".
198

فيحتمل النسبة إليه فتدبر.
438 - المراغي، مراغة بلدة من أعمال تبريز، وهو محمد بن جعفر بن محمد
المراغي.
439 - الموصلي، منسوب إلى مدينة معروفة.
440 - الماوردي، والماورد قرية على ما هو ببالي.
441 - الناشي، لقب به أبو الحسين الشاعر محمد بن عبد الله بن وصيف
بغدادي من باب الطاق حرقوه بالنار، ولعل الناشي هنا بمعنى القاري.
442 - الناووسي، قد وقف على جعفر بن محمد عليهما السلام والناووسية
طائفة من الشيعة يعتقدون أنه عليه السلام حي لم يمت ولن يموت وأنه القائم عليه
السلام وانتساب هذه الطائفة إلى قرية، أو رجل يقال لهما: ناووس، والله أعلم.
443 - النيلي، لعله منسوب إلى نيل مصر من الأنهار التي خرقها جبرئيل
بابهامه، فالنسبة باعتبار تلك المكان ونواحيه، والله أعلم بالصواب.
444 - النوفلي، النوفل البحر والعطية، والنوفلة شئ من صوف يختم عليه
نساء العرب، والنسبة بهذا الاعتبار.
445 - النجاشي، بالفتح والتخفيف اسم ملك من ملوك الحبشة المسمى
بأضمخة آمن برسول الله صلى الله عليه وآله غائبا، وكان من بني حمزة، وأبو العباس
النجاشي صاحب الرجال منسوب إليه.
446 النسوي، بالنون المفتوحة والسين المهملة المفتوحة.
447 - النميري، نمر أبو قبيلة، وهو نمر بن قاسط والنسبة إليه.
448 - الناعظي، منسوب إلى قبيلة.
449 - النبطي، طائفة قيل: إنهم عرب استعجموا، أو عجم استعربوا، وعن
المصباح النبط جيل من الناس كانوا ينزلون سواد العراق، ثم استعمل في أخلاط
199

الناس وعوامهم (1). وقيل: إن النمط قوم ينزلون البطائح بين العراقين.
450 - النهدي بالفتح فالسكون قبيلة من اليمن، والهشيم بن أبي مسروق
النهدي من رواة الأحاديث وهو منهم.
451 - النهشلي، نهشل اسم رجل، فهو أبو قبيلة ينسب إليه.
452 - النخعي، النخع بالتحريك قبيلة من اليمن من مذحج وهم رهط
إبراهيم النخعي.
453 - النعماني، النعمان بالفتح واد في طريق الطائف يخرج إلى عرفات،
والظاهر أن النسبة إليه، ويحتمل أن تكون النسبة إلى نعمان بن المنذر ملك العرب
نسب إليه الشقايق.
454 - النهمي، هو إبراهيم بن سليمان بن عبد الله بن حيان، وهو بطن من
همدان، ونهم بن ربيعة أبو قبيلة، والنسبة بالاعتبارين أو أحدهما محتملة.
455 - النوبختي، نوبخت بضم النون واسكان الواو وضم الباء الموحدة
واسكان الخاء والتاء المثناة من فوق أبو قبيلة ينسب إليه النوبختيون، ومنهم الحسن
بن موسى النوبختي، ابن أخت أبي سهل بن نوبخت، وبالفتح في النون والباء لعله
الاظهر، إذ هي كلمة فارسية: أي: جديد الحظ.
456 - النهيكي، بالياء رجل نهيك بمعنى الشجاع، والنسبة إلى الجد وهو
نهيك.
457 - النطنزي، بالنون المفتوحة والطاء المهملة الساكنة والنون المفتوحة
والزاي، وقيل: بسكون النون الأخرى، وهي قرية من قرى أصفهان، وهي قصبة
معروفة والنسبة باعتباره.
458 - الواسطي، منسوب إلى واسط، وهو موضع معروف، والرواة منه
كثيرون.

(1) المصباح المنير: 560.
200

459 - الواقفي، طائفة قد وقفوا على موسى بن جعفر عليهما السلام ولم
يتجاوزوا منه، وكان يقول عليه السلام: والواقفية حمر الشيعة، ثم تلى هذه الآية (ان
هم الا كالانعام بل هم أضل سبيلا) (1) والسبب الذي من أجله قيل بالوقف انه
مات عليه السلام وعند خدمه مال كثير، فحجدوا موته لئلا يردوا الأموال إلى خليفته
عليه السلام.
460 - الوادي، هو المنسوب إلى وادي النمل وهو بالشام أبو بالطائف كثير
النمل أضيف إليه، فتأمل.
461 - الوابشي، الأوباش من الناس الاخلاط، قال الجوهري: هو جمع
مقلوب بن البوش (2) وقال في لغة البوش: بالفتح الجماعة من الناس المختلطين (3).
462 - الواقدي، هو واقد بن الحارث بن عوف صحابي، وواقد بن أبي مسلم.
463 - الوابلي، بكسر الباء أبو عدة قبائل، كمضر، وأزد، وهوازن، وغيرهم.
464 - الورشيدي، الورشيد قرية من قرى همدان، وورشيد من ولد عكبر،
وهو من أمراء الشيعة بالعراق.
465 - الوحيدي، الوحيدة من أعراض المدينة بينها وبين مكة، وبنو الوحيد
قوم من بني كلاب، والنسبة إلى المحل والطائفة محتملة.
466 - الوابسي، لعله منسوب إلى وابسة اسم رجل، وحبابة الوابسية أدرك
أمير المؤمنين عليه السلام وعاشت إلى زمن الرضا عليه السلام، وقد مرت في الأسماء،
وقصتها في الحصاة مع الأئمة عليهم السلام مشهورة.
467 - الوصافي، الوصيف الخادم غلاما كان أو جارية، ولعل النسبة باعتبار
كونه بياعا للوصيف أو صاحبا له. والأولى أن يقال: إن الوصاف رجل من سادات

(1) سورة الفرقان: 44.
(2) صحاح اللغة 3 / 1024.
(3) صحاح اللغة 3 / 996.
201

العرب إليه ينسب، وبالعجمة وهم.
468 - الوجيني، الوجين شط الوادي، والنسبة إليه.
469 - الهوازني، هوازن قبيلة من قيس، وهو هوازن بن منصور بن عكرمة
تنسب إليها.
470 - الهروي، هرات مدينة مشهورة بخراسان قد أثنى عليها البهائي في
كشكوله بأبيات حسنة في كل من هوائه ومائه وسوره وعنبه، والنسبة إليها هروي،
ومنه معاذ الهروي، لأنه كان يبيع الثياب الهروية وغيرها.
471 - الهذلي بضم الهاء منسوب إلى هذيل بالضم وفتح ثانيه قبيلة من مضر،
وهو هذيل بن مدركة، والقياس النسبة باثبات الياء، فهو والقرشي شاذ.
472 - الهماني، الهمان هو بالكسر التكة والمنفقة والكيس، والمعروف هو هميان
مع الياء المثناة من تحت، ولكن الموجود في " د " وفي ترجمة ابن جعفر الهماني أنه منسوب
إلى همين قرية من سواد بغداد.
473 - الهرمزاني، الهرمزان ملك الأهواز أسلم وقتله عبد الله بن عمر اتهاما
أنه قاتل أبيه، ولعل النسبة إليه.
474 - الهجري، وهجر محركة بلدة باليمن، وقرية كانت قرب المدينة تنسب
إليها القلال.
475 - الهمذاني، بالذال المعجمة وهو بلد بناه همذان بن الفلوج بن سالم بن
نوح، وهو لقب أحمد بن زياد بن جعفر الهمذاني، والنسبة باعتبار البلد.
476 - الهمداني، بفتح الميم مدينة معروفة في العراق وسمي باسم بانيه همدان
بن فلوج بن سام وهو بالسكون قبيلة من اليمن، منها الحارث المخاطب بالابيات
المشهورة التي " يا حار همدان من يمت يرني " والغالب في الرواة هو النسبة بالاعتبار
الثاني.
477 - الهندواني، هندوان قرية من قرى فارس.
202

478 - اليمامي، يوم يمامة معروف قتل فيه ثابت بن قيس خطيب النبي،
ويمامة كانت جارية زرقاء تبصر الراكب من مسيرة ثلاثة أيام، وبلاد الجو منسوبة
إليها وسميت باسمها أكثر نخيلا من سائر الحجاز، وفيها تنبأ مسيلمة الكذاب.
479 - اليزيدي، اليزيدية اسم مدينة ثروان.
480 - اليزدكي.
481 - اليشكري، يكشر بن عداون أبو قبيلة ينسب إليه، وكذا يشكر بن
علي بن بكر بن وائل، ويشكر بن مبشر بن صعب أبو قبيلتين.
482 - اليربوعي، اليربوع بن حنظلة بن مالك أبوحي من تميم، منهم متمم
بن نويرة الصحابي، وابن غيط أبو بطن من مرة منهم الحارث بن ظالم المري.
واليربوع حيوان طويل الرجلين وقصير اليدين وله ذنب كذنب الجرز يرفعه صعدا
لونه كلون الغزال.
483 - اليعقوبي، قد نقل عن الشيخ البهائي بالموحدة، نسبة إلى قرية من
قرى بغداد، وأنه بالمثناة تصحيف، ولعله توهم النسبة إلى القرية البعقوبية التي هي
إلى بغداد مرحلة.
203

الباب الثالث
في الألقاب الغير النسبية
205

1 - الأعمش، العمش بالتحريك في العين ضعف الرؤية مع سيلان دمعها في
أكثر الأوقات، والرجل أعمش والمرأة عمشاء.
2 - الأبرش، الحمار البرش هي المشتملة على ألوان مختلفة، والبرش في شعر
الفرس نكت صغار تخالف لونه، والفرش أبرش.
3 - الأفرق هو المفرق المايز بين الشيئين، وإفريقية اسم بلاد معروفة،
والافرق لعمرو أو عمر بدون الواو ابن خالد الخياط.
4 - الأشتر، الشتر بمعنى القطع كما في الحديث ذكر شتر الشفة، ويطلق على
الانقلاب الواقع في جفن العين الأسفل. وكلاهما محتملان في حق ذي الوصف.
5 - الأصلع، لقب به أمير المؤمنين عليه السلام والمراد منه نقصان شعر مقدم
رأسه عليه السلام ويحتمل أيضا كونه بمعنى السنان المجلو، تشبيها له بالسنان
الصيقلي، أو لكونه صاحبه.
6 - أصحاب الصحيفة، وهم أصحاب العقبة مع جمع آخر منهم أبو سفيان،
وعكرمة، وصفوان، وسعيد، وخالد، وعباس، وبشر، وسهيل، وحكيم، وصهيب، وأبو
الأعور السلمي، ومطيع المدري، تعاقدوا على منع الخلافة عن علي عليه السلام، وكتبا
الصحيفة.
7 - الأربعة عشر، هم أصحاب العقبة، تسعة من قريش، وهم: الثلاثة،
وطلحة، وابن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وأبو عبيدة بن الجراح، ومعاوية، وابن
العاص. وخمسة من غيرهم، وهم: أبو موسى، والمغيرة الثقفي، وأوس بن الحدثان، وأبو
هريرة، وأبو طلحة.
8 - الاثنا عشر، النقباء الذين عينهم رسول الله صلى الله عليه وآله للأنصار
في المدينة.
207

9 - الإسكاف، رستاق كبير بين النهروان والبصرة، كما في الألقاب النسبية،
ومنه أبو جعفر الإسكاف، والتوصيف بدون النسبة بمعنى النجار.
10 - البقباق، هو الرجل الذي يكثر كلامه، وبه لقب أبو العباس بالبقباق.
11 - البان نوع من العطر، وفي الحديث " نعم الدهن البان " وفيه " مضغ البان
يذهب البلغم " وله حب حار يؤخذ منه الدهن، واحده بانة، وقد يطلق البان على نفس
الدهن توسعا (1).
12 - البناء، من البناء صاحب الحرفة يبني السكنة والعمارات.
13 - البندقي، قيل: هو مصحف ومحرف بندفر، ولقب به محمد بن إسماعيل
الذي هو من مشايخ الكليني، كما في بعض نسخ " كش " في ترجمة " فش " والبندقة
بالنون بين الباء الموحدة والدال المهملة قبل القاف أبو قبيلة من اليمن، وسيجئ في
باب المفردات ما ينبغي أن يلاحظ.
14 - بندوية، قال في القاموس: ومحمد بن بندوية من المحدثين، وقد ذكر ذلك
في لغة بند (2)، وكأنه توهم أن محمد بن إسماعيل هو ابن بندوية، فيصير لقبا للأب لا
الابن. والظاهر أنه غلط، إذ هو ابن بندفر أو البندقة، ولم يعرف مثله في كتب الرجال.
15 - البقال، وهو الذي يبيع البقول، وفي القاموس: بياع الطعام عامية (3).
16 - البيذار، في القاموس: بيذار وبيذارة وتبدار كتبيان وبيذراني كثير
الكلام وتبذارة يبذر ماله (4).
17 - البندار بضم الأول وسكون الثاني من رواة الحديث، والبنادرة التجار
الذين يلزمون المعادن، أو يخزنون البضائع للغلاء، جمع بندار ومحمد بن بشار بندار

(1) وقيل: البان قرية بمصر وقرية بنيشابور، وشجر تحت ثمرة وهو طيب " منه ".
(2) القاموس 1 / 279.
(2) القاموس 3 / 336.
(3) القاموس 1 / 370.
208

محدث.
18 - البورق، لقب للفضل بن شاذان، وفي الحديث عن أبي محمد عليه
السلام رحم الله الفضل بورق.
19 - البندفر، لقب به محمد بن إسماعيل الذي يروي عنه ثقة الاسلام على
بعض المذاهب، وهو مركب من بند بمعنى العلم الكبير، وفر القوم بالفتح في الفاء
وتشديد الراء، أي: من خيارهم.
20 - الببة بالموحدة المفتوحة ثم المشددة، وهو لقب لعبد الله بن الفضل،
ولكن الظاهر من كثير العناوين أنه لقب لجده عبد الله بن الحارث لا له، فلاحظ.
21 - البطل، لقب لعبد الله الحضرمي أو الحارثي.
22 - بزرج، بالموحدة والمعجمة المضمومتين والراء الساكنة، وعن الشهيد
بفتح الباء وضم الزاي، ولكن الصواب هو الأول فإنه معرب بزرك.
23 - البرقة، لقب أمير المؤمنين عليه السلام لقبه به العباس رضي الله عنه
يوم حنين، هكذا ذكره في القاموس (1).
24 - التبان، بالتاء المثناة من فوق ثم الموحدة والنون، لقب به جد محمد بن
عبد الملك بن محمد.
25 - التمتام، لقب به محمد بن غالب الضبي التمار كما في " ق " وفيه أيضا
التمتمة رد الكلام إلى التاء والميم، وأن يسبق كلمة إلى حنكة الاعلى فهو تمتام، وفي
كتب الفقهاء في الصلاة الجماعة ما ينبغي أن يلاحظ.
26 - الثقاب، الذي يثقب اللؤلؤ ونحوه.
27 - الجلاب، الذي يشتري الغنم وغيرها من القرى ويجئ بها ويبيعها
بالمدينة ويتوسع به، فيطلق أيضا على الذي يجلب الأرزاق إلى البلدان، ومنه الجالب
مرزوق والمحتكر ملعون.
209

28 - الجمال، هو صاحب الجمال بالكسر وراعيها.
29 - الجوان، بياع الجون وهو خالد الجوان.
30 - الجلال، بفتح الجيم وتشديد اللام وبالألف واللام من حرفة الجلال
عمله أو بيعه وهو الكساء أو البساط ونحوه، ومنه جلال الفرس.
31 - الحلال، هو لقب أحمد بن عمر الحلال، والحلال بالحاء الغير المعجمة
واللام المشددة كان يبيع الحل وهو الشيرج كما فسره " صه " و " جش ".
32 - الحذاء، هو خائط النعل والخف وحذوت النعل بالنعل إذا قدرت كل
واحدة على صاحبتها لتكونا على سواء، وحاذيت الشئ أي: ضرب بحذائه وبجنبه.
33 - الحناط، هو الذي يبيع الحنطة والشعير، والاطلاق عليهما تغليب.
34 - الحرة، يوم الحرة يوم قتل فيه عبد الله بن عاصم.
35 - الحمار، لعل الوصف باعتبار كون الرجل ذا الحمر، أو باعتبار كونه ذا
حمرة، وقال الآخوند ملا فرج الله: من يعاني الحمر الأهلية، ونظره إلى الأول.
36 - الحجام، الحجامة اسم الصناعة، والمحجمة الآلة التي يجمع فيها دم
الحجامة، والمحجر كجعفر موضع الحجامة، والحجام صانعها مبالغة في الصنعة.
37 - الحمق ككتف الخفيف اللحية، وعمرو بن الحمق صحابي.
38 - الخاصف، ومنه حديث علي عليه السلام " خاصف النعل " والخصيف،
ضم الشئ إلى الشئ والصاقه به، وخصفت النعل من باب ضرب خرزتها، والخاصف
هو الوصال والملصق.
39 - الخشاب، من الخشب، وهو بايع الخشب.
40 - الخفاف، لعل المراد منه من يبيع الخف، وهو ما يلبس في الرجل.
41 - الخزاز، عمرو بن عثمان الخزاز، والخزازون قوم يعملون الخز، والخز ثياب
تنسج من الصوف والإبريسم، وما ورد من النهي عنه المعمول من الثاني فقط، والخز
صوف غنم البحر كما عن ابن فرشته.
42 - الخراز، بالمهملة في الوسط من ينسج الجلود للقربة، وهو كالخياط
210

للثوب، والمخرز ما خرز به الجراب والسقاء من الجلود.
43 - الخوراء، بالمعجمة المضمومة والراء بعد الواو.
44 - الدهقان، لفظ أعجمي مركب من " ده " وهو القرية و " قان " وهو
السلطان، معناه سلطان القرية، لقب به عبيد الله بن عبد الله وغيره، والدهق محركة
خشبتان يغمز بهما الساق، وبالفارسي يقال له: اشكنجة.
45 - الدحان، بالدال المهملة المضمومة والحاء المهملة والنون بعد الألف،
لقب لعبد الرحمن بن أحمد بن نهيك، وفي نسخة دحمان بالميم، والظاهر من الأول هو
عظيم البطن.
46 - الدراع، من حرفته عمل الدرع.
47 - الرفاء، يقال بين القوم رفاء، أي: التحام واتفاق، ورفوت الثوب بمعنى
أصلحت مأوى منه.
48 - الرسان، مبالغة من الرسن وهو الحبل، والمرسن بفتح الميم وكسر السين
موضع الرسن من أنف الفرس، ثم كثر حتى قيل: مرسن الانسان، والوصف باعتبار
العمل أو الكسب.
49 - الرحال، بالراء والحاء المهملة المشددة والألف واللام، لقب بذلك أحمد
بن بشير لأنه رحل خمسين رحلة من حج إلى غرو، وربما كأن صيغته صيغة نسبة أو
مبالغة.
50 - الزبرقان، زبرق صبغة حمرة أو صفرة، والزبرقان بالكسر القمر
والخفيف اللحية، ولقب به الحصين بن بدر الصحابي لجماله أو لصفرة عمامته، أو لأنه
لبس حلة فراح فقالوا: زبرق حصين، ويقال لأبي إبراهيم الزبرقان.
51 - الزراد، الزرد مثل السرد وهو تداخل حلق الدرع بعضها في بعض،
والزراد وهو السراد بقلب السين زاء، وفي الصحاح الزرد بالتحريك الدرع المزرود
211

والزراد صانعها (1).
52 - الزهاد الثمانية، هم عامر بن قيس، وأويس القرني، وهرم بن حيان،
وربيع بن خيثم، وأبو مسلم الخولاني، والأسود بن يزيد، ومسروق بن الأجذع،
والحسين بن أبي الحسن، وقد سئل عن " فش " عنهم، فقال: أويس مفضل عليهم - بعد
عدهم.
53 - الزام، هو سعد بن أبي خلف، والزامة الصوت الشديد والحاجة وشدة
الأكل والشرب، والوصف باعتبار الكل والبعض محتمل.
54 - الزيات، الزيت دهنة معروفة، والوصف محتمل للعمل والكسب.
55 - السواق، السويق دقيق مقلو يعمل من الحنطة أو الشعير، ويعلم منه
وجه المناسبة.
56 - السمان، السمن بالفتح والسكون ما يعمل من لبن البقر والغنم،
والوصف باعتبار العمل.
57 - السراج، السرج بفتح السين سرج الدابة المعد للركوب، والسراجون
من نسب إليهم عمل ذلك.
58 - السكاك، السكة سكة الدراهم والدنانير المنقوشة، والسكاك هو
الضراب، وفي " جش " في ترجمة محمد بن خليل السكاك بغدادي يعمل السكك.
59 - السبعين، هم الذين بايعوا عنه العقبة.
60 - السمال، هو غالب بن عثمان المنقري، والسمال بمعنى الكحال.
61 - السيد، بمعنى المولى. وما يقال: انتهى علم الأئمة إلى أربعة: أولهم
سلمان الفارسي، والثاني جابر الجعفي، والثالث السيد، والرابع يونس بن عبد الرحمن.
فالمراد منه الحميري الشاعر المعروف.
62 - السكين، قال في " صه " في ترجمة محمد بن علي بن فضل، وكان يلقب

(1) صحاح اللغة 1 / 477.
212

بسكين بسبب اعظامهم له.
63 السمين، خلاف المهزول.
64 شرطة الخميس، الخميس الجيش لأنه يقوم بخمسة أقسام: المقدمة،
والساق، والميمنة، والميسرة والقلب. وقيل: لأنه يخمس فيه الغنائم، وخمست في الاسلام،
أي: قدمت الجيش. والشرطة أول طائفة من الجيش تشهد الوقعة، وسيجئ ما ورد في
الروايات من شرطة الخميس.
65 - الشاري، هو الخارجي الذي خرج عن طاعة الإمام عليه السلام ولزمه،
لأنه زعم أنه شرى دنياه بالآخرة، أي: باعها، أو شرى نفسه بالجنة، فإنه فارق أئمة
الجور.
66 - الشحام، من الشحم وهو بايعه.
67 - الشخير، بالمعجمتين كثير الشخر، وهو لقب محمد بن عبد الله بن
نجيح، وعبد الله بن الشخير صحابي.
68 - الشلقان، محركة قريتان بمصر كما في القاموس (1)، قال حمدوية حين
سئل عن عيسى: خير فاضل هو المعروف بشلقان، والوصف باعتبار آخر غير النسبة،
والا فيدعى بالشلقاني.
69 الشقيق، هو لقب علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، حيث وصف
أحاديث كثيرة محمد بن إسماعيل فيها بالصحة، ثم قيل: وكذلك شقيقته علي بن محمد
بن قتيبة، قيل: فلان شقيق فلان، أي أخوه.
70 - الصيقل، من الصقل وهو الجلاء وتنظيف السيف ونحوه، والصائغ
صيقل، والجمع صياقلة، والمصقل ما يصقل به السيف وأمثاله.
71 - الصفار، الصفر بالضم وكسر الصاد لغة النحاس، ومنه الحديث
" لا يسجد على صفر " والصفار هو الصانع.
72 - الصدوق، صفة مشبهة لقب به صاحب الفقه عند الاطلاق، ويطلق
على ابن بابويه مقيدا، والصدوقان هو مع أبيه علي.
213

73 - الضرير، كان الرجل ضريرا، وهو من الضر الذي هو سوء الحال،
فصاحب الصفة ضرير، أي: سئ الحالة خسيس الخلق، ويمكن أن يكون من الضرارة
وهي العمل، والثاني أشهر.
74 - الطحان، من الطحن، وهو معروف.
75 - العاضري، عاضرة قبيلة من بني أسد، وحي من بني صعصعة، وبطن
من ثقيف، ومحمد بن عباس يسكن بني عاضرة.
76 - العلامة، كثير العلم، وهو مطلقا الحلي، ومقيدا بالمجلسي صاحب
البحار، وبالكتكاني التوبلي السيد هاشم، وبالشيرازي قطب الدين، وبالطباطبائي
بحر العلوم.
77 - الغني، حي من غطفان، وحماد بن أعين مولاهم.
78 - الغلام، هو الشاب في اللغة، الا أنه قد كثر استعماله في كتب الرجال
في التلميذ والمتأدب، ويظهر ذلك من ملاحظة التراجم، كترجمة أحمد بن عبد الله
الكرخي، وأحمد بن إسماعيل، وعبد العزيز بن البراج، ومحمد بن جعفر بن محمد،
وكثير من تراجم تلاميذ " معد " فيقال: انه من غلمانه، ويظهر ذلك من غير الرجال،
فعن مجمع البيان: الغلام الذكر أول ما يبلغ - إلى أن قال: ثم يستعمل في التلميذ فيقال:
غلام فغلب هذا، فلاحظ وتتبع.
79 - الفأفاء، قال الطريحي: رجل فأفاء على فعلان، وفيه فأفأة، أي: يتردد
في الفاء إذا تكلم (1)، وفي " ط " جعل الفأفاء من لا يحسن تأدية الحرفين، وقد تبعه الثاني
من الشهيدين في الروضة. والأول أنسب على الظاهر، وذكر في " ق " مثله، ولم يثبت
النقل في الشرع.
80 - الفتال، من فتلت الحبل وغيره، والمناسبة على هذا ظاهرة.
81 - الفراء، بفتح الفاء وتشديد الراء والألف، النحوي المعروف مبالغة من

(1) جمع البحرين 1 / 324.
214

فرى الكلام لا من عمل الفرو.
82 - القزاز، القز بالفتح والتشديد ما يعمل من الإبريسم، وعن بعض
اللغويين انهما كالحنظه والدقيق، والتقزز بمعنى التباعد من الدنس، والقزاز صيغة
مبالغة يسمى به الصانع.
83 - القلا، وهو الذي يقلي السويق، وهو دقيق الحنطة والشعير وشبههما
ويسمي بالقاروت.
84 - القماص، من القميص وهو الثوب الذي يلبس، والجمع قمصان
والأقمصة، وتقمص الخلافة، أي: لبسها كالقميص. ومنه حديث علي عليه السلام
" ولئن تقمصها فلان " يعني الأول لتلبيسه بها " ويعلم أن محلي منها محل القطب من
الرحى " فالوصف باعتبار العمل.
85 - القاص، من القصة وهو الذي يأتي القصة والحكاية على وجهها،
واقتصت الحديث رويته على وجهه، وقص عليه الخبر قصصا، وجئ أقاصيص على
غير القياس.
86 - القماط، القماط بالكسر حبل يشد به الاخصاص وقوائم السياط
للذبح، والقمط مثلثة، ويطلق أيضا على الخريقة العريضة تقمط بها الصغير، والقماط
مبالغة في الأول على الظاهر باعتبار العمل.
87 - القداح، والقدح في السهام قيل: أن يراش ويركب نصله، والقدح
مبالغة في ذلك العمل.
88 - القرعاء، منهل بين مكة وبين قادسية والعقبة.
89 - القائد، من القود وهو أن يكون الرجل أمام الدابة آخذا بقيادها، ومنه
قائد أبي بصير.
90 - كهمس، بالمهملة بمعنى القصير، كما في الصحاح (1)، وفي القاموس:

(1) صحاح اللغة 2 / 969.
215

الأسد (1)، والقبيح الوجه، والناقة العظيمة السنام.
91 - اللحام، بالتشديد هو الذي يبيع اللحم.
92 - المرار، وجدت في بعض العبارات باللغة الفارسية بأنه بمعنى بيل دار،
الا أنه غير موجود في كتب اللغة الحاضرة عندي.
93 - المحض، هو الخالص في شئ.
94 - المخلط، من لا يبرأ من أعداء أمير المؤمنين وأولاده عليهم السلام وان
أحبهم، قال الجعفي: قلت لأبي جعفر عليه السلام: رجل يحب أمير المؤمنين عليه
السلام ولا يبرأ من عدوه ويقول: هو أحب إلي ممن خالفه، فقال: فهو مخلط وهو عدو.
95 - المرقال، لقب هاشم بن عتبة، لان عليا عليه السلام أعطاه الراية
بصفين، وسمي " المرقال " لأنه كان يرقل في الحرب، أي: يسرع.
96 - الماصر، لقب به قيس لأنه كان يعلم الفرس للمشي، ومصر الفرس
استخرج جريه، والماصر هو الرائض، وراض المهر رياضا ورياضة ذلله والمهر بالضم
ولد الفرس، أو أول ما ينتج منه.
97 - موتة، اسم أرض بالبلقاء بالقرب من الشام، وفي القاموس (2): موتة
بالضم موضع بمشارق الشام قتل به جعفر بن أبي طالب، وفيه كان يعمل السيوف.
98 - النبال، من النبل وهي السهام العربية، وهي مؤنثة لا واحد لها من
لفطها، فلا يقال نبلة، والنبال بالتشديد صاحب النبل ومن كان شغله ذلك.
99 - النقار، من النقر، وهو في الأصل صوت يسمع من قرع الابهام على
الوسطى، ولكن النقار هو المبالغة في ضرب الخشب على النقارة، وهي من مقدمات
الحرب وأسباب التأمر.
100 - الناب، هو حماد بن عيسى الناب، وهو السن خلف الرباعية، والناقة

(1) القاموس 2 / 247.
(2) القاموس 1 / 158.
216

المسنة سميت بذلك لطول نابها، فالوصف للراوي لعله بهذه المناسبة.
101 - النحاس، بالحاء المهملة من النحاس بتخفيف المهملة معروف، ويقال:
ان أصله الفضة والأرض أفسدته، والنحاس مبالغة يطلق على من كان عامله.
102 - النخاس، بياع الدواب والرقيق، ومنه أبو الأغر النخاس هو دلال
من رواة الحديث لمعالجة الدواب.
103 - النوى، هو بالفتح البعد، والنوى معروف سمي بذلك من أجل أنه
ناء عن الخير ومتباعد عنه، وفلان النوى لمن يزاوله، والمناواة اظهار المعاداة والمفاخرة.
104 - الوشاء، الثوب الوشى هو المنقوش بالألوان المختلفة، والحسن بن
علي الوشاء بتشديد الشين بياع الوشى، وربما يقال: إن الوشاء هو ناسج الشعر.
105 - الوراق، الورق بفتح الواو وكسر الراء الفضة، والورق الدراهم
المضروبة، وكذلك الرقة، والهاء عوض من الواو، ومنه الخبر " في الرقة ربع العشر "
والوراق كثير الدراهم.
106 - الوضاف، بالضاد المعجمة والفاء، والظاهر أنه وهم وإن كان كذلك في
" صه " وبالمهملة أولى، وهو رجل من سادات العرب إليه ينسب، كما أشرنا في الألقاب
النسبية.
107 - الهراء، بالمد من الهر والهرير والد السنور، والهرير هو صوت الكلب،
ولعل التوصيف باعتبار تشبيه ذيه بالكلب من جهة كثرة صوته. ويمكن أن يكون بايعا
للهر، ولعله أقرب.
217

الباب الرابع
في الأسماء والكنى وألقاب الرسول والأئمة مما يتعلق بأحوالهم عليهم السلام
218

أسماء وكنى وألقاب الرسول والأئمة عليهم السلام.
الأسماء - محمد صلى الله عليه وآله - علي عليه السلام - فاطمة عليها السلام - الحسن عليه السلام - الحسين عليه السلام
الكنى - أبو القاسم - أبو الحسن - أم الأئمة - أبو محمد - أبو عبد الله
الألقاب - المصطفى - المرتضى - الزهراء - الزكي - الشهيد
مكان الولادة وأيامها - شعب أبي طالب يوم الاثنين - الكعبة يوم الجمعة - مكة يوم الجمعة - المدينة يوم الثلاثاء - المدينة يوم الخميس
شهر الولادة - سابع عشر شهر ربيع الأول على الأشهر - ثالث عشر شهر رجب - العشرون من جمادي الثاني - نصف رمضان - ثالث شعبان
سنة الولادة - عام الفيل - سنة ثلاثين من عام الفيل - بعد البعثة بخمس سنين - سنة ثلاث من الهجرة - سنة أربع من الهجرة
ملك وقت الولادة - أنو شيروان كسرى - شهريار - يزدجرد - يزدجر - يزدجرد
أسماء الأمهات - آمنة بنت وهب - فاطمة بنت أسد - خديجة بنت خويلد - فاطمة عليها السلام - فاطمة عليها السلام
نقش الخواتيم - الشهادتان - الملك لله الواحد القهار - امقو المتوكلون - العزة لله - ان الله بالغ أمره
عدد الأزواج خمسة عشر - اثنتا عشر عدا السراري - علي عليه السلام لا غير - أربع وستين عدا السراري - خمس عدا السراري
عدد الأولاد - ثماني أولاد - سبعة وعشرون - خمسة أولاد - خمسة عشر ولدا - ستة أولاد
مدة الأعمار - ثلاث وستون - ثلاث وستون - ثمانية عشر سنة - ثمان وأربعون - سبع وخمسون أو ثمان على اختلاف
أيام الوفاة - يوم الاثنين - يوم الاثنين - يوم الاثنين - يوم الخميس - يوم الاثنين أو الجمعة
219

شهور الوفاة
لليلتين بقيتا من صفر - الحادي والعشرون من رمضان - ثالث جمادي الآخر - سابع صفر - عاشر المحرم
سنة الوفاة
أحدي عشرة من الهجرة - الأربعون من الهجرة - إحدى عشرة من الهجرة - الخمسون من الهجرة - إحدى وستون من الهجرة
أمكنة الوفاة - المدينة الطيبة - الكوفة - المدينة - المدينة - كربلاء
سبب الوفاة - المرض الناشي من السم
قتله ابن ملجم لعنه الله - ضربه وأسقطت ولدا سمي بالمحسن - سمته جعدة بتحريك معاوية - قتلة شمر أو سنان لعنهما الله
أمكنة قبورهم - بيته الذي صار الآن مسجدا - مشهده بالغري - في حجرتها أو بين المنبر والروضة أو البقيع - البقيع - كربلاء
الأسماء - علي بن الحسين عليهما السلام - محمد بن علي عليهما السلام - جعفر عليه السلام - موسى عليه السلام - علي عليه السلام
الكنى أبو الحسن - أبو جعفر - أبو عبد الله - أبو إبراهيم وأبو إسحاق - أبو الحسن
الألقاب - السجاد - الباقر - الصادق - الكاظم - الرضا
مكان الولادة وأيامها - المدينة يوم الأحد - المدينة يوم الاثنين - المدينة يوم الاثنين - الايواء بين المدينة ومكة يوم الأحد - المدينة يوم الخميس
شهر الولادة - خامس شعبان - ثالث صفر - سابع عشر ربيع الأول - سابع صفر - حادي عشر ذي القعدة
سنة الولادة - سنة ثمان وثلاثين من الهجرة - سنة سبع وخمسين من الهجرة - ثلاث وثمانين من الهجرة - ثمان وعشرين بعد المائة من الهجرة - ثمان وأربعين ومائة
ملك وقت الولادة - أمير المؤمنين علي عليه السلام - معاوية - مروان بن عبد الملك - إبراهيم بن الوليد - المنصور
220

أسماء الأمهات - شاه زنان - أم عبد الله بنت الحسين عليه - السلام أم فروة بنت القاسم - حميدة أم ولد - أم البنين مكتم
نقش الخواتيم - حسبي الله لكل غم - العزة لله جميعا - الله خالق كل شئ - كن من الله على حذر - أنا لله ولي
عدد الأزواج - امرأة واحدة - امرأتان عدا السراري - امرأتان عدا السراري - له سراري غير محصورة - امرأة عدا السراري
عدد الأولاد - خمسة عشر أولاد - سبعة أولاد - عشرة أولاد - سبعة وثلاثون ولدا - ثلاثة أولاد
مدة الأعمار - سبع وخمسون - سبع وخمسون - خمس وستون - خمس وخمسون - خمس وخمسون
أيام الوفاة - يوم السبت يوم - الاثنين - يوم الاثنين - يوم الجمعة - يوم الاثنين
شهور الوفاة - الثاني والعشرون من المحرم - سابع ذي الحجة - نصف رجب - سادس رجب - سابع عشر صفر
سنة الوفاة - خمس أو ست وتسعون - ستة عشر ومائة - ثمان وأربعين بعد المائة - ثلاث وثمانين بعد المائة - ثلاث ومائتين
أمكنة الوفاء - المدينة - المدينة - المدينة - بغداد في السجن - مكان دان بطوس صار الآن مدينة
سبب الوفاة - سمه هشام بن عبد الملك - سمه هشام أيضا - صار مسموما بالعنب - سمه الرشيد - سمه المأمون
أمكنة قبورهم - البقيع - البقيع - البقيع - مقابر قريش، والآن بلدة معروفة بالكاظمين - مشهده بطوس
221

الأسماء - محمد عليه السلام - علي عليه السلام - الحسن عليه السلام - محمد عليه السلام
الكنى - أبو جعفر - أبو الحسن - أبو محمد - أبو القاسم
الألقاب - الجواد - الهادي - العسكري - الخلف المهدي
مكان الولادة وأيامها - المدينة يوم الجمعة - المدينة يوم الجمعة - المدينة يوم الاثنين - سر من رأى يوم الجمعة
شهر الولادة - عاشر رجب - ثاني رجب - رابع ربيع - نصف شعبان
سنة الولادة - خمس وتسعين ومائة - اثنى عشر ومائتين - اثنتين وثلاثين ومائتين - خمس وخمسين ومائتين
ملك وقت الولادة - محمد أمين - المأمون - الواثق ابن المعتصم - المعتمد ابن المتوكل
أسماء الأمهات - الخيزران أم ولد - سمانة أم ولد - محدثة أم ولد - نرجس أم ولد
نقش الخواتيم - المهيمن عضدي - حفظ المعهود من اختلاف المعبود - أنا لله شهيد - أنا حجة الله
عدد الأزواج - امرأة عدا السراري - سرية واحدة - سرية لا غير - زوجه
عدد الأولاد - أربعة أولاد - خمسة أولاد - ذكر وأنثى لا غير - عدد غير محصور علمه عند الله
مدة الأعمار - خمس وعشرون - إحدى وأربعون - ثمانية وعشرون - عمره الشريف إلى هذا الزمان تسع وثلاثون بعد الألف
أيام الوفاة - يوم الثلاثاء - يوم الاثنين - يوم الجمعة - يوم الجمعة على ما في الأحاديث
شهور الوفاة - عاشر رجب - ثالث رجب - ثالث رجب - علم ذلك عند الله
سنة الوفاة - سنة عشرين ومائتين - سنة أربع وخمسين بعد المائتين - سنة ستين ومائتين - علم ذلك عند الله
222

أمكنة الوفاة - بغداد - دان بسر من رأى - دان بسر من رأى - وفاته في المدينة عند النبي صلى الله عليه وآله
سبب الوفاة سمه المعتصم - سمه المعتز - سمه المعتمد - يصير شهيدا بيد امرأة خبيثة
أمكنة قبورهم - مقابر قريش في بقعة واحدة مع جده - سر من رأى - في الدار مع أبيه بسر من رأى - صار غائبا في السرداب بسر من رأى
223

الباب الخامس
في بيان المذاهب والفرق المختلفة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله
225

وقد أشرنا إلى بعض هذا الطوائف في الأوصاف النسبية، ولكنهم لم يذكروا
مستوفى ولم يسطروا مستقصى، ثم نتلو في سبب الاختلاف، ومنشأ التشتت ورجوعه
وابتنائه إلى أربع قواعد، وانبعاث تفرق الآراء والمذاهب هو متابعة خطوات الشيطان
الرجيم، وشبهاته المذكورة في الأناجيل الأربعة، وفي التوراة مسطورة على شكل
المناظرة بينه وبين الله تعالى.
1 - المعتزلة، ويسمون أهل العدل والتوحيد، وهم أصحاب واصل بن عطاء
اعتزل عن مجلس الحسن البصري، حيث أجاب عن سؤال الرجل السائل عنه بأن
مرتكب الكبيرة ليس بمؤمن ولا كافر على الاطلاق.
2 - الواصلية، من المعتزلة وهم أصحاب أبي حذيفة واصل بن عطاء،
واعتزالهم يدور على أربع مسائل ويأتي بيانها في الباب الثامن.
3 - الهذلية، أصحاب أبي الهذيل حمدان العلاف شيخ المعتزلة ومقرر طريقتهم،
أخذ العلم والاعتزال عن عثمان بن خالد عن واصل، وقد انفرد عن أصحابه بعشر
قواعد.
4 - النظامية، أصحاب إبراهيم بن سيار النظام، وهو من شياطين القدرية،
طالع كتب الفلاسفة، وخلط كلامهم بكلام المعتزلة، وقد انفرد بثلاثة عشر مسألة نشير
إليها.
5 - الاسوارية، أصحاب الأسواري، وافقوا النظامية فيما ذهبوا إليه وزادوا
عليهم أن الله لا يقدر على ما أخبر بعدمه أو علم عدمه، والانسان يقدر لان قدرة العبد
صالحة للضدين على السواء، فإذا قدر على أحدهما قدر على الآخر.
6 - الاسكافية، أصحاب أبي جعفر الإسكاف، قال: إنه تعالى لا يقدر على
227

ظلم العقلاء بخلاف ظلم الصبيان والمجانين، فإنه يقدر عليه، وهم مع النظامية من
المعتزلة.
7 - الجعفرية، أصحاب جعفر بن مبشر، وافقوا الاسكافية وزادوا عليهم
متابعة جعفر بن المبشر من أن فساق الأمة من هو شر من الزنادقة والمجوس،
والاجماع من الأمة على حد الشرب خطأ، لان المعتبر في الحد هو النص.
8 - البشرية، أصحاب بشر بن المعتبر، كان من أفاضل علماء المعتزلة، وهو
الذي أحدث القول بالتوليد، وقالوا: الله قادر على تعذيب الطفل، ولو عذبه لكان
ظالما، لكنه لا يستحسن أن يقال في حقه ذلك، بل يجب أن يقال: لو عذبه لكان بالغا
عاقلا عاصا مستحقا للعقاب.
9 - الهشامية، أصحاب هشام بن عمر النوطي، الذي كان مبالغا في القدر
أكثر من مبالغة سائر المعتزلة، قالوا: لا يطلق اسم الوكيل على الله تعالى مع وروده في
القرآن لاستدعائه موكلا، ولم يدروا أن الوكيل في أسمائه بمعنى الحفيظ كما في قوله
تعالى (وما أنت عليهم بوكيل (1).
10 - الصالحية، أصحاب الصالحي، ومن مذهبهم أنهم جوزوا قيام العلم
والقدرة والإرادة والسمع والبصر بالميت، ويلزمهم جواز أن يكون الناس مع اتصافهم
بهذه الصفات أمواتا، وأن لا يكون الباري تعالى حيا، وجوزا خلو الجوهر من
الاعراض كلها.
11 - الحابطية، هم أصحاب أحمد بن حابط، نسب أتباعه إلى أبيه، وهو من
أصحاب النظام، قالوا: للعالم إلهان: قديم هو الله، ومحدث هو المسيح، والمسيح هو
الذي يحاسب الناس في الآخرة، وهو المراد بقوله (وجاء ربك والملك صفا صفا (2).

(1) سورة الأنعام 107، والزمر 41، والشورى: 6.
(2) سورة الفجر: 22.
228

12 - الجربية، وهم أصحاب فضل الجربي، ومذهبهم مذهب الحابطية، الا أنهم
زادوا التناسخ، وأن كل حيوان مكلف، وذلك أنهم قالوا: إن الله تعالى أبدع الحيوانات
عقلا بالغين في دار سوى هذه الدار، وخلق فيهم المعرفة والعلم، وأسبغ عليهم نعمه ثم
ابتلاهم.
13 - المعمرية، هم أصحاب معمر بن عباد السلمي، قالوا: إن الله لم يخلق
شيئا غير الأجسام، وأما الاعراض فتخترعها الأجسام إما طبعا كالنار للاحراق
والشمس للحرارة، وهم أيضا من المعتزلة.
14 - الثمامية، هم أصحاب ثمامة بن أشرس النميري، كان جامعا بين مخافة
الدين وخلاعة النفس، قالوا: الافعال المتولدة لا فاعل لها، إذ لا يمكن اسنادها إلى
فاعل السبب لاستلزامه اسناد الفعل إلى الميت فيها إذا رمى سهما إلى شخص.
15 - الخياطية، قالوا: نكون في الآخرة ترابا، ولا يكون جنة ولا نارا، وكذا
البهائم والأطفال، وقالوا: ان من لا يعلم خالقه من الكفار معذور، والمعارف كلها
ضرورية، ولا فعل للانسان غير الإرادة، وما عداها حادث بلا محدث.
16 - الخياطية (1)، أصحاب أبي الحسين بن أبي عمرو الخياط، قالوا: باسناد
الافعال إلى العباد، وتسمية المعدوم شيئا، أي: ثابتا متقررا في حال العدم، وسموا
المعدوم أيضا جوهرا وعرضا، وقالوا: ان إرادة الله كونه قادرا غير مكره ولا كاره، وغير
ذلك من المقالات.
17 - الجاحظية (2)، هو عمرو بن بحر الجاحظ، كان من الفضلاء البلغاء في
أيام المعتصم والمتوكل، وقد طالع كتب الفلاسفة وروج كثيرا مقالاتهم بالعبارات
البليغة، قالوا: المعارف كلها ضرورية، وقالوا: انه يمتنع انعدام الجواهر، وانما تتبدل
والاعراض باقية، إلى غير ذلك من المقالات.

(1) راجع الملل والنحل 1 / 76.
(2) راجع الملل والنحل 1 / 75.
229

18 - الكعبية، هو أبو القاسم بن محمد الكعبي، كان من معتزلة بغداد وتلميذ
الخياط، قالوا: فعل الرب واقع بغير ارادته، فإذا قيل: إنه تعالى مريد لأفعاله أريد أنه
خالق لها، إذا قيل: مريد لافعال غيره أريد أنه أمر بها.
19 - الجبائية، هو أبو علي محمد بن عبد الوهاب من معتزلة البصرة، قال:
إرادة الرب حادثة لا في محل، والله تعالى مريد بتلك الإرادة موصوف بها، والكلام
متكلم بكلام مركب من حروف وأصوات يخلقه في جسم وغير ذلك من المقالات
الكاسدة.
20 - الهشمية، انفرد أبو هاشم عن أبيه بامكان استحقاق الذم والعقاب بلا
معصية، مع كونه مخالفا للاجماع والحكمة، وبأنه لا توبة عن كبيرة مع الاصرار على
غيرها عالما بقبحه، ويلزمه أن لا يصلح اسلام الكافر مع أدنى ذنب أصر عليه، ولا
توبة مع عدم القدرة (1).
أقول: قد أشرنا أن الوجه في تسمية المعتزلة بها من جهة اعتزال واصل عن
الحسن، ولذلك سمي هو وأصحابه معتزلة، ويلقبون بالقدرية، لاسنادهم أفعال العباد
إلى قدرتهم.
ولكن في أخبار أهل البيت ربما يطلق هذا الاسم على المعتزلة وأخرى على
الأشاعرة، وقوله صلى الله عليه وآله " القدرية مجوس هذه الأمة (1) " أشد انطباقا على
المعتزلة، لانهم أثبتوا خالقين كالمجوس.
وقد لقب المعتزلة أنفسهم بأصحاب العدل والتوحيد، وذلك لقولهم بوجوب
الأصلح ونفي الصفات القديمة، وقالوا: ان القدم أخص أوصاف الله، وبنفي الصفات

(1) فلا تصح توبة الكاذب عن كذبه بعد ما صار أخرس، ولا توبة الزاني بعد ما أجب، ولا يتعلق علم واحد بمعلومين
على التفصيل، ولله أحوال لا معلومة ولا مجهولة ولا قديمة ولا حادثة. قال الآمدي: وهذا تناقض، إذ لا معنى
لكون الشئ حادثا الا أنه ليس قديما ولا معنى لكونه مجهولا الا أنه ليس معلوما. ولا يخفى أن هذه الفرق
البالغة إلى العشرين من المعتزلة بأسرهم يكفر بعضهم بعضا، وكلهم على صدق في هذا الحكم " منه ".
(1) عوالي اللئالي 1 / 166.
230

الزائدة على الذات، وكلامه محدث مركب من الحروف والأصوات.
21 - الشيعة، وهم الذين شايعوا عليا عليه السلام وقالوا: انه الامام بعد
الرسول صلى الله عليه وآله بالنص الجلي أو الخفي، واعتقدوا أن الإمامة لا تخرج عنه
وعن أولاده، فان خرجت: فإما بظلم يكون من غيرهم، وإما ببيعة منه أو من أولادهم،
أصولهم ثلاث فرق: غلاة، وزيدية، وامامية.
22 السبائية، قال عبد الله بن سبا لعلي عليه السلام: أنت الآلة حقا، فنفاه
علي عليه السلام إلى المدائن. وقيل: إنه كان يهوديا فأسلم، وكان في اليهودية يقول في
يوشع وموسى مثل ما قال في علي عليه السلام، وقيل: إنه أول من أظهر القول بوجوب
امامة علي عليه السلام قال ابن سبا: انه لم يمت ولم يقتل، وانما قتل ابن ملجم شيطانا
تصور بصورته.
23 - الكاملية، قال أبو كامل بكفر الصحابة بترك بيعة علي عليه السلام،
وبكفره بترك طلب الحق، وقال بالتناسخ في الأرواح عند الموت، وأن الإمامة نور
تتناسخ، أي: تنتقل من شخص إلى آخر، وقد يصير في شخص نبوة بعد ما كان في
شخص آخر امامة.
24 - البيانية، قال بيان بن سمعان التميمي النهدي: الله على صورة انسان،
ويهلك كله الا وجهه، وروح الله حلت في علي عليه السلام ثم في ابنه محمد بن الحنفية
ثم في ابنه أبي هاشم، ثم في بيان ابنه، لعنه الله.
25 - المغيرية، قال مغيرة بن سعيد: الله على صورة رجل من نور على رأسه
تاج وقلبه منبع الحكمة، ولما أراد أن يخلق الخلق تكلم بالاسم الأعظم، فطار فوقع تاجا
على رأسه، وذلك قوله (سبح اسم ربك الاعلى (1)).

(1) ومن جملة مقالاتهم الكاسدة بعد ما تلوناه: انه تعالى كتب على كفه أعمال العباد، فغضب من المعاصي فعرق،
فحصل من عرقه بحران: أحدهما مالح مظلم، والآخر حلو نير، ثم أطلع في البحر النير وأبصر فيه ظله، فانتزع
عين ظله فخلق منه الشمس والقمر وأفنى الباقي من الظل نفيا للشريك، وقال: لا ينبغي أن يكون لي شريك،
ثم خلق الخلق من البحرين، فالكفار من المظلم، والمؤمنون من النير ثم أرسل محمدا والناس في ظلال، وعرض -
231

26 - الجناحية، قال عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر ذي الجناحين:
الأرواح تتناسخ، وكان روح الله في آدم، ثم شيث، ثم الأنبياء والأئمة عليهم السلام
حتى انتهت إلى علي وأولاده الثلاثة عليهم السلام ثم إلى عبد الله وهو حي في جبل
أصفهان.
27 - المنصورية، هو أبو منصور العجلي، عزى نفسه إلى الباقر عليه السلام
فتبرأ منه وطرده وادعى الإمامة، قالوا: الإمامة لمحمد بن علي بن الحسين عليهم
السلام ثم انتقلت منه إلى ابن أبي منصور، وزعموا أنه عرج إلى السماء ومسح الله
رأسه بيده (1).
28 - الخطابية، هو أبو الخطاب الأسدي، عزى نفسه إلى عبد الله بن جعفر
بن محمد الصادق عليهما السلام فلما علم منه غلوه في حقه تبرأ منه، فلما اعتزل عنه
ادعى الامر لنفسه وقالوا: الأئمة الأنبياء وأبو الخطاب نبي، إلى غير ذلك.
29 - الغرابية، قالوا: محمد بعلي أشبة من الغراب بالغراب والذباب بالذباب،
فبعث الله جبرائيل إلى علي، فغلط جبرائيل في تبليغ الرسالة من علي عليه السلام
إلى محمد صلى الله عليه وآله، قال شاعرهم:
غلط الأمين عن حيدرة * فليغون صاحب الريش
30 - الذمية، لقبوا به لانهم ذموا محمدا صلى الله عليه وآله لان عليا عليه

الأمانة، وهي منع علي عليه السلام عن الإمامة على السماوات والأرض، فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها
الانسان، وهو أبو بكر حملها بأمر عمر حين ضمن له أن يعينه على ذلك، بشرط أن يجعل أبو بكر الخلافة بعده
له، وقوله تعالى " كمثل الشيطان " نزل في حق أبي بكر وعمر، وهؤلاء يقولون الإمام المنتظر هو زكريا بن محمد
بن علي عليه السلام وهو حي مقيم في جبل حاجز إلى أن يؤمر بالخروج " منه " راجع الملل والنحل 1 / 177.
(1) إلى أن قالوا: اذهب يا بني فأبلغ عني، ثم أنزله إلى الأرض وهو الكسف المذكور في قوله تعالى " وان يروا كسفا
من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم " وكان قبل ادعائه الإمامة يقول: الكسف علي بن أبي طالب عليه السلام.
وقالوا: الرجل لا ينقطع أبدا، والجنة رجل أمرنا بموالاته وهو الامام، والنار بالضد أي: رجل أمرنا ببغضه وهو ضد
الامام كأبي بكر وعمر، وكذا الفرائض أسماء رجال أمرنا بموالاتهم. والمحرمات أسماء رجال أمرنا بمعاداتهم،
ومقصودهم بذلك ان ظفر برجل منهم فقد ارتفع عنه التكليف والخطاب لوصوله إلى الجنة " منه ".
232

السلام هو الاله، وهو بعثه ليدعو الناس إليه، فدعاهم إلى نفسه، وقال بعضهم:
بالهيتهما وطائفة أخرى بإلهية الخمسة، وزعموا أنهم شئ واحد، وأن الروح على حالته
فيهم بالسوية.
31 - الهشامية، أصحاب الهشامين ابن الحكم وابن سالم، اتفقوا على أن لله
جسدا، ثم اختلفوا فقال الأول: هو طويل عريض متساو طوله وعرضه وعمقه، وقال
الثاني: هو على صورة انسان له يد ورجل وحواس خمس.
32 - الزرارية، هو زرارة بن أعين، قالوا: بحدوث الصفات لله تعالى، وقبل
حدوثها له لا حياة، فلا يكون حينئذ حيا ولا عالما ولا قادرا ولا سميعا ولا بصيرا ولا
يخفى أنه منزه عما يقولون كالهشامين من مقالة أصحابهما.
33 - اليونسية، وهو يونس بن عبد الرحمن قال: إن الله على العرش تحمله
الملائكة، وهو أقوى من الملائكة مع كونه محمولا لهم، كالكرسي يحمله رجلان وهو
أقوى منهما. وهذا أيضا كذب محض على يونس.
34 - الشيطانية، هو محمد بن النعمان الملقب عند السنة بشيطان الطاق، قال: إنه
تعالى نور غير جسماني، ومع ذلك هو على صورة انسان انما يعلم الأشياء بعد كونها.
وهذا النقل افتراء، إذ هو الملقب عند الخاصة بمؤمن الطاق، وقد أثنى عليه الأئمة
عليهم السلام.
35 - الزرامية، أتباع زرام قالوا: إن الإمامة بعد علي لمحمد بن الحنفية، ثم
إلى ابنه عبد الله، ثم علي بن عبد الله بن عباس، ثم أولاده أبو المنصور، ثم حل في
أبي مسلم وأنه لم يقتل واستحلوا المحارم.
36 - المفوضة، قالوا: إن الله فوض خلق الخلائق إليه. وقيل: فوض خلق
ذلك إلى علي عليه السلام ولقد وقع بين شيعي وسني مجادلة في أن الأفضل هو أبو بكر
أم علي عليه السلام فتراضيا أن يتحاكما إلى أول طالع، فطلع عليهما رجل فسألاه،
فقال: لو لم يخلقهما لما قيل فيه مثل هذا.
37 - البدائية، جوزوا البداء على الله تعالى، وهو أن يريد الله شيئا ثم يبدو
233

له، أي: يظهر عليه ما كان خفيا عليه. ويلزمهم أن لا يكون الرب عالما بالعواقب، تعالى
الله عن ذلك علوا كبيرا. نعم قد ورد أن الله لم يرسل نبيا حتى يقر بالبداء التي غير
ما ذكروه، بل معناه الظهور لهم بعد الخفاء.
38 - النصرانية والإسحاقية، قالوا: حل الله تعالى في علي عليه السلام إذ
ظهور الروحاني في الجسد الجسماني مما لا ينكر، أما في جانب الخير فكجبرئيل، وأما في
جانب الشر فكالشيطان، قالوا: لما كان علي وأولاده عليهم السلام أفضل من غيرهم
ظهر الحق بصورتهم ونطق بلسانهم وأخذ بأيديهم، لعنهم الله.
39 - الإسماعيلية، لقبوا بسبعة ألقاب، منها الباطنية لقولهم بباطن القرآن
دون ظاهره، والقرامطة لان الذي دعى الناس إلى مذهبهم رجل يقال له حمدان بن
قرمط، والحرمية لاباحتهم المحرمات والمحارم، والسبعية لزعمهم أن الناطق بالشرايع
سبعة وبين كل اثنين منهم سبعة من الأئمة، والبابية (1)، والمحمرة للبسهم الحمرة.
40 - الزيدية، وهم المنسوبون إلى زيد بن علي عليه السلام ويزعمون أنه
الامام المفترض الطاعة، وهم ثلاث فرق نشير إليهم.
أقول: الزيدية ثلاث فرق: الجارودية، والسليمانية، والبترية.
أما الجارودية، فهم يقولون: الإمامة بعد الحسنين عليهما السلام شورى في
أولادهما، فمن خرج منهم بالسيف وهو عالم شجاع فهو امام.
واختلفوا في الإمام المنتظر، فقال بعضهم: هو محمد بن عبد الله بن الحسين
بن علي الذي قتل بالمدينة في أيام المنصور، وزعموا أنه لم يقتل. وذهب آخرون إلى
أنه محمد بن القاسم بن علي بن الحسين صاحب طالقان الذي خرج في أيام المعتصم،
فحمل إليه فحبسوه في داره حتى مات، وهم قد أنكروا موته، وذهب طائفة إلى أنه
يحيى بن عمر صاحب الكوفة من أخيار زيد بن علي عليه السلام دعى الناس واجتمع

(1) وذلك أن طائفة منهم تبعث بابك الحرامي في الخروج بآذربايجان. ويلقبون بالإسماعيلية لاثباتهم الإمامة لإسماعيل
بن الإمام جعفر الصادق عليه السلام وهو أكبر أولاده عليه السلام " منه ".
234

عليه خلق كثير وقتل في أيام المستعين بالله وأنكروا قتله.
والسليمانية يقولون بكفر عثمان وعائشة وطلحة والزبير.
41 - الجارودية، أصحاب أبي الجارود، وهو الذي سماه الباقر عليه السلام
سرحوبا، وفسره بأنه شيطان في البحر، قالوا: بالنص من النبي صلى الله عليه وآله في
الإمامة على علي عليه السلام أمير المؤمنين وصفا لا تسبية والصحابة كفروا بمخالفته
وتركهم الاقتداء به.
42 - السليمانية، هو سليمان بن جرير، قالوا: الإمامة شورى ما بين الخلق،
وانما تنعقد برجلين من خيار المسلمين، وتصح امامة المفضول مع وجود الأفضل، وأبو
بكر وعمر امامان وان أخطأ الأمة في البيعة لهما مع وجود علي عليه السلام لكنه خطأ
إلى درجة الفسق.
43 - البترية بضم الباء، وقيل: بكسرها منسوبون إلى كثير النوا، لأنه كان
أبتر اليد. وقيل: إلى المغيرة بن سعيد ولعله الأبتر، ويقال لهم: الصالحية لنسبتهم إلى
الحسن بن صالح، وهم كالسليمانية في الاعتقاد الا كفر عثمان.
44 - الامامية، وهم الفرقة الناجية القائلة بامامة الاثنا عشر. ومؤلف هذه
الوجيزة من هذه الفرقة انشاء الله، بملاحظة الآثار والبراهين القطعية من العقلية
والنقلية، وسنشير إلى ذلك اجمالا.
45 - الخوارج، وهم من كبار الفرق الاسلامية، وهم سبع فرق، وهم الذي
خرجوا على أمير المؤمنين عليه السلام وتعرف أن كثيرا منهم لهم شعب تبلغ إلى تسعة
عشر.
46 - المحكمة، من الخوارج هم الذين خرجوا على أمير المؤمنين عليه السلام
عند التحكيم وكفروه، وهم اثنا عشر ألف رجل، وكانوا أهل صلاة وصيام، ولم يوجبوا
نصب الإمام، بل جوزوا أن لا يكون في العالم امام، وكفروا عثمان وأكثر الصحابة
ومرتكب الكبيرة.
235

47 - البيهسية، هو بيهس بن الهسم (1) بن جابر، قالوا: الايمان هو الاقرار
والعلم بالله بما جاء به الرسول صلى الله عليه وآله، فمن وقع فيما لا يعرف أحلال أم
حرام فهو كافر. وقيل: لا يكفر حتى يرجع أمره إلى الامام فيحده، وما ليس فيه حد
فهو مغفور، وقال: المسكر من الشراب حلال.
48 - الأزارقة، هو نافع بن أزرق، قالوا: كفر علي عليه السلام بالتحكيم،
وهو الذي أنزل الله (ومن الناس من يعجبك قوله (2) الآية، وابن ملجم محق في
قتله، وهو الذي أنزل في حقه (ومن الناس من يشتري نفسه ابتغاء مرضات
الله (3) قالوا: أيضا بكفر عثمان وطلحة والزبير وعائشة وابن عباس وغيرهم.
49 - النجدات، هو نجدة بن عامر النخعي، وهم فرق ثلاث: الأباضية
والعادية والأصغرية، ويأتي تراجمهم بعيد ذلك.
50 - الأباضية، هو عبد الله بن اباض، قالوا: مخالفونا من أهل القبلة كفار
غير مشركين، يجوز مناكحتهم وغنيمة أموالهم، قالوا: مرتكب الكبيرة موحد غير
مؤمن، وفعل العبد مخلوق لله تعالى، ومرتكبها كافر كفر نعمة لا كفر ملة، وكفروا عليا
عليه السلام وأكثر الصحابة وافترقوا فرقا.
51 - الحفصية، هم أصحاب حفص بن أبي المقدام، وزادوا على الأباضية أن
بين الايمان والشرك معرفة الله، فإنها خصلة متوسطة بينهما، فمن عرف الله تعالى وكفر
بما سواه من رسول أو جنة أو نار أو بارتكاب كبيرة فكافر لا مشرك.
52 - اليزيدية، أصحاب يزيد بن أنيسة، زادوا على الأباضية أن قالوا: يبعث
نبي من العجم بكتاب يكتب في السماء وينزل عليه جملة واحدة ويترك شريعة محمد
صلى الله عليه وآله إلى ملة الصابئة، وقالوا: أصحاب الحدود مشركون وكل ذنب شرك
حتى الصغيرة.

(1) كذا في الأصل وفي الملل والنحل 1 / 125: الهيصم.
(2) سورة البقرة: 204.
(3) سورة البقرة: 207.
236

53 - الحارثية، أصحاب الحارث الأباضي، خالفوا الأباضية في القدر، أي:
كون أفعال العباد مخلوقة منه، وفي كون الاستطاعة قبل الفعل، وهذه مع السابقتين
والتالية من الأباضية.
54 - العجاردة، هو عبد الرحمن بن عجردة، زادوا على النجدات بعد أن
وافقوهم في المذهب وجوب البراءة عن الطفل، يعني أنه يجب أن يتبرأ عن الطفل حتى
يدعي الاسلام بعد البلوغ ويجب دعائه إلى الاسلام.
55 - العادية، الذين عذروا الناس في الجهالات بالفروع، وذلك أن نجدة
وجه ابنه بجيش إلى أهل القطيف، فقتلوهم وأسروا نساءهم ونكحوهن قبل القسمة
فلما رجعوا إلى نجدة وأخبروه بما فعلوه، فعذرهم بجهالتهم.
56 - الأصغرية، أصحاب زياد بن الأصغر، يخالفون الأزارقة في تكفير من
قعد عن القتال إذا كانوا موافقين لهم في الدين، وفي اسقاط الرجم فإنهم لم يسقطوه،
وجوزوا التقية في القول دون العمل، وقالوا: المعصية الموجبة للحد لا يسمى صاحبها
الا بها، فيقال: سارق مثلا دون الكافر بعد اقرارهم به.
57 - الميمونية، وهم أصحاب ميمون بن عمران، قالوا: باسناد الافعال إلى
قدر العباد، وتكون الاستطاعة قبل الفعل، وأن الله يريد الخير دون الشر ولا يريد
المعاصي، كما هو مذهب المعتزلة، قالوا: وأطفال الكفار في الجنة، وتجويز نكاح البنات
للبنين إلى غير ذلك من الأباطيل.
58 - الخمرية، وهم أصحاب خمر بن أدرك، وافقوا الميمونية الا أنهم قالوا:
أطفال الكفار في النار، وهذه مع سابقتها والثمانية بعدها من العجاردة، كما عن
العضدي والشريف وغيرهما.
59 - الشعيبية، هم أصحاب شعيب بن محمد، وهم كالميمونية في بدعتهم الا
في القدر، وهم أيضا من العجاردة، كما أشرنا إليه ونقلنا عن العامة.
60 - الحازمية، وهم أصحاب حازم بن عاصم، وافقوا الشعيبية، ويحكى عنهم
يتوقفون في أمر علي عليه السلام ولا يصرحون بالبراءة منه، كما يصرحون بالبراءة
237

من غيره، وهم من العجاردة.
61 - الخلفية، أصحاب خلف الخارجي، وهم خوارج كرمان، أضافوا القدر
خيره وشره إلى الله تعالى، وحكموا بأن أطفال الكفار في النار بلا عمل وشرك.
62 - الأطرافية، وهم على مذهب خمر ورئيسهم رجل من سجستان يقال له
غالب، الا أنهم عذروا أهل الأطراف فيما لم يعرفوه من الشريعة إذا أتوا بما يعرف
لزومه من جهة العقل، وافقوا أهل السنة في أصولهم.
63 - المعلومية، هم كالحازمية الا أن المؤمن عندهم من عرف الله بجميع
أسمائه وصفاته ومن لم يعرفه كذلك وهو جاهل لا مؤمن، وفعل العبد مخلوق لله تعالى.
64 - المجهولية، مذهبهم كمذهب الحازمية أيضا، الا أنهم قالوا: يكفي معرفته
ببعض أسمائه، فمن علمه كذلك فهو عارف به، وفعل العبد مخلوق له.
65 - الثعالبة، هم أصحاب عثمان بن أبي الصلت، وهم كالعجاردة لكن قالوا:
من أسلم واستجار بنا تولينا وتبرأنا من أطفاله حتى يبلغوا فيدعوا إلى الاسلام
فيقبلوا.
66 - الثعالبة، وهم أصحاب ثعلب بن عامر، قالوا: بولاية الأطفال صغارا
كانوا أو كبارا حتى يظهر منهم انكار الحق بعد البلوغ، ونقل عنهم أنهم يرون أخذ
الزكاة من العبد إذا استغنوا واعطائها لهم إذا افتقروا.
أقول: قد نقل أن الثعالبة قد تفرقوا أربع فرق:
الأولى: الأخنسية أصحاب أخنس بن قيس، وهم كالثعالبة الا انهم امتازوا
عنهم بأن توقفوا في من هو في دار التقية من أهل القبلة، فلم يحكموا عليه بايمان ولا
كفر، ونقل عنهم تزويج نكاح المسلمات من مشركي قومهم.
الثانية: المعبدية، وهو أصحاب معبد بن عبد الرحمن، خالفوا الأخنسية في
تزويج المسلمات من المشركين، وخالفوا الثعالبة في زكاة العبيد، أي: أخذها منهم
ودفعها إليهم.
الثالثة: الشيبانية أصحاب شيبان بن سلمة، قالوا بالجبر ونفي القدرة
238

الحادثة.
الرابعة: المكرمية أصحاب مكرم العجلي، قالوا: تارك الصلاة كافر لا لتركه
الصلاة بل لجهله بالله، فان من علم أنه مطلع على سره وعلانيته لا يتصور منه الاقدام
على الترك.
67 - المرجئة، هم من كبار الفرق الاسلامية، لقبوا به لانهم يؤخرون العمل
عن النية في الرتبة، وكذا عن الاعتقاد، أو لانهم يقولون لا يضر مع الايمان المعصية،
كما لا ينفع مع الطاعة، فهم يعطون الرجاء، وفرقهم: اليونسية والعبيدية والغسانية
والثوبانية.
68 - اليونسية، هم أصحاب يونس بن عون النميري، قالوا: الايمان هو
المعرفة بالله والخضوع والمحبة بالقلب، فمن اجتمعت فيه هذه الصفات فهو مؤمن ولا
يضر معها ترك الطاعات وارتكاب المعاصي ولا يعاقب عليها، وكفر إبليس لاستكباره
لا لعدم المعرفة.
69 - العبيدية، أصحاب عبيد المكتئب، زادوا على اليونسية أن علم الله تعالى
لم يزل شيئا غيره، أي: غير ذاته، وكذا باقي صفاته. وانه على صورة الانسان لما ورد
من أن الله خلق آدم على صورة الرحمن، لعنهم الله.
70 - الغسانية، أصحاب غسان الكوفي، قالوا: الايمان هو المعرفة بالله
وبرسوله وبما جاء من عندهما اجمالا لا تفصيلا وهو يزيد ولا ينقص، والاجمال مثل
أن تقول: قد فرض ولا أدري أين الكعبة ولعلها بغير مكة، وحرم الخنزير ولا أدري
أهو هذه الشاة أم غيرها.
71 - الثوبانية، أصحاب ثوبان المرجى، قالوا: الايمان هو المعرفة والاقرار
بالله وبرسله وبكل ما لا يجوز في العقل أن يفعله، وأما ما جاز في العقل أن يفعله فليس
الاعتقاد به في الايمان، وقالوا: لو عفى عن عاص لعفى عن الكل.
239

72 - الثومنية (1)، أصحاب أبي معاذ الثومن، قالوا: الايمان هو المعرفة
والتصديق والمحبة والاخلاص والاقرار بما جاء به الرسول، وترك كله أو بعضه كفر
وليس بعضه ايمانا ولا بعض ايمان، ومن قتل نبيا كفر لا لأجله بل لأنه دليل لتكذيبه
له وبغضه.
73 - النجارية، من كبار الفرق الاسلامية، أصحاب محمد بن الحسن
النجاري (2)، وهم موافقون لأهل السنة في خلق الافعال، وأن الاستطاعة مع الفعل،
وأن العبد يكسب فعله، وموافقون للمعتزلة في نفي الصفات الوجودية وحدوث الكلام
ونفي الرؤية بالابصار، وفرقهم ثلاث: البرغوثية، والزعفرانية، والمستدركة.
74 - البرغوثية، قالوا: كلام الله إذا قرئ عرض، وإذا كتب بأي شئ كان
فهو جسم.
75 - الزعفرانية، قالوا: كلامه غيره، وكل ما هو غيره مخلوق، ومن قال كلام
الله مخلوق فهو كافر.
76 - المستدركة، قيل: استدرك على السابقة وقالوا: كلام الله مخلوق مطلقا،
لكن وافقنا السنة الواردة بأن كلام الله غير مخلوق، والاجماع المنعقد عليه في نفيه،
وحملنا قولهم " غير مخلوق على هذا الترتيب والنظم من هذه الحروف والأصوات، بل
هو غير مخلوق على غير هذه الحروف ".
77 - الجبرية، والجبر اسناد فعل العبد إلى الله تعالى، والجبرية متوسطة غير
خالصة في القول بالجبر المحض، بل هي متوسطة بين الجبر والتفويض ثبت للعبد
كباقي الفعل بلا تأثير فيه، كالأشعرية والنجارية، وخالصية لا تثبته كالجهمية، وهم
أصحاب جهم بن صفوان كما يأتي.
78 - الجهمية، وهم أصحاب جهم بن صفوان الترمذي، قالوا: لا قدرة للعبد

(1) كذا في الأصل، وفي الملل والنحل 1 / 144: الثومنية بالثاء المثلثة.
(2) كذا، والصحيح كما في الملل والنحل 1 / 88: هم أصحاب الحسين بن محمد النجار.
240

لا مؤثرة ولا كاسبة، بل هو بمنزلة الجمادات فيما يوجد منها، وقالوا: ان الله لا يعلم
الشئ قبل وقوعه، وعلمه حادث لا في محل ولا يتصف به غيره كالعلم والحياة، لأنه
يلزم التشبيه والجنة والنار يفنيان (1).
79 - المشبهة، شبهوا الله تعالى بالمخلوقات ومثلوه بالحادثات، ولذلك جعلوا
فرقة واحدة وان اختلفوا في طريق التشبية، فمنهم مشبهة غلاة الشيعة، ومشبهة
الحشوية، ومنهم مشبهة الكرامية وأقوالهم في التشبيه مختلفة، قال زعيمهم: ان الله على
العرش من جهة العلو مماس له (2).
80 - الأشاعرة، وهم أكثر السنة يقولون بتعدد القدماء وكثرتهم مع الله تعالى،
ولم يجعلوه قادرا لذاته ولا عالما لذاته ولا حيا لذاته، بل لمعان قديمة يفتقر في هذه
الصفات إليها، فجعلوه محتاجا ناقصا في ذاته كاملا لغيره، وهم الحنفية والشافعية
والمالكية والحنبلية.
أقول: والسبب في اختلاف المذاهب الأربعة لأهل السنة وسبب احداثها أن
مولانا الصادق عليه السلام اجتمع عليه في عصر المنصور أربعة آلاف راويا عنه،
يأخذون عنهم العلم، من جملتهم أبو حنيفة النعمان بن ثابت ومالك بن أنس.
فلما رأى المنصور اجماع الناس عليه خاف ميل الناس إليه وأخذ الملك منه،
فأمر أبا حنيفة ومالكا باعتزال الصادق عليه السلام واحداث مذهب غير مذهبه،
وجعل لهما ومن تابعهما ووفر لهما العلوفات، والناس عبيد الدنيا والحاكم مطاع، فاعتزل
أبو حنيفة وأحدث مذهبا فيه أشياء شنيعة يضحك به الثكلى، ثم اعتزل مالك وأحدث
مذهبا آخر غير مذهبه، ثم جاء بعدهما الشافعي وأحدث مذهبا غير المذهبين، ثم جاء

(1) يعني: بعد دخول أهلها فيها حتى لا يبقى شئ الا سوى الله تعالى " منه ".
(2) قالوا: ويجوز عليه الحركة والنزول، واختلفوا في أنه هل يملا العرش أم لا؟ بل هو على بعضه. وقال بعضهم: ليس
هو على العرش بل محاذ للعرش، واختلفوا أبعيد متناه أم غير متناه؟ ومنهم من أطلق عليه لفظ الجسم، ثم اختلفوا
هل هو متناه من جميع الجهات كلها أو متناه من جهة التحت فقط أو لا؟ أي: ليس متناهيا بل هو متناه من جميع
الجهات، وقالوا: تحل الحوادث في ذاته، وانما يقدر على الحوادث الحالة فيها دون الخارجية، إلى غير ذلك من
الأقاويل المزخرفة " منه ".
241

أحمد بن حنبل فأحدث غير الثلاثة، فاستقرت على الأربعة في أيام المنصور وبعده،
وهذا منهم عجيب مع أن الرسول واحد والكتاب واحد.
81 - الحنفية، أصحاب أبي حنيفة، وله مقالات فاسدة في الأصول والفروع،
مثل زعمه أن أفعال العباد منه تعالى، وأن الشيطان لا يعذب بالنار، إذ الجنس لا يعذب
بجنسه، وأن كل موجود مرئي حتى الخالق تعالى.
82 - الحنبلية، وهم أصحاب أحمد بن حنبل، واليه يؤول مذهب المجسمة، كما
يؤول إلى داود الظاهري وسفيان الثوري، وهم مع السابقة في الأصول موافقون لا في
الفروع.
83 - المالكية، أصحاب مالك بن أنس تلميذ الامام السادس عليه السلام
فأحدث مذهبا غير مذهب أبي حنيفة، الا أن كل من صاحبي المذاهب الأربعة
يعملون في الفروع بالرأي والاستحسان، بل هو دأبهم في الأصول أيضا.
84 - الشافعية، أصحاب محمد بن إدريس الشافعي، قد قرأ على ابن أنس،
وعلى محمد بن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة النعمان بن ثابت، وأحدث مذهبا
غير مذهبهم، فاستقرت مذاهب السنة في الفروع عليها، وقد حدثت في أيام المنصور.
85 - الناووسية، من فرق الشيعة، قد مضى ترجمته في الألقاب النسبية،
وزعموا أن الصادق عليه السلام حي بعد ولم يمت حتى يظهر أمره ويظهر، وهو القائم
المهدي، وحكى الزوزاني أن عليا عليه السلام مات، وستشق الأرض قبل يوم القيامة
فيملأ الأرض عدلا.
86 - الكيسانية، من فرق الشيعة أيضا قد مضى تفسيرهم، يزعمون أن محمد
بن الحنفية حي غاب في جبل رضوى، وربما يجتمعون في ليالي الجمعة في الجبل
ويشتغلون بالعبادة، وذكره " كش " أن الكيسانية هم المختارية، وكان لقبه كيسان،
وقيل: كان صاحب سترة.
87 - الواقفية، قد مضى في الأوصاف النسبية، وهم من الشيعة لكن من قال
منهم بامامة الرضا عليه السلام قال بامامة الأربعة من ولده، ومن هذا جاء الحديث
242

أنه لا يزور الرضا عليه السلام الا الخالص من شيعتهم. وعن بعض الكتب المعتبرة
أن من الواقفية من وقف على الباقر عليه السلام ومنهم على الصادق عليه السلام وفي
الاخبار دلالة عليه.
88 - الأفطحية، وهم الفطحية من الشيعة، قد مضى يزعمون أن الإمامة
إنتقل إلى عبد الله، وهو أسن أولاد الصادق عليه السلام والإمامة لا تكون في الأكبر،
ولكنهم لم يدروا ولم يظفروا بأن الإمامة فيه الا أن يكون به عاهة، وعبد الله أفطح
الرجلين، والامام يجب أن يكون كاملا خلقا وخلقا، وحكاية عمى شعيب ويعقوب غير
مضرة كما لا يخفى.
89 - المخمسة، قال في " تعق ": انهم فرقة من الغلاة يقولون: ان الخمسة
سلمان وأبا ذر والمقداد وعمار وعمرو بن أمية الضمري هم الموكلون بمصالح العالم من
قبل الرب.
90 - العلباوية، يزعمون أن عليا عليه السلام رب وأن محمدا عبده، والمخمسة
تسميها علبائية، وزعموا أن بشار الشعيري لما أنكر ربوبية محمد وجعلها في علي عليه
السلام وجعله عبد الله وأنكر رسالة سلمان، مسخ على صورة طير يقال له علباء يكون
في البحر، فظهر الوجه.
91 - السمطية، هم القائلون بامامة محمد بن جعفر الملقب بديباجة دون
أخيه موسى عليه السلام وعبد الله نسبوا إلى رئيس لهم يقال له يحيى بن أبي السمط.
92 - الحرورية، هم الذين تبرؤا من علي عليه السلام وشهدوا عليه بالكفر
لعنهم الله، نسبة إلى حروراء موضع بقرب الكوفة كان أول جمعهم فيه، وقد مضى في
الحروري، هكذا في كتب اللغة ومنتهى المقال (1).
93 - البزيعية، أصحاب بزيع الحائك، أقروا بنبوته وزعموا أن الأئمة كلهم

(1) وأما الصفرية بالضم ويكسر قوم من الحرورية نسبوا إلى عبد الله بن صفار ككتان، أو إلى زياد بن الأصفر، أو
إلى صفرة ألوانهم، أو لخلوهم من الدين، هكذا في القاموس " منه ".
243

أنبياء، وأنهم لا يموتون ولكنهم يرفعون، وزعم أنه رفع إلى السماء، وأن الله مسح على
رأسه ومج في فيه، فان الحكمة تثبت في صدره.
94 - القدرية، هم المنسوبون إلى القدر، يقولون أن كل أفعالهم مخلوقة لهم،
وليس فيه قضاء ولا قدر، وفي الخبر " لا يدخل الجنة قدري " وهم الذين يقولون لا
يكون ما شاء الله يكون ما شاء إبليس، وربما فسر القدري بالمعتزلي.
95 - الشراة، وهم الخوارج زعموا أنهم شروا دنياهم بأخراهم إلى أن باعوا وشروا
أنفسهم بالجنة ويقال لهم: الحرورية، وقد مضى بذلك العنوان.
96 - الحنابلة، قوم من المشبهة يقولون بخرافات وأباطيل تضحك منها
الثكلى، سنشير إلى طائفة منها في الباب الثامن، يعرف العاقل بل الجاهل أنهم مجوس
هذه الأمة، وهم الذين أشار النبي بقوله صلى الله عليه وآله: أولئك مجوس أمتي.
97 - المزدارية، هم أصحاب أبي موسى عيسى بن صبيح المزدار، وهو لقبه من
باب الافتعال من الزبارة، وهو تلميذ بشر أخذ العلم منه وتزهد حتى صار راهب
المعتزلة، قال: إن الله تعالى قادر على الظلم والكذب والناس قادرون على مثل
القرآن (1).
98 - الضميرية، في كتاب الأنساب الضمير نهر من أنهار البصرة في طرفه
قرى متعددة، والطائفة الضميرية منزلهم في خارج دار الخوارج من بصرة، وفي القديم
نقش مذهب أهل البيت في ألواح قلوبهم.
99 - الناورية، طائفة منسوبة إلى ناور قرية من قرى بغداد، ثم نزلوا منها
إلى البصرة، وقد ابتلوا بصحبة الخوارج والنواصب ذوي الأذناب، وكانوا من الشيعة
الاثنا عشرية، وفي زمن القاضي كان رئيسهم الشيخ ناصر يحمل خمسه وزكاته إلى
النجف والعتبات العاليات.

(1) قال: ولو ارتكب الكذب كان الها ظالما كاذبا، وقال أيضا: ان الناس قادرون على مثل القرآن وأحسن منه نظما
وبلاغة، وقال: ان من لابس كافر لا يوارث أي لا يرث ولا يورث منه، وكذا من قال بخلق الأعمال وبالرؤية
كافر أيضا، والمزدارية من فرق المعتزلة " منه " راجع الملل والنحل 1 / 68 وفيه المردارية.
244

100 - العقيراوية، طائفة من الشيعة الاثنا عشرية، كان منزلهم في نهر البصرة،
قد ابتلوا بعذاب صحبة الخوارج، شكر الله مساعيهم وأنجح مسائلهم ودواعيهم.
245

الباب السادس
في بيان أقسام الحديث عند المتأخرين
247

وأصولها أربعة: الصحيح، والحسن، والموثق، والضعيف، وغيرها مما تداول عنه
أرباب الحديث والدراية مما سنتلوه عليك آيل إلى أحدها.
ووجه الانحصار: ان رواة الحديث ان كانوا اماميين ممدوحين بالتوثيق في جميع
سلسلة السند مع اتصاله، فهو الأول. وان كانوا كذلك مع كونهم ممدوحين بغير التوثيق
كلا أو بعضا أو غير ممدوحين رأسا فهو الثاني: وان لم يكونوا اماميين كلا أو بعضا ولكن
ممدوحين بالتوثيق في جميع سلسلة السند، فهو الثالث، وغير ذلك ضعيف.
1 - الصحيح، وقد عرفته ولكنه ينقسم عند جماعة على أقسام ثلاثة: الاعلى،
والأوسط، والأدنى، فالأول ما كان اتصاف الرواة بما ذكر بالعلم أو بشهادة العدلين،
أو بالتبعيض فيهما، والثاني ما كان اتصافهم بما ذكر بقول عدل يفيد الظن المعتمد.
والثالث ما كان اتصاف الجميع أو البعض بالظن الاجتهادي.
2 - الحسن، قد عرفت ترجمته، وله أيضا أقسام ومراتب تعرف مما مر في
الصحيح بالمقائسة من الأعلى والأوسط والأدنى، فعليك بالتدبر والتأمل.
3 - الموثق، قد عرفت معناه المصطلح، وهو كأخويه ينقسم إلى الاعلى
والأوسط والأدنى، وأقسام أخر باعتبار التشبيه تعرف، كتعدد المراتب واختلافها قوة
وضعفا، وهذا قد يسمى بالقوي أيضا.
4 - القوي، فالمراد به عندهم بمعناه الأعم يدخل فيه جميع ما خرج عن
أقسام الثلاثة المزبورة ولم يدخل في الضعيف، وله أيضا ما مر من الأقسام بالاعتبارين،
وكذا المراتب المختلفة، وتعرف بالمقايسة.
5 - الضعيف، وهو ما سوى الأقسام الأربعة المذكورة، أي: ما لم يدخل في
شئ منها بجرح جميع سلسلة سنده بالجوارح أو بالعقيدة مع عدم مدحه بالجوارح،
249

أو بهما معا، أو جرح البعض بأحدهما أو بهما، أو جرح البعض بأحد الامرين وصرح
البعض الآخر بالامر الآخر أو بهما، أو مع جرح البعض بالامر الآخر وبعض آخر
بهما معا.
6 - المتواتر، هو خبر جماعة يفيد بنفسه القطع بصدقه، وقد أبسطنا الكلام في
تعريفه وشرائطه والمخالفة الواقعة فيه من الجهات العديدة في أصولنا المبسوطة، من
يطلب الذكر بها فليرجع إلى مظانها.
7 - الآحاد، وقد عرف بتعريفين قد أشرنا إليهما في المصنفات الأصولية، ليس
هنا مجال الذكر.
8 - المستفيض، من فاض الماء يفيض كثر حتى سال كالوادي، والمراد عند
الأكثر اعتبار زيادة رواته عن الأكثر من الثلاثة، وعند البعض عن الاثنين، ودخوله
في الآحاد قوي كما أشرنا في مصنفاتنا الأصولية.
9 - الغريب، وفيه اختلاف كثير، ولكن الغرابة: قد تكون في السند، وقد
تكون في المتن، وتارة فيهما. والأول ما تفرد به واحد عن مثله مع كون المتن معروفا عن
جماعة من الصحابة، والثاني ما تفرد واحد برواية متنه ثم يرويه عنه بلا واسطة، أو معها
جماعة كثيرة فتشتهر. والثالث ما كان راويه مع عدم اشتهار متنه عن الجماعة، وهذا هو
المراد بالغريب، وقد يطلق على غيره ليس هنا محل بيانه.
10 - الشاذ، وهو ما يرويه الثقة مخالفا لما رواه الأكثر، والظاهر أن الشاذ
يطلق أيضا على ما يندر الفتوى به وان اشتهر نقله، فإنه مقابل للمشهور، والشهرة
تقع في الرواية والفتوى، الا أن الظاهر أن الخبر المخالف لفتوى الأكثر مردود لا يعبأ
به، فاطلاقه عليه أحرى.
11 - العزيز، وهو ما لا يرويه أقل من اثنين، سمي به لقلة وجوده، أو لكونه
عزا أي قويا لمجيئه من طريق آخر، والظاهر إرادة ذلك في جميع المراتب حتى يقرب
إلى عزة الوجود في الجملة بل إلى القوة.
12 - المضمر، هو مقابل المظهر، فيروي الراوي بلفظ عنه أو عنهما من دون
250

الإشارة إلى اسم المعصوم عليه السلام فما لم يكن المرجع هو فلا يعبأ به، وما لم ينته إلى
المعصوم عليه السلام فلا يعد حديثا عندنا.
13 - المقبول، وهو ما تلقوه بالقبول والعمل به من غير الثقات إلى الصحة
وعدمها، فيكون منشأ القبول شيئا آخر، فلا يدخل فيه الصحيح، خلافا لما عن دراية
الشهيد.
14 - المعتبر، وهو ما عمل الجميع أو الأكثر به، أو أقيم الدليل على اعتباره
لصحة اجتهادية، أو وثاقة، أو حسن، بل وغير ذلك مما يتعلق بالأمور الخارجية ولو
بالتأيد بالامارات والاخبار الاخر والوجوه العقلية الظنية.
15 - المسند، وهو ما اتصل سنده، بأن يذكر جميع رجال سنده في كل مرتبة
من المراتب إلى أن ينتهي إلى المعصوم عليه السلام وأكثر ما يستعمل فيما جاء عن
النبي صلى الله عليه وآله كما في الدراية، وربما يطلق على المتصل مطلقا، وقيل: على
ما رفع إليه صلى الله عليه وآله وإن كان منقطعا.
16 - المتصل، ويقال له: الموصول أيضا، وهو ما اتصل سنده على نحو ما مر،
الا أنه لا يخص بالانتهاء إليه ومن هو صاحب الخبر، بل يعمه والمرفوع والموقوف، وقد
يختص بما اتصل إليهما دون غيرهما.
17 - المرسل، وهو بمعناه الأعم ما سقط راويه، أو ذكر مبهما فيشمل المرفوع
والمعلق والموقوف والمقطوع: إما بمعناه الخاص ما سقطت رواته أجمع، أو من آخرهم
وان ذكر بلفظ مبهم، كالبعض والرجل، دون ما إذا ذكر بلفظ مشترك وان لم يميز.
وربما يختص المرسل باسناد التابعي إلى النبي صلى الله عليه وآله من غير ذكر
الواسطة، كقول سعيد قال رسول الله صلى الله عليه وآله.
18 - المرفوع، له اطلاقان: أحدهما ما سقط عن وسط سنده أو آخره واحد
أو أكثر مع التصريح بالرفع، كرفعه مثلا عن المعصوم عليه السلام. والثاني ما أضيف
إلى المعصوم عليه السلام أي: واصل آخر السند إليه، وفي الأول داخل في أقسام
المرسل بمعناه الأعم، والثاني مغاير تباينا جزئيا.
251

19 - الموقوف، مطلق ومقيد، والأول ما روي عن مصاحب المعصوم عليه
السلام من نبي أو امام من قول وفعل أو غيرهما، متصلا كان أو منقطعا، والثاني ما روي
عن غير مصاحبه مثل وقفه فلان على فلان إذا كان الموقوف عليه غير مصاحب.
20 - المعلق، ما سقط من أول الاسناد واحدا أو أكثر ولم يستعملوه فيما سقط
من وسطه أو آخره لتسميتهما بالمنقطع والمرسل، والظاهر عدم اختصاصهما بما إذا كان
الساقط واحدا.
21 - المكاتب، وهو ما حكي كتابة المعصوم عليه السلام سواء كتبه عليه
السلام ابتداءا لبيان حكم أو غيره، أو في مقام الجواب، وهل يختص بكون الكتابة
بخطه الشريف أم لا؟ ظاهر بعض العبائر وصريح الاخر الأول، والتعميم غير بعيد
بل هو الظاهر في الاطلاق.
22 - المسمى برواية الاقران، وذلك حيث توافق الراوي والمروي عنه، أو
تقاربا في السن أو في الاخذ عن الراوي، وحينئذ ان روى كل منهما عن الآخر فهو
النوع المسمى بالمدبج.
23 - المدبج، مأخوذ من التدبيج المراد به بذل كل منهما ديباجة وجهه عند
الاخذ للآخر، وفي الدراية هو أخص من المسمى برواية الاقران. أقول: لولا
اختصاص الاصطلاح كان مقتضى التسمية شموله لغير الأول أيضا كما لا يخفى (1).

(1) وذلك حيث ما روى المروي عنه عن الراوي من غير اعتبار الاقتران المذكور، وأما إذا كان الراوي دون المروي
عنه في السن أو الاخذ أو المقدار من علم أو اكثار رواية ونحو ذلك، فهذا الكثرة وشيوعه لأنه الغالب في الروايات
لم يخص باسم خاص، نعم عكسه لقلتة هو المسمى برواية الأكابر عن الأصاغر في الرواية، ومنه رواية العبادلة
وغيرهم عن كعب الأحبار.
وكتب في الحاشية أنهم أربعة: عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن زبير، وعبد الله بن عمرو
بن عاص.
قال: ومنه أي: من هذا القسم وهو أخص من مطلقه رواية الآباء عن الأبناء، ومنه من الصحابة رواية العباس
بن عبد المطلب عن ابنه الفضل أن النبي صلى الله عليه وآله جمع بين الصلاتين بالمزدلفة. أقول: وأما العكس
وهو رواية الأبناء عن الآباء فلكثرته وشيوعه وخلوه عن الغرابة مطلقا غير مسمى باسم، وله أقسام كثيرة باعتبار -
252

24 - المعنعن، مأخوذ من العنعنة مصدر جعلي أصله ناش من تكرار حرف
المجاوزة، وله نظائر كثيرة، والمراد به ما ذكر في سنده عن فلان عن فلان إلى آخر
السند، ومثله ما إذا قال في غير الأول وهو عن فلان وهو عن فلان وغيره مما يؤديه.
25 - السابق واللاحق، وهو ما اشترك فيه اثنان في الأخذ عن الشيخ ويتقدم
موت أحدهما على الآخر.
26 - المتفق والمفترق، وهو ما اشترك بعض من في السند، واحدا كان أو أكثر
مع غيره في الاسم اختص الاشتراك بالأبناء أو مع الآباء، أو مع الأجداد. ووجه
التسمية أن من في السند مع غيره متفق في الاسم مختلف في الشخص.
27 - المؤتلف والمختلف، وهو ما اتفقت الأسماء خطا واختلفت نطقا، ولا يخفى
أن العجمة والتشديد خارجان عن نصل الخط، فالمختلف بأحدهما دون جوهر الكلمة
في الكتابة، كجرير بالجيم وحريز بالحاء، وحنان وحنان داخل في المذكور.
28 - المتشابه، ما اتفقت الأسماء خطا ونطقا واختلفت الآباء نطقا مع
الايتلاف خطا، أو بالعكس باختصاص الاتفاق المزبور بالآباء والاختلاف المذكور
بالأبناء، كمحمد بن عقيل بالفتح لشخص وبالضم لآخر وشريح بن النعمان وسريح
باعمال الأول واهمال الأخير في الأول، وفي الثاني بالعكس.
29 - المسلسل، وهو توافق رجال الاسناد فيه في صفة، أو حالة قولية، أو
فعلية، أو فيهما معا في الراوي أو المروي عنه، فالقول كالحلف والامر بالتحفظ عن
غير الأهل، والفعل كالتشبيك بالأصابع والقيام أو الاتكاء حال الرواية وغير ذلك،
والمسلسل أيضا في توافق الرواة.
30 - المصحف، وهو ما غير بعض سنده، أو متنه بغيره كتصحيف بريد
بالموحدة والمهملة بعدها بيزيد بالمثناة من تحت والمعجمة، وحريز بجرير، وكتصحيف

تعدد الأب المروي عنه، فمرة في الصدر، واخرى في الوسط، واخرى في الآخر، وأخرى في المركب من الاثنين
أو ثلاثة وهكذا " منه ".
253

شيئا بستا في حديث من صام رمضان وأتبعه شيئا أو ستا ونحوه، ويطلق عليه المحرف
أيضا.
31 - المحرف، قد عرفت أن المصحف يطلق عليه المحرف فيترادفان، الا أن
المنقول عن لب اللباب اعتبار أن يكون التصحيف بما يناسب الأصل خطا وصورة
في الأول وعمم في الثاني، الا أنه خص الغرض فيه بأن يكون مطلبا فاسدا.
32 - المقلوب، ذكر بعض المعاصرين بأنه ما قلب بعض ما في سنده أو متنه
إلى بعض آخر مما فيه لا إلى الخارج عنهما، وحاصله ما وقع فيه القلب المكاني، كأحمد
بن محمد بن عيسى، ومحمد بن أحمد بن عيسى، كما في الحديث حتى لا يعلم يمينه
ما ينفق شماله.
أقول: وقد أطلق في الدراية والقوانين في تفسير المقلوب بأن يروي بطريق،
فيغير كل الطريق أو بعضه ليرغب فيه، فعلى هذا قيل: لم يبق فرق معتد به بينه وبين
المصحف. وأما على ما ذكرنا فالفرق واضح.
ويمكن ارجاع اطلاق الأخير إلى ما ذكرناه بخلاف الأول، فإنه قال: هو
حديث ورد بطريق فيروي بغيره، وظاهره أنه الآخر مغاير للأول مطلقا لا في
خصوص الترتيب، وان منع الظهور المزبور كان كالأخير، هكذا ذكره بعض
المعاصرين، ولكن يمكن التفرقة بينه وبين المصحف على هذا الاطلاق، بأن ذلك تغيير
للأصل، والمصحف تغيير للوصف.
33 - المزيد، وهو ما يروي بزيادة على ما رواه غيره في السند أو المتن، ففي
الأول ما إذا أسنده وأرسلوه، أو وصله وقطعوه، أو رفعه إلى المعصوم عليه السلام
وقطعوه على غيرهم، أو كان السند مشتملا على الأقل وزيد عليه، وفي الثاني كما في
(جعلت لي الأرض مسجدا وترابها طهورا) وقد رواه الأكثر بدون التراب.
34 - المضطرب، وهو ما اختلف في متنه أو سنده، وموارد الاختلاف في الأخير
كثيرة، وفي الأول رواية اعتبار الدم عند اشتباه الدم بالقرحة بخروجه من الجانب
الأيمن الأيسر، فالثاني في بعض نسخ التهذيب وفي أخرى منها بالعكس.
254

35 - المدرج، وهو على أقسام ثلاثة، يجمعها درج الراوي أمرا في أمر: أولها
ما أدرج فيه كلام بعض الرواة فيظن أنه من الأصل. وثانيها ما إذا كان عنده متنان
باسنادين فيدرج أحدهما في الآخر. وثالثها ما إذا كان حديث واحد مروي عن جماعة
مختلفين في سنده.
36 - المعلل، وهو ما اشتمل على ذكر علة الحكم وسببه تامة أو ناقصة، وهي
المسماة بالوجة والمصلحة، كرفع أرياح الآباط في غسل الجمعة ونحوه مما يقرب إلى حد
تعذر الضبط، وربما يفسر بغير المذكور.
37 - المدلس، وهو ما أخفي عيبه الذي في السند، كعدم سماعه من المروي
عنه، فيرويه على وجه يوهم سماعه منه، أو وجود رجل ضعيف أو صغير السن في
السند، فيسقطه ليحسن السند بذلك. وعلى التقديرين يحافظ في التعبير على
ما لا يدخل معه في الكذب وإن كان باخوة.
38 - المشهور، وهو مقابل الشاذ، فيطلق على ما اشتهر روايته وان ندر
الفتوى به، وعلى ما ندر نقله وان أكثروا الفتوى به، ولكن الشهرة على الأول مع
مخالفته لفتوى الأكثر غير كافية في القبول.
39 - المعضل، وهو من أقسام المرسل بالمعنى الأعم، فخصه المحقق القمي
بما تعدد الساقط منه من غير اختصاصه بكونه في الوسط، ثم قال: وقد يطلق على
الأعم من ذلك، فيشمل المعلق والمنقطع الوسط والمرسل وغير ذلك.
40 - سلسلة الذهب، وهو ما يرويه المعصوم عليه السلام عن آبائه، وذلك فيما
إذا حدث مثلا الحسن بن علي عن أبيه علي عن أبيه محمد عن أبيه أبي الحسن الرضا
عن أبيه موسى عن أبيه أبي عبد الله عن أبيه أبي جعفر عن أبيه علي عن أبيه الشهيد
عن أبيه علي عليهم السلام عن الرسول صلى الله عليه وآله.
255

الباب السابع
في ذكر ما وقع في الرجال من أسباب المدح والقوة وقبول الرواية وما وقع من
أسباب الذم وضعف الرواية
ويقع الكلام هنا في مطلبين:
257

المطلب الأول
في أسباب التوثيق والمدح
نذكر أسباب التوثيق والمدح، ثم نشير إلى الخلاف فيما وقع فيه الخلاف وبيان
الصواب، والى الوفاق فيما ادعى كونه وفاقيا بعون الملك العلام، والله الهادي إلى
طريق الرشاد.
فمنها: عدل، وهو موجب لتعديل الراوي، وكونه اماميا حسن العقيدة،
مقبول القول في الشهادة والرواية.
ومنها: ثقة مطلقا أو في الحديث، فالظاهر من الأول أنه عدل امامي ثبت، إذ
الظاهر منه التشيع، والظاهر من الشيعة حسن العقيدة، أو لان الغالب منهم اصطلاح
ذلك في الامامية، والاطلاق على غيرهم مع القرينة، أو لأن المطلق ينصرف إلى
الكامل،. وأما الثاني فالمشهور انه تعديل.
ومنها: عين ووجه، قيل: يفيد التعديل. وعن العلامة المجلسي عين توثيق،
لأن الظاهر استعارته بمعنى الميزان باعتبار صدقه، كما كان الصادق عليه السلام
يسمى أبا الصباح بالميزان لصدقه، بل الظاهر أن قولهم " وجه " توثيق، لان دأب علمائنا
السابقين في نقل الاخبار كان عدم النقل الا عن الثقة، فتأمل.
ومنها: أسند عنه، وقد أكثر ذلك الشيخ في أصحاب الصادق عليه السلام
قال المولى البهبهاني قيل: معناه سمع عنه الحديث، ولعل المراد على سبيل الاستناد
والاعتماد، والا فكثير ممن سمع عنه ليس ممن أسند عنه، وحكى عن جده أن المراد
روى عنه الشيوخ واعتمدوا عليه وهو كالتوثيق عليه، ولا يخلو من مدح لا التوثيق.
259

ومنها: لا بأس به، الظاهر بمذهبه، وقيل: بروايته. وربما يقال: كون المطلق
قابلا لهما. واستظهر البهبهاني أنه لا بأس به بوجه من الوجوه، ولعله لذا قيل بافادته
التوثيق، واستقر به الميرزا في وسيطه، ويؤيده قولهم " ثقة لا بأس به " وافادته المدح
قريبة.
ومنها: من مشايخ الإجازة، قيل: أنهم لا يحتاجون إلى التنصيص على
التذكية. وقيل: انهم في أعلى درجات الوثاقة. وقيل: لا يدل على التوثيق، ولعل كونه
دالا على التوثيق نظرا إلى أن دأب العلماء عدم الاستجازة من غير أهل الوثوق في
الغالب قوي.
ومنها: من أولياء أمير المؤمنين عليه السلام ربما جعل ذلك دليلا على العدالة،
بل قيل: ولعل غيره من الأئمة كذلك. وكلاهما محل للتأمل. وقيل: من الأولياء ظاهر
في العدالة. ولا يخلو التفكيك من الركاله، كما لا يخفى.
ومنها: له كتاب، وأصل، ونوادر، ومصنف. والكتاب أعم مطلق من الأصل
والنوادر، إذ يطلق على الأصل كثيرا، كما في ترجمة أحمد بن الحسين بن المفلس وغيره،
وربما يطلق في مقابله كما في ترجمة هشام بن الحكم. وربما يطلق على النوادر وهو كثير.
وربما يطلق ذلك في مقابل الكتاب، والمصنف كالكتاب.
ومنها صحيح الحديث، عند القدماء هو ما وثقوا بكونه من المعصوم عليه
السلام أعم من أن يكون الراوي ثقة أولا، وأما صحيحه عند المتأخرين يدل على
الوثاقة، والمطلق منصرف إلى الأول في كلامهم والى الثاني في كلامهم، والحمل على
الأول مطلقا قوي. والوجه ظاهر كما لا يخفى.
ومنها: سليم الجنبة، قيل: معناه سليم الأحاديث وسليم الطريقة، ولا يخلو
من المدح البليغ من دون الدلالة على الوثاقة، والاشعار على حسن العقيدة غير بعيد.
ومنها: خاصي، قال البهبهاني في " تعق " وقد أخذه خالي مدحا، ولعله لا يخلو
من تأمل، لاحتمال كونه من الشيعة في مقابل قولهم " عامي " لا أنه من خواصهم، وكون
260

المراد من العامي ما هو مقابل الخواص لعله بعيد فتأمل (1) انتهى. أقول: إن ذكره في
بعض الرواة خاصة له نوع من الخصوصية فيشعر بالمدح.
ومنها: قريب الامر، قال في " تعق ": وقد أخذه أهل الدراية مدحا، ويحتاج
إلى التأمل (2) انتهى. أقول: المعتبر هو قول أئمتهم كأهل اللغة، فنحن تابعون لما هو
المنقول عنهم، فان أمثال ذلك توقيفية (3).
ومنها: مضطلع بالرواية، أي: قوي وعال لها. ولا يخفى إفادته المدح والقوة
ومن امارات إفادة الظن، فيقبل روايته على القول بكفاية الظن المطلق في الرجال.
وفيه نظر، إذ يشترط العدالة.
ومنها: كونه وكيلا لأحدهم، قد أشرنا في ضمن كثير من التراجم أنه مما يدل
على الوثاقة والثبات وحسن العقيدة، بل التوكيل من قبلهم يدل على كونه من
الخلصين في الغالب، بل من حواريهم عليهم السلام ومن هذا القبيل عامل أمير المؤمنين
عليه السلام.
ومنها: كونه كثير الرواية، وهو موجب للعمل بروايته مع عدم الطعن عند
الشهيد وعند " صه " فيها أنه من أسباب قبول الرواية. وعن المجلسي في ترجمة
إبراهيم بن هاشم أنه من شواهد الوثاقة، ولكن الظاهر كونه من أسباب المدح والقوة
كما في تراجم كثير من الرجال.
ومنها: رواية الجليل عنه، سيما وأن يكون مما يطعن بالرواية من الضعفاء
والمجاهيل، بل ربما يشير إلى الوثاقة. وأولى منه رواية الاجلاء عنه، سيما وأن يكون

(1) التعليقة على رجال الكبير ص 8.
(2) التعليقة على رجال الكبير ص 8.
(3) أقول: إن الظاهر أن مثل هذه العبارة لا يطلق على مثل رجال الأصحاب، بل على من كان خارجا عن مذهب الإمامية
ولكن كان مذاقه بعيدا عن المخالفين وقريبا بمذهب الحق، ولذا يعبر عنه في بعض المواضع في مقام مدح
بعض الرجال بكونه قريب الامر إلى أصحابنا الإمامية القائلين بالاثني عشر، كما في ترجمة علي بن الحسن بن
علي بن فضال ونحوه، فحينئذ دلالته على المدح مما لا ينبغي أن يشك فيه، الا أنه مستعمل في غير الفرقة الاثنا
عشر، ويظهر ذلك لمن تأمل وتدبر في تراجم الرجال " منه " عفى الله عنه.
261

فيهم من يطعن، هكذا ذكر ولا يخلو من التأمل، نعم تقبل مع الاعتماد والاتكال لا
مجرده.
ومنها: رواية ابن أبي عمير وصفوان عنه، قيل: إنه امارة الوثاقة لقول الشيخ
في العدة انهما لا يرويان الا عن ثقة، وهو غير ثابت. نعم لا يرسلان الا عن الثقة كما
هو المعروف، نعم رواية ابن أبي عمير وصفوان وأضرابهما من أصحاب الاجماع تدل
على القبول.
ومنها: كونه ممن يروي عن الثقات، ودلالته على حسن حال مثل ذلك
الراوي واضح، وانما الكلام في الاشعار على الوثاقة، ولا يبعد دعواه إذ الغالب في من
يروي عن الثقات كونه متصفا بحالهم، والعكس بالعكس.
ومنها: رواية " عل " ومن ماثله عنه، والصواب أن مجرد الرواية من دون ثبوت
التعويل والاعتماد عليه لا يشعر على الاعتماد فضلا عن الوثاقة، كما لا يخفى على ذوي
الكياسة.
ومنها: أخذه معرفا للجليل وفاقا للسيد الداماد على ما هو ببالي كما في " تعق "
أقول: وللنظر فيه مجال، والاتكال على مثله ضعيف.
ومنها: كونه ممن يكثر الرواية عنه ويفتى بها، فإنه امارة الاعتماد عليه،
وقد اعترف به المحقق في ترجمة السكوني فغيره أولى، بل ربما يوهم أنه من شواهد
الوثاقة، فتأمل.
ومنها: كثرة رواية الثقة عن مشترك الاسم مع عدم اتيانه بقرينة معينة، فإنه
امارة الاعتماد عليه، سيما إذا كان الراوي ممن يطعن على الرجال بروايتهم عن
المجاهيل، فتأمل.
ومنها: اعتماد الشيخ عليه، وهو امارة الاعتماد عليه، ويظهر من " جش "
و " صه " في علي بن محمد بن قتيبة، فإذا كان جمع منهم اعتمدوا عليه فهو في مرتبة معتد
بها من الاعتماد، بل ربما يشير إلى الوثاقة مع كثرته.
ومنها: اعتماد القميين أو روايتهم عنه، والظاهر أنه من امارات الاعتماد بل
262

الوثاقة أيضا، فان اعتمادهم عليه مع دقتهم في الرجال بأقصاها يوجب الوثوق على
مثل روايته، كما لا يخفى.
ومنها: بصير بالحديث والرواية، والظاهر أنه من أسباب المدح لا الوثاقة،
ويظهر ذلك من تراجم كثير مثل أحمد بن علي بن عباس، وأحمد بن محمد بن الربيع
وغيرهما.
ومنها: صاحب أحد من الأئمة عليهم السلام، وفيه اشعار بالمدح، كما
اعترف به الميرزا في ترجمة إدريس بن يزيد وغيرها. وربما أنها يزيد على التوثيق، وهو
كلام زائد على الصواب، كما لا يخفى.
ومنها: نقل حديث صحيح في مدحه، وهو أعلى من التزكية إذا كانت من
الواحد، فالأقرب القبول ولا أقل من القوة.
ومنها: كونه من آل نعيم الأزدي، غايته أنه من بيت جليل، وهو غير جلالة
الرجل نفسه الا بعناية أخرى وامارات خارجة كما في نظائره.
ومنها: قول العدل حدثني بعض أصحابنا، نقل عن المحقق أنه يقبل وان لم
يصفه بالعدالة إذا لم يصفه بالفسق لان اخباره بمذهبه شهادة بأنه من أهل الأمانة
ولم يعلم منه الفسق المانع من القبول. وفيه تأمل، إذ غايته الاشتراك في المذهب لا
الأمانة.
ومنها: رواية الجليل من غير واحد، أو عن رهط مطلقا، أو مقيدا بقوله من
أصحابنا، قيل: وعندي أن هذه الرواية في غاية القوة بل أقوى من كثير من الصحاح،
وربما تعد من الصحاح لبعد أن لا يكون فيهم ثقة.
ومنها: فقيه من فقهائنا، ربما يشير إلى الوثاقة ويدل على الفقاهة، وقريب
منه فقيه، الا أن الأول أجلى في الإشارة على المدح والوثاقة، بل الثاني أعم من كونه
اماميا.
ومنها: أوجه من فلان، أو أصدق، أو أوثق وما أشبه ذلك، والكل يشير على
المدح البليغ إذا كان المفضل عليه وجها أو صدوقا أو ثقة، بل دلالة الأخير على الوثاقة
263

ظاهرة، لظاهر اللفظ واشتراك المفضل والمفضل عليه في نفس المعنى الحدثي.
ومنها: شيخ الطائفة وأمثال ذلك، بل ربما يشير إلى الوثاقة، والظاهر أنه أولى
من الوكالة وشيخية الإجازة وغيرهما مما حكموا وحكمنا بشهادته على الوثاقة، كما
هو ظاهر عند ذوي الكياسة.
ومنها: توثيق العلامة وابن طاووس وغيرهما، وهو من امارات الوثاقة، بل هو
تعديل منهم للرجل وشهادة لهم على عدالته، بل هو الظاهر ممن قدم عليهم من
القدماء عند الاطلاق.
ومنها: توثيقات ارشاد المفيد، وربما يأباه ما في محمد بن سنان أبو جعفر
الزاهري، ولكن يمكن العلاج بما ذكروه في ترجمته، بناءا على تقوية قول معدله على
جارحه.
ومنها: معتمد الكتاب، لا يدل على الوثاقة بل ولا على الاعتماد بالرجل، بل
ربما يشير إلى نوع من ضعفه، نظرا إلى أن توصيف الرجال بمثله قد وقع في من هو
سئ العقيدة، كما في حفص بن غياث.
ومنها: وقوعه في سند حديث اتفق الكل أو الجل على صحته، والصواب
دلالته على التوثيق الاجمالي، فان قلنا بقبول التزكية كذلك، فالرجل يصير مزكى
بتزكية غير واحد، ومنه يظهر ما في الحكم بالصحة عن البعض.
ومنها: أن يكون رواياته كلها أو جلها سديدة أو مقبولة، والظاهر الاعتماد
على مثله في الروايات الأخر وان لم يدل ذلك على وثاقته بمجرده.
ومنها: أن يكون ممن ادعي اتفاق الشيعة على العمل بروايته، والحق أن
الاجماع على العمل بالرواية غير التوثيق، كما ذكره الشيخ محمد، فما ذكره في " تعق "
من أنه يبعد أن يكون ثقة على قياس ما ذكر في قولهم أجمعت العصابة عليه، محجوج
عليه بالفرق بين المقيس والمقيس عليه.
ومنها: أن يقول الثقة حدثني الثقة، وفي إفادته التوثيق المعتبر خلاف،
وحصول الظن منه ظاهر، واحتمال كونه مقدوحا في الواقع لا يمنعه فضلا عن احتمال
264

كونه ممن ورد فيه قدح، كما هو ظاهر الحال في سائر التوثيقات، ولكن الصواب كون
المعتبر بعد فقد العلم أقوى مراتبه، كما حققت في أصولنا المبسوطة.
وقال في منتهى المقال بعد ما نقلنا في إفادة حدثني الثقة التوثيق: وربما يقال
الأصل تحصيل العلم، ولما تعذر يكتفى بالظن الأقرب، وهو الحاصل بعد البحث.
ويمكن أن يقال مع تعذر البحث يكتفى بالظن، كما هو الحال في التوثيقات وسائر
الأدلة والامارات الاجتهادية، وما دل على ذلك دل على هذا، ومراتب الظن متفاوتة،
وكون المعتبر أقوى مراتبه لم يقل به أحد، مع أنه على هذا لا يكاد يوجد حديث صحيح
بل ولا يوجد، وتخصيص خصوص ما اعتبره من الحد أنى له باتيانه، مع أنه ربما يكون
الظن الحاصل في بعض التوثيقات بهذا الحد بل وأدون فتأمل (1) انتهى.
أقول: إن ذلك ناش عن عدم التدرب في كلمات الأصوليين، وكتبهم مشحونة
في لزوم تحصيل الأولى.
ومنها: ذكر الجليل شخصا مترضيا أو مترحما، وهذا كاشف عن الوثاقة عنده
وامارة لقبول الرواية، وهذا في غير ما وقع مثله من أهل العصمة، إذ الظاهر الاتفاق
على قبول قوله.
ومنها: أن يروي عنه محمد بن أحمد بن يحيى ولم يكن من جملة ما استثنوه،
إذ الظاهر أنه امارة الاعتماد عليه، بل ربما يكون امارة الوثاقة، وقد جعله جمع امارة
للاعتماد، كالفاضل الخراساني وغيره، ووجهه يعرف من ترجمته.
ومنها: وقوعه في سند حكم العلامة بصحة حديثه، فقد حكم بعض بتوثيقه
من هذه الجهة، ومنهم الميرزا في ترجمة ابن متيل وإبراهيم بن مهران وغيرهما، الا أن
العلامة لم يقصر اطلاق الصحة في الثقات، اللهم الا أن يقال: إنه الغالب فالنادر
يلحق به، خصوصا لو كان ممن أكثر تصحيح حديثه.
ومنها: كونه من آل أبي الجهم، كما في منذر بن محمد بن المنذر بن سعيد بن

(1) منتهى المقال ص 14.
265

أبي الجهم، وهو كنظائره لا يوجب التوثيق الا بقرينة خارجية، كما يأتي في آل أبي شعبة
ومر في آل نعيم.
ومنها: كونه من آل أبي شعبة، وهو بنفسه غير موجب للاعتماد والتوثيق، الا
مع ثبوت عدالة آل أبي شعبة على سبيل الاجمال، كما يظهر من الميرزا وغيره، وهو أمر
خارجي لا ربط له بمثله.
ومنها: قولهم " فاضل دين " والأول يدل على كونه صاحب الفضل والعلم،
والثاني على كونه اماميا، وكلاهما لا يدلان بل ولا يشعران على الوثاقة.
ومنها: أن ينقل حديث غير صحيح في مدحه ووثاقته، وهو مبني على حصول
الظن منه، وبعده يؤول إلى القول بحجية الظن مطلقا في الرجال حتى ممن لم يعلم
عدالته ولا فسقه بل من الفاسق، وكلاهما محل للكلام.
ومنها: قول الثقة لا أحسبه الا فلانا أي ثقة أو ممدوحا، وظاهرهم العمل به
والبناء عليه، وتأمل فيه المحقق الشيخ محمد، لان حجية الظن من دليل، وما يظن تحقق
مثله في المقام هو الاجماع، وتحققه في غاية البعد، فتأمل.
ومنها: كونه ممن ذكره " جش " أو مثله من دون الإشارة إلى الطعن فيه، فهو
من إمارة القوة سيما إذا اعتمد جمع كذلك، فهو في المرتبة القصوى، وربما يشير إلى
الوثاقة مع كثرة اعتمادهم عليه، والله أعلم.
ومنها: خير وصالح، وهما وصفان يفيدان المدح البليغ، بل يدلان على الوثاقة،
بل الاعلى منها كما هو المتعارف عند اطلاقهما في المحاورات، والله أعلم بالصواب.
ومنها: فهيم وحافظ، وهما وصفان يفيدان كمال الرجل لا الوثاقة والمدح
المفيد للقبول، وإن كان مدحا جيدا.
ومنها: شاعر وقارئ، والشعر والقراءة لا يوجبان الوثاقة وان كانا بنفسهما
مدحا لا يسمن في قبول الحديث، كما هو المقصود الأصلي.
ومنها: أديب وعارف باللغة والنحو، يدل على الفضيلة في علمي متن اللغة
والنحو، وليس فيهما دلالة على القبول، فتأمل.
266

ومنها: مولى فلان، أو مولى بني فلان، أو مولى آل فلان، وهو بحسب اللغة
له معان كثيرة، وأما في الرجال يطلق في الغالب على غير العربي الخالص وعلى المعتق
وعلى الحليف، والأكثر في هذا الباب إرادة المعنى الأول، والظاهر أنه كذلك مع امكان
إرادة التنزيل، والراجح الأول مع فقد القرينة.
ومنها: من وجوه أصحابنا، أو من عيونهم، وهو أعلى من التوصيف بالوجه
والعين، وقد عرفت أنهما دالان على التوثيق، فهنا أولى.
ومنها: توثيق " عل " و " عقد " ومن ماثلهما، وأما ابن نمير فلا يبعد حصول
قوة من قوله بعد ملاحظة اعتداد المشايخ به، سيما إذا ظهر تشيع من وثقه، خصوصا
إذا اعترف الموثق تشيعه، هكذا ذكر. والصواب أن ذلك وأمثاله منوط بما يقتضيه
الاجتهاد.
ومنها: رواية محمد بن إسماعيل بن ميمون، أو جعفر بن بشير عنه، أو روايته
عنهما، فان كلا منهما امارة التوثيق لما ذكر في ترجمتهما وغيرهما.
ومنها: رواية علي بن الحسن بن فضال ومن ماثله عن شخص، وجعله
البعض من المرحجات لما ذكر في ترجمته، ولا يخفى أن مثل ذلك الترجيح ونظائر هذه
المدائح في كتب الرجال مشحونة، والمجتهد ينوط بيانه في الخارج على ما يبني عليه من
الترجيح وعدمه.
ومنها: مشكور، وهو مدح عظيم وأمثاله خطير، يظهر على المتتبع في كتب
الرجال عند تراجمهم، ويطلع على ما هو صريح في الوثاقة، أبو يلوح منه العدالة أو
المدح، وعد سوى ما مر من أسباب المدح.
ومنها: أخذه معرفا للثقة أو الجليل، مثل أن يقال في مقام تعريفه انه أخو
فلان أو أبوه أو غير ذلك، فإنه من المقويات وفاقا لما عن المحقق الداماد.
ومنها: خرجه وتخرج عليه، وهما في اصطلاح الرجال أن يكون التلميذ عند
الشيخ بالغا إلى ميزان النصاب، فإذا تم الاستكمال بالتلمذ عليه قيل: إنه خرجه وهو
تخرج عليه، كما في أبي عمرو الكشي وأبي الحسن المعروف بابن الجندي.
267

ومنها: مسكون إلى روايته، وهذا من أسباب المدح وقوة الرواية، ولا يفيد
التوثيق، وقد ذكره في الرواشح من أسباب المدح، بل يمكن جعله من أسباب التوثيق
بوجه، فلاحظ ما ذكره فيه.
واعلم أن الامارات والقرائن على المدح وقبول الرواية والترجيح في مقام
المعارضة كثيرة، اقتصرنا على هذا المقدار مراعاة للاختصار.
فمن جملة القرائن لحجية الخبر الواقع وقوع الاتفاق على العمل به، أو على
الفتوى به، أو كونه مشهورا بحسب الرواية أو الفتوى، أو مقبولا مثل مقبولة عمر
بن حنظلة، أو موافقا للكتاب أو السنة أو الاجماع أو حكم العقل، أو التجربة مثل
ما ورد في خواص الآيات والأدعية والأعمال التي خاصيتها مجربة، مثل قراءة آخر سورة
الكهف للانتباه في الساعة التي يراد وغير ذلك، أو يكون في متنه ما يشهد بكونه من
الأئمة، مثل نهج البلاغة ونظائرها، والصحيفة السجادية ودعاء أبي حمزة والزيارة
الجامعة إلى غير ذلك.
وبالجملة ينبغي للمجتهد التنبه لما نبهنا عليه، وطلب الهداية من الله تعالى.
268

المطلب الثاني
في ذكر ما وقع في الرجال من أسباب الذم وامارات الطعن ورد الرواية وضعف
الحديث
فمنها: الفسق، الفسوق هو الكذب، والفسق هو الخروج عن طاعة الله
المبادرة إلى ارتكاب المعاصي الصغيرة والكبيرة، ولا ذم أعلى منه غير الكفر.
ومنها: ضعيف، قيل: ونرى الأكثر يفهمون منه القدح في نفس الرجل
ويحكمون به بسببه، ولا يخلو من ضعف لما سنذكر في سهل وأحمد بن محمد بن خالد
وغيرهما انتهى. وكونه مفيدا للضعف فيه غير خفي.
ومنها: ضعيف في الحديث، وهو لا يوجب الضعف في نفسه، قال مولانا
البهبهاني: والحكم بالقدح به أضعف منه، كما يأتي في سهل بن زياد، وقال جدي:
الغالب في اطلاقاتهم ذلك أنه يروي عن كل أحد.
ومنها: الرواية عن الضعفاء وروايتهم عنه، ولا ريب أن مجرد ذلك لا يوجب
الفسق، الا أنه موهن لروايته فيقوى ردها، وقيل: ويطلقون الضعيف على من يروي
عنهم ويرسل الاخبار.
ومنها: قلة الحفظ والضبط، وهي من أسباب الضعف في الحديث على الأظهر،
ومنهم من أطلق فجعله من أسباب الضعف، وهو باطلاقه شامل لضعف الراوي
وحديثه، والأول أولى.
ومنها: الرواية من غير اجازة، وفي كونه من أسباب الذم تأمل بل الظاهر
العدم، إذ الغالب في الروايات من المعتمدين لعله من غير اجازة، كما لا يخفى على
البصير بعلم الرجال.
ومنها: الرواية عمن لم يلقه، وكونه من أسباب الذم مما لا ريب فيه، ومن هنا
يقول أهل الرجال في مقام الذم والقدح في الراوي بأنه يعتمد المراسيل ويروي عن
الضعفاء.
269

ومنها: اضطراب ألفاظ الرواية يوجب عدم قبولها، وهذا نقص في الرواية لا
في المروي، الا أن يعلم أنه السبب في اضطراب ألفاظها فيشكل العمل بمثله حينئذ.
ومنها: رواية ما ظاهره الغلو أن التفويض أو نحوهما، وذلك لا يوجب ضعفا
في الراوي ولا ذما فيه، إذ كتب المعتبرة مشحونة من أمثالها، وعادة المصنفين ايرادهم
جميع ما رووه.
ومنها: كان من الطيارة ومن أهل الارتفاع.
ومنها: ليس بذاك، قيل: ولا يخلو من تأمل، لاحتمال أن يراد ليس بحيث
يوثق به وثوقا تاما وإن كان فيه نوع وثوق، كقولهم " ليس بذاك الثقة " ولعل هذا هو
الظاهر، فيشعر إلى نوع مدح واشعاره إليه مشكل.
ومنها: ليس بذاك الثقة، قال في منتهى المقال في ترجمة أحمد بن علي الرازي:
ودلالة لم يكن بذاك الثقة أو لم يكن بذاك على المدح أقرب منه إلى الذم (1) وقد سبقه
أستاده العلامة في فوائده، وللنظر فيه مجال.
ومنها: مضطرب الحديث، وهذا ليس ظاهرا في القدح في العدالة ولا ظاهرا
في أسباب الجرح وضعف الحديث على روية المتأخرين، نعم هو وأمثاله من أسباب
المرجوحية وبينهما تفاوت.
ومنها: مختلط الحديث ومخلط، ولم يجعلهما المولى البهبهاني في " تعق " من
أسباب الذم والقدح، وعندي فيه نظر، لما مر في تراجم الرجال من تعبير التخليط.
ومنها: ليس بنقي الحديث، وهذا أيضا ليس من أسباب القدح، على ما أفاده
الوحيد البهبهاني، والظاهر أنه كذلك، وهذا غير التخليط، إذ هو ظاهر في القدح دونه.
ومنها: يعرف حديثه وينكر، وغمز عليه في حديثه، ولم يجعله في " تعق " من
أسباب الذم والقدح، ولكن الصواب الاشعار بالذم بل الدلالة عليه، كما هو الظاهر
من كلمات أساطين الفن.

(1) منتهى المقال ص 37.
270

ومنها: ليس حديثه بذلك النقي، وهو غير موجب للذم بل يفيد المرجوحية
كما لا يخفى، وقد أشار إليه الوحيد البهبهاني في " " تعق " ".
ومنها: غال، وهو موجب للذم البليغ والقدح، فإنه أعلى مراتب الفسق، نعم
لو وقع مثله من القميين فللتأمل في رد روايته مجال، فإنهم يطلقون الغلو على غير ما هو
المصطلح.
ومنها: كذاب ووضاع للحديث، وهذا صريح في القدح والذم بلا تأمل.
ومنها: واه، وفي دلالته على ذم الراوي تأمل.
ومنها: منكر الحديث، ولين الحديث، ولا يدلان أيضا على ذم الراوي، ولكن
الحديث بهذه الواسطة موهون.
ومنها: متروك ومتهم وساقط، فلا يعبأ بمثله، إذ هذه الألفاظ ظاهرة في القدح
في نفسه لا في حديثه، ولعل ذلك مما اتفق عليه أئمة الرجاليين.
ومنها: ليس بشئ ولا شئ، وعندي أنهما أيضا من أسباب الذم ورد الرواية،
كما لا يخفى على ذوي البصيرة.
ومنها: عامي، وهو مقابل الخاصي، وقد عرفت أنه من أسباب المدح، فضده
يفيد الضد، وقد جعلوه من أسباب الوهن والقدح ما لم يظهر له ما يعارضه.
ومنها: أن يكون راويه أو روايته في الغالب موافقا للعامة، والصواب أنه
بمجرده ليس قدحا فيه، الا أن ذلك موجب للمرجوحية عند التعارض، كما هو صريح
بعض الروايات.
ومنها: يشرب النبيذ أو يأكل الطين، وهما تفسيق مع ذكر السبب، نعم ما ذكر
في الأجلة من أنهم يشربون النبيذ، كما في ثابت بن دينار وابن أبي يعفور، أو يأكلون
الطين، كما في داود بن القاسم، فعدم الثبوت والجهل بالحرمة وقبل الوثاقة وأمثالها
محتملة.
ومنها: كاتب الخليفة أو الوالي من قبله، وظاهرهما القدح والذم، كما اعترف
به العلامة في ترجمة حذيفة، وقيل في أحمد بن عبد الله بن مهران: انه كاتب إسحاق
271

فتاب، الا أنهما لا يقاومان التوثيق المنصوص باحتمال كون الولاية والكتابة باذنهم
عليهم السلام ونحوه.
ومنها: قولهم " يجوز أن يخرج شاهدا " وهذا في كلام " غض " كثير عبارة ذامة،
ومعناها على الظاهر أن يخرج بصيغة المجهول من باب التفعيل، معناه أنه يجب أن
لا يعد من الشهود على مطلب، أو على تعديل من يروي عنه، فإنه غالبا واقع بعد
يروي عن الضعفاء، فتأمل.
ومنها: مجهول، ومعناه الاصطلاحي ما حكم أئمة الرجال كلا أو بعضا
بالجهالة، ولا شبهة في رد قوله، وأما بمعناه اللغوي وهو الذي لم يعلم حاله، اما من
جهة عدم ذكره في كتب الرجال رأسا، أو ذكروه من دون إشارة إلى المدح والذم مع
عدم معهودية حاله بحيث يستغنى عن التوصيف، وهذا هو الذي يسمى بالمجهول
الفقاهتي.
ومنها: المهمل، والكلام فيه هو الكلام في المجهول طبقا بطبق، نعم قد وقع
الخلاف في جواز توصيف الحديث بالضعف أو الصحة من جهة عدم العلم بالحال
وعدمه، ويجئ في فوائد الباب التاسع الإشارة إلى هذا الخلاف.
ومنها: غير مسكون إلى روايته، وجعله في الرواشح السماوية من أسباب
الجرح والذم مقابلا للمسكون، كما مر في أسباب المدح والتوثيق.
272

الباب الثامن
سبب اختلاف المذاهب
273

قد أشرنا في الباب الخامس أن سبب اختلاف المذاهب منوط بأربع قواعد،
وهي على ما قيل:
أولها: الصفات والتوحيد، ويندرج فيهما صفات الذات وصفات الفعل
وما يجب على الله تعالى ولا يجوز عليه وما يمتنع، وفيها الخلاف بين الأشعرية والكرامية
والمجسمة والمعتزلة كما مر.
وثانيها: القدر والعدل، ويندرج فيهما مسائل القضاء القدر والجبر والكسب
وإرادة الخير والشر والمقدور والمعلوم، وفيها الخلاف بين القدرية والنجارية والجبرية
والأشعرية والكرامية.
وثالثها: الوعد والوعيد والأسماء والاحكام، ويندرج فيها الايمان والتوبة
والوعد والوعيد والآراء والتكفير والتضليل، وفيها الخلاف بين المرجئة والوعيدية
والمعتزلة والأشعرية والكرامية.
ورابعها: السمع والعقل والرسالة والإمامة، ويندرج فيها المسائل التحسين
والتقبيح والاصلاح والأصلح واللطف والعصمة في النبوة وشرائط الإمامة نصا عند
الجماعة، واجماعا عند الأخرى، وكيفية انتقالهما على مذهب من قال بالنص، وكيفية
اثباتها على مذهب من قال بالاجماع، والخلاف فيها بين الشيعة والخوارج والمعتزلة
والكرامية والأشعرية.
ثم علم أن الناس ينقسمون أولا إلى فرقتين:
الأولى: أهل الديانات، وهم اليهود والنصارى والمجوس والمسلمون.
الثانية: أهل الأهواء والآراء، مثل الفلاسفة والدهرية وعبدة الكواكب
275

والأوثان، والبراهنة والصائبة.
فافترقت كل واحدة من الأولى فرقا، فافترقت المجوس على سبعين فرقة،
واليهود على إحدى وسبعين فرقة، والنصارى على اثنين وسبعين فرقة، والمسلمون على
ثلاث وسبعين فرقة، والناجية من الفرق أبدا واحدة، لقوله صلى الله عليه وآله: لا تزال
طائفة من أمتي ظاهرين على الحق إلى يوم القيامة (1).
وأصول الفرق الاسلامية أربعة: القدرية، والصفاتية، والخوارج، والشيعة، ثم
يتركب بعضها مع بعض، وينشعب عن كل فرقة أصناف، فتصل إلى ثلاث وسبعين
فرقة، قد أشرنا إليهم في ذلك الباب.
ومنشأ الاختلاف بعد الرسول صلى الله عليه وآله في الأمة إلى ثلاثة مذاهب:
الأولى: فرقة قالت إن الامام بعده صلى الله عليه وآله علي بن أبي طالب
عليه السلام بالنص من الله ورسوله صلى الله عليه وآله ويسمون بالشيعة.
والثانية: فرقة قليلة قد انقرضت بحمد الله قالت الامام بعده صلى الله عليه
وآله عمه العباس بالوراثة، لأنه وارث رسول الله صلى الله عليه وآله.
الثالثة: فرقة ضالة قالت الامام بعده أبو بكر بن أبي قحافة باختيار الناس
له لا بالنص باعتراف أهل السنة، وهم الذين يقدمون المفضول على الأفضل، بل
الجاهل على العالم، قال الله تعالى (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا
يعلمون) (1) وقد اختلفوا في الأصول إلى قريب من ثلاثة وأربعين فرقة، ذكرهم
صاحب (2) الملل والنحل من علماء السنة.
ولم يختلفوا في الإمامة إلى عصرنا هذا، بل يقولون بأن الخليفة بعد الرسول
صلى الله عليه وآله أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي بن أبي طالب عليه السلام وهؤلاء
هم الخلفاء الراشدون، قالوا: ثم وقع الاختلاف بين الحسن عليه السلام ومعاوية عليه

(1) عوالي اللئالي 4 / 62 برقم: 13.
(1) سورة الزمر: 9.
(2) وهو أبو الفتح محمد بن عبد الكريم بن أبي بكر أحمد الشهرستاني المتوفى 548 ه‍ ق.
276

الهاوية، ثم صالحه فاستقر الخلافة لمعاوية، ثم بعده لبني أمية وبني مروان، حتى انتهت
الخلافة لبني العباس، وأجمع أهل الحل والعقد على ذلك حتى جرى عليهم ما جرى
في زمان هلاكوخان.
وأما الشيعة، فقد افترقوا إلى ثلاثين، ذكرهم صاحب الملل والنحل، وأكثرهم
قد انقرض، وجمهورهم الباقي إلى هذا الزمان الامامية الاثنا عشرية القائلون بامامة
علي عليه السلام ثم الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي، ثم
جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي،
ثم علي بن محمد، ثم الحسن العسكري، ثم القائم المهدي الذي يملا الله الأرض
بوجوده المبارك قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا صلوات الله وسلامه عليهم
أجمعين، وان الإمامة منحصرة في هؤلاء الاثنا عشر، وأنهم معصومون كالأنبياء
ومن الباقي من فرق الشيعة الزيدية القائلون بامامة علي ثم الحسن ثم
الحسين عليهم السلام بالنص الجلي، وأثبتوا باقي أئمتهم بالنص الخفي، ولم يشترطوا
في الامام العصمة، واشترطوا كونه عالما بشرائط الاسلام ليهدي الناس إليها، وكونه
زاهدا لئلا يطمع في أموال المسلمين، وكونه شاعا لئلا يهرب من الجهاد، وكونه من
فاطمة عليها السلام، وكونه داعيا إلى الله والى دين الحق ظاهر شاهرا سيفه في نصرة
دينه.
وقالوا: قد نص النبي صلى الله عليه وآله الأئمة بعده أن كل من اجتمعت
فيه هذه الشرائط الخمسة فهو الامام المفترض الطاعة، وذلك هو النص الخفي عندهم،
ولم يشترطوا في سيدي شباب أهل الجنة اشهار السيف، لقول النبي صلى الله عليه
وآله " ابناي هذان امامان قاما أو قعدا (1) " ولم يقولوا بامامة زين العابدين عليه السلام
لأنه لم يشهر السيف، وقالوا بامامة ابنه زيد لأنه أشهر السيف واليه نسبوا.
وجوزا قيام امامين في بقعتين متباعدتين إذا اجتمع فيهما الشرائط المذكورة،

(1) البحار 43 / 278.
277

ولم يحصروا الامام في عدد معين، بل كل من اجتمعت فيه الشرائط المذكورة كان هو
الامام، وأصولهم هو أصول المعتزلة، وفروعهم فروع أبي حنيفة.
وبطلان مذهبهم ظاهر، لانهم وافقوا الشيعة الإمامية على امامة الثلاثة لا
غير، وخالفوهم من وجوه شتى، ووافقوا السنة بعد العصمة في الامام، واتباع
المعتزلة في الأصول، واتباع أبي حنيفة في الفروع، وخالفوهم لوجوه شتى، واستنادهم
في مذهبهم إلى مجرد الدعوى من غير دليل.
وينبغي التنبيه على أمور:
الأول: لا يخفى على ذي مسكة على أن السبب الأولى في الشبهة التي انبعث
فيها تفرق الآراء والمذاهب هو متابعة خطوات الشيطان الرجيم في الشبهات الأولية،
وهي استقلاله بالرأي في مقابلة النص، واختياره الهوى في معارضة الامر، واستكباره
بالمادة التي خلق منها وهي النار على مادة آدم على نبينا وعليه الصلاة والسلام وهي
الطين.
وانشعبت هذه إلى سبع شعب حتى ارتكزت في أذهان الناس وصارت فيهم،
وزينها في أعينهم، وسولها لهم حتى صارت مذاهب مبتدعة، وهي مسطورة في الأناجيل،
ومذكورة في التوراة متفرقة على شكل المناظرة بينه وبين الملائكة بعد الامر بالسجود
وامتناعه عنه، كما نقل عنه أني سلمت أن الباري سبحانه الهي واله الخلق عالم قادر،
ولا يسأل عن قدرته ومشيته، فإنه مهما أراد شيئا قال له: كن فيكون، وهو عليم حكيم
الا أنه يتوجه على حكمته سبع، قالت الملائكة وماهن؟ قال:
أولها: أنه علم قبل خلقي أي شئ يصدر مني، فلم خلقني وما الحكمة في خلقه
إياي؟
وثانيها: إذ خلقني على مقتضى ارادته ومشيئته، فلم كلفني بمعرفته وطاعته؟
وما الحكمة في التكليف بعد أن لا ينتفع هو بطاعته ولا يتضرر بعدمها؟
وثالثها: إذ خلقني وكلفني، فالتزمت تكليفه بالطاعة والمعرفة، فعرفت
واطلعت، فلم كلفني بطاعة آدم والسجود له؟ وما الحكمة في هذا التكليف على
278

الخصوص؟ بعد أن لا يزيد ذلك في معرفتي وطاعتي.
ورابعها: إذ خلقني وكلفني على الاطلاق، وكلفني بهذا التكليف على
الخصوص، فإذا لم أسجد لآدم فلم لعنني وأخرجني من الجنة؟ وما الحكمة في ذلك؟ بعد
أن لم أرتكب قبيحا الا قولي: لا اسجد الا لك.
وخامسها: إذ خلقني وكلفني مطلقا وخصوصا، فلم أطع فلعني وطردني، فلم
أدخلني إلى آدم في الجنة ثانيا؟ حتى غررته بوسوستي، فأكل من الشجرة المنهي عنها،
وأخرجه من الجنة معي، وما الحكمة في ذلك؟ بعدا، لو منعني من دخول الجنة استراح
عني آدم وبقي خالدا فيها.
وسادسها: إذ خلقني وكلفني عموما وخصوصا ولعنني، ثم أدخلني الجنة وكانت
الخصومة بيني وبين آدم، فلم سلطني على أولاده؟ حتى أراهم من حيث لا يرونني، ويؤثر
فيهم وسوستي، ولا يؤثر في حولهم وقوتهم وقدرتهم واستطاعتهم، وما الحكمة في ذلك؟
بعد أن لو خلقهم على الفطرة، فبعث مطيعين كان أحرى بهم وأليق بالحكمة.
وسابعها: سلمت هذا كله خلقني وكلفني مطلقا ومقيدا، وإذا لم أطع لعنني
وطردني، وإذا أردت دخول الجنة أمكنني وطرقني، وإذا عملت عملي وأخرجني، ثم
سلطني على بني آدم حتى إذا استمهلته أمهلني، فقلت: أنظرني إلى يوم يبعثون، قال:
انك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم، وما الحكمة في ذلك؟ بعد أن لو أهلكني في
الحال استراح الخلق مني ما بقي شر في العالم، أليس بقاء العالم على نظام الخير خيرا
من امتزاجه بالشر؟ قال لعنة الله عليه: فهذه حجتي على ما ادعيته في كل مسألة.
قال شارح الإنجيل: فأوحى الله إلى الملائكة قولوا له انك في تسليمك الأول
أني الهك واله الخلق غير صادق ولا مخلص، إذ لو صدقت أني اله الخلق لما احتكمت
ب‍ " لم " فأنا الله الذي لا اله الا أنا لا أسأل عما أفعل والخلق مسؤولون.
فهذه الشبه قد أخذها الخلق بها في جدال الأنبياء قديما وحديثا، لان قولهم
" أبشر يهدوننا " مثل قوله (أأسجد لمن خلقت طينا) وقوله تعالى (وما منعوا أن
يؤمنوا إذ جاءهم الهدى الا ان قالوا أبعث الله رسولا) فبين تعالى أن المانع من هذا
279

الايمان هو هذا المنع، كما قال في الأول (ما منعك أن تسجد إذ أمرتك قال أنا خير
منه) والمتقدمون والمتأخرون على طريقة واحدة كذلك قال الذين من قبلهم، مثل
قولهم تشابهت قلوبهم، فما كانوا ليؤمنوا به بما كذبوا من قبل.
فاللعين الأول لما حكم العقل على من لا يحكم عليه العقول، لزمه أن يجري
حكم الخالق في الخلق، وحكم الخلق في الخالق، الأول عتو والثاني تقصير.
فبأن من الشبهة الأولى مذاهب الحلولية والتناسخية والمشبهة والغلات، حيث غلوا في
شخص من الاشخاص حتى وضعوه بصفات الجلال.
وصار من الشبهة الثانية مذاهب القدرية والجبرية والمجسمة، حيث قصروا في
وصفه تعالى بصفات المخلوقين، والمعتزلة مشبهة الافعال، والمشبهة حلولية
الصفات.
ومذهب القدرية طلب العلة في كل شئ، وذلك فعل اللعين الأول، إذ طلب
العآلة في الخلق أولا، والحكمة في التكليف ثانيا، والفائدة في تكليف السجود لآدم ثالثا،
وعنه نشأ مذهب الخوارج، إذ لا فرق بين قولهم لا حكم الا الله فلا يحكم الرجال، وبين
قوله لا أسجد الا لك (أأسجد لبشر خلقته من صلصال) وقد أخبر النبي صلى
الله عليه وآله بأنه يقع في هذه الأمة ما وقع في الأمم السابقة، كما قال: لتسلكن سبيل
الأمم قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة (1).
وذلك أن الشبهات التي نشأت زمن النبي صلى الله عليه وآله مأخوذة من
الشبهة الأولى، بدليل أنهم ما كانوا يرضون بحكمة في الأمر والنهي وجادلوا بالباطل،
واعتمدوا على العقل في مقابلة النص.
الثاني: قد ثبت بالنقل وملاحظة كتب السير والتواريخ أن أصول مذاهب
أهل السنة القائلين بتقديم الثلاثة على أمير البررة وقاطع أعناق الكفرة علي بن أبي
طالب عليه السلام متفرعة على مذاهب ثلاث:

(1) الطرائف ص 380.
280

الأول: مذهب المعتزلة التابعين لواصل بن عطاء.
الثاني: مذهب الأشاعرة التابعين لأبي الحسن الأشعري.
الثالث: مذهب المجسمة التابعين لأحمد بن حنبل وداود الظاهري وسفيان
الثوري.
فهذه الثلاثة أصول مذهب السنة، وهو يكفر بعضهم بعضا، وقد تشعبوا إلى
قريب ثلاث وأربعين فرقة، قد أشرنا إليهم في الأبواب السالفة.
فخلاصة كلام المعتزلة أنهم ينزهون الباري تعالى عن فعل القبيح، وأفعال
العباد خيرها هم فاعلوه باختيارهم غير مجبورين عليها، فقد خالفوا الأشاعرة في
هذه، وخالفوا الشيعة الإمامية بأن قالوا: لا يقدر على مثل مقدور العبد.
وقال بعضهم: لا يقدر على غير مقدور العبد، وبعضهم جعل المعاني التي
أثبتها الأشاعرة قديمة أحوالا حادثة لولاها لم يكن قادرا ولا عالما، إلى غير ذلك
من الصفات، فالأشاعرة سموها معاني، والمعتزلة سموها أحوالا، وبنى كل منهما على
وقوع الصغائر من الأنبياء واتفقوا على خلافة أبي بكر وصاحبيه.
ثم انا قد أشرنا في الباب الخامس أن الواصلية من المعتزلة هم أصحاب أبي
حذيفة، واعتزالهم على أربع مسائل:
الأولى: نفي الصفات، قال الشهرستاني في الملل والنحل: شرعت أصحابه
في هذه المسألة بعد ما طالعوا كتب الفلاسفة، فانتهى نظرهم أن ردوا جميع الصفات
إلى كونه عالما قادرا، ثم حكموا بأنهما صفتان ذاتيتان اعتباريتان للذات القديمة كما
قاله الجبائي، أو حالان كما قاله أبو هاشم (1).
الثانية: قولهم بأن أفعال العباد مستندة إلى قدرتهم، وامتناع إضافة الشر إلى
الله.
الثالثة: قولهم بالمنزلة بين المنزلتين، وذلك أنه دخل على الحسن البصري رجل،

(1) الملل والنحل 1 / 46.
281

فقال: يا امام الدين ظهر في زماننا جماعة يكفرون صاحب الكبائر، يعني وعيدية
الخارج، وجماعة أخرى يرجئون الكبائر ويقولون: لا يضر مع الايمان معصية، كما
لا ينفع مع الكفر طاعة، فكيف تحكم لنا أن نعتقد في ذلك؟
فتفكر الحسن، فقبل أن يجيب قال واصل تلميذه: أنا أقول: إن صاحب
الكبيرة لا مؤمن مطلق ولا كافر مطلق.
ثم قام إلى أسطوانة من أسطوانات المسجد وأخذ يقرر على جماعة من
أصحاب الحسن ما أجاب به، من أن مرتكب الكبيرة ليس بمؤمن ولا كافر، ويثبت
له المنزلة بين المنزلتين، قائلا ان المؤمن اسم مدح، والفاسق اسم لا يستحق المدح، فلا
يكون مؤمنا وليس بكافر أيضا، لاقراره بالشهادتين ولوجود سائر أعمال الخير فيه،
فإذا مات بلا توبة خلد في النار، إذ ليس في الآخرة الا فريقان: فريق في الجنة، وفريق
في السعير، لكن يخفف عليه ويكون دركته فوق دركات الكفار، فقال الحسن: قد
اعتزل عنا واصل.
الرابعة: تخطأة أحد الفريقين من عثمان وقاتليه، وجوزوا أن يكون عثمان لا
مؤمنا ولا كافرا وأن يخلد في النار، وكذا علي عليه السلام ومتابعوه، وحكموا بأن عليا
عليه السلام وطلحة والزبير بعد واقعة الجمل لو شهدوا على شئ لم تقبل شهادتهم،
كشهادة المتلاعنين أي: الزوج والزوجة، فان أحدهما فاسق لا بعينه.
وأما الهذيلية، فقد أشرنا هناك أن أبا الهذيل حمدان العلاف قد انفرد عن
أصحاب أبي حذيفة بعشر قواعد:
الأولى: قالوا بفناء مقدورات الله سبحانه وتعالى، وهذا قريب من مذهب
جهم، حيث ذهب إلى أن الجنة والنار يفنيان، وقالوا: ان حركات أهل الجنة والنار
ضرورية مخلوقة لله، إذ لو كانت مخلوقة لهم لكانوا مكلفين ولا تكليف لهم في الآخرة.
الثانية: أن أهل الخلدين تنقطع حركاتهم، ويصيرون إلى سكون دائم، ويجتمع
في ذلك السكون اللذات لأهل الجنة والآلام لأهل النار.
وانما ارتكب أبو الهذيل هذا القول، لأنه التزم في مسألة حدوث العالم أنه لا
282

فرق بين حوادث لا أول لها وبين حوادث لا آخر لها، فقال: لا أقول أيضا بحركات
لا آخر لها بل تصير إلى سكون، وتوهم أن ما لزمه في الحركة لا يلزمه في السكون، ولذلك
سمى المعتزلة أبا الهذيل جهمي الآخرة، وقيل: إنه قدري الأولى جهمي الآخرة.
الثالثة: قوله إن الباري تعالى عالم بعلوم وعلمه ذاته، وقادر بقدرة وقدرته
ذاته، وحي بحياة وحياة ذاته. وعن الشهرستاني وقد اقتبس هذا الرأي من الفلاسفة
الذين اعتقدوا أن ذاته واحدة من جميع الجهات لا تعدد فيها أصلا، بل جميع صفاته
راجعة إلى السلوب والإضافات (1).
الرابعة: أنه مريد بإرادة حادثة لا في محل، وأول من أحدث هذه المقالة هو
العلاف.
الخامسة: قوله إن بعض كلامه تعالى لا في محل، مثل قوله كن، لأنها التي
كونها بها الأشياء وبعضه في محل كالأمر والنهي والخبر والاستخبار.
السادسة: أن ارادته غير المراد، وذلك أن ارادته عبارة عن خلقه لشئ وخلقه
للشئ مغاير لذلك الشئ، بل الخلق عندهم قول لا في محل، أعني: كلمة " كن ".
السابعة: قوله أن الحجة بالتواتر فيما غاب لا تقوم الا بخبر عشرين فيهم
واحد من أهل الجنة أو أكثر، وقالوا: لا تخلو الأرض عن أولياء الله، فهم معصومون
لا يكذبون ولا يرتكبون شيئا من المعاصي، فالحجة قولهم الا التواتر.
الثامنة: قوله في الآجال والأرزاق، ان الرجل إذا لم يقتل مات في ذلك
الوقت، ولا يجوز أن يزاد في العمر وينقص منه: أما الأرزاق فقال: ان ما أكل منها فهو
رزقه، وما حرم عليه فليس رزقا له، أي: ليس مأمورا بتناوله.
التاسعة: قوله في الفكر قبل ورود السمع، يجب عليه أن يعرف الله بالدليل
من غير خاطر، وان قصر في المعروفة (2) استوجب العقوبة أبدا، وقال أيضا بطاعات

(1) الملل والنحل 1 / 50.
(2) في الأصل: المعرفة.
283

الله لا يقصد بها التقرب إلى الله، كالقصد إلى النظر الأول، فإنه لم يعرف الله بعدد
الفعل عادة.
العاشرة: قوله في الاستطاعة انها عرض من الاعراض غير السلامة
والصحة، والفرق بين أفعال القلوب وأفعال الجوارح، فقال: لا يصح وجود أفعال
القلوب منه مع عدم القدرة والاستطاعة معها في حال الفعل، وجوز ذلك في أفعال
الجوارح وقال: يتقدمها فيفعل بها في الحال الأول، وان لم يوجد الفعل الا في الحالة
الثانية قال: فحال يفعل غير حال فعل. وقال في الادراك والعلم الحادثين في غيره عند
اسماعه وتعليمه ان الله يبدعهما فيه وليسا من أفعال العباد.
وأما خلاصة مقالة الأشاعرة، وهم أكثر أهل السنة في هذا العصر، فهي أن
القدماء كثيرون مع الله تعالى، وهي المعاني التي أثبتوها موجودة في الخارج، كالقدرة
والعلم وغير ذلك، فجعلوه مفتقرا في علمه إلى ثبوت معنى هو العلم، وفي كونه قادرا
إلى ثبوت معنى هو القدرة وغير ذلك، ولم يجعلوه قادرا لذاته ولا مدركا لذاته ولا عالما
لذاته ولا حيا لذاته، بل لمعان قديمة تفتقر هذه الصفات إليها، فجعلوه محتاجا ناقصا
في ذاته كاملا لغيره، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
وقد اعترض عليهم امامهم فخر الدين الرازي بأن النصارى كفروا بأن
قالوا: القدماء ثلاثة، والأشاعرة أثبتوا قدماء تسعة، قالوا: إن جميع أنواع القبائح
والكفر والمعاصي كلها واقعة بقضاء الله تعالى وقدرته، وأن العبد لا يؤثر له في ذلك، وأنه
تعالى لا يفعل لغرض، مع أنه قال تعالى (وما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون) (1)
وقال (وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين) (2) فكذبوه بما قال تعالى وقالوا:
بل خلقهم لا لغرض.
وأما خلاصة مذهب المجسمة وهم المشبهة، فهي أنهم شبهوا الله تعالى بخلقه

(1) سورة الذاريات: 56.
(2) سورة الأنبياء: 16.
284

وقالوا: انه جسم طويل عريض عميق، وأنه يجوز عليه المصافحة، وأن المخلصين من
المسلمين يعانقونه.
وحكى الكعبي من المعتزلة عن داود الظاهري أنه قال: اعفوني عن الفرج
واللحية واسألوني عما وراء ذلك. وقال بعضهم: بكى على طوفان نوح حتى رمدت
عيناه وعادته الملائكة. وقال بعضهم: انه نزل كل ليلة على حمار على شكل أمرد،
فينادي هل من تائب؟ هل من مستغفر؟.
ومن هذه الطائفة الرزيلة الخسيسة الحنابلة، فلا يخفى في مقالاتهم من الكفر
والزندقة، كما هو الحال في أكثر طوائف السنة بل كلهم.
ومن جزافاتهم أن الأمم تدعى يوم القيامة وما كانت تعبد، ثم يأتينا ربنا بعد
ذلك، فيقول: من تنتظرون؟ فيقولون: ننتظر ربنا، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: هل
ننظر إليك؟ فيتجلى لهم بضحك، قال: فينطلق بهم ويتبعونه يعطي كل انسان منهم
منافق أو مؤمن نورا، ثم يتبعونه وعلى جسر جهنم كلابيب تأخذ من شاء الله، ثم يطفئ
نور المنافقين ثم ينجو المؤمنين.
ومن عجائب ما نقلوه عن النبي صلى الله عليه وآله كيف تساقط الكفار في
النار؟ ثم قيل: حتى إذا لم يبق من يعبد الله من بر وفاجر أتاهم الله في أدنى صورة،
فيقول لهم: ما تنتظرون؟ قالوا: فارقنا الناس في الدنيا، فيقول: أنا ربكم الاعلى،
فيقولون: نعوذ بالله منك أن لا نشرك بالله مرتين أو ثلاثا.
فيقول: هل بينكم وبينه علامة فتعرفونه بها؟ فيقولون: نعم، فيكشف عن
ساقه، فلا يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه الا أذن له بالسجود، ولا يبقى من
كان يسجد انفا أو أدبا الا جعل الله ظهره واحدة، كلما أراد أن يسجد خر على قفاه،
ثم يرفعون رؤوسهم، وقد تحول في الصورة التي رأوه فيها أول مرة، فيقول: انا ربكم،
فيقولون: أنت ربنا.
وقالوا: ان فاطمة عليها السلام تأتي يوم القيامة، فتقف تحت العرش تشكو
عن قتل ولدها وظلمها، فترجف الخلائق رجفة عظيمة، ثم إن الله سبحانه وتعالى
285

يقول لها: يا فاطمة أعفي واصفحي عمن قتل ولدك وظلمك، كما عفوت أنا عن نمرود
لما صعد إلى جانب السماء ورماني بسهم وقع في ساقي فجرحه، والى الان لم تندمل تلك
الجراحة، ثم يكشف عن ساقه فتنظر إليه فاطمة وهو معصبها بعصابة، فتقول: يا رب
إذا عفوت أنت عن النمرود وقد فعل بك كل هذا فأنا قد عفوت عمن قتل ولدي،
ثم يدخلون كلهم إلى الجنة.
وقالوا أيضا: ان الله ينزل كل ليلة جمعة لأهل الجنة على كثيب من كافور.
وقالوا: أيضا: فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع الله تبارك وتعالى رجله فيها،
فتقول: قط قط وعزتك فهنالك تمتلئ ويتروى بعضها إلى بعض.
وقالوا: ان رجلا يقول في القيامة رب لا تجعلني أشقى خلقك، فيضحك الله
منه، ثم يأذن الله في دخول الجنة.
وقالوا: أيضا: انه لما فرغ الله من خلقه استلقى على قفاه، ثم وضع إحدى
رجليه على الأخرى، ثم قال: لا ينبغي لاحد أن يفعل مثل هذا.
ومن كلماتهم الفاسدة أنه قيل: يا رسول الله مم ربنا؟ قال: لا من ماء الأرض
ولا من ماء السماء، خلق خيلا فأجراها فعرقت الخيل، فخلق نفسه من عرقها، وأن
الله ينزل في كل ليلة إلى سماء الدنيا، وأنه رمدت عيناه فعادته الملائكة، وأن البحر من
بصاقه، وأن على رأسه شعرا جعدا قططا.
وقالوا أيضا في صفه الخلق يوم القيامة: أنهم يأتون آدم عليه السلام يسألونه
الشفاعة، فيتعذر إليهم، فيأتون نوحا فيتعذر إليهم، فيأتون إبراهيم فيقولون: يا
إبراهيم أنت نبي الله وخليل من أهل الأرض اشفع لنا إلى ربك، فيقول لهم: ان ربي
قد غضب علي غضبا لم يغضب قبله ولم يغضب بعده، واني كنت كذبت ثلاث كذبات
اذهبوا إلى غيري.
إلى غير ذلك من المقالات الفاسدة والأكاذيب الظاهرة التي ينسبون الكل
إلى الروايات النبوية.
فانظر بعين الانصاف إلى هؤلاء المسلمين كيف أوقعوا في الله وفي أنبيائه، ومع
286

ذلك يتوقعون ويجزمون بأنهم هم الفرقة الناجية، مع أن في أباطيلهم تدافعا وتعارضا
وتنافرا واعتلالا زائدا على فسادها الذاتي.
التنبيه الثالث: ان المذهب الحق الذي لا مناص عن الاعتقاد به عقلا ونقلا
كما سنشير إليه في التنبيه الآتي هو الشيعة الاثنا عشرية.
فاعلم أن مذهبهم في الأصول أن الباري تعالى هو المخصوص بالأزلية
والقدم، وأن كل ما سواه حادث، وأنه ليس بجسم ولا في مكان والا لكان محدثا. ونزهوه
عن مشابهة المخلوقات، وأنه قادر على جميع المقدورات، وانه عدل حكيم لا يظلم ولا
يجور ولا يفعل القبيح، والا لزم الجهل والحاجة ولا يأمر به.
وأن أفعال العباد مستندة إليهم حسنها وقبحها، والا لانتفى الثواب والعقاب.
وأنه يثيب المطيع والا لزم الظلم، والعاصي ان شاء عذبه وان شاء عفى عنه.
وأن أفعاله محكمة واقعة لغرض والا لكان عابثا. قال الله تعالى (وما خلقنا السماوات
والأرض وما بينهما لاعبين) (1).
وأنه تعالى أرسل الأنبياء لارشاد الخلق ويتم عليهم الحجة، وأنه تعالى غير
مرئي ولا مدرك بالحواس، لقوله تعالى (لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار) (2).
وأنه ليس في جهة والا لكان محتاجا إليها، وأن أمره ونهيه واخباره حادث، لاستحالة
اخبار المعدوم وأمره ونهيه.
وأن الأنبياء معصومون عن الخطأ والسهو والمعصية صغيرها وكبيرها من أول
العمر إلى آخره، والا لارتفع الوثوق عن اخباراتهم وانتفت فائدة بعثتهم ولزم التغير
عنهم.
وأن الأئمة معصومون كالأنبياء يقومون مقامهم في ارشاد الناس ووجوب
اتباعهم، وأنه منصوص عليهم من الله ورسوله، لان العصمة لطف خفي لا يعلمه الا
الله. وأنهم الاثنا عشر ليسوا بأقل ولا أكثر، والثاني عشر هو الإمام القائم المنتظر

(1) سورة الدخان: 38.
(2) سورة الأنعام: 103.
287

المهدي المطابق اسمه وكنيته ولقبه مع النبي الأمي صلى الله عليه وآله. هذه خلاصة
مذهب الإمامية في الأصول.
وأما الفروع، فإنهم قد أخذوا الأحكام الشرعية عن النبي صلى الله عليه
وآله وعن الأئمة المعصومين عليهم السلام المحدثين عن جدهم المتلقى عن جبرئيل
أمين رب العالمين عن الله جيلا بعد جيل بطرقهم المعروفة وأسانيدهم من الاثبات
والثقات يدا بيد، من دون القول بالرأي والمقاييس والاجتهادات الهوائية التي
أحدثوها أصحاب المذاهب الأربعة طمعا للمال والجاه واختيارا للعاجل عن الآجل
وتجارة للدين بالدنيا، فشروه بثمن بخس دراهم معدودة، قاتلهم الله أنى يؤفكون.
الرابع: أنه قد ورد في الحديث النبوي الذي هو المتفق عليه بين الخاصة
والعامة ان الرسول قال: افترقت أمة أخي موسى عليه السلام على أحد وسبعين فرقة،
فرقة ناجية والباقون في النار، وافترقت أمة أخي عيسى عليه السلام على اثنين وسبعين
فرقة، فرقة ناجية والباقون في النار وستفرق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، فرقة
ناجية والباقون في النار (1).
فقد اتفق جماعة المسلمين على صدور هذا الخبر عن النبي صلى الله عليه
وآله، فالناجي منها فرقة واحدة والباقي هالك، والضرورة قاضية بأن كل فرقة تدعى
أنها الحق وأنها الفرقة الناجية، ولا يجوز أن يقال: جميع المسلمين كلهم على الحق، لان
النبي المبعوث بهذا الدين جعل الحق مع فرقة واحدة من ثلاث وسبعين، ولا يجوز
التقليد لفرقة دون أخرى، فان ذلك ترجيح من غير مرجح، فوجب على كل واحد
النظر في أديان المسلمين واتباع الحق المبين، والاعراض عن متابعة دين الآباء
والأمهات، كما هو طريقة أهل السنة.
فنقول: لما وقفت على المذاهب الفاسدة والآراء الكاسدة التي سبقت إليها
الإشارة، يشهد كل عاقل بملاحظة أباطيلهم وأكاذيبهم مع قطر النظر عن البراهين

(1) الروضة من الكافي 8 / 224.
288

العقلية النقلية على فسادها أنها ردية خارجة عن دين الاسلام.
ولكن الشأن في بيان الأدلة على حقية مذهب الإمامية على ما وصل إلينا من
طرقهم وصحاحهم المعتبرة، إذ إقامة الحجة على خلافة الأئمة الاثنا عشر من طريقتنا
لا يوجب الزام الخصم، إذ ما انفرد به أحد الخصمين لا يجب على الآخر التسليم
والاذعان، بل لابد من إقامة المفحم.
فلنقتصر على اليسير من الطرق العقلية والنقلية لا الكثير، إذ من لم ينتبه
من نوم الغفلة والجهل بيسير الكلام فلا ينتبه بالكثير أيضا.
فأما العقل، فيقرر بأن الشيعة الاثنا عشرية هم الذين امتازوا عن سائر
الفرق الاسلامية بمذهب لا يشاركهم فيه غيرهم من جميع الوجوه، إذ لو شاركها
غيرها من جميع الوجوه لكان الناجي أكثر من الفرقة الواحدة، وهو باطل بالخبر
المجمع عليه المتقدم إليه الإشارة، فثبت أنهم الفرقة الناجية وجميع فرق السنة وهم
القائلون بتقديم أبي بكر وصاحبيه الذين يبلغون إلى قريب من ثلاث وأربعين
ذكرهم صاحب الملل والنحل - قد اشتركوا في القول بعدم اشتراط النص في الامام،
وبعدم اشتراط العصمة فيه، وبعدم حصر الإمامة في الاثنا عشر إماما، وقد أجمعت
السنة على هذا كله.
وقد ثبت أنه لم يتميز من جميع فرق الاسلام فرقة بمذهب لا يشاركها فيه
غير الاثنا عشرية من الشيعة، فقد دل العقل على كونها الفرقة الناجية، وله تقريرات
أخر لا مجال في تسطيرها هنا.
وأما النقل، فنبوي وكتابي من طريقهم الذي أورده علماء السنة في
صحاحهم. فأما الاخبار فكثيرة نقتصر على القليل.
فمنها: ما رواه الحافظ محمد بن موسى الشيرازي من علماء السنة في كتابه
الذي استخرجه من التفاسير الاثنا عشر: تفسير أبي يوسف يعقوب بن سفيان، وتفسير
ابن جريح، وتفسير مقاتل بن سليمان، وتفسير وكيع بن جراح، وتفسير يوسف بن
موسى القطان، وتفسير قتادة، تفسير أبي عبيدة القاسم بن سلام، وتفسير علي بن
289

حرب، وتفسير السدي، وتفسير مجاهد، وتفسير مقاتل بن حيان، وتفسير أبي صالح،
وكلهم من السنة.
رووا عن أنس بن مالك، قال: كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وآله
فتذاكرنا رجلا يصوم ويصلي ويتصدق ويزكي، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وآله:
لا أعرفه، فقلت: يا رسول الله يعبد الله ويسبحه ويقدسه ويوحده، فقال: لا أعرفه،
فبينما نحن في ذكر الرجل إذ طلع علينا، فقلنا: يا رسول الله هو هذا.
فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لأبي بكر: خذ سيفي هذا
وامض إلى هذا الرجل واضرب عنقه، فإنه أول من يأتي من حزب الشيطان، فدخل
أبو بكر المسجد فرآه راكعا، فقال: لا والله لا أقتله، فان رسول الله نهانا عن قتل
المصلين فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله اني رأيته يصلي
فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله اجلس فلست بصاحبه.
ثم قال: قم يا عمر فخذ سيفي هذا من يد أبي بكر وادخل المسجد واضرب
عنقه، قال عمر: فأخذت السيف من يد أبي بكر ودخلت المسجد فرأيت الرجل
ساجدا، فقلت: لا والله لا أقتله فقد استأمنه من هو خير مني، فرجعت إلى رسول الله
صلى الله عليه وآله فقلت: اني وجدت الرجل ساجدا.
فقال: يا عمر اجلس فلست بصاحبه، قم يا علي انك أنت قاتله ان وجدته
فاقتله، ان قتلته لم يبق من أمتي اختلاف أبدا، فقال علي عليه السلام: فأخذت السيف
ودخلت المسجد فلم أره، فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت: يا رسول
الله ما رأيته.
فقال: يا أبا الحسن ان أمة موسى افترقت إحدى وسبعين فرقة، فرقة ناجية
والباقون في النار وان أمة عيسى افترقت اثنتين وسبعين فرقة، فرقة ناجية والباقون
في النار. وان أمتي ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة، فرقة ناجية والباقون في النار.
فقلت: يا رسول الله وما الناجية؟ فقال: المتمسك بها أنت وأصحابك، فأنزل
الله في ذلك الرجل (ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزي ونذيقه يوم
290

القيامة عذاب الحريق) (1) يقول: هذا أول من يظهر من أصحاب البدع والضلالات
قال ابن عباس: ما قتل ذلك الرجل الا علي بن أبي طالب عليه السلام يوم صفين (2).
ومنها: ما رواه صاحب المصابيح محي السنة الحسين بن البغوي المعروف
بالفراء وهو حجة عندهم، رواه عن أبي سعيد الخدري قال: بينما نحن عند رسول
الله صلى الله عليه وآله إذا أتاه ذو الخويصرة ورسول الله يقسم قسما، فقال له ذو
الخويصرة وهو رجل من بني تميم، اعدل يا رسول الله، فقال: ويلك فمن يعدل إذا لم
أعدل، فقد خبت وخسرت ان لم أعدل، فقال عمر: إئذن لي أضرب عنقه.
فقال: دعه، فان له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلواتهم وصيامه مع
صيامهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من
الرمية، آيتهم رجل أسود أحد عضديه مثل ثدي المرأة مدردر، يخرجون على خير فرقة
من الناس.
قال أبو سعيد: أشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه
وآله، وأشهد أن علي بن أبي طالب عليه السلام قاتلهم وأنا معه، فأمر بذلك الرجل
فالتمس فأتي به، فنظرت إليه على نعت النبي صلى الله عليه وآله الذي نعته (3).
ومنها: ما أورده السنة من الأخبار الدالة على انحصار الإمامة في اثنا عشر
من قريش، روى البخاري في صحيحه في موضعين بطريقين عن جابر وابن عيينة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا
كلهم من قريش (4).
وفي صحيح مسلم أيضا في موضعين بطريقين عن النبي صلى الله عليه وآله:

(1) سورة الحج: 9.
(2) نهج الحق للعلامة ص 333، ورواه أحمد في مسنده 3 / 15.
(3) صحيح البخاري 4 / 200 ط الأميرية بمصر، ومسند أحمد 3 / 56.
(4) صحيح البخاري 9 / 81، ومسند أحمد 5 / 92.
291

ان هذا الامر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشرة خليفة كلهم من قريش (1).
وفي رواية أخرى في صحيح مسلم أيضا عن النبي صلى الله عليه وآله لا يزال
أمر الناس عزيزا إلى اثنا عشر خليفة كلهم من قريش (2).
وفي صحيح مسلم أيضا: لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة ويكون عليهم
اثنا عشر خليفة كلهم من قريش (3).
إلى غير ذلك من الأخبار الدالة على أن الشيعة الاثنا عشرية هم الفرقة
الناجية.
وجه دلالة الحديث الأول: ان العاقل لابد له من النظر في هذا الحديث الذي
ذكره أساطينهم في التفاسير المعتبرة عندهم أنه كيف يتضمن النص على مخالفة
الشيخين جهارا أمر النبي صلى الله عليه وآله في حياته بحضوره في قتل مثل ذلك
الرجل الذي لو قتل لم يقع بين أمته صلى الله عليه وآله اختلاف أبدا، وحكم بأن أمته
يتشعب ويتفرق إلى ثلاث وسبعين فرقة ببقاء ذلك الرجل، اثنان وسبعون منها في النار،
وعين صلى الله عليه وآله أن الناجية هم علي عليه السلام وأصحابه، فمن تمسك بغيره
عليه السلام فهو هالك.
ومع ذلك كيف يجوز للعاقل أن يقلد دين من يعصي الله ورسوله ولا يمتثل
أمرهما، والله تعالى يقول (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) (4) وما
المعصية والانحراف أعظم من مخالفة الرسول مشافهة وموافقة الهوى.
فهل يجوز لمثله أن يكون واسطة بين الله وخلقه، ويتقربون إلى الله تعالى
بواسطته، وأي مزية لمثله على سائر الفسقة الفجرة بل الكفرة، بل المتأمل في حالات
الخلفاء الثلاثة وما ورد في حقهم من المطاعن والمثالب يعرف أن نسبة الكفر والفسق

(1) صحيح مسلم 3 / 1452.
(2) صحيح مسلم 3 / 1452 - 1454.
(3) نفس المصدر.
(4) سورة الحشر: 7.
292

إليهم نسبة الطاعة والزهد، فإنهم هم الزناديق الأعظمين ماتوا عليها.
والحديث الثاني نص على أن شيعة علي عليه السلام هم الفرقة الناجية بوصف النبي
صلى الله عليه وآله وتعينه لهم بأنهم خير فرقة، فلو كانوا من الفرقة الهالكة لكانوا شر
فرقة ولم يكونوا خير الفرق.
والأحاديث الأخيرة أنها دالة على انحصار الخلافة في اثنا عشر خليفة، ولا
قائل من فرق المسلمين بانحصار الخلافة في اثنا عشر الا الشيعة الإمامية رضوان الله
عليهم. ويعجبني أن أذكر الآن شيئا يسيرا من طرق السنة على خلافة أمير المؤمنين
عليه السلام وعدم صلاحية غيره للامامة.
روى أخطب خوارزم عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه
وآله: لما خلق الله آدم ونفخ فيه من روحه عطس آدم، فقال: الحمد لله، فقال تعالى:
حمدني عبدي وعزتي وجلالي لولا عبدان أريد أن أخلقهما في دار الدنيا ما خلقتك،
فقال: الهي يكونان مني؟ قال: نعم يا آدم ارفع رأسك وانظر.
فرفع رأسه فإذا مكتوب على العرش: لا إله إلا الله، محمد نبي الرحمة، علي
مقيم الحجة، من عرف حق علي زكى وطاب، ومن أنكر حقه لعن وخاب، أقسمت
بعزتي وجلالي أن أدخل الجنة من أطاعه وان عصاني، وأقسمت أن أدخل النار من عصاه
وان أطاعني (1).
انظر إلى هذا الخبر الذي رواه السنة كيف تضمن لعن من أنكر حق علي
بن أبي طالب عليه السلام وكيف أقسم الله بعزته ادخال الجنة من أطاعه وادخال النار
من عصاه.
فان قالوا: إن الذي تقدم عليه وكذبه في دعواه الخلافة وفي شهادته لفاطمة
عليها السلام ما أنكر حقه ولا عصاه.
فالضرورة قاضية بكذبهم وان قالوا، بل أنكر حقه فعصاه، فقد اعترضوا بأن

(1) المناقب للخوارزمي ص 227.
293

الله قد لعنهم وأنهم من أهل النار.
وروى البخاري في صحيحه أن فاطمة عليها السلام أرسلت إلى أبي بكر
تسأله ميراثها من أبيها مما أفاء الله عليها من فدك وما بقي من خمس خيبر، فقال لها:
ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: نحن معاشر الأنبياء لا نورث فما تركناه صدقة،
وانما يأكل آل محمد من هذا المال، وأني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله صلى
الله عليه وآله عن حالها التي كانت عليه.
وأبى أن يدفع إلى فاطمة عليها السلام شيئا منها فوجدت عليه في ذلك
وهجرته ولم تكلمه حتى توفيت، وعاشت بعد أبيها ستة أشهر، فلما توفيت دفنها أمير
المؤمنين عليه السلام ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر، وصلى عليها هو عليه السلام. وذكر
البخاري هذا الخبر بعينه في موضع آخر (1).
فلينظر العاقل المنصف إلى هذا الخبر ما تضمن من الأشياء القبيحة التي لا
تليق في حق الرسول ولا في حق أهل بيته الذين أذهب الله عنه الرجس وطهرهم
تطهيرا.
أولها: أنه تضمن مخالفة النبي صلى الله عليه وآله فيما أمر الله بقوله (وأنذر
عشيرتك الأقربين) (1) فلم ينذر عليا عليه السلام ولا فاطمة عليها السلام وولديها
ولا عمه العباس ولا أولاده ولا أحدا من الصحابة، ولا أعرفهم أنه لا يورث صدقة،
ولم يعرف غير أبي بكر وحده.
وثانيها: أنه تضمن عدم شفقة الرسول صلى الله عليه وآله على أهل بيته
وأقاربهم، فلم يعرفهم أنهم لا يستحقون في ميراثه شيئا، وتركهم يطلبون ما لا
يستحقون، مع أنه صلى الله عليه وآله كان عظيم الشفقة على الأباعد والأجانب، حتى
قال الله تعالى في حقه (فلعلك باخع نفسك على آثارهم ان لم يؤمنوا بهذا الحديث

(1) صحيح البخاري 5 / 177 وصحيح مسلم 3 / 1380.
(2) سورة الشعراء: 214.
294

أسفا) (1).
وثالثها: أنه تضمن كذب أبي بكر، لأنه حلف أن لا يغير ما كان على عهد
رسول الله صلى الله عليه وآله. وقد روى الحميدي في الجمع بين الصحيحين أن أبا بكر
كان يقسم الخمس نحو قسمة النبي صلى الله عليه وآله غير أنه ما كان يعطي قرابة
النبي صلى الله عليه وآله مثل ما كان يعطيهم. مع أنه حلف أن لا يغير وكذب يمينه.
ورابعها: أنه تضمن أنه أغضب فاطمة عليها السلام حتى هجرته إلى حين
توفيت، وأغضب الله ورسوله وعلي بن أبي طالب عليه السلام في حقها، أما أنه أغضب
عليا عليه السلام وفاطمة عليها السلام فهو شئ لا يستطيع أحد انكاره.
وأما أنه أغضب الله ورسوله، فلما رواه أحمد بن حنبل في المسند قال قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: النظر إلى وجهك يا علي عبادة، يا علي أنت سيد في
الدنيا وسيد في الآخرة، يا علي من أحبك فقد أحبني، وحبيبي حبيب الله، وعدوك
عدوي وعدوي عدو الله، الويل لمن أبغضك (2).
وانظروا إلى هذا الخبر المنقول عن مثل أحد أئمتهم الأربعة المخترع للدين
المبدع بدعا في دين خير المرسلين، ونقله الخوارزمي في كتاب المناقب (3) وهو من أفضل
علماء السنة، كيف تضمن أن حبيب علي عليه السلام حبيب رسول الله صلى الله عليه
وآله وحبيبه حبيب الله وعدوه عليه السلام عدوه صلى الله عليه وآله وعدوه عدو الله.
فما الظن بعد ذلك فيمن أزاله عن مقامه، وتولى على ملك ابن عمه، وضرب
زوجته فاطمة سيدة نساء العالمين، وهم باحراق بيتها، ومنعها ارثها من أبيها، حتى
أدى ذلك إلى سبي بناتها وقتل أولادها، كما ذكره البلاذري، وهو من الجمهور في تاريخه
في حكاية ما وقع في الطف، وكتابة ابن عمر إلى يزيد بن معاوية وجوابه ب‍ " يا أحمق "
إلى آخر الكتابة وابرازه العهد المعهود من أبيه إلى معاوية وكيفية وصاياه.

(1) سورة الكهف: 6.
(2) تاريخ دمشق 2 / 231. والمناقب للمغازلي ص 103. وفرائد السمطين ص 111.
(3) المناقب ص 128.
295

فهل مثله حبيب علي عليه السلام وصديقه، فقد قال المحال واتبع الضلال
من تفوه به، لشهادة العقول أن ذلك لو فعله الأخ بأخيه أو الولد بأبيه لحصلت العداوة
والبغضاء بينهما إلى يوم ينفخ في الصور، ومن قال بأنه عدوه كما هو معلوم بالضرورة،
فقد شهد عليه بأنه عدو الله وعدو رسوله، فقد شهدوا على أنفسهم أن أصحابهم أعداء
الله وأعداء رسوله، وأنهم مستحقون للويل على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله،
قال الله تعالى (فويل للذين كفروا من النار) (1).
ويرشدك إلى ذلك ما رواه مسلم في صحيحه في موضعين، قال قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: ان فاطمة بضعة مني يؤذيني من يؤذيها (2).
وروى البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: فاطمة
بضعة مني من أغضبها فقد أغضبني (3)، وروى الحميدي في الجمع بين الصحيحين هذين
الحديثين (4).
وروى صاحب الجمع بين الصحاح الستة أن رسول الله صلى الله عليه وآله
قال: فاطمة بضعة مني من أغضبها فقد أغضبني (5).
فقد شهد مسلم والبخاري وصاحب الجمع بين الصحاح الستة وغيرهم من
علماء السنة الذين بهم يقتدون وعلى آثارهم يهتدون أن من أغضب فاطمة عليها
السلام وآذاها فقد آذى أباها وأغضبه.
ويشهدون ويصححون أن أبا بكر أغضبها وآذاها وهجرته إلى أن ماتت، وقد
قال الله في محكم كتابه (ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا
والآخرة) (6) فقد شهدوا أن الله لعن صاحبهم الذي آذى فاطمة عليها السلام

(1) سورة ص: 27.
(2) صحيح مسلم 4 / 1903.
(3) صحيح البخاري 5 / 36.
(4) إحقاق الحق عنه 10 / 215.
(5) مر نحوه عن صحيح البخاري.
(6) سورة الأحزاب: 57.
296

وأغضبها وآذى أباها وأغضبه وآذى الله بأذاها.
ومع ذلك ينكرون على الفرقة الناجية انهم ملعونون، وانما أعظم اللعن
التبري الذي أنكروه، ولعن الله الذي أثبتوه، وهو من جملة العدوان الذي ارتكبوه.
وأصرح مما مر ما رواه أخطب خوارزم في مناقبه عن أبي ذر الغفاري الذي
رووا عن رسول الله صلى الله عليه وآله في حقه أنه قال فيه: ما أقلت الغبراء ولا أضلت
الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من ناصب
عليا الخلافة بعدي كافر وقد حارب الله ورسوله (1).
انظر إلى هذا الخبر المروي من علمائهم الموصوف على لسان مثل أبي ذر
الصادق عند كل فرقة المعروف في الآفاق الذي قال في حقه الرسول صلى الله عليه
وآله بما عرفت، كيف تضمن النص الجلي الصريح الذي لا يحتاج إلى تأويل بكفر
من ناصب عليا عليه السلام على الخلافة بعد الرسول، فان فاعل ذلك قد حارب الله
ورسوله.
ومن أعجب من ذلك أنهم بعد شهادتهم بالكفر واللعن من الله يتولونهم،
وينكرون على الشيعة مخالفتهم، مع أن الشيعة لعلهم لم يصرحوا بما صرح به أصحابهم
من كفرهم ومحاربتهم لله ولرسوله ولعن الله لهم، ولكنهم ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم،
وبما اعترفوا به من ورود الآثار النبوية المأثورة من طرقهم المعتمدة عندهم.
وما الذنب على الشيعة إذا فارقوا أئمة شهد أصحابهم عليهم بالكفر ومحاربة
الله ورسوله، وتابعوا إماما شهد أعداؤه له بمحبة الله ورسوله وعداوة الله ورسوله بعدوه
أن الله قد طهره من الرجس وأنهم مسؤولون عن ولايته يوم القيامة، كما في الروايات
الواردة عنهم.
وشهدوا له أن الرسول قال في حقه: لو أن الغياض أقلام والبحر مداد والجن
حساب والانس كتاب ما أحصوا فضائل علي عليه السلام (2). والفضل ما شهد به

(1) المناقب للمغازلي ص 45.
(2) رواه الخوارزمي في المناقب ص 2.
297

الأعداء.
ففي الحقيقة قد أذعنوا بما نقلوه ووقروا مشايخهم وعظموا أساطينهم من
أعاظم رواتهم المحدثين المنصفين في النقل، ولم يقتصروا بما نقله الخاصة من المطاعن
والمثالب في حق أعداء أمير المؤمنين والفضائل والمناقب في حقه وحق أولاده المعصومين.
فهلا بما نقلوه وسطروه في كتبهم يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم، اقتفاءا
بأئمتهم القاسطين وخلفائهم المنافقين الأولين الذين لم يعبدوا الله قط، بل هم عبدة
الصنم حتى في زمن الرسول صلى الله عليه وآله، الا أنهم أظهروا الاسلام حقنا
لدمائهم وخوفا على أنفسهم.
كما يشهد بذلك الطرق الكثيرة من الخاصة والعامة، وأفعالهم المواقعة منهم
بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله بالنسبة إلى أولاده وأحفاده وذراريه، وتضييع أهله
وعياله، وتخريب قبلتهم، واحراق كتابهم، والانحراف عن جادة الانصاف بتبديل
أحكامه والبدعة في دينه حتى بقي هذه المفاسد إلى زماننا هذا وما ضاهاه، ربنا اكشف
هذه الغمة عن هذه الأمة بظهور من يملا الله الأرض به قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما
وجورا.
وأما الكتاب، ففيه آيات كثيرة الا انا نقتصر على اليسير من كثير ما ذكره
العامة العمياء.
فمنها: قوله تعالى (ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير
البرية) (1) روى الحافظ أبو نعيم الأصفهاني من علماء السنة باسناده إلى ابن عباس
أنه لما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: هم أنت
وشيعتك، يأتي أنت وشيعتك راضين مرضيين وتؤتى خصمائكم غضابا مقحمين (2). فقد
دلت هذه الآية على أن عليا وشيعته هم الفرقة الناجية وخصماؤهم هم الفرقة الهالكة.

(1) سورة البينة: 7.
(2) شواهد التنزيل 2 / 357، ونظم درر السمطين ص 92.
298

ومنها: قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) (1)
روى أبو نعيم الحافظ أيضا عن عبد الله بن عباس أنها نزلت في علي عليه السلام (2)
فيجب الكون معه بأمر الله ورسوله، ويكون أصحابه هم الفرقة الناجية. ومنها: قوله
تعالى (يوم لا يخزى الله النبي والذين آمنوا معه نورهم) (3) الآية، روى الحافظ
أيضا مرفوعا إلى ابن عباس انه علي وأصحابه (4).
ومنها: قوله تعالى (واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا) (5) روى عبد
الله البرقي من علماء السنة وأبو نعيم أيضا قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
ليلة أسري بي جمع الله بيني وبين الأنبياء، ثم قال: سلهم يا محمد على ماذا بعثوا؟ فقال
لهم النبي صلى الله عليه وآله: على ماذا بعثتم؟ فقالوا: بعثنا بشهادة ألا اله الا الله
والاقرار بنبوتك والولاية لعلي بن أبي طالب عليه السلام (6).
وهذا اقرار منهم أن الأنبياء بعثوا على الاقرار بنبوة محمد صلى الله عليه وآله
وولاية علي عليه السلام ثم يجعلون الولاية لغيره، فقد خالفوا الله في ذلك، وخالفوا
جميع الأنبياء.
ومنها: قوله تعالى (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم) (7)
من كتاب الفردوس لابن شيرويه من علماء السنة يرفعون إلى حذيفة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وآله: لو يعلم الناس من سمى عليا أمير المؤمنين ما أنكروا فضله،
سمي أمير المؤمنين وآدم بين الماء والطين، قال تعالى (وإذ أخذ ربك من بني آدم من
ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى) قال تعالى: (أنا

(1) سورة التوبة: 119.
(2) شواهد التنزيل 1 / 259. ونظم درر السمطين ص 91.
(3) سورة التحريم: 8.
(4) ما نزل من القرآن في علي عليه السلام للحفاظ أبو نعيم ص 262.
(5) سورة الزخرف: 45.
(6) شواهد التنزيل 2 / 156.
(7) سورة الأعراف: 172.
299

ربكم ومحمد نبيكم وعلي أميركم) (1).
وهذا شهادتهم على أنه تعالى أخذ ميثاقه في عالم الذرات أن أميرهم هو علي
بن أبي طالب عليه السلام، وقرنه بالميثاقين الآخرين، وهم يجعلون الأمير غيره، فقد
خالفوا ما عاهدوا الله عليه.
ومنها قوله تعالى (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون) (2)
روى أحمد بن حنبل باسناده إلى ابن أبي ليلى عن أبيه، قال قال رسول الله صلى الله
عليه وآله: الصديقون ثلاثة: حبيب النجار مؤمن آل يس الذي قال: يا قوم اتبعوا
المرسلين، وحزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال: أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله. وعلي
بن أبي طالب عليه السلام الثالث وهو أفضلهم (3).
فالعجب من حالهم أنهم يروون أنه عليه السلام أفضل الصديقين الذين
ذكرهم الله في القرآن الكريم، ومع ذلك يسمون الزنديق بالصديق، ويفضلونه عليه مع
كمال حماقته وبلاهته المعروفة، ولن يستطيعوا أن يرووا آية واحدة تدل على صدقه
وفضله.
وما ذلك الا اتباع الهوى والميل إلى الدنيا الدنية، إذ لا دنيا لشيعة علي عليه
السلام وانما الدنيا لتبعة الزنديق الأعظم الذين هم حزب الشيطان، بل الشيطان من
حزبه ومطيعه ومنقاده، قد ارتدعه الثاني من الايمان في زمن الرسول صلى الله عليه
وآله حين سؤاله منه العلاج، كما وجدته في الروايات المعتبرة.
ومنها: قوله (والذي جاء بالصدق وصدق به) (4) روى أبو نعيم عن مجاهد
" الذي جاء بالصدق " محمد، والذي صدق به علي بن أبي طالب (5). ومثله قول الفقيه

(1) إحقاق الحق 3 / 307 - 308.
(2) سورة الحديد: 19.
(3) شواهد التنزيل 2 / 223.
(4) سورة الزمر: 33.
(5) ما نزل من القرآن في علي عليه السلام ص 240، وشواهد التنزيل 2 / 122.
300

ابن المغازلي الشافعي (1)، ويؤكد ذلك آية التطهير، اتفقت الأمة على أنها نازلة في
الخمسة الطاهرة.
ألا يعجب العاقل وينبه الغافل أنهم يروون أنه أفضل الصدقين، وأنه الذي
صدق بالصدق الذي جاء به محمد صلى الله عليه وآله، وأنه الذي أذهب عنه وعن
زوجته فاطمة عليها السلام وعن ولديه الرجس، ومن جملة الرجس الكذب، ثم يكذبونه
في هواه الإمامة، ويكذبون شهادتهم لفاطمة عليها السلام ويكذبونها بدعواها مع
اعترافهم بأن قد أذهب عنهم الرجس، فلم يدور أنه تكذيب الله تعالى بتزكيته إياهم
باذهاب الرجس عنهم، ومن كذب المزكى فقد كذب المزكي وهو الله تعالى.
ويشهدون على أنفسهم أنهم مسؤولون عن ولاية أمير البررة يوم القيامة.
روى الحافظ عن الشبعي عن أن ابن عباس في قوله تعالى (وقفوهم انهم مسؤولون) (2)
عن ولاية علي بن أبي طالب (3) وكذا رواه ابن شيرويه، وهما من أكبر علماؤهم عن أبي
أبي سعيد الخدري (4).
فياليت شعري ما يكون جوابهم يوم الحساب؟ مع شهادتهم على أنفسهم أنهم
مسؤولون عن ولايته، ثم يعرضون عنه ويتولون غيره رغبة في العاجلة وتنكبا عن
الآجلة، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار.
ومنها: قوله تعالى (فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونساءنا ونساءكم
وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) (5).
تقريب ذلك: ان الآية قد أثبتت ان كل ما كان لرسول الله صلى الله عليه
وآله من كل الفواضل والفواصل فهو لأمير المؤمنين عليه السلام فليس الخارج

(1) المناقب للمغازلي ص 269 - 207.
(2) سورة الصافات 24.
(3) ما نزل من القرآن في علي عليه السلام لأبي نعيم ص 196.
(4) شواهد التنزيل 2 / 106.
(5) سورة آل عمران: 61.
301

بالدليل الا النبوة، وهذا مستقيم على فرض كون المراد من الأنفس أمير المؤمنين
عليه السلام، إذ لا يجوز حملها على نفس النبي صلى الله عليه وآله.
ولكن ذلك المطلب موقوف على حل الاشكال في الحديث الدائر على
الألسنة، وهو أن المأمون قال للرضا عليه السلام ما الدليل على خلافة جدك؟ قال
عليه السلام: أنفسنا، فقال المأمون: لولا نسائنا، فقال الرضا عليه السلام: لولا
أبنائنا، فسكت المأمون.
فنقول: الجواب الأول من الإمام عليه السلام مبني على جملة من المقدمات،
وذلك من أن الحاضر عند النبي صلى الله عليه وآله لم يكن في يوم المباهلة الا أصحاب
الكساء، وذلك مما عليه الاجماع من الأمة، ومن أنه لا يجوز تقديم المفضول على
الأفضل، وهذا مما يقول به العدلية، وكان المأمون يعد نفسه منهم، ومن أنه لا يجوز حمل
أنفسنا على نفس النبي صلى الله عليه وآله وذلك لوجوه عديدة.
وأما الاعتراض من المأمون، فالمقصود أنه لم لا يجوز أن يكون المدعو جماعة
من الأصحاب، الا أنه لم يحضر الا أمير المؤمنين عليه السلام فإذا احتمل هذا
الاحتمال يكون من أطلق عليه أنفسنا جمع من الصحابة، فحينئذ إذا قدم واحد منهم
على أمير المؤمنين عليه السلام لا يتمشى قاعدة عدم جواز تقديم المفضول على
الأفضل، فهذا الاحتمال يسدره نسائنا، فان المدعوات كانت جماعة الا أنه لم تحضر
الا فاطمة الزهراء عليها السلام، فإذا كانت في فقرة نسائنا المدعوات أعم والحاضرة
أخص لزم حمل فقرة أنفسنا أيضا على هذا النمط، لئلا يلزم التفكيك بين فقرات
الآية.
فأجاب الإمام عليه السلام ان فقرة أبنائنا توجب حمل الفقرتين على كون
المدعو عين والحاضر الحاضر عين المدعو، وهكذا المدعوة عين الحاضرة والحاضرة عين
المدعوة، لان في فقرة أبنائنا المدعوين عين الحاضرين والحاضرين عين المدعوين.
هكذا أجاده بعض أجلة الفضلاء من أهل العصر، ولا يخلو من الظهور فتأمل.
فقد تطابق العقل والنقل من طريق الاخصام ان الفرقة الناجية من الفرق
302

هم الشيعة الاثنا عشرية، ثبتهم الله بالقول الثابت، وأيدهم على الارشاد، وغلبهم على
أعداء الدين.
وهذا المقدار كفاية لمن له البصيرة والدراية، ومن تنكب عن جادة الانصاف
وتابع الهوى واقتفى دين الآباء والأمهات كما هو طريقة أكثر الضلال في كل زمان،
بل يتعصبون تعصب الجاهلية، فلا يهتدى بألف حكاية
303

الباب التاسع
في ذكر فوائد نافعة
ذكرها أئمة الرجال، الشيخ والعلامة والميرزا وغيرهم.
305

الفائدة الأولى
قال الشيخ الصدوق محمد بن يعقوب في كتابه الكافي في أخبار كثيرة، عدة
من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى، قال: والمراد بقولي " عدة من أصحابنا "
محمد بن يحيى العطار، وعلي بن موسى الكمنذاني، وداود بن كورة، وأحمد بن إدريس،
وعلي بن إبراهيم بن هاشم.
قال: وكلما قلت في كتابي المشار إليه: عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد
بن خالد، فهو ابن إبراهيم بن هاشم، وعلي بن محمد بن عبد الله بن أذينة، وأحمد بن
عبد الله بن أمية، وعلي بن الحسن.
وكلما ذكرت في كتابي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد، فهم علي بن
محمد بن علان، ومحمد بن أبي عبد الله، ومحمد بن الحسن، ومحمد بن عقيل الكليني.
والظاهر أن علي بن محمد بن علان هو الموجود في الرجال بعنوان علي بن
محمد المعروف ب‍ " علان " ومحمد بن أبي عبد الله هو محمد بن جعفر الأسدي الثقة،
ومحمد بن الحسن هو الصفار.
وربما يستفاد من الميرزا وغيره في الاعتذار عن ضعف العدة عن سهل، بأن
اتفاق الجماعة على الكذب بعيد جدا، قبول الرواية فيها توسط فيه العدة، مضافا إلى
اعتماد الكليني عليهم، خصوصا مع كونه معلوما للراوي عنه وان لم يعينه، لا سيما إذا
كان من أصحاب الكتب المعتبرة، سيما بعد ملاحظة ما ذكر في أول كتابه من جمع ما هو
الحجة بينه وبين ربه، قرينة قوية على عدم الافتقار في الاعتبار إلى معرفته ومعرفة
أحواله، بقرينة التزامهم لذكر الرواة مع حفظ النسب واللقب وغيرهما.
وفيه نظر واضح، الا أن العدة لما تشتمل على الثقة وغيره، فالاعتبار بسبب
الاجتماع لا لكونه معلوما للراوي عنه، وكونه من أصحاب الكتب المعتبرة، ولا من
جهة الاخبار في أول الكتاب من جمع الأحاديث المحكومة بالصحة عنده.
فان كل ذلك لا يصير قرينة أصلا على عدم الافتقار في الاعتبار إلى معرفة
307

الراوي ومعرفة أحواله، إذ معرفة الراوي مع الالتزام باشتراط العدالة في الرواة في
جواز قبول رواياتهم كما حققنا ذلك في أصولنا المبسوطة - لازم، وتميز الرجال بعد
الحاجة إلى علمه - كما أشرنا في أول الكتاب - أمر لا ينبغي انكاره.
وتعيين الشخص المروي عنه، مع عدم ضمه إلى جماعة أخرى بطريق
الاجمال كالرجل ونحوه، أو بطريق التفصيل لكن مع عدم المعرفة بذاته أو حاله، كعلي
بن موسى وداود بن كورة ونحوهما ممن لم يعلم وصفه من القدح والمدح، لا يخرج الرواية
عن الضعف والارسال.
واخبار المحمدين بصحة ما في كتبهم جميعا في حيز المنع، سيما مع ملاحظة
ادراجهم الضعاف فيها بل هي أكثر، ولعل الصحيح المعتبر المدرج في تلك الكتب
كالشعرة البيضاء في البقرة السوداء.
وقد استوفينا البحث في ذلك في أجوبة الأخباريين في رسالة حجية المظنة،
وفي مصنفي الجامع للمقاصد، وكيف كان فربما يذكر في أول السند بلفظ الجماعة بدلا
عن العدة.
والظاهر أن أشخاص العدد بلا قصور وغائلة، سواء كانت عن ابن عيسى
أو البرقي أو سهل، هكذا ذكره بعض أجلة المعاصرين.
ولا يخلو من تأمل، فان ذلك رجم بالغيب لا شاهد على الاتحاد، وان لم يكن
البحث فيه كثير الجدوى، بل قليل الفائدة، نظرا إلى أن الجماعة أيضا كالعدة تشتمل
على الثقة ولو واحدا.
ثم اعلم أنك قد سمعت أن العدة الراوية عن أحمد بن محمد بن عيسى
خمسة أشخاص، ثلاثة منهم ثقات، وهم محمد بن يحيى العطار وأحمد بن إدريس وعلي
بن إبراهيم، واثنان منهم لم نقف لهما على مدح ولا ذم، وهما علي بن موسى الكمنذاني
وداود بن كورة، الا أنه قد استظهر بعض أجلة العصر من اكثار رواية الكليني عنهما
في ضمن العدة وغيرها المدح.
308

سيما بعد ذكر الشيخ في الفهرست (1) والرجال (2) في حق الثاني أنه بوب كتاب
النوادر لأحمد بن محمد بن عيسى، والنجاشي أنه بوب ذلك وكتاب المشيخة للحسن
بن محبوب أيضا وقال: له كتاب الرحمة في الوضوء والصلاة والزكاة والصوم
والحج (3).
وعن بعض التصريح بإفادة كونه ذا كتاب الحسن، وفي " تعق " البهبهاني:
الظاهر جلالته وهو من مشايخ الكليني. وفيه نظر، إذ مجرد رواية الكليني عنه لا
يوجب الاتكال على مثلهما، سيما إذا كان الأول منهما مجهول الحال غير موصوف
بوصف، ولم يثبت كونهما من مشايخ الإجازة حتى يعتمد على روايتهما على المذهب
المختار والجم الخطير.
ومجرد كون الثاني صاحب كتاب ليس فيه دلالة على حسن حاله ولا إشارة
على ما زعمه الفريد البهبهاني، نعم فيه دلالة على كونه عالما بصيرا في علمي الاخبار
والفقه، وهذا مباين للحسن والمدح المفيد لقبول الرواية.
وأما العدة الراوية عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، فقد عرفت أن
أشخاصها أربعة، أحدهم ثقة جليل القدر عظيم المنزلة معروف الحال مقبول المقال
وهو علي بن إبراهيم، وفيه الكفاية في صحة الرواية كالعدة الأولى. والثاني علي بن
الحسن، وهو بهذا العنوان مشترك بين الثقات والمجاهيل، ولا شاهد على كون المعدود
في العدة أحد الثقات أو المجاهيل.
بل قيل: الظاهر إباء طبقة الجميع عن طبقة العدة، ومن هنا قال بعض أجلاء
العصر: لا يبعد أن يكون ذلك من تصرف النساخ وأنه علي بن الحسين مصغرا يعني:
السعد آباذي بالذال المعجمة على ضبط العلامة، وهو الموافق للتصرف في المعرب
وخصوص قلب الدال ذالا، قال: لان شيخ الطائفة ذكر في رجاله روى عنه، ولأنه

(1) الفهرست ص 68.
(2) رجال الشيخ ص 472.
(3) رجال النجاشي ص 158.
309

روى عن أحمد بن محمد بن خالد، على ما يظهر مما ذكره شيخ الطائفة في الفهرست.
حيث قال بعد أن ذكر أسامي كتب البرقي: أخبرنا بهذه الكتب كلها وبجميع
رواياته عدة من أصحابنا، منهم الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان، وأبو
عبد الله الحسين بن عبيد الله، وأحمد بن عبدون وغيرهم، عن أحمد بن محمد بن سليمان
الزراري، قال: حدثني مؤدبي علي بن الحسين السعد آباذي أبو الحسن القمي، قال:
حدثنا أحمد بن أبي عبد الله إلى آخره (1).
قال: ويظهر ذلك من طريق الصدوق إلى أحمد بن محمد بن خالد البرقي،
وكذا من طريقه إلى إسحاق بن يزيد، والى بريع المؤذن، والى الحسن بن زياد الصيقل،
والى سليمان بن جعفر الجعفري، والى سيف التمار، والى سعيد النقاش، والى عبد
العظيم بن عبد الله، وعبد الله بن فضاله، وفضيل بن يسار، والفضل بن أبي قرة،
وعمرو بن شمر، ومحمد بن عبد الله بن مهران، وفي جميع ذلك روى عن علي بن
الحسين السعد آباذي عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي انتهى.
أقول: لا يأبى كونه علي بن الحسن بن علي بن فضال الفطحي الثقة، إذ
يروي عنه " عقد " وعلي بن محمد بن الزبير القرشي، وهما في طبقة الكليني كما مر في
عناوين الطبقات.
ويؤيد ذلك ملاحظة تاريخ وفاة الكليني مع ملاحظة تاريخ وفاة " عقد " فمات
الأول سنة تناثر النجوم، والثاني بعده بأربع سنين تقريبا، لان وفاته في سنة ثلاث
وثلاثين وثلاثمائة، فهو في مرتبة مشايخ الكليني من العدد الثلاثة ومحمد بن إسماعيل،
فكونه أيضا من مشايخه قريب، ولا معنى لاستظهار إباء طبقة الجميع عن طبقة العدة
حتى نلتجأ إلى المناص وارتكاب التحريف بقراءته مصغرا، فهذا من القائل عجيب.
وببالي أن الوالد طاب ثراه استظهر كونه هو علي بن الحسين بن علي بن
فضال، وهو الأنسب بالطبقة، ومجرد، رواية الكليني عن السعد آباذي لا يعين كونه هو

(1) الفهرست ص 22.
310

بارتكاب التحريف.
وكيف كان فلو كان ذلك ابن الحسين، فالظاهر أنه ثقة وان لم نجد له تصريحا
بتوثيقه في كتب الرجال، الا أن صاحب منتهى المقال استظهر من جماعة من
الأصحاب عد حديثه حسنا، ونفى البعد عنه، وذلك لكونه من مشايخ الإجازة، على
ما نص عليه المجلسيان في الشرح على مشيخة الفقيه في ترجمة أحمد بن محمد بن خالد
وفضيل بن يسار وفي الوجيزة، وعن المحكي عن رسالة أبي غالب في ذكر طريقه إلى
كتاب الشعر من المحاسن، حدثني مؤدبي أبو الحسن علي بن الحسن السعد آباذي به
وبكتب المحاسن اجازة عن أحمد بن محمد بن عيسى عن رجاله.
ونص الشيخ في الرجال (1) والفهرست على أنه كان معلم الزراري الذي
جلالته واضحة، فذكر في حاله أنه شيخ أصحابنا في عصره واستادهم وفقيههم، وصنف
كتبا. وفى رجاله: انه جليل القدر كثير الرواية ثقة. و " جش ": انه كان شيخ العصابة
في زمنه ووجههم، وبالجملة امارات الوثاقة للرجل موجودة.
وأما الشخصان الآخران الباقيان من هذه العدة، فأحدهما أحمد بن عبد الله
بن أمية، والآخر علي بن عبد الله بن أذينة، فلم نجدهما في كتب الرجال، نعم في منتهى
المقال عن " تعق " أحمد بن عبد الله بن أمية مر في ترجمة أحمد بن عبد الله بن أحمد
ما ينبغي أن يلاحظ، ويأتي عند ذكر العدة، والظاهر منه كونه من مشايخه، والظاهر منه
كونه من المعتمدين بل الثقات (2).
أقول: ذكر في تلك الترجمة بعد استظهار وثاقته من تصحيح طريق هو فيه
وحكاية استظهارها عند الصدوق عن جده ما هذا لفظه: ويحتمل كونه ابن بنت البرقي
الذي يروي عنه، بأن يكون عبد الله ابن بنته، فنسب إلى جده، أو يكون والد عبد
الله هو محمد بن أبي القاسم، فلاحظ ترجمته، ويؤيده تكنية محمد بأبي عبد الله، لكن

(1) رجال الشيخ ص 484.
(2) منتهى المطلب ص 36.
311

كون محمد ابن بنته ربما يبعد روايته عنه فتأمل. أو يكون ابن بنت البرقي لقب أحمد،
أو يكون عبد الله صهر البرقي، كما نذكره في علي بن أبي القاسم فلاحظ.
وفي المعراج وقد يعد من مشايخ الإجازات وغير بعيد، بل لا يبعد أن يكون
أحمد بن عبد الله بن أمية الذي يروي عنه الكليني، وهو أحد العدة التي يروي عن
أحمد بن محمد بن خالد بواسطتها هو هذا الرجل، وأمية تصحيف ابنته ليوافق ما في
ترجمة البرقي وغيرها أن الراوي عنه أحمد ابن بنته، والى هذا مال المحقق الشيخ
محمد (1) انتهى.
قلت: ان المستفاد من " جش " في ترجمة محمد بن أبي القاسم وترجمة ابنه
بعنوان علي بن أبي القاسم، على ما ذكره الميرزا عنه في تلخيص المقال، ان صهر
البرقي محمد بن أبي القاسم، وأن علي بن محمد المذكور ابن بنته، فغفل عنه في ترجمة
الثاني ولده علي بن أبي القاسم عبد الله بن عمران البرقي، المعروف أبوه بماجيلويه
يكنى أبا الحسن، ثقة فاضل فقيه أديب رأى أحمد بن محمد بن خالد البرقي وتأدب
عليه، وهو ابن بنته صنف كتبا (1).
وفي ترجمة الأول والد الثاني محمد بن أبي القاسم عبيد الله بالياء ابن عمران
الجنابي البرقي أبو عبد الله الملقب ماجيلويه، وأبو القاسم يلقب بندار، سيد من
أصحابنا القميين ثقة عالم فقيه عارف بالأدب والشعر والغريب، وهو صهر أحمد بن
أبي عبد الله البرقي على ابنته وابنه علي بن محمد منها، وكان أخذ عنه العلم والأدب (2).
وقريب منه ما في " صه " وفيها بعد عبيد الله وقيل: عبد الله (3)، وهو الموافق لما
في ترجمة علي بن أبي القاسم كما دريت، بناءا على كون عبد الله فيها. وفي ترجمة.

(1) منتهى المطلب ص 36.
(2) رجال النجاشي ص 261.
(3) رجال النجاشي ص 353.
(4) رجال العلامة ص 157.
312

الوالد محمد بن أبي القاسم، أو كان عبيد الله فيها لقب أبي القاسم، فيكون أبو القاسم
ابن عمران، ويكون أبو عبد الله كنية ابن عمران، لكون ابنه أبي القاسم ملقبا
بعبد الله.
فعلى هذا فعلي بن محمد الذي يروي عنه الكليني كثيرا بواسطته عن سهل
وعن البرقي وعن غيرهما تارة مطلقا وأخرى مقيدا بابن عبد الله، وثالثة بابن بندار
يكون واحدا وهو ابن بنت البرقي، وعليه يكون أحمد الذي هو ابن بنته أيضا، كما
صرح به في ترجمة البرقي ابن محمد المذكور الذي استظهرنا كون أبيه عبد الله.
فما في ترجمة البرقي من التعبير بأحمد بن عبد الله اسناد له إلى جده، إذ
الصهر محمد بن عبد الله لا عبد الله. وعلى هذا أمكن أن يقال: إن علي بن محمد بن
عبد الله بن أذينة الذي هو أحد العدة عن البرقي هو هذا الذي ابن بنته، وأن أذينة
تصحيف ابن بنته.
ويؤيد ذلك أنه غير مذكور بهذا العنوان في كتب الرجال، مع أنه أحق
وأحرى من ذكره فيها، سيما لمن لم يقنع بذكر المعاريف والمشاهير، بل أدرج كل من
وجده حتى المجاهيل، وهو مع رواية الكليني عنه كثيرا يخرجه عن الخفاء واستتاره،
فلا أقل من كونه في عرض المجاهيل تنزلا، فاللازم على غير المقتصر ذكره في مصنفه.
ومما يرشد الاتحاد أن المذكور هذا يروي عن البرقي غالبا وكذا عن
إبراهيم بن إسحاق، وابن بندار كذلك، فيقوى الاتحاد. وعلى هذا فعبيد الله في ترجمة
الوالد يكون لقبا للوالد، وأنه ابن عمران بلا واسطة، وهو الملقب بماجيلويه المكنى
بأبي عبد الله، لكون ابنه علي ملقبا بعبد الله.
وعليه يكون علي بن محمد بن بندار معلوما هو ابن بنت البرقي، وعليه يحمل
علي بن محمد المطلق الواسط بين الكليني والبرقي وغيره، وكذا علي بن محمد بن عبد
الله ان ثبت كون عبد الله لقبا لأبي القاسم أو أبيه وان على.
وعلى هذا يتقوى القول المحكي عن قائل في كون عبد الله لقبا لمحمد
الصهر بما في ترجمة البرقي، من كون أحمد بن عبد الله ابن بنته، فتدبر في تراجم الكل
313

في كتب الرجال وملاحظة الطبقة في الروايات، يظهر لك صدق المقالة في الاتحاد، كما
سبق إلى ذلك جمع من أجلة أئمة الفن.
ثم المحكي ان عما يستفاد من المنتقي أن أشخاص العدة عن البرقي خمسة،
خامسهم محمد بن يحيى، فقيل: ان المستفاد من كلامه في الكافي أن محمد بن يحيى
أحد العدة، وهو كاف في المطلوب. وقد اتفق هذا البيان في أول حديث ذكره في
الكتاب، وظاهره أنه أحال الباقي عليه، ومقتضى ذلك عدم الفرق بين كون رواية
العدة عن أحمد بن محمد بن عيسى وأحمد بن محمد بن خالد، وإن كان البيان انما وقع
في محل الرواية عن ابن عيسى، فإنه روى العدة عن ابن خالد بعد البيان بجملة
يسيرة من الاخبار، ويبعد مع ذلك كونها مختلفة بحيث لا يكون محمد بن يحيى في العدة
عن ابن خالد، ولا يتعرض مع ذلك للبيان في أول روايته عنه، كما بين في أول روايته
عن ابن عيسى (1) انتهى.
ثم إن المحكي عن الكليني في الكافي أنه قد روى في باب الحركة والانتقال
من أصوله عن هذه العدة بواسطة، حيث قال: عنه عن عدة من أصحابنا عن أحمد
بن محمد بن خالد (2)، ومرجع الضمير المجرور على ما هو مقتضى القاعدة علي بن
محمد، وهو الراوي قبل ذلك عن سهل بن زياد، وهو علي بن محمد بن إبراهيم
المعروف بعلان أحد العدة عن سهل.
فذكر عن بعض أجلاء العصر انه لا يبعد أن يقال: إن لفظة " عنه " و " عن "
بعدها زائدة من النساخ.
الا أن بعضا من المعاصرين قال بعد ذلك قلت: لا داعي الا ذلك، إذ لا
دليل على عدم روايته عن العدة المذكورة. فأما رواية الكليني عن علي بن محمد
المذكور، فهي فوق الكثرة كيف؟ وهو أحد العدة عن سهل، مع أن من المحتمل أن

(1) منتفى الجمان 1 / 43.
(2) أصول الكافي 1 / 126، ح 5.
314

يكون مرجع المجرور محمد بن أبي عبد الله، وهو محمد بن جعفر الأسدي أحد العدة
عن البرقي، والراوي عن محمد بن إسماعيل البرمكي، وهما المذكوران في صدر الباب
المزبور، حيث قال: محمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن إسماعيل البرمكي إلى آخره.
وعلى هذا يراد بالعدة في الخبر من عدا محمد بن أبي عبد الله، بقرينة روايته
عنهم، ورواية أحد العدة عن الباقين غير منكرة، مع احتمال سقوط العاطف على
الضمير المجرور، فكأنه قال: عنه وعن عدة، ولا حاجة إلى خروج محمد بن أبي عبد
الله عن العدة، فيكون كذكر العام عقيب الخاص، وهنا احتمال آخر بعيد فتأمل
انتهى.
أقول: والكل محتمل، ولكن الأقرب هو الاحتمال الأخير من سقوط حرف
العاطف، كما وقع ذلك في كثير من موارد الكتاب بذكر العام عقيب الخاص.
وأما العدة الراوية عن سهل بن زياد، فقد عرفت أن أشخاصها أيضا أربعة،
أحدهم محمد بن عقيل الكليني، ولم أقف عليه في كتب الرجال، ولكن رواية الكليني
عنه يدل على حسن حاله لا الاعتماد عليه، لعدم ثبوت كونه من مشايخه.
وأما علي بن محمد بن علان، فقال الميرزا: اتفقت النسخ على علي بن محمد
بن علان، وفي الرجال علي بن محمد المعروف بعلان، وكأنه علي بن محمد بن علان
انتهى.
أقول: الظاهر من العلامة في الخلاصة ان علان لقب علي، فقال في عنوان
علي بن محمد بن إبراهيم بن أبان الرازي الكليني المعروف بعلان بالعين المهملة (1).
والمعروف وصف لعلي على الظاهر، وان احتمل ضعيفا غيره، لبعده عن مساق الكلام،
وكذلك عن " جش " وفي عنوان أبيه محمد بن إبراهيم بعلان خير، وكذلك في " لم "
ويحتمل هنا أن يكون الموصوف بعلان هو محمد، فالمعروف مرفوع أو أبوه إبراهيم فهو
مجرور.

(1) رجال العلامة ص 100.
315

وفي " مشكا " في من روى عن سهل ما هذا لفظه: عنه علي بن محمد بن
إبراهيم الرازي الكليني المعروف بعلان أبو الحسن الثقة خال الكليني (1). وكون الكنية
بالرفع شاهد على أن الخال هو علي، وكذا علان مطابقا لما فهمناه من الخلاصة في
عنوان الابن دون الأب.
ولكن الظاهر مما حكاه العلامة في فوائد الخلاصة (2) عن الكافي أن علان
لقب الجد، كما اعترف الميرزا من اتفاق النسخ على جعله بمنزلة جده إبراهيم كما أشرنا
والعجب من بعض أهل العصر حيث قال: وأما كونه لقبا لجده فهو الظاهر مما مر في
الخلاصة، كما اعترف به في " تعق " بعد قوله " الظاهر أنه لقب إبراهيم نفسه " وذلك
لان ما نقله عن " صه " في سابق كلامه أنما هو كلام الكليني نفسه في بيان العدد الثلاثة،
غاية الأمر أن الحاكي عنه العلامة بالعبارة التي تلوناها عليك في بداية الباب نقلا
عن الكافي من دون واسطة العلامة.
فالاستظهار المذكور في غير محله، إذ ليس في الخلاصة الا نفس عبارة
الكليني، كما حكاه البعض المشار إليه عبارته بواسطة العلامة، ولم يذكر في تلك الفائدة
شيئا الا مجرد نقل ما ذكره محمد بن يعقوب الكليني في بيان عداته، فلم يبرز كلاما
يشعر بكونه لقبا للجد فضلا عن دعوى الظهور فيه، فهو غفلة جلية.
وقد ذكر في الرجال في عنوان الكليني أن علان خاله، ويدل ما عن " تعق " من قوله
بأنه تقدم في محمد بن يعقوب أن خاله علان على أنه امارة لكونه لقبا للجد، ولا دلالة
فيه على كونه لقبا له أو لغيره من الابن والأب، بل الظاهر من الطبقة تبعا للمعاصر
أنه غيره، بل خصوص الابن، وقد صرح به الولد العلامة رحمه الله في مجلس الدرس.
والصواب أن هذه الكلمات وإن كانت متشتتة بحسب الظاهر، فربما يؤدي
بعضها أنه لقب الابن علي، أنه والآخر لقب الأب محمد، كما في ترجمته التي أشرنا إليها
عن " صه " و " لم " بناءا على قراءة المعروف مرفوعا لا مخفوظا. وثالث أنه لقب الجد، كما

(1) هداية المحدثين ص 78.
(2) رجال العلامة ص 272.
316

هو الظاهر من أصل العناوين في كتب الاخبار، وما ذكره الكليني في بيان العدد.
الا أن المتأمل المنصف يدري أن توهم الاختلاف سهو، والجمع بين الكلمات
ظاهر بين، إذ علان هو لقب للابن والجد معا دون الأب، وما في " صه " و " لم " على
الاحتمال، والا فدعوى الظهور في الجد فيهما بقراءة خفض المعروف للتأييدات
الخارجية قوي، فلذا ربما يقال: علي بن محمد بن علان، وربما يقال: علي بن محمد بن
إبراهيم، فيذكر الجد تارة بالاسم وأخرى باللقب.
وأما الابن الذي هو الخال للكليني فلقب به أيضا، فيقال: علي بن محمد بن
إبراهيم المعروف بعلان، كما استظهرناه من عبارتي " صه " و " جش " بل هو المتعين، إذ
قد ذكر في ذلك العنوان جده الاعلى وهو أبان، فالوصف: اما له ولم يقل به أحد، واما
لصاحب العنوان كما هنو الغالب في ذكر الأوصاف في أغلب التراجم، وجعله لقبا لغير
الأول والأخير خارج عن المساق بلا ريب.
هذا وأما احتمال كون علي بن محمد الذي هو أحد عدة سهل هو علي بن
محمد بن بندار، أو علي بن محمد بن عبد الله اللذان ذكرا في عدة البرقي، فغير موجه،
إذ هما غير ملقبين بعلان، ومجرد الشركة في الاسم والأب والراوي عنهم الذي هو
الكليني لا يوجب الاتحاد، لتصريحات كثيرة في كتب الاخبار والرجال من بيانهم على
الاختلاف بذكر اللقب المائز عن احتمال الغير، نعم مع ذكره مطلقا يحتمل الجمع، ومع
ذلك لا حاجة إلى التميز الشخصي إذ الكل من الثقات، كما أشرنا في الطبقات.
وأما محمد بن أبي عبد الله، فقد أشرنا أنه محمد بن جعفر الأسدي،
واستظهره الميرزا وقال: الظاهر أنه هو محمد بن جعفر الأسدي الثقة ويؤيده جزم
" تعق " بكون محمد بن أبي عبد الله الراوي عن البرمكي هو ابن جعفر الأسدي،
وحكاه في منتهى المقال عن خاله المجلسي في الوجيزة، وعن جده في حواشي النقد،
وكذا عن الفاضل الشيخ عبد النبي، وقد نص " جش " والعلامة في ترجمة ابن جعفر
المذكور أنه يقال له محمد بن أبي عبد الله.
ومما يشهد بذلك أيضا أن الكليني يروي عنه تارة بعنوان ابن أبي عبد الله،
317

وأخرى بعنوان ابن جعفر الأسدي، وكلاهما يرويان عن سهل كما في الكافي.
وربما يحتمل كونه محمد بن أبي عبد الله، ذكره الشيخ في " ست " فقال كما هو
المحكي عنه: له كتاب، ثم ذكر آخرين ثم قال: روينا كلها بهذا الاسناد عن حميد عن
أبي إسحاق إبراهيم بن سليمان بن حيان الخزاز عنه (1).
ولكن لا يخفى بعده، إذ الظاهر تقدم طبقته على طبقة الكليني، إذ المستفاد
من تاريخ وفاة الكليني ووفاة حميد الراوي عمن روى عن محمد بن أبي عبد الله
المذكور تقدم وفاة حميد بتسع عشرة سنة، فان وفاته سنة عشرة وثلاثمائة، وأما الكليني
فقد مات في سنة تناثر النجوم، فيبعد روايته عنه باسقاط الواسطتين.
نعم ربما يستبعد كونه الأسدي أيضا بما ذكره " جش " في ترجمته من رواية
أحمد بن محمد بن عيسى عنه. وقد علم أن الكليني يروي عنه مع الواسطة، فكيف
يروي بلا واسطة عمن يروي عنه أحمد.
وفيه أن ذلك توهم في عبارة " جش " فإنه قال: إن أحمد يروي عنه بعد قوله
وكان أبوه وجها (2). والمرجع هو الأب لا الابن. ويشهد بذلك أن الأسدي مع حميد
معاصر، إذ مات هو بعده بفاصلة سنتين، ومما يسدد ذلك أن العلامة و " جش " قالا في
ترجمة والده جعفر: ان أحمد روى عنه.
هذا كله فرض تغاير ما ذكره في " ست " معه. وأما على اتحادهما كما
استظهره الميرزا، فقال في ترجمة محمد بن جعفر الأسدي وذكر ما في " ست " و " لم ":
الظاهر أنه ابن جعفر بن محمد بن عون الأسدي، وهو كذلك بملاحظة الطبقة، إذ
يروي عمن ذكره في " ست " التلعكبري، وهو أيضا مات في سنة اثنتين وثلاثمائة، وهذا
يشعر بالاتحاد.
نعم في تاريخ موتهما اختلاف في شهره لا في سنته، فابن عون في ليلة الخميس

(1) الفهرست ص 153.
(2) رجال النجاشي ص 373.
318

لعشر خلون من جمادي الأولى، والأسدي في الربيع الثاني، وهذا غير مضر.
لكن في مشتركات محمد أمين الكاظمي: محمد بن جعفر بن محمد بن عون
الثقة، عنه الحسن بن حمزة، وأحمد بن محمد بن عيسى، وهو عن محمد بن إسماعيل
البرمكي، كما ذكره في الفقيه في باب علة وجوب الزكاة (1). وفيه أيضا: روى ابن
مسكان عن محمد بن جعفر قال قلت لأبي الحسن عليه السلام (2). وهو أيضا عن سهل
بن زياد (3) انتهى.
أقول: وفيه مواضع من النظر لا تخفى. نعم قد حكى في منتهى المقال عن
مشتركات الكاظمي في الذي ذكر في الفهرست أنه روى عنه الكليني، وهو عن محمد
بن جعفر بن عون الأسدي. وهذا موهن لاستظهار الاتحاد كبعض ما ذكرناه عن
المشتركان أيضا، الا أن بعض المعاصرين استظهر زيادة لفظة " عن " بعد كلمة " هو "
فيوافق استظهار الميرزا.
وأما محمد بن الحسن، فاستظهر الميرزا أنه الصفار، وقد تبعه بعض أجلة
المعاصرين. وفي المنتهى ذكر كلام الميرزا من دون إشارة إلى التصويب والتخطأة،
فاستدل البعض بشهادة الطبقة معللا بأن وفاته كانت قبل وفاة الكليني، وقد صرح
بالوصف في بعض روايات الكليني عنه بواسطة العطار.
وأيضا قد أكثر الرواية عن محمد بن الحسن، وعلي بن محمد بن بندار، عن
إبراهيم بن إسحاق، وإبراهيم بن إسحاق هو الأحمري، للتصريح به في كثير من
المواضع كما قيل. وقد ذكر في الفهرست في ترجمة إبراهيم المذكور ان محمد بن الحسن
الصفار روى عنه، ونص عليه الكاظمي أيضا.
وأيضا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد كان معاصرا للكليني، لموته بعده

(1) من لا يحضره الفقيه 2 / 4.
(2) من لا يحضره الفقيه 2 / 95.
(3) هداية المحدثين ص 231.
319

بأربع عشرة سنة، وصرح الشيخ في باب " لم " والعلامة في الخلاصة بروايته عن الصفار،
ونص عليه الكاظمي أيضا. ومن البعيد أن يترك الكليني الرواية عنه مع كونه من
أعاظم العلماء والمحدثين، ومعروفية كتبه كالبصائر ويروي عن غيره ممن هو في طبقته
كابن الحسن البرناني، مع ضعف بعض ومجهولية آخر فتدبر انتهى.
أقول: إن هذه الامارات لا تصير دليلا على تعيين من روى عنه الكليني، بل
في رواية الكليني عن الصفار بواسطة العطار يشعر بأنه: اما لم يلقه لبعد مكانهما، أو لم
يأخذ منه شيئا، كيف؟ وقد مات الصفار قبل وفاته بأربعين سنة الا سنة، ولذا أدرجناه
في طبقة مشايخ مشايخ الكليني. وكون محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد معاصرا
له، أو كون وفاته بعد وفاته بسنين لا يوجب النفي فيه وتعيين غيره، إذ ربما يأخذ
المعاصر من المعاصر والأكابر من الأصاغر.
وطريق تحصيل الروايات غير طريق تحصيل العلوم، فان الأول مقصور على
السماع والتوظيف، والثاني على الاجتهاد المبني على كمال القوة في الاستنباط
واستفراغ الوسع والكياسة والمهارة والاطلاع على العلوم المتقدمة على علم الفقه.
ألا ترى أن كثيرا من رجال الأحاديث وحواري الأئمة من أهل الكسب
والصناعة والفلاحة، فيوصفون بالسراد والزراد والخزاز وخاصف النعل والعطار
والدهقان، ونحوها من الألقاب النسبية والأوصاف، فيجعلون كثرة الرواية من المدح.
نعم يعتبرون فيهم الوثاقة حتى يكونوا مأمونين من الكذب والافتراء، والبصارة
والضبط لئلا يشتبه عليهم الامر.
وبالجملة لا يشترط في النقل كون المروي عنه عظيم العلم، وإن كان ذلك
موجبا للترجيح في مقام التعارض مع حصول شرائط القبول في المتعارضين.
فللتوقف مجال، فأن من وجدناه في هذه الطبقة ويليق أن يروي عنه الكليني
أشخاص: أولها الصفار. وثانيهم: محمد بن الحسن بن الوليد الراوي عن الصفار.
وثالثهم: محمد بن الحسن البرناني الراوي عنه كش والكليني. ورابعهم: محمد بن
الحسن القمي، وليس بابن الوليد الا أنه نظيره، كما في " صه " و " لم " وروى عن جميع
320

شيوخه، كسعد بن عبد الله والحميري والصفار والأشعريين وغيرهم.
فلا ينحصر الامر حتى يكون التكلم في التعيين قليل الجدوى أو عديم
الفائدة، بل الامر دائر بين الثقة والمجهول وغير المصرح بالتوثيق، فيشكل التعلق
بحديث يتفرد به ابن الحسن في هذه الطبقة. نعم كونه من أحد العدة الراوية عن
سهل يقبل من جهة الانضمام إلى من يوثق به، كما هو الحال في كل عدة وجماعة
مشتملة على الثقة وغير الثقة اجتهادا وفقاهة فتأمل.
بقي هنا كلام، وهو أن الميرزا بعد استظهاره، وتعيين الصفار قال: فلا يضر
اذن ضعف سهل مع وجود ثقة مع سهل في مرتبته، وأيضا اتفاق الجماعة المذكورة في
الكذب بعيد جدا انتهى.
قال بعض الأجلة من أهل العصر: أنه لا يخلو عن اجمال بل خلل،
خصوصا مع ذكر قوله " وأيضا اتفاق الجماعة المذكورة على الكذب بعيد جدا " وذلك
لان توثيق بعض الجماعة عن سهل لا ينفع في دفع قدح ضعف سهل، لأنه ليس في
مرتبتهم، كما أنه لا ينفع فيه بعد اتفاق الجماعة على الكذب.
ثم استظهر ارادته من هذا القول بأن تكون رواية العدة عنه وعن ذلك الثقة
الذي في مرتبته. فمن ذلك ما في باب مدمن الخمر من كتاب الأشربة من الفروع،
ففيه عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ويعقوب بن يزيد (1). إلى غير ذلك.
ومن قوله " وأيضا اتفاق الجماعة " متعلق بالسابق على التفريع، فمراده
تصحيح العدة مرة بتوثيق بعضهم، وأخرى بالبعد المزبور، فتكون الرواية معتبرة وان
لم تكن صحيحة على الاصطلاح المتأخر. أو متعلق بنفس التفريع، أي: يبعد اتفاق
الجماعة على الرواية من الكاذب.
هذا ويمكن أن يقال: إن التفريع المذكور متفرع على جميع العدد، حيث أن
في مرتبة سهل أحمد بن محمد بن عيسى والبرقي الثقتين، فلا يضر ضعف سهل مع

(1) فروع الكافي 6 / 405، ح 9.
321

وجود الثقة المعهود ذكرا في مرتبته. وكأن نظره إلى كون الثلاثة من أرباب الإجازة،
فكأن الكل أجازوا مشايخ الكليني المجيزين له في الرواية، فالطريق مع وجود سهل
وإن كان ضعيفا، الا أن الطرق إلى الروايات مشتملة على الصحيح وغيره في كل
مرتبته، فله الحكم بصحة الكل وإن كان المندرج في رواية خاصة من الرواة ضعيفا،
لوجود الطريق الصحيح إليها. فتأمل.
ثم اني وجدت حاشية من سلطان العلماء: ايقاظ - يستفاد مما نقلوه عن
الكليني في بيان المراد من العدد الثلاثة انحصار العدة فيها وأشخاصها في من ذكروه،
لكن الذي يظهر من تتبع أسانيد الكافي خلافه، مع أن في استفادته الحصر كما توهمه
البعض كلاما، إذ اثبات الشئ لا ينفي ما عداه.
وكيف كان فالموجود في الكافي روايته بواسطة العدة عن غير الثلاثة أيضا،
فمن ذلك جعفر بن محمد عن ابن فضال في باب النهي عن الاسم (1)، وسعد بن عبد
الله عن أحمد والحسين بن الحسن بن يزيد في باب أنه ليس من الحق في أيدي الناس
الا ما خرج من عند الأئمة (2). هكذا ذكره بعض أهل العصر، وقد وقفت على بعض
ذلك في سوالف الأيام.
وقال أيضا: ان منه علي بن إبراهيم على ما حكي من ثلاث نسخ من الكافي
في باب البطيخ من كتاب الصيد والذبائح والأطعمة، ففيه عدة من أصحابنا عن علي
بن إبراهيم. وليس في بعض النسخ ذلك (3)، بل روايته عنه بلا واسطة، كما هو المعهود
المتكرر، فيمكن أن يكون من زيادات النساخ وإن كان بعيدا.
ثم قال: قد وقفت على ذكر العدة في أواسط السند في باب من اضطر إلى
الخمر للدواء من كتاب الأشربة، حيث قال: علي بن محمد بن بندار عن أحمد بن أبي

(1) أصول الكافي 1 / 333، ح 3.
(2) أصول الكافي 1 / 400، ح 6.
(3) وأيضا غير موجود في المطبوع من الكافي 6 / 361.
322

عبد الله عن عدة من أصحابنا انتهى (1).
أقول: إن هذه العدات يمكن أن يكون أشخاصها هم المذكورون في الثلاثة
غير الأخيرة الواقعة في أواسط السند، أو غيرهم، أو المجتمعون منهم ومن غيرهم،
فتقف الرواية على التعيين، إذ مع عدمه لا يعلم حالهم، الا أن المتتبع في أسانيد الكافي
وفي أحوال الرجال خصوصا ما في المشتركات لعله يمكنه التعيين (2).
الفائدة الثانية
قال الشيخ على ما هو المحكي عنه في منتهى المقال: فأما السفراء المحمودون
في زمان الغيبة. فأولهم: من نصبه أبو الحسن علي بن محمد العسكري وأبو محمد الحسن
بن علي بن محمد ابنه عليهم السلام، وهو الشيخ الموثوق به أبو عمرو عثمان بن سعيد
العمري، وكان أسديا.
وانما سمي العمري لما رواه أبو نصر هبة الله بن محمد بن أحمد الكاتب ابن
بنت أبي جعفر العمري قال أبو نصر: كان أسديا فنسب إلى جده. وقيل: العمري،
وقد قال قوم من الشيعة: ان أبا محمد الحسن بن علي عليهما السلام قال: لا يجمع على
امرء بين عثمان وأبو عمرو أمر بكسر كنيته فقيل: العمري، ويقال له: العسكري
أيضا، لأنه كان من عسكر سر من رأى، ويقال له: السمان لأنه كان يتجر في السمن
تغطية على الامر.
ثم روى الشيخ في الصحيح عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبي علي
أحمد بن إسحاق بن سعد، عن أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام أنه قال:

(1) فروغ الكافي 6 / 414، ح 8.
(2) ومن جملة ما وجدته في الكافي في باب طبقات الأنبياء والرسل الأئمة عليهم السلام فقال: عدة من أصحابنا عن
أحمد بن محمد بن يحيى الخثعمي. ويحتمل السقط من السند بأن سقط محمد وحرف المجاوزة حتى يكون السند أحمد
بن محمد عن محمد بن يحيى، والله علم. وقد رأيت أيضا فيه أنه يروي عن أحمد بن محمد، والظاهر أنه غير الأشعري
وغير البرقي، إذ يروي عنهما بواسطة العدة، ويحتمل حينئذ كونه ابن محمد بن عاصم. ويحتمل غيره ممن في هذه
الطبقة " منه ".
323

العمري وابنه ثقتان، فما أديا إليك فعني يؤديان، فلما قالا لك فعني يقولان، فاسمع لهما
وأطعهما، فإنهما الثقتان المأمونان.
الثاني: أبو جعفر محمد بن عثمان، قال الشيخ رحمه الله: أخبرني جماعة عن
هارون بن موسى عن محمد بن همام، قال قال لي عبد الله بن جعفر الحميري:
لما مضى أبو عمرو رضوان الله عليه أتتنا الكتب بالخط الذي كنا نكاتب به
بإقامة أبي جعفر رضوان الله عليه مقامه.
ثم قال الشيخ رحمه الله: كان لا يختلف في عدالته ولا يرتاب بأمانته،
والتوقيعات يخرج على يده إلى الشيعة في المهمات طول حياته.
ثم قال: وأخبرني جماعة عن أبي محمد هارون بن موسى قال: أخبرني أبو علي محمد
بن همام أن أبا جعفر محمد بن عثمان العمري جمعنا قبل موته وكنا وجوه الشيعة
وشيوخها، فقال لنا: ان حدث علي حدث الموت فامر إلى أبي القاسم الحسين بن روح
النوبختي، فقد أمرت أن أجعله في موضعي بعدي، فارجعوا إليه وعولوا في أموركم إليه.
وقال أبو نصر هبة الله: وجدت بخط أبي غالب الزراري غفر له أن أبا جعفر
محمد بن عثمان العمري رحمه الله مات في آخر جمادي الأولى سنة خمس وثلاثمائة.
وذكر أبو نصر هبة الله بن محمد بن أحمد: ان أبا جعفر العمري مات في سنة
أربع وثلاثمائة، وأنه كان يتولى هذا الامر نحو من خمسين سنة.
قال ابن نوح: وقال لي أبو نصر: مات أبو القاسم الحسين بن روح في شعبان
سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
وأخبرني محمد بن محمد بن النعمان، والحسين بن عبيد الله عن أبي عبد الله
أحمد بن محمد الصفواني، قال: أوصى الشيخ أبو القاسم رضي الله عنه إلى أبي الحسن
علي بن محمد السمري رضي الله عنه فقام بها كان إلى أبي القاسم، فلما حضرته الوفاة
حضرت الشيعة عنده وسألته عن الموكل بعده ولمن يقدم مقامه، فلم يظهر شيئا من
ذلك وذكر أنه لم يؤمر بأن يوصي إلى أحد بعده في هذا الشأن.
قال الشيخ رحمه الله: وقد كان في زمن السفراء المحمودين أقوام ثقات ترد
324

عليهم التوقيعات من قبل المنصومين للسفارة من الأصل.
منهم أبو الحسين محمد بن جعفر الأسدي رحمه الله أخبرنا أبو الحسين بن
أبي جيد القمي عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد
بن أحمد بن يحيى، عن صالح بن أبي صالح، قال: سألني بعض الناس في سنة التسعين
والمائتين قبض شئ فامتنعت من ذلك وكنت استطلع الرأي، فأتاني الجواب بالري
محمد بن جعفر فليدفع إليه فإنه من ثقاتنا.
وروى محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد، عن محمد بن شاذان
النيشابوري، قال: اجتمع عندي خمسمائة درهم تنقص عشرين درهما، فلم أحب أن
تنقص هذا المقدار، فوزنت من عندي عشرين درهما ودفعتها إلى الأسدي، ولم أكتب
بخبر نقصانها واني أتممتها من مالي، فورد الجواب: قد وصلت الخمسمائة التي لك فيها
عشرون. ومات الأسدي على ظاهر العدالة لم يتغير ولم يطعن عليه في شهر ربيع
الآخر سنة اثنا عشر وثلاثمائة.
ومنهم: أحمد بن إسحاق وجماعة خرج التوقيع في مدحهم، روى أحمد بن
إدريس، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن أبي محمد الرازي، قال: كنت
وأحمد بن أبي عبد الله بالعسكر، فورد علينا رسول من قبل الرجل، فقال: أحمد بن
إسحاق الأشعري، وإبراهيم بن محمد الهمداني، وأحمد بن حمزة بن اليسع ثقات (1)
انتهى.
ومضى في إبراهيم بن محمد الهمداني عن " كش " نحوه. قال السيد السند
المحقق ابن طاووس رضي الله عنه في ربيع الشيعة (2): قد حصلت الغيبة لصاحب
الامر عليه السلام على حسب ما تضمنته الاخبار عن آبائه وأجداده. وأما الغيبة (3)
الصغرى، فهي التي كانت سفراؤه موجودين وأبوابهم معروفين، لا تختلف الامامية

(1) راجع كتاب الغيبة للشيخ الطوسي ص 214.
(2) ولعله هو كتاب إعلام الورى للعلامة الطبرسي فتدبر.
(3) في المصدر: الغيبتان.
325

القائلون بامامة الحسن بن علي عليهما السلام فيهم.
فمنهم أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري، ومحمد بن علي بن بلال، وأبو
عمرو عثمان بن سعيد السمان، وابنه أبو جعفر محمد بن عثمان رضي الله عنه، وعمر
الأهوازي، وأحمد بن إسحاق، وأبو محمد الوجنائي، وإبراهيم بن مهزيار، ومحمد بن
إبراهيم وجماعة أخر.
وكانت مدة هذه الغيبة أربعا وسبعون سنة، وكان أبو عمرو عثمان بن سعيد
قدس الله روحه بابا لأبيه وجده من قبل وثقة لهما.
ثم تولى البابية من قبله عليه السلام وظهرت المعجزات على يده.
ولما مضى لسبيله قام ابنه أبو جعفر مقامه بنصه عليه، ومضى على منهاج أبيه
رضي الله عنه في آخر جمادي الآخرة سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.
وقام مقامه أبو القاسم الحسين بن روح من بني نوبخت بنص أبي جعفر
محمد بن عثمان عليه، وأقامه مقام نفسه، ومات رضي الله عنه في شعبان سنة ست
وعشرين وثلاثمائة (1).
وقد ذكر له عليه السلام وكلاء وجماعة رأوه أو وقفوا على معجزته عليه السلام
وسوى المذكورين.
وقد جمعهم في محكي اكمال الدين، قال فيه: حدثنا محمد بن محمد الخزاعي،
قال: حدثنا أبو علي الأسدي، عن أبيه محمد بن عبد الله الكوفي أنه ذكر عدد من
انتهى إليه ممن وقف على معجزات القائم عليه السلام ورآه من الوكلاء ببغداد:
العمري، وابنه، وحاجز، والبلالي، والعطار.
ومن الكوفة العاصمي، ومن أهل الأهواز محمد بن إبراهيم بن مهزيار، ومن
أهل قم أحمد بن إسحاق، ومن أهل همدان محمد بن صالح، ومن أهل الري البسامي
والأسدي يعني نفسه، ومن أهل آذربيجان القاسم بن العلاء، ومن أهل نيشابور محمد

(1) منتهى المقال ص 372.
326

بن شاذان.
ومن غير الوكلاء من أهل بغداد أبو القاسم بن أبي حليس، وأبو عبد الله
الكندي، وأبو عبد الله الجنيدي، وهارون القزاز، والنيلي، وأبو القاسم بن دبيس، وأبو
عبد الله بن فروخ، ومسرور الطباخ مولى أبي الحسن عليه السلام وأحمد ومحمد ابنا
الحسن، وإسحاق الكاتب وهم بنو نوبخت، وصاحب النواء، وصاحب الصرة
المختومة.
ومن أهل همدان محمد بن كشمرد، وجعفر بن حمدان، ومحمد بن هارون بن
عمران. ومن الدينور حسن بن هارون، وأحمد بن أخية، وأبو الحسن، ومن الأصفهان
ابن باذشاله ومن الصيمرة زيدان.
ومن قم الحسن بن النظر، ومحمد بن محمد، وعلي بن محمد بن إسحاق، وأبوه،
والحسن بن يعقوب. ومن أهل الري القاسم بن موسى، وابنه، وأبو محمد بن هارون،
وصاحب الحصاة، وعلي بن محمد، ومحمد بن محمد الكليني، وأبو جعفر الرفاء. ومن أهل
قزوين مرداس، وعلي بن أحمد. ومن قائن رجلان. ومن شهر زور ابن الخال، ومن
فارس المحروج.
ومن مرو صاحب الألف دينار، وصاحب المال والرقعة البيضاء، وأبو ثابت
ومن نيسابور محمد بن شعيب بن صالح. ومن اليمن الفضل بن يزيد، والحسن ابنه،
والجعفري ابن الأعجمي، والشمشاطي، ومن مصر صاحب المولدين، وصاحب المال
بمكة، وأبو رجاء. ومن نصيبين أبو محمد بن الوجناء. ومن أهل الأهواز الحضيني (1)
الفائدة الثالثة
قال الشيخ في كتاب الغيبة على ما هو المحكي عنه: انه قد روي في بعض الأخبار
أنهم قالوا: خدامنا وقوامنا شرار خلق الله (2).

(1) اكمال الدين ص 442 - 443.
(2) منتهى المقال ص 370.
327

وهذا ليس على عمومه بلا شبهة، وانما قالوا ذلك لان فيهم من غير وبدل
وخان وأظهر البدعة، وأسس بنيان الظلم من بعد النبي صلى الله عليه وآله إلى آخر
الأئمة عجل الله فرجه، كما أشرنا إلى بعض هذه الاشخاص في الطبقات، ونشير إلى
جمع منهم فيما بعد.
وقد روى عبد الله بن محمد بن جعفر الحميري عن أبيه عن محمد بن صالح
الهمداني قال: كتبت إلى صاحب الزمان أهل بيتي يؤذونني يفزعوني بالحديث الذي
يروى عن آبائك عليهم السلام أنهم قالوا: خدامنا وقوامنا شرار خلق الله، فكتب
ويحكم ما تقرؤون ما قال الله تعالى (وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى
ظاهرة) فنحن والله القرى التي بارك فيها وأنتم القرى الظاهرة (1).
وفي " تعق ": ويمكن أن يكون تخطئة فهمه، بأن المراد منه الجماعة الذين كانوا
يخدمونهم بباب بيوتهم عليهم السلام وكان شغلهم ذلك. وكيف كان فلا شبهة في أنهم
لا يوكلون فاسد المذهب والعقيدة، بل كانوا يأمرون بالتنفر عنهم وايذائهم، بل وأمروا
بقتل بعضهم.
وكذا ما كانوا يوكلون الا من كانوا يعتمدون عليه ويثقون به، بل وكان عادلا
ثقة، كما أشير إليه في إبراهيم بن سلام. ولو كان يغير أو يبدل، لكانوا يعزلونه
ويظهرون ذلك لشيعتهم لكيلا يفتروا، كما في إبراهيم بن عبدة وغيره.
ويؤيد ذلك أن جل الوكلاء كانوا في غاية الجلالة والوثاقة، بل من حواري
كل امام عليه السلام كما يظهر من تراجمهم. ومن لم يعلم ذلك منهم ولعله قليل، فقد
أشرنا أن مجرد الوكالة كاف في الوثاقة، وقد ذهب إليه العلامة والميرزا وشيخنا
البهائي، وغيرهم من أئمة الرجال.
وأما ما ورد من الذم والطعن بالنسبة إلى البعض، فالجواب عنه يظهر بعد
الملاحظة في تراجمهم. وأما من غير وبدل وأظهر البدع، فقد ورد فيهم ما ورد.

(1) الغيبة للشيخ ص 209.
328

ومما ذكر ظهر فساد نسبة الغلو والتفويض وأمثالهما بالنسبة إلى من لم ينعزل،
كالمفضل ومحمد بن سنان، وحاشاهم أن يمكنوا الكفار أو الفساق في وكالتهم ولم
ينكروا عليهم، ولم ينهوهم عن المنكر، بل ويداهنوا معهم ويتلطفوا بهم وينبسطوا لهم
الا على وجه التقية وملاحظة الأصلح وغيرهما مما يراه الإمام عليه السلام، ولا حجة
على الحجة عليهم السلام بعد الاذعان به، وقد أشار إلى أكثر هذه المطالب المولى
البهبهاني.
الفائدة الرابعة
قال الشيخ في كتاب الغيبة: ان من الممدوحين حمران بن أعين، أخبرنا
الحسين بن عبيد الله، عن أبي جعفر محمد بن سفيان البزوفري، عن أحمد بن إدريس،
عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن عبد الله بن بكير،
عن زرارة، قال أبو جعفر عليه السلام وذكرنا حمران بن أعين، فقال: لا يرتد والله
أبدا، ثم أطرق هنيئة ثم قال: أجل لا يرتد أبدا.
ومنهم: المفضل بن عمر، بهذا الاسناد إلى أحمد بن إدريس، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن أبي عمير، عن الحسين بن أحمد
المنقري عن أسد بن أبي العلاء، عن هشام بن أحمد، قال: دخلت على أبي عبد الله
وأنا أريد أن أسأله عن المفضل بن عمر وهو في ضيعة له في يوم شديد الحر والعرق
يسيل على صدره، فابتدأني فقال: نعم والله الذي لا اله الا هو الرجل المفضل بن
عمر الجعفي، نعم والله الذي لا اله الا هو المفضل بن عمر الجعفي، حتى أحصيت
بضعا وثلاثين مرة يكررها، وقال: هو والد بعد والد.
وروي عن هشام بن أحمر قال: حملت إلى أبي إبراهيم عليه السلام إلى
المدينة أموالا، فقال: ردها وارفعها إلى المفضل بن عمر، فردتها إلى جعفي فحططتها
على باب المفضل.
وروي عن موسى بن بكر، قال: كنت في خدمة أبي الحسن عليه السلام
فلم أكن أر شيئا يصل إليه الا عن ناحية المفضل، وربما رأيت الرجل يجئ بالشئ
329

فلا يقبله منه ويقول: أوصله إلى المفضل.
ومنهم: معلى بن خنيس، وكان من قوام أبي عبد الله عليه السلام، وانما قتله
داود بن علي بسببه، وكان محمودا عنده ومضى على منهاجه وأمره مشهور، فروي عن
أبي بصير، قال: لما قتل داود بن علي المعلى بن خنيس وصلبه، عظم ذلك على أبي عبد
الله عليه السلام واشتد عليه وقال: يا داود على ما قتلت مولاي وقيمي في مالي وعلى
عيالي، والله أنه لا وجه عند الله منك، في حديث طويل، وفي خبر آخر: أما والله لقد
دخل الجنة.
ومنهم: نصر بن قابوس اللخمي، فروي أنه كان وكيلا لأبي عبد الله عليه
السلام عشرين سنة ولم يعلم أنه وكيل، وكان خيرا فاضلا. وكان عبد الرحمن بن
الحجاج وكيلا لأبي عبد الله ومات في عصر الرضا عليه السلام وكان على ولايته (1).
ومنهم: ما رواه أبو طالب القمي، قال: دخلت علي أبي جعفر الثاني عليه
السلام في آخر عمره، فسمعته يقول: جزى الله صفوان بن يحيى، ومحمد بن سنان،
وزكريا بن آدم، وسعد بن سعد عني خيرا، فقد وفوا لي. وكان زكريا بن آدم ممن تولاهم.
وخرج فيه عن أبي جعفر عليه السلام ذكرت ما جرى من قضاء الله في
الرجل المتوفى يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا، فقد عاش أيام حياته عارفا بالحق
قائلا به صابرا محتسبا للحق، قائما بما يجب لله ولرسوله عليه، ومضى غير ناكث ولا
مبدل، فجزاه الله أجر نبيه فأعطاه جزاء سعيه.
وأما محمد بن سنان، فإنه روي عن علي بن الحسين بن داود قال: سمعت أبا
جعفر عليه السلام يذكر محمد بن سنان بخير ويقول: رضي الله عنه برضائي عنه،
فما خالفني ولا خالف أبي قط.
ومنهم: عبد العزيز بن المهتدي القمي الأشعري، خرج فيه عن أبي جعفر

(1) أقول وسقط هنا من الأصل: ومنهم عبد الله بن جندب البجلي، وكان وكيلا لأبي إبراهيم وأبي الحسن الرضا عليه
السلام، وكان عابدا رفيع المنزلة لديهما، على ما روى في الاخبار.
330

عليه السلام: فقبضت والحمد لله، فقد عرفت الوجوه التي صارت إليك منها غفر الله
لك ولهم الذنوب ورحمنا وإياكم. وخرج فيه: غفر الله ذنبك ورحمنا وإياك ورضي عنك
برضائي عنك.
ومنهم: علي بن مهزيار الأهوازي، وكان محمودا.
أخبرني جماعة عن التلعكبري، عن أحمد بن علي الرازي، عن الحسين بن
علي، عن أبي الحسن البلخي، عن أحمد بن مابندار الإسكافي، عن أبي العلاء
المذاري، عن الحسن بن شمون، قال: قرأت هذه الرسالة على علي بن مهزيار عن
أبي جعفر الثاني عليه السلام: بسم الله الرحمن الرحيم يا علي أحسن الله جزاك،
وأسكنك جنته، ومنعك من الخزي في الدنيا والآخرة، وحشرك الله معنا.
يا علي قد بلوتك وخبرتك في النصيحة والطاعة والتوقير والقيام بما يجب
عليك، فلو قلت أني لم أر مثلك لرجوت أن أكون صادقا، فجزاك الله جنات الفردوس
نزلا، فما خفي علي مقامك ولا خدمتك في الحر والبرد في الليل والنهار، فأسأل الله إذا
جمع الخلائق للقيامة أن يحبوك برحمة تغتبط بها انه سميع الدعاء.
ومنهم: أيوب بن نوح بن دراج، ذكر عمرو بن سعيد المدائني وكان فطحيا
قال: كنت عند أبي الحسن العسكري عليه السلام بصريا إذ دخل أيوب بن نوح
ووقف قدامه، فأمره بشئ ثم انصرف، والتفت إلي أبو الحسن عليه السلام وقال:
يا عمرو ان أحببت أن تنظر إلى رجل من أهل الجنة فانظر إلى هذا.
ومنهم: علي بن جعفر الهماني (1)، وكان فاضلا مرضيا من وكلاء أبي الحسن وأبي
محمد عليهما السلام.
روى أحمد بن علي الرازي، عن علي بن محمد الأيادي، قال: حدثني أبو
جعفر العمري، قال: جج أبو طاهر بن بلال، فنظر إلى علي بن جعفر وهو ينفق
النفقات العظيمة، فلما انصرف كتب بذلك إلى أبي محمد عليه السلام فوقع في رقعته:

(1) الهماني قرية من سواد بغداد " منه ".
331

قد كنا أمرنا له بمائة ألف دينار، ثم أمرنا بمثلها فأبى قبولها ابقاءا علينا ما للناس،
والدخول في أمرنا فيما لم ندخلهم فيه، قال: ودخل على أبي الحسن عليه السلام فأمر
له بثلاثين ألف دينار.
ومنهم: أبو علي ابن راشد، أخبرني ابن أبي جيد، عن محمد بن الحسن بن
الوليد عن الصفار عن محمد بن عيسى، قال: كتب أبو الحسن العسكري عليه السلام
إلى الموالي ببغداد والمدائن والسواد وما يليها، قد أقمت أبا علي بن راشد مقام علي بن
الحسين بن عبد ربه ومن قبله من وكلائي، وقد أوجبت في طاعته طاعتي وفي عصيانه
الخروج إلى عصياني، وقد كتبت بخطي.
وروى محمد بن يعقوب رفعه إلى محمد بن أبي الفرج، قال: كتبت إليه أسأله
عن أبي علي بن راشد، وعن عيسى بن جعفر، وعن ابن بند، فكتب إلي: ذكرت ابن
راشد فإنه عاش سعيدا ومات شهيدا، ودعى لابن بند والعاصمي، وابن بند ضرب
بالعمود وقتل، وابن عاصم ضرب بالسياط على الجسر ثلاثمائة سوط ورمي به في
الدجلة (1).
هذا وعن اكمال الدين للصدوق قال فيه: حدثنا محمد بن محمد الخزاعي، قال:
حدثنا أبو علي الأسدي، عن أبيه محمد بن عبد الله الكوفي أنه ذكر عدد من انتهى
إلى القائم عليه السلام ووقف على معجزاته ورآه من الوكلاء: ببغداد العمري، وابنه،
وحاجز، والبلالي، والعطار.
ومن الكوفة العاصمي. ومن أهل الأهواز محمد بن إبراهيم بن مهزيار. ومن
أهل قم أحمد بن إسحاق. ومن أهل همدان محمد بن صالح. ومن أهل الري البسامي
والأسدي. ومن أهل آذربيجان القاسم بن العلاء. ومن أهل نيشابور محمد بن شاذان
النعيمي.
ومن غير الوكلاء فمن أهل بغداد أبو القاسم بن أبي حليس، وأبو عبد الله

(1) الغيبة للشيخ ص 209 - 213.
332

الكندي، وأبو عبد الله الجنيدي، وهارون القزاز والنيلي، وأبو القاسم بن دبيس، وأبو
عبد الله بن فروخ، ومسرور الطباخ مولى أبي الحسن عليه السلام وأحمد ومحمد ابنا
أبي الحسن، وإسحاق الكاتب وبنو نوبخت وصاحب النواء، وصاحب الصرة المختومة.
ومن أهل همدان محمد بن كشمرد، وجعفر بن حمدان، ومحمد بن هارون بن
عمران. ومن الدينور حسن بن هارون وأحمد بن أخية، وأبو الحسن. ومن الأصفهان
ابن باذشالة. ومن الصيمرة زيدان.
ومن قم الحسن بن النضر، ومحمد بن محمد، وعلي بن محمد بن إسحاق وأبوه،
والحسن بن يعقوب. ومن أهل الري القاسم بن موسى وابنه وأبو محمد بن هارون،
وصاحب الحصاة، وعلي بن محمد، ومحمد بن محمد الكليني، وأبو جعفر الرفاء. ومن أهل
قزوين مرداس، وعلي بن أحمد. ومن قائن رجلان. ومن شهرزور ابن الخال. ومن
فارس المحروج.
ومن مرو صاحب الألف دينار وصاحب المال والرقعة البيضاء، وأبو ثابت.
ومن نيسابور محمد بن شعيب بن صالح. ومن اليمن الفضل بن يزيد، والحسن ابنه،
والجعفري ابن الأعجمي. ومن مصر صاحب المولدين وصاحب المال بمكة وأبو رجاء.
ومن نصيبين أبو محمد بن الوجناء. ومن أهل الأهواز الحضيني (1) انتهى.
أقول: وهذه الاشخاص والرجال وان رأوه أو وقفوا على معجزته، أو كانوا
وكلاء له عليه السلام الا أن في بعضها كلاما يجب الرجوع إلى علم الرجال في بيان
أحوالهم وقبول رواياتهم، فلا تقتصر على مجرد ذلك.
ولا يخفى أن من له تدربا في علمي الدراية والرجال يعرف أن الممدوحين في
كل عصر سيما عصر كل اما كثيرون لا ينحصرون بمن مر، فلينظر إلى التراجم
ليطلع على من كان وكيلا لأحدهم أو مأمونا من الوسوسة والتخليط.
ثم قال الشيخ بعد ذكر الممدوحين في الكتاب: وأما المذمومون، فمنهم جماعة

(1) اكمال الدين ص 442 - 443، وتقدم آنفا.
333

روى علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه قال: كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السلام
إذ دخل عليه صالح بن محمد بن سهل الهمذاني وكان يتولى له، فقال له: جعلت فداك
اجعلني من عشرة آلاف درهم في حل فاني أنفقتها، فقال له أبو جعفر عليه السلام:
أنت في حل، فلما خرج من عنده قال أبو جعفر عليه السلام: يثب على مال آل محمد
إلى آخره.
ومنهم: علي بن أبي حمزة البطائني، وزياد بن مروان القندي، وعثمان بن عيسى
الرواسي، كلهم كانوا وكلاء لأبي الحسن موسى عليه السلام وكان عندهم أموال
جزيلة، فلما مضى أبو الحسن موسى عليه السلام وقفوا طمعا في الأموال ودفعوا امامة
الرضا عليه السلام وجحدوه.
ومنهم: فارس بن حاتم بن ما هوية القزويني على ما رواه عبد الله بن جعفر
الحميري، قال: كتب أبو الحسن العسكري عليه السلام إلى علي بن عمر القزويني:
اعتقد فيما تدين الله به: ان الباطن عندي حسب ما أظهرت لك فيمن استنبأت عنه،
وهو فارس عليه لعنة الله، وأنه ليس يسعك الا الاجتهاد في لعنه وقصده ومعاداته
والمبالغة في ذلك بأكثر ما تجد السبيل إليه، ما كنت آمر أن يدان الله بأمر غير صحيح،
فجد وشد في لعنه وهتكه وقطع أسبابه، وصد أصحابنا عنه، وابطال أمره، وأبلغهم ذلك
مني واحكه لهم عني، وأني مسائلكم بين يدي الله عز وجل عن هذا الامر المؤكد، فويل
للعاصي الجاحد، وكتبت بخطي ليلة الثلاثاء لتسع ليال من شهر ربيع الأول سنة
خمسين ومائتين، وأنا أتوكل على الله وأحمده كثيرا.
ومنهم: أحمد ابن هلال العبرتائي. روى محمد بن يعقوب قال: خرج إلى
العمري في توقيع طويل - إلى أن ذكر فيه: ونحن نبرأ إلى الله تعالى من ابن هلال لا
رحمه الله وممن لا يبرأ منه، فأعلم الإسحاقي وأهل بلده (1).
وغيرهم من المذمومين كثيرون لا نطيل بذكرهم هنا، يطلع عليهم الناظر في

(1) الغيبة للشيخ ص 213 - 214.
334

تراجمهم المسطورة في الكتب المبسوطة.
الفائدة الخامسة
قد كر الشيخ في كتاب الغيبة جماعة مذمومون ادعوا البابية على ما حكى
عنه الميرزا وغيره، فقال: أولهم المعروف بالشريعي كما عن الصغير، والسريعي كما في
الوسيط، وكان من أصحاب أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام ثم الحسن بن
علي عليهما السلام قال هارون وأظنه اسمه الحسن.
وقال الميرزا في بعض تعليقاته: قال بعض الأصحاب: انه محمد بن موسى
الشريعي المذكور في الأسماء، وهو محتمل وإن كان التلعكبري أعرف والله أعلم
انتهى.
أقول: فعلى هذا هو الشريقي بالقاف كما في " صه " و " كش " وإن كان في
غيرهما متصفا بما مر.
ثم قال: وهو أول من ادعى هذا المقام، ولم يجعله الله فيه ولم يكن له أهلا،
وكذب على الله وعلى حججه، ونسب إليهم ما لا يليق بهم وما هم منه براء، فلعنته الشيعة
وتبرأت، وخرج توقيع الإمام عليه السلام بلعنه والبراءة منه، قال هارون: ثم ظهر عنه
القول بالكفر والاتحاد.
قال: وكل هؤلاء المدعين انما يكون كذبهم على الامام، وأنهم وكلاؤه، فيدعون
الضعفة بهذا القول إلى موالاتهم، ثم يترقى الامر بهم إلى قول الحلاجية، كما اشتهر
من الشلمغاني ونظرائه، عليهم جميعا لعائن الله.
ومنهم: محمد بن نصير النميري، قال ابن نوح: أخبرنا أبو نصر هبة الله بن
أحمد، قال: كان محمد بن نصير النميري من أصحاب أبي محمد الحسن بن علي عليهما
السلام فلما توفى أبو محمد الحسن بن علي عليهما السلام ادعى مقام أبي جعفر محمد
بن عثمان أنه صاحب امام الزمان وادعى له البابية، وفضحه الله تعالى لما أظهر له من
الجهل والالحاد، وادعى ذلك الامر بعد الشريعي.
335

ومنهم: أحمد بن هلال الكرخي، قال أبو علي محمد بن همام: كان أحمد بن
هلال من أصحاب أبي محمد عليه السلام فأجمعت الشيعة على وكالة أبي جعفر محمد
بن عثمان بنص الحسن عليه السلام في حياته، فلما مضى الحسن عليه السلام قالت
الشيعة له: ألا تقبل أمر أبي جعفر محمد بن عثمان؟ وترجع إليه، وقد نص عليه الامام
المفترض الطاعة، فقال لهم: لم أسمعه ينص عليه بالوكالة، وليس أنكر أباه يعني عثمان
بن سعيد، فأما أن أقطع أن أبا جعفر وكيل صاحب الزمان فلا أجسر عليه.
فقالوا له: لقد سمعه غيرك، فقال: أنتم وما سمعتم وقف على أبي جعفر، فلعنوه
وتبرؤا منه، ثم ظهر التوقيع على يد أبي القاسم الحسين بن روح بلعنه والبراءة منه في
جملة من لعن.
ومنهم: أبو طاهر محمد بن علي بن بلال، وقصته معروفة فيما جرى بينه وبين
أبي جعفر محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه، وتمسكه بالأموال التي كانت عنده
للامام، وامتناعه من تسليمها، وادعائه أنه الوكيل، حتى تبرأت الجماعة منه ولعنوه
وخرج من الصاحب عليه السلام فيه ما هو معروف.
ومنهم: الحسين بن منصور الحلاج، وقد ذكر له الشيخ أقاصيص، ومن جملتها
قال في كتاب الغيبة: أخبرني جماعة عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن الحسين بن
موسى بن بابويه أن ابن الحلاج صار إلى قم وكاتب قرابة أبي الحسن والصدوق
يستدعيه ويستدعي أبا الحسن أيضا، ويقول: أنا رسول الامام ووكيله.
قال: فلما وقعت المكاتبة في يد أبي رضي الله عنه خرقها وقال لموصلها إليه:
ما أفرغك للجهالات، فقال له الرجل وأظن أنه قال ابن عمته أو ابن عمه: فان
الرجل قد استدعانا، فلم خرقت مكاتبته وضحكوا منه وهزؤوا به.
ثم نهض إلى دكانه ومعه جماعة من أصحابه وغلمانه، قال: فلما دخل الدار
التي كانت فيها، وكأنه نهض له من كان هناك جالسا غير رجل رآه جالسا في الموضع،
فلم ينهض له ولم يعرفه أبي، فلما جلس وأخرج حسابه ودواته كما يكون التجار أقبل
بعض من كان حاضرا، فسأله عنه فأخبره وسمعه الرجل يسأل عنه، فأقبل عليه فقال
336

له: تسأل عني وأنا حاضر.
فقال له أبي: أكبرتك أيها الرجل وأعظمت قدرك أن أسألك، فقال له: تخرق
رقعتي وأنا أشاهدك تخرقها، فقال له أبي: فأنت الرجل إذا، ثم قال: يا غلام برجله
وبقفاه، فخرج من الدار العدو لله ولرسوله. ثم قال له: أتدعي المعجزات عليك لعنة
الله، أو كما قال فأخرج بقفاه، فما رأيناه بعدها بقم (1).
وذكر سائر الأقاصيص اقتصرنا على الواحدة، فقس عليه سائرها لعنه الله.
ومنهم ابن أبي العزاقر (2)، وهو محمد بن علي بن علي الشلمغاني، وهو من كبار
المدعين، وقد ذم ولعن الا أنه كان مستقيم الطريقة في أول الأمر، فحمله الحسد لأبي
القاسم بن روح على ترك المذهب والدخول في المذاهب الردية، حتى خرجت فيه
توقيعات، وظهرت منه مقالات منكرة، إلى أن أخذه السلطان وقتله وصلبه ببغداد.
له من الكتب التي عملها حال الاستقامة كتاب التكليف، رواه المفيد الا
حديثا في باب الشهادات أنه يجوز للرجل أن يشهد لأخيه إذا كان له شاهد واحد من
غير علم، كذا في " صه " و " جس " مع اختلاف يسير.
ويروي عنه محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني، وعلي بن الحسين والد
الصدوق، وقد ذكر الشيخ له أقاصيص عجيبة، قتل لعنه الله في سنة ثلاث وعشرين
وثلاثمائة، فاستراحت الشيعة منه.
ومنهم: أبو دلف المجنون محمد بن المظفر الكاتب، وكان ادعى لأبي بكر
البغدادي محمد بن أحمد بن عثمان ابن أخي الشيخ أبي جعفر محمد بن عثمان البابية.
روى الشيخ عن أبي عبد الله المفيد عن أبي الحسن علي بن البلال المهلبي،
قال: سمعت أبا القاسم جعفر بن محمد بن قولويه يقول: أما أبو دلف الكاتب
لاحاطه الله فكنا نعرفه ملحدا. ثم أظهر الغلو ثم جن وسلسل، ثم صار مفوضا، وما

(1) الغيبة ص 244 - 348.
(2) والعزاقر بالعين المهملة والزاي والقاف والراء المهملة أخيرا " منه ".
337

عرفناه قط إذ حضر في مشهد الا استخف به، ولا عرفته الشيعة الا مديدة يسيرة،
والجماعة تتبرأ منه وممن يؤمي إليه وينمس به.
وقد كنا وجهنا إلى أبي بكر البغدادي لما ادعى له هذا ما ادعاه، فأنكر ذلك
وحلف عليه، فقبلنا ذلك منه، فلما دخل بغداد مال إليه وعدل عن الطائفة وأوصى إليه
لم نشك أنه على مذهبه، فلعناه وتبرأنا منه، لان عندنا كل من ادعى هذا الامر بعد
السمري فهو كافر متنمس ضال مضل (1).
ومنهم أبو بكر البغدادي المشار إليه في كلام الشيخ لأبي دلف لعنه الله.
الفائدة السادسة
ذكر الميرزا في الوسيط روايات مستخرجه من الكشي في أقوام على العموم.
فمنها: في الأشاعثة محمد بن الحسن بن عثمان بن حماد، قال: حدثنا محمد
بن داود (2)، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن بعض أصحابنا أن رجلين من ولد
الأشعث استأذنا على أبي عبد الله عليه السلام فلم يأذن لهما، فقلت: ان لهما ميلا ومودة
لكم، فقال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله لعن أقواما فجرى اللعن فيهم (3) انتهى.
أقول: إن مجرد ذلك - مع كون الرواية غير نقي السند بالارسال وغيره - لا
يوجب رد رواية كل من كان من ولد الأشعث إذا كان مستقيما جامعا لشرائط القبول
الا كونه من الأشاعثة.
ومنها: في البترية، حدثني سعد بن الصباح الكشي، قال: حدثنا علي بن محمد،
قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن محمد بن
فضيل، عن ابن أبي عمير، عن سعد الحلاب (4)، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:

(1) الغيبة للشيخ ص 254 - 255.
(2) في المصدر: يزداد.
(3) اختيار معرفة الرجال 2 / 712.
(4) في المصدر: عن أبي عمر سعد الحلاب.
338

لو أن البترية صف واحد ما بين المشرق والمغرب ما أعز الله بهم دينا.
والبترية هم أصحاب كثير النوا، والحسن بن صالح بن حي، وسالم بن أبي
حفصة، والحكم بن عيينة، وسلمة بن كهيل، وأبو المقدام ثابت الحداد.
وهم الذين دعوا إلى ولاية علي عليه السلام ثم خلطوها بولاية أبي بكر
وعمر، ويثبتون لهما إمامتهما ويبغضون عثمان وطلحة وزبير وعائشة، ويرون الخروج
مع بطون ولد علي بن أبي طالب عليه السلام ويذهبون في ذلك إلى الامر بالمعروف
والنهي عن المنكر، ويثبتون لكل من خرج من ولد علي عليه السلام عند خروجه
الإمامة (1).
سعيد بن جناح الكشي قال: حدثني علي بن محمد بن يزيد القمي، عن أحمد
بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن الحسين بن
عثمان الرواسي، عن سدير، قال: دخلت علي أبي جعفر عليه السلام ومعي سلمة بن
كهيل، وأبو المقدام ثابت الحداد، وسالم بن أبي حفصة، وكثير النوا وجماعة معهم، وعند
أبي جعفر عليه السلام أخوه زيد بن علي، فقالوا لأبي جعفر عليه السلام: نتولى عليا
وحسنا وحسينا عليهم السلام ونتبرأ من أعدائهم، قال: نعم، قالوا: نتولى أبا أبا بكر
وعمر ونتبرأ من أعدائهم، قال: فالتفت إليهم زيد بن علي وقال لهم: أتتبرؤن من
فاطمة عليها السلام بترتم الله، فيومئذ سموا البترية (2).
ومنها: في الحواريين. محمد بن قولويه قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال:
حدثني علي بن سليمان بن داود الرازي، قال: حدثنا علي بن أسباط، عن أبيه أسباط
بن سالم، قال قال أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام: إذا كان يوم القيامة
نادى مناد أين حواري محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وآله الذين لم
ينقضوا العهد ومضوا عليه؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر.

(1) اختيار معرفة الرجال 2 / 499.
(2) اختيار معرفة الرجال 2 / 505.
339

ثم ينادي مناد أين حواري علي بن أبي طالب عليه السلام وصي رسول الله
صلى الله عليه وآله، فيقوم عمرو بن الحمق، ومحمد بن أبي بكر، وميثم بن يحيى التمار
مولى بني أسد، وأويس القرني.
قال: ثم ينادي المنادي أين حواري الحسن بن علي عليهما السلام وابن
فاطمة عليها السلام بنت محمد عبد الله صلى الله عليه وآله، فيقوم سفيان بن أبي
ليلى الهمداني، وحذيفة بن أسيد الغفاري.
ثم ينادي المنادي أين حواري الحسين بن علي عليهما السلام فيقوم كل من
استشهد معه ولم يختلف عنه.
قال: ثم ينادي المنادي أين حواري علي بن الحسين عليهما السلام؟ فيقوم
جبير بن مطعم، ويحيى بن أم الطويل، وأبو خالد الكابلي، وسعيد بن المسيب.
ثم ينادي المنادي أين حواري محمد بن علي عليهما السلام وحواري جعفر
بن محمد عليهما السلام؟ فيقوم عبد الله بن شريك العامري، وزرارة بن أعين، وبريد
بن معاوية العجلي، ومحمد بن مسلم، وأبو بصير ليث بن البختري المرادي، وعبد الله
بن أبي يعفور، وعامر بن عبد الله بن جداعة، وحجر بن زائدة، وحمران بن أعين.
ثم ينادي سائر الشيعة مع سائر الأئمة عليهم السلام يوم القيامة، فهؤلاء
المتحورة أول السابقين وأول المقربين وأول المتحورين من التابعين (1) انتهى.
أقول: الحواريون أصحاب المسيح عليه السلام أي: خلصائه وأنصاره، وأصله
من التحوير أي التبييض، قيل: إنهم كانوا قصارين يحورون الثياب أي يبيضونه.
ومنه الخبر: الحواري الذي نخل مرة بعد مرة.
وعن بعض الاعلام أنهم لم يكونوا قصارين على الحقيقة، وأن اطلاق الاسم
عليهم رمزا إلى أنهم كانوا ينقون نفوس الخلائق من الأوساخ الذميمة والكدورات،
ويرقونها إلى عالم النور من عالم الظلمات.

(1) اختيار معرفة الرجال 1 / 39 - 45.
340

ومنه الخبر عن الرضا عليه السلام وقد سئل لم سمي الحواريون الحواريين؟
قال: أما عند الناس فإنهم سموا الحواريين لانهم كانوا يقصرون ومخلصين لغيرهم من
أوساخ الذنوب (1).
ولا يخفى أن في هذا الخبر تعريضا على أهل السنة، من أن التحوير
والخلوص ليس بتجميل الثياب وتبييضها واظهار التزهد، كما هو دأب الثاني من
خلفائهم، وديدن أهل الدنيا في كل زمان ليجروا الناس إلى أنفسهم طلبا للرئاسة
والمال، حرسنا الله من هذه القصود الفاسدة.
وقد نقل عن بعض الأفاضل أنه قال: أصل هذا الاسم لأصحاب عيسى عليه
السلام المختصين به، وكانوا اثنا عشر منهم الوقادمر قالونين ويوحنا ومتى، ومنهم رسله
إلى أهل الطائف، وقوله تعالى (إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث) (2).
قيل: هما شمعون ويحيى، وشمعون هو رأس الحواريين، والثالث قيل: قولس
وقيل: يونس. وقيل: الرسولان صادق وصدوق، ثم صار هذا الاسم مستعملا فيما
أشبههم من المصدقين. وببالي أن الثالث هو شمعون الصفا، كما في الخبر حيث أرسله
عيسى بعد الرسولين إلى قرية الأنطاكية، والخبر بتمامه مذكور في الصافي (3).
ومنها: في الزيدية، كما يأتي مع الواقفة.
ومنها: في شرطة الخميس. محمد بن مسعود قال: حدثني علي بن الحسن، عن
مروك بن عبيد، قال: حدثني إبراهيم بن أبي البلاد عن رجل عن الأصبغ قال قلت
له: كيف سميتم شرطة الخميس يا أصبغ؟ قال: انا ضمنا له الذبح وضمن لنا الفتح
يعني أمير المؤمنين عليه السلام (4).
نصر بن الصباح البلخي قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين

(1) علل الشرائع ص 80 - 81.
(2) سورة يس: 14.
(3) تفسير الصافي 4 / 247 - 250.
(4) اختيار معرفة الرجال 1 / 321.
341

بن سعيد، عن إسماعيل بن بزيع، عن أبي الجارود، قال: قلت للأصبغ بن نباتة: ما كان
منزلة هذا الرجل فيكم؟ قال: ما أدري الا أن سيوفنا على عواتقنا، فمن أومي إليه
ضربناه بها.
فكان يقول لنا: تشرطوا فوالله ما أشترطكم لذهب ولا فضة، ولا أشترطكم
الا للموت، ان قوما من قبلكم من شارطوا نبيهم فما مات أحد منهم حتى
كان نبي قومه أو نبي قريته، وأنكم لبمنزلتهم غير أنكم لستم بأنبياء (1).
محمد بن مسعود وأبو عمرو قالا: حدثنا محمد بن نصير، قال: حدثنا محمد
بن عيسى، عن أبي الحسن العرني، عن غياث الهمداني، عن بشير بن عمرو
الهمداني، قال: مر بنا أمير المؤمنين علي عليه السلام قال: البثوا (2) في هذه الشرطة،
فوالله لا غنى بعدهم الا شرطة النار الا من عمل بمثل أعمالهم (3).
" كش " شرطة الخميس كانوا ستة آلاف رجل.
قال علي بن الحكم: قال أمير المؤمنين علي عليه السلام لهم: تشرطوا فإنما
أشارطكم على الجنة ولست أشارطكم على ذهب ولا فضة ان نبيا قال لأصحابه فيما
مضى: تشرطوا لست شارطكم الا على الجنة قاله البرقي.
ومنها: في الفطحية، وهم القائلون بامامة عبد الله بن جعفر بن محمد عليهما
السلام وسموا بذلك لأنه قيل: إنه كان أفطح الرأس. وقال بعضهم: كان أفطح
الرجلين. وقال بعضهم: نسبوا إلى رئيس من أهل الكوفة يقال له: عبد الله بن فطيح.
والذين قالوا بامامة عامة مشايخ العصابة وفقهائها قالوا بهذه المقالة،
فدخلت عليهم الشبهة لما روي عنهم أنهم قالوا: الإمامة في الأكبر من ولد الامام إذا
مضى امام، ثم منهم من رفع عن القول بإمامته لما امتحنه بمسائل من الحلال والحرام
لم يكن عنده فيها جواب، ولما ظهر منه من الأشياء التي لا ينبغي أن تظهر من الامام.

(1) اختيار معرفة الرجال 1 / 19 - 20.
(2) في المصدر: اكتتبوا.
(3) اختيار معرفة الرجال 1 / 20 - 23.
342

ثم إن عبد الله مات بعد أبيه بسبعين يوما، فرجع الباقون الا شذاذ منهم عن
القول بإمامته إلى القول بامامة أبي الحسن موسى عليه السلام ورجعوا إلى الخبر
الذي روي أن الإمامة لا تكون في الأخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام وبقي
شذاذ منهم على القول بإمامته بعد أن مات قال بامامة أبي الحسن موسى عليه السلام
وروي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال لموسى: يا بني أخاك ان أخاك سيجلس
مجلسي ويدعي الإمامة بعدي، فلا تنازعه بكلمة، فإنه أول أهلي لحوقا بي.
ومنها: في الواقفة والزيدية.
حدثني محمد بن مسعود ومحمد بن الحسن البراثي قالا: حدثنا محمد بن
إبراهيم بن محمد بن فارس، قال: حدثني أبو جعفر أحمد بن عبدوس الخليجي أو
غيره، عن علي بن عبد الله الزبيري قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام أسأله
عن الواقفة، فكتب: الواقفة عاند عن الحق ومقيم على سيئة ان مات بها كانت جهنم
مأواه وبئس المصير (1).
جعفر بن معروف قال: حدثني سهل بن بحر قال: حدثني الفضل بن شاذان
رفعه عن الرضا عليه السلام قال: سئل عن الواقفة، فقال: يعيشون حيارى ويموتون
زنادقة (2).
وجدت بخط جبرئيل بن أحمد في كتابه حدثني سهل بن زياد الآدمي، قال:
حدثني محمد بن أحمد بن الربيع الأقرع، قال: حدثني جعفر بن بكير، قال:
حدثني يونس بن يعقوب، قال قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: أعطي هؤلاء
الذين يزعمون أن أباك حي من الزكاة شئ؟ قال: لا تعطهم فإنهم كفار مشركون
زنادقة (3).
خلف عن الحسن بن طلحة المروزي، عن محمد بن عاصم، قال: سمعت

(1) اختيار معرفة الرجال 2 / 755، برقم: 860.
(2) اختيار معرفة الرجال 2 / 756، برقم: 861.
(3) اختيار معرفة الرجال 2 / 756، برقم: 862.
343

الرضا عليه السلام يقول: يا محمد بن عاصم بلغني أنك تجالس الواقفة؟ قلت: نعم
جعلت فداك أجالسهم وأنا مخالف لهم، قال: لا تجالسهم فان الله عز وجل يقول:
(وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزء بها فلا
تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره انكم إذا مثلهم) (1) يعني بالآيات
الأوصياء الذين كفروا بها الواقفة (2).
محمد بن الحسن البراثي، قال: حدثني أبو علي الفارسي، قال: حدثني ميمون
النخاس، عن محمد بن الفضيل، قال قلت للرضا عليه السلام: ما حال قوم قد وقفوا
على أبيك موسى عليه السلام، قال: لعنهم الله ما أشد كذبهم، أما أنهم يزعمون أني
عقيم وينكرون من يلي هذا الامر من ولدي (3).
محمد بن الحسن البراثي، قال: حدثني أبو علي، قال: حدثني أبو القاسم
الحسين بن محمد بن عمر بن يزيد، عن عمه، عن جده عمر بن يزيد، قال: دخلت
على أبي عبد الله عليه السلام فحدثني مليا في فضائل الشيعة.
ثم قال: إن من الشيعة بعدنا من هم شر من النصاب، قلت: جعلت فداك
أليس ينتحلون حبكم ويتولونكم ويتبرؤن من عدوكم؟ قال: نعم، قلت: جعلت فداك
بين لنا نعرفهم فعلنا منهم، قال: كلا يا عمر ما أنت منهم انما هم قوم يفتنون بزيد
ويفتنون بموسى (4).
محمد بن الحسن البراثي، قال: حدثني أبو علي، قال: حدثني محمد بن
إسماعيل، عن موسى بن القاسم البجلي، عن علي بن جعفر عليه السلام قال: رجل
أتى عليه السلام فقال: قلت جعلت فداك من صاحب هذا الامر؟ فقال: أما أنهم

(1) سورة النساء: 140.
(2) اختيار معرفة الرجال 2 / 757 - 758، برقم: 864.
(3) اختيار معرفة الرجال 2 / 759، برقم: 868.
(4) اختيار معرفة الرجال 2 / 759، برقم: 869.
344

يفتنون بعد موتي، فيقولون هو القائم، وما القائم الا بعدي بسنين (1).
محمد بن الحسن البراثي، قال: حدثني أبو علي، قال: حكى منصور عن
الصادق محمد بن علي الرضا عليهما السلام ان الزيدية والواقفة والنصاب عنده بمنزلة
واحدة (2).
محمد بن الحسن البراثي، قال: حدثني الفارسي يعني أبا علي، عن يعقوب
بن يزيد، عن ابن أبي عمير عمن حدثه قال: سألت محمد بن علي الرضا عليهما
السلام عن هذه الآية (وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة) قال: نزل في النصاب
والزيدية والواقفة من النصاب (3).
خلف بن حامد الكشي، قال: أخبرني الحسن بن طلحة المروزي، عن يحيى
بن المبارك، قال: كتبت إلى الرضا عليه السلام بمسائل، فأجابني وكنت ذكرت في
اخر الكتاب قول الله عز وجل (مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء) (4)
فقال: نزلت في الواقفة.
ووجدت الجواب كله بخطه، ليس هم من المؤمنين ولا من المسلمين، هم ممن
كذب بآيات الله، ونحن أشهر معلومات فلا جدال فينا ولا رفث ولا فسوق فينا،
انصب لهم من العداوة يا يحيى ما استطعت (5). وغير ذلك من الروايات - انتهى ما في
الوسيط.
الفائدة السابعة
اختلف في قولهم " أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه " والظاهر من
العبارة الموافق للمشهور أن المراد صحة ما رواه حيث تصح الرواية إليه، فلا يلاحظ

(1) اختيار معرفة الرجال 2 / 760، برقم: 870.
(2) اختيار معرفة الرجال 2 / 761، برقم: 873.
(3) اختيار معرفة الرجال 2 / 761، برقم: 874.
(4) سورة النساء: 143.
(5) اختيار معرفة الرجال 2 / 762، برقم: 880.
345

بعده وإن كان فيه ضعيف أو ارسال.
وقيل: لا يفهم منه الا كونه ثقة. واعترض عليه بأن هذا أمر مشترك، فلا
وجه لاختصاص الاجماع بالمذكورين.
وهذا بظاهره في غاية السخافة، إذ كون الرجل ثقة لا يستلزم وقوع الاجماع
على وثاقته، الا أن يكون المراد ما أورده بعض المحققين من أنه ليس بالتعبير بها لتلك
الجماعة دون غيرهم ممن لا خلاف في عدالته فائدة.
وفيه ان أردت عدم خلاف من المعدلين المعروفين، ففيه أولا: أنا لم نجد من
وثقه جميعهم، وان أردت عدم وجدان خلاف بينهم، ففيه أنه غير ظهور الوفاق، مع أن
سكونهم ربما يكون فيه شئ، فتأمل.
وثانيا: ان اتفاق خصوص هؤلاء غير اجماع العصابة، وخصوصا أن مدعي
هذا الاجماع " كش " عن مشايخه. هذا مع أنه لعل عند هذا القائل يكون تصحيح
الحديث أمرا زائدا على التوثيق.
وان أردت اتفاق جميع العصابة، فلم يوجد الا في مثل سلمان ونظرائه ممن
عدالتهم ضرورية لا تحتاج إلى الاظهار. وأما غيرهم، فلا يكاد يوجد ثقة جليل سالما
عن القدح، فضلا عن أن يتحقق اتفاقهم على سلامة منه، فضلا عن أن يثبت عندك.
واعترض هذا المحقق أيضا بمنع الاجماع، لان بعض هؤلاء لم يدع أحد توثيقه،
بل قدح بعض في بعضهم، وبعض منهم وان ادعي توثيقه، الا أنه ورد منهم قدح فيه.
وفيه أيضا تأمل، نعم يرد عليهم أن تصحيح القدماء لا يستلزم التوثيق، الا
أنه يمكن أن يقال: يبعد أن لا يكون رجل ثقة، ومع ذلك تتفق العصابة على تصحيح
جميع ما رواه، سيما بعد ملاحظة دعوى الشيخ الاتفاق على اعتبار العدالة لقبول
الخبر، وربما يظهر ذلك من الرجال، وخصوصا مع مشاهدة أن كثيرا من الأعاظم
الثقات لم يتفقوا على تصحيح حديثه.
نعم لا يحصل الظن بكونه ثقة اماميا، بل الأعم كما لا يخفى، ويشير إليه نقل
هذا الاجماع في الحسن بن علي وعثمان بن عيسى، وما يظهر من عدة الشيخ وغيرها
346

أن المعتبر العدالة بالمعنى الأعم، فلا يقدح نسبة بعضهم إلى الوقف وأمثاله، نعم
النسبة إلى التخليط كما وقعت في أبي بصير يحيى الأسدي ربما يكون قادحة.
فان قلت: المحقق في الشرائع ضعف ابن بكير، وأيضا أن الشيخ ربما يقدح
فيما صح عن هؤلاء بالارسال، والمناقشة في مراسيل ابن أبي عمير معروفة.
قلت: أما المحقق فلعله لم يعتمد على الاجماع المزبور، ولم يتفطن لما ذكرنا،
أو لم يعتبر هذا الظن، أو غرضه من الضعف ما يشمل الموثقية والشيخ وغيره من
المناقشين ربما لم يثبت عندهم الاجماع، أو لم يثبت وجوب اتباعه لعدم كونه بالمعنى
المعهود، بل كونه مجرد اتفاق، أو لم يفهموا على وفق المشهور ولا يضر ذلك، أو لم يقنعوا
بمجرد ذلك. والأول أظهر بالنسبة إليه، لعدم ذكره ذلك في كتابه كما ذكره النجاشي
وكشي وأمثالهما.
وربما يتوهم بعض من اجماع العصابة وثاقة من روى عنه هؤلاء. وفساده
ظاهر، إذ دلالة له على التوثيق.
اللهم الا أن يقال: إن المناط في علم الرجال ذاتا ووصفا قدحا ومدحا هو
الظن، فيحصل من هذا الاجماع بملاحظة الاستقراء أنهم لا يروون غالبا الا عن
ثقة، وهو مستلزم لحصول الظن بالوثاقة من نفس الاستقراء الخاص، ولعل إلى ذلك
ينظر من قال: نعم يمكن أن يفهم منه اعتداد ما بالنسبة إليه.
وقال في منتهى المقال: ان رواية هؤلاء إذا صحت إليهم لا تقصر عن أكثر
الصحاح (1). ونظره إلى اعتبار الظن في الرجال.
ثم إن البادي إلى دعوى الاجماع المذكور هو " كش " وربما ينقل عن
غيره، كما في فضالة بن أيوب، حيث نقل عن " كش " أنه قال قال بعض
أصحابنا: انه ممن أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصح عنهم وتصديقهم.
وربما يشاركه في النقل المذكور غيره ك‍ " جش " والعلامة لا بطريق النقل

(1) منتهى المقال ص 9.
347

عنه، وكالشيخ في العدة وغيرها مرة بالتعبير المذكور، وآخر بقوله ان الطائفة عملت
بما رواه فلان، كما ذكر ذلك في ترجمة عبد الله بن بكير. وقد يشاركه فيما ذكر في
خصوص طائفة من روايات أحد الجماعة المدعى فيهم الاجماع المزبور، كبعض كتبه،
وكمراسيله كما في ابن أبي عمير فقد شاركه الشيخ.
وفي أوائل الذكرى أن الأصحاب أجمعوا على قبول مراسيله. وعن " جش "
أن أصحابنا يسكنون إلى مراسيله إلى غير ذلك.
فمع المشاركة يتقوى الاعتماد على الاجماع، حيث لم يكن التخصيص مشعرا
بنفيه في غيره، والا فيضعف الاعتماد لمكان التعارض، فيلتمس الترجيح أو يتوقف،
وليس منه التخصيص بالمراسيل، بل هو موجب لقوته في غيره.
هذا ولا يخفى أن الموجود عن " كش " في بعض المذكورين غير العبارة
المذكورة، مثلا في الفضيل أنه ممن أجمعت العصابة على تصديقه والاقرار له بالفقه،
والمغايرة والثمرة ظاهرة، إذ هنا لا يستفاد الوثاقة أو الصحة في من روى عنه هؤلاء،
لظهور المغايرة والثمرة بين عبارة " كش " المتقدمة وبين قولهم عملت الطائفة بما رواه
فلان.
ثم إن الجماعة الذين ادعى " كش " اجماع العصابة على تصحيح ما يصح
عنهم زرارة بن أعين، ومعروف بن خربوذ، وبريد بن معاوية العجلي، وأبو بصير
الأسدي، وقال بعضهم مكانه أبو بصير المرادي، وهو ليث بن البختري، والفضيل بن
يسار، ومحمد بن مسلم، وهم الستة الأولى.
وجميل بن دراج، وعبد الله بن مسكان، وعبد الله بن بكير، وحماد بن عثمان،
وحماد بن عيسى، وأبان بن عثمان الناووسي، وهم الستة الثانية.
ويونس بن عبد الرحمن، وصفوان بن يحيى، وابن أبي عمير محمد، وعبد الله
بن المغيرة، والحسن بن محبوب، وأحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، وفضالة بن
أيوب، وقال بعضهم مكان ابن محبوب الحسن بن علي بن فضال، وبعضهم مكانه عثمان
بن عيسى.
348

وإذ قد عرفت ذلك فهاهنا تذنيبات.
الأول: قد عرفت أن الظاهر المنساق إلى الذهن هو صحة ما رواه أحد
الاشخاص المزبورين حيث تصح الرواية إليه، فلا يضره الضعف والارسال بعد. واليه
ذهب المولى الوحيد البهبهاني، وعزاه إلى المشهور، كما عن بعض معاصري شيخنا
الفريد الشيخ أبي علي رحمه الله، بل عن نسبة ذلك المحقق الداماد إلى الأصحاب
ما يؤذن بدعوى الاجماع.
حيث قال في الرواشح السماوية بعد عد الجماعة: وبالجملة هؤلاء على اعتبار
الأقوال المختلفة في تعيينهم أحد وعشرون، أو اثنان وعشرون رجلا، ومراسيلهم
ومرافيعهم ومسانيدهم إلى من يسمون من غير المعروفين معدودة عند الأصحاب من
الصحاح من غير اكتراث منهم، لعدم صدق حد الصحيح على ما قد علمته عليها (1).
وقال مثل ذلك في أوائل الوافي (2) الا أنه لم ينسب ذلك إلى الأصحاب بل
إلى المتأخرين. وقال البهائي في مشرق الشمسين (3) مثله.
وقال محمد أمين الكاظمي على ما هو المحكي عنه المراد بهذه العبارة أنه إذا
صح السند إلى الرجل، فالحديث صحيح ولا ينظر إلى من بعده ولا يسئل عنه. ومن
هنا صحح العلامة وابن داود والبهائي والسيد محمد رواية ابن عثمان مع أنه ناووسي.
وعن الشهيد في نكت الارشاد في كتاب البيع بعد ذكر رواية عن الحسن بن
محبوب عن خالد بن جرير عن أبي الربيع الشامي هكذا، وقال " كش " أجمعت
العصابة على تصحيح ما يصح عن الحسن بن محبوب، قلت: في هذا توثيق ما لأبي
الربيع الشامي انتهى.
ووصف الشهيد في المسالك في بحث الارتداد خبرا فيه الحسن بن محبوب
عن غير واحد بالصحة، وما ذلك الا لذلك، كما صرح به في موضع آخر منه.

(1) الرواشح السماوية ص 47.
(2) الوافي 1 / 27 الطبعة الحديثة.
(3) مشرق الشمسين ص 270.
349

وقد ذهب إلى ما قلنا المجلسيان، ونسب ثانيهما ذلك إلى جماعة من المحققين
منهم أولهما. ومما يرشد إلى ذلك ما يقول أئمة الرجال في تسديد بعض من الرواة وتوثيقه
برواية مثل ابن أبي عمير، وعبد الله بن مسكان، وصفوان وأضرابهم عنه.
واستدل في الفوائد النجفية على صحة خبر ضعيف كما هو المحكي عنه، بأن
في سنده عبد الله بن المغيرة، وهو ممن أجمعت العصابة، والطريق إليه صحيح. وقال في
موضع آخر نحو ذلك، ثم قال على ما فهمه الشيخ البهائي وقبله الشهيد وقبلهما
العلامة في المختلف من تلك العبارة.
وأما سيد الاساتيد بعد حكمه بذلك وسلوكه في كثير من مصنفاته كذلك، سيما
في الرياض بالغ في المنع والانكار وقال: بل المراد دعوى الاجماع على صدق الجماعة
وصحة ما ترويه إذا لم يكن في السند من يتوقف فيه، فإذا قال أحد الجماعة حدثني، فلا
يكون الاجماع منعقدا على صدق دعواه، وإذا كان فلان ضعيفا أو غير معروف، فلا
يجديه ذلك نفعا وهو المنقول عن بعض آخر ممن عاصره، وليس لهما ثالث يتفوه بهذه
المقالة.
قال في منتهى المقال: وادعى السيد الأستاذ دام ظله أنه لم يعثر في الكتب
الفقهية من أول كتاب الطهارة إلى آخر كتاب الديات على عمل فقيه من فقهائنا
بخبر ضعيف، محتجا بأن في سنده أحد الجماعة وهو إليه صحيح (1).
وفيه نظر لا يخفى على المتأمل في أبواب الفقه، على أن من لم يعمل يجاب عنه
بنحو ما أجاب الوحيد البهبهاني عن قدم الشيخ فيما صح عن هؤلاء بالارسال
الواقع بعدهم، من أن القادح والمناقش ربما لم يثبت عندهم الاجماع، أو لم يثبت وجوب
اتباعه لعدم كونه بالمعنى المعهود بل كونه مجرد، أو لم يفهما على وفق المشهور، أو لم
يقنعا بمجرد ذلك. وقد عرفت أن الظاهر هو الأول بالنسبة إلى الشيخ.
الثاني: قال الشيخ أبو علي في منتهى المقال بعد ما عرفت من معنى الكلام

(1) منتهى المقال ص 10.
350

المزبور واستظهار ما استظهره أستاده العلامة: والانصاف أن مثل هذا الصحيح ليس
في القوة كسائر الصحاح، بل وأضعف من كثير من الحسان، لا لما فهمه السيد الأستاذ
مد في بقاه ومن شاركه، إذ لا يكاد يفهم ذلك من تلك العبارة أبدا، ولا يتبادر إلى الذهن
مطلقا.
ومن المعلوم أن صدق الرجل غير تصحيح ما يصح عنه، بل لوهن الاجماع
المزبور، إذ لم نقف على ما وافق " كش " في ذلك من معاصريه والمتقدمين عليه
والمتأخرين عنه إلى زمان العلامة أو ما قاربه.
نعم ربما يوجد ذكر هذا الاجماع في كلام " جش " فقط من المتقدمين، وذلك
بعنوان النقل عن " كش " الا أن غير واحد من علمائنا، منهم الشيخ البهائي طاب ثراه
صرح بأن من الأمور الموجبة لعد الحديث من الصحيح عند قدمائنا وجوده في أصل
معروف الانتساب إلى أحد الجماعة الذين أجمعوا على تصحيح ما يصح عنهم فتدبر.
لكن هذا الاجماع لم يثبت وجوب اتباعه كالذي بمعنى المصطلح لكونه مجرد
وفاق، ولعل ما ذكرناه هو الداعي للسيد الأستاذ وموافقيه لحمل الكلام المزبور على
خلاف معناه المعروف المشهور (1) انتهى.
أقول أولا: ان الظن في علم الرجال لما كان معتبرا، كما أشرنا في أوائل
الكتاب، فلا يضر وحدة الناقل إذا لم يكن في مقابلة ما يعارضه، كيف ومدعيه غير
واحد، والتأييد بما نقلناه عن كثير من المتأخرين يتقوى الظن بحصوله.
وثانيا: ان الناقل وان قلنا بوحدته الا أن الظاهر منهم تلقيه بالقبول، سيما
من محققي المتأخرين، فكونه أدون وأضعف من كثير من الحسان إن كان بالنظر ان
القرائن الخارجية المعتضدة للحسان، فهذا غير مثمر إذ ربما يرجح الضعيف من
الاخبار على الصحيح بواسطة الاعتضاد بالشهرة ونحوها، وهذا غير القوة بالذات،
وإن كان بالنظر إلى الذات فأي عالم من الرجاليين وأئمة الفن رجح الحسن على مثل

(1) منتهى المقال ص 10.
351

هذا الصحيح، نعم هو أخس من الصحاح وأتقن من سائر الضروب.
وثالثا: أن هذا الاجماع وان لم يكن بمعنى المصطلح، الا أنه بعد تسليم الوفاق
يصير كسائر ضروب الاجماعات الواقعة في علم الرجال والأدب ومتن اللغة، فكلما تقوله
هناك من ثبوت وجوب اتباعها نقوله هنا.
الثالث: حكي عن الشيخ في العدة وغيرها أنه أسند العمل بروايات بعض
إلى الطائفة وادعى اجماع الامامية على العمل بروايات آخرين مثل السكوني،
وحفص بن غياث، وغياث بن كلوب، ونوح بن دراج، ومن ماثلهم من العامة، ومثل
طلحة بن زيد وغيره، وكذا مثل عبد الله بن بكير، وسماعة بن مهران، وبني فضال،
والطاطريين، وعمار الساباطي، وعلي بن أبي حمزة، وعثمان بن عيسى من غير العامة.
قال في " تعق ": ربما ادعى بعض ثبوت الموثقية من نقل الشيخ هذا، ولذا
حكموا بكون علي بن أبي حمزة موثقا، وكذا السكوني ومن ماثله، وربما جعل ذلك من
الشيخ شهادة منه.
ثم قال المحقق الشيخ محمد: الاجماع على العمل بروايتهم لا يقتضي
التوثيق كما هو واضح. أقول: لا يبعد أن لا يكون ثقة على قياس ما ذكر في قولهم
" أجمعت العصابة ".
ثم قال وقال أيضا: قال شيخنا أبو جعفر في مواضع من كتبه: ان الامامية
مجمعة على العمل برواية السكوني وعمار ومن ماثلهما من الثقات. واحتمال أن يريد
من ماثلهما من مخالفي المذهب الثقات لا أن السكوني ثقة ممكن وان بعد، الا أن عدم
توثيقه في الرجال يؤيده.
ولا يخفى ما فيه، على أنه قال في العدة: يجوز العمل برواية الواقفية والفطحية
إذا كانوا ثقات في النقل، وان كانوا مخطئين في الاعتقاد، وإذا علم من اعتقادهم
تمسكهم بالدين وتحرزهم عن الكذب ووضع الأحاديث، وهذه كانت طريقة جماعة
عاصروا الأئمة عليهم السلام، نحو عبد الله بن بكير، وسماعة بن مهران، ونحو بني
352

فضال من المتأخرين، وبني سماعة ومن شاكلهم (1) انتهى.
أقول: الاحتمالات السابقة في قولهم " أجمعت العصابة " جارية في المقام، بل
بعض ما فيه من الأقوال، الا أن الظاهر هنا عدم دلالته على التوثيق، كما ذكره المحقق
الشيخ محمد، ولكن لا يخفى أنه مع ثبوت اجماع الطائفة على العمل بروايات هؤلاء،
فهو أقوى من الموثقية بمراتب شتى، ولا أقل من التساوي، وكون العمل بالموثق من
جهة العدالة محل تأمل، بل الظاهر الخلاف كما حققنا في محله.
وبالجملة هذا الاجماع العملي لو ثبت من امارات قبول الرواية، الا أن ذلك
غير محقق، سيما مع تصريحات كثير من مهرة الفن في أغلب من ذكرهم من نسبة
الفسق والكذب والتخليط، كما هو الظاهر للناظر في تراجمهم، فلا يعبأ على مثل هذه
الدعوى.
الفائدة الثامنة
قال في " تعق ": قولهم " أسند عنه " قيل: معناه سمع عنه الحديث، ولعل المراد
على سبيل الاستناد والاعتماد، والا فكثير ممن سمع عنه ليس ممن أسند عنه. وقال
جدي: المراد روى عنه الشيوخ واعتمدوا عليه، وهو كالتوثيق عليه، ولا شك أن هذا
المدح أحسن من لا بأس به انتهى.
قوله " وهو كالتوثيق " لا يخلو من تأمل، نعم ان أراد منه التوثيق بما هو أعم
من العدل الامامي فلعله لا بأس به فتأمل، لكن لعله توثيق من غير معلوم الوثاقة:
اما أنه روى عنه الشيوخ كذلك حتى يظهر وثاقته لبعد اتفاقهم على الاعتماد على
من ليس ثقة، أو بعد اتفاق كونهم بأجمعهم غير ثقات فليس بظاهر.
نعم ربما يستفاد منه مدح وقوة ليس بمثابة قولهم " لا بأس به " بل أضعف منه
لو لم نقل بافادته التوثيق. وربما قيل بايمائه إلى عدم الوثوق، ولعله ليس كذلك،
فتأمل (2).

(1) التعليقة على منهج المقال ص 11.
(2) التعليقة على منهج المقال ص 7.
353

وقال في منتهى المقال بعد ذكر عبارة استاده العلامة المشار إليه أقول: لم
أعثر على هذه الكلمة الا في كلام الشيخ (رحمه الله) وما ربما يوجد في الخلاصة فإنما
أخذه من " جخ " والشيخ (رحمه الله) انما ذكره في رجاله دون فهرسته وفي " ق " دون
غيره الا " قر " ندرة غاية الندرة.
واختلف الافهام في قراءتها فمنهم من قرأها بالمجهول كما سبق، ولعل
عليه الأكثر وقالوا بدلالتها على المدح، لأنه لا يسند الا عمن يسند إليه ويعول
عليه، وفي ترجمة محمد بن عبد الملك الأنصاري أسند عنه ضعيف فتأمل.
وقيل: في وجه اختصاصها ببعض دون بعض أنها لا يقال الا في من لا يعرف
بالتناول منه والاخذ عنه.
وقرأ الشيخ محمد أسند بالمعلوم، ورد الضمير إلى الإمام عليه السلام وكذا
الفاضل " ع ب " في الحاوي، كما يأتي عنهما في يحيى بن سعيد الأنصاري، وعن الثاني
في عبد النور أيضا.
وينافيه قول الشيخ في جابر بن يزيد أسند عنه روى عنهما، وقوله في محمد
بن إسحاق بن يسار أسند عنه يكنى أبا بكر صاحب المغازي من سبي عين التمر،
وهو أول سبي دخل المدينة، وقيل: كنيته أبو عبد الله روى عنهما.
وقال المحقق الداماد في الرواشح ما ملخصه: ان الصحابي على مصطلح
الشيخ في رجاله على معان: منها أصحاب الرواية عن الامام بالسماع منه، ومنها:
باسناده عنه بمعنى أنه روى الخبر عن أصحابه الموثوق بهم وأخذ عن أصولهم المعتمد
عليها، فمعنى أسند عنه أنه لم يسمع منه، بل سمع من أصحابه الموثقين وأخذ عنهم
عن أصولهم المعتمد عليها، وبالجملة قد أورد الشيخ في " ق " جماعة مما قيلت فيه رووا
عنه مشافهة.
وقرأ ولد الأستاذ العلامة دام علاهما أيضا بالمعلوم، ولكن لا أدري إلى من
رد الضمير. وقرأ بعض السادة الأذكياء من أهل العصر أيضا كذلك. قال: والأشبه
كون المراد أنهم أسندوا عنه ولم يسندوا عن غيره من الرواة كما تتبعت، ولم أجد رواية
354

أحد من هؤلاء عن غيره، الا أحمد بن عائذ، فإنه صحب أبا خديجة وأخذ عنه، كما
نص عليه " جش " والامر فيه سهل، فكأنه مستثنى لظهوره انتهى.
وفيه أيضا تأمل، فان غير واحد ممن قيل أسند عنه سوى أحمد بن عائذ رووا
عن غيره عليه السلام أيضا، منهم محمد بن مسلم، والحارث بن المغيرة، وبسام بن عبد
الله الصيرفي.
وربما يقال: إن كلمه " أسند " بالمعلوم والضمير للراوي الا أن فاعل أسند
" عقد " لان الشيح (رحمة الله) ذكر في أول رجاله أن عقد ذكر أصحاب الصادق عليه
السلام وبلغ في ذلك الغاية، قال رحمه الله: وأني ذاكر ما ذكره وأورد من بعد ذلك ما لم
يذكره، فيكون المراد أخبر عنه عقد وليس بذلك البعيد. وربما وجه عدم وجوده الا
في كلام الشيخ وسبب ذكر الشيخ ذلك في رجاله دون الفهرست، وفي " ق " دون غيره،
بل وثمرة قوله رحمه الله " أني ذاكر ما ذكره عقد " ثم أورد ما لم يذكره (1) انتهى.
أقول: وقراءة المعلوم وارجاع الفاعل إلى عقد، ودلالته حينئذ على المدح
قريب إلى الصواب.
الفائدة التاسعة.
لا يخفى أن كثيرا من القدماء سيما القميين وابن الغضائري كانت لهم
اعتقادات خاصة في الأئمة بحسب اجتهاداتهم لا يجوزون التعدي عنها، ويسمون
التعدي غلوا وارتفاعا، حتى أنهم رحمهم الله جعلوا مثل نفي السهو عن النبي صلى
الله عليه وآله غلوا.
بل ربما جعلوا التفويض المختلف إليهم عليهم السلام أو نقل خوارق العادة
عنهم، أو الاغراق في جلالتهم وذكر علمهم بمكنونات السماء والأرض، ارتفاعا أو مورثا
للتهمة.
وذلك أن الغلاة كانوا مختفين في الشيعة ومخلوطين بهم مدلسين أنفسهم عليهم،

(1) منتهى المقال ص 12.
355

فبأدنى شبهة كانوا يتهمون الرجل بالغلو والارتفاع، وربما كان منشأ رميهم بذلك
وجدان رواية ظاهرة فيه منهم، أو ادعاء أرباب ذلك القول كونه منهم، أو روايتهم عنه.
وربما كان المنشأ روايتهم المناكير إلى غير ذلك.
وبالجملة الظاهر أن القدماء كانوا مختلفين في المسائل الأصولية، فربما كان
شئ عند بعضهم فاسدا أو كفرا أو غلوا، وعند آخرين عدمه بل مما يجب الاعتقاد
به، فينبغي التأمل في جرحهم بأمثال الأمور المذكورة.
ومما ينبه على ما ذكرنا ملاحظة كثير من التراجم، مثل ترجمة إبراهيم بن
هاشم، وأحمد بن محمد بن نوح، وأحمد بن محمد بن أبي نصر، ومحمد بن جعفر بن
عون، وهشام بن الحكم، والحسين بن شاذويه، والحسين بن يزيد، وسهل بن زياد،
وداود بن كثير، ومحمد بن أورمة، ونضر بن صباح، وإبراهيم بن عمر، وداود بن القاسم،
ومحمد بن عيسى بن عبيد، ومحمد بن سنان، ومحمد بن علي الصيرفي، ومفضل بن
عمر، وصالح بن عقبة، ومعلى بن خنيس، وجعفر بن محمد بن مالك، وإبراهيم
بن محمد البصري، وإسحاق بن الحسن، وجعفر بن عيسى، ويونس بن عبد الرحمن،
وعبد الكريم بن عمرو، وغير ذلك.
وقد ذكر في ترجمة إبراهيم بن عمر وضعف تضعيفات ابن الغضائري، وفي
إبراهيم بن إسحاق وسهل بن زياد ضعف تضعيف أحمد بن محمد بن عيسى، مضافا
إلى غيرها من التراجم، فلاحظ وتأمل ولا تغفل.
فالحري على المحصل الفحص والتفتيش عن أحوالهم، ولا يقتصر على
تضعيفات مثل ابن الغضائري وكثير من القميين، ما لم تنضم إلى مؤيدات أخر من
كلمات مهرة الفن وامارات خارجة.
الفائدة العاشرة
قد عرفت فيما سبق أن من أسباب رد الحديث التفويض، وله معان لا تأمل
للشيعة في فساد بعضها، كما لا تأمل لهم في صحة آخر.
356

فأولها: ما ذكرناه في الفرق الاسلامية، وجعلناه فرقة مسماة بالمفوضة، وهم
الذين يقولون بأن الله تعالى خلق محمدا صلى الله عليه وآله وفوض إليه أمر العالم،
فهو الخلاق للدنيا وما فيها، وقيل: فوض ذلك إلى علي عليه السلام، وربما يقولون
بالتفويض إلى سائر الأئمة عليهم السلام كما يظهر من بعض التراجم.
وثانيها: تفويض الخلق والرزق إليهم، قال في " تعق ": ولعله يرجع إلى الأول،
وورد فساده عن الصادق (1) والرضا عليهما السلام.
وثالثها: تفويض تقسيم الأرزاق، ولعله مما يطلق عليه.
ورابعها: تفويض الاحكام والافعال إليه، بأن يثبت ما يراه حسنا ويرد ما يراه
قبيحا، فيجيز الله اثباته ورده، مثل اطعام الجد السدس، وإضافة الركعتين في
الرباعيات، والوحدة في المغرب، والنوافل أربعا وثلاثين سنة. وتحريم كل مسكر عند
تحريم الخمر إلى غير ذلك. وهذا محل اشكال عندهم، لمنافاته ظاهر " وما ينطق عن
الهوى " وغير ذلك، لكن الكليني قائل به، والأخبار الكثيرة واردة فيه، ووجه بأنها
تثبت من الوحي، الا أن الوحي تابع ومجيز، فتأمل.
وخامسها: تفويض الإرادة، بأن يريد شيئا لحسنه ولا يريد لقبحه،
كارادته تغيير القبلة فأوحى الله تعالى بما أراد.
وسادسها: تفويض القول بما هو أصلح له وللخلق، وإن كان الحكم الأصلي
خلافه كما في صورة التقية.
وسابعها: تفويض أمر الخلق، بمعنى أنه أوجب عليهم طاعته في كل ما يأمر
وينهي، سواء علموا وجه الصحة أم لا، ولو كان بحسب ظاهر نظرهم عدم الصحة،
بل الواجب عليهم القبول على وجه التسليم.

(1) ففي الصحيح عن عبد الله بن مسكان قال: دخل حجر بن زائدة وعامر بن خزاعة الأزدي على أبي عبد الله
عليه السلام فقال له: جعلنا فداك ان المفضل بن عمر يقول: أنكم ترزقون ارزاق العباد، إلى أن قال: لعنه الله
وأبرز منه قال: أفنلعنه ونتبرء منه؟ قال: نعم.
357

ثم إن المولى العلامة البهبهاني بعد ما أشار إلى المعاني السبعة للتفويض
قال: وبعد الإحاطة بما ذكرنا هنا وما ذكر سابقا عليه يظهر أن القدح بمجرد رميهم إلى
التفويض أيضا لا يخلو عن اشكال انتهى.
أقول: الذي يظهر من اطلاق المفوضة في تراجم كثير من الرجال أن المراد
منها من قال بأحد الوجهين الأولين خصوصا، والغالب أنهم يذكرون ذلك في مقام الذم
واختصاص الرجل باعتقاد مخصوص، ولا اختصاص للاعتقاد بأكثر المعاني المذكورة
ببعض طوائف الشيعة، بل الظاهر جواز التفويض بالمعنى الرابع كما نطقت به الآثار،
وكذا البواقي إلى السابع.
ثم الظاهر من جملة اطلاقات التفويض والمفوضة تفويض أفعال العباد
إليهم، بحيث لا يكون لله تعالى مدخل فيه في مقابل الجبر الذي عليه الأشاعرة، كما
أن المعتزلة على الأول، بمعنى أن الله تعالى فوض أفعال العباد إليهم.
وأصحابنا الامامية على أمر ثالث وهو الامر بين الامرين، لما وصل إليهم
عن الأئمة الاطهار بالتواتر والاستفاضة القطعية، بأنه لا جبر ولا تفويض ولكن أمر
بين الامرين، قيل له عليه السلام: وما أمر بين أمرين؟ فقال: ذلك مثل رجل رأيته
على معصية فنهيته، فلم ينته فتركته ففعل تلك المعصية، فليس حيث لم يقبل منك
فتركته كنت أنت الذي أمرته بالمعصية. ذكر الحديث كذلك في إعتقادات الصدوق.
فحينئذ نقول: إذا كان بعض الأصحاب من الرواة وغيرهم على طريقة
المعتزلة في هذه المسألة الكلامية، فهو حينئذ من المفوضة، ويكون مذموما مردود القول
في الشهادة والرواية.
وبالجملة الاطلاق ينصرف إلى ما هو الشايع من الاطلاقات، وهو هذا المعنى
ولو بملاحظة غلبة استعماله في كلام أئمة الفن، فلا يبقى اشكال في رد قول من
يصفونه به من الرجال، فتدبر.
358

الفائدة الحادية عشر
قال المولى البهبهاني في " تعق ": قولهم " صحيح الحديث " عند القدماء هو
ما وثقوا كونه من المعصوم عليه السلام أعم من أن يكون منشأ وثوقهم كون الراوي
من الثقات، أو امارات اخر يقطعون بصدوره عنه عليه السلام أو يظنون. ولعل
اشتراطهم العدالة على حسب ما أشرنا إليه لأجل أخذ الرواية عن الراوي من دون
حاجة إلى التثبت وتحصيل امارات تورثهم وثوقا اعتدوا به، كما أن عند المتأخرين
أيضا كذلك كما مر فتأمل. وما قيل من أن الصحيح عندهم قطعي الصدور، قد بينا
فساده في الرسالة.
ثم إن بين صحيحهم والمعمول به عندهم لعله عموم من وجه، لان ما وثقوا
به بكونه من المعصوم عليه السلام الموافق للتقية صحيح غير معمول به عندهم، وببالي
التصريح بذلك في أوائل فروع الكافي.
وما رواه العامة عن أمير المؤمنين عليهم السلام لعله غير صحيح عندهم،
ويكون معمولا به كذلك، لما نقل عن الشيخ في عدته ما مضمونه هذا: رواية المخالفين
في المذهب عن الأئمة عليهم السلام ان عارضها الموثوق به وجب طرحها، وان وافقها
وجب العمل بها، وان لم يكن ما يوافقها ولا ما يخالفها ولا يعرف لها قول فيها وجب
أيضا العمل بها، لما روي عن الصادق عليه السلام إذا نزلت بكم حادثة لا تجدون
حكمها فيما رووا عنا، فانظروا إلى ما رووه عن علي عليه السلام فاعملوا به. ولأجل
ما قلناه عملت الطائفة بما رواه حفص بن غياث، وغياث بن كلوب، ونوح بن دراج،
والسكوني من العامة عن أئمتنا عليهم السلام ولم ينكروه ولم يكن عندهم خلافة
انتهى. وما ذكر غير ظاهر عن كل القدماء.
وأما المتأخرون فإنهم أيضا بين صحيحهم والمعمول به عندهم العموم من
وجه، وهو ظاهر، وبين صحيحهم وصحيح القدماء العموم المطلق، وقد أثبتنا في
الرسالة.
359

ولعل منشأ قصر اصطلاحهم في الصحة فيما رواه الثقات صيرورة الأحاديث
ظنية وانعدام الامارات التي تقتضي العمل بها بعنوان الضابطة، ومثل الحسن والموثقية
واجماع العصابة على تصحيح ما يصح عنه وغير ذلك، وان صار ضابطة عند البعض
مطلقا، أو في بعض رأيه، الا أن ذلك البعض لم يصطلح اطلاق الصحيح عليه، وإن كان
يطلق عليه في بعض الأوقات، بل لعل الجميع أيضا يطلقون كذلك، كما سنشير
إليه في أبان بن عثمان، حذرا من الاختلاط، لشدة اهتمامهم في مضبوطية قواعدهم
ولئلا يقع تلبيس وتدليس فتأمل.
وبالجملة لا وجه للاعتراض عليهم بتغيير الاصطلاح، وتخصيصه بعد
ملاحظة ما ذكرنا. وأيضا عدهم الحديث حسنا وموثقا منشأ القدماء ولا خفاء فيه، مع
أن حديث الممدوحين عند القدماء ليس عندهم مثل حديث الثقة والمهمل والضعيف
البتة وكذا الموثق، نعم لم يعهد منهم أنه حسن أو موثق وغير ذلك، والمعهود من
المتأخرين لو لم يكن حسنا لم يكن فيه مشاحة البتة، مع أن حسنه غير خفي.
ثم إن مما ذكرنا ظهر فساد ما توهم بعض المتأخرين من أن قول مشايخ
الرجال صحيح الحديث تعديل، وسيجئ في الحسن بن علي بن نعمان أيضا، نعم هو
مدح فتدبر (1).
الفائدة الثانية عشر
قد ذكرنا في السابق معنى الأصل والكتاب والمصنف والنوادر اجمالا، ولكن
نذكرها هنا تفصيلا حسب ما نقله المولى البهبهاني في " تعق ".
فقال: ومنها أي من جملة ألفاظ المدح قولهم " له أصل وكتاب وله نوادر وله
مصنف " اعلم أن الكتاب مستعمل في كلامهم في معناه المتعارف، وهو أعم مطلقا من
الأصل والنوادر.
فإنه يطلق على الأصل كثيرا، منها ما سيجئ في ترجمة أحمد بن الحسين بن

(1) التعليقة على منهج المقال ص 6.
360

والمفلس، وأحمد بن سلمة، وأحمد بن محمد بن عمار، وأحمد بن ميثم، وإسحاق بن جرير،
والحسين بن أبي العلاء، وبشار بن يسار، وبشير بن سلمة، والحسن بن رباط وغيرهم.
وربما يطلق الكتاب في مقابل الأصل، كما في ترجمة هشام بن الحكم ومعاوية
بن الحكم وغيرهما. وربما يطلق على النوادر وهو أيضا كثير، منها قولهم " له كتاب
النوادر " وسيجئ في أحمد بن الحسين بن عمر ما يدل عليه، وكذا أحمد بن المبارك
وغير ذلك، وربما يطلق النوادر في مقابل الكتاب، كما في ترجمة ابن أبي عمير.
وأما المصنف، فالظاهر أنه أيضا أعم منهما، فإنه يطلق على الأصل والنوادر،
كما يظهر من ترجمة أحمد بن ميثم، ويطلق بإزاء الأصل، كما في هشام بن الحكم وديباجة
الفهرست.
وأما النسبة بين الأصل والنوادر، فالأصل أن النوادر غير الأصل، وربما يعد
من الأصول، كما يظهر من أحمد بن الحسن بن سعيد، وأحمد بن سلمة، وحريز بن
عبد الله.
بقي الكلام في معرفة الأصل والنوادر، نقل ابن شهرآشوب في معالمه عن
المفيد أن الامامية صنفوا من عهد أمير المؤمنين عليه السلام إلى زمان العسكري أيضا
أربعمائة كتاب تسمي الأصول.
أقول: لا يخفى أن مصنفاتهم أزيد من الأصول، فلابد من وجه تسمية بعضها
أصولا دون البواقي، فقيل: ان الأصل ما كان مجرد كلام المعصوم، والكتاب ما فيه كلام
مصنفه أيضا، وأيد ذلك بما ذكره الشيخ في زكريا بن يحيى الواسطي له كتاب الفضائل
وله أصل. وفي التأييد نظر الا أن ما ذكره لا يخلو من قرب وظهور.
واعترض بأن الكتاب أعم، وهذا الاعتراض سخيف، إذ الفرض بيان
الفرق بين الكتاب الذي ليس بأصل ومذكور في مقابله، وبين الكتاب الذي هو أصل.
وبيان سبب قصر تسميتهم الأصل في الأربعمائة.
واعترض أيضا بأن كثيرا من الأصول فيه كلام مصنفيه، وكثير من الكتب
361

ليس فيه ككتاب سليم بن قيس. وهذا الاعتراض كما ترى ليس الا مجرد دعوى،
مع أنه لا يخفى بعده على المطلع بأحوال الأصول المعروفة. نعم ادعي ندرة وجود كلام
المصنف فيها، فليس ببعيد.
ويمكن أن لا يضر القائل أيضا، وكون كتاب سليم بن قيس ليس من
الأصول من أين، إذ بملاحظة كثير من التراجم يظهر أن الأصول كانت بجميعها
مشخصة عند القدماء. هذا ويظهر من كلام الشيخ في أحمد بن محمد بن نوح أن
الأصول رتب ترتيبا خاصا.
وقيل في وجه الفرق: ان الكتاب ما كان مبوبا مفصلا، والأصل مجمع أخبار
وآثار، ورد بأن كثيرا من الأصول مبوبة.
أقول: ويقرب في نظري أن الأصل هو الكتاب الذي جمع فيه مصنفه
الأحاديث التي رواها عن المعصوم عليه السلام أو عن الراوي والكتاب والمصنف لو كان
فيهما حديث معتمد معتبر لكان مأخوذا غالبا من الأصل، وانما قيدنا بالغالب لأنه ربما
كان بعض الروايات وقليلها ينقل معنعنا ولا يؤخذ من أصل، وبوجود مثل هذا لا يصير
أصلا فتدبر.
وأما النوادر، فالظاهر أنه ما اجتمع فيه أحاديث لا تضبط في باب لقلته، بأن
يكون واحدا أو متعددا لكن يكون قليلا جدا. ومن هذا قولهم في الكتب المتداولة:
نوادر الصلاة، ونوادر الزكاة، وأمثال ذلك.
وربما يطلق النادر على الشاذ، ومن هذا قول المفيد في رسالته في الرد على
الصدوق في أن شهر رمضان يصيبه ما يصيب الشهور من النقص، ان النوادر هي
التي لا عمل عليها، مشيرا إلى رواية حذيفة، والشيخ في التهذيب قال: لا يصلح العمل
بحديث حذيفة، لان متنها لا يوجد في شئ من الأصول المصنفة، بل هو موجود في
الشواذ من الاخبار.
والمراد من الشاذ عند أهل الدراية ما رواه الراوي الثقة مخالفا لما رواه الأكثر،
وهو مقابل المشهور، والشاذ مردود مطلقا عند بعض، ومقبول كذلك عند آخر.
362

ومنهم من فصل بأن المخالف له إن كان أحفظ وأضبط وأعدل فمردود، وإن كان
بالعكس فلا يرد، لان في كل منهما صفة راجحة ومرجوحة فيتعارضان. ونقل عن
بعض أن النادر ما قل روايته وندر العمل به، وادعى أنه الظاهر من كلام الأصحاب،
ولا يخلو من تأمل.
ثم اعلم أنه عند خالي بل وجدي أيضا على ما هو ببالي أن كون الرجل ذا
أصل من أسباب الحسن، وعندي فيه تأمل، لان كثيرا من مصنفي أصحابنا وأصحاب
الأصول ينتحلون المذاهب الفاسدة وإن كان كتبهم معتمدة، على ما صرح به في أول
الفهرست.
وأيضا الحسن بن صالح بتري متروك العمل بما يختص بروايته، على ما
صرح به في التهذيب، مع أنه صاحب الأصل. وكذلك علي بن أبي حمزة البطائني، مع
أنه ذكر فيه ما ذكر إلى غير ذلك. وقد بسطنا الكلام في المقام في الرسالة.
نعم المفيد في مقام مدح جماعة في رسالته في الرد على الصدوق قال: وهم
أصحاب الأصول المدونة، لكن استفادة الحسن من هذا لا يخلو من تأمل، سيما بعد
ملاحظة ما ذكرنا فتأمل، مع أن من جملة تلك الجماعة أبا الجارود وعمار الساباطي
وسماعة.
ثم إنه ظاهر أن أضعف من ذلك كون الرجل ذا كتاب من أسباب الحسن.
قال في المعرج: كون الرجل ذا كتاب لا يخرجه عن الجهالة، الا عند بعض من لا يعتد
به.
هذا والظاهر أن كون الرجل صاحب أصل يفيد حسنا لا الحسن
الاصطلاحي. وكذا كونه كثير التصنيف، وكذا جيد التصنيف وأمثال ذلك، بل كونه ذا
كتاب أيضا يشير إلى حسن ما، ولعل ذلك هو مرادهم مما ذكروا. وسيجئ عن البلغة
في الحسن بن أيوب أن كون الرجل صاحب الأصل يستفاد منه مدح (1) انتهى فلاحظ

(1) التعليقة على منهج المقال ص 7 - 8.
363

وتأمل.
الفائدة الثالثة عشر
قد يوصف في كتب الرجال بكون الراوي ممدوحا، والبحث فيه من وجوه:
الأول: لا شبهة في أن المدح في نفسه يجامع صحة العقيدة وفسادها، والأول
يسمى حديثه حسنا، والثاني قويا. وإذا لم يظهر صحتها ولا فسادها، فهو أيضا من
القوي، لكن قيل: نراهم بمجرد ورود المدح يعدونه حسنا، ولعله لان اظهار المدح مع
عدم اظهار القدح، ولا تأمل منهم ظاهر في كونه اماميا، مضافا إلى أن ديدنهم التعرض
للفساد. والأولى في صورة عدم التعارض ملاحظة خصوص المدح بعد ملاحظة ما في
المقام، ثم البناء على الظن الحاصل بعد ذلك، بل في صورة التعارض كذلك.
الثاني: المدح منه ماله دخل في قوة السند وصدق القول، مثل صالح وخير.
ومنه ماله دخل في السند في المتن، مثل فهيم حافظ، ومنه ما لا دخل له فيهما، مثل
شاعر وقارئ.
ومنشأ صيرورة الحديث حسنا أو قويا هو الأول. وأما الثاني فمعتبر في
مقام الترجيح التقوية بعد ما صار الحديث صحيحا أو حسنا أو قويا. وأما الثالث فلا
اعتبار له لأجل الحديث.
نعم ربما يضم إلى التوثيق، وذكر أسباب الحسن والقوة زيادة الكمال، فهو من
المكملات. وقس على المدح حال الذم. هذا وقولهم أديب أو عارف باللغة أو النحو
وأمثالهما هل من الأول أو الثاني أو الثالث؟! استظهر المولى الوحيد في " تعق " أنه لا
يقصر عن الثاني مع احتماله كونه من الأول، ولعل مثل القاري أيضا كذلك.
الثالث: المدح يجامع القدح بغير فساد المذهب أيضا، لعدم المنافاة بين كونه
ممدوحا من جهة ومقدوحا من جهة أخرى. ولو اتفق القدح فحاله يظهر مما ذكر في
التعارض.
364

ومع تحقق غير المنافي: فاما أن يكونا مما له دخل في السند، أو مما له دخل في
المتن، أو المدح من الأول والقدح من الثاني، أو بالعكس. والأول لو تحقق بأن ذكر
له وصفان لا يبعد اجتماعهما من ملاحظة أحدهما يحصل قوة لصدقه ومن الآخر وهن
لا اعتبار له في الحسن والقوة، نعم لو كان القدح هاهنا نفي جنب مدحه بحيث يحصل
قوة معتد بها فالظاهر الاعتبار، وقس على ذلك حال الثاني، مثل أن يكون جيدا الفهم
ردي الحافظة.
وأما الثالث مثل أن يكون صالحا سيئ الفهم أو الحافظة، فلعله معتبر في
المقام، وأنه كما يعد ضررا بالنسبة إلى الثقات والموثقين، فكذا هنا مع تأويل فيه، إذ
لعل عدم الضرر هناك من نفي التثبت أو الاجماع على قبول خبر العادل، والمناط في
المقام لعله الظن، فيكون الامر دائرا معه.
وأما الرابع فغير معتبر في المقام والبناء على القدح وعد الحديث حسنا أو
قبيحا بسبب عدم وجدانه، مضافا إلى أصالة العدم.
الرابع: مراتب المدح متفاوتة، وليس أي قدر يكون معتبرا في المقام، بل القدر
المعتد به في الجملة، وربما يحصل الاعتداد من اجتماع المتعدد، ويتفاوت العدد والكثرة
بتفاوت القوة، كما أن المدايح في أنفسها متفاوتة فيها، فليلاحظ التفاوت وليعتبر في
مقام التقوية والترجيح.
365

الباب العاشر
في ذكر طائفة من الرجال والمشايخ الذين يليق بيان حالهم مفصلا
367

إما للاهتمام بشأنهم وجلالتهم، أو للاشتباه والحاجة إلى التحقيق والتمييز،
فلنذكر طائفة منهم بحسب ترتيب الطبقات. فمن الأولى ثلاثة:
ترجمة السيد محمد شفيع الجابلقي
أولهم:
الوالد الأستاذ العلامة محمد شفيع بن الحاج السيد علي أكبر بن السيد محمد
بديع ألجا. انطومو انكسم يدرجوربلا ادلوم يقل لا
قال بعض من معاصريه في اجازته له: انه السيد الحسيب النسيب الجليل
والفاضل الأديب الأريب النبيل، ذي النسب الطاهر والحسب الفاخر، جامع الكلمات
الانسية، صاحب النفس القدسية، العالم العامل المقتدر لاستنباط الأحكام الشرعية
بجده البليغ المترقى من التقليد إلى أوج الاجتهاد بسعيه النيق الأخ الروحاني مولانا
محمد شفيع الجابلقي مولدا والبروجردي مسكنا، لا زال موفقا مؤيدا مرتقيا معارج
الكمال والافضال فأجزته أدام الله توفيقاته وتأييداته وأسبغ الله عليه نعمه.
سمعت منه مشافهة أنه كان في بدو تحصيله وتعلمه عند معلمي الأطفال في
الجابلق، إلى أن وصل إلى العلوم العربية الأدبية، فراح إلى العراق في قرية كره رود،
فتلمذ عند المقدس الأديب الأريب الثقة الحاج ملا عبد الحميد من طائفة القضاة.
ثم بعد أن فرغ من تحصيل العلوم أدبية في برهة من الزمان، ذهب إلى بلدة
كاشان وأصفهان، واشتغل بتحصيل علمي الأصول والفقه وتكميل السطوح والمتون
من العلمين، فقرأ على الفاضل النراقي كتابي المفتاح والمناهج له في قلائل من الزمان.
ثم قرأ في أصفهان على العالم العامل الكامل المحقق المدقق الجامع بين
المعقول والمنقول علامة زمانه الفائق على أقرانه الظريف الطريف الحاج محمد جعفر
الآباده أي الفارسي أصلا الأصفهاني موقفا الروضة البهية والمعالم والقوانين.
وعلى استاده الفاضل الفقيه النبيه آقا محمد علي بن آقا محمد باقر المازندراني
369

كتاب معالم الأصول من مبحث الامر إلى وسط مباحث التخصيص، وبعض مباحث
الروضة البهية من العبادات. وعلى الحاج ملا نور علي المازندراني بعض المسائل
الاضولية في برهة من الزمان.
وببالي أنه قال: قبل مسافرته إلى العتبات العاليات كان في البروجرد أياما
قلائل مشتغلا بمطالعة كتاب القوانين من أول الليل إلى الطلوع في المدرسة التي هي
الآن موجودة، وهي واقعة في محلة صوفيان، سمعت منه أنه قال: لما اعتضل علي
المطالب المندرجة في الكتاب فلم تنحل، فوضعت رأسي على الجدار وبكيت حتى
يسهل لي الخطب في حل مشكلاته.
فلما كمل له فهم السطوح من كل علم سيما الأصول والفقه، سيما كتاب
القوانين من الأصول، فإنه طاب ثراه كان فهم عباراته وحل مشكلاته ومغلقاته،
حافظ لغالب عباراته، لم أر أحدا مثله في حل عقده وانفتاح قفله، مع أنه أشكل
وأعضل من كل الكتب الأصولية التي هي الآن في أيدينا من الأوائل والأواخر، ولذا
يعترضون عليه كثيرا من الاعتراضات الغير الواردة، لقصور المعترضين عن فهم
معانيه وادراك بطونه.
ثم راح إلى العتبات وقبل وصوله وتشرفه إلى كربلاء مكث في كرمانشاه قليلا
من الزمان، وقرأ على العالم الكامل المحق المدقق الألمعي الأوزاعي الحاج ملا عباس
علي الكزازي قليلا من المعالم والرياض.
فذهب إلى كربلاء، فقرأ علمي الأصول والفقه على جمع من أساتيده،
أقدمهم الامام الهمام المولى التمام النحرير الذاخر، والسحاب الماطر الفائق على
الأوائل وأواخر، صاحب التحقيقات الرشيقة في مصنفاته الجيدة، السيد السند والركن
المعتمد، ملاذ الأنام ومرجع الخاص والعام السيد محمد بن السيد علي الطباطبائي.
ثم أخوه السيد النجيب والعالم الحسيب، أعجوبة الزمان وفريدة الدوران
أزهد أهل العمر المحقق المدقق السيد مهدي بن سيد الاساتيد.
ثم على استاده الشريف السالك في مسالك التحقيق، والعارج في مدارج
370

التدقيق، مقنن الأصولية، مشيد المباني الفروعية، مفتاح أبواب العلوم الشرعية، مربي
العلماء الامامية، مدرس الفنون العلمية، مؤسس القواعد المتينة، مبتكر الضوابط
الكلية، الذي كل من تأخر عنه فقد أخذ من لآلي أصدافه الرقيقة، مولانا الأعظم
الآخوند ملا محمد شريف بن الملا حسن علي المازندراني أصلا، والحائري مسكنا
ومدفنا، بل قيل: ومولدا.
وكان غالب قراءة الوالد في الأصول عليه، وقد تلمذ عنده جميع مدة تحصيله
في الحائر، وكان خصيصا به، وهو أول من أجاز له من تلاميذه ومتعلميه.
قال الوالد: لما حضرت درسه كنت عاريا وحشيا غير قادر على جمع مطالبه،
فلم أتفقه منه الا المفردات من الكلمات، لم أتمكن من تحرير درسه إلى شهر أو أزيد
بقليل، فصار ذلك ثقيلا على الفوائد، كنت متأوها متأسفا مهموما مغموما، فتوسلت
إلى البقعة الشريفة الحسينية عليه السلام فزرت وطفت الضريح المقدس، وبعد
الزيارة والطواف شرعت في الدعاء، واستدعاء انكشاف العلوم الغامضة، فبكيت
كثيرا إلى أن ضاق علي الحوصلة ورق قلبي رقة شديدة.
فودعت وصرت إلى المدرسة في حجرتي، فنمت بعد المطالعة في حالة الهم
والغم، فرأيت في المنام سيد المرسلين وخاتم النبيين صلى الله عليه وآله أنه يتوضأ،
فتشرفت إلى خدمته فسلمت فأجاب لي، فقمت عنده خاضعا خاشعا، فعرضت على
طريق الالحاح والالتجاء، وقلت: أنا سيد، فأجابني بأن السيد كثير أظهر حاجتك
ومطلبك، فقلت: يا مولاي أطلب منك العلم، فأمرني بالتوسل إلى القبة الشريفة
وأشار بيده المباركة إليها، يعني: إلى قبة سيد الشهداء عليه السلام.
فانتبهت وأيقظت، فلما حضرت الدرس، فلم أزل يوما فيوما يزيدني الفهم
والدقة إلى ستة أشهر، حتى من لم يعرفني من داخل حوزه بالمدرس الأستاذ الشريف
في أول الوحلة لم يفرقني من الأستاذ ويشتبه عليه الامر، فأجازني الا أني بعد صدور
الإجازة مكثت عنده ثلاث سنين أو أقل بنصف، وقرأت غالب المسائل الأصولية من
الخارج.
371

وكنت أكتب تقريراته الا أنه لم يكن لي ما يحتاج من مؤنه المخارج في تلك
المدة، وكان أمر المعيشة هناك في كمال الضيق، ومع ذلك لم يتغير حالي في الشوق إلى
الدرس والمباحثة، بل يزيد الشوق على شوقي، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
ثم إنه قرأ على أحد تلامذة استاده الذي يقرأ عليه درسا أيضا سوى درس
الأستاذ علم الرجال في خلال المدة، وهو السيد الجليل النبيل السيد صفر علي
رحمه الله.
ثم ارتحل إلى الوطن بالتماس والده، فسكن في البروجرد وصار مدرسا معروفا
في الآفاق مشهورا في العراق، وقد ربى جما خطيرا من الطلاب والمحصلين من أهل
كل قرية ومدينة قريبة وغريبة، إلى أن صارت البلدة بوجوده المبارك منارا في البلاد
ومرجعا للعباد.
فلم يزل في كل سنة كانت حوزة درسه مملوة من العلماء والفضلاء، فصعد
كثير منهم إلى أوج الاجتهاد، فبلغ عدد الكاملين منهم إلى أكثر من مائة، عدا من لم
يبلغ منهم هذه الدرجة العلية، فإنهم غير محصورين منتشرين في القرى والمدائن،
ويسلك على هذا المنوال في نيف وأربعين سنة، ويرجع إليه الناس في الفتاوي والأمور
الحسبية والترافع.
الا أنه نور الله مضجعه لم يبرز منه التصنيف الكامل والتأليف الشامل الا
قليلا في الأصول، وهو القواعد الشريفية المؤلفة أيام تحصيله في كربلاء، وهو مقصور
على تقريرات أستاده الشريف، ولم يوفق بعد للرجوع الثانوي للحك والاصلاح، ومن
ذلك وقع فيه بعض الكلمات الموهونة، فوا أسفا عليه حيث لم يبرز حال استقامته
بالتدريس مصنف في الأصول، سيما في أواخر عمره الشريف، فإنه قد أسس أساسا
بيعا لم يسبق إليه أحد من السلف.
وبحمد الله وحسن توفيقه قد أخذت من لآلي هذا الصدف في مدة وجعلتها
في مصنفي الجامع للمقاصد، فالناظر له بعين الانصاف يظهر له صدق ما ذكرناه.
وكتابا في الفقه مسمى بمناهج الاحكام في مسائل الحلال والحرام، وهو كتاب
372

حسن جامع للفروع والأدلة وتعارضها وبيان أحوال الرجال المختلف فيهم، برز منه
نصف الطهارة وقليل من الصلاة وتمام الصوم وقليل من الزكاة والخمس والقضاء
وغيرها من الكتب.
وله أيضا تعليقة على تجارة الروضة البهية، ورسالة فارسية في الصلاة تسمى
بمرشد العوام، وحواش فارسية على مناسك الحج للسيد المرحوم حجة الاسلام. وقد
كتب في آخر عمره الشريف في الإجازة لولده الأكبر ولنفسي الخاطي الروضة البهية
في الطرق الشفيعية.
توفى رحمه الله ليلة الأربعاء من الثامن عشر من الشهر الثاني، من السنة
الثامنة من المائة الثالثة من الألف الثاني من الهجرة النبوية على هاجرها الآف تحية
وسلام في البروجرد، ونقل إلى الغري ودفن في وادي السلام في موضع قريب بمقبرة
هود وصالح.
وقد أنشد الشيخ الفاضل الأديب الأريب الجامع للكمالات الشيخ محمد تقي
التستري المتخلص بالغيبي لمادة تاريخ وفاته بالفارسي بثلاثة أشعار وهي هذه:
جه زد سيد شفيع از أين جهان سوى جنان خركه * زفيض عام خود إكليل فضل أفراشت تا بر همه
كرد بيان از بهر أو وا حسترا كويان * بناليدند از دل در عزاي أو كمه بيكه
براى ضبط تاريخ وفاتش از دم غيبي
بكوش من ندا آمد فمنهم من قضى نحبه * وقد رثاه بعض أجلة تلاميذه بالابيات العربية، واندرج التاريخ في آخرها
فقال:
تاريخ انخساف ذلك القمر * قل سيد مقدس مستبشر
وغفر وهيأ له غرف * جزاء الأعمال التي بها اقترف
373

قد رضي عنه إلهه كذا * مطابق في العدد لما مضى
فوز عظيم من إلهه له * في العدد وافق أيضا معه
كذاك عن تاريخه ان سئلا * بالجنة جنابه قد أدخلا
نظمه العبد الأقل الأحقر * راجي إلى الله العلي الأكبر
ترجمة الآخوند محمد حسن التوسركاني
وثانيهم: الأستاذ الاجل الفهامة العالم الرباني والمحقق الصمداني، والزاهد
التارك للدنيا، الذي كل لساني عن توصيفه وتنعيته، أستاذنا الأعظم وشيخنا المكرم
الآخوند ملا محمد حسن التوسركاني أصلا والبروجردي مسكنا.
وهذا الشيخ كان من أفاخم تلامذة الوالد العلامة، كان محققا بصيرا فريدا
في الزهادة، وحيدا في التقوى. ولكمال احتياطه لم يتعرض للفتوى ورفع الخصومة بين
البرية، مع أنه طاب ثراه حقيق لذلك. وقد رجحه الوالد على جميع أهل العصر.
وقد تلمذت في خدمته برهة من الزمان، ففزت في خدمته، وغالب أوقاتي
مصروف لديه، وقد خصني من بين أقراني بالتوصيف والتعريف واظهار المرحمة
والملاطفة، فإذا كنت مغموما فلم يبق لي هم ولا كدورة بملاحظة النظر إلى وجهه،
وليس ذلك الا من أنفاسه القدسية.
توفى بعد الوالد بسنين، ونقل إلى الغري ودفن هناك في وادي السلام.
ولكنه لغاية زهده واشتغاله بالعبادة وابتلائه ببعض الأمراض الجسمانية لم
يتمكن ولم يتسير من التأليف والتصنيف، ومع ذلك قد ربى جمعا كثيرا وجما خطيرا.
كان معرضا من الناس، خصوصا من أهل الدنيا سيما من الظلمة، وهم يشتاقون إليه
ولكنه يتبرأ منهم.
ترجمة الشيخ ملا علي الكني
وثالثهم: المولى الوحيد والشيخ الفريد، المعروف بين العرب والعجم الحاج
374

ملا علي الكني أصلا الرازي موقفا. وهذا الشيخ كان من أجلة العلماء وأوحد
المجتهدين وملجئا ومفزعا لكل مظلوم، أستاذ العصر وفقيه الزمان ونادرة الدوران،
متبوع الكلمة عند السلطان ومقربي الخاقان، مسلطا على الجبابرة.
قال في آخر كتابه المؤلف في علمي الدراية والرجال المسمى بتوضيح المقال:
وحيث أن العبد الذي أقلهم علما وعملا وأكثرهم خطا وزللا، مصنف هذه الرسالة
وجامع المقالة المسماة بتوضيح المقال في علم الرجال نظم نفسه في جملتهم، فليدخل
اسمه في سلك أساميهم الشريفة الجليلة توافق العالمين وتكميل العدد المذكور إلى
الستين.
فأقول: سميت بعلي وولدت في سنة عشرين بعد الألف ومائتين من الهجرة
الشريفة قرب بلدة طهران بفرسخين في سفح جبل هناك المسماة ب‍ " كن " بفتح الكاف
وتشديد النون لتسترها بانخفاض محلها، قال تعالى (وجعل لكم من الجبال أكنانا)
وذهبت إلى المعلم بسعي مني والتماس، فاستغنيت عنه في مدة قليلة.
ثم كنت مصرا على الدخول في العلوم العربية الأدبية، واستمر على المنع إلى
قرب عشرين سنة، فوقفت عند ذلك لذلك بدعوات شافية وشفعاء كافية، إلى أن
وفقت المجاورة الروضات الساميات والعتبات العاليات، فببركاتهم وشفاعاتهم عليهم
السلام شرعت في تصنيف الأصول، وكتبت فيها جملة وافية وعمدة نافعة، برز منها
أكثر مسائل الأوامر والنواهي والمفاهيم والاستصحاب في رسالة مستقلة، بل لم يبق
منها الا نذر يسير في سنة أربع وأربعين بعد ألف ومائتين.
إلى أن وقع الطاعون العظيم في أكثر البلاد خاصة في العراق، فعاقني ذلك
وغيره كغيري عن الاشتغال، وصرنا مدة سنتين أو أزيد في حل وارتحال، إلى أن وفقت
ثانيا للمجاورة، فاشتغلت بتصنيف الفقه لما رأيت من ذهاب الرجال ودنو الآجال
وانقطاع الآمال، فحيث لم يكن عندي ما يحتاج إليه من الكتب والأسباب لعدم مساعدة
الدهر مع معاضدة شدة الفقر كنت أكتب في كل موضع يتيسر لي بعد كد شديد وشد
أكيد ما يحتاج إليه في ذلك الموضع.
375

فبرز في الطهارة مجلد، وفي الصلاة مجلد، وفي البيع مجلد، وفي القضاء مجلدان،
والآن أنا في ثالثهما في بقية مع الشهادات، دخلها الفصل بكتابة هذه الرسالة بالتماس
جمع من أزكياء الطلبة والأحبة مع المسافرة إلى زيارة سيدنا ومولانا الرضا عليه
وعلى آبائه الطيبين وأبنائه المعصومين آلاف صلاة وسلام وتحية، ثم زيارة الوالد مع
غيره من الأرحام.
نسأل الله الرحمة والعصمة والتوفيق على الدوام، وأن يخصنا بمزيد اللطف
والانعام بمحمد وعترته البررة الكرام، وذلك في سنة اثنتين وستين بعد ألف ومائتين من
الهجرة النبوية على هاجرها ألف صلاة وسلام وتحية انتهى كلامه دام ظله.
أقول: وهو الآن في طهران رئيس مطاع، له الثروة والمكنة، لم أجد أحدا من
العلماء مثله في المكنة، الا أن ذلك قد منعه من الاشتغال بأمر التدريس وإفاضة
الفيوض وهو من مثله غريب، جزاه الله عن الاسلام أفضل جزاء المحسنين.
ترجمة السيد حجة الاسلام الشفتي
ومن الثانية: السيد المسدد والمولى المؤيد الحاج السيد محمد باقر بن محمد
نقي الرشتي الشفتي أصلا الأصفهاني مسكنا، الملقب ب‍ " حجة الاسلام " وهذا السيد
قد قرأ على جماعة من العلماء المتبحرين، منهم السيد علي الطباطبائي صاحب
الرياض، ومنهم ابنه الأكبر صاحب مفاتيح الأصول، ومنهم بحر العلوم الآتي ذكره.
وقيل: قد حضر مجلس الأستاذ العلامة البهبهاني في أواخر عمره تيمنا
وتبركا. ومنهم الشيخ جعفر النجفي. ومنهم المحقق القمي. ومنهم والد الفاضل النراقي.
وبعد فراغه من التحصيل والبلوغ إلى أعلى مراتب الاجتهاد، رجع من
العتبات العاليات إلى ديار العجم وتوطن في أصفهان مع الحاج محمد إبراهيم
الكلباسي، وكانا صديقين رفيقين شفيقين.
سمعت من الأشياخ أنه بعد وروده إلى تلك الناحية ليس له شئ من الكتب
الا مجلد واحد من المدارك، وكان مجردا من الأموال قليل البضاعة بل عديمها الا سفرة
376

لمحل الخبز، وسكن في مدرسة جهار باغ، فاجتمع عنده الطلاب والمحصلون،
وأخرجه المدرس من المدرسة عنادا وحسدا فلم يعارضه.
وكان أزهد أهل زمانه وأعبدهم وأسخاهم، وقد انتهت له الرئاسة الدينية.
والدنيوية، فصار مرجعا للفتاوي، يقلدونه العرب والعجم، لا يخيب السائل يعطيه زائدا
على مأموله، ويبذل من الأموال لكل أحد حتى الأغنياء وأبناء الملوك.
وبني مسجدا في محلة بيداباد قريبا بداره، لم يوجد مثله في أكثر البلاد. وقيل: إنه
صرف في بنائه مائة ألف تومان ومع ذلك لم يتم.
ويجري الحدود الشرعية، سمعت أنه أقام حد القتل على تسعين أو أكثر. وكان
في زمن السلطان فتح علي شاه مسلطا مطاعا متبوع الكلمة عنده، الا انه بعد وفاته
واستقرار مملكة السلطان محمد شاه ورد عليه بعض الصدمات بترحيك وزيره، فقد
هتكوا حرمته وكسروا مأمنه وأخذوا منه نقودا كثيرة وخرجوا من التجأ إليه.
ولكن ذلك ليس بأفضع مما وقع على آل الرسول صلى الله عليه وآله،
وليمحص الله الذين آمنوا، وما كتب البلاء الا للولاء، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب
ينقلبون، والحمد لله على السراء والضراء والشدة والرخاء، توفى رحمه الله سنة ستين
بعد المائتين والألف، ودفن في مقبرة مخصوصة في مسجده في طرف اليسار للداخل فيه.
ترجمه السيد مهدي بحر العلوم
ومن الثالثة: السيد مهدي بحر العلوم، قال في منتهى المقال: السيد السند
والركن المعتمد مولانا السيد مهدي بن السيد مرتضى بن السيد محمد الحسني الحسيني
الطباطبائي النجفي أطال الله بقاه وأدام علوه ونعماه.
الامام الذي لم تسمح بمثله الأيام، والهمام الذي عقمت عن انتاج شكله
الأعوام، سيد العلماء الأعلام ومولى فضلاء الاسلام، علامة دهره وزمانه ووحيد عصره
وأوانه، ان تكلم في المعقول قلت هذا الشيخ الرئيس، فمن بقراط وأفلاط وارسطا
طاليس، وان باحث في المنقول قلت هذا العلامة المحقق لفنون الفروع والأصول،
377

وما رأيته يناظر في الكلام الا قلت هذا والله علم الهدى، وإذا فسر الكلام المجيد
وأصغيت إليه ذهلت وخلت كأنه الذي أنزل الله عليه.
كان ميلاده الشريف في كربلاء المشرفة ليلة الجمعة في شهر شوال المكرم
من سنة خمس وخمسين بعد المائة والألف، تاريخ ولادته الميمونة " لنصرة الحق قد ولد
المهدي ".
واشتغل برهة على والده الماجد قدس الله سره. وكان عالما ورعا تقيا بارا،
وعلى جماعة من المشايخ منهم شيخنا يوسف البحراني. وانتقل إلى النجف الأشرف،
وتلمذ على جماعة من فضلائها منهم الشيخ مهدي الفتوني، والشيخ محمد تقي الدورقي
وغيرهما.
ثم عاد إلى كربلاء المشرفة واشتغل على الأستاذ أدام الله أيامه ورجع إلى
النجف وأقام بها، وداره الميمونة الآن محل رجال العلماء ومرجع الجهابذة والفضلاء.
وهو بعد الأستاذ دام علاهما امام أئمة العراق وسيد الفضلاء على الاطلاق،
إليه يفزع علماؤها، ومنه يأخذ عظمائها، وهو كعتبها التي تطوي إليها المراحل، وبحرها
المواج الذي لا يوجد له ساحل، مع كرامات باهرة ومآثر وآيات ظاهرة.
وذاع وملا الاسماع والأصقاع تشييعه الجم الغفير والجمع الكثير من اليهود
لما رأوا منه البراهين والاعجاز، وناهيك مما بان له من الآيات يوم كان بالحجاز.
رأى والده الماجد قدس سره ليلة ولادته أن مولانا الرضا عليه وعلى آبائه
وأبنائه أفضل الصلاة والسلام أرسل شمعة مع محمد بن إسماعيل بن بزيع وأشعلها
على سطح داره، فعلى سناها ولم يدرك مداها، يتحير عند رؤيته الابصار ويقول لسان
حاله ما هذا بشرا (1) انتهى.
وله كرامات وحكايات عجيبة، قد تواترت في تشرفه إلى خدمة الامام
صاحب الامر عليه السلام.

(1) منتهى المقال ص 314.
378

سمعت من بعض الاثبات والثقات أنه طاب ثراه يزور سيد الشهداء عليه
السلام في كل سنة مكررا، الا أنه يجئ إلى زيارته ماشيا دفعة وراكبا في الأخرى،
فذات يوم يمشي في الطريق ويقصر خطوه حرصا لزيادة الثواب، فبينما هو كذلك
فيمشي مشية المعجب، فالتفت إلى جزاء هذه الخطوات مما أعد لزيارة مولانا سيد
الشهداء، وتعجب في قلبه من هذا الجزاء الجزيل في مقابل اليسير.
فاذن لاقاه عرب، فسأله عن حاله وعن تفكره، فامتنع أولا من الاظهار،
فأبرز المطلب بعد الاصرار والابرام، وقال: كيف يعطى الثواب كذا وكذا على مثل
خطوة واحدة؟ فشرع العرب في حكاية نافعة مغنية عن جوابه، وهي أن ملكا من
الملوك يدور في مملكته لأجل الصيد مع عساكره.
واتفق الغرب له عنهم، فغلب عليه العطش والجوع، فرأى خيمة فذهب إلى
أثرها إلى أن وصل إليها وفيها مرأة فقيرة، فلما نزل بها أكرمه كمال الاكرام، ولم يكن
لها من الأموال الا شاة واحدة تقنع بها، فذبحها للسلطان من دون علم بكونه
سلطانا.
وكان لها ابن يمتنع من ذبح الشاة، فلم ترتدع وتقول له: ان اكرام الضيف
مقدم على جميع الأمور، والسلطان يستمع مقالتهما من الأول إلى الآخر.
فلما صرف الغذاء قام ليذهب، فأعطى ابن المرأة خاتما وقال له: اذهب إلى
دار السلطان في الغد لا يمنعك الحجاب، ولو منعوك أظهر الخاتم يخلون سبيلك، فإذا
لاقيته لعله يعطيك شيئا.
فانصرف السلطان ولحق بعسكره، وقال للحفظة والحجاب: انه يأتي في الغد
شاب كذا وكذا وفي يده خاتمي لا تمنعوه من الدخول حتى يصل إلي. فذهب الشاب
في الغد إلى دار الملك، فلم يمنعه أحد من حفظة الدور وحجاب القصور، فدخل في
مجلسه فأكرمه وآواه إلى جنبه.
ثم بعد صرف الطعام أمر باحضار أمنائه وأطراف مملكته، فحكى لهم ما جرى
له مع والدة الشاب واكرامها له، ثم سأل منهم أني أريد الصلة والعوض عن أكرامها،
379

فما اللايق بالحال؟
فأجاب كل بالاعطاء على حسب همته، فسكت السلطان إلى أن تم كلامهم
وختم مرامهم، فارتفع رأسه وقال لهم: لم تجيبوني على مقتضى ميلي ومقصودي، فعرضوا
له أنت أبصر بما في قلبك وباطنك وما هو الحقيق بالانعام.
فقال: ان تلك المرأة قد صرفت لي منتهى الوسع والطاقة وتلفت جميع مالها
في حقي، وأني لو صرفت لها جميع ما في يدي لكنت مثلها، فلم أزد على اعطائها شيئا،
ثم أخذ يد الشاب فأجلسه في محله ووضع تاجه على رأسه، وجعله سلطانا وأمر
بالوزراء بالقيام على خدمته، وصير نفسه مثل أحد الخدمة والغلمان.
ثم التفت العرب بعد الحكاية إلى السيد، فقال: ان سيد الشهداء عليه
الصلاة والسلام قد أعطى رأسه ورأس أولاده وعشيرته، وصارت المحجبات الطاهرات
مسبيات، ونهبت أمواله في طريق الله تعالى واطاعته والامتثال لامره وترويج شريعة
جده، فأصاب بما أصاب، وهو مصيبة أعظم المصيبات، قتلوه عطشانا بشط فرات،
وأبي حزنها أن ينقضي أبدا حتى يقوم بأمر الله قائمه.
فكلما يتصور من جزيل اعطائه من عوض هذه المصائب المحرقة لقلوب
الشيعة، فهو قليل في جنب عظمته وجلالته، فغاب عن النظر، ثم انتبه السيد بأنه
حجة الله على الأرضين.
ومن كراماته أنه قد نقل بعض الثقات عن المحقق القمي حين سأل السيد
عما رأى في مدة رياضاته في مسجد السهلة وأصر على اظهاره، فقال: كنت ليلة مشغولا
بالعبادة وصلاة الليل، فإذا سمعت صوت أحد يناجي أنينا بلحن حسن، فتأملت في
فقرات المناجاة، فلم أجدها في المناجاة والأدعية المأثورة من الأئمة، فعلمت أن
المناجي هو الإمام المنتظر عجل الله فرجه.
فقمت وذهبت إلى أثره، فرأيت في زاوية المسجد المعروفة بمقام الصاحب
عليه السلام شخصا، فدنوت إليه ووصلت إلى قرب المقام، فسماني وخاطبني بقف على
مكانك كرة بعد مرة، وبعد صدور الخطاب المستطاب فلم أقدر على الحركة والسؤال،
380

كأنه قد انتزع الروح من جسدي.
ثم قال المحقق: فسكت ولم يبين ما وقع بعد ذلك. إلى غير ذلك من الكرامات
المحكية عنه كثيرة اقتصرنا على اليسيرة.
ترجمة الوحيد البهبهاني
ومن الرابعة: المولى الوحيد البهبهاني، قال في منتهى المقال: محمد بن محمد
أكمل المدعو بباقر، أستادنا العالم العلامة، وشيخنا الفاضل الفهامة، دام علاه ومد في
بقاه.
علامة الزمان ونادرة الدوران، عالم عريف وفاضل عطريف، ثقة وأي ثقة،
ركن الطائفة وعمادها، وأورع نساكها وعبادها، مؤسس ملة سيد البشر في رأس المائة
الثانية عشر، باقر العلم وتحريره، الشاهد عليه تحقيقه وتحبيره جميع فنون الفضل،
فانعقدت عليه الخناصر وحوى صنوف العلم، فانقاد له المعاصر، فالحري به أن لا
يمدحه مثلي ويصف.
فلعمري تفنى في نعته القراطيس والصحف، لأنه المولى الذي لا يكتحل
عين الزمان له بنظير، كما يشهد له من شهد فضائله ولا ينبؤك مثل خبير.
كان ميلاده الشريف في سنة ثمانية عشر أو سبعة عشر بعد المائة والألف في
أصفهان، وقطن برهة في بهبهان، ثم انتقل إلى كربلاء شرفها الله.
وكلما يخطر بخاطره الشريف الارتحال منها إلى بعض البلدان لتغير الدهر
وتنكر الزمان، فرأى الامام في المنام يقول له: لا أرضى لك أن تخرج من بلادي، فجزم
العزم على الإقامة بذلك النادي.
وقد كانت بلدان العراق سيما المشهدين الشريفين مملوة قبل قدومه من
معاشر الأخباريين، بل ومن جاهليهم والقاصرين، حتى أن الرجل منهم كان إذا أراد
حمل كتاب من كتاب فقهائنا رضوان الله عليهم حمله مع منديل، وقد أخلى الله البلاد
منهم ببركة قدومه، واهتدى المتحيرة في الاحكام بأنوار علومه.
381

وبالجملة كل من عاصره من المجتهدين فإنما أخذ من فوائده واستفاد من
فوائده.
وله دام مجده ولدان ورعان تقيان نقيان عاملان عالمان، الا أن الأكبر منهما
وهو المولى الصفي الآقا محمد علي دام ظله قد بلغ الغاية وتجاوز النهاية في دقة النظر
وجودة الفهم ووقادة الذهن، ان أردت الأصول والتفسير والتاريخ والعربية فهو الفائز
فيها بالقدح المعلى، وان شئت الفروع والرجال والحديث، فمورده فيها العذب المحلى.
كان في أوائل قدومه العراق مع والده الأستاذ العلامة اشتهرت مآثره ومحاسنه
لدى الخاصة والعامة، فأبهرت الاسماع وأعجبت الأصقاع، فأحب علامة بغداد صبغة
الله أفندي الاجتماع به والمباحثة معه، فاستأذن والده العلامة في الحضور عنده والقراءة
عليه أياما قلائل رفعا للتهمة، فأبى فألح عليه، فرضيا بالاستخارة بالقرآن المجيد
فاستخار فإذا الآية (إذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك
لظلم عظيم) فرضي بوعظه واغرب عن نقضه.
كان ميلاده في كربلاء سنة أربع وأربعين بعد المائة والألف، واشتغل على والده
مدة اقامته في بهبهان، ثم انتقل معه إلى كربلاء وبقي بها برهة من السنين مشغولا
بالقراءة والتدريس والإفادة والتأليف، ثم تحول إلى بلدة الكاظمين عليه السلام وأقام
بها إلى سنة الطاعون في العراق، والآن هو في ديار العجم كنار على علم حتى لقد
قيل: ومن يشابه أبه فما ظلم.
وله مصنفات رشيقة وتحقيقات أنيقة، منها رسالة في حلية الجمع بين فاطمتين
رد فيها على الشيخ يوسف البحراني، وخمس رسائل في مناسك الحج جيدة الا أنها
فارسية بتمامها، وقد عربت إذا رسالة منها وهي وسطاها. وله كتاب مقامع الفضل جمع
فيه مسائل أنيقة بل رسائل بليغة رشيقة، وله حاشية على المدارك غير تامة، وشرح
على المفاتيح كذلك. وله غير ذلك. ووقفت على كراريس له في الرجال، وربما نقلت
عنه في هذا الكتاب.
ثم إن المقدس الصالح المازندراني أجزل الله اكرامه جد أم الأستاذ العلامة من
382

قبل أبيها، فأن أباها وهو نور الدين ابن المقدس الصالح، وكان له عشرة أولاد ذكور
هو أصغرهم، والمقدس التقي المجلسي قدس سره جدها من قبل أمها، لان بنت
المقدس التقي كانت في بيت المقدس الصالح، فيكون العلامة المجلسي خال امه، ولذا
يعبر سلمه الله تعالى بخالي وعنهما بجدي.
وله دام ظله من المصنفات قريب من ستين مصنفا، منها شرحه على المفاتيح،
برز منه كتاب الطهارة والصلاة والصوم والزكاة والخمس، وهو كتاب جيد جدا يبلغ
مبلغ كتاب المدارك أو يزيد. ومنها حاشية على كتاب الطهارة والصلاة من المدارك، نبه
على غفلات الشارح قدس سره، وقد رآه في المنام واعترف له بذلك وأظهر الرضا بما
هنالك.
ومنها تعليقة على رجال الميرزا، ذكرت ملخصها في هذا الكتاب، قد أعطى
فيها التحقيق حقه، ونبه على فوائد وتحقيقات لم يتفطن لها المتقدمون، ولم يعثر عليها
المتأخرون. ومنها حاشية على شرح الارشاد للمقدس الأردبيلي من أول كتاب المتاجر
إلى آخر الكتاب. ومنها حاشية على الوافي، ومنها رسالة في الاجتهاد والاخبار وما يتعلق
بهما ودفع الشبهات الواردة فيها.
ومنها رسالة في أصالة البراءة وتفصيل المذاهب وفي أقسامها. ومنها رسالة في
بيان الحيل الشرعية المتعلقة بالربا وما يظن أنها شرعية وليست بشرعية. ومنها الفوائد
الحائرية، ذكر فيها ما لابد للفقيه من معرفته. ومنها الفوائد الملحقة بها، وربما يقال لها
الفوائد الجديدة والأولى العتيقة. ومنها حاشية على معالم الأصول، وهي الرسالة الآتية
بعيدها آخر مصنفاته. ومنها رسالة في الطهارة والصلاة حوت مسائل شريفة ودقائق
لطيفة.
ومنها رسالة فارسية في الطهارة والصلاة، ورسالة في الزكاة والخمس صغيرة،
ورسالة في الحج فارسية وقد عربتها أنا وهي مختصرة وجيزة، والتي قبلها والتي قبيلها
والتي بعيدها أيضا فارسيتان. ومنها رسالة في المعاملات جيدة، ورسالة صغيرة في
القياس، ورسالة في حل شبهة في الجبر والاختيار لطيفة، ورسالة في بيان الجمع وأقسام
383

الجمع وما يصح منها وما لا يصح، ورسالة في حلية الجمع بين فاطمتين، رد فيها على
شيخنا يوسف البحراني، حيث كان مصرا على الحرمة وحاكما بفساد العقد، ورسالة
أخرى مبسوطة، ورسالة أخرى أخصر منها.
ورسالة فارسية في الأصول الخمس، ورسالة في فساد العقد على البنت
الصغيرة لمحض حلية النظر إلى أمها. ومنها رسالة مبسوطة في استصحاب صلاة
الجمعة وفساد الوجوب العيني، ورسالة أخرى أخصر منها، ورسالة في حجية
الاستصحاب وبيان أقسامه وما فيه من الأقوال، ورسالة في صورة مناظرة مع فاضل من
علماء العامة في استحقاق الرؤية على الله، وعجز ذلك الفاضل وتوقفه في الرؤية.
وحاشية على ديباجة المفاتيح، تتضمن أربع مقالات: الأولى في أصول أصلية
يعتبرها الفقهاء، ويزعم القاصرون أنها غير أصلية، الثانية في بيان ما يتوهمه الجاهلون
قياسا وليس بقياس، الثالثة في الاجماع الضروري والنظري وأن الشهرة حجة أم لا،
الرابعة في عدم جواز تقليد الميت وبيان حكم من فقد المجتهد الحي.
ورسالة في بيان حكم العصير العنبي والتمري والزبيبي. ورسالة في حجية
الاجماع ودفع الشكوك الواردة فيه، ورسالة في عدم الاعتداد برؤية الهلال قبل الزوال،
وحاشية على الذخيرة، وحواش على المفاتيح متفرقة، وحواش على أوائل المعالم،
وحواش على المسالك، وحواش على التهذيب، وحواش على شرح القواعد، ورسالة في
حكم الدماء المعفو عنها، ورسالة في أحكام العقود، ورسالة في أصول الاسلام والايمان
وحكم منكر كل منها وبيان معنى الناصب، ورسالة صغيرة في أحكام الحيض غير تامة.
ورسالة في بيان أن الناس صنفان مجتهد ومقلد وهل يتصور ثالث أم لا؟
ورسالة تسمية بعض أولاد الأئمة عليهم السلام باسم خلفاء الجور والعذر في ذلك،
وحاشية على حاشية الميرزا جان على المختصر العضدي وجيزة لطيفة. وبعض هذه
الوسائل لم أعثر عليها. وله سلمه الله غير ما ذكر من الرسائل وأجوبة المسائل لو
384

جمعت لكان مجلدات أكثرها بالفارسية (1) انتهى.
وبالجملة جلالة الشيخ الوحيد واضحة على كل أحد، ويكفي في تبحره
وفضله في أغلب العلوم تأليفه وتلميذه، إذ الأول مصدر التأليف لكل من تأخر، والثاني
منتشر في البلاد، وصار كل من تلاميذه من أساطين العلماء وجهابذة الفضلاء، قد
سلط كل في أحد علومه، وأعلى منهم المولى الفريد بحر العلوم، فإنه قد خاض في
الجميع ولذا سمي بهذا اللقب قدس الله أرواحهم الشريفة.
ترجمة الشيخ سليمان البحراني
ومن الخامسة: الشيخ سليمان بن عبد الله بن علي بن حسين بن أحمد بن
يوسف بن عمار البحراني السراوي.
قال شيخنا يوسف البحراني في اللؤلؤة بعد الترجمة إلى السراوي: أصلا، من
قرية الخارجية إحدى قرى سترة الماحوزي مولدا ومسكنا نسبة إلى الماحوز المتقدم
ذكره. ثم أنه سكن بعد ذلك بلاد القديم وبها توفي، وهذا الشيخ قد انتهت إليه رئاسة
بلاد البحرين في وقته.
وقال تلميذه المحدث الصالح الشيخ عبد الله بن صالح البحراني الآتي ذكره
إن شاء الله في وصفه: كان هذا الشيخ أعجوبة في الحفظ والدقة وسرعة الانتقال في
الجواب والمناظرات وطلاقة اللسان لم أر مثله قط، وكان ثقة في النقل ضابطا إماما في
عصره وحيدا في دهره، أذعنت له جميع العلماء، وأقر بفضله جميع الحكماء، كان جامعا
لجميع العلوم علامة في جميع الفنون، حسن التقرير، عجيب التحرير، خطيبا شاعرا
مفوها.
وكان أيضا في غاية الانصاف، وكان أعظم علومه الحديث والرجال
والتواريخ، منه أخذت الحديث وتلمذت عليه، ورباني وقربتي وأدناني وأخصني من بين

(1) منتهى المقال ص 290 - 291.
385

أقراني، جزاه الله تعالى عني خير الجزاء بحق محمد وآله الأزكياء.
توفي وعمره يقرب من خمسين سنة في سابع شهر رجب للسنة الحادية
والعشرين بعد المائة والألف، ودفن في مقبرة الشيخ ميثم بن المعلى جد الشيخ ميثم
العلامة المشهور بقرية الدونج بالنون والجيم من قرى الماحوز بالحاء والزاي، نقل من
بيت سكناه من بلاد القديم إليها لكونه منها انتهى.
ووجدت بخطه قدس سره نقلا عن والده قال: كان مولدي في ليلة النصف
من شهر رمضان من السنة الخامسة والسبعين بعد الألف بطالع عطارد، وحفظت الكتاب
الكريم ولي سبع سنين تقريبا وأشهر، وشرعت في كسب العلوم وليس عشر سنين، ولم
أزل مشتغلا بالتحصيل إلى هذا الآن، وهو العام التاسع والتسعون والألف انتهى.
أقول: وبالنظر إلى تاريخ وفاته المتقدم ذكره يكون عمره أربعا وأربعين سنة
وعشر أشهر تقريبا، فقول تلميذه المحدث الصالح المتقدم ذكره انه يقرب من خمسين
سنة سهو ناش من عدم الاطلاع على تاريخ مولده.
وكان شيخنا المذكور هذا شاعرا جيدا، وله شعر كثير متفرق في ظهور كتبه
وفي المجاميع، وكتابه أزهار الرياض ومراثي الحسين عليه السلام جيدة. ولقد هممت
في صغر سني لجمع أشعاره وترتيبها على حروف المعجمة في ديوان مستقل وكتبت كثيرا
منها، الا أنه حالة الأقضية والاقدار بخراب بلادنا البحرين بمجئ الخوارج إليها
وترددهم مرارا عليها حتى افتتحوها قهرا وجرى ما جرى من الفساد وتفرق أهلها
منها في أقطار كل بلاد.
وقد تلمذ على هذا الشيخ جلة من الفضلاء وأشهرهم والدي قدس الله روحه
ونور ضريحه، والشيخ المحدث الصالح الشيخ عبد الله بن الصالح المتقدم ذكره،
وشيخنا المتقدم ذكره، وشيخنا الشيخ حسين المتقدم، والأوحد الأمجد الأواه الشيخ
أحمد بن الشيخ عبد الله بن الحسن البلادي.
وكان مع ما هو عليه من الفضل في غاية الانصاف وحسن الأوصاف والذلة
والورع والتقوى والمسكنة، لم أر في العلماء مثله في ذلك الوقت. كانت وفاته يوم الاثنين
386

رابع شهر رمضان المبارك للسنة السابعة والثلاثين بعد المائة والألف.
وقد حضرت درسه وقابلت في شرح اللمعة عنده، والشيخ عبد الله بن الشيخ
علي بن أحمد البلادي الآتي ذكره انشاء الله، والى هؤلاء انتهت رئاسة البلاد بعده كل
في وقت، وكان أشهر هؤلاء والدي والمحدث الصالح المذكور.
وقد رأيت الشيخ المذكور وأنا يومئذ ابن عشر سنين أو أقل، وقد كان والدي
نزل في قرية البلاد بتكليف والده لملازمة التحصيل عند الشيخ المزبور، وكان يدرس
يوم الجمعة في المسجد بعد الصلاة في الصحيفة السجادية وحلقته مملوة من الفضلاء
المشار إليهم وغيرهم، وفي سائر الأيام في بيته، وكنت في تلك الأيام أقرأ كتاب قطر
الندى عند الشيخ أحمد بن الشيخ عبد الله المتقدم ذكره بتكليف والدي.
ثم قال: وله جملة من المصنفات الا أن أكثرها رسائل منها ما تم ومنها ما لا يتم،
ومنها كتاب الأربعين حديثا في الإمامة من طرق العامة، وقد كان عندي ثم ذهب في
بعض الوقائع التي وقعت علي وعلى كتبي، وهذا الكتاب من أحسن مصنفاته، ونقل
شيخنا المحدث الصالح أنه أهداه إلى الشاه سلطان حسين حيث أنه صنفه باسمه،
فأعطاه ألفي درهم يعني عشرين تومانا، قال: وما أنصفه.
ومنها كتاب أزهار الرياض، يجري مجرى الكشكول ثلاثة مجلدات، وكتاب
الفوائد النجفية، وأكثر رسائل مختصرة له سابقة وحواش له متقدمة. وكتاب العشرة
الكاملة يتضمن لعشر مسائل من أصول الفقه، وفيه دلالة على تصلبه في القول
بالاجتهاد، الا أن المفهوم من جملة فوائده المتأخرة عن هذا الكتاب رجوعه إلى
ما يقرب من طريقة الأخباريين. وكتاب الشفاء في الحكمة النظرية، ورسالة في الصلاة.
ورسالة في مناسك الحج مختصرة كتبها بالتماس السيد الأكمل الأمجد السيد أحمد
بن السيد عبد الرؤوف الجد حفصي البحراني، ورسالة نفحة العبير في طهارة البئر،
ورسالة ثانية في مناسك الحج، ورسالة إقامة الدليل في نصرة الحسن بن أبي عقيل في
387

عدم نجاسة الماء القليل (1) انتهى.
ترجمة العلامة محمد باقر المجلسي
ومن السادسة: محمد باقر بن محمد تقي بن مقصود علي الشهير بالمجلسي،
وهذا الشيخ كان إماما في وقته في علم الحديث وسائر العلوم، شيخ الاسلام بدار
السلطنة أصفهان، رئيسا فيها بالرئاسة الدينية والدنيوية، إماما في الجمعة والجماعة.
وهو الذي روج الحديث ونشره ولا سيما في الديار العجمية، وترجم لهم
أحاديث العربية بأنواعها بالفارسية، مضافا إلى تصلبه في الامر بالمعروف والنهي عن
المنكر، وبسط يد الجود والكرم لكل من قصده.
وقد كان مملكة الشاه سلطان حسين لمزيد خموله وقلة تدبيره للملك محروسة
بوجود شيخنا المذكور، فلما مات انتقصت أطرافها وبدأ اعتسافها، وأخذت في تلك
السنة من يده بلدة قندهار، ولم يزل الخراب يستولي عليها حتى حتى ذهبت من يده.
قال في اللؤلؤة: ولشيخنا المذكور من المصنفات كتاب بحار الأنوار الذي جمع
فيه جميع العلوم، وهو يشتمل على مجلدات وكتب: كتاب العقل والعلم والجهل، وكتاب
التوحيد، وكتاب العدل والمعاد، وكتاب الاحتجاجات والمناظرات وجوامع العلوم،
وكتاب قصص الأنبياء، وكتاب تاريخ نبينا صلى الله عليه وآله وأحواله، وكتاب الإمامة
وفيه جوامع أحوالهم عليهم السلام، وكتاب الفتن وفيه ما جرى بعد النبي صلى الله
عليه وآله من غصب الخلافة وغزوات أمير المؤمنين عليه السلام.
وكتاب تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام وفضائله وأحواله، وكتاب تاريخ
فاطمة عليها السلام والحسن والحسين عليهما السلام وفضائلهم ومفاخرهم، وكتاب
تاريخ علي بن الحسين، ومحمد بن علي الباقر، وجعفر بن محمد الصادق وموسى بن
جعفر الكاظم عليهم السلام، وفضائلهم ومعجزاتهم، وكتاب تاريخ علي بن موسى
الرضا، ومحمد بن علي الجواد، وعلي بن محمد الهادي، والحسن بن علي العسكري

(1) لؤلؤة البحرين ص 7 - 10.
388

عليهم السلام وأحوالهم ومعجزاتهم، وكتاب الغيبة وأحوال الحجة القائم عليه السلام.
وكتاب السماء والعالم، وهو يشتمل على أحوال العرش والكرسي والأفلاك
والعناصر والمواليد والجن والانس والوحوش والطيور وسائر الحيوانات، وفيه أبواب
الصيد والذباحة وأبواب الطب وكتاب الايمان والكفر ومكارم الأخلاق، وكتاب
الآداب والسنن والأوامر والنواهي والكبائر والمعاصي، وفيه أبواب الحدود، وكتاب
الروضة والمواعظ والحكم والخطب، وكتاب الطهارة والصلاة، وكتاب القرآن والدعاء،
وكتاب الزكاة والصوم وفيه أعمال السنة، وكتاب الحج، وكتاب المزار، وكتاب العقود
والايقاعات، وكتاب الاحكام، وكتاب الإجازات وهو آخر الكتب، ويشتمل على
أسانيده وطرقه إلى جميع الكتب وإجازات العلماء الأعلام رضوان الله عليهم أجمعين.
كذا ذكره رحمه الله في مقدمات الكتاب، وهي خمسة وعشرون كتابا، الا ان
بعض مشايخنا ذكر ان الذي خرج منه ستة عشر مجلدا، أخرجت من المسودات كاملة
وبقي تسع مجلدات لم تكمل من التصحيح والايضاح. والظاهر أنه التسعة التي لم تخرج
من المسودات هي كتاب الايمان والكفر ومكارم الأخلاق، وكتاب الآداب والسنن،
وكتاب الروضة، وكتاب القرآن والدعاء، وكتاب الزكاة والصوم، وكتاب الحج، وكتاب
العقود والايقاعات، وكتاب الاحكام، وهو غير بعيد، فانا لم نقف على شئ من هذه
الكتب مع وقوفنا على الباقي ضمن هذه المدة المديدة.
وله قدس سره أيضا كتاب مرآة العقول في شرح أخبار الرسول، وهو شرح
الكافي وهو من أول الأصول إلى نصف كتاب الدعاء، وكتاب ملاذ الأخيار في شرح
تهذيب الاخبار إلى حد كتاب الصوم (1)، وكتاب شرح الأربعين حديثا، وكتاب الفرائد
الطريفة في شرح الصحيفة، بلغ إلى شرح الدعاء الرابع ولم يكمل، ورسالة الوجيزة،
ورسالة في الاعتقادات، ألفها في ليلة واحدة، ورسالة في الاذان، ورسالة الشك في
الصلاة، ورسالة تشتمل على أجوبة مسائل متفرقة تسمى بالمسائل الهندية، ورسالة

(1) بل هو إلى آخر كتاب الديات، والكتاب طبع في ستة عشر مجلدا بتحقيقنا وتصحيحنا وتعاليقنا عليه.
389

في الأوزان والمقادير الشرعية، هذا ما كان بالعربية.
وأما ما صنفه بالفارسية، فمنه كتاب عين الحياة في الوعظ والزهد، وكتاب
مشكاة أنوار، وهو مختصر من الكتاب المذكور، وكتاب حلية المتقين في الآداب والسنن،
وكتاب حياة القلوب لم يكمل، خرج منه ثلاث مجلدات الأول في تاريخ الأنبياء من آدم
إلى نبينا صلى الله عليه وآله، والثالث في النبوة والإمامة ولم يخرج منه الا القليل.
وكتاب تحفة الزائر، وكتاب جلاء العيون، وكتاب مقباس المصابيح في
تعقيبات الصلاة اليومية، وكتاب ربيع الأسابيع، وكتاب زاد المعاد في أعمال السنة،
وكتاب في الديات والقصاص، ورسالة الشك في الصلاة، ورسالة في أوقات النوافل
اليومية، ورسالة الرجعة وكتاب في ترجمة رسالة مالك الأشتر.
وكتاب اختيارات الأيام، وكتاب الجنة والنار، وكتاب الجنائز، وكتاب في أعمال
الحج والعمرة، وكتاب صغير في الحج أيضا، وكتاب مفاتيح الغيب في الاستخارات،
وكتاب مال النواصب الغواصب، وكتاب الكفارات، وكتاب في السهام، وكتاب الزكاة،
وكتاب صلاة الليل، وكتاب آداب الصلاة ورسالة في تحقيق السابقون
السابقون، وكتاب في الفرق بين صفات الذات وصفات الفعل، ورسالة في تحقيق البداء.
ورسالة في الجبر والتفويض، وكتاب في النكاح، ورسالة ترجمة فرحة الغري،
ورسالة ترجمه توحيد المفضل، ورسالة ترجمة توحيد الرضا عليه السلام، وترجمة زيارة
الجامعة، وترجمة دعاء الكميل، وترجمة دعاء المباهلة، وترجمة دعاء السمات، وترجمة دعاء
الجوشن الصغير، وترجمة حديث عبد الله بن جندب، وترجمة حديث رجاء الضحاك،
وترجمة قصيدة دعبل.
وترجمة حديث ستة أشياء ليس للعباد فيها صنع، ورسالة انشاء في ذكر
النجف وكربلاء بعد أن رجع عنهما، ورسالة في أجوبة مسائل متفرقة، ورسالة صواعق
اليهود، وكتاب حق اليقين في أصول الدين، وكتاب تذكرة الأئمة. هذا ما وقفت عليه
من كتبه.
توفي طاب ثراه للسنة الحادية عشرة بعد المائة والألف، وتاريخه حزن وغم.
390

ثم قال: قال قدس سره في حاشية له من كتاب بحار الأنوار عند ذكره هذه
التسمية: ومن الغريب أنه وافق تاريخ ولادتي عدد جامع كتاب بحار الأنوار، كما
تفطن له بعض أصحابنا الأخيار، ثم قال: ومنه يظهر أن مولده كان سنة السابعة
والثلاثين بعد الألف، فعلى هذا يكون عمره (رحمه الله) أربعا وسبعين سنة تقريبا (1)
انتهى.
ترجمة العلامة محمد تقي المجلسي
ومن السابعة خمسة، أولهم: المولى محمد تقي بن مقصود علي والد العلامة
المجلسي، وكان فاضلا محدثا ورعا ثقة، ونسب إلى التصوف كما اشتهر بين جملة ممن
يقول بالتصوف، الا أن مولانا المجلسي قد نزهه عن ذلك في بعض رسائله، فنقل عنه
بأنه قال على ما هو ملخصه: وإياك أن تظن بالوالد أنه من الصوفية، وانما كان يظهر
أنه منهم لأجل التوصل إلى ردهم عن اعتقاداتهم الباطلة (2).
وله مصنفات، فمنها الشرحان على الفقيه بالفارسية والعربية، ومنها كتاب
شرح الصحيفة، ومنها كتاب حديقة المتقين فارسي، ومنها رسالة في الرضاع، ومنها
رسالة صغيرة في اجازة ولده العلامة، ولم يذكرها في اللؤلؤة وهي موجودة عندي،
ويروي عنه ولده، وهو عن الاجلاء، أجلهم الشيخ بهاء الدين نور الله مضجعه.
وهذا الشيخ أجل من أن يفتري عليه وينسب إلى التصوف، ويكفينا شهادة
ولده الاجل بالنفي وهو أدرى بحاله، مضافا إلى ملاحظة مقالاته الحسنة في كتبه.
ترجمة الشيخ البهائي
وثانيهم: الشيخ الثقة المؤتمن بهاء الملة والدين محمد بن الشيخ حسين بن
عبد الصمد الحارثي العاملي الجبعي، نسبة إلى جبع بالجيم والباء المنقطة تحتها نقطة،

(1) لؤلؤة البحرين ص 56 - 59.
(2) رسالة الاعتقادات ص 48.
391

وهي قرية من قرى جبل عامل، والحارثي نسبة إلى الحارث الهمداني الذي كان من
خواص مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وقد خاطبه عليه السلام بقوله:
يا حار همدان من يمت يرني * من مؤمن أو منافق قبلا
يعرفني طرفه وأعرفه * باسمه والكنى وما فعلا
وأنت يا حار ان تمت ترني * فلا تخف عثرة ولا زللا
أسقيك من بارد على ظمأ * تخاله في الحلاوة عسلا
أقول للنار حين تعرض لك * حشي ذريه لا تقربي الرجلا
ذريه لا تقربي ان له * حبلا بحبل الوصي متصلا
هذا لنا خالص لشيعتنا * أعطاني الله فيهم الأملا
والأحاديث بما دلت هذه الأبيات متكاثرة، فلا يلتفت إلى استبعاد السيد
المرتضى وغيره بأن الجسم الواحد كيف يحضرني في أمكنه متباعدة في آن واحد، فإنه
قد عيدت في آن واحد ألف نفس بل أكثر.
ودفع الشبهة ظاهر، إذ أحوال الأئمة الطاهرة وحجج الله الظاهرة ليس
كأحوال سائر الناس، أين الثريا من الثرى؟! والنعامة مع الكرى، فلا مشابهة ولا
مقايسة لهم بساير الناس، فان لهم أمورا خارقة عن القدرة البشرية تعجز عن ادراكها
العقول، كما لا يخفى على من تعمق في أحوالهم وعلومهم وأخبارهم بالمغيبات وما يظهر
منهم من المعجزات. وهذا جواب اجمالي قد تعرض له بعض الأجلة.
والانصاف أن هذا الكلام ليس جوابا للشبهة العقلية الا ببعض التمحلات
التي ليس هنا مجال بسطها.
وكيف كان فهذا الشيخ كان علامة وفهامة محققا دقيق النظر، جامعا لجميع
العلوم حتى الجفر والرمل والهيئة، حسن التقرير جيد التحري، بديع التصنيف أنيق
التأليف، يؤدي المطالب بلفظ موجز عرية عن الاطناب مع رعاية السجع والقافية.
حتى نقل عن كتاب سلافة العصر فقال: وما مثله ممن تقدمه من الأفاضل
والأعيان الا كالملة المحمدية المتأخرة عن الملل والأديان جاءت آخرا ففاقت مفاخرا.
392

وكان رئيسا في دار السلطنة أصبهان وشيخ الاسلام فيها، وله منزلة عظيمة
عند الشاه عباس المرحوم، وله صنف الجامع العباسي بالفارسي، وقد نقل عنه
حكايات عجيبة بعضها يشبه بالكرامات الجزيلة.
وكان مولده ببعلبك غروب شمس يوم الخميس لثلاث عشر بقين من شهر
محرم الحرام سنة الثالثة والخمسين وتسعمائة، وتوفي لاثني عشرة خلون من شوال سنة
الحادية والثلاثين بعد الألف وقيل: سنة الثلاثين بعد الألف، وكان موته بأصبهان.
ونقل جسده الشريف قبل الدفن إلى المشهد المقدس الرضوي، وقبره هناك
معروف مزار للخواص، ولأهل المشهد المقدس اعتقاد تام في طلب الاستشفاء ببركة
قبره الشريف.
فالطعن عليه بالقول بالتصوف كما يتراءى من بعض كلماته وأشعاره ظنة
وافتراء، ومع ذلك نجيب عما ربما يوهم ذلك من عباراته، بأنه طاب ثراه كان يعاشر
كل فرقة وملة بمقتضى طريقتهم ودينهم وملتهم وما هم عليه، حتى أن بعض علماء
العامة ادعى أنه منهم، واليه أشار السيد الجزائري.
وربما يطعن عليه بأن له بعض الاعتقادات الضعيفة، كاعتقاد أن المكلف إذا
بذل جهده في تحصيل الدليل، فليس عليه شئ إذا كان مخطئا في اعتقاده ولا يخلد في
النار وإن كان بخلاف أهل الحق، قال: وهو باطل قطعا، لأنه على هذا يلزم أن يكون
علماء أهل الضلال ورؤساء الكفار غير مخلدين إذا أوصلتهم شبههم وأفكارهم الفاسدة
اتباع لأهل الحق، كأبي حنيفة وأحزابه.
وفيه نظر ظاهر، إذ يجوز أن يقال: بل هو المتيقن من ملاحظة كلمات أهل
الضلال أنهم لم يبذلوا الجهد في طلب الحق والسداد، فلا يتم الايراد بهم، والله تعالى
يقول: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) (1) والغالب فيهم الاقتداء بدين الآباء
والأمهات والاقتفاء بالاسلاف محض العصبية والغباوة.

(1) سورة العنكبوت: 69.
393

والنادر منهم بل لعله كثير يبذل الجهد ويظهر له الحق، ولكن يحب الجاه
والدولة والرئاسة، كما قد عرفت من حال أبي حنيفة ومالك، مع أنهما من تلامذة الإمام جعفر
بن محمد الصادق عليهما السلام، وقد خرجوا عن الدين وصارا صاحب المذهب
البديع بإشارة المنصور العباسي، كما مر تفصيله في بيان المذاهب ومنشأ اختلافها،
وبالجملة لا يخلو حالهم عن أحد الامرين المذكورين.
وله مصنفات كتاب الجامع العباسي، وكتاب زبدة الأصول، وكتاب مفتاح
الفلاح، والرسائل الخمس الاثنا عشر في الطهارة والصلاة والصوم والزكاة والحج،
ورسالة في علم الدراية تسمى بالوجيزة، ورسالة في لغز الزبدة، ورسالة تشريح
الأفلاك، ورسالة في القبلة، ورسالة في الأسطرلاب فارسية سماها تحف الحاتمية،
وخلاصة الحساب، وكتاب الكشكول، وكتاب المخلاة.
والحديقة الهلاكية في شرح دعاء الهلال المذكور في الصحيفة السجادية،
وكتاب الأربعين، وكتاب الحبل المتين لم يخرج منه الا القليل وهو الطهارة والصلاة،
وكتاب مشرق الشمسين لم يخرج منه الا كتاب الطهارة، وكتاب العروة الوثقى في
تفسير القران لم يخرج منه الا تفسير الفاتحة لا غير، وكتاب الشرح العضدي على
مختصر الأصول، ورسالة في المواريث، ورسالة في ذبائح أهل الكتاب.
ورسالة الصمدية النحوية صنفها لأخيه الشيخ عبد الصمد، وقد توفي الشيخ
عبد الصمد سنة العشرين بعد الألف حوالي المدينة المنورة، ونقل جسده إلى النجف
الأشرف.
وله أيضا حاشية على الفقيه لم يتم، وكتاب التهذيب في النحو، وترشيح
المقاصد في أيام السنة، وجواب مسائل الشيخ صالح البحراني، وهي اثنان وعشرون
مسألة، وجواب ثلاث مسائل اخر عجيبة، وجواب المسائل المدنيات، وشرح الفرائض
النصيرية للمحقق الطوسي لم يتم، ورسالة في نسبة أعظم الجبال إلى قطر الأرض،
وتفسيره الموسوم بعين الحياة، ورسالة المكي، ورسالة الأسطرلاب عربية سماها
الصحيفة، وشرح الصحيفة الموسومة بحقائق الصالحين، وحاشية البيضاوي لم يتم،
394

وحاشية المطول لم يتم ورسالة القبلة، وكتاب سوانح الحجاز من شعره وانشائه،
وحواشي الكشاف.
وحاشية الخلاصة في الرجال، وشرح الرسالة الاثنا عشرية للشيخ حسين، وحاشية
القواعد الشهيدية، ورسالة القصر والتتميم والتخيير في السفر، ورسالة في بيان أنوار
سائر الكواكب مستفادة من الشمس، ورسالة في حل اشكال عطارد والقمر، ورسالة
في أحكام سجود التلاوة، ورسالة في استحباب السورة ووجوبها، وشرح شرح الرومي
على الملخص ذكره في الحديقة الهلالية، إلى غير ذلك من المسائل والرسائل والحواشي،
ولكن لم أطلع على أكثرها (1).
ترجمة صاحب المعالم
وثالثهم: الشيخ المحقق الشيخ حسن بن الشيخ زين الدين الشهيد، وهذا
الشيخ كان في غاية التحقيق ونهاية التدقيق، يشهد بذلك تصانيفه الرشيقة ومؤلفاته
الأنيقة.
وقد اصطلح في كتابه الموسوم بمنتقى الجمان في أحاديث الصحاح والحسان،
فرمز الصحيح عنده بصحي، والصحيح عند الأصحاب بصحر، وذهب إلى عدم صحة
الحديث عنده الا ما يرويه العدل الامامي المنصوص عليه بالتوثيق بشهادة ثقتين
عدلين.
قال بعض أجلة الأخباريين وعمد المحدثين بعد بيان اصطلاحه الصحيح بما
ذكر: وأنت خبير بأنا في عويل من أصل هذا الاصطلاح الذي هو إلى الفساد أقرب
من الصلاح، حيث أن اللازم منه - ولو وقف عليه أصحابه - فساد الشريعة، ولربما
انجر إلى البدع الفضيعة، فإنه متى كان الضعيف باصطلاحهم سيما على إضافة الموثق
إليه، كما جرى عليه في المدارك ليس بدليل شرعي بل هو كذب وبهتان، مع أن
ما عداهما من الصحيح والحسن لا يفيان لهم الا بالقليل من الاحكام، فإلى م يرجعون

(1) راجع لؤلؤة البحرين ص 16 - 22.
395

في باقي الأحكام الشرعية، لا سيما أصولها وفضائل الأئمة وعصمتهم وبيان فضائلهم
وكراماتهم ونحو ذلك.
وإذا نظرت أصول الكافي وأمثاله وجدت جله أو أكثره انما هو من هذا
القسم الذي أطرحوه، ولهذا ترى جملة منهم لضيق الخناق خرجوا من اصطلاحهم في
مواضع عديدة، وتستروا بأعذار غير سديدة.
وإذا كان الحال هذه في أصل هذا الاصطلاح، فكيف الحال في اصطلاح
صاحب المنتقى وتخصيصه الصحيح بما ذكره، وما هذه الا غفلة ظاهرة. والواجب: اما
الاخذ بهذه الاخبار كما عليه متقدموا علمائنا الأبرار، أو دين غير هذا الدين، وشريعة
أخرى غير هذه الشريعة، لنقصانها وعدم تمامها، لعدم الدليل على جملة أحكامها،
ولا أراهم يلتزمون شيئا من الامرين، مع أنه لا ثالث لهما في البين، وهذا بحمد الله
ظاهر لكل ناظر غير متعسف ولا مكابر (1) انتهى.
أقول: وهذا إشارة إلى كلام الأخباريين وزعمهم الفاسد واعتقادهم الكاسد
من دعوى قطعية الاخبار وعدم الحاجة إلى علم الرجال، وقد أبطلنا مذهبهم بما لا
مزيد عليه في أصولنا المبسوطة، وأشرنا إلى ذلك في مقدمة الكتاب من دون اختراع
دين وابداع شريعة.
والمحقق المشار إليه قد سلك مسلك حجية الظن المطلق بعد انسداد باب
العلم بالأحكام الشرعية مع الواسطة وبلا واسطة، كما يظهر ذلك للناظر في كلامه في
حجية الاخبار في الدليل الرابع، فعليك بالتأمل في مصنفنا الجامع ورسالتنا المفصلة
في طريق حجية المظنة، لا يبقى الريب في حقية المطلب بعده.
ثم إنه نقل عن الشيخ علي بن الشيخ محمد بن الشيخ حسن في كتاب الدر
المنظوم والمنثور بعد ذكر جده هذا المذكور: كان هو والسيد الجليل السيد محمد ابن
أخته قدس روحيهما كفرسي رهان ورضيعي لبان، وكانا متقاربين في السن، وبقي بعد

(1) لؤلؤة البحرين ص 46 - 47.
396

السيد محمد بقدر تفاوت ما بينهما في السن تقريبا، وكتب على قبل السيد محمد: " رجال
صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا،
ورثاه بأبيات كتبها على قبره:
لهفي لرهن ضريح صار كالعلم * للجود والمجد والمعروف والكرم
قد كان للدين شمسا يستضاء به * محمد ذو المزايا صاحب الشيم
رقى ثراه وهناه الكرامة والريحان * والروح طرا بارئ النسم
ثم قال: والحق أن بينهما فرقا في دقة النظر، يظهر لمن تأمل مصنفاتهما، وأن
الشيخ حسن كان أدق نظرا واجمع من أنواع العلوم، وكانا مدة حياتهما إذا اتفق سبق
أحدهما إلى المسجد وجاء الآخر يقتدي به في الصلاة
ثم قال: وبخطه الشريف عندي ما صورته مولد العبد الفقير إلى عفو الله
وكرمه حسن بن زين الدين بن علي بن أحمد بن جمال الدين بن تقي عفى الله عن
سيئاتهم وضاعف حسناتهم، بعشر الأخير من شهر الله الأعظم شهر رمضان سنة تسع
وخمسين وتسعمائة.
قال: وبخطه أيضا ما لفظه وبخط والدي رحمه الله بعد ذكر تاريخ اخواني
ما هذا لفظه: ولد أخوه حسن أبو منصور جمال الدين عشية الجمعة سابع عشر شهر
رمضان المعظم سنة تسع وخمسين وتسعمائة والشمس في ثالثة الميزان انتهى.
أقول: ومن هنا يظهر أن سنه يوم استشهد والده كان ست سنين وثلاثة أشهر
تقريبا. ومن ذلك يظهر أن ما ذكره البعض من أن الشيخ حسن لما قتل أبوه كان ابن
اثنى عشر سنة وهم بلا شك، ن أولادهم أعرف بتواريخهم.
وقال الشيخ الحر بعد أن نقل عنه أنه كان يوم قتل أبوه ابن أربع سنة
397

ما صورته: كذا وجدت التاريخ، ويظهر من تاريخ قتل أبيه الآتي ما ينافيه، وأن عمره
كان حينئذ سبع سنين.
وكان الشيخ المذكور مع ابن أخته مشتركين في القراءة على المشايخ والرواية
عنهم، ومنهم السيد علي بن أبي الحسن والد ابن أخته، والسيد علي الصائغ، والشيخ
حسين والد البهائي، والمولى المقدس الأردبيلي، قيل: انهما انتقلا من بلادهما إلى
العراق وقرءا عليه مدة قليلة قراءة توقيف لا بحث، وقد كانت تلامذته يهزؤون بهما
لذلك، فقال لهم: سترون عن قريب مصنفاتهما، ثم لما رجعا إلى بلادهما صنف السيد
محمد كتاب المدارك، والشيخ حسن كتاب المعالم والمنتقى، ووصل بعض ذلك إلى العراق
قبل وفاة الأردبيلي.
والشيخ حسن يروي عن أبيه أيضا بلا واسطة، وبناءا على ما ذكرنا من سنه
فلابد أن يكون اجازته له في صغر سنه. وقد نقل عن أمل الآمل أن له ديوان شعر
جمعه تلميذه الشيخ نجيب الدين علي بن محمد بن مكي العاملي.
ومن تصانيفه كتاب منتقى الجمان في أحاديث الصحاح والحسان مجلدان،
خرج منه كتب العبادات، وكتاب معالم الدين وملاذ المجتهدين، برز منه مقدمته في
الأصول، وجلد من الفروع في الطهارة، وحاشية على مختلف الشيعة، وكتاب مشكاة
القول السديد في تحقيق معنى الاجتهاد والتقليد، وكتاب الإجازات، والتحرير
الطاووسي في الرجال مجلد، والرسالة الاثنا عشرية في الطهارة والصلاة، وكتاب مناسك
الحج وجواب المسائل المدنيات الأولى والثانية والثالثة
توفي على ما ذكره سبطه في كتاب الدر المنظوم والمنثور في سنة إحدى عشرة
والف، قال: ولا يحضرني الشهر واليوم (1) انتهى.
أقول: وبالنظر إلى تاريخ ولادته السابق ذكره يكون عمره اثنين وخمسين
سنة وثلاثة أشهر.

(1) لؤلؤة البحرين ص 46 - 50.
398

ترجمة المقدس الأردبيلي
ورابعهم: المولى المقدس الأردبيلي، وهو أحمد بن محمد كان عالما فاضلا
محققا مدققا زاهدا عابدا ورعا مقدسا، لم يسمع بمثله في الزهد والورع والتقوى، له
كرامات ومقامات، وهو من جملة من رأى القائم عليه السلام.
ومن جملة من انفتحت له أقفال الروضة المقدسة الغروية وكلمه الامام في
حكاية ذكرها السيد الجزائري في الأنوار النعمانية، وهي أنه قال: حدثني أوثق مشايخي
علما وعملا أن لهذا الرجل وهو المولى الأردبيلي تلميذا من أهل تفرش يقال له: مير
غلام، وقد كان بمكان من الفضل والورع.
قال ذلك التلميذ: قد كانت لي حجرة في المدرسة المحيطة بالقبة الشريفة،
فاتفق أني فرغت من مطالعتي وقد مضى جانب كثير من الليل، فخرجت من الحجرة
أنظر في حوش الحضرة وكانت ليلة شديد الظلام، فرأيت رجلا مقبلا إلى الحضرة
الشريفة، فقلت: لعل هذا سارق جاء ليسرق شيئا من القناديل، فنزلت وأتيت إلى
قربه وهو لا يراني.
فمضى إلى الباب ووقف فرأيت القفل قد سقط، وفتح له الباب الثاني
والثالث على هذا الحال، فأشرف على القبر فسلم، وأتى من جانب القبر رد السلام،
فعرفت صوته فإذا هو يتكلم مع الإمام عليه السلام في مسألة علمية.
ثم خرج من البلدة متوجها إلى مسجد الكوفة، فخرجت خلفه وهو لا يراني،
فلما وصل إلى محراب المسجد سمعته يتكلم مع رجل آخر بتلك المسألة، فرجع ورجعت
خلفه وهو لا يراني، فلما بلغ إلى باب البلد أضاء الصبح، فأعينت نفسي له وقلت:
يا مولانا كنت معك من الأول إلى الآخر، فاعلمني من كان الرجل الأول الذي كلمته
في القبة؟ ومن الآخر الذي كلمك في الكوفة؟
فأخذ علي المواثيق أني لا أخبر أحدا بسره حتى يموت، فقال لي: يا ولدي
ان بعض المسائل يشتبه علي، فربما خرجت بعض الليل إلى قبر مولانا أمير المؤمنين
399

عليه السلام فكلمته في المسألة وسمعت منه الجواب، وفي هذه الليلة أحالنا على مولانا
صاحب الزمان وقال عليه السلام لي: ان ولدنا المهدي عليه السلام هذه الليلة في
مسجد الكوفة، فامض إليه وسله عن المسألة، وكان ذلك الرجل هو المهدي عليه
السلام.
وأيضا قد نقل السيد المذكور أنه كان في عام الغلا يقاسم الفقراء ما عنده
من الأطعمة ويبقى لنفسه سهم واحد، وقد اتفق أنه فعل في بعض السنين الغالية ذلك،
فغضبت زوجته وقالت: تركت أولادنا في مثل هذه السنة يتكففون الناس، فتركها
ومضى إلى مسجد الكوفة للاعتكاف.
فلما كان اليوم الثاني جاء رجل بدواب محملة حنطة من الحنطة الطيبة
الصافية والطحين الجيد الناعم، فقال: هذا بعثه لكم صاحب المنزل وهو معتكف في
مسجد الكوفة، فلما أن جاء المولى من الاعتكاف أخبرته الزوجة بأن الطعام الذي
بعثته مع الأعرابي كان طعاما حسنا، فحمد الله تعالى ولم يكن له خبر منه.
سمعت من بعض الاثبات الثقات أنه طاب ثراه في ليلة من الليالي ذهب
إلى الحمام للغسل، فلما أتى إلى بابه، فإذا هو مقفل، فردد قرعه فجاء حافظ الحمام من
خلفه وسأله عن حاجته، فأظهر إرادة الغسل مع اعطائه الحافظ دينارا، فزعم منه
الاستهزاء، ثم زاد على الأجرة إلى أن بلغت إلى أربعين دينارا، ففتح الباب وأخذ
الدنانير، فدخل الحمام واغتسل ثم خرج بعد الاغتسال.
فتفقه صاحب الحمام أنه المقدس، فعرض أني لا آخذ الأجرة ورد الدنانير،
فلم يقبل مع الاصرار الكثير، فقال له المولى الأردبيلي: انه قد وصل إلى الفيض من
الحمام وحصل لي المنزلة الكبرى وانفتح لي العلوم، فلا حاجة لي إلى الدنانير.
ومن جملة الحكايات المسموعة من ألسنة المشايخ أنه كان مستجاب الدعوة،
حتى أنه في بعض السنوات خرج إلى صلاة الاستسقاء، فعرض مخاطبا له الجليل عز
جلاله أن أحمد يطلب المطر، فلم ينزل من المنبر، وكان مشغولا بالسؤال فجرى الغيب.
وسمعت منهم أيضا أنه ذات يوم أرسل إلى البئر الدلو، فجره فإذا هو مملو
400

من الجواهر، فأسقطه إلى البئر ثانيا وعرض أني أطلب الماء لا الجواهر.
إلى غير ذلك من الأقاصيص كثيرة.
قال في نقد الرجال: أمره في الجلالة والدراية والرواية أشهر من أن يذكر،
كان متكلما فقيها عظيم الشأن جليل القدر رفيع المنزلة أورع أهل زمانه وأعبدهم
وأتقاهم (1).
حتى أنه نور الله مرقده ربما يكتري الحيوان من النجف إلى كربلاء
والكاظمين ومنهما إليه، فيعطيه أهل تلك البلدان المراسيل والقراطيس المكتوبة إلى
الأحبة والعشيرة، فيأخذها إجابة للسائل ولكنه لا يحمله على الحيوان احتياطا، لكونه
مكتري لنفسه فقط، فيمشي راجلا ويسوق الحيوان خاليا.
وله مصنفات منها كتاب آيات الاحكام، ومنها شرحه على الارشاد المسمى
بمجمع الفائدة، والذي وقفنا عليه ما يتعلق بالعبادات كملا والمتاجر كذلك وكتاب
الصيد والذباحة إلى آخر الديات، وأما ما يتعلق بالنكاح وتوابعه فلم نقف عليه ولم
نسمع به، والظاهر أن هذا هو الذي برز في قالب التصنيف.
ومنها كتاب حديقة الشيعة نسبه إليه في كتاب أمل الآمل، ونحوه ذكره
شيخنا المحدث الصالح عبد الله بن صالح، وشيخنا العلامة الشيخ سليمان بن عبد
الله البحراني وغيرهم، فلا يلتفت إلى انكار بعض أبناء هذا الوقت بأن الكتاب ليس
له وأنه مكذوب عليه، ونقل ذلك عن المجلسي ولم يثبت، هكذا ذكره شيخنا يوسف
البحراني (2).
ووجدت في بعض الحواشي أن من مصنفاته حواش على الهيات وشرح
الجديد للتجريد. وقد توفي رحمه الله في شهر صفر ثلاث وتسعين وتسعمائة في المشهد
المقدس الغروي.

(1) نقد الرجال ص 29.
(2) لؤلؤة البحرين ص 150.
401

ولا يخفى أنه رحمه الله كان مجتهدا صرفا كالعلامة الحلي ونحوه من
المجتهدين، الا أن له في بعض المسائل تفردا بالفتوى لعلها مخالفة لاجماع
الأصحاب، كما يشهد بذلك النطر في فتاويه في شرح الارشاد.
ترجمة أبي الدنيا المعمر المغربي
وخامسهم: علي بن عثمان بن خطاب بن مرة بن مؤيد المغربي يكنى أبا
الدنيا المعمر، وهذا يكون في هذه الطبقة وما بعدها إلى طبقة أصحاب الرسول صلى
الله عليه وآله وعلي عليه السلام. قال في " تعق ": علي بن عثمان المعمر، يظهر من
الاخبار حسن حاله في الجملة.
أقول: قال في منتهى المقال: ذكر الصدوق جملة من أحوال أبي الدنيا في
اكمال الدين بطرق مختلفة وأسانيد متعددة، ومن ذلك ما ذكره بقوله:
حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى فيما أجازه لي مما يصح عندي من
حديثه وصح عندي هذا الحديث برواية الشريف أبي عبد الله محمد بن الحسن بن
إسحاق بن الحسن بن الحسين بن إسحاق بن موسى بن جعفر عليهما السلام أنه
قال: حججت في سنة ثلاث عشر وثلاثمائة وفيها حج نصر القشوري صاحب المقتدر
بالله (1). إلى أن قال: فحدثني الشيخ، أعني: علي بن عثمان المعمر ببدو خروجه من

(1) تتمه ما في اكمال الدين قبل ما ذكرناه عن الشيخ أبى علي أنه قال بعد ذكر سند الرواية بعد ذكر المقتدر بالله:
ومعه عبد الرحمن بن حمران [في المصدر: عبد الله بن حمدان] المكنى بأبي الهيجاء، فدخلت مدينة الرسول صلى الله
عليه وآله في ذي القعدة، فأصبت قافلة المصريين وفيها أبو بكر محمد بن علي الماذرائي ومعه رجل من أهل المغرب،
وذكر أنه رأى رجلا من أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله، فاجتمع عليه الناس وازدحموا وجعلوا يتمسحون
به، وكادوا يأتون على نفسه.
فأمر عمي أبو القاسم طاهر بن يحيى رضي الله عنه فتيانه وغلمانه، فقال: أفرجوا عنه الناس، ففعلوا وأخذوه
فأدخلوه إلى دار ابن أبي سهل الطفي وكان عمي نازلها، فادخل وأذن للناس فدخلوا وكان معه خمسة نفر، وذكروا
أنهم أولاد أولاده، فيهم شيخ له نيف وثمانون سنة فسألناه عنه، فقال: هذا ابن ابني، وآخر له سبعون سنة فقال:
هذا ابن ابني، واثنان لهما ستون سنة أو خمسون سنة أو نحوها وآخر له سبع عشرة سنة، فقال: هذا ابن ابن ابني،
ولم يكن معه فيهم أصغر منه.
وكان إذا رأيته قلت: هذا ابن ثلاثين سنة أو أربعين سنة، أسود الرأس واللحية، شاب نحيف الجسم أدم، ربع
من الرجال خفيف العارضين، هو إلى القصر أقرب.
قال أبو محمد العلوي: فحدثنا هذا الرجل واسمه علي بن عثمان بن الخطاب بن مرة بن مؤيد بجميع ما
كتبناه عنه وسمعنا من لفظه، وما رأيناه من بياض عنفقته بعد اسودادها ورجوع سوادها بعد بياضها عند شبعه
من الطعام.
وقال أبو محمد العلوي رضي الله عنه: ولولا أنه حدث جماعة من أهل المدينة من الاشراف والحاج من أهل
مدينة السلام وغيرهم من جميع الآفاق، ما حدثت عنه بما سمعت وسماعي منه بالمدينة وبمكة في دار السهميين
في الدار المعروفة بالمكتومة [في المصدر: بالمكبرية] وهي دار علي بن عيسى بن الجراح، وسمعت منه في مضرب
القشوري ومضرب الماذرائي عند باب الصفا.
وأراد القشوري أن يحمله وولده ان مدينة السلام إلى المقتدر، فجاءه أهل مكة فقالوا: أيد الله الأستاذ انا
روينا في الاخبار المأثورة عن السلف أن المعمر المغربي إذا دخل مدينة السلام فنيت وخربت وزال الملك، فلا
تحمله ورده إلى المغرب، فسألنا مشايخ أهل المغرب ومصر فقالوا: لم نزل نسمع به من آبائنا ومشايخنا يذكرون
اسم هذا الرجل واسم البلدة التي هو مقيم فيها طنجة، وذكروا أنهم كان يحدثهم بأحاديث قد ذكرنا بعضها في
كتابنا هذا. قال أبو محمد العلوي: فحدثنا إلى آخر ما ذكرنا في المتن " منه " عفى الله عنه.
402

بلده منه حضرموت، وذكر أن أباه خرج وعمه وخرجا به معهما يريدون الحج وزيارة
النبي صلى الله عليه وآله، فخرجوا من بلادهم من حضرموت وساروا أياما، ثم أخطؤا
الطريق وتاهوا عن المحجة، فأقاموا تائهين ثلاثة أيام وثلاث ليال على غير مححة،
فبينا هم كذلك إذ وقعوا في جبال رمل يقال لها: رمل عالج يتصل برمل ارم ذات العماد.
قال: فبينا نحن كذلك إذا بأثر قدم طويل فجعلنا نسير على أثره، فأشرفنا
على واد وإذا برجلين قاعدين على بئر وقال: على عين، فلما نظر إلينا قام أحدهما فأخذ
دلوا فأدلاه واستسقى من تلك العين أو البئر، فاستقبلنا فجاء إلى أبي فناوله الوالد،
فقال: قد أمسينا ونصبح على هذه فنفطر إن شاء الله، فصار إلى عمي فقال له اشرب
فرد عليه كما رد عليه أبي.
وقال لي: اشرب، فشربت، فقال: هنيئا لك أنك ستلقى علي بن أبي طالب
عليه السلام فأخبره أيها الغلام بخبرنا، وقل له: الخضر والألياس يقرءانك السلام، ثم
قال: ما يكون هذا منك؟ فقلت: أبي وعمي، فقالا: أما عمك فلا يبلغ مكة وأما أنت
وأبوك فستبلغان ويموت أبوك وتعمر أنت، ولستم تلحقون النبي صلى الله عليه وآله
403

لأنه قد قرب أجله.
ثم قال: فوالله ما أدري أين مرا أفي السماء أو في الأرض، فنظرنا فاذن لا بئر
ولا عين ولا ماء، فسرنا متعجبين من ذلك، إلى أن رجعنا إلى نجران، فاعتل عمي ومات
بها، وأتممت أنا وأبي حجنا ووصلنا إلى المدينة، فاعتل أبي ومات وأوصى إلى علي بن
أبي طالب عليه السلام، فأخذني وكنت معه، فأقمت معه أيام أبي بكر وعمر وعثمان
وأيام خلافته، حتى قتله عبد الرحمن بن ملجم لعنة الله عليه.
وذكر أنه لما حوصر عثمان في داره دعاني، فدفع إلي كتابا ونجيبا وأمرني
بالخروج إلى علي بن أبي طالب عليه السلام وكان غائبا بينبع، فأخذت الكتاب
وسرت حتى إذا كنت بموضع يقال له جدار أبي عباية، سمعت قرآنا فإذا علي بن أبي
طالب عليه السلام يسير مقبلا من ينبع وهو يقول: (أفحسبتم أنما خلقناك عبثا
وأنكم إلينا لا ترجعون) فلما نظر إلي قال: أبو الدنيا ما وراك؟ قلت: هذا كتاب
أمير المؤمنين عثمان، فأخذه وفضه فإذا فيه شعر:
فان كنت مأكولا فكن أنت آكلي * والا فأدركني ولما أمزق
فلما قرأه قال: سر بنا، فدخلنا المدينة ساعة قتل عثمان بن عفان، فمال أمير
المؤمنين عليه السلام إلى حديقة بني النجار وعلم الناس بمكانه، فجاؤوا إليه ركضا وقد
كانوا عازمين على أن يبايعوا طلحة بن عبيد الله، فلما نظروا إليه انفضوا إليه انفضاض
الغنم يشد عليها السبع، فبايعه طلحة ثم الزبير ثم بايع المهاجرون والأنصار.
فأقمت معه أخدمه، فحضرت معه الجمل وصفين، فكنت بين الصفين واقفا
عن يمينه إذ سقط سوطه من يده، فأكببت آخذه وأدفعه إليه، وكان لجام دابته حديدا
مدمجا، فرفع الفرس رأسه فشجني هذه الشجة التي في صدغي، فدعاني أمير المؤمنين
عليه السلام فتفل فيها وأخذ حفنة من التراب فتركه عليها، فوالله ما وجدت ألما ولا
وجعا.
ثم أقمت معه حتى قتل صلوات الله عليه، وصحبت الحسن بن علي عليهما
السلام حتى ضرب بساباط المدائن، ثم بقيت معه بالمدينة أخدمه وأخدم الحسين عليه
404

السلام حتى مات الحسن عليه السلام مسموما سمته جعدة بنت الأشعث بن قيس
الكندي لعنها الله دسا من معاوية لعنه الله.
ثم خرجت مع الحسين عليه السلام حتى حضرت كربلاء وقتل، وخرجت
هاربا بديني وأنا انتظر (1) خروج المهدي عليه السلام وعيسى بن مريم عليه السلام.
قال أبو محمد العلوي: ومن عجيب ما رأيت من هذا الشيخ علي بن
عثمان وهو في دار عمي طاهر بن يحيى وهو يحدث بهذه الأعاجيب، فنظرت إلى
عنفقته قد احمرت ثم ابيضت، فجعلت أنظر إلى ذلك، لأنه لم يكن في رأسه ولا في لحيته
ولا في عنفقته بياض.
فنظر إلي وقال: ما ترون ان هذا يصيبني إذا جعت، وإذا شبعت رجعت إلى
سوادها، فدعى (1) عمي بطعام قال: كل، وأنا أنظر إليه فعادت عنفقته إلى سوادها
حين شبع (2) انتهى.
وقال السيد نعمة الله الجزائري عند تعداد المعمرين: ومن المعمرين علي بن
عثمان بن خطاب بن مرة بن مؤيد المغربي أبي الدنيا، قال الصدوق طاب ثراه: حدثنا
أبو سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب بن نصر الشجري، قال: حدثنا أبو بكر
محمد بن فتح الزكي، وأبو الحسن علي بن الحسن بن حثكا اللاشكي ختن أبي بكر
قالا: لقينا بمكة رجلا من أهل المغرب، فدخلنا عليه مع جماعة من أصحاب الحديث
ممن كان حضر الموسم في تلك السنة، وهي سنة تسع وثلاثمائة، فرأينا رجلا أسود
الرأس واللحية كأنه شاب، وحوله من أولاده وأولاد أولاده، ومشايخ من أهل بلده
ذكروا أنهم من أقصى بلاد المغرب بقرب باهرت العليا.

(1) في المصدر: وخرجت هاربا من بني أمية، وأنا مقيم بالمغرب أنتظر.
(2) لكن في اكمال الدين هكذا: فدعى عمي بطعام فأخرج من داره ثلاث موائد، فوضعت واحدة بين يدي الشيخ
وكنت أنا أحد من جلس عليها، فجلست معه ووضعت المائدتان في وسط الدار. وقال عمي للجماعة: بحقي عليكم
الا أكلتم وتحرمتم بطعامنا، فأكل قوم وامتنع قوم، وجلس عمي عن يمين الشيخ يأكل ويلقي بين يديه، فأكل أكل
شاب وعمي يحلف عليه وأنا انظر إلى عنفقته تسود حتى عادت إلى سوادها وشبع.
(3) اكمال الدين ص 543 - 547. منتهى المقال ص 220 - 221.
405

وشهدوا هؤلاء المشايخ أنا سمعنا آبائنا حكوا عن آبائهم وأجدادهم، أنا
عهدنا هذا الشيخ المعروف بأبي الدنيا معمر، واسمه علي بن عثمان، وذكر أنه همداني
وأن أصله من صنعاء اليمن، فقلنا له: أنت رأيت علي بن أبي طالب عليه السلام فقال
بيده ففتح عينيه وقد كان وقع حاجباه على عينيه، ففتحهما كأنهما سراجان وقال: رأيته
بعيني هاتين وكنت معه خادما له، وكنت معه في وقعة صفين، وهذه الشجة من دابة علي
عليه السلام، وأرانا أثرها على حاجبه الأيمن.
وشهد الجماعة الذين كانوا حوله من المشايخ ومن حفدته وأسباطه بطول
العمر، وأنهم منذ ولدوا عهدوه على هذه الحالة.
وكذا سمعنا من آبائنا وأجدادنا، ثم انا فاتحناه وسائلنا عن قصته وحاله
وسبب طول عمره، فوجدناه ثابت العقل فيهم ما يقال له ويجيب عنه بلب وعقل،
فذكر أنه كان له والد قد نظر في كتب الأوائل وقرأها، وقد كان وجد فيها ذكر نهر
الحيات في الظلمات، وأنه من شرب منها طال عمره، فحمله الحرص على دخول
الظلمات، فتحمل وتزود حسب ما قد رآه يكتفي به في سيره.
وأخرجني وأخرج معنا خادمين وباذلين وعدة اجمال لبون وروايا وزاد، وأنا
يومئذ ابن ثلاث عشرة سنة، فسار بنا إلى أن وافينا طرف الظلمات، ثم دخلنا فسرنا
فيها نحو ستة أيام بلياليها، وكنا نميز بين الليل والنهار بأن النهار كان يكون أضوء
قليلا وأقل ظلمة من الليل، فنزلنا بين جبال وأودية ودركات.
وقد كان والدي (رحمه الله) وجد في الكتب التي قرأها أن مجرى نهر الحيات
في هذا الموضع، فأقمنا في تلك البقعة أياما حتى فنى الماء الذي كان معنا وأسقينا
جمالنا، ولو أن جمالنا كانت لبونا لهلكنا وتلفنا عطشا.
وكان والدي يطوف في تلك البقعة في طلب الماء، ويأمرنا بأن يوقد نارا
ليهتدي إذا أراد الرجوع إلينا، فمكثنا في تلك البقعة نحوا من خمسة أيام ووالدي
يطلب النهر فلا يجده، وبعد الأياس عزم على الانصراف حذرا من التلف، لفناء الزاد
والماء، والخدم الذين كانوا معنا زجروا وفشوا التلف على أنفسهم، فألحوا على والدي
406

بالخروج من الظلمات.
فقمت يوما من الرحل لحاجتي، فتباعدت من الرحيل قدر رمية سهم،
فعثرت بنهر ماء أبيض اللون عذب لذيذ لا بالصغير من الأنهار ولا بالكبير يجرى
جريا لينا، فدنوت منه وغرفت منه بيدي غرفتين أو ثلاثا، فوجدته عذبا باردا لذيذا.
فبادرت مسرعا إلى الرحل وبشرت الخدم في طلب ذلك النهر، وكان والدي
في ذلك الوقت مشغولا بالطلب. فجهدنا وطفنا ساعة هويه على أن نجد الماء فلم نهتد
إليه، حتى أن الخدم كذبوني وقالوا: لم تصدق.
فلما انصرفنا إلى الرحل، فانصرف والدي أخبرته بالقصة، فقال لي: يا بني
الذي أخرجني إلى هذا المكان وتحمل الخطر كان لذلك النهر، ولم أرزق أنا ورزقته
أنت، وسوف يطول عمرك حتى تمل من الحياة، ورحلنا منصرفين وعدنا إلى أوطاننا
وبلادنا، وكان قد عاش والدي بعد ذلك سنيات ثم توفى رحمه الله.
فلما قرب سني قريبا من ثلاثين سنة، وكان اتصل بنا وفاة النبي صلى الله
عليه وآله ووفاة الخليفتين من بعده، خرجت حاجا فلحقت آخر أيام عثمان.
قال: فمال قلبي من بين جماعة أصحاب النبي صلى الله عليه وآله إلى علي
بن أبي طالب عليه السلام، فقمت معه أخدمه وشهدت معه وقايع، وفي وقعة صفين
أصابتني هذه الشجة من دابته، فما زلت مقيما معه إلى أن مضى لسبيله عليه السلام،
فألح علي أولاده وحرمه أن أقيم عندهم، فلم أقم وانصرفت إلى بلدي.
وخرجت أيام بني مروان حاجا، وانصرفت مع أهل بلدي، والى هذه الغاية
ما خرجت في سفر، الا ان الملوك في بلاد المغرب يبلغهم خبري وطول عمري،
فيشخصوني إلى حضرتهم ليروني ويسألوني عن سبب طول عمري وعما شاهدت،
وكنت أتمنى وأشتهي أن أحج حجة أخرى، فحملني هؤلاء حفدتي وأسباطي الذين
ترونهم حولي، وذكر أنه قد سقطت أسنانه مرتين أو ثلاثة.
فسألناه أن يحدثنا بما سمعه من أمير المؤمنين عليه السلام فذكر أنه لم يكن
له حرص ولا همة في العلم في وقت صحبته لعلي بن أبي طالب عليه السلام والصحابة
407

أيضا كانوا متوافرين، فمن فرط ميلي إلى علي عليه السلام ومحبتي له لم أشتغل بشئ
سوى خدمته وصحبته، والذي كنت سمعته منه قد سمعه مني عالم من الناس ببلاد
المغرب ومصر والحجاز قد انقرضوا وتفانوا، وهؤلاء أهل بلدي وحفدتي قد دونوه
فأخرجوا إلينا هذا النسخة، فأخذ يملي علينا من حفظه.
حدثنا أبو الحسن علي بن عثمان أبي الدنيا، قال: حدثني علي بن أبي طالب
عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قرأ قل هو الله أحد مرة فكأنما
قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها مرتين فكأنما قرأ ثلثي القرآن، ومن قرأها ثلاثا فكأنما قرأ
القرآن كله. وهذا الرجل ساكن في المغرب، واسم بلده طنجة.
وحدث أبو الدنيا قال: حضرت مع علي عليه السلام الجمل والصفين، فكنت
بين الصفين واقفا عن يمينه إذ سقط سوطه من يده، فأكببت آخذه وأدفعه وكان لجم
دابته حديدا مدمجا، فرفع الفرس رأسه فشجني هذه الشجة التي في صدري، فدعاني
أمير المؤمنين عليه السلام فتفل فيها وأخذ حفنة من تراب فتركه عليها، فول الله ما
وجدت ألما ولا وجعا، ثم أقمت معه حتى قتل صلوات الله عليه.
وصحبت الحسن بن علي عليهما السلام حين ضرب بساباط المدائن، ثم
بقيت معه بالمدينة أخدمه وأخدم الحسن حتى مات الحسن عليه السلام مسموما، ثم
خرجت مع الحسين بن علي عليهما السلام حتى حضرت كربلاء وقتل وخرجت هاربا
بدين وأنا مقيم بالمغرب انتظر خروج المهدي عليه السلام وعيسى بن مريم عليه
السلام.
قال أبو محمد العلوي رضي الله عنه: ومن عجيب ما رأيت من هذا الشيخ
علي بن عثمان وهو يحدث، فنظرت إلى عنفقته قد احمرت ثم ابيضت، فجعلت أنظر
إلى ذلك، لأنه لم يكن في رأسه ولا في لحيته ولا في عنفقته بياض، قال: فنظرت إلى
لحيته وعنفقته، فقال: ما ترون ان هذا يبيضني إذا جعت، وإذا شبعت رجعت إلى
سوادها، فدعى بالطعام فأكل أكل شاب، فاسودت عنفقته شيئا فشيئا حتى رجعت
408

إلى سوادها (1).
ثم قال السيد قال مؤلف الكتاب: حدثني أوثق مشايخي السيد هاشم
الأحسائي في شيراز في مدرسة الأمير محمد عن شيخه العادل الثقة الورع الشيخ
محمد الحرفوشي أعلى الله مقامه في دار المقامة في دار المقامة أنه دخل يوما مسجدا من
مساجد الشام، وكان مسجدا عنيفا مهجورا، فرأى رجلا حسن الهيئة في ذلك المسجد،
فأخذ الشيخ في المطالعة في كتب الحديث.
ثم إن ذلك الرجل سأل الشيخ عن أحواله وعمن نقل الحديث فأخبره
الشيخ، ثم إن الشيخ سأله عن أحواله وعن مشايخه، فقال ذلك الرجل: أنا معمر أبو
الدنيا وأخذت العلم عن علي بن أبي طالب عليه السلام وعن الأئمة الطاهرين عليهم
السلام، وأخذت فنون العلم عن أربابها، وسمعت الكتب عن مصنفيها، فاستجازه
الشيخ في كتب الأحاديث الأصول وغيرها وفي كتب العربية والأصول، فأجازه وقرأ
عليه الشيخ بعض الأخبار في ذلك المسجد توثيقا للإجازة.
ثم كان شيخنا الثقة قدس الله روحه يقول لي: يا بني ان سندي إلى المحمدين
الثلاثة وغيرهم من أهل الكتب قصير، فاني أروي عن الفاضل الحرفوشي عن معمر
أبي الدنيا عن الإمام علي بن أبي طالب عليهم السلام وكذا إلى الصادق والكاظم إلى
آخر الأئمة عليهم السلام، وكذا روايتي لكتب الأصول، مثل الكافي والتهذيب ومن
لا يحضره الفقيه، وأجزتك أن تروي عني بهذه الإجازة، فنحن نروي الكتب الأربعة
عنها مصنفيها بهذا الطريق انتهى ما في الأنوار.
أقول: سيجئ في الخاتمة طريقي إلى السيد نعمة الله الجزائري، فيتصل إلى
أبي الدنيا بواسطتين، فما يكون طريق أعلى وأقصر منه بل ولا أصح.
والعجب من المولى الوحيد البهبهاني أنه مع فرط مبالغته في التوثيقات بأدنى
مقرب وامارة ضعيفة، لعله لا يعتمد على مثلهما أساطين الرجاليين، كما يشهد به

(1) اكمال الدين ص 538 - 547.
409

ملاحظة " تعق " كيف استظهر من الاخبار حسن حاله في الجملة مع أن أبا الدنيا غير
خفي الحال، لم يطعن عليه في شئ، ويكفي في حقه الوصول إلى خدمة الأئمة
والملازمة.
ترجمة الشهيد الثاني
ومن التاسعة ثلاثة:
الأول: الشيخ زين الدين بن علي بن أحمد بن جمال الدين بن تقي الدين بن
صالح المعروف بابن الحجة المشهور بالشهيد الثاني روح الله روحه ونور الله ضريحه.
وكان هذا الشيخ من أعيان هذه الطائفة ورؤسائها وأعاظم فضلائها وثقاتها، عالم
عامل محقق كامل مدقق نبيل زاهد نبيه فقيه مجتهد مجاهد في سبيل الله، ومحاسنه
أكثر من أن تحصى، وفضائل أجل من أن تستقصى.
قال شيخنا يوسف البحراني: وقد صنف تلميذه الشيخ محمد بن علي بن
الحسن العودي العاملي كتابا ذكر فيه جملة من أوصافه وأحواله في مبدئه ومآبه ومما ذكر
فيه.
قال: حاز من صفات الكمال محاسنها ومآثرها، وتردى من أصنافها بأنواع
مفاخرها، كانت له نفس علية تمهى بها الجوانح والضلوع، وسجية سنية يفوح منها
الفضل ويضوع، كان شيخ أمة وقيادها، ومبدأ الفضائل ومنتهاها، لم يصرف لحظة من
عمره الا في اكتساب فضيلة، ووزع أوقاته على ما يعود بفعله نفعه في اليوم والليلة.
ثم ذكر تفصيل أوقات التدريس والمطالعة والتصنيف والمراجعة والاجتهاد في
العبادة والنظر في أحوال المعيشة، وقضاء حوائج المحتاجين، وتلقي الأضياف بوجه
مسفر وكرم وبشاشة. ثم ذكر بلوغه غاية الكمال في الأدب والفقه والحديث والتفسير
والمعقول والمنقول والهيئة والهندسة والحساب وغير ذلك. وأنه مع ذلك ينقل الحطب
بالليل على حمار لعياله.
ونقل عنه في ذكر أحواله أن مولده ثالث عشر شوال سنة الحادية عشرة بعد
410

التسعمائة، وأنه ختم القرآن وعمره تسع سنين، وقرأ على والده في فنون العلوم العربية
والفقه، إلى أن توفي والده سنة الخامسة والعشرين بعد التسعمائة.
وأنه ارتحل في تلك السنة مهاجرا في طلب العلم إلى ميس، فاشتغل على
الشيخ علي بن عبد العالي إلى أواخر سنة ثلاث وثلاثين وتسعمائة. وأنه بعد ذلك
ارتحل إلى كرك وقرأ بها على السيد حسن بن جعفر جملة من الفنون. وأنه انتقل
إلى وطنه الأول جبع سنة أربع وثلاثين وتسعمائة.
ثم ارتحل إلى دمشق فاشتغل على الشيخ شمس الدين محمد بن مكي، وعلى
الشيخ أحمد بن جابر، ثم رجع إلى جبع، ورحل إلى مصر سنة الثامنة والثلاثين
وتسعمائة بتحصيل ما أمكن من العلوم، وقرأ على جماعة من علماء العامة، ثم ذكرها
وذكر ما قرأ عليهم من كتبهم في الفقه والحديث وغيرهما. وأنه قرأ بمصر على ستة
عشر رجلا من أكابر علمائهم وذكرهم مفصلا. وأنه ارتحل السنة الرابعة والأربعين إلى
الحجاز، فحج ورجع إلى جبع.
ثم سافر إلى العراق لزيارة الأئمة سنة الستة وأربعين وتسعمائة ورجع تلك
السنة، ثم سافر إلى بلاد الروم سنة الحادية والخمسين بعد التسعمائة، وأقام رحمه الله
بقسطنطينية ثلاثة أشهر ونصفا وأعطوه المدرسة النورية ببعلبك ورجع وأقام بها
ودرس في المذاهب الخمسة مدة طويلة انتهى ما ذكره ملخصا:
قال في كتاب أمل الآمل: ويظهر من اجازة الشيخ حسن وإجازات والده
أنه قرأ على جماعة كثيرة جدا من علماء العامة، وقرأ عندهم كثيرا من كتبهم في
الفقه والحديث والأصول وغير ذلك وروى جميع كتبهم، وكذلك فعل الشهيد
العلامة، ولا شك أن غرضهم كان صحيحا، ولكن يترتب على ذلك ما يظهر لمن تأمل
وتتبع كتب الأصول وكتب الاستدلال وكتب الحديث، ويظهر من الشيخ حسن عدم
الرضا بما فعلوا انتهى.
واستجوده شيخنا يوسف البحراني، وليس بجيد جدا.
وقال في الكتاب أيضا: وكان سبب قتله رحمة الله عليه على ما سمعت من
411

بعض المشايخ ورأيته بخط بعضهم أنه ترافع إليه رجلان، فحكم لأحدهما على الآخر،
فغضب المحكوم عليه، وذهب إلى قاضي صيدا واسمه معروف، وكان الشيخ في تلك
الأيام مشغولا بتأليف شرح اللمعة، وكل يوم يكتب منه كراسا غالبا، ويظهر من
نسخة الأصل أنه ألفه في ستة أشهر وستة أيام، لأنه كتب على ظاهر النسخة تاريخ
ابتداء التأليف.
فأرسل القاضي إلى جبع من يطلبه، وكان مقيما في كرم له مدة منفردا عن
البلاد متفرعا للتأليف، فقال له أهل البلد: قد سافر عنا مذ مدة، فخطر ببال
الشيخ أن يسافر إلى الحج، وكان قد حج مرارا لكنه قصد الاختفاء، فسافر في محمل
مغطى، وكتب قاضي صيدا إلى سلطان الروم أنه قد وجد ببلاد الشام رجل مبدع
خارج عن المذاهب الأربعة.
فأرسل السلطان رجلا في طلب الشيخ وقال له: اتيني به حيا حتى أجمع بينه
وبين علماء بلادي، فيبحثوا معه ويطلعوا على مذهبه ويخبروني، فأحكم عليه بما يقتضيه
مذهبي، فجاء الرجل فأخبر أن الشيخ توجه إلى مكة، فذهب في طلبه، فاجتمع به في
طريق مكة، فقال له: تكون معي حتى نحج بيت الله ثم افعل ما تريد، فرضي بذلك.
فلما فرغ من الحج سافر معه إلى بلاد الروم، فلما وصل إليها جاء رجل فسأله
عن الشيخ، فقال: هذا رجل من علماء الإمامية أريد أن أوصله إلى السلطان، فقال:
أو ما تخاف أن يخبر السلطان بأنك قد قصرت في خدمته وآذيته؟ وله هناك أصحاب
يساعدونه، فيكون سببا لهلاكك، بل الرأي أن تقتله وتأخذ رأسه إلى السلطان.
فقتله في مكان من ساحل البحر، وكان هناك جماعة من التركمان، فرأوا في
تلك الليلة أنوار تنزل من السماء وتصعد، فدفنوه هناك وبنوا عليه قبة. وأخذ الرجل
رأسه إلى السلطان فأنكر عليه، وقال: أمرتك أن تأتيني به حيا فقتلته، وسعى السيد
عبد الرحيم العباسي في قتل ذلك الرجل فقتله السلطان (1).

(1) أمل الآمل 1 / 90 - 91.
412

وعن بعض الكتب المعتمدة ما صورته: قبض شيخنا الشهيد الثاني طاب
ثراه بمكة المشرفة بأمر السلطان سليم ملك الروم، في خامس شهر ربيع الأول سنة
خمس وستين وتسعمائة، وكان القبض عليه بالمسجد الحرام بعد فراغه من صلاة العصر،
وأخرجوه إلى بعض دور مكة وبقي محبوسا هناك شهرا وعشرة أيام، ثم ساروا به على
طريق البحر إلى قسطنطينية وقتلوه بها في تلك السنة، وبقي مطروحا ثلاثة أيام، ثم
ألقوا جسده الشريف في البحر قدس الله روحه كما شرف خاتمته.
ثم قيل: نقل هذا من خط نقل من خط نقل من خط شيخنا الأكمل بهاء
الملة والدين محمد العاملي عامله الله بلطفه، والحمد لله رب العالمين (1).
وحكى الوالد الماجد عن محكي العلامة المجلسي أنه نقل عن الثقات عن
شيخنا البهائي أنه نقل عن والده تلميذ الشهيد الثاني، أنه كان راكبا معه، فوصلنا
إلى موضع من إسطنبول أو غيره، فرأيت أثر التغير في بشرته، فقال: يرق دم كبير في
هذا الموضع، وبعد زمان اهرق دمه في الموضع المذكور، وهذا من كراماته.
وعن بعض الأدباء في تاريخ وفاته قال:
تاريخ وفاة ذلك الأواه * الجنة مستقره والله
قال في اللؤلؤة: وهو يشعر بكون وفاته سنة السادسة والستين بعد التسعمائة.
والذي وقفت عليه في غير موضع هو سنة الخامسة، وعلى هذا يكون عمره - عطر الله
مرقده وأعلى في جوار الأئمة عليهم السلام مقعده - خمسا وخمسين أو ستا وخمسين.
ويؤيد ما ذكر في الدر المنظوم والمنثور في ترجمة ابنه الشيخ حسن: واستشهد والده
في سنة خمس وستين وتسعمائة (1) انتهى.
وله كتب: كتاب المسالك سبع مجلدات، وشرح الارشاد الموسوم بروض
الجنان لم يتم منه الا كتاب الطهارة والصلاة، وهو أول ما ألف على ما قيل. وكتاب

(1) لؤلؤة البحرين ص 29 - 34.
(2) لؤلؤة البحرين ص 33 - 34.
413

شرح الألفية متوسط، وشرح آخر له مختصر، وشرح آخر مطول، وشرح النفلية.
وشرح اللمعة في مجلدين، وهذا كتاب حسن لم يصنف مثله، وقد راعى فيه
دقائق العربية والنكات البديعية، قليل اللفظ كثير المعنى، صار مرجعا للمعلمين
والمتعلمين، يزيدهم الفكر والدقة لما فيه من الغلق والاشكال.
وجدت في بعض المواضع أنه تعمد في ايراده وتأليفه على الاشكال، لما سمع
من المخالفين انكار فضله ومهارته في العلوم نظرا إلى كتاب المسالك، حيث أنه سهل
التناول قريب بالفهم للمبتدي والمنتهي، وبعد تأليفه أقروا له بكماله وتبحره.
وحاشية فتوى خلافيات الشرائع، وحاشية الشرائع، وحاشية القواعد،
وتمهيد القواعد، وهو كتاب حلو كثير الفروع والتفريعات بعد ذكر المسائل. وحاشية
النهاية، ومنية المريد في آداب المفيد والمستفيد، وحاشية المختصر النافع، ورسالة أسرار
الصلاة، ورسالة في نجاسة البئر بالملاقاة وعدمها، ورسالة في تيقن الطهارة والحدث
والشك في السابق، ورسالة في من أحدث في أثناء غسل الجنابة.
ورسالة في تحريم طلاق الحامل زوجها المدخول بها، ورسالة في طلاق
الغائب، ورسالة في صلاة الجمعة، ورسالة في الحث على صلاة الجمعة، ورسالة في آداب
الجمعة، ورسالة في حكم المقيمين في الاسفار، ومناسك الحج الكبير، ومناسك الحج
الصغير، ورسالة في نيات الحج والعمرة، ورسالة في أحكام الحبوة، ورسالة في ميراث
الزوجة.
ورسالة في جواب مسائل الثلاث: إحداها في شخص على بدنه مني واغتسل
في ماء كثير ودلك بدنه لإزالة الخبث، فلما انصرف تيقن أن تحت أظفاره شئ من وسخ
البدن المختلط بالمني، فهل يطهر الوسخ الذي له جرم مخالط للمني بنفوذ الماء في
أعماقه أم لا؟ والثانية قطعة الجلد المنفصلة من بدن الانسان هل هي طاهرة أم لا؟
الثالثة في شخص مرض مرضا بالغا وأراد الوصية، فعرض عليه بعض أصحابه أن
يجعل عشرين تومانا من ماله خمسا، فقال اجعلوا إلى آخر السؤال.
ورسالة في عشرة مباحث مشكلة في عشرة علوم، وكتاب مسكن الفؤاد عند
414

فقد الأحبة والأولاد، وكتاب كشف الريبة في أحكام الغيبة، ورسالة في عدم جواز تقليد
الميت، ورسالة في الاجتهاد، وشرح البداية، وكتاب غنية القاصدين في اصطلاحات
المحدثين، وكتاب منار القاصدين في أسرار معالم الدين، ورسالة في شرح حديث الدنيا
مزرعة الآخرة، وكتاب الرجال والنسب.
ورسالة في تحقيق الايمان والاسلام، ورسالة في تحقيق النية، ورسالة في أن
الصلاة لا تقبل الا بالولاية، ورسالة في تحقيق الاجماع، وكتاب الإجازات، وحاشية
على عقود الارشاد، ومنظومة في النحو وشرحها، ورسالة في شرح القبلة وفي بعض
بدلها البسملة، وسؤالات الشيخ زين الدين وأجوبتها، وفتاوي الشرائع، وفتاوي
الارشاد، ومختصر منية المريد، ومختصر مسكن الفؤاد، ومختصر الخلاصة.
ورسالة في تفسير قوله تعالى (والسابقون الأولون) ورسالة في تحقيق
العدالة، وجواب المسائل الخراسانية، وجواب المباحث النجفية، وجواب المسائل
الهندية، وجواب المسائل الشامية، والرسالة الاصطنبولية في الواجبات العينية،
والبداية في سبل الهداية، وفوائد خلاصة الرجال، ورسالة في ذكر أحواله. إلى غير ذلك
من الرسائل والاجازات والحواشي.
ترجمة المحقق الثاني
الثاني: الشيخ نور الدين علي بن عبد العالي، المشهور الآن بالمحقق الثاني،
فهو في الفضل والتحقيق وجودة التحبير والتطبيق أشهر من أن ينكر، وكفاك اشتهاره
بالمحقق الثاني. وكان مجتهدا صرفا أصوليا فقيها بحتا.
وقال في مدحه الشهيد الثاني في اجازته الكبيرة: الامام المحقق نادرة الزمان
ونتيجة الأوان الشيخ نور الدين علي بن عبد العالي الكركي قدس سره. وكان
معاصرا للشيخ علي بن عبد العالي الميسي، وقد استجازه الشيخ علي الميسي لولده
الشيخ ظهير الدين إبراهيم، وقد تقدم ذكره ولنفسه، فكتب له اجازة بذلك (1) انتهى.

(1) اجازة الحديث ص 245.
415

وعن كتاب أمل الآمل: ورأية اجازته له.
وفي اللؤلؤة: ومن جملتها وحيث (2) تضمنت الإجازة على القانون المعتبر بين
أهل الصناعات العلمية والنقلية، لما ثبت لي حق روايته من أصنافها على
تفاوتها واختلافها، اجازة عامة لنجله الأسعد الفاضل الأوحد ظهير الدين أبي
إسحاق إبراهيم أبقاه الله في ظل والده الجليل دهرا طويلا - وقد استفيد من المكتوب
الشريف استدعاء نحو ذلك لنفسه النفيسة إلى آخر الإجازة.
وكان من علماء الشاه طهماسب الصفوي، جعل تدبير المملكة بيده، وكتب
رقما إلى جميع الممالك بامتثال ما يأمر به الشيخ المزبور، وأن أصل الملك انما هو له لأنه
نائب الإمام عليه السلام، فكان الشيخ يكتب إلى جميع البلدان كتبا بدستور العمل
في الخراج، وما ينبغي تدبيره في أمور الرعية، حتى أنه غير القبلة في كثير من بلاد
العجم باعتبار مخالفتها لما يعلم من كتب الهيئة.
قال مولانا المحدث السيد نعمة الله الجزائري في حاشيته على كتاب غوالي
اللئالي: وأيضا الشيخ علي بن عبد العالي عطر الله مرقده لما قدم أصبهان وقزوين في
عصر السلطان العادل شاه طهماسب مكنه من الملك والسلطان، وقال له: أنت أحق
بالملك لأنك النائب من الإمام عليه السلام، وانما أكون من عمالك أقول بأوامرك
ونواهيك.
ورأيت للشيخ أحكاما ورسائل إلى المماليك الشامية (1) إلى عمالها وأهل
الاختيار فيها، تتضمن قوانين العدل وكيفية سلوك العمال مع الرعية في أخذ الخراج
وكميته ومقدار مدته، والامر لهم باخراج العلماء من المخالفين لئلا يضلوا الموافقين لهم
والمخالفين، وأمر بأن يقرر في كل بلد وقرية إماما يصلي بالناس ويعلمهم شرائع الدين،
والشاه يكتب إلى أولئك العمال بامتثال أوامر الشيخ، وأنه الأصل في تلك الأوامر

(1) في الأصل. حديث.
(2) في اللؤلؤة. الشاهية.
416

والنواهي، وكان لا يركب ولا يمضي إلى موضع الا والشاب يمشون (1) في ركابه مجاهرا
بلعن الشيخين ومن على طريقتهما انتهى.
قال بعض الأجلة: ان ما نقله عن الشيخ المزبور من ترك التقية والمجاهرة
بسب الشيخين خلاف ما استفاضت به الاخبار عن الأئمة الأبرار عليهم السلام،
وهي غفلة عن شيخنا المشار إليه ان ثبت النقل المذكور.
ثم قال: نقل السيد المذكور ان علماء الشيعة الذين كانوا في مكة المشرفة
كتبوا إلى علماء أصفهان من أهل المحاريب والمنابر أنكم تسبون أئمتهم في أصفهان
ونحن في الحرمين نعذب بذلك اللعن والسب انتهى.
ثم قال: وهو كذلك (2).
ولكن الأحقر يقول: إن فعل الشيخ من ترك التقية والمجاهرة بالسب لعله
كان واجبا أو مندوبا في زمانه، والتقية لازمة مع الخوف، وهو غير منظور في حقه، مع كمال
السلطنة والاستيلاء، خصوصا مع إطاعة سلطان الزمان له بلا شبهة.
ووجود الضرر على الساكنين في الحرمين على فرض التسليم للزوم اخفاء
المذهب في تلك البلاد وأمثالهما، لا يوجب التزام من كان في غيرها من بلاد الشيعة على
التقية، وهي حكم مخالف للأصل لا نعلم شمول أدلتها للمقام، كيف ومن الجائز عدم
اطلاعه على الأذى بالنسبة إلى ساكنيها، فلا أرى البحث على مثله بجيد، فتأمل.
هذا والعجب من الشيخ إبراهيم القطيفي الأصل الغري المسكن تارة وفي
الحلة أخرى، مع أنه من جملة من يروي عن الشيخ المذكور، وأخسية منزلته بالنسبة
إليه، وإن كان هو بذاته جليلا عظيم المرتبة، أنه كان له معه معارضات ومناقضات، بل
في كلماته في كتبه ما يدل على القدح في فضله ونسبته إلى الجهل، كما هو شأن كل معارض
ومناقض في كل عصر ومصر.

(1) في اللؤلؤة: والباب يمشي.
(2) لؤلؤة البحرين ص 151 - 153.
417

حتى أنه قيل: ألف في جملة من المسائل في مقابلة رسائل الشيخ ردا عليه
ونقضا لما ذكر، منها مسألة حل الخراج كما هو المشهور، فان الشيخ علي صنف في حله
رسالة، سماها قاطعة اللجاج في حل الخراج، فصنف الشيخ إبراهيم في حرمته رسالة،
سماها سراج الوهاج لدفع لجاج قاطعة اللجاج، واقتفى أثره في هذه المسألة المحقق
الأردبيلي في شرح الارشاد، وصنف رسالة في حرمة الجمعة زمان الغيبة مطلقا ردا عليه
في رسالته التي ألفها في وجوبها بشرط الفقيه الجامع للشرائط. وصنف القول بالمنزلة
في الرضاع ردا عليه في رسالته التي ألفها في بطلان القول بالتنزيل، وهي عندي حاضرة.
وعن بعض الأفاضل (1) قد سمعنا من المشايخ أنه كان رحمة الله عليه بمشهد
الحسين عليه السلام والمشهد الغروي على مشرفهما أفضل الصلاة والسلام، واتفق
ورود الشيخ المذكور هناك، واجتمعا خلف القبر المبارك في الرواق، وكان السلطان
شاه طهماسب قد أرسل في تلك الأوقات للشيخ إبراهيم المذكور جائزة وردها الشيخ
واعتذر عن ذلك بأنه لا حاجه لي في أخذها.
فقال له المحقق الثاني رادا عليه بأنك أخطأت في ذلك، وارتكبت: اما مخطورا
أو مكروها، واستدل على ذلك بأن مولانا الحسن بن علي عليهما السلام قد قبل جوائز
معاوية ومتابعيه، والتأسي به اما واجب أو مندوب، وتركه اما حرام أو مكروه، كما تحقق
في الأصول، وهذا السلطان لم يكن أنقص درجة عن معاوية، وأنت لم تكن أعلى مرتبة
من الحسن عليه السلام. فأجاب الشيخ بجواب اقناعي (2).
قال شيخنا يوسف البحراني: وقد وقعت بيدي رسالة من رسائله سماها
بالرسالة الحائرية في تحقيق المسألة النصرية (3) قد ذكر في صدر الرسالة المذكورة ما
اتفق له مع الشيخ علي رحمه الله في سفره معه للمشهد المقدس الرضوي اجمالا من
المسائل التي نسبه فيها إلى الخطأ.

(1) هو المحقق المتتبع الميرزا محمد باقر الموسوي الخوانساري صاحب الروضات.
(2) روضات الجنات 1 / 25.
(3) في المصدر: السفرية.
418

منها: أن العشرة القاطعة لكثرة السفر يشترط فيها التتالي أم لا، فنسب إلى
نفسه الأول والى الشيخ علي الثاني، وفي هذه المسألة صنف الرسالة المشار إليها.
ومنها: أنه نقل عنه أن من لم يجد ساترا الا جلد الكلب وعليه في نزعه تقية
يسقط فرض أداء الصلاة، قال: فبالغته في ذلك فأبى الا الاصرار على ما قاله، مع
أن الذي وصل عنه إلينا معرفة أن الصلاة لا تسقط بفقد الساتر ولا بفقد صفة واجبة
في حال الاختيار باجماع العلماء، وهو مصرح به في كلام الأصحاب، قال: فأعرضت
عنه وحملته على الغفلة وعدم المطالعة.
ومنها: قال في مسألة أخرى مجملها أنه حكم باستحباب الوضوء المجدد
على من اغتسل غسل الجنابة، قال: وبالغته في ذلك وقلت له: ان المجدد لا
يستحب الا مع سبق وضوء قبله، فقال: في غسل الجنابة وضوء ضمنا، فقلت: ان أردت
كفايته عن الوضوء فلا وضوء ضمنا، وان أردت غير ذلك فبينه، فأبى الا ما ذكره
فأعرضت عنه.
ثم ذكر أنه دخل يوما إلى ضريح الرضا عليه السلام قال: فوجدته هناك
فجلست معه، فاتفق حضور بقية العلماء الزائرين (1) وزبدة الفضلاء الراسخين جمال
الملة والدين، فابتدأ بحضوره معترضا علي لم لم تقبل جائزة الحكام؟ فقلت: لان
التعرض لها مكروه، فقال: بل واجب أو مستحب، فطالبته بالدليل فاحتج بفعل
الحسن عليه السلام مع معاوية، وقال: ان التأسي به اما واجب أو مندوب على اختلاف
المذهبين.
فأجبته عن ذلك واستشهدت بقول الشهيد في دروسه: ترك أخذ ذلك من
الظالم أفضل، ولا يعارض ذلك أخذ الحسنين (2) عليهما السلام جوائز معاوية: لان ذلك
من حقوقهم بالأصالة، فمنع أولا كون ذلك في الدروس، ثم التزم المرجوحية، وعاهد

(1) في المصدر: الوارثين.
(2) في المصدر: الحسن عليه السلام.
419

الله تعالى هناك أن يقصر كلامه على قصد الاستفادة بالسؤال أو الإفادة بالجواب. ولولا
كراهة الإطالة لفصلت أكثر ما وقع بيني وبينه.
ثم فارقته قاصدا إلى المشهد الغروي على أحسن حال، فلما وصلت تواتر
الاخبار عنه من الثقات وغيرهم بما لا يليق بالذكر فقابلته بالضد، فلم أزل ساكتا إلى
أن انتهى الامر إلى دعواه العلم ونفيه عن غيره، فبذلت له وسعي في رضاه بالاجتماع
للبحث والمذاكرة بجميع أنواع الملاطفة فأبى.
إلى آخر كلامه في الرسالة المذكورة، وهو مما ضي؟؟ منه العجب العجيب،
كما لا يخفى على الموفق الأريب، ثم ذكر في آخر الرسالة ما صورته: إذا فرغت من
هذه فأنا أشتغل بنقض رسالة الخراجية وكشف لبس ما رتبه فيها من المباحث
الاقناعية.
قال بعض الفضلاء من تلامذة الآخوند المجلسي رحمة الله: وقد سمعت من
الأستاذ رحمه الله أنه لم يكن له كثير فضل، وأنه ليس له رتبة المعارضة مع الشيخ علي
الكركي.
وقد سمعت منه مشافهة أيضا ما يدل على القدح في فضله بل في رتبته، حيث
أنه ينقل أنه رأى مجموعة بخط الشيخ إبراهيم هذا وقد ذكر فيها افتراءات على الشيخ
علي، ويقول: أين فضله من فضل الشيخ وعلمه وتبحره انتهى ما نقله.
ثم قال أقول: ومن وقف على ما نقلناه عن الرسالة المتقدمة وما حذفناه مما
هو من هذا القبيل أو أشنع عرف صحة ما ذكره شيخنا المذكور، ولكن هذه طريقة قد
جرى عليها جملة من العلماء من تخطأه بعضهم بعضا في المسائل ربما انجر إلى التجهيل
والطعن في العدالة.
كما وقفت عليه في رسالة للشيخ علي بن الشيخ محمد بن الشيخ حسن
صاحب حاشية اللمعة في الرد على المولى محمد باقر الخراساني صاحب الكفاية،
والطعن فيه بما يستقبح نقله، وما وقع لشيخنا المفيد والسيد المرتضى بناءا على الخلاف
في الرد علي الصدوق في مسألة جواز السهو على المعصوم عليه السلام من الطعن
420

الموجب للتجهيل. وما وقع للمحقق والعلامة في الرد على ابن إدريس والتعريض به
ونسبته إلى الجهل، ونحو ذلك سامحنا الله وإيانا بعفوه وغفرانه (1) انتهى.
وللشيخ المذكور كتب ومصنفات: كتاب شرح القواعد المسمى ب‍ " جامع
المقاصد " ست مجلدات إلى بحث التفويض من النكاح، والرسالة الجعفرية، ورسالة
الرضاع، ورسالة الخراج، ورسالة أقسام الأرضين، ورسالة صيغ العقود والايقاعات،
ورسالة نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت، وحاشية الشرائع، ورسالة الجمعة،
وشرح الألفية، وحاشية الارشاد، وحاشية المختلف، ورسالة في السجود على التربة،
ورسالة السبحة، ورسالة في الجنائز، ورسالة في أحكام السلام والتحية، والمنصورية
ورسالة في تعريف الطهارة، ولم أر غالب هذه الرسائل، توفى سنة الأربعين بعد
التسعمائة.
ترجمة الشيخ نور الدين الميسي العاملي
الثالث: الشيخ نور الدين علي بن عبد العالي الميسي العاملي، والميس بكسر
الميم ثم الياء المثناة من تحت إحدى قرى جبل عامل. وهذا الشيخ كان من أحد
أساتيد شيخنا الشهيد الثاني، جليل القدر عظيم المنزلة.
وقد وصف في بعض الإجازات بأنه الامام الأعظم بن الوالد المعظم، شيخ
فضلاء الزمان ومربي العلماء الأعيان، الشيخ الجليل الفاضل المحقق العابد الزاهد
الورع التقي نور الدين علي بن عبد العالي الميسي العاملي رفع الله مكانه في جنته
وجمع بينه وبين أحبته (2).
وكان له اجازة وكذا لولده ظهير الدين إبراهيم من المحقق الكركي بعد
استجازته منه، الا أنه لم يبرز منه مصنف، ولم أقف على من نسب إليه شيئا من المصنفات
بالكلية، لا في الفقه ولا في الأصوليين ولا في غيرهما، ولذلك لم يشتهر كما هو الحقيق

(1) لؤلؤة البحرين ص 161 - 164.
(2) اجازة الحديث المطبوع في آخر حقائق الايمان ص 243.
421

بحاله كسائر الأجلة من المصنفين، مع أن أكثرهم لعله أخس علما وأدون مرتبة.
ولذا قال المحقق في اجازته له وأثنى عليه بأنه الشيخ الأجل العالم العامل
الفاضل الكامل علامة العلماء ومجع الفضلاء، جامع الكمالات النفسانية حاوي محاسن
الصفات الكاملة العلية، ذروة المعالي بفضائله الباهرة، ممتطئ صهوات المجد بمناقبه
السنية الزاهرة، زين الملة والحق والدين أبي القاسم علي بن المرحوم المبرور المقدس
المتوج المحبور الشيخ الأجل العامل الكامل تاج الحق والدين عبد العالي العاملي
الميسي أدام الله ميامن أنفاسه الزاكية بين الأنام، وأعاد على المسلمين من بركات
علومه السامية إلى يوم القيام بمحمد وآله الاطهار الأبرار مصابيح الظلام ومجاريح
الانعام وحفظة الشرائع والاحكام.
توفي في سنة الثامنة والثلاثين بعد التسعمائة.
ترجمة الشيخ محمد المؤذن الجزيني
ومن العاشرة: الشيخ شمس الدين محمد بن محمد.
قال في أمل الآمل: الشيخ محمد بن محمد بن داود المؤذن الجزيني، كان عالما
فاضلا جليلا نبيلا شاعرا، يروي عن الشيخ ضياء الدين علي بن الشهيد محمد بن
المكي العاملي عن أبيه، وكان ابن عم الشهيد، كما ذكره الشهيد الثاني في اجازته (1)
انتهى.
أقول: ولعل كونه ابن عمه باعتبار اخوة أبيه لوالد الشهيد من الام، والا
فاختلاف الأب معلوم، إذ الأب الشهيد كما مضى ويأتي مكي بن أحمد، وأب هذا
الرجل محمد، واطلاق ابن العم بالمعنى الأعم بعيد جدا.
وبالجملة هو من الاجلاء الثقات والفضلاء الاثبات، يروي عنه ثاني
الشهيدين بواسطة العليين الكركي والميسي، والجزين بكسر الجيم والزاي المشددة
كذلك ثم المثناة التحتانية ثم النون قرية من قرى جبل عامل، ويروي هو أيضا عن

(1) أمل الآمل 1 / 579
422

السيد الاجل حسن بن دقاق الحسيني.
ترجمة الشيخ ابن فهد الحلي
ومن الحادية عشر: الشيخ أحمد بن فهد، وهو الشيخ جمال الدين المكنى
بأبي العباس أحمد بن شمس الدين محمد بن فهد الحلي الأسدي، فاضل فقيه مجتهد
كامل زاهد عابد ورع تقي نقي، الا أن له ميلا إلى مذهب الصوفية، بل تفوه به في
بعض مصنفاته على ما قيل، يروي عن تلامذة الشهيد الأول وعن بعض الأفاضل.
وقد رأيت على آخر بعض نسخ الأربعين للشهيد منقولا على خط أحمد بن
فهد المذكور ما صورته هكذا: حدثني بهذه الأحاديث الشيخ الفقيه ضياء الدين أبو
الحسن علي بن الشيخ الامام الشهيد أبي عبد الله شمس الدين محمد بن مكي جامع
هذه الأحاديث بقرية جزين في اليوم الحادي عشر من شهر محرم الحرام افتتاح سنة
أربع وعشرين وثمانمائة، وأجاز لي روايتها بالأسانيد المذكورة، ورواية غيرها من
مصنفات والده، وكتب أحمد بن فهد، والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد
وآله الطاهرين وصحبته الأكرمين.
وهو يروي أيضا عن السيد المرتضى علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد
النسابة الحسيني النجفي، وعن الشيخ ظهير الدين علي بن يوسف بن عبد الجليل
النيلي، عن الشيخ فخر الدين والد العلامة الحلي، وهذا السند عال كما لا يخفى.
ويروي عنه جماعة من العلماء، منهم علي بن هلال الجزائري، والشيخ رضي
الدين حسين الشهير بابن راشد القطيفي.
وله كتب معتمدة: كتاب المهذب في شرح المختصر النافع، وكتاب عدة
الداعي في الأدعية، وكتاب المقتصر شرح على الارشاد (1)، وكتاب الموجز، وشرح
الألفية للشهيد، والمحرر، والتحصين، والدر الفريد في التوحيد، ورسالة في معاني
أفعال الصلاة وترجمة أذكارها حسنة الفوائد، ورسالة اللمعة الجلية وربما تصحف

(1) بل هو شرح على المختصر وهو مقتصر المهذب البارع له.
423

باللمعة الحلية ولعله غلط، ورسالة نبذة الباغي فيما لابد منه من آداب الداعي، وهو
ملخص كتاب عدة الداعي.
ورسالة مصباح المبتدي وهداية المقتدي في فقه الصلاة، على ما نسبه إليه
بعض الفضلاء، ورسالة في كفاية المحتاج في مناسك الحاج، ورسالة موجزة في منافيات
نيات الحج، ورسالة مختصرة في واجبات الصلاة، ورسالة في تعقيبات الصلاة من
الأدعية وآدابها.
هذا وفي طبقته أحمد بن فهد الأحسائي، ويشتبه الامر على الكثير لاتحادهما
في الاسم، واشتراكهما في بعض المشايخ وشرح ارشاد العلامة لا سيما في الأخير.
قال شيخنا يوسف البحراني: وقد وقع بيدي جلد من شرح الارشاد للشيخ
أحمد بن فهد الأحسائي المذكور من كتاب النكاح، وفي آخره مكتوب نقل من خط
الشارح المذكور ما صورته.
وحيث وقف الله سبحانه لتكميل مقتضى ما أوردناه من شرح الكتاب وتيسر
لنا الذي قصدناه من ايضاح الخطاب وأعطانا من فيض رحمته كمال الأمنية، وسهل
لنا ما ألفناه في الملة الحنفية، فلنحبس خطوات الأقلام، ونقبض عنان الكلام، حامدين
لربنا على سوابغ النعم مصلين على سيد العرب والعجم، وعلى أهل بيته دعائم الاسلام
وسادات الأنام ما تباكر الضياء على الظلام، وصدحت في أفنائها ورق الحمام ونبتهل
إلى من لا تأخذه سنة ولا نوم أن يؤتينا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة.
تم الكتاب الموسوم بخلاصة التنقيح في المذهب الحق الصحيح، في أواخر
شهر رمضان في اليوم الثالث والعشرين منه أحد شهور سنة ست وثمانمائة هجرية،
على يد مؤلفه العبد الغريق في بحر المعاصي الخائف يوم يؤخذ بالنواصي والاقدام أحمد
بن فهد بن الحسن بن محمد بن إدريس حامدا لله مصليا على رسوله ربنا اختم وأعن (1)
انتهى ما ذكره.

(1) لؤلؤة البحرين ص 177.
424

أقول: ومن المحتمل أن يكون هذا بناءا على ظاهر الترجمة من أحفاد ابن إدريس
المحلي، وهو جده الاعلى.
ترجمة الشيخ أحمد بن المتوج البحراني
ومن الثانية عشر: الشيخ أحمد بن علي بن المتوج البحراني، فاضل مشهور
وعلمه وفضله وتقواه في كتب العلماء مذكور.
وعن بعض أفاضل متأخري المتأخرين في كتاب أحوال العلماء، الا أنه لم
يبرز في مسودته الا أقل القليل، فقال في ترجمة هذا الشيخ: الشيخ جمال الدين، ويقال
فخر الدين، ويقال تارة شهاب الدين أحمد بن علي بن الحسن المتوج البحراني،
فاضل عالم جليل فقيه نبيه، وهو المجتهد المشهور بابن المتوج، وفي كتب متأخري
الأصحاب المذكور، وكان من تلامذة الشيخ فخر الدين ولد العلامة.
وروى عنه الشيخ شهاب الدين أحمد بن فهد بن إدريس المقري
الأحسائي المعروف بابن فهد، كما يفهم من كتاب غوالي اللئالي لابن جمهور، وقد كان
السبعي المشهور من تلامذته.
قال السبعي في أول شرحه بعد نقل شرح هذا الشيخ المسمى بالوسيلة في
وصفه هكذا: وكان الشيخ الامام العلامة شيخ مشايخ الاسلام، وقدوة أهل النقض
والابرام، وارث الأنبياء والمرسلين، جمال الملة والحق والدين أحمد بن عبد الله بن
المتوج، توجه الله بغفرانه وأسكنه في أعلى جنانه. وولده جمال الدين ناصر، وأبوه من
العلماء الاجلاء، وله كتاب النهاية في تفسير خمسمائة آية التي عليها مدار الفقه.
وكان هذا الشيخ معاصرا للفاضل المقداد صاحب كنز العرفان، وهو المعنى
بقوله " قال المعاصر " هناك، كما عن تصريح المولى نظام الدين في نظام الأقوال.
وله كتب سوى ما مر من الوسيلة والنهاية، منها كتاب فتح معضلات القواعد،
ومنها كتاب نهج الوسائل إلى غرائب المسائل، ومنها كتاب هداية المستبصرين فيما
يجب على المكلفين، وله أيضا شعر كثير جيد ومرثي على أبي عبد الله الحسين عليه
425

السلام وقبره معروف بجزيرة أكل بضم الهمزة والكاف، وهي المشهورة بجزيرة النبي
صالح من بلاد بحرين، حماها الله تعالى من الشين (1).
ترجمة الشهيد الأول
ومن الثالثة عشر أشخاص:
فمنهم: الشيخ السعيد الشهيد شمس الدين محمد بن مكي العاملي الجزيني،
وهو المشتهر بالشهيد على الاطلاق، وفضله أشهر من أن ينكر، ونبله أجل من أن
يذكر، كان عالما ماهرا زاهدا متبحرا مجتهدا فائقا في زمانه على من في عصره جامعا
للمعقول والمنقول، وكان والده أيضا من فضلاء المشايخ.
قتل بالسيف سنة ست وثمانين وسبعمائة، ثم صلب، ثم رجم، ثم أحرق
بدمشق بكسر الدال وفتح الميم مدينة معروفة، وقد وقع ذلك في دولة بيد مرو وسلطنة
برقوق بفتوى القاضي برهان الدين المالكي وعباد بن جماعة الشافعي بعد ما حبس
سنة كاملة في قلعة الشام، وفي مدة الحبس ألف كتاب اللمعة الدمشقية في سبعة أيام،
وكان ما يحضره من الكتب غير المختصر. كذا ذكره في كتاب أمل الآمل (1).
وقال شيخنا الشهيد الثاني في شرح اللمعة: قول المصنف " إجابة لالتماس
بعض الديانين " وهذا البعض هو شمس الدين محمد الآوي، من أصحاب السلطان
علي بن مؤيد ملك خراسان وما والاها في ذلك الوقت، إلى أن استولى على بلاده تيمور
لنك، فصار معه قسرا إلى أن توفي في حدود سنة خمس وتسعين وسبعمائة، بعد أن
استشهد المصنف رحمه الله بتسع سنين.
وكان بينه وبين المصنف رحمه الله مودة ومكاتبة على البعد إلى العراق ثم إلى
الشام، وطلب منه أخيرا التوجه إلى بلاده في مكاتبة شريفة أكثر فيها من التلطف
والتعظيم والحث للمصنف على ذلك، فأبى واعتذر إليه وصنف له هذا الكتاب بدمشق

(1) لؤلؤة البحرين ص 177 - 180.
(2) أمل الآمل 1 / 181 - 183.
426

في سبعة أيام لا غير، على ما نقل عنه ولده المبرور أبو طالب محمد.
وأخذ شمس الدين الآوي نسخة الأصل، ولم يتمكن أحد من نسختها منه
لضنته بها، وانما نسخها بعض الطلبة وهي في يد الرسول تعظيما لها وسافر بها قبل
المقابلة، فوقع بسبب ذلك خلل، ثم أصلحه المصنف بعد ذلك بما يناسب المقام، وربما
كان مغايرا للأصل بحسب اللفظ، وذلك في سنة اثنين وثمانين وسبعمائة.
ونقل عن المصنف رحمه الله أن مجلسه بدمشق في ذلك الوقت ما كان يخلو
غالبا من علماء الجمهور لخلطته بهم وصحبته لهم، قال: فلما شرعت في تصنيف هذا
الكتاب كنت أخاف أن يدخل أحد منهم فيراه، فما دخل علي أحد منذ شرعت في
تصنيفه إلى أن فرغت منه، وكان ذلك من خفي الألطاف، وهو من جملة كراماته رحمه
الله (1) انتهى.
ولا يخفى أن هذه الحكاية منافية لما ذكره الشيخ الحر في كتاب أمل الآمل
من أنه صنف كتاب اللمعة في الحبس في قلعة دمشق.
قال شيخنا يوسف ورأيت بخط شيخنا العلامة الشيخ سليمان بن عبد الله
البحراني المتقدم ذكره في صدر الإجازة ما صورته: وجدت في بعض المجموعات بخط
من أثق به منقولا من خط الشيخ العلامة جعفر بن كمال الدين البحراني ما هو
صورته:
وجدت بخط شيخنا المبرور المغفور العالم العامل أبي عبد الله المقداد
السيوري ما هذه صورته: كانت وفاة شيخنا الأعظم شمس الدين محمد بن مكي
تاسع عشر شهر جمادي الأولى سنة ست وثمانين وسبعمائة، وقتل بالسيف ثم صلب ثم
رجم ثم أحرق بالنار ببلدة دمشق، لعن الله الفاعلين لذلك والراضين به في دولة بيد
مرو وسلطنة برقوق بفتوى المالكي لعنه الله سمي برهان الدين وعباد بن جماعة
الشافعي.

(1) شرح اللمعة 1 / 23 - 24.
427

وتعصب جماعة كثيرة بعد أن حبس في القلعة الدمشقية سنة كاملة، وكان
سبب حبسه أن وشى نقي الدين الجبلي بعد ارتداده وظهور امارة الارتداد منه أنه كان
عاملا، ثم بعد وفاة هذا الفاجر قام على طريقه شخص اسمه يوسف بن يحيى وارتد
عن مذهب الإمامية، وكتب محضرا يشنع فيه على الشيخ شمس الدين بن مكي
بأقاويل شنيعة معتقدات فضيعة، وأنه كان أفتى به الشيخ محمد بن مكي.
وكتب في ذلك المحضر سبعون نفسا من أهل الجبل ممن كان يقول بالإمامة
والتشيع وارتدوا عن ذلك، وكتبوا خطوطهم تعصبا مع ابن يحيى في هذا الشأن، وكتب
في هذا ما ينيف على الألف من أهل السواحل من المسننين، وأثبتوا ذلك عند قاضي
مرو (1) وقاضي صيدا، وأتوا بالمحضر إلى قاضي عباد بن جماعة بدمشق، فنفذه إلى
القاضي المالكي، وقال له: تحكم بما فيه مذهبك والا عزلتك.
فجمع الملك بيد مرو الامراء والقضاة والشيوخ لعنهم الله جميعا، وأحضروا
الشيخ محمد وقرأ عليه المحضر، فأنكر ذلك وذكر أنه غير معتقد له مراعيا للتقية
الواجبة فلم يقبل منه، وقيل له: قد ثبت ذلك عليك شرعا لا ينقض حكم القاضي.
فقال: الغائب على حجته، فان أتى بما يناقض الحكم جاز نقضه والا فلا،
وها أنا أبطل شهادة من شهد بالجرح ولي على كل واحد حجة بينه، فلم يسمع ذلك
منه ولم يقبل.
فقال الشيخ للقاضي عباد بن جماعة: اني شافعي المذهب وأنت الآن امام هذا
المذهب وقاضيه فاحكم بمذهبك، وانما قال الشيخ ذلك لان الشافعي تجوز توبة المرتد،
فقال ابن جماعة: على مذهبي يجب حبسك سنة في استتابتك، أما الحبس فقد حبستك
ولكن تب إلى الله واستغفر حتى أحكم باسلامك، فقال: ما فعلت ما يوجب الاستغفار
حتى أستغفر، خوفا من أن يستغفر فيثبت على الذنب، فاستغلظه ابن جماعة وأكد
عليه، فأبى عن الاستغفار فساره ساعة، ثم قال: قد استغفرت فثبت عليك الحق.

(1) في المصدر: بيروت.
428

ثم قال المالكي: قد استغفر والآن ما عاد الحكم إلي غدرا وعنادا لأهل
البيت. ثم قال: عاد الحكم إلى المالكي، فقال المالكي لعنه الله وتوضأ وصلى ركعتين، ثم
قال: حكمت بأهراق دمه فاكسوه اللباس، ففعل به ما قدمناه من القتل والصلب
والرجم والأهراق لعنهم الله جميعا الفاعل والراضي والآمر ومن تعصب، وساعد في
احراقه رجل يقال له محمد الترمذي لعنه الله، مع أنه ليس من أهل العلم وانما كان
تاجرا فاجرا.
فهذه صورة هؤلاء في تعصبهم على أهل البيت وشيعتهم، وليس هذا بأفضع
مما فعل بابن رسول الله صلى الله عليه وآله الحسين عليه السلام وأهل بيته عنادا،
والحمد لله رب العالمين على السراء والضراء والشدة والرخاء وذلك من باب
(وليمحص الله الذين آمنوا) وما كتب الله البلاء الا على المؤمنين (1) انتهى ما نقل
عنه رحمه الله.
أقول: وله كتب جيدة، منها كتاب ذكرى الشيعة، خرج منه كتاب الطهارة
والصلاة، وكتاب الدروس الشرعية في فقه الامامية، خرج منه أكثر الفقه ولم يتم، وكتاب
غاية المراد في شرح نكت الارشاد، وكتاب جامع البين من فوائد الشرحين، جمع فيه
بين شرحي تهذيب الأصول للسيد عميد الدين والسيد ضياء الدين، وكتاب البيان في
الفقه، ورسالة في الباقيات الصالحات، وكتاب اللمعة الدمشقية في الفقه، وكتاب
الأربعين حديثا، ورسالة الألفية في فقه الصلاة اليومية، ورسالة النفلية، ورسالة في
قصر من سافر بقصد الافطار والتقصير، وخلاصة الاعتبار في الحج والاعتمار، وكتاب
القواعد، ورسالة التكليف، وكتاب المزار.
ترجمة الشيخ فخر الدين الحلي
ومنهم: الشيخ محمد بن الحسن بن يوسف بن علي المطهر، وهو سلطان
العلماء، وامام الفضلاء في عصره، خاتمة المجتهدين، فخر الملة والدين المكنى بأبي

(1) لؤلؤة البحرين ص 146 - 148.
429

طالب، ثقة نبيل وفقيه نبيه.
قال في كتاب مجالس المؤمنين ما هذه ترجمته: هو افتخار آل المطهر، وشامة
البدر الأنور، وهو في العلوم العقلية والنقلية مدقق نحرير، وفي علو الفهم والذكاء
مدقق ليس له نظير.
نقل الحافظ من الشافعية في مدحه أنه رآه مع أبيه في مجلس السلطان محمد
الشهير بخدابنده، فوجده شابا عالما فطنا مستعدا للعلوم، ذو أخلاق رضية ربي في
حجر تربية أبيه العلامة، وفي السنة العاشرة من عمرة الشريف فاز بدرجة الاجتهاد.
كما يشهد به كلامه في شرح خطبة القواعد، فإنه كتب على ما هو ملخصه:
اني اشتغلت عند أبي بتحصيل العلوم من المعقول والمنقول، وقرأت كتبا كثيرة من
كتب أصحابنا، والتمست منه تصنيف كتاب القواعد، إذ بعد ملاحظة تولده وتاريخ
كتابة القواعد يعلم أن عمره في ذلك الوقت كان أقل من عشر سنين.
وتعجب الشهيد الثاني من هذه الحكاية، كما كتبه في حاشيته على القواعد،
لا وجه له بل العجب من تعجبه، إذ هو كما ذكر أسامي جمع من العلماء رزقهم الله
العلم في أقل من هذا السن، منه ما نقله عن الشيخ تقي الدين حسن بن داود أنه
ذكر ان السيد غياث الدين بن داود كان صديقا وصاحبا له، وأنه استقل بالكتابة في
أربعين يوما، واستغنى عن المعلم وله أربع سنين.
وروى عن إبراهيم بن سعيد الجوهري أنه قال: رأيت صبيا له أربع سنين
حملوه إلى المأمون العباسي، وكان قارئا للقرآن وناظرا في الرأي والاجتهاد، ولكن
يبكي كلما يجوع. ويؤيده ما نقل عن ابن سينا عن ما ذكره أهل التواريخ وسننقله
بعد. ويظهر من الوصية التي كتبها له أبوه في آخر كتاب القواعد اعتناؤه به واعتقاد
كمال فضله في زمانه انتهى.
أقول: ورأيت تلك الوصية، الا أن ما استند إليه فيما نقله عن ابن داود في
شأن السيد ابن طاووس ليس فيه دلالة على مدعاه، فان ظاهر الكلام أنه استقل
بالكتابة وتعلمها وكلمها في أربعين يوما، واستغنى عن المعلم في أربع سنين، ولا دلالة
430

له على حفظ العلوم في هذا السن والقدرة على الاستنباط والاجتهاد.
ويدل على ذلك ما ذكره قبل هذا الكلام، فقال: حفظ القرآن في مدة يسيرة
وله أحد عشر سنة، فإنه إذا كان القرآن الذي لم يحفظه الا في هذا السن، فكيف يمكن
القول ببلوغه وصعوده إلى أوج الاجتهاد في أقل منها بمراتب.
وأما الاستناد إلى تاريخ ولادته وتاريخ تصنيف كتاب القواعد، فببالي أنه
كذلك في الكتاب، الا أن ما ذكرنا من عدم دلالة ما نقله عن ابن طاووس في ترجمته على
مدعاه لا يوجب صحة تعجب الشهيد الثاني، فان ذلك فضل الله يعطيه من يشاء،
والحكايات الواقعة عن ابن سينا مغنية عن الاهتمام في البحث، فإنها مما يتحير فيها
العقول، ويتخيل ويزعم أنها خارجة عن طوق البشر الا على سبيل التحدي
والاعجاز، ولعلنا نتعرض لبعضها عند ترجمته.
وقد ولد رحمه الله في ليلة الاثنين نصف الليل تقريبا ليلة العشرين من جمادي
الأولى سنة الاثنين وثمانين بعد الستمائة، وتوفي ليلة الجمعة خامس عشر شهر جمادي
الأخرى سنة إحدى وسبعين بعد السبعمائة، فيكون عمره على هذا تسعا وثمانين سنة
تقريبا.
وله من المصنفات كتاب ايضاح القواعد في حل مشكلاته، وشرح خطبة
القواعد، والفخرية في النية، وحاشية الارشاد والكافية في الكلام، وغير ذلك. ويروي
عنه الشهيد، وهو يروي عن والده العلامة (1).
ترجمة الشيخ قطب الدين الرازي
ومنهم: الشيخ قطب الدين الرازي شارح المطالع وصاحب المحاكمات.
قال شيخنا يوسف: وأما الشيخ قطب الدين المذكور ففضله وجلالته وعظم
منزلته أشهر من أن ينكر وأظهر من أن يعتريه الغبر، وقال شيخنا الشهيد الثاني في

(1) راجع لؤلؤة البحرين ص 190 - 194.
431

اجازته الكبرى: والسيد الكبير العالم نجم الدين سلطان المحققين وأكبر المدققين
قطب الملة والدين محمد بن محمد الرازي صاحب شرح المطالع والشمسية وغيرهما.
وقال في كتاب أمل الآمل: الشيخ قطب الدين محمد بن محمد الرازي
البويهي، فاضل جليل محقق من تلامذة العلامة أعلى الله مقامه، وروى عنه الشهيد،
وهو من أولاد أبي جعفر بن بابويه، كما ذكره الشهيد الثاني في بعض إجازاته وغيره
انتهى.
وقال في كتاب مجالس المؤمنين: المولى المحقق العلامة قطب الدين محمد بن
محمد الرازي البويهي، ثم قال ما هذه ترجمته بعد ما أثنى عليه ثناءا جميلا: ونسبه على
ما ذكره عمدة المجتهدين الشيخ علي بن عبد العالي قدس سره في اجازته كتبها لعمي
يشعر بأنه ينتهي نسبه إلى السلسلة الشريفة سلاطين آل بويه، ومنشأه ومولده في دار
المؤمنين ورامين من أعمال الري.
وهو بعد تتلمذه عند جمع من العلماء تشرف بتتلمذه على علامة الزمان الشيخ
جمال الدين حسن بن مطهر الحلي، وكتب بيده قواعد العلامة وقرأ عليه،
وعلى ظهر تلك النسخة الموجودة الآن في بلاد الشام عند بعض الفضلاء صورة
الإجازة بخط العلامة لتلميذه القطب.
قرأ علي أكثر هذا الكتاب الشيخ العالم الفقيه الفاضل المحقق المدقق زبدة
العلماء والأفاضل قطب الملة والدين محمد بن محمد الرازي، قراءة بحث وتدقيق،
واستبان من مشكلاته، واستوضح معظم شبهاته، فبينت له ذلك بيانا شافيا، وقد أجزت
له رواية هذا الكتاب بأجمعه، ورواية جميع مصنفاتي ورواياتي، وما أجيز لي روايته، وجميع
كتب أصحابنا السابقين رضوان الله عليهم أجمعين، بالطرق المتصلة مني إليهم، فليرو
ذلك ان شاء وأحب على الشروط المعتبرة في الإجازة، فهو أهل لذلك أحسن الله
عاقبته.
وكتب العبد الفقير إلى الله الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي مصنف
الكتاب، في ثالث شهر شعبان المبارك من سنة ثلاث عشر وسبعمائة بناحية ورامين،
432

والحمد لله وحده وصلى الله على سيد النبيين وآله الطاهرين.
ثم قال قدس سره: ان العلامة القطب بعد أن توفي السلطان أبو سعيد
واستشهد خواجة غياث الدين وغيره من الوزراء انتقل إلى الشام، وعلى ما ذكره
صاحب طبقات النحاة أن تقي الدين السبكي من فقهاء الشافعية نازعه في العلوم
وقابله بالمعارضة في الرسول ثم ساق الكلام فيما وقع من النزاع والمعارضة.
إلى أن قال: وكتب الشهيد بخطه على ظهر كتاب القواعد ما معناه: اني
تشرفت في دمشق برؤية العلامة القطبي، فوجدته بحرا زاخرا، فاستجزت منه فأجاز
لي، وليس عندي شبهة في كونه من العلماء الامامية، وكفى تلمذه وانقطاعه إلى العلامة
الذي هو من فقهاء أهل البيت وخلوص عقيدته وتشيعه شاهدا.
وتوفي سنة ست وستين وسبعمائة في دمشق، وصلى عليه في الحصن، وحضر
صلاته أعيان البلد، ودفن في الصالحية، ثم نقل إلى مكان آخر.
ومن تصانيفه المشهورة: شرح الشمسية، وشرح المطالع صنفها بإشارة
خواجة غياث الدين المذكور آنفا، فإنه كان مربي أهل الفضل في ذلك الزمان، ومنه
المحاكمات بين شارحي الإشارات، ورسالة في تحقيق الكليات، ورسالة في تحقيق
التصور والتصديق، وحاشية على القواعد الذي قرأه على مصنفه العلامة، كتب على
حاشية الكتاب ودونه بعض فضلاء الامامية في الشام، وسماها بحواشي القطبية انتهى.
ثم قال شيخنا يوسف أقول: ما نقله هنا عن الشهيد من قوله " وليس عندي
شبهة في كونه من العلماء الامامية " لا يخلو من غرابة كما لا يخفى، والحمل على دفع
توهم كونه ليس كذلك باعتبار اظهاره مذهب السنة في الشام بعيد غاية البعد، فان
الشام مملوة من الفضلاء الامامية المظهرين للتقية (1) انتهى.

(1) لؤلؤة البحرين ص 194 - 199.
433

ترجمة العلامة الحلي
ومن الرابعة عشر أربعة:
الأول: الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي المشتهر بالعلامة على الاطلاق،
وكان هذا الشيخ وحيد عصره وفريد دهره، الذي لم يكتحل حدقة الزمان له بمثل ولا
نظير، كما لا يخفى على من أحاط خبرا بما بلغ إليه من عظم الشأن في هذه الطائفة،
ولا ينبئك مثل خبير، ومحامده وفضائله وتصانيفه أكثر من أن تحصى وأشهر من أن
يخفى.
ونعم ما أفاد السيد التفرشي في رجاله، فقال: ويخطر ببالي أن لا أصفه، إذ لا
يسع كتابي هذا علومه ومحامده وفضائله وتصانيفه أكثر من سبعين كتابا (2).
وقال في الخلاصة: الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر بالميم المضمومة
والطاء الغير المعجمة والهاء المشددة والراء أبو منصور الحلي مولدا ومسكنا مصنف هذا
الكتاب، لي كتب:
منها كتاب منتهى المطلب في تحقيق المذهب، لم يعمل مثله ذكرنا فيه مذاهب
جميع المسلمين في الفقه، ورجحنا ما نعتقده بعد إبطال حجج من خالفنا فيه، يتم انشاء
الله عملنا منه إلى هذا التاريخ، وهو شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وتسعين وستمائة سبع
مجلدات، وكتاب تلخيص المرام في معرفة الاحكام.
وكتاب التحرير في الأحكام الشرعية على مذهب الإمامية، حسن جيد
استخرجنا فيه فروعا لم يسبق إليها أحد مع اختصاره، وكتاب مختلف الشيعة في أحكام
الشرعية، ذكرنا فيه اختلاف علمائنا خاصة وحجة كل شخص والترجيح لما نصير
إليه.
وكتاب تبصرة المتعلمين في أحكام الدين وكتاب استقصاء الاعتبار في تحرير

(1) نقد الرجال ص 100.
434

معاني الأخبار، وذكرنا فيه كل حديث وصل إلينا، وبحثنا في كل حديث على صحة
السند أو ابطاله، وما كان منه محكما أو متشابها، وما اشتبه عليه المتن من المباحث الأصولية
والأدبية، وما يستنبط من المتن من الأحكام الشرعية وغيرها، وهو كتاب لم يعمل مثله.
وكتاب مصابيح الأنوار ذكرنا فيه كل أحاديث علمائنا وجعلنا كل حديث
يتعلق بفن في بابه، ورتبنا كل فن على أبواب، ابتدأنا فيه بما روي عن النبي صلى الله
عليه وآله ثم بعده بما روي عن علي عليه السلام، وكذلك إلى آخر الأئمة.
وكتاب الدرر والمرجان في الأحاديث الصحاح والحسان، وكتاب التناسب بين
الأشعرية وفرق السوفسطائية. وكتاب نهج الايمان في تفسير القرآن، ذكرنا ملخص
الكشاف بالبيان وغيرهما. وكتاب أنس الوجيز (1) في تفسير الكتاب العزيز، وكتاب
الأدعية الفاخرة المنقولة عن العترة الطاهرة.
وكتاب النكت البديعة في تحرير الذريعة في أصول الفقه، وكتاب غاية
الوصول وايضاح السبل في شرح مختصر منتهى السؤل والأمل في أصول الفقه،
وكتاب مبادي الوصول إلى علم الأصول، وكتاب منهاج اليقين في أصول الدين،
وكتاب منتهى الوصول إلى علمي الكلام والأصول.
وكتاب كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد في الكلام، وكتاب أنوار
الملكوت في شرح فص الياقوت في الكلام، وكتاب نظم البراهين في أصول الدين،
وكتاب معارج الفهم في شرح النظم، وكتاب الأبحاث المفيدة في تحصيل العقيدة.
وكتاب نهاية المرام في علم الكلام، وكتاب كشف الفوائد في شرح قواعد
العقائد في الكلام، وكتاب المنهاج في مناسك الحج، وكتاب تذكرة الفقهاء، وكتاب تهذيب
الوصول إلى علم الأصول، وكتاب القواعد والمقاصد في المنطق والطبيعي والإلهي.
وكتاب الاسرار الخفية في العلوم العقلية، وكتاب كاشف الأستار والرموز في
شرح كشف الاسرار وكتاب الدر المكنون في علم القانون في المنطق والطبيعي،

(1) في المصدر: القول الوجيز.
435

وكتاب المباحثات السنية والمعارضات النصيرية، وكتاب المقاومات باحثنا فيه
الحكماء السابقون وهو يتم مع تمام عمرنا.
وكتاب حل المشكلات من كتاب التلويحات، وكتاب ايضاح التلبيس في كلام
الرئيس، باحثنا فيه الشيخ أبا علي ابن سينا. وكتاب كشف المكنون من كتاب
القانون، وهو اختصار شرح الجزولية في النحو، وكتاب بسط الكافية وهو اختصار
شرح الكافية في النحو، وكتاب المقاصد الوافية بفوائد القانون والكافية، جمعنا فيه
بين الجزولية والكافية في النجوم مع تمثيل ما يحتاج إلى المثال.
وكتاب المطالب العلية في علم العربية وكتاب القواعد الجلية في شرح رسالة الشمسية
وكتاب الجوهر النضيد في شرح التجريد في المنطق، وكتاب مختصر شرح نهج
البلاغة، وكتاب ايضاح المقاصد في حكمة عين الفوائد، وكتاب نهج العرفان
في الميزان، وكتاب إرشاد الأذهان في أحكام الايمان في الفقه حسن الترتيب، وكتاب
تسليك الافهام في معرفة الاحكام في الفقه، وكتاب مدارك الأحكام في الفقه.
وكتاب نهاية الوصول إلى علم الأصول، وكتاب قواعد الأحكام في معرفة
الحلال والحرام، وكتاب كشف الخفاء من كتاب الشفاء في الحكمة، وكتاب مقصد
الواصلين في أصول الدين، وكتاب تسليك النفس إلى حظيرة القدس في الكلام،
وكتاب نهج المسترشدين في أصول الدين، وكتاب مراصد التدقيق ومقاصد التحقيق
في المنطق والطبيعي والإلهي، وكتاب النهج الوضاح في الأحاديث الصحاح.
وكتاب نهاية الاحكام في معرفة الاحكام، وكتاب المحاكمات بين شراح
الاشارت، وكتاب نهج الوصول إلى علم الأصول، وكتاب منهاج الهداية ومعراج (1)
الدراية في علم الكلام، وكتاب نهج الحق وكشف الصدق، وكتاب منهاج الكرامة في
الإمامة، وكتاب استقصاء النظر في القضاء والقدر. والرسالة السعدية، ورسالة واجب
الاعتقاد، وكتاب الألفين الفارق بين الحق والمين، وهذه الكتب كثير منها لم يتم.

(1) في المصدر: ومعارج.
436

والمولد تاسع عشر من شهر رمضان المبارك سنة الثامنة والأربعين والستمائة،
نسأل الله خاتمة الخير بمنه وكرمه (1) انتهى كلامه أعلى الله مقامه في الخلاصة.
وقال الشيخ الحر في أمل الآمل بعد ما نقلنا عنه من الخلاصة ثم قال: وله
من المصنفات سوى ما ذكره في خلاصة الأقوال في معرفة علم الرجال، وهو الذي
ذكر فيه اسمه، ومن مؤلفاته كما نقلنا عنه: كتاب ايضاح الاشتباه في أحوال الرواة،
والكتاب الكبير في الرجال، ذكره في مواضع من الخلاصة وفي أولها وآخرها، ورسالة في
بطلان الجبر، ورسالة في خلق الأعمال، وكتاب كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين
عليه السلام وكتاب الكشكول فيما جرى على آل الرسول ينسب إليه.
وكتاب ايضاح مخالفة السنة لنص الكتاب والسنة، رأينا له منها نسخة قديمة
في الخزانة الموقوفة الرضوية، سلك فيها مسلكا عجيبا، والذي وصل إلينا هو المجلد
الثاني وفيه سورة آل عمران لا غير، ذكر فيها مخالفتهم لكل آية من وجوه كثيرة بل
لأكثر الكلمات.
وإجازة طويلة مبسوطة لابن زهرة، والباب الحادي عشر في الكلام، ومختصر
مصباح المتهجد واسمه منهاج الصلاح في اختصار المصباح وهو عشرة أبواب، والباب
الحادي عشر جزء ملحق به لأنه خارج عن المصباح، وجوابات مهنا بن سنان، وكأنه
ألف هذه الكتب بعد الخلاصة (1) انتهى.
أقول: وهو في غير الكتاب الكبير في الرجال محتمل، وأما ما عده من كتاب
الكشكول فيما جرى على آل الرسول، فقد غلطه شيخنا يوسف في اجازته الكبيرة،
وان عده غيره أيضا في مصنفاته، وجعله من مصنفات أفضل المتألهين حيدر بن علي
العبيدلي الحسني الآملي اقتفاءا بصاحب كتاب مجالس المؤمنين، حيث عده من جملة
مصنفات العلامة وتشبثا بأن التأمل في سياق عبارات الكتاب وأسلوب كلامه ظاهر
في أنه ليس ذلك على طريقة مشرب العلامة رحمه الله.

(1) الخلاصة ص 45 - 48.
(2) أمل الآمل 2 / 85.
437

وفيه أن مع اختلاف النقل يبعد الترجيح بما ذكر، خصوصا إذا كان الموافق
لما في أمل الآمل أكثر، ولعل ذلك أحق للترجيح، وإن كان الاهتمام في تشخيص مثله
مفقود الثمرة أو قليلها.
هذا ونقل الشيخ الطريحي في مجمع البحرين في مادة علم بعد ذكر العلامة
عن بعض الأفاضل: أنه وجد بخطه خمسمائة مجلد غير خط غيره من تصانيفه، وهذا
تأييد آخر لكون المصنفات أكثر مما ذكره في الخلاصة، وفي غيرها أيضا يكثر، وانما
عدوها حسب ما وصل إلى أيديهم، أو اقتصروا على ذكر الأهم، والأخير أيضا محتمل
في حق نفسه طاب ثراه، أو زاغ عن غيره البصر ونسي الذكر.
وعن شيخنا البهائي أنه عد من جملة كتبه كتاب شرح الإشارات، ولم يذكره
في عداد الكتب المذكورة هنا يعني في الخلاصة، وكان موجودا عند الطريحي كما أخبر
به في المجمع.
ثم قال: ومدة عمره سبع وسبعون سنة وثلاثة أشهر وسبعة عشر يوما، توفي
ليلة الحادي عشر من المحرم سنة ست وعشرين وسبعمائة، ومولده تاسع عشر رمضان
سنة ثمان وأربعين وستمائة انتهى.
ونقل عن المجلسي في كتاب حياة القلوب (1) أنه قال: الشيخ العلامة آية الله
في العالمين جمال الملة والدين الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي، كان طاب ثراه وجعل
الجنة مثواه حامي بيضة الدين، وماحي آثار المفسدين ناشر، ناموس الهداية، وكاسر
ناقوس الغواية، متمم القوانين العقلية، وحاوي الفنون النقلية، مجدد مآثر الشريعة
المصطفوية، مجدد جهات الطريقة المرتضوية.
تولد في التاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك سنة ثمان وأربعين وستمائة.
ووفاته يوم السبت الحادي والعشرين من شهر محرم الحرام سنة ست وعشرين
وسبعمائة.

(1) كذا في الأصل، وهو اقتفاء لما في اللؤلؤة من دون ذكر اسم العلامة المجلسي، والصحيح هو محبوب القلوب للشيخ
قطب الدين الإشكوري أو الشكوري.
438

وقد تلمذ في علم الكلام والفقه والأصول والعربية وسائر العلوم الشرعية
عند المحقق نجم الدين أبي القاسم، وعند والده الشيخ سديد الدين يوسف بن المطهر
الحلي، والمطالب العقلية والحكمية عند أستاد البشر نصير الملة والحق والدين الطوسي،
وعلي بن عمر الكاتبي القزويني، وغيرهما من علماء الخاصة والعامة.
ومن اللطائف أنه ناظر أهل الخلاف في مجلس السلطان خدا بندة، وبعد اتمام
المناظرة وبيان حقية المذهب الاثنا عشرية، خطب الشيخ قدس الله روحه اللطيفة
خطبة بليغة مشتملة على حمد الله والصلاة على رسول الله والأئمة.
فلما استمع ذلك السيد الموصلي الذي هو من جملة المسكوتين بالمناظرة، قال:
ما الدليل على جواز توجه الصلاة على غير الأنبياء فقرأ الشيخ في جوابه بلا انقطاع
الكلام (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا إليه راجعون أولئك عليهم
صلوات من ربهم ورحمة) فقال الموصلي على طريق المكابرة: ما المصيبة التي أصابت
إليهم حتى أنهم يستوجبون بها الصلاة؟ فقال الشيخ: من أشنع المصائب وأشدها أن
حصل من ذراريهم مثلك الذي يرجح المنافقين الجهال المستوجبين اللعنة والنكال على
آل رسول الملك المتعال، فضحك الحاضرون وتعجبوا من بداهة آية الله في العالمين،
وقد أنشد بعض الشعراء:
إذا العلوي تابع ناصبيا * بمذهبه فما هو من أبيه
وكان الكلب خيرا منه حقا * لان الكلب طبع أبيه فيه
وفي هذه المناظرة المشار إليها صنف كتاب كشف الحق ونهج الصدق، وقد
أشار إليه القاضي نور الله في صدر كتابه إحقاق الحق إلى نبذة من أحوال هذه المناظرة
وما ألزم العلامة على أئمة المخالفين من الأدلة الباهرة والبراهين النيرة الظاهرة، حتى
تشيع السلطان وأتباعه، وخرج من تلك المذاهب الخاسرة.
وانتشر صيت هذا المذهب العالي المنار، وخطب به الخطباء في جميع مملكة
السلطان المذكور، ونودي بأسماء الأئمة الطاهرين بالاعلان والاجهار، وسكت
أسماءهم على وجوه الدرهم والدينار، ورجعت علماء تلك المذاهب الأربعة بالخزي
439

والدمار، كل ذلك من آثار بركة العلامة الحلي أعلى الله مقامه العالي.
قال في اللؤلؤة: لو لم يكن له قدس سره الا هذه المنقبة لفاق بها على جميع
العلماء فخرا، وعلا بها ذكرا، فكيف ومناقبه لا تعد ولا تحصى، ومآثره لا يدخلها الحصر
والاستقصاء.
وبالجملة فإنه بحر العلوم الذي لا يوجد له ساحل، وكعبة الفضائل التي
تطوي إليها المراحل. وقد قيل: إنه وزع تصنيفه على أيام عمره من يوم ولادته إلى
موته، فكان قسط كل يوم كراسا، مع ما كان عليه من الاشتغال بالإفادة والاستفادة
والدرس والتدريس والاسفار، والحضور عند الملوك، والمباحثات مع الجمهور، ونحو
ذلك من الاشغال، وهذا هو العجب العجاب الذي لا شك فيه ولا ارتياب.
ونقل بعض متأخري أصحابنا أنه ذكر ذلك عند شيخنا المجلسي، فقال:
ونحن بحمد الله لو عدت تصانيفنا على أيامنا لكانت كذلك، فقال بعض الحاضرين:
ان تصانيف مولانا الآخوند مقصورة على النقل، وتصانيف العلامة مشتملة على
التحقيق والبحث بالعقل، فسلم رحمه الله له ذلك، حيث كان الامر كذلك.
وكان قدس سره لاستعجاله في التصنيف وسعة دائرته في التأليف يرتسم كلما
خطر بباله الشريف وارتسم بذهنه المنيف، ولا يراجع ما تقدم له من الأقوال
والمصنفات، وان خالف ما تقدم منه في تلك الأوقات، ومن أجل ذلك طعن عليه بعض
المتخالفين (1) الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، فجعلوا ذلك طعنا في
أصل الاجتهاد، وهو خروج عن منهج الصواب والسداد، وان غلط بعض المجتهدين
- على تقدير تسليمه - لا يستلزم بطلان أصل الاجتهاد متى كان مبنيا على دليل
الكتاب والسنة الذي لا يعتريه الايراد.
ودفن شيخنا المذكور في الغري في جوار سيده أمير المؤمنين عليه السلام نقل
عن الحلة بعد أن مات فيها إلى ذلك، كما ذكره جملة من الأعيان (1) انتهى.

(1) في المصدر: المتحذلقين.
(2) لؤلؤة البحرين ص 223 - 227.
440

أقول: وقد تلمذ عند جماعة من الفحول لا يضاهيهم في الفضل والعلم
مفاضل، أعلاهم خاله المحقق الشيخ نجم الدين الآتي ذكره آنفا.
ترجمة المحقق الحلي
الثاني: الشيخ نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن الحسن
بن سعيد الحلي الهذلي الملقب ب‍ " المحقق " كان من أئمة الفضلاء وقدوة العلماء في
الفضل والنبالة والعلم الفقه والجلالة والفصاحة والشعر والأدب والانشاء، أشهر من
أن يذكر وأظهر من أن يسطر. وكان أبوه الحسن من الفضلاء المذكورين، وجده يحيى
من العلماء الاجلاء المشهورين، وقد أشرنا إليهما في الطبقات.
قال في اللؤلؤة: قال شيخنا الشهيد الثاني في اجازته ما يشعر إلى جد
المحقق، وبالاسناد عن الشيخ جمال الدين جميع مرويات الشيخ السعيد المغفور رئيس
المذهب في زمانه نجيب الدين أبي زكريا يحيى بن الحسن بن سعيد صاحب الجامع
وغيره انتهى.
وكان مولد المحقق على ما ذكره بعض الاجلاء عن تلامذة شيخنا المجلسي
ثمان وثلاثين وستمائة، وتوفي ليلة السبت في شحر محرم الحرام سنة ست وعشرين
وسبعمائة، فعمره على هذا خمس وثمانون سنة تقريبا. والظاهر أنه لا يخلو من اشكال،
كما يظهر لك إن شاء الله.
قال العلامة في اجازة لأولاد زهرة المتقدم ذكرها: كان أفضل عصره في الفقه.
وقال الشيخ حسن في اجازته مشيرا إلى الاعتراض على العلامة في هذه العبارة: لو
ترك التقييد بأهل زمانه كان أصوب إذ لا أرى في فقهائنا مثله انتهى.
وذكر تلميذه الشيخ حسن بن داود في كتابه بعد أن أثنى عليه: انه رباه
صغيرا، وكان له عليه احسان عظيم، وأنه توفي في سنة ست وسبعين وستمائة، هكذا نقله
عن جماعة من الفضلاء. منهم الشيخ الحر في كتاب أمل الآمل، ولا يخفى ما فيه بالنسبة
إلى ما قدمنا ذكره عن بعض الاجلاء، ويؤيده ما ذكره ابن داود، وما ذكره في كتاب
441

مجالس المؤمنين أيضا: ووفات أو در سال ششصد وهفتاد وشش واقع شده، ترجمته
ستمائة وسبعين وست.
والعجب أن ذلك الفاضل بعد ذكر ما قدمنا نقله عنه نقل عن ابن داود ما
ذكرناه أيضا، ولم يتعرض لما فيه من المنافاة لما قدمه. والأقرب هو ما ذكره ابن داود،
ولعل ما في النسخة التي نقلنا منها ما تقدم عن ذلك الفاضل كان غلطا.
ويؤيده أنه تقدم أن تاريخ موت العلامة كان سنة ست وعشرين وسبعمائة،
فيكون موته وموت المحقق في سنة واحدة، ولا ريب في بطلانه، وعلى تقدير ضم تاريخ
الوفاة بما ذكره ابن داود إلى تاريخ المولد المتقدم يكون عمر المحقق ثمان وثلاثون سنة
تقريبا.
وقد نقل عنه غير واحد من أصحابنا أن المحقق الطوسي خواجة نصير الملة
والدين حضر ذات يوم حلقة درس المحقق بالحلة حين ورود الخواجة بها، فقطع المحقق
الدرس تعظيما له واجلالا لمنزلته، فالتمس منه اتمام الدرس، فجرى البحث في مسألة
استحباب تياسر المصلي للعراقي، فأورد المحقق الخواجة بأنه لا وجه لهذا الاستحباب،
لان التياسر إن كان من القبلة إلى غير القبلة فهو حرام، وإن كان من غيرها إليها
فهو واجب، فأجاب المحقق من القبلة إلى القبلة، فسكت المحقق الطوسي رحمة الله
عليه.
ثم إن المحقق الحلي ألف رسالة لطيفة في المسألة وأرسلها إلى المحقق
الطوسي فاستحسنها. وقد أوردها الشيخ أحمد بن فهد في المهذب البارع في شرح
مختصر الشرائع بتمامها. ونحن ذكرنا في كتابنا الحدائق الناظرة نقلا عن مشايخنا وجها
وجيها في استحباب التياسر في المسألة المذكورة.
وقال العلامة رحمة الله عليه في اجازته لأولاد زهرة: وكان الشيخ الأعظم
خواجة نصير الدين محمد الطوسي قدس سره وزير هلاكو خان، فأنفذه إلى العراق
فحضر الحلة، فاجتمع عنده فقهاء الحلة، فأشار إلى الفقيه نجم الدين جعفر بن سعيد،
فقال: من أعلم هؤلاء الجماعة؟ فقال: كلهم فاضلون علماء وإن كان واحد منهم مبرزا
442

في فن آخر، فقال: من أعلمهم بالأصولين، فأشار إلى والدي سديد الدين يوسف بن
المطهر، والى الفقيه سعيد الدين محمد بن جهم، فقال: هذان أعلم الجماعة بعلم الكلام
وأصول الفقه، فتكدر الفقيه يحيى بن سعيد وكتب إلى ابن عمه يعتب عليه، وأورد في
مكتوبه أبياتا.
لا تهن من عظيم قدر وان * كنت مشارا إليه بالتعظيم
فالبيب الكريم ينقص قدرا * بالتعدي على اللبيب الكريم
ولع الخمر بالعقول رمى * الخمر بتنجيسها وبالتحريم
كيف ذكرت ابن المطهر وابن جهم ولم تذكرني؟ فكتب إليه يعتذر: لو سألك
الخواجة في الأصوليين ربما وقفت وحصل لنا الحياء انتهى.
وقال بعض الاجلاء الاعلام من متأخري المتأخرين: رأيت بخط بعض
الأفاضل ما صورة عبارته: في صبح يوم الخميس ثالث عشر شهر ربيع الآخر سنة
ست وسبعين وستمائة سقط الشيخ الفقيه أبو القاسم جعفر بن الحسن بن سعيد الحلي
من أعلى درجة في داره فخر ميتا لوقته من غير نطق ولا حركة، فتفجع الناس لوفاته،
واجتمع لجنازته خلق كثير وحمل إلى مشهد أمير المؤمنين عليه السلام وسئل عن مولده،
فقال سنة اثنين وستمائة.
أقول: وعلى ما ذكره هذا الفاضل فيكون عمر المحقق المذكور أربعا وسبعين
سنة تقريبا، وكان شعره في غاية الجودة، ومنه قد كتب إلى أبيه بأبيات ذكرها في اللؤلؤة
مع جواب أبيه في مذمة الشعر والنصيحة على تركه، قال المحقق رحمه الله فوقف عند
ذلك خاطري حتى كأني لم أقرع له بابا ولم أرفع له حجابا (1) انتهى ما في الكتاب
بترك الأبيات وجواب الأب احترازا من الاطناب. ولكن لا يخفى أن ما ذكره في
الحدائق الناظرة من استحباب التياسر وتوجيهه المذكور هنا غير وجيه، قد حققنا
البحث في المسألة في كتاب الجامع للمقاصد في الفقه، وبينا حرمة التياسر وتزييف ما

(1) لؤلؤة البحرين ص 227 - 233.
443

ذهب إليه المشهور من استحبابه.
هذا وله أعلى الله مقامه في فراديس الجنان كتب جيدة، منها كتاب شرائع
الاسلام في مسائل الحلال والحرام من الطهارة إلى الديات، وكتاب النافع مختصر
الشرائع، وكتاب المعتبر شرح المختصر، خرج منه العبادات وبعض التجارة مجلدان
لم يتم، ورسالة التياسر في القبلة، وشرح نكت النهاية مجلد، والمسائل العزية مجلد،
والمسائل المصرية مجلد، المسلك في أصول الدين مجلد، والمعارج في أصول الفقه مجلد،
وكتاب الكهنة في المنطق مجلد، وكتاب نهج الوصول إلى علم الأصول وغير ذلك، ذكر
ذلك ابن داود تلميذه في كتابه الرجال (1) الا رسالة التياسر.
ترجمة الخواجة نصير الدين الطوسي
الثالث: الامام الهمام والمولى التمام الجامع بين مراتب العلم والزهادة والرفعة
الخواجة نصير الملة والدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي.
قال العلامة في اجازته لبني زهرة بعد ذكره: وكان هذا الشيخ محققا مدققا
عالما صرفا متبحرا عميقا، أفضل أهل عصره في العلوم العقلية والنقلية والرياضية،
وله مصنفات كثيرة في العلوم الحكمية والشرعية على مذهب الإمامية. وكان أشرف من
شاهدناه في الأخلاق نور الله ضريحه، قرأت عليه الهيات الشفاء لأبي علي بن سينا،
وبعده التذكرة في الهيئة تصنيفه ثم أدركه المحتوم انتهى.
وتوفي المحقق الخواجة في أرض بغداد آخر نهار الاثنين ثامن عشر ذي الحجة
وقت غروب الشمس سنة الثانية والسبعين بعد الستمائة، ودفن في مشهد الكاظمين
عليهما السلام. وكان ولادته يوم السبت حادي عشر شهر جمادي الأولى وقت طلوع
الشمس والطالع الحوت في السنة السابعة والتسعين بعد الخمسمائة.
ومن غرائب الاتفاق ما نقله في حياة القلوب (1)، فقال: ومن الاتفاقات

(1) رجال ابن داود ص 83 - 84.
(2) كذا في الأصل تبعا لما في اللؤلؤة، والصحيح محبوب القلوب.
444

الحسنة أنهم لما احتفروا الأرض المقدسة لدفنه وجدوا قبرا مرتبا مصنوعا لأجل دفن
الناصر، ولم يوفق الناصر بعد وفاته للدفن فيه، ودفنوه في الرصافة، فوجدوا تاريخ
اتمامه في أحد أحجار القبر موافقا ليوم تولد المحقق المذكور. وعلى هذا يكون مدة
عمره قدس سره خمسا وسبعين سنة وسبعة أشهر وسبعة أيام.
وعن الشيخ أبي الحسن الشيخ سليمان بن عبد الله البحراني في الرسالة
المسماة بالسلافة البهية في الترجمة الميثمية ما صورته: وجدت بخط بعض الأفاضل
المعتمدين أن الخواجة قدس سره تلمذ على الشيخ كمال الدين بن ميثم في الفقه،
والشيخ كمال الدين تلمذ على الخواجة في الحكمة.
قال في اللؤلؤة بعد ذكر ما نقلناه عن السلافة: وأنت خبير بأن وصف العلامة
بأنه أفضل أهل عصره في العلوم العقلية والنقلية مما يدافع القول بتتلمذه على الشيخ
ميثم (1).
ولا يخفى ما فيه، إذ لعل التفضيل في الكل انما هو بعد تلمذه عند الشيخ ميثم
في الحكمة، فصار أفضل منه في ذلك العلم أيضا، ورب تلميذ أفضل من استاده، وليس
بعادم أو نادر بل هو موجود كثير.
ومن مشايخه الشيخ معين الدين المصري سالم بن بدران، وقد وقفت على
اجازته له بما هذه صورته: قرأ علي جميع الجزء الثالث من كتاب غنية النزوع إلى علم
الأصول والفروع من أوله إلى آخره قراءة تفهيم وتبيين وتأمل، مستبحث عن غوامضه،
عالم بفنون جوامعه، وأكثر الجزء الثاني من هذا الكتاب، وهو من الكلام في أصول
الفقه، الإمام الفاضل العالم الأكمل الأورع المتقن المحقق نصير الملة والدين، وجيه
الاسلام والمسلمين، سيد الأئمة والأفاضل، مفخر العلماء والأكابر، وأفضل أهل
خراسان، محمد بن الحسن الطوسي زاد الله في اعلائه، وأحسن الدفاع من حوبائه.
وأذنت له في رواياته عني عن السيد الاجل العالم الأوحد الطاهر الزاهد

(1) لؤلؤة البحرين ص 245 - 247.
445

البارع عز الدين أبي المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني قدس روحه ونور ضريحه،
وجميع تصانيفه وتصانيفي ومسموعاتي وقراءاتي (1) واجازاتي من مشايخي ما أذكر
أسانيده وما لم أذكر إذا ثبت ذلك عنده وما لعلي أن أصنفه، وهذا خط أضعف خلق
الله وأفقرهم إلى عفوه المازني بدران المصري، كتبه ثامن عشر جمادي الآخر سنة
تسع عشرة وستمائة، حامدا لله مصليا على خير خلقه محمد وآله الطاهرين
انتهى.
أقول: وكتاب الغنية المشار إليه في الإجازة للسيد حمزة بن زهرة. وعن قطب
الدين محمد الإشكوري في كتاب حياة القلوب (2)، ونحوه صاحب مجالس المؤمنين ما
ملخصه: وأفضل المتأخرين ورئيس المحققين نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن
الطوسي قدس روحه كان فاضلا محققا، ذلت (3) إليه رقاب الأفاضل من المخالف
والمؤالف في خدمته لدرك المطالب المعقولة والمنقولة، وخضعت جباه الفحول في عتبته
لاخذ المسائل الفروعية والأصولية.
وقد تلمذ في المعقولات على أستاذه فريد الدين المشهور بالداماد عن السيد
صدر الدين السرخسي، وهو أخذ عن أفضل الدين الغيلاني من أهل غيلان، وهو
تلميذ أبي العباس اللوكري، نسبة إلى بلاد يقال لها اللوكر، واللوكري من تلامذة
بهمنيار، وهو من تلامذة الشيخ أبي علي سينا وقد قرأ الشيخ المذكور كتاب الإشارات
على استاده فريد الدين المتقدم بالسند المتصل بمصنفه المذكور. وقد شرحه المحقق
بعد ذلك، وكان فراغه من شرحه في أواسط شهر صفر سنة أربعين وستمائة.
وأما في المنقول، فإنه تلمذ على أبيه محمد بن الحسن، وأبوه تلميذ فضل الله
الراوندي، وهو تلميذ السيد المرتضى والشيخ الطوسي.
وكان مولده بمشهد طوس في يوم السبت حادي عشر من شهر جمادي

(1) في اللؤلؤة: ومقرواتي.
(2) كذا والصحيح محبوب القلوب.
(3) في اللؤلؤة: دانت.
446

الأولى وقت طلوع الشمس سنة سبع وتسعين وخمسمائة، ونشأ بها واشتغل بالتحصيل
وقرأ على المشايخ.
ثم اختلج في خاطره الشريف ترويج مذهب أهل البيت عليهم السلام، الا
أنه بسبب خروج المخالفين في بلاد خراسان والعراق مع اشتهار مذهبه وانتشار صيت
فضله وكمالاته، قد توارى في زاوية التقية والاختفاء في الأطراف حتى علم بأحوال
الرئيس ناصر الدين محتشم حاكم قوهستان من أفاضل الزمان وأعاظم وزراء علاء
الدين محمد بن جلال الدين حسن ملك الإسماعيلية، فوجه لطائف الحيل إلى
المحقق المزبور ليتشرف بصحبته، واغتنم المحتشم بصحبته واستفاد منه عدة فوائد،
وصنف المحقق الأخلاق الناصرية وسماه باسمه ومكث عنده زمانا.
ولما كان مؤيد الدين العلقمي الذي هو من أكابر الشيعة في ذلك الزمان وزير
المعتصم الخليفة العباسي في بغداد، أراد المحقق دخول بغداد ومعاونته بما اختلج
بخاطره من ترويج المذهب الحق بمعونة الوزير المذكور، فأنشد قصيدة عربية في مدح
المعتصم، وكتب كتابا إلى العلقمي الوزير ليعرض القصيدة على المعتصم الخليفة ولما
علم العلقمي فضله ونبله ورشده خاف من قربه للخليفة أن تسقط منزلته عند المعتصم،
فكتب سرا إلى المحتشم أن نصير الدين الطوسي قد ابتدأ بارسال المراسلات
والمكاتبات عند الخليفة، وأنشد قصيدة في مدحه فأرسلها حتى أعرضها عليه، وأراد
الخروج من عندك، وهذا لا يوافق الرأي فلا تغفل عن هذا.
فلما قرأ المحتشم كتابه حبس المحقق، فلما أراد الخروج إلى علاء الدين ملك
الإسماعيلية بحصن الموت صحب المحقق معه، فمكث المحقق عند الملك وكان أهل
ذلك الحصن من الملاحدة، وأقام الخواجة معهم ضرورة مدة، وصنف هناك عدة من
الكتب، منها تحرير المجسطي وفيه حل عدة من المسائل الهندسية.
ثم لما قرب ايلخان المشهور بهلاكوخان من أولاد جنكيز بقلاع الإسماعيلية
لفتح تلك البلاد، خرج ولد الملك علاء الدين من القلعة بإشارة المحقق سرا واتصل
بخدمة هلاكو خان، فلما استشعر هلاكو خان كونه لجأ عنده بإذن المحقق ومشورته
447

افتتح القلعة ودخلها، وأكرم المحقق غاية الاكرام والاعزاز وصحبه وارتكب الأمور
الكلية حسب رأيه واجازته.
فرغبه المحقق بتسخير عراق العرب، فعزم هلاكو خان على فتح بغداد،
وسخر البلاد والنواحي، واستأصل الخليفة المعتصم العباسي.
ثم أمر هلاكو خان المحقق بالرصد، واختار محروسة مراغة من اعمال تبريز
لبناء الرصد، فرصد فيه واستنبط عدة من الآلات الرصدية. وكان من أعوانه على
الرصد من العلماء وتلاميذه جماعة أرسل إليهم الملك هلاكو خان وأمر باحضارهم.
منهم العالم الأعلم العلامة قطب الدين محمود الشيرازي صاحب شرف
الاشراف والكليات، وهو فاضل حسن الخلق والسيرة مبرز في جميع أنواع الحكمة،
محقق مدقق مفيد ومستفيد في صحبة المحقق الطوسي، له كتاب التحفة في علم الهيئة،
كتاب نهاية الادراك في دراية الأفلاك، وشرح على قانون الشيخ أبي علي بن سينا
في الطب، مات في شهر رمضان في السنة العاشرة بعد السبعمائة بتبريز، واسمه محمود
بن مسعود بن مصلح الشيرازي، الا أنه قد قيل: وفي تشيعه اشكال.
ومنهم مؤيد الدين العروضي الدمشقي، وكان متبحرا في الهندسة وآلات
الرصد، توفي بمراغة فجأة في سنة أربع وسبعمائة.
ومنهم فخر الدين كان طبيبا فاضلا حاذقا. ومنهم نجم الدين القزويني، وكان
فاضلا في الحكمة والكلام. ومنهم محي الدين الاخلاطى، وكان فاضلا مهندسا في العلوم
الرياضية ومنهم محي الدين المغربي، وكان مهندسا فاضلا في العلوم الرياضية وأعمال
الرصد. ومنهم نجم الدين الكاتب البغدادي، وكان فاضلا في أجزاء الرياض والهندسة
وعلم الرصد كاتبا مصورا، وكان أحسن الخلائق خلقا، وضبطوا حركات الكواكب.
ومات المحقق الخواجة، وبان النقص في كتاب الزيج، ولنقصهم عن ذلك لم
يتموه، فلذلك بقي الخلل فيه فصار متروكا. والعمل في هذا الزمان انما هو على زيج
محمد شاه الهندي، وهو المعتبر في الاستخراج عند أرباب النجوم.
448

وله من المصنفات كتاب تجريد الاعتقاد، وكتاب التذكرة في الهيئة، وكتاب
تجريد أقليدس، وكتاب تحرير المجسطي، وشرح الإشارات، والفصول النصيرية،
والفرائض النصيرية، وآداب المتعلمين، ورسالة الأسطرلاب، ورسالة الجواهر، نقد
المحصل، والرسالة المعينية بالفارسية ورسالة خلق الأعمال، ورسالة أوصاف الاشراف،
وقواعد العقائد، وله غير ذلك من المؤلفات.
وقد نسب إليه في أمل الآمل شرح رسالة العلم للشيخ ميثم البحراني، وفيه
ما سيأتي من أن رسالة العلم انما هي للشيخ جمال الدين علي بن سليمان أستاذ
الشيخ ميثم لا للشيخ ميثم. نعم قال في اللؤلؤة: ان الشيخ ميثم هو الذي أوصلها إلى
الخواجة والتمس منه شرحها (1).
ترجمة الشيخ ميثم البحراني
الرابع: الشيخ الأعظم والمولى المعظم العلامة الفيلسوف ميثم بن علي بن
ميثم البحراني. فعن شيخنا العلامة الشيخ سليمان بن عبد الله البحراني في الرسالة
المسماة بالسلافة البهية في الترجمة الميثمية: هو الفيلسوف المحقق، والحكيم المدقق،
قدوة المتكلمين، وزبدة الفقهاء والمحدثين، العالم الرباني كمال الدين ميثم بن علي بن
ميثم البحراني، غواص بحر المعارف، ومقتنص شوارد الحقائق واللطائف، ضم إلى
الإحاطة بالعلوم الشرعية واحراز قصبات السبق في العلوم الحكمية والفنون العقلية،
ذوقا جيدا في العلوم الحقيقية والاسرار العرفانية.
وكان ذا كرامات باهرة، ومآثر زاهرة، ويكفيك دليلا على جلالة شأنه
وسطوع برهانه اتفاق كلمة أئمة الاعصار وأساطين الفضلاء في جميع الأمصار على
تسميته بالعالم الرباني، وشهادتهم بأنه لم يوجد مثله في تحقيق الحقائق وتنقيح المباني،
والحكيم الفيلسوف سلطان المحققين، واستاد الحكماء والمتكلمين، نصير الملة والدين
محمد الطوسي، شهد له بالتبحر في الحكمة والكلام، ونظم غرر مدايحه في أبلغ نظام.

(1) لؤلؤة البحرين ص 248 - 252.
449

واستاد البشر والعقل الحادي عشر، سيد المحققين الشريف الجرجاني على
جلالة قدره في أوائل فن علم البيان من شرح المفتاح، قد نقل بعض تحقيقاته الأنيقة
وتدقيقاته الرشيقة. عبر عنه بعض مشايخنا ناظما نفسه في سلك تلامذته، ومفتخر
الانخراط في سلك المستفيدين من حضرته المقتبسين من مشكاة فطرته.
والسيد السند الفيلسوف الأوحد مير صدر الدين محمد الشيرازي أكثر
النقل عنه في حاشية شرح التجريد، سيما في مباحث الجواهر والاعراض، والتقط
فرائد التحقيقات التي أبدعها عطر الله مرقده في كتاب المعراج السماوي وغيره من
مؤلفاته، لم تسمع بمثلها الاعصار ما دار الفلك الدوار.
وفي الحقيقة من اطلع على شرح نهج البلاغة الذي صنفه للصاحب خواجة
عطاء ملك الجويني وهو عدة مجلدات، شهد له بالتبريز في جميع الفنون الاسلامية
والأدبية والحكمية والاسرار العرفانية.
ومن مآثر طبعه اللطيف وخلقه الشريف على ما عن مجالس المؤمنين أنه في أوائل
الحال كان معتكفا في زاوية العزلة والخمول، مشتغلا بتحقيق حقائق الفروع والأصول،
فكتب إليه فضلاء الحلة والعراق صحيفة يحتوي على مذمته وملامته على هذا الأخلاق،
وقالوا: العجب منك مع شدة مهارتك في جميع العلوم والمعارف وحذاقتك في تحقيق
الحقائق وابداع اللطائف، قاطن في العتزال، ومخيم في زاوية الخمول الموجب لخمود
نار الكمال، فكتب في جوابهم هذه الأبيات:
طلبت فنون العلم أبغي بها العلى * فقصر بي عما سموت بها القل
تبين لي ان المحاسن كلها * فروع وأن المال فيها هو الأصل
فلما وصلت هذه الأبيات إليهم، كتبوا إليه: انك أخطأت في ذلك خطا ظاهرا،
وحكمك بأصالة المال عجيب بل اقلب تصب، فكتب في جوابهم هذه الأبيات، وهي
لبعض الشعراء المتقدمين.
قد قال قوم بغير علم * ما المرء الا بأكبريه
فقلت قول امرأ حكيم * ما المرء الا بدرهميه
450

من لم يكن درهم لديه * لم تلتفت عرسه إليه
ثم إنه لما علم أن مجرد المراسلات والمكاتبات لا تنفع الغليل ولا تشفي
العليل توجه إلى العراق لزيارة الأئمة وإقامة الحجة على الطاغين، ثم إنه بعد الوصول
إلى تلك المشاهد العلية لبس ثيابا خشنة عتيقة، وتزيا بهيئة رثة بالاطراح والاحتقار
خليقة.
ودخل بعض مدارس العراق المشحون بالعلماء والحذاق، فسلم عليهم فرد
بعضهم بالاشتغال والامتناع التام، فجلس في صف النعال ولم يلتفت إليه أحد منهم،
ولم يقضوا واجب حقه، وفي أثناء المباحثة وقعت بينهم مسألة مشكلة دقيقة كلت فيها
أفهامهم، وزلت فيها أقدامهم، فأجاب بتسعة أجوبة في غاية الجودة والدقة، فقال
بعضهم بطريق السخرية والتهكم: أخا لك طالب علم، ثم بعد ذلك أحضر الطعام
فلم يؤاكلوه بل أفردوه بشئ قليل على حدة واجتمعوا على المائدة فلما انقضى ذلك
المجلس قام قدس سره.
ثم عاد في اليوم الثاني إليهم وقد لبس ملابس فاخرة بهيئة الأكمام واسعة،
وعمامة كبيرة وهيئة رائعة، فلما قرب وسلم عليهم قاموا تعظيما له واستقبلوه تكريما،
وبالغوا في ملاطفته ومطايبته، واجتهدوا في تكريمه وتوقيره، وأجلسوه في صدر ذلك
المجلس المشحون بالأفاضل المحققين والأكابر المدققين.
لما شرعوا في المباحثة والمذاكرة تكلم معهم بكلمات علية لا وجه لها عقلا ولا
شرعا، فقبلوا كلماته العليلة بالتحسين والتسليم والاذعان على وجه التعظيم، فلما
حضرت مائدة الطعام بادر الاعلام معه بأنواع الأدب، فألقى الشيخ كمه في ذلك
الطعام مستعتبا على أولئك الاعلام، وقال: كل يا كمي.
فلما شاهدوا تلك الحال العجيبة أخذوا في التعجب والاستغراب، واستفسروه
عن معنى هذا الخطاب، فأجاب قدس سره بأنكم انما أتيتم بهذه الأطعمة النفيسة
لأجل أكمامي الواسعة لا لنفسي القدسية اللامعة، والا فأنا صاحبكم في الأمس، وما
رأيت تكريما ولا تعظيما، مع أني جئتكم بالأمس بصورة الفقراء وسجية العلماء واليوم
451

جئتكم بلباس الجبارين، وتكلمت بكلام الجاهلين، فقد رجحتم الجهالة على العلم
والغنى على الفقر، وأنا صاحب الأبيات في أصالة المال وفرعية صفات الكمال التي
أرسلتها إليكم وعرضتها عليكم وقابلتموها بالتخطأة وزعمتم انعكاس القضية،
فاعترف الجماعة في تخطأتهم، واعتذروا بما صدر منهم من التقصير في شأنه.
وله من المصنفات البديعة والرسائل الجليلة ما لم يسمح مثلها الزمان، ولم يظفر
بمثلها أحد من الأعيان، منها كتاب شرح نهج البلاغة، وهو حقيق بأن يكتب بالنور
على الأحداق لا بالحبر على الأوراق، وهو عدة مجلدات. ومنها شرحه الصغير على
نهج البلاغة جيد مفيد جدا، رأيته في حدود السنة الحادية والثمانين بعد الألف، وكتاب
الاستغاثة في بدع الثلاثة لم يعمل مثله.
وكتاب شرح الاشارت إشارات أستاده العالم قدوة الحكماء وامام الفضلاء
الشيخ السعيد الشيخ علي بن سليمان البحراني، وهو في غاية المتانة والدقة على قواعد
الحكماء المتألهين، وله كتاب القواعد في علم الكلام. وكتاب المعارج السماوي، وكتاب
البحر الخضم، ورسالة في الوحي والالهام. وسمعت من بعض الثقات أن له شرحا ثالثا
على كتاب نهج البلاغة. مات سنة تسع وسبعين وستمائة، ذكر ذلك الشيخ البهائي في
المجلد الثالث من الكشكول انتهى ما حكي عنه.
ومن مصنفاته أيضا كتاب شرح المائة كلمة، قال في اللؤلؤة: كان عندي
فذهب مني في بعض الوقائع التي وقعت علي. وله أيضا كما عن الشيخ علي بن محمد
بن الحسن بن الشهيد الثاني في كتاب الدر المنثور كتاب النجاة في القيامة في
تحقيق أمر الإمامة: قال قدس سره وفال الشيخ ميثم البحراني في كتاب النجاة في القيامة
في تحقيق أمر الإمامة ان بعض أهل اللغة لا يطلقون لفظ الأولى الا فيمن يملك تدبير
الامر.
وله أيضا كما ذكره بعض مشايخنا المحققين من متأخري المتأخرين كتاب
استقصاء النظر في امامة الأئمة الاثنا عشر.
ثم إن ما ذكره شيخنا المذكور من نسبة كتاب الاستغاثة في بدع الثلاثة
452

للشيخ قد تبع فيه بعض من تقدمه، ولكن رجع عنه أخيرا فيما وقفت عليه من كلامه.
وبذلك صرح تلميذه العالم الشيخ عبد الله بن صالح البحراني، وانما الكتاب المذكور
كما صرحا به لبعض قدماء الشيعة من أهل الكوفة، وهو علي بن أحمد أبي القاسم
الكوفي، والكتاب يسمى كتاب البدع المحدثة، ذكره النجاشي في كتبه، ولكن في ألسنة
الناس تسميته بالاسم الأول ونسبته للشيخ ميثم، ومن عرف سليقة الشيخ ميثم في
التصنيف ولهجته وأسلوبه في التأليف لا يخفى عليه أن الكتاب المذكور ليس جاريا
على تلك اللهجة.
وأما ما ذكره من شرحه الصغير، فإنه قد كان عندي وذهب فيما وقع على
كتبي في بعض الوقائع، وبقي عندي الشرح الكبير.
ثم قال: وذكر بعض العلماء في حواشيه على الخلاصة أن الميثم حيثما وجد
فهو بكسر الميم الا ميثم البحراني، فإنه بفتح الميم.
وقبر الشيخ المذكور الآن في بلادنا البحرين في قرية هلتا من إحدى قرى
الثلاثة من الماحوز المتقدم ذكرها، وقبر جده ميثم في قرية الدونج، وقد قبر الشيخ
سليمان بن عبد الله البحراني صاحب الرسالة المذكورة في قربه لأنه من قرية الدونج،
كما تقدم ذكر ذلك في صدر الإجازة عند ترجمته، ونقل بعض أن قبره في نواحي العراق،
والأول أشهر (1).
ترجمة الشيخ نجيب الدين بن نما
ومن الخامسة عشر: الشيخ الفاضل المحقق نجيب الدين أبي إبراهيم محمد
بن نما، وكان هذا الشيخ رئيس الطائفة في زمانه محققا مدققا.
قال شيخنا الشهيد في اجازته: وعن الجماعة كلهم نروي جميع مصنفات
وروايات الشيخ العلامة قدوة المذهب نجيب الدين أبي إبراهيم محمد بن جعفر بن

(1) لؤلؤة البحرين ص 253 - 261.
453

أبي البقاء هبة الله بن نما الحلي (2).
وقال في كتاب أمل الآمل: نجيب الدين أبو إبراهيم محمد بن جعفر بن نما
الحلي، عالم فقيه جليل من مشايخ المحقق له كتب (3).
وعن الشهيد الأول في اجازته: ومرويات الشيخ الامام العلامة قدوة المذهب
نجيب الدين أبي إبراهيم محمد بن نما الحلي الربعي انتهى.
وقد توفى بعد رجوعه من زيارة الغدير في ذي الحجة سنة الخامسة والأربعين
بعد الستمائة، وكان لهذا الشيخ ولد فاضل يسمى الشيخ جعفر، له كتاب مقتل الحسين
جيد الوضع، ذكره صاحب أمل الآمل، فقال: جعفر بن محمد بن هبة الله بن نما الحلي،
عالم جليل يروي عن الشيخ كمال الدين علي بن الحسين بن حماد وغيره من
الفضلاء (1).
وله أيضا ولد فاضل يسمى أحمد صالح يروي عن أبيه عن جده، ولهذا الابن
ولد فاضل.
قال في أمل الآمل: الشيخ جلال الدين أبو محمد الحسن بن نظام الدين
أحمد بن نجيب الدين محمد بن جعفر بن هبة الله بن نما الحلي، كان فاضلا عالما يروي
الشهيد عنه عن يحيى بن سعيد، وهو يروي عن آبائه الأربعة بالترتيب أب عن أب (2)
انتهى.
ترجمه الشيخ ابن إدريس الحلي
ومن السادسة عشر: محمد بن إدريس العجلي الحلي، وكان هذا الشيخ
فقيها أصوليا بحتا ومجتهدا صرفا، حديد النظر عالي الفكر جريئا في الفتوى بصيرا
بالأحاديث غير عامل بآحادها، كما هو الحق والصواب المبرهن في أصولنا المبسوطة،

(1) اجازة الحديث ص 252.
(2) أمل الآمل 2 / 253.
(3) أمل الآمل 2 / 54.
(4) أمل الآمل 2 / 62. لؤلؤة البحرين ص 272 - 276.
454

والمتقن عند اولي الألباب، الا أنه طاب ثراه أول من جرى لسان الطعن على الشيخ،
والا فكل من كان في زمن الشيخ أو من بعده انما كان يحذو حذوه غالبا، إلى أن انتهت
النوبة إليه.
ولكن الفاضلان بعده أكثرا من الرد عليه والطعن فيه وفي أقواله والتشنيع
عليه غاية، قد فتحا لسان الطعن عليه قبالا لما جسر على الشيخ.
والانصاف أنه ما أصاب ولا أجاد، وقد غرب عن جادة الحق والسداد،
خصوصا مع كون الشيخ جده. والمخالفة في المسألة وانجرار الرأي إلى فتوى غير ما
أفتى بها الشيخ وإن كان من لوازم المذاق والاجتهاد، والمتابعة والاقتفاء له طابق النعل
بالنعل وإن كان من التقليد أيضا، الا أن مثل ذلك خارج عن طريق المناظرة، سيما
بالنسبة إلى أساطين العلماء ورئيس الفقهاء.
ومع هذا كله لا يناسب الطعن فيه بحيث يوجب الضعف والفسق، كما هو
الظاهر من الشيخ الكامل الفاضل العلامة الشيخ محمود الحمصي.
قال في كتاب أمل الآمل: الشيخ محمد بن إدريس العجلي، له تصانيف منها
كتاب السرائر، قال شيخنا سديد الدين الحمصي: هو مخلط لا يعتمد على تصنيفه،
قاله منتجب الدين. وقد أثنى عليه علماؤنا المتأخرون، واعتمدوا على كتابه وعلى ما
رواه في آخره من كتب المتقدمين وأصولهم، يروي عن خاله أبي علي الطوسي بواسطة
وغير واسطة عن جده لامه أبي جعفر الطوسي، وأم امه بنت مسعود ورام كانت فاضلة
صالحة.
ونقل السيد مصطفى عن ابن داود في كتابه انه كان شيخ الفقهاء بالحلة متقنا
للعلوم كثير التصانيف، لكنه أعرض عن أخبار أهل البيت بالكلية، وأنه ذكره في قسم
الضعفاء، ثم قال: ولعل ذكره في باب الموثقين أولى، لان المشهور منه أنه لم يعمل بخبر
الواحد، وهذا لا يستلزم الاعراض بالكلية، والا لانتقض بغيره مثل السيد المرتضى
455

وغيره (1).
ولم أجده في كتاب ابن داود في الممدوحين ولا في المذمومين في النسخة التي
عندي (2)، ومن مؤلفاته كتاب السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي، وهو الذي تقدم ذكره،
وقد ذكر أقواله العلامة وغيره من علمائنا في كتاب الاستدلال وقبلوا أكثرها، إلى هنا
نقل عن أمل الآمل (3).
أقول: ومن مؤلفاته أيضا كتاب خلاصة الاستدلال على من منع من صحة
المضايقة بالاعتدال، أشار إليه في باب قضاء الفوائت من السرائر.
ثم إن التحقيق كما أشرنا أن فضل الشيخ المسطور وعلو مرتبته وارتفاع
منزلته في درجتي العلم والوثاقة في هذه الطائفة الصائبة في الأصول مما لا ينبغي
الارتياب فيه، سيما مع كونه في سلسلة الإجازات، وإتكال الفحول بروايته وتصحيح
أحاديث كثيرة هو في أسانيدها بل ولا يخلو أغلب الطرق منه.
قال في اللؤلؤة: ان فضل الرجل المذكور وعلو منزلته مما لا ينكر، وغلطه في
مسألة من مسائل الفن لا يستلزم الطعن عليه بما ذكره المحقق المتقدم ذكره، وكم لمثله
من الأغلاط الواضحة ولا سيما في هذه المسألة، وهي مسألة العمل بخبر الواحد، وجملة
من تأخر عنه من الفضلاء حتى مثل المحقق والعلامة الذين هما أصل الطعن عليه
قد اختاروا العمل بخبر الواحد بكثير من أقواله.
وقد ذكره شيخنا الشهيد الثاني في اجازته فقال: ومرويات الشيخ العلامة
المحقق فخر الدين أبي عبد الله محمد بن إدريس العجلي. وقال الشهيد الأول في
اجازته: عن ابن نما والسيد فخار مصنفات الامام العلامة شيخ العلماء ورئيس المذهب
فخر الدين أبو عبد الله محمد بن إدريس رضي الله عنه انتهى.
أقول: وتغليطه في تلك المسألة مبتني على مذاقه من الاقتصار على العمل

(1) نقد الرجال ص 291.
(2) بل ذكره في المذمومين ص 498.
(3) أمل الآمل 2 / 243 - 244.
456

بأخبار الآحاد وترك العمل بالظن، كما هو مذهب أجلة الأخباريين، وقد بينا في مصنفي
الجامع للمقاصد بطلان طريقتهم وفساد منهجهم، من أراد الوقوف عليه فليطلب ثمة
يجده مقرونا بالصواب.
ثم إن شيخنا يوسف قال أيضا: وله كتاب يشتمل على جملة من أجوبة
مسائل قد سئل عنها، وهو عندي إعارة من بعض الاخوان، وكذلك كتاب السرائر
بتمامه.
وبالجملة ففضل الرجل المذكور ونبله في هذه الطائفة أظهر من أن ينكر،
وان تفرد ببعض الأقوال الظاهرة البطلان لذوي الافهام والأذهان، ومثله في ذلك غير
عزيز، كما لا يخفى على الناظر المنصف.
ثم قال: إن ما نقله في كتاب أمل الآمل عن السيد مصطفى من أنه ذكره
ابن داود في قسم الضعفاء مع نقله عنه أولا أنه قال في كتابه: كان شيخ الفقهاء في
الحلة متقنا للعلوم كثير التصانيف لا يخلو من تدافع، فان وصفه بما ذكر يوجب دخوله
في قسم الممدوحين لا الضعفاء.
وأغرب من ذلك قوله بعد " ولم أجده في كتاب ابن داود لا في الممدوحين ولا
في المذمومين " مع أن الميرزا محمد صاحب الرجال قد نقل عن ابن داود عبارة المدح
المذكورة، وهي قول شيخ الطائفة إلى آخرها فليتأمل حينئذ (1).
ترجمة أبي حامد الغزالي
ومن السابعة عشر: محمد بن محمد الغزالي معروف بحجة الاسلام يكنى
أبا حامد، كان من أهل طوس، قد ولد في الطوس سنة خمسين وأربعمائة، وفي أوائل
حاله كان هناك، وفي نيشابور عند أبي المعالي جويني الملقب بامام الحرمين مشغولا
بالتحصيل، ثم لاقى نظام الملك الوزير فراعاه وأكرمه، وقد ناظر مع جمع من العلماء

(1) لؤلؤة البحرين ص 276 - 280.
457

والأفاضل الذين كانوا في خدمة الوزير، فغلب في المباحثة عليهم.
ثم فوض إليه تدريس نظامية بغداد في سنة أربع وثمانين بعد المآت الرابعة،
فصار مرجعا لأهل العراق فيتحابنوه، وقد وقف هناك عشر سنين، ثم عاد إلى وطنه
فاشتغل بحاله واختار العزلة عن الخلق، وصنف كتبا جيدة، من جملتها احياء العلوم
وغيره.
ثم ارتحل إلى نيشابور واشتغل بالتدريس في النظامية، فتركه بعد مدة وارتجع
إلى الوطن ثانيا وبنى الخانقاه للطائفة الصوفية والمدرسة للطلبة، ووظف أوقاته على
الخيرات والمبرات، من ختم القرآن وصحبة أرباب القلوب وتدريس العلوم.
وفي خلال هذه الأحوال قد خطأ وجهل أبا حنيفة، وقد أفتى تابعوه في زمان
السلطان محمود على قتله، فلم يظفروا به إلى صباح يوم الرابع عشر شهر جمادي
الآخر سنة خمسين وخمسمائة فتوفى.
وقد أتوا في التواريخ أن مؤيد الملك الوزير في أيام عزلة الإمام محمد الغزالي
استدعى منه اللقاء والوصول إلى حضرته لأجل التدريس في بغداد، فكتب في الجواب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله أجمعين، أما بعد فقال بعد الثناء
عليه:
أيها الخواجة يجب علي دعوتك من حضيض المراتب البشرية إلى أوج مدارج
الملكوتية، أيها العزيز الطريق إلى الله من الطوس وبغداد سيان، وأما بين حضيض
الحيوانية إلى أوج الانسانية فالمسافة خطيرة والتماس الحضور عندك، فهذا يوم
الفراقة وليس وقت السفر إلى العراق. أيها العزيز فافرض أني وصلت إلى بغداد، فعقبه
رقم الاجل من جانب رب العزة، فلابد لك من فكر مدرس، فافترض اليوم هو اليوم،
فخل يدك عن الفقير، والسلام على من اتبع الهدى.
وفي السير أيضا أنه في مبادي الحال بواسطة مصاحبة رؤساء أهل الضلال
كان غريبا عن نور الهداية، ثم تبصر فصار مؤمنا مواليا بل من الشيعة. وقد اندرج
السائل الهمداني في بعض رسائله، فقال: ان مشايخ الشيعة يقولون: الغزالي منا. ولعل
458

توهم التشيع هو ما رأوه في وسيطه في الفقه الشافعي من استشمام رائحة الطعن على
عمر.
وذكر في مسألة العول أيضا عن ابن عباس بأنه قال: من نازع في العول
فأباهله، فقيل له: لم لم تقل في زمان خلافة عمر؟ فقال: رجل غيور خفته.
وقد نقل عن محمد بن أبي القاسم الذي هو من تلامذة الغزالي في الرسالة
الموسومة بالمحاكمات أنه وصل إلى خدمة الشريف المرتضى في طريق الحج، وأظهر
الغزالي بعض الاشكالات في المذهب، فشرع السيد الشريف في اثبات عقائد الإمامية
بالدليل القاطعة والبراهين الساطعة واتمامها، فعاد إلى الصواب واستبصر.
ولما رجع الغزالي من مكة المعظمة لاقاه أحمد المتصوف، فقال له: سمعت أنك
باحثت مع الشريف المرتضى وجرت إلى مذهب الشيعة الاثنا عشرية واخترته، وهذا
منك غريب وعجيب في الغاية، فأجابه بأن التعجب في اختياري المذهب الآخر في
هذه المدة، ثم أنشد هذا الشعر:
دوست أبا ما عرض ايمان كرد ورفت * پير كبرى را مسلمان كرد ورفت
فامتد المباحثة والمناظرة بينهما إلى يومين، ففاجأ أخاه الموت في اليوم الثالث
انتهى.
قال الشهيد: ان هذه الحكاية كذب، فان السيد المرتضى علم الهدى على
ما في كتب التواريخ لم يلاق الغزالي أصلا، فان وفاة السيد في سنة الثلاثين بعد
الأربعمائة، وتولد الغزالي في سنة خمسين بعدها.
وأنا أقول: إن تلميذه لم يصرح بالسيد المذكور علم الهدى، بل الرأي كما
ذكره المقدس الأردبيلي في حديقة الشيعة المنسوبة إليه أن السيد المرتضى الذي جرت
له المباحثة مع الغزالي الناصبي في طريق مكة المعظمة زادها الله شرفا هو أبو تراب
مرتضى بن داعي الحسيني الرازي، فإنه كان من أكابر الشيعة وسادات الشريعة
رضوان الله عليهم مصنف كتاب تبصرة العوام بالفارسي، وكتاب الفصول التامة في
هداية العامة، وقد أشرنا إليه في الطبقات الرجالية مع أخيه المجتبى بن الداعي
459

الحسني.
فما ذكره القاضي نور الله التستري في كتاب المجالس من احتمال كون من
لاقى حجة الاسلام الغزالي هو الشريف أبو أحمد ابن السيد رضي الدين، فإنه كان
بعد عمه المرتضى شريفا ونقيبا على السادات العلويين، ولما كان عهده مع عهد عمه
متقاربين، ولم يزل كان هذه الطائفة من النقباء والشرفاء، فاشتبه على صاحب
المحاكمات فحمله على العم لا على ابن الأخ، لاشتراكهما في لقب النقابة.
مدفوع، بأن ذلك الوصف مشترك الورود، ولكن المرتضى وصف لا يشاركه
ابن أخيه، بل يشاركه من ذكرناه.
ومما يؤيد رجوع الغزالي عن مذهبه على ما في كتاب مجالس المؤمنين أنه ذكر
أستاذ البشر أمير غياث الدين منصور الشيرازي في الجزء التاسع من كتاب حجة
الكلام، فقال: ان حجة الاسلام الغزالي ذكر في بعض رسائله أني كنت مدة على أقوال
السوفسطائية، وبرهة على أقوال المتكلمين والفلاسفة متمسكا بالدلائل، ثم ظهر لي
أنه لا يفيد شيئا من هذه، فقذف الله في قلبي نورا ويسرت به مطمئنا في العقائد
الاسلامية من غير شك.
ثم ذكر القاضي بعد ذلك أن هذه العبارة مقتبسة من كلام الامام الهمام جعفر
بن محمد الصادق عليه السلام في جواب سؤال عنوان البصري، فقال: العلم النافع
ليس بكسب ولا بجد بل هو نور يقذفه الله في قلوب أوليائه إذا أراد بهم خيرا ثم قال
القاضي: ان حمل النور في كلام الغزالي على نور شهود الحق الذي هو مقام الكشف،
كما هو مفهوم البعض من كلامه، واحتمل كونه من الواصلين إلى هذا المقام، الا أن
سيد الموحدين حيدر بن علي الآملي في كتاب جامع الاسرار قد صرح بخلافه وجعله
من أهل التوحيد القولي لا الفعلي.
وأنا أقول: إن هذه الاستنباطات من المخترعات والمصنوعات التي يصنعها
القاضي في مقابلة البديهيات والضروريات والاجتهادات في مقابلة التصريحات، إذ
الغزالي من أهل السنة، بل ومن متعصبيهم ذوي الأذناب الطويلة، نعم يجري في
460

كلامهم الحق في أصولهم وفروعهم، فينتجون بخلاف مقدماتهم المسلمة المعلومة محض
العناد والبغض للشيعة تأسيا بأئمتهم الأولين.
وما ذكره للتأييد نقلا عن بعض رسائله لا يفيد الا الخروج من الكفر
والزندقة إلى العقائد الاسلامية، وهذا غير العقائد الايمانية، وتطابق عبارته مع عبارة
الامام غير ارادته ما هو مراده عليه السلام، فإن كان أحد يزعم أن ما وصل إليه هو
النور الذي قذفه في قلبه، فهذا من القاضي عجيب.
وأعجب من ذلك أنه أيد صحة اعتقاد الغزالي أنه قال في مسألة الإمامة من
كتاب الاقتصاد: ان اظهار منهج الحق والصواب غير ممكن، ولا يمكننا الخروج من
المسلك المعتاد للجمهور.
ثم قال: إن هذه المسألة منشأ التعصبات، والمعرض عن الخوض فيها أسلم
من الخائض فيها وان أصاب، فكيف إذا أخطأ، لكن إذا جرى الرسم باختتام
المعتقدات به، أردنا أن نسلك المنهج المعتاد، فان القلوب عن المنهج المخالف شديد
النفار انتهى.
وأنت خبير بأنه متفوه بما ذكرناه من التعصب، وحبه عدم النفرة عنه بذكر
المسلك المخالف للمعتاد عند الجمهور، وإن كان منهجا حقا وطريقا مستقيما، وهو الذي
يقتدي به أهل الكفر والنفاق والزندقة والشقاق عند مجئ الأنبياء والرسل طباقا بعد
طباق، فيقولون: بأنا وجدنا آباءنا على أمة وأنا على آثارهم مقتدون.
وأما التأييد بكونه منكرا للقياس وتسميته إياه ميزانا للشيطان كما في
قسطاس المستقيم، ومنكرا للتفويض الذي هو مدار أهل السنة في اثبات خلافة أبي
بكر، إلى غير ذلك من المؤيدات. فوهنه ظاهر.
نعم قد نقل عنه في كتاب سر العالمين الذي كتبه في أواخر عمره بعد ذكر
المقالات في أمر الخلافة، فقال: أسفرت الحجة وجهها وأجمع الجماهير متن الحديث من
خطبته صلى الله عليه وآله في يوم غدير باتفاق الجميع، وهو يقول: من كنت مولاه فعلي
مولاه، فقال عمر: بخ بخ لك يا أبا الحسن لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن
461

ومؤمنة.
وهذا تسليم ورضا وتحكيم، ثم بعد هذا غلب الهواء لحب الرئاسة وحمل عمود
الخلافة وعقود البنود وخفقان الهوى في قعقعة الرايات واشتباك ازدحام الخيول وفتح
الأمصار، سقاهم كأس الهوى فعادوا إلى الخلاف فنبذوا وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا
قليلا فبئس ما يشترون (1).
ولكن ذلك من جملة ما أشرنا إليه من كلماتهم الحقة التي يظهرون بأفواههم،
ولكن ليست مطابقة لما في قلوبهم، وأمثالها كثيرة في صحاحهم المسلمة، مع أن صاحبيها
من أعاظم أهل السنة لا يحتمل كونهم خارجين عن المنهج المعوج والمسلك المدرج،
كما احتمل في مثل الغزالي.
فلو كان ما ذكروه في كتبهم مما يدل على حقية مذهب الإمامية، دالا على
كونهم متمسكين به، متشبثين بالعروة الوثقى، فلا يبقى أحد من أعاظمهم متصفا
بالمذهب الرذيل الا من خواصهم وعوامهم الذين كالانعام.
ترجمة شيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي
ومن الثامنة عشر: الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي، واليه انتهت
رئاسة المذهب في وقته، وأذعن له الخاص والعام والمخالف والمؤالف.
قال العلامة في الخلاصة: محمد بن الحسن بن علي الطوسي أبو جعفر قدس
سره شيخ الامامية ورئيس الطائفة، جليل القدر عظيم القدر، ثقة عين صدوق عارف
بالاخبار والرجال والفقه والأصول والكلام والأدب.
جميع الفضائل ينسب إليه، صنف في كل فن من فنون الاسلام، وهو المهذب
للعقائد في الأصول والفروع، والجامع لكمالات النفس في العلم والعمل، وكان تلميذ
الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان.

(1) سر العالمين 21.
462

ولد في شهر رمضان سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، وقدم العراق في شهور سنة
ثمان وأربعمائة، وتوفي ليلة الاثنين الثاني والعشرين من المحرم سنة ستين وأربعمائة في
المشهد الغروي على ساكنه السلام ودفن بداره.
قال الحسن بن مهدي السليقي: توليت أنا والشيخ أبو محمد الحسن بن عبد
الواحد بن زربي، والشيخ أبو الحسن اللؤلؤي غسله في تلك الليلة ودفنه. وكان يقول
أولا بالوعيد ثم رجع وهاجر إلى مشهد أمير المؤمنين عليه السلام خوفا من الفتن التي
تجدد ببغداد، وأحرقت كتبه وكرسي كان يجلس عليه للكلام (1).
ونقل عن كتابي حياة القلوب (2) ومجالس المؤمنين أن بعض المعاندين من
المخالفين عرضوا على الخليفة العباسي أن الشيخ سب الصحابة في كتابه الموسوم
بالمصباح في دعاء يوم عاشوراء منه، فأمر الخليفة باحضاره مع الكتاب المذكور، ولما
حضر استفسر منه الامر.
فأنكر الشيخ، ففتح بعض كتاب الخليفة وأراه العبارة " اللهم خص أنت أول
ظالم باللعن مني، وابدء به أولا ثم الثاني ثم الثالث ثم الرابع، اللهم اللعن يزيد بن
معاوية خامسا "، فقال الشيخ بديهة: يا أمير المؤمنين ليس المراد ما عرض به المعاندون،
بل المراد بأول ظالم قابيل قاتل هابيل، وهو الذي بدأ بالقتل في بني آدم وسنه، والمراد
بالثاني عاقر ناقة صالح النبي عليه السلام واسمه قيدار بن سالف. وبالثالث قاتل
يحيى بن زكريا. وبالرابع عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي بن أبي طالب عليه السلام
فلما سمع الخليفة بيانه رفع شأنه واكرامه. وزاد في الثاني: انتقم ممن سعى به.
وقال شيخنا يوسف: وجدت بخط من يعتمد عليه في آخر كتاب العدة للشيخ
رضي الله عنه ما صورته: ولد الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي مصنف هذا
الكتاب سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، وقدم العراق سنة ثمان وأربعمائة، وتوفي في المشهد

(1) رجال العلامة الحلي ص 148.
(2) كذا والصحيح: محبوب القلوب.
463

الغروي رحمه الله ليلة الاثنين سنة الستين وأربعمائة.
فعلى هذا يكون عمره خمسا وسبعين سنة. ولما قدم العراق كان ابن ثلاث
وعشرين سنة، وسن سيدنا المرتضى ثلاث وخمسون سنة، فكانا معاصرين في العراق
مدة ثمان وعشرين سنة، وبقي الشيخ بعد السيد المرتضى أربعا وعشرين انتهى.
أقول: إن الشيخ حين قدومه إلى العراق تلمذ على الشيخ المفيد مدة حياته،
ثم بعد موته على تلميذه السيد المرتضى، وكان السيد يجري عليه في كل شهر اثنا
عشر دينارا، كما يجري على سائر تلامذته كابن البراج، فإنه يأخذ كل شهر ثمانية
دنانير. وله أيضا مشايخ، كابن الغضائري، وابن أبي جيد، وابن حسكة، وأحمد بن
موسى الأهوازي، وأضرابهم ممن ذكر في الأحاديث والرجال.
وقال في الفهرست: محمد بن الحسن بن علي الطوسي مصنف هذا الفهرست
له مصنفات، منها كتاب تهذيب الأحكام، وهو يشتمل على عدة كتب الفقه أولها
الطهارة ثم ساق الكلام في تعدادها إلى كتاب الديات. وكتاب الاستبصار فيما اختلف
فيه من الاخبار، وهو يشتمل على عدة كتب تهذيب الأحكام، الا ان هذا الكتاب
مقصور على ما اختلف من الاخبار، والأول يجمع الخلاف والوفاق.
وله كتاب النهاية في مجرد الفقه والفتاوي يشتمل على عدة كتب تهذيب الأحكام
، وله المفصح في الإمامة، وله تلخيص كتاب الشافي في الإمامة، وله مختصر ما
لا يسمع المكلف الاخلال به، وله كتاب العدة في أصول الفقه، وله كتاب الرجال في
من روى عن النبي صلى الله عليه وآله وعن الأئمة الاثنا عشر ومن تأخر عنهم.
وله هذا الكتاب، وهو فهرست كتب الشيعة وأصولهم وأسماء المصنفين منهم،
وأصحاب الأصول والكتب وأسماء من صنف لهم وليس هو منهم. وله مسائل الخلاف
مع الكل في الفقه، وله كتاب المبسوط في الفقه، يشتمل على ثمانين كتابا، فيه فروع
الفقه كلها لم يصنف مثله، ثم عدها وقال: الجميع واحد وثمانون كتابا وله كتاب ما
يعلل وما لا يعلل، وله مقدمة في الدخول إلى علم الكلام ولم يعمل مثلها.
وله كتاب الجمل والعقود في العبادات مختصر، وله مسأله في الأصول مليحة،
464

وله كتاب الايجاز في الفرائض مختصر، وله مسألة في الأصول مليحة، وله كتاب الايجاز
في الفرائض مختصر، وله مسألة في العمل بخبر الواحد، وله كتاب شرح جمل العلم
والعمل بما يتعلق بالأصول، وله المسائل الرجبية في آي القرآن، وله المسائل الدمشقية
اثنتا عشر مسألة، وله كتاب التبيان في تفسير القرآن لم يعمل مثله، وله المسائل الرازية
في الوعيد.
وله مسائل في الفرق بين النبي صلى الله عليه وآله والإمام عليه السلام، وله
المسائل الحلبية، وله النقض على ابن شاذان في مسألة الغار، وله مختصر في عمل يوم
وليلة، وله مناسك الحج مجرد العمل والأدعية. وله مسائل ابن البراج، وكتاب مصباح
المتهجد في عمل السنة، وله كتاب أنس الوحيد مجموعة، وكتاب الاقتصاد فيما يجب
على العباد، وكتاب مختصر المصباح في عمل السنة.
والمسائل الالياسية مائة مسألة في فنون مختلفة، ومختصر أخبار مختار بن أبي
عبيدة الثقفي، والمسائل الحائرية نحو ثلاثمائة مسألة، وله هداية المسترشد وبصيرة
المتعبد، وله كتاب اختيار معرفة الرجال، وكتاب المجالس والاخبار، وله مقتل الحسين
عليه السلام، وله كتاب في الأصول خرج منه الكلام في التوحيد وبعض الكلام في
العدل (1) انتهى.
وقد نقل شيخنا يوسف عن بعض معاصريه في بعض إجازاته أنه قال: وأما
الشيخ الطوسي، فهو شيخ الطائفة ورئيس المذهب وامام في الفقه والحديث، الا أنه
كثير الاختلاف في الأقوال، وقد وقع له خبط عظيم في كتابي الاخبار في تمحله
الاحتمالات البعيدة والتوجيهات الغير السديدة.
وكانت له خيالات مختلفة في الأصول، ففي المبسوط والخلاف مجتهد صرف
وأصولي بحت، بل ربما يسلك مسلك العمل بالقياس والاستحسان في كثير من
مسائلها، كما لا يخفى على من ارخى عنان النظر في مجالهما، وفي كتاب النهاية سلك

(1) الفهرست ص 159 - 161.
465

مسلك الاخباري الصرف بحيث أنه لم يتجاوز فيها مضامين الاخبار ولم يتعد مناطيق
الآثار، وهذه هي الطريقة المحمودة والغاية المقصودة.
وقد اعتذر بعض علمائنا بأنه انما سلك في الكتابين مسلك العامة تقية
واصطلاحا ومماشاة لهم، حيث شنعوا على فضلاء الشيعة بأنهم ليسوا من أهل الاجتهاد
والاستنباط، وليس لهم قدرة على التفريع والاستدلال.
وأين هذا الاعتذار من اعتذار الفاضل محمد بن إدريس الحلي، بأن الشيخ
في النهاية لم يسلك مسلك الفتوى، وانما سلك مسلك الرواية، وكتابه كتاب رواية لا
كتاب فتوى ودراية. ولعمري أنه ما أصاب وما عرف حقيقة الجواب، وإن كان ما ذكره
ذلك البعض غير مسلم.
والحق أن الشيخ صارت له خيالات متناقضة وأمور متعارضة، لأنه كان حديد
الذهن شديد الفهم حريصا على كثرة التصانيف وجمع التأليف انتهى المقصود من نقل
كلامه زيد في اكرامه.
ثم قال: وقد غفل قدس سره عن شئ آخر هو أشد مما ذكره لمن تأمل
بحقيقة النظر، وهو ما وقع للشيخ المذكور سيما في التهذيب من السهو والغفلة
والتحريف والنقصان في متون الاخبار وأسانيدها قلما يخلو خبر من علة من ذلك، كما
لا يخفى على من نظر في كتاب التنبيهات الذي صنفه السيد العلامة السيد هاشم في
رجال التهذيب.
وقد نبهنا في كتاب الحدائق الناظرة على ما وقع له من النقصان في متون
الاخبار، حتى أن كثيرا ممن يعتمد في المراجعة عليه ولا يراجع غيره من كتب الاخبار،
وقعوا في الغلط وارتكبوا في التفصي منه الشطط، كما وقع لصاحب المدارك في مواضع
من ذلك.
وبالجملة فان الشيخ المذكور وإن كان فضله أعظم من أن تحويه السطور الا
أنه لمزيد الاستعجال في التصنيف والحرص على التأليف وسعة الدائرة والاشتغال
بالتدريس والفتوى والعمل ونحو ذلك، قد وقع في هذه الأحوال الظاهرة الكل من
466

أعطى النظر حقه في هذا المجال، جزاه الله عنا وعن الاسلام أفضل الجزاء، وألحقه
بنبيه صلى الله عليه وآله في الدرجة العلى والمرتبة القصوى (1) انتهى.
أقول: وما ذكراه موهون في جلى النظر، إذ ما ذهب إليه البعض من نسبة
الخبط إليه من ارتكابه الاحتمالات البعيدة والتوجيهات الغير السديدة، فهذا منه
بعيد، فان الباعث على ذلك على ما سمعته من المشايخ العظام أن أهل التسنن ومن
هو خارج عن مذهب الإمامية قد شنعوا المذهب الحق، باعتبار ما وقع من اختلاف
الآثار وتشتت الاخبار كثيرا، حتى أنه قد قيل: قد خرج من الدين من لم يعرف الغث
من السمين بسبب ذلك.
فهم وجد على جمع الاخبار المتعارضة، ثم تعرض لما لا يعمل بظاهره تأويلا
لا ينافي المذهب، وإن كان بعيدا عن المطلب، وجعل ذلك جمعا تبرعيا غير مفتى به، أو
تعبديا لا يوجب العمل به. وانما الباعث على ذلك عدم التجري والتجاسر في رد
الأحاديث النبوية والامامية.
وأما ما ذهب إليه من الاجتهاد في الكتابين والسلوك إلى جادة الصواب من
طريقة الاستنباط والتفقه في الدين والتفريع والاستدلال وتهذيب الكلام في الفتاوي،
فليس ذلك من السلوك إلى طريقة العامة تقية، أو اشهارا بأن فضلاء الشيعة غير
عاجزين عن الاجتهاد والاستدلال.
حاشا ثم حاشا من هذا الخيال، إذ العامة والخاصة في لزوم الاجتهاد وترك
التقليد على ما فاز إلى أوجه وصعد من حضيض التقليد إلى مرتبة الاستنباط سيان،
وانما الاختلاف في فروع ذلك الأصل بواسطة مدارك كل فرع، فانكار ما هو معلوم
الوجوب من مذهبي الخاصة والعامة، من لزوم نفس الاجتهاد والعمل بالظن بعد
الجد والجهد أمر لا أرى له حدا، وخطب لا أجد له سدا غير الحمل على المكابرة
والعناد، كنسبة العمل بالقياس والاستحسان إلى مثل الشيخ.

(1) لؤلؤة البحرين ص 293 - 298.
467

نعم ما سلك في النهاية محتمل لما احتمله سبطه محمد بن إدريس الحلي، أو
اقتصر على الفتوى بذكر نفس الروايات من دون الإشارة إلى البحث وايراد
المعارضات واختلاف أقواله في كتبه أو في كتاب واحد غير ضائر. كيف وكم من مثله
كثير، بل وأكثر العلماء بعد تجديد النظر وتجوال الفكر لعلهم يرتدعون ويذهبون إلى
ما هو خلاف رأيهم الأول، وذلك غير عزيز، وتوهم انه من مزيد الاستعجال في
التصنيف غريب عن السداد.
وبالجملة التفوه بمثل هذه المقالات الكاسدة بالنسبة إلى رئيس الاسلام
وشيخ العلماء ومحي الدين بعد اندراسه مما لا يليق صدوره من جاهل فضلا عن عالم،
كيف وهو ممن له الكرامات الظاهرة.
سمعت من الاساتيد انه طاب ثراه قد ترك زيارة أمير المؤمنين عليه السلام
مع حضوره في الغري في مدة تأليف كتاب التهذيب وجمع أحاديثه، ولعلها على ما هو
ببالي عشرون سنة، فاضطرب وتزلزل قلوب الشيعة في الشيخ، فزعموا خروجه عن
المذهب، فاطلع على هذه الخيالات فصعد إلى سطح بيته وزار وسلم على الإمام عليه السلام
، فاستفاض بالجواب بحيث سمعوا صوته المبارك، فعلموا أن اشتغاله بذلك
الامر انما هو من أمرهم واذنهم عليهم السلام وهو أهم من الزيارة وأقرب إلى الطاعة
والعبادة.
ترجمة السيد الشريف المرتضى
ومن التاسعة عشر أربعة:
أولهم: السيد السند أبو القاسم الملقب بالمرتضى المدعو بعلم الهدى علي بن
أبي أحمد بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام الموصوف ب‍ " ذي المجدين " وهذا
السيد ممن لا ينكر فضله وعلمه، وبيان مكارمه أجل من أن يستقصى.
فعن السيد الاجل الألمعي السيد علي صدر الدين الشيرازي في كتاب
468

الدرجات الرفيعة في طبقات الامامية من الشيعة: السيد المرتضى أبو القاسم علي بن
أبي أحمد الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن
محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ذي المجدين علم
الهدى. كان أبوه النقيب أبو أحمد جليل القدر عظيم المنزلة في دولة بني العباس ودولة
بني بويه. وأما والدة الشريف المرتضى، فهي فاطمة بنت الحسين بن أحمد بن الحسن
الناصر الأصم، وهو أبو محمد الحسن بن علي بن [الحسن بن علي بن] (1) عمر الأشرف
ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام وهي أم أخيه أبي الحسن
الرضي.
وكان الشريف المرتضى أوحد أهل زمانه فضلا وعلما وكلاما وحديثا وشعرا
وخطابا وجاها وكرما إلى غير ذلك.
وولد قدس سره في رجب المرجب سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، وقرأ
هو وأخوه الرضي على ابن نباتة صاحب الخطب الآتي ذكره وهما طفلان، ثم قرا كلاهما
على الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان قدس سره.
وكان المفيد رأى في منامه فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله
دخلت إليه وهو في مسجد في الكرخ، ومعها ولداها الحسن والحسين عليهما السلام
صغيرين فسلمتهما إليه وقالت: علمهما الفقه، فانتبه وتعجب من ذلك، فلما تعالى النهار
في صبيحة تلك الليلة التي رأى فيها الرؤيا دخلت إليه في المسجد فاطمة بنت الناصر
وحولها جوارها وبين يديها ابناها علي المرتضى ومحمد الرضي صغيرين، فقام إليها وسلم
عليها، فقالت له: أيها الشيخ هذان ولداي قد أحضرتهما إليك لتعلمهما الفقه، فبكى
الشيح وقص عليها المنام وتولى تعليمهما وأنعم الله تعالى عليهما، وفتح الله لهما من
أبواب العلم والفضائل ما اشتهر عنهما في آفاق الدنيا، وهو باق على ما بقى الدهر.
وذكر الشيخ الشهيد في أربعينه، فقال: نقلت من خط السيد العالم صفي

(1) الزيادة من المصدر.
469

الدين محمد بن محمد الموسوي في المشهد الكاظمي في سبب تسمية السيد المرتضى
بعلم الهدى أنه مرض الوزير أبو سعيد محمد بن الحسين بن عبد الصمد في سنة
عشرين وأربعمائة، فرأى في منامه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وهو يقول
له: قل لعلم الهدى يقرأ عليك حتى تبرأ، فقال يا أمير المؤمنين ومن علم الهدى؟
فقال: علي بن الحسين الموسوي.
فكتب إليه الوزير بذلك، فقال المرتضى رضي الله عنه برضا الله في أمري،
فان قبولي لهذا اللقب شناعة علي، فقال الوزير: ما كتبت إليك الا بما لقبك به جدك
أمير المؤمنين علي عليه السلام، فعلم القادر الخليفة بذلك، فكتب إلى المرتضى: تقبل
يا علي بن الحسين ما لقبك به جدك، فقبل وسمع الناس.
وكان نحيف الجسم حسن الصورة، وكان يدرس في علوم كثيرة ويجري على
تلامذته رزقا وكان للشيخ الطوسي أيام قراءته عليه كل شهر اثنا عشر دينارا،
وللقاضي ابن البراج كل شهر ثمانية دنانير.
وأصاب الناس في بعض السنين قحط شديد، فاحتال رجل يهودي على
تحصيل قوت يحفظ به نفسه، فحضر يوما مجلس المرتضى واستأذنه أن يقرأ عليه شيئا
من علم النجوم، فأذن له وأمر له بجائزة تجري عليه كل يوم، فقرأ عليه برهة ثم
أسلم على يده.
وكان قد وقف قرية على كاغذ الفقهاء، وكان يلقب بالثمانيني، لأنه أحرز من
كل شئ ثمانين، حتى أنه كان عمره ثمانين سنة وثمانية أشهر. وتولى نقابة النقباء وامارة
الحاج والمظالم بعد أخيه الرضي أبي الحسن، وهو منصب والدهما.
وذكر أبو القاسم بن الفهد الهاشمي في تاريخ اتحاف الورى بأخبار أم
القرى في حوادث سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، قال: فيها حج الشريفان المرتضى
والرضي، فاعتقلهما في أثناء الطريق ابن الجراح الطائي، فأعطياه تسعة آلاف دينار
من أموالهما.
وللشريف المرتضى مصنفات كثيرة، وديوان شعر يزيد على عشرين ألف
470

بيت. وذكر أبو القاسم التنوخي صاحب الشريف قال: حصرنا كتبه فوجدناها ثمانين
ألف مجلد من مصنفاته ومخطوطاته ومقرواته (1). وقال الثعالبي في كتاب اليتيمة: انما
قومت بثلاثين ألف دينار، بعد أن أهدى إلى الرؤساء والوزراء منها شطرا عظيما.
وكان وفاته بخمس بقين من شهر ربيع الأول سنة ست وثلاثين وأربعمائة،
وصلى عليه ابنه أبو جعفر محمد، وتولى غسله أبو الحسين أحمد بن الحسين النجاشي،
ومعه الشريف أبو ليلى محمد بن الحسن الجعفري، وسلار بن عبد العزيز الديلمي،
ودفن في مشهده المقدس مع أبيه وأخيه (2). انتهى ما عن كتاب الدرجات.
وما ذكره من تاريخ المولد والوفاة ذكره العلامة في الخلاصة، وذكر في الخلاصة
انه دفن في داره (3). فكتب عليها الشهيد الثاني: ثم نقل إلى جوار جده الحسين. ذكره
صاحب تنزيه ذوي العقول في أنساب آل الرسول، وما نقله هنا عن أبي القاسم
التنوخي نقله عنه أيضا شيخنا الشهيد في حواشي الخلاصة، وكذا ما نقله الثعالبي.
ونقل في كتاب مجالس المؤمنين عن بعض الاعلام في ترجمة السيد المرتضى
بعد أن أثنى عليه أنه خلف بعد وفاته ثمانين ألف مجلد من مقرواته ومصنفاته
ومخطوطاته، ومن الأموال والاملاك ما يتجاوز عن الوصف، وصنف كتابا يقال
له: الثمانيني، وخلف من كل شئ ثمانين، وعمره ثمانين سنة وثمانية أشهر، فمن أجل ذلك
سمي أبو الثمانيني انتهى.
وقال في اللؤلؤة بعد ما ذكر: والرجل كما ذكر وفوق ما ذكر من الفضل وعلو
الشأن وجلالة المنزلة دينا ودنيا ورفعة المكان، الا أنه قدس سره كان مجتهدا صرفا
وأصوليا بحتا، قليل التعلق في الاستدلال بالاخبار، وانما يتعلق بالأدلة العقلية، كما
لا يخفى على من راجع كتبه الفقهية. والظاهر أن ذلك بناء على ما اشتهر نقله عنه،
من حكمه بأن هذه الأخبار أخبار آحاد لا توجب علما ولا عملا، كما هو طريقة ابن

(1) في المصدر: ومفرداته.
(2) الدرجات الرفيعة: 458 - 463.
(3) رجال العلامة: 95.
471

إدريس (1) انتهى.
أقول: إن استدراكه بقوله " الا أنه كان مجتهدا " الخ فيه تنبيه على تمريضه
لمذهب المجتهدين وانتصاره للاخباريين، وقد بينا وحققنا فساد هذا المذهب في أصولنا
المبسوطة، وحرمة العمل بأخبار الآحاد، وضعف دعوى قطعية صدورها.
ومن كتبه طاب ثراه على ما في الفهرست حيث قال بعد أن ذكر أن له
تصانيف ومسائل شتى: غير أني أذكر أعيان كتبه وكبارها، منها كتاب الشافي في
الإمامة، وكتاب الملخص في الأصول ولم يتم، وكتاب الذخيرة في الأصول تام، وكتاب
جمل العلم والعمل تام، وكتاب الغرر والدرر، وكتاب التنزيه في عصمة الأنبياء.
والمسائل الموصلية، وله مسائل أهل الموصل الثانية، وله مسائلهم الثالثة،
وكتاب المقنع في الغيبة، ومسائل الخلاف في الفقه ولم يتمه، ومسائل الانفرادات في
الفقه تامة، ومسائل الخلاف في أصول الفقه لم يتمها، ومسائل منفردات في أصول
الفقه، وكتاب الصرفة في اعجاز القرآن، وكتاب المصباح في الفقه ولم يتمه، وله المسائل
الطرابلسية الأولية، والأخيرة، والمسائل الحلبية الأولية، ومسائلهم الأخيرة، ومسائل
أهل المصر قديما ومسائلهم أخيرة، والمسائل الديلمية.
وله المسائل الناصرية في الفقه، وله المسائل الجرجانية، وله المسائل الطوسية
لم يتمها، وله ديوان الشعر، وله كتاب البرق، وكتاب الطيف والخيال، وكتاب الشيب
والشباب، وكتاب تتبع الأبيات التي تكلم عليها ابن جني في أبيات المتنبي، وكتاب
النقض على ابن جني في الحكاية والمحكي، وله تفسير قصيدة السيد الحميري المذهبة،
وله مسائل مفردات نحوا من مائة مسألة في فنون شتى، وله مسائل كثيرة في نصرة
الرؤية وابطال القول بالعدد، وكتاب الصرفة، وكتاب الذريعة في أصول الفقه. قال
قدس سره: قرأت أكثر هذه الكتب عليه، وسمعت سائرها تقرأ عليه دفعات
كثيرة (2) انتهى.

(1) لؤلؤة البحرين: 313 - 320.
(2) الفهرست للشيخ: 99 - 100.
472

ومن كتبه على ما زاد ابن شهرآشوب كتاب ما انفردت به الإمامية في
المسائل الفقهية، والمسائل الصيداوية، والمسائل التبانيات، والفقه الملكي، والآيات
الباهرة في العترة الطاهرة، والمسائل السلارية، والمسائل الميافارقين وهي خمس
وعشرون مسألة، والمسائل الرازية أربعة عشر مسألة، مسألة المنع من تفضيل الملائكة
على الأنبياء، نقض مقالة يحيى بن عدي النصراني المنطقي فيما لا يتناهى، جواب
الملاحدة في قدم العالم في أقوال المنجمين، إنكاح أمير المؤمنين ابنته من عمر، أنواع
الاعراض من جمع أبي رشيد النيشابوري، والخطبة المقمصة، والحدود والحقائق، وانقاذ
البشر في القضاء والقدر. هذا ما ذكر عن ابن شهرآشوب في معالم العلماء (1).
ومن مؤلفاته أيضا رسالة المحكم والمتشابه، كما وجدت النقل عنه في الكتب.
ومن مصنفاته التي لم يذكر هنا بل ذكر في كتاب مجالس المؤمنين نقلا عن كتاب رجال
النجاشي كتاب تفسير سورة الحمد وبعض من سورة البقرة، وتفسير آية (قل تعالوا
أتل ما حرم عليكم ربكم) وتحقيق معنى آية (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر
والبحر) وتفسير آية (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما
طعموا).
وكتاب ملخص في أصول الدين، وكتاب تقريب الأصول في الرد على يحيى
بن عدي، وكتاب الرد على يحيى أيضا في اعتراضه على دليل الموحدين في حدوث
الأجسام والرد عليه في مسألة سماها طبيعة المسلمين، ومسألة في كونه تعالى عالما،
ومسألة في الإرادة، ومسألة في التوبة، ومسألة في التأكيد، ومسألة في دليل الخطاب،
وشرح مسائل الخلاف، ومسألة في المتعة، والمسائل المحمديات خمس مسائل، والمسائل
البادريات أربع وعشرون مسألة، والمسائل الموصليات ثلاث في الوعيد والقياس
والاعتماد (2). ولعله مذكور في ما نقلناه عن ابن شهرآشوب كما لا يخفى.

(1) معالم العلماء: 70 - 71.
(2) مجالس المؤمنين: 1 / 503.
473

ترجمة الشريف الرضي
وثانيهم: السيد الرضي أخو السيد المرتضى، فعن الدرجات الرفيعة أنه
قال: أبو الحسن محمد بن أبي أحمد الحسين بن موسى، أخو الشريف المرتضى، كان
يلقب بالرضي ذي الحسبين، لقبه بذلك بهاء الدولة، وكان يخاطبه بالشريف الاجل،
مولده سنة تسع وخمسين وثلاثمائة ببغداد، وكان فاضلا عالما شاعرا مبرزا.
ذكره الثعالبي في اليتيمة، فقال: ابتدأ بقول الشعر بعد أن جاوز العشر
سنين، وهو اليوم أبرع (1) أبناء الزمان، وأنجب سادات العراق، يتحلى مع محتده الشريف
ومفخره المنيف بأدب ظاهر وفضل باهر، وحظ من جميع المحاسن وافر، ثم هو أشعر
الطالبيين من مضى منهم ومن غير على كثرة شعرائهم المفلقين، ولو قلت إنه أشعر
قريش لم أبعد عن الصدق. وكان أبوه يتولى أمر نقابة الطالبيين والحكم فيهم أجمعين،
والنظر في المظالم والحج بالناس، ثم ردت هذه الأعمال كلها إليه في سنة ثمانين وثلاثمائة
وأبوه حي.
وله من التصانيف كتاب المتشابه في القرآن، وكتاب حقائق التنزيل، وكتاب
تفسير القرآن، وكتاب مجازات الآثار النبوية، وكتاب تعليق خلاف الفقهاء، وكتاب
تعليقة الايضاح لأبي علي، وكتاب خصائص الأئمة، وكتاب نهج البلاغة، وكتاب
تلخيص البيان في مجازات القرآن، وكتاب الزيادات في شعر أبي تمام، وكتاب سيرة
والده الطاهر، وكتاب انتخاب شعر ابن الحجاج، وكتاب مختار شعر أبي إسحاق
الصابي، وكتاب ما دار بينه وبين أبي إسحاق من الرسائل ثلاث مجلدات، وكتاب ديوان
شعره يدخل في أربع مجلدات.
قال أبو الحسن العمري: رأيت تفسيره للقرآن، فرأيته من أحسن التفاسير
يكون في كبر تفسير أبي جعفر الطوسي أو أكبر. وكانت له هيبة وجلالة، وفيه ورع

(1) في الأصل: أبدع.
474

وعفة وتقشف، وفيه مراعاة للأهل والعشيرة، وهو أول طالبي جعل عليه السواد.
وكان عالي الهمة شريف النفس لم يقبل من أحد صلة ولا جائزة، حتى أنه رد
صلة أبيه، وناهيك بذلك شرف نفس وشدة صلف. وأما الملوك من بني بويه فإنهم
اجتهدوا على قبول صلاتهم فلم يقبل. وكان يرضي بالاكرام وصيانة الجانب واعزاز
الاتباع والأصحاب.
وذكر أبو الفتوح ابن جني في بعض مجاميعه قال: أحضر الرضي إلى ابن
السيرافي النحوي وهو طفل جدا لم يبلغ عمره عشر سنين، فلقنه النحو. وقعد معه
يوما في الحلقة، فذاكره بشئ من الاعراب على عادة التعليم، فقال: إذا قلنا رأيت عمر
فما علامة نصب عمر؟ فقال له الرضي: بغض علي عليه السلام، فتعجب السيرافي و
الحاضرون من حدة نظره.
وكانت وفاة الرضي بكرة يوم الأحد لست خلون من المحرم سنة ست
وأربعمائة، وحضر الوزير فخر الملك وجميع الأعيان والاشراف والقضاة جنازته
والصلاة عليه، ودفن في داره بمسجد الأنباريين بالكرخ، ومضى أخوه المرتضى من
جزعه إلى مشهد مولانا الكاظم عليه السلام، لأنه لم يستطع أن ينظر إلى تابوته، ودفنه
وصلى عليه فخر الملك أبو غالب، ومضى بنفسه آخر النهار إلى المرتضى إلى المشهد
الشريف الكاظمين، فألزمه بالعود إلى داره، ثم نقل الرضي إلى مشهد الحسين عليه
السلام بكربلاء ودفن عند أبيه، ورثاه أخوه المرتضى بقصيدة بليغة، وكذا رثاه تلميذه
مهيار بن مرزويه الكاتب بقصيدة (1).
سمعت من الاساتيد أنه طاب ثراه كان أزهد أهل زمانه وأورع أهل عصره،
حتى أنه لكثرة الزهد والورع لا يأتم بأخيه المرتضى مع علو شأنه وارتفاع مكانه عند
الخاصة والعامة، فشكى أخوه منه عند والدته فاطمة، فنصحته وقالت: عليك بتبجيل
أخيك وحضور درسه والمواظبة في جماعته.

(1) الدرجات الرفيعة: 466 - 478.
475

فقبل النصح فذات يوم كان مأموما على أخيه، فانقطع الصلاة في البين
وخرج من المسجد واستقر على مكانه، فصار ذلك سببا لمزيد شكاية أخيه عند والدته،
فقال لها: انه اليوم فضحني وشنعني، فياليت لم يصل بي،.
فأحضرته وأظهرت ما فعل بأخيه وعاتبته من تلك الوقعة، فقال لها: يا أماه
ان أخي لم يصل انما جال في بحر الدم، واللبيب يأتم بمن هو يصلي لا بمن يكون نظره
إلى الاشتغال، فسألت عن المرتضى، فقال: اني في وقت الصلاة وقراءة الحمد والسورة
كنت ملتفتا إلى مسألة الحيض وتنقيح مدركه، وهذا منه من العجائب، وليس ذلك
الا من الرياضة وتصفية القلب، فيكون من أخوان الصفا، وله حكايات أخر لا أرى
البحث وايرادها كثير الفائدة.
ترجمة الشيخ المفيد
وثالثهم: الشيخ المفيد أبو عبد الله. قال العلامة في الخلاصة: محمد بن محمد
بن النعمان يكنى بأبي عبد الله يلقب ب‍ " المفيد " وله حكاية في سبب تسميته بالمفيد
ذكرناها في كتابنا الكبير، ويعرف ب‍ " ابن المعلم " من أجل أنه مشايخ الشيعة ورئيسهم
واستادهم، وكل من تأخر عنه استفاد منه، وفضله أشهر من أن يوصف في الفقه
والكلام والرواية، أوثق أهل زمانه وأعلمهم، انتهت رئاسة الإمامية إليه. وكان حسن
الخاطر، دقيق الفطنة حاضر الجواب، له قريب من مائتي مصنف كبار وصغار.
ومات قدس سره ليلة الجمعة لثلاث خلون من شهر رمضان سنة ثلاث
عشرة وأربعمائة، وكان مولده يوم الحادي عشر من ذي القعدة سنة ست وثلاثين
وثلاثمائة، وقيل: ثمان وثلاثين، وصلى عليه الشريف المرتضى أبو القاسم علي بن الحسين
بميدان الأشنان، وضاق على الناس مع كبره، ودفن في داره سنتين، ثم نقل إلى مقابر
قريش ما يقرب من الامام السيد أبي جعفر الجواد عليه السلام عند الرجلين في جانب
قبر شيخه الصدوق أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه (1).

(1) رجال العلامة: 147.
476

وفي رجال النجاشي: محمد بن محمد بن النعمان بن عبد السلام بن جابر بن
النعمان بن سعيد بن جبير بن وهيب بن هلال بن أوس بن سعيد بن سنان بن عبد
الدار بن الريان بن قطر بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث
بن كعب بن علة بن خلد بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن
كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان شيخنا وأستاذنا، وفضله أظهر من
أن يوصف في الفقه والكلام والرواية والثقة والعلم، وله كتب ثم ساق كتبه وسنذكره
انشاء الله، إلى أن قال: مات ليلة الجمعة إلى آخر ما تقدم نقله عن العلامة في
الخلاصة (1).
وذكره الشيخ في الفهرست، وقال بعد الثناء عليه: ولد سنة ثمان وثلاثين
وثلاثمائة، وتوفي لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة ثلاث عشر وأربعمائة، وكان وفاته
يوما لم ير أعظم منه من كثرة الناس للصلاة عليه وكثرة البكاء من المخالف والمؤالف (2)
انتهى.
وذكر الشيخ ورام بن أبي فراس في كتابه على ما هو المحكي عنه: ان الشيخ
المفيد كان من أهل عكبرا، ثم انحدر وهو صبي مع أبيه إلى، بغداد، واشتغل بالقراءة
على الشيخ أبي عبد الله المعروف بجعل، وكان منزله في درب رياح من بغداد، وبعد
ذلك اشتغل بالدرس عند أبي ياسر في باب خراسان من البلدة المذكورة.
ولما كان أبو ياسر المذكور عجز عن البحث معه والخروج عن عهدته أشار
إليه بالمضي إلى علي بن عيسى الرماني الذي هو من أعاظم علماء الكلام، فقال
الشيخ: اني لا أعرفه ولا أجد أحدا يدلني عليه، فأرسل أبو ياسر معه بعض تلامذته
وأصحابه، فلما دخل وكان مجلس الرماني مشحونا من الفضلاء، جلس الشيخ في صف
النعال وبقي يتدرج للقرب كلما خلا المجلس شيئا فشيئا لاستفادة بعض المسائل من

(1) رجال النجاشي: 399 - 403.
(2) الفهرست للشيخ: 158.
477

صاحب المجلس.
فاتفق أن رجلا من أهل البصرة دخل وسأل الرماني، فقال له، ما تقول في
حديث الغدير وقصة الغار؟ فقال الرماني: خبر الغار دراية وخبر الغدير رواية، والرواية
لا تعارض الدراية. ولما كان ذلك البصري ليس له قوة المعارضة سكت فخرج.
فقال الشيخ: اني لم أجد صبرا على السكوت عن ذلك، فقلت: أيها الشيخ
عندي سؤال، فقال: قل، قلت: ما تقول في من خرج على الإمام العادل وحاربه؟ فقال:
كافر ثم استدرك، فقال: فاسق. فقلت: ما تقول في علي بن أبي طالب عليه السلام؟
فقال: امام، فقلت: ما تقول في حرب طلحة وزبير له في حرب جمل؟ فقال: انهما تابا،
فقلت: خبر الحرب دراية والتوبة رواية. فقال: أو كنت حاضرا عند سؤال الرجل
البصري؟ فقلت: نعم، فقال: رواية برواية وسؤالك متجه وارد.
ثم إنه سأله من أنت؟ وعند من تقرأ من علماء هذه البلاد؟ فقلت: عند الشيخ
أبي عبد الله جعل، ثم قال لي: مكانك ودخل منزله وبعد لحظة خرج وبيده رقعة ممهورة،
فدفعها إلي وقال: ارفعها إلى شيخك أبى عبد الله، فأخذت الرقعة من يده ومضيت إلى
مجلس الشيخ المذكور، فدفعت إليه الرقعة ففتحها وبقي مشغولا بقراءتها وهو يضحك،
فلما فرغ من قراءتها قال: إن جميع ما جرى بينك وبينه قد كتب إلي وأوصاني بك
ولقبك بالمفيد.
ونقل عن كتاب مجالس المؤمنين أن صاحب كتاب مصابيح القلوب نقل هذه
الحكاية بوجه آخر مع القاضي عبد الجبار المعتزلي شيخ المعتزلة، قال: بينما القاضي
عبد الجبار ذات يوم في مجلسه في بغداد ومجلسه مملو من علماء الفريقين، إذ حضر الشيخ
المفيد وكان في أول اشتهاره والقاضي قد سمع بشهرته ولم يره.
فحضره وجلس في صف النعال، وبعد ساعة قال للقاضي: ان لي سؤالا فان
أجزت بحضور هؤلاء الأئمة فقال له القاضي: سل، فقال: ما يقول في هذا الخبر يرويه
طائفة من الشيعة " من كنت مولاه فعلي مولاه " أهو مسلم صحيح عن النبي صلى الله
عليه وآله يوم الغدير؟ فقال: نعم خبر صحيح، فقال الشيخ: ما المراد بلفظ المولى؟
478

قال: بمعنى الأولى، فقال الشيخ: فما هذا الخلاف والخصومة بين الشيعة والسنة في
الخبر، فقال القاضي: أيها الأخ هذا الخبر رواية وخلافة أبي بكر دراية، والعاقل
لا يعادل الرواية بالدراية.
فعدل الشيخ إلى مسألة أخرى وأعرض عن النزاع في الأولى، فقال: ما
تقول في قول النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: حربك حربي وسلمك
سلمي، فقال القاضي: الحديث صحيح، فقال الشيخ: ما تقول في أصحاب الجمل
فإنهم بناءا على ما تقول كفار، فقال القاضي: أيها الأخ أنهم تابوا، فقال له الشيخ:
أيها القاضي الحرب دراية والتوبة رواية، وأنت قد قررت في حديث الغدير أن الرواية
لا تعارض الدراية.
فصار القاضي متحيرا مبهوتا ووضع رأسه ساعة، وبعد ذلك رفع رأسه وقال:
من أنت؟ فقال له الشيخ: محمد بن محمد بن النعمان الحارثي، فقام القاضي من مكانه
وأخذ بيدي الشيخ وأجلسه على مسنده، وقال له: أنت المفيد حقا، فتغيرت وجوه
علماء المجلس مما فعله القاضي بالشيخ المفيد.
فلما أبصر القاضي ذلك منهم، قال: أيها الفضلاء والعلماء ان هذا الرجل ألزمني
وأنا عجزت عن جوابه، وإن كان عند أحد منكم جواب عما ذكره فليذكره ليقوم
الرجل ويرجع إلى مكانه الأول. ولما انفصل المجلس شاعت هذه الحكاية ووصلت
بعضد الدولة، فأرسل إلى الشيخ رسالة وسأله، فحكى له الشيخ الحكاية، فخلع عليه
خلعة سنية وأمر له بفرس محلى بالزينة، وأمر له بوظيفة يجري عليه (1) انتهى.
أقول: ووقوع القضيتين محتمل.
قال في اللؤلؤة بعد ذكر ما عن المجالس أقول: ولنا في هذا المقام بحث
شريف في كتاب سلاسل الحديد في تقييد ابن أبي الحديد، حيث أن بعض النصاب

(1) مجالس المؤمنين 1 / 464.
479

ظن أنه وجد نخرة (1) الغراب فتصدى لما عجزت عنه أشياخه المتقدمون عن التفصي
من الزام شيخنا المذكور والجواب، وبينا ما في جوابه من الخروج عن جادة الحق
والصواب، ومن أحب الوقوف على مباحثات شيخنا المذكور مع مشايخ المعتزلة
والزاماته لهم، فليرجع إلى كتاب المجالس الذي جمعه سيدنا المرتضى من كلام شيخه
المذكور.
وفي تاريخ ابن كثير الشامي توفي سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، عالم الشيعة
وامام الرافضة، صاحب التصانيف الكثيرة المعروف بالمفيد وبابن المعلم أيضا، البارع
في الكلام والجدل والفقه. وكان يناظر كل عقيدة بالجلالة والعظمة في الدولة البويهية.
كان كثير الصدقات عظيم الخشوع وكثير الصلاة والصيام خشن اللباس،
وكان عضد الدولة ربما زار الشيخ المفيد، وكان شيخنا ريعا نحيفا عاش ستا وسبعين
سنة، وله أكثر من مائتي مصنف، وكان يوم وفاته مشهورا، وشيعه ثمانون ألفا من
الرافضة والشيعة انتهى.
ولله در من قال:
مناقب شهد العدو بفضلها * والفضل ما شهدت به الأعداء.
وقال في كتاب مجالس المؤمنين: وهذه الأبيات منسوبة لحضرة صاحب الامر
عليه السلام وجدت مكتوبة على قبره:
لا صوت الناعي بفقدك انه * يوم على آل الرسول عظيم
ان كنت قد غيبت في جدث الثري * فالعلم والتوحيد فيك مقيم
والقائم المهدي يفرح كلما * تليت عليك من الدروس علوم
وهذا غير بعيد بعد ملاحظة نزول التوقيعات منه عجل الله تعالى فرجه له،
ولنذكرها تيمنا وتبركا لما فيه من مزيد التعظيم والاجلال والفوائد الحسنة، نقلها الشيخ
أبو منصور أحمد بن أبي طالب في كتاب الاحتجاج.

(1) في المصدر: تمرة.
480

قال: نسخة كتاب ورد عن الناحية المقدسة حرسها الله ورعاها في أيام بقيت
من صفر سنة عشر وأربعمائة على الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان الحارثي
قدس سره وهي هذه:
بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد سلام عليك أيها الولي المخلص في الدين،
المخصوص فينا باليقين، فانا نحمد إليك الله الذي لا اله الا هو، ونسأله الصلاة على
سيدنا ومولانا ونبينا محمد وآله الطاهرين، ونعلمك أدام الله توفيقك لنصرة الحق،
وأجزل مثوبتك على نطقك عنا بالصدق، انه قد أذن لنا في تشريفك بالكتابة، وتكليفك
ما تؤديه عنا إلى موالينا قبلك، أعزهم الله بطاعته، وكفاهم المهم برعايته لهم وحراسته،
فقف أيدك الله بعونه على أعدائه المارقين عن دينه على ما نذكره، واعمل في تأديته إلى
من تسكن إليه بما نرسمه انشاء الله.
نحن وان كنا ناوين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين، حسب الذي أرانا
الله تعالى لنا من الصلاح، ولشيعتنا المؤمنين في ذلك ما دامت دولة الدنيا للفاسقين، فانا
نحيط علما بأنبائكم، ولا يعزب عنا شئ من أخباركم، ومعرفتنا بالذل الذي أصابكم
مذ جنح كثير منكم إلى ما كان السلف الصالح عنه شاسعا، ونبذوا العهد المأخوذ وراء
ظهورهم كأنهم لا يعلمون.
أنا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم، ولولا ذلك لنزل بكم الأواء،
أو اصطلمكم الأعداء، فاتقوا الله جل جلاله، وظاهرونا على انتياشكم من فتنة قد
أنافت عليكم، يهلك فيها من حم اجله، ويحمى عنها من أدرك أمله، وهي امارة لازوف
حركتنا، ومباثتكم بأمرنا ونهينا، والله متم نوره ولو كره المشركون.
اعتصموا بالتقية من شب نار الجاهلية، يحششها عصب أموية، يهول بها فرقة
مهدية، أنا زعيم بنجاة من لم يرم فيها المواطن، وسلك في الطعن منها السبل المرضية
إذا حل جمادي الأولى من سنتكم هذه، فاعتبروا بما يحدث فيه، واستيقظوا من رقدتكم
لما يكون في الذي يليه.
سيظهر لكم من السماء آية جلية، ومن الأرض مثلها بالسوية، ويحدث في
481

أرض المشرق ما يحزن ويقلق، ويغلب من بعد على العراق طوائف عن الاسلام مراق،
تضيق بسوء فعالهم على أهله الأرزاق، ثم تنفرج الغمة من بعد ببوار طاغوت من
الأشرار، ثم يستر بهلاكه المتقون الأخيار، ويتفق لمريدي الحج من الآفاق ما يؤملونه
منه على توفير عليه منهم واتفاق، ولنا في تيسير حجهم على الاختيار منهم والوفاق شأن
يظهر على نظام واتساق.
فليعمل كل امرء منكم بما يقرب به من محبتنا، ويتجنب ما يدنيه من كراهتنا
وسخطنا، فان أمرنا بغتة فجأه حين لا تنفعه توبة ولا ينجيه من عقابنا ندم على حوبة،
والله يلهمكم الرشد، ويلطف لكم في التوفيق برحمته.
وقد ورد له نسخه التوقيع باليد العليا على صاحبها الصلاة والسلام:
هذا كتابنا إليك أيها الأخ الولي، والمخلص في ودنا الصفي، والناصر لنا الوفي، حرسك
الله بعينه التي لا تنام، فاحتفظ به ولا تظهر على خطنا الذي سطرناه بماله ضمناه أحد،
وأد ما فيه إلى من تسكن إليه، وأوص جماعتهم بالعمل عليه انشاء الله، وصلى الله على
سيدنا محمد وآله الطاهرين.
وذكر الطبرسي أنه ورد عليه كتاب آخر من قبله صلوات الله عليه يوم
الخميس الثالث والعشرين (1) من ذي الحجة سنة اثنا عشر وأربعمائة، نسخة من عبد
الله المرابط في سبيله إلى ملهم الحق ودليله:
بسم الله الرحمن الرحيم، سلام عليك أيها الناصر للحق، الداعي إليه بكلمة
الصدق، فانا نحمد إليك الله الذي لا اله الا هو، الهنا واله آبائنا الأولين، ونسأله الصلاة
على سيدنا ومولانا محمد خاتم النبيين، وعلى أهل بيته الطاهرين.
وبعد: فقد كنا نظرنا مناجاتك عصمك الله بالسبب الذي وهبه لك من
أوليائه، وحرسك به من كيد أعدائه، وشفعنا ذلك الآن من مستقر لنا بأحب ناصب (2)

(1) في الأصل: الثالث عشر.
(2) في المصدر: ينصب.
482

في شمراخ، من بهماء صرنا إليه آنفا من عماليك الجأنا إليه السباريت من الايمان،
ويوشك أن يكون هبوطنا منه إلى صحصح من غير بعد من الدهر ولا تطاول من
الزمان.
ويأتيك نبأ منا بما يتجدد لنا من حال، فتعرف بذلك ما تعتمده من الزلفة
إلينا بالاعمال، والله موفقك لذلك برحمتك. فلتكن حرسك الله بعينه التي لا تنام أن
تقابل بذلك فتنة تسبل نفوس قوم حرثت باطلا لاسترهاب المبطلين، يبتهج لذمارها
المؤمنون، ويحزن لذلك المجرمون، وآية حركتنا من هذه اللوثة حادثة بالجرم المعظم من
رجس منافق مذمم، مستحل للدم المحرم، يعمد بكيده أهل الايمان، ولا يبلغ بذلك
غرضه من الظلم لهم والعدوان، لأننا من وراء حفظهم بالدعاء الذي لا يحجب عن ملك
الأرض والسماء.
فليطمئن بذلك من أوليائك القلوب، وليثقوا بالكفاية منه، وان راعتهم به
الخطوب، والعاقبة بجميل صنع الله تكون حميدة لهم، فاجتنبوا المنهي عنه من الذنوب.
ونحن نعهد إليك أيها الولي المخلص المجاهد فينا الظالمين، أيدك الله بنصره
الذي أيد به السلف من أوليائنا الصالحين، أنه من اتقى من اخوانك في الدين وأخرج
ما عليه إلى مستحقيه كان آمنا من الفتنة المظلمة ومحنتها المظلة، ومن بخل منهم بما
أعاره الله من نعمته على من أمره بصلته، فإنه يكون خاسرا بذلك لأولاده وآخرته.
ولو أن أشياعنا وفقهم الله لطاعته على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد
عليهم لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا، ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حق المعرفة
وصدقها عنهم بنا، فما يحبسنا عنهم الا ما يتصل بنا مما نكرهه ولا نؤثره منهم،.
والله المستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلاته على سيدنا البشير النذير
محمد وآله الطاهرين وسلم، وكتب في غرة شوال في سنة اثنا عشر وأربعمائة
نسخة التوقيع باليد العليا صلوات الله على صاحبها: هذا كتابنا إليك أيها
الولي الملهم للحق العلي، باملائنا وخط ثقتنا، فاحتفظه عن كل أحد، واطوه واجعل
له نسخة تطلع عليها من تسكن إلى أمانته من أوليائنا ببركتنا انشاء الله، والحمد لله
483

والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين (1).
هذا وقد نقل عن الشيخ يحيى بن بطريق الحلي، فقال: وقد تقدم في رسالة
نهج العلوم إلى نفي المعدوم طريقين في تزكية الشيخ المفيد، أحدهما صحة نقله عن
الأئمة الطاهرين بما هو مذكور في تصانيفه وغيرها.
إلى أن قال: وأما الطريق الثاني في تزكيته ما ترويه كافة الشيعة وتتلقاه
بالقبول من أن مولانا صاحب الامر عليه السلام كتب إليه ثلاث كتب في كل سنة
كتابا، وكان نسخة عنوان الكتاب الأخ السديد والمولى الرشيد الشيخ المفيد أبي عبد
الله محمد بن محمد بن النعمان أدام الله اعزازه. ثم ذكر بعض ما اشتملت عليه الكتب
المتقدمة، ثم قال: وهذا أوفى مدح وتزكية وأزكى ثناء وتطرية بقول امام الأمة وخلف
الأئمة انتهى.
أقول: وقد ذكر النجاشي تفصيل كتبه فهي على ما فيه: الرسالة المقنعة،
الأركان في دعائم الدين، كتاب الايضاح في الإمامة، كتاب الإفصاح في الإمامة، كتاب
الارشاد، كتاب العيون والمحاسن، كتاب الفصول من العيون والمحاسن، كتاب الرد
على الجاحظ والعثمانية، وكتاب نقض المروانية، وكتاب نقض فضيلة المعتزلة.
وكتاب المسائل الصاغانية، وكتاب مسائل النظم، وكتاب السمألة الكافئة
في ابطال توبة الخاطئة، وكتاب النقض على ابن عباد في الإمامة، وكتاب النقض على
علي بن موسى الرماني، وكتاب النقض على أبي عبد الله البصري، وكتاب في المتعة،
وكتاب الموجز فيها، وكتاب مختصر المتعة، وكتاب مناسك الحج، وكتاب مناسك الحج
مختصر، وكتاب مختصر في الغيبة.
وكتاب مسألة في نكاح الكتابيات، وكتاب جمل الفرائض، وكتاب مسألة في
الإرادة، وكتاب مسألة في الأصلح، وكتاب أصول الفقه، وكتاب الموضح في الوعيد،
وكتاب كشف الالتباس، وكتاب كشف السرائر، وكتاب الجمل، وكتاب لمح البرهان،

(1) الاحتجاج 2 / 318 - 325.
484

وكتاب مصابيح النور، وكتاب الاشراف، وكتاب الفرائض الشرعية، وكتاب النكت
في مقدمات الأصول.
وكتاب ايمان أبي طالب، وكتاب مسائل أهل الخلاف، وكتاب أحكام النساء،
وكتاب عدد الصوم والصلاة، وكتاب الرسالة إلى أهل التقليد، وكتاب التمهيد، وكتاب
الانتصار، وكتاب الكلام في الانسان، وكتاب الكلام في وجوه اعجاز القرآن، وكتاب
الكلام في المعدوم، وكتاب الرسالة العلوية،.
وكتاب أوائل المقالات، وكتاب بيان وجوه الاحكام، وكتاب المزار الصغير،
وكتاب الاعلام، وكتاب جواب المسائل في اختلاف الاخبار، وكتاب العويص في
الاحكام، ورسالة الجنيدي، إلى أهل مصر، وكتاب النصرة في فضل القرآن، وكتاب
جوابات أهل الدينور، وكتاب جوابات أبي جعفر القمي، وكتاب جوابات علي بن
نصر العبد جاني، وكتاب جوابات الأمير أبي عبد الله وكتاب جوابات الفارقيين في
الغيبة، وكتاب نقض الخمس عشرة مسأله على البلخي، وكتاب نقض الإمامة على
جعفر بن حرب.
وكتاب جوابات ابن نباتة، وكتاب جوابات الفيلسوف في الاتحاد، وكتاب
جوابات أبي الحسن سبط المعافى بن زكريا في اعجاز القرآن، وكتاب جوابات أبي
الليث الأواني في الكلام على الجبائي في المعدوم، وكتاب النضر بن بشير في الصيام،
وكتاب النقض على الواسطي، وكتاب الاقناع في وجوب الدعوة، وكتاب المزورين عن
معاني الأخبار، وكتاب جوابات أبي الحسن النيشابوري، وكتاب البيان في تأليف
القرآن وكتاب جوابات الترقفي في فروع الفقه، والرد على ابن كلاب في الصفات،
وكتاب النقض على الطلحي في الغيبة.
وكتاب في امامة أمير المؤمنين عليه السلام من القرآن، وكتاب في تأويل قوله
تعالى (فاسألوا أهل الذكر) والمسألة الموضحة عن أسباب نكاح أمير المؤمنين عليه
السلام، والرسالة المقنعة في وفاق البغداديين من المعتزلة لما روي عن الأئمة عليهم
السلام وكتاب جوابات مقاتل بن عبد الرحمن عما استخرجه من كتاب الجاحظ،
485

وكتاب جوابات بني عرقل، وكتاب المسألة على الزيدية، والمجالس المحفوظة في فنون
الكلام.
وكتاب الأمالي المتفرقات، وكتاب نقض الأصم في الإمامة، وكتاب جوابات
مسائل اللطيفة من الكلام وكتاب الرد على الخالدي في الإمامة، وكتاب الاستبصار
فيما جمعه الشافعي، وكتاب الكلام في فنون الخبر المختلف بغير أثر، وكتاب الرد على
العتيقي في الشورى، وكتاب أقسام مولى في اللسان، وكتاب جوابات أبي الحسن
الحصيني، ومسائل الزيدية، وكتاب المسألة في اقضي الصحابة.
ومسألة في تحريم ذبائح أهل الكتاب، وكتاب مسألة في البلوغ، وكتاب مسألة
في العترة، وكتاب الزاهرات في المعجزات، وكتاب جوابات أبي جعفر محمد بن الحسن
الليثي، وكتاب النقض على علامة (1) البحراني في الإمامة، وكتاب النقض على
النصيبي في الإمامة، وكتاب مسألة في النص الجلي، وكتاب الكلام في حدوث القرآن،
وكتاب جوابات الشرقيين في فروع الدين.
وكتاب مقابس الأنوار في الرد على أهل الأخبار، وكتاب الرد على
الكرابيسي في الإمامة، وكتاب الكامل في الدين، وكتاب الافتخار في الرد على القتيبي (2)
في الحكاية والمحكي، وكتاب الرد على الجبائي في التفسير، وكتاب الجوابات في
خروج المهدي، وكتاب الرد على أصحاب الحلاج، وكتاب التاريخ الشرعية.
وكتاب تفضيل الأئمة على الملائكة، وكتاب المسألة الجنبلية، وكتاب قضية
العقل على الافعال، ومسألة محمد بن الخضر الفارسي، وكتاب جوابات أهل
طبرستان، وكتاب في الرد على الشعيبي، وكتاب جوابات أهل الموصل في العدد
والرؤية، وكتاب مسألة في تحقيق تخصيص الأيام، ومسألة في معنى قول النبي صلى الله
عليه وآله أصحابي كالنجوم، وكتاب مسألة فيما رواه العامة.

(1) في الرجال: غلام.
(2) في الأصل: العيني.
486

وكتاب مسألة في القياس مختصر، وكتاب المسألة الموضحة في تزويج عثمان،
وكتاب الرد على ابن عون في المخلوق، وكتاب مسألة في معنى قوله صلى الله عليه
وآله: اني مخلف فيكم الثقلين، وكتاب مسألة في خبر مارية، وكتاب في قوله " أنت مني
بمنزلة هارون من موسى " وكتاب جوابات ابن الحمامي، وكتاب في الغيبة، وكتاب في
تفضيل أمير المؤمنين عليه السلام على سائر الصحابة، وكتاب مسألة في قوله تعالى
(المطلقات).
وكتاب جوابات المافروخي في المسائل، وكتاب جوابات ابن واقد السني،
وكتاب الرد على ابن الرشيد في الإمامة، وكتاب الرد على ابن الاخشيد في الإمامة،
وكتاب مسألة الاجماع، وكتاب في ميراث النبي صلى الله عليه وآله، والأجوبة عن
المسائل الخوارزمية، وكتاب الرسالة إلى الأمير أبي عبد الله وأبي طاهر بن ناصر الدولة
في مجلس جرى في الإمامة، وكتاب مسألة في معرفة النبي بالكتابة.
ومسألة في وجوب الجنة لمن انتسب في ولادته إلى النبي، وكتاب الكلام في
دلائل القرآن، وجوابات الكرماني في فضل النبي صلى الله عليه وآله على سائر
الأنبياء، وكتاب العمد في الإمامة، ومسألة في انشقاق القمر وتكليم الذراع، وكتاب
مسألة في المعراج، ومسألة في رجوع الشمس، والمسألة المقنعة في امامة أمير المؤمنين،
وكتاب الرسالة الكافية في الفقه، والمسائل الجرجانية (1) والمسائل العزية، وكتاب
النصرة لسيد العترة، ومسألة في المواريث، وكتاب البيان عن غلط قطرب في
القرآن، ومسألة في الوكالة.
وكتاب في القياس، وشرح كتاب الاعلام، وكتاب النقض على ابن الجنيد في
اجتهاد الرأي، وكتاب جواب أبي الفرج بن إسحاق عما يفسد الصلاة، وكتاب نهج
البيان على سبيل الايمان، وكتاب جواب المسائل الواردة عن أبي عبد الله محمد بن
عبد الرحمن الفارسي المقيم بالمشهد بالنوبندجان،

(1) في المصدر: الحرانية.
487

وكتاب مناسك الحج، وعمدة مختصرة على المعتزلة في الوعيد، وكتاب جواب
أهل جرجان في تحريم الفقاع، والرد على أبي عبد الله البصري في تفضيل الملائكة،
وكتاب الكلام في أن المكان لا يخلو من متمكن، وكتاب أهل الرقة في الأهلة والعدد،
وكتاب جواب أبي محمد الحسن بن الحسين النوبندجاني المقيم بمشهد عثمان، وكتاب
جواب أبي الفتح محمد بن علي بن عثمان، النقض على الجاحظ في فضيلة المعتزلة (1)
انتهى.
أقول: ومن طرائفه مع أبي بكر الباقلاني أنه قال له أبو بكر بعد مناظرة
جرت بينهما وأفحمه: ألك أيها الشيخ في كل قدر نعرفه؟ فقال رحمه الله: نعم ما تمثلت
به أيها القاضي من أداة أبيك، فضحك الحاضرون وخجل القاضي.
وفي " مشكا " ابن محمد بن النعمان عنه الشيخ الطوسي والنجاشي (2)
وكذا عنه المرتضى والرضي، وسلار بن عبد العزيز، ومحمد بن الحسن بن حمزة
الجعفري وغيرهم.
ترجمة الشيخ ابن سينا
ورابعهم: الشيخ الأوحد والامام الموحد الرئيس على الاطلاق قدوة الأدباء
ومقتدى الحكماء أبو علي بن سينا الذي كونه معلما كالأول.
وقال في روضة الصفا في بيان حالاته من طلوعه إلى غروبه بالفارسية، ونحن
نتعرض لما فيها بالعربية مع اسقاط الزيادات، فنقول: ان أباه كان من كفاة وعمال
بلدة بلخ، وخرج في أيام سلطنة نوح بن مسرور الساماني إلى جانب بخارا، وكان
مشغولا بالعمل في قرية من القرى، وزوج من أهل الرساتيق زوجة مسماة ب‍ " ستارة "
فولدت أبا علي في سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة.
وبعد مضي خمس سنين ذهب إلى المكتب، فاستغنى عن الأصول العربية

(1) رجال النجاشي: 399 - 402.
(2) هداية المحدثين: 252.
488

والقواعد الأدبية وسنه عشر سنين، فتلمذ عند محمود مساح في علوم الحساب والهندسة
والجبر والمقابلة بإشارة والده.
فإذا بلغ الحكيم عبد الله بابلي إلى بخارا، فعظمه والد الشيخ وأكرمه، وعززه،
وقد قرأ عليه المنطق من أقسام مسائل الحكمة والاقليدس والمجسطي. وبعد ذلك
اشتغل في الحكمة الطبيعية والإلهية، ففتحت له أبواب العلوم. ثم اشتغل بتحصيل علم
الطب، فترقى في زمان قليل، فصار وحيدا في ذلك الفن، حتى أن المهرة فيه يحضرون
درسه، ويستفيدون من درر تدقيقاته، ومع ذلك يستفيد مسائل الفقه والأصول من
مجلس إسماعيل الزاهد.
ولم يزل مشغولا بالمطالعة والكتابة، وينوم في الليل قليلا، وكلما حصل له
الشبهة في المسألة كان يذهب إلى المسجد الجامع بعد الوضوء، فيصلي ركعتين خاشعا
متضرعا، فيدعو بعدهما ملحا مصرا حتى ينكشف له الشبهة والعويصة.
نقل أنه لما غلب عليه النوم في الليالي كان يشرب كأسا من الخمر. قال
صاحب الروضة: انه لم يسبق إليه أحد في شرب الخمر من الحكماء، حتى الذين كانوا
قبل بعثة محمد صلى الله عليه وآله، كافلاطون وأرسطو وغيرهما من الحكماء السابقين،
لم يعرف منهم شرب الخمر، وهو كان متلذذا بجميع الشهوات النفسانية مبالغا في
المعاصي، وقد اقتفوا به سائر الحكماء الذين حدثوا بعد.
فلما بلغ سنه إلى ثمانية عشر فارغ من جميع العلوم من المنطقية والرياضية
والطبيعية، فمال إلى علم ما بعد الطبيعة، فاشتغل بمطالعة ما كتب في ذلك العلم، فقرأه
كرارا الا أنه قد بقي له الشبهة في كثير من عباراته غير منحلة، وقد خاض في حياض
التفكر والتدبر فلم ينكشف له العقدة، فبئس من الحل وزعم انسداد طريقه، فذات
يوم عبر إلى سوق الصحافين، فالتفت إلى نسخة مكتوبة في أعراض ما بعد
الطبيعة، وحثه الصحاف إلى اشترائه، فاعرض عن كلامه لما حصل له اليأس من
فهم ذلك العلم، ثم أصر عليه وقال: ان صاحبها فقير محتاج، فاشتراها بثلاث درهم،
وهي مما صنفها الفارابي، فبعد مطالعتها قد ارتفع له الشبهة وانكشف له ما خفي عليه،
489

فصار مسرورا مشعوفا.
روي أن السلطان أمير نوح بن منصور عرض له المرض الصعب الشديد،
فعجز عنه الأطباء الحذاق، فرجعوا في معالجته إلى الشيخ الرئيس، فداواه فاتفق له
الصحة، فامر بملازمته له، فاستجاز من السلطان أن يكون في بيت الكتب الخاصة
برهة من الزمان، فأجازه وأذنه فسار في مطالعتها، ولازم الاشتغال بها، واستفاد منها
حظا وافرا، فاتفق وقوع النار في بيت الكتب، فاحترقت النسخ بتمامها، فادعى
أعداؤه أن ذلك صدر منه متعمدا، لينتسب إلى نفسه المسائل المستخرجة من الكتب
المحترقة.
وبالجملة فاشتغل بالتصنيف والتأليف. ومات أبوه وقد بلغ سنه إلى اثنين
وعشرين سنة. وفي هذه الأوقات صار أمر سلطنة آل سامان موهونا متزلزلا فتوجه
الشيخ من بخارا إلى خوارزم، وكان عند خوارزم شاه علي بن مأمون بن محمد جماعة
من الفضلاء والحكماء، كأبي سهيل المسبحي وأبي الخير الخمار وغيرهم،
ملازمين في خدمته وصحبته. ولما سمع الشاه ورود الشيخ، فأكرمه ورباه وقرر له ما يحتاج
إليه من المعيشة.
ففي ذلك الوقت استولى السلطان محمود السبكتكين على مملكة ملوك
الساماني، وذموا عنده الشيخ الرئيس بكونه مخالفا لمذهب أهل السنة والجماعة،
والسلطان كان متعصبا في هذا المذهب، فهم إلى الشيخ ليأخذه، فلا جرم أرسل إلى
خوارزم شاه رسلا عقلاء ذوي الكياسة والفطانة، ليعرضوا عليه أنه طلب منكم الحكماء
الذين في خدمتك ليستفيد منهم كما استفدت من صحبتهم.
وقبل ورود تلك الرسل بلغ الخبر إلى السلطان خوارزم شاه، فأحضره وأخبر
ما أراد بهم السلطان محمود، أنه طلب منه الرخصة من ذهابهم عنده في مدة كذا وكذا،
ثم قال لهم: كل من كان منكم مايلا إلى صحبة السلطان فقفوا، ومن لم يكن مايلا
بصحبته بل معرضا عن ذلك فالرأي الارتحال من هذا البلد قبل ورود الرسل.
فهرب الشيخ وأبو سهل من طريق الصحراء، فأتوا في الغد وقصوا الرسالة،
490

فقال خوارزم شاه: ان أبا علي وأبا سهل قد ذهبا قبل ورودكم بفاصلة عدة أيام إلى
خراسان، وأما أبو ريحان وأبو الخير فهما حاضران ولا نضايق من ارسالهما إلى خدمة
السلطان، فأخبروه من تلك الوقعة فقالوا: إن المقصود هو الشيخ الرئيس.
ثم أمر النقاشين أن يتصوروا صورته في قطعات من الحرير مع جميع
اماراته، فأرسل إلى كل صوب صورة من الصور ليأخذ الحكام والمباشرون ذا الصورة
ليرسلوه إليه.
ثم أن أبا علي وأبا سهل لما بلغا في أرض بين خوارزم وباورد قد غلطا
الطريق، فتوفى المسبحي من شدة العطش، ونزل أبا علي مع كمال المشقة والصعوبة
بباورد، فقارن وروده مع ورود رسول السلطان محمود حامل الصورة.
فلما اطلع الشيخ من تلك الحادثة توجه إلى جرجان، وكان في ذلك الزمان
صاحب الامر والأيالة شمس الدولة أبو المعالي قابوس بن وشمكير بن زياد، وكان
ممن زاد من ملوك العصر بمزيد الفضل وحسن الخط، فلما بلغ إلى المقصد آوى إلى
خان من خانات تلك البلدة، وصار مشغولا بمعالجة الأمراض، فاتفق صحة المرضى
مع وفورهم بتداويه ومعالجته، فاشتهر في البلد اشتهارا تاما.
وكان ابن أخت قابوس مريضا، كلما سعي في علاجه الأطباء لم يفد ولم
ينقص مرضه بل زاد، فعجزوا عن علاجه، فأمر قابوس باحضار أبي علي بعد اشتهاره،
فجلس عند المريض فلم يفهم من النبض والقارورة منشأ المرض وتوليده من أي
خلط من الاخلاط فيداوي بما يناسبه.
ثم بعد التأمل احتمل كونه من أحوال العشاق والستر انما هو للحياء،
فحينئذ أمر بكتابة محلات الشهر، فقرؤا الكل وإصبعه في نبض المريض، فلما وصلوا
إلى اسم محلة المعشوق حصل الاختلاف في نبض العاشق، ثم أمر بذكر أسامي ديار
تلك المحلة، فلما بلغوا إلى دار المطلوب فحرك النبض أيضا، ثم أمر بذكر أسامي
ساكنيها إلى أن ذكروا اسم المحبوب، فزاد النبض في الحركة.
فخاطب الشيخ الرئيس امناء قابوس، بأن هذا الشاب عاشق ببنت
491

فلانية، وليس لمرضه علاج الا بوصالها، فتفحصوا فصار قوله مطابقا للواقع، فلما سمع
قابوس تعجب فأحضره في مجلسه، فلما نظر إليه بعد دخوله المجلس علم أنه صاحب
الصورة التي أرسلها السلطان محمود إلى جرجان، فبجله وعظمه وأكرمه وبالغ في
احترامه، الا أن أركان دولته تمردوا عن اطاعته بسبب مذكور في التواريخ، فأخذوه،
وخلفوا مقامه ابنه منوجهر الملقب ب‍ " فلك المعالي ".
فذهب الشيخ بعد ذلك إلى دهستان، فآواه أبو محمد الشيرازي في منزله وصار
مضيفا له، وبالغ في خدمته ولم يفرط في لوازم الاكرام والاعزاز قط، وقرأ عليه كتاب
المجسطي وحرر له الأوسط الجرجاني المكتوب في فن المنطق، وغير ذلك من المصنفات،
فبعد برهة من الزمان ارتحل إلى مدينة الري، وفي ذلك الوقت توفى فخر الدولة
الديلمي وقام مقامه ولده مجد الدولة، الا أن كفالة الملك وتنظيم الأمور إنما هي بيد
السيدة خواتون أمه.
وقبل قدومه إلى الري وكان قد سمع مجد الدولة اسمه وأوصافه، فبجله ووقره
بعد قدومه ووصوله إلى الري، وفي خلال هذا الآوان مرض مجد الدولة بمرض الجنون
والصرع، وقد أزاله بحسن التدبير وكفايته، ثم إن شمس الدولة لما عزم محاربة هلال
بن بدر الدين، فانهزم عسكر بغداد ذهب الشيخ إلى قزوين، ثم توجه إلى همدان وصار
مختلطا مع شمس الدولة رفيقا شفيقا له، متبوع القول عنده، فعرضه مرض القبض
فداواه فأكرمه وخلعه بخلع ثقيل القيم، وجعله وزيرا مقدما على أولياء دولته، وصار
ذلك سببا لبغض أعيان مملكته، فهموا قتله فهرب منهم وأخذوا أمواله وأسبابه من
الكتب وغيرها.
ثم عاد مرض شمس الدولة، فطلبه الامراء وخرج من زاوية الاختفاء إلى
مجلسهم، ففتحوا لسان الاعتذار والندامة على فعلهم عليه، ثم داواه في المرة الثانية
وجلس في مسند الوزارة ثانية، وكابت مشاغله في اليوم كثيرة، لم يتمكن من الاشتغال
بالدرس والبحث والتأليف، فاشتغل بالإفادة في الليالي، وبعد الفراغ يشتغل بالملاهي
والألحان الحسنة والتغني والنغمات وشرب الخمر.
492

ثم بعد ذلك توجه شمس الدولة إلى محاربة ابن عمه بهاء الدولة في بغداد،
فقبل الورود إلى تلك البلدة عرض له المرض مره ثالثة، فانعطفوا عنان مراكبهم إلى
المعاودة والمراجعة إلى همدان، فتوفي في الطريق وقام مقامه ابنه، فالتمسوا من الشيخ
أن يقبل أمر الوزارة كما كان وزيرا لأبيه فلم يقبل منهم.
وفي هذا الحال أرسل علاء الدولة ابن خالد مجد الدولة من أصفهان إلى
الشيخ فامتنع من الذهاب واختفى في بيت أبي طالب العطار، ومع عدم الأسباب أسبغ
جمع الطبيعيات والإلهيات من الشفاء وأخذه تاج الدولة ابن شمس الدولة لظنة به من
مكاتيب علاء الدولة، وحبسه في قلعة من القلاع، فكتب في هذه المدة القليلة لم تزد
على أربعة أشهر تصانيف كثيرة، كرسالة حي بن يقظان ورسالة الطير، وكتاب الأدوية
الفلسفية، إلى غير ذلك من التأليفات.
ثم أن علاء الدولة جمع العسكر من أصفهان إلى محاربة تاج الدولة، فاستولى
على مملكته ورجع إلى أصفهان، وجاء تاج الدولة مع الشيخ من القلعة التي حبس فيها
الشيخ إلى همدان، ففر الشيخ بدلالة أطراف مملكته وأخيه محمود وتوجه إلى أصفهان
فلما اطلع علاء الدولة من تلك الواقعة، أمر خواصه وغيره أن يستقبلوه ويدخلوه
في البلد بالاعزاز التمام ومنتهى الاحترام.
فآواه إلى منزل يناسب حاله، ويجئ في كل ليالي الجمعات عنده، فإذا تكلم
فكل من الحاضرين من الأفاضل والأجانب يسكتون، ولا يقتدر أحد على التفوه
بكلام، وصنف في أصفهان أيضا نسخا. فذات يوم عند علاء الدولة انجر الكلام إلى
علم الرصد، وبين الشيخ خلل ما في الرصدات القديمة والنقص في التقاويم
المستخرجة منها، فالتمس علاء الدولة منه ان يعقد رصدا جديدا، وأعطي من الخزينة
ما يحتاجون إلى أعمال الرصد، فاشتغل في عقده ولكن بواسطة كثرة الاسفار وتراكم
العوائق لم يتم.
وقد روي أن أحدا من فحول علماء أصفهان المسمى بأبي منصور كان
حاضرا في مجلس السلطان علاء الدولة، فبلغ الكلام إلى علم اللغة، فتصرف الشيخ
493

فيه، فقال له أبو منصور: أنت حكيم وليس لك خبر واطلاع باللغة وهي محتاجة إلى
السماع ولم تتبع في متن اللغة، فاستنكف الشيخ من هذا الكلام.
فواظب اللغة والمطالعة فيها ودرسها فضبطها في قليل من الزمان، فأنشد
قصائد ثلاثة ورسائل كذلك وأدرج فيها الألفاظ الغريبة واللغات العجيبة وسودها في
قراطيس عتيقة، ودفنها في جلود مندرسة لها صورة الاستعمال والاندارس، فطلب من
علاء الدولة مجمعا بين أبي منصور وبينه، فقل له اني وجدت هذه الأوراق من المنافذ
وأريد الاطلاع على مضامينها وترجمتها، فعمل بمقتضى سؤاله، فسئل من أبي منصور
معاني تلك الألفاظ في الأوراق، فمهما اختفى عليه معنى لغة منها بينها الشيخ ويقول:
انها في الكتاب مسطور ومعناها كذا وكذا.
فالتفت أبو منصور من مزيد الكياسة والفطانة أن هذه القصائد والرسائل
من مؤلفات الشيخ، فلا جرم قد قدم بالاعتذار وأقر بفضيلة الشيخ وتقدمه في كل
العلوم.
وقد نقل أنه قد كتب رسالة في المنطق، فاتفق وقوعها في شيراز بيد علمائها،
وقد اشتبه عليهم كثير من مواضعها لم ينكشف، فثبتوا موارد الاشتباه في جزء وأعطوه
بيد أبي القاسم الكرماني يحمله إلى الشيخ وينحل عقدها ويرتفع الحجاب والستور
عن وجوهها، فوصل إلى أصفهان عند غروب الشمس في فصل الحرارة، فلاقاه وأخذ
الجزء.
فلما فرغ من صلاة العشاء الآخرة اشتغل بمطالعته وتدوين جوابه، وقد
كتب في خمسة أجزاء كل جزء عشرة أوراق، ثم نام وصلى صلاة الصبح أداءا على
قانونه وطريقته، وأعطى الاجزاء بيد أبي القاسم وقال: استعجلت في الجواب، فتعجب
أبو القاسم.
ومن اطلع على مثل هذا الامر الغريب والانصاف أنه في محله، وإن كان كل
ما صدر منه من الافعال وحدة النظر والفطانة حتى في الطفولية من أعجب العجاب،
قد سطروها أرباب السير في كتب التواريخ، لا مجال لذكرها واندراجها
494

في هذه الأوراق.
وفي كتب التواريخ أن السلطان محمود وابنه السلطان مسعود لما قدما إلى
عراق العجم سنة عشرين وأربعمائة، فأحاط السلطان على تلك المملكة، وأقام ابنه
في بلدة الري ورجع إلى غزنين، فهم وقصد إلى محاربة علاء الدولة، فانجر
العسكر إلى أصفهان، فهرب علاء الدولة واتفق أخذ أخته بيد السلطان
مسعود، فكتب الشيخ إليه أن الصلاح في تزويجك إياها وهي كفوك، فيرتفع النزاع
والخصومة، فزوجها باستصلاح الشيخ، ثم بعد ذلك هيئ علاء الدولة أسباب
المحاربة والجدال، فأرسل السلطان مسعود إلى علاء الدولة بأنك لو لم تترك
المجادلة لأعطيت أختك بالرنود والأوباش، فاستصلح من الشيخ في الجواب، وقال
له: إن كان لك جواب مستقيم فاكتب جوابه، فأجاب الشيخ بأنها الآن زوجتك،
ولو طلقتها فهي مطلقتك، فالعيب الحادث فيها يعود إلى الزوج لا إلى الأخ، فتنبه من
ذلك وترك ما أراد بها، فأرسلها مع العزة والحرمة إلى أخيه.
فتوجه السلطان مسعود من العراق إلى خراسان، وأقام أبو سهيل الهمداني
مقامه في العراق، وقد وقع بينه وبين علاء الدولة المحاربة والمجادلة، فغلب على علاء
الدولة وأخذ مدينة أصفهان من يده، وفي هذه الحادثة نهبت أموال الشيخ ثانيا.
وقد نقل أنه كان كثير المباشرة مع النساء، وفي آخر عمره استولى عليه
مرض القولنج، قاحتقن في يوم واحد سبعا، فزاد عليه السحج وحصل له الصرع
أيضا، وقد أمر أن يدخل في دواء حقنه مقدارا من بذر كرفس معينا، فزاد عليه الخدم
عمدا أو سهوا، وبهذه الواسطة أضاف السحج، ويأكل أيضا كل يوم المعجون المسرود
بطوس مقدارا لدفع مرض الصرع، فسرقه بعض خدامه الذي خان عليه، وسرق من
ماله حظا وافرا ومقدرا جزيلا، فدخل فيه الأفيون خوفا من مؤاخذته بعد صحته.
وبالجملة زاد مرضه بواسطة خيانة الأعداء والحركات الضرورية التي اتفقت
مع علاء الدولة في مدة المحاربة والفرار من المجادلة ليلا ونهارا، إلى أن بلغوه إلى
أصفهان، فلم يلاق هناك علاء الدولة الا مرة واحدة، وكان يواظب الاتقاء والكف عن
495

الأغذية المضرة والحركات العنيفة، إلى أن قل مرضه، فعزم علاء الدولة المسافرة إلى
همدان فاستصحبه فنكس مرض القولنج بين الطريق.
فلما وصل إلى همدان علم عدم البرء من مرضه ومجئ الاجل الحتمي، فكف
عن المعالجة وأيقن بالموت، فاشتغل بالتطهير وغسل وتاب مما فعل من المناهي
والمنكرات، وبذل أمواله على الفقراء والمساكين، وعتق مماليكه رحمة الله عليه، فأذاق
شربة الفوات في نهار الجمعة ثالث شهر رمضان المبارك سنة سبع وعشرين وأربعمائة،
فخرج من دار الغرور إلى دار السرور، ومن المحن المهينة إلى الآلاء الجزيلة. فعلى هذا
يكون عمره الشريف أربعا وخمسين سنة تقريبا. وقد نظم أشعارا في مجرباته لا مجال
لذكرها.
وقال: النساء إذا بلغن عشرا فهن لعبة اللاعبين، وإذا بلغن عشرين فهن
لذة للشاربين، وإذا بلغن ثلاثين صرن أم البنات والبنين، فإذا بلغن أربعين فعليهن لعنة
الله والملائكة والناس أجمعين، وإذا بلغن خمسين فاقتلوهن بالسكين، وإذا بلغن ستين
فليست الا عجوزا في الغابرين.
وقيل في محاسن النساء ولعله أيضا من الشيخ الرئيس: ينبغي أن يكون في
المرأة أربع سوداء: الشعر، والحاجب والعينان، والذوائب. وأربع بيض: الأظفار
والأسنان، والساقان، والترائب. وأربع حمر: اللسان، والشفتان، والوجنتان، والمبتان.
وأربع مدورة: الرأس، والعنق، والساعد، والعجيزة. وأربع ضيقة: الفرج والسرة،
والمنخرة والصماخ. وأربع واسعة: الجبهة، والصدر، والفخذ، والعين، وأربع طوال: القامة،
والشعر، والأنف، والحاجبان. وأربع صغار: الفم، واللسان، والكف والثديان. وأربع
غلاظ: العجيزة، والكعب، والركبان والساعد. وأربع دقاق: الحاجب، والأنف، والشفة،
والأسنان. وأربع طيب الرائحة: الفم، والأنف، والإبط، والفرج.
وقال الشيخ الرئيس على ما هو المحكي عنه في آخر الشفاء: انه مع عدم
الدليل العقلي على حشر الأجساد، بل الدليل على امتناعه موجود، كان اللازم هو
الاعتقاد به، الا أن المخبر الصادق يعني: النبي صلى الله عليه وآله - قد أخبر بوقوعه،
496

فلابد من التصديق والاذعان بما قال به. وله من المقالات فوق ما يحتويه الرقم
ويحصيه القلم.
ثم أن أكثر الفقهاء من أهل السنة على كفر الشيخ أبي علي، ولكن الشيخ
أنشد رباعيا بالفارسي، فقال:
كفر مني جه كزاف آسان نبود * محكمتر از ايمان من ايمان نبود.
در دهر جه من يكي وآن هم كافر بس در همه دهر يك مسلمان نبود.
والظاهر أن الباعث على تكفيره هو المقالات الصادرة منه، من ذكر قدم
العالم وانكار المعاد الجسماني وغيرهما مما هو مذكور في كتاب الشفاء.
ولكن القاضي نور الله التستري قال في كتاب مجالس المؤمنين: ان تكفيره
غير موجه عليه أصلا، ثم قال: إن توجيهه على الوجه الذي استفدت من الاساتيد هو
أن المقصد الأصلي له انما هو ذكر كلمات الحكماء المتقدمين في كتاب الشفاء ونظائره،
وأما محل اجتهاداته وملخص اعتقاداته انما هو في الإشارات وغيرها من الرسائل، وهي
خالية من هذه الكلمات، بل هي صريحة في خلافها، فلا وجه لتكفيره.
وبالجملة معاشرته مع سلاطين الشيعة واحدا بعد واحد وانقطاعه عن غيرهم،
واشتراطه أفضلية الخليفة والنص والاجماع على خليفة النبي صلى الله عليه وآله، كما
صرح في مبحث الإمامة من الهيات الشفاء، دليل على أنه من أهل الايمان.
وأيضا قال في ذلك المبحث: ومن اجتمعت له الحكمة النظرية، وقد فاز مع
ذلك بالخواص النبوية، كاد أن يكون ربا انسانيا، فكان أن يحل عبادته بعد الله، وهو
سلطان العالم الأرضي خليفة الله.
ولا شك أن هذه الأوصاف لا تصدق الا على أمير المؤمنين عليه السلام، فإنه
بالاتفاق جامع لجميع الحكم النظرية والعملية كشفا وشهودا، وقد صدر منه المعجزات
الظاهرة والكرامات الباهرة بالاخبار المتواترة بين الفرق الاسلامية.
نعم قد ذكر في آخر هذا المبحث من الكتاب المذكور أنه من الممكن أن
يكون الخليفة جاهلا، ويلزم الرجوع إلى العالم في أحكام الشريعة، كما في زمن عمر
497

وعلي عليه السلام.
وأجاب القاضي عن ذلك بأن المراد هي الخلافة المجازية التي ينتظم النظام
بسببها لا الخلافة الحقيقية، كما توهمها بعض القاصرين ويوهمه سياق الكلام، ولكن
التأمل في أطراف المقام يدفعه، ويظهر أن الشيخ ما أراد من هذا الكلام الا التموية
وتغرير أهل السنة.
ومما يؤيد ذلك أنه لو لم يرد من الخلافة هي المجازية لكان التمثيل بأبي بكر
وعلي عليه السلام أتم وأقرب، لكونه باعتقاد أهل السنة هو أول الخلفاء وأكبرهم
وأفضلهم، ومع ذلك يستعين برأي وزيره عمر وسائر صحابته، ويلتمس بان عوجت
فاستقيموني، فجرى التمثيل بعمر لأجل أن الانتظام الظاهري العرفي بيده، لما فيه
من فنون التزوير والتدبير.
ولهذا قد اختل أمر الشريعة في زمان خلافة أبي بكر، بل ارتد من قبائل
العرب في هذا الزمان، وكذا في زمان خلافة عثمان، فإنه من سوء تدبيره وفقد كفايته
واعوجاج سليقته وتعديه وتخطيه عن جادة الانصاف وسلوك بنية الاعتساف اختل
أمر دنياه، فضاق على الناس حتى اضطروا إلى قتله. وأما زمن خلافة عمر فلم يقع
فيه ما وقع في زمن صاحبية.
بل لا نزاع في أن الانتظام الظاهري المشتمل على دفع الهرج والمرج ورفع
تطاول بعض الناس على البعض انما هو بوجود الخلفاء الجائرين والجابرة، كما هو
المحسوس في هذه الأزمنة، فحينئذ كيف يعتقد الشيخ خلافة مثل عمر الجاهل ويزعم
خلافته الحقيقية، وسياق كلامه يأباه من وجهين:
الأول: أنه شرط كون الخليفة بالنص أو باجماع جميع أهل الحل والعقد من
المسلمين، بل حكم برجحان طريق التنصيص، كما هو الموافق لمذهب الامامية، ومن
البين أن محققي أهل السنة لم يدعوا وقوع أحدهما في حق الثلاثة، ولهذا اضطرب رئيس
المعاندين قاضي عضد، فصحح اختيار الخلافة من شخص كاف واف، كما في خلافة
أبي بكر، إذ قد ثبت ببيعة عمر.
498

والحاصل كيف يعتقد الشيخ مع كونه حكيما فريدا في فنه خلافة عمر حقيقة
مع الشرط المذكور، بل هو في دعواه الخلافة أقرب من دعواه الخلافة لمثله. وقد نقل
والد الشيخ البهائي عن كتاب الشوارق بأنه صرح في حق مولانا ومولى الثقلين أمير
المؤمنين عليه السلام، بأنه لولا النص الصريح على خلافته بعد النبي صلى الله عليه
وآله لكان تقديمه بسبب المزايا والفضائل واجبا.
الثاني: انه شرط في الخليفة أن يكون عاقلا عارفا بالشريعة، بحيث لم يكن
مثله أحد في الخلق، بل يكون أعرف من جميع البرية ومتصفا بالأوصاف والأخلاق
الشريفة، مثل الشجاعة والعفاف وحسن السيرة والتدبير. وقد نقل أن عمر كان فظا
غليظا جبونا جاهلا، وقد فر من غزوات خاتم الأنبياء كرارا، كغزوة بدر وخيبر،
والفرار من الزحف من سجيته المستمرة، وقد قال بنفسه في سبعين موضعا: لولا علي
لهلك عمر.
فان قلت: أن الشيخ الرئيس قال: إن المعقول أعظم وحسن الأيالة، وهما
في عمر موجودان وان لم يكن متصفا بالعلم والشجاعة ونحوهما، فلا يقدح فقدها
بخلافته.
قلت: أنه قال متصلا بهذا الكلام: ان المعقول هو كمال العقل وحسن الأيالة
ان لم يكن صاحبه غريبا عن الفضائل الباقية وقريبا بالجهل، ومن كان أعرف
بالسياسة ربما يقدم على الأعلم إذا لم يكن جامعا للوصفين، بناءا على ذلك فلا يكون
عمر أولى من أمير البررة عليه السلام ان قلنا بكونه عارفا بالسياسة، وقد عرفت
اعتراف الخصم بأنه لولا علي لهلك عمر. وقد نقل أن كل الناس أفقه منه حتى
المخدرات في الحجرات، مع أن اتصافه بالعقل محل للكلام، نعم كان منافقا مكارا، إذ
الحلية والنكرى كان دأبه.
وما وقع في عهده من فتح البلاد وأخذ الأمصار، فهو أيضا بإشارة المولى أمير
المؤمنين عليه السلم، كما هو المعروف بين أرباب السير والتواريخ. هذا وقد دريت أنه
في آخر عمره استغفر وأناب وندم وتاب من التقصيرات، وهذا أيضا يدل على اعترافه
499

بفروع الشريعة.
قال: وليعلم أن أفضل الحركات الصلاة، وأفضل السكتات الصوم، وأفضل
البر العطاء، وأزكى السير الاحتمال، وأفضل السعي وخير العمل ما صدر عن خالص
النية، وخير النية من فرح عن خباب علم، والحكمة أم الفضائل، ومعرفة الله تعالى
أول الأوائل إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه.
وعن كتاب فصل الخطاب: ان تاريخ وفاته سنة ثمان وعشرين وأربعمائة،
وولادته سنة سبعين وثلاثمائة، وهذا مناف لما ذكرناه عن روضة الصفا من تاريخي
الولادة والوفاة (1).
ترجمه الشيخ أبي جعفر الصدوق
ومن العشرين ثلاثة:
أولهم: الشيخ الصدوق أبو جعفر محمد بن علي بن الحسن بن موسى بن
بابويه القمي قال العلامة في الخلاصة: محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه
القمي أبو جعفر نزيل الري، شيخنا وفقيهنا ووجه الطائفة بخراسان، ورد بغداد سنة
خمس وخمسين وثلاثمائة، وسمع منه شيوخ الطائفة وهو حدث السن، كان جليلا حافظا
للأحاديث بصيرا بالرجال ناقلا للاخبار، لم ير في القميين مثله في حفظه وكثرة علمه،
له نحو من ثلاثمائة مصنف، ذكرنا أكثرها في كتابنا الكبير، مات سنة إحدى وثمانين
وثلاثمائة (2) انتهى.
أقول: ولد هو وأخوه الحسين بدعوة صاحب الامر عليه السلام على يد
السفير الحسين بن روح، فإنه كان الواسطة بينه وبين علي بن الحسين بن بابويه،
وسيأتي ذكر ذلك عند ترجمة أبيه، وقبره الآن بالري موجود وعليه قبة صار مزارا

(1) راجع مجالس المؤمنين 181 - 189، والروضات 3 / 170 - 185.
(2) رجال العلامة: 147.
500

للعابرين.
وفي الفهرست وله نحو ثلاثمائة مصنف، وقال، وأنا أذكر منها ما يحضرني في
الوقت من أسماء كتبه، منها كتاب دعائم الاسلام في معرفة الحلال والحرام، وكتاب
المقنع، وكتاب المرشد، وكتاب الفضائل، وكتاب المواعظ والحكم، وكتاب السلطان،
وكتاب فضل العلوية، وكتاب المصادقة، وكتاب الخواتيم، وكتاب المواريث، وكتاب
الوصايا، وكتاب غريب حديث النبي والأئمة عليهم السلام، وكتاب الحذاء والخف،
وكتاب حذو النعل بالنعل، وكتاب مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام،
ورسالة في أركان الاسلام إلى أهل المعرفة والدين، وكتاب المحافل، وكتاب الوضوء،
وكتاب علل الحج، وكتاب علل الشريعة (1)، وكتاب الطرائف، وكتاب نوادر
النوادر، وكتاب في أبي طالب وعبد المطلب وعبد الله وآمنة بنت وهب، وكتاب الملاهي،
وكتاب العلل غير مبوب، ورسالة في الغيبة إلى أهل الري والمقيمين بها وغيرهم.
وكتاب مدينة العلم كبير أكبر من من لا يحضره الفقيه، وكتاب من لا يحضره
الفقيه، وكتاب التوحيد، وكتاب التفسير لم يتمه، وكتاب الرجال لم يتمه، وكتاب المصباح
لكل واحد من الأئمة، وكتاب الزهد لكل واحد من الأئمة، وكتاب ثواب الأعمال،
وكتاب عقاب الأعمال، وكتاب معاني الأخبار، وكتاب الغيبة كبير، وكتاب دين الإمامية
، وكتاب المصباح، وكتاب المعراج.
وغير ذلك من الكتب والرسائل الصغار ولم يحضرني أسماؤها، أخبرني بجميع
كتبه ورواياته جماعة من أصحابنا، منهم الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان،
وأبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري، وأبو الحسين جعفر بن الحسن بن
حسكة، وأبو زكريا محمد بن سليمان الحمراني كلهم عنه (2).
وفي " تعق ": ذكر المحقق البحراني في حاشية البلغة، نقل المشايخ معنعنا عن شيخنا

(1) في المصدر: الشرائع.
(2) الفهرست للشيخ: 157.
501

البهائي وقد كان سئل عن ابن بابويه، فعدله ووثقه وقال: سئلت قديما عن زكريا بن
آدم والصدوق محمد بن علي بن بابويه أيهما أفضل وأجل مرتبة؟ فقلت: زكريا بن
آدم لتوافر الاخبار بمدحه، فرأيت شيخنا الصدوق رحمة الله عليه عاتبا علي وقال:
من أين ظهر لك فضل زكريا بن آدم وأعرض عني انتهى.
وفي حاشية أخرى له رحمه الله: كان بعض من مشايخنا يتوقف في وثاقة
شيخنا الصدوق، وهو غريب مع أنه رئيس المحدثين المعتبر عنه في عبارات الأصحاب
بالصدوق وهو المولود بالدعوة الموصوف في التوقيع بالمقدس الفقيه.
وصرح في المختلف بتعديله وتوثيقه، وقبله ابن طاووس في كتاب فلاح
السائل وغيره، ولم أقف على أحد من الأصحاب يتوقف في روايات الفقيه إذا صح
طريقها، بل رأيت جمعا من الأصحاب يصفون مراسيله بالصحة ويقولون: انها
لا تقصر عن مراسيل ابن أبي عمير، منهم العلامة في المختلف، والشهيد في حاشية
القواعد، والسيد المحقق الداماد انتهى.
وقال جدي العلامة المجلسي: وثقه ابن طاووس صريحا في كتاب النجوم، بل
وثقه جميع الأصحاب، لما حكموا بصحة أخبار كتابه، وظاهر كلامه صلوات الله عليه
في التوقيع توثيقهما، فإنهما لو كانا كاذبين لامتنع أن يصفه ان يصفه المعصوم بالخيرية
انتهى. وأشار بما ذكره رحمه الله إلى ما سيأتي في أبيه من قوله " سترزق ذكرين
خيرين " (1).
وفي رجال النجاشي: له كتب، كتاب التوحيد، وكتاب النبوة، وكتاب اثبات
الوصي لعلي عليه السلام، وكتاب اثبات خلافته، وكتاب اثبات النص على الأئمة
عليهم السلام، وكتاب المعرفة في فضل النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين والحسن
والحسين عليهم السلام، وكتاب مدينة العلم، وكتاب المقنع في الفقه، وكتاب العرض
على المجالس، وكتاب الشرائع،.

(1) التعليقة على منهج المقال: 307 - 308.
502

وكتاب ثواب الأعمال، وكتاب عقاب الأعمال، وكتاب الأوائل، وكتاب
الأواخر وكتاب الأوامر، وكتاب النواهي (1)، وكتاب الفرق، وكتاب خلق الانسان،
وكتاب الرسالة الأولى في الغيبة، وكتاب الرسالة الثانية، وكتاب الرسالة الثالثة،
وكتاب الرسالة في أركان الاسلام.
وكتاب المياه، وكتاب السواك، وكتاب الوضوء، وكتاب التيمم، وكتاب
الأغسال، وكتاب الحيض والنفاس، وكتاب نوادر الوضوء، وكتاب فضائل الصلاة،
وكتاب فرائض الصلاة، وكتاب فضل المساجد، وكتاب مواقيت الصلاة، وكتاب فقه
الصلاة، وكتاب الجمعة والجماعات، وكتاب السهو، وكتاب الصلوات سوى الخمس،
وكتاب نوادر الصلاة، وكتاب الزكاة، وكتاب الخمس، وكتاب حق الجداد، وكتاب
الجزية، وكتاب فضل المعروف، وكتاب فضل الصدقة، وكتاب فضل الصوم، وكتاب
الفطرة، وكتاب الاعتكاف.
وكتاب جامع الحج، وكتاب جامع علل الحج، وكتاب جامع تفسير المنزل في
الحج، وكتاب جامع حجج الأنبياء، وكتاب جامع حجج الأئمة عليهم السلام، وكتاب
جامع فضل الكعبة والحرم، وكتاب جامع آداب المسافر للحج، وكتاب جامع فرض
الحج والعمرة، وكتاب جامع فقه الحج، وكتاب أدعيه الموقف، وكتاب القربان، وكتاب
المدينة وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام، وكتاب جامع نوادر
الحج، وكتاب زيارات قبور الأئمة عليهم السلام.
وكتاب النكاح، وكتاب الوصايا، وكتاب الوقف، وكتاب الصدقة والنحل
والهبة، وكتاب السكنى والعمرى، وكتاب الحدود، وكتاب الديات، وكتاب المعائش
والمكاسب، وكتاب التجارات، وكتاب العتق والتدبير والمكاتبة، وكتاب القضاء
والاحكام، وكتاب اللقاء والسلام، وكتاب صفات الشيعة، وكتاب اللعان، وكتاب
الاستسقاء، وكتاب في زيارة موسى ومحمد عليهما السلام، وكتاب جامع زيارة الرضا
عليه السلام.

(1) في المصدر: المناهي.
503

وكتاب في تحريم الفقاع، وكتاب المتعة، وكتاب الرجعة، وكتاب الشعر،
وكتاب معاني الأخبار، وكتاب السلطان، وكتاب مصادقة الإخوان، وكتاب فضائل
جعفر الطيار، وكتاب فضائل العلوية، وكتاب الملاهي، وكتاب السنة، وكتاب في عبد
المطلب وعبد الله وأبي طالب، وكتاب في زيد بن علي، وكتاب الفوائد، وكتاب الإنابة،
وكتاب الهداية، وكتاب الضيافة، وكتاب التاريخ وكتاب علامات آخر الزمان، وكتاب
فضل الحسن والحسين عليها السلام وكتاب رسالة في شهر رمضان.
وكتاب (1) المصابيح، المصباح الأول: ذكر من روى عن النبي صلى الله عليه
وآله من الرجال، المصباح الثاني: ذكر من روى عن النبي صلى الله عليه وآله من
النساء، المصباح الثالث ذكر من روى عن أمير المؤمنين عليه السلام، المصباح الرابع
ذكر من روى عن فاطمة عليها السلام، المصباح الخامس: ذكر من روى عن أبي محمد
الحسن بن علي عليهما السلام.
المصباح السادس: ذكر من روى عن أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما
السلام، المصباح السابع: ذكر من روى عن علي بن الحسين عليهما السلام. المصباح
الثامن ذكر من روى عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام. المصباح التاسع:
ذكر من روى عن أبي عبد الله جعفر الصادق عليه السلام. المصباح العاشر: ذكر
من روى عن موسى بن جعفر عليهما السلام.
المصباح الحادي عشر ذكر من روى عن أبي الحسن الرضا عليه السلام.
المصباح الثاني عشر: ذكر من روى عن أبي جعفر الثاني عليه السلام المصباح الثالث
عشر: ذكر من روى عن أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام. المصباح الرابع
عشر: ذكر من روى عن أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام. المصباح الخامس
عشر: ذكر الرجال الذين خرجت إليهم التوقيعات.
وكتاب المواعظ، وكتاب الرجال المختارين من أصحاب النبي صلى الله عليه

(1) في المصدر: وكتب.
504

وآله، وكتاب زهد النبي صلى الله عليه وآله، وكتاب زهد أمير المؤمنين عليه السلام،
وكتاب زهد فاطمة عليها السلام، وكتاب زهد الحسن عليه السلام، وكتاب زهد الحسين
عليه السلام، وكتاب زهد علي بن الحسين عليهما السلام، وكتاب زهد أبي جعفر عليه
السلام وكتاب زهد الصادق عليه السلام، وكتاب زهد أبي إبراهيم الكاظم عليه
السلام، وكتاب زهد الرضا عليه السلام، وكتاب زهد أبي جعفر الثاني عليه السلام،
وكتاب زهد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام، وكتاب زهد أبي محمد الحسن بن
علي عليهما السلام.
وكتاب أوصاف النبي صلى الله عليه وآله، وكتاب دلائل الأئمة ومعجزاتهم
عليهم السلام، وكتاب الروضة، وكتاب نوادر الفضائل، وكتاب المحافل، وكتاب
امتحان المجالس، وكتاب غريب حديث النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه
السلام، وكتاب الخصال، وكتاب مختصر تفسير القرآن، وكتاب أخبار سلمان وزهده
وفضائله، وكتاب أخبار أبي ذر وفضائله وكتاب التقية، وكتاب حذو النعل بالنعل،
وكتاب نوادر الطب.
وكتاب جوابات المسائل الواردة عليه من أهل واسط، وكتاب الطرائف، وكتاب
جوابات المسائل الواردة عليه من قزوين، وكتاب جوابات مسائل وردت من مصر،
وكتاب جوابات مسائل وردت من البصرة، وكتاب جوابات مسائل وردت من الكوفة،
وكتاب جوابات مسائل وردت من المدائن في الطلاق، وكتاب العلل غير مبوب،
وكتاب فيه ذكر من لقاه من أصحاب الحديث عن كل واحد منهم حديث،.
وذكر المجلس الذي جرى له بين يدي ركن الدولة، وذكر مجلس آخر، وذكر
مجلس الثالث، وذكر مجلس الرابع، وذكر مجلس خامس، وكتاب الحذاء والخف وكتاب
الخاتم، وكتاب علل الوضوء، وكتاب الشورى، وكتاب اللباس، وكتاب المسائل،
وكتاب الخطاب، وكتاب فضل العلم، وكتاب الموالاة، وكتاب مسائل الوضوء، وكتاب
مسائل الصلاة، وكتاب مسائل الزكاة، وكتاب مسائل الخمس، وكتاب مسائل الوصايا،
وكتاب مسائل المواريث، وكتاب مسائل الوقف، وكتاب مسائل النكاح ثلاثة عشر
505

كتابا.
وكتاب مسائل الحج، وكتاب مسائل العقيقة، وكتاب مسائل الرضاع، وكتاب
مسائل الطلاق، وكتاب مسائل الديات، وكتاب مسائل الحدود، وكتاب ابطال الغلو
والتقصير، وكتاب السر المكتوم إلى الوقت المعلوم، وكتاب المختار بن أبي عبيدة،
وكتاب الناسخ والمنسوخ، وكتاب جواب مسألة نيشابور، وكتاب رسالته إلى أبي محمد
الفارسي في شهر رمضان، وكتاب الرسالة الثانية إلى أهل بغداد في معنى شهر رمضان،
وكتاب ابطال الاختيار واثبات النص، وكتاب المعرفة برجال البرقي، وكتاب مولد أمير
المؤمنين عليه السلام، وكتاب مصباح المصلي، وكتاب مولد فاطمة عليها السلام.
وكتاب الجمل، وكتاب تفسير القرآن جامع الكبير، وكتاب أخبار عبد العظيم
بن عبد الله الحسني، وكتاب تفسير قصيدة في أهل البيت عليهم السلام.
أخبرني بجميع كتبه وقرأت بعضها على والدي علي بن أحمد بن العباس
النجاشي وقال لي: أجازني جميع كتبه لما سعنا منه ببغداد، ومات رحمه الله بالري سنة
إحدى وثمانين وثلاثمائة (1) انتهى.
أقول: وقد نقل عن الشيخ جعفر الدوريستي الرازي في رسالة منفردة جمع
فيها الفوائد العلية المقتبسة من درر مقالاته في مجلس ركن الدولة، ذكر صورة المجلس
القاضي نور الله في كتاب المجالس بالفارسية عنه، ونحن نذكر ترجمتها بالعربية.
فقال: لما اشتهر فضائل الشيخ الصدوق بين الأقاصي والأداني، وبلغ صيت
رياسته واجتهاده في مذهب الشيعة الاثنا عشرية إلى السلطان ركن الدولة، فاشتاق
الملك صحبة الملاقاة، فالتمس منه قدومه إلى حضرته، فجاء في مجلسه وأكرمه وآواه إلى
جنبه وأجله وعظمه.
فلما استقر المجلس خاطبه بأن فضلاء المجلس مختلفون في وجوب طعن
الشيعة وجوازه وعدمه، فما رأيك في هذه المسألة، فشرع الشيخ الصدوق في الجواب،

(1) رجال النجاشي: 389 - 392.
506

فقال:.
اعلم أن الله تعالى لا يقبل من عباده الاقرار بالتوحيد حتى ينفوا الغير، كما
ينطق به كلمة لا إله إلا الله، وكذا لا يقبل منهم الاقرار بنبوة خاتم الأنبياء حتى ينفوا
غيره من الذين يدعون النبوة في كل وقت، كمسيلمة الكذاب والأسود العنسي
والسجاح وأضرابهم. وكذلك لا يقبل الله منهم الاقرار بامامة علي بن أبي طالب عليه
السلام الا بعد نفي كل أحد تصدى في زمنه بالتغلب والتجبر لأمر الخلافة.
فاستحسنه الملك فعاد له الكلام، وقال: أطلب وأشتهي منك أن تخبر عن
حقيقة الحال ومآل أمر من تصدى الخلافة على طريق الجلافة.
فقال: ان حقيقة حالهم أن الاجماع من الأمة منعقد على قصة سورة البراءة،
وهي مشتملة على خروج المتغلب الأول عن ربقة الاسلام، وهو ليس من منسوبي
خير الأنام، وعلى أن امامة المولى أمير المؤمنين عليه السلام منزلة من السماء.
ثم سال الملك عن تفصيل القصة وكيفيتها.
فقال: ان نقلة الآثار وحكات الاخبار من المخالف والمؤالف، اتفقوا على أن
سورة البراءة لما نزلت، فطلب الرسول صلى الله عليه وآله أبا بكر، فقال: خذ هذه
السورة واذهب بها إلى مكة في موسم الحج، فأخذها وسافر إليها، فلما قطع بعض
الطريق نزل أمين رب العالمين عليه السلام فقال: يا محمد ان الله يسلم عليك ويقول:
لا يؤدي عنك الا أنت أو رجل منك، فأمر أمير المؤمنين عليه السلام أن يبلغ إلى أبي بكر
ويأخذ الأمانة يعني السورة، فذهب عليه السلام على أثره فأخذها وبلغها إلى أهل
مكة في الموسم.
ومن الواضح أن أبا بكر إذا لم يكن من النبي صلى الله عليه وآله بمقتضى
الخبر، فليس تابعا له أيضا، لقوله تعلى (فمن تبعني فهو مني) (1) ومن لم يكن تابعا
فلا يكون محبا له صلى الله عليه وآله، لقوله تعالى (ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم

(1) سورة إبراهيم: 36.
507

الله يغفر لكم ذنوبكم) (1) ومن لم يكن محبا فهو مبغض له، وحب النبي صلى الله عليه
وآله معناه الايمان به، وبغضه الكفر بما أتى به.
فدل الخبر أن علي بن أبي طالب عليه السلام منه صلى الله عليه وآله كما
عليه روايات أخر، منها الخبر المروي في تفسير قوله تعالى (أفمن كان على بينة من
ربه ويتلوه شاهد منه) (2) من أن البينة نفس النبي صلى الله عليه وآله والشاهد التالي
له أمير المؤمنين عليه السلام.
ومنها النبوي: طاعة علي كطاعتي ومعصيته كمعصيتي.
ومنها: أنهم رووا أن جبرئيل عليه السلام في غزوة أحد نظر إلى أمير المؤمنين
عليه السلام يجاهد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله فقال جبرئيل: يا محمد هذه
منه في غاية النصرة والإعانة بفداء النفس لك، فقال صلى الله عليه وآله: انه مني وأنا
منه: فقال جبرئيل: أنا منكما.
فاعلم أن من لم يكن أمينا في حمل آية من آيات الكتاب، فكيف يصلح أن
يكون أمينا في تبليغ تمام آياته وأحكام الله إلى الأمة واماما وحجة على الناس وخليفة
في أرضه، وقد عزله الله تعالى من السماوات العلى، وغصب هو خلافة من نزل في حقه
الولاية، فصار مظلوما في الأرض.
فقال الملك: ما أفدته واضح جلي، فاستأذن بعض الحضار القائمين المقربين
عند الملك من سؤال عن الشيخ، فأذنه.
فقال: أيها الشيخ كيف يصير ويرضي الله تعالى أن يجتمع الأمة على
الضلالة والجهالة؟ وقد قال الرسول صلى الله عليه وآله: لا تجتمع أمتي على الضلالة.
فأجاب الشيخ: بأن الأمة في اللغة الجماعة وأقلها الثلاثة. وقيل: إن أقلها
رجل وامرأة، وقد أطلق الله تعالى الأمة على رجل واحد كما قال الله تعالى في شان

(1) سورة آل عمران: 31.
(2) سورة هود: 17.
508

الخليل عليه السلام (ان إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا) (1) فيحتمل على فرض
صحة الخبر أن المراد من لفظ الأمة فيه أمير المؤمنين عليه السلام ومتابعوه.
فقال السائل: كان الأنسب حمل الآية على السواد الأعظم الذي بحسب
العدد أكثر.
فقال الشيخ: ان الكثرة على حسب ما رأيناه في مواضع عديدة مذمومة، كما
أن القلة ممدوحة، قال الله تعالى (لا خير في كثر من نجواهم) (2) (ولكن أكثرهم
لا يعلمون) (3) (ولكن أكثرهم لا يشكرون) (4) (أكثرهم فهم لا يؤمنون) (5)
(وأكثرهم فاسقون) (6) وقال الله تعالى (الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل
ما هم) (7) (وقليل من عبادي الشكور) (8) (وما آمن معه الا قليل) (9).
ومما يؤيد تخصيص الأمة ما نزل في شأن أمة موسى عليه السلام (ومن قوم
موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) (10) وقال تعالى في حق أمة النبي صلى الله عليه
وآله (وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) (11) فلما انتهى الكلام إلى هنا سكت
السائل.
فقال الملك ركن الدولة: لم يجوز ارتداد الخلق الكثير من أمة محمد صلى الله

(1) سورة النحل: 120.
(2) سورة النساء: 114.
(3) سورة الأعراف 131، وغيرها.
(4) سورة يونس: 60، وغيرها.
(5) سورة يس: 7.
(6) سورة التوبة: 8.
(7) سورة ص: 24.
(8) سورة سبأ: 13.
(9) سورة هود: 40.
(10) سورة الأعراف: 159.
(11) سورة الأعراف: 181.
509

عليه وآله مع قربهم بزمان وفاته، وعدم مضي زمان طويل يوجب الخلل في الدين، فقال
الشيخ: لم لا يجوز ذلك؟ وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم (وما محمد الا رسول قد
خلت من قبله الرسل) ثم قال (أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم) (3).
وأيضا نقول: إن ارتدادهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله ليس بأعجب
من ارتداد بني إسرائيل في زمن حياة كليم الرحمن عليه السلام إذ ذهب إلى ميقات
ربه، وجعل أخاه هارون نائبا وخليفة بين القوم، وبمجرد تجاوز العشر عن الثلاثين
الموعود للعود إليهم بإشارة رب العزة في قوله تعالى (وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه
أربعين ليلة) (4) انقطع حبل صبرهم، فلم يصبروا حتى أن السامري صنع لهم من
الحلي عجلا وقال لهم: هذا إلهكم، فتبعوه في القول وعبدوا ذلك العجل، وأرادوا قتل
هارون ووهنوه، كما قال الله تعالى (يابن أم ان القوم استضعفوني وكادوا أن
يقتلوني) (1).
فإذا جاز وقوع الارتداد من أمة موسى عليه السلام بمجرد غيبته عدة أيام
يسيرة مع كونه من الأنبياء أولي العزم وخالفوا وصيته ووصيه وأطاعوا السامري في
ترغيبه بعبادة العجل، فهلا يجوز على هذه الأمة مخالفة الوصية والوصي ويعبدون
عجلا؟.
فقال الملك بعد التعجب واستحسان ما أفاده وأجاده: هل يكون في هذه
المقالة كلام أحسن وأشف؟.
فقال الشيخ: فهل يجوز للمعاندين أن يقولوا: ان النبي صلى الله عليه وآله
بعد وفاته لم يخلف أحدا، مع أنهم قائلون بوجوب وجود الحجة على الخلق حتى
يستخلفوا خليفة من قبل أنفسهم، فبناءا على قولهم من أن النبي صلى الله عليه وآله

(1) سورة آل عمران: 144.
(2) سورة الأعراف: 142.
(3) سورة الأعراف: 150.
510

لم يخلف وصيا، فيجب أن يكون استخلافهم الخليفة الذي هو على خلاف عمل النبي
صلى الله عليه وآله باطلا، إذ لولا ذلك لكان صوابا، وما فعله النبي صلى الله عليه
وآله خطأ.
فتأمل بعين الانصاف أن نسبة الخطأ إلى الله ورسوله أثقل وأنفر أو نسبة
الخطأ إلى الأمة المتمردة، فصدور الخطأ منهم أنسب، كيف؟ فهل يرضي العاقل أن
يقول: إن الرسول صلى الله عليه وآله ارتحل من الدنيا بلا وصية ووصي، مع أنا نرى
بالعيان أن كل صعلوك مسكين لا يملك مثلا شيئا الا الزنبيل يوصي إلى من بعده،
فكيف يجوز أن النبي صلى الله عليه وآله يرتحل ويهمل في الوصية وخليفته، ولم يفوض
أمر الدين والاحكام إلى أحد؟.
وأعجب من ذلك انهم يعتقدون أن النبي صلى الله عليه وآله لم يعين وصيا،
فخالف أبو بكر الرسول وخلف عمر، وكذا خالف عمر الرسول وأبا بكر في صيرورة
الخليفة بطريق الشورى بين ستة نفر.
فاستحسنه الملك في هذه الكلمات، ثم سأله فبأي شئ وشبهة جعلوا أبا بكر
خليفة وقدموه على غيره.
فقال الشيخ: انهم يزعمون أن النبي صلى الله عليه وآله في حالة المرض قدمه
على سائر الأمة في الصلاة على الناس. وهذا الخبر غير صحيح، إذ المخالفون أيضا
اختلفوا فيه، حتى أنه قد حكوا أن النبي صلى الله عليه وآله لما اطلع على امامة أبي
بكر في المسجد اتكأ على علي عليه السلام وعباس وذهب إلى المسجد، فغربه عن
المحراب، فقام بنفسه في المحراب، وائتم أبو بكر وسائر الناس به صلى الله عليه وآله.
وأيضا قد روى بعضهم أن النبي صلى الله عليه وآله قال لحفصة: مري أباك
أن يؤم الناس بالصلاة. كيف ولو كان صحيحا لصيره المهاجرون حجة على الأنصار
في يوم السقيفة ولم يتشبثوا بأدلة ضعيفة وكلمات سخيفة ومقدمات عنيفة، مع أنا كيف
نقبل خبر عائشة وحفصة؟ مع كونهما جالبتين لمنفعة نفسهما أو أبيهما.
فلم يقبلوا قول فاطمة عليها السلام في دعواها فدك، مع كونها مما وهبها إياها
511

ومتصرفة فيها في عدة سنين، مع علو شأنها من ارتكاب الكذب المعلوم على الأداني
والأقاصي، ولما شهد الأمير وسيدا شباب أهل الجنة وأم أيمن، فلم يقبل عمر وأبو
بكر شهادة الأمير عليه السلام زعما منهما إرادة جلب المنفعة فرداها لا غفرهما الله.
وأيضا كيف يمكن تصحيح خبرهما وهم يقولون ويروون أن شهادة البنت
في حق الأب غير صحيحة، ويقولون أيضا: ان شهادة النساء غير مجوزة في عشرة
دراهم وأقل منها ما لم ينضم إليها شهادة المرء.
ثم قال الملك: ان الحق هو قول الشيخ وأقاويل المخالفين باطلة، ثم سأله أن
الطائفة الإمامية من أين جزموا أن الأئمة اثنا عشر؟
فقال الشيخ: ان الإمامة فريضة من فرائض الله، وكل فريضة فرضها الله
قررها في عدد محصور، الا ترى أن الصلاة محصورة في سبعة عشر ركعة، والزكاة واجبة
في أصناف محصورة وقدر معلوم معهود. وكذا صوم شهر رمضان في كل سنة، وحجة
الاسلام في مدة العمر دفعة، فلا جرم على هذا المنوال قد بلغ عدد الأئمة إلى اثنا عشر،
فكلما لا يجوز البحث والتكلم في الأعمال المذكورة، بأنها كيف صارت بهذا العدد وهذه
الكيفية، فلا يجوز البحث في عدد الأئمة.
وبالجملة فهذا بحث على الحكيم على الاطلاق، ووقوع الاحكام أصولية
وفروعية على وفق الحكمة والمصلحة واضح، وان لم نقف على عللها الباطنية مفصلة.
فقال الملك: ان المخالفين موافقون في كيفية الأعمال المذكورة وكميتها،
ولكنهم مخالفون في عدد الأئمة.
فأجاب الشيخ بأن مخالفتهم غير مضرة لا توجب ابطال قول الإمامية، كما
أن مخالفة اليهود والنصارى والملاحدة والمجوس لا يبطل الاسلام، وما صدر من
المعجزات من النبي صلى الله عليه وآله، فلو بطل خبر علمي بمجرد مخالفة أهل
الخلاف، فيلزم أن لا يحصل العلم بخبر من الاخبار، إذ ما من خبر الا وفيه خلاف
وشبهة ولو كانت ظنية فاسدة.
فقبله الملك ثم قال: إن الامام صاحب الامر عليه السلام في أي وقت يظهر؟
512

فأجاب بأنه غاب للحكم والمصالح عن نظر الناس، ولا يعلم وقت ظهوره
الا الله تعالى، ويدل عليه الحديث النبوي أنه صلى الله عليه وآله قال: مثل القائم من
ولدي مثل الساعة، وقال الله تعالى في مقام ابهام الساعة (يسألونك عن الساعة أيان
مرساها قل علمها عند ربي لا يجليها لوقتها الا هو ثقلت في السماوات والأرض
لا تأتيكم الا بغتة) (1).
ثم قال الملك: ما هو المعروف بين أكثر أهل السنة كيف يجوز أن يكون
الانسان هذه المدة الكثيرة المتمادية حيا؟.
فأجاب الشيخ بأنه لا تعجب في ذلك، ألم تسمع حال المعمرين من السلف؟.
فقال: سمعت الا أنه غير معلوم الصحة والأثر.
فقال الشيخ: ان الله تعالى أخبر بأن شيخ المرسلين عمر في قومه ألف سنة
الا خمسين عاما.
فقال الملك: ان هذا الخبر صحيح، ولكن الكلام انما هو في هذه الأزمنة وما
ضارعها، بمعنى أن مثل هذا العمر الطويل في هذا الزمان غريب.
فقال: كل شئ احتمله المخبر الصادق فهو محتمل، وقال الرسول صلى الله
عليه وآله: يكون في أمتي كلما يكون في الأمم السابقة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة.
ولما كان الزمان محتملا لان يكون العمر طويلا ولان يجري السنة على هذا المنوال في
هذه الأمة على سبيل الوجوب، فكان الأنسب أن يكون ذلك في أشهر أجناس بني
آدم، ولم يكن جنس أشهر فيهم من صاحب الزمان عليه السلام، فيمكن أن يجري
السنة المذكورة فيه.
فقال الملك: أنتم تقولون أنه غائب مستور، والحال أن إقامة الحدود والاحكام
ورفع الظلم عن المظلوم من مناصب الامام، فنصبه لهذه الأحكام لازم، ومع غيبته فلابد
من القول بعدم الحاجة إليه.

(1) سورة الأعراف: 187.
513

قال الشيخ: إن الحاجة إلى وجود الإمام عليه السلام إنما هو لبقاء النظام،
وقد ورد بأنه لولا الامام لما قامت السماوات والأرض، ولما أنزلت السماء قطرة،
ولا أخرجت الأرض بركتها، وقال الله تعالى (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم) (1)
والامام قائم مقام النبي صلى الله عليه وآله الا في اسم النبوة ونزول الوحي، واتفق
أهل السير والنقل على أن النبي صلى الله عليه وآله قال: النجوم أمان لأهل السماء،
فإذا ذهبت أتى أهل السماء ما يكرهون، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض، فإذا هلك
أهل بيتي أتى أهل الأرض ما يكرهون. وقال عليه السلام: لو بقيت الأرض بغير
حجة ساعة لساخت بأهلها. وفي رواية أخرى: لماجت بأهلها كما يموج البحر باهله.
فلما انتهى إلى هذا المقام فاستماله الملك وأظهر اعتقاده وقال: ان الحق مع
هذه الفرقة وسائر الفرق على الباطل، ثم التمس من الشيخ أن يحضر مجلسه في أكثر
الانات، فلما جلس في المجلس على سرير السلطنة في اليوم الآخر تذكر الشيخ فأثنى
عليه كثيرا في غيابه، فعرض أحد من حضار مجلس السلطان أن اعتقاد الشيخ على
أن رأس سيد الشهداء عليه السلام إذ كان في رأسه الرمح يقرأ سورة الكهف.
فقال الملك: لم أسمع منه هذه المقالة ولكن أسأله، فكتب إليه رقعة حاوية
لسؤال هذا المطلب.
فكتب في الجواب: أن هذه الرواية محكية ممن سمع من رأسه المبارك يقرأ عدة
آيات من الكهف، الا أن ذلك غير منقول من أحد من الأئمة الطاهرين عليهم
السلام ومع ذلك لا ننكره بل هو صواب، لأنا إذا جوزنا في يوم الساعة تكلم أيدي
وأرجل العاصين كما نطق به قوله تعالى (اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم
وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون) (2) فكذا يجوز أن ينطق رأس الحسين عليه
السلام ويتلو القرآن، لكونه خليفة الله وامام المسلمين ومن شباب أهل الجنة وسيدهم

(1) سورة الأنفال: 33.
(2) سورة يس: 65.
514

وسبط النبي صلى الله عليه وآله وابن وصيه، وامه فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين
صلوات الله عليهم أجمعين، بل انكار هذا المطلب يؤول في الحقيقة إلى انكار قدرة الله
تعالى وفضل الرسول صلى الله عليه وآله.
والعجب ممن ينكر صدور أمثال هذه الأمور ممن بكى عليه الملائكة في
مصيبته، وتقاطر الدم من السماوات، وناح عليه الجن بالصوت العالي، وكل من أبى
هذه الأخبار مع كونها صحيحة، فيجوز له انكار جميع الشرائع والمعجزات من النبي
صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام، بل وجميع الضروريات الدينية والدنيوية،
فإنها أيضا قويه السند صحيحة الطرق قد حصل لنا العلم بمضامينها (1).
ترجمة الشيخ أبي علي الإسكافي
وثانيهم: محمد بن أحمد بن الجنيد أبو علي الإسكافي الكاتب، كان شيخ
الامامية جيد التصنيف، له تصانيف حسنة، وجه وجوه أصحابنا، ثقة جليل القدر صنف
فأكثر، عن الشيخ والنجاشي الا قوله " كان " إلى " حسنة " (2).
ثم زاد: وسمعت بعض شيوخنا يذكر أنه كان عنده مال للصاحب عليه
السلام وسيف أيضا، وأنه أوصى به إلى جاريته فهلكت ذلك (3).
وقال العلامة في الخلاصة بدل سمعت بعض شيوخنا يذكر قيل الخ (4).
وزاد النجاشي بعد ذكر كتبه: وسمعنا شيوخنا الثقات ينقلون عنه أنه كان
يقول بالقياس.
وفي الفهرست: كان جيد التصنيف له تصانيف حسنة الا أنه كان يرى
القول بالقياس، فترك لذلك كتبه ولم يعول عليها، وله كتب كثيرة منها كتب تهذيب

(1) مجالس المؤمنين 1 / 456 - 463.
(2) فهرست الشيخ: 134.
(3) رجال النجاشي: 385.
(4) رجال العلامة: 145.
515

الشيعة لاحكام الشريعة كبير نحوا من عشرين مجلدا، يشتمل على عدة كتب الفقه
على طريق الفقهاء.
وفي " ضح " بعد أن وصفه كما في الخلاصة صرح بقوله: كان عنده مال
للصاحب عليه السلام من دون نسبة إلى قيل أو نقل عن شيخ كما في الخلاصة
والنجاشي.
ثم قال: وجدت بخط السيد السعيد صفي الدين محمد بن مسعود ما صورته:
وقع إلي من هذا الكتاب، أي كتاب تهذيب الشيعة كما صرح به في " ضح " قبيل هذا
الكلام مجلد واحد، قد ذهب من أوله أوراق وهو كتاب النكاح، فتصفحته ولمحت
مضمونه فلم أر لاحد من هذه الطائفة كتابا أجود منه ولا أبلغ ولا أحسن عبارة ولا
أدق معنى، وقد استوفى منه الفروع والأصول، ذكر الخلاف في المسائل وتحرر ذلك،
واستدل بطريق الامامية وطريق مخالفيهم، وهذا الكتاب إذا أمعن النظر فيه وحصلت
معانيه وأديم الإطالة فيه علم قدره ومرتبته، وحصل منه شئ كثير لا يحصل من غيره.
وأقول أنا: وقع إلي من مصنفات هذا الشيخ المعظم الشأن كتاب الأحمدي
في الفقه المحمدي، وهو مختصر هذا الكتاب جيد يدل على فضل هذه الرجل وكماله
وبلوغه الغاية القصوى في الفقه وجودة نظره، وأنا ذكرت خلافه وأقواله في كتاب
مختلف الشيعة في أحكام الشريعة.
قلت: لا يبعد أن يكون رميه بالقياس لما مر من استدلاله بطريق الامامية
وطريق مخالفيهم، ويشير إليه قول الشيخ في العدة، وان لم يصرح باسمه عند محاولته
الاستدلال بعمل الطائفة على أخبار الآحاد، الذي يكشف عن ذلك أنه لما كان العمل
بالقياس محظورا في الشريعة عندهم لم يعملوا به أصلا وإذا شذ واحد منهم عمل به في
بعض المسائل على وجه المحاجة لخصمه، وان لم يكن اعتقاده رووا قوله وأنكروا عليه
وتبرؤا من قوله إلى آخره.
ومن جمله كتبه على ما ذكره النجاشي كتاب كشف التموية والالتباس على
اعتبار الشيعة في أمر القياس، فتأمل.
516

وان صح ما رموه به فلا ينبغي التوقف في عدم وصول حرمة القياس في زمنه
إلى حد الضرورة بالضرورة. واستغراب الشيخ محمد من العلامة لتوثيقه إياه مع قوله
بالقياس، وهو يوجب دخوله في ربقة الفسق، غريب جدا يوجب ادخاله في ربقة
الجهل فلا تغفل.
وفي " مشكا " ابن أحمد بن الجنيد الثقة شيخ الامامية وكبيرهم، عنه المفيد
وأحمد بن عبدون (1).
أقول: الخدشة في الرجل من مجرد العمل بالقياس على فرض صحة النسبة
لا تتجه مع جلالته وعلو شأنه، فان الخطأ في الرأي ممكن، وقد يذكر البعض اعتضادا
لا اعتمادا، مع أن عمله بالقياس لعله كان في مقابلة العامة، فإنهم كانوا عاملين به،
ولا يفحمون الا بما هو حجه لديهم، فلعله كان له حجة مقبولة عند الشيعة لم يبرزها
وأبرز غير الحجة اسكاتا للخصم، وإن كان مستنده في الباطن هو الامر المتقن عند
الخاصة.
ثم إنه طاب ثراه كان معاصر معز الدولة ابن بويه، ومن مصنفاته على ما في
كتاب مجالس المؤمنين (2) الكتاب الذي صنفه في جوابات معز الدولة.
ترجمة الشيخ ابن أبي عقيل العماني
وثالثهم: الحسن بن علي بن أبي عقيل أبو محمد العماني الحذاء، فقيه متكلم
ثقة، له كتب في الفقه والكلام، منها كتاب المتمسك بحبل آل الرسول صلى الله عليه
وآله، كتاب مشهور في الطائفة، وقل ما ورد الحاج من خراسان الا طلب واشترى منه
نسخا.
وسمعت شيخنا أبا عبد الله رحمه الله يكثر الثناء على هذا الرجل، أخبرنا

(1) هداية المحدثين: 225.
(2) مجالس المؤمنين 1 / 439.
517

عن أبي القاسم جعفر بن محمد قال: كتبت إلى الحسن بن أبي عقيل يجيز لي كتاب
المتمسك وسائر كتبه، وقرأت كتابه المسمى الكر والفر على شيخنا أبي عبد الله وهو
كتاب في الإمامة مليح الوضع مسألة وقبلها وعكسها " جش " (1).
وفي " صه " بعد العماني ما لفظه: هكذا قال " جش " وقال الشيخ الطوسي:
الحسن بن عيسى أبو علي المعروف بابن أبي عقيل العماني، وهما عبارة عن شخص
يقال له: ابن أبي عقيل العماني ثم قال: وهو مشهور عندنا، ونحن نقلنا أقواله في كتبنا
الفقهية، وهو من جملة المتكلمين وفضلاء الامامية (2).
وفي " ست ": ابن عيسى أبو علي المعروف بابن أبي عقيل العماني، له كتب،
وهو من جملة المتكلمين امامي المذهب، فمن كتبه كتاب المستمسك بحبل آل الرسول
في الفقه وغيره كبير حسن، وكتاب الكر والفر في الإمامة وغير ذلك (3).
وفي المجالس: الحسن بن أبي عقيل العماني من أعيان الفقهاء وأكابر
متكلمي الإمامية، وهو أول من وافق مالك من مجتهدي الامامية في أن الماء القليل
لا ينجس بمجرد ملاقاة النجاسة، ولم أخطر بالبال أن أحدا من مجتهدي هذه الطائفة
وافقه في هذه المسألة الا السيد الاجل الحسيب الفاضل النقيب أمير معز الدين محمد
الصدر الأصفهاني، فإنه كتب رسالة في ترويج مذهب العماني، وقد رد الاعتراضات
التي أوردها العلامة الحلي في مختلف الشيعة وغيره على أدلته، وقد أقام أدلة أخرى في
تقويته، ثم قال: إن المؤلف الضعيف قد كتب رسالة في رد كلام ابن أبي عقيل (4) انتهى.
أقول: وهذا القول في هذا الزمان مهجور متروك، قد انعقد الاجماع على
انفعال الماء القليل بمجرد الملاقاة.

(1) رجال النجاشي: 48.
(2) رجال العلامة: 40.
(3) الفهرست للشيخ: 54.
(4) مجالس المؤمنين 1 / 427 - 428.
518

ترجمة الشيخ علي بن بابويه القمي
ومن الحادية والعشرين اثنان:
أولهما: علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي والد شيخنا الصدوق.
قال العلامة في الخلاصة: علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي أبو
الحسن، شيخ القميين في عصره وفقيههم وثقتهم، كان قد قدم العراق واجتمع مع أبي
القاسم الحسين بن روح وسأله مسائل، ثم كاتبه بعد ذلك على يد علي بن جعفر بن
الأسود، يسأله أن يوصل له رقعة إلى الصاحب عليه السلام يسأله فيها الولد، فكتب:
وقد دعونا الله لك وسترزق ولدين ذكرين خيرين.
فولد له أبو جعفر وأبو عبد الله من أم ولد. وكان أبو عبد الله الحسين يقول:
سمعت أبا جعفر يقول: أنا ولدت بدعوة صاحب الامر عليه السلام ويفتخر بذلك،
له كتب كثيرة ذكرناها في كتابنا الكبير، ومات علي سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وهي
السنة التي تناثرت فيها النجوم (1).
وقال بعض أصحابنا: سمعت جماعة من أصحابنا يقولون: كنا عند أبي
الحسن علي بن محمد السمري، فقال: رحم الله علي بن الحسين بن بابويه، فقيل

(1) رأيت في خزائن النراقي [ص 19 في موته في تلك السنة، أي: سنة تناثر النجوم، أو كون قبره في قم،
وهو أنه طاب ثراه قال: حادثة في سنة (310) دخل القرامطة في مكة في أيام الموسم وأخذوا الحجر الأسود وقتلوا
خلقا كثيرا وبقي الحجر عندهم عشرين سنة، وممن قتلوه علي بن بابويه وكان يطوف فما قطع طوافه فضربوه
بالسيوف فوقع على الأرض وانشد:
اتر المحبين صرعى في ديارهم * كفتية الكهف لا يدرون كم لبثوا
انتهى. الظاهر من هذه الحكاية أنه رحمه الله قتل في مكة بيد القرامطة في سنة عشر وثلاثمائة، والنقل إلى قم مقطوع
العدم، فلم أدر مستند هذه الرواية، وهي منافية لكلمات الأجلة واتفاق الطائفة بموته في سنة تناثر النجوم ودفنه في
المقبرة المعروفة في جوار بضعة الامام السابع عليه السلام والله أعلم " منه ".
519

له: هو حي، فقال: إنه مات في يومنا هذا، فكتب اليوم فجاء الخبر بأنه مات (1) إنتهى.
وقبره في مقبرة قم موجود وعليه قبة وصندوق، صار مزارا للمسلمين والشيعة،
وقد تشرفت في زيارته مرارا حين تشرفي بزيارة روضة المعصومة بنت الإمام موسى بن
جعفر عليها وعلى آبائها الطيبين آلاف تحية وثناء.
وفي كتاب الغيبة (2) للصدوق: محمد بن علي الأسود قال: سألني علي بن
الحسين بن بابويه بعد موت محمد بن عثمان العمري أن أسأل أبا القاسم الروحي أن
يسأل مولانا صاحب الزمان عليه السلام أن يدعو الله أن يرزقه ولدا ذكرا، قال:
فسألته فأنهى ذلك، ثم أخبرني بعد ذلك بثلاثة أيام أنه دعى لعلي بن الحسين وأنه
سيولد له ولد مبارك ينفع الله به وبعده أولاد.
قال أبو جعفر محمد بن علي بن الأسود: وسألته عن أمر نفسي أن يدعو لي
أن أرزق ولدا فلم يجبني إليه، فقال لي: ليس إلى هذا سبيل، قال: فولد لعلي بن الحسين
في تلك السنة ابنه محمد بن علي وبعده أولاده ولم يولد لي.
قال مصنف هذا الكتاب: أبو جعفر محمد بن علي بن الأسود كثيرا ما يقول:
إذا رآني اختلف إلى مجلس شيخنا محمد بن الحسن بن الوليد أرغب إلى كتب العلم
وحفظه: ليس يعجب لك هذه الرغبة في العلم وأنت ولدت بدعوة الامام (3) انتهى.
أقول: وكلام الصدوق هذا يدل على أن الرجل الذي كان واسطة بين علي
بن الحسين والسفير ابن روح انما هو محمد بن الأسود، والذي تقدم قي " صه " وكذا
عن " جش " علي بن جعفر بن الأسود.
وقد تأمل شيخنا يوسف في تعيين أحد الرجلين، والظاهر أنه الأخير، فان أبا
جعفر الصدوق هو أعرف بحال والده الماجد وحامل كتابته، مع أن الصدوق يروي
الحكاية بلا واسطة، وما في كتب الرجل من " جش " و " ست " وغيرهما مع الواسطة.

(1) رجال العلامة: 94.
(2) وهو كتاب اكمال الدين ذكر التوقيع في: 502 - 503.
(3) كتاب الغيبة للشيخ: 195.
520

ثم لا يخفى أن بعض الأصحاب ذكر في وجه تسمية هذه السنة بسنة تناثر
النجوم هو أنه رأى الناس فيها تساقط شهب كثيرة من السماء، وفسر ذلك بموت
العلماء، وكان ذلك إذ قد مات في تلك السنة جملة من أعيان هذه الطائفة وأساطين لم
يكتحل حدقة الزمان بمثلهم ولا نظير، منهم الشيخ المذكور، ومنهم ثقة الاسلام محمد
الرازي الآتي ذكره، ومنهم علي بن محمد السمري آخر السفراء، وغيرهم من القدوة (1).
نقل أحمد بن أبي طالب الطبرسي في كتاب الاحتجاج والقاضي نور الله في
مجالس المؤمنين وغيرهما ما خرج من الإمام العسكري عليه السلام للشيخ الصدوق
والد الصدوق من التوقيع الدال على عظم قدره وعلو منزلته عندهم عليهم السلام
وهذه صورته:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والجنة
للموحدين، والنار للملحدين، ولا عدوان الا على الظالمين، ولا اله الا هو أحسن
الخالقين، والصلاة على خير خلقه محمد وعترته الطاهرين.
أما بعد: أوصيك يا شيخي ومعتمدي يا أبا الحسن علي بن الحسين القمي
وفقك الله لمرضاته، وجعل من صلبك أولادا صالحين برحمته، بتقوى الله، وإقامة الصلاة،
وايتاء الزكاة، فإنه لا تقبل الصلاة من مانع الزكاة. وأوصيك بمغفرة الذنب، وكظم
الغيظ، وصلة الرحم، ومواساة الاخوان، والسعي في حوائجهم في العسر واليسر، والعلم
عند الجهل، والتفقه في الدين، والتثبت للأمور، والتعاهد للقرآن، وحسن الخلق، والامر
بالمعروف والنهي عن المنكر، قال الله عز وجل (لا خير في كثير من نجواهم الا من
أمر بصدقة أو معروف أو اصلاح بين الناس) واجتناب الفواحش كلها.
وعليك بصلاة الليل، فان النبي صلى الله عليه وآله أوصى عليا فقال: عليك
بصلاة الليل، ومن استخف بصلاة الليل فليس منا، فاعمل بوصيتي وأمر جمع شيعتي
حتى يعملوا عليه، وعليك بالصبر وانتظار الفرج.

(1) لؤلؤة البحرين: 384.
521

ولا يزال شيعتنا في حزن حتى يظهر ولدي الذي بشر النبي صلى الله عليه
وآله أنه يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، فاصبر يا شيخي وأمر جمع
شيعتي بالصبر، وأن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين، السلام
عليك وعلى جميع شيعتنا ورحمة الله وبركاته، وحسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم
النصير (1).
وله كتب، منها كتاب التوحيد، وكتاب الوضوء، وكتاب الصلاة، وكتاب
الجنائز، وكتاب الإمامة والتبصرة من الحيرة، وكتاب الاملاء نوادر، وكتاب المنطق،
وكتاب الاخوان، وكتاب النساء والولدان، وكتاب الشرائع وهي الرسالة إلى
ابنه، وكتاب التفسير، وكتاب النكاح، وكتاب مناسك الحج، وكتاب قرب الإسناد،
وكتاب التسليم، وكتاب الطب وكتاب المواريث، وكتاب المعراج، ذكر هذه الكتب
" جش " (2) وفي " ست " بعد كتاب التبصرة من الحيرة قال: كتاب الاملاء ولم يقل نوادر،
ثم قال: كتاب الشرائع: وكتاب الرسالة إلى ابنه محمد بن علي (3). روى عنه
التلعكبري قال: سمعت منه في السنة التي تهافتت فيه الكواكب دخل بغداد فيها وذكر
أن له اجازة بجميع ما يرويه (4). وفي " مشكا ": ابن الحسين بن موسى بن بابويه القمي
الثقة، عنه محمد ابنه والتلعكبري (5).
ترجمة الشيخ أبي جعفر الكليني
وثانيهما: رئيس المحدثين محمد بن يعقوب بن إسحاق أبو جعفر الكليني،
وكان خاله علان الكليني، شيخ أصحابنا في وقته بالري ووجههم، وكان أوثق الناس

(1) مجالس المؤمنين 1 / 453.
(2) رجال النجاشي: 261.
(3) الفهرست 93.
(4) راجع لؤلؤة البحرين: 381 - 386.
(5) هداية المحدثين: 215.
522

في الحديث وأثبتهم، صنف الكتاب الكبير المعروف بالكليني يسمى الكافي في عشرين
سنة، كنت أتردد إلى المسجد المعروف بمسجد اللؤلؤي، وهو مسجد نفطويه النحوي
أقرأ القرآن على صاحب المسجد وجماعة من أصحابنا يقرؤون كتاب الكافي على أبي
الحسن أحمد بن أحمد الكوفي الكاتب.
ومات أبو جعفر الكليني ببغداد سنة تسع وعشرين وثلاثمائة سنة تناثر
النجوم وصلى عليه محمد بن جعفر الحسني أبو قيراط، ودفن بباب الكوفة " جش " (1)
" صه " إلى قوله: صنف كتاب الكافي في عشرين سنة، وفيها محمد شيخ أصحابنا (2).
وفي " ست ": ثقة عارف بالاخبار، له كتب منها كتاب الكافي مشتمل على
ثلاثين كتابا، أخبرنا بجميع كتبه ورواياته الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان
رضي الله عنه عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه عنه. وتوفي ببغداد سنة تسع
وعشرين وثلاثمائة في شعبان (3).
وفي " تعق ": عده في جامع الأصول من مجددي مذهب الإمامية على رأس
المائة الثالثة، والسيد المرتضى في رأس المائة الرابعة، بعد أن عد الرضا عليه السلام
من المجددين له في رأس المائة الثانية (4).
وقال في الكتاب المذكور: أبو جعفر محمد بن يعقوب الرازي الامام على
مذهب أهل البيت عليهم السلام عالم في مذهبهم كبير فاضل عندهم مشهور انتهى.
أقول: إن في سنة وفاته انقطعت السفارة بموت آخر السفراء ووقعت الغيبة
الكبرى، وبين الغيبتين ثلاث وسبعون سنة.
وقد قيل: إن الكافي الذي لم يصنف في الاسلام مثله عرض على القائم

(1) رجال النجاشي: 377 - 378.
(2) رجال العلامة: 145.
(3) الفهرست للشيخ: 135.
(4) التعليقة على منهج المقال: 329، جامع الأصول 12 / 222.
523

صلوات الله عليه فاستحسنه، والله العالم.
وقبره معروف في بغداد الشرقية تزوره الخاصة والعامة في تكية المولوية وعليه
شباك من الخارج إلى يسار العابر من الجسر.
وقد نقل صاحب كتاب روضة العارفين عن بعض الثقات المعاصرين له، أن
بعض ولاة بغداد أراد نبش قبر سيدنا أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام وقال:
ان الرافضة يدعون في أئمتهم أنهم لا تبلى أجسادهم بعد موتهم وأريد أن أكذبهم. فقال
له وزيره: انهم يدعون في علمائهم، أيضا ما يدعون في أئمتهم، وهنا قبر محمد بن
يعقوب الكليني من علمائهم، فأمر بحفره فإن كان على ما يدعونه عرفنا صدق مقالتهم
في أئمتهم، والا تبين للناس كذبهم فأمر بحفره.
وفي " مشكا ": ابن يعقوب الكليني شيخ الطائفة، عنه جعفر بن محمد بن
قولويه، وأبو غالب أحمد بن محمد الرازي، وأبو عبد الله أحمد بن إبراهيم الصيمري
المعروف بابن أبي رافع، وأبو محمد هارون بن موسى التلعكبري، وأبو المفضل محمد
بن عبد الله بن عبد المطلب الشيباني، وأحمد بن علي بن سعيد، وأبو الحسين عبد
الكريم بن عبد الله بن نضر (1).
وذكر السيد العالم ابن طاووس في كتاب الاستخارات أن محمد بن يعقوب
الكليني رضوان الله عليه كان في زمن وكلاء سيدنا ومولانا المهدي صلوات الله عليه
وعلى آبائه الطاهرين، ودفن بباب الكوفة في مقبرتها. قال ابن عبدون: رأيت قبره في
صراة الطائي وعليه لوح مكتوب اسم أبيه مع اسمه.
قال الشهيد الثاني رحمه الله: علان الكليني بتخفيف اللام المفتوحة (2).

(1) هداية المحدثين: 259.
(2) وفي القاموس: كلين كأمير بالري منها محمد بن يعقوب الكليني من فقهاء الشيعة. الا انه بضم الكاف مخفف
اللام المفتوحة المشهور بين السنة العلماء والطلبة. وكان خاله علان الكليني، وقد وقع الاختلاف فيه في عبارة
العلامة، فقال العلامة، فقال الشهيد في حاشية الخلاصة: تقدم أحمد بن إبراهيم بن علان الكليني مخفف اللام،
524

قال السيد رضي الدين علي بن طاووس في كتاب كشف المحجة أن الشيخ
المتفق على ثقته وامامته محمد بن يعقوب الكليني كانت حياته في زمن وكلاء مولانا
المهدي عليه السلام، عثمان بن سعيد العمري، وولده أبي جعفر، وأبي القاسم حسين
بن روح، وعلي بن محمد السمري رضي الله عنهم، وتوفى محمد بن يعقوب قبل وفاة
محمد بن علي السمري رضي الله عنه، فتصانيف هذا الشيخ ورواياته في
زمان الوكلاء المذكورين (1).
قيل: ويبعد عدم عرضه مصنفاته على صاحب الامر عليه السلام، وهو غير
وجيه.
وله من المصنفات كتاب الكافي، وكتاب الرسائل، ومسائل الأئمة، وكتاب
الرد على القرامطة، وكتاب تعبير الرؤيا، وكتاب الرجال، وكتاب ما قيل في الأئمة من
الشعر.
قال الشيخ: أخبرنا بجميع رواياته الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن

وسيأتي محمد بن إبراهيم علان الكليني أيضا، فيحتمل كون علان كلا منها، وكونه أباهما إبراهيم المذكور.
قال شيخنا يوسف: الظاهر الأقرب أنه علي بن محمد بن إبراهيم بن أبان الرازي الكليني الذي يروي عنه
الكليني في الكافي بغير واسطة.
قال العلامة في الخلاصة: انه ثقة عين ويعضد ذلك أن الصدوق في كتاب اكمال الدين واتمام النعمة في أسانيد
متعددة يروي عن سعد بن عبد الله عن علي بن محمد الرازي المعروف بعلان الكليني، فيكون علان اسما لعلي
المذكور لا لأبيه أو عمه، كما يفهم من كلام شيخنا الشهيد الثاني أو أبيهما، الا أن المذكور في ترجمة احمد ومحمد
ابن إبراهيم بن علان المعروف، ويمكن أن يكون علان اسما لجدهم وسمي به بعضهم، وان حصل التحريف في
بعض آخر انتهى.
أقول: لا منافاة بين كون علان لقبا واسما لعلي ولجدهم أيضا، بل هو الظاهر من التراجم والعناوين، والله أعلم
" منه ".
(1) كشف المحجة: 158 - 159.
525

النعمان، عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، عن محمد بن قولويه، عن محمد
بن يعقوب بجميع كتبه.
وأخبرنا الحسين بن عبيد الله قراءة عليه أكثر كتاب الكافي عن جماعة، منهم
أبو غالب أحمد بن محمد الرازي، وأبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، وأبو عبد
الله أحمد بن إبراهيم الصيمري المعروف بابن أبي رافع، وأبو محمد هارون بن موسى
التلعكبري، وأبو المفضل محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الشيباني، كلهم عن محمد
بن يعقوب.
وأخبرنا الاجل المرتضى عن أبي الحسين أحمد بن علي بن سعيد عن محمد
بن يعقوب، وأخبرنا أبو عبد الله أحمد بن عبدون عن محمد بن إبراهيم الصيمري،
وأبي الحسين عبد الكريم بن عبد الله بن نصر البزاز بتفليس وبغداد، عن أبي جعفر
محمد بن يعقوب بجميع كتبه ورواياته (1).
ترجمة محمد بن إسماعيل
من الثانية والعشرين: محمد بن إسماعيل يكنى أبا الحسن يدعى بندفر
" لم " (2).
وفي " تعق ": قال المحقق الداماد: هو أحد أشياخ الكليني، وهو الذي يروي
عن الفضل ويروي عنه الكليني، وقد حققنا حاله وصحة الحديث من قبله في
الرواشح وفي حواشينا على القواعد وفي مواضع عديدة (3).
وربما يدعى ب‍ " البندقي النيشابوري " وهو المتداول في ألسنة أهل العصر
والطلبة. وبندقة على ما مر بالنون الساكنة بين الياء الموحدة والدال المضمومتين قبل

(1) الفهرست: 135 - 136.
(2) رجال الشيخ: 496.
(3) التعليقة على منهج المقال: 282.
526

القاف أبو قبيلة من اليمن، بل المثبوت في كثير من الدفاتر هذا لا بندفر، ويأتي ما
يوضح معناه.
وكيف كان فالمهم الإشارة إلى أن محمد بن إسماعيل الذي يكثر الرواية عنه
ثقة الاسلام في الكافي بلا واسطة هل هو النيسابوري المدعو بندفر، أو البندقي، أو ابن
بزيع، أو البرمكي أو غيرهم.
فالذي هو المشهور المعروف في هذا الزمان هو الأول، وأنه الواسطة بين
الكليني و " فش ".
وفي منتهى المقال أنه الذي استقر عليه رأي الكل في أمثال زماننا (1). وعن
الرواشح: اعلمن أن محمد بن إسماعيل هذا - أي: الذي يروي عن " فش " - هو
الذي يروي عنه أبو عمر والكشي أيضا عن " فش " ويصدر به السند، وهو محمد بن
إسماعيل أبو الحسن، ويقال: أبو الحسن النيسابوري المتكلم الفاضل المتقدم البارع
المحدث تلميذ " فش " الخصيص به، كان يقال له بندفر.
البند بفتح الموحدة وتسكين النون والدال المهملة أخيرا العلم الكبير، جمعه
بنود، وهو فر القوم بفتح الفاء وتشديد الراء، وفرتهم بضم الفاء. وعلى قول صاحب القاموس كلاهما بالضم. والحق الأول، أي: من خيارهم ووجههم، ويقال له أيضا:
بندويه، وربما يقال: ابن بندويه. وقال في القاموس: البند العلم الكبير، ومحمد بن
بندويه من المحدثين.
وهذا الرجل شيخ كبير فاضل جليل القدر معروف الامر، دائر الذكر بين
أصحابنا الأقدمين رضوان الله عليهم في طبقاتهم وأسانيدهم واجازاتهم.
وبالجملة طريق أبي جعفر الكليني وأبي عمرو الكشي وغيرهما من رؤساء
الأصحاب وقدمائهم إلى أبي محمد " فش " النيسابوري من النيسابوريين الفاضلين
تلميذيه وصاحبيه أبي الحسن محمد بن إسماعيل بندفر، وأبي الحسن علي بن محمد

(1) منتهى المقال: 261.
527

القتيبي، وحالهما وجلالة أمرهما عند المتمهر الماهر في هذا الفن أعرف من أن يوضح
وأجل من أن يبين.
وربما يبلغني من بعض أهل العصر أنه يذكر أبا الحسن، فيقال: محمد بن
إسماعيل البندقي النيشابوري، وآخرون أيضا يتخذون مثاله وأني لست أراه مأخوذا
عن دليل معول عليه، ولا أرى له وجها إلى سبيل مركون إليه، فان بندقة بالنون
الساكنة بين الباء الموحدة والدال المهملة المضمومين قبل القاف أبو قبيلة من اليمن.
ولم يقع إلي في كلام أحد من الصدر السالف من أصحاب الفن أن محمد بن
إسماعيل النيسابوري كان من تلك القبيلة، غير أني وجدت في نسخة وقعت إلي من
كتاب الكشي في ترجمة " فش " البندقي، وظني أن في الكتاب البندفر بالفاء والراء كما
في " جخ " وغيره بالقاف والباء تصحيف وتحريف.
ثم ليعلم أن طريق الحديث بمحمد بن إسماعيل النيسابوري هذا صحيح
لا حسن، كما قد وقع في بعض الظنون. ولقد وصف العلامة وغيره من أعاظم
الأصحاب أحاديث كثيرة هو في طريقها بالصحة، وكذا شقيقه علي بن محمد بن قتيبة
أيضا صحيح لا حسن.
وللأوهام التائهة الذاهبة هنا إلى محمد بن إسماعيل البرمكي صاحب
الصومعة، أو محمد بن إسماعيل بن بزيع، أو غيرهما من المحمدين بني إسماعيل
باشتراك الاسم وهم اثنا عشر رجلا احتجاجات عجيبة ومحاجات غريبة، ولولا خوف
إضاعة الوقت واشاعة اللغو لاشتغلنا بنقلها وتدوينها (1) انتهى.
أقول: وهذا هو الذي عليه الأكثر بل الكل، كما ادعاه الشيخ أبو علي. وها
هنا أقوال أخر:
الأول: أنه ابن بزيع المعروف الذي كان في عداد الوزراء، وهو المحكي عن

(1) الرواشح السماوية: 70 - 74.
528

الشيخ عبد النبي وجماعة، كما عن بعض سادات العصر (1) في رسالة معمولة لتحقيق
هذا الخلاف، فإنه حكاه عن جماعة من الاعلام.
الثاني: أنه البرمكي صاحب الصومعة، وفي أكثر العبائر نقله كالأول عن
قاتل مجهول، كما في مشتركات الكاظمي (2)، وفي جملة أخرى إسناده إلى توهم المتوهم
كما في الوافي، لكن عن الرسالة المزبورة حكايته عن شيخنا البهائي.
الثالث: أنه أحد المجهولين غير المذكورين، أسنده الكاظمي إلى ميل
بعضهم، وفي الأكثر اسناده إلى التوهم والاحتمال.
الرابع: الوقف في تعيينه، وهو المحكي عن ظاهر صاحب المدارك، ولعله
المستفاد من ابن داود عن المحكي عن أول تنبيهات آخر رجاله، حيث قال: إذ أوردت
رواية عن محمد بن يعقوب عن محمد بن إسماعيل بلا واسطة، ففي صحتها قولان، في
لقائه له اشكالا، فتقف الرواية لجهالة الواسطة بينهما، وان كانا مرضيين معظمين (3)
انتهى.
والأظهر هو كونه محمد بن إسماعيل النيسابوري المدعو بأحد الوصفين، ولنا
علي ذلك وجوه ملفقة مما يفيد كونه إياه، وما ينفي كونه غيره ممن شاركه في الاسم.
فمن الأول أمور:
أحدها: ذهاب المشهور بل الكل في هذا الزمان إلى تعيينه، والشهرة
والاجماع مفيدان للظن، وهو معتبر في المقام.
وثانيها: أن الكشي كثيرا ما يروي عنه بلا واسطة وهو عن " فش " كالكليني،
وهو معاصر له، فيظن أنه الذي يروي عنه الكليني.
وثالثها: أن المستفاد مما في ترجمة الفضل أن النيسابوري المذكور هو الذي

(1) وهو العلامة السيد محمد باقر الشفتي المعروف بحجة الاسلام.
(2) مشتركات الكاظمي المعروف بهداية المحدثين: 228.
(3) رجال ابن داود: 555.
529

يذكر بعض أحوال " فش " وما جرى عليه، فيحصل الظن منه أنه الراوي عنه.
ورابعها: أنه على ما عرفت عن الرواشح كان تلميذ " فش " والخصيص به،
فالظن بأنه الراوي عنه حاصل، ويؤيده كونه من الفضلاء المتكلمين على ما صرح به
كأستاذه، وهكذا في الوافي، فقال: محمد بن إسماعيل المذكور في صدر السند من كتاب
الكافي الذي يروي عن " فش " النيشابوري، وهو محمد بن إسماعيل النيسابوري
الذي يروي عنه أبو عمرو الكشي أيضا عن " فش " ويصدر به السند وهو أبو الحسن
المتكلم الفاضل المتقدم البارع المحدث تلميذ " فش " الخصيص به يقال له: بندفر،
وتوهم كونه محمد بن إسماعيل بن بزيع، أو محمد بن إسماعيل البرمكي صاحب
الصومعة بعيد جدا (1).
وخامسها: ما عرفت عن الكتاب من أنه أحد أشياخ الكليني.
وسادسها: أنه نيشابوري كأستاذه " فش " بخلاف غيره من بني إسماعيل.
ومن الثاني فكثيرة.
منها: أن ابن بزيع هو الذي يروي عنه " فش " كثيرا، كما هو المصرح به بهذه
الكنية في أكثرها، وقد نص عليه الكشي وغيره من أهل الرجال، فكيف يروي عن
" فش " بالكثرة التي عرفتها.
ومنها: أن المستفاد مما ذكره الكشي في ترجمة محمد بن إسماعيل بن بزيع أنه
مات في حياة مولانا الجواد عليه السلام لقوله: انه من رجال أبي الحسن موسى عليه
السلام، وأدرك أبا جعفر الثاني عليه السلام بل ظاهره أنه أدرك قليلا زمانه عليه
السلام، ووفاته على ما عن الارشاد وغيره كانت في سنة عشرين ومائتين وقد أشرنا
في سني وفاة الأئمة عليهم السلام.
وذكروا في أحوال الكليني أنه مات في سنة تناثر النجوم، وهي سنة تسع
وعشرين كما عن " جش " أو ثمان وعشرين كما عن الشيخ بعد المآت الثلاثة. والتفاوت

(1) الوافي 1 / 19.
530

بين التاريخين ثمان أو تسع ومائة، وقد ذكروا في أحواله أنه كتب الكافي في عشرين سنة،
وقد أشرنا إليه أيضا.
ومن البين عادة أنه لم يشرع في تأليفه في أوائل عمره خصوصا واشتكى إليه
عن جهال العصر وسئل تأليف كتاب كاف يجمع فيه جميع فنون علم الدين ما يكتفي
به المتعلم ويرجع إليه المسترشد، فلا أقل يكون عمره إذ شرع في التأليف قريبا من
عشرين سنة، فيكون مع زمن التأليف قريبا من أربعين سنة.
والمعلوم بتتبع الكافي أن روايته عن محمد بن إسماعيل موجودة في أوائلها
وأواخرها، بل متفرقة على جميع أبوابها، ولازم جميع ذلك أن يكون عمر الكليني تقريبا
مائة وستون بل سبعون سنة، على تقدير كون المروي عنه في الكافي ابن بزيع، وهو
بعيد في الغاية، ولو كان لكان عليهم التنبيه عليه في الرجال، أو في مقام ضبط
المعمرين، كما صنعه المرتضى في مقام استبعاد القوم لطول عمر الصاحب عليه
السلام، قد ذكر فيه من هو أقل عمرا مما ذكر.
وأيضا كان اللازم درك الكليني زمن الأئمة عليهم السلام بل من زمن الرضا
عليه السلام إلى آخرهم، فيكون مدركا لخمسة منهم عليهم السلام، وهو أيضا بعيد
خصوصا مع عدم التنبيه والإشارة لا منه ولا من غيره، وقد نبهوا على من أدرك أقل من
ذلك.
ويبعده أيضا أنه لو كان لكان مقتضى حرص الكليني على الجمع ونقد
الاخبار، مع ورود العراق أن يتشرف بلقاء بعضهم عليهم السلام ويأخذ روايات
أو رواية منه بلا واسطة أو بواسطة واحدة، فان علو السند أمر مرغوب جدا، كيف؟ وهو
لم ينقل فيما وقفنا عليه من الفضل ولا من غيره من المشهورين من أرباب التصنيفات
والتأليفات.
والمستفاد من خطبة كتابه من جهة شكاية البعض إليه وسؤاله تأليف كتاب
وغير ذلك، اشعار تام بكون الشروع فيه في الغيبة. وفي كتاب النص من واحد منهم
عليهم السلام على آخر ما ينفي احتمال وقوع التأليف في زمن الحضور، وقد روى قبله
531

عن أبي محمد عليه السلام كما في باب ابطال الرؤية وباب النهي عن الصفة وغيرهما.
والحاصل أن كون التأليف في زمن الغيبة من الواضحات.
وأما احتمال كون رواياته عن محمد بن إسماعيل المذكور يأخذها من الكتاب
المعلوم عنده، فهو أيضا بعيد.
أما أولا: فلان اللازم كما هو دأبه ودأب غيره من الجامعين للاخبار أن يكون
له مشائخ اجازة رواية الكتاب المذكور، وأن ينبه عليهم هو أو غيره.
وأما ثانيا: فلان اقتصار صاحب هذا الكتاب على الرواية من الفضل خاصة
مع ما عرفت من أن الفضل هو الراوي عنه في غاية الاستبعاد، ولو لم يكن الاقتصار
لنقل عن محمد بن إسماعيل المزبور عن غير الفضل أيضا كثيرا ولم نقف عليه، مضافا
إلى اقتضاء العادة اشتهار كتاب جمعه مؤلفه بتمامه عن الراوي عنه.
وأما المناقشة فيما استفدناه من عبارة الكشي من منع الظهور المزبور، لأنه
قد نقل عنه أنه ذكر في موضع آخر من كتابه أنه أدرك موسى بن جعفر عليهما السلام،
ولازمه على ما ذكر ظهور هذا في موته في زمان أبي الحسن عليه السلام مع أنه واضح
البطلان.
فيدفعها أن المراد من الكلام الأخير دركه من أول عمره. أو أول دخوله في
الرواة ونحو ذلك، فان الادراك يطلق على ذلك أيضا، غاية الأمر ظهوره فيما تقدم
ويصرف عنه هنا بما مر.
وكيف كان فاحتمال درك ابن بزيع للأئمة المتأخرين عن أبي جعفر عليه
السلام بل بقائه إلى برهة من عصر الكليني قد أخذ منه فيها تلك الأخبار الكثيرة
أيضا بعيد موجب لطول عمره ودركه لستة من الأئمة عليهم السلام، وهما بعيدان
خصوصا مع عدم تنبيه أحد عليه.
ومنها: أن الكشي وغيره حتى الكاظمي في المشتركات ذكروا من يروي
الفضل عنهم، فذكروا منهم محمد بن إسماعيل بن بزيع وذكروا من يروي عنه، ولم
يذكروا هذا منهم ابن بزيع، فلو كان يروي عن الفضل كما أن الفضل يروي عنه
532

لأشاروا إليه لغرابته في الجملة، واشتهار ابن بزيع لكونه في عداد الوزراء على ما في
كتب الرجال.
ومنها: أن الغالب رواية الكليني عن ابن بزيع بواسطتين، وربما يروي عنه
بثلاث وسائط، كما في باب نص الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وآله على الأئمة
عليهم السلام من كتاب الحجة، حيث قال: الحسين بن محمد عن معلى بن محمد، عن
محمد بن جمهور، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع (1)، وكذا في باب الركوع (2)، فمن
البعيد أن يكون مع ذلك من طبقته.
ومنها: أن الغالب تصريح الكليني عند روايته عنه بالوسائط بكونه ابن بزيع،
فيظهر منه أن الاطلاق عنده غير منصرف إليه، والا لا غنى عن التزام التقيد، والموجود
بينه وبين الفضل مطلق غالبا أو دائما. وأيضا علم من الوجه السابق أن روايته عنه
بالوسائط لا غرابة فيها، وانما هي في روايته عنه بلا واسطة، فكان الأخير أولى بالتقييد
لإزالة الغرابة المنافية للحمل عليه.
فان قلت: إن ابن بزيع أشهر وأظهر، والاطلاق منصرف إليه وهو مؤيد
لتعيينه، وقد صرح به في بعض أسانيد التهذيب، وأيضا قد روى الكليني عنه بواسطة،
كما في بعض نسخ باب الصروف من كتاب المعيشة، حيث قال: علي بن إبراهيم عن
أبيه وعن محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان (3)، ومنه يظهر أن نظر ابن داود
في لقاء الكليني له جيد، لكن طريق الرواية لا ينحصر في الملاقاة حتى يلزم الارسال
وعدم الصحة، فلا يعدل عن ظاهر الكليني، خصوصا مع الاكثار عنه.
وأيضا في كتاب الروضة التصريح بابن بزيع، حيث قال: محمد بن يعقوب
عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن فضال عن حفص المؤذن عن أبي عبد الله

(1) أصول الكافي 1 / 291.
(2) فروع الكافي 3 / 320. ح 5.
(3) فروع الكافي 5 / 247.
533

عليه السلام وعن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن محمد بن سنان الحديث (1)
قلت: أولا ان هذه الأمور لا تقاوم لما مر من أن الاشتهار المدعى ينافي التزام
التقيد بابن بزيع في غالب رواياته، وما في التهذيب إن كان فهو من خطأ النساخ، كما
في الخبر الثاني، إذ الصواب بشهادة بعض أهل المعرفة زيادة حرف المجاوزة وتسمع
ما في نظر ابن داود.
وتصحيح ظاهر الكليني مع فرض عدم الملاقاة لا يمكن الا بالأخذ من
كتابه، والمتعارف حينئذ بيان الطريق إليه، والعطف في الخبر الأخير على ابن فضال
ونحوه محتمل أو ظاهر.
وبالجملة فعدم كون الواسطة بين الكليني والفضل ابن بزيع كاد أن يكون
من الواضحات الغنية عن الاستدلال. وقد أشار إلى ما ذكرنا بعض أجلة المعاصرين.
هذا وأما نفي كونه هو البرمكي مع كونه رازيا كالكليني وعدم اباء الطبقة
عنه، لرواية الصدوق عن الكليني بواسطة، وعن البرمكي بواسطتين، ورواية الكشي
المعاصر للكليني عن البرمكي تارة بواسطة واخرى بدونها، ولموت محمد بن جعفر
الأسدي الذي كان معاصر البرمكي قبل وفاة الكليني بقريب من ستة عشر سنة،
فيقرب زمانه زمان البرمكي.
وقد استدل بذلك كله القائل بكونه هو البرمكي، فيدل عليه أولا أن غاية
ما ذكره كله امكان كونه إياه والمدعى غير الامتناع. وثانيا أنه غير مقاوم لما مر من
الشواهد على تعيين النيسابوري الا ما قدمناه من كونه نيسابوريا كالفضل.
وعند التأمل لا يقاومه أيضا، إذ مجرد كونه رازيا المفيد لاتحاد مكانهما انما ينفع
لو لم ينتقل أحدهما منه إلى غيره، وقد ذكر أبو العباس بن نوح أن البرمكي سكن
بقم، وقد صرحوا في ترجمته بأنه يروي عنه محمد بن جعفر الأسدي، فلو كان الكليني
يروي بالكثرة التي عرفتها كان أولى بالتصريح على روايته عنه.

(1) الروضة من الكافي 8 / 2، ح 1.
534

مضافا إلى أن الكليني يروي عنه فيما وقفنا عليه بواسطة محمد بن أبي عبد
الله، وهو محمد بن جعفر بن محمد بن عون الأسدي مع التقييد بالبرمكي، منه ما في
باب الحركة والانتقال من كتاب التوحيد (1) أو مع الرازي، ومنه ما في باب حدوث العالم
منه (2).
وبالجملة الأكثر هو التقييد وان أطلقه نادرا، كما في باب النوادر منه (3)، ولم
نقف على روايته منه بلا واسطة مع بعض التتبع في الكافي، ولو كان فلا ريب أنه القليل
الغريب المحتاج إلى التنبيه عليه والتقييد بما مر دون نقله عنه مع الواسطة خصوصا
مع كونه الأسدي.
واما نفي كونه أحد المجهولين مع اعتراف البعض بعدم الوقوف على قائله،
فيضعف به جدا، خصوصا من جهة تخصيصه بأحدهم دون الترديد بينهم وبين
المعلومين، مضافا إلى أن المشهور كما ستسمعه صحة الطريق المزبور، لا لخصوص كون
الواسطة من مشايخ الإجازة، وهذا ينافي ما ذكر، ولا ريب أن ذلك يفيد الظن المعتبر في
المقام، مضافا إلى اباء الطبقة عن أكثرهم، فان ابن رجاء من أصحاب أبي عبد الله
عليه السلام كما ذكره الشيخ، ويشهد بذلك ملاحظة تاريخ الوفاة، والزعفراني لقى
أصحابه عليه السلام كما ذكره " جش " مع أنه ثقة عين بتصريحه.
والسراج يروي عنه الكليني بعدة وسائط، كما في باب الهداية من باب
التوحيد، فروى عنه عدة من أصحابه عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن
إسماعيل السراج (4). وابن أخي موسى بن جعفر عليهما السلام ليس في هذه الطبقة
فلاحظ وتتبع.

(1) أصول الكافي 1 / 125، ح 1.
(2) أصول الكافي 1 / 78، ح 3.
(3) أصول الكافي 1 / 144.
(4) أصول الكافي 1 / 165، وفيه محمد بن إسماعيل عن إسماعيل السراج.
535

وحيث قد ثبت بهذه الملاحظات والامارات المفيدة للظنون المعتبرة تشخيص
ذات الواسطة، فلنشر إلى بيان وصف الواسطة وصحة حديثه أو عدمها.
فنقول: ان الاظهر اعتبار سند الحديث من جهته بل صحته على اصطلاح
القدماء بل لا أبالي الحكم بالصحة على اصطلاح المتأخرين، حيث صح الطريق من
غير جهته من المتقدم عليه أو المتأخر عنه، ولنا على ذلك تأييدات وامارات:
أحدها: أنه من أشياخ الكليني، وقد أشرنا غير مرة أن الوصف بذلك يفيد
التوثيق، بل قيل: إنه أعلى من التوثيق، ولا أقل أن مثل الكليني لا يرضى بالاستجازة
عن الفاسق والركون إليه في العلم والحديث.
وثانيها: أنه الخصيص بالفضل، كما مر عن الرواشح والوافي، ومثله لا يجعل
الفاسق من خواصه.
وثالثها: اكثار الكليني الرواية عنه مع ما قال في ديباجة كتابه، كما أشرنا إليه
في المطالب الأصولية.
ورابعها: عدم تصريحه فيه مع الاكثار المزبور بما يتميز به الرجل عن غيره،
كما هو ديدنهم في الرواة ليلاحظ المعتمد عن غيره، فظاهره أنه لا حاجة إليه لظهور
وجه الاعتماد عليه، أو لعدم الحاجة إليه لكونه من مشايخ الإجازة.
وخامسها: ما قد مر من أنه قيل في حقه: بندفر، ومعناه على ما عرفت يدل
على جلالته وعلو شأنه وسمو مقامه، فتأمل.
وسادسها: ما ذكره المحقق الداماد من كونه شيخا كبيرا فاضلا جليل القدر
معروف الامر دائر الذكر بين أصحابنا، ويقرب منه ما عن المحدث القاشاني وقد أشرنا
إليهما.
وسابعها: تصحيح جمع من الأفاضل للسند الذي هو فيه من جهته من غير
تخصيص بما روى عنه الكليني، كما هو ظاهر محكي الرواشح، وعن المنتقى عليه جماعة
من الأصحاب أولهم العلامة.
وثامنها: اطباق العلماء على ما حكي عن بعض الأجلة على تصحيح ما يروي
536

عنه الكليني. قال بعض أجلة أهل العصر: وقد استظهر صحة هذه الدعوى بعض
أجلاء العصر من تتبع كتب الأصحاب، وأنه اطلع على ذلك في المختلف، والمنتهى
والتذكرة والتنقيح والذكرى وجامع المقاصد والروض والروضة ومجمع الفائدة
والمسالك والمدارك والبحار، وأشار إلى موضع واحد من غير الثلاثة الأخيرة، وهو
مسألة جواز الاجتزاء بالتسبيحات الأربع مرة واحدة، وعن أخير الثلاثة في شرح
الوقف على أولاده الأصاغر، وعن أولاها في باب الركوع في الدعاء بعد الانتصاب
منه.
وحكي أن ابن داود صحح طريق الشيخ إلى الفضل وهو فيه، ثم قال: وهو
ينافي ما تقدم منه من أن في صحة رواية الكليني عن محمد بن إسماعيل قولين.
قلت: الظاهر أن التصحيح من جهة غيره، كيف؟ وظاهر تعبير الشيخ أن
جميع ما رواه عن الفضل لم يكن بالطريق الذي فيه محمد بن إسماعيل، بل بطرقه
الأخرى، فإنه قال في غيره: وما ذكرته عن الفضل، وقال فيه: ومن جملة ما ذكرته عن
الفضل بن شاذان ما رويته بهذه الأسانيد، وفرق واضح بين التعبيرين، كوضوحه
بينهما وبين ما رويته عن كتاب فلان أو نوادره، فلعل ابن داود بناءه على وثاقة إبراهيم
بن هاشم.
وفي " تعق ": حكي عن المحقق البحراني أنه نقل عن بعض معاصريه توثيقه
من جماعة، وقال أيضا، قال جدي: جماعة من أصحابنا يعدون أخباره من الصحاح.
قلت: ومن ذلك يحصل الظن القوي بالوثاقة بل العدالة، فلا ينبغي التأمل
في السند من جهته، ومن هنا يعلم الحال في كل من أرباب الإجازة، كيف؟ وهو
منصوص الوثاقة عند البعض بل المنقول عن الجماعة.
ترجمة أحمد بن محمد بن عيسى
ومن الثالثة والعشرين: أحمد بن محمد بن عيسى بن عبد الله بن سعيد بن
مالك بن الأحوص بن السائب بن مالك بن عامر الأشعري، من بنى ذخران بن
537

عوف بن الجماهر بن الأشعر، يكنى أبا جعفر، أول من سكن قم من آبائه سعد بن
مالك بن الأحوص هو شيخ القميين وفقيههم غير مدافع. وكان أيضا من الرؤساء
الذين يلقون السلطان، وقد لقى رحمه الله الرضا عليه السلام (1). وفي " دي " قمي (2).
وفي " كش " قال نصر بن الصباح: أحمد بن محمد بن عيسى لا يروي عن
ابن محبوب، من أجل أن أصحابنا يتهمون ابن محبوب في روايته عن أبي حمزة، ثم
قال: تاب أحمد بن محمد فرجع قبل ما مات، يروي عمن كان أصغر سنا منه ثم قال:
وما روى أحمد قط عن ابن المغيرة ولا عن حسن بن خرزاذ. وعبد الله بن محمد بن
عيسى الملقب ب‍ " بنان " أخو أحمد بن محمد بن عيسى (3).
وعن ارشاد المفيد: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد، عن محمد بن يعقوب،
عن الحسين (4) بن محمد، عن الخيراني عن أبيه، قال: كنت ألزم باب أبي جعفر للخدمة
التي وكلت بها، وكان أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري يجئ في السحر من آخر كل
ليله ليتعرف خبر علة أبي جعفر عليه السلام، وكان الرسول الذي يختلف بين أبي
جعفر عليه السلام وبين الخيراني إذا حضر قام أحمد وخلى به.
قال الخيراني: فخرج ذات ليلة وقام أحمد عن المجلس وخلي بي الرسول
واستدار أحمد فوقف أحمد حيث يسمع الكلام، فقال: ان مولاك يقرأ عليك السلام
ويقول لك: اني ماض والامر صائر إلى ابني علي، وله عليكم بعدي ما كان لي عليكم
بعد أبي، ثم مضى الرسول ورجع أحمد إلى موضعه، فقال: ما الذي قال لك، قلت:
خيرا، قال: قد سمعت ما قال وأعاد ما سمع.
فقلت له: ان الله تعالى يقول: (ولا تجسسوا) فإذا سمعت فاحفظ الشهادة

(1) رجال النجاشي: 81 - 82.
(2) رجال الشيخ: 409.
(3) اختيار معرفة الرجال 2 / 799 برقم: 989.
(4) في الأصل: الحسن.
538

لكي نحتاج إليها يوما، وإياك أن تظهرها إلى وقتها قال: فأصبحت وكتبت نسخة
الرسالة في عشرة رقاع وختمتها ودفعتها إلى عشرة من وجوه أصحابنا، وقلت: ان
حدثني حدث الموت قبل أن أطالبكم بها فافتحوها واعملوا بما فيها.
فلما مضى أبو جعفر عليه السلام لم أخرج من منزلي حتى عرفت أن رؤساء
العصابة قد اجمعوا عند محمد بن الفرج يتفاوضون في الامر، فكتب إلي محمد بن
الفرج يعلمني باجتماعهم عنده ويقول: لولا مخالفة الشهرة لصرت معهم إليك فأحب
أن تركب إلي، فركب وصرت إليه، فوجدت القوم مجتمعين عنده، فتجاربنا في الامر،
فوجدت أكثرهم قد شكوا، فقلت لمن عندهم الرقاع وهم حضور: أخرجوا تلك
الرقاع، فأخرجوها فقلت له: هذا ما امرت به، فقال بعضهم: قد كنا نحب معك في
هذا الامر آخر ليتأكد القول.
فقلت لهم: قد أتاكم الله بما تحبون هذا أبو جعفر الأشعري يشهد لي سماع
هذه الرسالة، فاسألوه، فسأله القوم، فتوقف عن الشهادة، فدعوته إلى المباهلة،
فخاف منها، فقال: قد سمعت ذلك وهي مكرمة كنت أحب أن تكون لرجل من
العرب، فأما مع المباهلة فلا طريق إلى كتمان الشهادة، فلم يبرح القوم حتى سلموا
لأبي الحسن عليه السلام (1).
وفي " تعق " ذكر هذه الرواية في الكافي باب الإشارة والنص على أبي الحسن
الثالث عليه السلام (2). لكن في قبول مثلها في شأن مثل هذا الثقة الجليل تأمل، ولعل
ذلك هو الداعي لعدم توثيق النجاشي له، وربما يظهر منه تكذيبه فلاحظ، كما في علي
بن محمد بن ميثره، والظاهر أنه لا ينبغي التأمل في وثاقته، ولعله كان زلة صدرت فتاب،
فان الظاهر عدم تأمل المشايخ في وثاقته وعلو شأنه، وديدنهم الاستناد إلى قوله. وفي
الحسن بن سعيد ما يظهر منه اعتماد ابن نوح بل اعتماد الكل عليه.

(1) ارشاد المفيد: 328 - 329.
(2) أصول الكافي 1 / 324، التعليقة على منهج المقال: 64.
539

وقال الصدوق في أول اكمال الدين: كان أحمد بن محمد بن عيسى في فضله
وجلالته يروي عن أبي طالب عبد الله بن الصلت وبقي حتى لقيه محمد بن الحسن
الصفار وروى عنه (1)
وفي النقد: رأينا في كتب الاخبار رواية أحمد بن محمد بن عيسى عن أبي
المغيرة، كما في صلاة الجمعة من التهذيب وغيره، ومنه في باب أن النوم ناقض للوضوء
فتأمل (2) انتهى.
أقول: لم يتأمل أحد في الوثاقة، ولا وجه للتوقف في جلالته ومقبولية روايته،
واحتمال صدور الزلة وحصول التوبة ضعيف، ولعل ذلك للتبجيل ووقع قوله في
الشهادة كيلا يتهم بالمبادرة فيها.
وكيف كان هو وأبوه وجده وعمه عمران، وكذا إدريس بن عبد الله وأولاد
أعمامه زكريا بن آدم وزكريا بن إدريس وآدم بن إسحاق وغيرهم من أجلة رواة الحديث
ورجال الاخبار مذكورا في كتب الرجال، وقد أشرنا إليهم في الطبقات.
وفي " مشكا ": يعرف ابن محمد بن عيسى بوقوعه في وسط السند، ويروي
عنه أحمد بن علي بن أبان، ومحمد بن يحي العطار، وسعد بن عبد الله، والحسن بن
محمد بن إسماعيل، وأحمد بن إدريس، وعلي بن موسى بن جعفر، ومحمد بن أحمد بن
يحيى، ومحمد بن علي بن محبوب، وعبد الله بن جعفر الحميري، ومحمد بن الحسن
الصفار، ومحمد بن الحسن بن الوليد. وما يتراءى من رواية سهل عنه في الكافي
والتهذيب، فالظاهر وأحمد بن محمد لا عنه، فوقع التحريف (3).

(1) اكمال الدين: 3.
(2) نقد الرجال: 34.
(3) هداية المحدثين: 175 - 176.
540

ترجمة محمد بن أبي عمير
ومن الرابعة والعشرين اثنان:
الأول: محمد بن أبي عمير، واسم أبيه زياد بن عيسى، وكنيته أبو عمير.
وفي " صه ": لقى أبا الحسن موسى عليه السلام وكذا في " جش " وقالا: وسمع
منه أحاديث كناه في بعضها يا أبا أحمد، وروى عن الرضا عليه السلام. كان جليل
القدر عظيم المنزلة عندنا وعند المخالفين (1).
وزاد الأول قال " كش ": انه ممن أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصح عنه،
وأقروا له بالفقه والعلم. ثم قال قال الشيخ الطوسي رحمه الله: انه أوثق الناس عند
الخاصة والعامة وأنسكهم نسكا وأورعهم وأعبدهم، أدرك من الأئمة ثلاثة: أبا إبراهيم
موسى بن جعفر عليهما السلام ولم يرو عنه، وروى عن أبي الحسن الرضا عليه
السلام (2).
هكذا وجد في جميع نسخ الكتاب، وهو لفظ الشيخ في الفهرست، ولم يذكر
الامام الثالث عليه السلام على ذكره الشهيد الخلاصة، ولعله أسقط اتكالا على
الظهور، وبناءا على صحته وفي الفهرست ما يوجد خلافه كما سنشير إليه، فهذا منه
عجب، وأعجب منه عده تعرض الميرزا مع وجوده فيما وقفنا عليه من نسخ كتابه.
وقد نقله عن الفهرست في النقد والحاوي والمجمع، ولعله ساقط في بعض
النسخ، وكأن منها نسخة الشهيد والميرزا. ويمكن أن يكون الالحاق من الكتاب
والنساخ، لزعمهم السقوط منه قلمه، فإذا احتمل الأمران فالبحث عن النسخ
القديمة الصحيحة لو لم يوجد أصلا لرفع الحيرة.
وفي " كش " قال معد: حدثني علي بن الحسن، قال: ابن أبي عمير أفقه من

(1) رجال النجاشي: 326.
(2) رجال علامة: 141.
541

يونس وأصلح وأفضل (1).
وفي " ست " ما نقله " صه " وبعد وأعبدهم: وقد ذكره الجاحظ في كتابه فخر
قحطان على عدنان بهذه الصفة التي وصفناه، وذكر أنه كان أوحد أهل زمانه في الأشياء
كلها. وبعد روايته عن أبي الحسن الرضا والجواد عليهما السلام قال: وروى عنه أحمد
بن محمد بن عيسى كتب مائة رجل من رجال أبي عبد الله عليه السلام وله مصنفات
كثيرة (2).
وعن " جش " بعد ان ذكر أن الجاحظ يحكي عنه في كتبه: وقد ذكره في
المفاخرة بين العدنانية والقحطانية. وقال في البيان والتبيين: حدثني إبراهيم بن داحة
عن ابن أبي عمير، وكان وجها من وجوه الرافضة، وكان حبس في أيام الرشيد فقيل:
ليلي القضاء، وقيل: ليدل على مواضع الشيعة وأصحاب موسى بن جعفر عليهما
السلام.
وروي أنه ضرب أسواطا بلغت منه، فكاد أن يقر لعظم الألم، فسمع محمد
بن يونس بن عبد الرحمن وهو يقول: اتق الله يا محمد بن أبي عمير، فصبر ففرج الله
عنه.
وقيل: إن أخته دفنت كتبه في حال استتاره وكونه في الحبس أربع سنين
فهلكت الكتب، وقيل: بل تركتها في غرفة فسال عليها المطر فهلكت، فحدث من
حفظه ومما كان سلف له في أيدي الناس، فلهذا يسكنون أصحابنا إلى مراسيله. وقد
صنف كتبا كثيرة. فأما نوادره فهي كثيرة، لان الرواة لها كثيرة عنه عبد الله بن عامر،
ومحمد بن الحسين، وعبيد الله بن أحمد بن نهيك. وإبراهيم بن هاشم. مات محمد بن
أبي عمير سنة عشرة ومائتين (3).

(1) اختيار معرفة الرجال 2 / 854.
(2) الفهرست ص 142.
(3) رجال النجاشي ص 327.
542

وفي " ضا " محمد بن أبي عمير يكنى أبا أحمد، اسم أبي زياد مولى الأزد ثقة (1).
وفي " كش " أيضا قال نصر: ابن أبي عمير يروي عن ابن بكير، وفيه أيضا
حكاية حبسه وإصابته من الجهد والضيق أمرا عظيما، وأنه كاد أن يسمي فسمع محمد
بن يونس بن عبد الرحمن يقول: يا محمد بن أبي عمير أذكر موقفك بين يدي الله عز
وجل، فصبر ولم يخبر، وفيه قال الفضل: فأضربه في هذا الشأن أكثر من مائة ألف درهم
(2) وفيه غير ذلك.
وفي " تعق ": صرح في العدة بأنه لا يروي الا عن ثقة. وفي أوائل الذكرى أن
الأصحاب أجمعوا على قبول مراسيله. وقال العلامة في النهاية وغيره بأنه لا يرسل الا
عن ثقة. وقيل: لعل قوله لما قاله " جش " من أن أصحابنا يسكنون إلى مراسيله وفيه
تأمل، ووجه السكون إلى مراسيله بأن الغرض عدم القدح بعدم الضبط، حيث أن
كثرة الارسال مظنة ذلك. وعن الشيخ محمد لو سلم أنه لا يرسل الا عن ثقة لا يكون
حجة لغيره، لجواز أن يكون ثقة عنده، فلو عرفه الغير لظهر له خلافه.
وفي موضع آخر اعترض على نفسه بأن إخبار الثقة بالعدالة يحصل منه ظن
عدم الفسق نظرا إلى الأصل، فأي حاجة إلى البحث عن الجرح؟ فأجاب أن مقتضى
الآية العلم بعدم الفسق، ولما تعذر اعتبر ما يقرب منه وهو الظن الحاصل بالبحث من
الجرح (3).
وربما يقال: إنه حيث تعذر البحث عن الجرح كما في غيره اعتبر ما يقوم مقامه
وهو اخبار العدل.
وفيه أن اخبار الثقة بالعدالة اخبار بعدم الفسق ولا تفكيك بينهما، ففي
الحقيقة البحث عن الفاسق ليس بحثا عن وصفه، فإنه معلوم بل هو بحث عن صدق
خبره وكذبه، فالتبين الظني المطلوب يحصل بعدم ارساله الا عن الثقة، فتأمل.

(1) رجال الشيخ ص 388.
(2) اختيار معرفة الرجال 2 / 854 - 855.
(3) التعليقة على منهج المقال ص 275.
543

وفي " مشكا " ابن أبي عمير الثقة الجليل، عنه عبد الله بن عامر، وعبيد الله
بن أحمد بن نهيك، وإبراهيم بن هاشم، وأحمد بن محمد بن عيسى، ومحمد بن الحسين
بن أبي الخطاب، وأيوب بن نوح، وعلي بن إسماعيل الميثمي كما في التهذيب، ومحمد بن
عيسى، والعباس بن معروف، وجميل بن دراج، وموسى بن القاسم، والفضل، وعلي بن
مهزيار، وصفوان، لكن في المنتقى نفاه عند ذكر سند في كتاب الحج فيه كذلك وقال:
لا ريب أن فيه غلطا، والصواب اما عطف ابن أبي عمير على صفوان، أو وجه آخر غير
رواية أحدهما عن الآخر لأنها غير معروفة. وقال في سند آخر مثله رواية صفوان عن
ابن أبي عمير سهو، والصواب عطفه عليه لأنه المعهود حتى في خصوص هذا السند (1) انتهى.
أقول: يمكن نقل المعاصر عن المعاصر وإن كان قليلا، وهو أحرى من
الحمل على السهو والتغليط.
قال: وعنه الحسين والحسن ابنا أبان، ويعقوب بن يزيد، ومحمد بن خالد
البرقي، وأحمد بن هلال، والحسن بن ظريف، ومحمد بن عبد الجبار، وعلي بن السندي،
وعبد الله بن محمد بن عيسى، وأبو طالب عبد الله بن الصلت وأبو أيوب المدني،
وموسى بن عمران.
وفي المنتقى اتفق في التهذيب حماد بن عثمان عن محمد بن أبي عمير.
وهذا سهو لان ابن أبي عمير يروي عنه لا العكس. واتفق رواية فضالة عن ابن أبي
عمير عن رفاعة، وهو أيضا سهو، فان كلا منهما يروي عن رفاعة، ولا يعرف لأحدهما
رواية عن الآخر (2) انتهى.
أقول: وهو كذلك بملاحظة الطبقة، وكون محمد من الستة الثالثة وحماد من
الثانية.
هذا ويروي هو عن كردويه، ويحيى بن عمران، ومرازم، ووهب بن عبد ربه،

(1) هداية المحدثين ص 138.
(2) هداية المحدثين ص 138 - 139.
544

ومسمع بن عبد الملك، وحماد بن عثمان، وحسين بن عثمان الأحمسي، وأبي مسعود
الطائي، وذريح بن محمد المحاربي.
وعن التهذيب في باب ما يجوز فيه الصلاة من اللباس هكذا: عنه العباس
بن معروف عن صفوان عن صالح النيلي عن محمد بن أبي عمير، قال: قلت لأبي عبد
الله عليه السلام (1) ولا شك أن الواسطة بينهما محذوفة، لأنه يلقه بملاحظة تاريخ وفاة
الراوي ووفاة الإمام عليه السلام (2).
ترجمة السيد عبد العظيم الحسني
الثاني: عبد العظيم بن عبد الله الحسني رضي الله عنه، وهذا السيد الجليل
من سلالة الإمام عليه السلام، وكفانا الكرامات الظاهرة من قبره الشريف،
والأخبار الواردة التي نشير إلى بعضها عن مؤونة الاهتمام في جعل أحاديثه من
الصحاح.
الا انه قد شاع وذاع أن طريق الرواية من جهته حسن، لكونه حينئذ غير
مصرح بالتوثيق، وهذا أمر عجيب بل من أعظم العجائب، إذ معروفيته ونبالته وورعه
وتقواه غنية عن البيان، قد صارت من الضروريات والواضحات، فلو لم يكن له
الا حديث عرض الدين وما فيه من حقيقة المعرفة وقول الإمام أبي الحسن الثالث:
يا أبا القاسم أنت ولينا حقا. مع ما له من النسب والشرف والفخر الظاهر لكفاه، إذ
ليس سلالة الاطهار كسائر الناس إذا آمن واتقى، وكان عند آبائه الطاهرين مرضيا
مشكورا مسكونا إليه.
كيف؟ وهو صاحب الحكاية المعروفة المشهورة التي ذكرها " جش " (3) في
ترجمته، وهي ناطقة بجلالة قدره وعلو درجته ومنزلته. وقد صرح العلامة بأنه كان

(1) التهذيب 2 / 370.
(2) هداية المحدثين ص 139.
(3) رجال النجاشي ص 248.
545

عابدا ورعا، وقد أشرنا في الباب السابع أن هذين الوصفين أعلى من التوثيق،
خصوصا مع ملاحظة ما ورد في فضل زيارته من الروايات.
فمنهما ما ورد ونقله السيد الداماد في الرواشح: من زار قبره وجبت له الجنة (1).
وعن ثواب الأعمال قال: حدثني علي بن أحمد قال: حدثني حمزة بن القاسم،
قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار عمن دخل على أبي الحسن علي بن محمد العسكري
عليه السلام من أهل الري، فقال: أين كنت؟ قلت: زرت الحسين عليه السلام فقال:
أما أنك لو زرت عبد العظيم لكنت كمن زار قبر الحسين عليه السلام (2). وقال ابن
بابويه: أنه كان مرضيا.
وبالجملة قول ابن بابويه والعلامة والنجاشي وغيرهم فيه كان عابدا ورعا
مرضيا يكفي في استصحاح حديثه، فالأصح الأرجح هو صحة أحاديثه بل هي مقدمة
من سائر الصحاح عند التعارض.
وظني أن الشبهة فيه كالشبهة في الضروريات الأولية، تشبه بالشبهات
السوفسطائية، بل التكلم في هذا المجال مستهجن، وقد صار قبره الواقع في مشهد
الشجرة بالري مزارا للشيعة من الخاص والعام من لدن زمن وفاته إلى هذا الزمان، بل
يزيدون الاعظام والاكرام يوما فيوما.
وله قبة عظيمة مذهبة، وروضة محجرة بالمرمر والمرآة في جدرانها، وصحون
وسيعة عالية في حواليها، قد ذلت له أعناق المتأمرين كالسلاطين وغيرهم، ولهم
المفاخرة باظهارهم الخلوص والتشبث بقبته الشريفة، كل من دخل من أحد الصحون
وحواليها من خوف السلطان وإن كان مقصرا قد صدر منه الامر العظيم المستحق
لسخط السلطان، يصير محفوظا مصونا من كل شر وشين.
فهذه القبة الشريفة كسائر الأماكن المشرفة ملاذ ومعاذ للحيارى وذوي

(1) الرواشح السماوية ص 51.
(2) ثواب الأعمال ص 124.
546

الحاجات، يصلون إلى مطالبهم بأدنى توجه من الأعالي والأواسط والأداني، من كل
بر وفاجر وعالم وجاهل.
وكان سلطان العصر وهو السلطان بن السلطان والخاقان بن الخاقان ناصر
الدين شاه قاجار من مخلصي أهل بيت الرسالة، ويجدد في كل سنة بناءا وتعميرا في
أطراف تلك القبة، وهو بنفسه سلطان عادل رؤوف بالرعية، الا أن رجال دولته قد
غيروا الامر، ويظلمون على ممالك إيران، ويدسون ويشتبهون على السلطان،
بحيث لا يمكن لاحد من الرعايا أن يشرح حاله عنده وما ورد عليه من كيفية ظلم
الضباط والنواب.
وقد ملئت الأرض ظلما وجورا بواسطة كون أكثرهم معاندين للدين في
الباطن، وان كانوا يرتسمون في زمرة أهل الاسلام، فإنهم قد اقتفوا وتابعوا الطائفة
الرزيلة الروسية، وتسننوا بسننهم المضادة للسنة في المأكل والمشرب والملبس وكيفية
المعاشرة، وترك كثير من السنن النبوية، بل وفيهم من الطائفة الصوفية والطائفة
الشيخية بل والبابية الدين هم أعداء الدين، أعاذنا الله من شرورهم، وكسر الله
ناقوس الضلالة، وأيدنا الله وجميع المؤمنين والعلماء الراشدين في دفعهم وارشاد الحق
والصواب.
ترجمة جميل بن دراج
ومن الخامسة والعشرين: جميل بن دراج بن عبد الله أبو علي النخعي،
وكنية دراج أبو الصباح. وقال ابن فضال: أبو محمد شيخنا ووجه الطائفة ثقة روى
عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام، وأخوه نوح بن دراج القاضي أيضا كان
من أصحابنا، وكان يخفي أمره، وكان أكبر من نوح، وعمي في آخر عمره، ومات في
أيام الرضا عليه السلام " جش " (1) " صه " (2) وفي " ست ": له أصل وهو ثقة أخبرنا به

(1) رجال النجاشي ص 126 - 127.
(2) رجال العلامة ص 34.
547

الحسين بن عبيد الله، عن محمد بن علي بن الحسين، عن محمد بن الحسن بن الوليد،
عن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير عنه (1).
وفي " كش ": حمدوية وإبراهيم ابنا نصير، عن أيوب بن نوح، عن عبد الله
بن المغيرة، عن محمد بن حسان، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يتلو هذه الآية
(فان يكفر بها هؤلاء فقد كلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين) (2) ثم أهوى بيده إلينا،
ونحن جماعة فينا جميل بن دراج وغيره، فقلنا: أجل والله جعلت فداك لا نكفر بها.
وقال محمد بن مسعود: سألت أبا جعفر حمدان بن أحمد الكوفي عن نوح بن
دراج؟ فقال: كان من الشيعة، وكان قاضي الكوفة، فقيل له: لم دخلت في أعمالهم؟
فقال: لم أدخل في أعمال هؤلاء حتى سالت أخي جميلا يوما، فقلت له: لم لا تحضر
المسجد؟ فقال: ليس لي ازار.
وقال حمدان: مات جميل عن مائة ألف، وقال: كان دراج بقالا، وكان نوح
مخارجه من الذين يفتون في القضية (3) التي تقع بين المجالس، قال: وكان يكتب
الحديث (4).
إلى أن قال: أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح من هؤلاء وتصديقهم
لما يقولون وأقروا لهم بالفقه: جميل بن دراج، وعبد الله بن مسكان، وعبد الله بن بكير،
وحماد بن عيسى، وحماد بن عثمان، وأبان بن عثمان، قالوا: وزعم أبو إسحاق الفقيه
يعنى ثعلبة بن ميمون أن أفقه هؤلاء جميل بن دراج (5).
بقي شئ، وهو أن العلامة في الخلاصة قال: ومات دراج في أيام الرضا عليه
السلام. والظاهر بل المقطوع " جميل بن " قبل دراج، لأنه الذي مات في زمنه عليه

(1) الفهرست للشيخ ص 44.
(2) سورة الأنعام: 89.
(3) في المصدر: العصبية.
(4) اختيار معرفة الرجال 2 / 520 - 521.
(5) اختيار معرفة الرجال 2 / 673
548

السلام كما نص عليه " جش " وأيضا قوله " كان أكبر من نوح " لا يلائمه بل لا يخلو
من ركاكة. وما ذكر من عدم الازار لدخول المسجد مع قول حمدان بموته عن مائة
ألف، لعل المراد حصول ذلك بعد ذلك.
وفي " مشكا ": ابن دراج الثقة عنه ابن أبي عمير، وصفوان بن يحيى، وعمر
بن عبد العزيز، وفضالة، والحسن بن علي ابن بنت الياس، وعلي بن حديد، والنضر
بن شعيب، وأحمد بن محمد بن أبي نصر، وعبد الله بن المغيرة، والحسن بن محبوب، وهو
عن حديد بن حكيم، وزرارة، والصادق والكاظم عليهما السلام.
وفي التهذيب عن النضر بن سويد عن جميل بن دراج (1). قال في المنتقى:
في الاستبصار: عن النضر بن شعيب (2). وهو الاظهر (3). ووقع في أسناد الشيخ: موسى
بن القاسم عن جميل بن دراج (4). وفيه أن موسى بن القاسم يروي في الأسانيد
المتكررة عن جميل هذا بواسطة أو اثنين، ورعاية الطبقات قاضية بثبوت أصل
الواسطة، ومن جملة من يتوسط بينهما إبراهيم النخعي.
وأيضا وقع في " صا " و " يب " رواية الحسين بن سعيد عن جميل بن دراج (5). وهو
خلاف المعهود المتكرر، والغالب توسط ابن أبي عمير وقد يكون هو مع فضالة. وقيل:
مع فرض الحصر فيهما لا يقدح سقوطهما من الحديث ووجهه ظاهر.
وفي طلاق التهذيب في بحث الرجعة سند هو الحسين بن سعيد، عن ابن أبي
عمير، عن أحمد بن محمد، عن جميل بن دراج (6). والصواب عطف أحمد بالواو،
ولا يناسب ايراد " عن " فان أحمد في مرتبة ابن أبي عمير وهو لا يروي عنه (7).

(1) التهذيب 4 / 280، ح 22.
(2) الاستبصار 2 / 122.
(3) المنتقى 2 / 230.
(4) التهذيب 5 / 379.
(5) الاستبصار 1 / 148، والتهذيب 2 / 206.
(6) التهذيب 8 / 61.
(7) هداية المحدثين ص 31 - 33.
549

ترجمة مؤمن الطاق
ومن السادسة والعشرين ثلاثة:
الأول: محمد بن علي بن النعمان أبو جعفر الملقب ب‍ " مؤمن الطاق " مولى
بجيلة من أصحاب الكاظم عليه السلام ثقة، وكان يلقب ب‍ " الأحول " والمخالفون
يلقبونه شيطان الطاق، كان دكانه في طاق المحامل بالكوفة، فيرجع إليه في النقد
فيخرج كما ينقد، فيقال: شيطان الطاق. ولعل المراد أنه يسألون عنه عن مقدار النقد
وكيفيته، إذ كان صيرفيا فكان يجيب بالتخمين، فلا يخالف حدسه بعد التحقيق، وهذا
يدل على حدة ذهنه وسرعة انتقاله.
وفي " ق ": محمد بن النعمان البجلي الأحول أبو جعفر شاه الطاق ابن عم
المنذر بن أبي طريفة (1). وفي " ظم " ثقة (2).
ومنزلته في العلم وحسن الخاطر أشهر من أن يسطر. وكان له مع أبي حنيفة حكايات:
فمنها: أنه قال له يوما: يا أبا جعفر تقول بالرجعة؟ فقال له: نعم، فقال له:
أقرضني من كيسك هذا خمسمائة دينار، فإذا عدت أنا وأنت رددتها إليك، فقال: أريد
ضامنا أنك تعود إنسانا وأخاف أن تعود قردا.
ومنها: أن يوما قال أبو حنيفة لأصحابه لما توجه أبو جعفر إليه من باب
التعصب والعناد: قد جاءكم الشيطان، فلما سمع منه هذه المقالة الركيكة تلى هذه الآية
(انا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا) (3).
ومنها: أن أبا حنيفة قال له ذات يوم: إن علي بن أبي طالب لو كان أحق
بالخلافة، فلم لم يطالب حقه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله؟ فقال مؤمن الطاق
بديهة: بأنه خاف أن يقتله الجن حماية لأبي بكر وعمر، مثل سعد بن عبادة بسيف مغيرة

(1) رجال الشيخ ص 302.
(2) رجال الشيخ ص 359.
(3) سورة مريم: 83.
550

بن شعبة.
ومنها: أن أبا حنيفة وأبا جعفر مؤمن الطاق يمشيان في الكوفة، فإذا صائح
يصيح ويقول: من يدلني على صبي ضال، فقال أبو جعفر مجيبا له: اما الصبي الضال
فلم أره، وأما الشيخ الضال فان تطلبه فهذا، وأشار إلى أبي حنيفة.
ومنها: أن أبا حنيفة بعد وفاة الامام أبي عبد الله عليه السلام جاء عند مؤمن
الطاق وقال له شماتة: مات امامك، فقال: نعم ولكن امامك من المنظرين إلى يوم
الوقت المعلوم.
وقد كان له مناظرات لطيفة أيضا مع ابن أبي جدرة الذي كان مثل أبي حنيفة
في الضلالة والعداوة لأهل بيت النبوة في الأفضلية وأحقية أمير المؤمنين عليه السلام
وقد نقل عن أبي خالد الكابلي أنه قال: رأيت أبا جعفر مؤمن الطاق يناظر مع جمع
من أهل المناظرة في مسجد المدينة، فدنوت منه وقلت له: ان الإمام جعفر بن محمد
الصادق عليهما السلام قد نهانا عن التكلم مع هذه الاشخاص، فقال: ان الإمام عليه السلام
قد أمرك أن تنهاني؟ فقلت: لا ولكن أمرني أن لا أتكلم مع المخالفين.
فقال: اذهب وأطع ما أمرك، فذهبت إلى الإمام عليه السلام فأخبرته عن
الحال وكيفية الجواب والسؤال، فتبسم الإمام عليه السلام وقال: يا أبا خالد ان
صاحب الطاق ان تكلم وناظر معهم فهو كدجاجة وطير لو قطع منه ريشة لم يمتنع من
الطيران ويصل إلى مطلوبه، فأما أنت فان قطع ريشك لن تستطيع أن تطير (1).
وهو كناية عن مهارته في المناظرة وكياسته في المباحثة، ذو فطانة قوية مأمون
عن الخطل، وان باحث مع كل مخالف لن يضل ولم يضل أحدا، فالمنع من التكلم
مخصوص بمن ليس له هذه المرتبة، ويلتبس عليه الامر بأدنى عارض شبهة.
وفي الكافي على ما هو المنقول عنه بالمعنى أن أبا جعفر الأحول قال: إن
زيد بن علي عليه السلام في زمان استتاره عن بني أمية مع أن له داعية الخروج عليهم

(1) اختيار معرفة الرجال 2 / 424.
551

في الباطن أرسل إلي رسولا فرامني عنده، فلما نزلت إليه قال لي: فما تقول في شخص
منا يريد الخروج على المتغلبين والمتنكبين، ويدلك على الوفاق والرفاق والبيعة له في
هذا الامر، فهل توافقه أم لا؟
فقلت: إن كان ذلك الداعي أبوك أو أخوك أو ابن أخيك فنعم نقتفي أثره،
قال: فانا نجاهد مع بني أمية ونخرج عليهم فاتبعني ووافقني، فقلت له: جعلت فداك
لا أرافقك في هذا العمل، فقال: تضايق نفسك عني؟ فقلت: ان لي نفسا واحدة لابد
من صرفها إلى طريق الحق والصواب.
ثم قلت: لو كان في وجه الأرض حجة بالضرورة فمن تخلف عنك واتبع
الصواب فهو ناج وله الفلاح، ومن تبعك في الخروج فهو هالك. ولو لم يكن في وجه
الأرض حجة، فمن خرج معك ومن تخلف عنك فهما سيان،.
فاذن قال: يا أبا جعفر أن كثيرا ما كنت عند أبي في سفرة واحدة، فيبرد
الغذاء لي ويضع اللقمة في فمي اشفاقا بي ومرحمة علي، فمن لم يرض أن يصل إلي
حرارة اللقمة كيف يرضى أن نقع في نار الجحيم؟ فيختفي عني الحجة ويظهره لك.
فقلت: جعلت فداك فيمكن أن يكون الاختفاء منك هو الخوف من عدم
قبولك الحجة، فاستوجبت الوعيد الإلهي من عذاب النار، فلم يتيسر له الشفاعة يوم
القيامة، فلا جرم قد وضعك في معرض الرجاء والمشيئة حتى يتمكن له شفاعتك. فأما
اظهاره لي الحجة، فإنما هو من جهة أني ان قبلت نجوت، وان رددت هلكت، ولا يبالي
أن نقع في نار الجحيم.
ثم قلت: جعلت فداك أنتم أفضل أو الأنبياء؟ فقال: الأنبياء أفضل، فقلت:
إن يعقوب النبي عليه السلام قال لابنه يوسف (لا تقصص رؤياك على اخوتك
فيكيدوا لك كيدا) فإذا جاز أن يختفي امارات نبوة يوسف عليه السلام عن اخوته
خوفا من الكيد والغدر، فيمكن أن يختفي عنك أبوك امامة أخيك، بناءا على مثل تلك
المصلحة. فقبل مني العذر وأظهر الكرامة والولاية وامامة المولى جعفر بن محمد
الصادق عليهما السلام.
552

ثم قال: إن صاحبك في المدينة أخبرني أن في هذا الخروج يقتلونني
ويصلبونني في الكناسة، وعنده صحيفة مذكورة فيها وقوع القتل والصلب.
ثم روى أبو جعفر أني في تلك السنة سرت إلى الحج، فلما وصلت إلى خدمة
الامام أبي عبد الله عليه السلام أخبرته عن مقالات زيد ومقالاتي معه، فقال المولى:
أخذته من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن يساره ومن فوق رأسه ومن تحت قدميه
ولم تترك له مسلكا يسلكه (1).
وقد روي أيضا أن الضحاك كان من خوارج الكوفة وسمى نفسه بأمير
المؤمنين ويدعو الناس إلى مذهبه، فسار مؤمن الطاق إليه، فلما رآه أصحاب الضحاك
وثبوا فأخذوه وأتوا به إلى صاحبهم، فقال له: أنا رجل بصير في ديني وسمعت أنك
منصف عدل، فأحببت أن أدخل في أصحابك، فقال الضحاك مع أصحابه: ان هذا
الرجل لو كان معنا فينتشر مذهبنا ويقوى ما اخترعناه.
فخاطبه أبو جعفر، فقال له: لم تبرأتم من علي بن أبي طالب عليه السلام
وحللتم قتله وقتاله؟ فقال الضحاك: لأنه أخذ حكما في دين الله، ومن أخذ حكما في
دين الله فقتله وقتاله حلال.
فقال أبو جعفر: ذاكرني ونبهني من أصول دينك حتى أناظرك، فإذا غلب
حجتك على حجتي فنسلك مسلك أصحابك، فالأنسب لتميز الصواب والخطأ أن نعين
لكلامنا أحدا حتى يؤدب المخطئ ويصوب المصيب، فأشار الضحاك إلى أحد من
أصحابه، فقال: ان هذا حكم بيني وبينك لكونه عالما فاضلا.
فقال مؤمن الطاق: أنت جعلته حكما في دين أريد أن أناظرك فيه؟ قال: بلى،
فتوجه مؤمن الطاق إلى أصحابه، فقال: ان صاحبكم أخذ الحكم في دين الله، فلما
سمعوا تلك المقالة منه، اجتمعوا على الضحاك فضربوه بالسيف والخشب حتى هلك
وأدرك الدرك.

(1) أصول الكافي 1 / 174.
553

وقد روى مفضل بن عمر أن أبا عبد الله عليه السلام أمرني أن أذهب إلى
مؤمن الطاق وقل له: أن لا تناظر المخالفين فأتيته فلما أشرف رأسه من سطح البيت
قلت له: أمرني الإمام عليه السلام من ترك التكلم مع المخالفين، فقال: أخاف
الا أصبر.
إلى غير ذلك مما ورد في مناظراته اللطيفة ومجادلاته الظريفة.
وأما ورد في مدحه، فروى الكشي عن حمدوية عن ابن الحسين بن أبي
الخطاب، عن النضر بن شعيب، عن أبان بن عثمان، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد
الله عليه السلام قال: زرارة بن أعين وبريد بن معاوية ومحمد بن مسلم والأحول أحب
الناس إلي أحياءا وأمواتا، ولكنهم يجيؤوني فيقولون لي، فلا أجد بدا من أن أقول.
وعنه عن محمد بن عيسى، ويعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن أبي
العباس البقباق، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: أربعة أحب الناس إلي أحياءا
وأمواتا بريد بن معاوية العجلي وزرارة ومحمد بن مسلم والأحول (1).
وعنه عن ابن عيسى، عن القاسم بن عروة، عن أبي العباس قال قال أبو
عبد الله عليه السلام: زرارة بن أعين ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية والأحول أحب
الناس إلي أحياءا وأمواتا، ولكن الناس يكثرون علي فيهم، فلا أجد بدا من متابعتهم.
قال: فلما كان من قابل قال: أنت الذي تروي علي ما نروي في زرارة وبريد
ومحمد بن مسلم والأحول؟ قال قلت: نعم فكذبت عليك قال: انما ذلك إذا كانوا
صالحين. قلت: هم صالحون (2).
وعنه عن يعقوب بن يزيد، عن القاسم بن عروة، عن أبي العباس الفضل
بن عبد الملك، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أحب الناس إلي أحياءا
وأمواتا أربعة: بريد بن معاوية العجلي، وزرارة، ومحمد بن مسلم، والأحول، وهم

(1) اختيار معرفة الرجال 2 / 423.
(2) اختيار معرفة الرجال 2 / 508.
554

أحب الناس إلي أحياءا وأمواتا (1).
هذا وقد ورد في الروايات ما يشعر بذمه، روى الكشي عن معد، عن علي بن
محمد القمي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن فضيل بن عثمان،
عن أبي عبد الله عليه السلام أنه أشار بعد أن جرى حديث كون صاحب الطاق
جدلا إلى أنه أن قال له: أخبرني عن كلامك هذا من كلام امامك، فان قال نعم كذب
علينا، وان قال لا قل له كيف تتكلم بكلام لا يتكلم امامك.
ثم قال: إنهم يتكلمون بكلام ان أنا أقررت به ورضيت أقمت على الضلالة،
وان برأت منهم شق علي، نحن قليل وعدونا كثير، قلت: جعلت فداك فأبلغه عنك
ذلك، قال: أما أنهم قد دخلوا في أمر ما يمنعهم من الرجوع عنه الا الحمية، قال: فأبلغت
أبا جعفر الأحول داك، فقال: صدق بابي وأمي، ما يمنعني من الرجوع عنه الا الحمية
علي.
وعن محمد بن عيسى، عن مروك بن عبيد، عن أحمد بن النضر، عن المفضل
بن عمر قال قال لي أبو عبد الله عليه السلام: ايت الأحول فمره لا يتكلم. فأتيته في
منزله، فأشرف علي، فقلت له: يقول لك أبو عبد الله عليه السلام لا تكلم. قال: أخاف
ألا أصبر (2).
وأجيب وفيه أولا: أن ذلك لا يقاوم مع ما ورد في حقه من المدح.
وثانيا: أن علي بن محمد كما في سند الأول يحتمل كونه ابن محمد بن يزيد،
كما في روايات أخر، وهو غير معلوم الحال ولا مذكور في كتب الرجال، وأن في سند
الثاني محمد بن عيسى والمفضل وفيهما قول.
وثالثا: أن ظاهر كلام الصادق عليه السلام في الأول راجع إلى ايثار التقية
في ايثار ترك أصحابه للخوض في الكلام. وأما قوله " ما يمنعهم من الرجوع عنه

(1) اختيار معرفة الرجال 1 / 347.
(2) اختيار معرفة الرجال 2 / 434 - 435.
555

الا الحمية " فهو إشارة إلى أن الكلام المشار إليه لم يقارنه نية الاخلاص، وقد أشار إليه
أحمد بن طاووس، كما نقل عنه الميرزا.
ورابعا: أن إتفاق كلمة الرجاليين وأرباب السير والتواريخ كاف في رفع اليد
عن الصحيح من الاخبار فضلا عن ضعيفها.
وخامسا: أن الروايات المادحة مع الغمض عن ضعف أسانيد الروايات
الذامة متواترة معنى، ومعتضدة بتوثيق أئمة الرجال، والعكس بالعكس.
ترجمة هشام بن الحكم
الثاني: هشام بن الحكم الكندي الشيباني الكوفي البغدادي، ثقة عدل امامي
حسن الطريقة حاضر الجواب، لم يكتحل بمثله حدقة الزمان. وكان ممن فتق الكلام
في الامامية، وهذب المذهب بالنظر، حاذقا بصناعة الكلام، له كتب كثيرة. وكان الحقيق
بحاله أن يدون له رسالة منفردة في مكارم أخلاقه وسمو مرتبته وحذاقته، الا أنا نقتصر
هنا على القليل حذرا من الخروج عن أسلوب الكتاب.
فنقول: انه يكنى أبا محمد مولى كندة، مولده الكوفة ينزل محلة بني شيبان،
ومنشأه واسط وتجارته بغداد، ثم انتقل إليها في آخر عمره سنة تسع وتسعين ومائة،
ويقال: ان في هذه السنة مات، وروى عن الصادق والكاظم عليهما السلام.
روي أنه سأل عنه واحد فقال: هل شهد معاوية بدرا؟ قال بديهة: نعم هذا
الجانب، أي من جانب الكفار.
وقد ورد في شأنه مدائح كثيرة من الامامين الهمامين عليهما السلام، وقد ترحم
عليه الرضا عليه السلام حين سماعه خبر وفاته في زمن خلافة الرشيد العباسي.
وقد نقل " كش " باسناده عن داود بن هاشم الجعفري أنه قال: سألت الرضا
عليه السلام عن حال هشام بن الحكم، فغفر له معللا بأنه شديد الاهتمام في دفع
شبهات المخالفين من هذه الناحية، يعني: من الفرقة الناجية (1).

(1) اختيار معرفة الرجال 1 / 560. برقم: 495.
556

وقال عمر بن يزيد: ان ابن أخي هشام كان في أوائل أمره من أصحاب جهم
بن صفوان ويسلك مذهبه، وكان خبيثا في الغاية، فالتمس مني أن أذهب به إلى خدمة
الإمام جعفر الصادق عليه السلام حتى أناظره، فقلت له: إني لا أتمكن من ذلك حتى
استرخصه وأستأذن منه.
فلما وصلت إلى خدمته عليه السلام فطلبت اذن دخول هشام في مجلسه، فأذن
الدخول، فلما خرجت من خدمته فالتفت إلى قريحته وطلاقة لسانه وظرافة كلامه
وحذاقته، فلا جرم عدت إلى الإمام عليه السلام فأخبرته عن حاله، فقال: أنت علي
خائف، فندمت وخجلت مما قلت له.
فخرجت ثانيا وأخبرته عن اذن الإمام عليه السلام، فدخلت معه في مجلس
الإمام عليه السلام، فلما استقر هشام سأل عليه السلام منه مسألة، فتحير فاستمهل
أياما حتى يتأمل فيها، فأمهله فاضطرب وخرج من المجلس وطلب الجواب أياما فلم
يجده، فعاد إلى خدمته فاستفاد الجواب من نفسه الشريفة. ثم سأل الإمام عليه السلام
مسألة أخرى متضمنة لفساد المذهب المخترع لهشام، فخرج من عنده مغموما متحيرا.
قال عمر بن يزيد: انه طلب مني أن نذهب به إلى خدمة الامام دفعة أخرى
بعد تحيره في عدة أيام، فلما عرضت الحال على الإمام عليه السلام فقال: يحضر الغد
في المكان الفلاني فنلاقيه هناك، فأخبرته عن اذنه فصار مسرورا، فذهب إلى ذلك
المكان منتظرا لقدومه عليه السلام، فتشرف في خدمته.
فلما عاد قال عمر بن يزيد: سألت منه ما وقع بينه وبين الإمام عليه السلام
قال: لما ذهبت إلى المكان كنت منتظرا لقدومه الشريف، فرأيته راكبا على بغلة فلما
دنى اثر مهابته وصولته في قلبي، فلم أجد شيئا حتى أتكلم معه وكل لساني عن المقالة،
فتأمل الإمام عليه السلام لحظة لينفتح لساني، فرأى عليه السلام أنه كلما زاد مكثا
زاد له حيرة، فانصرف الإمام عليه السلام إلى بعض الطرق من تلك الناحية، فجزمت
أن ما وقع لي من الهيبة ليس الا من جانب الله تعالى ومن جهة قربه ومنزلته عليه
السلام عنده.
557

ثم عاد هشام إلى الإمام عليه السلام ورجع عن مذهبه الباطل إلى المذهب
الحق الجعفري، فصار برهة من الزمان فائقا على جميع أصحاب الإمام عليه السلام (1).
وقد روى المفيد في ارشاده والطبرسي في أعلام الورى، عن محمد بن يعقوب،
عن علي بن إبراهيم، عن أبيه عمن ذكره عن يونس بن يعقوب، قال: كنت عند أبي
عبد الله عليه السلام، فورد عليه رجل من أهل الشام، فقال: اني رجل صاحب كلام
وفقه وفرائض، وقد جئت لمناظرة أصحابك.
فقال له أبو عبد الله عليه السلام: كلامك من كلام رسول الله صلى الله عليه
وآله أو من عندك. فقال: من كلام رسول الله صلى الله عليه وآله ومن عندي. فقال أبو
عبد الله عليه السلام: فأنت اذن شريك رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال: لا. قال:
فسمعت الوحي عن الله عز وجل يخبرك؟ قال: لا. قال: فتجب طاعتك كما تجب طاعة
رسول الله؟ قال: لا.
فالتفت أبو عبد الله عليه السلام إلي، وقال يا يونس هذا قد خصم نفسه قبل
أن يتكلم، لو كنت تحسن الكلام كلمه. قال يونس: فيالها من حسرة فقلت: جعلت
فداك أني سمعتك تنهى عن الكلام وتقول: ويل لأصحاب الكلام يقولون: هذا ينقاد
وهذا لا ينقاد، وهذا ينساق وهذا لا ينساق، وهذا نعقله وهذا لا نعقله. فقال أبو عبد الله
عليه السلام: إنما قلت ويل لهم أن يتركوا ما أقول وذهبوا إلى ما يريدون.
ثم قال لي: اخرج إلى الباب فانظر من ترى من المتكلمين فادخله، قال:
فأدخلت حمران بن أعين، وكان يحسن الكلام، وأدخلت الأحول وكان يحسن الكلام،
وأدخلت هشام بن سالم وكان يحسن الكلام، وأدخلت قيس الماصر وكان عندي
أحسنهم كلاما، وكان قد تعلم الكلام من علي بن الحسن عليهما السلام، فلما استقر
بنا المجلس.
وكان أبو عبد الله عليه السلام قبل الحج يستقر أياما في جبل في طرف الحرم

(1) اختيار معرفة الرجال 2 / 527 - 529.
558

في فازة له مضروبة، قال: فأخرج أبو عبد الله عليه السلام رأسه من فازته فإذا هو
ببعير يخب، فقال: هشام ورب الكعبة، قال فظننا أن هشاما من ولد عقيل كان شديد
المحبة له، قال: فورد هشام بن الحكم وهو أول ما اختطت لحيته، وليس فينا الا هو
أكبر سنا منه. قال: فوسع له أبو عبد الله عليه السلام وقال: ناصرنا بقلبه ولسانه ويده.
ثم قال: يا حمران كلم الرجل، فكلمه فظهر عليه حمران، ثم قال: يا طاقي
كلمه، فكلمه فظهر عليه الأحول، ثم قال: يا هشام بن سالم كلمه فتعارفا. ثم قال أبو
عبد الله عليه السلام لقيس الماصر: كلمه، فكلمه. فأقبل أبو عبد الله عليه السلام
يضحك من كلامهما مما أصاب الشامي.
ثم قال للشامي: كلم هذا الغلام الكلام يعني هشام بن الحكم، فقال: نعم.
فقال الشامي لهشام: سلني في امامة هذا، فغضب هشام حتى ارتعد، ثم قال للشامي:
يا هذا أربك انظر لخلقه أم خلقه لأنفسهم، فقال الشامي: بل ربي أنظر لخلقه. قال:
ففعل بنظره لهم في دينهم ماذا؟ قال: أقام لهم حجة ودليلا كيلا يتشتتوا ويختلفوا، يتألفهم
ويقيم أودهم ويخبرهم بفرض ربهم، قال: فمن هو؟ قال: رسول الله صلى الله عليه وآله،
قال: فبعد رسول الله صلى الله عليه وآله من؟ قال: الكتاب والسنة. قال: فهل نفعنا
اليوم الكتاب والسنة في رفع الاختلاف عنا قال الشامي: نعم. قال: اختلفت أنا وأنت
وصرت إلينا من الشام في مخالفتنا إياك. قال: فسكت الشامي.
فقال أبو عبد الله عليه السلام للشامي: ما لك لا تتكلم؟ قال الشامي: ان
قلت لم نخالف كذبت، وان قلت إن الكتاب والسنة يرفعان عنا الاختلاف أبطلت
لأنهما يحتملان الوجوه. وان قلت قد اختلفنا وكل واحد منا يدعي الحق، فلم ينفعنا
اذن الكتاب والسنة، الا أن لي عليه هذه الحجة.
فقال أبو عبد الله عليه السلام: سله تجده مليا، فقال الشامي: يا هذا من أنظر
للحق ربهم أم أنفسهم؟ فقال هشام: ربهم أنظر لهم منهم لأنفسهم. فقال الشامي: فهل
أقام لهم من يجمع لهم كلمتهم ويقيم أودهم ويخبرهم بحقهم من باطلهم. قال هشام: في
وقت رسول الله صلى الله عليه وآله أو الساعة؟ قال الشامي: في وقت رسول الله صلى
559

الله عليه وآله والساعة فقال هشام: هذا القاعد الذي تشد إليه الرحال ويخبرنا بأخبار
السماء وراثة أب عند جد. قال الشامي: فكيف لي أن أعلم ذلك؟ قال الشامي: سله
عما بدا لك. قال الشامي: قطعت عذري فعلي السؤال.
فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا شامي أخبرك كيف كان سفرك، وكيف كان
طريقك، كان كذا وكذا. فأقبل الشامي يقول: صدقت أسلمت لله الساعة. فقال أبو
عبد الله عليه السلام: بل آمنت بالله الساعة أن الاسلام قبل الايمان، وعليه يتوارثون
ويتناكحون، والايمان عليه يثابون. فقال الشامي: صدقت وأنا الساعة أشهد أن لا إله إلا الله
وأن محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وأنك وصي الأوصياء.
ثم التفت أبو عبد الله عليه السلام إلى حمران، فقال: تجري الكلام على
الأثر فتصيب. والتفت إلى هشام بن سالم فقال: تريد الأثر ولا تعرفه. ثم التفت إلى
الأحول فقال: قياس رواغ تكسر باطلا بباطل الا أن باطلك أظهر، ثم التفت إلى
قيس الماصر فقال: تتكلم وأقرب ما يكون من الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وآله
أبعد ما يكون منه تمزج الحق مع الباطل، وقليل الحق يكفي كثير الباطل، أنت
والأحول قفازان حاذقان. قال يونس: فظننت والله أن يقول لهشام قريب مما قال لهما.
ثم قال: يا هشام لا تكاد تقع تلوي رجليك إذا هممت بالأرض طرت مثلك فليكلم
الناس، فاتق الزلة والشفاعة من ورائها. وفي بعض النسخ " من ورائك " هكذا وجدته
في مدينة المعاجز (1). وفيها قد ذكره عن المفيد والطبرسي في الارشاد (2) وأعلام
الورى بالسند المذكور، الا أن بدل عمن ذكره عن جماعة من رجاله، فيصير على
هذا مسندا وصحيحا على الأصح، وعلى الأول مرسلا، هذا في السند وأما المتن ففيه
زيادة كثيرة لا مجال لذكرها. ثم نقل عن الأخير بعد ذكر الخبر فقال: وهذا الخبر مع
ما فيه من المعجزات الدالة على امامة أبي عبد الله عليه السلام يتضمن لاثبات حجية

(1) مدينة المعاجز ص 367.
(2) الارشاد ص 278.
560

النظر ودلالة الإمامة من طريق النظر والاستدلال (1).
وروى في مختار " كش " عن يونس بن عبد الرحمن أنه قال: كنت يوما مع
هشام بن الحكم في المسجد، فجاء رسول من قبل يحيى بن خالد وقال: أنه يقول
فسدت مذهب الرفضة، لانهم يزعمون أن الدين لا يستقيم الا بالامام الحي، والآن
امامهم في الحبس لا يدرون حي أم ميت.
فقال هشام: ان اللازم علينا أن نعتقد أن الامام حي ما لم يصل خبر الوفاة،
سواء كان حاضرا أم غائبا متواريا، فيستصحب بقاءه إلى أن يتحقق الفوت، ثم
استقرب لمدعاه باتيان مثال، وهو أنه لو غاب أحد عن أهله وعياله وعشيرته وسافر
إلى مكة المعظمة، أو إلى الأماكن البعيدة أو القريبة، أو توارى في بيت من بيوت محلته
أو بلده، يجب علينا الحكم بحياته حتى يظهر وينكشف الخلاف.
فرجع الرسول إلى يحيى وبلغه ما أجابه هشام، فاعترف بالعجز عن الزامه،
وأخبر هارون بما وقع بينه وبين ابن الحكم. ثم أخضره الرشيد فتوارى من خوفه
ومؤاخذته إياه، فلم يجده رسله في بيته فعادوا خائبين، وكان مستورا مغمورا إلى شهرين
وقليل من الثالث، فأدركه الموت وتخلص من عذاب هارون، ووفد إلى جنة النعيم رضي
الله عنه.
وقد نقل عن يونس أن دخوله على يحيى بن خالد ومباحثته مع سليمان بن
جرير انما هو بعد حبس الامام السابع عليه السلام (2).
قد نقل في مختاره عن يونس بن يعقوب أنه قال: كان ذات يوم عند أبي عبد
الله عليه السلام جمع من أصحابه، منهم حمران بن أعين، ومؤمن الطاق، وهشام بن
سالم، وهشام بن الحكم، وكان هشام في هذه الأيام شابا حديث البلوغ، فقال الامام
له: قرر صورة مناظرتك مع عمرو بن عبيد رئيس المعتزلة، فعرض أني لأستحي ذكرها

(1) إعلام الورى ص 273.
(2) اختيار معرفة الرجال 2 / 542 - 543.
561

في مجلسكم، ولا يجري اللسان على تقريرها في حضرتكم لأجل المهابة والجلالة. فقال
الامام عليه لسلام: إذا رخصتكم بشئ فلا مجال للتوقف في الأداء.
فشرع هشام مع كمال الاطمينان في عرض الواقعة، وقال: لما بلغني أن عمرو
بن عبيد في مسجد البصرة يدعي تعض المراتب ويتكلم بطريق أسلافه في الإمامة
وغيرها من المسائل الكلامية، وتوجهت إلى البصرة، فوصلت إليها يوم الجمعة وأتيت
إلى المسجد، فرأيت أن عمرو بن عبيد لبس شملة من الصوف الأسود، وشملة أخرى
جعلها رداءا له، وصف في دوره جمع ويسألون عنه المسائل العلمية.
فانفتحت الصفوف وجلست في امامه مؤدبا. فسألت منه أيها العالم أنا رجل
غريب أتأذن لي أن أسأل مسألة فقال: نعم، فسألت هل لك عين؟ فقال: يا بني أي
سؤال هذا يسأل مني؟ قلت: ان مسألتي هذه.
ثم قال: اسأل وإن كانت مسألتك مسألة الحمقاء. فقلت: أجبني عن ذلك
السؤال، فقال: نعم لي عين. فقلت: أي شئ بها تراه؟ قال: الألوان والاشخاص. ثم
سألت هل لك أنف؟ قال: نعم فقلت: أي شئ تعمل به؟ فقال: نستشم الرائحة به. ثم
سألت هل لك فم؟ قال: نعم فقلت: أي شئ تعمل به؟ قال: ذقت به طعم الأغذية.
ثم سألت هل لك قلب؟ قال: نعم. قلت: أي شئ تعمل به؟ قال: تميزت به كلما
يورد على الأعضاء المذكورة. فقلت إن هذه الأعضاء بريئة غير محتاجة إليه أم لا؟
فقال: لا. فقلت له: كيف تحتاج هذه الأعضاء إلى القلب؟ مع أن لها قوى مدركة حاسة
للذوق والشم والبصر، وتكون صحيحة سليمة.
فقال: يا بني لو حصل لي شك فيما بصرت وذقت وشممت رجعت إلى القلب،
فيحصل لي اليقين ويرتفع ويزول الشك. فاذن قلت: ان الباري تعالى خلق القلب
لتميز شك الجوارح للخلق؟ فقال: نعم.
فقلت: لا جرم فوجود القلب لازم لرفع شبهة الجوارح؟ فقال: نعم.
فقلت انكم تزعمون أن الله تعالى لم يخلو هذه الجوارح من امام ترجع إليه
562

لتميز الشك واليقين والصحيح والسقيم منها، فكيف يمكن أن يخلو الخلائق الكثيرة
من امام يرجعون إليه عند الحيرة والشك؟ فسكت وصار متأملا، ثم بعد لحظة ارتفع
رأسه والتفت إلي وقال: هل أنت هشام بن الحكم؟ قلت: لا. ثم قال: هل أنت مجالسه؟
قلت: لا. فقال: من أهل أي محلة؟ فقلت: من الكوفة. فقال: أنت هشام
ثم قام وأجلسني في مقامه ولم يتكلم بكلام حتى خرجت من المجلس. فإذا
أتممت القصة ضحك ثم قال عليه السلام: ممن تعلمت هذا المضمون؟ قلت: يا بن
رسول الله لم أتعلم من أحد الا أنه جرى الله تعالى على لساني. ثم قال الإمام عليه السلام
: والله أنه في صحف إبراهيم وموسى (1).
وأيضا ذكر في مختار كش قال النظام لهشام في يوم: ان أهل الجنة لم يكونوا
مؤبدين في الجنة، إذ يلزم من بقاء السرمدي الأبدي في الجنة، كونه كبقاء الله تعالى من
كونه أبديا أزليا سرمديا. فقال: انه لا يلزم من بقاء الأبدي في الجنة المماثلة مع بقاء
ذات الباري تعالى، فان بقاءهم فيها بالمبقي والمؤبد، وهو الله تعالى باق بدونه.
ثم قال على سبيل المكابرة: ان كونهم في الجنة مخلدين محال، بل يعرض لهم
الغشوة في الجنة. فقال هشام: ان الله تعالى ذكر في كتابه الكريم (وفيها ما تشتهيه
الأنفس وتلذ الأعين) قال: نعم فقال: فإذا تطلب الأنفس البقاء الأبدي من الله
السرمدي الأزلي يجب أن يحصل لهم. فقال: ان الله تعالى لم يجعل لهم ذكرا بهذا الطلب،
ولم يعطهم هذا المطلوب في خاطرهم، ولم يكن لهم سبيل إليه.
فقال له: فإذا جاز الخمود والغشوة لأهل الجنة، فيجوز أن ينظر أحد منهم
بفاكهة تجرد يرتفع يده لقطع الفاكهة يخفض الشجر رأسه ويقبل إليه ويستقيم يده
لاخذها، ثم يرى فاكهة شجر اخر أعلى من الأول، فيستقيم يده الأخرى بفاكهة
الآخر، وفي هذه الحالة التي يستمسك اليدان بالشجرين يحصل له الغشوة والخمود،
فيرتفعان ويبقى مصلوبا، ولم يكن في الجنة مصلوب البتة.

(1) راجع الحكاية اختيار معرفة الرجال 2 / 549 - 551.
563

فقال النظام: ان وقوع هذه الصورة محال. فقال له: أيها الجاهل فكيف يكون
الخمود الذي يستلزم المحال لا يكون هو في نفسه محالا ويكون الخلود محالا مع عدم
استلزامه المحال (1).
وأيضا قد ذكر في الكتاب أنه يقول في مناجاة الرب: اللهم ما عملت وأعمل
من خير مفترض وغير مفترض فجميعه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته
الصادقين عليهم السلام صلواتك عليه وعليهم حسب منازلهم عندك، فتقبل ذلك كله
منى وعنهم، وأعطني من جزيل ثوابك بحيث ما أنت أهله (2)
وقد حكي عن كتاب الفصول المتلقاة من تأليفات علم الهدى قدس الله
سره عن شيخه المفيد أن هشام بن الحكم كان من أكابر أصحاب الإمام الهمام جعفر
بن محمد الصادق عليهما السلام وكان محدثا متكلما فقيها ثم أدرك فيض صحبة الامام
السابع عليه السلام، وكنيته أبو محمد وأبو الحكم ومولى بني شيبان. وعاش في الكوفة،
وبلغ علو مرتبته عند الامام السادس عليه السلام إلى حد يقدمه على كهول أصحابه
في الجلوس مع كونه شابا.
فذات يوم في منى ذهب إلى خدمته وكان شابا وقد جلس عنده من مشايخ
الشيعة حمران بن أعين، ويونس بن يعقوب، وقيس الماصر، وأبو جعفر مؤمن الطاق
وغيرهم، فآواه الإمام عليه السلام إلى منزل أعلى من منازلهم، فاستنبط الامام من
قرائن الحال أنه قد ثقل على أفئدتهم من تقديمه هشام، فتوجه إليهم وقال: هذا ناصرنا
بقلبه ولسانه ويده.
ثم سأل الإمام عليه السلام عن هشام من أسماء الله ومادة اشتقاقها، فعرض
الجواب على طريق الصواب، ثم خاطبه الإمام عليه السلام وقال: يا هشام إن الله
أعطاك هذا الفهم والجودة لتدفع أعداءنا، فقال: إنشاء الله، فدعاه الإمام عليه السلام

(1) اختيار معرفة الرجال 2 / 552.
(2) اختيار معرفة الرجال 2 / 551.
564

ثم قال: نفعك الله به وثبتك، ثم أظهر للإمام عليه السلام متفاخرا لما أعطاه الله تعالى
من النعمة وقال مؤكدا باليمين: بأنه لم يقهرني أحد في مباحث التوحيد إلى هذا اليوم
الذي جلست في هذا المقام.
وعن الكتاب المذكور أن يحيى بن خالد البرمكي سال ابن الحكم في حضور
الرشيد أن الحق يختلف في الجهتين أم لا؟ فقال هشام: لا يختلف ولا يمكن.
ثم قال يحيى أيضا: أخبرني من شخصين نازعا في حكم من أحكام الدين،
فهل يجوز أن يكون كلاهما على الحق أو على الباطل، أو لابل يكون أحدهما على الحق
والآخر على الباطل؟ فأجاب بأنه قد ظهر جواب هذه المسألة من سؤال السابق.
ثم قال: فأخبرني عن المخاصمة الواقعة بين علي عليه السلام وعباس رضي
الله عنه في ميراث النبي صلى الله عليه وآله فأيهما على الحق وأيهما على الباطل؟ قال
هشام: فلما نظرت رأيت أن أجبت بأن الحق مع عباس كفرت، وان أجبت بأن الحق
مع علي عليه السلام يضرب هارون عنقي بالسيف، ولم يخطر ببالي هذه المسألة قبل
هذا المجلس حتى أتفكر فيها.
فلم يكن لي جواب حاضر، فالتفت إلى دعاء المولى جعفر بن محمد الصادق
عليهما السلام الذي دعا في حقي، وقال: يا هشام لا تزال مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا
بلسانك، فعلمت من دعائه أن لا أعجز عن جواب أحد.
فظهر لي الجواب وقلت: انهما لم يكونا على الباطل ولم يكن بينهما اختلاف،
نظير ذلك ما وقع بين الملكين من الاختلاف في قصة داود عليه السلام وقال الله تعالى
(هل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب - إلى قوله - خصمان بغى بعضنا على
بعض) (1) فقل يا يحيى ان الملكين الآتيين إلى خدمة داود عليه السلام برسم المنازعة
والمخاصمة أيهما مخطئ وأيهما مصيب؟ وكيف يجوز تخطأتهما، وبالجملة فما هو جوابك هناك
فهو جوابنا هنا.

(1) سورة ص: 21 - 22.
565

فقال يحيى: انهما لم يكونا على الخطأ بل هما مصيبان، إذ ليس في الحقيقة بينهما
خصومة واختلاف، واظهار المخالفة على الظاهر انما هي لتنبيه داود عليه السلام على
الخطأ الواقع منه واخباره عن حكم الله.
فقال هشام: انا أيضا نقول بمثل هذا الكلام في حق علي عليه السلام
وعباس رضي الله عنه، إذ لم يكن في الحقيقة مخاصمة بينهما، وانما أظهر المخالفة تنبيها
على أبي بكر من الغلط الذي صدر منه في غصب الخلافة ومنع ارث الرسول صلى الله
عليه وآله، فلم يكن النزاع الا صوريا حتى يقف أبا بكر على خطأه وظلمه في الخلافة
ومنع الإرث.
فصار يحيى ملزما، واستحسنه الرشيد، وليس ذلك من باب التأييد، نعم
وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
وقد نقل أيضا في الكتاب أن هارون الرشيد كان طالبا لاستماع كلمات هشام
مع علماء الخوارج، فأمر أن يحضروه مع عبد الله بن يزيد الأباضي رئيس علمائهم في
مجلس واحد، فجلس الرشيد في موقف يستمع كلامهما ويختفي شخصه عنهما، فقال
هارون ليحيى البرمكي: أن يسأل عبد الله عنه، فلما سمع هشام هذا الكلام قال: ليس
للخوارج سؤال علينا، فقال عبد الله: لم ذلك؟ فقال: لان في قومك جمعا اتفقوا على
ولاية رجل وأقروا على فضله وامامته، ثم بعد ذلك فارقنا وأظهروا العداوة والبغضاء
لذلك الرجل وتبرؤا منه، ونحن على الرأي والاجماع السابق، وشهادتهم دليل لنا
ومخالفتهم غير قادحة في مذهبنا، ودعواهم علينا غير مقبولة، إذ الاختلاف لا يعادل
الوفاق، وشهادة الخصم للخصم مقبولة وعليه مردودة.
فقال يحيى: يا هشام قد قربته على الالزم لكن عليك بمراعاة المماشاة وترك
الاستمرار على الجدل، فقال: يا يحيى المقصود من المناظرة هو اظهار الصواب ورعاية
الانصاف، فربما ينجر الكلام بمحل غامض دقيق يختفي على بعض الافهام تحقيقه،
فاذن يأتي أحد الخصمين في مقام المكابرة والعناد وينكب عن بينة الانصاف والسداد.
وإذا كان المقصود من انكشاف الحق وبروز الصواب، فلابد أن يناظره على
566

أحسن المناظرة، وتلجأه أن يراعي الانصاف ولا يقرب الاعتساف، فعليك أن تجعل
بيني وبينك واسطة عدل إذا أردنا العدول والتجاوز عن طريق الحق يهدينا إلى طريقه
ويكنفنا عن المقام المعوج.
فقال عبد الله بن يزيد: لقد دعانا أبا محمد يعني هشام إلى طريق الانصاف،
ونحن أيضا لا نتخطى عنه.
ثم قال هشام: ان الواسطة من كان؟ أمن أصحابك أو من أصحابي أو من
المخالفين في المذهبين؟
فقال عبد الله: اختر من شئت وأنا راض به.
فقال: ان الترضية بكل من هذه الأقسام مشكل، إذ لو كان من أصحابي فلم
تأمن منه البتة لظنه التعصب في حقه، وإن كان من أصحابك فأنا لا أؤمن به، وإن كان
خارجا من الصنفين فلسنا معا بآمنين فالأنسب أن نجعل حكما من أهلي وحكما من
أهلك حتى يتفقا في النظر إلى كلام الطرفين، فيحكمان على وجه العدل والصدق
والصواب.
فقال عبد الله: أجدت وأنصفت وما إلى غيره سبيل، وأني لأردت أن أقول
هذه المقالة.
فتوجه هشام إلى يحيى بن خالد، وقال: وقد انقطعت الكلام حينئذ وبقليل
من السعي أعدمت جميع مذاهبه، ولم أضع له طريقا إلى كلامه أصلا، وفارغت من
المناظرة وحصل لي الراحة.
فلما سمع هارون هذا الكلام من وراء الحجاب فحركه ونبه يحيى حتى يلتفت
إليه. فقال: يا يحيى أن هذا المتكلم الشيعي لم يدخل في مسألة ولم يستدل عليها، بل
يقرر طريق آداب المناظرة مع الرجل ولم يشرع فيها أصلا، فيدعي ابطال مذهبه
وفراغه من المناظرة واستخلاصه من المكالمة، فقل له أن يوضح هذه الدعوى.
فقال له يحيى: بين هذه الدعوى المدعاة على هذا الرجل.
فأجاب بأن هذا القوم قد اتفقوا على ولاية أمير المؤمنين عليه السلام إلى أن
567

اتفق أمر الحكمين، فكفروه برضائه على الحكمين، والحال أنهم اضطروه على الرضا
به، وهذا الشيخ من أعظم المخالفين اختار حكما يعدله وحكما يكفره من دون
اضطراره والجأه إلى ذلك.
فإن كان في اختيار الحكم مصيبا فمولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعلى
آله أجمعين أحق وأولى بكونه مصيبا في هذه المسألة. وإن كان مخطئا وكافرا، فاستخلصنا
من النظر في حاله، إذ قد شهد بكفره وضلالته، فنظره في كفره وايمانه أولى من النظر
في تكفير أمير المؤمنين عليه السلام. فاستحسن هارون كلامه وأعطاه الجائزة اللائقة
بحاله وأرسله إلى منزله (1).
وقال محمد بن عبد الكريم الشهرستاني في كتاب الملل والنحل أن هشام بن
الحكم كان من متكلمي الشيعة، وقد وقع بينه وبين أبي الهذيل العلاف من قدماء علماء
المعتزلة معارضات ومناظرات في علم الكلام (2).
ومن جملتها أن أبا هذيل قال: أريد المناظرة معك، فان غلبتني أدخل في مذهبك، وان
صرت مغلوبا فادخل في مذهبي.
فأجاب هشام بأنك لم تسلك طريق الانصاف، إذ الانصاف ان غلبت فارجع
إلى مذهبي، وان غلبت فارجع إلى امامي.
ومن مناظراته اللطيفة مع ضرار بن عمرو الضبي الذي كان من مشاهير
زمانه أنه أتى إلى يحيى البرمكي فقال له يحيى: هل تتمكن من مناظرة رجل هو في
هذا الزمان من أركان الشيعة، فقال ضرار: فاطلب من شئت. فأحضر هشام بن الحكم.
فلما حضر قال: هذا ضرار من المتكلمين يخالف معك في الأصول، اشتهى منك المناظرة
معه في الإمامة، فقبل وتوجه إلى ضرار وقال: يا أبا عمرو أخبرني عن الولاية والبراءة
هل هما واجبان في الظاهر أو في الباطن، فقال: في الظاهر إذ الوقوف على الباطن غير

(1) الفصول المختارة: 27 - 30.
(2) الملل والنحل 1 / 184.
568

ممكن الا بالوحي.
فقال هشام: صدقت، فاذن أخبرني عن علي بن أبي طالب عليه السلام وأبي
بكر أيهما دفع أعادي النبي صلى الله عليه وآله بالسيف، وكذا أعداء الله تعالى، وكان
غالب عمره مشغولا بالجهاد في ركابه المبارك وبعد وفاته، وقد اشتهر غزواته إلى أن
نزل في حقه عليه السلام " لا فتى الا علي لا يسف الا ذو الفقار ".
فقال ضرار: أن ذلك مواظبته في هذه الأمور أكثر الا أن يقينه أتقن.
فأجاب هشام أن ذلك اخبار عن حال الباطن الذي في الاذعان بعدم
الاطلاع عليه نحن وإياكم سيان، وقد فرضنا الكلام على هذا المرام، واعترفت بأن
استقامة أمير المؤمنين عليه السلام بولاية الله ورسوله صلى الله عليه وآله أجل وأكثر
من ولاية أبي بكر في الظاهر، فقال: نعم هو ظاهر الحال.
ثم قال هشام أنت معترف بأنه إذا كان باطن أحد موافقا لظاهره فله كمال
الفضل والمزية، فصدقه ضرار، فقال هشام: أنت تعلم أن خاتم الأنبياء قال في حقه
عليه السلام: أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدي، فقال ضرار: الله
أعلم ذلك. فقال هشام: هل يجوز أن يقول الرسول صلى الله عليه وآله في حقه مثل
هذا الكلام ولم يكن عنده في الباطن الايمان القوي؟ فقال: لا.
ثم قال هشام: فظهر من ذلك صحة ولايته في الظاهر والباطن، ولم يثبت
لصاحبك أبي بكر صحة ولايته لا ظاهرا ولا باطنا.
ولا يخفى أن حاصل ايراد ضرار في هذا المقام هو الذي أورده الشارح الجديد
للتجريد من علماء السنة بعد ذكر فضائل مولانا أمير المؤمنين عليه السلام التي ذكرها
المصنف قدس سره، ونفى الكلام في كثرة مناقبه ووفور فضائله واتصافه بالكمالات
واختصاصه بالكرامات، من أن ذلك غير دال على عزته وكرامته وثوابه عند الله. وأنت
خبير بما في هذا الكلام من الضعف والاعتساف والتغرب عن جادة الصدق
والانصاف.
أما أولا: أنه لا يذهب على عاقل أن استحقاق المثوبات وحصول القرب
569

والزلفى عند الله تعالى الذي هو عوض العبادات على وجه التعظيم انما هو هذه الأمور
التي قد قبلها أمير البررة وقاطع أعناق الكفرة الفجرة، وهو فيه أكثر أو مختصة بجنابه،
فلا معنى لان يعطى العزة والكرامة والثواب أكثر ممن له أسبابها.
وأما ثانيا: فعلى تقدير التسليم وامكانه عند العقل، فكيف يرضى العاقل نفي
امامة من كان له هذه المناقب بمجرد احتمال أن الغير لعله كان أحسن، أو متصفا
بالصفات الحميدة، مع أن ذلك مقطوع العدم بلا شبهة، بل يقول: إن امامة ذلك أولى
وأليق حتى يثبت في غيره المنقبة، وقال الله تعالى (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن
يتبع أمن لا يهدي الا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون) (1).
وقد نقل عن كتاب الايضاح من مؤلفات محمد بن جرير بن رستم الطبري
أن يحيى البرمكي قد سأل عن هشام أن المشهور أن علي بن أبي طالب عليه السلام
قد دعى عمر بن الخطاب بأمير المؤمنين، فهل هو في هذه الدعوة والتسمية صادق أم
لا؟ فقال هشام: انه صادق. فقال يحيى: فلم تستنكروا إمامته؟
فقال هشام: ان الله تعالى وصف الأصنام بالآلهة عن لسان إبراهيم فقال
تعالى (فراغ إلى آلهتهم (2) ومن البين أنهم ليسوا بآلهة في الحقيقة، وهو الله تعالى
أصدق الصادقين، فيمكن أن يقاس المقام على هذا المنوال، ولم يطلق عليه أمير المؤمنين
في الحقيقة، ولا يضر بصدق علي بن أبي طالب عليه السلام.
وهذا ويمكن أن يقال: إن اطلاقه عليه السلام هذا الوصف عليه انما هو
بالنظر إلى أصل اللغة، ومعناه الامر على المؤمنين.
وقد نقل عن " كش " أيضا عن يونس بن عبد الرحمن أنه قال: إن هشام
يطعن في أصول الفلاسفة، ومع ذلك كان هارون مائلا به بواسطة كلام صدر منه في
باب ارث النبي صلى الله عليه وآله المشار إليه. وأما يحيى بن خالد البرمكي، فكان
ضدا له ومكدرا منه، ويطلب الفرصة في دفعه، وينتظر الوقت والمقام.

(1) سورة يونس: 35.
(2) سورة الصافات: 91.
570

إلى أن قال لهارون: اني قد حققت أمر هشام وعلمت أنه يعتقد ويزعم أن في
وجه الأرض إماما مفترض الطاعة غيرك. فقال: سبحان الله. فقال: هو كذلك حتى
أنه يهيأ للخروج لو أمره به. فأمر يحيى أن يجمع أئمة علم الكلام يناظر كل منهم مع
الآخر ويسمع كلامهم من وراء الحجاب.
فلما حضر ضرار وسليمان بن جرير وعبد الله بن يزيد الأباضي ورأس
الجالوت، فاشتغلوا بالمباحثة والتكلم وطالت المشاجرة، فاحضر هشام مع نقاهته
وأرسل رسولا إليه، وبالغ في الحضور والقدوم.
ثم قال يونس: فلما أتى إليه الرسول وأخبره الخبر توجه إلي وقال: لا أخطر
بالبال إجابة السؤال وأخاف الغدر وتمهد مقدمة لا أطلع عليها، فان خاطر هذا الملعون
بواسطة عدة أمور علي متغير، وكان عزمي ان عافاني الله تعالى من المرض وشفاني
الذهاب إلى الكوفة واختيار العزلة وسد الباب على نفسي، وترك المعاشرة والاشتغال
بالعبادة، والاعراض عن المكالمة مع المخالفين، وعدم رؤية هذا الملعون.
فقال يونس قلت له: لا يك ذلك الا خيرا وعليك بالتحرز من شرهم بقدر
الامكان. فقال هشام: يا يونس أنت تزعم أني أحترز عن أمر اجرى الله تعالى اظهاره
على لساني، ولا يتصور ذلك في حقي، قم حتى أذهبا إليه بحول الله وقوته.
ثم قال يونس: فركب هشام على بغلة مرسلة إليه، وركبت أنا على حمار،
فوردنا على مجلسه وهو مشحون من أئمة علماء الحكمة والكلام، فسلم وسبق إلى أن
جلس في قرب يحيى وجلست في وسط المجلس، فأمره يحيى أن يحكم بينه وبين أهل
المجلس في المناظرات الواقعة بينهم.
فحقق هشام كلام الطرفين، فحكم مستقلا على بعض ولبعض، فزاده بغضا
وحسدا له، فتوجه يحيى إلى هشام وقال: اليوم لكثرة المناظرة والمجاهدة قد حصل
الملال مع القيل والقال، أريد منك بيان فساد اختيار الناس في تعيين الامام، وتوضيح
أن الإمامة حق لآل الرسول صلى الله عليه وآله، فاعتذر هشام وقال: ان المرض قد
عجزني ولا أستطيع على المناظرة، فلو اعترض علي أحد فيمكن أن لا أخرج عن
571

عهدة الجواب، فلم يقبل عذره وبالغ في الكلام، فلا جرم شرع هشام في المكالمة وبلغت
إلى النهاية.
فقال يحيى لسليمان بن جرير: سل من أبي محمد شيئا، فقال: أخبرني عن
علي بن أبي طالب عليه السلام هل هو مفترض الطاعة أم لا؟ فقال هشام: نعم. ثم
قال سليمان: فإن كان الذي بعده امام يأمرك بالخروج مع السيف فهل تطيعه؟ فقال
هشام: لا يأمرني البتة. فقال: لم لا يأمر إذا كان طاعته مفروضة عليك؟ فقال: تجاوز
عن هذا السؤال إذ قد ظهر جوابه.
فقال سليمان: انه يعلم من كلامك أنك تطيعه في زمان ولا تطيعه في زمان آخر.
فقال: لم أقل لا أطيعه بل قلت: انه لا يأمرني بالخروج. فقال سليمان: أنا أسألك على
سبيل الجدل، وأقول: انه ما لم يأمرك لا يجب عليك شئ ولكن إذا أمرك بالخروج فما
تفعل؟ فقال هشام: أما تخاف ان قلت إذا أمرني فلابد لي من الخروج وصرت ملزما
بأقبح الوجوه، وأني أعلم أن مآل هذا الكلام ينتهي إلى بعض المقامات، فلا أريد
الشجاعة في الكلام والاقتحام في المرام.
فلما سمع هارون منه هذه المقالات، فانقبض وجهه وأذن بمراجعتهم، فاغتنم
هشام ولم يتوقف في بغداد وتوجه إلى المدائن، فبلغ له الخبر أن الرشيد أمر يحيى
بالمؤاخذة من هشام وأصحابه، وأرسل إلى الامام السابع عليه السلام وأحضره وبعده
حبسه، وقد كان هشام مختفيا في الكوفة في مدة، وأبرم يحيى في استظهاره والمؤاخذة منه،
فلم يظفر به إلى أن مات فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين (1).
ثم لا يخفي هذا الرجل من حواري الامام الهمام جعفر بن محمد الصادق
عليهما السلام وولده الإمام موسى بن جعفر عليهما وعلى آبائهما السلام والتحية، بل
هو من أجلهم وأعظمهم، لم يكن مثله في علم الكلام، فائق على كل متكلم، لا يناظر
معه أحد وهو ملزم مغلوب بأحسن المقالة وأحلى المناظرة، وكل من تأخر عنه اقتبس

(1) اختيار معرفة الرجال 2 / 530 - 538.
572

من لآلي أصدافه في علم الإمامة.
ونسبة بعض الآراء الفاسدة إليه، وانتشار بعض أصحابه وتفرده بترويج تلك
الآراء الفاسدة، موهونه غير معلومة، ومع تسليم صحتها فيمكن أن يكون الصدور منه
قبل تشرفه إلى خدمة الامام الهمام عليه السلام.
وقد نقلنا أنه رضي الله عنه كان في الأصل جهميا وبعده عاد إلى الحق،
وتسمى هذه الطائفة هشامية.
ومن جملة ما ينسب إليه مسألة البداء، ولا يذهب عليك أنه ليس معناه هو
المنكر عند الكل ويأباه العقل الذي هو مخالف للضرورة من دين الإمامية من تجويز
الخطأ على الله تعالى وخفاء المصلحة وظهورها بعد الخفاء، كما هو معنى البداء الحقيقي
الفاسد، بل معناه الشئ الآخر القابل للانكار.
وملخص الكلام في تحقيق مرام هشام موافقا لما أجاده بعض الأفاضل
الأفاخم أن المفهوم من لفظ البداء النهي عن شئ بعد وقوع الامر به قبل حلول وقت
العمل أو بالعكس، فتوهم المخالفون أن القائلين بالبداء يجوزون الندامة على الله
تعالى، وربما يقولون: انهم يجوزون الخطأ عليه، ولا يدرون أن الشيعة الاثنا عشرية
كيف يجوزون الخطأ والندامة على الله تعالى، وهم يجوزونها على الرسل والأئمة،
ويخطؤون من يزعم السهو والخطأ على الله تعالى.
فالمراد منه والله أعلم أن المولى ربما يأمر عبده بالأمور الشاقة ليظهر حسن
طاعته والمراقبة في امتثال أوامره على الناس، وفي الحقيقة لا يريد الاتيان بذي المقدمة،
وانما المقصود منه اقدامه على المقدمات، فإذا شرع في المقدمات ينهاه.
وهذا هو الذي اصطلحه الوالد الماجد طاب ثراه في الأصول المبسوطة
بالتكليف الامتحاني، كما في قصة خليل الرحمن عليه السلام في ذبح ولده إسماعيل،
حيث صار في المنام مأمورا بذبحه، فسارع في الامتثال وشرع في المقدمات، وظهر منهما
آثار الرضا والتسليم والصبر، فنهاه عن الذبح وأثنى عليهما وضاعف الاجر لهما.
فان قلت: ان الله تعالى اما أن يريد الذبح أولا، فعلى الأول يلزم النهي عما
573

أمر به، وعلى الثاني يلزم الامر بما لم يرده، وكلاهما مخالف لمذهب الشيعة.
قلت: إن الذبح في الحقيقة هو فري الأوداج، ويطلق أيضا على المقدمات،
من القصد والاضطجاع وأخذ السكين ووضعه على الحلقوم وجره وأمثالها مجازا، وهو
شائع في العرف والعادة.
فنقول: ان الله تعالى قد أمر الخليل عليه السلام بذبح ولده في الظاهر، ليهئ
نفسه بالأشق والأثقل، ويترتب عليه استحقاق جزيل الثواب، وغير ذلك من المصالح
المعلومة عند الحكيم على الاصلاق، الا أنه بعد النهي عنه ينكشف إرادة المعنى
المجازي الشائع، وذلك ليس معنى مخالفا لمذهب الشيعة، بل أمثال ذلك في الشرع
والعرف شائع، فيؤول الايراد بالنسبة إلى الشق الأخير أن المجاز غير جائز، أو أن
تأخير البيان عن وقت الخطاب غير جائز، وكلاهما ليسا مخالفين لمذهب الحق
والصواب.
الا ترى أنه قد وقع الاتفاق على جواز النسخ في هذه الشريعة، وقد وقع فيها
وفي غيرها من الشرائع بالنسبة إلى الأصل وفروع كل شريعة، ومن البين أن الظاهر
من كل حكم منسوخ هو التأبيد إلى الأبد.
فحينئذ نقول طبقا بطبق: ان الله تعالى اما أن يريد التأبيد، فيلزم النهي عما
أمر به. وان أراد عدمه، فيلزم الامر بما لم يرده، وقد حققنا ذلك في مباحثنا الأصولية
في مقام تقسيم التكاليف إلى الأربعة، من جملتها التكاليف الامتحانية والمقام منها.
هذا وقد ذكر له كتب في " جش ": منها كتاب المعرفة، وكتاب المجالس في
التوحيد، وكتاب الدلالة على حدوث الأجسام، وكتاب آخر في التوحيد، وكتاب الجبر
والقدر، وكتاب المجالس في الإمامة، وكتاب التدبير في الإمامة، وكتاب في ابطال امامة
المفضول، وكتاب في وصية النبي صلى الله عليه وآله والرد على منكريها، وكتاب اختلاف
الناس في الإمامة، وكتاب الرد على أرسطاطاليس في التوحيد، وكتاب الرد على
أصحاب الطبائع، وكتاب الرد على المعتزلة، وكتاب الرد على طلحة والزبير، وكتاب
الرد على الزنادقة، وكتاب علل التحريم، وكتاب الفرائض، وكتاب في الحديث،
574

وكتاب الميزان، وكتاب الاستطاعة، وكتاب ثمانية أبواب، إلى غير ذلك (1).
ترجمة هشام بن سالم
الثالث: هشام بن سالم الجواليقي الجوزجاني، مولى بشر بن مروان بن
الحكم، كان من سبي ولاية جوزجان، ومن أصحاب الإمامين الهمامين جعفر بن محمد
الصادق وموسى الكاظم عليهم السلام.
وفي مختار " كش " قد نقل عنه أنه قال: كنت مع مؤمن الطاق بعد وفاة الامام
الهمام الصادق عليه السلام في المدينة الطيبة، وكان الناس يعتقدون أن عبد الله بن
جعفر قائم مقام أبيه لكونه أكبر أولاده، فذهبنا إليه ورأينا الناس يجمعون عنده
ويتمسك في الإمامة بما روي عن الصادق عليه السلام من أن الامر في الكبير ما لم
يكن به عاهة، فسألنا عنه ما سألناه عن أبيه للامتحان.
فقلنا له: ما يلزم من الزكاة؟ فقال: خمسة دراهم في مائتي درهم، ثم سألنا عنه
كم يجب في مائة درهم؟ فقال: درهمان ونصف، فقلنا له والله لم يفت بهذه الفتوى
المرجئة، فرفع يديه إلى السماء وقال: لا والله ما أدري ما تقول المرجئة.
فخرجنا من بيته آيسين، وعلمنا أنه ليس بامام لقلة علمه بالشريعة، فاذن
جلسنا في بعض دكاكين المدينة باكين متحيرين، فلم نعلم أن في المسائل المستحدثة
بأي شخص نرجع، وشاورنا مع مؤمن الطاق، فتارة يخطر بالبال الرجوع إلى المرجئة،
وأخرى إلى القدرية، وثالثة إلى الزيدية، ورابعة إلى المعتزلة، وخامسة إلى الخوارج.
وكنا على هذا المنوال حيارى مترددين، فإذا رأينا شيئا نورانيا من البعيد
يشير إلينا، فغلب علينا الخوف، واحتملنا كونه من جواسيس المنصور العباسي، الذي
قررهم لتحقيق شيعة الامام الهمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام إلى من
يرجعون من أولاده بعد وفاته، والى من يقربون منهم، وأيا منهم يزعمون إمامته والقائم

(1) رجال النجاشي: 433.
575

مقامه.
فقلت لرفيقي مؤمن الطاق: تنح عني أني أخاف من إشارته على نفسي
وعليك، ولعلك كنت مستخلصا من شره بالبعد عني فإنه يطلبني، فتبعد عني قليلا، ولما
كان اعتقادي بأنه لا مخلص لي من الفرار، فاخترت القرار فرافقته في السير إلى أن
وصلت باب بيت المولى موسى بن جعفر عليه السلام فذهب إلى داخل البيت وأنا
متوقف. فقال لي الخادم المقيم على الباب: ادخل البيت رحمك الله.
رأيت موسى بن جعفر عليهما السلام فنظر إلي وقال في أول كلام قبل
السؤال والجواب: لا إلى المرجئة ولا إلى القدرية ولا إلى الزيدية ولا إلى المعتزلة ولا إلى
الخوارج إلي إلي إلي، فعرضت على الإمام عليه السلام فدتك نفسي أباك تجاوز عن
هذا العالم، فقال: نعم. فقلت: بالموت؟ قال: نعم.
فقلت: فداك نفسي فمن القائم مقامه يهدينا بعده؟ قال: انشاء الله يهديك.
فقلت: جعلت فداك أخاك عبد الله يزعم أنه الامام والقائم مقام أبيك. فقال: يريد
أن لا يعبد الله. ثم قلت: جعلت فداك فمن القائم مقامه يهدينا؟ فأجاب بما أجاب أولا.
فقلت: انك الهادي؟ فقال: أنا لا أقول ذلك.
ولما رأيت أن طريق المسألة لم ينفتح، فقلت له: فهل يكون أحد عليك إماما؟
قال: لا، فوقع في قلبي المهابة والعظمة مقارنا لهذا الكلام مثل ما يخطر ببالي من أبيه،
فاذن قلت: جعلت فداك فأذن لي أن نسأل عنك من المسائل التي نسألها من أبيك.
فقال: اسأل ولا تبرز، فان أبرزته يوجب الخطر، فسألت منه مسائل مشكلة، فوجدته
بحرا عميقا فأيقنت إمامته.
فقلت له بعد ظهور إمامته: جعلت فداك ان شيعتك وشيعة أبيك في حيرة
وضلالة، فأذن لي أن نأتي بهم مستورا عن نظر الأغيار إلى حضرتك. فقال: كل من
لاح منه آثار الرشد والصلاح فأخذ منه العهد والميثاق أن يكتم الحال ثم آت به، إذ لو
انكشف هذا السر فلا يكون الا الذبح يعني القتل، ثم وضع يده على حلقه.
فخرجت من خدمته ولاقيت أبو جعفر مؤمن الطاق، فقال: ما عندك؟ قلت:
576

الهداية من الله تعالى، فقصصت القصة من أول ملازمة الامام إلى خروجي، ثم أخبرت
مفضل بن عمر وأبا بصير عن حقيقة الحال، فتشرفوا في خدمة الإمام عليه السلام
وسألوا منه عليه السلام المسائل المشكلة فرجع إليه أكثر الشيعة، ولم يبق مع عبد الله
الا قليل منهم.
فلما علم عبد الله أن الباعث على الرجوع إلى الإمام عليه السلام وكفهم
عن الرجوع إليه هو هشام بن سالم، فأمر جمعا في أذية هشام (1).
ويستفاد منه هذه الرواية في زمان الإمام الهمام موسى بن جعفر عليهما السلام
كانت التقية شديدة في الغاية، كما يستفاد ذلك من غيرها من الروايات، ومن قرائن
اخر، ولذا يعبرون عنه بنفس الكنية تارة، وبالعالم أخرى، وبالفقيه ثالثة وبالعبد
الصالح رابعة، وبالرجل خامسة ليختفى الامر بملاحظة أمر الامام بالستر والاخفاء
في هذه الرواية وغيرها.
ترجمة زرارة بن أعين
ومن السابعة والعشرين: زرارة بن أعين بن السنسن الشيباني الكوفي،
وحاله أوضح من أن يسطر ويرقم في طي السطور، وهو رضي الله عنه من أصحاب
الاجماع من الستة الأولى، وهم الأمجاد وكانوا أفضل من الآخرين، وهو أفضل وأفقه
من الستة فيكون أفضل من الكل. شيخ من أصحابنا، مقدم في زمانه، قارئ متكلم فقيه
أديب شاعر، محلى بالدين والفضل والذكاء، وقد ورد فيه روايات كثيرة على علو شأنه
وسمو درجته.
فمنها: عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام قال: لولا زرارة لقلت
ان أحاديث أبي ستذهب.
ومنها: قال ابن أبي عمير: كنت مع جميل بن دراج ذات يقوم، فقلت له: وما

(1) اختيار معرفة الرجال 2 / 565 - 567، ذكر الحكاية بالمعنى.
577

أحسن وما أحلى مجلس إفادتك؟ فقال: والله مع هذه الحالة كنت في جنب زرارة بمنزلة
صبيان المكتب عند المعلم.
ومنها ما روي عن فضل بن عبد الملك قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام
يقول: أحب الناس إلي من الحي والميت منكم أربعة: بريد بن معاوية العجلي، وزرارة،
ومحمد بن مسلم، والأحول.
ومنها: ما روي عنه عليه السلام أنه يقول: زرارة وأبو بصير ومحمد بن مسلم
من الذين قال الله تعالى في حقهم (السابقون السابقون * أولئك المقربون) (1).
ومنها: ما عن الصادق عليه السلام وهو يقول: ما أحد أحيى ذكرنا وأحاديث
أبي عليه السلام الا زرارة وأبو بصير ليث المرادي، ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية
العجلي، ولولا هؤلاء ما كان أحد استنبط هدى، هؤلاء حفاظ الدين وأمناء أبي على
حلال الله وحرامه، وهم السابقون إلينا في الدنيا والسابقون إلينا في الآخرة.
ومنها: ما روي باسناده " كش (2) " إلى محمد بن عبد الله بن زرارة وابنيه الحسن

(1) سورة الواقعة: 10 - 11.
(2) وقد ذكر الشهيد في تعليقاته على الخلاصة حاصل ما ذكره " كش " في حق زرارة أحادث تزيد على العشرين
يقتضي ذمه، وكلها ضعيفة السند جدا، وفي أكثرها محمد بن عيسى العبيدي، الا حديثا واحدا طريقه صحيح الا أنه
مرسل، لان رواية محمد بن قولويه عن محمد بن أبي القاسم ما جيلويه عن زياد بن أبي الحلال عن الصادق عليه
السلام، وظاهر أن زياد الذي من رجال الباقر والصادق عليهما السلام لم يبق إلى زمان ما جيلويه المعاصر لابن
بابويه ومن في طبقته.
فبقيت الأخبار الواردة بمدحه خالية عن المعارض، وفيها خبر صحيح السند يدل على ثقته وجلالته، وقد
تقدم متنه وسنده في باب الباء.
ثم قال: ووقفت في الكافي للكليني على أربعة أخبار أخر تقتضي فيه الذم أيضا، اثنان منها في كتاب الايمان
وفي طريقهما محمد بن عيسى عن يونس، والآخران في كتاب الميراث وطريقهما كذلك أيضا، ولكن أحدهما
بطريق آخر حسن، ولكنه عن معارضة الصحيح الذي ورد في مدحه غير ناهض. وبالجملة فقد ظهر اشتراك
جميع الأخبار القادحة في أسنادها إلى محمد بن عيسى، وهي قرينة عظيمة على ميل وانحراف عنه على زرارة،
مضافا إلى ضعفه في نفسه انتهى.
أقول: ومع ذلك فقد عرفت أن الاخبار المادحة مع ما فيها من الصحيح مشتملة على عذر الإمام عليه السلام
فيما ورد في ذمه، فلا اشكال في ثقته وجلالته، كيف ولو لم يقبل قول مثله فلا يوجد صحيح الا أقل قليل " منه ".
578

والحسين عن عبد الله بن زرارة قال قال لي أبو عبد الله عليه السلام: اقرأ مني والدك
السلام وقل له اني انما أعيبك دفاعا مني، فان الناس والعدو يسارعون إلى كل من
قربناه وحمدنا مكانه، لادخال الأذى في من نحبه ونقربه، ويذمونه لمحبتنا له وقربه
ودنوه منا، ويرون ادخال الأذى عليه وقتله، ويحمدون كل من عبناه نحن.
فإنما أعيبك لأنك رجل اشتهرت بنا لميلك إلينا، وأنت في ذلك مذموم عند
الناس غير محمود الأثر، فأحببت أن أعيبك ليحمدوا أمرك في الدين، ويكون ذلك
منا دافع شرهم عنك: لقول الله عز وجل (أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في
البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا).
فافهم المثل يرحمك الله، فإنك والله أحب الناس إلي وأحب أصحاب أبي حيا
وميتا، وأنك أفضل سفن البحر القمقام الزاخر، وأن من ورائك ملكا ظلوما غصوبا
يرقب عبور كل سفينة صالحة ترد من بحر الهدى ليأخذها غصبا، ثم يغصبها وأهلها،
فرحمة الله عليك حيا ورحمته ورضوانه عليك ميتا.
ولقد أدي إلي ابناك الحسن والحسين رسالتك أحاطهما الله وكلاهما ورعاهما
وحفظهما بصلاح أبيهما، كما حفظ الغلامين.
فلا يضيقن صدرك من الذي أمرك أبي عليه السلام وأمرتك به وأتاك أبو
بصير بخلاف الذي أمرناك به، فلا والله ما أمرناك ولا أمرناه الا بأمر وسعنا ووسعكم
الاخذ به، ولكل ذلك تصاريف ومعان توافق الحق، ولو أذن لنا لعلمتم أن الحق في الذي
أمرناكم به، فردوا إلينا الامر وسلموا لنا، واصبروا لأحكامنا وارضوا به.
والذي فرق بينكم فهو راعيكم الذي استرعاه الله خلقه، فهو أعرف بمصلحة غنمه
في فساد أمرها، فان شاء فرق بينها لتسلم، ثم يجمع بينها لتأمن من فسادها وخوف
عدوها في آثار ما يأذن الله ويأتيها بالأمن من مأمنه، والفرج من عنده.
عليكم بالتسليم والرد إلينا، وانتظار أمرنا وأمركم وفرجنا وفرجكم، ولو قد
قام قائمنا متكلمنا ثم استأنف بكم تعليم القرآن وشرائع الدين والاحكام والفرائض كما
أنزله الله على محمد صلى الله عليه وآله لأنكر أهل البصائر فيكم ذلك اليوم انكارا
579

شديدا.
ثم لم تستقيموا على دين الله وطريقته الا من تحت حد السيف فوق رقابكم،
ان الناس بعد نبي الله صلى الله عليه وآله ركب الله بهم سنة من كان من قبلكم، فغيروا
وبدلوا وحرفوا وزادوا في دين الله ونقصوا منه، فما من شئ عليه الناس اليوم الا وهو
منحرف عما نزل به الوحي من عند الله، فأجب رحمك الله من حيث تدعى إلى حيث
تدعى، حتى يأتي من يستأنف بكم دين الله استينافا.
وعليك بالصلاة الستة والأربعين وعليك بالحج أن تهل بالافراد وتنوي الفسخ،
إذا قدمت مكة فطفت وسعيت فسخت ما أهللت به، وقلبت الحج عمرة أحللت إلى يوم
التروية، ثم استأنفت الاهلال بالحج مفردا إلى منى، وتشهد المناسك بعرفات
والمزدلفة.
فكذلك حج رسول الله صلى الله عليه وآله، وهكذا أمر أن يفعلوا ويقلبوا
الحج عمرة، وانما أقام رسول الله صلى الله عليه وآله على احرامه ليسوق الذي ساق
معه، فان السائق قارن، والقارن لا يحل حتى يبلغ هديه محله، ومحله المنحر بمنى، فإذا
بلغ أحل. فهذا الذي أمرناك به حج التمتع، فالزم ذلك ولا يضيقن صدرك.
والذي أتاك به أبو بصير من صلاة إحدى وخمسين، والاهلال بالتمتع بالعمرة
إلى الحج، وما أمرنا به من أن يهل بالتمتع، فلذلك عندنا معان وتصاريف لذلك ما
وسعنا ويسعكم، ولا يخالف شئ منه الحق ولا يضاده، والحمد لله رب العالمين.
وقد روي عن الحسين بن زرارة قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ان أبي
يقرأ عليك السلام ويقول: جعلني الله فداك أنه لا يزال الرجل والرجلان يقدمان
فيذكران أنك ذكرتني وقلت في، فقال لي: اقرأ أباك السلام وقل له: والله أني أحب لك
الخير في الدنيا، وأحب لك الخير في الآخرة، وأنا والله عنك راض، فلا تبالي ما قال
الناس بعد هذا.
وفي " كش " حمدوية، عن يعقوب، عن ابن أبي عمير عن جميل، قال: سمعت
أبا عبد الله عليه السلام يقول: بشر المخبتين بالجنة، بريد بن معاوية العجلي، وأبو
580

بصير ليث بن البختري المرادي، ومحمد بن مسلم، وزرارة، أربعة نجباء أمناء الله على
حلاله وحرامه، لولا هؤلاء انقطعت أثار النبوة واندرست.
وفيه عنه، عن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن جميل وغيره قال:
وجه زرارة عبيد الله إلى المدينة يستخبر له خبر أبي الحسن عليه السلام وعبد الله بن
أبي عبد الله، فمات قبل أن يرجع إليه عبيد الله.
وقال محمد بن أبي عمير: حدثني محمد بن حكيم قال: قلت لأبي الحسن
الأول عليه السلام وذكرت له زرارة وتوجيهه ابنه عبيد الله إلى المدينة. فقال أبو
الحسن عليه السلام: اني لأرجو أن يكون زرارة ما قال الله تعالى (ومن يخرج من
بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله). إلى غير
ذلك مما لا يخفى كثرة (1).
وأما ما يخالفها مما يدل أو يشعر على الذم، فلوضوح جلالته وعلو مرتبته
وسمو حاله بالضرورة، فلا مجال إلى ذكره لما فيه تضييع الوقت وتسويد القرطاس
وابداء الشك والالتباس. وضعف سنده وعدم مقاومته للأخبار المادحة لوجوه شتى.
وعن رسالة أبي غالب: روي أن زرارة كان وسيما جسيما أبيض، فكان يخرج
إلى الجمعة وعلى رأسه برنس أسود، وبين عينية سجادة، وفي يده عصاء، فيقوم له
الناس سماطين ينظرون إليه لحسن هيئته، فربما رجع من طريقه، وكان خصما جدلا
لا يقوم أحد بحجته، صاحب الزام وحجة قاطعة، الا أن العبادة أشغلته عن الكلام،
والمتكلمون من الشيعة تلاميذه، ويقال: انه عاش تسعين سنة وكان رئيس التيمية (2)
انتهى.
أقول: وقد مات سنة خمسين ومائة، وفي " كش " أن وفاة زرارة بعد وفاة أبي
عبد الله عليه السلام بشهرين أو أقل (3). والظاهر أنه سهو لما مر أن وفاته عليه السلام

(1) راجع اختيار معرفة الرجال 2 / 345 - 355.
(2) رسالة أبي غالب الزراري: 27 - 28.
(3) اختيار معرفة الرجال 1 / 354.
581

في سنة ثمان وأربعين بعد المائة، والمشهور موته في تلك السنة.
وعن العقيلي في الضعفاء: ثنا يحيى بن إسماعيل، ثنا يزيد بن خالد الثقفي،
ثنا عبد الله بن حليد الصدري، عن أبي الصلاح، عن زرارة بن أعين، عن محمد بن
علي، عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: يا علي لا يغسلني أحد غيرك.
وثنا يحيى بن أبي سرة، ثنا سعيد بن منصور، ثنا ابن السماك، قال: حججت
ولقاني زرارة بن أعين بالقادسية، فقال: ان لي إليك حاجة وعظمها، فقلت: ما هي؟
فقال: إذا لقيت جعفر بن محمد عليهما السلام فاقرأه مني السلام وسله أن يخبرني أنا
من أهل النار أم من أهل الجنة؟ فأنكرت ذلك عليه، فقال لي: انه يعلم ذلك ولم يزل
بي حتى أجبته، فلما لقيت جعفر بن محمد عليهما السلام أخبرته بالذي كان منه، فقال:
هو من أهل النار، فوقع في نفسي مما قال جعفر، فقلت: من أين علمت ذلك؟ فقال: من
ادعى علي علم هذا فهو من أهل النار، فلما رجعت لقاني زرارة، فأخبرته بأنه قال لي:
انه من أهل النار فقال: اتاك من جراب النورة. فقلت: وما جراب النورة؟ قال: عمل
معك بالتقية.
قلت: زرارة قال ما روى لم يذكر ابن أبي حاتم في ترجمته سوى أن قال عن
أبي جعفر يعني الباقر عليه السلام قال: سفيان الثوري ما رأى أبا جعفر انتهى.
وفي " جش ": له كتاب تحقيق الاستطاعة والجبر (1).
وفي " مشكا ": زرارة مشترك بين ثقة ومجهول. ويمكن استعلام أنه ابن أعين
برواية ابن بكير، وهشام بن سالم، وعبيد الله ابنه، وحماد بن عثمان الناب، وحماد بن
أبي طلحة، وعبد الله بن يحيى الكاهلي، وموسى بن بكر، وجميل بن دراج، وعلي بن
رئاب، وابن أذينة، وابن مسكان، وعلي بن عطية، وزياد بن أبي الحلال وأبي خالد،
ونصر بن شعيب، ومحمد بن حمران وجميل بن صالح، وأبان بن عثمان عنه.
وفى باب الصلاة على المؤمن من الكافي: الحلبي عن زرارة (2). وتبعه الشيخ

(1) رجال النجاشي: 175.
(2) الكافي 3 / 183.
582

في التهذيب (1)، وهو سهو بين، وحيث يعسر التمييز فالظاهر عدم الاشكال، لان ابن
لطيفة لا أصل له ولا كتاب.
وفي التهذيب: البرقي عن زرارة عن الحسن بن السري عن الصادق عليه
السلام (2). وهو غير معهود.
وفي التهذيب: الحسين بن سعيد عن حماد عن زرارة (3). والصواب فيه عن
حريز عن زرارة، لان ذلك هو المعهود الشائع.
وفي التهذيب أيضا في أحاديث التلقين رواية علي بن حديد وابن أبي نجران
عن حريز عن زرارة (4).
فقال في المنتقى: إنهما يرويان عن حريز عن زرارة بواسطة حماد بن عيسى (5).
ووقع في الكافي رواية ابن أبي عمير عن أبان بن تغلب عن زرارة (6). فقال
في المنتقى: الصواب فيه عن أبان بن عثمان لا ابن تغلب (7) انتهى.
أقول: وزرارة لقب واسمه عبد ربه، ويكنى بأبي علي، وله عدة أولاد الحسن
والحسين وعبيد الله وكان أحولا، وقد مضى الثلاثة في ضمن الروايات، وله أبناء اخر
أحدهم رومي، ولآخر عبد الله، والثالث يحيى كلهم بنوه.
وله اخوة أيضا منهم حمران نحوي، وله ابنان: أحدهما حمزة والآخر محمد.
ومنهم بكير بن أعين المكنى بأبي الجهم وابنه عبد الله. ومنهم عبد الرحمن، ومنهم عبد
الملك وابنه ضريس، ولهم روايات وأصول وتصانيف. وهؤلاء كبراء معروفون، وقتب
ومالك ومليك غير معروفين.

(1) التهذيب 3 / 198.
(2) التهذيب 10 / 27.
(3) التهذيب 1 / 364.
(4) التهذيب 2 / 292.
(5) منتقى الجمان 1 / 208.
(6) الكافي 4 / 140.
(7) المنتقى 2 / 243، هداية المحدثين: 65 - 66.
583

وعلى ين فضال ذكر موسى وضريس مضافا إلى الثمانية المحتوية لزرارة،
وقال: ان مليك وقتب يذهبان العامة مخالفين لاخوتهم. ولهم أخت يقال لها: أم
الأسود. ويقال: إنها أول من عرفت التشيع من جهة أبي خالد الكابلي.
وروي أن أول من عرفه عبد الملك، وعرفه من صالح بن ميثم، ثم عرفه
حمران عن أبي خالد الكابلي وعبد الملك ثم حمران ولقي سيدنا السجاد عليه السلام.
ترجمة أبي حمزة الثمالي
ومن الثامنة والعشرين: ثابت بن دينار أبي صفية يكنى أبا حمزة الثمالي
روى عن " ين " ومن بعده مع اختلاف في بقائه إلى زمن الكاظم عليه السلام، كان ثقة
جليلا شهيرا من حواري " ين " عليه السلام وجلالته عنده غير خفية، ودعاءه في
السحر معروف يرويه عن مولاه.
وفي " كش ": وجدت بخط أبي عبد الله محمد بن نعيم الشاذاني، قال: سمعت
" فش " قال: سمعت الثقة يقول: سمعت الرضا عليه السلام يقول: أبو حمزة في زمانه
كلقمان في زمانه، وذلك أنه قدم أربعة منا: علي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن
محمد، وبرهة من عصر موسى بن جعفر عليهم السلام ويونس بن عبد الرحمن كذلك
هو سلمان في زمانه (1).
روى عنه العامة، ومات سنة خمسين ومائة.
وفي " جش ": وأولاده نوح ومنصور وحمزة قتلوا مع زيد بن علي عليه السلام
لقى " ين " و " قر " و " ق " و " ظم " وروى عنهم.
وكان من خيار أصحابنا وثقاتهم ومعتمديهم في الرواية والحديث، وروي عن
الصادق عليه السلام أنه قال: أبو حمزة في زمانه مثل سلمان في زمانه. وروى عنه العامة،
ومات سنة خمسين ومائة، له كتاب تفسير القرآن، عنه عبد ربه، وكتاب النوادر رواية

(1) اختيار معرفة الرجال 2 / 458.
584

الحسن بن محبوب عنه، ورسالة الحقوق عن " ين " محمد بن الفضيل عنه به (1).
وفي " ست ": ابن دينار يكنى أبا حمزة الثمالي، وكنية ابن دينار أبو صفية ثقة،
له كتاب أخبرنا به عدة من أصحابنا، عن محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، ومحمد
بن الحسن، وموسى بن المتوكل، عن سعد بن عبد الله والحميري، عن أحمد بن محمد،
عن الحسن بن محبوب عنه، وعنه يونس بن علي العطار، وله كتاب النوادر، وكتاب
الزهد، محمد بن عياش بن عيسى أبي جعفر عنه (2).
وفي " ظم ": اختلف في بقائه إلى وقته، روى عن علي بن الحسين عليهما السلام
ومن بعده (3).
وفي " ين " و " ق ": مات سنة خمسين ومائة (4).
وفي " كش " معد قال: سألت " عل " عن الحديث الذي روى عبد الملك بن
أعين وتسميته ابنه الضريس، قال: رواه أبو حمزة وأصيبع من عبد الملك خير من أبي
حمزة، وكان أبو حمزة يشرب النبيذ ومتهما به، الا أنه قال: ترك قبل موته، وزعم أن
أبا حمزة وزرارة ومحمد بن مسلم ماتوا في سنة واحدة بعد أبي عبد الله عليه السلام بسنة
أو نحو منه.
حدثني علي بن محمد بن قتيبة أبو محمد، ومحمد بن موسى الهمداني، عن محمد
بن الحسين بن أبي الخطاب، قال: كنت أنا وعامر بن عبد الله بن جذاعة الأسدي
وحجر بن زائدة جلوسا على باب الفيل، إذ دخل أبو حمزة الثمالي، فقال لعامر بن عبد
الله: أنت حرشت علي أبا عبد الله عليه السلام فقلت أبو حمزة يشرب النبيذ.
فقال: ما حرشت عليك، ولكن سألته عن المسكر، فقال: كل مسكر حرام،

(1) رجال النجاشي: 115.
(2) الفهرست للشيخ: 41 - 42.
(3) رجال الشيخ: 345.
(4) رجال الشيخ: 84 و 110.
585

وقال: لكن أبو حمزة يشرب النبيذ. فقال أبو حمزة: استغفر الله الآن وأتوب إليه (1).
وفيه وجدت بخط إلى آخر ما مر. وفي ترحمة يونس ذكره بعينه، وبدل " قوم "
خدم. وفي بعض النسخ أبو حمزة الثمالي في زمانه كسلمان الفارسي (2)، كما عن الشهيد.
وفي " تعق ": يأتي في ابنيه علي والحسين أيضا توثيقه، وهو في الجلالة بحيث
لا يحتاج إلى بيان، ولا يقدح فيه أمثال ما ذكر، مع أن الراوي لذلك محمد بن موسى
الهمداني، وورد فيه ما ورد. وربما يستفاد من " عل " مع فطحيته أنه كان متهما به.
وعلى تقدير الصحة يمكن أن يكون حرمته يرشد إليه كثرة سؤال أصحابه
عن حرمته، ومنه هذا الخبر. أو كان يشربه لعله معتقدا حليته للعلة، كما نحوه في ابن أبي
يعفور، أو كان يشرب الحلال منه فنموا إليه عليه السلام، ويكون استغفاره من سوء
ظنه بعامر، ولعله هو الظاهر، إذ لا دخل لعدم تحريش عامر في الاستغفار من ارتكابه
بجهله وظهور خطأ اجتهاده. أو كان ذلك قبل وثاقته، فيكون في اخباره حال ابن أبي
نصر من الأجلة الذين كانوا فاسدي العقيدة ثم رجعوا، وأشرنا إليه في الفوائد (3)
انتهى.
قال الشيخ أبو علي بعد ذكر ما مر أقول: ما ذكره دام مجده في غاية الجودة،
والرجل في أعلى درجات العدالة، وصرح بتوثيقه أيضا الصدوق في أسانيد الفقيه الا أن
بعض أعذاره سلمه الله لا يخلو من تكلف.
أما الطعن في السند بمحمد بن موسى فلاشتراكه مع علي بن محمد وهو من
جملة الأجلة، وأما قوله " ربما يستفاد من كلام " عل " مع فطحيته أنه كان متهما " ففيه أن
الظاهر من كلام " عل " القدح فيه وعدم الاعتناء بروايته لشربه وتهمته بالشرب، لا أنه
مكذوب عليه، ومجرد تهمته يرشد إليه قوله " وإصبع من عبد الملك خير من أبي حمزة "
وقوله " إذ لا دخل " الخ في أن ظاهره أنه لما علم بعلم الإمام عليه السلام بشر به وفشى

(1) اختيار معرفة الرجال 2 / 455 - 456
(2) اختيار معرفة الرجال 2 / 781.
(3) التعليقة على منهج المقال: 73 - 74.
586

ذلك، استغفر وتاب بحضورهم ليرده بعد ذلك.
وأما قوله " قبل وثاقته " ففيه أن صريح " عل " أنه تاب قبل موته، وظاهر ذلك
أنه بمدة قليلة، وعلى هذا فتسقط أحاديثه بأجمعها عن درجة الاعتبار، ولا يكون حينئذ
حاله حال ابن أبي نصر وأضربه.
فالذي ينبغي أن يقال: إنه لا خلاف بين الطائفة في عدالته، وأمثال هذه الأخبار
لا تنهض للمعارضة، مع أن الخبر الثاني مرسل والحاكي غير معلوم، إذ ليس
هو محمد بن الحسين بن أبي الخطاب لا محالة، فان محمد يروي عن عامر بن عبد الله
بن جذاعة بواسطتين صفوان عن ابن مسكان، نبه عليه الميرزا في حواشي الكتاب،
والمحقق الشيخ صحن في حواش " طس " انتهى.
وفي " مشكا ": ابن دينار الثقة عنه عبد ربه والمفضل بن عمر كما في الفقيه،
والحسن بن محبوب، وعلي بن الحكم الثقة، وعلي بن رئاب، ومنصور بن يونس بن
بزرج، وإسماعيل بن الفضل كما في الفقيه، وفيه رواية العلاء عن الثمالي، وعن يونس
بن علي العطار، وابن عياش، وعبد الله بن سنان، والحسن بن راشد، وسيف بن عميرة
وهشام بن سالم ومحمد بن عذافر، ومالك بن عطية الثقة، وصفوان بن يحيى، وإبراهيم
بن عمر اليماني، ومحمد بن الفضل، وأبو أيوب الخزاز (1).
ترجمة المختار الثقفي
ومن التاسعة والعشرين: المختار بن أبي عبيد، روى " عقد " أن الصادق
عليه السلام ترحم عليه.
وروى " كش " عن حمدوية، عن يعقوب عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
المثنى، عن سدير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لا تسبوا المختار فإنه قتل قتلتنا،
وطلب بثأرنا، وزوج أراملنا، وقسم فينا المال على العسرة (2).

(1) منتهى المقال: 70 - 71، هداية المحدثين: 27.
(2) اختيار معرفة الرجال 1 / 340، برقم: 197.
587

واستحسن طريقة العلامة و " طس " ولي في ذلك نظر، فان هشام بن المثنى اما
مجهول أو مصحف هاشم. وعن " كش " بخط " طس " هاشم.
وروى " كش " أيضا عن محمد بن الحسن، وعثمان بن حامد، قالا: حدثنا
محمد بن يزداد، عن محمد بن الحسين، عن موسى بن يسار، عن عبد الله بن الزبير،
عن عبد الله بن شريك، قال: دخلنا على أبي جعفر عليه السلام يوم النحر وهو متكئ
وقد أرسل إلى الحلاق، فقعدت بين يديه إذ دخل عليه شيخ من أهل الكوفة، فتناول
يده ليقبلها فمنعه.
ثم قال: من أنت؟ قال: أنا أبو محمد الحكم بن المختار بن أبي عبيد الثقفي،
وكان متباعدا من أبي جعفر عليه السلام، فمد يده إليه حتى كاد أن يقعده في حجره
بعد منعه يده. ثم قال: أصلحك الله أن الناس قد أكثروا في أبي وقالوا والقول والله
قولك. قال: وأي شئ يقولون؟ قال: يقولون كذاب ولا تأمرني بشئ الا قبلته.
فقال: سبحان الله أخبرني أبي والله أن مهر أمي كان مما بعث به المختار، أو لم يبن
دورنا؟ وقتل قاتلنا؟ وطلب بدمائنا؟ فرحمه الله.
وأخبرني أبي أنه كان ليسمر عند فاطمة بنت علي عليه السلام يمهدها الفراش ويثني
لها الوسائل، ومنها أصاب الحديث، رحم الله أباك، رحم الله أباك، ما ترك لنا حقا عند
أحد الا طلبه وقتل قتلتنا وطلب بدمائنا (1).
وعن جبرئيل بن أحمد، قال: حدثني العنبري، قال: حدثني علي بن أسباط،
عن عبد الرحمن بن حماد، عن علي بن حزور، عن الأصبغ بن نباته، قال: رأيت المختار
على فخذ أمير المؤمنين عليه السلام وهو يمسح رأسه وهو يقول: يا كيس يا كيس
يا جيد (2).
وعن إبراهيم بن محمد الختلي، قال: حدثني أحمد بن إدريس، قال: حدثني

(1) اختيار معرفة الرجال 1 / 340، برقم: 199.
(2) اختيار معرفة الرجال 1 / 341، برقم: 201.
588

محمد بن أحمد، قال: حدثني الحسن بن علي الكوفي، عن العباس بن عامر، عن سيف
بن عميرة، عن جارود بن المنذر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما امتشطت فينا
هاشمية ولا اختضبت حتى بعث إلينا المختار برؤوس الذين قتلوا الحسين عليه
السلام (2).
وعن معد قال: حدثني أبو الحسن علي بن أبي علي الخزاعي، قال: حدثني يزيد
العمري المكي، قال الحسن بن زيد بن علي بن الحسين عليهما السلام، قال: حدثني
عمر بن علي بن الحسين عليهما السلام: أن علي بن الحسين عليهما السلام لما اتي
برأس عبيد الله ورأس عمر بن سعد، قال: فخر ساجدا، وقال: الحمد لله الذي أدرك
بي ثاري من أعدائي وجزى الله المختار خيرا (3).
وفي التهذيب بسند ضعيف أن النبي صلى الله عليه وآله وعليا والحسنين
عليهم السلام يتوسطون الصراط، فينادي المختار الحسين عليه لسلام: يا أبا عبد الله
أني طلبت بثارك، فينقض عليه السلام في النار كأنه عقاب كاسر فيخرجه، ولو شق في
قلبه لوجد حبه في قلبه (4).
إلى غير ذلك من الاخبار المادحة، وهي وإن كانت غير نقي السند، الا أن
الرجل قد صدر منه الامر العظيم والفعل الجسيم الذي قد عجز عنه الاثبات
والثقات، خصوصا مع صدور الترحم من الإمام عليه السلام عليه من طريق حسن،
فلا يعبأ بما ورد من الروايات الذامة.
منها: عن محمد بن الحسن وعثمان بن حامد، عن محمد بن يزداد الرازي، عن
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عبد الله بن المزخرف، عن حبيب الخثعمي، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: كان المختار يكذب على علي بن الحسين عليهما

(2) اختيار معرفة الرجال 1 / 341، برقم: 202.
(3) اختيار معرفة الرجال 1 / 341، برقم: 203.
(4) تهذيب الأحكام 1 / 466 - 467.
589

السلام (1). وهذا حديث حسن الطريق.
وعن سعد بن عبد الله قال: حدثني محمد بن خالد الطيالسي، عن عبد
الرحمن بن أبي نجران، عن ابن سنان، قال قال أبو عبد الله عليه السلام: إنا أهل
بيت صادقون لا يخلو من كذاب يكذب علينا، فيسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس،
إلى أن قال: وكان أبو عبد الله عليه السلام الحسين بن علي عليهما السلام قد ابتلي
بالمختار الحديث (2).
وعن جبرئيل بن أحمد، قال: حدثني العنبري، قال: حدثني محمد بن عمرو،
عن يونس بن يعقوب، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كتب المختار بن أبي عبيد إلى
علي بن الحسين عليهما السلام وبعث إليه بهدايا من العراق، فلما وقفوا على باب علي
بن الحسين عليهما السلام دخل الآذان يستأذن لهم، فخرج إليهم رسوله، فقال: أميطوا
عن بابي فأني لا أقبل هدايا الكذابين ولا أقرأ كتبهم (3).
وعن معد قال: حدثني ابن أبي علي الخزاعي، قال خالد بن يزيد العمري،
عن الحسن بن زيد، عن عمر بن علي عليه السلام أن المختار أرسل إلى علي بن
الحسين عليهما السلام بعشرين ألف دينار، فقبلها وبنى بها دار عقيل بن أبي طالب
وديارهم التي هدمت، قال: ثم بعث إليه بأربعين ألف دينار بعد ما أظهر الكلام الذي
أظهره، فردها ولم يقبلها.
والمختار هو الذي دعى الناس إلى محمد بن علي بن أبي طالب ابن الحنفية،
وسموا الكيسانية وهم المختارية، وكان لقبه كيسان، ولقب كيسان لصاحب شرطه
المكنى أبا عمرة، وكان اسمه كيسان.
وقيل: إنه سمي كيسان بكيسان مولى علي بن أبي طالب عليه السلام وهو
الذي حمله على الطلب بدم الحسين عليه السلام ودله على قتلته، وكان صاحب سره

(1) اختيار معرفة الرجال 1 / 340، برقم: 198.
(2) اختيار معرفة الرجال 2 / 593، برقم: 549.
(3) اختيار معرفة الرجال 1 / 341، برقم: 200.
590

والغالب على أمره.
وكان لا يبلغه عن رجل من أعداء الحسين عليه السلام أنه في دار أو في موضع
الا قصده، فهدم الدار كلها وقتل كل من فيها من ذي روح، فكل دار بالكوفة خراب
فهي مما هدمها، وأهل الكوفة يضربون بها المثل (1)
وقال الشيخ أبو علي: وقول " كش " أنه دعى الناس إلى محمد بن علي،
لا يخفى أنه انما دعى إليه في ظاهر الامر بعد رد علي بن الحسين عليهما السلام كتبه
ورسله خوفا من الشهرة، وعلما بما يؤول أمره واستيلاء بني أمية على الأمة بعده.
وأما محمد فاغتنم الفرصة وأمره بأخذ الثار وحث الناس على متابعته، ولذا
أظهر المختار للناس أن خروجه بأمره ومال إليه، وربما قال: إنه المهدي ترويجا لامره،
وترغيبا للناس في متابعته. وأما أنه اعتقد إمامته دون علي بن الحسين عليهما السلام
فلم يثبت.
وأما عدم جواز سبه، فلا إشكال فيه ولا شبهة تعتريه، وان لم يرد في ذلك خبر،
فكيف مع وروده مع حسن الطريق، كما نص عليه العلامة وقبله ابن طاووس.
وهشام مصحف هاشم كما ذكره الشهيد، وبعده الفاضل الشيخ عبد النبي،
وبعدهما الأستاذ العلامة وتبع في ذلك ابن طاووس، فإنه في رجاله كذلك.
وأما قبول روايته على فرض تحققها، فأنت خبير بأن ترحم عالم من علمائنا
على الراوي يقتضي حسنه وقبول قوله، فكيف يترحم الصادق عليه السلام على ما مر
عن عقد.
ثم قال وقال " طس " بعد القدح في روايات الذم: إذا عرفت هذا فان
الرجحان في جانب الشكر والمدح ولو لم يكن تهمة، فكيف ومثله موضع أن يتهم فيه
الرواة ويستغش عنه المحدثون لعيوب تحتاج إلى نظر (2) انتهى.
وقال الميرزا في تلخيص المقال: والذي يظهر لي ترك سبه وعدم الاعتماد على

(1) اختيار معرفة الرجال 1 / 341 - 342.
(2) منتهى المقال: 299.
591

روايته، والله أعلم بحاله انتهى.
أقول: إن عدم جواز سبه مما لا ريب فيه، وأما عدم قبول روايته فنظره إلى
عدم ثبوت عدالته، لفقد النص عليها في كتب أهل الرجال، وعدم صحة الروايات
المادحة، الا أن القرائن المفيدة للقبول موجودة، ويكفينا ما مر، ولكن الظاهر أن
البحث في القبول وعدمه قليل الجدوى، فلم يثبت منه رواية تفرد بها.
ترجمة أويس القرني
ومن الثلاثين: أويس القرني اليمني بفتح الراء أحد الزهاد الثمانية قاله
" فش " " صه (1) ".
وفي " كش " علي بن محمد بن قتيبة قال: سئل أبو محمد " فش " عن الزهاد
الثمانية، فقال: الربيع بن خثيم، وهرم بن حيان، وأويس القرني، وعامر بن عبد قيس
، وكانوا مع علي عليه السلام ومن أصحابه، وكانوا زهادا أتقياء.
وأما أبو مسلم أهبان بن صيفي، فإنه كان فاجرا مرائيا، وكان صاحب
معاوية، وهو الذي يحث الناس على قتال علي عليه السلام، فقال لعلي عليه السلام:
إدفع إلينا المهاجرين والأنصار حتى نقتلهم بعثمان، فأبى علي عليه السلام ذلك، فقال
أبو مسلم: الآن طاب الضراب انما كان وضع فخا ومصيدة.
وأما مسروق، فإنه كان عشارا لمعاوية، ومات في عمله ذلك بموضع أسفل
من واسط على دجلة، يقال له: الرصافة وقبره هناك.
والحسن كان يلقي كل فرق بما يهوون ويتصنع للرئاسة، وكان رئيس القدرية،
وأويس القرني مفضل عليهم كلهم. قال أبو محمد " فش ": ثم عرف الناس بعد (2).
وكان أويس من خيار التابعين لم ير النبي صلى الله عليه وآله ولم يصحبه، بل

(1) رجال العلامة: 24.
(2) اختيار معرفة الرجال 1 / 313 - 315.
592

آمن به في الغياب، ولعدم المكنة وتفرق الحال والاشتغال على خدمات أمه لم يدرك
صحبته، وكان شغله رعي الجمال وأخذ الأجرة.
وعن غوث المتأخرين السيد محمد النور بخشي نور الله مرقده في شجرة
الأولياء قال: أويس القرني المجذوب قدس سره، هو الذي وصفه رسول الله صلى الله
عليه وآله بالولاية، وقال: اني لأجد نفس الرحمن من جانب اليمن.
وقال أيضا: وهو سيد التابعين، فمن وصفه النبي صلى الله عليه وآله لا حاجة
إلى وصف أحد من الأمة، وقال ذات يوم لأصحابه: أبشروا برجل من أمتي يقال له:
أويس القرني، فإنه يشفع لمثل ربيعة ومضر إلى أن قال: ثم قتل بصفين في الرجالة
مع علي بن أبي طالب عليه السلام (1).
وفيه أيضا في أوائل الكتاب: محمد بن قولويه، عن سعد بن عبد الله، عن
علي بن سليمان بن داود الرازي، عن علي بن أسباط، عن أبيه أسباط بن سالم، قال
قال أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام: إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين
حواري محمد بن عبد الله الذين لم ينقضوا العهد ومضوا إليه، فيقوم سلمان والمقداد
وأبو ذر.
ثم ينادي المنادي أين حواري علي بن أبي طالب عليه السلام وصي رسول
الله صلى الله عليه وآله، فيقوم عمرو بن الحمق، ومحمد بن أبي بكر، وميثم التمار مولى
بني أسد، وأويس القرني.
ثم ينادي المنادي أين حواري الحسن عليه السلام فيقوم سفيان بن أبي ليلى
الهمداني، وحذيفة بن أبي أسيد الغفاري.
ثم ينادي المنادي أن حواري الحسين بن علي عليهما السلام فيقوم كل من
استشهد معه ولم يتخلف عنه.
ثم ينادي المنادي أين حواري علي بن الحسين عليهما السلام فيقوم جبير بن

(1) اختيار معرفة الرجال 1 / 316.
593

مطعم، ويحيى بن أم الطويل، وأبو خالد الكابلي، وسعيد بن المسيب.
ثم ينادي المنادي أين حواري محمد بن علي عليهما السلام فيقوم عبد الله
بن شريك العامري، وزرارة بن أعين، وبريد بن معاوية العجلي، ومحمد بن مسلم،
وأبو بصير ليث بن البختري المرادي، وعبد الله بن أبي يعفور، وعامر بن عبد الله بن
جداعة، وحجر بن زائدة، وحمران بن أعين.
ثم ينادي سائر الشيعة مع سائر الأئمة يوم القيامة، فهؤلاء المتحورة أول
السابقين، وأول المقربين، وأول المتحورين من التابعين (1).
ثم أن في حواشي السيد الداماد على " كش " هذه الرواية معول عليها في
ارتفاع منزلة هؤلاء المتحورين السابقين المقربين، وقول بعض شهداء المتأخرين في
حواشي الخلاصة أن في طريقها علي بن سليمان، وهو مجهول لا تعويل عليه، كما قد
دريت (2).
وعن المجمع لا يقال الطريق مجهول بعلي بن سليمان، لأنا نقول: إن دأب
علمائنا في الرجال خصوصا الشيخ خصوصا في كتاب رجاله إذا كان مجهولا، أو من غير
الامامية أو مذموما أنه يصرح به، وإذا لم يظهر عليه قدحه بعد التفتيش لا يحتاج في
ذكر أصل ايمانه إلى زيادة التصريح به، وهذا ظاهر بالتتبع، فظهر أن عليا هذا من
المؤمنين انتهى.
أقول: وما في المجمع من دفع ايراد الجهالة على الطريق منظور، فان ذلك
غير معهود بل دأب أرباب الرجال خصوصا المتقدمين منهم الحكم بالجهالة عند عدم
التصريح بالوثاقة والقدح من هذه الجهة ومن جهة الايمان وعدمه عند فقد التصريح
بهما أيضا، غاية ما في الباب أن الجهالة بهذا المعنى فقاهية لا اجتهادية، وقد أشرنا في
تراجم الطبقات في ذيل المقالات.

(1) اختيار معرفة الرجال 1 / 39 - 45.
(2) التعليقة على اختيار معرفة الرجال للسيد الداماد 1 / 46.
594

ويظهر ذلك لمن تتبع في كتبهم أن الشيخ أبا علي في رجاله لم يسلك مسلك
سائر أئمة أهل الفن، بل اقتصر على معلومي الحال وترك المجهولين رأسا حتى
الفقاهتي، نظرا إلى عدم الاعتداد بكل مجهول.
كيف؟ ويؤول هذا الكلام إلى أن الأصل هو الوثاقة والايمان أو العكس، وكل
منهما محل للبحث سيما بالنسبة إلى زمن الأئمة، واختفاء المذهب الحق وشيوع التقية
وطغيان أهل الفسق والفجور وأغلبيتهم وقلة أهل الايمان في الأزمنة السابقة نعم
يمكن الاتكال على الرواية بعنايات خارجة لا تخفى على المدرب.
ومما يؤيد ذلك ما عن تذكرة الأولياء أن عليا عليه السلام وعمر أعطيا خرقة
النبي صلى الله عليه وآله حسب الوصية أويسا، فلما رآه الثاني أن ثوبه وكساه شعر
الإبل ووبره ورأسه ورجليه مشكوفان، وكان له رئاسة الدنيا والدين تغير حاله، فقال
عمر: من يشتري الخلافة مني برغيف من الخبز؟ فقال له أويس: يا عمر أي شخص
لا يكون له العقل، وأي شئ تبيعه أطرحها حتى يأخذها من شاءها ممن هو لائق
للخلافة.
لا يخفى أن كلامه مشعر بالطعن على الثاني من مقالته هذه غير موافقة
لباطنه، فإنه لم يضعها أبدا والا لم يعلقه على البيع ومشتريها من أهل الضلال، كطلحة
ومعاوية وزبير يشتريها بأعلى القيم ولو بمائة نفس فكيف بالرغيف.
وأيضا قد نقل عن الكتاب المذكور أنه لما سكت أمير المؤمنين عليه السلام
عن المكالمة مع أويس خاطبه عمر، وقال: يا أويس لم لم تأت حتى ترى النبي صلى الله
عليه وآله؟ فقال له: فهل رأيته؟ قال: نعم فقال له: رأيت جبينه، فان رأيته فهل حاجباه
مفرجتان أو مضمومتان، فسكت عمر وعجز عن الجواب. ولا يخفى ما فيه من الدلالة
على الاستهزاء به والجهل، وكونه أجنبيا عن النبي صلى الله عليه وآله.
وأيضا قد روى أن عمر قد استدعى منه الدعاء فقال له: اني في كل صلاة
في التشهد نقول: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، فان كنت من أهل الايمان يستدركك
هذا الدعاء والا لا نضيع الدعاء وفيه اشعار بسوء عاقبته، ولذا قد علم أن دعاءه
595

بالخصوص ضايع.
وقد نقل عن أويس أنه في بعض الليالي يقول: هذه ليلة الركوع ويتم الليلة
بركوع واحد، وفي الليلة الأخرى يقول: هذه ليلة السجود ويتمها بسجدة، فقيل له:
يا أويس كيف تطق على مضي الليالي الطويلة على منوال واحد؟ فقال أويس: أين
الليلة الطويلة؟ فياليت كان من الأزل إلى الأبد ليلة واحدة حتى نتمها بسجدة واحدة
ونتوفر الأنين والبكاء إلى آخرها.
وقد ذكر في حبيب السير نقلا عن بعض الكتب المعتبرة أن أويسا ذات يوم
يتوضأ في طرف ماء الفرات، فسمع صوت الطبل، فسأل ما هذا الصوت؟ فقالوا: إنه
صوت طبل عسكر المولى أمير المؤمنين عليه السلام حيث يذهب إلى حرب معاوية،
فقال أويس: ليس عبادة أفضل من الملازمة ومتابعة علي المرتضى عليه السلام، فسعى
إليه وكسى غاشية الموافقة إلى أن شرب شربة الشهادة رضي الله عنه.
ونقل عن تحفة الأحباء عن عبد الله بن عباس أنه قال: لما استقررنا في
موضع ذي القار في خدمة مولانا أمير المؤمنين عليه السلام، فتوجه عسكر الكوفة
وتوابعها ولواحقها إلى حضرته عليه السلام، فقال عليه السلام: انه يجمع لنا اليوم
عشرون كتيبة، كل كتيبة عبارة عن ألف رجل، فتعجبت من هذا الكلام واستبعدته
في نفسي.
فعلم عليه السلام بالفراسة هذا المعنى، فأمر أن يستقيموا رمحين في الأرض
حتى يعبر كل من يلحق بعسكره من بين الرمحين، ثم يعدونه ويحصوه، فلما قرب اليوم
بالغروب وبلغت الكتائب إلى العدد الموعود ونقص منها رجل واحد، فعرضوا أفراد
الكتائب عند مظهر العجائب والغرائب، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: يأتي الناقص
من العدد، فإذا رأى المباشر شيبا راجلا في ظهره الزاد وفي عنقه قربة الماء أصفر اللون
ضعيف الجثة يسعى إلى خدمته عليه السلام.
فلما وصل إلى حضرته فأدي التحية والثناء وعمل رسوم التواضع، فأجابه
وأكرمه سأل عن منزله ومأواه وقبيلته واسمه، فقال: يا أمير المؤمنين أنا أويس القرني،
596

فافتح يدك للبيعة، فقال عليه السلام له: بأي شئ تبايعني؟ فقال: على نصرتك، ثم توجه
عليه السلام مع عساكره المنصورة من ذي القار إلى أصحاب البغي والخسار.
وعن ابن الحجر في كتاب الإصابة: أويس القرني الزاهد المشهور أدرك
النبي صلى الله عليه وآله. وعن عبد الغني بن سعيد، القرني، بفتح القاف والراء هو
أويس أخبر به النبي صلى الله عليه وآله قبل وجوده وشهد الصفين مع علي عليه
السلام وكان من خيار المسلمين.
وروى ضمرة عن أصبغ بن زيد قال: أسلم أويس على عهد النبي صلى الله
عليه وآله لكن منعه من القدوم بره بأمه (1). واستشهد أويس وجماعة من أصحابه في
الرجالة بين يدي علي عليه السلام. وقد ذكرنا أن أويس كان راعيا للإبل ويأخذ
الأجرة على الرعي ويصرفها لامه الصالحة الصادقة.
فذات يوم استأذن من امه أن يذهب إلى زيارة النبي صلى الله عليه وآله،
فأذنته لكن إن لم يكن النبي صلى الله عليه وآله في بيته، فلا تتوقف وارجع معجلا، فلما
ذهب إلى زيارته ولم يكن في البيت رجع إلى اليمن، فلما أتى صلى الله عليه وآله إلى
بيته فرأى نورا لم ير مثله، فسأل أنه هل أتى في درب البيت أحد؟ فأجيب جاء أحد
من اليمن اسمه أويس، فحيأ وذهب. فقال صلى الله عليه وآله: نعم هذا نور أويس
جعله هدية في بيتنا.
ثم إن " كش " ذكر أن الزهاد ثمانية وذكر سبعة، وكأن الثامن سقط من قلمه،
وعن الشيخ عبد النبي والمحقق شيخ محمد وغيرها أنه الأسود بن يزيد، وهو فاجر
خبيث، وفي النقد سمعنا من بعض الفضلاء أنه جرير بن عبد الله البجلي، وقد أشرنا
في الألقاب.

(1) الإصابة 1 / 115.
597

ترجمة سلمان الفارسي
ومن الحادية والثلاثين: سلمان الفارسي مولى رسول الله صلى الله عليه وآله
يكنى أبا عبد الله، أول الأركان الأربعة وأقدمهم حاله عظيم جدا مشكور، كان في
عنفوان الصبا ساعيا في طلب الدين يتردد عند علماء اليهود والنصارى ويصبر عند
الشدائد الواردة عليه من هذا الممر حتى أنه في سلوك هذا الطريق قد باعه أزيد من
عشرة موالي بالتناوب.
وفي آخر أمره اشتراه مولى كل الموالى خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله من
يهودي، فقد بلغ محبته واخلاصه إلى حد، قال في حقه سيد الكائنات: سلمان منا أهل
البيت. ولنعم ما قيل.
كانت مودة سلمان له نسبا * ولم يكن بين نوح وابنه رحما.
وقد استفاد شيخ الموحدين محي الدين محمد الأعرابي من هذه الرواية
المعروفة بين الفريقين عصمته وطهارته. فقد نقل عنه في موضع من كتاب فتوحاته أنه
قال: ولما كان رسول الله صلى الله عليه وآله عبدا مخلصا، أي: خالصا قد طهره الله
تعالى وأهل بيته تطهيرا وأذهب عنهم الرجس وكل ما يشينهم، فان الرجس هو القذرة
عند العرب على ما حكاه الفراء قال الله تعالى (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس
أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (1) فلا يضاف إليهم الا مطهرا.
ولابد أن يكون كذلك، فان المضاف إليهم هو الذي يشينهم، فما يضيفون
لأنفسهم الا من حكم له الطهارة والتقديس، فهذا شهادة من النبي صلى الله عليه
وآله لسلمان الفارسي بالطهارة والحفظ الإلهي والعصمة، حيث قال: سلمان منا أهل
البيت، وشهد الله له بالتطهير وذهاب الرجس عنهم، وإذا كان لا يضاف إليهم الا مطهر
مقدس حصلت له العناية الإلهية بمجرد الإضافة، فما ظنك بأهل البيت في نفوسهم،

(1) سورة الأحزاب: 33.
598

وهم المطهرون بل عين الطهارة.
ومع هذه الحالات واتصافه بأقسام الكمالات قد ضربه الخلفاء ذوي
الجلافات كثيرا، حتى أعوج عنقه وبقي كذلك إلى أن مات.
وقد نقل عن سيد المتألهين السيد حيدر بن علي الآملي في كشكوله أن رواة
الحديث قد رووا عن عبد الله بن عفيف عن أبيه أن سلمان قبل بعثة الحضرة النبوية
جاء بمكة ويفتش ويستفسر عن دين الحق، ولما بعث صلى الله عليه وآله جاء إليه،
ففاز بشرف الاسلام، وكان لم علم وعمل، فرأى أن يشاوره بأي شخص يبتدئ
بالدعوة، وكان غرضه من مشاورته استعلام ما في ضميره من تحقق الاخلاص والنفاق.
فشاوره فأجاب بأن يبتدئ في الدعوة على أبي فصيل عبد العزى ابن أبي
قحافة، وعلل بأنه في العرب يعلم التعبير وتأويل المنام معروف، ويزعمون أنه نوع من
علم الغيب ويعتقدون به، ومع ذلك كان ذا الحسب والنسب ومعلما للأطفال، ويرجعون
إليه في معاملاتهم ويشاورون معه في أمورهم.
ثم قال: إذا أسلم هذا الرجل في يدك وآمن برسالتك يشتهر نبوتك بين
العرب، ويعتبرون بك ويلين قلوبهم، وينخفضون عن عصبية الجاهلية، ويستعدون
للهداية والارشاد، ينتظرون موسم السداد وتتصرف في أمزجتهم، فإنهم بملاحظة
الكتب السابقة وأخبار الكهنة قد علموا مجئ النبي الأمي خاتم الأنبياء، وهم
بواسطة طلب الجاه والمنزلة الرفيعة يظهر لهم المساعي الجميلة، ويخيلون العرب أن
إطاعة مثل هذا الرجل دليل على حقية دينك ومذهبك.
ثم قال: وان ابتدأت بغيره في الدعوة يظهر العناد والمكابرة، وينجر إلى
الفساد والمبارزة، ويتعصب عصبية الجاهلية، ويوسوس في صدور الناس، فيصعب
عليك الامر، ولا يسهل الا مع طول الزمان ومرور الدهور والشهور.
ثم شاور ذلك مع أمير المؤمنين عليه السلام وأبي طالب، فاستصوبا رأيه
واستحسنا مسلكه. فلقى صلى الله عليه وآله أبا بكر وألف قلبه مدرجا حتى مال إليه
بواسطة همته العالية، وقد أسلم طلبا للجاه والتوسعة، وغير كنيته بأبي بكر وبدل اسمه
599

بعبد الله ويقول مكررا عند أصحابه: ما سبقكم أبو بكر بصوم ولا صلاة ولكن بشئ
وقر قي نفسه. ومراده صلى الله عليه وآله هو حب الرئاسة التي صار مفتونا به، ويزعم
أتباعه الرعاع أن المراد به الخلوص والاعتقاد بالله ورسوله.
هذا وقد زعم بعض المؤرخين أن سلمان لم يفز في بدو البعثة، وهذا ناش عن
الجهل بحاله، وقد نطق به القرآن حيث يزعم الكفار من العرب أنه يعلم النبي صلى
الله عليه وآله، فنزل في ردهم قوله تعالى (يقولون انما يعلمه بشر لسان الذي
يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين) (1).
وقد احتمل البيضاوي كونه مرادا من البشر في الآية، ولم يجزم به لبعض
الشبهات التي لا يليق بالمقام ذكرها، وقد عده ابن قتيبة الذي هو من مشاهير علماء
السنة من الرفضة.
وقد ذكر الشيخ أبو جعفر الطوسي في كتابه الأمالي عن منصور بن روح
أنه قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: يا مولاي أنا كثيرا أسمع منكم ذكر سلمان
الفارسي، فأجابه بأنه لا تقل سلمان الفارسي بل سلمان المحمدي. وأن الباعث على
كثرة ذكره ثلاثة فضيلة عظيمة له.
الأول: أنه اختار هوى أمير المؤمنين عليه السلام على هوى نفسه.
الثاني: حبه الفقراء واختيارهم على الأغنياء وذوي الثروة والأموال.
الثالث: محبته بالعلم والعلماء أن سلمان كان عبدا صالحا حنيفا مسلما وما كان
من المشركين (2).
وقد روى الشيخ باسناده إلى سدير الصيرفي عن الإمام محمد الباقر عليه
السلام أنه قال: إن جماعة من الصحابة قد جلسوا ويذاكرون أنسابهم ويفتخرون بها،
وكان سلمان أيضا فيهم، فتوجه عمر إلى جانبه فسأله عن أصله ونسبه.

(1) سورة النحل: 103.
(2) أمالي الشيخ 1 / 133.
600

فقال سلمان: أنا سلمان بن عبد الله، كنت ضالا فهداني الله بمحمد صلى الله
عليه وآله، وكنت عائلا فأغناني الله تعالى بمحمد صلى الله عليه وآله، وكنت مملوكا
فأعتقني الله بمحمد صلى الله عليه وآله، فهذا حسبي ونسبي يا عمر (1).
وفي الروايات أن سلمان لما لم يبايع مع أبي بكر قال له عمر ذات يوم: ان بني
هاشم ان تخلفوا عن البيعة فإنهم لأجل افتخارهم بالرسول وادعائهم بأنهم أفضل
الخلق بعد الرسول صلى الله عليه وآله، وأنت يا سلمان ما كفك من البيعة والمتابعة
واختيارك المخالفة؟ فقال سلمان: أنا شيعة لهم في الدنيا والآخرة، أتخلف تخلفهم وأبايع ببيعتهم.
وقد نقل الشهيد في حاشية كتاب القواعد عن كتاب صفوة الصفوة أن
سلمان تزوج من بني كندة، وقد كان له ولدان وحصل منهما النتائج الكثيرة، وكانوا من
أهل الفضل والعلم، فلا اعتداد بما اشتهر بين الجهال والقلندرية بأنه كان محبوبا لم
يتأهل قط، بل هو غلط واضح، ويدل عليه ما كتبه أمير المؤمنين عليه السلام بإشارة
الحضرة النبوية لأخيه وأولاده من المعاهدة، وهو مسطور في كتاب درج الدرر لا مجال
لذكرها.
وفي " كش " في الموثق عن الصادق عليه السلام أدرك سلمان العلم الأول
والآخر وهو بحر لا ينزح، وهو منا أهل البيت، بلغ من علمه أنه مر برجل في رهط،
فقال له: يا عبد الله تب إلى الله عز وجل من الذي عملت به في بطن بيتك البارحة ثم
مضى، فقال له القوم: لقد رماك سلمان بأمر فما دفعته عن نفسك، قال: إنه أخبرني
عن أمر ما اطلع عليه الا الله وأنا. وفيه خبر آخر مثله وزاد: ان الرجل كان أبا بكر بن
أبي قحافة (2).
وقد حكى عن " فش " أنه قال: ما نشأ في الاسلام رجل من كافة الناس كان
أفقه من سلمان الفارسي (3). وقد مضى حديث كونه من الحواريين. وروى جعفر بن

1) أمالي الشيخ 1 / 146.
2) اختيار معرفة الرجال 1 / 52.
3) اختيار معرفة الرجال 1 / 68.
601

محمد شيخ من جرجان عامي، قال: حدثنا محمد بن حميد الرازي، إلى أن قال: فسار
- أي سلمان - حتى انتهى إلى كربلاء، فقال: ما تسمون هذه؟ قالوا: كربلاء، قال: هذه
مصارع اخواني، هذا موضع رحالهم، وهذا مناخ ركابهم، وهذا مهراق دماءهم، يقتل
فيها خير الأولين ويقتل بها خير الآخرين، ثم سار حتى انتهى إلى حروراء، فقال:
ما تسمون هذه الأرض؟ قالوا: حروراء قال: حروراء خرج منها شر الأولين ويخرج
منها شر الآخرين الحديث (1).
وفيه أيضا في الضعيف ما مضمونه: ان أبا ذر كان عند سلمان وهما يتحدثان،
وسلمان يطبخ وانكب القدر على وجهه، ولم يسقط من مرقه ولا ودكه شئ، فأخذه
سلمان فوضعه على حاله الأول، ووقع مرة أخرى كذلك وفعل سلمان كذلك، فتعجب
أبو ذر وخرج وهو مذعور، فلقى أمير المؤمنين عليه السلام وذكر له ذلك، فقال عليه
السلام: يا أبا ذر ان سلمان لو حدثك بما يعلم لقلت رحم الله قاتل سلمان، يا أبا ذر ان
سلمان باب الله في الأرض من عرفه كان مؤمنا، ومن أنكره كان كافرا، وأن سلمان منا
أهل البيت (2).
وفي المرفوع عن الصادق عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
يا سلمان لو عرض علمك على مقدادا لكفر، يا مقداد لو عرض علمك على سلمان
لكفر (3).
وفي الضعيف عن جعفر عن أبيه عليهما السلام قال: ذكرت التقية يوما عند
علي عليه السلام فقال: لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله، ولو علم سلمان ما في قلب
أبي ذر لقتله، وقد آخى رسول الله صلى الله عليه وآله بينهما، فما ظنك بسائر الخلق (4)
وفيه أحاديث دالة على كونه محدثا وعلمه بالاسم الأعظم وغير ذلك.

(1) اختيار معرفة الرجال 1 / 73 - 75.
(2) اختيار معرفة الرجال 1 / 59 - 60.
(3) اختيار معرفة الرجال 1 / 47.
(4) اختيار معرفة الرجال 1 / 69 - 70.
602

وأجاب السيد المرتضى عن هذا الخبر الأخير أولا بأنه من أخبار الآحاد،
ثم قال: ومن أجود ما قيل في تأويله أن الهاء في قوله " لقتله " راجع إلى المطلع لا المطلع
عليه، كأنه أراد أنه إذا اطلع على ما في قلبه وعلم موافقة باطنه لظاهره اشتدت محبته له
وتمسك بمودته ونصرته إلى أن يقتله ذلك، كما يقولون فلان يهوي فلانا ويحبه حتى أنه
قد قتله حبه (1).
وفيه أن هذا التأويل يأباه قول علي عليه السلام لأبي ذر: لو حدثك سلمان
بما يعلم لقلت رحم الله قاتل سلمان، وكذا قول النبي صلى الله عليه وآله لسلمان: لو
عرض علمك على مقداد لكفر، ولمقداد يا مقداد لو عرض علمك على سلمان لكفر،
وكذا استشهاد النبي صلى الله عليه وآله بمؤاخاة النبي بينهما. وقوله " فما ظنك بسائر
الخلق ".
والظاهر أنه لا حاجة إلى التأويل، بل المقصود في هذه الأخبار ظاهر
كالشمس في رائعة النهار، وهو أن هذين الجليلين مع مؤاخاة النبي صلى الله عليه وآله
بينهما وغاية جلالتهما وعلو رتبتهما لو اطلع أحدهما على ما في قلب الآخر وما يصدر
منه من الأمور العجيبة والافعال الغريبة لما احتمل ذلك بل لكفره وحكم بقتله،
وينادي بذلك قوله عليه السلام " فما ظنك بسائر الخلق " أي: من لم يبلغ درجتهم ولم
يصل إلى رتبتهم.
وهلا ترى إلى أبي ذر لما وقف على شئ نزر من كرامات سلمان كيف تركه
وخرج من عنده متعجبا مذعورا. ومن المعلوم أنه لو اطلع على أكثر من ذلك لازداد
تعجبه وذعره، وهكذا إلى أن يصل إلى حد لا يحتمله ولا يدركه عقله، فيحكم بكفره
ويأمر بقتله. والى هذا أشار سيد الساجدين عليه السلام بقوله:
اني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يراه ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا

(1) راجع البحار 22 / 344.
603

يا رب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا
والأحاديث بهذا المضمون مستفيضة بل متواترة، وقد ذكرها في الفوائد
النجفية. وكان اسم سلمان روزبه بن خشموذان، وما سجد قط لمطلع الشمس، وانما
كان يسجد لله عز وجل، وكانت القبلة التي أمر بالصلاة إليها شرقية، وكان أبواه
يظنان أنه انما يسجد لمطلع الشمس كهيئتهم.
وكان سلمان وصي وصي عيسى في أداء ما حمل، وكان عمر سلمان في رواية
خمسين بعد المائتين أو المآت الثلاثة. وتوفي في سنة ست وثلاثين في المدائن، وقد غسله
أمير المؤمنين عليه السلام في ليلة وفاته، وعاد في تلك الليلة إلى المدينة بطي الأرض،
وانكار هذه الرواية كما صدر من المستبصر العباسي ضعيف جدا، إذ قد صدر منه
أعجب من ذلك.
604

خاتمة
فيها أمور:
الأول
(في ذكر مشائخ هذا الفن)
فمنهم: المولى العلامة الوالد الأستاذ الفهامة، لم يكتب في علم الرجال شيئا،
الا الاجاز الكبيرة المسماة بالروضة البهية، قد بين فيها حال أكثر العلماء. كان مدرسا
في ذلك، وقد ربى جمعا كثيرا فيه.
ومنهم: الوحيد المعاصر الحاج ملا علي أدام الله ظله العالي، له كتاب توضيح
المقال جيد.
ومنهم: عباد بن يعقوب الرواجني. ذكر الشيخ في " ست " أن له كتاب أخبار
المهدي عليه السلام وكتاب المعرفة في معرفة الصحابة، أخبرنا بهما ابن عبدون عن
أبي بكر الدوري، عن أبي الفرج علي بن الحسين الكاتب، عن علي بن الحسين
المقانعي عنه (1).
وفي " قب " صدوق رافضي. وفي " هب " شيعي وثقه أبو حاتم.
وفي " تعق ": مضى في عباد أبو سعيد ماله ربط، وفي الحسن بن محمد بن أحمد ما يشير إلى نباهته
وكونه من المشائخ المعتمدين، بل ومن الشيعة كما يظهر من " هب " و " قب " أيضا، ولعل ما في
" ست " لكونه شديد التقية، وقد وقع مثله منه بالنسبة إلى كثير ممن ظهر كونهم من
الشيعة (2) انتهى.
أقول: الحق كونه من الخاصة بل من أجلائهم وأعلامهم، ويكفينا نسبة
العامة إياه من الرافضة، والفضل ما شهدت به الأعداء.

(1) الفهرست: 120.
(2) التعليقة على منهج المقال: 187.
605

وفي النقد: يظهر من كتب العامة أن عباد بن يعقوب شيعي (1)
والراوجني بالراء والجيم والنون والياء أخيرا.
ومنهم: يحيى بن زكريا الترماشيري بالتاء والنون والمعروف هو الأول،
يكنى أبا الحسين كان مضطربا، له كتاب سماه شمس الذهب، ذكر بعض أصحابنا
أنه رأى منه كتاب منازل الصحابة في الطاعة والمعصية، وكتاب المتعة، وكتاب فدك،
وكتاب المحنة (2).
والترماشيري بالتاء وهو بلدة معروفة من توابع كرمان.
ومنهم: أحمد بن محمد بن نوح المكنى بأبي العباس الملقب ب‍ " السيرافي "
ففي (ست): له تصانيف منها كتاب الرجال الذين رووا عن الصادق عليه
السلام وزاد على ما ذكره (عقد) كثيرا (3) ووثقه في باب من لم يرو، مع اعترافه بأنه
لم يلقه.
والظاهر كما في منتهى المقال أنه الذي ذكره " جش " بعنوان أحمد بن علي بن
عباس بن نوح السيرافي نزيل البصرة، ثم قال في حقه: كان ثقة في حديثه متقنا لما
يرويه، فقيها بصيرا بالحديث والرواة، وهو أستاذنا وشيخنا ومن استفدنا منه، وله كتب
كثيرة أعرف منها كتاب المصابيح في ذكر من روى عن الأئمة عليهم السلام وكتاب
الزيادات عن أبي العباس بن سعيد في رجال جعفر بن محمد عليهما السلام (4)
الا أن في " صه " بعد توثيقه: قد حكى عنه مذاهب فاسدة في الأصول، مثل
القول بالرؤية وغيرها (5)
والظاهر أنها لم تصح والا لم تخف على " جش " بل المعلوم منه تبجيله وتعظيمه

(1) نقد الرجال: 178.
(2) رجال النجاشي: 442 - 443.
(3) الفهرست: 37.
(4) رجال النجاشي: 86 - 87.
(5) رجال العلامة: 18.
606

غايته، ومخالطته ومعاشرته معه واشتغاله عليه مدة، المشير إلى كونه مفيدا لجماعة
ومرجعا لهم وكثرة الاستناد إليه بل ومن غيره، ولم يشر إلى عقيدته، أو حزازة في رأي،
وهذا كله يكذب الحكاية. على أنا نقول: إن التوثيق ثابت معلوم، والحكاية عن حال
غير معلومة، فلم يثبت بذلك جرح.
وعن المعراج حكى في " صه " عن الشيخ أنه كان يذهب إلى مذاهب
الوعيدية، وهو وشيخه المفيد إلى أنه تعالى لا يقدر على غير مقدور العبد، كما هو مذهب
الجبائي، والسيد المرتضى إلى مذهب البهشمية من أن ارادته تعالى عرض لا في محال.
والشيخ الجليل أبو إسحاق إبراهيم بن نوبخت إلى جواز اللذة العقلية عليه
سبحانه، وأن ماهيته تعالى معلومة كوجوده، وأن ماهية الوجود المعلوم، وأن المخالفين
يخرجون من النار ولا يدخلون الجنة.
والصدوق وشيخه ابن الوليد والطبرسي في مجمع البيان إلى جواز السهو على
النبي صلى الله عليه وآله. ومحمد بن أبي عبد الله الأسدي إلى الجبر والتشبية. وغير
ذلك مما يطول تعداده، والحكم بعدم عدالة هؤلاء لا يلتزمه أحد يؤمن بالله.
والذي ظهر لي من كلمات أصحابنا المتقدمين وسيرة أساطين المحدثين أن
المخالفة في غير الأصول الخمسة لا توجب الفسق، الا أن يستلزم انكار ضروري
الدين، كالتجسم بالحقيقة لا بالتسمية، والقول بالرؤية بالانطباع والانعكاس، وأما
القول لا معها فلا، لأنه لا يبعد حمله على إرادة اليقين التام وشدة الانكشاف
العلمي، وأما تجويز السهو عليه واللذة العقلية عليه تعالى مع تفسيرها بادراك الكمال
من حيث أنه كمال، فلا يوجب فسقا. وأما الجبر والتشبية، فالبحث في ذلك عريض
أفردنا له رسالة، هكذا ذكره بعض الأفاخم.
وعن " طس " والخواجة نصير الدين وابن فهد والشهيد والبهائي وغيرهم من
الأجلة نسبته إلى التصوف، ولا يخفى أن ضرر التصوف انما هو فساد الاعتقاد من
القول بالحلول، أو الوحدة في الوجود، أو فساد الأعمال، كالأعمال المخالفة للشرع
التي يرتكبها كثير من المتصوفة في مقام الرياضة أو العبادة، وغير خفي على المطلعين
607

على أحوال هؤلاء الأجلة أنهم منزهون عن كلا الفسادين قطعا (1).
ومنهم: أحمد بن الحسين بن عبيد الله الغضائري، قال في " ست ": ولم يتعرض
أحمد منهم لاستيفاء جميعه - أي: الرجال - الا ما كان قصده أبو الحسين أحمد بن
الحسين بن عبيد الله رحمه الله، فإنه عمل كتابين أحدهما ذكر فيه المصنفات، والآخر
ذكر فيه الأصول (2).
وعن " طس " في كتابه الجامع للرجال، وعن كتاب أبي الحسين أحمد بن
الحسين بن عبيد الله الغضائري، وعن الشهيد بأنه والده، وربما يكون وهما نشأ من
" صه " في سهل بن زياد، حيث قال: ذكر ذلك ابن نوح وأحمد بن الحسين، ثم قال:
وقال ابن الغضائري: انه كان ضعيفا، لكن بعد ملاحظة " جش " ومعرفة أن " صه "
مأخوذة منه ربما يرتفع الوهم، سيما مع ملاحظة ما ذكرنا.
بل بعد التتبع ما يبقى شبهة في أن مثل الكلام من أحمد وأنه المعهود
بالجرح والتعديل، واحتمال اطلاق العلامة ابن الغضائري على الحسين في خصوص
المقام اعتمادا على القرينة بعيد، لعدم معهودية ما ذكره عنه، بل عدم معودية النقل.
وعن حاشية مجمع الرجال لمولانا عناية الله بن شرف الدين القهبائي من
كور أصفهان، انهما في ذكر الرجال الممدوحين والرجال المذمومين المجروحين، وأن
الأخير مذكور بتمامه في كتاب السيد ابن طاووس. وعن المجمع أنه شيخ الشيخ
والنجاشي.
وفي " تعق ": هو من المشائخ الأجلة الثقات الذين لا يحتاجون إلى
التنصيص بالوثاقة، ويذكر المشايخ قوله في الرجال، ويعدونه في جملة الأقوال، ويأتون
به في مقابلة أقوال أعاظم الرجال، ويعبرون عنه بالشيخ، ويذكرونه مترحما عليه، وهو
المراد بابن الغضائري عند الاطلاق (3)

(1) الفهرست: 1 - 2.
(2) راجع منتهى المقال: 45.
(3) التعليقة على منهج المقال: 35.
608

وعن المجلسي أن كونه أحمد لعله أقوى، واستظهره في موضع أخر. وقال
الشيخ محمد عند ذكر كلام للعلامة يأتي في ترجمة حذيفة بن منصور: لا يخفى دلالة
كلام العلامة هنا على تعديل " غض " ثم قال: انما المقصود هنا التنبيه على أن العلامة
قال بتوثيق " غض " وهو أحمد كما ذكرته في مواضع أخر.
وعن السيد الداماد في الرواشح أنه كان شريك شيخنا " جش " في القراءة
على أبيه أبي عبد الله الحسين بن عبيد الله (1).
قلت: ربما يظهر من ترجمة علي بن محمد بن شيران، بل وترجمة عبد الله بن
أبي عبد الله أن " جش " يقرأ عليه، فلاحظ وتتبع والجمع ممكن. وبالجملة كون " غض "
هو الابن لا الأب مما لا ينبغي أن يكون مطرحا للكلام ومحلا للشبهة في المرام.
ومنهم: أحمد بن علي بن محمد بن جعفر بن عبد الله بن الحسين بن علي
بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام العلوي العقيقي، وهو غير المرموز
ب‍ " عق " في الكتاب وغيره كما يأتي، كان مقيما بمكة وسمع أصحابنا الكوفيين وأكثر
منهم، وصنف كتبا وقع إلينا منها كتاب المعرفة، كتاب فضل المؤمن، كتاب تاريخ
الرجال، كتاب مثالب الرجلين والمرأتين " جش " " ست ".
وفيه بدل وقع إلينا كثيرة، وبدل مثالب الرجلين والمرأتين الوصايا، وزاد
أخبرنا بكتبه وسائر رواياته أحمد بن عبدون، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد
بن يحيى، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد العقيقي عن أبيه.
وفي " تعق ": في الوجيزة ممدوح ويشير إلى مدحه كونه كثير التصنيف
والسماع.
وقال في منتهى المقال قلت: بعدما عرفت أن الشيخ والنجاشي إذا ذكرا
الرجل من دون تعرض لفساد المذهب، وهو عندهما امامي، وأضيف إلى ذلك كونه ذا
تصانيف، فالرجل من العلماء الامامية والفضلاء الاثنا عشرية، مضافا إلى ما ذكره في

(1) الرواشح السماوية: 112.
609

" تعق " (1) انتهى.
أقول: لا شبهة في كونه ممدوحا كما مدحه الجماعة، وانما الكلام في الوثاقة، ولم
أقف على تصريح منهم بها، الا أنه يمكن الاعتماد عليه بملاحظة كونه كثير السماع
والتصنيف، بل من مشائخ الإجازة، واعتماد ابنه عليه وروايته عنه كما في " مشكا ".
ومنهم: أحمد بن علي بن أحمد بن العباس الشهير على تصريح جمع منهم
بأحمد بن العباس المعروف، الملقب في هذه الأزمنة المتأخرة ب‍ " جش " على الاطلاق،
الذي اختلف ترجيح قوله في الرجال على الشيخ بل قد صار إليه جمع، ولعله الأقوى،
وهو ابن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله النجاشي، الذي ولي
الأهواز وكتب إلى أبي عبد الله عليه السلام يسأله، وكتب إليه رسالة عبد الله بن
النجاشي المعروفة، ولم ير لأبي عبد الله مصنف غير " جش ".
وزاد " صه ": وكان أحمد يكنى أبا العباس ثقة معتمد عليه عندي، له كتاب
الرجال، نقلنا عنه في كتابنا هذا وفي غيره أشياء كثيرة. وتوفي أبو العباس أحمد بمطير
آباد في جمادي الأولى سنة خمسين وأربعمائة، وكان مولده في صفر سنة اثنين وسبعين
وثلاثمائة (2).
ثم ذكره " جش " بعد اسم آخر، فقال أحمد بن العباس النجاشي الأسدي
مصنف هذا الكتاب إلى أخر ما مر آنفا (3). ومن المحتمل أن يكون ذكره ثانيا في
" جش " الحاقا من التلامذة، توهما منهم عدم دخوله فيما سبق، لاشتهاره بابن العباس
دون ابن علي، أو يكون تكرارا منه وإعادة لذكر الكتب، ويكون نسب إلى الجد
اختصارا.
وقال في منتهى المقال: أقول في الوسيط وكأنه أي: الاسم الثاني وهم، وحذى
" سف " أيضا حذو الميرزا، فزعم أن في " جش " ثلاث تراجم كما زعمه الميرزا، ثم ذكر

(1) منتهى المقال: 38.
(2) رجال العلامة: 20 - 21.
(3) رجال النجاشي: 101.
610

المحامل المذكورة معتمدا عليها، وظاهر " مل " أيضا فهم التعدد، حيث ذكر في ترجمته
ما مر آنفا بعنوان ابن العباس.
ثم قال: ووثقه العلامة الا أنه قال: أحمد بن علي بن أحمد بن العباس الخ
ولا يخفى أنا في مندوحة من جميع هذه الاحتمالات، والاسم الذي أشار إليه الميرزا بقوله
بعد اسم آخر وتبعه فيه " سف " لا أصل له أصلا، فان في " جش " بعد قوله " مصنف
غيره " هكذا: ابن عثيم بن أبي السمال سمعان بن هبيرة الشاعر، وهو الذي ظنه
الميرزا ومن تبعه اسما آخر، وليس اسما آخر بل هو تتمة للترجمة السابقة.
ويدل عليه ما يأتي في باب العين عبد الله بن النجاشي بن عثيم بن
سمعان، يروي عن أبي عبد الله عليه السلام رسالته منه إليه الخ.
وعثيم كما ترى جد عبد الله النجاشي، ومن أجداد النجاشي صاحب
الترجمة، وفي بعض النسخ المغلطة قبل ابن عثيم لفظة أحمد، وهو الذي أوهم من زعمه
اسما برأسه.
ويؤيد ما قلناه خلو كتب الرجال من ترجمة لأحمد بن عثيم، فاني تصفحت
مظانه من " ست " و " جخ " و " صه " و " ضح " و " د " و " ب " ولم أجد له أثرا، ولم ينقله
أحد عن " جش " سوى الميرزا، والذي في النقد والحاوي و " ضح " كما ذكرنا من غير
لفظة أحمد، وكذا نسخة " جش " التي لولد الأستاذ العلامة.
وهذا والاسم السابق أيضا تتمة له، فان في " جش " هكذا أحمد بن علي بن
أحمد بن العباس إلى قوله " مصنف غيره " ثم قال: عثيم بن أبي السمال، وساق نسبه
إلى معد بن عدنان، ثم قال: أحمد بن العباس النجاشي الخ. ومراده أن أحمد بن علي
المذكور المزبور نسبه هو أحمد بن العباس، أي: المعروف بهذه النسبة المشتهر بها، فإنه
لا ريب في كون اسم والده عليا واشتهاره بجده العباس، وكلمة أحمد الثانية ينبغي أن
يكتب بالسواد وبالحمرة سهو.
قال في الحاوي: قد كرر " جش " اسمه، فذكره مع نسبه أولا، وأعاده مع كتبه
ثانيا، فلا يتوهم التعدد بسبب التكرار، وتركه لأبيه وجده لأنه لما أوضح نسبه أولا
611

اقتصر على نسبته إلى جد أبيه ثانيا، إذ المقصود حينئذ أيضا كونه مصنف الكتاب
وصاحب الكتب المعدودة، ومثل هذا كثير في العبارات وواقع في المحاورات.
ثم قال: وقد قارب رحمه الله من الثواب وأجاد في النقد، حيث قال: توهم
بعض الفضلاء أن أحمد بن العباس النجاشي غير أحمد بن علي بن أحمد بن العباس
النجاشي المصنف لكتاب الرجال، بل هو جده وليس له كتاب الرجال، وهذا ليس
كلام المصنف بل هو ملحق، وكأن النسخة التي كانت عنده من " جش " أحمد بن
العباس النجاشي كان بالحمرة فوقع ما وقع انتهى إلى هنا نقل في المنتهى (1).
والاتحاد هو الصواب، ويظهر الوجه بعد التأمل في التراجم، واختلاف
الترجمة باسقاط الأب والنسبة إلى الجد، أو النسبة إلى الأب مع ذكر الجد، كثير في
الرجال كما لا يخفى على المتدرب.
ومنهم: أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن زياد بن عبيد الله بن
زياد بن العجلان مولى عبد الرحمن بن سعيد بن قيس السبيعي الهمداني المعروف
ب‍ " ابن عقدة " أخبرنا بكتبه (2) أحمد بن عبدون، عن محمد بن أحمد بن الجنيد، وأمره
في الثقة الجلالة وعظم الحفظ أشهر من أن يذكر، وكان زيديا جاروديا وعلى ذلك
مات، وانما ذكرناه في جملة أصحابنا لكثرة روايته عنهم وخلطته بهم وتصنيفه لهم.
وله كتب كثيرة، منها كتاب التاريخ وهو ذكر من روى الحديث من الناس
كلهم العامة والشيعة وأخبارهم، خرج منه شئ كثير لم يتمه، كتاب من روى عن أمير
المؤمنين عليه السلام ومسنده، كتاب من روى عن الحسن والحسين عليهما السلام،
كتاب من روى عن علي بن الحسين عليهما السلام وأخباره، كتاب من روى عن أبي
جعفر محمد بن علي عليهما السلام وأخباره،
كتاب من روى عن زيد بن علي عليه
السلام ومسنده، كتاب الرجال وهو كتاب من روى عن جعفر بن محمد عليهما السلام.

(1) منتهى المقال: 37 - 38.
(2) في الفهرست: بنسبه.
612

إلى أن قال: أخبرنا بجميع كتبه أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى
الأهوازي عنه، ومات بالكوفة سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة " ست " (1).
وفي " جش ": هذا رجل جليل في أصحاب الحديث، مشهر بالحفظ،
والحكايات تختلف عنه في الحفظ وعظمه، وكان كوفيا زيديا جاروديا وعلى ذلك مات،
وذكره أصحابنا لاختلاطه بهم ومداخلته إياهم وعظم محله وثقته وأمانته، ثم قال بعد
ذكر كتبه: وقد لقيت جماعة ممن لقيه وسمع منه، ومات سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة (2).
وعن الشيخ سمعت جماعة يحكون عنه أنه قال: أحفظ مائة وعشرين ألف
حديث بأسانيدها وأذاكر بثلاثمائة ألف حديث (3).
وفي " مشكا ": عنه أحمد بن محمد بن موسى الأهوازي، والتلعكبري، ومحمد
بن جعفر النحوي، وأبو الحسن التميمي، ومحمد بن جعفر الأديب ولعله النحوي،
وابن المهتدي، وأحمد بن محمد المعروف بابن الصلت، ومحمد بن أحمد بن الجنيد (4).
هذا وقد ذكر من جملة كتبه كتاب أسماء الرجال الذين رووا عن الصادق
عليه السلام أربعة آلاف رجل، واخرج فيه لكل رجل الحديث الذي رواه.
ومنهم أحمد بن محمد بن عبيد الله بن الحسن بن عياش بالشين المعجمة
ابن إبراهيم بن أيوب الجوهري، يكنى أبا عبد الله. كان سمع الحديث وأكثر واختل
واضطرب في آخر عمره.
وفي " جش " بعد أبي عبد الله: وامه سكينة بنت الحسين بن يوسف بن يعقوب
بن إسماعيل بن إسحاق ابن بنت أخي القاضي أبي عمر محمد بن يوسف، كان سمع
إلى آخر ما أشرنا، وزاد: وكان جده وأبوه من وجوه أهل بغداد أيام آل حماد والقاضي
أبي عمر، ثم قال: ورأيت هذا الشيخ وكان صديقا لي ولوالدي، وسمعت منه شيئا

(1) الفهرست: 29.
(2) رجال النجاشي: 94.
(3) رجال الشيخ: 442.
(4) هداية المحدثين: 177.
613

كثيرا، ورأيت مشائخنا يضعفونه، فلم أرو عنه شيئا وتجنبته، وكان من أهل العلم
والأدب القوي وطيب الشعر وحسن الخط رحمه الله، ومات سنة إحدى وأربعمائة (1).
ولا يخفى أن الرجل غير ممدوح بالتوثيق، فلا أر العمل بروايته فقاهة، بل
واجتهادا لما أخبره " جش " وما عن الوجيزة من الضعف.
ومنهم: أحمد بن موسى بن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد
الطاووس العلوي الحسيني المشتهر ب‍ " ابن طاووس " كان في أعلى مراتب الوثاقة
والزهادة والجلالة.
وعن ابن داود بعد ذكر الترجمة: سيدنا الطاهر الامام المعظم فقيه أهل البيت
جمال الدين أبو الفضائل، مات سنة ثلاث وسبعين وستمائة، مصنف مجتهد، كان أورع
فضلاء زمانه، قرأت عليه أكثر البشرى والملاذ، وغير ذلك من تصانيفه، وأجاز لي جميع
تصانيفه ورواياته، وكان شاعرا مصنفا منشدا مجيدا.
من تصانيفه كتاب البشري في الفقه ست مجلدات، كتاب الملاذ في الفقه أربع
مجلدات، وكتاب الكر، كتاب السهم السريع في تحليل المبايعة مع القرض، كتاب
الفوائد كتاب العدة في أصول الفقه، كتاب الثاقب المسخر على نقض المشجر في
أصول الدين، كتاب الروح نقضا على ابن أبي الحديد، كتاب شواهد القرآن مجلدان.
كتاب بناء المقالة العلوية في نقض الرسالة العثمانية، كتاب المسائل في أصول
الدين، كتاب عين العبرة في غبن العترة، كتاب زهرة الرياض في المواعظ، كتاب
الاختيار في أدعية الليل والنهار، كتاب الأزهار في شرح لامية مهيار مجلدان، كتاب
عمل اليوم والليلة.
وله غير ذلك تمام اثنين وثمانين مجلدا، من أحسن التصانيف وأحقها، حقق
الرجال والرواية تحقيقا لا مزيد عليه، رباني وعلمني وأحسن إلي، وأكثر فوائد هذا
الكتاب ونكته من إشاراته وتحقيقاته، جزاه الله عني أفضل الجزاء (2) انتهى.

(1) رجال النجاشي: 85 - 86.
(2) رجال ابن داود: 45 - 46.
614

قال في منتهى المقال بعد ذكر ما في رجال ابن داود أقول: من جملة كتبه حل
الاشكال في معرفة الرجال. قال الشهيد في اجازته للشيخ حسين بن عبد الصمد: وهذا
الكتاب عندنا موجود بخطه المبارك انتهى. وقد حرره ولده المحقق الشيخ حسن
فسماه التحرير الطاووسي، وعندي منه نسخة، وهو الذي زدت له " طس ".
وفي اجازة العلامة الكبيرة المشهورة عند ذكر من أجازه هكذا: ومن جميع
ما صنفه السيدان الكبيران السعيدان رضي الدين علي وجمال الدين أحمد ابنا موسى
بن طاووس الحسنيان قدس الله روحيهما وروياه وقرءاه وأجيز لهما رواية عني وعنهما،
وهذان السيدان زاهدان عابدان ورعان، وكان رضي الدين علي صاحب كرامات،
حكي لي بعضها وروى لي والدي البعض الآخر.
وأم هذا السيد على ما نقله " سف " في اللؤلؤة بنت الشيخ مسعود، ورام بن أبي
نواس، وهو أم أخيه أيضا، وأمها بنت الشيخ، وقد أجاز لها ولأختها أم ابن إدريس
جميع مصنفاته ومصنفات الأصحاب، قال: ويؤيده تصريح السيد رضي الدين عن
الشيخ، وكذا عن الشيخ ورام بلفظ جدي، وهو أكثر كثير في كلامه.
ثم قال: وأبو الفضائل أحمد هذا قبره في الحلة مزار معروف مشهور كالنور
على الطور، يقصدونه من الأمكنة البعيدة، ويأتون إليه بالنذور، وتحرج العامة فضلا
عن الخاصة عن الحلف به كذبا خوفا (1).
ومنهم: الحسن بن زين الدين بن علي بن أحمد العاملي رحمه الله.
وفي " تعق ": وجه من وجوه أصحابنا ثقة عين، صحيح الحديث، واضح
الطريقة، نقي الحديث، جيد التأليف، مات سنة أحد عشر وألف، له كتب منها منتقى
الجمان في الأحاديث الصحاح والحسان.
وفي الدر المنثور لولده الشيخ علي: كان هو والسيد الجليل السيد محمد ابن
أخته في التحصيل كفرسي رهان ورضيعي لبان، وكانا متقاربين في السن، وبقي بعد

(1) منتهى المقال: 46.
615

السيد محمد بقدر تفاوت ما بينهما في السن تقريبا، وكتب على قبر السيد محمد " رجال
صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر " ورثاه بأبيات كتبها
على قبره.
وكان مدة حياتهما إذا اتفق سبق أحدهما إلى المسجد وجاء الآخر بعده
يقتدي به، وكان كل منهما إذا صنف شيئا أرسل أجزاءه إلى الآخر، وبعده يجتمعان على
ما يوجب التحرير والبحث، وكان إذا رجح أحدهما مسألة وسئل عنها الآخر يقول:
ارجعوا إليه فقد كفاني مؤونتها.
وكان مولده في العشر الآخر من شهر رمضان سنة تسع وخمسين وتسعمائة،
وله قدس سره مصنفات وفوائد ورسائل وخطب، اطلعت منها على منتقى الجمان ومعالم
الدين مقدمته أصول وبرز من فروعه مجلد وحاشية على المختلف، ومشكاة قول
السديد في تحقيق الاجتهاد والتقليد والاجازات، والتحرير الطاووسي، والاثنا عشرية
في الطهارة والصلاة وله ديوان شعر (1).
قال رحمه الله: وكان رحمه الله من زهده أنه كان لا يحرز قوة أكثر من شهر أو
أسبوع، لأجل القرب إلى مساواة الفقراء، والبعد عن التشبه بالأغنياء (2).
وله أيضا كتاب مناسك الحج ذكره في السلافه. وأما التحرير الطاووسي
المؤلف من مؤلفات السيد ابن طاووس، كان قد ألفه على منوال اختيار " كش " وسماه
بكتاب الاشكال في معرفة الرجال، ثم حرره الشيخ حسن وسماه التحرير الطاووسي،
وقد أشرنا إليه في ترجمته.
ومنهم: الحسن بن علي بن داود الشهير الآن ب‍ " ابن داود " قال " تعق " ناقلا
عن نقد بعد الترجمة: من أصحابنا المجتهدين شيخ جليل من تلامذة الامام العلامة
الشيخ نجم الدين أبي القاسم الحلي، والامام المعظم فقيه أهل البيت جمال الدين بن

(1) التعليقة على منهج المقال: 98.
(2) الدر المنثور 2 / 199 - 200.
616

طاووس، له أزيد من ثلاثين كتابا نظما ونثرا، وله في علم الرجال كتاب معروف حسن
الترتيب، الا أن فيه أغلاطا كثيرة غفر الله له (1) انتهى.
أقول: عن أمل الآمل بعد نقل ذلك قال: وكأنه أشار إلى اعتراضه على
العلامة وتعريضاته به ونحو ذلك (2).
الا أن في المنتهى بعد ما في الأمل قلت: ليس الامر كما ذكره بل مراده رحمه
الله ما في كتابه من الخبط وعدم الضبط، فإنك تراه كثيرا ما يقول " جش " والذي ينبغي
" كش " أو يقول " كش " وهو " جخ " أو يقول " جخ " وليس فيه منه أثر، وربما يستنبط
المدح بل الوثاقة مما لا رائحة منه فيه، وربما يستنبط من مواضع اخر وينسبه إليها إلى
غير ذلك.
ثم قال: ولعل خطه كان رديا وكان كل ناسخ يكتب حسب ما يفهمه منه ولم
تعرض النسخة عليه فبقيت سقيمة ولم تصحح. وأما اعتراضاته وتعريضاته، فهي في
تراجم الكلمات لا غير، وهو مصيب في جلها ان لم نقل في كلها، كما يظهر من " ضح "
فلا اعتراض عليه من جهتها ولا هي أخلاط فافهم.
هذا وذكره الشهيد في اجازته لابن نجدة، فقال: الشيخ الامام سلطان
الأدباء ملك النظم والنثر المبرز في النحو والعروض تقي الدين أبو محمد الحسن بن
داود.
وفي اجازة الشهيد للشيخ حسين بن عبد الصمد: تقي الدين الحسن بن علي
بن داود الحلي، صاحب التصانيف الغريزة والتصنيفات الكثيرة التي من جملتها كتاب
الرجال سلك فيها مسلكا لم يسبقه إليه أحد من الأصحاب إلى آخره وسلوكه كذلك
أنه رتبه على حروف المعجم وأسماء الآباء، وكان مولده على ما ذكره في رجاله خامس
جمادي الأولى سنة وأربعين وستمائة (3) انتهى.

(1) نقد الرجال: 93 - 94.
(2) أمل الآمل 2 / 73.
(3) منتهى المقال: 97 - 98.
617

أقول: إن أمثال الاختلاطات التي ذكرها الشيخ أبو علي كثيرة واقعة في
غالب الكتب، والظاهر أن منشأه في الغالب سوء الخط من المصنف واشتباه النساخ
في فهم الألفاظ خصوصا الكتب المرموزة، فاللازم على المستنسخين مراعاة صفات
الناسخ من حيث علمه بالعربية واطلاعه على الرموز، وتحصيل نسخة صحيحة لأجل
الاستنساخ والسؤال عند الاشتباه، خصوصا في مثل كتب الرجال. فإنها أقرب
للاشتباه والاختلاط.
ومنهم: الحسن بن علي بن فضال يكنى أبا محمد بن عمرو بن أيمن مولى تيم
الله.
قال " كش ": عن " فش " كنت في قطيعة الربيع في مسجد الزيتونة أقرأ على
مقرئ يقال له إسماعيل بن عباد، فرأيت قوما يتناجون، فقال أحدهم: بالجبل رجل
يقال له: ابن فضال أعبد من رأينا وسمعنا به.
قال: فإنه يخرج إلى الصحراء فيسجد السجدة فيجئ الطير فتقع عليه، فما
يظن الا أنه ثوب أو خرقه، وأن الوحش لترعى حوله فما تنفر منه لما قد آنست به،
وان عسكر الصعاليك ليجيؤون يريدون الغارة أو قتال قوم، فإذا رأوا شخصه طاروا
في الدنيا فذهبوا.
قال أبو محمد: فظننت أن هذا رجل كان في الزمان الأول، فبينا أنا بعد ذلك
بيسير قاعد في قطيعة الربيع مع أبي رحمه الله إذ جاء شيخ حلو الوجه حسن الشمائل،
على قميص برسي ورداء برسي، وفي رجله نعل مخصر، فسلم على أبي، فقام إليه
أبي فرحب به وبجله.
فلما أن مضى يريد ابن أبي عمير قلت: من هذا الشيخ؟ قال: هذا الحسن
بن علي بن فضال. قلت: هذا ذاك العابد الفاضل؟ قال: هو ذاك. قلت: ليس هو ذاك،
ذاك بالجبل، قال: هو ذاك كان يكون بالجبل قلت: ليس ذاك، قال: ما أقل عقلك من
غلام، فأخبرته بما سمعت من القوم فيه، قال: هو ذاك.
فكان يختلف بعد ذلك إلى أبي، ثم خرجت إليه بعد ذلك إلى الكوفة، فسمعت
618

منه كتاب ابن بكير وغيره من الأحاديث، وكان يحتمل كتابه ويجئ إلى الحجرة
فيقرءاني، فلما حج ختن طاهر بن الحسين وعظمه الناس لقدره وماله ومكانه من
السلطان، وقد كان وصف له فلم يصر إليه الحسن.
فأرسل إليه أحب أن تصير إلي، فإنه لا يمكنني المصير إليك، فأبى وكلمه
أصحابنا في ذلك، فقال: مالي ولطاهر وآل طاهر، لا أقربهم ليس بيني وبينهم عمل.
فعلمت بعد هذا أن مجيئه إلي كان لدينه (1).
إلى أن قال: وكان الحسن عمره فطحيا مشهورا بذلك حتى حضره الموت
فمات وقد قال بالحق. أخبرنا محمد بن محمد، قال: حدثنا أبو الحسن بن داود، قال:
حدثنا أبي، عن محمد بن جعفر المؤدب، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن علي بن
الريان، قال: كنا في جنازة الحسن، فالتفت إلي والى محمد بن الهيثم التميمي؟ فقال
لنا: ألا أبشركما؟ فقلنا له: وما ذاك؟
فقال: حضرت الحسن بن علي قبل وفاته وهو في تلك الغمرات وعنده محمد
بن الحسن بن الجهم، قال: فسمعته يقول: يا أبا محمد تشهد، قال: فتشهد الحسن فعبر
عبد الله وصار إلى أبي الحسن، فقال له محمد بن الحسن: وأين عبد الله؟ فسكت ثم
عاد، فقال له: تشهد فتشهد وصار إلى أبي الحسن، فقال له: وأين عبد الله؟ يردد عليه
ذلك ثلاث مرات. قال الحسن: قد نظرنا في الكتب فما رأينا لعبد الله شيئا.
قال أبو عمرو كش: كان الحسن بن علي فطحيا يقول بامامة عبد الله بن
جعفر فرجع (2).
قال ابن داود في تمام الحديث: فدخل علي بن أسباط فأخبره محمد بن الحسن
بن الجهم الخبر، قال: فأقبل علي بن أسباط يلومه، قال: فأخبرت أحمد بن الحسن بن
علي بن فضال بقول محمد بن عبد الله، فقال: حرف محمد بن عبد الله على أبي.

(1) اختيار معرفة الرجال 2 / 801 - 802
(2) اختيار معرفة الرجال 2 / 836 - 837.
619

قال: وكان محمد بن عبد الله أصدق لهجة من أحمد بن الحسن، فإنه رجل
فاضل دين، وذكره أبو عمرو في أصحاب الرضا عليه السلام خاصة وفي الخلاصة:
روى عن الرضا عليه السلام وكان خصيصا به، وكان جليل القدر عظيم المنزلة، زاهدا
ورعا ثقة في رواياته، وفي رواية على رجوعه عن مذهب الفطحية.
روى " كش " عن سعد عن ابن الريان عن محمد بن عبد الله بن زرارة بن
أعين قال: كنا في جنازة الحسن بن علي بن فضال، فالتقت إلي والى محمد بن الهيثم
التميمي إلى قوله: فلم نجد لعبد الله شيئا، ثم قال: وكان الحسن بن علي بن فضال
فطحيا يقول بعبد الله بن جعفر قبل أبي الحسن عليه السلام، فرجع، مات سنة أربع
وعشرين ومائتين.
وقال " فش ": اني كنت في قطيعة الربيع، إلى قوله: فعلمت بعدها أن مجيئه
إلي وأنا حدث غلام وهو شيخ لم يكن الا لجودة النية. وفيه أيضا حكاية اجماع
العصابة (1).
وفي " مشكا ": ابن علي بن فضال الموثق، عن أيوب بن نوح، وأبو طالب
عبد الله بن الصلت، وعبد الله بن محمد بن بنان، وأحمد بن محمد بن عيسى، ومحمد
بن الحسين بن أبي الخطاب، ومحمد بن عبد الجبار، وهو عن الرضا عليه السلام (2).
ومنهم: الحسن بن يوسف بن علي بن مطهر الحلي المشتهر ب‍ " العلامة " على
الاطلاق، وقد مر توصيفه في باب المفردات، وإن كان يخطر بالبال أن لا أصفه، إذ
لا يسع الوقت والكتاب ذكر علومه وتصانيفه، وكل ما يوصف به من جميل وفضل فهو
فوقه.
ومنهم زين الدين بن علي بن أحمد المدعو بالشهيد، وقد أشرنا إلى حاله
في باب المفردات.

(1) منتهى المقال: 99 - 100.
(2) هداية المحدثين: 190 - 191.
620

ومنهم: الشيخ سليمان بن عبد الله البحراني الماحوزي، وهو كما في رابعة
فوائد " تعق ": المولى المحقق المدقق الفقيه نادرة العصر والزمان.
وقال تلميذه الشيخ عبد الله بن صالح: كان أعجوبة في الحفظ والدقة وسرعة
الانتقال، إلى أن قال: كان جامعا لجميع العلوم، علامة في جميع الفنون، حسن التقرير،
عجيب التحرير، خطيبا شاعرا مفوها، وكان أيضا في غاية الانصاف، وكان أعظم
علومه الحديث والرجال والتواريخ (1).
وفي اللؤلؤة عد من كتبه كتاب المعراج في شرح فهرست الشيخ الا أنه لم يتم،
وانما خرج منه باب الهمزة وباب الباء والتاء المثناة، ورسالة البلغة على حذو رسالة
الوجيزة (2).
ومنهم: عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر الزيدي البقال، كان زيديا يكنى
أبا القاسم، سمع من التلعكبري سنة ست وعشرين وثلاثمائة " صه " " لم " الا أن فيه
سمع منه، وبعد البقال الكوفي. وفي " د " أيضا منه، في " ست " و " ب " ابن إسحاق له
كتاب في طبقات الشيعة (3).
ومنهم: عبد الكريم بن أحمد بن موسى العلوي الحسني ابن أحمد الشهير
ب‍ " ابن طاووس " سيدنا الامام المعظم غياث الدين الفقيه النسابة النحوي العروضي
الزاهد العابد أبو المظفر قدس سره، انتهت رئاسة السادات وذوي النواميس إليه،
وكان أوحد زمانه وفريد أوانه، حائري المولد حلي المنشأ بغدادي التحصيل كاظمي
الخاتمة.
ولد في شعبان سنة ثمان وأربعين وستمائة، وتوفي في شوال سنة ثلاث وتسعين
وستمائة، وكان عمره خمسا وأربعين سنة وشهرين وأياما، كنت قرينه طفلين إلى أن توفي
قدس سره، ما رأيت قبله ولا بعده لخلقه وجميل قاعدته وحلو معاشرته ثانيا، ولا لذكائه

(1) راجع منتهى المقال: 156.
(2) لؤلؤة البحرين: 11.
(3) راجع منتهى المقال: 178.
621

وقوة حافظته مماثلا ما دخل في ذهنه شئ وكان ينساه.
حفظ القرآن في مدة يسيرة وله إحدى عشر سنة، استقل بالكتابة واستغنى عن المعلم
في أربعين يوما وعمره إذ ذاك أربعين سنين، ولا تحصى فضائله، له كتب منها كتاب الشمل
المنظوم في مصنفي العلوم ما لأصحابنا مثله، ومنها كتاب فرحة الغري بصرخة الغري،
وغير ذلك " د " (1).
ومنهم: الميرزا عبد الله. قال بعض الأجلة من المعاصرين: ولم نقف على
أحواله الا أن في منتهى المقال (2) في ترجمة علي بن الحسين بن علي المسعودي حكى
عن كتابه المسمى برياض العلماء، وكتب في حاشيته أنه من تلامذة العلامة المجلسي
رحمه الله، وعن ولد أستاده العلامة أنه ذكر في هذا الكتاب أحوال علمائنا من زمن
الغيبة الصغرى إلى زمانه، وهو سنة تسعة عشر بعد ألف ومائة انتهى (3).
ومنهم: عبد الله بن جبلة بن حيان بن أبجر الكندي.
عن " جش ": أبو محمد عربي صليب ثقة، روى عن أبيه عن جده حيان بن
أبجر، كان أبجر أدرك الجاهلية، وبيت جبلة بيت مشهور بالكوفة، وكان عبد الله
واقفيا، وكان فقيها ثقة مشهورا له كتب، منها كتاب الرجال، عنه أحمد بن الحسن
البصري، ومات عبد الله بن جبلة سنة تسع عشرة ومائتين " جش " (4) " صه " إلى قوله
مشهورا مع ترجمة الحروف.
وفي " ست ": له روايات رويناها بالاسناد الأول عن حميد، عن أحمد بن ميثم
بن أبي نعيم الفضل بن دكين عنه. وأخبرنا بها ابن أبي جيد عن ابن الوليد عن
الصفار، عن محمد بن الحسين عنه (5) انتهى.

(1) رجال ابن داود: 277 - 228.
(2) منتهى المقال: 213.
(3) راجع ترجمته إلى كتابه القيم رياض العلماء 3 / 230 - 234.
(4) رجال النجاشي: 216.
(5) الفهرست: 105.
622

أقول: والاسناد جماعة من مشائخه عن أبي المفضل عن ابن بطة عن حميد.
وفي " مشكا ": ابن جبلة عنه أحمد بن الحسين البصري، ومحمد بن الحسين بن
أبي الخطاب، والحسن بن محمد بن سماعة، ومحمد بن عبد الجبار، وأحمد بن ميثم، وهو
عن ذريح (1).
ومنهم: الشيخ الجليل الشيخ عبد النبي الجزائري صاحب كتاب حاوي
الأقوال في معرفة الرجال. وفي المنتهى قسم كتابه هذا إلى أربعة أقسام: الثقات،
والموثقين، والحسان، والضعاف، ولم يذكر المجاهيل، وهو كتاب جليل يشتمل على فوائد
جمة، الا أنه أدرج كثيرا من الحسان في قسم الضعاف انتهى.
أقول: وكأنه لم يدرجه في ذلك القسم الا بحسب اجتهاده.
ومنهم: السيد النبيل علي بن أحمد العلوي المشتهر ب‍ " العقيقي " في منتهى
المقال وغيره المرموز ب‍ " عق " فيه وفي سائر التصانيف: وهو من أجلة العلماء الامامية
وأعاظم الفقهاء الاثنا عشرية.
وفي " ست ": له كتب، منها كتاب المدينة، وكتاب المسجد، وكتاب بين
المسجدين، وكتاب النسب، وكتاب الرجال، وأخبرنا بذلك أحمد بن عبدون عن
الشريف أبي محمد الحسن بن محمد بن يحيى عن علي بن أحمد العقيقي، قال ابن
عبدون: وفي أحاديث العقيقي مناكير، قال: وسمعنا منه في داره في جانب الشرقي في
سوق العطش درب الشوالصيق دار أبي القاسم اليزيدي البزاز (2).
وعن " لم ": روى عنه ابن أخي طاهر، مخلط (3).
وقال العلامة في الخلاصة مثل ما ذكره الشيخ عن ابن عبدون من أن في
أحاديثه مناكير (4).

(1) هداية المحدثين: 100 - 101.
(2) الفهرست: 97.
(3) رجال الشيخ: 486.
(4) رجال العلامة: 233.
623

وفي " تعق " قال جدي: المنكر ما لا يفهموه ولم يكن موافقا لعقولهم (1).
وقد أكثر العلامة في الخلاصة من النقل عن كتابه الرجال، وعد قوله في جملة
أقوال العلماء الابدال، وكثيرا ما يدرج الرجال في المقبولين بمجرد مدحه وقبوله تبعا
له، وكذا " د " و " جش " يذكراه معتمدين عليه مستندين إليه، بل ويظهر من " غض "
الذي لم يسلم من طعنه جليل عدم تطرق الطعن إليه والى كتبه ومصنفاته وأنها معروفة
لدى علمائنا رضوان الله عليهم مشهورة.
الا أن الشهيد في حواشيه على الخلاصة ضعفه، وقد عطفه في الوجيزة، ولم
يظهر إلى الآن له وجهه الا قول الشيخ في " لم " بأنه مخلط، والمخلط من يجمع بين الغث
والسمين والعاطل والثمين، ولا يبالي عمن يروي وممن يأخذ.
وأنت خبير بأن هذا ليس طعنا في نفس الرجل، مع أن تضعيفهما في مقابل
قول الأساطين على التعديل والتوثيق ضعيف، مضاقا إلى أن سبب حكم الشيخ
بالتخليط ما ذكره عن شيخه ابن عبدون من أن في أحاديثه مناكير، ووجودها في
أحاديث الرجل لا يدل على ضعفه، سيما ما أنكره مقدموا أصحابنا، فان أكثر
الأحاديث المودعة في أصولنا بزعمهم مناكير، على أن ابن عبدون القائل بتخليطه قد
أخذ منه وروى عنه.
ومما يؤيد جلالته وعظم شأنه ما رواه الصدوق في اكمال الدين في الباب الذي
عقده لذكر التوقيعات الواردة عن الناحية المقدسة حديثا صريحا في علو منزلته، وهو
أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى العلوي ابن أخي طاهر طرف سوق
العطش (2) في داره، قال: قدم أبو الحسن علي بن أحمد بن علي العقيقي بغداد سنة ثمان
وتسعين ومائتين إلى علي بن عيسى بن الجراح، وهو يومئذ وزير في أمر ضيعة له،
فسأله.
فقال له: ان أهل بيتك في هذا البلد كثير، فان ذهبنا نعطي كلما سألونا طال

(1) التعليقة على منهج المقال: 225.
(2) في المصدر: القطن.
624

ذلك، أو كما قال، فقال له العقيقي، فاني أسأل من في يده قضاء حاجتي، فقال له علي
بن عيسى: من هو ذلك؟ فقال: الله عز وجل وخرج وهو مغضبا قال: خرجت وأنا
أقول في الله عزاء من كل هالك ودرك من كل مصيبة.
قال: فانصرفت فجائني الرسول من عند الحسين بن روح رضي الله عنه
وأرضاه، فشكوت إليه، فذهب من عندي فأبلغه، فجائني الرسول بمائة درهم عددا
ووزنا ومنديل وشئ من حنوط وأكفان، فقال لي: مولاك يقرؤك السلام ويقول لك:
إذا أهمك أمر أو غم فامسح بهذا المنديل وجهك، فان هذا منديل مولاك، وخذ هذه
الدارهم وهذا الحنوط وهذه الأكفان وستقضى حاجتك في ليلتك هذه، وإذا قدمت إلى
مصر مات محمد بن إسماعيل من قبلك بعشرة أيام، ثم تموت بعده فيكون هذا كفنك
وهذا حنوطك وهذا جهازك.
قال: فأخذت ذلك وحفظته وانصرف الرسول، وإذا أنا بالمشاعل على بابي
والباب يدق، قال: فقلت لغلامي خير: يا خير انظر أي شئ هو هذا؟ فقال خير: هذا
غلام أحمد (1) بن محمد الكاتب ابن عم الوزير، فادخله إلي وقال لي: قد طلبك الوزير
يقول لك مولاي أحمد: اركب إلي.
قال: فركبت وفتحت الشوارع والدروب، وجئت إلى شارع الرزارين، فإذا
بمحمد قاعد ينتظرني، فلما رآني أخذ بيدي وركبنا فدخلنا على الوزير. فقال لي
الوزير: يا شيخ قد قضى الله حاجتك واعتذر إلي، ودفع إلي الكتب مكتوبة مختومة قد
فرغ منها، قال: فأخذت ذلك وخرجت.
قال أبو محمد الحسن بن محمد: فحدثنا أبو الحسن علي بن أحمد العقيقي
بنصيبين بهذا، وقال لي: ما خرج هذا الحنوط الا لعمتي فلانة لم يسمها وقد نعيت إلي
نفسي، ولقد قال لي الحسين بن روح: اني أملك الضيعة، وقد كتب إلي بالذي أردت،
فقمت إليه وقبلت رأسه وعينية وقلت: يا سيدي أرني الأكفان والحنوط والدراهم، قال:

(1) في المصدر: حميد، وكذا فيما سيأتي من بعد.
625

فأخرج إلي الأكفان وإذا فيها برد حبر مسهم من نسيج اليمن وثلاثة أثواب مزرى (1)
وعمامة، وإذا الحنوط في خريطة، وأخرج إلي الدارهم، فعدها مائة درهم ووزنها مائة
درهم.
فقلت له: يا سيدي هب لي منها درهما أصوغه خاتما، قال: وكيف ذلك خذ ما
عندي ما شئت، فقلت: أريد من هذه وألححت عليه وقبلت رأسه وعينية.
فأعطاني درهما شددته في منديلي وجعلته في كمي، فلما صرت إلى الخان فتحت
زنفيلجة معي وجعلت المنديل في الزنفيلجة وفيه الدرهم مشدود، وجعلت كتبي ودفاتري
فوقه وأقمت أياما، ثم جئت أطلب الدرهم، فإذا الصرة مصرورة بحالها ولا شئ فيها،
فأخذني شبه الوسواس فصرت إلى باب العقيقي، فقلت لغلامه خير: أريد الدخول
إلى الشيخ، فأدخلني إليه، فقال لي: مالك يا سيدي.
فقلت: الدرهم الذي أعطيتني إياه ما أصبته في الصرة، فدعى بزنفيلجة
وأخرج الدراهم فإذا هي مائة درهم عددا ووزنا، ولم يكن معي أحد أتهمه، فسألته في
رده إلي فأبى، ثم خرج إلى مصر وأخذ الضيعة، ثم مات قبله محمد بن إسماعيل بعشرة
أيام كما قيل، ثم توفي رحمه الله وكفن في الأكفان التي وقعت إليه (2) انتهى.
والفاضل الشيخ عبد النبي اعترف بأن هذا الخبر يدل على علو مرتبة
العقيقي وكمال اخلاصه وكونه من المؤمنين، لكنه قال: إنه شهادة لنفسه وفي طريقه
ضعف.
ويمكن أن يقال: إن الشهادة للنفس غير مضرة بملاحظة الامارات
والقرائن الخارجية المفيدة للظن المعتبر شرعا، ومنه ينجبر ضعف الراوي، كيف
وحديثه حسن، مع أن اندراج الصدوق إياه في الباب المذكور دلالة على اعتماده عليه
واستناده إليه، بل وصحته لديه، مضافا إلى أن لكل حق حقيقة ولكل صواب نورا،

(1) في المصدر: مروي.
(2) اكمال الدين: 505 - 506.
626

فان من أمعن النظر إلى هذا الخبر ميز القشر من اللباب، وعرف الخطأ من الصواب،
هكذا أفاده البعض.
وفي " مشكا ": ابن أحمد العلوي، عنه الحسن بن محمد بن يحيى (1).
ومنهم: علي بن الحسن بن علي بن فضال بن عمر بن أيمن، مولى عكرمة
بن ربعي الفياض أبو الحسن الكوفي، كان فقيه أصحابنا بالكوفة ووجههم وثقتهم
وعارفهم بالحديث، والمسموع قوله فيه سمع منه شيئا كثيرا ولم يعثر له على زلة فيه،
وقل ما روى عن ضعيف وكان فطحيا ولم يرو عن أبيه شيئا، وقال: كنت أقابله وسني
ثمانية عشرة سنة بكتبه ولا أفهم إذ ذاك الروايات ولا أستحل أن أرويها عنه، وروى
عن أخويه عن أبيهما.
وذكر أحمد بن الحسين أنه رأى نسخة أخرجها أبو جعفر بن بابويه، وقال:
حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد،
قال: حدثنا " عل " عن أبيه عن الرضا عليه السلام، ولا يعرف الكوفيون هذه النسخة
ولا رويت من غير هذا الطريق، وقد صنف كتبا كثيرة روى عنه ابن الزبير وأحمد بن
محمد بن سعيد " جش " (2) عنه في المنتهى.
وفي " ست ": فطحي المذهب كوفي ثقة كثير العلم واسع الاخبار، جيد
التصانيف غير معاند، وكان قريب الامر إلى أصحابنا الإمامية القائلين بالاثني عشر،
وكتبه في الفقه مستوفاة في الأخبار حسنة، أخبرنا بكتبه قراءة عليه أكثرها والباقي
اجازة أحمد بن عبدون، عن علي بن محمد بن الزبير سماعا وإجازة عنه (3).
وعن أبي عمرو كش قال: سألت أبا النضر " معد " عن جميع هؤلاء فقال: أما
" عل " فما رأيت بالعراق وناحية خراسان أفقه ولا أفضل من علي بن الحسن بالكوفة،
وكان أحفظ الناس ولم يكن كتاب عن الأئمة من كل صنف الا وقد كان عنده، غير

(1) هداية المحدثين: 211.
(2) رجال النجاشي: 257 - 258.
(3) الفهرست: 92 - 93.
627

أنه كان يقول لعبد الله بن جعفر ثم بأبي الحسن، وكان من الثقات (1). وفي عدة الشيخ
أن الطائفة عملت بما رواه بنو فضال (2) وكثيرا ما يعتمدون على قوله في الرجال،
ويستندون إليه في معرفة حالهم من الجرح والتعديل، بل غير خفي أنه أعرف بهم من
غيره بل من جميع علماء الرجال، فإنك إذا تتبعت وجدت المشائخ في الأكثر، بل كاد
أن يكون الكل يستندون إلى قوله ويسألونه ويعتمدون عليه.
وقد نقل " سف " عن الشهرستاني أن الحسن بن علي بن فضال كان يقول
بامامة جعفر الكذاب، ورده بعدم دركه زمانه، ثم قال: لكن نقل الحسين بن حمدان
الحضيني في الهداية أن علي بن الحسن بن فضال من القائلين بامامة جعفر. ولعله هو
ولفظة " علي " ساقطة من كلام صاحب الملل والنحل.
وأما ما مر عن " جش " من عدم روايته عن أبيه، فقد قال في الفوائد النجفية
في كتاب العيون رواية " عل " عن أبيه كثيرة جدا، وكذا في الخصال والعلل والأمالي
وغيرها (3).
وفي " مشكا ": ابن الحسن بن علي بن فضال عنه عقد، وعلي بن محمد بن الزبير
القرشي، وهو عن أخويه أحمد ومحمد عن أبيهما، ويروي عن أيوب بن نوح، والعباس
بن عامر (4) وكذا يروي عن علي بن أسباط ولم يذكره الكاظمي.
ومنهم: علي بن عبيد الله بن الحسن بن الحسين بن الحسن بن الحسين بن
علي بن الحسين بن موسى بن بابويه، وقرأ الأب مكبرا كما في " تعق " فقال: علي بن
عبد الله بن بابويه صاحب الفهرست الذي ينقل عنه المصنف كثيرا ويعلم عليه " عه "
وأشار إليه في أول الكتاب.
والظاهر أنه طاب ثراه قد تبع في الترجمة بعض نسخ رجال الميرزا. والتصغير

(1) اختيار معرفة الرجال 2 / 812.
(2) عدة الأصول 1 / 381.
(3) منتهى المقال: 211.
(4) هداية المحدثين: 215.
628

أقرب وأكثر، فإنه كذلك في " ست " وكذا في المحكي عن أوائل البحار عند ذكر فهرس
الكتب التي أخذ عنها، وكذا في مواضع من رسالة الشيخ سليمان في تعداد أولاد بابويه،
وفي اجازة الشهيد للشيخ حسين بن عبد الصمد رحمه الله وفي شرح درايته، إلى غير
ذلك من المواضع.
قال بعض الأجلة: ان العجب من الميرزا طاب ثراه حيث ذكر عليا هذا في
أول كتابه وعلم لكتابه رمزا وأكثر من النقل عنه لم يعنون له ترجمة ولم يتعرض له
أصلا. وعن شيخنا يوسف بعد ذكر نسبه كما مر: من مشاهير الثقات وفحول المحدثين
له كتاب فهرست من تأخر عن الشيخ أبي جعفر رحمه الله عجيب في بابه.
وقال العلامة المجلسي: والشيخ منتجب الدين من مشاهير الثقات
والمحدثين، وفهرسته في غاية الشهرة.
وقال في شرح درايته في بحث رواية الأبناء عن الآباء: وعن ستة آباء وقد
وقع لنا منه رواية الشيخ منتجب الدين أبي الحسن علي بن عبيد الله بن الحسن بن
الحسين بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن بابويه، فإنه روى عن أبيه عن
أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه علي بن الحسين الصدوق بن بابويه القمي،
وهذا الشيخ منتجب الدين كثير الرواية واسع الطرق عن آبائه وأقاربه وأسلافه،
ويروي عن ابن عمه الشيخ بابويه بغير واسطة، وأنا لي رواية عن الشيخ منتخب
الدين بعدة طرق مذكورة فيما وضعته من الطرق والاجازات.
وقال رحمه الله في اجازته المذكورة: وأجزت له أدام الله تعالى معاليه أن يروي
عني جميع ما رواه الشيخ الامام الحافظ منتجب الدين أبو الحسن علي بن عبيد الله
بن الحسن المدعو حسكا بن الحسين بن علي بن الحسين بن بابويه، من مشايخه، ومن
والده وجده وباقي أسلافه وعن عمه الاعلى الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن
الحسين بالطرق التي له إليه، وجميع ما اشتمل عليه كتاب فهرسته، لا سيما العلماء
المتأخرين عن الشيخ أبي جعفر الطوسي بطرقه فيه إليهم. وكان هذا الرجل حسن
الضبط كثير الرواية عن مشايخ عديدة.
629

وعن أمل الآمل: كان فاضلا عالما ثقة صدوقا محدثا راوية علامة، له كتاب
الفهرست، ذكر فيه المشايخ المعاصرين للشيخ الطوسي والمتأخرين إلى زمانه، يروي
عنه محمد بن علي الهمداني القزويني انتهى.
أقول: لا يخفي أن علي بن بابويه والده السادس، كما وقع التصريح به عن
العلامة والمحقق البحراني، وربما يرى الناسخ ذكر الحسن بن الحسين مرتين، فتوهم
التكرار، فيحذف من البين اسمين، وقد وقع ذلك لشيخنا يوسف، فإنه قال في اجازته
الكبيرة: علي بن عبيد الله بن الحسن بن الحسين بن بابويه القمي والشيخ أبو جعفر
الصدوق عم جده الحسن المذكور.
وقال الفاضل المعاصر: ان بينه وبين بابويه ثمانية، وهو كذلك إذا الواسطة
إلى والد الصدوق ستة، والحسين وموسى واسطتان فتكون ثمانية.
وقال شيخنا يوسف: ومن مؤلفات الشيخ كتاب الأربعين عن الأربعين من
الأربعين في مناقب سيدنا أمير المؤمنين عليه السلام، وقد ألحق به أربعة عشر حكاية
طريفة جيدة، وهو موجود عندي قد من الله علي أيضا بفهرسته، وهو يشهد بسعة
دائرته وتعمق بحره وزخارته، وله رسالة في المواسعة سماها العصرة عرض فيها بابن
إدريس (1)
ومنهم: المولى عناية الله، له كتاب مجمع الرجال، ويشهد على فضله وعروجه
أقصى مدارج الفضل والكمال وزيادة غوزه وتعمقه في علم الرجال مؤلفه المسطور.
وله حواشي على النقد.
قال في خاتمة الكتاب ما هذه صورته: ثم الحمد لله على توفيقه هذا الأقل خلق
الله وأحوجهم إلى رحمة الله كثير الذيب والتقصير عناية الله بن شرف الدين علي بن
محمود القهبائي الزكي النجفي في دار السلطنة المباركة اصفان، حرسها الله من كل
الحدثان بحفظ واليها السلطان بن السلطان بن السلطان والخاقان بن الخاقان بن

(1) منتهى المقال: 219.
630

الخاقان، الذي خصه الله تعالى من بين الملوك بصحيح الاعتقاد وكمال العقل، سمي
الامام الشهيد خامس آل العبا وثالث الأئمة الاطهار حفظه الله.
ثم قال: وذلك في سحر ليلة الاثنين ثالث عشرين شهر جمادي الآخر سنة
ألف وست عشر من الهجرة عليه وعلى آل بيته شرائف الصلوات وهدايا التحية (1).
ومنهم: الشيخ الجليل الفضل بن شاذان بن الخليل المرموز له في هذا الكتاب
وغيره ب‍ " فش " وهذا الشيخ يكنى بأبي محمد الأزدي النيشابوري، كان أبوه من
أصحاب يونس وروى عن أبي جعفر الثاني عليه السلام، وقيل: عن الرضا عليه
السلام ثقة من أجل أصحابنا الفقهاء المتكلمين، وله جلالة في هذه الطائفة، وهو أجل
من أن يوصف وأشهر من أن يرسم.
وفي " كش ": انه صنف مائة وثمانين كتابا، علي بن أحمد بن قتيبة النيشابوري
عنه، وترحم عليه أبو محمد عليه السلام مرتين وروي ثلاثا ولاءا (2). ونقل أيضا مدحه
عن الأئمة الاطهار، الا أنه ذكر ما ينافيه، وقد أجاب عنه العلامة في كتابه الكبير على
ما في الخلاصة، ثم قال: وهذا الشيخ أجل من أن يغمز عليه، فإنه رئيس طائفتنا (3).
وفي " ست ": متكلم فقيه جليل القدر، له كتب ومصنفات، أخبرنا برواياته
وكتبه المفيد أبو عبد الله، عن محمد بن علي بن الحسين، عن محمد بن الحسن، عن
أحمد بن إدريس، عن علي بن محمد بن قتيبة عنه، ورواها محمد بن علي بن الحسين،
عن حمزة بن محمد العلوي، عن أبي نصر قنبر بن علي بن شاذان عن أبيه عنه (4).
وفي " كش " ذكر أبو الحسن محمد بن إسماعيل البندقي النيشابوري أن
فضل بن شاذان بن الخليل نفاه عبد الله بن طاهر عن نيسابور بعد أن دعى به
واستعلم كتبه وأمره أن يكتبها، قال: فكتب تحته الاسلام الشهادتان وما يتلوهما، فذكر

(1) مجمع الرجال 7 / 292.
(2) اختيار معرفة الرجال 2 / 820.
(3) رجال العلامة: 133.
(4) الفهرست: 124 - 125.
631

أنه يجب أن يقف على قوله في السلف، فقال: أتولى أبا بكر وأتبرأ من عمر، فقال له:
ولم تتبرأ من عمر؟ فقال: لاخراجه العباس من الشورى فتخلص منه بذلك (1).
وفيه أيضا في ترجمته: سعد بن جناح الكشي، قال: سمعت محمد بن إبراهيم
الوراق بسمرقند يقول: خرجت إلى الحج، فأردت أن أمر على رجل كان من أصحابنا
معروف بالصدق والصلاح والورع والخير، يقال له: بورق البوشنجاني قرية من قرى
هراة وأزوره وأحدث به عهدي، فأتيته فجرى ذكر " فش " فقال بورق: كان فضل بن
شاذان به بطن شديد العلة.
إلى أن قال: فخرجت إلى سر من رأى ومعي كتاب يوم وليلة، فدخلت على
أبي محمد عليه السلام وأريته ذلك الكتاب، فقلت: جعلت فداك ان رأيت أن تنظر
فيه، قال: فنظر فيه وتصفحه ورقة ورقة وقال: صحيح ينبغي أن يعمل به.
فقلت له: فضل بن شاذان شديد العلة، ويقولون: انها من دعوتك بموجدتك
عليه لما ذكروا عنه أنه قال: وصي إبراهيم خير من وصي محمد صلى الله عليه وآله ولم
يقل جعلت فداك هكذا كذبوا عليه، فقال عليه السلام: كذبوا عليه رحم الله الفضل.
قال بورق: فرجعت فوجدت الفضل قد مات في الأيام التي قال أبو محمد
رحم الله الفضل (2).
وفيه أحاديث اخر في مدحه، وما ورد في الذم غير معتد به من جهات عديدة،
فإنه أجل من أن يذكر فيه بعض الطعن.
ومن جملة ما ورد في مدحه قال أحمد بن محمد بن يعقوب أبو علي البيهقي:
أما ما سألت في ذكر التوقيع الذي خرج في الفضل بن شاذان أن مولانا لعنه بسبب
قوله بالجسم، فاني أخبرك أن ذلك باطل، إلى أن قال: وكان هذا التوقيع بعد موت
الفضل بن شاذان بشهرين، وذلك في سنة ستين ومائتين. قال أبو علي: وفضل بن

(1) اختيار معرفة الرجال 2 / 818 برقم: 1024.
(2) اختيار معرفة الرجال 2 / 817 - 818.
632

شاذان كان برستاق بيهق، فورد خبر الخوارج، فهرب منهم وأصابه التعب من خشونة
السفر فاعتل ومات وصليت عليه (1)
وعن جعفر بن معروف، عن سهل بن بحر الفارسي، قال: سمعت فضل بن
شاذان يقول: آخر عهدي به أنا خلف لمن مضى، إلى أن قال: ومضى هشام بن الحكم
وكان يونس بن عبد الرحمن خليفته، كان يرد على المخالفين، ثم مضى يونس ولم يخلف
خلفا غير السكاك، فرد على المخالفين حتى مضى، وأنا خلف لهم من بعدهم (2).
وهو يروي عن جماعة منهم ابن أبي عمير، وصفوان بن يحيى، والحسن بن
محبوب، والحسن بن علي بن فضال، ومحمد بن إسماعيل بن بزيع، ومحمد بن الحسن
الواسطي، ومحمد بن سنان، وإسماعيل بن سهل، وعن أبيه شاذان بن الخليل، وأبي
داود المسترق، وعمار بن المبارك، وعثمان بن عيسى، وفضالة بن أيوب، وعلي بن الحكم،
وإبراهيم بن عاصم، وأبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، والقاسم بن عروة، وابن
أبي نجران (3).
ومنهم: الشيخ محمد بن صاحب المعالم، وهو الذي جعلنا علامته في الكتاب
بالميم والدال تبعا لما في " نعق " والمنتهى. وقد أذعن من تأخر عنه على تبحره وشدة
خبرته بفن الرجال.
قال شيخنا يوسف: وكان الشيخ محمد المذكور فاضا محققا مدققا ورعا فقيها
متبحرا، وكان اشتغاله أولا عند والده والسيد محمد صاحب المدارك قرأ عليهما، وأخذ
عنهما الحديث والأصولين، وغير ذلك من العلوم، وقرأ عليهما مصنفاتهما من المنتقى
والمعالم والمدارك وما كتبه السيد على مختصر النافع، ولما انتقلا إلى رحمة الله بقي مدة
مشتغلا بالمطالعة.
ثم سافر إلى مكة المشرفة واجتمع فيها بالميرزا محمد الاسترآبادي صاحب

(1) اختيار معرفة الرجال 2 / 820 - 821.
(2) اختيار معرفة الرجال 2 / 818.
(3) اختيار معرفة الرجال 2 / 821.
633

الرجال فقرأ عليه الحديث، ثم رجع إلى بلاده وأقام بها مدة قليلة، ثم سافر إلى العراق
خوفا من أهل النفاق وعداوة أهل الشقاق، وبقي مدة في كربلاء مشتغلا بالتدريس
ثم سافر إلى مكة المشرفة، ثم راجع منها إلى العراق وأقام فيها مدة، ثم عرض له
ما يقتضي الخروج منها، فسافر إلى مكة المشرفة، وبقي فيها إلى أن توفي.
وله من المصنفات كما ذكره ابنه المقدس الشيخ علي في كتاب در المنظوم
والمنثور: شرح الاستبصار برز منه ثلاثة مجلدات كبار، وحاشية على شرح اللمعة
مجلدان وصل فيها إلى كتاب الصلح، وحاشية أصول معالم الدين مجلد متوسط،
وحاشية على عبادات من لا يحضره الفقيه، وشرح الاثنا عشرية، وحاشية على مختلف
الشيعة، وحاشية على المدارك سوى الحواشي التي علقها عليه، وحاشية على المطول،
وكتاب روضة الخواطر ونزهة النواظر، وهو مشتمل على فوائد ومسائل وأشعار له ولغيره
وحكم وغيرها ملتقطة من كتب شتى.
ورسالة في المفاخرة بين الغني والفقير، ورسالة في تزكية الراوي، ورسالة في
التسليم في الصلاة وحقق فيها ما ترجح عنده، ورسالة في التسبيح والفاتحة فيما عدا
الركعتين الأوليين، وترجيح ما ترجح عنده من اختيار التسبيح، وكتاب مشتمل على
أشعار له ولغيره ومراسلات بينه وبين من عاصره، وكتاب جامع مشتمل على مواعظ
ونصائح وحكم ومراثي وألغاز ومدائح ومراسلات شعرية بينه وبين شعراء أهل العصر
وأجوبة منه لهم ثم في المدائح والألغاز، كتاب شرح تهذيب الأحكام كان عندي منه
قطعا وافرة، ورسالة في الطهارة.
وذكره الشيخ محمد بن السحن بن الحر العاملي في كتاب أمل الآمل وأثنى
عليه.
ثم قال: وقفت على جملة من مصنفات الشيخ المزبور، منها شرحه للاستبصار،
وحاشية على الفقيه، وتأملت في كلامه فوجدت الرجل فاضلا، الا أن عباراته معقدة
غير مسلسلة، وتصنيفه غير مهذب ولا محرر، وتراه يبحث في المسألة حتى إذا أتى إلى
الموضع المطلوب منها، أحال بيانه على حواش له في كتب أخرى ومصنف آخر، وهذا
634

اما ناش من العجز، أو من عدم جودة الملكة في التصنيف.
ويؤيد ما قلناه ما وقفت عليه في كلام شيخنا المحدث الصالح الشيخ عبد الله
بن الحاج صالح البحراني الآتي ذكره انشاء الله قال بعد ذكره: الشيخ محمد مدقق
غير محقق، أخبرني الشيخ عمن أخبره من المشائخ عن الشيخ علي بن سليمان
البحراني أنه شاهده وذكر أنه ليس في مرتبة الاجتهاد، أنه من شدة دقته لم يقف على
شئ، قال الشيخ: وهذه الدقة تسمى بالجربزة، ومن وقف على مصنفاته كشرح
الاستبصار وحاشية الفقيه عرف صحة ما نقله الشيخ عنه انتهى.
وعن ابنه الشيخ علي في كتاب الدر المنظوم والمنثور بخط جدي المرحوم
المبرور الشيخ حسن ما هذا لفظه، بعد ذكر مولد ولده زين الدين علي: ولد أخوه
فخر الدين محمد وفقهما الله لطاعته وهداهما إلى الخير وملازمته له وأيدهما بالسعد
والاقبال في جميع الأمور، وجعلني فداهما من كل محذور ضحى يوم الاثنين العاشر من
الشهر الشريف شعبان عام ثمانين وتسعمائة، وقد نظمت هذا التحرير عشية الخميس
تاسع من شهر رجب عام واحد وثمانين وتسعمائة بمشهد الحسين عليه السلام، بهذا
البيتين هما:
أحمد ربي الله إذا جائني (1). * محمد من فيض نعمائه
تاريخه لا زال مثل اسمه * بجوده يسعده الله
فظهر من تاريخ مولده ووفاته بناءا على أنه في سنة الثلاثين بعد الف ان
عمره خمسون سنة وثلاثة أشهر، قدس تربته وأعلى في عليين رتبته (2).
ومنهم: محمد بن أحمد بن داود بن علي يكنى أبا الحسن.
قال العلامة و " جش ": شيخ هذه الطائفة وعالمها، وشيخ القميين في وقته
وفقيههم، حكى أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله أنه لم ير أحدا أحفظ منه، ولا أفقه

(1) في المصدر: جادلي.
(2) لؤلؤة البحرين: 82 - 85.
635

ولا أعرف بالحديث، ثم فيهما مات أبو الحسن بن داود سنة ثمان وستين وثلاثمائة، ودفن
بمقابر قريش (1).
وفي " ست ": له كتاب منها كتاب المزار كبير حسن، وكتاب الذخائر الذي
جمعه كتاب حسن، وكتاب الممدوحين والمذمومين وغير ذلك، أخبرنا بكتبه ورواياته
جماعة منهم محمد بن محمد بن النعمان، والحسين بن عبيد الله، وأحمد بن عبدون كلهم
عنه (2).
واعلم أن الشيخ في كتابي الحديث لم يبين طريقه إليه، ويمكن تصحيحه من
هنا، قيل: وكذا من تصحيحهم طريق الشيخ إلى أبيه حيث هو فيه، وفيه نظر.
أقول: ولا وجه للتنظر كما لا يخفى. وقد وثقه في الحاوي والوجيزة وكذا
" طس ".
وفي " مشكا ": ابن أحمد بن داود شيخ الطائفة وفقيههم، عنه المفيد والحسين
بن عبيد الله وأحمد بن عبدون (3).
ومنهم: محمد بن إسحاق بن أبي يعقوب النديم يكنى أبا الفرج. قال في
" تعق ": مضى في بندار بن محمد وغيره من التراجم معروفيته ونباهة شأنه وأنه صاحب
فهرست. ويأتي أيضا في محمد بن الحسن بن زياد وغيره.
ويأتي في الكنى في النقد هو المشهور ب‍ " ابن النديم " كما يظهر من آخر
" ست " عند ترجمة أبي الحسن بن معمر وغيره (4).
ومنهم: محمد بن إسماعيل المكنى بأبي علي الحائري صاحب كتاب منتهى
المقال، وهو كتاب حسن في الرجال، لم نقف على نظير له في هذا الفن، الا أنه قد أسقط
المجاهيل نظرا إلى عدم الحاجة إلى ذكرهم، وعدم تعقل فائدة في ذكرهم.

(1) رجال النجاشي: 384 - 385.
(2) الفهرست: 136.
(3) هداية المحدثين: 225 - 226.
(4) التعليقة على منهج المقال: 281 - 282.
636

قال رحمه الله في الكنى: أبو علي محمد بن إسماعيل بن عبد الجبار بن سعد
الدين مؤلف هذا الكتاب عفى الله عنه يتصل نسبي على ما كان يذكره والدي رحمه
الله بالشيخ الرئيس أبي علي بن سينا شيخ الفلاسفة في الاسلاميين واستاد الحكماء
الإلهيين.
كان مولدي في شهر ذي الحجة الحرام في السنة التاسعة والخمسين بعد المائة
والألف في كربلاء شرفها الله. ومات والدي ولي أقل من عشر سنين، واشتغلت على
الأستاذ العلامة والسيد الأستاذ دام علاهما برهة، الا أنه كان يتخلل بين ذلك
الاشتغال أكثر منه من أنواع البطالة والعطال ومقاساة الاسفار والأهوال والحل
والترحال، فوقتا بالحجاز، وعاما باليمن ودهرا بالقفقاز ويوما بالوطن. نعم لكي شئ
آفة وللعلم آفات، والى الله المشتكى من دهر حسناته سيئات.
وقد تطفلت على المشتغلين، ونظمت نفسي في سلك المؤلفين، مع أني لست من
أهل تلك الدرج، الا أنه قد ينظم اللؤلؤ مع السبج.
ومما كتبته رسالة في الرد على الأخباريين سميتها بعقد اللآلي في الرد على
الطائفة الغبية، ألفتها قبل هذا الكتاب بعشرين سنة. وترجمة رسالة فارسية في مناسك
الحج للأستاذ العلامة. وترجمة رسالة أخرى فيها لولده سلمهما الله، وقد أشرت إليها
في ترجمته مد ظله. ورسالة فارسية في الطهارة والصلاة والصوم انتخبتها من شرح
المختصر النافع للسيد الأستاذ دام ظله سميتها بزهر الرياض، حيث أن اسم الكتاب
رياض المسائل، ورسالة في واجبات الحج ومحرماته ومكروهاته ومستحباته اختصرتها
عنه أيضا، والآن أنا مشتغل في الرد على صاحب نواقض الروافض، نسأل الله التمام
والفوز بسعادة الختام، وأن يجعل ذلك كله خالصا لوجهه الكريم وموجبا لثوابه الجسيم
انه رؤوف رحيم عطوف كريم (1) انتهى. أقول: وكتاب رجاله شاهد صدق على فضله
وسعة باعه، خصوصا في الرجال، جزاه الله عن الاسلام أفضل جزاء المحسنين.

(1) منتهى المقال: 348.
637

ومنهم: المولى محمد أمين الكاظمي صاحب المشتركات (1) المشهورة، وهو
جيد موجود عندي، وعلامته في الكتاب " مشكا " تبعا للشيخ المذكور.
ومنهم: سيدنا ومولانا رئيس حكماء الاسلام وتاج العلماء الأعلام محمد
المدعو بالباقر الشهير بالداماد، له في الرجال كتاب الرواشح السماوية وحواشي على
الاختيار (2).
وهذا السيد استرابادي الأصل أصفهاني الوطن، كان معاصرا لشيخنا
البهائي، وهو فاضل جليل متكلم حكيم ماهر في النقليات، شاعر بالعربية والفارسية،
نقل ذلك عن السيد الصدر في السلافة (3) وأثنى عليه وأطراه.
قال: من مصنفاته القبسات، والصراط المستقيم، والحبل المتين في الحكمة
والفقه، وشارع النجاة، وله حواشي على الكافي والفقيه والصحيفة الكاملة، ورسالة في
النهي عن تسمية المهدي عليه السلام وغير ذلك. توفي سنة الحادية والأربعين بعد الألف.
ومن مؤلفاته ما ذكره في كتاب أمل الآمل كتاب عيون المسائل، وكتاب
نبراس الضياء، وكتاب خلسة الملوك، وكتاب تقويم الايمان، وكتاب الأفق المبين،
وكتاب الرواشح السماوية، وكتاب السبع الشداد، وكتاب ضوابط الرضاع، وكتاب
الايماضات والتشريفات، وكتاب شرح الاستبصار، وغير ذلك من الكتب والرسائل
وأجوبة المسائل. (4)
وقال شيخنا يوسف: ورأيت له رسالة في كون المنتسب بالام إلى هاشم من
السادة، وهي جيدة موافقة لما اخترناه في المسألة المذكورة، وكتابه المشار إليه بضوابط
الرضاع قد اختار فيه القول بالتنزيل في الرضاع، خلافا لجده المحقق الشيخ علي (5).

(1) الموسوم بهداية المحدثين، والكتاب قد طبع بتحقيقنا في سلسلة منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي دام ظله
الوارف.
(2) وهذا الحواشي قد طبعت أيضا بتحقيقنا في سلسلة منشورات مؤسسة آل البيت عليهم السلام.
(3) السلافة: 477 - 478.
(4) أمل الآمل 2 / 249
(5) لؤلؤة البحرين: 134
638

ومنهم: الشيخ الجليل والمولى النبيل العلامة الثاني الذي ليس له التالي محمد
المدعو بالباقر الشهير بالمجلسي، وقد مر تفصيل أحواله في باب المفردات.
ومنهم: عثمان بن حاتم بن منتاب، ربما يذكر قوله أهل الرجال بين الأقوال
في مقابل أقوال المعتمدين، منه في الحسين بن أبي العلاء، والحسين بن أبي نعيم، وفي
سعدان بن مسلم ما هو أظهر منهما " تعق ".
أقول: قد أشرنا في الطبقات أن الظاهر من عبارة " جش " في سعدان بن
مسلم أنه استاده، فقال بعد الترجمة وروايته عن الصادق والكاظم عليهما السلام وبيان
كونه معمرا: وقد اختلف في عشيرته، فقال أستادنا عثمان بن حاتم بن المنتاب التغلبي
قال محمد بن عبدة الخ (1).
وقال " جش " في ترجمة الحسين بن أبي العلاء الخفاف: أبو علي الأعور مولى
بني أسد، ذكر ذلك عقد وعثمان بن حاتم بن منتاب (2).
ويظهر من هاتين الترجمتين ومن غيرهما أنه من أجلة الرجاليين وأساطينهم.
ومنهم: السيد السند والركن المعتمد المولى المسدد الأخ الروحاني والمحقق
الصمداني المؤيد بالتأييدات، مجمع الكمالات، ومنبع السعادات السيد حسين بن السيد
رضا الحسيني الهاشمي جعل الله الجنة مثواه.
وهذا السيد كان فاضلا جليلا وعالما نبيلا ورعا كثير الاشتغال متحرزا عن
الاشغال مرجعا للطلاب، ومتبوعا لاولي الألباب، مطاعا لغالب الأصحاب في بلدة
بروجرد، مجتهدا صرفا، مع اطلاعه بالقواعد الرياضية والهيئة وعلم الحساب وعلم
التفسير وعلوم الآداب، جامعا للفنون، وحافظا للرجال والدراية.
قد تلمذ عند الوالد الأستاذ العلامة الفقه والأصول والرجال والدارية. وقد
أفرط في الاشتغال ليلا ونهارا إلى أن بلغ الغاية وتجاوز النهاية، فترقى من حضيض

(1) رجال النجاشي: 193.
(2) رجال النجاشي: 52.
639

التقليد إلى مراتب الاستنباط والاجتهاد، فاستجاز من الوالد طاب ثراه، فأجازه
اجتهادا ورواية، كما هو دأب المشائخ والأساتيذ حفظا لاتصال الأسانيد وصونا لها من
الارسال والانقطاع.
وقد قرأ عند الفاضل المدقق والفقيه المحقق كثيرا من المسائل الفقهية، وعند
السيد السديد والعالم الرشيد سيد السادة وقدوة القادة بحر العلوم الزاخرة ذو
الكرامات الباهرة المنقطع عن الدنيا الفانية المتوجه إلى الديار الباقية.
ومنهم: الفاضل العالم الجليل الملا خداى وردي بن القاسم الافشار، وهذا
الرجل كان من أجله تلامذة المولى عبد الله التستري. وقد ذكر بعض من أجلة
المعاصرين الماهرين في علم الرجال في ترجمته: فاضل عالم صالح رجالي، من أجلة
تلامذة المولى عبد الله التستري، والشركاء في الدرس مع السيد الفاضل المحقق
الأمير مصطفى التفرشي صاحب نقد الرجال. ومن مؤلفاته كتاب زبدة الرجال، وهو
جيد في بابه ينيف على سبعة آلاف بيت، وعندنا منه نسخة، ويزيد على تحقيقاته
اشتباهاته، وقد أسقط منه أسماء المجاهيل بالتمام، ككتاب الشيخ أبي علي المتأخر.
وحسب هذا الرجل فخرا وصلاحا أنه خرج من بيت لم يخرج منه إلى الآن
أحمد من الفضلاء الأعيان، ولم يوجد بعد له من ذلك القبيل ثان، ونسبته إلى قبيلة
أفشار التي هي من أحياء التروك وأعراب بوادي آذربيجان، وهم يسكنون في ناحية
دمدم المعروفة ببلدة اومج.
وكان له تصانيف غير ذلك أيضا فلا تغفل. ويشتبه كتاب زبدته المذكور
كتاب إكليل المنهج الذي كتبه الفاضل الكامل المتتبع الماهر مولانا محمد جعفر بن
محمد طاهر الخراساني المتوطن بأصبهان (1).
ومنهم: المولى فرج الله بن محمد الأكبري أصلا والحويزي مولدا والجزائري
موطنا، وهذا العالم الجليل رجالي ماهر، وله كتاب ايجاز المقال في علم الرجال، وهو

(1) روضات الجنات 3 / 260.
640

كتاب حسن جيد جامع لكل الأسامي من المجاهيل والمعاريف، بل كثير من العلماء
الراشدين إلى زمان تأليف الكتاب، وقد كان حسن الوضع والترتيب، كثير الفوائد
مبسوطا جامعا، له ثلاث مجلدات: مجلد في المقدمات وبيان تراجم الرجال من باب
الألف إلى آخر باب الزاي المعجمة. ومجلد آخر من أول باب السين إلى آخر باب
اللام، ومجلد ثالث مشتمل على بقية أحوال الرجال.
ثم بين الكنى المصدرة بالأب والابن والأخ وكنى النساء، ثم التحق بها
الألقاب النسبية والأوصاف وبين جهة النسبة، ثم ذكر فصلا للمشتركات، وفصلا آخر
فيه عدة فوائد نقلها عن الخلاصة ورجال ابن داود.
ثم ذكر في ضمن الفوائد فائدة تتضمن ذكر بعض كتب الخاصة مما يحضره
من وجه الفهرست والنجاشي وغيرهما، ثم قال: وهي لا تحصى كثرة، ثم ذكر أسامي
صاحبي الكتب مرتبا على ترتيب حروف التهجي، ثم ذكر كناهم المصدرة بالثلاثة، ثم
استطرفها الألف، ثم ذكر فائدة أخرى في طرق الشيخ على حسب الترتيب أيضا، وبين
فيها ضعيفها وصحيحها وحسنها وموثقها، ثم ذكر فوائد أخر.
ثم ذكر فائدة في بعض مشاهير رجال غالبهم من العامة وغيرهم، ثم ذكر
أخرى في الصحابة والتابعين وتابع التابعين وجماعة من مشائخ الصوفية ومشاهير
الحكماء، ثم ذكر أخرى في طرف من إجازات الأصحاب، ثم ذكر طريقه إلى الكتب
الأربعة، ثم استتبعه ذكر بعض أسباب وصلته بما يتحمله من معقول ومنقول.
وهذا الشيخ يروي عن الشيخ البهائي بواسطة شيخه وأستاذه ميرزا
إبراهيم بن الملا صدرا الشيرازي عن والده عن البهائي. وأيضا قد أخذ شيئا من
معقوله ومنقوله عن السيد الحسيب النسيب المحقق المدقق شاه أبو الولي عن أخيه
عن والده، هو قد أخذ منقوله عن الشيخ البهائي بطرقه، ومعقوله عن المير محمد باقر
الداماد.
والفقيه وعلل الشرائع وتحرير أقليدس والمطول وشرح الأسباب والعلامات
عن السيد الفاضل المحقق المدقق السيد نسيمي الشوشتري، وهو قد أخذ عن
641

البهائي بطرقه، وعن الملا عبد الله الشوشتري وولده الملا حسن علي بطرقهما، والفقيه
وفروع الفقه عن الشيخ الجليل النبيل الحاذق أعجوبة الزمان في الذهن الوقاد
والفكر النقاد الشيخ عبدلي الحويزي، عن الشيخ الأجل خاتمة المجتهدين وواسطة
القلادة من المتأخرين الشيخ عبد اللطيف، عن والده التقي النقي العالم الألمعي
الشيخ علي بطريقه.
وعن الملا حسن علي الشوشتري عن البهائي، ووالده الملا عبد الله
الشوشتري عن البهائي، وعن الشيخ حسن الشامي عن البهائي وغيره بطرقه، وعن
الملا أحمد الطبسي صاحب اجازة شيخ الشيخ البهائي بطريقه إلى الشهيد.
ولعمري أن هذا الكتاب كتاب شاف كاف واف لكثير من الفوائد الرجالية،
لم يكتب مثله في الجمع إلى هذا الزمان، الا أن نسخه قليلة الوجود عزيزة ومن كان له
نسخة منه، فلا يحتاج إلى سائر الكتب والمصنفات الرجالية، وإن كان فيه اشتباهات
كثيرة، ولكن ذلك غير عزيز، لوقوعه كثيرا للأعاظم والفحول من علماء الرجال
والدراية والأصول، نعم السهو والنسيان كالطبيعة الثانية للانسان والجواد قد يكبو.
ومنهم: الفاضل الخواجوئي، قال في رجاله في ديباجته: وأنا العبد الفقير إلى
رحمة ربه الجليل محمد حسين بن محمد رضا المشتهر بإسماعيل، هذه فوائد وزوائد
استفدت بعضها من الكتب المصنفة في الرجال، وبعضها من كتب الاخبار، وبعضها
من غيرها من أبواب متفرقة وأسباب متشتتة، سودت بعضها أيام اشتغالي بمقالة
الحديث، وبعضها بتقريبات اخر يطول نقلها، ولذلك جاءت على غير ترتيب حروف
المعجم التي أولها الهمزة وآخرها الياء، جمعتها لالتماس بعض أصحابي انتهى.
وهذا الكتاب غير مستوفى لأسامي أئمة الرجال بأسرها، الا أن من تعرض
له فقد جد واجتهد واستقصى من غير حد، وبين نكتا بديعة لم يسبق إليها أحد من
السلف، ولا تفطن بها واحد من الخلف، وإن كان في بعض ما أورده واجتهده اشتباها
وسهوا يظهر ذلك لمهرة الفن.
ومنهم: السيد السند الفاضل المعاصر ابن الفاضل الكامل المستغرق في
642

بحار رضوان الله الملك المنان الحاج أمير زين العابدين الموسوي الخوانساري الأمير
ميرزا محمد باقر، المتوطن بدار السلطنة أصفهان، وقد صنف كتابا في الرجال ذا أجزاء
ومجلدات.
قال دام علاه: وقد وضعت أصول أبوابه على ترتيب حروف الهجاء، ثم بعد
دخول الباب على ترتيب طبقات الأسماء، تسهيلا لتناول الطالبين، وتيسيرا لتداول
الراغبين، وجعلت لكل باب منها مصراعين، ولكل مرتبة من مراتب حروفها مصداقين:
أولهما في أحوال فقهاء أصحابنا الماجدين، وثانيهما في اطباق سائر فضلاء هذا الدين.
وهذا الكتاب أشبه بكتب التواريخ والسير، وقد بذل جهده في تنقيح وتنقيد
أحوالهم بأتقن البيان وأحسن التبيان، مع مراعاة السجع والقافية في أغلب العبارات،
الا أنه مع طوله وأطنابه قد أهمل كثيرا من أسامي الرجال، بل اقتصر على علماء
الفن في المذهبين، مع أنه فرط في البعض وأفرط في الآخر (1).
ومنهم: ركن العلماء وزين الفضلاء بل العرفاء محمد المدعو بالباقر المشتهر
بالمحقق السبزواري، ولم أقف على كتاب له في الرجال، ولا على حكاية اسمه منه رحمه
الله أو من غيره، الا أنه قد نقل عن رابعة فوائد التعليقة التي في ذكر مصطلحاته،
اصطلح له الفاضل الخراساني وقد نقل منه كثيرا، فالظاهر أنه من كتاب له في
الرجال، وأنه أعلم بالحال.
لكن لا يخفى أن ذلك لا يصير دليلا لكونه صاحب كتاب في الفن، إذ من
الجائز أن يكون النقل عنه من كتابه الذخيرة الذي ألفه في الأحكام الشرعية، إذ قد
أكثر فيه الاجتهاد في رجال أسانيد الاخبار عند ذكرها ومسيس الحاجة إلى تصحيح
السند وقدحه، وله في الفقه أيضا كتاب الكفاية.
ومنهم: أوج فلك الرفعة والاجلال وقطب دائرة الفضل والكمال محمد المدعو
بالتقي المجلسي والد العلامة المجلسي المعبر عنه بالمجلسي الأول، وليس له كتاب

(1) راجع ترجمته إلى كتابه القيم روضات الجنات 2 / 105.
643

معروف في الرجال الا حواشيه على نقد الرجال، وفي الفائدة المذكورة اصطلح له بقوله
جده، وقد مضى وجهه في السابق.
ومنهم: شيخ الاسلام وملاذ الأنام ومرجع الخاص والعام محمد بن الحسن بن
علي الطوسي المكنى بأبي جعفر، إليه انتهت رئاسة المذهب في وقته، وأذعن له الخاص
والعام والمخالف والمؤالف.
قال العلامة في الخلاصة: محمد بن الحسن بن علي الطوسي أبو جعفر شيخ
الامامية ورئيس الطائفة، جليل القدر، عظيم المنزلة، ثقة عين صدوق، عارف بالاخبار
والرجال والفقه والأصول والكلام والأدب، جميع الفضائل تنسب إليه، صنف في كل
فن من فنون الاسلام، وهو المهذب للعقائد في الأصول والفروع، الجامع لكمالات
النفس في العلم والعمل، وكان تلميذ الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان.
ولد قدس سره في شهر رمضان سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، وقدم العراق سنة
ثمان وأربعمائة، وتوفي ليلة الاثنين الثاني والعشرين من المحرم سنة ستين وأربعمائة في
المشهد الغروي على ساكنه السلام ودفن بداره.
قال الحسن بن مهدي السيلقي: توليت أنا والشيخ أبو محمد الحسن بن عبد
الواحد الزربي والشيخ أبو الحسن اللؤلؤي غسله في تلك الليلة ودفنه، وكان يقول
أولا بالوعيد ثم رجع. وهاجر إلى مشهد أمير المؤمنين خوفا من الفتن التي تجدد ببغداد،
وأحرقت كتبه وكرسي كان يجلس عليه للكلام (1).
ونقل في كتاب حياة القلوب (2) ونحوه في كتاب مجالس المؤمنين: ان بعض
المعاندين من المخالفين عرضوا على الخليفة العباسي أن الشيخ سب الصحابة في كتابه
الموسوم بالمصباح في دعاء عاشوراء، فأمر الخليفة باحضاره مع الكتاب المذكور، ولما
حضر استفسر منه الامر، فأنكر الشيخ، ففتح بعض كتاب الخليفة الكتاب وأراه

(1) رجال العلامة: 148.
(2) كذا في الأصل تبعا لما في اللؤلؤة، والصحيح: محبوب القلوب.
644

العبارة " اللهم خص أنت أول ظالم باللعن مني وابدء به أولا ثم الثاني ثم الثالث ثم
الرابع، اللهم العن يزيد بن معاوية خامسا ".
فقال الشيخ بديهة: يا أمير المؤمنين ليس المراد ما عرض به المعاندون، بل
المراد بأول ظالم قابيل قاتل هابيل، وهو الذي بدأ بالقتل في بني آدم وسنه. والمراد
بالثاني عاقر ناقة صالح النبي واسمه قيدار بن سالف، وبالثالث قاتل يحيى بن زكريا،
وبالرابع عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي بن أبي طالب عليه السلام فلما سمع الخليفة
بيانه رفع شأنه وأكرمه.
وزاد في مجالس المؤمنين: انتقم ممن سعى به.
وقال الشيخ يوسف في اللؤلؤة: وجدت بخط من يعتمد عليه في آخر كتاب
العدة للشيخ ما صورته: ولد الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي مصنف هذا
الكتاب سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، وقدم العراق سنة ثمان وأربعمائة، وتوفي في المشهد
الغروي ليلة الاثنين سنة الستين وأربعمائة، فعلى هذا يكون عمره خمسا وسبعين سنة.
ولما قدم الشيخ العراق كان ابن ثلاث وعشرين سنة، وسن سيدنا المرتضى
ثلاث وخمسون سنة، فكانا معاصرين في العراق مدة ثمان وعشرين سنة، وبقي الشيخ
بعد السيد المرتضى أربعا وعشرين سنة.
وقد حكي أن الشيخ لما قدم العراق تلمذ على الشيخ المفيد مدة حياته، ثم
بعد موته على السيد المرتضى، وكان السيد يجري عليه في كل شهر اثنا عشر دينارا،
كما يجري على سائر تلامذته كل بنسبته (1) وقد مضى في باب المفردات.
وله مشائخ اخر كابن الغضائري، وابن عبدون، وأحمد بن موسى الأهوازي،
وابن أبي جيد، وابن حسكة، وغيرهم من المذكورين في كتب الاخبار.
وله كتب عديدة ذكرها في الفهرست قال فيه: محمد بن الحسن بن علي
الطوسي مصنف هذا الفهرست، له مصنفات منها كتاب تهذيب الأحكام، وهو يشتمل

(1) لؤلؤة البحرين: 294 - 295.
645

على عدة كتب الفقه، أولها الطهارة ثم ساق الكلام إلى تعدادها إلى كتاب الديات، ثم
قال: وكتاب الاستبصار فيما اختلف فيه من الاخبار، وهو يشتمل على عدة كتب
تهذيب الأحكام، الا أن هذا الكتاب مقصور على ذكر ما اختلف من الاخبار، والأول
يجمع الخلاف والوفاق. وله كتاب النهاية في مجرد الفقه والفتاوي، يشتمل على عدة
كتب تهذيب الأحكام. وله المفصح في الإمامة.
وله تلخيص كتاب الشافي في الإمامة، وله مختصر ما لا يسع المكلف الاخلال
به، وله كتاب العدة في أصول الفقه، وله كتاب الرجال من روى عن النبي صلى الله
عليه وآله وعن الأئمة الاثني عشر ومن تأخر عنهم، وله هذا الكتاب وهو فهرست
كتب الشيعة وأصولهم وأسماء المصنفين منهم وأصحاب الأصول والكتب وأسباب من
صنف لهم وليس هو منهم.
وله مسائل الخلاف مع الكل في الفقه، وله كتاب المبسوط في الفقه، يشتمل
على ثمانين كتابا فيه فروع الفقه كلها لم يصنف مثله ثم عدها، وقال: الجميع واحد
وثمانون كتابا. وله كتاب ما يعلل وما لا يعلل، وله مقدمة في الدخول إلى علم الكلام ولم
يعمل مثلها، وله كتاب الجمل والعقود في العبادات مختصر، وله مسألة في الأحوال
مليحة.
وله كتاب الايجاز في الفرائض مختصر، وله مسألة العمل بخبر الواحد، وله
كتاب شرح جمل العلم والعمل بما يتعلق بالأصول، وله مسألة في تحريم الفقاع،
والمسائل الجنبلائية أربع وعشرون مسألة، وله المسائل الرجبية في آي القرآن، وله
المسائل الدمشقية اثنتا عشرة مسألة، وله كتاب التبيان في تفسير القرآن لم يعمل مثله،
وله المسائل الرازية في الوعيد، وله مسائل في الفرق بين النبي والامام، وله المسائل
الحلبية، وله كتاب النقض على ابن شاذان في مسألة الغار، وله مختصر في عمل يوم وليلة،
وله مناسك الحج في مجرد العمل والأدعية، وله مسائل ابن البراج.
وكتاب مصباح المتهجد في عمل السنة، وله كتاب أنس الوحيد مجموعة،
وكتاب الاقتصاد فيما يجب على العباد، وكتاب مختصر المصباح في عمل السنة، والمسائل
646

الالياسية مائة مسألة في فنون مختلفة، ومختصر أخبار مختار بن أبي عبيدة الثقفي،
والمسائل الحائرية نحو ثلاثمائة مسألة، وله هداية المسترشد وبصيرة المتعبد، وله كتاب
اختيار الرجال، وكتاب المجالس والأخبار، وله كتاب مقتل الحسين عليه السلام، وله
كتاب في الأصول، خرج الكلام في التوحيد وبعض الكلام في العدل (1).
وله كتاب شرح المقدمة، وتلخيص الشافي في الإمامة، ومسألة في الأحوال،
ذكر هذه الثلاثة في المجالس. ومما لم يذكر في الفهرست كتاب الشرح في الأصول
كتاب مبسوط ومات ولم يتمه ولم يصنف مثله.
قال بعض الأجلة من أهل العلم: وأما الشيخ الطوسي، فهو شيخ الطائفة
ورئيس المذهب وامام في الفقه والحديث، الا أنه كثير الاختلاف في الأقوال، وقد وقع له
خبط عظيم في كتابي الاخبار في تمحله الاحتمالات البعيدة والتوجيهات الغير
السديدة.
وكانت له خيالات مختلفة في الأصول، ففي المبسوط والخلاف مجتهد صرف
وأصولي بحت، بل ربما يسلك مسلك العمل بالقياس والاستحسان في كثير من
مسائلها، كما لا يخفى على من أرخى عنان النظر في مجالهما. وفي كتاب النهاية سلك
مسلك الاخباري، بحيث أنه لم يتجاوز فيها مضامين الاخبار، ولم يتعد مناطيق الآثار،
وهذه هي الطريقة المحمودة والغاية المقصودة.
وقد اعتذر بعض علمائنا أنه انما سلك في الكتابين المذكورين مسلك العامة
تقية واصطلاحا ومماشاة لهم حيث شنعوا على فضلاء الشيعة بأنهم ليسوا من أهل
الاجتهاد والاستنباط، وليس لهم قدرة على التفريع والاستنباط، وليس لهم قدرة على
التفريع والاستدلال.
وأين هذا الاعتذار من اعتذار الفاضل محمد بن إدريس الحلي، بأن الشيخ
في النهاية لم يسلك مسلك الفتوى، وانما سلك مسلك الرواية، وكتابه كتاب رواية

(1) الفهرست: 160 - 161.
647

لا كتاب فتوى ودراية. ولعمري أنه ما أصاب وما عرف حقيقة الجواب، وإن كان
ما ذكره ذلك البعض غير مسلم. والحق أن الشيخ صارت له خيالات متناقضة، لأنه
كان حديد الذهن شديد الفهم، حرصا على كثرة التصانيف وجمع التآليف انتهى.
وقد ذكر شيخنا يوسف نظيره بعد ما مر: بل هو أشد مما ذكره لمن تأمل
بحقيقة النظر، وهو ما وقع للشيخ المذكور سيما في التهذيب من السهو والغفلة
والتحريف والنقصان في متون الاخبار وأسانيدها، فلا يخلو خبر من علة ذلك، كما
لا يخفى على من نظر في كتاب التنبيهات التي صنفه السيد العلامة السيد هاشم في
رجال التهذيب.
وقد نبهنا في كتاب الحدائق الناظرة على ما وقع له من النقصان في متون
الاخبار، حتى أن كثيرا ممن يعتمد في المراجعة عليه ولا يراجع غيره من كتب الاخبار
وقعوا في الغلط وارتكبوا في التفصي منه الشطط، كما وقع لصاحب المدارك في مواضع
من ذلك.
وبالجملة فان الشيخ المذكور وإن كان فضله أعظم من أن يحتويه السطور
الا أنه لمزيد الاشتغال في التصنيف، والحرص على كثرة التأليف، وسعة الدائرة
والاشتغال بالتدريس والفتوى والعلم ونحو ذلك قد وقع في هذه الأحوال الظاهرة
لكل من أعطى النظر حقه في هذا المجال. جزاه الله عنا وعن الاسلام أفضل الجزاء
وألحقه بنبيه في الدرجة العليا والمرتبة القصوى (1) انتهى.
ومنهم: محمد بن الحسن الحر العاملي المشغري، نسبة إلى المشغرة بالميم
المفتوحة ثم الشين المعجمة المفتوحة ثم الغين المعجمة الساكنة ثم الراء والهاء أخيرا،
قرية من قرى جبل عامل، وهو كما ذكره شيخنا يوسف كان عالما فاضلا محدثا
أخباريا (2).

(1) لؤلؤة البحرين: 297 - 298.
(2) لؤلؤة البحرين: 76.
648

قال قدس سره في كتاب أمل الآمل بعد ذكر ترجمته: كان مولده في قرية
مشغرة ليلة الجمعة ثامن رجب سنة الثالثة والثلاثين بعد الألف، قرأ بها على أبيه وعمه
الشيخ محمد الحر، وجده لامه الشيخ عبد السلام بن محمد الحر وخال أبيه والشيخ علي
بن محمود وغيرهم، وقرأ في قرية جبع على عمه أيضا وعلى الشيخ زين الدين بن محمد
بن الحسن بن زين الدين، وعلى الشيخ حسين الظهيري وغيرهم.
وأقام في البلاد أربعين سنة، وحج فيها مرتين، ثم سافر إلى العراق فزار
الأئمة وزار الرضا عليه السلام بطوس، واتفق مجاورته بها إلى هذا الوقت مدة أربع
وعشرين سنة، حج فيها أيضا مرتين، وزار أئمة العراق أيضا مرتين.
له كتب منها كتاب الجواهر السنية في الأحاديث القدسية، وهو أول ما ألفه
ولم يجمعها أحد قبله، والصحيفة الثانية من أدعية علي بن الحسين عليهما السلام
الخارجة من الصحيفة الكاملة، وكتاب تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل
الشرعية ست مجلدات، وكتاب هداية الأمة إلى أحكام الأئمة ثلاث مجلدات، ومنتخب
من ذلك الكتاب مع حذف الأسانيد والمكررات من أول الفقه إلى آخره.
وكتاب فهرست وسائل الشيعة يشتمل على عنوان الأبواب وعدد أحاديث
كل باب ومضمون الأحاديث مجلد واحد، وكتاب الفوائد الطوسية خرج منه مجلد
واحد يشتمل على مائة فائدة في مطالب متفرقة، وكتاب اثباة الهداة بالنصوص
المعجزات مجلدات يشتمل على أكثر من عشرين ألف حديث من كتبه الخاصة
والعامة.
وكتاب أمل الآمل في علماء جبل عامل وفيه أسماء علمائنا المتأخرين وهو
هذا الكتاب، ورسالة في الرجعة سماها الايقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة،
ورسالة في الرد على الصوفية، ورسالة في خلق الكافر وما يناسبه، ورسالة في تسمية
المهدي عليه السلام سماها كشف التعمية في حكم التسمية، ورسالة في الجمعة، ورسالة
في الاجماع سماها نزهة الاسماع في حكم الاجماع.
ورسالة في تواتر القرآن، ورسالة في الرجال، ورسالة في أحوال الصحابة،
649

ورسالة في تنزية المعصوم عن السهو والنسيان، ورسالة في الواجبات والمحرمات
المنصوصة من أول الفقه إلى آخره، قال في آخرها: فصارت الواجبات ألفا وخمسمائة،
والمحرمات ألفا وأربعمائة وثمانية وأربعين. وكتاب الفصول المهمة في أصول الأئمة،
يشتمل على القواعد والكليات المنصوصة في أصول الدين وأصول الفقه وفروع الفقه
وفي الطب، وله ديوان شعر يقارب عشرين ألف بيت أكثره في مدح النبي صلى الله
عليه وآله والأئمة صلوات الله عليهم (1).
ثم قال أقول: لا يخفى أنه وان كثرت تصانيفه كما ذكره الا أنها خالية عن
التحقيق والتحبير يحتاج إلى تهذيب وتنقيح وتحرير، كما لا يخفى على من راجعها، وكذا
غيره ممن كثر تصانيفه كالعلامة وغيره، ولهذا أن بعض متأخري أصحابنا رجح
الشهيد على العلامة وقال: انه أفضل لجودة تحريره وتقريره وحسن تحبيره، وكذلك
مصنفات شيخنا الشهيد الثاني، فإنها مشتملة على مزيد التحقيق والتحرير والتنقيح
والتقرير، وله أيضا كتاب الهداية لم يذكره هنا ولعله كان متأخرا عن كلامه هنا (2).
ومنهم: محمد بن الحسن بن علي أبو عبد الله المحاربي، جليل من أصحابنا
عظيم القدر خبير بأمور أصحابنا [في زمانه] عالم بمواطن أنسابهم " صه " (3).
وزاد " جش ": له كتاب الرجال، سمعت جماعة من أصحابنا يصفون هذا
الكتاب، عنه أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد (4).
وفي " مشكا ": ابن الحسن بن علي المحاربي، عنه أحمد بن محمد بن سعيد (5).
ومنهم: محمد بن خالد بن عبد الرحمن بن محمد بن علي البرقي مولى أبي
موسى الأشعري، ينسب إلى برقة رود قرية من سواد قم على واد هناك، وله أخوة

(1) أمل الآمل 1 / 141 - 145.
(2) لؤلؤة البحرين: 80.
(3) رجال العلامة: 157.
(4) رجال النجاشي: 350.
(5) هداية المحثين: 233.
650

يعرفون بأبي علي الحسن بن خالد، وأبي القاسم الفضل بن خالد، ولابن الفضل ابن
يعرف بعلي بن العلاء بن الفضل بن خالد فقيه. وكان محمد ضعيفا في الحديث، وكان
أديبا حسن المعرفة بالاخبار وعلوم العرب وله كتب، عنه أحمد بن أبي عبد الله ابنه
" جش " (1).
وفي الخلاصة بعد الأشعري: من أصحاب الرضا عليه السلام ثقة. وقال " غض ": انه
مولى جرير بن عبد الله، حديثه يعرف وينكر، ويروي عن الضعفاء كثيرا ويعتمد
المراسيل. وقال " جش ": انه ضعيف، والاعتماد عندي على قول الشيخ أبي جعفر
الطوسي من تعديله. وقال " كش " قال نصر بن الصباح: لم يلق البرقي أبا بصير، بينهما
القاسم بن حمزة، ولا إسحاق بن عمار (2) انتهى.
وزاد " كش " على ما نقله: وينبغي أن يكون صفوان قد لقيه (2).
وفي " تعق ": فهم العلامة من كونه ضعيفا في الحديث ضعف نفسه، وليس
كذلك بل الظاهر أنه يشير إلى روايته المراسيل وعن الضعفاء، ومر في الفوائد أنها
لا تضر، وصاحب المعالم والمدارك والذخيرة أيضا على هذا. واعترض الشيخ محمد بأن
الرواية عن الضعفاء لا تختص به، فلابد للتخصيص من وجه.
والصواب قبول روايته لكثرة رواية الصدوق عنه والاثناء عليه، والفتوى
بمضمون رواياته، وكذا المشايخ من دون رد، ومجرد الرواية عن الضعفاء لا يضر في
نفسه، إذ ذلك في الرواة الموثقين كثير، منهم أحمد بن محمد بن عيسى والقميون،
وكل هذا يؤيد التوثيق.
فما في المسالك من تضعيفه لتضعيف " جش " وقول " غض " بأن حديثه يعرف وينكر
والجرح مقدم، منظور فيه، كيف وقد نقل عنه أنه مدحه كما عرفت، وتقديم الجرح

(1) رجال النجاشي: 335.
(2) رجال العلامة: 139.
(3) اختيار معرفة الرجال 2 / 823.
651

بقول مطلق ممنوع، وأضبطية " جش " مرجوحة بمزيد التأييدات كما لا يخفى (1).
وهذا وعن " ضح " جعله برفروذ بالفاء والذال المعجمة، وليس كذلك لشهرة
الأول.
ومنهم: محمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني رشيد الدين، شيخ في هذه
الطائفة وفقيهها، وكان شاعرا بليغا منشاءا، روى عنه محمد بن عبد الله بن زهرة،
وروى عن محمد وعلي ابني عبد الصمد، له كتب منها كتاب أنساب آل أبي طالب
" نقد " (2).
وفي " تعق ": مضى في ترجمة أحمد بن عبد الله الأصفهاني عن الخلاصة عده
من مشائخه واستناده إلى قوله (3).
ولا يخفى أن ابن شهرآشوب من معاصري ابن إدريس كما مر في الطبقات،
يروي عن الشيخ بواسطتين، وربما يروي عنه بواسطة واحدة، كما ذكره العلامة في
اجازته الكبيرة لأولاد زهرة وغيره في غيرها، واطلاق الشيخ عليه في كلام العلامة ليس
على الحقيقة.
وبالجملة هو شيخ الطائفة ورئيسهم لا يطعن عليه في فضله وتحبيره، كما صرح
به الجماعة، وعن تصريح الرواشح السماوية توثيقه، وله كتاب معالم العلماء حذى فيه
حذو فهرست الشيخ ولم يزد عليه الا قليلا، ولكني لم أره وذكرناه على ما رأيناه في بعض
الكتب، وقد نقل أيضا أنه زاد في آخره بعض الشعراء.
ومنهم: محمد بن علي بن إبراهيم الاسترآبادي المشتهر بالميرزا محمد صاحب
كتب الرجال الثلاثة: الكبير المسمى بمنهج المقال، والوسيط المسمى بتلخيص المقال،
والصغير، وقد رأيت الأولين دون الأخير، وحاله كاسمه وكتبه في غاية الاشتهار
لا حاجة إلى الاسطار.

(1) التعليقة على منهج المقال: 295.
(2) نقد الرجال: 323.
(3) التعليقة على منهج المقال ص 308.
652

ونحن نقتصر على ما سطره الشيخ الأمجد أبو علي في كتابه المنتهى، فقال
طاب ثراه: محمد بن علي بن كيل الاسترآبادي مد الله في عمره وزاد الله في شرفه،
فقيه متكلم ثقة من ثقاة هذه الطائفة وعبادها وزهادها، حقق الرجال والتفسير
والرواية تحقيقا لا مزيد عليه، كان من قبل من سكان العتبة العلية الغروية على ساكنها
ألف صلاة وتحية، واليوم من مجاوري بيت الله الحرام ونساكهم، له كتب جيدة منها
كتاب الرجال حسن الترتيب، يشتمل على جميع أقوال القوم قدس الله أرواحهم من
المدح والذم الا شاذا. ومنها كتاب آيات الاحكام نقد. قلت: هو مصنف هذا الكتاب،
وهو مراده من كتاب الرجال " تعق ".
أقول: كذا نقل في " تعق " عن النقد في نسبه والموجود فيه وفي غيره ورأيته
في آخر رجال الميرزا نقلا عن خطه ابن علي بن إبراهيم، وله كتاب الرجال الوسيط
مشهور أيضا، والرجال الصغير رأيت منه نسخة.
وقال الشيخ يوسف في اجازته الكبيرة: الميرزا محمد بن علي بن إبراهيم
الاسترآبادي، كان فاضلا محققا عابدا ورعا عارفا بالحديث والرجال، ثم ذكر مؤلفاته،
وقال: توفي قدس سره في مكة المشرفة لثلاث عشرة خلون من ذي القعدة من سنة
ثمان وعشرين بعد الألف انتهى.
وقال في أمل الآمل: ميرزا محمد بن علي بن إبراهيم الاسترآبادي، كان
فاضلا عالما محققا مدققا عبادا ورعا ثقة عارفا بالحديث والرجال، ثم ذكر مؤلفاته.
وقال خواص بحار الأنوار عند ذكر من رأى الصاحب عليه السلام في غيبة
الكبرى: أخبرني جماعة عن السيد السند الفاضل الكامل ميرزا محمد علي
الاستبرابادي نور الله مرقده أنه قال: اني كنت ذات ليلة أطوف حول بيت الله الحرام
إذ أتى شاب حسن الوجه، فأخذ في الطواف، فلما قرب مني أعطاني طاقة ورد أحمر
في غير أوانه، فأخذته منه وشممته وقلت له: من أين يا سيدي؟ قال: من الخرابات، ثم
653

غاب عني فلم أره انتهى. إلى هنا ذكره في المنتهى (1). ويكفي في حقه هذه الحكاية.
ومنهم: المولى الزكي الصفي محمد علي بن المولى الوحيد البهبهاني، وقد
ذكر الشيخ أبو علي نبذا من أحواله في منتهى المقال (2)، وقد ذكر له من كتبه كراريس
في الرجال.
ومنهم: محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي المرموز له في الكتاب تبعا
للسلف ب‍ " كش " يكنى أبا عمرو، بصير بالاخبار حسن الاعتقاد، وكان ثقة عينا،
وروى عن الضعفاء كثيرا وصحب " معد " وأخذ عنه، وتخرج عليه في داره التي كانت
مرتعا للشيعة وأهل العلم.
وفي " ست ": ثقة بصير بالاخبار والرجال حسن الاعتقاد، وله كتاب الرجال،
أخبرنا جماعة عن أبي محمد هارون بن موسى عنه (3) انتهى.
أقول: وقد ذكر جملة من أهل العلم أن كتاب رجاله المذكور جامع لرواة
العامة والخاصة خالط بعضهم ببعض، الا أن الأصل غير موجود، والموجود هو اختياره
الذي لخصه الشيخ وأسقط منه الفضلات وسماه باختيار الرجال.
ومنهم: زين الاسلام وركن الايمان محمد بن محمد بن النعمان الملقب
ب‍ " المفيد " وقد مضى في باب المفردات ما ينبغي أن يسطر في هذه الوجيزة من أوصافه
وأحواله وكتبه وفضائله ومحامده عند الخاصة والعامة، وقد أكثر أهل السير والرجال
النقل عنه، والظاهر أنه من ارشاده، بل قد وقع التصريح به في كثير من الكتب.
ومنهم: محمد بن مسعود بن عياش السمرقندي السلمي المكنى بابي النضر
بالمعجمة، ثقة صدوق عين من عيون هذه الطائفة وكبيرها. وقيل: إنه من بني تميم،
جليل القدر واسع الاخبار، بصير بالرواية، مضطلع بها، له كتب كثيرة تزيد على مائتي
مصنف، وكان يروي عن الضعفاء كثيرا، وكان في أول عمره عامي المذهب، وسمع

(1) منتهى المقال ص 284.
(2) منتهى المقال ص 290.
(3) الفهرست ص 141.
654

حديث العامة وأكثر منه، ثم تبرأ وعاد إلينا، أنفق على العلم والحديث تركة أبيه
سائرها، وكانت ثلاثمائة ألف دينار " صه " (1) " جش " إلى قوله هذه الطائفة على ما في
المنتهى.
ثم فيه: وكان يروي عن الضعفاء إلى قوله " وعاد إلينا " وزاد: وهو حديث
السن سمع أصحاب " عل " وعبد الله بن محمد بن خالد الطياسي، وجماعة من شيوخ
الكوفيين والبغداديين والقميين، قال أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله: سمعت القاضي
أبا الحسن علي بن محمد، قال لنا أبو جعفر الزاهد: أنفق أبو النضر على العلم
والحديث تركة أبيه سائرها وكانت ثلاثمائة ألف دينار، وكانت داره كالمسجد بين ناسخ
أو قار أو مقابل أو قارئ، ومعلق مملوة من الناس. وصنف أبو النضر كتبا منها كتاب
التفسير، ثم ساق الكلام في تعدادها وهي تزيد على المائة. ثم قال: أخبرني أبو عبد
الله بن شاذان القزويني، عن حيدر بن محمد السمرقندي عنه (2).
وفي " ست ": جليل القدر واسع الاخبار بصير بالروايات مضطلع بها، له كتب
كثيرة تزيد على مائتي مصنف، ذكر فهرست كتبه ابن إسحاق بن النديم. ثم قال بعد
تعدادها: أخبرني جماعة عن أبي المفضل عن جعفر بن محمد بن مسعود العياشي عن
أبيه بجميع كتبه (3).
وفي " لم ": أكثر أهل المشرق علما وفضلا وأدبا وفهما ونبلا في زمانه، صنف أكثر
من مائتي مصنف ذكرناها في الفهرست (4).
ومنهم: السيد المعتمد سند السادات ومنبع السعادات السيد مصطفى
التفرشي صاحب نقد الرجال. قال بعض أجلة المعاصرين: ولعمري أنه الناقد
البصير والمعيار بلا نظير، فميز التام عن الناقص، وبين المغشوش من الخالص، شكر

(1) رجال العلامة ص 145.
(2) رجال النجاشي ص 350 - 353.
(3) الفهرست ص 136 - 139.
(4) رجال الشيخ ص 497.
655

الله مساعيه وبدل بالحسنات مساوية.
ومنهم: نصر بن الصباح يكنى أبا القاسم من أهل بلخ، لقي جلة من كان
في عصره من المشائخ والعلماء وروى عنهم، الا أنه قيل: من الطيارة " لم " (1) وفي
" كش ": غال (2).
وفي " صه ": غال المذهب وكان كثير الرواية (3).
وفي " جش ": غال المذهب روى عنه العياشي له كتب، منها كتاب معرفة
الناقلين، كتاب فرق الشيعة، عنه محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي (4).
وفي " تعق ": ضعفه العلامة في ترجمة علي بن السري وغيرها، ولعل منشأه هو
النسبة إلى الغلو، وقد أشرنا في الفوائد، وفي سهل بن زياد وغيره، ويأتي في الفوائد
أيضا التأمل في ثبوت غلو أمثال هؤلاء بل وفساد نسبته إليهم، ويظهر من كثير من
التراجم كترجمة شاه رئيس وعباس بن صدقة وعلي بن حسكة وغيرهم عدم كون نصر
غاليا. ومن تتبع الرجال يظهر عليه أن المشايخ قد أكثروا من النقل عنه على وجه
الاعتماد، وقد بلغ إلى حد لا مزيد عليه، وذكرنا في الفوائد أن الاكثار من الرواية عن
شخص دليل الاعتماد، ورواية العياشي عنه من غير ظهور طعن منه فيه مؤيده (5).
وقال الشيخ أبو علي في منتهى المقال: أجمع علمائنا على اشتراط الاسلام في
الراوي، وأجمعوا على كفر الغالي، ومع ذلك نراهم أكثروا من النقل عن نصر، بل
وأكثروا من الاعتماد عليه والاستناد إليه. وصرح الشيخ في العدة بأن الغلاة والمتهمين
ما يروونه في حال تخليطهم لا يجوز العمل به على كل حال، ولا ريب في أنه لم يعرف
لنصر حالان: إحداهما تخليط واخرى غير تخليط، فالواجب اما القدح في الاجماعين

(1) رجال الشيخ: 515.
(2) اختيار معرفة الرجال 2 / 613.
(3) رجال العلامة: 262.
(4) رجال النجاشي: 428.
(5) التعليقة على منهج المقال: 352.
656

المذكورين، أو حمل الغلو في أمثال المقام على خلاف ظاهره، والأول باطل فتعين
الثاني، مع أنك خبير بأن مثل نفي السهو عن النبي صلى الله عليه وآله عند القميين
غلو.
وأيضا سبق في كثير من التراجم عن نصر ذم الغلاة ولعنهم والطعن فيهم. في
كتاب الغيبة للصدوق عند ذكر التوقيعات الواردة من القائم عليه السلام: حدثني محمد
بن الحسن بن الوليد، عن سعد بن عبد الله، عن علي بن محمد الرازي، عن نصر بن
الصباح البلخي قال: كان بمرو كاتب كان للخوزستاني سماه لي نصر، واجتمع عنده
ألف دينار للناحية، فاستشادني فقلت: ابعث بها إلى الحاجري، فقال: هو في عنقك ان
سألني الله عز وجل عنه يوم القيامة، فقلت: نعم.
قال نصر: ففارقته على ذلك، ثم انصرف إليه بعد سنتين فلقيته
فسألته عن المال، فذكر أنه بعث من المال بمائتي دينار إلى الحاجري، فورد عليه
وصولها والدعاء له وكتب إليه كان المال ألف دينار فبعثت بمائتي دينار، فان أحببت أن
تعامل أحدا فعامل الأسدي بالري.
قال نصر: وورد علي يعنى حاجر، فجزعت من ذلك جزعا شديدا واغتممت
له، فقلت له: ولم تغتم وتجزع؟ وقد من الله عليك بدلالتين قد أخبرك بمبلغ المال وقد
نعى إليك حاجر مبتدءا.
وعن نصر بن الصباح قال: أنفذ رجل من أهل بلخ خمسة دنانير وكتب فيها
رقعة غير فيها اسمه، فخرج إليه الوصول باسمه ونسبه والدعاء انتهى.
ثم قال: وهذان الخبران يدلان على جلالته وإن كان الراوي لهما هو نفسه بعد
اعتناء مثل الصدوق بهما والاعتماد عليهما وذكرهما في جملة المعجزات الصادرة عن
الإمام عليه السلام فهما عنده محكوم بصحتهما البتة فتأمل جيدا (1).
ومنهم: السيد يوسف، ولم أقف على أحواله، الا أن في منتهى المقال في ترجمة

(1) منتهى المقال: 316 - 317.
657

مسلم بن أبي سارة أن السيد يوسف أحد الجامعين للرجال (1).
ومنهم: الفاضل الصمداني الذي ليس له في الاخبارية تالي، المحدث
البحراني الشيخ يوسف، فضائله مشهورة وفي الألسنة مذكورة، له اللؤلؤة في كثير من
الرواة، له كتب ذكرها في آخر كتاب اللؤلؤة (2).
ومنهم: أحمد بن محمد بن الربيع الأقرع الذي له كتاب النوادر، أخبرنا أحمد
بن عبد الواحد، عن علي بن محمد القرشي، عن علي بن الحسن عنه. قال أبو الحسين
محمد بن هارون، قال أبي، قال أبو علي بن همام: حدثنا عبد الله بن العلاء، قال: كان
محمد بن الربيع عالما بالرجال " جش " (3).
ومنهم: أحمد بن محمد بن عمران بن موسى أبو الحسن المعروف ب‍ " ابن
الجندي " أستادنا ألحقنا بالشيوخ في زمانه له كتب " جش " (4) " صه " في القسم الأول
إلى في زمانه، وزاد قبل أستادنا قال " جش ": انه ثم زاد وليس هذا نصا في تعديله وفي
" لم " و " ست " إلى قوله ب‍ " ابن الجندي " وزاد " ست ": صنف كتبا منها كتاب الأنواع
وهو كتاب كبير حسن، أخبرنا بجميع رواياته أبو طالب بن غرور عنه (5). وفيه ابن
عمر بلا ألف ونون وبعد موسى الجراح.
وفي " تعق ": يأتي أيضا عن " جش " في صالح بن محمد الصرافي بالألف والنون
وأنه شيخه. وقوله " ليس نصا في تعديله " ظاهره أنه ظاهر فيه، وهو كذلك و " جش "
ينقل عنه كثيرا معتمدا عليه منه في أحمد بن عامر، ويأتي في عبد الله ابنه أنه أجازه،
وبالجملة لا شبهة في أنه شيخ اجازته بل من أجلائهم (6).

(1) منتهى المقال: 300.
(2) لؤلؤة البحرين: 446.
(3) رجال النجاشي:
(4) رجال النجاشي ص 85.
(5) الفهرست ص 33.
(6) التعليقة على منهج المقال ص 45.
658

وفي الوجيزة " ح " وعن كتاب ميزان الاعتدال أيضا بالألف والنون وأنه
شيعي، الا أن في " ب " ابن عمر، وهو في الأكثر خذو " ست " فتدبر.
وفي " مشكا ": ابن محمد بن عمر بن موسى المعروف بابن الجندي عنه أبو
طالب بن غرور (1).
ومنهم: الحسن بن محمد بن الحسن الملقب ب‍ " المفيد " وقد نقل عن المجلسي
أنه وثقه، كان فقيها عارفا بالاخبار والرجال.
ومنهم: المولى عبد الله بن الحسين التستري. قال في النقد: مد ظله العالي
شيخنا وأستاذنا الامام العلامة، عظيم المنزلة، ودقيق الفطنة، وحيد عصره، وفريد دهره،
وأورع أهل زمانه، ما رأيت أحدا أوثق منه، لا تحصى مناقبه وفضائله، قائم بالليل
وصائم بالنهار، وأكثر فوائد هذا الكتاب منه، جزاه الله عني أفضل جزاء المحسنين، له
كتب منها شرح قواعد الحلى (2) انتهى.
وفي " تعق ": وقال جدي بعد تعظيمه غاية التعظيم: له كتب منها التتميم لشرح
الشيخ نور الدين على القواعد سبع مجلدات، يظهر منها فضله وتحقيقه وتدقيقه، إلى
أن قال: وكان صاحب الكرامات الكثيرة مما رأيت وسمعت، وكان قرأ على شيخ
الطائفة أزهد الناس في عهده مولانا أحمد الأردبيلي رحمه الله، وعلى الشيخ الأجل أحمد
بن نعمة الله بن خاتون العاملي، وعلى أبيه نعمة الله، وكان له عنهما الإجازة الاخبار.
ومنهم: علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، عليه اعتمد أبو عمرو الكشي
في كتاب الرجال أبو الحسن صاحب " فش " وراوية كتبه، له كتب، أحمد بن إدريس
عنه بكتابه " جش " (2). وفي " صه ": ابن محمد بن قتيبة يعرف بالقتيبي النيشابوري أبو
الحسن تلميذ " فش " فاضل عليه اعتمد أبو عمرو الكشي في كتاب الرجال (4). وفي

(1) هداية المحدثين ص 178.
(2) نقد الرجال ص 197.
(3) رجال النجاشي ص 259.
(4) رجال العلامة ص 94.
659

" لم ": علي بن محمد القتيبي تلميذ " فش " نيسابوري (1).
وفي النقد جعل له عنوانين، وذكر ما في " جش " في واحد وما في " لم " في الآخر،
وكأنه ظن التعدد، وهو فاسد وزاد: ويأتي ذكره في محمد بن إسماعيل النيسابوري.
وقال في المدارك بعد ما مر عنه في عبد الواحد بن محمد بن عبدوس من
مدحه: لكن في طريق هذه الرواية علي بن محمد بن قتيبة، وهو غير موثق والممدوح
مدحا يعتد به.
وقال المحدث البحراني بعد نقل ذلك عنه: المفهوم من " كش " في كتاب
الرجال أنه من مشايخه الذين أكثر النقل عنهم، ثم نقل عن بعض مشائخه المعاصرين
على تصحيح العلامة رحمه الله طريقين في ترجمة يونس بن عبد الرحمن هو فيهما، واكثار
" كش " من الرواية عنه، وأنه من مشائخه المعتبرين، وأن الفرق بينه وبين عبد الواحد
تحكم، بل هذا أولى بالاعتماد لا يراد العلامة له في القسم الأول وتصحيحه حديثه في
ترجمة يونس انتهى.
وفي الوجيزة " ح ". وفي الحاوي مذكور في قسم الثقات مع ما عرف من طريقه.
وفي " مشكا ": ابن محمد بن قتيبة الثقة، عنه أحمد بن إدريس وعبد الواحد
بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار (2).
أقول: ويكفي في قبول روايته اعتماد " كش " عليه وتلمذه عند " فش "
وتصريح الجماعة بالوثاقة، وذكره العلامة وغيره في قسم الثقات.
ومنهم: الشيخ العميد والفقيه السديد محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد أبو
جعفر شيخ القميين وفقيههم ووجههم، ويقال: انه نزيل قم وما كان أصله منها، ثقة
ثقة عين مسكون إليه، جليل القدر، عظيم المنزلة، عارف بالرجال موثوق به، يروي
عن الصفار وسعد، روى عنه التلعكبري ذكر أنه لم يلقه بل ورد عليه اجازته على يد

(1) رجال الشيخ ص 487
(2) هداية المحدثين ص 218
660

صاحبه جعفر بن الحسن بن المؤمن بجميع رواياته " صه " (1) " جش " إلى قوله " مسكون
إليه ".
وزاد: له كتب أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن طاهر عنه،
ورأيت اجازته له بجميع كتبه وأحاديثه، مات أبو جعفر محمد بن الحسن بن الوليد
سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة (2).
وفي " لم " جليل القدر بصير بالفقه ثقة، يروي عن الصفار إلى ما مر عن
" صه " وزاد: أخبرنا عنه أبو الحسن بن أبي جيد بجميع رواياته، وفي " ست ": محمد بن
الحسن بن الوليد القمي، جليل القدر، عارف بالرجال، موثوق به، له كتب، أخبرنا بها
ابن أبي جيد، وأخبرنا جماعة عن أحمد بن محمد بن الحسن عن أبيه، وأخبرنا جماعة
عن محمد بن علي بن الحسين عنه (3).
ومنهم: الفاضل الكامل مشيد أصول الشيعة الاثنا عشر، ومكسر ناقوس
الغباوة والضلالة نور الله التستري، له كتب منها كتاب إحقاق الحق جيد، أحي دين الإمامية
، وأمات طرق أهل السنة فيه، ومنها كتاب مجالس المؤمنين فارسي جمع فيه
رجال كثير من رجال الخاصة والعامة.
661

الثاني
في طرق الإجازات
ان أهم المطالب وأتم المآرب والواجب على بني نوع الانسان في كل زمان
وأوان في الدين، وذلك بالنسبة إلينا بدون الرواية والنقل عن الأئمة الطاهرة متعذر،
وقد بينا في أصولنا المبسوطة وقواعدنا المضبوطة في مؤلفاتنا المفصلة أن الأخبار الخاصة
حتى المودعة في الكتب الأربعة غير مقطوعة بتمامها، بل ولا صحيحة أكثرها، خلافا
للاخبارية.
فلابد من اتصال سلسلة السند لاخراجها من الارسال بالنسبة إلى ذوي
الكتب في الأصوليين والاخبار والعلوم الأدبية والرجال والدراية والقصائد وغيرها،
وللاقتفاء بالسلف والخلف، وجريا على دأبهم تيمنا وتبركا باتصال هذه السلسة
الشريفة والعنعنة المنيفة بأهل الشرف والعصمة، ومن بنور هدايتهم يبرأ الأبرص
والأكمة.
ولنقتصر على القليل من طرقي إلى مشايخنا العظام، والكثير منها محال إلى
الإجازات الكبيرة، سيما الإجازة للوالد الأستاذ المسماة بالروضة البهية.
فمن طرقي ما حدثني والدي وأستاذي ومن إليه في العلوم الشرعية اتكالي
واستنادي اجازة وقراءة ومناولة وسماعا المولى العلامة والسيد الفهامة الفائز الجامع
بين درجتي العلم والسيادة محمد شفيع بن الحاج السيد علي أكبر بن السيد محمد بديع
نور الله مضاجعهم.
عن أجلة معاصريه ناشر آثار سيد المرسلين خاتم المجتهدين ركن الشريعة
والدين حجة الاسلام على الخلق أجمعين، مصداق علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل،
كهف الأرامل والأيتام والمساكين الحاج السيد محمد باقر الأصفهاني موقفا ومدفنا
الرشتي أصلا ومولدا.
662

عن جماعة من مشايخه العظام، منهم شمس فلك الإفادة والإفاضة، وبدر سماء
المجد والعز والسعادة، محيي قواعد الشريفة الطاهرة، ومقنن قوانين العلم والديانة،
ملاذ أهل العلم والكياسة، وملجأ الفقراء ومن له العيالة، سيد أساتيد هذه الطبقة
الأمير السيد علي الطباطبائي الحائري مسكنا ومدفنا.
عن الامام الهمام والمولى التمام القمقام، ممهد قواعد العلوم الدينية، بعد ما
كانت تنطمس، ومجدد مباني الأصول عندما كانت تندرس، علامة زمانه وأعجوبة
أوانه، الذي كل من بأخر عنه فقد أخذ من لآلي أصدافه، المولى الاجل آقا محمد باقر
الشهير بالآقا المطلق البهبهاني الأصفهاني الحائري طيب الله تعالى برحمته مأواه، وزين
بفضله وكرمه مثواه.
ومن طرقي أيضا ما حدثني اجازة الشيخ الفقيه والفاضل النبية جامع
الكمالات ومنبع السعادات الشيخ راضي ابن بنت الشيخ جعفر المعروف صاحب
كشف الغطاء، في سنة ثلاث وثمانين بعد المائتين والألف في الغري على ساكنها آلاف
الثناء والتحية، حين مسافرتي إلى مكة المعظمة. عن شيخه وأستاذه وخاله واستناده
الشيخ حسن بن الشيخ جعفر. عن والده الماجد الاجل، كاشف غطاء المطالب
المعضلة، وناشر علم الفقه والفروع المشكلة الشيخ جعفر. عن أستاده المحقق
البهبهاني المشار إليه.
عن والده الاجل الأكمل مولانا محمد أكمل. عن جملة من مشائخه
وأساتيده العظام: منهم: السحاب الماطر، والبحر الذاخر، فتاح قفل العلوم والاسرار،
كشاف الحجب عن الاخبار، مستخرج اللآلي من الآثار، مفخر الأوائل والأواخر،
مولانا ومقتدانا محمد باقر المجلسي.
ومنهم: قطب دائرة الفضل والكمال، وقطر فلك العلم والافضال، مولانا آقا
جمال الدين الخوانساري مكنه الله تعالى مكان العالي.
ومنهم: العلامة المحقق الزكي والفهامة المدقق العلي المولى ميرزا محمد الشيرواني.
عن المولى التقي والشيخ النقي، مفخر أهل الصفا والد مولانا المجلسي
663

محمد الملقب التقي.
عن جماعة من مشائخه السداد، وأساتيده الذين هم العماد والسناد، أجلهم
الشيخ العارف المعروف في الآفاق المدفون في الخراسان، صاحب الكرامات ذو الفنون
من الأدبية ومتن اللغة والأصولين والهندسة والرياضية والإسطرلاب، محمد بن الحسين
بن عبد الصمد الحارثي العاملي عامله الله بلطفه الخفي.
عن والده الاجل الأمجد وأستاذه الأوحد الشيخ حسين.
عن شيخ علماء الاسلام العالم الرباني، والمحقق الصمداني، الفائز بسعادة
الشهادة، زين الدين بن علي بن أحمد العاملي الشهير ب‍ " الشهيد الثاني " رفع الله
قدره.
عن شيخ المحققين وأكمل المدققين، نور الدين علي بن عبد العالي الميسي.
وعن مولانا الشيخ علي الكركي المدعو ب‍ " المحقق الثاني " جميعا عن الشيخ
شمس الدين محمد بن مؤذن الجزيني. عن الشيخ الأجل ضياء الدين علي بن الشهيد
الأول. عن والده السعيد الحائز لأنواع السعادة والشرافة، الفائز بكرامة الشهادة،
فقيه أهل البيت والعترة الطاهرة، محمد بن مكي حشره الله تعالى مع صاحب
الشريعة.
عن جماعة من مشائخه الضخام، منهم: فخر المحققين وقدوة المدققين محمد
بن الحسن بن يوسف بن المطهر.
ومنهم: السيد الجليل والمولى النبيل السيد عميد بن عبد المطلب بن السيد
مجد الدين أبي الفوارس الحسيني الديباجي.
ومنهم: السيد نجم الدين مهنا بن سنان المدني.
ومنهم: الشيخ العلامة الفهامة قطب الدين بن محمد الرازي شارح المطالع والشمسية.
ومنهم: الشيخ الامام العلامة ملك الأدباء والفضلاء رضي الدين أبو الحسن
علي بن الشيخ جمال الدين أحمد بن يحيى المعروف ب‍ " المزيدي ".
كلهم عن الشيخ العلامة آية الله في العالمين الحسن بن يوسف بن علي بن
664

المطهر، نور الله تربته وأفاض عليه المراحم الإلهية.
عن عدة من مشايخه العظام، منهم: والده المعظم سديد الدين برد الله تعالى
مضجعه.
ومنهم: محقق حقائق الأولين والآخرين، سلطان الحكماء والمتكلمين، نصير الملة
والدين محمد بن الحسن الطوسي.
ومنهم: محقق الحقائق، ومظهر الدقائق، قطب دائرة الفضل والافضال،
مركز فلك الجلال والكمال المشتهر ب‍ " المحقق " شيخنا نجم الدين أبي القاسم جعفر
بن الحسن بن يحيى بن الحسن بن سعيد الحلي، خصه الله تعالى بلطفه الجلي والخفي.
ومنهم: السيدان الإمامان الزاهدان العابدان رضي الدين أبي القاسم، وجمال
الدين أحمد بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس الحسيني قدس الله أرواحهم.
عن السيد الجليل شمس الدين فخار بن معد الموسوي.
عن الشيخ الامام أبي الفضل شاذان بن جبرئيل القمي.
عن الشيخ الفقيه أبي جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري.
عن الشيخ النبيل والفاضل الجليل أبي علي الحسن بن محمد بن الحسن
الطوسي الملقب بالمفيد.
عن والده شيخ الطائفة محيي المراسم الدينية، مكمل القواعد الاسلامية،
فتاح نقاب الاشكال عن وجوه الآثار، أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي.
عن جماعة من مشائخه، منهم: الشيخ الامام الهمام، علم الاعلام، فتاح
الرموز، شيخنا أبي عبد الله المفيد نور الله روحه السعيد.
ومنهم: السيد الحسيب النجيب طود النهى علم الهدى، السيد مرتضى أبو
القاسم علي بن أبي أحمد الحسين الملقب ب‍ " ذي المجدين ". ومنهم: غيرهما.
جميعا عن الشيخ الفقيه أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه.
عن ثقة الاسلام والمسلمين، وغوث الايمان والمؤمنين، رئيس المحدثين، الذي
أحيى بجده البليغ وسعيه الأنيق في ضبط الأحاديث الصادرة عن الأئمة الطاهرين
665

شريعة سيد المرسلين، أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني.
عن محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر عليه السلام قال:
من أفتى الناس بغير علم ولا هدى، لعنته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، ولحقه وزر
من عمل بفتياه (1).
وبالاسناد إلى سديد الدين، عن ابن نما، عن محمد بن إدريس الحلي، عن
عربي بن مسافر، عن الياس بن هشام، عن المفيد أبي علي، عن والده أبي جعفر
الطوسي، عن محمد بن محمد بن النعمان المفيد، عن أبي جعفر بن بابويه، عن الشيخ
أبي عبد الله الحسين بن محمد الرازي، عن علي بن مهروية القزويني، عن داود بن
سليمان، عن الامام الثامن عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه أبي عبد
الله، عن أبيه أمير المؤمنين، عن النبي عليهم السلام قال: مثل أهل بيتي مثل سفينة
نوح من ركبها نجى، ومن تخلف عنها زج في النار (2).
ولي أيضا طريق آخر أقصر مما ذكر وأخصر مما سطر عال الاسناد، وهو
الاسناد إلى السيد نعمة الله الجزائري التستري، الذي هو في مرتبة المولى المجلسي
والراوي عنه، قال: حدثني وأجازني السيد هاشم بن الحسين الأحسائي في دار العلم
شيراز في مدرسة المقابلة للسيد محمد عابد في حجرة من الطبقة الثانية على يمين
الداخل، قال: حكى لي استادي الثقة المقدس الشيخ محمد الخرفوشي قدس الله
تربته، عن أبي الدنيا المعمر، عن جميع الأئمة إلى أمير المؤمنين عليهم السلام إلى النبي
صلى الله عليه وآله (3).

(1) أصول الكافي 1 / 42، ح 3.
(2) راجع بحار الأنوار 23 / 120.
(3) فمن جملة ما رويته عن أبي الدنيا ما ذكره الصدوق في اكماله [ص 541] فبالاسناد عن أبي الدنيا بكلا الطريقين
قال: حدثني علي بن أبي طالب عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أحب أهل اليمن فقد
أحبني، ومن أبغض أهل اليمن فقد أبغضني.
666

وأما كتاب الموجز في القراءة والرعاية في التجويد، وباقي كتب مكي بن أبي
طالب المقري، وكتاب الوقف والابتداء للشيخ شمس الدين محمد بن بشار الأنباري
وباقي كتبه، فانا نرويها بالاسناد المتقدم إلى السيد رضي الدين بن قتادة، عن أبي
قتادة، عن أبي حفص الزبيري، عن القاضي بهاء الدين بن رافع بن تميم، عن ضياء
الدين يحيى بن سعدون القرطبي، عن الشيخ أبي محمد عبد الرحمن بن محمد بن
عتاب، عن الإمام محمد مكي بن أبي طالب.
وبالاسناد عن ابن رافع، عن ضياء الدين، عن أبي عبد الله الحسين بن محمد
بن عبد الوهاب، عن أبي جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن مسلمة، عن أبي القاسم
إسماعيل بن سعيد، عن محمد بن القاسم بن بشار الأنباري.
وأما كتاب الشيخ جمال الدين أحمد بن موسى بن مجاهد في القراءات السبع،
فانا نروي بالاسناد عن العلامة، عن والده سديد الدين، عن السيد صفي الدين
محمد بن معد الموسوي، عن نصير الدين راشد بن إبراهيم البحراني، عن السيد فضل
الله الحسيني، عن أبي الفتح بن فضل الأخشيدي، عن أبي الحسن علي بن القاسم
بن إبراهيم الخياط، عن أبي حفص عمر بن إبراهيم الكناني عنه.
وأما كتب اللغة فكتاب الصحاح لإسماعيل بن حماد الجوهري، فنرويه
بالاسناد إلى يوسف بن المطهر والد العلامة، عن مهذب الدين الحسين بن ردة، عن
محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن عبد الصمد التميمي عن أبيه، عن جد
أبيه، عن الأديب أبي منصور بن أبي القاسم البيشكي، عن الجوهري، وكان وفاته سنة
الثالثة والثمانين بعد الثلاثمائة.
وأما كتاب اصلاح المنطق لابن السكيت، فبالاسناد إلى العلامة عن أبيه،
عن السيد فخار، عن الشيخ أبي الفتح محمد بن الميداني الواسطي، عن الرئيس
حسين بن محمد بن عبد الوهاب المعروف بالبارع، عن محمد بن أحمد بن مسلم المعدل
أبي القاسم بشار الأنباري، عن أبيه القاسم، عن عبد الله بن محمد الرستمي، عن
667

يعقوب بن إسحاق السكيت.
وهو من أجلاء الشيعة وأصحاب الأئمة، وله عن أبي جعفر عليه السلام
رواية ومسائل، قتله المتوكل لأجل التشيع وأمره مشهور، وكان عالما بالعربية واللغة، ثقة
مصدق لا يطعن عليه بشئ له كتب، منها كتاب اصلاح المنطق، وكتاب الألفاظ،
وكتاب ما اتفق لفظه واختلف معناه، وكتاب الأضداد، وكتاب المؤنث والمذكر، وكتاب
المقصور والممدود، وكتاب الطير، وكتاب النبات، وكتاب الوحش، وكتاب الأرضين
والجبال والأودية، وكتاب الأصوات، وكتاب ما صنفه في شعر الشعراء.
أخبرنا أبو أحمد عبد السلام بن الحسين بن محمد بن عبد الله البصري، قال:
حدثنا أبو القاسم عمر بن محمد الحلال، قال: حدثنا أبو عبد الله إبراهيم بن عرفة،
قال حدثنا ثعلب عن يعقوب " جش " (1).
وأما كتاب الجمهرة وباقي مصنفات ابن دريد ورواياته وإجازاته، فانا نرويها
بالأسانيد إلى المحقق، عن السيد فخار، عن أبي الفتح محمد الميداني، عن ابن
الجواليقي، عن الخطيب أبي زكريا التبريزي، عن أبي محمد الحسن بن علي الجوهري،
عن أبي بكر الجراح، عن محمد بن دريد.
وأما كتاب الغريبين، فبالاسناد عن ابن معد الموسوي، عن أبي الفرج بن
الجوزي، عن ابن الجواليقي، عن أبي زكريا الخطيب التبريزي، عن أبي القاسم
المغري، عن الهروي.
وأما كتاب مجمل اللغة، فبالاسناد عن الخطيب التبريزي، عن الوزير أبي
الفتح سليمان بن أيوب الرازي، عن أحمد بن فارس صاحب كتاب مجمل اللغة وجميع
مصنفاته.
وأما ديوان الحماسة، فبالاسناد عن ابن الجواليقي، عن أبي الصقر الواسطي،
عن الحبشي، عن التنسي، عن الأنطاكي، عن أبي تمام حبيب بن أوس الطائي صاحب

(1) رجال النجاشي 449 - 450.
668

ثم اعلم أني قد استجازني جمع من طلبة أهل العصر قبل هذه الأيام، فأجزت
لهم في الإجازات المنفردة، حيث رأيتهم أهلا لذلك المقام، وأني وان لم أكن من فرسان
هذا الميدان، ولا من محلى حلية هذا الزمان، لكن وسمت بأهل الإجازة، إذ قد ينظم مع
الزبرجد الزجاجة، وتطفلت على أهل تلك الدرج، فقد ينتظم مع اللؤلؤ السبج.
وها أنا أجزت لكل من يكون أهلا للرواية جميع ما صحت في روايته عن
مشائخي الاعلام، وثبتت لدي درايته بالأسانيد المتقدم إليها الإشارة، وغيرها مما لم
أذكرها هنا، ولكنه مذكور في الإجازات الكبيرة من كتب أصحابنا في جميع العلوم من
مروياتهم ومقرواتهم ومجازاتهم ومسموعاتهم ومناولاتهم، في كل مفهوم منها ومعلوم.
ولا سيما الأحاديث والفقه والتفسير والرجال والدراية والأصولين واللغة،
والنحو والصرف والمعاني والبيان والقصائد والمراثي والألغاز وكتب الدعوات، وما دخل
في حيز هذا الشأن وارتبط بهذا المكان.
وكذا أجزت لهم رواية ما جرى به في قلمي من التصنيف وما صدر مني في قالب

وقال أيضا: سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام قال: أصاب النبي صلى الله عليه وآله جوع شديد وهو
في منزل فاطمة عليها السلام، قال علي عليه السلام فقال لي النبي صلى الله عليه وآله: يا علي هات المائدة فقدمت
المائدة فإذا عليها خبر ولحم مشوي.
وقال: حدثني علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قرأ قل هو الله أحد
مرة فكأنما قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها مرتين فكأنما قرأ ثلثي القرآن، ومن قرأها ثلاثا فكأنما قرأ القرآن كله.
وقال: حدثني علي بن أبي طالب عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كنت أرعى الغنم
فإذا أنا بذئب على قارعة الطريق، فقلت له: ما تصنع هاهنا؟ فقال لي: وأنت ما تصنع هاهنا؟ قلت: أرعى الغنم،
قال لي: مر أو قال: ذا الطريق، قال: فسقت الغنم، فلما توسط الذئب الغنم إذ انا به قد شد على شاة فقتلها،
قال: فجئت حتى أخذت بقفاه فذبحته، وجعلت أسوق الغنم، فلما سرت غير بعيد وإذا أنا بثلاثة أملاك: جبرئيل،
وميكائيل وملك الموت صلوات الله عليهم، فلما رأوني قالوا: هذا محمد بارك الله فيه، فاحتملوني واضجعوني وشقوا
جوفي بسكين كان معهم وأخرجوا قلبي من موضعه وغسلوا جوفي بماء بارد كان معهم في قارورة حتى نقي من
الدم، ثم ردوا قلبي إلى موضعه وأمروا أيديهم إلى جوفي، فالتحم الشق بإذن الله تعالى، فما أحسست بسكين ولا
وجع، قال: وخرجت أعدو إلى أمي يعني حليمة داية النبي صلى الله عليه وآله. فقالت لي: أين الغنم؟ فخبرتها
الخبر، فقالت: سوف يكون لك في الجنة منزلة عظيمة " منه " عفى الله عنه.
669

التأليف من كتب ورسائل وحواشي وقيود وأجوبة المسائل كما سنشير إليها عن
قريب.
وأما الطريق إلى مصنفات العامة ومروياتهم، فلا بأس إلى الإشارة إلى طرق
كتب القراء وأئمة اللغة والنحو والصرف، وكتب أخبار العامة وتفاسيرهم، فانا نروي
كتب القراء; فكتاب التيسير للشيخ أبي عمرو الدواني بأسانيدي إلى السيد تاج الدين
ابن معية عن جمال الدين يوسف بن حماد، عن السيد رضي الدين بن قتادة، عن
الشيخ أبي جعفر عمر بن معن الزبيري الضرير امام مسجد رسول الله صلى الله عليه
وآله، عن الشيخ أبي عبد الله محمد بن عمر بن يوسف القرطبي، عن الشيخ أبي
الحسن علي بن محمد بن بن أحمد الجديعي الضرير المالقي، عن الشيخ أبي محمد عبد
الله بن سهل، عن صاحب الكتاب.
وبالاسناد عن الشيخ الشهيد، عن الشيخ عز الدين أبي البركات خليل بن
يوسف الأنصاري، عن عبد الله بن سليمان الأنصاري الغرناطي، عن أحمد بن علي
الطباخ، عن عبد الله بن محمد بن مجاهد العبيدي، عن أبي خالد زيد بن رفاعة
اللخمي، عن علي بن أحمد بن خلف الأنصاري، عن علي بن الحسين المرسي، عن
الشيخ المزبور.
وأما كتاب حرز الأماني المعروف بالشاطبية، فانا نرويه بهذا الطريق، عن
الشيخ خليل الأنصاري الجعبري بسنده عن مصنفها أبي القاسم بن ضيرة الشاطبي،
ناظم القصيدة الموسومة بحرز الأماني.
وبالاسناد عن الشهيد، عن الشيخ جمال الدين أحمد بن الحسين بن محمد
بن مؤمن الكوفي، عن الشيخ شمس الدين محمد بن محمد الغزالي المصري، عن
الشيخ زين الدين علي بن يحيى الربعي، عن السيد عز الدين حسين بن قتادة المدني،
عن الشيخ مكين الدين يوسف بن عبد الرزاق، عن ناظم القصيدة.
وعن الشهيد، عن الشيخ شمس الدين محمد بن عبد الله البغدادي، عن
الشيخ محمد بن يعقوب المعروف بابن الجرائدي، عن ولد المصنف، عن والده الناظم.
670

الحماسة، وكذا جميع مروياته ومصنفاته.
وأما كتاب الفصيح، فبالاسناد عن السيد فخار، عن عميد الرؤساء هبة الله بن
أيوب، عن ابن العصار، عن أبي الحسن سعد الخير بن محمد الأندلسي، عن أبي سعيد
محمد بن محمد المظفري، عن أحمد بن عبد الله الأصفهاني، عن أبي الحسن محمد بن
أحمد بن كيسان النحوي، عن أبي العباس أحمد بن يحيى المشهور ب‍ " ثعلب " صاحب
الفصيح وجميع مصنفاته.
وأما كتاب القاموس، فنرويه بالاسناد إلى شيخنا البهائي، عن محمد بن
محمد بن أبي اللطيف، عن أبيه، عن محمد بن أبي الخير المصري، عن الحافظ أبي
الفضل محمد بن محمد الهاشمي المكي، عن مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي
صاحب الكتاب.
وكان مولده في شهر الربيع سنة التاسعة والعشرين بعد السبعمائة ليلة
العشرين من شهر شوال سنة السابعة عشر بعد الثمانمائة، وعمره على هذا ثمان
وثمانون سنة تقريبا.
وأما كتب النحو والصرف والعروض، فأما ألفية ابن مالك، فنرويها بالطريق
عن الشهيد الأول، عن الشيخ شهاب الدين، عن أبي العباس أحمد بن الحسن بن
أحمد النحوي فقيه الصخرة ببيت المقدس، عن الشيخ برهان الدين إبراهيم بن عمر
الجعبري، عن الشيخ شمس الدين محمد بن أبي الفتح الدمشقي، عن محمد بن عبد
الله بن مالك ناظم كتاب الألفية.
وأما كتب ابن الحاجب، فنرويها بالأسانيد المسطورة في الكتب المعتبرة
المتقدمة وغيرها إلى الشيخ العلامة الحلي عن الشيخ جمال الدين الحسين بن أبان
النحوي.
قال العلامة: وكان هذا الشيخ أعلم زمانه بالنحو والتصرف، وله تصانيف
حسنة في الأدب. عن شيخه شمس الدين سعد الدين أحمد بن محمد المقري النسائي،
عن ابن الحاجب.
671

وأما كتاب لمع ابن جني، فبالاسناد إلى الشيخ رضي الدين المزيدي، عن
والده أحمد، والشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد، عن الشيخ الأديب مهذب الدين
بن كرم النحوي، عن الشيخ نجيب الدين أبي البقاء العكبري، والشيخ علي بن فرج
السوراوي، كلاهم عن الشيخ أبي محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب النحوي، عن
السيد النقيب هبة الله بن الشجري، عن أبي المعمر يحيى بن هبة الله بن طباطبا
الحسني، عن القاضي أبي القاسم عمر بن ثابت الثمانيني النحوي، عن ابن جني
كتاب اللمع وغيره من مصنفاته.
وبالاسناد عن السيد فخار، عن أبي الفتح الميداني، عن ابن الجواليقي، عن
أبي زكريا يحيى بن علي الخطيب التبريزي، عن الثمانيني أو اليماني جميع كتب ابن
جني.
وأما كتب ابن الجواليقي، فبالاسناد عن السيد فخار، عن أبي الفتح الميداني
عنه جميع كتبه.
وأما كتب الخطيب التبريزي، فبالاسناد عن ابن الجواليقي. وعنه عن
الخطيب، وعن أبي العلاء المقري والثمانيني وأبي الحسن بن عبد الوارث جميع كتبهم.
وعن ابن جني، عن أبي علي الفارسي عن أبي بكر بن السراج جميع كتبه.
وعن أبي علي الفارسي عن أبي بكر السراج جميع كتبه.
وعن ابن السراج عن الزجاج جميع كتبه.
وعن الزجاج، عن أبي العباس المبرد جميع كتبه.
وعن أبي العباس المبرد، عن أبي عثمان المازني جميع كتبه.
وعن المازني عن الجرمي جميع كتبه. وعن الجرمي عن أبي الحسن الأخفش
عن سيبويه جميع كتبه. وتوفى سيبويه سنة الرابعة والستين بعد المائة، وعمره اثنتان
وثلاثون سنة، وقبره في شيراز معروف.
وسيبويه يروي عن الخليل بن أحمد النحوي الصرفي العروضي جميع كتبه.
وكان هذا الرجل من أصحابنا الإمامية، ذكره العلامة في القسم الأول من الخلاصة،
672

وقال: انه أفضل الناس في الأدب، وقوله حجة فيه، واخترع علم العروض، وفضله
أشهر من أن يذكر، وكان امامي المذهب (1) انتهى.
وكان مولده سنة المائة، ووفاته سنة الحادية والسبعين، وقيل: الخامسة والسبعين
بعد المائة.
قال شيخنا الشهيد الثاني في اجازته بعد ذكر هذه الطرق، فهؤلاء أئمة اللغة،
ومن تأخر عنهم انما اقتفى على اثارهم، ونسج على منوالهم، فلا جرم اقتصرنا على ذكر
الطريق إليهم وايثارا للاختصار، ولو حاولنا ذكر كل طريق إلى كل من بلغنا من
المصنفين والمؤلفين لطال الخطب، والله تعالى ولي التوفيق (2) انتهى.
ونحن أيضا اقتصرنا على المأثور منه مع تغيير ما في بعض عباراته، وأماما وقفنا
عليه من الطرق إلى كتب أخبار العامة وتفاسيرهم التي تلتجئ الحاجة إلى الاخذ منها
لأجل الرد عليهم، خصوصا صحاحهم الستة، فان له ربطا تاما في اثبات مذهب
الشيعة.
فمنها: كتاب الولاية ل‍ " عقد "، فبالاسناد المتقدم وغيره إلى العلامة عن أبيه
عن السيد رضي الدين بن طاووس، عن الشيخ السعيد تاج الحسين بن دربي، عن
الموفق أبي عبد الله أحمد بن شهريار الخازن، عن عمه حمزة بن محمد، عن خاله أبي
علي بن محمد بن الحسن، عن أبيه محمد بن الحسن، عن أبي الحسن أحمد بن محمد
بن موسى بن الصلت الأهوازي، عن عقد، وله كتب كثيرة.
قال الشيخ الطوسي: سمعت جماعة يحكون عنه أنه قال: أحفظ مائة
وعشرين ألف حديثا بأسانيدها، وأذاكر ثلاثمائة ألف حديث (3).
ومنها: كتاب صحيح محمد بن إسماعيل البخاري، فبالاسناد إلى شيخنا
البهائي، عن محمد بن محمد بن محمد بن أبي اللطيف المقدسي، عن أبيه محمد بن

(1) رجال العلامة: 67.
(2) اجازة الحديث المطبوع في آخر حقائق الايمان: 266.
(3) رجال الشيخ: 442.
673

محمد عن شيخه كمال الدين، عن محمد بن أبي شريف المقدسي، عن أبي الفتح محمد
بن أبي بكر، عن أبي الحسن محمد المراغي، عن أبي عبد الله محمد بن إسماعيل
القرشيدي، عن السيد أبي عبد الله محمد بن سيف الدين فليح بن كيكلدي العلائي،
عن قاضي القضاة أبي عبد الله محمد بن مسلم بن مالك الحنبلي، عن أبي عبد الله
محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد المقدسي، عن أبي طاهر محمد بن عبد الواحد
البزاز، عن محمد بن أحمد بن حمدان، عن محمد بن التميم، عن محمد بن يوسف
الغريزي، عن محمد بن إسماعيل البخاري بكتابه المذكور وجميع مصنفاته.
وكان مولده في شوال في سنة الرابعة والتسعين بعد المائة، ووفاته ليلة عيد
الفطر سنة السادسة والخمسين والمائتين.
قال شيخنا يوسف: وهذا السند من غريب الأسانيد، باتفاق كون رجالهم
جمع من المحمدين. ويمكن تتميمه من أول الطريق إلى هناك كذلك: بالرواية عن
الوالد الأستاذ، عن حجة الاسلام، عن محمد علي بن الآقا البهبهاني، عن والده محمد
المدعو بالباقر، عن والده محمد أكمل، عن المولى محمد باقر المجلسي، عن والده محمد
تقي المجلسي، عن محمد البهائي الحارثي إلى آخر الطريق المذكور.
وبالاسناد عن السيد محمد بن علي بن حيدر بن المكي، عن الفاضل محمد
شفيع بن محمد علي الاسترآبادي، عن والده المحقق عن المولى محمد تقي المجلسي.
ومنها: صحيح مسلم بن الحجاج، فبالاسناد إلى البهائي، عن محمد بن محمد
بن محمد بن أبي اللطيف الشافعي، عن أبيه، عن جده لامه تقي الدين القرشيدي
عن خال والده العلامة السيد شهاب الدين أحمد بن الحافظ الشهير بابن سعيد
القلانسي، عن الخطيب أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن الشافعي، عن أبي
العباس أحمد بن عبد الواحد بن الدائم بن نعمة المقدسي، عن محمد بن محمد بن
علي بن صدقة، عن أبي عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الصاعدي، عن أبي الحسين
عبد الغافر بن محمد الفارسي، عن أبي أحمد محمد بن عيسى بن عمروية الجلودي،
عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان عنه.
674

وبالاسناد عن العلامة، عن السيد رضي الدين بن طاووس بالاسناد المتقدم
إلى الشيخ محمد بن علي بن شهرآشوب، عن أبي عبد الله محمد الفزاري، عن أبي
الحسين عبد الغافر الفارسي النيسابوري عن ابن عمروية الجلودي، عن أبي إسحاق
محمد الفقيه عن مسلم بصحيحه وجميع كتبه.
ومنها: تفسير القاضي البيضاوي ناصر الدين عبد الله بن عمر بن محمد بن
علي، فبالاسناد عن شيخنا البهائي، عن محمد بن محمد بن محمد بن أبي اللطيف بن
علي بن منصور بن زين العرب القرشي الشافعي الأشعري، عن جماعة من مشائخه
منهم والده، عن شيخه زكريا بن محمد الأنصاري المقري ومحمد بن أبي شريف
المقدسي، قال: أخبرني أبو الفضل بن حجر العسقلاني، عن الميداني، عن عمرو بن
الياس المراغي عنه. ومات البيضاوي سنة الثانية والتسعين بعد التسعمائة، فهو معاصر
لوالد البهائي والشهيد الثاني.
ومنها: كتاب الكشاف بالسند المتقدم، عن ابن حجر، عن إبراهيم بن أحمد
التنوخي، عن أبي حيان محمد بن يوسف الجبائي، عن أبي جعفر أحمد بن إبراهيم بن
الزبير، عن أبي الخطاب محمد بن أحمد الكوفي، عن أبي البركات، عن أبي القاسم
محمود بن عمر جار الله الزمخشري بجميع مصنفاته.
وبالاسناد عن العلامة في اجازته لابن زهرة، عن الشيخ عبد الله بن جعفر
بن الصباغ الكوفي، عن نور الدين محمد بن محمود بن محمد، عن علاء الدين أبي
الفضل محمد بن محمود الترجماني، عن أبي محمد الحسين بن سعيد بن البارع، عن
برهان الدين أبي المكارم ناصر بن أبي المكارم المطرزي، عن أبي المؤيد موفق بن أحمد
المكي، عن أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري بجميع كتبه ومصنفاته.
وكان مولد الزمخشري يوم الأربعاء السابع والعشرين من رجب سنة السابعة
والستين بعد الأربعمائة، ومات ليلة عرفة سنة الثامنة والثلاثين والخمسمائة بجرجانية
خوارزم.
ومنها: مسند أبي داود محمد بن سليمان بن الأشعث السجستاني، بالاسناد
675

المتقدم عن أبي جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب، عن أبي الحسن الأبنوسي، عن
أبي العباس التستري، عن الهاشمي، عن اللؤلؤي عنه.
ومنها: كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم الحافظ، بالاسناد عن محمد بن شهرآشوب
، عن أبي سعيد عبد اللطيف الأصفهاني، عن أبي علي الحداد عن أبي نعيم أحمد
بن عبد الله الأصفهاني.
ومنها: مسند أبي يعلى الموصلي، بالاسناد عن ابن شهرآشوب، عن أبي
القاسم الشحام، عن أبي سعيد الكنجرودي، عن أبي يعلى أحمد بن المثنى الموصلي.
ومنها: كتاب تاريخ الخطيب، عن ابن شهرآشوب، عن عبد الرحمن بن زين
الفزاري، عن أبي بكر بن ثابت الخطيب.
ومنها: كتاب عجائب المخلوقات للقاضي عماد الدين زكريا بن محمود
القزويني، بالاسناد عن السيد غياث الدين عبد الكريم بن أحمد بن طاووس عن
المصنف.
ومن ذلك ما صنفه الشيخ جمال الدين الحسين بن أبان النحوي وجميع ما رواه
وقرأه وأجيز له روايته، بالاسناد عن العلامة عنه، قال العلامة في اجازته لابن زهرة:
وهذا الشيخ كان أعلم زمانه في النحو والتصريف له تصانيف حسنة في الأدب.
ومن ذلك جميع ما صنفه الشيخ المعظم شمس الدين محمد بن محمد بن أحمد
الكشي في العلوم العقلية والنقلية، وما قرأه ورواه وأجيز له روايته بالاسناد عن
العلامة عنه.
قال العلامة في اجازته لابن زهرة: وهذا الشيخ كان أفضل علماء الشافعية
ومن أنصف الناس كنت أقرأ عليه، وأورد عليه اعتراضات في بعض الأوقات، فيفكر ثم
يجيب تارة وتارة أخرى يقول: حتى أفكر، في هذا عاودني بعد السؤال فأعاوده يوما
ويومين وثلاثة، فتارة يجيب وتارة يقول: عجزت عن جوابه.
ومن ذلك ما صنفه الشيخ نجم الدين علي بن عمر الكاتبي القزويني ويعرف
بدبيران، وما قرأه ورواه وأجيز له روايته، بالاسناد عن العلامة عنه، قال: وكان من
676

فضلاء العصر وأعلمهم بالمنطق، وله تصانيف كثيرة وقرأت عليه شرح الكشف الا
ما شذ، وكان له خلق حسن ومناظرات جيدة، وكان من فضلاء علماء الشافعية عارفا
بالحكمة.
ومن ذلك جميع ما صنفه الخطيب الرازي، بالاسناد عن العلامة عن نجم
الدين دبيران المتقدم إليه الإشارة، عن أثير الدين وأفضل الدين جميعا عنه.
ومن ذلك جميع ما صنفه أثير الدين الفضل بن عمر الأبهري، وجميع
مصنفات أفضل الدين، عن العلامة، عن شيخه دبيران عنهما.
ومن ذلك جميع ما صنفه أبو محمد القاسم بن علي الحريري البصري صاحب
المقامات، بالاسناد عن العلامة عن والده سديد الدين، عن السيد فخار بن معد
الموسوي، عن الشيخ أبي الفتح محمد بن أحمد القاضي الميداني، عن أبيه، عن
الحريري. وكان مولده سنة السادسة والأربعين بعد الأربعمائة، ووفاته سنة السادسة
عشر، وقيل: الخامسة عشرة بعد الخمسمائة.
ومن ذلك خبر الأمير حسام الدولة المقلد بن رافع، بالاسناد عن العلامة في
اجازته لبني زهرة، عن السيد رضي الدين بن طاووس الحسيني، عن السيد تاج الدين
الحسن بن الدربي، عن أبي العامز سالم بن مارويه في سنة إحدى وتسعين وخمسمائة
عن أبي البقاء هبة الله بن ناصر بن نصر، عن أبيه، عن الأسعد، عن الرئيس أبي
الغنائم أحمد بن علي المزرع عمن حدثه عن بعض أهل الموصل.
قال: عزمت على الحج، فأتيت الأمير حسام الدولة المقلد بن رافع وهو أميرنا
يومئذ فودعته وعرضت الحاجة عليه، فاستخلاني وأحضر مصحفا فحلفني به لأبلغن
رسالته، وحلف لان ظهر هذا الحديث لأقتلنك.
فلما فرغ قال: إذا أتيت المدينة فقف عند قبر محمد، وقل: يا محمد فقلت
وصنعت وموهت على الناس في حياتك، ثم أمرتهم بزيارتك بعد مماتك وكلام نحو هذا،
فسقط في يدي لما أتيته ولم أعلم أنه يرى رأي الكفار.
ثم سرت فحججت وعدت حتى أتيت إلى المدينة وزرت رسول الله صلى الله
677

عليه وآله، وهبت أن أقول ما قال لي وبقيت أياما حتى إذا كان ليلة سيرنا، فذكرت
يميني بالمصحف، فوقفت أمام القبر وقلت: يا رسول الله حاكي الكفر ليس بكافر،
قال لي المقلد بن المسيب كذا وكذا، ثم استعظمت ذلك فوقفت منه، فأتيت رحلي
رفاقي ورميت نفسي وتدثرت وصرت كالمحموم.
فلما جن الليل رأيت في منامي رسول الله صلى الله عليه وآله وعليا عليه
السلام وبيد علي سيف وبينهما رجل نائم وعليه ازار ديبقي أبيض بطراز أحمر، فقال
لي رسول الله صلى الله عليه وآله: يا فلان اكشف عن ووجهه، فكشفت، قال: تعرفه؟
قلت: نعم، قال: من؟ قلت: هو المقلد بن المسيب، قال: يا علي اذبحه، فأمر السيف
على نحره ورفعه فمسحه بالإزار على صدره مسحتين، فأثر الدم فيه خطين.
ثم انتبهت مرعوبا ولم أكن أحدث أحدا الا وأخبرت صاحبي، وكتب شرح
المنام وأرخ الليلة، ولم نعلم به ثالثا، وسرنا حتى أتينا الكوفة وجئنا الأنبار، فوجدنا
الأمير أنه أصبح مذبوحا على فراشه، فلما وصلنا الموصل سألنا عن الخبر فلم يدر أحد
الا أنه أصبح مذبوحا، فسألنا غلمانه وخاصته وأخبرونا بما أخبر به الناس، فسألنا عن
الليلة فوجدناها التي أرخناها بالمدينة.
فغمزني صاحبي وغمزته، ثم قلنا قد بقي شئ واحد الازار والدم الذي عليه،
وسألنا عمن غسله فأرشدونا إليه فسألناه، فأخرج ما أخذه من ثيابه، ومن جملته الازار
الأبيض المطرز بالأحمر وفيه الخطان. قال أبو البقاء بن ناصر: ورأيت أنا بعد نسخي
لهذا الحديث أن ذلك كان في سنة (390) (1).
هذا وقد أجزت لجميع طلبة العلم أن يروي عني جميع ما صنفه العامة والخاصة
بأسانيدي المسطورة المشار إليها هنا وفي الإجازات المبسوطة، مثل الروضة البهية
واللؤلؤة، بل ومن أراد الإحاطة بما زاد على ذلك، فليرجع إلى فهارست أصحابنا

(1) راجع إلى طرق الإجازات التي رواها عن العامة إلى كتاب لؤلؤة البحرين: 423 - 441. وإجازة الحديث للشهيد
الثاني المطبوع في آخر كتاب حقائق الايمان.
678

السابقين ومطولات إجازاتهم.
ولا سيما كتاب الإجازات للسيد رضي الدين بن طاووس، وكتاب
الإجازات لشيخنا صاحب بحار الأنوار، وفهرست الشيخ، وكتاب ابن شهرآشوب
، وكتاب منتجب الدين، ورسالة أبي غالب، وإجازة علي بن عبد العالي الكركي
لعلي بن عبد العالي الميسي، ولولده الشيخ إبراهيم، وإجازة نعمة الله علي بن أحمد بن
خاتون لعلي بن الشيخ جمال الدين أحمد بن الإمام الناقد الثقة أورع الزاهدين
وشرف العابدين الحسن بن أبي جامع العاملي وغيرها.
ولكن اشترطت عليهم بما شرط علي مشائخي من الشرائط المعتبرة عند
أهل الدراية والرواية، ومن مراقبة الله في السر والعلانية، وتوطين النفس على اتباع
الشريعة المحقة فيما ظهر وبطن، والتوجه بالكلية إلى القبلة الحقيقية، تاركا للنظر إلى
ما متع به المترفون والمتأمرون من الالتفات إلى الدنيا الدنية، وأن لا ينسوني وكذا
مشائخي الاجلاء من دعوة مقبولة في أوقات خلواتهم وأعقاب صلواتهم، فان لهذا
الشأن أوقات، كما أن للحرمان آفات، فليرووا عني جميع ما مر مع مراعاة الشروط
المعتبرة عند أئمة النقل متى شاؤوا وأحبوا لمن شاؤوا وأحبوا.
ولنختم الكلام بأخصر ما وصل لي في النهاية، وهو طريق عجيب حدثني أحد
أشياخي، وهو شيخي وأستاذي في العلوم أدبية والتفسير الملا محمد باقر الجرفادقاني
الوانشاني، عن بعض الثقات والنقاة من أهل السياحة عن زعفر الجني.
وقد ذكرنا تمام الحكاية في مصنفي الجامع للمقاصد في مسألة صلاة العراة،
حيث أن ذلك الثقة قد لقى زعفرا في أيام سياحته وأخذ منه العلوم وكثير من الآثار،
سيما الحديث المشهور المعروف منه حين ظهوره في الطف في خدمة الامام الشهيد أبي
عبد الله عليه السلام وأخباره بما وقع وطول عمره بسبب دعائه عليه السلام، فأجازني
الأستاذ أن أروي عنه، وأجزت لهم أن يروون هذه الحكاية، والله ولي السرائر.
679

الثالث
في ذكر نبذة من أحوال المؤلف الفقير كثر الجرم والتقصير
حيث أن الخوض في الحالات من عنفوان الصبابة إلى هذه الأوقات، مع كثرة
الابتلاءات ووفور الآفات وغزارة الحسد، لعله موجب لارتكاب الامر العسير،
فلنقتصر على اليسير.
فنقول: ان السن إذا بلغ الاثنا عشر قد اندرجت نفسي الخاطئة في زمرة
الأطفال المتعلمة عند المعلم في رستاق جابلق، مع أخي الصبي الأكبر مني بقليل،
فقرأت القرآن ثم اشتغلت بالكتب الفارسية عند معلم آخر في مدينة بروجرد، وبتعليم
الخط في هذا الخلال.
ثم شرعت في العربية وقرأت الأمثلة وشرحها في برهة من الزمان، إلى أن
وصلت إلى قراءة الصمدية والألفية وأمثالهما من كتب النحو، فقرأت طائفة منها عند
الأستاذ الماهر الجرفادقاني، وطائفة أخرى كالمغني عند السيد السند والركن المعتمد
الفاضل الكامل الأمير أبو القاسم التستري، وهو طاب ثراه كان ماهرا في فن
النجوم، لم ير مثله في زمانه، شديد التصلب في الدين، منزويا في زاوية العزلة، قليل
البضاعة شاكرا لنعمائه، هو مصداق قول الشاعر:
* كم عاقل عاقل أعيت مذاهبه *
الا أنه نور الله مرقده كان له رمد العين يمنعه من الاشتغال بالمطالعة
والتدريس، حتى أني حين تلمذي في خدمته كنت مع أخي المرحوم تلونا عبارة الكتاب
ثم يترجمها، بل ربما نبتدئ بقراءة العبارة، فيتلو باقيها بكمال مهارته في النحو، سيما
في عبارات كتاب المغني، وكنا حين اشتغالنا بالتدريس عنده نكتب ترجمة الاشعار
الموجودة فيه، فقرأنا من باب المفردات أكثرها، وكتبنا ترجمة أشعار ما قرأناه بالفارسية،
نظير شواهد السيوطي.
ثم اشتغلنا بقراءة علم البيان عند العالم الجليل والفقيه النبيل المولى الاجل
680

اللوزعي الذي هو بين أمثاله واقرانه كالقمر المضئ الميرزا عبد المحمد الكرمانشاهي
دام علاه، وهو أدام الله أيام إفاداته عالم فاضل من أحد تلامذة المولى الوالد الأستاذ
العلامة، وكان منزلته لديه أعلى من منازل سائر الطلاب، وكان يعظمه ويكرمه ويشفق
عليه كمال الشفقة، وقد ذهب به في أوائل اشتغاله بالتحصيل عنده إلى زيارة المشهد
المقدس الرضوي مع جماعة أخرى من تلامذته، وكنت ذلك اليوم مشتغلا بقراءة
السيوطي من النحو والحاشية من المنطق عند خال والدتي رحمه الله.
وبالجملة فلم يتعمم أو ان تحصيله في البروجرد، بل كان مكلى في مجلس
الدرس، فمن لم يعرفه ربما يخيل كونه عاميا ويشتبه عليه ما لم يشتغل بالتكلم والمناظرة
والمباحثة، إلى أن فرغ من التحصيل وأجازه الوالد نور الله ضريحه، فتعمم في اليوم
الذي سافر إلى وطنه. وهذا الشيخ كان عالما بالأصولين والهندسة والهيئة والرياضي
والنجوم، حسن الخط طريفا أديبا، وبالجملة فقرأنا عنده المختصر إلى علم البديع.
ثم اشتغلنا في قراءة معالم الأصول، فراح إلى كرمانشاه، فاشتغلنا بقراءته
عند جمع آخر من تلاميذه، منهم الأخ الاجل الأفخم الأعلم الحاج السيد النبيل علي أكبر
المدعو ب‍ " الآقا كوجك " أعلى الله مقامه. ولكن الوالد الأستاذ كان مواظبا في التربية،
ولم يقتصر على تربية الغير من بدو التحصيل إلى نهايته، مع علو درجته عن تربية
أمثالي وأقراني، سيما في أوائل التحصيل، بل لا زال يدرسنا أو يذاكرنا ويسأل عن
الدرس في الليل أو النهار، مع استغراق أوقاته في التدريس والأمور الحسبية ورفع
الخصومة بين البرية والابتلاء بالضيعة والسؤال والجواب مع الظلمة وحسدة البلد، كما
هو كذلك في كل مصر وعصر.
ثم شرعت في قراءة زبدة الأصول مع شرح اللمعة، وبعدهما شرعت في
قراءة الرياض، وفي هذه المدة ألفت شرحا على الزبدة.
وسافر الوالد الأستاذ في سنة ثلاث وستين بعد المائتين والألف إلى زيارة قبر
مولانا سيد الشهداء عليه السلام، فبعد مراجعته من العتبات العاليات دخلت في
مجلس درس الوالد الأستاذ في قراءة حجية الاخبار مع جمع كثير من تلامذته المستعد
681

ين المدعين لمرتبة الاجتهاد، فكنت في خدمته من أول تحصيلي الأصول إلى أن توفى،
وكلما قرأت مسألة من المسائل الأصولية حررتها بعين ما قرره.
وفي خلال هذه الأحوال اشتغلت بالتدريس والمباحثة من أول طلوع
الشمس إلى ساعة أو أكثر بعده، وبعد الفراغ منه أحضر مجلس الوالد إلى الظهر،
فعدت إلى داري وكنت مشتغلا بالمطالعة وتحرير الدرس بعد رفع الكسالة بالنوم وأداء
الصلاة، حتى بقيت من النهار ساعتان، وفيهما كنت مشغولا بتقرير درس الوالد
الأستاذ لجمع من متعلميه، اما في منزلي أو في المدرسة، وكان هذا دأبي وطريقتي في سنين
عديدة.
إلى أن وفقني الله فخرجت من حضيض التقليد إلى الاستنباط وتحصيل
الفروع على وجه الاستدلال، ومع ذلك لم أزل فائزا بتحصيل علمي الفقه والأصول
عنده في أيام التحصيل إلى أن مات. وفي أيام التعطيل كيوم الأربعاء والخميس وأشهر
الصيام مشغولا بالدراية والرجال.
الا أن كثيرا من الأوقات في خلال سنين التحصيل كنت مبتلى بابتلاءات
خطيرة والعطال، سيما بعد التأهل وحصول نعمة الأولاد والأطفال، فتوفي الوالد فازداد
لي الاشتغال من الابتلاء بالقروض الكثيرة وأذى ذوي الأذناب وحسدة الأقارب،
وبغض أهل النفاق والشقاق إلى زمان تأليف هذا الكتاب، فأشكر الله على جزيل
انعامه، أرجو منه الثواب ودفع العقاب، وانما أشكو بثي وحزني إلى رب الأرباب، وانتظر
الانتقام من الملك الوهاب.
ولكني مع هذه الحال كنت أحب الارتسام في سلسلة الطلاب، والدخول في
حوزة العلماء الأطياب. فاشتغلت بتأليف المسائل من الفقه والأصول، فخرج من
مؤلفاتي كراريس في الفقه من مناسك الحج والصلاة، ومن الأصول رسالة في حجية
الظن والاستصحاب.
ثم شرعت في كتابي الجامع للمقاصد في أصول الأصحاب، فقد برز منه
الأدلة العقلية من أول مسألة حسن القبح إلى آخر القياس والاستصحاب، وقد جمعنا
682

في مسألة البراءة من ذلك الكتاب وكذا في مسألة الاستصحاب طائفة من القواعد
المهمة كالعسر والحرج والضرر، وقاعدة القرعة والشك بعد الفراغ، وقاعدة اليد
وتعارضها مع قاعدة السلطنة على الأموال إلى غير ذلك من القواعد المعتمدة عند أهل
الصناعة، وكذا برز منه المبادي اللغوية والمفاهيم، ومسألة العام والخاص وحجية
الاخبار، قد بسطنا الكلام في الكل وقد بينا فيها فساد ما ذهب إليه الاخبارية
والقائلون بحجية الظنون الخاصة من الأدلة الخاصة، والقائلون بانفتاح باب العلم
بحذافيره.
ثم شرعت في هذه السنة بتأليف هذا الكتاب الجامع للرجال والدراية وأصول
الدين ومراتب المؤمنين وغيرهم. وقد كتبنا في سوالف الأيام تعليقات جيدة على زبدة
الأصول، وكتابا مسمى ب‍ " لب الأصول " ولم يتم وغير ذلك من الرسائل.
والى هنا انختم المقال، وقد كتب هذه الأوراق أصغر العباد وأحوجهم يوم
التناد، خفيف الحسنات المثقل من السيئات الراجي جزيل المثوبات، مع قلة الزاد
والمؤنات بل عديمهما، ابن السيد، السند العلوي الحسيني الموسوي محمد شفيع علي
أصغر الجابلقي أصلا البروجردي مولدا وموقفا ومنشاءا في ليلة العشرين من الشهر
الثاني من السنة الرابعة من العشر العاشر من المائة الثالثة من الألف الثاني من
الهجرة النبوية على هاجرها آلاف ثناء وتحية، وكان مدة تأليف الكتاب تقريبا سنة
كاملة، والله الموفق للسداد، والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا.
وبحمده ومنه قد فرغت من استنساخ جميع الكتاب تصحيحا وتحقيقا وتعليقا عليه في
اليوم الخامس عشر من شهر ربيع الأول سنة ألف وأربعمائة وعشرة هجرية على يد
العبد الفقير السيد مهدي الرجائي في بلدة قم المقدسة حرم أهل البيت وعش آل
محمد عليهم السلام.
683