الكتاب: تاريخ آل زرارة
المؤلف: أبو غالب الزراري
الجزء:
الوفاة: ٣٦٨
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند الشيعة
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع: ١٣٩٩
المطبعة: مطبعة رباني
الناشر:
ردمك:
ملاحظات:

تاريخ آل زرارة
تأليف
السيد محمد على الموحد الأبطحي
چاپ رباني تلفن 28601
1

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أكرمنا بهدايته لدينه وألهمنا معرفة أنبيائه وحججه،
والصلاة والسلام على سيد رسله محمد وآله الطاهرين واللعنة على أعدائهم إلى
يوم لقائه.
أما بعد فان بيت آل أعين وأسرتهم الجليلة من بيوت اذن الله تعالى ان
ترفع برجال فيهم قد صدقوا فيما عاهدوا الله عليه فتمسكوا بولاية آل محمد صلى الله عليه وآله
ووعوا حديثهم، ونشروا رواياتهم، وكانوا عيبة علومهم، وأمناءهم على الحلال
والحرام وأحبوا وليهم في الله، وأبغضوا عدوهم في الله، وقد توفرت فيهم الفضائل
فصارت منزلتهم عند أئمة أهل البيت عليهم السلام عظيمة، ومكانتهم في حديث
الشيعة وعلوم الشريعة رفيعة، فلذلك جمع أبو عبد الله الحجاج رحمه الله محدثي آل أعين، و
ألف شيخ هذه العصابة وبقية آل أعين أبو غالب أحمد بن محمد الزراري رحمه الله
رسالة فيهم وذكر فيها شطرا من أحوالهم ثم استدرك على هذه الرسالة تلميذه
الجليل شيخ مشايخ الشيعة أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري رحمه الله بعض
ما فات منه ثم استدرك عليها سيد الطائفة في عصره العلامة بحر العلوم رحمه الله
فذكر ما لم يذكراه في آل أعين فجزاهم الله أحسن الجزاء، ومع ذلك كله لم يستوف
في شئ من ذلك أسمائهم ولا استقصى فيها أحوالهم مما ورد في فضلهم من الأحاديث
أو كلمات الاعلام، فرأيت أن أفرد في آل زرارة بن أعين رسالة وافية بما ورد فيهم
جامعة لأسمائهم ولما وقفنا عليه من أحوالهم وتراجمهم ونسئله تعالى ان يتقبل
ذلك بأحسن قبوله انه هو الموفق والمعين.
2

سنسن
سنسن، وهو كما عن التاج كهدهد، وبالسين المهملة المضمومة قبل النون
الساكنة وبعدها والنون الأخرى أخيرا كما في الخلاصة وغيره: اسم عجمي يسمى
به السواديون، وهو لقب جماعة.
وكان سنسن جد زرارة فارسيا راهبا في بلد الروم. ذكره الشيخ في الفهرست (74) ترجمة
زرارة وقد دخل بلاد الروم في أول الاسلام، وكان من غسان. ذكره أبو غالب في
الرسالة ص 10 ولم يظهر انه أسلم وترك الرهبانية كما يقتضيه ظاهر كلام أبى غالب
في الرسالة وابن الغضائري في التكملة، أو انه لم يسلم فيزور ابنه أعين بأمان.
قال أبو غالب في ابنه أعين: فلما كبر قدم عليه أبوه من بلاد الروم، وكان راهبا،
اسمه سنسنا، وذكر انه من (غسان) ممن دخل بلاد الروم في أول الاسلام، وقيل:
انه كان يدخل بلاد الاسلام بأمان فيزور ابنه أعين ثم يعود إلى بلاده.
وقال ابن الغضائري في التكملة (102): وكان (أي أبو غالب) أيضا
يكره (يذكر - ظ) سنسن جد بكير وبنى أعين وولاه بنى شيبان، وانه
من الرومي.
وقال ابن النديم في الفهرست (322) في آل زرارة بن أعين بن سنسن: وكان
سنسن راهبا في بلد الروم.
أعين بن سنسن الشيباني
كان أعين مولى لبني عبد الله بن عمرو السمين بن أسعد بن همام بن مرة
بن دهل بن شيبان. ذكره النجاشي في ترجمة زرارة.
وقال أبو غالب (19): كان أعين غلاما روميا اشتراه رجل من بنى شيبان
من حلب (جلب خ -)، فرباه وتبناه، وأحسن تأديبه، وحفظه القرآن، (فحفظ
3

القرآن - خ) وعرف الأدب، فخرج بارعا أديبا، فقال له مولاه: أستلحقك؟
فقال: لا، ولائي منك أحب إلى من النسب، فلما كبر قدم عليه أبوه من بلاد الروم
وكان راهبا..
وقال ابن الغضائري في التكملة (101): ووجدت بخط أبي الحسن محمد بن
أحمد بن داود القمي قال حدثني أبو على محمد بن علي بن همام قال حدثني أبو الحسن
علي بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين المعروف بالزراري..
وذكران أعين كان رجلا من الفرس، فقصد أمير المؤمنين عليه السلام ليسلم على يديه
ويتوالى إليه فاعترضه في طريقه قوم من بنى شيبان فلم يدعوه حتى توالى إليهم.
الحديث بطوله.
قال ابن الغضائري بعد تمام الحديث: وهذا الحديث الذي ذكره ابن همام
رحمه الله لم يقع لأبي غالب رضي الله عنه، ولو وقع إليه، أو كان سمعه من عم أبيه
لحدثنا به، ولذكره في هذه الرسالة لأنه كان شديد الحرص على جمع شئ من
آثار أهله رحمهم الله تعالى، وكان يكره سنسن جد بكير، وبنى أعين، وولاه بنى
شيبان، وانه من الرومي، وانما وجدت هذا بعد وفاته في سنة ثلاث.
وقال ابن النديم في الفهرست ص 322 عند ذكر آل زرارة بن أعين: وكان
أعين بن سنسن عبدا روميا لرجل من بنى شيبان، تعلم القرآن ثم أعتقه، فعرض
عليه ان يدخل في نسبه، فأبى أعين ذلك، وقال: أقرني على ولائي.
وقال الشيخ في الفهرست في ترجمة زرارة ص 74: وكان أعين بن سنسن
عبدا روميا لرجل من بنى شيبان، تعلم القرآن، ثم أعتقه، فعرض عليه ان يدخل
في نسبه فأبى أعين ان يفعله، وقال له، أقرني على ولائي، وكان سنسن راهبا
4

في بلد الروم.
وروى ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (ج 4 ص 109 طبع مصر) عن
زرارة بن أعين عن أبيه عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال: كان علي عليه السلام
إذا صلى الفجر لم يزل معقبا إلى أن تطلع الشمس فإذا طلعت اجتمع إليه الفقراء
والمساكين وغيرهم من الناس فيعلمهم الفقه والقرآن الحديث.
ورواه في البحار (ج 41 ص 132 (باب) 107 جوامع مكارم أمير المؤمنين
عليه السلام عنه.
آل أعين
قال أبو غالب الزراري في ديباجة رسالته في آل أعين ص 2: اما بعد فانا أهل بيت
أكرمنا الله عز وجل بمنه علينا بدينه، واختصنا بصحبة أوليائه وحججه على خلقه
من أول نشأتنا إلى وقت الفتنة التي امتحنت بها الشيعة، فلقى عمنا حمران سيدنا
وسيد العابدين علي بن الحسين صلوات الله عليهما الخ.
وقال أيضا ص 6: وآل أعين أكبر أهل بيت الشيعة وأكثرهم حديثا وفقها،
وذلك موجود في كتب الحديث، ومعروف عند رواته.
وقال أيضا بعد ذكر زرارة وفضائله: ولآل أعين من الفضائل وما روى فيهم أكثر
من أن اكتبه لك وهو موجود في كتب الحديث.
وقال ص 17: وقل رجل منا الا وقد روى الحديث. وحدثني أبو
عبد الله الحجاج رحمه الله، وكان من رواة الحديث انه قد جمع من روى الحديث
من آل أعين فكانوا ستين رجلا. وحدثني أبو أحمد جعفر بن محمد بن لاحق الشيباني
ان بنى أعين بقوا أربعين سنة (أربعين - خ) رجلا لا يموت منهم رجل الا ولد
لهم فيهم غلام..
5

وقال أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري ره في التكملة بعد حكاية عدد
بنى أعين عن كتاب الرجال للعقيقي كما يأتي (102): وروى أن بنى أعين أقاموا
أربعين سنة (أربعين - خ) رجلا، كلما مات منهم رجل ولد فيهم ذكر..
وروى باسناده عن أبي العباس بن عقدة قال في آل أعين: كل واحد (كان) فقيها
يصلح ان يكون مفتى بلد ما خلا عبد الرحمان بن أعين..
وقال الشيخ ره في الفهرست في ترجمة زرارة ص 74: عند ذكر آل أعين:
ولهم روايات كثيرة، وأصول وتصانيف سنذكرها في أبوابها إن شاء الله، ولهم
أيضا روايات عن علي بن الحسين، والباقر، والصادق عليهم السلام نذكرهم في كتاب
الرجال إن شاء الله الخ.
وروى الكشي في رجاله ص 107 في إخوة زرارة باسناد صحيح عن ثعلبة بن
ميمون عن بعض رجاله قال قال ربيعة الرأي لأبي عبد الله عليه السلام: ما هؤلاء الاخوة
الذين يأتونك من العراق، ولم أر في أصحابك خيرا منهم، ولا أهيأ. قال عليه السلام:
أولئك أصحاب أبي، يعنى ولد أعين.
وروى في الكافي ج 2 - 39 باسناده عن عبيد بن زرارة مدحهم بقوله: وهم
بيت كبير.
وقال أبو غالب في الرسالة ص 42: ولم يبق في وقتي من آل أعين أحد
يروى الحديث ولا يطلب العلم وشححت على أهل هذا البيت الذي لم يخل من محدث
ان يضمحل ذكرهم ويدرس رسمهم ويبطل حديثهم من أولادهم..
وروى الحسين بن عبيد الله الغضائري في التكملة ص 100 باسناده عن أبي
العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ المشهور في آل أعين قال:
كان كل واحد منهم فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد ما خلا عبد الرحمان بن أعين
6

الحديث ويأتي تمامه في عبد الرحمان بن أعين.
وقال أبو جعفر محمد بن علي الشلمغاني أيام استقامته ووساطته من قبل أبى
القاسم الحسين بن روح بن الناس وبين الناحية المقدسة لما دخل أبو غالب عليه
وعرف نفسه قائلا: يا سيدي انا من ولد بكير بن أعين أخي زرارة فقال: أهل بيت
جليل القدر في هذا الامر. رواه الشيخ في كتاب الغيبة ص 183 في حديث طويل
قال أبو عمر والكشي في ترجمة زرارة بن أعين ص 99 - 31: حدثني محمد بن
مسعود قال حدثني جبرئيل بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس عن إسماعيل بن
عبد الخالق عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ذكر عنده بنو أعين، فقال: والله ما يريد
بنو أعين الا ان يكونوا على غلب.
قلت: ذكرنا في الشرح على الكشي ضعفه سندا ودلالة. وقد حققنا القول
في الأخبار الدالة على طعون في آل أعين.
وقال في النجاشي ترجمة حفص بن البختري ص 103: وانما كان بينه وبين
آل أعين بنوة فغمزوا عليه بلعب الشطرنج.
وقال العلامة السيد بحر العلوم قده في رسالته في البيوتات: آل أعين أكبر
بيت في الكوفة من شيعة أهل البيت عليهم السلام، وأعظمهم شأنا وأكثرهم
رجالا وأعيانا وأطولهم مدة وزمانا أدرك أوائلهم السجاد، والباقر والصادق
عليهم السلام، وبقى أواخرهم إلى أوائل الغيبة الكبرى، وكان فيهم العلماء،
والفقهاء، والقراء والأدباء، ورواة الحديث. ومن مشاهيرهم حمران وزرارة
إلى أن قال: وأبو غالب أحمد بن محمد بن سليمان وكان أبو غالب رحمه الله شيخ
علماء عصره وبقية آل أعين، وله في بيان أحوالهم ورجالهم رسالة عهد فيها إلى
ابن ابنه محمد بن عبد الله بن أحمد. وهو آخر من عرف من هذا البيت.
7

خلفاء الجور مع آل أعين
لم يزل خلفاء الجور يحاولون القبض على خواص أصحاب الأئمة عليهم السلام
وتشديد الامر عليهم حتى يتفرق الشيعة من حول الأئمة عليهم السلام وكانوا يفتشون عن
أحوالهم ولذلك قد صدر لحفظ جماعة منهم طعون من الأئمة عليهم السلام كما صدر
لحفظ زرارة بن أعين طعون ذكرها الكشي في رجاله وقد أخبر الإمام الصادق عليه السلام
بأنها كانت لحفظه وصيانته من العدو رواه الكشي وغيره. وكان الامر كذلك على
هؤلاء حتى قدم الحجاج الكوفة.
ولما قدم الحجاج الثقفي اللعين إلى الكوفة قال: لا يستقيم لنا الملك، و
من آل أعين رجل تحت الحجر، فاختفوا وتواروا، فلما اشتد الطلب عليهم ظفر
بعبد الرحمان بن أعين هذا المفتى من بين إخوته، فادخل على الحجاج، فلما
بصر به قال: لم تأتوني بآل أعين، وجئتموني بزبارها، وخلى سبيله وكان كل
واحد منهم فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد ما خلا عبد الرحمان بن أعين، فكان
يتعاطى الفتوى إلى أيام الحجاج. رواه الحسين بن عبيد الله الغضائري في التكلمة
ص 100.
مسجد آل أعين ومحلتهم بالكوفة
وكان من موضع آل أعين في الكوفة ومنزلتهم في الشيعة ان لهم مسجدا
دخل فيه أبو عبد الله الصادق عليه السلام وصلى فيه، وكان من المساجد الممدوحة بالكوفة
ولهم محلة، ودرب تعرفان بهم، ودورهم متقاربة.
قال أبو غالب في الرسالة (18): ولهم مسجد الخطة (الحنطة. خ) يصلون
فيه وقد دخله سيدنا أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، وصلى فيه.
وفي هذه المحلة دور بنى أعين متقاربة، وقد بقى منها إلى هذا الوقت
8

دار وقفها محمد بن عبد الرحمان بن حمران على أهله ثم على الأقرب فالأقرب إليه،
وكانت في أيدي بنى عقبة الشيباني، ولم يتكلم فيها أحد من أهلي، ولا تعرض لها
حتى تكلمت أنا فيها في سنة أربع وستين وثلثمائة، وأشهدت على الحسن بن
محمد بن (علي بن - خ) محمد بن عقبة الشيباني الذي كانت في يده أنها وقف في
يده على بنى أعين وأخذت من إجارتها ما سلمته إلى ولد عم أبى: جعفر بن سليمان..
وقال: ولنا درب في خطبة بنى أسعد بين محلتهم، وهو في ظهر دار من
دورنا وقف لم يبق لبني أعين في تلك المحلة دار غيرها وأنا أذكر حالها بعد أن
شاء الله وبين خطة بنى تميم وكانت تعرف بدرب الجهم إلى أن فنى بنو أعين
فنسب إلى بقال على بابه فهو يعرف به إلى هذا الوقت.
وقال ص 15: وكانت دارنا بالكوفة من حدود دور بنى عباد في دار الخزازين
في زقاق عمرو بن حريث الشارع من جانبيه بقية من بناء سليمان، ودار بناها
جدي محمد بن سليمان ودار بنيتها أنا، ودار اصطبل، ودور للسكان ليس في الشارع
وجانبيه دار لغيرنا الا دارا لعمى علي بن سليمان، ودارا لعمات أبى الثلاث،
وكن مقيمات ببغداد في دار عبيد الله بن عبد الله بن طاهر، وربما وردن الكوفة
للزيارة فنزلن بدارهن إلى أن مات عبد الله ومتن قبله وبعده بيسير فأقام عبد الله
في دوره بالكوفة..
وقال (12): وكان سليمان خال عبيد الله وانتقل إليه من الكوفة وباع عقاره
بها في محلة بنى أعين وخرج معه إلى خراسان.. ثم عاد إلى الكوفة و
ليس له بها دار فنزل دور أهله ومحلتهم إذ ذاك بقية، فنزل بالقرب من المسجد
الجامع رغبة فيه على قوم من التجار يعرفون ببني عباد خزازين في خطة بنى
زهرة، ثم ابتاع في موضعه دورا واسعة بقيت في أيدي ولده.
9

معرفة آل أعين لأهل البيت
قد تشرف آل أعين بمعرفة أهل البيت عليهم السلام وفازوا بمحبتهم، بدء
منهم بذاك أعين بن سنسن فقصد أمير المؤمنين عليه السلام ليسلم على يديه، ويتوالى
إليه، وتشرفوا بصحبة الأئمة عليهم السلام كما يأتي وكانت لهم منزلة عظيمة عندهم
وورد عنهم عليهم السلام في جماعة منهم مدائح كثيرة، وصاروا بطانة لهم حتى
عرفوهم قبر الامام أمير المؤمنين عليه السلام حين لا يخبروا به الا الخواص من أصحابهم،
وعرضوا لهم نسخة كتاب الامام أمير المؤمنين عليه السلام بخطه وإملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وغير
ذلك مما سيأتي إن شاء الله عند ذكرهم.
وروى أبو غالب في الرسالة (21) ان لإخوة زرارة أختا يقال لها: أم الأسود، و
يقال انها أول من عرف هذا الامر منهم من جهة أبى خالد الكابلي الحديث.
قلت: الاخبار المأثورة فيهم تدل بوضوح على شدة محبتهم لأهل البيت و
معرفتهم بإمامتهم غير مليك، وقعنب على ما يأتي من أنهما يذهبان مذهب العامة
وغيرهم عبد الله بن بكير فإنه فطحي قال بامامة عبد الله بن جعفر الأفطح لكنه ثقة
جليل معدود من أصحاب الاجماع كما يأتي.
وقد افتخر بذلك أبو غالب الزراري بقية آل أعين في الرسالة (2) قائلا: اما بعد
فانا أهل بيت أكرمنا الله عز وجل بمنه علينا بدينه، واختصنا بصحبة أوليائه و
حججه على خلقه من أول نشأتنا إلى وقت الفتنة التي امتحنت بها الشيعة.
أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام من آل زرارة بن أعين
لم نجد تصريحا من أصحابنا على تشرف أحد من آل أعين بزيارة الامام أمير المؤمنين عليه السلام
بل قال ابن الغضائري في تكملة الرسالة (101) في ذيل روايتي ابن حمزة الطبري،
10

وابن داود القمي: وذكرا ان أعين كان رجلا من الفرس قصد أمير المؤمنين عليه السلام
ليسلم على يده ويتوالى إليه، فاعترضه في طريقه قوم من بنى شيبان فلم يدعوه
حتى توالى إليهم.
قلت: عدم التوالي إليه عليه السلام لو ثبت بهذه الرواية فلا يقتضى عدم الصحبة
والتشرف بزيارته.
ثم إن بقائه إلى أيام أبى جعفر الباقر عليه السلام كما يأتي في الرواية يقتضى
ادراكه أيام الامامين السبطين والسجاد عليهم السلام ولكن لم اقف على تصريح بذلك
ولا على رواية له عنهم.
أصحاب السجاد عليه السلام من آل زرارة بن أعين
قال الشيخ في ترجمة زرارة من الفهرست (74) بعد ذكر أعين وأولاده:
ولهم روايات عن علي بن الحسين، والباقر، والصادق عليهم السلام نذكرهم في كتاب
الرجال إن شاء الله.
وقال أبو غالب في الرسالة (2): فلقى عمنا حمران سيدنا وسيد العابدين علي بن
الحسين صلوات الله عليهما.
قلت: ان صحت رواية أعين عن الباقر عليه السلام كما تأتى فتقتضي ادراكه أيام
السجاد عليه السلام وان لم يرو عنه، كما أن عبد الملك بن أعين لم يبعد ادراكه أيامه
حيث إنه كان من كبار أصحاب أبي جعفر الباقر عليه السلام كما يأتي عند ذكره.
أصحاب أبي جعفر الباقر عليه السلام من آل زرارة بن أعين
روى ابن أبي الحديد في شرح النهج (ج 4 ص 109 طبع مصر) عن زرارة عن أبيه عن أبي
جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال: كان علي عليه السلام إذا صلى الفجر لم يزل
معقبا إلى أن تطلع الشمس فإذا طلعت اجتمع إليه الفقراء والمساكين فيعلمهم الفقه
11

والقرآن. الخبر ورواه في البحار ج 41 ص 132 باب 107 جوامع مكارم أمير المؤمنين
عليه السلام عنه نحوه.
وكان أكثر بنى أعين من خواص أصحاب الباقر عليه السلام غير قعنب ومليك
حيث كانا يذهبان مذهب العامة فلم تظهر روايتهما عنه، ولا عن أبي عبد الله عليهما السلام
وكان زرارة من عيبة علومه وأمينه على الحلال والحرام ومستودع سره وكان
حمران أمينه ووكيله الممدوح الذي مدحه عليه السلام بقوله: (لا يرتد والله ابدا)
وسيأتي عند ذكره.
قال أبو غالب في الرسالة (3): ولقى حمران عمنا، وجدانا زرارة، وبكير
أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام، وقال أيضا في مدح حمران: وروى أنه قرأ
على أبى جعفر محمد بن علي عليهما السلام.
وقال ابن الغضائري في التكملة (97): ان حمران، وزرارة، وعبد الملك
وبكيرا، وعبد الرحمان بنى أعين كانوا مستقيمين مات منهم أربعة في زمن أبى
عبد الله عليه السلام، وكانوا من أصحاب أبي جعفر عليه السلام وبقى زرارة إلى أن مات
أبو عبد الله عليه السلام.
قلت: وروى الكشي بطريقين نحوه ص 107 وفي آخره: وبقى زرارة
إلى عهد أبى الحسن عليه السلام فلقى ما لقى. وذكرهم ابن النديم في الفهرست (322)
عند ذكر آل أعين من فقهاء الشيعة ومحدثيهم وعلمائهم ومشايخهم الذين رووا
الفقه عن الأئمة عليهم السلام ومصنفيهم قائلا: آل زرارة بن أعين، زرارة، واسمه:
عبد ربه، وأخوه حمران بن أعين، وكان نحويا، وابنه حمزة بن حمران، و
محمد بن حمران، وبكير بن أعين، وابنه عبد الله بن بكير، وعبد الرحمان بن
أعين، وعبد الملك بن أعين، وابنه ضريس بن عبد الملك من أصحاب أبي جعفر
12

محمد بن علي عليهما السلام.
قلت: قد ذكرنا في طبقات أصحاب أبي جعفر عليه السلام من آل أعين من رواياتهم عنه
جماعة هم: أعين بن سنسن، بكير، حمران، زرارة، عبد الرحمان، عبد الملك، عبد الجبار
عبد الأعلى، عبد الله، عيسى بنو أعين، والحسين بن زرارة، وعبيد بن زرارة (روى
عنه عليه السلام كما في أصول الكافي ج 1 ص 270)، وحمزة بن حمران، ومحمد بن
حمران، وعبد الله بن بكير، وضريس بن عبد الملك.
وكان عمران بن أعين من طبقة أصحابه الا انه لم اقف على رواية ولا تصريح
من أصحابنا على أنه من أصحابه، فروى عن جعيد الهمداني عن السجاد عليه السلام كما يأتي
ومات من بنى أعين في حياة أبى عبد الله عليه السلام أربعة على ما رواه الكشي و
غيره وذكره أبو غالب، وابن الغضائري والشيخ وغيرهم كما أشرنا إليه
ويأتي عند ذكرهم، وهم: بكير، وحمران، وعبد الملك، وصلى، وترحم، و
بكى على هؤلاء الثلاثة أبو عبد الله عليه السلام، وعبد الرحمان كما في الرواية ولكن
الشيخ ذكره في أصحاب الصادق عليه السلام (231)
وقال: يكنى أبا محمد، بقى بعد أبي عبد الله عليه السلام. ويأتي عند ذكره ما ينفع
المقام، بل ربما يظهر مما يأتي ان عبد الله بن أعين ومالك بن أعين. وبريد بن
مالك بن أعين بل وعبد الأعلى بن أعين، وعبد الجبار بن أعين، وعيسى بن أعين
ليسوا ممن مات في حياته فلا حظ وتأمل.
أصحاب الصادق عليه السلام من آل زرارة بن أعين
قد روى جماعة من آل أعين عن أبي عبد الله عليه السلام وذكر هم الشيخ وغيره في
أصحابه فمن بنى أعين: بكير، وحمران، وزرارة، وعبد الأعلى وعبد الرحمان،
وعبد الملك، وعبد الجبار، وعبد الله، وسميع، وضريس، وعمران، وعيسى،
13

وقعنب، ومالك، ومليك، وموسى ويأتي ذكرهم وأما أم الأسود بنت أعين فهي وأن أدركت
... أيامه ولكن لم أجد من ذكرها في أصحابه ولم أجد لها رواية عنه. وبقيت
إلى أيام أبى الحسن عليه السلام وهي التي أغمضت زرارة ذكر العقيقي على ما
في الخلاصة.
ومن بنى بكير بن أعين: عبد الله، وعبد الأعلى، وعبد الحميد، والجهم، وعمر
ومن بنى حمران بن أعين: محمد بن حمران، وإبراهيم بن محمد بن حمران،
وحمزة بن حمران، وعقبة بن حمران.
ومن بنى زرارة بن أعين: الحسن، الحسين، رومي، عبد الله، عبيد، محمد،
يحيى، ويعقوب. ويأتي ذكرهم بتفصيل.
ومن بنى عبد الملك بن أعين: ضريس، على، محمد، يونس، المثنى، وغسان
ومن بنى قعنب بن أعين: جعفر بن قعنب، ويونس بن قعنب.
ومن بنى مالك بن أعين: بريد، عثمان، غسان، وضريس بن بريد مولى
بنى شيبان الكوفي. كما ذكره البرقي في أصحابه عليه السلام.
قلت: تقدم ما ينفع المقام في ذكر أصحاب أبي جعفر عليه السلام من آل أعين،
ويأتي ذكرهم بتفصيل.
تنبيه: قد ورد عن أبي عبد الله عليه السلام ذموم في آل أعين رواها الكشي ص 98 -
28 وص 99 - 31 فربما يتوهم بعمومها لكل واحد منهم ان من لم يصرح منهم
بتوثيق خاص يدخل في المذمومين ولكن الظاهر أنها وردت في زرارة بن أعين و
سيأتي ان ما صح منها انما كان حفظا لدمه من كبد السلطان وقد حققناه في الشرح
على الكشي، وفي كتابنا (اخبار الرواة) وستأتي الإشارة إلى ضعفها عند ذكر زرارة
فانتظر.
14

أصحاب أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام من آل زرارة بن أعين
تشرف جماعة من آل أعين بصحبة الامام أبى الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام
وبالرواية عنه، كما نبه عليه أبو غالب في الرسالة وغيره. فمن بنى أعين:
عبد الرحمان بن أعين أبو محمد فقال الشيخ في أصحاب الصادق عليه السلام (231) عند ذكره:
بقى بعد أبي عبد الله عليه السلام. وروى في التهذيب ج 5 - 33 - 100 باسناد صحيح
عنه، وعن عبد الرحمان بن الحجاج قالا: سألنا أبا الحسن موسى عليه السلام الحديث.
قلت: وفي الاخبار المصرحة بمن مات من بنى أعين في حياة الصادق عليه السلام
ما يخالفه كما تقدم فلاحظه كما تأتى عند ذكره.
ومنهم زرارة فقد اتفقت الروايات على بقائه إلى أيامه، وصرح به أصحابنا
والجمهور أيضا الا انها دلت على كونه مريضا في أيامه ومات في مرضه هذا، ولا
تقتضي كونه من أصحابه وممن روى عنه عليه السلام، الا ان البرقي، والشيخ قد ذكراه
من أصحابه في رجالهما، بل ما رواه البرقي في المحاسن (503) باب الأرز يدل على
تشرفه بزراريته أيام أبيه، كما يؤيده الاعتبار وطول مصاحبته لأبيه ومنزلته عنده
والظاهر أنه لو صحت صحبته وروايته عنه فإنما كانت أيام أبيه الصادق عليه السلام،
ولا يعتمد على ما يظهر من بعض رواياتنا، وما ذكره بعض العامة انه قد دخل بعد وفاته
عليه السلام على عبد الله الأفطح وأنه مال إليه أولا ثم توقف ويأتي عند ذكره
ما ينفع المقام.
وروى من أولاد بنى أعين عن أبي الحسن عليه السلام جماعة.
فمن بنى زرارة: رومي، عبيد بن زرارة، عبد الله، وعبيد الله.
ومن بنى بكير: عبد الله، عبد الحميد، وأبو محمد الحسن بن الجهم بن بكير.
15

ومن بنى حمران: عمران.
ومن بنى عبد الرحمان بن أعين: أعين.
أصحاب الرضا عليه السلام من آل زرارة بن أعين
قد أدرك الرضا عليه السلام وروى عنه من آل أعين: الحسن بن الجهم بن
بكير بن أعين. ذكره النجاشي والشيخ وغيرهما وقال أبو غالب في الرسالة: وكان
جدنا الأدنى الحسن بن الجهم من خواص سيدنا ومولانا أبى الحسن الرضا عليه السلام
وله كتاب معروف، وقد رويته..
والحسين بن الجهم. ذكره الشيخ في أصحابه بزيادة لقب (الرازي) ولا يبعد
كونه مصحف (الزراري)
ومحمد بن عبد الله بن زرارة. وقد أوصى ان تباع تركته ويحمل ثمنه إلى أبى
الحسن عليه السلام.
أصحاب أبي جعفر الجواد عليه السلام
كان من أصحاب أبي جعفر عليه السلام من آل زرارة بن أعين: الحسن بن الجهم بل و
غيره ممن أدرك أيام أبى الحسن عليه السلام على ما نشير إليه وذكرناهم في طبقات أصحابهما
أصحاب أبي الحسن علي بن محمد العسكري عليهما السلام من آل زرارة بن أعين
سليمان بن الحسن بن الجهم
قال أبو غالب في رسالته ص 11 عند ذكر جده سليمان بن الجهم: وأول من نسب
منا إلى زرارة جدنا سليمان، نسبه إليه سيدنا أبو الحسن علي بن محمد صاحب العسكر
عليهما السلام، وكان إذا ذكره في توقيعاته إلى غيره قال: (الزراري) تورية عنه
وسترا له، ثم اتسع ذلك، وسمينا به، وكان عليه السلام يكاتبه في أمور له بالكوفة
وبغداد.. إلى أن قال ص 16: فأقام سليمان في دوره بالكوفة، وعبيد الله بن
عبد الله ابن أخته ان ذاك ببغداد يتقلدها، وله المنزلة الرفيعة من السلطان، وكان
16

عمال الحرب والخراج يركبون إلى سليمان. وسيدنا أبو الحسن عليه السلام
يكاتبه، وكان يحمل إليه من غلة زوجته بخراسان في كل سنة مع الحاج
ما يحمل، فمات (ومات - خ) سليمان في طريق مكة بعد خمسين ومأتين بمدة
وليس أحصيها.
وكان محمد بن عبد الله بن زرارة ممن أدرك أيام الهادي عليه السلام، كما ذكرناه
في محله وأشرنا إليه في شرح الرسالة ص 215.
أصحاب أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام
لا يبعد ادراك سليمان بن الجهم المتوفى بعد خمسين ومأتين أيام أبى محمد
العسكري عليه السلام إذا كان وفات أبى الحسن عليه السلام سنة 254.
وكان من أصحابه عليه السلام محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم أبو طاهر
الزراري. ذكره النجاشي في مصنفي الشيعة ص 267 - 939 وقال: حسن الطريقة،
ثقة، عين، وله إلى مولانا أبى محمد عليه السلام مسائل والجوابات، له كتب..
ولا يبعد ادراك جماعة من آل أعين أبا محمد عليه السلام ممن يأتي ذكرهم في
أصحاب الحجة عليه السلام.
أصحاب الإمام الحجة أرواحنا له الفداء من آل زرارة بن أعين
كان من آل زرارة بن أعين جماعة ممن تشرف بزيارة الإمام المنتظر عجل الله
فرجه الشريف أو بتوقيع من الناحية المقدسة إليه أو بوكالة أو بمكاتبة أو باتصال بوجه
ذكرناهم في طبقات أصحاب فمنهم:
علي بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين أبو الحسن الزراري.
ذكره النجاشي في مصنفي الشيعة (198) وقال له اتصال بصاحب الامر عليه السلام، و
خرجت إليه توقيعات، وكانت له منزلة في أصحابنا، وكان ورعا، ثقة، فقيها لا يطعن
عليه في شئ له كتاب..
17

محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم أبو طاهر الزراري
قال أبو غالب الزراري في الرسالة (17): وكاتب الصاحب عليه السلام جدي
محمد بن سليمان بعد موت أبيه إلى أن وقعت الغيبة.
وكان أبو طاهر الزراري رحمه الله هو الذي وصى إليه إمامنا الحجة أرواحنا
له الفداء أبا سورة أحد مشايخ الزيدية المذكورين حينما تشرف بزيارته عند زيارته
قبر أبى عبد الله الحسين عليه السلام يوم عرفة في حديث طويل ذكره الشيخ في الغيبة (181)
قال عليه السلام له: فامض إلى أبى طاهر الزراري فيخرج إليك من منزله،
وفي يده الدم من الأضحية، فقل له: شاب من صفته كذا يقول لك: صرة فيها عشرون
دينارا جاءك بها بعض إخوانك، فخذ ها منه، وفي رواية أخرى: اعط هذا الرجل
الصرة الدنانير التي عند رجل السرير.
قال أبو سورة: فتعجبت من هذا ثم فارقني ومضى وجهه لا أدري أين
سلك، ودخلت الكوفة فقصدت أبا طاهر محمد بن سليمان الزراري، فقرعت بابه
كما قال لي، وخرج إلى، وفي يده دم الأضحية، فقلت له: يقال لك: اعط هذا
الرجل الصرة الدنانير التي عند السرير، فقال: سمعا وطاعة، ودخل فاخرج
إلى الصرة، فسلمها إلى، فاخذتها وانصرفت.
أبو الحسن علي بن يحيى ابن الزراري
وله حديث لأبي سورة محمد بن الحسن بن عبد الله التميمي الزيدي الذي أرسله
الإمام الحجة عليه السلام إلى بابه لاخذ المال الذي عنده ذكره الشيخ ره في الغيبة (163)
13 و 14 في حديث طويل في تشرفه بزيارته عليه السلام وفيه: ثم قال عليه السلام لي:
تمر إلى ابن الزراري علي بن يحيى فتقول له: يعطيك المال الذي عنده، فقلت
له: لا يدعه إلى، فقال عليه السلام لي: قل له بعلامة انه كذا وكذا مغطى، فقلت له: و
18

من أنت؟ قال: أنا محمد بن الحسن (إلى أن قال) وفي آخره: فقال لي صافحته؟
فقلت: نعم، فأخذ يدي فوضعها على عينيه ومسح بها وجهه الحديث.
أبو العباس الزراري محمد بن جعفر بن الحسن بن محمد البزاز
المتوفى: سنة 316: قال أبو غالب في الرسالة عند ذكره ص 31: وعمره
ثمانون سنة، وكان من محله في الشيعة انه كان الوافد عنهم إلى المدينة عند وقوع
الغيبة سنة ستين ومأتين وأقام بها سنة، وعاد، وقد ظهر له من أمر الصاحب عليه السلام
ما احتاج (اضاح - خ) إليه.
محمد بن عيسى التستري
قال أبو غالب في الرسالة ص 33: وكان محمد بن عيسى أحد مشايخ الشيعة،
وممن كان يكاتب، وكان خرج توقيع إليه جواب كتاب كتبه على يدي ابن نوح
رضي الله عنه في أم عبد الله بن جعفر، حدثني بذلك خال أبى العباس الرزاز (جوابا
مستقصا - خ) لم أقم على حفظه وغابت عنى نسخته، والجواب موجود في الحديث،
وكتب بعد ذلك إلى الصاحب عليه السلام سئل مثل ذلك، فكتب عليه السلام: قد
خرج منا إلى التستري في هذا المعنى ما فيه كفاية أو كلام هذا معناه.
أحمد بن محمد بن سليمان أبو غالب الزراري
كان أبو غالب رضي الله عنه ممن كاتب الناحية المقدسة وشرف بالجواب و
ذلك في أيام السفير الحسين بن روح رضي الله عنه، فكتب مرة إلى الناحية
المقدسة يسأل فيه عن الإمام عليه السلام ان يقبل منه ضيعته فيكتبها باسمه الشريف وألح
في ذلك، فكتب عليه السلام في جوابه:
(اختر من تثق به فاكتب الضيعة باسمه فإنك تحتاج إليها). قال فكتبتها
باسم أبى القاسم موسى بن الحسن الزجوزجي ابن أخي أبى جعفر رحمه الله لثقتي
19

به وموضعه من الديانة والنعمة، فلم تمض الأيام حتى أسروني الاعراب ونهبوا
الضيعة التي كنت أملكها، وذهب منى فيها من غلاتي، ودوابي، وآلتي نحو
من ألف دينار، وأقمت في أسرهم مدة إلى أن اشتريت نفسي بمأة دينار وألف و
خمسمأة درهم، ولزمني في أجرة الرسل نحو من خمسمأة درهم فخرجت واحتجت
إلى الضيعة فبعتها. رواه الشيخ في كتاب الغيبة ص 184 - 12 وص 197 - 32
في التوقيعات الواردة من الناحية.
وكتب أبو غالب رحمه الله مرة ثانية إلى الناحية المقدسة في أمر زوجته
وجرت بينهما شرور في أيام أبى جعفر الوكيل من قبل السفير الحسين بن روح
رضي الله عنه وذلك في حديث طويل إلى أن قال فقلت: أطال الله بقاء سيدنا، وانا
أسال حاجة قال: وما هي؟ قلت: الدعاء لي بالفرج من أمر قد أهمنى. قال
فأخذ درجا بين يديه كان أثبت فيه حاجة الرجل، فكتب: والزراري يسأل الدعاء
له في أمر قد أهمه قال، ثم طواه، فقمنا و انصرفنا، فلما كان بعد أيام قال لي
صاحبي: الا نعود إلى أبى جعفر، فنسأله عن حوائجنا التي كنا سألناه فمضيت معه،
ودخلنا عليه، فحين جلسنا عنده اخرج الدرج، وفيه مسائل كثيرة قد أجيبت في
تضاعيفها، فأقبل على صاحبي، فقرأ عليه جواب ما سأل، ثم اقبل على -، وهو يقرأ:
(واما الزراري وحال الزوج والزوجة فأصلح الله ذات بينهما)
قال: فورد على أمر عظيم، وقمنا فانصرفت، فقال لي: قد ورد عليك
هذا الامر، فقلت: أعجبت منه قال: مثل أي شئ؟ فقلت: لأنه سر لم يعلمه
الا الله تعالى وغيري فقد أخبرني به، فقال: أتشك في أمر الناحية؟ (إلى أن قال:)
ثم قضى أن عدنا إلى الكوفة فدخلت داري، وكان أم أبى العباس مغاضبة لي في
20

منزل أهلها، فجاءت إلى فاسترضتني واعتذرت ووافقتني، ولم تخالفني حتى فرق الموت
بيننا. وفي رواية أخرى: وأقامت معي سنين كثيرة ورزقت منى أولادا، وأساءت
إليها إساءات واستعملت معها كل ما لا تصبر النساء عليه فما وقعت بيني وبينها شر
ولا بين أحد من أهلها إلى أن فرق الزمان بيننا. رواه الشيخ في حديثين طويلين
في كتاب الغيبة ص 183 - 11 في التوقيعات وص 197 - 32 ويأتي ذكرهما في
ترجمته، كما ذكرنا هما في طبقات أصحاب الإمام الحجة عجل الله فرجه الشريف.
المنتظرون لفرج قائم آل محمد (ص) من آل زرارة
من حسن معرفة آل زرارة بن أعين بأئمة أهل البيت عليهم السلام انتظارهم فرج
الشيعة بظهور دولة آل محمد عليهم السلام بقائمهم كما ورد الحث على انتظار فرجهم
في اخبار كثيرة، ورووا عن الأئمة عليهم السلام روايات في غيبة الإمام الحجة وظهوره
عند ما ملئت العالم ظلما وجورا، وهم ممن قال الرضا عليه السلام لعلي بن أسباط: و
لكن الله تبارك وتعالى منذ قبض نبيه صلى الله عليه وآله هلم جرا يمن بهذا الدين على أولاد
الأعاجم. رواه في أصول الكافي - ج 1 - 380 - 2.
فمنهم زرارة ففي أصول الكافي ج 1 - 337 - 5 في الغيبة باسناده عن ابن بكير
عن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام: ان للغلام غيبة قبل ان يقوم قال قلت:
ولم؟ قال: يخاف وأومأ بيده إلى بطنه، ثم قال يا زرارة، وهو المنتظر، وهو
الذي يشك في ولادته (إلى أن قال:) قلت: جعلت فداك ان أدركت ذلك الزمان
أي شئ أعمل؟ قال: يا زرارة إذا أدركت هذا الزمان فادع بهذا الدعاء: اللهم
عرفني نفسك فإنك ان لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك، اللهم عرفني رسولك فإنك
ان لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرفني حجتك فإنك ان لم تعرفني
حجتك ضللت عن ديني.
21

ثم قال يا زرارة لابد من قتل غلام بالمدينة قلت: جعلت فداك أليس
يقتله الجيش السفياني؟ قال: لا، ولكن يقتله جيش آل بنى فلان، يجيئ حتى
يدخل المدينة، فيأخذ الغلام فيقتله، فإذا قتله بغيا وعدوانا وظلما لا يمهلون،
فعند ذلك توقع الفرج إن شاء الله.
ورواه أيضا ص 342 - 29 باسناد آخر عن خالد بن نجيح عن زرارة بن أعين
قال قال أبو عبد الله عليه السلام لابد للغلام من غيبة الحديث. قال أحمد بن الهلال أحد
رواته: سمعت هذا الحديث منذ ست وخمسين سنة.
ورواه ص 340 - 18 باسناد آخر عن ابن بكير عن زرارة قال سمعت
أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان للقائم عليه السلام غيبة قبل ان يقوم، انه يخاف، وأومأ بيده
إلى بطنه، يعنى القتل
ومنهم عبيد بن زرارة. ففي أصول الكافي ج 1 ص 337 - 6 باسناده عن ابن
بكير عن عبيد بن زرارة قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: يفقد الناس امامهم،
يشهد الموسم، فيراهم، ولا يرونه.
ورواه أيضا (339 - 12) باسناد آخر عنه عنه عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
للقائم غيبتان يشهد في إحديهما المواسم، يرى الناس، ولا يرونه.
قلت قد ورد في أن له عليه السلام غيبتين: الصغرى، والكبرى روايات كثيرة جدا
مذكورة في محلها.
ومنهم حمران بن أعين.
فروى النعماني في الغيبة باسناده عن ابن بكير عن حمران قال قلت لأبي
جعفر عليه السلام: جعلت فداك انى قد دخلت المدينة، وفي حقوي هميان فيه ألف
دينار، وقد أعطيت الله عهدا: انني أنفقها ببابك دينارا دينارا أو تجيبني فيما
22

أسألك عنه، فقال: يا حمران سل تجب، ولا تبعض دنانيرك، فقلت: سألتك
بقرابتك من رسول الله أنت صاحب هذا الامر، والقائم به؟ قال: لا، قلت: فمن
هو بأبي أنت وأمي؟ فقال: ذاك المشرب حمرة، الغائر العينين. المشرف
الحاجبين، عريض ما بين المنكبين، برأسه حزاز وبوجهه أثر، رحم الله موسى.
وأيضا باسناده عن محمد بن زرارة عن حمران بن أعين قال سألت أبا جعفر
عليه السلام فقلت أنت القائم؟ قال: ولدني رسول الله صلى الله عليه وآله، وإني للطالب بالدم ويفعل الله
ما يشاء ثم أعدت عليه فقال: قد عرفت حيث تذهب، صاحبك المدبح البطن ثم الحزاز
برأسه ابن الأرواع، رحم الله فلانا. رواهما في البحار عنه ج 51 ص 40 - 20 و 21.
وروى الشيخ في الغيبة باسناده عن حمزة بن حمران عن أبيه عن سعيد بن جبير
عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: القائم منا تخفى ولادته على الناس حتى
يقولوا لم يولد بعد ليخرج حين يخرج، وليس لأحد في عنقه بيعة. (البحار
عنه ج 51 - 135)
وفي روضة الكافي ص 297 - 552 محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى،
وأبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار جميعا، عن علي بن حديد، عن جميل
عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سأله حمران فقال: جعلني الله فداك لو حدثتنا
متى يكون هذا الامر فسررنا به؟ فقال: يا حمران ان لك أصدقاء وإخوانا و
معارف ان رجلا كان فيما مضى من العلماء الحديث بطوله.
ومنهم عبد الملك بن أعين، ففي روضة الكافي ص 245 - 449 محمد بن يحيى
عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن سيف بن
عميرة، عن أبي بكر الحضرمي، عن عبد الملك بن أعين قال: قمت عند أبي جعفر
عليه السلام فاعتمدت على يدي فبكيت، فقال: مالك؟ فقلت: كنت أرجو ان أدرك
23

هذا الامر وبي قوة، فقال: اما ترضون ان عدوكم يقتل بعضهم بعضا وأنتم آمنون
في بيوتكم، انه لو قد كان ذلك أعطى الرجال منكم قوة أربعين رجلا وجعلت قلوبكم
كزبر الحديد، لو قذف بها الجبال لقلعتها وكنتم قوام الأرض وخزانها.
الأدباء، والقراء وحفاظ القرآن من آل زرارة
قد نال آل زرارة بن أعين باختصاصهم بأهل البيت عليهم السلام شرف حفظ
القرآن وتجويده، وقرائته حتى برز فيهم القراء والحفاظ فهم كما قال الإمام الصادق
عليه السلام للفضيل: الحافظ للقرآن العامل به مع السفرة الكرام البررة. رواه
في أصول الكافي ج 2 ص 603
فكأن أعين والد زرارة أول من عرف منهم الأدب، فخرج بارعا أديبا، و
أحسن مولاه من بنى شيبان تأديبه حتى حفظ القرآن ذكره أبو غالب في الرسالة (19)
وكان زرارة أحد الحفاظ الضابطين. ذكره الشيخ الطوسي رحمه الله في
كتابه (عدة الأصول 62) وقال النجاشي في ترجمته: شيخ أصحابنا في زمانه و
متقدمهم. وكان قاريا، فقيها، متكلما، شاعرا، أديبا، قد اجتمعت فيه خلال
الفضل والدين، صادقا فيما يرويه.
وكان أخوه حمران من أصحاب السجاد، والباقر، والصادق عليهم السلام من
أكبر مشايخ الشيعة المفضلين الذين لا يشك فيهم، أحد حملة القرآن، ومن يعد،
ويذكر اسمه في كتب القرآن (القراء)، وروى أنه قرء على الامام أبى جعفر محمد
بن علي، وأبى عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام، ومع ذلك كان عالما بالنحو
واللغة، ذكره أبو غالب في الرسالة (3). وقيل كما في تاريخ الكوفة: كان
حمران أحد شيوخ الأقراء في الكوفة، والامام في القراءة، اخذ عنه الحفاظ وشيوخ
24

القراءة مثل حمزة بن حبيب الزيات أحد القراء السبعة، وأئمة القراءة وقال الشيخ
في الفهرست في ترجمة زرارة: وكان حمران نحويا.
قلت: ويظهر مما رواه الكشي في ترجمة هشام بن الحكم ص 178 - 22
انه ليس في أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام في علوم القرآن أحد حاذق هو أفضل
بل ولا مثل حمران بن أعين وانه كان بمنزلة الإمام الصادق عليه السلام في ذلك.
فروى باسناده عن هشام بن سالم قال كنا عند أبي عبد الله عليه السلام جماعة من
أصحابه فورد رجل من أهل الشام، فاستأذن له، فلما دخل سلم، فأمره أبو عبد الله
عليه السلام بالجلوس ثم قال: حاجتك أيها الرجل؟ قال: بلغني انك عالم بكل ما تسأل
عنه، فصرت إليك لا ناظرك، فقال أبو عبد الله عليه السلام: فيما ذا؟ قال: في القرآن،
وقطعه، واسكانه، وخفضه، ونصبه، ورفعه. فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا حمران
دونك الرجل، فقال الرجل انما أريدك لا حمران، فقال أبو عبد الله عليه السلام: ان
غلبت حمران فقد غلبتني فأقبل الشامي، فسأل حمران حتى ضجر، ومل، و
عرض وحمران يجيبه، فقال أبو عبد الله عليه السلام: كيف رأيت يا شامي؟ قال: رأيته
حاذقا، ما سألته عن شئ الا أجابني فيه. فقال أبو عبد الله عليه السلام يا حمران سل
الشامي، فما تركه يكشر (1).. إلى أن قال:
فقال الشامي: كأنك أردت ان تخبرني ان في شيعتك مثل هؤلاء الرجال؟!
قال عليه السلام: هو ذاك ثم قال: يا أخا أهل الشام اما حمران فحرفك، فحرت له،
فغلبك بلسانه، وسألك عن حرف من الحق فلم تعرف الحديث.
وكان محمد بن عبيد الله بن أحمد بن أبي غالب الزراري أديبا وسمع، وله كتب
منها كتاب جمل البلاغة. ذكره النجاشي.
(هامش) 1 - كشر عن أسنانه: كشف عن أسنانه، أرعده (*)
25

وكان محمد بن الحسن القرشي البزاز أبو جدة أبى غالب الزراري من أكابر
مشايخ الشيعة، وأعلام الحديث أحد حفاظ القرآن، وقد نقلت قرائته، وكبرت
منزلته فيها. ذكره حفيده أبو غالب في الرسالة ص 31.
الفقهاء والمحدثون من آل زرارة
قد برز آل زرارة بن أعين على معاصريهم في الفقه والحديث حتى خرج
فيهم من يشار إليه في العلماء كافة بالفقه والحديث وعدهم ابن النديم من فقهاء الشيعة
ومحدثيهم وعلمائهم ومصنفيهم في الأصول والفقه ومشايخهم الذين رووا الفقه
عن الأئمة عليهم السلام (22 3).
وقال فيهم ابن عقدة الحافظ: كل واحد منهم كان فقيها يصلح ان يكون
مفتى بلد.
وفيهم من أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه وأقروا له بالفقه، و
في الاخبار ما يدل على موضعهم في الفقه فمنهم زرارة فهو أفقههم الذي أرجع الإمام الصادق
عليه السلام أصحابه إليه في الفقه، ومعالم الدين، وقال: لولاه لاندرست
أحاديث أبى عليه السلام. وسيأتي في ترجمته وقال ابن النديم: فكان زرارة أكبر رجال
الشيعة فقها وحديثا..
ومنهم بنو زرارة، ومحمد بن عبد الله بن زرارة، وإخوة زرارة، وبنو بكير،
وبنو حمران، وبنو عبد الرحمان، وبنو عبد الملك، وبنو مالك، ومن أولاد عبد الله
بن زرارة: محمد، ومن أولاد عبد الملك بن أعين: ضريس، ومحمد، والمثنى، وغسان
ويونس، وعلى، ومن أولاد حمزة بن حمران: إبراهيم ومحمد. ومن أولاد
عبد الرحمان بن حمران: محمد.
وكان جد أبى غالب الزراري من أمه محمد بن الحسن القرشي البزاز المخزومي
26

من رواة الحديث، وحفاظ القرآن، وأركان القراءة، ومن يشار إليه وينقل عنه
قرائته، وكبرت فيها منزلته.
وكان أبو العباس محمد بن جعفر بن الحسن البزاز أحد رواة الحديث و
مشايخ الشيعة، ولد سنة ست وثلثين ومأتين ومات سنة ست عشر وثلثمائة، وكان
من محله في الشيعة انه الوافد عنهم إلى المدينة عند وقوع الغيبة سنة ستين ومأتين،
وأقام بها سنة وعاد، وقد ظهر له من أمر الصاحب عليه السلام ما احتاج إليه.
وكان أخوه الحسن بن جعفر أيضا ممن روى الحديث الا ان عمره لم يطل
فينقل عنه. ذكره أبو غالب في الرسالة ص 31 ثم انقرض آل أعين بابن أبى غالب
الزراري كما يأتي.
المتكلمون من آل أعين
تقدم آل أعين على بيوت الشيعة فضلا بما اكتسبوا من فنون العلوم، و
معارف الاسلام حتى فازوا التقدم على المسلمين في جملة منها وبذلك صارت
منزلتهم عظيمة وكان الكلام في عصرهم أعظم العلوم قدرا وأكثرها طلابا وأركزها
في القلوب موضعها وقد كان في آل أعين من المتكلمين من فاز شرف التقدم
على أقرانه
فهذا زرارة بن أعين متكلم الشيعة في عصره قد اعترف بفضله الموافق والمخالف
حتى الجاحظ العثماني كما يأتي، ونطق بموضعه من الكلام أئمة التراجم من أصحابنا
وغيرهم. قال النجاشي: كان قاريا، فقيها، متكلما، شاعرا.. وقال ابن النديم:
فكان زرارة أكبر رجال الشيعة فقها، وحديثا، ومعرفة بالكلام، والتشيع.
وقال أبو غالب: وكان خصما، جدلا، لا يقوم أحد لحجته، الا ان العبادة
أشغلته عن الكلام، والمتكلمون من الشيعة تلاميذه.
27

وهذا أخوه حمران فقد دلت الروايات على موضعه من علم الكلام، وعلى
موضعه مع أقرانه من المتكلمين من المسلمين منهم هشام بن الحكم، وهشام بن
سالم، ومؤمن الطاق أبو جعفر الأحول، وقيس بن الماصر اعلام المسلمين في علم
الكلام كما يظهر من كتب الكلام والتراجم وقد ذكرناها في كتابنا (اخبار الرواة)
وان شئت فراجع أصول الكافي ج 1 ص 169 باب الاضطرار إلى الحجة، ورجال
أبى عمرو الكشي ص 176 رقم 18
وكفى دلالة على موضع حمران من الكلام ومن اعلام المسلمين من المتكلمين
ما رواه في أصول الكافي ج 1 - 171 - 4 باب الاضطرار إلى الحجة باسناده عن يونس
بن يعقوب قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام، فورد عليه رجل من أهل الشام، فقال
انى رجل صاحب كلام، وفقه، وفرائض، وقد جئت لمناظرة أصحابك، فقال:
كلامك من رسول الله صلى الله عليه وآله أو من عندك؟ فقال: من رسول الله صلى الله عليه وآله، ومن عندي،
فقال أبو عبد الله عليه السلام.. إلى أن قال: ثم قال لي: اخرج إلى الباب فانظر من
نرى من المتكلمين فأدخله. قال: فأدخلت حمران بن أعين، وكان يحسن الكلام،
وأدخلت الأحول، وكان يحسن الكلام، وأدخلت هشام بن سالم، وكان يحسن الكلام،
وأدخلت قيس بن الماصر، وكان عندي أحسنهم كلاما، وقد تعلم الكلام من
علي بن الحسين عليهما السلام، فلما استقربنا المجلس (إلى أن قال:) ثم قال:
يا حمران كلم الرجل، فكلمه، فظهر عليه حمران ثم قال: يا طاقي كلمه،
(إلى أن قال:)
ثم التفت أبو عبد الله عليه السلام إلى حمران، فقال تجرى الكلام على الأثر فتصيب،
والتفت إلى هشام بن سالم، فقال: تريد الأثر ولا تعرفه، ثم التفت إلى الأحول،
فقال: قياس، رواغ (1) تكسر باطلا بباطل الا ان باطلك أظهر، ثم التفت إلى قيس

1 - يقال للثعلب، وللمصارع باستعمالهما المكر والحيلة في عدم الوقوع في المهالك
28

ابن الماصر، فقال: نتكلم، وأقرب ما تكون من الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وآله أبعد
ما تكون منه، تمزج الحق مع الباطل، وقليل الحق يكفي عن كثير الباطل، أنت،
والأحول قفازان (1) حاذقان.
قال يونس: فظننت والله انه يقول لهشام قريبا مما قال لهما، ثم قال: يا هشام!
لا تكاد تقع، تلوى رجليك إذا هممت بالأرض طرت، مثلك فليتكلم الناس، فاتق الزلة
والشفاعة من ورائها إن شاء الله.
المنجمون من آل زرارة
يظهر من الروايات ان في آل زرارة من دخل في علوم النجوم وصنف فيه
كما يأتي في ترجمة عبد الملك بن أعين وغيره.
المصنفون من آل زرارة بن أعين
صنف جماعة كثيرة من آل زرارة بن أعين أصولا، وكتبا، ورسائل في
علوم القرآن، والحديث، والفقه، وفنون الاسلام، نبه على كثير منها مشايخ الشيعة
وغيرهم من الجمهور في الفهرستات.
قال الشيخ في الفهرست عند ذكرهم: ولهم روايات كثيرة، وأصول وتصانيف..
فمنهم زرارة، وبكير، وحمران، وعبد الرحمان، وعبد الملك بن أعين
(على ما يظهر من رواية الفقيه، ومن ابن النديم في الفهرست)، ورومي، والحسن،
والحسين، وعبد الله، وعبيد بنو زرارة، وعبد الله بن بكير وكتابه كثير الرواية،
وحمزة، ومحمد ابنا حمران بن أعين، كما يظهر من ابن النديم (322)، وأيضا
من فهرست الشيخ في زرارة، وضريس بن عبد الملك (كما يظهر من ابن

1 - من القفز، وهو الوثوب، والوقوع في الحفرة، دل الحديث على قدرتهما ومهارتهما
في دخول الشبهات والخروج منها بالحذاقة.
29

النديم) والحسن بن الجهم بن بكير بن أعين، وحفيداه: محمد وعلى ابنا سليمان
وأحمد بن محمد بن محمد بن سليمان أبو غالب الزراري شيخ آل أعين وبقيتهم، و
حفيده محمد بن عبيد الله بن أحمد أبو طاهر الزراري آخر من ذكر من آل أعين.
نسبة آل زرارة بن أعين
قد نسب جماعة من آل زرارة بن أعين تارة إلى الشيباني، وأخرى إلى الجهمي،
وثالثة إلى البكيري، ورابعة إلى الزراري مع أن جدهم (سنسن) من الفرس. وكان
عجميا في بلد الروم كما تقدم عن الشيخ في الفهرست.
اما نسبتهم إلى الشيباني فكانت لأجل ولائهم لبني شيبان كما ذكرنا تفصيله عند
ذكر أعين وكان أبو غالب الزراري رحمه الله يظهر منه كراهته النسبة إليهم لما
أصاب آل أعين منهم بدو أمرهم وبعد ذلك كما يظهر من مواضع الرسالة.
واما نسبتهم إلى الجهمي فقال أبو غالب في الرسالة: وكنا قبل ذلك نعرف
بولد الجهم. قلت: ان الجهم بن بكير بن أعين الذي نسب إليه جماعة من آل أعين
وان لم يذكر في كتب التراجم الا انه يظهر من الانتساب إليه انه كان رجلا
وجيها مشهورا.
واما نسبتهم إلى البكيري (البكري) فهو بانتسابهم إلى بكير بن أعين. قال
الشيخ في الفهرست: وهم البكريون وبذلك كانوا يعرفون إلى أن خرج توقيع من
أبى محمد الحسن عليه السلام فيه ذكر أبى طاهر الزراري: (فاما الزراري رعاه الله) فذكروا
أنفسهم بذلك.. وذكر نحوه في الخلاصة.
واما نسبتهم إلى الزراري فهو لأجل انتسابهم إلى زرارة بن أعين فقيه آل أعين
الذي اجتمعت فيه خلال الفضل وبذلك تقدم على غيره. قال أبو غالب في الرسالة (11)
30

وكانت أم الحسن بن الجهم ابنة عبيد بن زرارة ومن هذه الجهة نسبنا إلى زرارة
ونحن من ولد بكير، وكنا قبل ذلك نعرف بولد الجهم.
وقد بدء نسبتهم إلى زرارة سيدنا أبو الحسن الثالث عليه السلام. قال أبو غالب في
الرسالة: وأول من نسب منا إلى زرارة جدنا سليمان، نسبه إليه سيدنا أبو الحسن
علي بن محمد صاحب العسكر عليهما السلام، وكان إذا ذكره في توقيعاته إلى غيره
قال: (الزراري) تورية عنه وسترا له، ثم اتسع ذلك وسمينا به..
أولاد أعين بن سنسن
قال أبو غالب في رسالته ص 20: فولد أعين على ما حدثني به أبو طالب الأنباري
قال حدثني محمد بن الحسن بن علي بن صباح بن سلام المدائني قال حدثني أبي، وعمي
(محمد - خ) قالا: حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن ولد أعين قال:
ولد أعين: عبد الملك، وحمران، وزرارة، وبكير، وعبد الرحمان بن أعين،
هؤلاء كبراؤهم معرفون، وقعنب، ومالك، ومليك من بنى أعين، غير معروفين،
فذلك ثمانية أنفس.
ص 21 وبغير هذا الاسناد: ولهم أخت يقال لها: (أم الأسود)، ويقال:
انها أول من عرف هذا الامر منهم من جهة أبى خالد الكابلي.
وقال أيضا ص 26: ووجدت في كتاب الصابوني المصري: يونس بن
عبد الملك بن أعين، وجعفر بن قعنب بن أعين ممن روى عن أبي عبد الله عليه السلام.
وذكر في الكتاب المذكور ان ولد جعفر بالفيوم من أرض مصر.
وروى محمد بن الحسين عن إبراهيم بن محمد بن حمران عن أبي عبد الله عليه السلام
ان أول من عرف هذا الامر عبد الملك عرفه من صالح بن ميثم، ثم عرفه حمران عن أبي
خالد الكابلي رحمهم الله تعالى.
31

وقال الشيخ في الفهرست ص 74 - 302 في ترجمة زرارة: ولزرارة إخوة
جماعة، منهم: حمران.. وبكير بن أعين يكنى أبا الجهم.. وعبد الرحمان
بن أعين، وعبد الملك بن أعين..
عدد أولاد أعين
روى أبو غالب ص 29 باسناده عن ابن فضال قال: وخلف أعين حمران، وزرارة،
وبكيرا، وعبد الملك، وعبد الرحمان (ومالكا - خ)، وموسى، وضريسا، ومليكا
وقعنب، وعبيد الله فذلك عشرة أنفس.
ثم قال أبو غالب: هذا من هذه الرواية، وقد ذكرت الرواية، ودفع
الاختلاف في عدد ولد أعين، وقد ذكرت الأصل الذي كنت أعرفه، ومما رواه لي
أبو طالب الأنباري، وما رواه لي أبو الحسن بن داود رحمه الله عن أبي القاسم بن
قوني عن ابن فضال.
وروى لي ابن المغيرة عن أبي محمد الحسن بن حمزة العلوي عن أبي العباس
أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي المشهور بكثرة الحديث: انهم سبعة عشر
رجلا، الا انه لم يذكر أسماءهم وما يتهم في معرفته، ولا يشك في علمه.
وقال ص 18: وحدثني أبو عبد الله بن الحجاج ره، وكان من رواة الحديث:
انه قد جمع من روى الحديث من آل أعين، فكانوا ستين رجلا.
وحدثني أبو جعفر أحمد بن محمد بن لاحق الشيباني عن مشائخه ان بنى أعين
بقوا أربعين سنة، (أربعين - خ) رجلا لا يموت منهم رجل الا ولد لهم فيهم غلام، وهم
على ذلك يستولون على بنى شيبان في خطة بنى أسد بن همام.
وقال ابن الغضائري في تكملته لرسالة أبى غالب في آل أعين ص 99: و
وجدت أيضا فيما ذكره (رواه، حكى خ) الحسن بن حمزة عن (بن خ ل) على
32

ابن عبد الله العلوي (الحسيني - خ) الطبري رضي الله عنه قال: سمعت محمد بن اميذوار
الطبري يقول: حضرت مجلس الحسن بن علي الموسوم بالناصر صاحب طبرستان
وقد روى حديثا عن حمران بن أعين قال أبو جعفر بن اميذوار: فنظر إلى الشيخ
ثم أومى بيده إلى: هكذا الاخوان، يعنى حمران وزرارة وقدر انهما أخوان فقط،
ليس لهما ثالث.
قال الحسين بن حمزة: وكنت على هذا دهرا إلى أن اجتمعت من أبى جعفر
أحمد بن أبي عبد الله البرقي، ومحمد بن جعفر المؤدب فحاريتهما (بعد - خ) ما كان
جرى لي مع أبي جعفر بن اميذوار، فقال لي: ولا زد (لأرد - خ) عليك، بل هم
اثنى عشر إخوة.
وكنت على هذا دهرا إلى أن اجتمعت مع أبي العباس بن عقده (في - خ)
سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، فجرى بيني وبينه ما تقدم ذكره، فقال لي يا أبا محمد!
هم ستة عشر إخوة، وسماهم، أو سبعة عشرة، قال أبو محمد: الشك منى، (ثم - خ)
حدثني عن آل أعين، قال: كل واحد منهم كان فقيها، يصلح أن يكون مفتى بلد
ما خلا عبد الرحمان بن أعين، فسألته عن العلة فيه، فقال: كان يتعاطى الفتوى
(الفترة - خ) إلى أيام الحجاج، فلما قدم الحجاج العراق قال: لا يستقيم لنا الملك،
ومن آل أعين رجل تحت الحجر، فاختفوا، وتواروا، فلما اشتد الطلب عنهم
(عليهم خ) ظفر بعبد الرحمان هذا المفتى (المستفتى خ) من بين إخوته، فادخل
على الحجاج، فلما بصر به، قال: لم تأتوني بآل أعين وجئتموني بزبارها، وخلى سبيله.
ووجدت بخط أبى الحسن محمد بن أحمد بن داود القمي ره قال حدثني -
(حدثنا - خ) أبو على محمد بن علي بن همام ره (قال خ) حدثني أبو الحسن على
33

بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين المعروف بالزراري: ان بنى أعين
كانوا عشرة (إخوة - خ).
عبد الملك، وعبد الأعلى، وحمران، وزرارة، وعبد الرحمان، وعيسى،
وقعنب، وبكير، (ومالك - خ)، وضريس، وسميع، وأنكر ان يكون فيهم
مالك وقال مالك بن أعين الجهني.
وقال ابن الغضائري في تكملة الرسالة ص 101: قال أبو الحسن علي بن أحمد
العقيقي في كتاب الرجال: من بنى أعين: عبيد، والحسن، والحسين بنو زرارة بن
أعين، وعبد الله بن بكير، وحمزة بن حمران، وضريس بن عبد الملك بن أعين،
وجعفر بن قعنب بن أعين، وكان ولد قعنب بالفيوم من ارض مصر، وبها قبر غسان
بن عبد الملك بن أعين، فهؤلاء أولادهم الذين رووا عن أبي عبد الله عليه السلام، و روى أن
بنى أعين أقاموا أربعين سنة رجلا كلما مات منهم رجل ولد لهم ذكر ثم قال:
وهذا الحديث الذي ذكره ابن همام رحمه الله لم يقع لأبي غالب رضي الله عنه،
ولو وقع إليه أو كان سمعه من عم أبيه لحدثنا به، ولذكره في هذه الرسالة، لأنه
كان شديد الحرص على جمع شئ من آثار أهله رحمهم الله. وكان أيضا سنسن جد
بكير وبنى أعين وولاة بنى شيبان وانه من الروم، وانما وجدت هذا بعد وفاته
رحمه الله في سنة ثلث.
وقال أيضا ص 97: وجدت في (المنتخبات) التي أجازناها جعفر بن محمد بن
قولويه عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى بن عبيد عن الحسن بن علي بن
يقطين عن مروك بن عبيد عن محمد بن مقرون الكوفي قال حدثني المشايخ من
أصحابنا: ان حمران، وزرارة، وعبد الملك، وبكيرا، وعبد الرحمان بن أعين
34

كانوا مستقيمين، مات منهم أربعة في زمن أبى عبد الله عليه السلام، وكانوا من أصحاب أبي
جعفر عليه السلام، وبقى زرارة إلى أن مات أبو عبد الله عليه السلام، وكان أفقههم فلقى
من الناس ما لقى، وكان له اخوان ليسا في شئ من هذا الامر: مالك، وقعنب.
زرارة بن أعين بن سنسن أبو الحسن الشيباني الكوفي رحمه الله
اسمه ولقبه وكنيته
قال ابن النديم في الفهرست (322): زرارة لقب، واسمه عبد ربه..
وزرارة يكنى أبا على أيضا... وقال الشيخ في الفهرست (74): واسمه عبد
ربه، يكنى أبا الحسن، و زرارة لقب به.. زرارة يكنى أبا على أيضا..
وروى أبو عمرو الكشي في ترجمته (88) باسناد موثق كالصحيح عن زرارة
قال قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا زرارة ان اسمك في أسامي أهل الجنة بغير ألف؟
قلت: نعم، جعلت فداك اسمي: عبد ربه، ولكني لقبت بزرارة.
قلت: وردت تكنية زرارة بابى الحسن في روايات أوردناها في كتابنا
(اخبار الرواة)، وكناه أئمة الحديث والرجال كالبرقي، والصدوق، والكشي، والنجاشي،
والشيخ الطوسي وغيرهم بأبي الحسن وبها اشتهر ولكن الشيخ وابن النديم ذكرا
في فهرستيهما ان زرارة يكنى أبا على أيضا. وقال أبو غالب في الرسالة (24):
وكان زرارة يكنى أبا على.
وصف زرارة
قال أبو غالب في الرسالة (27): وروى أن زرارة كان وسيما جسيما أبيض
فكان يخرج إلى الجمعة وعلى رأسه برنس اسود، وبين عينيه سجادة، وفي يده
عصى، فيقوم له الناس سماطين، ينظرون إليه لحسن هيئته، فربما رجع
من طريقه..
35

مولد زرارة ووفاته
لم أقف على تصريح بمولده في كتبنا وكتب الجمهور ولكن الروايات دلت
على أنه مات بعد أبي عبد الله عليه السلام، وكانت وفاته عليه السلام في الخامس والعشرين من شوال
سنة ثمان وأربعين ومأة.
وفي الكشي في ترجمته (95) بعد حديث رقم 16 عن أصحاب زرارة انه مات
بعد أبي عبد الله عليه السلام بعشرين أو أقل، وتوفى وزرارة مريض مات في مرضه ذلك.
وقال النجاشي في ترجمته: ومات زرارة سنة خمسين ومأة. وقال الشيخ
في أصحاب الصادق عليه السلام من رجاله: مات سنة خمسين ومأة بعد أبي عبد الله عليه السلام
وذكره أيضا في أصحاب الكاظم عليه السلام.
وقال أبو غالب في الرسالة (28)، ويقال: انه عاش سبعين (تسعين - خ) سنة.
موضع زرارة ومكانته السامية
كان زرارة جليل القدر، رفيع المنزلة، عظيم الشأن في بيته وفي نظرائه
وفي أصحاب الحديث، والفقه، والكلام، وعلوم القرآن، وعند الناس، وعند الأئمة
عليهم السلام، وذلك لتوفر الفضائل فيه.
قال أبو غالب في الرسالة (27): فكان يخرج إلى الجمعة وعلى رأسه برنس
اسود وبين عينيه سجادة، وفي يده عصا، فيقوم له الناس سماطين، ينظرون
إليه لحسن هيئته..
قلت: كان الجاحظ العثماني المعاند للشيعة بنصبه الذي يأبى حتى عن
ذكر أئمة الشيعة عليهم السلام يذكر زرارة بأشعاره في كتبه مع تجليل وترفيع له.
فقال أبو غالب في الرسالة (24): وذكره الجاحظ في كتاب (الحيوان)،
وأورد عنه شعرا.. وروى له أيضا شعرا في كتاب (النساء)، وذكر له بيتا في
36

كتاب (العرجان الاشراف)، ولا أدرى أصدق الجاحظ في ذلك أم لا، وقال
في كتاب الحيوان: قال زرارة بن أعين مولى بنى أسعد بن هام، وكان رئيس الشيعة
(التميمية - خ).
وقال ابن النديم في الفهرست (332): عند ذكره في فقهاء الشيعة وعلمائهم
ومحدثيهم الذين رووا الفقه عن الأئمة عليهم السلام وزرارة أكبر رجال الشيعة فقها،
وحديثا، ومعرفة بالكلام، والتشيع.
وقال النجاشي في ترجمته (132): شيخ أصحابنا في زمانه، ومتقدمهم،
وكان قاريا، فقيها، متكلما، شاعرا، أديبا، قد اجتمعت فيه خلال الفضل، والدين،
صادقا فيما يرويه..
وذكره الشيخ في الفهرست، وفي أصحاب الباقر والصادق والكاظم عليهم السلام
من رجاله وقال في الأخير: ثقة روى عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام.
قلت: ولمكانة زرارة وجلالته وعلو منزلته في العلوم ترجمه المخالفون
وان شئت فراجع لسان الميزان لابن حجر العسقلاني ج 2 ص 474، وميزان
الاعتدال للذهبي ج 2 ص 69، وكتب أصحاب التراجم كابن أبى حاتم الرازي، نعم
ذكروه وكذلك القاضي عبد الجبار في كتابه (المغني) ج 2 - 180 بالتشيع وشدته
في الرفض وضعفوه بذلك، ورووا عنه في كتب الحديث وروى عنه ابن أبي الحديد
في شرح نهج البلاغة ج 4 ص 109.
وقال ابن أبي الحديد في الشرح أيضا ج 16 - 246 عند ذكر رأى الشيعة
في العمل بالاخبار: فأما مذهب المرتضى في خبر الواحد فإنه قول انفرد به عن سائر
الشيعة لان من قبله من فقهائهم ما عولوا في الفقه الأعلى اخبار الآحاد كزرارة، ويونس
وأبى بصير وابني بابويه، والحلبي، وأبى جعفر القمي وغيرهم.
37

منزلته عند علماء عصره
قال الكشي ص 89 - 6 - حدثني إبراهيم بن محمد بن العباس الختلي قال: حدثني
أحمد بن إدريس القمي قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى عن محمد بن أبي الصهبان
أو غيره عن سليمن بن داود المنقري عن ابن أبي عمير قال: قلت لجميل بن دراج:
ما أحسن محضرك وأزين مجلسك! فقال: أي والله ما كنا حول زرارة بن أعين الا
بمنزلة الصبيان في الكتاب حول المعلم.
وص 103 - 45 حدثني حمدويه قال حدثني يعقوب بن يزيد قال حدثني
علي بن حديد عن جميل بن دراج قال ما رأيت رجلا مثل زرارة بن أعين، انا كنا
نختلف إليه فما كنا حوله الا بمنزلة الصبيان في الكتاب حول المعلم فلما مضى الحديث.
وص 89 - 5 - محمد بن مسعود عن الخزاعي عن محمد بن زياد عن ابن أبي عمير عن
علي بن عطية عن زرارة قال: والله لو حدثت بكلما سمعته من أبى عبد الله عليه السلام
لانتفخت ذكور الرجال على الخشب.
منزلته عند الامام أبى جعفر الباقر عليه السلام
كان لزرارة عند أبي جعفر الباقر عليه السلام منزلة رفيعة عظيمة حتى عد من حواريه
ففي الكشي ص 7 في ترجمة سلمان في حواري النبي الأكرم والأئمة عليهم السلام
الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه وينادون يوم القيامة بذلك باسناد عن أبي الحسن
موسى بن جعفر عليه السلام في حديث طويل قال: ثم ينادى المنادى: أين حواري
محمد بن علي عليه السلام، وحواري جعفر بن محمد عليه السلام فيقوم عبد الله بن شريك العامري،
وزرارة بن أعين الحديث.
بل يظهر مما رواه الكشي في ترجمة زرارة ص 88 - 3 في الصحيح عن أبي بصير
عن أبي عبد الله عليه السلام ان زرارة أفضل من سلمان، والمقداد والزبير الذين
حلقوا رؤسهم ليقاتلوا أبا بكر وسيأتي إن شاء الله ذكره.
38

وص 218 باسناد صحيح عن زرارة قال قدمت المدينة وأنا شاب أمرد، فدخلت
سرادقا لأبي جعفر عليه السلام بمنى فرأيت قوما جلوسا في الفسطاط وصدر المجلس ليس
فيه أحد ورأيت رجلا ناحية يحتجم فعرفت برأيي انه أبو جعفر عليه السلام فقصدت
نحوه فسلمت عليه فرد السلم على فجلست بين يديه والحجام خلفه فقال: أمن بنى
أعين أنت؟ فقلت: نعم أنا زرارة بن أعين فقال أنا عرفتك بالشبه الحديث.
وفي باب النذور من الكافي ج 2 - 373 في الصحيح عن زرارة قال إن أمي
كانت جعلت عليها نذرا نذرت لله عزو جل في بعض ولدها في شئ كانت تخاف
عليه ان تصوم ذلك اليوم الذي يقدم فيه عليها ما بقيت فخرجت معنا إلى مكة
فأشكل علينا صيامها في السفر فلم تدر تصوم أو تفطر فسئلت أبا جعفر عليه السلام عن
ذلك فقال لا تصوم في السفر الحديث.
وفي التهذيب ج 2 - 7 باسناد صحيح عن زرارة قال قلت لأبي جعفر عليه السلام:
انى رجل تاجر أختلف وأتجر، فكيف لي بالزوال والمحافظة على صلاة الزوال،
وكم تصلى؟ قال تصلى ثماني ركعات الحديث.
مكانة زرارة عند أبي جعفر عليه السلام بفقهه وأمانته في الحديث
روى البرقي في المحاسن ج 2 - 464 - 418 عن أبيه عن علي بن الحكم عن
ابن بكير عن زرارة قال تغديت مع أبي جعفر عليه السلام خمسة عشر يوما بلحم.
ورواه عنه عن ابن محبوب عن علي بن رئاب عن زرارة قال تغديت مع أبي
جعفر عليه السلام في شعبان خمسة عشر يوما بلحم الحديث.
وفي ج 1 - 171 في الصحيح عن زرارة قال قلت لأبي جعفر عليه السلام قوله:
(لا قعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم الآية) فقال أبو جعفر عليه السلام: يا زرارة انما
صمد لك ولأصحابك فأما الآخرين فقد فرغ منهم.
39

تقية، أو لان الناس مع رسول الله صلى الله عليه وآله قد لبوا بالحج فلما نزلت العمرة تمتعوا
فروى الشيخ في التهذيب ج 5 - 88 في الصحيح عن حمران بن أعين قال: دخلت
على أبى جعفر عليه السلام فقال لي: بما أهللت؟ فقلت: بالعمرة، فقال لي: أفلا
وفي الكافي ج 2 - 128 باب 72 الظهار - باسناد صحيح عن صفوان قال حدثنا
أبو عيينة عن زرارة قال قلت لأبي جعفر عليه السلام: انى ظاهرت من أم ولد لي، ثم واقعت
عليها، ثم كفرت، فقال: هكذا يصنع الرجل الفقيه، إذا واقع كفر.
الكافي ج 1 - 247 باب 51 من الحج في الصحيح عن عبد الملك من أعين
قال حج جماعة من أصحابنا، فلما قدموا المدينة دخلوا على أبى جعفر عليه السلام فقالوا:
ان زرارة أمرنا ان نهل بالحج إذا أحرمنا، فقال لهم: تمتعوا، فلما خرجوا من
عنده دخلت عليه، فقلت: جعلت فداك لئن لم تخبر هم بما أخبرت زرارة ليأتين
الكوفة، وليصبحن بها كذابا، فقال: ردهم، فدخلوا عليه، فقال: صدق زرارة،
اما والله لا يسمع هذا بعد هذا اليوم أحد منى. ورواه الشيخ في التهذيب ج 5 - 87
باسناد آخر صحيح عنه نحوه.
وفي التهذيب بعد الحديث باسناد آخر صحيح عن إسماعيل الجعفي قال خرجت
أنا وميسر، وأناس من أصحابنا فقال لنا زرارة: لبوا بالحج، فدخلنا على أبى
جعفر عليه السلام فقلنا له: أصلحك الله انا نريد الحج ونحن قوم صرورة، أو كلنا
صرورة فكيف نصنع؟ فقال: لبوا بالعمرة، فلما خرجنا قدم عبد الملك بن أعين،
فقلت له: الا تعجب من زرارة، قال لنا: لبوا بالحج، وان أبا جعفر عليه السلام
قال لنا: لبوا بالعمرة، فدخل عليه عبد الملك بن أعين فقال له: ان أناسا من
مواليك أمرهم زرارة ان يلبوا بالحج عنك، وانهم دخلوا عليك فأمرتهم ان يلبوا
بالعمرة، فقال أبو جعفر عليه السلام: يريد كل انسان منهم ان يسمع على حدة،
40

أعدهم على، فدخلنا، فقال لبوا بالحج، فان رسول الله صلى الله عليه وآله لبى بالحج.
قلت: لا شك في أن وظيفة النائي عن مكة هو الحج تمتعا، وان الاختلاف
انما هو في وجوب الاهلال بالعمرة عند فرض الاحرام أو كفاية نية التمتع مع الاهلال بالحج
تقية، أو أسوة لان الناس مع رسول الله صلى الله عليه وآله قد لبوا بالحج فلما نزلت العمرة تمتعوا.
فروى الشيخ في التهذيب ج 5 - 88 في الصحيح عن حمران بن أعين
قال: دخلت على أبى جعفر عليه السلام، فقال لي: بما أهللت؟ فقلت بالعمرة، فقال لي: أفلا
أهللت بالحج ونويت المتعة، فصارت عمر تك كوفية وحجتك مكية ولو كنت
نويت المتعة وأهللت كانت عمرتك وحجتك كوفيتين.
وص 86 ح 91 باسناد صحيح عن حمران بن أعين قال سألت أبا جعفر عليه السلام
عن التلبية، فقال لي لب بالحج، فإذا دخلت مكة طفت بالبيت وصليت وأحللت.
ح 92 وباسناد صحيح عن زرارة قال قلت لأبي جعفر عليه السلام: كيف أتمتع؟ قال:
تأتى الوقت فتلبي بالحج فإذا دخلت مكة طفت بالبيت وصليت الركعتين خلف
المقام وسعيت بين الصفا والمروة وقصرت وأحللت من كل شئ وليس لك ان تخرج
من مكة حتى تحج.
تشريف أبى جعفر عليه السلام زرارة بزيارة كتاب الامام أمير المؤمنين عليه السلام
وكان من موضع زرارة ومنزلته عند أبي جعفر عليه السلام انه شرفه بزيارة
كتاب علي عليه السلام، فقد كان سيدنا أمير المؤمنين عليه السلام أول من صنف في الاسلام
وكتب بخطه الشريف وإملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كتابا كبيرا ذكرناه في كتاب فضائله
وأولياته، وأشرنا في تهذيب المقال ج 1 - 155 عند بيان النجاشي أول من صنف
في الاسلام إلى وصف الكتاب وجمعنا ما رواه أئمة أهل البيت عليهم السلام من
كتابه عليه السلام هذا في تأليف خاص قد أفردنا له جزئين نسئل الله تعالى ان يوفقنا
41

لاتمامه خالصا لوجهه ويتقبله بأحسن قبوله، وقد تشرف جماعة من أجلة أصحابهم
بزيارته بنسخته التي عندهم، ومن هؤلاء زرارة بن أعين.
ففي الكافي ج 2 - 257 باب 7 آخر في ابطال العول: محمد بن يحيى عن أحمد
بن محمد عن علي بن حديد عن جميل بن دراج عن زرارة قال: أمر أبو جعفر عليه السلام
أبا عبد الله عليه السلام: فأقر أنى صحيفة الفرائض الحديث.
وفي التهذيب ج 9 - 271 - 5 - في ميراث الوالدين والكافي ج 2 - 261 باب 17 - 3
علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير ومحمد بن عيسى عن يونس جميعا عن
عمر بن أذينة عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الجد فقال: ما أحد قال فيه
الا برأيه الا أمير المؤمنين عليه السلام قلت أصلحك الله فما قال فيه أمير المؤمنين
عليه السلام؟ فقال: إذا كان غدا فالقني حتى أقرئكه في كتاب علي عليه السلام قلت:
أصلحك الله حدثني فان حديثك أحب إلى من أن تقرئنيه في كتاب فقال لي الثالثة:
اسمع ما أقول لك، إذا كان غدا فالقني حتى أقرئكه في كتاب فأتيته من الغد بعد الظهر
وكانت ساعتي التي كنت أخلو به فيها بين الظهر والعصر، وكنت أكره ان أسأله
الا خاليا خشية ان يفتيني من اجل من يحضرني بالتقية، فلما دخلت عليه اقبل
على ابنه جعفر فقال اقرئ زرارة صحيفة الفرائض ثم قام لينام، فبقيت انا وجعفر
في البيت، فقام واخرج إلى صحيفة مثل فخذ البعير فقال: لست أقرئكها حتى تجعل
ان لا تحدث بما تقرأ فيها أحدا ابدا حتى آذن لك ولم يقل حتى يأذن لك أبى،
فقلت: أصلحك الله لم تضيق على ولم يأمرك أبوك بذلك!؟ فقال: ما أنت بناظر
فيها الأعلى ما قلت لك، فقلت فذلك لك، وكنت رجلا عالما بالفرائض والوصايا
بصيرا بها حاسبا لها البث الزمان اطلب شيئا يلقى على من الفرائض والوصايا لا أعلمه
فلا أقدر عليه، فلما ألقى إلى طرف الصحيفة إذا كتاب غليظ يعرف انه من كتب
42

الأولين فنظرت خلاف ما بأيدي الناس من الصلب والامر بالمعروف الذي ليس فيه
اختلاف وإذا عامته كذلك، فقرأته حتى أتيت على آخره بخبث نفس وقلة تحفظ
واسقام رأى وقلت وانا أقرأه باطل حتى اتيت على آخره ثم أدرجتها ودفعتها إليه،
فلما أصبحت لقبت أبا جعفر عليه السلام فقال لي: أقرأت صحيفة الفرائض؟ قلت:
نعم فقال: كيف رأيت ما قرأت قال قلت: باطل ليس بشئ، هو خلاف ما عليه الناس
قال: فان الذي رأيت والله يا زرارة الحق، الذي رأيت إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وخط علي عليه
السلام بيده فأتاني الشيطان فوسوس في صدري فقال: وما يدريه انه إملاء رسول الله
صلى الله عليه وآله وخط علي عليه السلام بيده فقال لي قبل ان أنطق: يا زرارة لا تشكن والشيطان
والله انك شككت وكيف لا أدري انه إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وخط علي عليه السلام
بيده وقد حدثني أبي عن جدي ان أمير المؤمنين عليه السلام حدثه ذلك! قال: قلت
لا كيف جعلني الله فداك وتندمت على ما فاتني من الكتاب ولو كنت قرأته وأنا
أعرفه لرجوت الا يفوتني منه حرف الحديث.
تشريفه له بزيارة قميص أمير المؤمنين عليه السلام
ففي الكافي ج 2 - 207 - 10 باب تشمير الثياب باسناد صحيح عن زرارة بن
أعين قال رأيت قميص علي عليه السلام الذي قتل فيه عند أبي جعفر عليه السلام فإذا أسفله
اثنى عشر شبرا وبدنه ثلاثة أشبار، ورأيت فيه نضح دم.
معرفة زرارة بابى جعفر عليه السلام
روى الشيخ في التهذيب ج 9 - 16 - 63 في الصحيح عن زرارة قال: والله
ما رأيت مثل أبى جعفر عليه السلام قط قال سألته الحديث.
روايته عنه عليه السلام
قد سمع زرارة عن أبي جعفر عليه السلام حديثا كثيرا، وذكره البرقي
والكشي والشيخ في أصحابه وروى جماعة كثيرة من أكابر أصحابه وأصحاب الصادق
43

والكاظم عليهم السلام وغيرهم عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام ذكرناهم في طبقات أصحابه منهم:
ثعلبة بن ميمون، حماد بن عثمان، عمر بن أذينة، مثنى الحناط، سليمان،
حريز بن عبد الله، جميل بن صالح، أبان بن عثمان، عبد العزيز العبدي، هشام بن
سالم، منصور بن أذينة، محمد بن حمران، حماد بن عيسى، موسى بن بكر، الحسن
بن عطية، جميل بن دراج، أبى أبى ليلى، محمد بن أبي عمير، معاوية بن وهب،
عبيد بن زرارة، علي بن رئاب، سيف التمار، عبد الله بن بكير، إسماعيل الجعفي،
عبد الله بن مسكان، علي بن حديد، علي بن سعيد، الحسن بن زرارة، الحسين
بن زرارة، محمد بن سماعة، مثنى بن عبد السلام، فضيل، نصر بن مزاحم، يونس بن
عبد الرحمان، مثنى بن عبد الوليد الحناط، أبان بن تغلب، درست الواسطي، أبو
عيينة، إسحاق بن عبد العزيز، أبو جميلة، علي بن الزيات وغيرهم.
منزلة زرارة عند الامام أبى عبد الله الصادق عليه السلام
كان زرارة ممن اختص بأبي عبد الله بعد أبيه عليهما السلام ذا منزلة رفيعة و
مكانة جليلة حتى أن أبا الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام عده من حواري أبى
جعفر، وأبى عبد الله عليهما السلام. رواه الكشي ص 7 - 19 ترجمة سلمان باسناده
عن أسباط بن سالم عنه.
وفي ترجمته ص 88 - 2 باسناده عن زرارة قال: اسمع والله بالحرف من
جعفر بن محمد عليهما السلام من الفتيا فأزداد به ايمانا.
وقد سمع عنه عليه السلام شيئا كثيرا منذ أربعين عاما. فروى الصدوق (في
من لا يحضره الفقيه ج 2 - 306) باسناده الصحيح في المشيخة رقم 71 عن زرارة قال
قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلني الله فداك أسألك في الحج منذ أربعين عاما فتفتيني، فقال:
يا زرارة بيت يحج قبل آدم عليه السلام بألفي عام تريد ان تفنى مسائله في أربعين عاما.
قلت: الحديث يقتضى تكرر تشرف زرارة إلى المدينة المنورة فكان كوفيا
يقدمها كما يقتضى كثرة سؤاله عنه في مسائل الحج بحيث أعجبه كثرة فتاواه في
44

الحج، بل يقتضى كونه حريصا على السؤال عنه عليه السلام أيام أبيه أيضا إذ كانت
وفاة أبى جعفر عليه السلام سنة أربع عشرة ومأة.
وكان زرارة لحبه له عليه السلام يدخل عليه أيام أبيه أبى جعفر عليه السلام
عند ما كان زرارة شابا، ففي الكشي في ترجمته (94) باسناده عن علي بن رئاب قال
دخل زرارة على أبي عبد الله عليه السلام فقال: يا زرارة متأهل أنت؟ قال: لا، قال:
وما يمنعك من ذلك؟ قال: لأني لا اعلم تطيب مناكحة هؤلاء أم لا، قال: فكيف
تصبر وأنت شاب؟ قال: اشترى الإماء الحديث.
قلت: الحديث بطوله يدل على انقياد زرارة لأبي عبد الله عليه السلام فيما ربما
يأمره به كما يظهر من غيره فروى الكشي أيضا في ترجمته باسناده عن محمد بن أبي عمير
في حديث رسالته عن أبي عبد الله عليه السلام إلى زرارة في أمر صلوته في مواقيت
أصحابه قال فقال (أي زرارة): انا والله أعلم انك لم تكذب عليه، ولكن أمرني
بشئ فأكره ان ادعه.
قلت: ذكرنا في ترجمة محمد بن أبي عمير من كتبنا وفي ترجمة زرارة رواية
ابن أبي عمير عن زرارة غير مرة، فهذا الرواية وأيضا تعدد روايته عن زرارة وغير
ذلك مما ذكرناه في محله يقتضى كون محمد بن أبي عمير من أصحاب الصادق عليه السلام
وذكرناه في طبقات أصحابه وان لم يذكره الأصحاب بذلك فلاحظ.
وفي الكشي (95): قال أصحاب زرارة: فكل من أدرك زرارة بن أعين فقد
أدرك أبا عبد الله عليه السلام، فإنه مات بعد أبي عبد الله عليه السلام بشهرين أو أقل، وتوفى
أبو عبد الله عليه السلام وزرارة مريض مات في مرضه ذلك.
مدائح الإمام الصادق عليه السلام لزرارة بن أعين
قد وردت في المأثور من طرقنا لزرارة مدائح كثيرة من الامام أبى عبد الله
45

جعفر بن محمد الصادق عليه السلام تدل على منزلة عظيمة له عنده وقد أحصيناها في
كتابنا (اخبار الرواة) وحققنا أسانيد ما رواه الكشي منها في الشرح على رجال
الكشي وتشير إليها في المقام اجمالا وهي:
1 - زرارة من السابقين إلينا في الدنيا والآخرة
فروى الكشي في رجاله ص 90 - 12، وكذا الشيخ المفيد في (الاختصاص
66) في الصحيح عن سليمان بن خالد الأقطع عن أبي عبد الله عليه السلام في مدح زرارة
وأبى بصير، ومحمد بن مسلم، وبريد بن معاوية العجلي قال عليه السلام (في حديث
طويل): وهم السابقون إلينا في الدنيا والسابقون إلينا في الآخرة.
وفي الصحيح أيضا عن أبي عبيدة الحذاء (ص 90 - 11) قال سمعت أبا
عبد الله عليه السلام يقول: زرارة، وأبو بصير، ومحمد بن مسلم، وبريد من الذين قال الله
تعالى: (والسابقون السابقون أولئك المقربون).
وفي ترجمة بريد ص 155 باسناده عن داود بن سرحان عن أبي عبد الله
عليه السلام في حديث في مدحهم: هؤلاء السابقون، أولئك المقربون.
2 - زرارة من أهل الجنة
روى الكشي ص 88 - 1 باسناد موثق كالصحيح عن زرارة قال قال أبو عبد الله
عليه السلام: يا زرارة ان اسمك في أسامي أهل الجنة،
الحديث. وفي ترجمة
أبي بصير المرادي ص 113 في الصحيح عن جميل
قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: بشر المخبتين
بالجنة: بريد بن معاوية... وزرارة، أربعة نجباء،
امناء الله على حلاله و حرامه، لولا هذه انقطعت
آثار النبوة واندرست.
3 - زرارة من نجوم شيعته
روى الكشي ص 91 - 13 في خبر طويل عن جميل بن دراج يأتي في مدح
زرارة ونظرائه: بريد وأبى بصير ومحمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
نجوم شيعتي أحياءا وأمواتا الحديث.
46

4 - بزرارة ونظرائه يكشف الله كل بدعة وينفى كل باطل
روى الكشي في الخبر المتقدم عن جميل عن أبي عبد الله عليه السلام في مدح
زرارة ونظرائه قال: بهم يكشف الله كل بدعة، ينفون عن هذا الدين انتحال
المبطلين وتأول الغالين الحديث.
5 - زرارة من حفاظ الدين
روى الكشي ص 90 - 12 في الصحيح عن سليمان بن خالد الأقطع عن أبي
عبد الله عليه السلام في مدح زرارة ونظرائه قال: هؤلاء حفاظ الدين وأمناء أبى
عليه السلام على حلال الله وحرامه الحديث.
6 - زرارة أحد أوتاد الأرض، وأعلام الدين
روى الكشي في بريد ص 155 باسناد قوى عن جميل بن دراج قال: سمعت
أبا عبد الله عليه السلام يقول: أوتاد الأرض وأعلام الدين أربعة: محمد بن مسلم، وبريد بن
معاوية، وليث بن البختري المرادي، وزرارة بن أعين.
7 - زرارة من القوامين بالقسط والصدق
روى الكشي في بريد ص 155 باسناده عن داود بن سرحان عن أبي عبد الله
عليه السلام (في حديث) قال: ان أصحاب أبي عليه السلام كانوا زينا أحياءا وأمواتا أعني
زرارة، ومحمد بن مسلم (إلى أن قال): هؤلاء القوامون بالقسط، هؤلاء القوامون
بالصدق...
8 - زرارة أفقه الأولين
قال أبو عمرو الكشي في تسمية الفقهاء من أصحاب أبي جعفر وأبى عبد الله
عليهما السلام ص 155: اجتمعت العصابة على تصديق هؤلاء الأولين من أصحاب أبي
جعفر، وأبى عبد الله عليهما السلام، وانقادوا لهم بالفقه، فقلوا: أفقه الأولين
47

ستة: زرارة، ومعروف بن خربوذ، وبريد، وأبو بصير الأسدي، والفضيل بن
يسار، ومحمد بن مسلم الطائفي، قالوا: وأفقه الستة: زرارة..
وروى في الكافي ج 2 - 128 باب الظهار في الصحيح عن صفوان عن أبي عيينة
عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال قلت لأبي جعفر عليه السلام: انى ظاهرت
من أم ولد لي، ثم واقعت عليها، ثم كفرت، فقال عليه السلام، هكذا يفعل الفقيه، إذا
واقع كفر.
وفي الصحيح أيضا عن زرارة قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام: رجل ظاهر، ثم
واقع قبل ان يكفر، قال لي أو ليس هكذا يفعل الفقيه.
وقد وردت اخبار متفرقة في أبواب الفقه تدل على نبوغ زرارة وتقدمه
في الفقه قد ذكرنا جملة منها في كتابنا (اخبار الرواة).
ويكفي إشارة لذلك حديث مناظرته مع الشامي في الفقه لما استأذن أبا عبد الله
عليه السلام وعنده جماعة من أصحابه منهم زرارة وأراد المناظرة مع الامام في العلوم
فأمره بالمناظرة مع أصحابه فامتنع أولا قائلا: صرت إليك لأناظرك انما أريدك لا
فلانا فأجابه: ان غلبته فقد غلبتني فدخل في المناظرة. ذكره أبو عمرو الكشي
بطوله في ترجمة هشام بن الحكم ص 178 - 22 عن هشام بن سالم وفيه: قال:
أريد ان أناظرك في الفقه، فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا زرارة فناظره، فما ترك الشامي
يكشر (يكسر - خ) الحديث إلى أن قال فقال الشامي: كأنك تريد ان تخبرني ان
في شيعتك مثل هؤلاء الرجال؟ قال: هو ذلك إلى أن قال: واما زرارة فقاسك فغلب
قياسه قياسك الحديث، وتقدمت الإشارة إليه في المتكلمين من آل أعين.
9 - زرارة امين أبى جعفر عليه السلام ومستودع سره وعيبة علمه
روى الكشي ص 90 - 12 في الصحيح عن سليمان بن خالد الأقطع عن
48

أبى عبد الله عليه السلام في مدح زرارة ونظرائه الثلاثة: هؤلاء حفاظ الدين، وأمناء
أبى عليه السلام على حلال الله وحرامه الحديث.
وفي خبر جميل المتقدم عنه عليه السلام في مدحهم: كان أبى عليه السلام أئتمنهم على
حلال الله وحرامه، وكانوا عيبة علمه وكذلك اليوم هم عندي، هم مستودع سرى،
أصحاب أبي عليه السلام عليه السلام حقا الحديث.
10 - زرارة ممن أحسا ذكر آل محمد عليهم السلام بالفقه والحديث وحفظ
علومهم ومصادر الاستنباط
روى الكشي ص 90 - 12 باسناد صحيح عن سليمان بن خالد الأقطع قال
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما أجد أحدا أحيا ذكرنا وأحاديث أبى عليه السلام الا
زرارة، وأبا بصير ليثا المرادي، ومحمد بن مسلم، وبريد بن معاوية، ولولا هؤلاء
ما كان أحد يستنبط هذا، هؤلاء حفاظ الدين، وأمناء أبى عليه السلام على حلال الله و
حرامه الحديث.
وأيضا ص 90 باسناده عن جميل عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث في مدح
هؤلاء قال: يحيون ذكر أبى عليه السلام، بهم يكشف الله كل بدعة الحديث.
وأيضا ص 88 - 3 في الصحيح عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث
قال: لولا زرارة لظننت ان أحاديث أبى عليه السلام ستذهب.
11 - زرارة صدوق في الحديث
روى في الكافي ج ص 247 باب 51 من الحج في الصحيح عن عبد الملك بن
أعين قال حج جماعة من أصحابنا، فلما قدموا المدينة دخلوا على أبى جعفر عليه السلام
فقالوا: ان زرارة أمرنا أن نهل بالحج إذا أحرمنا.. فقال: صدوق زرارة
الحديث.
ورواه الشيخ في التهذيب ج 5 87 باسناد صحيح آخر عنه نحوه.
49

وفي المواقيت ج 1 - 75 باسناد صحيح عن زرارة في اختلافه مع أخيه
حمران في تفويض المواقيت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وعرض قولهما على أبى عبد الله
عليه السلام: فقال أبو عبد الله عليه السلام يا حمران صدق زرارة، جعل الله ذلك إلى محمد صلى الله عليه وآله الحديث.
ورواه الكشي أيضا باسناد صحيح عنه نحوه ص 96 - 20.
وفي الكشي ترجمة بريد ص 155 عن داود بن سرحان عن أبي عبد الله عليه السلام
في حديث في مدح زرارة ونظرائه قال: هؤلاء القوامون بالصدق الحديث.
12 - زرارة اصدع الناس بالحق
كان زرارة كما قال أبو الحسن الرضا عليه السلام فيه: صادعا بالحق واضح الطريقة
ثابتا ركينا لا يلتوي فيزلق ولا يتفرق السبيل، يتجلى الحق فيه ويكشف عمله
عن الحق.
ففي التهذيب ج 2 - 6 - 10 - أحمد بن محمد بن عيسى عن يحيى بن حبيب
قال سألت الرضا عليه السلام عن أفضل ما يتقرب به العباد إلى الله تعالى من الصلاة قال:
ستة وأربعون ركعة فرائضه ونوافله، قلت: هذه رواية زرارة، قال: أو ترى أحدا
كان اصدع بالحق منه؟!
ورواه الكشي ص 95 - 18 - عن محمد بن قولويه عن سعد بن عبد الله عن أحمد
بن محمد بن عيسى، وعلي بن إسماعيل بن عيسى عن محمد بن عمرو بن سعيد الزيات عن
يحيى بن محمد بن أبي حبيب قال سألت الرضا عليه السلام الحديث.
13 - زرارة لا يجوز رد حديثه
ان مصدق زرارة في الحديث، ومعرفته بالحق، ومعرفته بالحق، وطهارته وصيانته من الكذب مدح الإمام عليه السلام له بأنه لا يجوز لي رد روايته.
ففي الكشي ص 88 - 4 باسناد مصحح عن يونس بن عمار قال قلت لأبي
50

عبد الله عليه السلام: ان زرارة قد روى عن أبي جعفر عليه السلام انه لا يرث مع الامام والأب
(إلى أن قال) فقال أبو عبد الله عليه السلام: اما ما رواه زرارة عن أبي جعفر عليه السلام
فلا يجوز لي رده الحديث.
14 - زرارة ممن أرجع إليه الإمام الصادق عليه السلام في الحديث
تقدم زرارة على علماء الحديث في عصره بكثرة الرواية وعرفان الحديث
حتى أنه سمع عن أبي عبد الله عليه السلام في فقه الحج أربعين سنة كما رواه
الصدوق، وتقدم قريبا. وكان من وفور علمه بالحديث وحسن معرفته انه الذي
يعرف من قبله مذهب أئمة أهل البيت في اغمض المسائل وأشدها تقيه ذكرناها
في (اخبار الرواة) ونشير إلى بعضها في المقام فصار زرارة مرجعا للحديث في عصره
حتى أن الإمام الصادق عليه السلام ارجع خواص أصحابه إليه.
ففي الكشي ص 90 - 9 باسناد صحيح عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي
عبد الله عليه السلام قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يوما ودخل عليه الفيض بن المختار،
فذكر له آية من كتاب الله عز وجل يأولها أبو عبد الله عليه السلام، فقال له الفيض:
جعلني الله فداك ما هذا الاختلاف الذي بين شيعتكم؟ قال: وأي الاختلاف يا فيض؟
فقال له الفيض: انى لا جلس في حلقهم بالكوفة، فأكاد أشك في اختلافهم في حديثهم
حتى ارجع إلى المفضل بن عمر فيوقفني من ذلك على ما يستريح إليه نفسي، ويطمئن
إليه قلبي، فقال أبو عبد الله عليه السلام: أجل هو كما ذكرت يا فيض، ان الناس أو لعوا
بالكذب علينا، ان (كأن - ظ) الله افترض عليهم، لا يريد منهم غيره، وإني
أحدثهم بالحديث فلا يخرج من عندي حتى يتأوله على غير تأويله، وذلك انهم
لا يطلبون بحديثنا وبحبنا ما عند الله، وانما يطلبون الدنيا، وكل يحب ان
يدعى رأسا، انه ليس من عبد يرفع نفسه الا وضعه الله، وما من عبد وضع نفسه الا
51

رفعه الله وشرفه، فإذا أردت حديثا فعليك بهذا الجالس، وأومى إلى رجل من
أصحابه فسئلت أصحابنا عنه، فقالوا: زرارة بن أعين.
أصول الكافي ج 1 - 65 - 5 باب اختلاف الحديث في الصحيح عن زرارة بن
أعين عن أبي جعفر عليه السلام قال سألته عن مسألة فأجابني، ثم جائه رجل فسأله
عنها فأجابه بخلاف ما أجابني ثم جاء رجل آخر، فأجابه بخلاف ما أجابني و
أجاب صاحبي، فلما خرج الرجلان قلت يا بن رسول الله! رجلان من أهل العراق
من شيعتكم قدما يسألان فأجبت كل واحد منهما بغير ما أجبت به صاحبه؟ فقال: يا
زرارة! ان هذا خير لنا وأبقى لنا ولكم، ولو اجتمعتم على أمر واحد لصدقكم
الناس علينا، ولكان أقل لبقائنا وبقاءكم. قال: ثم قلت لأبي عبد الله عليه السلام:
شيعتكم لو حملتموهم على الا سنة أو على النار لمضوا، وهم يخرجون من عندكم
مختلفين، قال فأجابني بمثل جواب أبيه عليه السلام.
الكشي ص 101 - 41 - حدثني محمد بن مسعود قال حدثني عبد الله بن محمد
بن خالد الطيالسي قال: حدثني الحسن بن علي الوشاء عن أبي خداش عن علي بن
إسماعيل عن أبي خالد، وحدثني محمد بن مسعود قال: حدثني علي بن محمد القمي
قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى عن ابن الريان عن الحسن بن راشد عن علي بن
إسماعيل عن أبي خالد عن زرارة قال: قال لي زيد بن علي عليهما السلام وانا
عند أبي عبد الله عليه السلام: ما تقول يا فتى في رجل من آل محمد صلى الله عليه وآله استنصرك
فقلت: ان كان مفروض الطاعة نصرته وان كان غير مفروض الطاعة فلي ان افعل
ولى ان لا افعل. فلما خرج قال أبو عبد الله عليه السلام: اخذته والله من بين يديه
ومن خلفه وما تركت له مخرجا.
وروى 42 عن زرارة بن أعين قال: جئت إلى حلقة بالمدينة فيها عبد الله بن
52

محمد وربيعة الرأي، فقال عبد الله يا زرارة سل ربيعة عن شئ مما اختلفتم فيه،
فقلت: ان الكلام يورث الضغاين، فقال لي ربيعة الرأي: سل يا زرارة. قال:
قلت: بم كان رسول الله صلى الله عليه وآله يضرب في الخمر؟ قال: بالجريد وبالنعل.
فقلت: لوان رجلا اخذ اليوم شارب خمر وقدم إلى الحاكم ما كان عليه؟ قال: يضربه
بالسوط لان عمر ضرب بالسوط. قال: فقال عبد الله بن محمد: يا سبحان الله يضرب
رسول الله صلى الله عليه وآله بالجريد ويضرب عمر بالسوط فيترك ما فعل رسول الله
صلى الله عليه وآله ويأخذ ما فعل عمر؟!
وفي الكافي ج 1 - 104 باسناد مصحح عن حمران بن أعين قال قلت لأبي
جعفر عليه السلام جعلت فداك انا نصلى مع هؤلاء يوم الجمعة وهم يصلون في الوقت،
فكيف نصنع؟ فقال: صلوا معهم، فخرج حمران إلى زرارة فقال له: قد أمرنا
أن نصلى معهم بصلاتهم، فقال زرارة: هذا ما يكون الا بتأويل، فقال له حمران
قم حتى نسمع منه قال: فدخلنا عليه، فقال له زرارة: ان حمران أخبرنا عنك
انك أمرتنا أن نصلى معهم فأنكرت ذلك، فقال لنا كان الحسين بن علي عليه السلام يصلى
معهم الركعتين، فإذا فرغوا قام فأضاف إليها ركعتين.
15 - زرارة كان من أحب الناس إلى أبى عبد الله عليه السلام
قال الصدوق في الاكمال ص 75 في الرد على الزيدية - حدثنا أبي رحمه الله ومحمد بن الحسن
قالا حدثنا أحمد بن إدريس،
ومحمد بن يحيى العطار جميعا عن محمد بن أحمد عن
يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن أبي العباس الفضل بن عبد الملك عن أبي عبد الله
عليه السلام انه قال: أربعة أحب الناس إلى أحياءا وأمواتا: بريد العجلي، وزرارة بن
أعين، ومحمد بن مسلم، والأحول، أحب الناس إلى أحياءا وأمواتا.
ورواه أبو عمرو الكشي في ترجمته ص 89 - 8
عن حمدويه بن نصير عن
53

يعقوب بن يزيد الحديث بتمامه نحوه.
قال الصدوق بعد تمام الحديث ردا على الزيدية القائلين بان زرارة مات و
هو لا يعرف موسى بن جعفر عليهما السلام بالإمامة طعنا في زرارة: فالصادق عليه السلام لا يجوز
ان يقول لزرارة: (انه من أحب الناس) وهو لا يعرف امامة موسى بن جعفر (ع).
الكشي ص 91 - 14 - حمدويه بن نصير قال حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد قال
حدثني يونس بن عبد الرحمن عن عبد الله بن زرارة، ومحمد بن قولويه، والحسين بن
الحسن قالوا حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثني هارون عن الحسن بن محبوب عن
محمد بن عبد الله بن زرارة، وابنيه: الحسن والحسين عن عبد الله بن زرارة قال قال لي
أبو عبد الله عليه السلام: اقرأ منى على والدك السلام وقل له (إلى أن قال): يرحمك الله
فإنك والله أحب الناس إلى، وأحب أصحاب أبي عليه السلام حيا وميتا، فإنك أفضل
سفن ذلك البحر القمقام الزاخر، وان من ورائك ملكا ظلوما عضوبا يرقب عبور
كل سفينة صالحة ترد من بحر الهدى ليأخذها غصبا ثم يغصبها وأهلها، ورحمة الله
عليك حيا ورضوانه عليك ميتا الحديث.
الكشي ص 91 - ص 13 - حدثني محمد بن قولويه، والحسين بن الحسن قالا
حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن عبد الله المسمعي قال: حدثني علي بن
حديد المدائني عن جميل بن دراج قال: دخلت على أبى عبد الله عليه السلام فاستقبلني
رجل خارج من عند أبي عبد الله عليه السلام من أهل الكوفة من أصحابنا، فلما دخلت
على أبي عبد الله عليه السلام قال لي: لقبت الرجل الخارج من عندي؟ فقلت: بلى هو
رجل من أصحابنا من أهل الكوفة فقال: لا قدس الله روحه ولا قدس روح مثله، انه
ذكر أقواما كان أبى عليه السلام ائتمنهم على حلال الله وحرامه وكانوا عيبة علمه
وكذلك اليوم هم عندي، هم مستودع سرى أصحاب أبي عليه السلام حقا، إذا
54

أراد الله باهل الأرض سوء صرف بهم عنهم السوء، هم نجوم شيعتي أحياءا وأمواتا
يحيون ذكر أبى عليه السلام، بهم يكشف الله كل بدعة ينفون عن هذا الدين انتحال
المبطلين وتأول الغالين، ثم بكى، فقلت: من هم؟ فقال: من عليهم صلوات الله
ورحمته أحياءا وأمواتا بريد العجلي، وزرارة، وأبو بصير، ومحمد بن مسلم، اما
انه يا جميل سيبين لك أمر هذا الرجل إلى قريب. قال جميل: فوالله ما كان
الا قليلا حتى رأيت ذلك الرجل نسب إلى أصحاب أبي الخطاب فقلت: الله يعلم
حيث يجعل رسالته، قال جميل: وكنا نعرف أصحاب أبي الخطاب ببغض هؤلاء
رحمة الله عليهم.
16 - ترحم الإمام الصادق عليه السلام وصلواته على زرارة وإبلاغه
السلام والتحيات
روى الكشي ص 90 - 10 باسناد صحيح عن إبراهيم بن عبد الحميد، وغيره
قالوا قال أبو عبد الله عليه السلام: رحم الله زرارة الحديث.
و (13) باسناد آخر عن جميل ين دراج في حديث طويل عن أبي عبد الله
عليه السلام في مدح زرارة ونظرائه قال: عليهم صلوات الله ورحمته أحياءا وأمواتا:
بريد العجلي، وزرارة، وأبو بصير، ومحمد بن مسلم الحديث.
وص 92 - 14 باسناد صحيح عن عبد الله بن زرارة قال قال لي أبو عبد الله
عليه السلام: اقرأ منى على والدك السلام.. يرحمك الله فإنك والله أحب الناس
إلى، وأحب أصحاب أبي عليه السلام حيا وميتا.. ورحمة الله عليك حيا ورحمته و
رضوانه عليك ميتا..
وص 93 - 15 باسناد حسن عن الحسين بن زرارة قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام
ان أبى يقرأ عليك السلام.. فقال عليه السلام: اقرأ أباك السلام، وقل له: أنا والله
عنك راض، فما تبالي ما قال الناس بعد هذا.
55

وروى الشيخ في التهذيب ج 2 - 22، والاستبصار ج 1 - 248 باسناده عن عمرو
بن سعيد بن هلال عن أبي عبد الله عليه السلام في وقت صلاة الظهر في القيظ عند
ما أرسله إلى زرارة قال عليه السلام: فأقرئه منى السلام وقل له الحديث.
منزلة زرارة عند الامام أبى الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام
قال الصدوق في الاكمال ص 74 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد
قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن أبي الصهبان عن منصور بن العباس عن مروك بن
عبيد عن درست بن أبي منصور الواسطي عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام
قال: ذكر بين يديه زرارة بن أعين، فقال: والله انى لأستوهبه من ربى يوم القيامة
فيهبه لي، ويحك ان زرارة بن أعين أبغض عدونا في الله، وأحب ولينا في الله.
ورواه في الكشي ص 103 - 46 عن محمد بن قولويه عند سعد عن الحسن بن موسى بن
جعفر عن أحمد بن هلال عن أبي يحيى الضرير عن درست بن أبي منصور الواسطي
قال سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول إن زرارة شك في إمامتي فاستوهبه من ربى تعالى.
وفي الكشي ترجمة سلمان ص 6 باسناده عن أسباط بن سالم قال قال أبو الحسن
موسى بن جعفر عليهما السلام: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين حواري محمد بن
عبد الله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه (إلى أن قال:) ثم ينادى
المنادى: أين حواري محمد بن علي عليهما السلام، وحواري جعفر بن محمد عليهما السلام
فيقوم عبد الله بن شريك العامري، وزرارة بن أعين الحديث.
قلت: قد تشرف زرارة بزيارة أبى الحسن عليه السلام أيام صفره ففي المحاسن باب
الأرز ص 503 في الصحيح عن زرارة قال رأيت رابة أبى الحسن عليه السلام تلقمه الأرز،
وتضربه عليه، فغمني ذلك فدخلت على أبى عبد الله عليه السلام فقال: انى أحسبك غمك
الذي رأيت من رابة أبى الحسن عليه السلام؟ قلت: نعم جعلت فداك الحديث.
56

وذكره الشيخ في أصحابه عليه السلام وقال ثقة روى عن أبي جعفر وأبى عبد الله
عليهما السلام. وذكرناه أيضا في طبقات أصحابه عليه السلام الا انه لم أحصر له رواية
عنه عليه السلام وقد أدرك إمامته أياما قليلة في مرضه الذي مات فيه، وبعث ابنه عبيدا
إلى المدينة في تحقيق امره عليه السلام.
وروى المفيد في الارشاد ص 291 عن ابن قولويه عن الكليني عن محمد بن
يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبي يحيى الواسطي عن هشام بن سالم قال
كنا بالمدينة بعد وفاة أبى عبد الله عليه السلام انا، ومحمد بن النعمان صاحب الطاق،
والناس مجتمعون على عبد الله بن جعفر انه صاحب الامر بعد أبيه، (الحديث حتى
ذكر دخولهما عليه ثم ذكر دخولهما على أبى الحسن موسى عليه السلام، ثم ذكر خروجه
من عنده عليه السلام إلى أن قال:) فلقينا زرارة وأبا بصير. فدخلا عليه وسمعا كلامه،
وسألاه، وقطعا عليه، ثم لقينا الناس الحديث.
وفي الكشي ص 104 في الصحيح عن ابن أبي عمير عن محمد بن حكيم قال قلت
لأبي الحسن الأول عليه السلام، وذكرت له زرارة وتوجيهه ابنه عبيدا إلى المدينة، فقال
أبو الحسن عليه السلام: انى لأرجو ان يكون زرارة ممن قال الله تعالى (ومن يخرج
من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله).
وباسناده عن عبد الله بن زرارة في حديث مرضه قال: فأخبر بذلك أبو الحسن
عليه السلام فقال والله كان زرارة مهاجرا إلى الله تعالى.
ولكن المشهور بين أصحابنا وفي الروايات انه كان مريضا مات فيه في بدء
إمامته عليه السلام، وسيأتي ما يفيد المقام عند التعرض للطعون الواردة فيه.
منزلة زرارة عند أبي الحسن الرضا عليه السلام
الكشي ص 95 - 18 - حدثني محمد بن قولويه قال حدثني سعد بن عبد الله
57

قال حدثني أبو جعفر أحمد بن محمد بن عيسى، وعلي بن إسماعيل بن عيسى عن
محمد بن عمرو بن سعيد الزيات عن يحيى بن محمد بن أبي حبيب قال سألت الرضا عليه السلام
عن أفضل ما يتقرب به العبد إلى الله من صلوته، فقال: ست وأربعون ركعة، فرائضه
ونوافله، فقلت: هذه رواية زرارة؟! فقال: أترى أحدا كان اصدع بحق من زرارة.
وتقدم الحديث مع سند آخر في مدائحه فلاحظ.
وص 96 باسناده عن المشرقي، هشام بن إبراهيم الختلي قال قال لي أبو الحسن
الخراساني عليه السلام: كيف تقولون في الاستطاعة بعد يونس؟ تذهب فيها مذهب زرارة،
ومذهب زرارة هو الخطاء؟! فقلت لا الحديث.
قلت لو صحت الرواية فخطأ مذهب زرارة في الاستطاعة لا ينافي جلالته بما
تقدم ذكره وسيأتي الإشارة إليها في الطعون الواردة فيه. وروى الصدوق في الاكمال
ص 73 عن الرضا عليه السلام أن زرارة كان ممن يعرف أباه وسيأتي.
الروايات الذامة لآل أعين
قد وردت ذموم في آل أعين ولا يبعدان يراد بها خصوص زرارة منهم وسيأتي وجهها.
ففي الكشي ص 99 - 31 حدثني محمد بن مسعود قال حدثني جبرئيل بن أحمد
عن محمد بن عيسى عن يونس عن إسماعيل بن عبد الخالق عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
ذكر عنده بنو أعين فقال: والله ما يريد بنوا أعين الا ان يكونوا على غلب.
قلت الحديث قاصر سندا بجبرئيل بن أحمد فلم يرد فيه توثيق. ودلالة
فان الغلبة على الحرام والباطل والظالم ليست بذنب ولا بقبيح، فمجرد ارادتهم الغلبة
لا يكون ذما لهم.
وص 98 - 28 باسناده المتقدم عن فضيل الرسان في حديث اخذ زرارة القول
بالاستطاعة عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال عليه السلام.. (فقلت: اللهم لو لم يكن جهنم الا
58

أسكرجة لوسعها آل أعين بن سنسن، قيل: فحمران؟ قال: حمران؟ قال: حمران ليس منهم.
قلت الحديث ضعيف بغير واحد من رجال سنده.
وص 102 - 43 حدثني حمدويه قال حدثني أيوب عن حنان بن سدير قال
كنت أنا ومعي رجل ان اسأل أبا عبد الله عليه السلام عما قالت اليهود والنصارى والمجوس
والذين أشركوا أهو مما شاء الله ان يقولوا؟ قال قال لي: ان ذا من مسائل آل أعين
ليس من ديني ولا دين آبائي، قال قلت ما معي مسألة غير هذه.
قلت: ان هذه المسألة من مسائل الاستطاعة وستأتي الاخبار فيها.
ذموم في زرارة
قد وردت ذموم في زرارة بن أعين ربما أوجبت وهم القاصرين في زرارة لكن
قد حققنا الامر فيها في كتابنا في الشرح على الكشي ونشير إلى ذلك في المقام اتماما
للفائدة فنقول:
ان الأخبار الدالة على ذموم في زرارة كلها قاصرة عن اثبات قدح فيه.
اما لقصورها سندا كما حققناه في الشرح فان كلها أو جلها مما رواه أبو عمرو
الكشي في رجاله ولم تروها المشايخ في كتبهم.
وليس وجه قصورها ما ذكره شيخنا الشهيد الثاني رحمه الله تبعا لابن طاووس
في المحكى عنهما من أن روايات القدح في طريقها محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني
وهي قرينة عظيمة على ميل وانحراف منه على زرارة، مع أنه ضعيف في نفسه،
حتى قال: ان في أكثرها محمد بن عيسى الا حديثا واحدا مرسلا وهو خبر زياد بن أبي الحلال.
قلت: وما أفاده قده محل منع.
أولا فان جملة من روايات الذم ليس فيها محمد بن عيسى ولا ينحصر فيما ذكره
كما حققناه في الشرح.
59

وثانيا ان محمد بن عيسى من رواة اخبار المدح في زرارة أيضا فلا يدل روايته الذم
على ميله وانحرافه عن زرارة.
وثالثا ان محمد بن عيسى من مشايخ الحديث والمصنفين في الرجال ولو كانت
روايته للذموم الواردة في زرارة دالة على ميله وانحرافه منه لأوجب توهم ذلك
في جميع من قبله ومن بعده من رواة أسانيد هذه الأخبار وهو كما ترى باطل.
ورابعا انه حققنا في محله تبعا لائمة الرجال وثاقة محمد بن عيسى وجلالته و
سنأتي الإشارة إلى وجه ضعف هذه الروايات سندا أشاء الله تعالى.
والى قصورها دلالة:
وإلى دلالة روايات معتبرة على أن هذه الذموم والطعون صدرت من الإمام الصادق
عليه السلام في زرارة حفظا لدمه حينما أحدقت به العيون وأسرعت إليه الظنون.
ونشير إلى هذه الطعون على تفصيلها وهي:
1 - لعن زرارة
الكشي ص 156 - 5 حدثني محمد بن مسعود عن جبرئيل بن أحمد عن محمد بن
عيسى عن يونس عن مسمع كردين أبى سيار قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول
لعن الله بريدا، ولعن الله زرارة. فلت: وهو كالضعيف بجبرئيل فلم يوثق.
وص 99 - 30 حدثني حمدويه قال: حدثني محمد بن عيسى عن يونس
عن مسمع كردين أبى سيار قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لعن الله بريدا
ولعن الله زرارة.
وص 34 محمد بن مسعود قال حدثني جبرئيل بن أحمد عن العبيدي عن يونس
عن إبراهيم المؤمن عن عمران الزعفراني قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول
لأبي بصير: يا با بصير - وكنا اثنى عشر رجلا - ما أحدث أحد في الاسلام ما أحدث
60

زرارة من البدع عليه لعنة الله، هذا قول أبى عبد الله عليه السلام.
قلت وهو ضعيف بجبرئيل، وبالزعفراني بل وبإبراهيم على وجه.
وص 100 - 35 حدثني حمدويه بن نصير قال: حدثني محمد بن عيسى عن عمار بن
المبارك قال: حدثني الحسن بن كليب الأسدي عن أبيه كليب الصيداوي انهم كانوا
جلوسا ومعهم غذافر الصيرفي وعدة من أصحابهم معهم أبو عبد الله عليه السلام، قال:
فابتدء أبو عبد الله عليه السلام من غير ذكر لزرارة فقال: لعن الله زرارة لعن الله
زرارة، لعن الله زرارة ثلاث مرات.
قلت: وهو ضعيف تارة بعمار بن المبارك المجهول حاله وأخرى بابن كليب
المجهول أيضا.
2 - ان زرارة رأى رأى الغلاة وإلوهية علي عليه السلام
الكشي ص 107 - 60 - محمد بن أحمد عن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم
عن بعض رجاله عن أبي عبد الله عليه السلام قال: دخلت عليه فقال: متى عهدك بزرارة
قال: قلت: ما رأيته منذ أيام قال: لا تبالي وان مرض فلا تعده وان مات فلا تشهد
جنازته. قال: قلت: زرارة متعجبا مما قال، قال: نعم زرارة شر من اليهود
والنصارى ومن قال إن مع الله ثالث ثلثه عليا.
قلت وهو ضعيف سندا بالارسال.
ودلالة فان كونه شرا عند العامة بزعمهم ان زرارة مشرك غال برأيه في
الأئمة عليهم السلام لا يثبت كونه شرا عند الإمام عليه السلام، وانما نهى عن معاشرته
حفظا لدمه وتقية له فلا حظ وتأمل، وليس فيه ان زرارة قال بالتثليث وان عليا
هو الثالث.
61

3 - ان ايمان زرارة عارية وقد سلب
الكشي ص 106 - 57 - محمد بن يزداد قال: حدثني محمد بن علي الحداد عن
مسعدة بن صدقة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان قوما يعارون الايمان عارية ثم
يسلبونه يقال لهم يوم القيمة: (المعارون)، أما ان زرارة بن أعين منهم.
قلت: الحديث ضعيف سندا بابن الحداد على كلام في مسعدة.
ودلالة فإنه معارضة مع اخبار صحيحة دلت على علو منزلته من الايمان
في الدنيا والآخرة.
وص 107 - 62 - حدثني يوسف بن السخت عن محمد بن جمهور عن فضالة
بن أيوب عن ميسر قال: كنا عند أبي عبد الله عليه السلام فمرت جارية في جانب الدار
على عنقها قمقم قد نكسته، قال: فقال أبو عبد الله عليه السلام: فما ذنبي ان الله قد نكس
قلب زرارة كما نكست هذه الجارية هذا القمقم.
قلت: وهو ضعيف سندا تارة بيوسف فلم يوثق بل قد ضعف، وأخرى بابن
جمهور الضعيف.
وص 99 - 32 - محمد بن مسعود قال حدثني جبرئيل بن أحمد عن العبيدي
عن يونس عن هارون بن خارجة قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله
عز وجل (الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم...) قال: هو ما استوجبه
أبو حنيفة وزرارة. قلت: وهو كالضعيف بجبرئيل.
وص 97 - 24 - حدثني محمد بن نصير قال حدثني محمد بن عيسى عن
حفص مؤذن علي بن يقطين يكنى أبا محمد عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام
(الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم) قال: أعاذنا الله وإياك يا با بصير من ذلك
الظلم، ذلك ما ذهب فيه زرارة وأصحابه وأبو حنيفة وأصحابه.
62

قلت: وهو ضعيف بحفص المؤذن.
و 33 - وبهذا الاسناد عن يونس عن خطاب بن مسلمة عن ليث المرادي قال
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لا يموت زرارة الا تابعها.
قلت. وهو كسابقه سندا.
4 - زرارة أحدث في الاسلام وأبدع
الكشي ص 99 - 34 عن محمد بن مسعود عن جبرئيل عن العبيدي عن يونس
عن إبراهيم المؤمن عن عمران الزعفراني قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول
لأبي بصير، وكنا اثنى عشر رجلا: ما أحدث أحد في الاسلام ما أحدث زرارة من
البدع، عليه لعنة الله، هذا قول أبى عبد الله عليه السلام.
قلت وهو ضعيف بعمران والمؤمن المجهولين، على أن جبرئيل لم يوثق.
ويأتي في خبر عبد الرحيم القصير ان أبا عبد الله عليه السلام قال له: أئت زرارة و
بريدا فقل لهما ما هذه البدعة التي أبدعتماها، اما علتما ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال:
كل بدعة ضلالة الحديث.
وص 100 - 37 محمد بن مسعود قال حدثني جبرئيل بن أحمد قال
حدثني موسى بن جعفر بن وهب عن علي القصير عن بعض رجاله قال استأذن زرارة
بن أعين وأبو الجارود على أبى عبد الله عليه السلام قال يا غلام أدخلهما فإنهما عجلا المحيا
وعجلا الممات.
5 - ان زرارة يرى رأى التفويض والاستطاعة
الكشي ص 98 - 28 - وحدثني أبو الحسن محمد بن بحر الكرماني الرهني
الترماشيري (قال: وكان من الغلاة الحنيفين) قال: حدثني أبو العباس المحاربي
63

الجزري قال: حدثنا يعقوب بن يزيد قال: حدثنا فضالة بن أيوب عن فضيل الرسان
قال: قيل لأبي عبد الله عليه السلام: ان زرارة يدعى انه اخذ عنك الاستطاعة قال
لهم عفوا كيف اصنع بهم، وهذا المرادي بين يدي وقد أريته وهو أعمى بين السماء
والأرض فشك فأضمراني ساحر، فقلت اللهم لو لم يكن جهنم الا أسكرجة لوسعها
آل أعين بن سنسن. قيل: فحمران؟ قال: حمران ليس منهم.
قلت: وهو ضعيف سندا تارة بابن بحر الكرماني المتهم بالغلو كما في الكشي
في المقام والنجاشي، وفهرست الشيخ، وأخرى بفضيل المجهول حاله، وثالثة بأبي
العباس المحاربي فلم أحضر له ذكرا في الرجال، ورابعة بما قاله الكشي: وفضالة
ليس من رجال يعقوب وهذا الحديث مزاد فيه مغير عن وجهه.
وص 99 - 29 - حدثنا محمد بن مسعود قال: حدثني جبرئيل بن أحمد قال:
حدثني محمد بن عيسى بن عبيد قال: حدثني يونس بن عبد الرحمن عن أبان عن
عبد الرحيم القصير قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: أئت زرارة وبريدا فقل لهما: ما
هذه البدعة التي أبدعتماها اما علمتما ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: كل بدعة
ضلالة؟ قلت له: انى أخاف منهما فأرسل معي ليثا المرادي، فأتينا زرارة فقلنا
له ما قال أبو عبد الله (ع) فقال: والله لقد أعطاني الاستطاعة وما شعر، فاما بريد
فقال: لا والله لا ارجع عنهما ابدا.
قلت وهو ضعيف بجبرئيل فلم يوثق، وبعبد الرحيم فلم يوثق وسند ما ذكر
له من المدح مع قصور دلالته على الوثاقة ينتهى إليه.
وص 98 - 27 - حدثني أبو جعفر محمد بن قولويه قال حدثني محمد بن أبي
القسم أبو عبد الله المعروف بماجيلويه عن زياد بن أبي الحلال قال: قلت لأبي
64

عبد الله عليه السلام: ان زرارة روى عنك في الاستطاعة شيئا فقبلنا منه وصدقناه وقد أحببت
ان أعرضه عليك فقال: هاته فقلت: زعم أنه سألك عن قول الله عز وجل: ولله
على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا فقلت: من ملك زادا وراحلة فقال:
كل من ملك زادا وراحلة فهو مستطيع للحج وان لم يحج فقلت: نعم فقال:
ليس هكذا سألني ولا هكذا قلت، كذب على والله، لعن الله زرارة، لعن الله زرارة،
لعن الله زرارة، انما قال لي: من كان له زاد وراحلة فهو مستطيع للحج قلت: وقد
وجب عليه، قال: فمستطيع هو؟ قلت لا حتى يؤذن له قلت: فأخبر زرارة بذلك؟
قال: نعم. قال زياد: فقدمت الكوفة فلقيت زرارة فأخبرته بما قال أبو عبد الله
عليه السلام وسكت عن لعنه، قال: اما انه قد أعطاني الاستطاعة من حيث لا يعلم و
صاحبكم هذا ليس له بصيرة بكلام الرجال.
قلت وهو ضعيف بحذف الواسطة بين ماجيلويه، وبين زياد بن أبي الحلال،
وسيأتي اخبار في الاستطاعة وفي جهة صدور هذه الأخبار فانتظر فإنها من ذم القول
لا ذم القائل فافهم.
الكشي ص 107 - 63 - محمد بن نصير قال حدثنا محمد بن عيسى عن عثمان بن
عيسى عن حريز عن محمد الحلبي قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام: كيف قلت لي: ليس
من ديني ولا من دين آبائي؟ قال: انما أعني بذلك قول زرارة وأشباهه. قلت
في سنده عثمان بن عيسى أحد عمد الواقفة.
غم زرارة من صدور الطعن فيه
ولما بلغ زرارة توارد الطعون فيه من الإمام الصادق عليه السلام دخله الحزن حتى
بعث إليه في ذلك ابنه وغيره ليسئل عن حقيقة الامر.
الكشي ص 96 - 21 حدثنا محمد بن مسعود قال حدثنا جبرئيل بن أحمد
65

الفاريابي قال حدثني العبيدي محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمان عن ابن
مسكان قال سمعت زرارة يقول: رحم الله أبا جعفر عليه السلام، واما جعفر عليه السلام فان
في قلبي عليه لفتة، فقلت له: وما حمل زرارة على هذا؟ قال حمله على هذا
ان أبا عبد الله عليه السلام أخرج مخازيه.
قلت: الظاهر أن السؤال من يونس، والجواب (حمله على هذا..) من ابن
مسكان، وعدم تكنية زرارة لأبي عبد الله عليه السلام لما دخل في قلبه لا ينافي ما ورد في
فضله فان صدور هذه المخازي تقية وصيانة له يقتضى حدوث هذا الغم واللفتة كي
يبرز زرارة بمثله ويزعم المخالفون ح ان الإمام عليه السلام قد بعده وطرده، و
يأتي في رواية الحسين بن زرارة قول زرارة لأبي عبد الله عليه السلام فيما أرسله به
بواسطة ابنه: جعلني الله فداك انه لا يزال الرجل والرجلان يقدمان فيذكران انك
ذكرتني وقلت في.
علل طعن الإمام عليه السلام في زرارة
دلت جملة من الروايات على ذكر الإمام الصادق عليه السلام زرارة بعيب صيانة
و سترا له حيث قد اشتهر بين الشيعة وغيرهم باختصاصه بآل محمد عليهم السلام ويعظم
منزلته عندهم فخاف عليه القتل فأبدى فيه اللعن والشتم صيانة وسترا له حيث
عرفوا انه عليه السلام يحبه ويقربه.
فمنها ما رواه الكشي في ترجمته ص 93 - 5 باسناد موثق عن علي بن أسباط
عن الحسين بن زرارة قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ان أبى يقرء عليك السلام و
يقول لك: جعلني الله فداك انه لا يزال الرجل والرجلان يقدمان فيذكران انك
ذكرتني وقلت في، فقال: اقرأ أباك السلام وقل له: انا والله أحب لك الخير
في الدنيا وأحب لك الخير في الآخرة، وأنا والله عنك راض، فما تبالي ما قال
الناس بعد هذا.
66

وأيضا 14 بأسانيد صحاح عن عبد الله بن زرارة قال قال لي أبو عبد الله عليه السلام:
اقرأ منى على والدك السلام، وقل له: انى أعيبك دفاعا منى، فان الناس والعدو
يسارعون إلى كل من قربناه، وحمدنا مكانه لا دخال الأذى في من نحبه ونقربه،
ويرمونه بمحبتنا له وقربه ودنوه منا، ويرون ادخال الأزدي عليه وقتله، ويحمدون
كل من عيبناه نحن، فإنما أعيبك لأنك رجل اشتهرت بنا وبميلك إلينا، وأنت
في ذلك مذموم عند الناس غير محمود الأثر بمودتك لنا وميلك إلينا، فأحببت ان
أعيبك ليحمدوا امرك في الدين بعيبك ونقصك ويكون بذلك منا دافع شرهم
عنك، يقول الله عز وجل: (اما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت
ان أعيبها وكان ورائهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا. الكهف 79) هذا التنزيل من
عند الله صالحة لا والله ما عابها الا لكي تسلم من الملك ولا يعطب على يديه، ولقد
كانت صالحة ليس للعيب منها مساغ والحمد لله فافهم المثل يرحمك الله فإنك والله
أحب الناس إلى، وأحب أصحاب أبي عليه السلام حيا وميتا، فإنك أفضل سفن ذلك البحر
القمقام الزاخر، وان ورائك ملكا ظلوما غصوبا يرقب كل سفينة صالحة ترد من
صحر الهدى ليأخذها غصبا، ثم يغصبها وأهلها، ورحمة الله عليك حيا وميتا و
رضوانه عليك ميتا، ولقد أدى إلى ابناك الحسن، والحسين رسالتك أحاطهما الله
وكلاهما، وحفظهما بصلاح أبيهما، كما حفظ الغلامين فلا يضيقن صدرك من
الذي امرك أبى عليه السلام، وأمرتك به، وأتاك أبو بصير بخلاف الذي أمرناك
به فلا والله ما أمرناك، ولا أمرناه الا بأمر وسعنا، ووسعكم الاخذ به،
ولكل ذلك عندنا تصاريف ومعان توافق الحق، ولو اذن لنا لعلمتهم ان الحق
في الذي أمرناكم، فردوا إلينا الامر، وسلموا لنا واصبروا لأحكامنا، وارضوا
بها، والذي فرق بينكم فهو راعيكم، الذي استرعاه خلقه، وهو أعرف
بمصلحة غنمه في فساد أمرها، فان شاء فرق بينها لتسلم، ثم يجمع بينها ليأمن
67

من فسادها، وخوف عدوها في آثار ما يأذن الله ويأتيها بالأمن من مأمنه والفرج
من عنده، عليكم بالتسليم والرد إلينا، وانتظار أمرنا وأمركم، وفرجنا وفرجكم
، فلو قد قام قائمنا وتكلم متكلمنا ثم استأنف بكم تعليم القرآن وشرايع الدين
والاحكام والفرائض كما أنزله الله على محمد صلى الله عليه وآله لأنكم أهل البصائر فيكم ذلك
اليوم انكارا شديدا لم تستقيموا على دين الله وطريقته الا من تحت حد السيف
فوق رقابكم، ان الناس بعد النبي صلى الله عليه وآله ركب الله به سنة من كان قبلكم، فغيروا
وبدلوا، وحرفوا، وزادوا في دين الله ونقصوا منه، فما من شئ عليه الناس
اليوم الا وهو منحرف عما نزل به الوحي من عند الله.
فأجب يرحمك الله من حيث تدعى إلى حيث تدعى حتى يأتي من يستأنف
بكم دين الله استينافا، وعليك بصلاة الستة والأربعين (1) وعليك بالحج ان تهل
بالافراد وتنوي الفسخ: إذا قدمت مكة وطفت وسعيت فسخت ما أهللت به وقلبت
الحج عمرة، أحللت إلى يوم التروية ثم استأنف الاهلال بالحج مفردا إلى منى،
وتشهد المنافع بعرفات والمزدلفة، فكذلك حج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهكذا أمر
أصحابه ان يفعلوا، ان يفسخوا ما أهلوا به. و يقلبوا الحج عمرة، وانما أقام
رسول الله صلى الله عليه وآله ليسوق الذي ساق معه، فان السائق قارن، والقارن لا يحل حتى
يبلغ هديه محله، ومحله المنحر بمنى، فإذا بلغ أحل، فهذا الذي أمرناك به
حج التمتع، فالزم ذلك، ولا يضيقن صدرك، والذي أتاك به أبو بصير من صلاة إحدى
وخمسين. والاهلال بالتمتع بالعمرة إلى الحج، وما أمرنا به من أن يهل بالتمتع
فلذلك عندنا معان وتصاريف لذلك، ما يسعنا ويسعكم، ولا يخالف شئ منه
الحق، ولا يضاده والحمد لله رب العالمين.

1 - وهذا ما رواه الكشي أيضا ص 95 - 18
68

الكشي ص 95 - 18 باسناده عن ابن أبي حبيب قال سألت الرضا عليه السلام عن
أفضل ما يتقرب به العبد إلى الله من صلوته، فقال ست وأربعون ركعة، فرائضه و
نوافله، فقلت هذه رواية زرارة! فقال: أترى أحدا كان اصدع بحق من زرارة.
وتقدم الحديث ص 50 عن الكشي وعن التهذيب ج 2 - 10 فلاحظ.
الكشي ص 95 - 71 حدثني أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الوراق قال حدثني
علي بن محمد بن يزيد القمي قال حدثني بنان بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن
هشام بن سالم عن محمد بن أبي عمير قال دخلت على أبى عبد الله عليه السلام فقال كيف
تركت زرارة؟ فقلت تركته لا يصلى العصر حتى تغيب الشمس فقال فأنت رسولي
إليه فقل له: فليصل في مواقيت أصحابه، فإني قد حرقت قال فأبلغته ذلك فقال
انا والله أعلم انك لم تكذب عليه ولكن امرني بشئ فأكره ان أدعه.
حدثني حمدويه قال حدثني محمد بن عيسى عن القاسم بن عروة عن ابن بكير
قال دخل زرارة على أبى عبد الله عليه السلام قال إنكم قلتم لنا في الظهر والعصر على
ذراع وذراعين ثم قلتم أبردوا بها في الصيف فكيف الابراد بها وفتح ألواحه
ليكتب ما يقول فلم يجبه أبو عبد الله عليه السلام بشئ فأطبق الواحة فقال: انما علينا
ان نسألكم، وأنتم اعلم بما عليكم. وخرج ودخل أبو بصير على أبى عبد الله
عليه السلام فقال إن زرارة سئلني عن شئ فلم أجبه وقد ضقت من ذلك فاذهب فأنت
رسولي إليه فقل صل الظهر في الصيف إذا كان ظلك..
الكشي ص 97 - 25 - حدثني حمدويه بن نصير قال حدثني محمد بن عيسى
بن عبيد عن ابن أبي عمير عن عبد الرحمان بن الحجاج عن حمزة (خ ل - ظ - بن حمران)
قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام: بلغني انك برئت من عمى يعنى زرارة؟ قال فقال
69

أنا لم أتبرء من زرارة، لكنهم يجيئون ويذكرون ويروون عنه، فلو سكت
ألزمونيه فأقول: من قال هذا فأنا إلى الله منه برئ.
وص 26 - محمد بن مسعود قال حدثني عبد الله بن محمد بن خالد قال حدثني الوشا
عن ابن خداش عن علي بن إسماعيل عن ربعي عن الهيثم بن حفص العطار قال
سمعت حمزة بن حمران يقول حين قدم من اليمن: لقيت أبا عبد الله عليه السلام فقلت له:
بلغني انك لعنت عمى زرارة قال فرفع يده حتى صك بها صدره ثم قال: لا والله
ما قلت، ولكنكم تأتون عنه بالفتيا (بأشياء خ ل) فأقول: من قال هذا فأنا منه
برئ قال قلت الحديث وذكر مسألة من مسائل الاستطاعة.
وص 107 - 43 محمد بن نصير قال حدثني محمد بن عيسى عن عثمان بن عيسى
عن عيسى عن حريز عن محمد الحلبي قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام: كيف قلت لي: (ليس من
ديني ولا من دين آبائي) قال: انما أعني بذلك قول زرارة وأشباهه.
وص 100 - 36 محمد بن مسعود قال حدثني محمد بن عيسى عن حريز قال
خرجت إلى فارس وخرج معنا محمد الحلبي إلى مكة فاتفق قدومنا جميعا إلى حريز
فسألت الحلبي فقلت له: أطرفنا بشئ؟ قال: نعم جئتك بما تكره، قلت لأبي عبد الله
عليه السلام ما تقول في الاستطاعة فقال: ليس من ديني ولا دين من آبائي، فقلت: الآن
تلج عن صدري والله لا أعود لهم مريضا ولا أشيع لهم جنازة، ولا أعطيهم شيئا من
زكاة مالي، فاستوى أبو عبد الله عليه السلام جالسا وقال لي: كيف قلت: فأعدت عليه
الكلام، فقال أبو عبد الله عليه السلام كان أبى عليه السلام يقول: أولئك قوم حرم الله وجوههم
على النار، فقلت جعلت فداك وكيف قلت لي: (ليس من ديني ولا دين آبائي)؟
قال: انما أعني بذلك قول زرارة وأشباهه.
وص 101 - 39 حدثني حمدويه قال حدثني محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير
70

عن ابن أذينة عن عبيد الله الحلبي قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام، وسئله انسان قال:
انى كنت ائيل الثمية (البهثمية خ ل) من زكاة مالي حتى سمعتك تقول فيهم،
فأنا أعطيهم أم اكف؟ قال: لا، بل اعطهم فان الله حرم أهل هذا الامر على النار.
توقف زرارة وشكه في امامة أبى الحسن الأول عليه السلام
ربما يظهر من جملة من الروايات ان زرارة قد شك ووقف في امامة أبى
الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ومات على شكه، واليه أشير في جملة
من الذموم الواردة فيه وهي:
ما رواه الكشي ص 107 - 1 في إخوة زرارة حدثني محمد بن مسعود قال: حدثنا
محمد بن نصير قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، وحدثني حمدويه بن نصير قال:
حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد عن الحسن ين علي بن يقطين قال: حدثني المشائخ ان
حمران وزرارة وعبد الملك وبكيرا وعبد الرحمن بنى أعين كانوا مستقيمين و
مات منهم أربعة في زمان أبى عبد الله عليه السلام وكانوا من أصحاب أبي جعفر عليه السلام و
بقى زرارة إلى عهد أبى الحسن عليه السلام فلقى ما لقى.
قلت: السند الأول ضعيف بمحمد بن نصير، والثاني فيه الحسن بن يقطين
الذي كان سيئ الرأي في يونس بن عبد الرحمان أحد المشايخ ولا ينافي وثاقته
في النقل كما يقتضيه توثيق الشيخ له فلاحظ ما حققناه في ترجمته (تهذيب المقال
ج 2 - 65). والحديث غير واضح الدلالة على الذم.
وفي ترجمته ص 106 - 58 - حمدان بن أحمد قال حدثنا معاوية بن
حكيم عن أبي داود المسترق قال كنت قائد أبي بصير في بعض جنائز أصحابنا
فقلت له: هو ذا زرارة في الجنازة فقال اذهب بي إليه قال فذهب به إليه فقال له
السلام عليك يا با الحسن، فرد عليه زرارة السلام وقال له: لو علمت أن هذا من
71

رأيك لبدأتك به قال: فقال له أبو بصير: بهذا أمرت.
قلت وهو ضعيف سندا بحمدان المجهول وبحذف الواسطة بينه وبين الكشي.
ودلالة بعدم وضوح مراده فلاحظ.
بصائر الدرجات ص 236 - 6 - حدثنا أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي
نصر عن الحسن بن موسى عن زرارة قال دخلت على أبى جعفر عليه السلام فسئلني ما
عندك من أحاديث الشيعة؟ قلت: ان عندي منها شيئا كثيرا قد هممت ان أوقد لها
نارا ثم أحرقها، قال ولم؟ هات ما أنكرت منها، فخطر على بالي الآدميون فقال لي:
ما كان على الملائكة حيث قالت: (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء).
زرارة وامر الغيبة وإمامة أبى الحسن عليه السلام
الكشي ص 105 - 53 محمد بن مسعود قال حدثنا عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي
قال: حدثني الحسن بن علي الوشا عن محمد بن حمران قال: حدثني زرارة قال:
قال لي أبو جعفر عليه السلام: حدث عن بني إسرائيل ولا جرح، قال: قلت:
جعلت فداك والله ان في أحاديث الشيعة ما هو أعجب من أحاديثهم قال: وأي شئ
هو يا زرارة؟ قال فاختلس من قلبي فمكث ساعة لا أذكر ما أريد، قال: لعلك
تريد الغيبة قلت: نعم قال: فصدقها فإنها حق.
ورواه الصفار في بصائر الدرجات ص 240 - 19 عن يعقوب بن يزيد عن الحسن
بن علي الوشاء الحديث نحوه.
قلت: الحديث لا يدل على توقفه في أمر الإمامة ولو صح الحديث فهو في أيام
أبى جعفر عليه السلام وقد ورد فيه بعد ذلك مدائح كثيرة في أيام أبى عبد الله عليه السلام.
و 54 حدثني محمد بن مسعود قال حدثني جبرئيل بن أحمد قال: حدثني محمد بن عيسى
عن يونس عن ابن مسكان قال: سمعت زرارة يقول: كنت أرى جعفرا اعلم ممن هو
72

وذلك يزعم أنه سأل أبا عبد الله عليه السلام عن رجل من أصحابنا كان مختفيا من عزامه
فان كان هذا الامر قريبا صبر حتى يخرج مع القائم وان كان فيه تأخير صلح عزامه
فقال له أبو عبد الله عليه السلام: يكون انشاء الله تعالى فقال زرارة: يكون إلى سنة فقال
أبو عبد الله عليه السلام يكون إن شاء الله فقال زرارة: يكون إلى سنتين فقال أبو عبد الله
عليه السلام يكون إن شاء الله فخرج زرارة فوطن نفسه على أن يكون إلى سنتين فلم يكن
فقال: ما كنت أرى جعفرا الا اعلم مما هو.
و 51 - أبو صالح خلف بن حماد بن الضحاك قال حدثني أبو سعيد الآدمي
قال حدثني ابن أبي عمير عن هشام بن سالم قال قال لي زرارة بن أعين: لا ترى على
أعوادها غير جعفر عليه السلام قال فلما توفى أبو عبد الله عليه السلام أتيته فقلت له: تذكر
الحديث الذي حدثتني به وذكرته له وكنت أخاف ان يجحدنيه فقال: انى والله
ما كنت فلت ذلك الا برأيي.
وص 104 - 50 حدثني محمد بن مسعود قال حدثني جبرئيل بن أحمد قال
حدثني العبيدي عن يونس عن ابن مسكان قال: تذاكرنا عند زرارة في شئ من
أمور الحلال والحرام، فقال قولا برأيه، فقلت: أبرأيك هذا أم برأيه؟ فقال، انى
أعرف، أو ليس رب رأى خير من اثره.
قلت: هذه الأحاديث تدل على معرفته بأبي عبد الله عليه السلام وان الإمامة ليس
على أعوادها الا هو، وانما لم يكن يراها في أبى الحسين عليه السلام لا خفاء الصادق
عليه السلام امره تقية إلى أو ان وفاته وكتمانه عن مثل زرارة ممن أحدقت به العيون،
وأيضا كان متصلبا في أمر الإمامة، وخوفه على موته لا يدل على قدح فيه، وربما
يكتم الإمام عليه السلام عن زرارة ولا يخبره بأمر أدون من ذلك خوفا عليه وحرصا
على حياته، وتقية له.
73

ومنها ما رواه أبو عمرو الكشي ص 105 - 53 حمدويه بن نصير قال حدثنا
محمد بن عيسى عن الوشاء عن هشام بن سالم عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام
عن جوائز العمال فقال: لا بأس به قال: ثم قال: انما أراد زرارة ان يبلغ هشام
انى أحرم اعمال السلطان.
وفي التهذيب ج 6 - 330 - 917 محمد بن يعقوب عن (الكافي ج 1 - 357) علي بن
إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم، ومحمد بن حمران عن الوليد
بن صبيح قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فاستقبلني زرارة خارجا من عنده فقال
لي أبو عبد الله عليه السلام: يا وليد اما تعجب من زرارة، سألني عن اعمال هؤلاء أي شئ
كان أيريد أن أقول له: لا، فيروى ذلك على؟ ثم قال: يا وليد متى كانت الشيعة تسأل
عن أعمالهم، انما كانت الشيعة تقول: يؤكل من طعامهم ويشرب من شرابهم ويستظل
بظلهم؟ متى كانت الشيعة تسأل عن هذا؟!.
وغاية ما يستفاد من هذه الروايات المشعرة بتوقف زرارة في أمر الإمامة
أحد أمور:
الأول انه لا يرى الإمامة بعد أبي عبد الله عليه السلام لأحد وهو قول الناووسية و
انه الإمام القائم عليه السلام فهو مع ضعفه وعدم قول به حتى من المعاندين ينافيه
روايات زرارة.
الثاني انه من الواقفية كما يومى إليه خبر المسترق المتقدم. وفيه مع ضعف
سنده ودلالته كما تقدم ان الواقفية المشهورين بذلك هم الذين وقفوا على أبى الحسن
موسى عليه السلام وأنكروا امامة الرضا عليه السلام ومنهم أبو بصير. ولم يدرك
زرارة أيامه قطعا ولذلك لم ينسبه إليهم أحد أعداء الشيعة.
الثالث انه كان من الفطحية وقال بامامة عبد الله الأفطح وهو الظاهر من هذه
74

الروايات وغيرها وقد نسبه جماعة من العامة إلى الفطحية منهم صاحب جمهرة أنساب
العرب فقال في ج 1 - 53 في أولاد محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام:
وعبد الله هذا هو الملقب بالأفطح، كان أفطح الرأس، وكانت له شيعة تدعى
إمامته منهم زرارة بن أعين الكوفي، محدث، ضعيف، فقدم زرارة المدينة فلقى
عبد الله فسأله عن مسائل من الفقه، فألقاه في غاية الجهل فرجع عن إمامته، فلما
انصرف إلى الكوفة أتاه أصحابه فسألوه عن امامه وإمامهم وكان المصحف بين يديه،
فأشار لهم إليه وقال لهم: هذا إمامي لا امام لي غيره، فانقطع إليه المعروفة بالأفطحية.
قلت: وفي الروايات إشارة إلى ذلك نذكر بعضها.
منها ما رواه في الارشاد ص 291 - أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه
عن محمد بن يعقوب الكليني عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبي يحيى
الواسطي عن هشام بن سالم قال: كنا بالمدينة بعد وفاة أبى عبد الله عليه السلام انا ومحمد بن
النعمان صاحب الطاق والناس مجتمعون على عبد الله بن جعفر انه صاحب الامر بعد
أبيه فدخلنا عليه والناس عنده فسألناه عن الزكاة في كم تجب؟ فقال: في مأتي درهم
خمسة دراهم فقلنا له: ففي مأة؟ قال: درهمان ونصف قلنا: والله ما تقول
المرجئة هذا فقال: والله ما أدري ما تقول المرجئة قال: فخرجنا ضلالا ما ندري
إلى أين نتوجه انا وأبو جعفر الأحول. فقعدنا في بعض أزقة المدينة باكيين لا
ندري إلى أين نتوجه وإلى من نقصد، نقول إلى المرجئة، إلى القدرية، إلى
المعتزلة، إلى الزيدية؟ فنحن كذلك إذ رأيت رجلا شيخا لا نعرفه يومى إلى
بيده فخفت ان يكون عينا من عيون أبى جعفر المنصور وذلك أنه كان له بالمدينة
جواسيس على من يجتمع بعد جعفر إليه الناس فيؤخذ فيضرب عنقه فخفت ان
يكون ذلك منهم فقلت للأحول: تنح فإني خائف على نفسي وعليك وانما يريدني
75

ليس يريدك فتنح عنى لا تهلك فتعين على نفسك، فتنحى عنى بعيدا وتبعت الشيخ
وذلك انى ظننت انى لا أقدر على التخلص منه، فما زلت اتبعه وقد عزمت على
الموت حتى ورد بي على باب أبى الحسن موسى عليه السلام، ثم خلاني ومضى، فإذا خادم
بالباب فقال لي: ادخل رحمك الله. فدخلت، فإذا أبو الحسن موسى عليه السلام فقال لي
ابتدائا منه: إلى إلى لا إلى المرجئة، ولا إلى القدرية، ولا إلى المعتزلة، ولا إلى
الزيدية. قلت: جعلت فداك مضى أبوك، قال: نعم، قلت: مضى موتا؟ قال:
نعم، قلت: فمن لنا من بعده؟ قال: إن شاء الله ان يهديك هداك: قلت: جعلت فداك
ان عبد الله أخاك يزعم أنه الامام من بعد أبيه فقال: يريد عبد الله ان لا يعبد الله قلت:
جعلت فداك فمن لنا بعده؟ قال: إن شاء الله ان يهديك هداك قلت، جعلت فداك
فأنت هو؟ قال: لا أقول ذلك قال: فقلت في نفسي: لم أصب طريق المسألة ثم
قلت له: جعلت فداك عليك امام؟ قال لا قال: فدخلني شئ لا يعلمه الا الله اعظاما
له وهيبة ثم قلت له: جعلت فداك أسألك كما كنت اسأل أباك قال: سل تخبر
لا تذع فان أذعت فهو الذبح قال: فسألته فإذا هو بحر لا ينزف قلت: جعلت فداك
شيعة أبيك ضلال فألقي إليهم هذا الامر وادعوهم إليك فقد اخذت على الكتمان؟
قال: من آنست منهم رشدا فالق إليه وخذ عليه الكتمان فان أذاع فهو الذبح -
وأشار بيده إلى حلقه - قال: فخرجت من عنده فلقيت أبا جعفر الأحول فقال لي:
ما وراءك؟ قلت: الهدى وحدثته بالقصة. قال: ثم لقينا زرارة وأبا بصير فدخلا عليه
وسمعا كلامه وسألاه وقطعا عليه، ثم لقينا الناس أفواجا فكل من دخل عليه
قطع عليه الا طائفة عمار الساباطي وبقى عبد الله لا يدخل إليه من الناس الا القليل.
ورواه الكشي في ترجمة هشام بن سالم ص 182 - 2 عن جعفر بن محمد عن
76

الحسن بن علي بن النعمان عن أبي يحيى عن هشام بن سالم نحوه مع تفاوت من
وجوه: منها قوله: (ان الامر في الكبير ما لم يكن به عاهة)
ومنها قوله (ثم لقيت المفضل بن عمرو أبا بصير قال فدخلوا عليه وسلموا..)
وليس فيه ذكر زرارة صريحا. ومنها زيادة في آخره في هشام.
وتقدم ذكر قطعة منه ص 57.
ومنها ما في الكشي ص 102 - 44 - حدثني محمد بن قولويه قال حدثني سعد بن
عبد الله بن أبي خلف قال حدثنا محمد بن عثمان بن رشيد قال حدثني الحسين بن علي بن
يقطين عن أخيه أحمد بن علي عن أبيه علي بن يقطين قال: لما كانت وفاة أبى عبد الله
عليه السلام قال الناس بعبد الله بن جعفر، واختلفوا، فقائل قال به، وقائل قال بأبي الحسن
عليه السلام. فدعا زرارة ابنه عبيدا، فقال يا بنى الناس مختلفون في هذا الامر، فمن
قال بعبد الله فإنما ذهب إلى الخبر الذي جاء ان الإمامة في الكبير من ولد الامام،
فشد راحلتك وامض إلى المدينة حتى تأتيني بصحة الامر، فشد راحلته، ومضى
إلى المدينة.
واعتل زرارة، فلما حضرته الوفاة سئل عن عبيد، فقيل له: انه لم يقدم،
فدعى بالمصحف، فقال: اللهم إني مصدق بما جاء نبيك محمد فيما أنزلته عليه، و
بينته لنا على لسانه، وإني مصدق بما أنزلته عليه في هذا الجامع، وان عقيدتي
وديني الذي يأتيني به عبيد ابني، وبما بينته في كتابك، فان أمتني قبل هذا
فهذه شهادتي على نفسي وإقراري بما يأتي به عبيد ابني وأنت الشهيد على بذلك.
فمات زرارة، وقدم عبيد، وقصدناه لنسلم عليه، فسألوه عن الامر الذي قصده
فأخبرهم ان أبا الحسن عليه السلام صاحبهم.
و 45 - حدثني حمدويه قال حدثني يعقوب بن يزيد قال حدثني علي بن حديد
77

عن جميل بن دراج قال: ما رأيت رجلا مثل زرارة بن أعين، انا كنا نختلف
إليه فما كنا حوله الا بمنزلة الصبيان في الكتاب حول المعلم، فلما مضى أبو عبد الله
عليه السلام وجلس عبد الله مجلسه بعث زرارة عبيدا ابنه زايرا عنه ليتعرف الخبر، و
يأتيه بصحته، ومرض زرارة مرضا شديدا قبل ان يوافيه ابنه عبيد، فلما حضرته
الوفاة دعا بالمصحف، فوضعه على صدره ثم قبله.
قال جميل: فحكى جماعة ممن حضره انه قال اللهم ألقاك يوم القيامة وامامي
من بينت في هذا المصحف إمامته، اللهم إني أحل حلاله وأحرم حرامه وأومن
بمحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه وخاصه وعامه، على ذلك أحيى وعليه
أموت إن شاء الله.
و 50 حدثني محمد بن مسعود قال أخبرنا جبرئيل بن أحمد قال حدثني محمد بن
عيسى عن يونس عن إبراهيم المؤمن عن نصر بن شعيب عن عمة زرارة قالت: لما
وقع زرارة واشتد به قال: ناوليني المصحف فناولته وفتحته فوضعته على صدره و
أخذه منى ثم قال: يا عمة اشهدي ان ليس لي امام غير هذا الكتاب.
و 47 - حدثني محمد بن قولويه قال حدثني سعد عن أحمد بن محمد بن عيسى،
ومحمد بن عبد الله المسمعي عن علي بن أسباط عن محمد بن عبد الله بن زرارة عن أبيه
قال: بعث زرارة عبيدا ابنه يسئل عن خبر أبي الحسن عليه السلام، فجائه الموت قبل
رجوع عبيد الله إليه فأخذ المصحف، فأعلاه فوق رأسه وقال: ان الامام بعد جعفر بن
محمد عليه السلام من اسمه بين الدفتين في حملة القرآن، منصوص عليه، من الذين أوجب الله
عليه طاعتهم على خلقك، أنا مؤمن به.
قال فأخبر بذلك أبو الحسن الأول عليه السلام، فقال: والله كان زرارة مهاجرا
إلى الله تعالى.
78

و 48 - حمدويه بن نصير قال حدثني محمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن أبي عمير
عن جميل بن دراج وغيره قال: وجه زرارة عبيدا ابنه إلى المدينة ليستخبر له خبر أبي
الحسن عليه السلام، وعبد الله بن أبي عبد الله عليه السلام، فمات قبل ان يرجع إليه عبيد.
قال محمد بن أبي عمير: حدثني محمد بن حكيم قال قلت لأبي الحسن الأول عليه السلام،
وذكرت له زرارة وتوجيه ابنه عبيد إلى المدينة.
فقال أبو الحسن عليه السلام: انى لأرجو ان يكون زرارة ممن قال الله تعالى (ومن
يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله).
وقال الصدوق في الاكمال ص 74 في الرد على الزيدية: حدثنا أبي رحمه الله
قال حدثنا محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد بن يحيى الأشعري عن أحمد بن هلال
عن محمد بن عبد الله بن زرارة عن أبيه قال: لما بعث زرارة عبيدا ابنه إلى المدينة
يسأل عن الخبر بعد مضى أبى عبد الله عليه السلام، فلما اشتد به الامر أخذ المصحف وقال:
من أثبت إمامته هذا المصحف فهو إمامي.
قال الصدوق: ان راوي هذا الخبر أحمد بن هلال، وهو مجروح عنده مشايخنا
رضي الله عنهم، حدثنا شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال
سمعت سعد بن عبد الله يقول ما رأينا، ولا سمعنا بمتشيع رجع عن التشيع إلى النصب
الا أحمد بن هلال، وكانوا يقولون: ان ما تفرد برواية أحمد بن هلال فلا
يجوز استعماله.
قلت: لا وجه لانكار الصدوق عليه الرحمة حديث ارسال زرارة ابنه في أمر
أبى الحسن عليه السلام بتضعيف سنده بأحمد بن هلال بعد ما عرفت من تعدد الروايات
في ذلك وليس فيها ابن هلال وفيها ما لا قصور لها سندا، بل الصحيح ما أشار
أيضا إليه في كلامه في الاكمال وسيأتي ذكره وان ارساله لتعرف الخبر أمر
79

لا ينكر وقد دلت عليه النصوص كما تقدم ذكر جملة منها.
والتحقيق يقتضى ذكر ما يستفاد منها وهو أمور.
الأول ان زرارة بقى بعد وفات الإمام الصادق عليه السلام إلى أن وقع الخلاف
في أمر الإمامة. وهذا أمر اتفقت عليه هذه الروايات وما تقدم في إخوة زرارة وغيرها.
الثاني انه لم ينكشف الغطاء ولم يتبين أمر امامة أبى الحسن عليه السلام لعامة
الناس حينما توفى زرارة، وهذا كما يقتضيه أكثر الاخبار.
الثالث ان زرارة لم ينكر امامة أبى الحسن عليه السلام ولم يقل بامامة الأفطح ولا
دعى أحدا إليه وهذا أيضا يقتضيه التأمل في أكثر الاخبار.
الرابع ان زرارة لم يمت فيمن لم يعرف امام زمانه ومات ميتة جاهلية
ويدل عليه وجوه.
منها الأخبار الدالة على فضله وانه من حواري أبى جعفر الباقر والصادق
عليهما السلام وانه كان ممن أحبه الإمام الصادق عليه السلام ويترضى عنه ويترحم عليه
حيا وميتا كما تقدمت ص 38 و 53 و 55 وهل يصح حبه لمن ينكر امامة ولده
الكاظم عليه السلام وان يترضى ويترحم ويصلى عليه لمثله.
ومنها الأخبار الدالة على أن زرارة من أهل الجنة كما تقدمت ص 46.
ومنها الأخبار الدالة على فضائله منها انه من نجوم شيعته أحياءا وأمواتا
ص 46 وما بعده.
ومنها الأخبار الواردة في مدحه من أبى الحسن الأول ومن أبى الحسن الرضا
عليهما السلام كما تقدمت ص 57.
ومنها الأخبار الواردة في بيان وجه ارسال ابنه وانه كان ممن هاجر إلى ربه.
الخامس ان التأمل في الاخبار يفيد ان زرارة لم يشك في امامة آل محمد عليهم السلام
80

حتى الإمام المنتظر أرواحنا له الفداء، فقد روى زرارة في إمامته وغيبته وانتظار
أمره روايات، وسئل عن أبي عبد الله عليه السلام وظيفته ان أدرك أيام غيبته كما في
أصول الكافي ج 1 ص 337 خبر 5 وص 342 خبر 29.
كما أنه لم يشك في أن الامام منهم في كل عصر، هو من بينه الله تعالى في كتابه
وأوضحه النبي صلى الله عليه وآله في خطبه وبيانه، وصرح به علي عليه السلام ومن بعده
من أئمة أهل البيت عليه السلام.
ولم يشك أيضا في أن من أهل للإمامة والهداية من الله جل شأنه هو المعصوم
المطهر الأفضل من غيره، لأنه استند في ذلك بآيات القرآن وفيها قوله عز من قائل
(لا ينال عهدي الظالمين). فلا يكون الأفطح أهلا للإمامة.
ولم يشك أيضا في أن أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام هو الامام في زمانه
لأنه الجامع فيه شرائط الإمامة وهو أفضل أولاد أبى عبد الله عليه السلام وأعلمهم كما يقتضيه
التأمل في أحوال زرارة ومحله من أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام وكونه
بطانتهما وموضع سرهما كيف وقد عرفت منزلته وفضله عليهم من هو دون زرارة بمراتب
فهذا فضيل شريك زرارة في الرواية روى عن طاهر قال كان أبو عبد الله عليه السلام
يلوم عبد الله ويعاقبه ويعظه ويقول ما منعك ان تكون مثل أخيك، فوالله انى
لا عرف النور في وجهه، فقال عبد الله: لم؟ أليس أبى وأبوه واحدا وأمي وأمه واحدة؟
فقال له أبو عبد الله عليه السلام: انه من نفسي وأنت ابني.
رواه الكليني في أصول الكافي ج 1 ص 310 في الصحيح عن فضيل. وشواهد
معرفة زرارة بإمامته كثيرة يطول بذكرها.
قال الصدوق في الاكمال ص 73 في رد احتجاج الزيدية على مذهبهم لاثبات
81

شك الناس وترديدهم في امامة أبى الحسن عليه السلام بعد وفات أبيه وانه لو كانت
دلائل إمامته واضحة لما تحقير في ذلك حتى مثل زرارة ما لفظه:
فقلنا لهم ان هذا كله غرور من القول وزخرف، وذلك انا لم ندع ان جميع
الشيعة عرف في ذلك العصر الأئمة الاثني عشر بأسمائهم، وانما قلنا ان رسول الله
صلى الله عليه وآله أخبر: ان الأئمة بعده الاثني عشر الذين هم خلفائه، وان
علماء الشيعة رووا هذا الحديث بأسمائهم ولا ننكر ان يكون فيهم واحدا واثنان
أو أكثر لم يسمعوا بالحديث.
فأما زرارة بن أعين فلقد مات قبل انصراف من كان وفده ليعرف الخبر و
لم يكن سمع بالنص على موسى بن جعفر عليه السلام من حيث قطع الخبر عذره فوضع
المصحف الذي هو القرآن على صدره وقال (اللهم إني أئتم بمن يثبت هذا المصحف
إمامته). وهل يفعل الفقيه المتدين عند اختلاف الامر عليه الا ما فعله زرارة؟
وعلى انه قد قيل إن زرارة قد كان علم بأمر موسى بن جعفر عليه السلام وبإمامته
وانه بعث ابنه عبيدا ليعرف من موسى بن جعفر عليه السلام: هل يجوز له اظهار ما يعلم
عن إمامته، أو يستعمل التقية في كتمانه؟ وهذا أشبه بفضل زرارة بن أعين وأليق
بمعرفته.
حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال حدثنا علي بن
إبراهيم بن هاشم قال حدثني محمد بن عيسى بن عبيد عن إبراهيم بن محمد الهمداني
رضي الله عنه قال قلت للرضا عليه السلام: أخبرني عن زرارة هل كان يعرف حق أبيك
عليه السلام؟ فقال: نعم، فقلت له: فلم بعث ابنه عبيدا ليتعرف الخبر، إلى من أوصي
الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام؟ فقال عليه السلام ان زرارة كان يعرف أبى عليه السلام و
نص أبيه عليهما السلام، وانما بعث ابنه ليتعرف من أبى عليه السلام: هل يجوز له ان
82

يرفع التقية في اظهار امره، ونص أبيه عليه السلام، وانه لما أبطأ عنه طولب باظهار
قوله في أبى عليه السلام، فلم يحب ان يقدم على ذلك دون أمره، فرفع المصحف وقال إن
إمامي من أثبت هذا المصحف إمامته من ولد جعفر بن محمد عليه السلام.
قال الصدوق: والخبر الذي احتجت به الزيدية ليس فيه ان زرارة لم يعرف
امامة موسى بن جعفر عليه السلام، وانما فيه: انه بعث ابنه عبيدا يسأل. الخبر.
قلت: ثم ذكر الصدوق حديث محمد بن عبد الله بن زرارة المتقدم وذكر ضعفه سندا ودلالة
وان ارسال ابنه لا يدل على عدم معرفته، ثم ذكر الشواهد والدلائل على معرفة
زرارة بأبي الحسن عليه السلام وبإمامته.
وقد تحصل مما تقدم ذكره - ويؤيده غيره: ان الذي اتفقت عليه الروايات
والأقوال: هو ارسال زرارة ابنه إلى المدينة ليسأل الخبر عن الامام بعد الصادق عليه السلام،
وعدم تصريحه بامامة أبى الحسن عليه السلام، وأخذ المصحف بيديه ووضعه على صدره إلى
آخر ما ذكر فيها.
ومن الواضح ان شيئا منها لا يدل على شكه وترديده في إمامته، وانما هي
وساير الشواهد قامت على معرفته بمن أهل للإمامة ولا يحتاج مثل زرارة فقيه
الامامية وعيبة علوم أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام وأمينهما وبطانة سرهما
إلى نص خاص من أبيه على إمامته وقد تطابقت الكتاب والسنة على إمامته. ولعل
ترك النص الخاص لزرارة، لخوف أمور عليه وعلى غيره من الشيعة. على أن الإمام الرضا
عليه السلام صرح في صحيح الهمداني المتقدم بأنه عرف النص من أبيه أيضا على
إمامته، وانما أرسل ابنه لوجود التقية وطلب النص في الاذن في اعلام إمامته و
ذكر نص أبيه عليه. وسيأتي ذكر وجوه في ارساله فانتظر.
السادس الظاهر والله العالم ان اظهار زرارة الشك في الامام بعد أبي عبد الله عليه السلام لأحد أمور:
83

الأول رفع اختلاف أكابر أصحاب أبي عبد الله عليه السلام في امامة عبد الله الأفطح
المفضول من أولاد، محتجا بأنه الأكبر منهم بعده، وتضعيف حجتهم، وهي النص على
امامة الأكبر من أولاد الامام، وان اطلاقه يقتضى امامة الأكبر وان كان الأصغر منهم
هو الأفضل.
ويشهد لذلك جملة من الأخبار المتقدمة ص 76 و 77 مثل خبر هشام بن
سالم وخبر علي بن يقطين على ما رواهما الكشي.
قال أبو عمرو الكشي عند ذكر الفطحية ص 164: والذين قالوا بإمامته
عامة مشايخ العصابة وفقهائها، مالوا إلى هذه العقالة، فدخلت عليهم الشبهة لما
روى عنهم عليه السلام انهم قالوا: (الإمامة في الأكبر من ولد الامام إذا مضى).
قلت: وتوضيح مقالة فقيه الاسلام زرارة في رفع هذا الاختلاف العظيم الذي
نشاء عن الأثر والتعبد به وابتلى به مشايخ العصابة وفقهائهم وزلت به الاقدام، و
زرارة مشغول بنفسه لأنه في سكرات الموت، ولا يقدر على كثير الكلام والجدال
مع هؤلاء العظام وليس له ابطال هذه البدعة الا بموجز من البيان بان يقال:
ان حجة الفطحية ساقطة واهية لوجوه كثيرة، وقد أعرض هذا الفقيه العظيم
عن تضعيف سند خبر امامة الأكبر من ولد الامام حتى لا يكابر بقول بعضهم بالسماع
عن الإمام الحجة بلا واسطة.
كما أعرض أيضا عن تضعيف دلالته بأن المراد هو الأكبر شأنا لا الأكبر
سنا كي لا يناقش بتبادر الكبر في السن عند اطلاقه.
كما أعرض ثالثا عن تقييد اطلاقه بما إذا اجتمعت وتوفرت شرائط الإمامة
في الجميع فيرجح بكبر السن كما في السبطين عليهما السلام، فلا يشمل ما إذا
كان الأكبر فاقدا لها، كي لا ينافس بأنه تقييد بلا دليل، أو بشاهد مطعون، أو يقال
84

غلوا وارتفاعا وجهلا: بان الأفطح هو الأكبر المتوفر فيه الشروط.
وأعرض رابعا عن التضعيف بأن الكبر كساير الشروط تقتضي الإمامة إذا كان الولد سالما،
خاليا من العيوب والأفطح ليس كذلك، كي لا يدفع بأنه تقييد في الخبر بلا حجة ولا دليل.
وأعرض زرارة أيضا عن ساير وجوه تضعيف حجة هؤلاء المشايخ الفقهاء مما
يطول بالإشارة إليها لو فرض ان الخبر (الإمامة في الأكبر من ولد الامام) صدر
عن الإمام عليه السلام وكان حجة للخصام.
ولكن زرارة النحرير الفقيه الخبير المتكلم بعد تسليم حجتهم سندا ودلالة
قد اكتفى في ابطال حجتهم بمعارضتها مع الكتاب. وقد ورد عنهم عليه السلام كما رواه
مشايخ الشيعة ان ما خالف قول ربنا، لم نقله، زخرف، باطل، فاضربوه على الجدار.
وأيضا بان التعارض بين دليل الإمامة في الأكبر وبين آيات شرطية الاهتداء الكامل
والعصمة هو العموم من وجه، وقد ثبت في علم الأصول ان المتعارضين بالعموم من
وجه يتساقطان، الا إذا كان أحدهما كتاب الله فيسقط معارضه فقط. وفي المقام
كذلك إذ الإمامة عهد من الله تبارك وتعالى وأعطاه ومنحه ذرية إبراهيم من لم
يكن منهم من الظالمين (لا ينال عهدي الظالمين البقرة 124) وهدى إلى الحق وغنى
عن هداية الناس والتعلم منهم.
(أفمن يهدى إلى الحق أحق ان يتبع امن لا يهدى الا ان يهدى فما لكم
كيف تحكمون. يونس 35.)
وان عبد الله الأفطح من أهل الآيتين من الظالمين، وممن لا يهدى
الا ان يهدى كما اعترف به المشايخ وان زرارة اخذ المصحف على صدره حينما
يجود بنفسه. وقال: (من أثبت هذا المصحف إمامته فهو إمامي).
85

ولا شك ان الذي يثبت المصحف إمامته من ولد أبى عبد الله عليه السلام، هو أبو الحسن
موسى عليه السلام.
السبب الثاني لاظهار زرارة الشك في امامة أبى الحسن عليه السلام بعد وضوح
الحق عنده: انه شك في وجوب اظهار الحق، والنص على إمامته لشدة التقية،
كما أن الأئمة عليهم السلام كانوا يكتمون أمر الامام من بعدهم للتقية، وقد كان الخوف
على الامام من بعده وعلى الشيعة ومن قال بامامة أبى الحسن عليه السلام، وأعلامهم و
وأعيانهم شديدا، فأرسل ابنه للسؤال عنه عليه السلام.
فقد أمر المنصور العباسي وإلى المدينة بتربص الدوائر واحداق العيون
والجواسيس لتعرف الخبر واستعلام من أهل للإمامة من بعد أبي عبد الله عليه السلام فيقتل
في الوقت حتى لا يتم للشيعة بعده أمر الإمامة.
قال أبو أيوب الخوزي: بعث إلى أبو جعفر المنصور في جوف الليل فدخلت
عليه وهو جالس على كرسي، وبين يديه شمعة، وفي يده كتاب، فلما سلمت
عليه رمى الكتاب إلى وهو يبكى وقال هذا كتاب محمد بن سليمان يخبرنا ان جعفر
بن محمد (عليه السلام) قد مات، فانا لله وانا إليه راجعون، ثلاثا، وأين مثل جعفر، ثم
قال لي: اكتب، فكتبت صدر الكتاب ثم قال: اكتب: ان كان أوصي إلى رجل بعينه
فقدمه واضرب عنقه.
قال: فرجع الجواب إليه: انه قد أوصى إلى خمسة: أحدهم أبو جعفر المنصور
ومحمد بن سليمان وعبد الله وموسى ابني جعفر، وحميدة. فقال المنصور: ليس إلى
قتل هؤلاء سبيل.
وقال داود بن كثير الرقي: أتى اعرابي إلى أبى حمزة الثمالي، فسأله خبرا
فقال: توفى جعفر الصادق عليه السلام فشهق شهقة وأغمي عليه، فلما أفاق قال: هل أوصى
86

إلى أحد؟ قال نعم أوصي إلى ابنه عبد الله، وموسى، وأبى جعفر المنصور، فضحك
أبو حمزة وقال: الحمد لله الذي هدانا إلى الهدى وبين لنا عيوب الكبير، ودلنا
على الصغير وأخفى عن أمر عظيم، فسئل عن قوله، فقال: بين عيوب الكبير ودلنا على الصغير
لإضافته إياه، وكتم الوصية للمنصور، لأنه أو سأل المنصور عن الوصي لقيل: أنت.
رواه ابن شهرآشوب في مناقبه ج 3 - 399.
الثالث ان زرارة قد عرف من أبى عبد الله عليه السلام ان عبد الله الأفطح يدعى
الإمامة من بعده ويعارض أخاه أبا الحسن عليه السلام ولكن يموت بعد أيام فيرتفع
النزاع والشك، والتأخير في وضوح الحق إلى وفاته مصلحة للشيعة حفظا لهم
ولإمامهم حيث إن الخوف من تشديد المنصور عليهم انما هو في بدء الامر، وكان
زرارة يترصد ذلك ويحتاط على الشيعة بارسال ابنه إلى المدينة.
قال أبو عمرو الكشي عند ذكر الفطحية ص 164. ورجوعهم عن الفول
بإمامته، لظهور عدم علمه، وعدم لياقته في نفسه لذلك. ثم إن عبد الله مات بعد أبيه
عليه السلام بسبعين يوما فرجع الباقون الا شذاذا منهم عن القول بإمامته لي القول
بامامة أبى الحسن موسى عليه السلام، ورجعوا إلى الخبر الذي روى: (ان الإمامة
لا يكون في الأخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام)، وبقى شذاذ منهم على
القول بإمامته، وبعد ان مات قال بامامة أبى الحسن موسى عليه السلام.
وروى عن أبي عبد الله عليه السلام انه قال لموسى عليه السلام: يا بنى ان
أخاك سيجلس مجلسي ويدعى الإمامة بعدي فلا تنازعه بكلمة، فإنه أول لحوقا بي.
أولاد زرارة بن أعين
قال أبو غالب الزراري في رسالته في آل أعين ص 21: وبالاسناد الأول
(حدثني به أبو طالب الأنباري قال حدثني محمد بن الحسن بن علي بن صباح بن سلام
87

المدائني قال حدثني أبي وعمى (محمد - خ) قالا حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن
فضال): فولد زرارة: الحسين ويحيى، ورومي، والحسن، وعبيد الله، وعبد الله
فذلك ستة أنفس (ثمانية أنفس - خ).
قلت: ذكرنا في الشرح على الرسالة ما يتعلق بهذه الرواية فلاحظ.
وقال الشيخ في الفهرست ص 74: وله عدة أولاد، منهم الحسن، والحسين
ورومي، وعبيد، وكان أحول، وعبد الله، ويحيى بنو زرارة.
1 - الحسن بن زرارة بن أعين الشيباني الكوفي
ذكره في أصحاب الصادق عليه السلام البرقي في رجاله ص 26، والشيخ
الطوسي أيضا في أصحابه ص 166 - 10. وقال ابن النديم في الفهرست ص 322
في عداد فقهاء الشيعة وعلمائهم ومحدثيهم، وآل زرارة بن أعين: ومن ولده:
الحسين بن زرارة والحسن بن زرارة من أصحاب جعفر بن محمد عليهما السلام.
وروى الكشي في ترجمة زرارة بأسانيد صحاح ص 91 - خبر 14 عن عبد الله
بن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث طويل في رسالته إلى زرارة تقدم
ص 67 قال عليه السلام: ولقد أدى إلى ابنيك الحسن والحسين رسالتك، أحاطهما الله
وكلأهما، وحفظهما بصلاح أبيهما كما حفظ الغلامين فلا يضيقن صدرك الحديث
قلت: وأشار عليه السلام إلى الغلامين الذين أقام الخضر عليه السلام جدارهما، و
قال موسى عليه السلام له: (لو شئت لا تخذت عليه اجرا) فقال له الخضر:
(واما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان
أبوهما صالحا فأراد ربك ان يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما.. الكهف - 82)
وروى الحسن بن زرارة عن أبيه عن أبي جعفر الباقر عليه السلام كما ذكرناه
88

في طبقات أصحابه، روى عنه هشام بن سالم، كما في الكافي ج 2 - 21، والتهذيب
ج 7 - 365.
2 - الحسين بن زرارة
ذكره البرقي، وابن النديم، والشيخ في أصحاب أبي عبد الله عليه السلام. وتقدم
عن الكشي مدح أبى عبد الله عليه السلام له ولأخيه. وكان هو الرسول من أبيه إلى أبى
عبد الله عليه السلام كما في الكشي في ترجمة زرارة ص 93 - 15 وتقدم ص 66، وروى
عن الحسين بن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام، أكابر الشيعة وثقاتهم ومن كان يروى
عن الثقات مثل صفوان بن يحيى، وجعفر بن بشير البجلي، وعبد الله بن بكير،
ذكرناهم في طبقات أصحابه.
وفي التهذيب ج 10 - 64 - 234: أحمد بن محمد عن البرقي عن ثعلبة بن
ميمون، وحسين بن زرارة قالا: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الرجل، يعبث بيده حتى
ينزل الحديث.
وروى الحسين عن جماعة من أصحابنا عن أبي جعفر وأبى عبد الله
عليهما السلام منهم أبوه زرارة كما في علل الشرايع 513 ومحمد بن مسلم.
3 - رومي بن زرارة بن أعين الشيباني الكوفي
روى عن أبي عبد الله، وأبى الحسن عليهما السلام) ثقة، قليل الحديث،
له كتاب.. هكذا ذكره النجاشي في المصنفين من الشيعة ص 126 وروى كتابه
باسناده عن محمد بن بكر بياع القطن عنه وذكره في أصحاب الصادق عليه السلام البرقي
ص 46، والشيخ ص 195 - 57 وقال: مولاهم، كوفي.
وروى عن أبيه، وعن أخيه عبيد بن زرارة عنهما عليهما السلام، ذكرناه
في طبقات أصحابهما. وروى عن رومي بن زرارة جماعة منهم: محمد بن أبي عمير
89

كما في مشيخة الصدوق إليه رقم 301، والقاسم بن محمد الجوهري، وأبو محمد الميثمي.
4 - عبد الله بن زرارة بن أعين الشيباني
ذكره النجاشي في مصنفي الشيعة ص 264 وقال: روى عن أبي عبد الله عليه السلام،
ثقة، له كتاب، يرويه عنه علي بن النعمان، أخبرنا الخ.
وذكره البرقي ص 22 والشيخ في أصحاب الصادق عليه السلام من رجاله ص 264 - 676
وروى عنه أبو عمرو الكشي بأسانيد صحاح عن محمد بن عبد الله بن زرارة، وابنيه الحسن
والحسين عن عبد الله بن زرارة قال قال لي أبو عبد الله عليه السلام: اقرأ على والدك السلام
الحديث كما تقدم ص 67. وروى ابن قولويه في كامل الزيارات ص 137 باب 52
باسناده عن عبد الله بن بكير عن عبد الله بن زرارة قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:
ان لزوار الحسين بن علي عليهما السلام يوم القيامة فضلا على الناس الحديث.
وروى عن الحلبي عنه عليه السلام أيضا كما في باب الرضاع من الفقيه ج 3 - 307 - 15.
5 - عبيد بن زرارة بن أعين الشيباني
هكذا ذكره الشيخ في أصحاب الصادق عليه السلام من رجاله ص 240 - 266 و
قال: مولى، كوفي، وروى الكليني في أصول الكافي ج 1 - 270 عن محمد بن يحيى
عن أحمد بن محمد عن الحجال عن القاسم بن محمد عن عبيد بن زرارة قال: أرسل أبو
جعفر عليه السلام إلى زرارة ان يعلم الحكم بن عتيبة ان أوصياء محمد عليه وعليهم السلام
محدثون.
وذكره النجاشي في مصنفي الشيعة ص 174 - 616 وقال: روى عن أبي عبد الله
عليه السلام، ثقة، ثقة، عين. لا لبس فيه، ولا شك، له كتاب يرويه جماعة عنه، أخبرنا
الخ ورواه باسناده عن حماد بن عثمان عنه.
وذكره الشيخ في الفهرست ص 107 بكتابه ورواه باسناده عن القاسم بن
90

إسماعيل القرشي عنه.
وعده الشيخ المفيد رحمه الله في رسالته العددية من الرؤساء الاعلام المأخوذ
منهم الحلال والحرام الذين لا يطعن عليهم ولا طريق إلى ذم واحد منهم.
وذكره أبو غالب في الرسالة ص 4 من أولاد بنى أعين الذين لقوا أبا عبد الله
جعفر بن محمد عليهما السلام، ورووا عنه ثم قال ص 5: وكان عبيد وافدا للشيعة
إلى المدينة عند وقوع الشبهة في أمر عبد الله بن جعفر، وله في ذلك أحاديث كثيرة
قد ذكرت في الكتب.. ولقى عبيد الله بن زرارة (عبد الله - خ) وغيره من بنى
أعين أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام.
روى عبيد بن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام كثيرا، وروى عنه عنه عليه السلام
جماعة، منهم من آل أعين: رومي بن زرارة وحمزة بن حمران، ومن غيرهم جميل بن
دراج وحريز، وعبد الله بن بكير، وجعفر بن بشير، والحسن بن علي بن فضال،
والحكم بن مسكين الثقفي، والقاسم بن عروة البغدادي، والقاسم مولى أبى أيوب
، والضحاك بن زيد، ومروان بن مسلم، وحماد بن عيسى، وحماد بن عثمان، و
يونس، وزيد النرسي، وأبان بن عثمان، وإسحاق بن عمار، وثعلبة بن ميمون،
ومعاوية بن وهب، وسليمان مولى طربال، وعبد العزيز العبدي، وأبو بدر، و
علي بن إسماعيل بن عمار، وبريد بن محمد الغافري، وداود بن الحصين، وعلي بن
أسباط، والحسين بن مختار، والحسين بن موسى، وهارون بن مسلم، وأبو المعزا،
وعلي بن الحسن بن رباط، وعلي بن شبرة.
اخبار في عبيد بن زرارة تشهد بعلو منزلته
1 - الكافي ج 2 - 164 - 17 باب التسمية على الطعام - محمد بن يحيى عن
91

أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن عبيد بن زرارة قال: اكلت مع أبي
عبد الله عليه السلام طعاما فما أحصى كم مرة قال: الحمد لله الذي جعلني أشتهيه.
2 - معاني الأخبار ص 266 - حدثنا أبي رحمه الله قال حدثنا أحمد بن إدريس
قال حدثنا سهل بن زياد قال حدثني علي بن الريان قال حدثنا عبيد الله بن عبد الله
الدهقان الواسطي عن الحسين بن خالد الكوفي عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال قلت:
جعلت فداك حديث كان يرويه عبد الله بن بكير عن عبيد بن زرارة، قال فقال لي:
وما هو؟ قال قلت: روى عن عبيد بن زرارة انه لقى أبا عبد الله عليه السلام في السنة
التي خرج فيها إبراهيم بن عبد الله بن الحسن، فقال له: جعلت فداك ان هذا قد
الف الكلام وسارع الناس إليه فما الذي تأمر به؟ قال فقال: اتقوا الله وأسكنوا
ما سكنت السماء والأرض. قال: وكان عبد الله بن بكير يقول: والله لئن كان
عبيد بن زرارة صادقا فما من خروج وما من قائم. قال فقال لي أبو الحسن عليه السلام:
الحديث على ما رواه عبيد وليس على ما تأوله عبد الله بن بكير، انما عنى أبو عبد الله
عليه السلام بقوله: (ما سكنت السماء) من النداء باسم صاحبك و (ما سكنت الأرض)
من الخسف بالجيش.
ورواه أيضا في كتابه عيون أخبار الرضا عليه السلام ج 1 - 310 - 75 - نحوه مع تفاوت
يسير سندا ومتنا. قلت: وكان خروج عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن
أبي طالب عليهما السلام الهاشمي المدني قتيل باخمرى سنة خمس وأربعين ومائة
ذكره الشيخ وغيره، وذكرنا مقتله وبعض أحواله في كتابنا (أخبار الزمان و
وفيات الأعيان وقائع سنة 145) وفي كتابنا الطبقات الكبرى في أصحاب الصادق
عليه السلام، وذكرنا جميع ما ورد فيه مفصلة في كتابنا (اخبار الرواة).
92

3 - أصول الكافي ج 1 - 274 - 2 باب وقت ما يعلم الامام: محمد عن محمد بن
الحسين عن علي بن أسباط عن الحكم بن مسكين عن عبيد بن زرارة وجماعة معه
قالوا: سمعنا أبا عبد الله عليه السلام يقول: يعرف الذي بعد الإمام عليه السلام علم
ما كان قبله في آخر دقيقة تبقى من روحه.
4 - أصول الكافي ج 1 - 339 - 12 باب في الغيبة - الحسين بن محمد عن جعفر
بن محمد عن القاسم بن إسماعيل الأنباري عن يحيى بن المثنى عن عبد الله بن بكير عن
عبيد بن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: للقائم (عليه السلام) غيبتان، يشهد في
إحديهما المواسم، يرى الناس ولا يرونه.
5 - وأيضا ص 337 - 6 - محمد بن يحيى عن جعفر بن محمد عن إسحاق بن
محمد عن يحيى بن المثنى عن عبد الله بن بكير عن عبيد بن زرارة قال سمعت أبا عبد الله
عليه السلام يقول: يفقد الناس امامهم، يشهد المواسم، فيراهم ولا يرونه.
أقول: هذه الروايات تدل على أن عبيدا كان ممن يعرف أئمة آل محمد حتى الإمام المنتظر
أرواحنا له الفداء وليس له ولأبيه زرارة مع روايتهما في غيبته وفي
وظايف الشيعة عند ذلك شك في امامة أبى الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام
من بعد أبيه دون الأفطح، وانما ارسال زرارة عبيدا إلى المدينة لأمر آخر ذكرناه
هناك فلاحظ.
6 - روى الصدوق في علل الشرايع ص 304 باب 247 باسناده عن علي بن
أسباط عن عبيد بن زرارة قال مات لبعض أصحاب أبي عبد الله عليه السلام ولد، فحضر
أبو عبد الله عليه السلام جنازته، فلما الحد تقدم أبوه ليطرح عليه التراب، فأخذ
أبو عبد الله عليه السلام بكتفه، وقال: لا تطرح عليه من التراب، ومن كان منه ذا رحم
93

فلا يطرح عليه التراب فقلنا يا بن رسول الله أتنهى عن هذا وحده؟ فقال: أنهاكم
ان تطرحوا التراب على ذوي الأرحام، فان ذلك يورث القسوة في القلب ومن قسا قلبه
بعد من ربه عز وجل.
7 - في التهذيب ج 10 - 208 صفوان بن يحيى عن ابن بكير عن عبيد بن
زرارة قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: اطلع رجل على النبي صلى الله عليه وآله من
الجريد، فقال له النبي صلى الله عليه وآله: لو اعلم انك تثبت لقمت إليك بالمشقص حتى أفقأ
عينك، قال فقلت: أذاك لنا؟ فقال ويحك أو ويلك أقول لك: ان رسول الله صلى الله عليه وآله فعل،
تقول: أذاك لنا!
قلت إن وجه سؤال عبيد بن زرارة في الخبرين ونظائرهما مما يطول بذكره
هو الاستفسار عن عموم الحكم وعدمه لخصوصية في مورده، ففي الأول توهم اختصاص
الحكم بالأب للميت، أو بذاك الميت لكل ذي رحم منه، وفي الثاني توهم عموم
الحكم لكل من اطلع على بيت غيره وحصنه وان كان غير النبي، وأيضا عموم حكم
اجراء الحد المذكور لغير النبي صلى الله عليه وآله أو من يقوم مقامه. وعلى كل تقدير فأمثال
ذلك يدل على نبوغ عبيد بن زرارة وحذاقته وفطانته وتدبره عند سماع الحديث.
ويظهر من رواياته ومن ارسال زرارة إياه إلى المدينة وافدا للشيعة لرفع الشبهة
في أمر الإمامة، موضعه في الشيعة ورعا وثقة وحذاقة ونبوغا وعلوا ومنزلة كما
أشرنا إليه سابقا في زرارة والفطحية ص 77 وتحقيق ذلك في كتابنا (اخبار الرواة).
6 - عبيد الله بن زرارة بن أعين
ذكره البرقي في رجاله من أصحاب الصادق عليه السلام ممن لم يرو عن أبي
جعفر عليه السلام ص 23 وقال: وكان عبيد أحول. وعن نسخة من رجال الشيخ
أيضا ذكره في أصحابه (ع).
94

وروى أبو غالب الزراري في رسالته ص 22 باسناده عن ابن فضال أسماء أولاد
زرارة وعد منهم: عبيد الله وعبد الله. وفي موضع آخر منها (8) عند ذكر من لقى
من آل أعين الأئمة عليهم السلام قال: ولقى عبد الله (عبيد الله) بن زرارة وغيره من
بنى أعين أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام.
قلت: ولكنه لا يبعد اتحاد عبيد الله مع عبيد، اما لزيادة اسم الجلالة واما
لسقوطه للوضوح فيما لم يذكر، فكل عبيد في الاسلام هو عبيد الله وذلك بقرينة ما ذكره
ابن النديم والبرقي والشيخ ففي فهرست الأول ص 323 عند ذكرهم قال: روى عن
زرارة عبيد بن زرارة، وكان أحول، وقال البرقي بعد ذكر عبيد الله: وكان عبيد
أحول. وقال الشيخ في الفهرست ص 74: وعبيد وكان أحول وعبد الله.. وأيضا
ان كل من ذكره عبيد بن زرارة ترك عبيد الله وكذا العكس الا ما عن نسخة من رجال
الشيخ. وروى ابن الغضائري في تكملته لرسالة أبى غالب ص 98 ان لزرارة أربع
بنين: عبيدا، وعبد الله والحسن والحسين.
7 - محمد بن زرارة بن أعين الشيباني
هكذا ذكره الشيخ في أصحاب الصادق عليه السلام من رجاله ص 288 - 117 ثم
قال: روى عنه علي بن عقبة.
وقال أبو عبد الله الغضائري في تكملته لرسالة أبى غالب عند ذكر أولاد
زرارة ص 99: وقد وجدت أيضا لزرارة ابنا اسمه محمد.
حدثني محمد بن موسى القزويني قال أخبرني إسماعيل بن علي الدعبلي
قال حدثني أبو جعفر البجلي الكوفي قال حدثني يحيى بن العلا قال حدثني
سلامة بن نوح الكوفي قال حدثني محمد بن زرارة بن أعين عن أبيه زرارة بن أعين
95

عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام قال: خطب أمير المؤمنين عليه السلام الناس
وقال في خطبته: أنا الجانب والجنب والآخر والأول، والحافظ والرادع.
قلت: العول على الشيخ في رجاله والا فالوجادة على ما في التكملة لا اعتبار
بها وسند الرواية ضعيف برجاله فسلامة مهمل في الرجال، ويحيى وأبو جعفر غير
متميزين، وإسماعيل بن علي الدعبلي ان كان هو ابن أخي دعبل الخزاعي فهو مطعون،
ومحمد بن موسى القزويني مهمل، بل لا يبعد التصحيف في سند الرواية، واتحاده مع
محمد بن عبد الله بن زرارة الآتي ذكره.
8 - يحيى بن زرارة بن أعين الشيباني
هكذا ذكره الشيخ في أصحاب الصادق عليه السلام من رجاله ص 333 - 11 وذكره
أيضا في الفهرست ص 74 في أولاد زرارة وقال بعد ذكر أولاده وإخوته: ولهم
روايات كثيرة وأصول وتصانيف سنذكرها في أبوابها إن شاء الله، ولهم أيضا روايات
عن علي بن الحسين والباقر والصادق عليهم السلام نذكر هم في كتاب الرجال إن شاء الله.
وروى أبو غالب في الرسالة ص 21 باسناده عن ابن فضال أولاد زرارة وعد منهم يحيى.
تنبيه روى البرقي في باب البدع من المحاسن ص 209 - 75 عن عدة من
أصحابنا عن علي بن أسباط عن عمه يعقوب بن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال من
اجترى على الله في المعصية وارتكاب الكبائر فهو كافر. الحديث.
قتل: ولا يبعد كون (بن زرارة) مصحفا فلم اقف على من ذكر لزرارة ابنا
يسمى: يعقوب ولم اقف أيضا عاجلا على رواية يعقوب عم ابن أسباط عن زرارة فلاحظ.
محمد بن عبد الله بن زرارة
قال أبو غالب في الرسالة ص 25: ومن ولد زرارة: محمد بن عبد الله بن زرارة،
وكان كثير الحديث، وروى عنه علي بن الحسن بن فضال حديثا كثيرا. قلت:
96

وذكرنا في شرح الرسالة جملا في ترجمته فلاحظ.
وقال النجاشي في إبراهيم بن عبد الحميد الأسدي: وهو أخو محمد بن عبد الله
بن زرارة لامه روى عن أبي عبد الله عليه السلام. قلت: وذكرنا ما يتعلق بالمقام في
تهذيب المقال ج 1 - 296.
وقال ابن حجر في لسان الميزان ج 1 - 75 في ترجمته أيضا: أخو محمد بن
عبد الله بن زرارة لامه وروى عن الصادق عليه السلام... ذكره الطوسي أبو جعفر
في رجال الشيعة.
وقد وثقه ومدحه أبو الحسن محمد بن أحمد بن داود شيخ هذه الطائفة وعالمها
وشيخ القميين وفقيههم في وقته الذي قال الحسين بن عبيد الله الغضائري فيه: لم
أر أحدا احفظ منه ولا أفقه ولا أعرف بالحديث. رواه النجاشي والكشي في رجوع
الحسن بن فضال عن القول بالفطحية.
قال النجاشي في ترجمته: أخبرنا محمد بن محمد قال حدثنا أبو الحسن بن داود
قال حدثنا أبي عن جعفر بن محمد المؤدب عن محمد بن أحمد بن يحيى عن علي بن
الريان قال كنا في جنازة الحسن فالتفت محمد بن عبد الله بن زرارة بن أعين إلى الحديث
وقال الكشي في ترجمة الحسن بن فضال ص 349 - حدثني محمد بن قولويه
قال حدثنا سعد بن عبد الله القمي عن عبد الله بن الريان عن محمد بن عبد الله بن زرارة
بن أعين قال كنا في جنازة الحسن بن علي بن فضال، فالتفت إلى والى محمد الهيثم
التميمي فقال لنا، لا أبشركما؟ فقلنا له: وما ذاك؟ قال: حضرت الحسن بن علي بن
فضال قبل وفاته وهو في تلك الغمرات، وعنده محمد بن الحسن بن الجهم،
فسمعته يقول يا با محمد لتشهد، فتشهد الله فسكت عنه فقال الثانية تشهد فصار إلى أبى
97

الحسن عليه السلام، فقال له محمد بن الحسن: فأين عبد الله؟ فقال له الحسن بن علي: قد
نظرنا في الكتب فلم نجد لعبد الله شيئا (قال أبو عمرو والكشي): وكان الحسن بن علي بن
فضال يقول (بامامة عبد الله كذا في النجاشي) بعبد الله بن جعفر قبل أبى الحسن عليه السلام،
فرجع فيما حكى عنه في هذا الحديث إن شاء الله تعالى.)
وقال النجاشي بعد ذكر الحديث نحو ما في الكشي مع تفاوت يسير: قال ابن
داود في تمام الحديث: فدخل علي بن أسباط فأخبره محمد بن الحسن بن الجهم قال:
فأقبل علي بن أسباط يلومه قال فأخبرت أحمد بن الحسن بن علي بن فضال بقول
محمد بن عبد الله، فقال: حرف محمد بن عبد الله على أبى.
قال (أي ابن وداود): وكان والله محمد بن عبد الله بن زرارة أصدق عندي لهجة
من أحمد بن الحسن فإنه رجل فاضل، ودين.
قلت: وذكرنا ما يتعلق بذلك في تهذيب المقال ج 2 - 10
وفي التهذيب ج 9 - 195 - 17 والاستبصار ج 4 - 123 في الوصية بالثلث
باسناده عن علي بن الحسن بن فضال قال: ومات محمد بن عبد الله بن زرارة، فأوصى
إلى أخي احمد، وخلف دارا، وكان أوصي في جميع تركته ان تباع ويحمل
ثمنها إلى أبى الحسن عليه السلام، فباعها... وكتب إليه أحمد بن الحسن، و
دفع الشيئ بحضرتي إلى أيوب بن نوح، وأخبره انه جميع ما خلف.. فكتب
عليه السلام: قد وصل ذلك، وترحم على الميت، وقرأت الجواب.
قلت: لم أحضر لمحمد بن عبد الله بن زرارة رواية عن الأئمة عليهم السلام
غير أنه روى عن أصحاب أبي جعفر الباقر، والصادق، والكاظم، والرضا عليهم السلام
مثل عبد الله بن ميمون القداح، وعبد الله بن بكير، ومحمد بن أبي عمير، وأحمد بن
محمد بن أبي نصر البزنطي، ومحمد بن علي الحلبي وغيرهم.
98

وروى عنه أجلاء الطائفة وأصحاب الاجماع ومن عرف بروايته عن الثقات
مثل الحسن بن محبوب، وابن فضال، ومحمد بن إسماعيل بن بزيع، ومحمد بن
الفضيل، وعلي بن أسباط، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، ومحمد بن علي بن
محبوب. وقد ذكرنا ما ورد في ذلك في كتبنا الموضوعة لذلك.
أخوة زرارة بن أعين
ان من علو منزلة زرارة عند الأئمة عليهم السلام وشيعتهم وشهرته بين الناس
ان آل أعين قد عرفوا ونسبوا إلى زرارة كما تقدم في ذكر نسبتهم ص 30، بل
قد عرف بنو أعين أيضا بإخوتهم لزرارة.
ففي الكشي ص 107 في إخوة زرارة - حدثني حمدويه بن نصير قال حدثني
يعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي بن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن بعض رجاله
قال قال ربيعة الرأي لأبي عبد الله عليه السلام: ما هؤلاء الإخوة الذين يأتونك من العراق
ولم أر في أصحابك خيرا منهم، ولا أهيأ؟ قال: أولئك أصحابي، يعنى ولد أعين.
حدثني محمد بن مسعود قال حدثنا محمد بن نصر قال حدثني محمد بن عيسى بن
عبيد وحدثني حمدويه بن نصير قال حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد عن الحسن بن
علي بن يقطين قال حدثني المشايخ ان حمران وزرارة، وعبد الملك وبكيرا،
وعبد الرحمن بنى أعين كانوا مستقيمين، ومات منهم أربعة في زمان أبى عبد الله
عليه السلام، وكانوا من أصحاب أبي جعفر عليه السلام، وبقى زرارة إلى عهد أبى الحسن
عليه السلام، فلقى ما لقى.
وفي ص 120 - حدثني حمدويه قال حدثني محمد بن عيسى بن عبيد عن الحسن
بن علي بن يقطين قال: كان لهم غير زرارة وإخوته - اخوان ليسا في شئ من
هذا الامر: مالك، وقعنب.
99

وقد عرف هؤلاء الإخوة بزرارة من ذكرهم من أصحاب الفهرستات والرجال
منهم الشيخ في الفهرست ص 74.
قلت: قد ورد في أولاد أعين وعددهم روايات ذكرناها عند ذكرهم ص 31
إلى 35، وفي عددهم أقوال وروايات وذكرهم ابن عقدة الحافظ رحمه الله
ستة عشر أو سبعة عشر إخوة على ما في الرواية، وتقدمت ص 33.
1 - بكير بن أعين بن سنسن أبو عبد الله الشيباني الكوفي
ويكنى أيضا بأبي الجهم بولديه: عبد الله والجهم. ذكر ذلك الشيخ في
أصحاب الباقر عليه السلام ص 109 - 10، وكناه الصدوق رحمه الله في طريقه إليه في
المشيخة رقم 71 بأبي الجهم وزاد: الكوفي من موالى بنى شيبان.
وكان بكير مستقيما كما في روايات تقدمت آنفا وفي ذكر آل أعين وكان
مكرما يعد ويشار إلى رواياته ورأيه كما يظهر من الروايات.
روى الكشي في ترجمة أخيه حمران ص 119 عن يوسف بن السخت عن محمد بن
جمهور عن فضالة بن أيوب عن بكير بن أعين قال: حججت أول حجة، فصرت إلى
منى فسألت عن فسطاط أبى عبد الله عليه السلام، فدخلت عليه، فرأيت في الفسطاط جماعة
فأقبلت أنظر في وجوههم فلم أره فيهم، وكان في ناحية الفسطاط يحتجم، فقال: هلم
إلى، ثم قال: يا غلام من بنى أعين أنت؟ قلت نعم جعلني الله فداك، قال: أيهم أنت؟
قلت: أنا بكير بن أعين: الحديث.
وروى الشيخ في التهذيب ج 9 - 319، والكليني في الكافي ج 2 - 265
في ميراث الإخوة والأخوات باسناديهما عن موسى بن بكر قال قلت لزرارة ان بكيرا
حدثني عن أبي جعفر عليه السلام ان الإخوة للأب والأخوات للأب والام يزدادون وينقصون
100

(إلى أن قال) فقال زرارة: وهذا قائم عند أصحابنا لا يختلفون فيه.
وفي الكافي ج 2 - 101 - باسناده عن علي بن الحسن الطاطري في حديث
الطلاق قال: وقال الحسين: ليس الطلاق الا كما روى بكير بن أعين...
ونحوه في التهذيب ج 8 ص 37 ح 29،
والاستبصار ج 3 ص 278
وروى في الكافي ج 2 - 262 في ميراث الولد مع الزوج والأبوين في الصحيح
عن عمر بن أذينة قال قلت لزرارة: انى سمعت محمد بن مسلم وبكيرا يرويان عن أبي
جعفر عليه السلام في زوج وأبوين وابنة للزوج (إلى أن قال) قال زرارة: هذا هو
الحق الحديث.
وأيضا في ميراث الإخوة والأخوات مع الولد ص 264 في الصحيح عنه عن بكير
وعن محمد بن مسلم حديثا في آخره: فذكرت ذلك لزرارة، فقال: صدقا، هو والله الحق
وذكر أبو غالب في الرسالة ص 20 بكيرا من كبراء آل أعين المعروفين.
وفي الكشي ص 120 - حدثنا حمدويه قال حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي
عمير عن الفضيل، وإبراهيم ابني محمد الأشعريين قال: ان أبا عبد الله عليه السلام لما
بلغه وفاة بكير بن أعين قال: اما والله لقد أنزله الله بين رسول الله وأمير المؤمنين
صلوات الله عليهما.
وذكر الصدوق والشيخ انه مات في حياة أبى عبد الله عليه السلام، وقال الصدوق
في المشيخة: ولما بلغ الصادق موت بكير بن أعين قال اما والله لقد أنزله الله عز وجل
بين رسوله وأمير المؤمنين عليهما السلام.
وفي الكشي ص 120 - محمد بن مسعود قال حدثني علي بن الحسن عن أبيه
عن إبراهيم بن محمد الأشعري عن عبيد بن زرارة، والحسن بن جهم بن بكير عن عمه
عبد الله بن بكير عن عبيد بن زرارة قال كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فذكر بكير بن
101

أعين، فقال: رحم الله بكيرا، وقد فعل، فنظرت إليه، وكنت يومئذ حديث السن،
فقال: انى أقول إن شاء الله.
طبقة بكير بن أعين ورواياته ومصنفاته:
قال الشيخ في الفهرست ترجمة زرارة ص 74: ولزرارة إخوة (ذكرهم
بأسمائهم وكناهم وأولادهم وفيهم بكير ثم قال:) ولهم روايات كثيرة وأصول
وتصانيف سنذكر في أبوابها إن شاء الله، ولهم أيضا روايات عن علي بن الحسين
والباقر والصادق عليهم السلام نذكر هم في كتاب الرجال إن شاء الله تعالى.
قلت: لم يذكره بالخصوص في الفهرست، ولا في أصحاب السجاد عليه السلام من
رجاله ولم أقف على روايته عنه نعم ذكره في رجاله في أصحاب الباقر عليه السلام ص
109 - 17 كما ذكره البرقي أيضا في أصحابه ص 6، والكشي وأبو غالب الزراري
وغيرهم، وذكرناه في طبقات أصحابه وروى عنه عليه السلام كثيرا، وروى عنه عنه
جماعة منهم: زرارة، وحريز، وجميل بن دراج، وجميل بن صالح، و
عبد الرحمان بن الحجاج، وعلي بن رئاب، وعلي بن سعيد، وعمر بن أذينة، و
محمد بن أبي عمير، وموسى بن بكير.
وذكره الشيخ في أصحاب الصادق عليه السلام ص 157 - 43 وأيضا البرقي
والكشي وأبو غالب وغيرهم وذكرناه في طبقات أصحابه. وروى عن بكير عن أبي
عبد الله عليه السلام جماعة منهم: ابنه عبد الله، والحسن بن الجهم، والحسن بن
محبوب، وحريز وسليمان بن سالم، وصفوان بن يحيى، وعمر بن أذينة، و
عبد الرحمان بن الحجاج، ومحمد بن أبي عمير، وأبو سعيد القماط.
2 - حمران بن أعين أبو الحسن الشيباني الكوفي
قال الشيخ عند ذكره في أصحاب الباقر عليه السلام ص 117: مولاهم، كوفي،
102

يكنى أبا الحسن، وقيل: أبو حمزة: تابعي. وقال البرقي في أصحابه: مولى بنى
شيبان. وقال أبو غالب في الرسالة ص 2: فلقى عمنا حمران سيدنا وسيد العابدين
علي بن الحسين عليهما السلام، وكان حمران من أكبر مشايخ الشيعة المفضلين
الذين لا يشك فيهم، فكان أحد حملة القرآن، ومن يعد ويذكر اسمه في كتب
القرآن، وروى أنه قرأ على أبى جعفر محمد بن علي عليهما السلام، وكان مع ذلك
عالما بالنحو واللغة، ولقى حمران وجدانا زرارة وبكير أبا جعفر محمد بن علي
وأبا عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام.
وقال الشيخ في الفهرست ترجمة زرارة وإخوته ص 74: ولهم أيضا روايات
عن علي بن الحسين والباقر والصادق عليهم السلام.
قلت: الظاهر أن حمران أكبر أولاد أعين حيث عده الشيخ في أصحاب الباقر
والصادق عليهما السلام تابعيا، وذكره ابن حجر في التقريب ج 1 - 198 - 560
من الطبقة الخامسة، وذكره أبو غالب والشيخ ممن لقى السجاد عليه السلام، كما ربما يظهر
من رواية الكشي الآتية أيضا، ولكن لم أقف على رواية صحيحة له عن السجاد عليه السلام.
وكان حمران من أكابر أصحاب أبي جعفر عليه السلام وحواريه ووكلائه الممدوحين
ذكره البرقي، والكشي والشيخ وأبو غالب الزراري في أصحابه. روى عنه كثيرا،
روى عنه عنه عليه السلام جماعة منهم: أخوه زرارة، وابناه: حمزة، ومحمد، وحمزة
بن حماد، وبشير النبال، وعبد الله بن فرقد، وجميل بن دراج، وأبو سعيد
القماط وداود بن فرقد، وأبو بشير محمد، وأبو جميلة، وأبو ولاد الحناط، وحمزة
الزيات، وأبان بن عثمان، وعلي بن رئاب، وعمر بن أذينة، وسدير الصيرفي،
والحارث بن المغيرة، وحجر بن زائدة، وأبو خالد القماط.
103

وبقى حمران إلى زمان أبى عبد الله عليه السلام وكان من أصحابه المستقيمين وحواريه،
وسمع وروى عنه كثيرا، ذكره المشايخ في أصحابه كما سيأتي.
روى عنه عنه عليه السلام جماعة من أكابر أصحابنا منهم: أخوه زرارة، وابنا
أخويه عبيد بن زرارة، وعبد الله بن بكير، ومحمد بن حمران، و
هشام بن سالم. وأبو أيوب، وعمر بن أذينة، وحريز، وصفوان بن يحيى، و
علي بن رئاب ويونس بن يعقوب، وموسى بن بكر الواسطي، وأديم بن الحر، وعبد الله
بن سليمان وغيرهم ممن ذكرناه في ترجمته في طبقات أصحابه.
ومات في أيام الصادق عليه السلام كما يأتي.
معرفة حمران بن أعين بالأئمة عليهم السلام
اتفقت الروايات على أن حمران من بدء معرفته بآل محمد عليهم السلام إلى وفاته كان
مستقيما واضح الطريقة، حسن المعرفة حتى مات أيام أبى عبد الله عليه السلام، ولم يتغير
ولا بدل ولا خان، وقد مضى بعض ما يدل على ذلك ص 11 إلى 13 في أصحاب السجاد
والباقر من آل أعين وأيضا في المنتظرين لفرج آل محمد ع ص 22.
فمنها ما رواه الكشي في ترجمة الحكم بن عتيبة ص 137 بعد خبر 3 عن محمد
بن مسعود عن علي بن الحسن بن فضال انه قال: كان الحكم من فقهاء العامة،
وكان أستاذ زرارة وحمران، والطيار قبل ان يروا هذا الامر، وقيل إنه كان مرجئا.
ومنها ما رواه أبو غالب في الرسالة ص 26 عن محمد بن الحسين عن إبراهيم
بن محمد بن حمران عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام: ان أول من عرف هذا الامر
عبد الملك، عرفه من صالح بن ميثم، ثم عرفه حمران عن أبي خالد الكابلي رحمهم الله.
قلت: وقد ذكرنا في شرح رسالة أبى غالب ما يتعلق بالحديث ص 27، و
تقدم ص 31 في أولاد أعين.
104

ومنها ما رواه الكشي في إخوة زرارة ص 107 بسندين صحيحين عن الحسن
بن علي بن يقطين قال حدثني المشايخ ان حمران وزرارة وعبد الملك، وبكيرا،
وعبد الرحمان بنى أعين كانوا مستقيمين، ومات منهم أربعة في زمان أبى عبد الله
عليه السلام، وكانوا من أصحاب أبي جعفر عليه السلام وبقى زرارة إلى عهد أبى الحسن
عليه السلام فلقى ما لقى.
ورواه الحسين بن عبيد الله الغضائري في تكملة رسالة أبى غالب في آل أعين
ص 97 عن المنتخبات بإجازة ابن قولويه واسناده عن محمد بن مقرون الكوفي عن المشايخ
من أصحابنا الحديث نحوه ولكن في آخره: وبقى زرارة إلى أن مات أبو عبد الله
عليه السلام وكان أفقههم فلقى ما لقى.
ومنها ما رواه الكشي ص - 119 عن الحسين بن الحسن بن بندار القمي
عن سعد بن عبد الله القمي عن عبد الله الحجال عن صفوان قال: كان يجلس
حمران مع أصحابه فلا يزال معهم في الرواية عن آل محمد صلى الله عليه وآله،
فان خلطوا في ذلك لغيره ردهم إليه، فان صنعوا ذلك عدل ثلث مرات قام عنهم
وتركهم.
ومنها ان حمران كان من الوكلاء الممدوحين للأئمة عليهم السلام ممن كان
حسن الطريقة، ولم يتغير، ولا بدل، ولا خان. ذكره الشيخ الطوسي في كتابه
(الغيبة ص 209). وروى ذلك بطريق معتبر عن زرارة سيأتي إن شاء الله.
وتقدم ص 99 - في إخوة زرارة عن الكشي ص 107 خبر ثعلبة في مدحهم
قول ربيعة: لم أر في أصحابك خيرا منهم ولا أهيأ. الحديث.
105

منزلة حمران عند الامام أبى جعفر الباقر عليه السلام
كان حمران لعلوه في الفضائل وخلوص ايمانه وكثرة معرفته بأهل البيت
عليهم السلام واستقامته، عظيم المنزلة عند الامام أبى جعفر الباقر عليه السلام، وكان
وجيها، قد دلت عليها الاخبار نشير إليها والله الموفق للصواب.
1 - فمنها ما رواه الشيخ في كتاب الغيبة ص 209 عن شيخه الحسين بن عبيد الله
عن أبي جعفر محمد بن سفيان البزوفري عن أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن
عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن عبد الله بن بكير عن زرارة قال قال أبو جعفر
عليه السلام، وذكرنا حمران بن أعين فقال: لا يرتد والله أبدا، ثم أطرق هنيئة،
ثم قال: اجل لا يرتد والله ابدا.
2 - ومنها ما رواه الكشي في ترجمته ص 117 عن حمدويه عن محمد بن
عيسى عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن حجر بن زائدة عن حمران بن
أعين قال قلت لأبي جعفر عليه السلام انى أعطيت الله عهدا الا اخرج عن المدينة حتى
تخبرني عما أسألك، قال فقال لي: سل، قال قلت: امن شيعتكم أنا؟ قال: نعم
في الدنيا والآخرة. ورواه المفيد في (الاختصاص) ص 196 عن ابن أبي عمير
الحديث نحوه.
3 - ومنها ما رواه أيضا ص 118 - 6 عن محمد بن الحسين البرناني، وعثمان بن
حامد، قالا حدثنا محمد بن يزداد عن محمد بن الحسين عن الحجال عن العلاء بن رزين
القلا عن أبي خالد الأخرس قال قال حمران بن أعين لأبي جعفر عليه السلام جعلت فداك
حلفت الا أبرح المدينة حتى اعلم ما أنا؟ قال فقال أبو جعفر عليه السلام: فتريد ماذا
يا حمران؟ قال: تخبرني ما أنا؟ قال: أنت لنا شيعة في الدنيا والآخرة.
106

4 - ومنها ما رواه أيضا في ترجمة الواقفة ص 288 - 24 قال: وبهذا الاسناد
(محمد بن الحسن قال حدثني أبو على) قال حدثني أيوب بن نوح عن سعيد العطار
عن حمزة الزيات قال سمعت حمران بن أعين يقول: قلت لأبي جعفر عليه السلام: أمن
شيعتكم أنا؟ قال: أي والله في الدنيا والآخرة، وما أحد من شيعتنا الا وهو
مكتوب عندنا اسمه واسم أبيه الا من يتولى منهم عنا، قال قلت: جعلت فداك أو من
شيعتكم من يتولى عنكم بعد المعرفة؟ قال يا حمران نعم، وأنت لا تدركهم الحديث.
5 - ومنها ما رواه الكشي أيضا ص 118 - 4 عن محمد بن مسعود عن علي بن الحسن
بن فضال عن العباس بن عامر عن أبان بن عثمان عن الحرث بن المغيرة قال قال حمران
بن أعين: ان الحكم بن عتيبة يروى عن علي بن الحسين عليهما السلام ان علم علي عليه
السلام في آية مسألة فلا يخبرنا قال حمران: سألت أبا جعفر عليه السلام فقال: ان عليا
عليه السلام كان بمنزلة صاحب سليمان، وصاحب موسى، ولم يكن نبيا، ولا رسولا، ثم
قال (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا بنى) ولا محدث قال: فعجب أبو جعفر عليه السلام
قلت: الحديث موثق بابن فضال فلا بأس به سندا. الا انه لا يخلو عن اضطراب
متنا وهكذا رواه في مجمع الرجال، وتنقيح المقال أيضا. ولا يبعد كون (مسألة
فلا يخبرنا) مصحفا عن (قال فقال فسئله، فلا يخبرنا) باعتبار ان الحكم قال
لحمران فسئل أبا جعفر عليه السلام فإنه لا يخبرنا، كما يشهد بذلك رواية أخرى.
والظاهر أن علي بن الحسين عليه السلام قد أخبر الحكم بالآية، ولكن إشارة بمورد
الاحتجاج من دون تصريح، فما عقله الحكم، فطلب استفساره من أبى جعفر عليه السلام
بواسطة حمران. وانما تعجب أبو جعفر عليه السلام من إشارة أبيه عليه السلام إلى الآية و
كفه عن التصريح بوجه الدلالة لما يظهر من الحكم وغيره من الانحراف فيما بعد
على ما تشير إليه الروايات، وقد بقى الحكم إلى أيام الصادق عليه السلام وذكرنا ترجمته
107

في أصحابهم من الطبقات وفي كتابنا (اخبار الرواة) وسيظهر فيما نذكره من الاخبار
وجه منع حمران عن اخبار هذه المنقبة (ان الأئمة محدثون) للحكم مع أن أبا جعفر
عليه السلام أمر زرارة ان يخبرها الحكم كما في أصول الكافي ج - 270 عن عبيد بن زرارة فلا حظ
6 - ومنها ما رواه الكليني في أصول الكافي ج 1 - 270 باب ان الأئمة محدثون
في الصحيح عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن زياد بن سوقه عن الحكم بن
عتيبة قال: دخلت على علي بن الحسين عليهما السلام يوما فقال: يا حكم هل تدرى الآية
التي كان علي بن أبي طالب عليه السلام يعرف قاتله بها، ويعرف بها الأمور العظام التي
كان يحدث بها الناس؟ قال الحكم فقلت في نفسي: قد وقعت على علم من علم علي بن
الحسين عليهما السلام، اعلم بذلك تلك الأمور العظام، قال: فقلت لا والله لا
اعلم، قال ثم قلت: الآية تخبرني بها يا بن رسول الله؟ قال: هو والله قول الله عز
ذكره (وما أرسلنا قبلك من رسول ولا نبي) ولا محدث وكان علي بن أبي طالب
عليه السلام محدثا فقال له رجل يقادر له عبد الله بن زيد، كان أخا علي عليه السلام لامه:
سبحان الله محدثا؟ كأنه ينكر ذلك، فأقبل علينا أبو جعفر عليه السلام فقال: اما والله
ان ابن أمك بعد قد كان يعرف ذلك، قال فلما قال ذلك سكت الرجل، فقال: هي
التي هلك فيها أبو الخطاب فلم يدر ما تأويل المحدث والنبي.
قلت: الآية: وما أرسلنا قبلك من رسول ولا نبي الا إذا تمنى ألقى الشيطان
في أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم (الحج -
52)، وليس فيها كلمة (ولا محدث) كما يدل على ذلك جملة من الروايات مما
رواها القمي والكليني والصفار وغيرهم الا ان هذا الحديث وغيره ربما يوهم
كونها من المصحف فحرف، بل في رواية الكافي عن بريد عن أبي جعفر وأبى
108

عبد الله عليه السلام قال قلت جعلت فداك ليست هذه قرائتنا، فما الرسول والنبي
والمحدث؟ الحديث.
الا ان التأمل التام في هذه الروايات وغيرها يعطى ان ذكر (ولا محدث)
ليس من باب ذكره في لفظ المصحف، وانما هو من ذكر فرد ثالث لحكم المصحف و
بيان شأن النزول على ما في الروايات وفيها دلالة على فضل على وفاطمة والحسنين
عليهم السلام مما يطول ذكره
ورواه الصفار في بصائر الدرجات ص 319 ج 7 باب 5 عن أحمد بن محمد عن ابن
محبوب الحديث إلى أن قال فقلت: وكان علي بن أبي طالب محدثا؟ قال نعم، وكل
امام منا أهل البيت فهو محدث، ولم يذكر فيه من قوله: فقال له رجل الخ.
7 - ومنها ما رواه في بصائر الدرجات ص 323 - 10 عن علي بن إسماعيل عن
صفوان بن يحيى عن الحرث بن المغيرة عن حمران قال حدثنا الحكم بن عتيبة عن
علي بن الحسين عليهما السلام انه قال: ان علم علي عليه السلام في آية من القرآن قال:
وكتمنا الآية. قال: فكنا نجتمع فنتدارس القرآن فلا نعرف الآية قال فدخلت
على أبى جعفر عليه السلام فقلت له: ان الحكم بن عتيبة حدثنا عن علي بن الحسين عليهما السلام انه
قال: علم علي عليه السلام في آية من القرآن، وكتمنا الآية، قال: اقرأ يا حمران،
فقرأت: (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي) قال فقال أبو جعفر عليه السلام: و
ما أرسلنا من رسول ولا نبي ولا محدث. قلت: وكان علي عليه السلام محدثا؟ قال:
نعم، فجئت إلى أصحابنا فقلت قد أصبت الذي كان الحكم يكتمنا، قال قلت قال
أبو جعفر عليه السلام كان يقول: علي عليه السلام محدث، فقالوا لي: ما صنعت شيئا،
ألا سئلته: من يحدثه؟ قال: فبعد ذلك انى اتيت أبا جعفر عليه السلام، فقلت:
109

أليس حدثتني ان عليا عليه السلام كان محدثا؟ قال: بلى قلت: من يحدثه؟ قال:
ملك يحدثه، قال قلت، أقول: انه نبي أو رسول؟ قال: لا قال: بل مثله مثل
صاحب سليمان ومثل صاحب موسى، ومثله مثل ذي القرنين.
ورواه في ص 366 باسناد آخر عن حمران ملخصا. وفي آخره: أو ما بلغكم
انه عليه السلام قال: وفيكم مثله.
8 - ومنها ما رواه في بصائر الدرجات ص 366 عن إبراهيم بن هاشم عن البرقي
عن صفوان عن الحرث بن المغيرة النصري عن حمران بن أعين قال: أخبرني أبو
جعفر عليه السلام ان عليا عليه السلام كان محدثا، فقال: أصحابنا ما صنعت شيئا، الا سئلته:
من يحدثه؟ فقضى انى لقيت أبا جعفر عليه السلام فقلت: الست أخبرتني ان عليا عليه السلام
كان محدثا؟ فقال: بلى، قلت: من كان يحدثه؟ قال: ملك، قلت فأقول انه
نبي أو رسول؟ قال: لا، بل قل: مثله مثل صاحب سليمان، وصاحب موسى،
ومثله مثل ذي القرنين، اما سمعت ان عليا عليه السلام سئل عن ذي القرنين:
أنبيا كان؟ قال: لا، ولكن كان عبدا أحب الله، فأحبه، وناصح لله، فنصحه،
فهذا مثله.
ورواه أيضا باسنادين آخرين عن صفوان نحوه مع تفاوت.
9 - ومنها ما رواه الكشي في ترجمة حمران ص 118 - 7 عن حمدويه بن نصير
عن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن زرارة قال قدمت المدينة و
أنا شاب أمرد، فدخلت سرادقا لأبي جعفر عليه السلام بمنى، فرأيت قوما جلوسا في
الفسطاط وصدر المجلس ليس فيه أحد، ورأيت رجلا جالسا ناحية يحتجم فعرفت
برأيي انه أبو جعفر عليه السلام، فقصدت نحوه، فسلمت عليه، فرد السلام على
فجلست بين يديه، والحجام خلفه، فقال: امن بنى أعين أنت؟ قلت: نعم، أنا زرارة
110

بن أعين، فقال: انما عرفتك بالشبه، أحج حمران؟ قلت: لا، وهو يقرئك السلام،
فقال. انه من المؤمنين حقا لا يرجع أبدا، إذا لقيته فاقرأه منى السلام، وقل له:
لم حدثت الحكم بن عتيبة عنى: (ان الأوصياء محدثون) لا تحدثه وأشباهه بمثل
هذا الحديث، فقال زرارة الخ.
قلت: لعل وجه النهى: الاحتراز عن ضرر التحديث لمن لا يعقله، والا فروى
الكليني في هذا الباب من أصول الكافي ج 1 - 270 باسناده عن عبيد بن زرارة قال
أرسل أبو جعفر عليه السلام إلى زرارة ان يعلم الحكم بن عتيبة ان أوصياء محمد عليه
وعليهم السلام محدثون.
ومن الواضح ان التحديث أعم من التعليم فلا تغفل.
10 - ومنها ما رواه الكليني في أصول الكافي ج 2 - 423 باب تنقل أحوال القلب
بسندين صحيحين عن الأحول محمد بن النعمان عن سلام المستنير قال: كنت عند أبي
جعفر عليه السلام، فدخل عليه حمران بن أعين، وسأله عن أشياء، فلما هم حمران
بالقيام قال لأبي جعفر عليه السلام: الا أخبرك أطال الله بقاءك لنا وأمتعنا بك: انا نأتيك
فما نخرج من عندك حتى ترق قلوبنا، وتسلوا أنفسنا عن الدنيا، ويهون علينا
ما في أيدي الناس من هذه الأموال الحديث.
11 - ومنها ما رواه أيضا في الروضة ص 296 خبر 552 عن محمد بن يحيى عن أحمد
بن محمد بن عيسى، وأبى على الأشعري عن محمد بن عبد الجبار، جميعا، عن علي بن
حديد عن جميل عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال سأله حمران، فقال: جعلني الله
فداك لو حدثتنا: متى يكون هذا الامر، فسررنا به؟ فقال: يا حمران ان لك صدقاء
وإخوانا، ومعارف، ان رجلا كان فيما مضى من العلماء الحديث.
12 - ومنها ما رواه الكشي في ترجمة سلمان ص 6 باسناده عن علي بن أسباط عن
أبيه أسباط بن سالم قال قال أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام: إذا كان يوم القيامة
111

نادى مناد: أين حواري محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله (إلى أن قال) ثم ينادى المنادى:
أين حواري محمد بن علي، وحواري جعفر بن محمد عليهما السلام فيقوم عبد الله بن
شريك العامري، وزرارة بن أعين.. وحمران بن أعين ثم ينادى أين ساير الشيعة
مع ساير الأئمة عليهم السلام يوم القيامة، فهؤلاء المتحورة أول السابقين وأول المقربين،
وأول المتحورين من التابعين.
منزلة حمران عند أبي عبد الله عليه السلام
كان حمران عظيم المنزلة جليل القدر عند أبي عبد الله عليه السلام ويدل على ذلك
طوائف من الروايات: الأولى، ما صرح عليه السلام فيها بأنه من أهل الجنة، مؤمن،
لا يرتد ابدا.
1 - منها ما روى الكشي في ترجمته ص 117 - 2 عن محمد عن محمد بن عيسى عن
زياد الكندي عن أبي عبد الله عليه السلام انه قال في حمران: انه رجل من أهل الجنة.
ورواه المفيد في كتاب (الاختصاص ص 196) عن محمد بن عيسى بن عبيد
عن زياد بن مروان القندي عن أبي عبد الله عليه السلام الحديث نحوه.
2 - ومنها ما رواه أيضا ص 120 - 13 عن علي بن محمد عن محمد بن موسى عن
محمد بن خالد عن مروك بن عبيد عمن أخبره عن هشام بن الحكم قال سمعته
يقول: حمران مؤمن لا يرتد ابدا، ثم قال: نعم الشفيع: أنا وآبائي لحمران بن
أعين يوم القيامة، نأخذه بيده ولا نزايله حتى ندخل الجنة جميعا.
ورواه المفيد في الإختصاص (196) عن أحمد بن محمد عن سعد بن عبد الله
عن يعقوب بن يزيد عن مروك بن عبيد عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: سمعته يقول: نعم الشفيع أنا وآبائي الحديث.
3 - ومنها ما رواه الكشي أيضا ص 117 - 3 في ترجمته عن محمد بن شاذان عن
112

الفضل بن شاذان قال: روى عن ابن أبي عمير عن عدة من أصحابنا عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: كان يقول: حمران بن أعين مؤمن لا يرتد والله أبدا.
ورواه الشيخ المفيد في كتاب الاختصاص (196) عن محمد بن شاذان نحوه.
4 - ومنها ما رواه أيضا ص 119 - 10 عن إسحاق بن محمد عن علي بن داود الحداد
عن حريز بن عبد الله قال كنت عند أبي عبد الله عليه السلام، فدخل عليه حمران بن أعين،
وجويرية بن أسماء، فلما خرجا قال: اما حمران فمؤمن، واما جويرية فزنديق لا
يفلح ابدا الحديث.
5 - ومنها ما رواه أيضا في ترجمة جويرية ص 252 عن محمد بن مسعود عن إسحاق
بن محمد البصري في حديث طويل وفي آخره: فقال: اما حمران فمؤمن لا يرجع
ابدا الحديث.
6 - ومنها ما رواه أيضا ص 119 - 11 عن يوسف بن السخت عن محمد بن جمهور
عن فضالة بن أيوب عن بكير بن أعين قال حججت أول حجة فصرت إلى منى فسألت
عن فسطاط أبى عبد الله عليه السلام فدخلت عليه، فرأيت في الفسطاط جماعة فأقبلت
انظر في وجوههم، فلم أره فيهم، وكان في ناحية الفسطاط يحتجم، فقال عليه السلام:
هلم إلى، ثم قال: يا غلام أمن بنى أعين أنت؟ قلت: نعم، جعلني الله فداك، قال:
أيهم أنت؟ قلت: بكير بن أعين، فقال لي: ما فعل حمران؟ قلت: جعلت فداك،
لم يحج العام على شوق شديد منه إليك، وهو يقرء عليك السلام، فقال: عليك
وعليه السلام، حمران مؤمن من أهل الجنة، لا يرتاب ابدا. لا والله، لا والله، لا تخبره.
7 - ومنها ما رواه في باب الشرط في النكاح من كتاب الكافي ج 2 - 28 في الصحيح
عن موسى بن بكر عن زرارة ان ضريسا كانت تحته بنت حمران، فجعل لها ان لا
يتزوج عليها، والا يتسرى ابدا في حياتها ولا بعد موتها، على أن جعلت له هي:
113

ان لا تتزوج بعده، وجعلا عليهما من الهدى، والحج، والبدن، وكل ما لهما في المساكين
ان لم يف كل واحد منها لصاحبه، ثم انه أتى أبا عبد الله عليه السلام فذكر ذلك له فقال إن
لابنة حمران لحقا، ولن يحملنا ذلك على أن لا نقول لك الحق، اذهب وتزوج
الحديث.
ورواه الشيخ في التهذيب ج 7 - 371 - 65 والاستبصار ج 3 - 231 - 2 باسناد
آخر عن زرارة قال قلت لأبي عبد الله: ان ضريسا كانت الحديث. وفيه قال. فقال:
ان لأبيها حمران حقا، ولا يحملنا ذلك الا على أن لا نقول الا الحق الحديث.
الطائفة الثانية ما دلت على أن حمران ميزان الحق والباطل
1 - منها ما رواه الصدوق في معاني الأخبار ص 212 باب معنى قول الصادق عليه السلام:
الترتر حمران - حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثني محمد بن الحسين
بن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن حمزة، ومحمد ابني حمران قالا: اجتمعنا عند أبي
عبد الله عليه السلام في جماعة من أجلة مواليه، وفينا حمران بن أعين، فخضنا
في المناظرة، وحمران ساكت، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: مالك لا تتكلم يا حمران؟
فقال: يا سيدي آليت على نفسي انى لا أتكلم في مجلس تكون فيه، فقال أبو
عبد الله عليه السلام: انى قد أذنت لك في الكلام، فتكلم، فقال حمران: اشهد ان
لا إله إلا الله وحده لا شريك له لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، خارج من الحدين حد
التعطيل وحد التشبيه، وان الحق: القول بين القولين، لا جبر ولا تفويض، وأن محمدا
عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره
المشركون، واشهد ان الجنة حق، وان النار حق، وان البعث بعد الموت حق،
واشهد ان عليا حجة الله على خلقه لا يسع الناس جهله، وأن حسنا بعده، وان
114

الحسين من بعده، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي، ثم أنت يا سيدي من
بعدهم. فقال أبو عبد الله عليه السلام: الترتر حمران، ثم قال: يا حمران
مد المطمر بينك وبينك العالم، قلت: يا سيدي وما المطمر؟ فقال: أنتم تسمونه
خيط البناء، فمن خالف على هذا الامر فهو زنديق. فقال حمران: وان كان علويا
فاطميا؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: وان كان محمديا علويا فاطميا.
2 - ومنها ما رواه عن محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا علي بن إبراهيم
بن هاشم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد الله بن سنان، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:
ليس بينكم وبين من خالفكم الا المطمر، قلت: وأي شئ المطمر؟ قال: الذي
تسمونه التر، فمن خالفكم وجاوزه فابرؤوا منه، وان كان علويا فاطميا.
3 - ومنها ما رواه الكشي ص 118 - 5 عن محمد بن مسعود عن علي بن الحسن
عن العباس بن عامر عن أبان عن الحرث قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان حمران
كان يقول: بمد الحبل، من جاوزه من علوي، وغيره، برئنا منه.
4 - ومنها ما رواه أيضا ص 119 - 12 عن محمد بن مسعود عن علي بن محمد عن
محمد بن أحمد عن محمد بن موسى الهمداني عن منصور بن العباس عن مروك بن عبيد
عمن رواه عن زيد الشحام قال قال لي أبو عبد الله عليه السلام: ما وجدت أحدا اخذ
بقولي، وأطاع أمرى، وحذا حذو أصحاب آبائي غير رجلين رحمهما الله: عبد الله
بن أبي يعفور، وحمران بن أعين، اما انها مؤمنان خالصان من شيعتنا، أسماؤهما
عندنا في كتاب أصحاب اليمين الذي أعطى الله محمدا صلى الله عليه وآله.
الطائفة الثالثة: ما دلت على منزلته في العلوم فمنها: ما وردت في ارجاع المناظرة في المذهب والاحتجاج
له أي حمران وكذلك الارجاع إليه في علوم القرآن وأدبه كما تقدم ص 24 عند ذكره
115

في الأدباء والقراء من آل أعين.
ومنها اذن الإمام الصادق عليه السلام لحمران في الكلام حين ما منع جماعة من أصحابه
من الكلام كما دلت عليه جملة من الروايات حيث إنه عليه السلام حمران لمعرفته بالعلوم و
حذاقته وحسن ايمانه ومنزلته عنده قد اذن له في الكلام كما تقدم فيما رواه الصدوق في
معاني الأخبار باسناد كالصحيح عن ابنيه حمزة ومحمد وتقدم عند ذكر المتكلمين من
آل أعين بعض ما يدل على موضعه من الكلام. وفيما رواه في أصول الكافي ج 1 - 171
باب الاضطرار إلى الحجة باسناده عن يونس بن يعقوب في مناظرة حمران مع الشامي
كما تقدم: ثم النفت أبو عبد الله عليه السلام إلى حمران، فقال تجرى الكلام على
الأثر فتصيب..
ومنها قول أبى عبد الله عليه السلام للشامي الذي أراد الغلبة بالمناظرة معه كما
رواه الكشي ص 178 - 22 باسناده عن هشام بن سالم عنه عليه السلام قال: فقال
أبو عبد الله عليه السلام: يا حمران دونك الرجل، فقال الرجل: انما أريدك أنت،
لا حمران، فقال أبو عبد الله عليه السلام: ان غلبت حمران فقد غلبتني، فأقبل الشامي
يسأل حمران حتى عرض وحمران يجيبه، فقال أبو عبد الله عليه السلام: كيف رأيت
يا شامي؟ قال: رأيته حاذقا، ما سئلته عن شئ الا أجابني فيه، فقال أبو عبد الله
عليه السلام: يا حمران سل الشامي، فما تركه يكشر الحديث.
إلى أن قال الشامي: كأنك أردت ان تخبرني ان في شيعتك مثل هؤلاء الرجال؟
قال هو ذلك، ثم قال يا أخا أهل الشام! اما حمران فحرفك فخرت له فغلبك
بلسانه وسألك عن حرف من الحق فلم تعرفه الحديث.
116

3 - ضريس بن أعين الشيباني أخو زرارة
روى أبو غالب الزراري في رسالته في آل أعين في عدد أولاد أعين ص 29
باسناده عن ابن فضال قال: وخلف أعين: حمران وزرارة، وعد منهم ضريسا ثم
قال: فذلك عشرة أنفس، ثم أشار إلى الاختلاف في عددهم إلى سبعة عشر على رواية
ابن عقدة.
وروى ابن الغضائري في تكملته للرسالة ص 101 باسناده عن علي بن سليمان
الزراري ان بنى أعين كانوا عشرة، وعد منهم ضريسا، وتقدم ص 4. وباسناده عن أبي
العباس بن عقدة حديثا في عددهم وانه سبعة عشر وفيه قوله: كل واحد منهم
كان فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد الحديث.
قلت: لم اقف على ترجمة ولا رواية متميزة عن ضريس بن أعين، نعم وقفنا
على روايات جماعة عن ضريس عن أبي جعفر، وأبى عبد الله عليهما السلام ذكرنا هم
في طبقات أصحابهما، الا انه يشترك بينه وبين ابن أخيه ضريس بن عبد الملك وغيره.
4 - عبد الأعلى بن أعين بن سنسن
ذكره أبو الحسن علي بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين
الزراري في أولاد أعين العشرة، على ما رواه أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري
رحمه الله في تكملته لرسالة أبى غالب ص 101 باسناده عنه. وباسناده عن ابن عقدة
حديثا في أنهم سبعة عشر، أو ستة عشر وان كل واحد منهم كان فقيها يصلح
ان يكون مفتى بلد الحديث.
قلت: والطبقة تقتضي كونه من أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام الا انه لم
اقف على من ذكره أفي أصحابهما ولا على رواية له عنهما عليهما السلام أو عن غيرها
117

نعم روى جماعة من أصحابنا عن عبد الأعلى ولكنه يشترك بينه وبين ابن أخيه:
عبد الأعلى بن بكير بن أعين وغيرهما.
5 - عبد الجبار بن أعين الشيباني
ذكره الشيخ في أصحاب الباقر عليه السلام ص 127 وقال: أخو زرارة وحمران.
ولم اقف على روايته عنه ولا عن أبي عبد الله عليه السلام ورواية أبى عبد الله الغضائري
في التكملة ص 100 تقتضي جلالته وصلاحيته لكونه مفتى بلد.
6 - عبد الرحمان بن أعين بن سنسن مولى بنى شيبان، أبو
محمد الشيباني الكوفي
ذكره أبو غالب الزراري في رسالته ص 29 فيمن خلف أعين بن سنسن من
الأولاد على حديث رواه ابن فضال، وأيضا ص 20 في رواية أخرى عن ابن فضال
فيمن ولد أعين، وفي هذا الحديث ذكره مع إخوته عبد الملك، وحمران، وزرارة
وبكير من كبرائهم المعروفين، وفي ص 23 فيمن ولد من أولاد أعين.
وذكره أبو عبد الله الغضائري في تكملته للرسالة ص 98 مع إخوته: ممن
كانوا مستقيمين وماتوا في حياة أبى عبد الله عليه السلام كما تقدمت روايته ص 35 ورواه
الكشي نحوه وزاد فيه، وكانوا من أصحاب أبي جعفر عليه السلام كما تقدمت ص 99.
وذكره البرقي ص 1، والشيخ ص 128 - 20 في أصحاب الباقر عليه السلام. و
ذكره النجاشي في مصنفي الشيعة ص 77 وقال: روى عن أبي جعفر وأبى عبد الله
عليهما السلام، وهو قليل الحديث، له كتاب رواه علي بن النعمان، أخبرنا الخ.
قلت: روى جماعة عن عبد الرحمان بن أعين عن أبي جعفر عليه السلام منهم أبان، وحماد
بن عثمان، وموسى بن بكر، ومحمد بن سنان، ذكرناهم في طبقات أصحابه.
وكان من أصحاب الصادق عليه السلام ومن روى عنه، ذكره الشيخ في أصحابه
118

ص 231 - 128 وقال: يكنى أبا محمد، بقى بعد أبي عبد الله عليه السلام.
قلت: روى عنه عنه عليه السلام جماعة منهم: ابن أخيه عبد الله بن بكير، وحماد،
وأبان، وأبو نعيم، ذكرناهم في الطبقات.
وروى الصدوق في (من لا يحضره الفقيه ج 4 - 243) باسناده عن محمد بن سنان
عن عبد الرحمان بن أعين عن أبي جعفر عليه السلام في ميراث المسلم عن النصراني: قال إن
الله عز وجل لم يزدنا بالاسلام الا عزا، فنحن نرثهم ولا يرثونا. ورواه الشيخ
في التهذيب ج 9 - 370 - 1321 باسناده عن أبان عنه نحوه مع تفاوت.
وروى الكشي ص 9 باسناده عن حماد بن عثمان عن عبد الرحمان بن أعين
عنه مدح سلمان الفارسي قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: كان سلمان من المتوسمين.
وروى في التهذيب ج 5 - 483 في الصحيح عن حماد عن عبد الرحمان بن
أعين قال: حججنا سنة ومعنا صبيان فعزت الأضاحي فأصبنا شاة بعد شاة فذبحنا
لا نفسنا وتركنا صبياننا قال فأتى بكير أبا عبد الله عليه السلام فسأله فقال: انما كان
ينبغي ان تذبحوا عن الصبيان وتصوموا أنتم عن أنفسكم الحديث. ورواه بسند آخر
عن أبي نعيم عن عبد الرحمان بن أعين نحوه ص 237 - 801.
قلت: ظاهر ما تقدم عن الكشي، وابن الغضائري ان عبد الرحمان وساير
إخوته المستقيمين ماتوا في حياة أبى عبد الله عليه السلام غير زرارة، الا ان الشيخ صرح
في أصحاب الصادق عليه السلام بان عبد الرحمان بقى بعده، وعلى ذلك ذكرناه في أصحاب
الكاظم عليه السلام أيضا لما رواه الشيخ في التهذيب ج 5 - 33 - 100 في الصحيح عن صفوان
بن يحيى عن عبد الرحمان بن الحجاج، وعبد الرحمان بن أعين قالا: سألنا أبا الحسن
موسى عليه السلام عن رجل من أهل مكة خرج إلى بعض الأمصار ثم رجع فمر
ببعض المواقيت الحديث.
119

وروى أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري في تكملته لرسالة أبى غالب
ص 99 باسناده عن أبي العباس بن عقدة الحافظ حديثا في عدد أولاد أعين وانهم
سبعة عشر وفيه قال: كل واحد منهم كان فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد ما خلا
عبد الرحمان بن أعين، فسئلته عن العلة فيه فقال: يتعاطى الفتوى إلى أيام الحجاج
فلما قدم الحجاج إلى العراق قال: لا يستقيم لنا الملك، ومن آل أعين رجل
تحت الحجر، فاختفوا، وتواروا، فلما اشتد الطلب عليهم ظفر بعبد الرحمان هذا
المفتى من بين إخوته، فدخل على الحجاج، فلما بصر به قال: لم تأتوني بآل
أعين، وجئتموني بزبارها. وخلى سبيله.
7 - عبد الله بن أعين
روى عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام، ومات في أيام الصادق عليه السلام،
فدعا له وترحم عليه. روى عنه عبد الله بن بكير وموسى بن بكر.
وفي الكافي ج 2 - 276، والتهذيب ج 9 - 366 باسناديهما عن موسى بن بكر
عن عبد الله بن أعين قال قلت لأبي جعفر عليه السلام: جعلت فداك النصراني يموت وله
ابن مسلم أيرثه؟ قال فقال نعم، ان الله عز وجل لم يزده بالاسلام الا عزا، فنحن
نرثهم ولا يرثونا.
وفي ثواب التمجيد من كتاب المحاسن للبرقي ص 38 عن ابن فضال عن
عبد الله بن بكير عن عبد الله بن أعين عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان الله يمجد نفسه
في كل يوم الحديث.
وفي التهذيب ج 3 - ص 202 - 472 وفي الاستبصار ج 1 - 483 باسناده عن جعفر
بن عيسى قال: قدم أبو عبد الله عليه السلام مكة، فسألني عن عبد الله بن أعين فقلت:
120

مادت، فقال: مات؟! قلت نعم، قال: فانطلق بنا إلى قبره حتى نصلى عليه، قلت:
نعم، فقال: لا، ولكن نصلى عليه ههنا، فرفع يديه يدعو واجتهد في الدعاء وترحم عليه.
قلت: والاخبار في فضل إخوة زرارة كما تقدمت ص 99 تقتضي جلالته، بل
في رواية ابن عقدة في عددهم: (كل واحد منهم كان فقيها يصلح ان يكون
مفتى بلد).
8 - عبيد الله بن أعين
ذكره أبو غالب في الرسالة في أولاد أعين بن سنسن الشيباني ص 29 فيما
رواه عن ابن فضال فيما أنها هم إلى عشرة، بل وفي ظاهر ما رواه باسناد آخر
عن ابن عقدة الحافظ وانهم سبعة عشرة رجلا. ورواه أيضا ابن الغضائري رحمه الله
في التكملة ص 100 وفيه ان كل واحد منهم كان فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد.
9 - عبد الملك بن أعين الشيباني مولاهم أبو الضريس الكوفي
كان عبد الملك بن أعين رجلا، كبير السن، وجيها من التابعين، ذكره
الشيخ في رجاله ص 233 وابن حجر في تقريب التهذيب ج 1 - 517، وذكره
أبو غالب في الرسالة ص 20 في الكبراء المعروفين من بنى أعين باسناده عن ابن
فضال. وذكر أولاده: محمدا وضريسا وعليا ص 23، وعده صريحا من أولاد أعين
العشرة برواية ابن فضال كما يقتضيه بروايته عن ابن عقدة الحافظ ص 29، و
أيضا برواية ابن الغضائري عنه في التكملة ص 100.
وذكره أبو الحسن علي بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين
الزراري أيضا في عداد العشرة من أولاد أعين، على ما رواه ابن الغضائري باسناده
عنه في التكملة ص 101.
121

كما أن المشايخ من أصحابنا عدوه من أولاد أعين وفقهاء أصحاب أبي جعفر
المستقيمين الذين بقوا إلى أيام أبى عبد الله عليه السلام وماتوا في حياته. رواه ابن
الغضائري باسناده عنهم في التكملة ص 97، وأيضا أبو عمرو الكشي في الرجال ص
107، وتقدم ص 99.
وذكره البرقي في أصحاب الباقر عليه السلام ص 10 وقال: مولى بنى شيبان، و
ذكره الشيخ في أصحابه ص 127 - 1 مع إخوته عيسى، وعبد الجبار وقال: بنو
أعين الشيباني إخوة زرارة بن أعين وحمران، وأيضا ص 128 - 15 وقال: أخو
زرارة، والد ضريس.
روى جماعة من اعلام الرواة وأجلائهم عن عبد الملك بن أعين عن أبي جعفر عليه السلام
ذكرناهم في الطبقات، منهم: أخوه زرارة، وحريز بن عبد الله، وسيف بن عميرة.
وذكره الشيخ في أصحاب الصادق عليه السلام ص 233 - 164 وقال: الشيباني
الكوفي تابعي. قلت: وروى عنه عليه السلام، روى عنه عنه جماعة من أعيان الرواة وثقاتهم،
ذكرناهم في طبقات أصحاب منهم: أخوه زرارة، وبريد بن معاوية، والفضيل بن
يسار، والحرث بن المغيرة النضري، وعبد الرحيم بن عتيك القصير، وحماد بن
عثمان (كما في كامل الزيارات ص 60 باب 17).
علو شان عبد الملك بن أعين حتى عند العامة
كان عبد الملك عظيم المنزلة بعد من التابعين، روى عنه الفريقان.
قال ابن حجر العسقلاني في تقريب التهذيب ج 1 - 517: عبد الملك بن أعين
الكوفي، مولى بنى شيبان، صدوق شيعي، له في الصحيحين حديث واحد متابعة،
من السادسة / ع. وذكره الذهبي في الكاشف ج 2 - 207 وقال: أخو حمران،
عن أبي عبد الرحمان السلمي، وأبى وائل، وعنه السفيانان، شيعي صدوق، روى
122

له خ م مقرونا بآخر. وذكره في اعتدال الميزان ج 2 - 651 وقال: عو، خ.
عن أبي وائل وغيره قال أبو حاتم. صالح الحديث.. وقال أبو حاتم: من
عتق الشيعة، صالح الحديث، حدث عنه السفيانان، وأخرجا له مقرونا بغيره
في حديث.
روايات تدل على مدح عبد الملك بن أعين
1 - ما تقدم ص 104 عن أبي غالب الزراري في الرسالة ص 26 عن محمد بن
الحسين عن إبراهيم بن محمد بن حمران عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام: ان أول من
عرف هذا الامر عبد الملك، عرفه من صالح بن ميثم، ثم عرفه حمران عن أبي خالد
الكابلي رحمهم الله.
قلت: كان صالح بن ميثم الكوفي المشهور هو الذي قال له أبو جعفر عليه السلام
: انى أحبك وأحب أباك حبا شديدا، رواه العلامة في الخلاصة ص 88.
2 - ما رواه الكليني في روضة الكافي ص 245 خبر 449 عن محمد بن يحيى
عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن سيف بن
عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن عبد الملك بن أعين قال قمت من عند أبي جعفر
عليه السلام، فاعتمدت على يدي، فبكيت، فقال: مالك؟ فقلت كنت أرجو ان أدرك
هذا الامر وبي قوة، فقال: أما ترضون ان عدوكم يقتل بعضهم بعضا، وانكم آمنون
في بيوتكم، انه لو قد كان ذلك أعطي الرجال منكم قوة أربعين رجلا، وجعلت
قلوبكم كزبر الحديد، لو قذف بها الجبال لقلعتها، وكنتم قوام الأرض وخزانها.
3 - ما رواه محمد بن الحسين الصفار في (بصائر الدرجات ج 4 - 162 - 2 باب
ان الأئمة عليهم السلام عند هم كتب رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما باسناد
123

موثق عن ابن بكير عن عبد الملك بن أعين قال: أراني أبو جعفر عليه السلام بعض كتب
علي عليه السلام، ثم قال لي: لأي شئ كتبت هذه الكتب؟ قلت: ما أبين الرأي فيها،
قال: هات قلت: علم أن قائمكم يقوم يوما فأحب ان يعمل بما فيها قال: صدقت.
قلت: ذكرنا عبد الملك بن أعين فيمن أراه أبو جعفر عليه السلام من خواص
أصحابه كتاب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام بخطه واملاء رسول الله صلى الله عليه وآله فيما
جمعناه من كتاب الإمام عليه السلام في جميع شرائع الدين.
4 - ما رواه في أصول الكافي ج 1 - 242 - 7 في الصحيح عن فضيل بن يسار،
وبريد بن معاوية، وزرارة ان عبد الملك بن أعين قال لأبي عبد الله عليه السلام:
ان الزيدية والمعتزلة قد أطافوا بمحمد بن عبد الله (هو الملقب بالنفس الزكية)
فهل له سلطان؟ فقال: والله ان عندي لكتابين فيهما تسمية كل نبي وكل ملك
يملك الأرض، لا والله ما محمد بن عبد الله في واحد منهما.
5 - ما رواه في أصول الكافي ج 1 - 260 - 8 باب ان الأئمة (ع) يعلمون
متى يموتون في الصحيح عن سيف بن عميرة عن عبد الملك بن أعين عن أبي جعفر
عليه السلام قال: انزل الله تعالى النصر على الحسين عليه السلام حتى كان ما بين السماء
والأرض، ثم خير النصر أو لقاء الله فاختار لقاء الله تعالى. ورواه أيضا في باب
مولد الحسين عليه السلام ص 465 نحوه.
6 - ما رواه في التهذيب ج 3 - 239 - 638 في الصحيح عن ابن بكير عن
زرارة عن عبد الملك عن أبي جعفر عليه السلام قال قال: مثلك يهلك ولم يصل فريضة
فرضها الله، قال قلت: فكيف اصنع؟ قال قال صلوا جماعة، يعنى صلاة الجمعة.
7 - ما رواه الصدوق في (من لا يحضره الفقيه ج 2 - 175) باسناده في
المشيخة رقم 263 عن عبد الملك بن أعين قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام: انى قد
124

ابتليت بهذا العلم (أي النجوم) فأريد الحاجة، فإذا نظرت إلى الطالع ورأيت الطالع
الشر جلست ولم اذهب فيها، وإذا رأيت الطالع الخير ذهبت في الحاجة، فقال لي:
تقضى؟ قلت: نعم، قال: أحرق كتبك.
8 - ما رواه الكشي ص 117 - 3 في الصحيح عن ابن أبي عمير عن علي بن عطية
قال قال أبو عبد الله عليه السلام لعبد الملك بن أعين: كيف سميت ابنك ضريسا؟ فقال:
كيف سماك أبوك جعفرا؟ قال: ان جعفرا نهر في الجنة، وضريس اسم شيطان.
9 - ما رواه الصدوق (ره) في المشيخة رقم 263 عند ذكر عبد الملك بن أعين
قال: وزار الصادق عليه السلام قبره بالمدينة مع أصحابه.
10 - ما رواه الكشي ص 117 عن حمدويه عن محمد بن عيسى عن ابن أبي نصر
عن الحسن بن موسى عن زرارة قال قدم أبو عبد الله عليه السلام مكة فسئل عن عبد الملك
بن أعين، فقلت: مات، قال: مات؟! قلت: نعم، قال: فانطلق بنا إلى قبره حتى
نصلى عليه، قلت: نعم، فقال: لا ولكن نصلى عليه ههنا، ورفع يده ودعا له
واجتهد في الدعاء وترحم عليه.
قلت: الحديث غير صريح في دفن عبد الملك بمكة، فلا ينافي ما رواه
الصدوق فلا حظ وتأمل.
11 - ما رواه أيضا عن علي بن الحسن عن علي بن أسباط عن علي بن الحسن
بن عبد الملك بن أعين، عن ابن بكير عن زرارة قال قال أبو عبد الله عليه السلام بعد
موت عبد الملك بن أعين: اللهم ان أبا الضريس كنا عنده خيرتك من خلقك،
فصيره في ثقل محمد صلواتك عليه يوم القيامة، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: أنا رأيته،
يعنى في النوم، فتذكرت، فقلت لا، فقال: سبحان الله، أين مثل أبى الضريس
125

لم يأت بعده.
قلت: وليست الرواية مرسلة كما توهم، فان الكشي يروى عن حمدويه عن
محمد بن عيسى عن ابن فضال كما في ترجمة محمد بن مسلم ص 108، والمقام من
التعليق في السند.
11 - عمران بن أعين
روى في أصول الكافي ج 1 - 397 باب ان الأئمة عليهم السلام إذا ظهر أمرهم
حكموا بحكم داود في الصحيح عن يحيى الحلبي عن عمران بن أعين عن جعيد
الهمداني عن علي بن الحسين عليهما السلام قال سألته بأي حكم تحكمون؟ قال:
حكم آل داود، فان أعيانا شئ تلقانا به روح القدس.
ورواه في الوافي ج 1 - 149 كتاب الحجة ولكن فيه (حمران بن أعين).
وفي الروضة ص 261 - 490 عن العدة عن البرقي عن إسماعيل بن مهران
عن سيف بن عميرة عن بشير النبال عن عمران بن أعين قال قلت لأبي جعفر عليه السلام:
يقول الناس: تطوى لنا الأرض بالليل كيف تطوى؟ قال: هكذا، ثم عطف ثوبه قلت:
هذا على ما في جامع الرواة ولكن في النسخة المطبوعة من الروضة (حمران بن أعين).
12 - عيسى بن أعين الشيباني
ذكره البرقي ص 11 والشيخ في أصحاب الباقر عليه السلام ص 127 - 1 وقال
البرقي: مولى بنى شيبان. وذكره الحسين بن عبيد الله الغضائري في التكملة ص 101
في عدد بنى أعين برواية ابن داود، ولكن في رسالة أبى غالب ص 29 في هذه
الرواية ذكر (موسى) بدل (عيسى).
وفي التهذيب ج 6 - 380 - 1116 في اخبار الهدية، والفقيه ج 3 - 192 عن
عيسى بن أعين قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجل أهدى إلى رجل هدية، وهو
126

يرجو ثوابها الحديث.
وأيضا ج 5 - 185 عن الكافي ج 1 - 293 عن العدة عن سهل عن محمد بن
عيسى بن عبيد عن ابن أبي عمير قال كان عيسى بن أعين إذا حج فصار إلى الموقف
أقبل على الدعاء لإخوانه حتى يفيض الناس، قال فقلت له: تنفق مالك وتتعب بدنك
حتى إذا صرت إلى الموضع الذي تبث فيه الحوائج إلى الله عز وجل أقبلت على الدعاء
لإخوانك وتركت نفسك؟! قال: انى على ثقة من دعوة الملك لي، وفي شك
من الدعاء لنفسي.
وللصدوق رحمه الله إلى عيسى بن أعين طريق في المشيخة رقم 316 عن
عبد الله بن المغيرة عنه.
وتقدم مدائح آل أعين ص 6 ومنها ما رواه ابن الغضائري في التكملة ص 100
باسناده عن ابن عقدة الحافظ قوله: كل واحد منهم كان فقيها يصلح ان يكون
مفتى بلد. الحديث.
12 - قعنب بن أعين
ذكره أبو غالب في الرسالة في غير المعروفين من ولد أعين ص 21 بروايته
عن ابن فضال قال: وقعنب، ومالك، ومليك من بنى أعين غير معروفين فذلك
ثمانية أنفس. وفي ص 29 برواية أخرى انهم عشرة قال: وكان مليك وقعنب ابنا
أعين يذهبان مذهب العامة مخالفين لإخوتهم.
وذكره ابن الغضائري في تكملتها ص 97 فيما رواه عن المشايخ في زرارة
وإخوته وقال وكان له اخوان ليسا في شئ من هذا الامر: مالك وقعنب وأيضا
ص 101 فيما رواه عن علي بن سليمان الزراري في عددهم، وأيضا ص 102 فيما
رواه عن العقيقي وفيه: وكان ولد قعنب بالفيوم من ارض مصر.
127

قلت: وعموم ما تقدم ص 5 في فضل آل أعين وان زرارة أفقههم، وما رواه
ابن الغضائري ص 100 ان كل واحد منهم كان فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد،
يقتضى كونه فاضلا، فقيها غير أنه عامي مخالف لإخوته في المذهب.
وفى الكشي ص 120 في ابني أعين مالك وقعنب: قال علي بن الحسن بن
فضال: قعنب بن أعين أخو حمران مرجئ.
حدثني حمدويه قال حدثني محمد بن عيسى بن عبيد عن الحسن بن علي بن
يقطين قال كان لهم غير زرارة وإخوته اخوان ليسا في شئ من هذا الامر:
مالك وقعنب. وفي الخلاصة ص 249 عن علي بن أحمد العقيقي عن أبيه عن الحسن
عن أشياخه ان قعنب كان مخالفا.
14 - مالك بن أعين بن سنسن الشيباني
ذكره الكشي في إخوة زرارة من العامة ص 120 كما تقدمت روايته في أخيه
قعنب وفي الخلاصة ص 261 عن علي بن أحمد العقيقي عن أبيه عن أحمد بن
الحسن عن أشياخه انه كان مخالفا.
وذكره أبو غالب الزراري في غير المعروفين من بنى أعين، وابن الغضائري
من الأخوين لزرارة الذين ليسا في شئ من هذا الامر كما تقدم ذكر كلامهما في
قعنب. ولكن روى في التكملة ص 101 عن ابن داود القمي عن ابن همام عن أبي
الحسن علي بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين المعروف بالزراري
انه أنكر ان يكون فيهم: مالك، وقال: مالك بن أعين الجهني.
قلت: ويؤيد ما رواه أبو غالب وابن الغضائري أولا ما يأتي في أولاد مالك
بن أعين الشيباني من آل أعين. وأيضا ما ذكره الصدوق رحمه الله في المشيخة رقم
68 في طريقه إلى أبى محمد مالك بن أعين الجهني، قال: وهو عربي، كوفي،
128

وليس هو من آل سنسن.
وأيضا ما رواه الكشي ص 141 في مالك الجهني عن حمدويه عن علي بن
فيروزان القمي يقول مالك بن أعين الجهني هو ابن أعين، وليس من إخوة زرارة،
وهو بصرى. فان بيان التمييز بينهما يقتضى وجود مالك بن أعين بن سنسن
الشيباني الكوفي. وما ذكرناه في قعنب يقتضى فضل مالك وفقاهته فلاحظ.
14 - مليك بن أعين
ذكر أبو غالب في الرسالة ص 21 في أولاد أعين فيما رواه عن ابن فضال
كما تقدم ص 31: وقعنب ومالك ومليك من بنى أعين غير معروفين فذلك ثمانية
أنفس، وذكره أيضا في رواية أخرى عنه ص 29 فيمن خلف أعين قال: ومليكا
وضريسا، وقعنب، وعبيد الله فذلك عشرة أنفس.
وقال ص 28: ولآل أعين من الفضائل وما روى فيهم أكثر من أن اكتبه
لك، وهو موجود في كتب الحديث.
وحدثني أبو الحسن محمد بن أحمد بن داود قال حدثنا أبو القاسم علي بن
حبشي بن قوني قال حدثني الحسن بن أحمد بن فضال قال حدثني جدي (جدك خ)
(الحسين بن يوسف بن مهران، قال أبو غالب رضي الله عنه: وأقول أنا: انه جده
لامه، لان أمه أم على، بنت الحسين بن يوسف، وهم أهل بيت يعرفون ببني السفانجي،
قال ابن فضال: وكان جدك أليفا لبني فضالة (فضال - خ) وجارهم، وقال:
خرج الحسن بن علي بن فضال، فقال لي قم يا حسين حتى نمضي إلى مليك بن
أعين، فهو عليل، وقد جائني رسوله معه، فقمت، فاعتمد على يدي، فدخلنا
على مليك، وهو يجود بنفسه، فقال له الحسن: ما حاجتك؟ فقال: أوصي إليك
129

أو أعهد إليك؟ فقال له: ما تقول فيهما؟ فقال: ما تسمح نفسي ان أقول الا خيرا،
فضرب بيده إلى يدي، فغلها، (فنسلها - خ) وقال لي: قم يا حسين، ثم التفت
إليه، فقال: مت أي ميتة شئت. وكان مليك وقعنب ابنا أعين يذهبان مذهب العامة
مخالفين لإخوتهم.
قلت: التصريحات المتقدمة على كون مليك عاميا، وعموم ما تقدم في فضائل
آل أعين ومنها ما رواه ابن الغضائري في تكملته لرسالة أبى غالب ص 100 عن
ابن عقدة الحافظ في آل أعين (كل واحد منهم كان فقيها يصلح ان يكون مفتى
بلد)، يقتضى كون مليك بن أعين عاميا ممدوحا الا انه لم اقف على رواية
له وهو في طبقة أصحاب الباقر والصادق والكاظم عليهم السلام ولعله لكونه عاميا
لم يذكر في أصحابهم وفي رواة أصحابنا.
15 - موسى بن أعين
روى أبو غالب الزراري في الرسالة ص 29 باسناده عن ابن فضال قال: و
خلف أعين.. وموسى، ومليكا.. فذلك عشرة أنفس.
قلت: وإذ ثبت برواية أبى غالب من آل أعين وجوده، وضم إليه ما ورد في
بنى أعين من الفضائل ومنها كون كل واحد منهم فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد
برواية ابن عقدة الحافظ، صح ان يقال انه إمامي ممدوح.
16 - أم الأسود بنت أعين
روى أبو غالب في الرسالة في عدد أولاد أعين ص 21: أن لهم أختا يقال لها:
أم الأسود ثم قال: ويقال: أنها أول من عرف هذا الامر منهم من جهة أبى خالد
الكابلي.
وقال العلامة رحمة الله في الخلاصة في الكنى من قسم الممدوحين ص 191:
130

أم الأسود بنت أعين، عارفة. قاله علي بن أحمد العقيقي، وهي التي أغمضت زرارة.
قلت: وشاركها أخوها حمران في عرفان ولاية أهل البيت عليهم السلام
من أبى خالد الكابلي، الا ان عبد الملك هو أول من عرفها من صالح بن ميثم كما
ذكره أبو غالب ص 27 فهي أول من عرفها من أولاد أعين، وعبد الملك كان هو
أول من عرفها من رجالهم. والطبقة تقتضي كونها من كبارهم، فقد كان أبو خالد الكابلي
كنكر، ويسمى: وردان ممن لم يرتد بعد مقتل الحسين عليه السلام كما رواه الكشي
ص 81 في يحيى بن أم الطويل، وكان طلبه الحجاج فهرب إلى مكة وأخفى
نفسه فنجى، رواه الكشي أيضا ص 82، وكان يخدم محمد بن الحنفية، كما رواه الكشي
عن أبي جعفر عليه السلام ص 80 في ترجمته، ثم اختص بعلي بن الحسين عليهما السلام، وكان
مكرما عنده كما في روايات ذكرها في ترجمته، وبقى إلى أيام الباقر والصادق
عليهما السلام وذكره الشيخ في أصحابهم.
توضيح: قد بلغ عدد من أحصيناه من أولاد أعين ستة عشر رجلا، زرارة
وإخوته، ومع ضم أختهم أم الأسود إليهم صار العدد سبعة عشر. فهذا ما يوافق ما رواه
ابن عقدة الحافظ في عدد أولاد أعين برواية ابن الغضائري، واما برواية أبى غالب
الصريحة في أنهم سبعة عشر رجلا فيعوز واحد فراجع ص 32. هذا تمام الكلام
في إخوة زرارة من أولاد أعين، ويقع الكلام في بنى إخوته.
بنو إخوة زرارة بن أعين
1 - أولاد بكير أخي زرارة بن أعين
قال أبو غالب في الرسالة ص 22 في أحفاد أعين: وولد بكير: عبد الله، وعبد الحميد، و
131

عبد الأعلى، والجهم بن بكير، فذلك خمسة أنفس.. وكان بكير يكنى أبا الجهم
قلت: المذكور منهم في النسخ الموجودة كما ترى: أربعة أنفس.
وقال الشيخ عند ذكره في أصحاب الباقر عليه السلام ص 109 - 17: وله ستة أولاد
ذكور: عبد الله، والجهم، وعبد الحميد، وعبد الأعلى، وعمر، وزيد.
وقال النجاشي في ترجمة ابنه عبد الله بن بكير ص 164: روى عن أبي
عبد الله عليه السلام وإخوته: عبد الحميد، والجهم وعمر، وعبد الأعلى.
قلت: وذكر الشيخ في أصحاب الصادق عليه السلام ص 230 - 122: عبد الرحمن
بن بكير. الكوفي وروى الصدوق في علل الشرايع ج 2 ص 392 باب 131 باسناده عن علي بن
حسان عن عبد الرحمان بن بكير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان الكبائر سبع
وكان لبكير بن أعين بنت قد تزوج بها حمزة بن حمران، ومنعوه ان
يدخل بها حتى يحلف بظهار أمهات أولاده وجواريه فظاهر منهن ثم ذكر ذلك
لأبي عبد الله عليه السلام، فقال: ليس عليك شئ فارجع إليهن. رواه الشيخ في التهذيب
ج 8 - 11.
1 - الجهم بن بكير بن أعين
كان الجهم بن بكير في طبقة أصحاب أبي عبد الله عليه السلام ويظهر من النجاشي
انه روى عنه أيضا قال في ترجمة أخيه عبد الله ص 164 - 579: روى عن أبي
عبد الله عليه السلام: وإخوته: عبد الحميد، والجهم، وعمر..
وتزوج بابنة عبيد بن زرارة بن أعين، فولدت له الحسن بن الجهم، ومن
هذه الجهة نسب آل بكير بن أعين إلى زرارة. قال أبو غالب في الرسالة، ص 11:
وكانت أم الحسن بن الجهم ابنة عبيد بن زرارة، ومن هذه الجهة نسبنا إلى زرارة
132

ونحن ولد بكير وكنا قبل ذلك نعرف بولد الجهم.
قلت: لا يبعد كون بكير أكبر من أخيه زرارة ولذلك روى زرارة عنه ولأجله
نسب آل أعين إلى بكير بن أعين كما أنه يظهر موضع الجهم ومنزلته بين آل أعين
وعند الشيعة من تكنية أبيه كما تقدم بأبي الجهم ومن معرفة آل أعين بولد الجهم
قبل ما ينسبهم أبو الحسن العسكري عليه السلام إلى زرارة، ومن معرفة دربهم بين
محلتهم بدرب الجهم. كما قاله أبو غالب في الرسالة ص 11. ولم أقف على ولد له غير
الحسن. وبولده بقى آل أعين إلى عصر الغيبة.
2 - زيد بن بكير بن أعين
ذكره الشيخ في أولاد بكير كما تقدم، الا انه لم اقف على ترجمة ولا
رواية له.
3 - عبد الأعلى بن بكير بن أعين
ذكره المشايخ في أولاد بكير كما تقدم وظاهر النجاشي في أخيه عبد الله
انه ممن روى عن أبي عبد الله عليه السلام. وقد وقع عبد الأعلى عن أبي عبد الله عليه السلام و
أيضا عن جماعة كثيرة في اسناد جملة من الروايات ولكنه لم يتميز انه ابن بكير
أو انه عبد الأعلى بن أعين عمه أو غيره الا ان يستظهر من أمارات خارجية.
4 - عبد الحميد بن بكير بن أعين الشيباني مولاهم الكوفي.
ذكره البرقي ص 24 والشيخ في أصحاب الصادق عليه السلام من رجاله ص
(235 - 205)، والنجاشي في مصنفي الشيعة مع أخيه عبد الله ص 164 - 579، فقال:
روى عن أبي عبد الله عليه السلام، وإخوته عبد الحميد، والجهم، وعمر، وعبد الأعلى.
133

روى عبد الحميد عن أبي الحسن موسى عليه السلام وولد عبد الحميد: محمدا، والحسين،
وعليا رووا الحديث...
قلت: ذكرناه في طبقات أصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام وقد وقع
عبد الحميد بلا عنوان زائد في اسناد جملة من الروايات عن أبي عبد الله وأبى الحسن
عليهما السلام، وعن عبد الملك ومحمد بن مسلم وغيرهما من رواة أصحابنا، وروى
عنه جماعة منهم ابن أبي عمير وصفوان والحسن بن محبوب، ويونس بن عبد الرحمن
وغيرهم، الا انه مشترك بين جماعة والتمييز بالراوي والمروي عنه فلاحظ.
5 - عبد الله بن بكير بن أعين بن سنسن أبو على الشيباني
وزاد النجاشي في عنوانه: مولاهم. والبرقي عند ذكره في أصحاب الصادق
عليه السلام: من موالى بنى شيبان. وابن حجر العسقلاني في لسان الميزان ج 3 - 264
والذهبي في اعتدال الميزان ج 2 - 399: الغنوي الكوفي. وفي النسخة المطبوعة
من رجال الشيخ ذكره ص 224 - 27 وأيضا ص 226 - 58 وزاد في الثاني:
الشيباني الأصبحي، أبو أويس المدني بن أخت مالك القصير، أسند عنه. ولا
يبعد التصحيف.
طبقته: ذكره ابن النديم في الفهرست ص 322 من أصحاب الكتب المصنفة
في الأصول والفقه ومشايخ الشيعة الذين رووا الفقه عن الأئمة عليهم السلام، ومن
آل زرارة بن أعين من أصحاب أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام.
وروى الشيخ في التهذيب ج 7 - 489 -، 1962 في زيادات فقه النكاح،
والاستبصار ج 3 - 190 باسناده عن ابن فضال عن محمد بن خالد الأصم عن عبد الله بن
بكير عن أبي جعفر عليه السلام قال: إذا نعى رجل إلى أهله أو أخبروها انه قد طلقها
فاعتدت ثم تزوجت فجاء زوجها الحديث.
134

قلت: كون عبد الله بن بكير بن أعين من أصحاب أبي جعفر عليه السلام ومن روى
عنه وان أمكن، محل نظر: أولا لقصور الرواية سندا بمحمد بن خالد فلم تثبت
وثاقته، وثانيا لعدم تميز ابن بكير فيها ولعله عبد الله بن بكير الجرجاني (الرجاني -
الأرجاني) الذي ذكره الكشي ص 204 من أصحاب الباقر عليه السلام، وروى عنه الأصم
كما ذكرناه في الطبقات. وقال عن حمدويه: ليس هو من ولد أعين. وثالثا
بما ذكره أئمة الرجال فقد عده البرقي في أصحاب الصادق عليه السلام ص 22 ممن لم
يدرك أبا جعفر عليه السلام، والكشي في احداث أصحابه، واقتصر ابن الغضائري والنجاشي
والشيخ على عده من أصحاب الصادق عليه السلام ومن روى عنه.
فقال الكشي في تسمية الفقهاء من أصحاب أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام
ص 155 بعد ذكره في ستة أولهم زرارة: وافقه الستة زرارة وأيضا في تسمية الفقهاء
من أصحاب الصادق عليه السلام ص 239: ان أفقه هؤلاء جميل بن دراج وهم احداث
أصحاب أبي عبد الله عليه السلام.
وقال أبو غالب في الرسالة ص 4 بعد ذكر زرارة، وحمران وبكير من
أصحاب الصادقين عليهما السلام: ولقى بعض إخوتهم وجماعة من أولادهم..
أبا عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام ورووا عنه. وذكر كنيته بأبي على ص 25.
وروى ابن الغضائري في التكملة ص 101 عن العقيقي بعد ذكر عبد الله
بن بكير في أولاد بنى أعين قوله: فهؤلاء أولادهم الذين رووا عن أبي عبد الله عليه السلام.
وقال النجاشي في ترجمته - 164: روى عن أبي عبد الله عليه السلام، وإخوته
عبد الحميد، والجهم، وعمر، وعبد الأعلى، روى عبد الحميد عن أبي الحسن
موسى عليه السلام.
قلت: وظاهره اشتراكه مع إخوته في الرواية عن أبي عبد الله عليه السلام فقط،
135

واختصاص عبد الحميد منهم بالرواية عن أبي الحسن عليه السلام وهذا يؤيد ما يأتي من أن
عبد الله وان بقى بعد وفات الصادق عليه السلام وأدرك أبا الحسن عليه السلام الا انه لم يرو
عنه فقد كان فطحيا.
وروى عبد الله بن بكير عن أبي عبد الله عليه السلام كثيرا، روى عنه عنه جماعة
كثيرة من الأجلة وأصحاب الاجماع وغيرهم مثل محمد بن أبي عمير، وصفوان، والحسن
بن محبوب، وابن فضال، وعبد الله بن المغيرة، وعلي بن أسباط، وعبد الله بن
حماد الأنصاري، وسليمان بن سالم، ومروان بن مسلم، ومحمد بن خالد، وإسماعيل
القصير، وإسماعيل المدائني، وأحمد بن محمد، وعبد الله بن جبلة، والعباس بن
عامر، ويعقوب بن يزيد الكاتب، ومحمد بن سهل، وأحمد بن الحسن بن علي بن
فضال.
وروى عن جماعة عن أبي عبد الله عليه السلام أيضا: منهم زرارة عمه، وبكير
أبوه، وابن أخيه: حمزة بن حمران، ومحمد بن مسلم، ومحمد بن مروان.
وبقى عبد الله بن بكير بعد وفات أبى عبد الله عليه السلام إلى أيام حبس
أبى الحسن عليه السلام وقال بامامة الأفطح بعد أبيه كما سيأتي إن شاء الله.
فروى الشيخ في كتاب الغيبة ص 37 في الرد على الواقفة من كتاب علي بن أحمد
العلوي الموسوي قال: وأخبرني أعين بن عبد الرحمان بن أعين قال: بعثني
عبد الله بن بكير إلى عبد الله الكاهلي سنة اخذ العبد الصالح عليه السلام زمن المهدى
فقال: أقرأه السلام وسله أتاه خبر (إلى أن قال) أقرأه السلام وقل له: حدثني
أبو العيزار في مسجدكم منذ ثلاثين سنة وهو يقول: قال أبو عبد الله عليه السلام:
يقدم لصاحب هذا الامر العراق مرتين فاما الأولى فيعجل سراحه ويحسن جائزته،
واما الثانية فيحبس فيطول حبسه، ثم يخرج من أيديهم عنوة.
136

رواياته ومصنفاته
قد تقدم ان ابن النديم عده من مشايخ الشيعة الذين رووا الفقه عن الأئمة
عليهم السلام، وذكره ممن روى عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام، كما أن
النجاشي والبرقي والشيخ والكشي ذكروه فيمن روى عن أبي عبد الله عليه السلام، و
لكنه روى عن جماعة غيرهم أيضا أشرنا إليهم في الطبقات.
وذكره الحلي في آخر السرائر ص 490 فيمن استطرف من كتابه من
المشيخة المصنفين والرواة المحصلين وذكر كتابه عن أبي عبد الله عليه السلام وذكره
ابن النديم فيمن صنف في الأصول والفقه. وقال النجاشي في ترجمته: له كتاب
كثير الرواة، ثم رواه باسناده عن عبد الله بن جبلة عنه.
وقال الشيخ في الفهرست (106): له كتاب رويناه.. ثم رواه باسناده
عن الحسن بن علي بن فضال عنه. وروى النجاشي في ترجمة الحسن بن علي بن
فضال (27) عن الفضل بن شاذان حديث زيارته لابن فضال بالكوفة وسماعه عنه
كتاب ابن بكير وغيره من الأحاديث قال: وكان يحمل كتابه ويجئ الحجرة
فيقرئه على.
وله مسند رواه ابن عقدة الحافظ المشهور عنه. ذكره الشيخ في الفهرست
(29) في ترجمة ابن عقده عند ذكر مصنفاته، وأيضا النجاشي ص 74 بطرقهما إليه.
وروى النجاشي باسناده عن حميد بن زياد عن جعفر بن الهذيل في ترجمته
(97) كتابا عن عبد الله بن بكير. وروى أبو غالب في الرسالة ص 66 - 56
كتابه. وقد ذكرنا طرق النجاشي، والصدوق والشيخ إلى روايات عبد الله بن
بكير في الشرح على فهرست الشيخ مع تحقيق في أسانيدها.
137

وثاقته وفقاهته ومذهبه
كان عبد الله بن بكير من اعلام الحديث وثقاته اخذ عنه مشايخ الحديث و
رواته من الفريقين واعترف بوثاقته أصحابنا وغيرهم.
فقال أبو حاتم: كان من عتق الشيعة. وقال الساجي: من أهل الصدق،
وليس بقوي. وذكره ابن حبان في الثقات. ذكره ابن حجر في لسان الميزان
ج 3 - 264، والذهبي في اعتدال الميزان ج 2 - 399.
وذكره الشيخ المفيد في الرسالة العددية من الفقهاء الاعلام والرؤساء
المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والاحكام، الذين لا يطعن عليهم، ولا طريق
إلى ذم واحد منهم.
أقول: وعدم الطعن فيه يقتضى عدم كونه فطحيا أو رجوعه عنه كما في
جماعة كثيرة من أصحاب الصادق عليه السلام، فلاحظ ان النجاشي لم يطعن في مذهبه.
وقال الكشي عند ذكره في الفقهاء وأصحاب الاجماع من أصحاب أبي
عبد الله عليه السلام ص 239: أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عن هؤلاء وتصديقهم
لما يقولون، وأقروا لهم بالفقه من دون أولئك الستة الذين عددناهم وسميناهم
ستته نفر: جميل بن دراج، وعبد الله بن مسكان، وعبد الله بن بكير، وحماد بن
عثمان وحماد بن عيسى، وأبان بن عثمان. قالوا وزعم أبو إسحاق الفقيه وهو
ثعلبة بن ميمون: ان أفقه هؤلاء جميل بن دراج، وهم احداث أصحاب أبي
عبد الله عليه السلام.
قلت: وقد حققنا القول في اجماع العصابة على هذا التصحيح وفي تفسيره
وأصحابه وكونه أمارة الوثاقة في كتابنا تهذيب المقال ج 1 - 123.
138

وروى الكشي ص 221 في ترجمته عن محمد بن مسعود قال: عبد الله بن بكير
وجماعة من الفطحية، هم فقهاء أصحابنا، منهم ابن بكير، وابن فضال..
ومعوية بن حكيم، وعد عدة من أجلة الفقهاء العلماء.
وقال أبو غالب في الرسالة ص 6: وكان عبد الله بن بكير فقيها، كثير الحديث.
وتقدم عن ابن النديم في الفهرست ذكر عبد الله بن بكير في أصحاب الكتب
المصنفة في الأصول والفقه، ومشايخ الشيعة الذين رووا الفقه عن الأئمة عليهم السلام.
وقال الشيخ في الفهرست ص 106: عبد الله بن بكير فطحي المذهب الا انه ثقة له كتاب رويناه
.. وقال في كتابه (عدة الأصول) في ذكر من يجوز العمل بروايته من الواقفية
والفطحية ص 55: ان ما يرويه هؤلاء يجوز العمل به إذا كانوا ثقات في النقل،
وان كانوا مخطئين في الاعتقاد، وإذا علم من اعتقادهم تمسكهم بالدين وتخرجهم
من الكذب، ووضع الأحاديث، وهذه كانت طريقة جماعة عاصروا الأئمة عليهم
السلام نحو عبد الله بن بكير وسماعة بن مهران ونحو بنى فضال من المتأخرين
عنهم وبنى سماعة ومن يشاكلهم، فإذا علمنا أن هؤلاء الذين أشرنا إليهم وان كانوا
مخطئين في الاعتقاد من القول بالوقف وغير ذلك، كانوا ثقات في النقل، فما يكون
طريقه هؤلاء جاز العمل به. وقال أيضا ص 61 في القرائن الدالة على صحة
الاخبار التي رواها الفحية ونحوهم: وجب العمل به إذا كان متخرجا في روايته
موثوقا في أمانته وان كان مخطئا في أصل الاعتقاد، فلا جل ما قلناه عملت الطائفة
بأخبار الفطحية مثل عبد الله بن بكير وغيره.
وقال الشيخ في التهذيب ج 78 - 35 والاستبصار ج 3 - 276 باب ان من طلق ثلث تطليقات لا تحل
له حتى تنكح زوجا غيره بعد ما رواه باسناده عن ابن محبوب عن عبد الله بن بكير
عن زرارة بن أعين قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: الطلاق الذي يحبه الله تعالى
139

والذي يطلق الفقيه وهو العدل بين المرأة والرجل ان يطلقها في استقبال الطهر
الحديث ما لفظه:
فهذه الرواية آكد شبهة من جميع ما تقدم من الروايات في هذا الباب...
الا ان طريقها عبد الله بن بكير، وقد قدمنا من الاخبار: ما تضمن انه قال حين
سئل عن هذه المسألة: هذا مما رزق الله من الرأي، ولو كان سمع ذلك من زرارة
لكان يقول حين سأله الحسين بن هاشم وغيره عن ذلك، وانه هل عندك في ذلك
شئ، كان يقول: نعم رواية زرارة، ولا يقول: نعم رواية رفاعة، حتى قال له
السائل: ان رواية رفاعة تضمن: انه إذا كان بينهما زوج، فقال له هو عند ذلك:
هذا مما رزق الله من الرأي، فعدل عن قوله في رواية رفاعة إلى أن قال: الزوج
وغير الزوج سواء عندي، فلما ألح عليه السائل قال: هذا مما رزق الله من الرأي،
ومن هذه صورته يجوز ان يكون أسند ذلك إلى زرارة نصرة لمذهبه الذي أفتى
به وانه لما رأى أن أصحابه لا يقبلون ما يقوله برأيه، أسنده إلى من رواه عن أبي
جعفر عليه السلام، وليس عبد الله بن بكير، معصوما لا يجوز هذا عليه، بل وقع منه
العدول عن اعتقاد مذهب الحق إلى اعتقاد مذهب الفطحية ما هو معروف من مذهبه،
والغلط في ذلك أعظم من الغلط في اسناد فتيا يعتقد صحته لشبهة دخلت عليه إلى
بعض أصحاب الأئمة عليهم السلام، وإذا كان الامر على ما قلناه لم تعترض هذه
الرواية أيضا ما قدمناه.
قلت: ما أفاده الشيخ في التهذيب ج 8 - 35، وصا 3 - 276 في دفع الاستدلال
بما رواه ابن بكير عن زرارة في المسألة محل نظر من وجوه:
الأول - ان الطعن في ابن بكير بجعل الحديث واسناد ما اعتقده بحسب
ظنه ورأيه إلى زرارة وهو ممن عده الإمام الصادق عليه السلام من امناء الله على الحلال
140

والحرام وعيبة علوم أبيه وحافظ سره ومستودع علمه وغير ذلك من المدائح
المأثورة في زرارة مما تقدمت ص 38 لو صح فهو خيانة عظيمة منه على عمه زرارة
ومن به فخر آل أعين وهذا أمر لا يحتمل، مع أن اسناده إلى حكاية زرارة عن أبي
جعفر عليه السلام خيانة أعظم لامام زمانه عليه السلام، وهذا أيضا أمر لا يحتمل كما هو
ظاهر لما ذكرنا فيه من المدائح.
الثاني - ان هذا الطعن هو أساس ضعف الخبر وعدم جواز الاحتجاج بقول
مخبره، ومن فتح له هذا الباب كيف يوثق بخبره في شئ من الموارد، وقد قال رحمه الله
في كتاب الغيبة في الطعن في اخبار عمد الواقفة ورؤسائهم بأنه لا يوثق برواياتهم
حيث ما اجترؤا لنصر مذهبهم الفاسد وما أبدعوه من القول بالوقف على وضع
الحديث لحطام الدنيا، ومن هذا حاله فكيف يوثق بخبره. وهذا التعليل
بعينه جار في المقام، إذ لو تجرى ابن بكير على وضع الحديث واسناد رأيه
إلى الامام المعصوم حينما رأى أن أصحابه لا يقبلون قوله فكيف يوثق بخبره
في غير مقام.
الثالث - ان الشيخ ره قد وثق عبد الله بن بكير صريحا فيما صنفه بعد
التهذيبين من الفهرست والعدة ص 55 وص 61 وقد تقدم نص كلامه فيهما
فلاحظ، بل فيهما ما هو ظاهر في اجماع الطائفة على العمل بأخباره واخبار نظرائه
فهو المعول، كما قد اعتمده على رواياته في أبواب الفقه غير المقام حتى مع وجود
المعارض لروايته فلاحظ وتدبر.
الرابع - ان ما أفاده قده في وجه منع سماعه عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام
حدس فيه طعن عظيم ولا يجوز على مسلم فضلا عن فقيه عظيم مثله والأصول المتفق
على صحتها تدفع احتماله.
141

الخامس: أن ما أفاده قده في وجه استبعاده سماع ابن بكير عن زرارة وجوه
كلها ضعيفة: أحدها استناد ابن بكير في جواب ابن هاشم وغيره برواية رفاعة،
إذ لو سمع من زرارة عن أبي جعفر عليه السلام لاستند إلى روايته، لا إلى رواية رفاعة،
ففي التهذيب ج 8 - 30، والاستبصار ج 3 - 271 عن الكليني في (الكافي ج 2 - 103)
عن حميد بن زياد عن ابن سماعة عن محمد بن زياد، وصفوان عن رفاعة عن أبي عبد الله
عليه السلام (وفيه: قال) قال ابن سماعة: وذكر الحسين بن هاشم انه سأل ابن بكير
عنها، فأجابه بهذا الجواب، فقال له: سمعت في هذا شيئا؟ فقال: رواية رفاعة،
فقال: ان رفاعة روى: انه إذا دخل بينهما زوج، فقال: زوج وغير زوج عندي سواء،
فقلت: سمعت في هذا شيئا؟ فقال: لا، هذا مما رزق الله مع الرأي. قال ابن
سماعة: وليس نأخذ بقول ابن بكير، فان الرواية إذا كان بينهما زوج.
قلت: هذه الرواية غير صالحة للاستناد على المدعى أولا: فان السند ينتهى
إلى الحسين بن هاشم الظاهر أنه الحسين بن أبي سعيد هاشم المكاري الذي قال
فيه النجاشي: كان هو وأبوه وجهين في الواقفة وكان الحسن ثقة في حديثه ذكره
أبو عمرو الكشي في جملة الواقفة وذكر فيه ذموما وليس هذا موضع ذكر ذلك.
قلت: وقد حققنا ترجمته في تهذيب المقال ج 2 - 25، وذكرنا الطعون
الواردة فيه في كتابنا (اخبار الرواة). وفى طريقه: حميد، بن زياد الواقفي الثقة
والحسن بن سماعة الواقفي الذي ذكر النجاشي في عناده في مذهبه حديثا طويلا.
وثانيا ان عناد الواقفة وخاصة العمد والرؤس منهم في مذهبهم على الشيعة
الاثني عشرية والفطحية كيف لا يضر بالوثوق بهم في مثل هذه الأخبار، وقد طعن
الشيخ رحمه الله فيهم بذلك كما أشرنا إليه آنفا، مع أن القول بالوقف نشأ عن الطمع
في حطام الدنيا، والقول بالفطحية نشأ عن النص المروى في امامة الأكبر من
142

أولاد الإمام عليه السلام وقصور القائلين بها عن إزاحة الشبهة بالأدلة القاطعة. وان
شئت الوقوف على أزيد من ذلك فلاحظ الاخبار المأثورة في المذهبين وفي
القائلين بهما، وأيضا ما ذكره أئمة الرجال.
وثالثا انه لو ثبت وثاقة الراوي في النقل وان كان مخطئا في الاعتقاد فروايته
حجة يؤخذ بها وافق مذهبه أو خالفه، وعلاج التعارض بينها وبين رواية معارضة لها
بوجوه مذكورة في محلها، وليس ذلك منها. والترجيح بصحة المذهب لو تم فهو
أمر آخر ولعله سيأتي إن شاء الله بيان وجه صحيح لاسناد عبد الله بن بكير ما حكاه
إلى زرارة عن أبي جعفر عليه السلام.
ثانيها: قوله رحمه الله: انه لو سمع ذلك من زرارة لكان يقول حينما سأله
الحسين بن هاشم وغيره عن ذلك وانه هل عندك في ذلك شئ كان يقول: نعم
رواية زرارة، ولا يقول: نعم رواية رفاعة حتى قال له السائل: ان رواية رفاعة
تضمن انه إذا كان بينهما زوج، فقال هو عند ذلك: هذا مما رزق الله تعالى من
الرأي.. ومن هذه صورته فيجوز ان يكون أسند ذلك إلى رواية زرارة نصرة
لمذهبه الذي كان أفتى به، وانه لما رأى أن أصحابه لا يقبلون ما يقوله برأيه
أسنده إلى من رواه عن أبي جعفر عليه السلام.
وفيه: ان عدم استدلال ابن بكير على مدعاه في جواب ابن هاشم وغيره
برواية زرارة لا ينافي عدم سماعه عنه، ولعله سمعه عنه وكتبه في دفتره، لكن لم
يذكره حينئذ، أو انه سمعه من زرارة بعد ذلك فلم يقم دليل على عدم صحة سماع
ابن هاشم عن ابن بكير في حياة زرارة المتوفى سنة مأة وخمسين، أو لأنه رأى
عدم قناعة ابن هشام الواقفي بالرواية، فأراد الزامه بالرأي، وهو فقيه لا ينكر،
أو لغير ذلك من الوجوه.
143

وبالجملة هذا قياس موهون باطل لا يمنع عن أصالة الصحة المقتضية لدفع
كل احتمال على خلاف السماع فلاحظ وتدبر.
ثالثها ما ذكره بقوله: وليس عبد الله معصوما لا يجوز هذا عليه، بل وقع
منه العدول عن اعتقاد مذهب الحق إلى اعتقاد مذهب الفطحية ما هو معروف من
مذهبه، والغلط في ذلك أعظم من اسناد فتيا الغلط فيمن يعتقد صحته لشبهة إلى
بعض أصحابه الأئمة عليه السلام.
وفيه ان التعليل جار في عمار الساباطي، وأعلام الفقهاء الثقات الأجلة من الفطحية،
ولا يلتزم بمثل ذلك ابدا بل صرح هو بخلاف ذلك في كتبه ففي التهذيب ج 7 ص 101 و
الاستبصار ج 3 - 95 بعد روايات ثلثة لعمار الساباطي في بيع الدينار بالدرهم المعارضة
لغيرها من الاخبار عند رد تضعيف جماعة من أهل النقل بأنه فطحي فاسد المذاهب، قال:
غير انا لا نطعن في النقل عليه بهذه الطريقة، لأنه وان كان كذلك، فهو ثقة في النقل
لا يطعن عليه.
بل كان غلط الواقفة في مذهبهم المجعولة طمعا في حطام الدنيا أعظم من
ذلك وصرح بحجية اخبار ثقاتهم في النقل.
بل قال في كتابه (عدة الأصول) بحجية اخبار الثقات المتحرزين من الكذب
من الكفار أيضا، بل قال في ص 61: فاما من كان مخطئا في بعض الأفعال أو فاسقا
بأفعال الجوارح وكان ثقة في روايته متحرزا فيها فان ذلك لا يوجب رد خبره و
يجوز العمل به لان العدالة المطلوبة في الرواية حاصلة، وانما الفسق بأفعال
الجوارح بمنع من قبول شهادته، وليس بمانع من قبول خبره، ولا جل ذلك قبلت
الطائفة اخبار جماعة هذه صفتهم.
144

عدول ابن بكير عن فتوى أكثر الامامية في الطلاق
وإذ نشأ الطعن في عبد الله بن بكير الفقيه الثقة من مقالته في المطلقة ثلاثا
بالطلاق السني وانه لا يحتاج إلى المحلل دون المطلقة ثلاثا بالطلاق العدى فإنها
تحرم على الرجل الا مع المحلل، خلافا لظاهر الامامية حيث لم يفصلوا بيني السني
والعدي، فتحقيق القول في وثاقته في النقل وفقاهته وازاحة الشك في منزلته
يقتضى ذكر أمور:
الأول صرح فقهائنا بتفرد ابن بكير والصدوق الذي تبعه وعدولهما عما
استقرت عليه الفتوى من تحريم المطلقة ثلثا على زوجها الا بعد المحلل بتزويج
غيره بلا فرق بين الطلاق السني والعدي، وقالا بالتفصيل بينهما وان المطلقة ثلثا
بالطلاق السني بلا تخلل رجعة بينها لا تحرم على الأول ولا يحتاج التزويج إلى
المحلل. قال في الجواهر ج 32 - 129 بعد ذكر المسألة: بلا خلاف أجده في
شئ من ذلك بيننا الا في الأخيرين: ابن بكير والصدوق، فجعلا الخروج من
العدة هادما للطلاق، فله حينئذ نكاحها بعد الثلاث بلا محلل، ولكن سبقهما الاجماع
ولحقهما بل يمكن دعوى تواتر النصوص بالخصوص بخلافهما.. وستسمع
شذوذ ابن بكير في تخصيص ذلك بالطلاق العدى دون السني، كشذوذ بعض النصوص
المتضمنة لذلك، لمعارضتها بالمستفيض من النصوص أو المتواتر الموافق لا طلاق
الكتاب، ولا جماع الأصحاب بقسميه. قلت: وقد صرح أصحابنا ومنهم الشيخ
كما تقدم بخلاف ابن بكير في هذه المسألة ويدل ذلك على منزلته في الفقه و
خلافه في المقام من وجهين أشار إليهما الشيخ في التهذيبين وسيأتي بيانه إن شاء الله
أقوال في وجه عدوله
الثاني ان في وجه عدول عبد الله بن بكير عن فتوى الأصحاب وجوها و
145

أقوالا: أحدها: انه من العمل بالرأي والاجتهاد في مقابل النص وهذا صريح
الشيخ في التهذيب ج 8 - 35 بعد رواية زرارة 107، والاستبصار ج 3 - 276 - 24
وأيضا بعد روايتي رفاعة وعبد الله بن المغيرة كما في الاستبصار ج 3 - 271 - 5 و 6
وتقدم حكايته مقالة ابن بكير ابتهاجا بما رزقه الله من الرأي، بل قد طعن فيه بأنه
نسب رأيه إلى الرواية والسماع وانه من الفطحي غير بعيد.
وفيه أولا ان الفطحية هم أصحاب الاخذ بالرواية والتعبد بالنص، بل
كانت شدة تعبدهم بالنصوص والروايات مع قلة تدبر هم ألجأ هم إلى القول بامامة
عبد الله الأفطح غرورا بالمروي: (ان الإمامة في الأكبر من أولاد الإمام عليه السلام)
ولا يقولون بالرأي المبتدء ولا القياس والاستحسان.
وثانيا ان تصريح الطائفة ومنهم الشيخ بوثاقته في النقل لا يلائم مع احتمال
وضع الحديث ونسبة الرأي إلى الرواية.
ثانيها انه من التقية في مقام الافتاء. قال في الحدائق بعد تأمله فيما
ذكره الشيخ: والأقرب عندي هو حمل ما ذكره ابن بكير من هذه الأقوال، وكذا
صحيحة زرارة على التقية وان ابن بكير كان عالما بالحكم المذكور في
كلام الأصحاب، ولكنه عدل عن القول به واظهار الافتاء به تقية. وأشار إليه في
الجواهر ج 32 - 131 بقوله: والحمل على التقية محل نظر لا يخفى على المتأمل.
ثالثها - انه من القياس قال المحقق العلامة المجلسي الأول رحمه الله في
شرح من لا يحضره الفقيه ج 9 - 15 بعد ذكر الروايات وكلام الأصحاب وابن بكير
اعلم أن الهدم جاء بمعنيين أحدهما انه إذا طلق مرة أو مرتين ثم تزوجت زوجا غيره
فإنه يهدم الطلقة أو الطلقتين وتبقى معه على ثلاث تطليقات لأنه إذا هدم المحلل
الثلث فيهدم الأقل بطريق أولى، وهذا رواية رفاعة. والثاني ان استيفاء العدد في
146

طلاق السنة بالمعنى الأخص يهدم المحلل، وابن بكير قاس هذا الهدم بذلك كما
ذكره الأصحاب..
وفيه أولا ان ابن بكير وان كان فطحيا الا انه ليس من أهل القياس وثانيا
ليس قوله في جواب من اعترض عليه بان رفاعة روى أنه إذا دخل بينهما زوج
(زوج وغير زوج عندي سواء) قياسا، كما سيأتي بيانه مع أنه لو سلم فهو قياس
مع الفارق فلاحظ.
رابعها: ما خلج ببالي القاصر من أنه من الاخذ بالمتيقن مما دلت عليه
الكتاب والسنة لاختصاص أدلة حصر الطلاق بالمرتين ولزوم المحلل بالتزويج
بالغير بعد الثالث كتابا وسنة بالطلاق العدى الذي رجع فيه الزوج في عدة المطلقة
ويؤيده روايات مفصلة بين الطلاق العدى والسني بالمعنى الأخص كما نشير إليها،
واما الاخبار المؤكدة للاطلاق مثل صحيح أبي بصير وغيره، فاما لم تصل إلى ابن بكير
أو اعتقد تعارضها مع غيرها مع عدم ترجيح لها، فرجع إلى الأصل الأولى وهو
جواز نكاح الرجل لزوجته التي طلقها بلا حد حاضر كساير الخطابات، مع عدم
اطلاق لدليل الحصر كما سيأتي وليس ذلك من الهدم ولا من قياس مورد رواية بمورد
رواية أخرى فانتظر.
الامر الثالث - الظاهر حسب ما يقتضيه التحقيق في المسألة أن أصحابنا
الامامية رضوان الله عليهم انما أفتوا بالتساوي بين الطلاق العدى والسني
بالمعنى الأخص في حرمة المطلقة على الزوج ابدا بعد الطلاق الثالث
عولا منهم على اطلاق أدلة حصر الطلاق بالمرتين ولزوم المحلل
وشمولها للطلاق السني أيضا. قال الشيخ في الاستبصار ج 3 - 269 والتهذيب
ج 8 - 28 بعد ذكر صحيح أبي بصير الدال على التساوي ما لفظه: الذي تضمن
147

هذا الخبر من أنه إذا طلقها ثلاث تطليقات للسنة لا تحل حتى تنكح زوجا غيره،
هو المعتمد عندي والمعول عليه لأنه موافق لظاهر الكتاب قال الله تعالى (الطلاق
مرتان فامساك بمعروف أو تسريح باحسان) ولم يفصل بين طلاق السنة وطلاق
العدة فينبغي ان تكون الآية على عمومها، ويكون الخبر مؤكدا لها، ويدل عليه
أيضا ما رواه..
قلت: ثم ذكر صحيح الفضلاء عن أبي جعفر عليه السلام، وصحيح عبد الله بن سنان
عن أبي عبد الله عليه السلام، ثم ناقش فيما يدل بظاهره على التفصيل بين العدى والسني
من الاخبار بصورها دلالة أو سندا فلاحظ.
إذا عرفت هذا فنقول: يمكن الانتصار لعبد الله بن بكير تارة بالمناقشة فيما
عول عليه الأصحاب من اطلاق الكتاب وجملة من الروايات، وأخرى بتتميم الاستدلال
بالروايات المفصلة بين الطلاق العدى والسني وبالله الاعتصام.
اما الأولى وهو المناقشة في اطلاق الكتاب فان الدليل المخرج عن:
أصالة جواز الطلاق أكثر من مرة بعد عموم قوله تعالى (الرجال قوامون
على النساء)، وعن أصالة تملك المرأة أمرها بالطلاق، وعن أصالة
جواز التزويج بها جديدا بعد سد أبواب الطلاق وحصرها بالطلاق
العدى في قوله تعالى (يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن)
انما هو هذه الآيات: (وان عزموا الطلاق فان الله سميع عليم والمطلقات
يتربصن بأنفسهن ثلثة قروء ولا يحل لهن ان يكتمن ما خلق الله في أرحامهن
... وبعولتهن أحق بردهن في ذلك أن أرادوا اصلاحا ولهن مثل الذي
عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم - الطلاق مرتان
148

فامساك بمعروف أو تسريح باحسان ولا يحل لكم أو تأخذوا مما آتيتموهن
شيئا الا ان يخافا الا يقيما حدود الله فان خفتم الا يقيما حدود الله فلا
جناح عليهما فيما افتدت به تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله
فأولئك هم الظالمون فان طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره فان طلقها
فلا جناح عليهما ان يتراجعا ان ظنا ان يقيما حدود الله وتلك حدود الله يبينها
لقوم يعلمون وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فامسكوهن بمعروف أو سرحوهن
بمعروف ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا.. وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن
فلا تعضلوهن ان ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف...)
232 البقرة. وقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم
طلقتموهن من قبل ان تمسوهن فمالكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن
وسرحوهن سراحا جميلا.) الأحزاب 49.
وهذه الآيات كما لا يخفى على المتأمل، تختص بالطلاق العدى وقد دلت
على تخصيص الأصل الأول بحصر الطلاق العدى بالمرتين (الطلاق مرتان)
والملفق من العدى والسني بالمعنى الأخص، بالثلاثة (الطلاق مرتان فامساك
بمعروف أو تسريح باحسان) واطلاقها يشمل ما إذا كانت المرتان أو الثلاثة
قبل النكاح برجل آخر أو بعده قبل التسعة مرات.
واما الطلاق السني المحض بالمعنى الأخص فلا تدل على حصره لا بالنص
كما هو واضح ولا بالاطلاق لاختصاصها بالعدي.
كما دلت أيضا على تخصيص الأصل الثاني بأولوية الرجل بردها في العدة:
(والمطلقات يتربصن بأنفسهن.. وبعولتهن أحق بردهن.. و
إذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فامسكوهن بمعروف.. ثم طلقتموهن
149

من قبل ان تمسوهن فمالكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن
سراحا جميلا).
وكما دلت أيضا على تخصيص جواز تجديد الزواج بها بما إذا لم يطلقها ثلاث
مرات بينهن رجوعان في العدة والا فلا تحل له حتى تنكح زوجا غيره. و
لاختصاصها بالمطلقات بالعدة والرجوع، لا ينعقد لها ظهور اطلاق لتحريم النكاح بعد
ثلث تطليقات بالطلاق السني. وبالجملة مع أن التسريح باحسان هو الطلاق السني
يكون المراد من (الطلاق مرتان) هو الطلاق العدى، وأيضا مع التأمل في هذه
الآيات واختصاص احكامها بالعدي، يظهر ان الاطلاق فيها للطلاق السني بالمعنى
الأخص كما هو مدعى المشهور محل نظر ومنع وما ذكره ابن بكير ظاهر الوجه
فلا تغفل.
واما الثانية وهي النظر في الروايات فان الاخبار في المسألة على طوائف:
الأولى ما دلت على مذهب ابن بكير من التفصيل بين العدى والسني.
1 - فمنها ما رواه الكليني في الكافي ج 2 - 103، والشيخ في التهذيب ج 8
33 - 17، والاستبصار ج 3 - 274 في الموثق عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله
عليه السلام المرأة التي لا تحل لزوجها حتى تنكح زوجا غيره قال هي التي تطلق،
ثم تراجع، ثم تطلق، ثم تراجع، ثم تطلق الثالثة، فهي التي لا تحل لزوجها حتى
تنكح زوجا غيره ويذوق عسيلتها.
2 - ومنها ما رواه في التهذيب ج 8 - 25 عن الكافي ج 2 - 99 باسناد
صحيح عن ابن مسكان عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال... وان
أراد ان يراجعها اشهد على رجعتها قبل ان تمضي أقراؤها فتكون عنده على التطليقة
الماضية. قال وقال أبو بصير عن أبي عبد الله عليه السلام: هو قول الله عز وجل: (الطلاق
150

مرتان فامساك بمعروف أو تسريح باحسان) التطليقة الثالثة: التسريح باحسان.
3 - ومنها ما رواه ص 29 وفي الاستبصار ج 3 - 270 عن الكافي ج 2 - 103
باسناد صحيح إلى معلى بن خنيس عن أبي عبد الله عليه السلام عن رجل طلق امرأته ثم
لا يراجعها حتى حاضت ثلاث حيض، ثم تزوجها، ثم طلقها فتركها حتى حاضت
ثلث حيض من غير أن يراجعها، يعنى: يمسها، قال: له ان يتزوجها أبدا ما لم
يراجع ويمس.
قلت: وحمله الشيخ على ما إذا تزوجت زوجا آخر ثم فارقها بموت أو
طلاق. وهو ضعيف لأنه ينافيه التقييد في الجواب (ما لم يراجع ويمس) كما
هو واضح.
4 - ومنها مرسل الصدوق (الوسائل ج 15 - 347 خبر 8 من باب كيفية طلاق السنة) قال:
روى عن الأئمة ع ان طلاق السنة هو إذا أراد الرجل ان يطلق امرأته تربص بها حتى تحيض
وتطهر ثم يطلقها في قبل عدتها بشاهدين عدلين.. فإذا مضت لها ثلاثة أطهار فقد بانت
وهو خاطب من الخطاب، والامر إليها ان شاءت تزوجته وان شاءت فلا، فان
تزوجها بعد ذلك تزوجها بمهر جديد، فان أراد طلاقها طلقها للسنة على ما وصفت
ومتى طلقها طلاق السنة فجائز له ان يتزوجها بعد ذلك، وسمى طلاق السنة:
طلاق الهدم، متى استوفت قروءها وتزوجها ثانية هدم الطلاق الأول..
5 - ومنها ما رواه الشيخ في التهذيب ج 8 - 35 - 26 والاستبصار ج 3
276، في الصحيح عن ابن محبوب عن عبد الله بن بكير عن زرارة بن أعين قال
سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: الطلاق الذي يحبه الله، والذي يطلق الفقيه، وهو
العدل بين المرأة والرجل، ان يطلقها في استقبال الطهر بشهادة شاهدين وإرادة
من القلب ثم يتركها حتى يمضى ثلاثة قروء، فإذا رأت الدم في أول قطرة من
151

الثالثة، وهو آخر القروء لان الأقراء هي الأطهار - فقد بانت منه، وهي أملك
بنفسها، فان شاءت تزوجت وحلت له بلا زوج، فان فعل هذا بها مئة مرة هدم
ما قبله وحلت بلا زوج، وان راجعها قبل ان تملك نفسها ثم طلقها ثلاث مرات
يراجعها ويطلقها لم تحل له الا بزوج.
قلت: وهذه الرواية هي التي أوجب طعن الشيخ في ابن بكير بقوله هذه
الرواية آكد شبهة الخ. وتقدم بألفاظه في ص 140 فلاحظ.
6 - ومنها ما رواه في الكافي ج 2 - 99 وفي التهذيب ج 8 - 26 عنه
باسنادين صحيحين عن ابن محبوب عن علي بن رئاب عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام
انه قال كل طلاق لا يكون على السنة أو على طلاق العدة فليس بشئ، قال زرارة
قلت لأبي جعفر عليه السلام: فسر لي طلاق السنة وطلاق العدة؟ فقال: اما طلاق السنة
فإذا أراد الرجل تطليق امرأته فلينتظر بها حتى تطمث وتطهر، فإذا خرجت
من طمثها طلقها تطليقة من غير جماع ويشهد شاهدين على ذلك ثم يدعها حتى
تطمث طمثين فتنقضي عدتها بثلاث حيض وقد بانت منه ويكون خاطبا من الخطاب
ان شاءت تزوجته وان شاءت لم تزوجه، وعليه نفقتها والسكنى ما دامت في عدتها
وهما يتوارثان حتى تنقضي العدة.
قال: واما طلاق العدة التي قال الله تعالى (فطلقوهن لعدتهن واحصوا
العدة) فإذا أراد الرجل منكم ان يطلق امرأته طلاق العدة فلينتظر بها حتى تحيض
وتخرج من حيضها، ثم يطلقها تطليقة من غير جماع ويشهد شاهدين عدلين،
ويراجعها من يومه ذلك أن أحب أو بعد ذلك بأيام قبل ان تحيض ويشهد على
رجعتها ويواقعها، وتكون معه حتى تحيض، فإذا حاضت وخرجت من حيضها
طلقها تطليقة أخرى من غير جماع ويشهد على ذلك ثم يراجعها أيضا متى شاء
152

قبل ان تحيض ويشهد على رجعتها ويواقعها وتكون معه إلى أن نحيض الحيضة
الثالثة، فإذا خرجت من حيضتها طلقها الثالثة بغير جماع ويشهد على ذلك، فإذا
فعل ذلك، فقد بانت منه، ولا تحل له حتى تنكح زوجا غيره، قيل له: فان كانت ممن
لا تحيض؟ قال فقال: مثل هذه تطلق طلاق السنة.
قلت: وهذه الرواية صريحة في التفصيل بين العدى والسني وانه في العدى
تحرم في الثالثة دونها في الطلاق السني، والظاهر اتحادها مع سابقتها مع اختلاف
بينهما في الجملة سندا ومتنا. وبالتأمل فيهما يظهر ضعف مناقشات الشيخ على
ابن بكير على ما في سند سابقتها فتدبر.
7 - ومنها صحيح محمد بن مسلم (فيما رواه في الكافي ج 2 - 99 والتهذيب
ج 8 - 25 عنه) عن أبي جعفر عليه السلام قال طلاق السنة يطلقها تطليقة، يعنى على
طهر من غير جماع بشهادة شاهدين، ثم يدعها حتى تمضي أقراؤها، فإذا مضت أقراؤها،
فقد بانت منه وهو خاطب من الخطاب ان شاءت نكحته وان شاءت فلا وان أراد ان
يراجعها اشهد على رجعتها قبل ان تمضي أقراؤها فتكون عنده على التطليقة الماضية الحديث
فقد دل على اشتراك السني والعدي في الشرائط وافتراقهما موضوعا في الثاني
بالرجوع إليها قبل انقضاء العدة وحكما بابقاء الزوجية واحكامها بالرجوع، و
بابقاء أثرا التطليقة في أثر حصر العددي، وذلك لقوله (فيكون عنده على التطليقة
الماضية) فإنه يفيد أثرا زائدا خاصا بالطلاق العدى ولو كان الطلاق السني أيضا
محدودا بالثلث والتحليل بعده موقوفا على نكاح الغير لما صح هذا التقابل فلاحظ وتدبر
8 - ومنها ما رواه في التهذيب ج 8 - 28 والاستبصار ج 3 - 270 في الصحيح
عن عمر بن أذينة عن زرارة وبكير ابني أعين، ومحمد بن مسلم، ويريد بن
معاوية العجلي، والفضيل بن يسار، وإسماعيل الأزرق، ومعمر بن يحيى بن سام
153

كلهم سمعه عن أبي جعفر عليه السلام ومن ابنه بعد أبيه عليهما السلام بصفة ما قالوا وان لم
احفظ حروفه غير أنه لم يسقط جمل معناه: ان الطلاق الذي أمر الله به في كتابه
وسنة نبيه صلى الله عليه وآله: انه إذا حاضت المرأة وطهرت من حيضها أشهد
رجلين عدلين قبل ان يجامعها على تطليقه، ثم هو أحق برجعتها ما لم تمض لها
ثلاثة قروء، فان راجعها كانت عنده على تطليقتين، وان مضت ثلاثة قروء قبل ان
يراجعها فهي أملك بنفسها، فان أراد ان يخطبها مع الخطاب خطبها، فان تزوجها
كانت عنده على تطليقتين، وما خلا هذا فليس بطلاق.
قلت: دلالة هذه الصحيحة على اشتراك الطلاق العدى والسني في الحصر
بالثلاث والحاجة إلى المحلل عول على قوله (فان تزوجها كانت عنده على تطليقتين)
حيث إن التزويج بالزوج لم يهدم أثر التطليقة الأولى مع أنها كانت سنية، وقد
حدود امكان الطلاق بمرتين.
ولا يصح التعويل عليه: أو لا لأنه بمنزلة المفهوم المصرح به لقوله (فان راجعها
كانت عنده على تطليقتين) حيث اشترك السني مع العدى فيما ذكره قبل ذلك و
انما افترقا بما ذكره في هذه الشرطية ومفهومها (ان لم يراجعها لم يكن على
تطليقتين) أي يستأنف الطلاق ولا تحتسب التطليقة الأولى، ومن الواضح ان قوله
بعد ذلك (فان تزوجها كانت عنده على تطليقتين) بمنزلة المفهوم لها
واشتراك المفهوم والمنطوق في الحكم فساده واضح.
وثانيا فان الرواية منقولة بالمعنى كما صرح به فيها والجملة الأخيرة لا يلائم
مع رواية غير واحد من هؤلاء الفضلاء المسمين فيها كما تقدمت فلا يصح التعويل
عليها فتدبر.
9 - ومنها صحيح عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال:
154

أمير المؤمنين عليه السلام: إذا أراد الرجل الطلاق طلقها في قبل عدتها (أي عادتها)
في غير جماع، فإنه إذا طلقها واحدة ثم تركها حتى يخلوا أجلها (ان شاء ان
يخطب مع الخطاب فعل فان راجعها قبل ان يخلو أجلها أو بعده فهي عنده على
تطليقة، فان طلقها الثانية وشاء ان يخطبها مع الخطاب ان كانت تركها حتى خلا
أجلها وان شاء راجعها قبل ان ينقضي أجلها، فان فعل فهي عنده على تطليقتين،
فان طلقها ثلاثا فلا تحل له حتى تنكح زوجها غيره، وهي ترث وتورث ما دامت
في التطليقتين الأوليين. رواه في التهذيب ج 8 - 29 والاستبصار ج 3 - 270 باسناد صحيح
عنه وفي الكافي ج 2 - 101 باسناد موثق عنه مع تفاوت يسير.
قلت: والظاهر من قوله (فان فعل فهي عنده) هي الرجوع خصوصا بقرينة
الصدر على ما في الكافي والاستبصار و (ح) فعد الطلاق وحصره مخصوص بالعدي،
فيوافق روايتيه الأخريين كما فلاحظ.
الطائفة الثانية ما دلت على التساوي بين الطلاق العدى والسني في الحصر
ولزوم المحلل بعد الثالث.
وهو ما رواه في الكافي ج 2 - 100 وفي التهذيب ج 8 - 27 والاستبصار ج 3
268 عنه عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير (نجران - الكافي)
أو غيره عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال سألته عن طلاق
السنة فقال طلاق السنة إذا أراد الرجل ان يطلق امرأته ثم يدعها ان كان قد دخل
بها حتى تحيض ثم تطهر، فإذا طهرت طلقها واحدة بشهادة شاهدين ثم يتركها حتى
تعتد ثلاثة قروء، فإذا مضت ثلاثة قروء فقد بانت منه بواحدة، وكان زوجها خاطبا
من الخطاب ان شاءت تزوجته وان شاءت لم تفعل، فان تزوجها بمهر جديد كانت
عنده على اثنتين باقيتين وقد مضت الواحدة فان هو طلقها واحدة أخرى على طهر
بشهادة شاهدين ثم يتركها حتى تمضي أقراؤها من قبل ان يراجعها فقد بانت منه
155

بالثنتين وملكت أمرها وحلت للأزواج وكان زوجها خاطبا من الخطاب ان شاءت
تزوجته وان شاءت لم تفعل فان هو تزوجها تزويجا جديدا بمهر جديد كانت
معه على واحدة باقية وقد مضت ثنتان، فان أراد ان يطلقها طلاقا لا يحل له حتى
تنكح زوجا غيره تركها حتى إذا حاضت وطهرت أشهد على طلاقها تطليقة واحدة
ثم لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره، واما طلاق العدة فان يدعها حتى تحيض
الحديث.
قلت: هذه هي الرواية الواضحة دلالة على التساوي بينهما وقال الشيخ بعد
تمامها: الذي تضمن هذا الحديث من أنه إذا طلقها ثلاث تطليقات لا تحل له حتى
تنكح زوجا غيره، هو المعتمد عندي والمعمول عليه لأنه موافق لظاهر كتاب الله
عز وجل، الخ ما تقدم من كلامه.
والخبر قاصر سندا بالارسال، مع مخالفته لما روى عنه بطريق معتبر الصريح
في اختصاص الحكم بالعدي الذي رجع إليها الزوج وذاق عسيلتها كما تقدم.
الطائفة الثالثة: الاخبار التي وردت في طلاق التي لم يدخل بها رواها الشيخ في التهذيب
ج 8 - 65 والاستبصار ج 3 - 297. فمنها صحيح عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام
في امرأة طلقها زوجها ثلاثا قبل ان يدخل بها قال لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره.
ومنها صحيح الحلبي عنه عليه السلام في رجل طلق امرأته ثم تركها حتى انقضت
عدتها، ثم تزوجها ثم طلقها من غير أن يدخل بها حتى فعل ذلك بها ثلاثا قال:
لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره.
ومنها خبر محمد بن مسلم عنه عليه السلام في رجل طلق امرأته الحديث نحو
صحيح الحلبي.
156

ومنها خبر طربال قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجل طلق امرأته تطليقة
قبل ان يدخل بها واشهد على ذلك والمها؟ قال: قد بانت عنه ساعة طلقها وهو
خاطب من الخطاب، قلت: فان تزوجها ثم طلقها تطليقة أخرى قبل ان يدخل بها
قال: قد بانت منه ساعة طلقها، قلت فان تزوجها من ساعته أيضا ثم طلقها تطليقة
قال: قد بانت منه ولا تحل له حتى تنكح زوجا غيره.
ومنها صحيح محمد بن إسماعيل بن بزيع عن الرضا عليه السلام قال: البكر إذا
طلقت ثلاث مرات وتزوجت من غير نكاح فقد بانت ولا تحل، لزوجها حتى تنكح
زوجا غيره.
قال في التهذيبين بعد هذه الروايات: قال محمد بن الحسن: وهذه الأخبار
دالة على ما قلناه من أن من طلق امرأته ثلاثا للسنة لا تحل حتى تنكح زوجا غيره
لان طلاق العدة لا يتأتى في البكر وغير المدخول بها، وقد بينا ان من شرط
طلاق العدة المراجعة والمواقعة بعدها وجميعا لا يتأتى في غير المدخول بها على
ما بناه.
أقول: ليست هذه الأخبار دالة على أن حصر الطلاق بالثلث معلول عن كونه
سنيا، بل لعله مسبب عن طلاقها قبل ذوقه من عسيلتها، وهو حط لكرامتها وتجر
من الرجل على شرف المرأة وهذل بها دون ان يتمتع بها، إذ هي ريحانة، وليست
بقهرمانة، كما في الحديث. كما أن تخصيص الطلاق الذي لا تحل له حتى تنكح
زوجا غيره بالعدي في الحامل في جملة من الروايات لعدم امكان السني ثلاث مرات
لاعتبار انقضاء العدة وهي الوضع، فلاحظ روايات إسحاق بن عمار، ويزيد الكناسي
وابن بكير في التهذيب ج 8 - 71 إلى 73.
الطائفة الرابعة - ما وردت في هدم نكاح الغير للتطليقات، وهي على وجوه:
157

الأول: ما ورد في هدم نكاح الغير بعد ثلث تطليقات من الزوج الأول،
وهذه الأخبار مع كثرتها وصحة أسانيد غير واحد منها، كما تقدم بعضها متطابقة
لمورد الآية المباركة: (الطلاق مرتان فامساك بمعروف أو تسريح باحسان فان
طلقها فلا تحل له حتى تنكح زوجا غيره) والتعميم لصورة نكاح الغير بعد
التطليقة الأولى أو الثانية، انما هو بالأولوية القطعية ومفهوم الموافقة، لا بد لالة
اللفظ كما لا يخفى.
الثاني: ما دل صريحا على أن نكاح الغير لا يهدم التطليقة والتطليقتين،
وانما يوجب الهدم فيما حرمت المطلقة على الزوج وهو بعد الثالث.
فمنها صحيح الحلبي قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجل طلق امرأته تطليقة
واحدة ثم تركها حتى مضت عدتها فتزوجت زوجا غيره، ثم مات الرجل أو طلقها،
فراجعها زوجها الأول؟ قال: هي عنده على تطليقتين باقيتين.
ومنها صحيح منصور عن أبي عبد الله عليه السلام في امرأة طلقها زوجها واحدة
أو اثنتين ثم تركها حتى تمضي عدتها، فتزوجها غيره، فيموت أو يطلقها، فتزوجها
الأول، قال قال هي عنده على ما بقى من الطلاق.
ومنها صحيح محمد الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام مثله.
ومنها صحيح زرارة عن أبي جعفر عليه السلام ان عليا عليه السلام كان يقول في رجل
يطلق امرأته تطليقة ثم يتزوجها بعد زوج: انها عنده على ما بقى من طلاقها.
ومنها خبر عبد الله بن محمد قال قلت له روى عن أبي عبد الله عليه السلام في الرجل
يطلق امرأته على الكتاب والسنة وتبين منه بواحدة وتزوج زوجا غيره فيموت
عنها أو يطلقها فترجع إلى زوجها الأول انها تكون عنده على تطليقتين وواحدة قد
مضت، فكتب: صدقوا.
158

وهنا اخبار أخر تدل على ذلك أوردها في الوسائل ج 15 - 363، باب 6 من أقسام الطلاق
فلاحظ. وروى الشيخ هذه الأخبار في التهذيب ج 8 - 32 والاستبصار
ج 3 - 273 ثم احتمل فيها وجهين: الحمل على صورة فقد بعض الشروط، والحمل
على التقية واستشهد على الأول بجملة من الروايات وعلى الحمل على التقية بما
رواه ص 34 من التهذيب في الصحيح عن أبي المغيرة عن عمرو بن ثابت عن عبد الله
بن عقيل بن أبي طالب قال: اختلف رجلان في قضية علي عليه السلام وعمر في امرأة
طلقها زوجها تطليقة أو اثنتين فتزوجها آخر فطلقها أو مات عنها، فلما انقضت
عدتها تزوجها الأول فقال عمر: هي على ما بقى من الطلاق، وقال أمير المؤمنين
عليه السلام: سبحان الله أيهدم ثلاثا ولا يهدم واحدة!.
أقول هذه الأخبار مخالفة للكتاب ويجب طرحها وقد أشار عليه السلام بقوله
هذا إلى الأولوية القطعية المتقدمة في مورد الآية، وان الخبر المخالف لمفهوم
موافق الكتاب باطل زخرف يضرب على الجدار.
الثالث ما دل صريحا على هدم نكاح الغير للتطليقة أو التطليقتين فمنها
ما أورده أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره عن ابن محبوب عن إسحاق بن جرير
عن أبي عبد الله عليه السلام قال سأله بعض أصحابنا وأنا حاضر عن رجل طلق امرأته
تطليقة واحدة، ثم تركها حتى بانت منه، ثم تزوجها الزوج الأول، قال: فقال:
نكاح جديد وطلاق جديد، وليس التطليقة الأولى بشئ، هي عنده على ثلاث
تطليقات مستأنفات الحديث. رواه في الوسائل ج 15 - 366 عنه.
2 - ومنها ما رواه في التهذيب ج 8 - 31، والاستبصار ج 3 - 272 عن
أحمد بن محمد بن عيسى عن البرقي عن الجوهري عن رفاعة قال قلت لأبي عبد الله
عليه السلام رجل طلق امرأته تطليقة واحدة، فتبين منه، ثم يتزوجها آخر،
159

فطلقها على السنة، فتبين منه، ثم يتزوجها الأول، على كم هي عنده؟ قال: على
غير شئ، ثم قال: يا رفاعة كيف إذا طلقها ثلاثا، ثم تزوجها ثانية استقبل الطلاق،
فإذا طلقها واحدة كانت على الثنتين؟!.
قلت: والرواية واضحة الدلالة على الأولوية المذكورة، وعلى فساد توهم
اختصاص الهدم بنكاح الغير بعد الثالثة كما عن بعض العامة.
3 - ومنها ما رواه أيضا في التهذيب ج 8 - 30، والاستبصار ج 3 - 271
عن الكليني في الكافي ج 2 - 103 عن حميد عن ابن سماعة عن محمد بن زياد، و
صفوان عن رفاعة عن أبي عبد الله عليه السلام قال سألته عن رجل طلق امرأته حتى بانت
منه وانقضت عدتها، ثم تزوجت زوجا آخر، فطلقها أيضا، ثم تزوجت زوجها
الأول أيهدم ذلك الطلاق الأول؟ قال: نعم.
قال ابن سماعة: وكان ابن بكير يقول: المطلقة إذا طلقها زوجها ثم تركها
حتى تبين، ثم تزوجها، فإنما هي عنده على طلاق مستأنف. قال ابن سماعة:
وذكره الحسين بن هاشم انه سأل ابن بكير عنها، فأجابه بهذا الجواب، فقال له:
سمعت في هذا شيئا؟ فقال: رواية رفاعة، فقال: ان رفاعة روى: انه إذا دخل
بينهما زوج. فقال: زوج وغير زوج عندي سواء. فقلت: سمعت في هذا شيئا؟
فقال: لا، هذا مما رزق الله من الرأي.
قال ابن سماعة: وليس نأخذ بقول ابن بكير، فان الرواية: إذا كان بينهما زوج
4 - ومنها ما رواه بعد ذلك عن محمد بن أبي عبد الله عن معاوية بن حكيم عن
عبد الله بن المغيرة قال سألت عبد الله بن بكير عن رجل طلق امرأته واحدة، ثم
تركها حتى بانت منه، ثم تزوجها، قال: هي معه كما كانت في التزويج، قال
قلت: فان رواية رفاعة: (إذا كان بينهما زوج)؟ فقال لي عبد الله: هذا زوج،
160

قلت: الظاهر أن ما أشار إليه ابن المغيرة من رواية رفاعة هي التي أشار
إليها أيضا الشيخ في ذيل رواية ابن محبوب عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام كما
تقدمت ص 140 وقد رواها عن رفاعة عن ابن عبد الله عليه السلام جماعة منهم: محمد بن
زياد، وصفوان، والقاسم بن محمد الجوهري، ولا يبعد اتحادها مع ما رواه
إسحاق بن جرير عن أبي عبد الله عليه السلام وكونه المراد من بعض أصحابنا فتدبر.
كما أن الظاهر اتحاد روايتي رفاعة بطرق الشيخ في التهذيبين وان الثانية منهما
قطعة من الأولى ففيها زيادة التصريح بمفهوم الموافقة والأولوية القطعية المتقدمة.
وقد اشتركت الروايتان دلالة على هدم التطليقة الأولى عندما خرجت من
العدة وتزوجها غيره ثم طلقها، وعلى حليتها للزوج الأول، وانها عده على
طلاق مستأنف فلا تحتسب التطليقة الأولى، كما أنهما قد اشتركتا دلالة على تفريع
السؤال عن الهدم والاستقبال على تزويج الزوج الأول بها بعد نكاح الغير وطلاقه
ففي الأولى: (ثم يتزوجها الأول، على كم هي عنده؟)، وفي الثانية: (فطلقها
أيضا ثم تزوجت زوجها الأول أيهدم ذلك الطلاق الأول؟).
وقد افترقتا تارة بدلالة الأولى على هدمه للتطليقتين أو الثلاث أيضا مع أن
الهدم فيهما ليس أولى من الهدم للتطليقة الواحدة، وسكوت الثانية عن الهدم
لهما، وأخرى بدلالتها أيضا على أن نكاح الغير بعد ثلث تطليقات هو الأصل في
الهدم، واما هدمه للتطليقتين أو التطليقة فبالأولوية القطعية كما هو الشأن في
الآية المباركة، وثالثة بزيادة الثانية حكاية ابني سماعة وهاشم عن ابن بكير مقالته
المتفرد بها. كما حكاها عنه أيضا ابن المغيرة على ما في الرواية الأخيرة وهذه
الأمور لا توجب اختيار ابن بكير لهذه المقالة كما لا يخفى على المتأهل.
وانما نشأ استدلاله برواية رفاعة، من تفريع الهدم فيها على التزويج بالزوج
161

الأول بعد نكاح الغير وتطليقه لها، إذ لو كان أثر نكاح الغير بها لما كا لتفريعه
على التزويج وجه، فان الزوج الأول انما يحرم عليه بالطلاق الثالث، أمران:
نكاحه بها، ثم تطليقها، و (ح) فنكاح الغير: اما يحلل له النكاح والتطليق معا،
واما يحل النكاح فقط فتبقى حرمة تطليقها بعده إلى الأبد، واما يحلل بنكاح
الغير نكاح الزوج الأول بها، وبتزويجه المستأنف تطليقه لها. وجوه، والآية
المباركة انما دلت صريحا على حليتها للزوج الأول بنكاح الغير من دون تعرض
فيها لهدمه للتطليقات السابقة وجوار الطلاق مستأنفا. واما الروايتان فليس
سياقهما بيان جواز التزويج له بعد نكاح الغير لها، بل الظاهر سياقهما لجواز
الطلاق المستأنف وهدم السابق، وحيث علقه على التزويج المستأنف، أو هم أنه
أثر التزويج المستأنف، لا انه أثر نكاح الغير، والاطلاق يقتضى عدم الفرق في
ذلك بين كونه مسبوقا بنكاح الغير وكون جواز تزويجه مشروطا به وبين غير
المسبوق بنكاح الغير، فاستناد ابن بكير انما كان باطلاق رواية رفاعة، لا بالغاء
خصوصية المورد أو القياس.
ولعل اعتبار المحلل بعد حصر جواز الطلاق بالثلث: اما بلحاظ الرجوع
وتكرره في الطلاق العدى، فإنه يمنع عن استملاك المرأة أمرها، واستقرار
موضعها من الكرامة والشرف، عند اكتفاء الزوج بالتمتع العاجل بها، واما
بلحاظ تهوين شأنها بعدم ذوقه من عسيلتها، والانجذاب نحوها والسكون إليها
كما في المطلقة غير العدية.
وما استظهرناه بالتقريب المتقدم من روايتي رفاعة هو الظاهر من رواية ابن
بكير عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام المتقدمة ص 151 فلاحظها مع تفطن وتدبر
فان المستفاد منها أمور: أحدها: التحفظ على شرائط الطلاق والسنة فيه، بعيدا
162

من البدعة مثل كونه في الطهر، ومع الاختيار، وشهود عدلين وغير ذلك. ثانيها
اختيار الطلاق العدى الذي يمكن له الرجوع إليها في عدتها، فلا يطلق طلاقا
بائنا كالصغيرة، ولا غير المدخول بها، ولا اليائسة، ولا المختلعة، والمبارئة، الا
ان يخافا ان لا يقيما حدود الله تعالى. ثالثها: عدم الرجوع إليها في عدتها إلى أن
ينقضي بالطلاق السني بالمعنى الأخص فيكون الفصل (ح) بينهما بمضي العدة
وعدم ذوقه من عسيلتها، واستملاكها لأمرها، ثم خطبة الرجل جديدا لها كسائر
الخطاب مزيدا لعزها وشرفها ورفع منزلتها عند زوجها وكرامتها عليه.
رابعها: دلالتها على زمان العدة واحكامها ولواحقها. خامسها دلالتها على
فضل هذا النوع من الطلاق ففيه العدل بين المرأة والرجل، وتأديب المرأة إذ
كانت هي السبب للمفارقة وعقوبة يسيرة للرجل فيها وقاية لها من تجريه على
كرامتها فلا يبتلى بالمجازاة بضرورة نكاح الغير بزوجته المطلقة. ولعل هذه الأمور و
غيرها أوجب اختيار عبد الله بن بكير لهذه المقالة المعروفة. هذا ما تيسر لنا من الانتصار
لعبد الله بن بكير الفقيه فاغتنم.
ونختم الكلام في المقام بتوضيح أمور: أحدها: ان المستفاد من الأدلة
كتابا وسنة ان الطلاق لحضاضته ومرجوحيته في الاسلام نظرا إلى كونه حطا
لكرامة المرأة وطريقا إلى حرمانها، يقتضى أثرا خاصا تعليقا شأنيا به يصير
فعليا تنجيزيا بتكرره ثلثا بعد الرجوع إليها في عدتها مرتين فتحرم عليه ابدا
حتى تنكح زوجا غيره.
ثانيها: ان الله تعالى عدلا بين المرأة والرجل، جعل نكاح الغير لها بعد تكرر
الطلاق ثلثا مع رجوعه إليها في عدتها مرتين، هادما لهذا الأثر ومزيلا للحرمة
الأبدية وقد اتفقت الآيات دلالة على أن الطلاق العدى المتكرر
163

يورث التحريم ونكاح الغير يزيله وهو المتيقن من موردهما.
ثالثها: ان جملة من الاخبار كما تقدمت قد دلت على أن الموجب لفعلية
الأثر الشأني التعليقي وتنجزه هو تكرر الطلاق ثلثا مطلقا مع تخلل رجعتين بينها
كما في العدى، أولا كما في السني بالمعنى الأخص، بل زعم جماعة من أصحابنا
شمول اطلاق الكتاب أيضا لذلك وقد أفتى بذلك أصحابنا الامامية منكرين على
ابن بكير عدم تعميمه للطلاق السني، ولكنك قد عرفت المناقشة في اطلاق الآية
وان مورد قوله تعالى (فان طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره)
اما الطلاق الخلع بقرينة قوله تعالى قبل ذلك (ولا يحل لكم ان تأخذوا مما
آتيتموهن شيئا..) واما هو والطلاق العدى المسبوق به ذكرا، كما قد
عرفت المناقشة بقصور الأخبار الدالة على التساوي بين العدى والسني سندا ودلالة
هذا مضافا إلى أن الاخبار المفصلة بين العدى والسني مقيدة للاطلاق المذكوران
لم تكن حاكمة على المطلقات فلاحظ وتدبر، و (ح) لا مثبت لكون الموجب لفعلية
ذلك الاقتضاء وتنجز الأثر هو تكرر الطلاق ثلثا مطلقا، بل مع تخلل رجعتين
في عدتها، فيختص الهادم التام وهو نكاح الغير بذلك.
رابعها ان روايات الشيخ عن رفاعة وزرارة كما تقدمت دلت على زوال المقتضى
أو الأثر الناقص التعليقي المذكور في الطلاق السني باستئناف الزوج النكاح بالمطلقة
بعد انقضاء عدتها باعتبار زوال حرمانها وعود كرامتها باستملاك أمرها وتراجعها
بالزواج الجديد بوجه معروف فهو أيضا هادم كما أن نكاح الغير هادم لذاك. و
في رواية زرارة (فان فعل هذا بها مأة مرة هدم ما قبله وحلت له بلا زوج...)
وفي مرسل الصدوق: (وسمى طلاق السنة طلاق الهدم متى استوفت قروؤها
وتزوجها ثانية هدم الطلاق الأول) وهنا أساس كلام ابن بكير وعدوله عن
164

رأى الأصحاب فلاحظ واغتنم.
روايات في مدح عبد الله بن بكير
1 - فمنها ما في الكافي ج 2 - 180 باب التفاح باسناد صحيح عن عبد الله بن
بكير قال: أرعفت سنة بالمدينة فسئل أصحابنا أبا عبد الله عليه السلام عن شئ يمسك
الرعاف فقال لهم: اسقوه سويق التفاح، فسقوني، فانقطع عنى الرعاف.
2 - ومنها ما رواه الحميري في قرب الاسناد ص 79 عن محمد بن الوليد
عن عبد الله بن بكير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: انا نريد الخروج إلى مكة
مشاة، قال فقال: لا تمشوا، ولكن اخرجوا ركبانا، قال فقلت: أصلحك الله، انه
بلغنا ان الحسن بن علي عليه السلام حج عشرين حجة ماشيا، قال: ان الحسن بن علي عليه السلام
حج وساق معه المحامل والرحال. ورواه الشيخ في التهذيب ج 5 - 12 عن موسى
بن القاسم عن صفوان عن عبد الله بن بكير.
3 - ومنها ما رواه أيضا ص 81 عنه عنه قال حججت في أناس من أهلنا
فأرادوا ان يحرموا قبل ان يبلغوا العقيق، فأبيت، فقلت لهم: ليس الاحرام الا
من الوقت، فخشيت ان لا نجد الماء، فلم أجد بدا من أن أحرم معهم، قال فدخلنا
على أبى عبد الله عليه السلام، فقال له ضريس بن عبد الملك: ان هذا زعم أنه لا ينبغي
الاحرام الا من العقيق، قال: صدق. الحديث
4 - ما رواه في أصول الكافي ج 1 - 337 - 5 باب في الغيبة عن علي بن
إبراهيم عن الحسن بن موسى الخشاب عن عبد الله بن موسى عن عبد الله بن بكير عن
زرارة قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان للغلام غيبة قبل ان يقوم، الحديث
(وهو طويل).
5 - ما رواه أيضا خ 6 عن محمد بن يحيى عن جعفر بن محمد عن إسحاق بن محمد
165

عن يحيى بن المثنى عن عبد الله بن بكير عن عبيد بن زرارة قال سمعت أبا عبد الله
عليه السلام يقول: يفقد الناس امامهم، يشهد الموسم، فيراهم ولا يرونه.
ورواه باسناد عن يحيى بن المثنى عنه مع تفاوت ص 339 - 12.
6 - ما رواه ص 338 - 9 أيضا عن محمد بن يحيى عن جعفر بن محمد عن الحسن
بن معاوية عن عبد الله بن جبلة عن عبد الله بن بكير عن زرارة قال سمعت أبا عبد الله
عليه السلام يقول: ان للقائم عليه السلام غيبة قبل ان يقوم، قلت: ولم؟ قال: انه يخاف،
وأومأ بيده إلى بطنه، يعنى القتل.
ورواه ص 340 - 18 عن العدة عن أحمد بن محمد عن أبيه محمد بن عيسى عن
ابن بكير الحديث نحوه.
7 - ما في التهذيب ج 7 - 317 - 1311 والاستبصار ج 3 - 197: محمد
بن أحمد بن يحيى عن أحمد بن أبي عبد الله عن علي بن أسباط قال سأل ابن فضال
ابن بكير في المسجد، فقال: ما تقولون في امرأة أرضعت غلاما سنتين ثم أرضعت
صبية لها أقل من سنتين حتى تمت السنتان أيفسد ذلك بينهما؟ قال لا يفسد ذلك لأنه
رضاع بعد فطام، وانما قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لارضاع بعد فطام، أي انه إذا تم
للغلام سنتان أو الجارية فقد خرج من حد اللبن فلا يفسد بينه وبين من يشرب
منه، قال وأصحابنا يقولون: انه لا يفسد الا ان يكون الصبى والصبية يشربان
شربة شربة.
8 - ما روى الصدوق في كتابيه (معاني الأخبار ص 266، وعيون أخبار
الرضا ج 1 - 310 - 75) عن أبيه عن أحمد بن إدريس عن (سهل بن زياد عن
معاني الأخبار) علي بن الريان عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان الواسطي عن الحسين
بن خالد الكوفي عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال قلت: جعلت فداك حديث كان
166

يرويه عبد الله بن بكير عن عبيد بن زرارة، قال فقال لي: وما هو؟ قال قلت:
روى عن عبيد انه لقى أبا عبد الله عليه السلام في السنة التي خرج فيها إبراهيم بن عبد الله
بن الحسن، فقال له: جعلت فداك ان هذا قد ألف الكلام وسارع الناس إليه فما
الذي تأمر به؟ قال: فقال: اتقوا الله وأسكنوا ما سكنت السماء والأرض.
قال: وكان عبد الله بن بكير يقول: والله لئن كان عبيد بن زرارة صادقا فما
من خروج وما من قائم. قال: فقال لي أبو الحسن عليه السلام: الحديث على ما رواه
عبيد، وليس على ما تأوله عبد الله بن بكير، انما عنى أبو عبد الله عليه السلام بقوله:
(ما سكنت السماء)، من النداء باسم صاحبك و (ما سكنت الأرض) من الخسف
بالجيش.
قلت: صدق الإمام عليه السلام عبيدا في روايته، ولم يصدق ابن بكير في تأويله
إذ ليس كل خروج ودعوة علوي وسرعة الناس إليه، أمارة على إمامته وكونه الذي
يملأ الأرض عدلا، وانما الذي يملأ الأرض عدلا هو الذي تظهر عند خروجه آيات
في السماء ومنها الصيحة، وفي الأرض ومنها الخسف بالجيش وغير ذلك مما ورد
في علامات الظهور.
وقد ولد عبد الله بن بكير كما قال أبو غالب في الرسالة ص 34. رحبان،
وكان اسمه محمدا، والحسن، (الحسين خ) وعليا..، وعبد الله بن بكير يكنى
أبا على.
6 - عمر بن بكير بن أعين الشيباني
ذكره الشيخ والنجاشي في أولاد بكير كما تقدم ص 32 بل هو ظاهر كلام
أبى غالب. ثم إن ظاهر ما تقدم عن النجاشي في ترجمة أخيه عبد الله: روى عن أبي
عبد الله، وإخوته عبد الحميد، والجهم، وعمر، روى عبد الحميد عن أبي الحسن
167

موسى عليه السلام.. أن عمر بن بكير من أصحاب الصادق عليه السلام ومن روى عنه و
لم يرو عن أبي الحسن عليه السلام. وليس هو عمر بن بكير الاخباري الراوية النسابة
صاحب الحسن بن سهل الذي ذكره ابن النديم في الفهرست ص 162.
(2) - أولاد حمران بن أعين
قال أبو غالب في الرسالة (22) في رواية في أولاد أعين: وولد حمران:
حمزة وعقبة، وبغير هذا الاسناد: ومحمدا. وأيضا فيمن لقى منهم الأئمة (ع) ص 4
: ولقى بعض إخوتهم وجماعة من أولادهم مثل حمزة بن حمران، وعبيد بن زرارة
ومحمد بن حمران وغيرهم أبا عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام ورووا عنه.
وقال النجاشي في حمزة بن حمران بن أعين الشيباني: روى عن أبي عبد الله
عليه السلام، وأخوه أيضا: عقبة بن حمران روى عنه.
وقال الشيخ في الفهرست ترجمة زرارة ص 74 عند ذكر إخوته: منهم
حمران، وكان نحويا، وله ابنان: حمزة بن حمران، ومحمد بن حمران..
1 - حمزة بن حمران بن أعين الكوفي الشيباني
ذكره الشيخ في أصحاب الباقر عليه السلام ص 118 وروى في الكافي ج 2 - 292
والتهذيب ج 10 - 37، ومستطرفات السرائر ص 482 بإسنادهم عن الحسن بن
محبوب عن حمزة بن حمران قال سألت أبا جعفر عليه السلام قلت متى يجب على الغلام ان
يؤخذ بالحدود التامة الحديث.
وروى جماعة عن حمزة بن حمران عن أبي جعفر عليه السلام ذكرناهم في الطبقات
ومنهم محمد بن سنان وذكره البرقي ص 39، والنجاشي ص 108، والشيخ ص 177،
والكشي ص، وأبو غالب ص 4 وابن الغضائري في التكملة ص 102 في أصحاب
الصادق عليه السلام ومن روى عنه، وروى عنه عنه جماعة من الأجلة ذكرناهم في
168

الطبقات: مهم عبيد بن زرارة، وعبد الله بن بكير، وضريس، ومحمد بن أبي عمير،
وعبد الله بن المغيرة، وعلي بن رئاب، ومحمد بن سنان، وهشام بن سالم، و
عبد الرحمان بن الحجاج وغيرهم.
وفي مشيخة الصدوق رقم 356 إليه طريق صحيح عن محمد بن أبي عمير عنه.
وذكره الشيخ في فهرست مصنفي الشيعة ص 64 وروى كتابه باسناده عن ابن
سماعة عنه. وقال النجاشي: له كتاب يرويه عدة من أصحابنا، أخبرنا...
ثم روى باسناده عن صفوان بن يحيى عنه كتابه.
ويدل على منزلة حمزة بن حمران، عموم ما دل على فضل آل أعين، و
منها ما روى ابن الغضائري في التكملة باسناده عن ابن عقدة الحافظ في مدحهم و
فيه: كل واحد منهم كان فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد..
ويظهر من جملة من الروايات منزلة حمزة بن حمران عند أبي عبد الله عليه السلام
منها: ما ورد في لقائه بعد رجوعه من اليمن مع أبي عبد الله عليه السلام وقوله له:
بلغني انك برئت من عمى، يعنى زرارة، قال فقال: أنا لم أتبرء من زرارة ولكنهم
الحديث. رواه الكشي ص 97 باسناد صحيح عن عبد الرحمان بن الحجاج عنه،
وأيضا باسناد آخر عن الهيثم بن حفص العطار عنه.
بل يظهر منها أيضا انه كان من أهل الكلام والمناظرة، فروى الصدوق
في كتاب التوحيد باب الاستطاعة ص 357 باسناد صحيح عن ابن بكير عن حمزة
بن حمران قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام ان لنا كلاما نتكلم به، قال: هاته قلت
نقول الحديث.
وباسناده أيضا عن عبيد بن زرارة عنه قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الاستطاعة
فلم يجبني فدخلت عليه دخلة أخرى فقلت: أصلحك الله انه قد وقع في قلبي منها
169

شئ لا يخرجه الا شئ أسمعه منك، قال فإنه لا يضرك ما كان في قلبك، قلت
أصلحك الله فإني أقول ان الله تبارك وتعالى لم يكلف العباد الا ما يستطيعون، والا
ما يطيقون فإنهم لا يصنعون شيئا من ذلك الا بإرادة الله ومشيته وقضائه وقدره، قال
هذا دين الله الذي انا عليه وآبائي. ورواه الكليني في أصول الكافي ج 1 - 162
باب الاستطاعة عن عبيد عنه نحوه.
وأيضا في تابه (معاني الأخبار ص 212) في الصحيح عن محمد بن سنان
عن حمزة ومحمد ابني حمران قالا: اجتمعنا عند أبي عبد الله عليه السلام في جماعة من
أجلة مواليه وفينا حمران بن أعين فخضنا في المناظرة وحمران ساكت فقال له
أبو عبد الله عليه السلام: مالك لا تتكلم يا حمران الحديث.
وفي كتابه (اكمال الدين ص 228 باب 22) في المصحح بابن سنان عن حمزة
بن حمران عن أبي عبد الله عليه السلام قال لو لم يكن في الأرض الا اثنان لكان أحدهما
الحجة، ولو ذهب أحدهما بقى الحجة.
وفي باب 39 حديث الخضر عليه السلام ص 368 في الصحيح عن ابن أبي عمير
عن حمزة بن حمران وغيره عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال خرج
أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام بالمدينة الحديث بطوله في لقائه
مع الخضر عليه السلام.
وتزويج حمزة بن حمران بنت بكير بن أعين وله في ذلك مع آل بكير
حديث رواه في التهذيب ج 8 - 11
وروى الصدوق في الأمالي ص 351 المجلس 62 باسناد كالصحيح عن ابن أبي
عمير عن حمزة بن حمران قال دخلت إلى الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام فقال لي:
يا حمزة من أين أقبلت؟ قلت من الكوفة، قال فبكى حتى بلت دموعه لحيته
170

فقلت له: يا بن رسول الله مالك أكثرت البكاء؟ فقال: ذكرت عمى زيدا وما صنع
به فبكيت الحديث. ورواه في البحار ج 46 عنه في أحوال زيد من أولاد السجاد
عليه السلام وقد استخبر الإمام عليه السلام عن عمه الشهيد ممن دخل عليه من بطانته
من أعاظم الكوفة مثل الفضيل بن يسار كما في الأمالي المجلس 56 - 311.
قلت: وروايات حمزة بن حمران تدل على منزلته وموضعه من العلم
والفضائل فلا حظ باب الاستئكال بالعلم من (معاني الأخبار) ص 181 والمجلس
الخامس والعشرين ص 107 من كتابه (المجالس والأمالي) في اخبار الصادق عليه السلام
بقتل الإمام الرضا عليه السلام ودفنه بخراسان وأيضا في المجلس الرابع والخمسين
ص 300 في فضائل علي عليه السلام.
2 - عقبة بن حمران بن أعين
ذكره أبو غالب في الرسالة ص 22 في أولاد حمران ولم يذكره الشيخ في
أبنائه عند ذكرهم في ترجمة زرارة ولكن ذكره النجاشي في ترجمة أخيه حمزة
وانه روى أيضا عن أبي عبد الله عليه السلام. كما أن عموم قول ابن عقدة الحافظ
في آل أعين على ما رواه ابن الغضائري في تكملة رسالة أبى غالب ص 100 (كل
واحد منهم كان فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد)، يدل على منزلته في الفقه
والفتوى.
3 - محمد بن حمران بن أعين
ذكره أبو غالب في الرسالة ص 22 في أولاد حمران على رواية وفيمن روى
من آل أعين عن أبي عبد الله عليه السلام ولقوه ص 5 وذكره الشيخ في فهرست أسماء
مصنفي الشيعة ص 148 وروى كتابه باسناده عن ابن أبي عمير وابن أبي نجران عنه.
وذكره أيضا في ترجمة زرارة ص 74 عند ذكر حمران من إخوته وقال: وله
171

ابنان حمزة بن حمران ومحمد بن حمران... ولهم روايات كثيرة وأصول و
تصانيف سنذكرها في أبوابها إن شاء الله، ولهم أيضا روايات عن علي بن الحسين والباقر
والصادق عليهم السلام نذكرهم في كتاب الرجال. وذكره في أصحاب الصادق
عليه السلام من رجاله ص 322 - 676 وقال: مولى بنى شيبان وذكره نحوه البرقي
في أصحابه عليه السلام.
قلت: قد روى محمد بن حمران عن أبي عبد الله عليه السلام، روى عنه عنه جماعة
كثيرة من الاجلاء الثقات ذكرناهم في الطبقات فمنهم: محمد بن أبي عمير، وأحمد
بن محمد بن أبي نصر، وعبد الرحمان بن أبي نجران، وجميل، والحسن بن علي
الوشاء، ويونس، وأبان، ومحمد بن سنان، والحسين بن سعيد، وعلي بن سيف
بن عميرة، وولده إبراهيم بن محمد بن حمران. كما روى عن أبيه حمران وعمه
زرارة عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام
ويدل على فضل محمد بن حمران جملة من الروايات: منها ما رواه الصدوق
في معاني الأخبار ص 212 باب معنى الترتر حمران في الصحيح إلى محمد بن سنان
عن حمزة، ومحمد ابني حمران قالا اجتمعنا عند أبي عبد الله عليه السلام في جماعة من
أجلة مواليه، وفينا حمران بن أعين، فخضنا في المناظرة وحمران ساكت فقال:
مالك لا تتكلم يا حمران الحديث وتقدم تمامه في حمران ص 114. وروى المفيد في الإختصاص
ص 25 عن محمد بن حمران عن الصادق عليه السلام حديثا في طينة المؤمن.
ومنها ما رواه الصدوق في أماليه ص 5 المجلس الثاني والخصال ج 1
ص 101 - 43 باسناده الصحيح عن محمد بن أبي عمير قال حدثني جماعة من مشايخنا
منهم أبان بن عثمان، وهشام بن سالم، ومحمد بن حمران عن الصادق عليه السلام قال:
عجبت لمن فزع من أربع كيف لا يفزع إلى أربع الحديث.
172

قلت: فقد عده مثل محمد بن أبي عمير من مشايخ أصحابنا الامامية من أصحاب
الصادق عليه السلام وهذه منقبة عظيمة.
ومنها - ما رواه ابن الغضائري في التكملة عن ابن عقدة الحافظ في آل
أعين (كل واحد كان فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد).
وروى محمد بن أبي عمير عن محمد بن حمران عن سفيان بن السمط عن عبد الله بن
النجاشي عن أبي عبد الله عليه السلام في أنحاء علوم آل محمد عليهم السلام. رواه المفيد في الإختصاص
ص 286 وأيضا ص 288 عن ابن أبي عمير عن محمد بن حمران عن محمد بن
مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام.
تنبيه: ذكر بعض أعاظم العصر دام بقائه في كلام طويل له في معجم
رجال الحديث: ان محمد بن حمران الذي وقع في كثير من الأسانيد انما هو: محمد
بن حمران النهدي الكوفي الجرجرائي أبو جعفر البزاز الثقة الذي ذكره النجاشي
واما محمد بن حمران بن أعين فلم يوجد له ولا رواية واحدة وان الظاهر اتحادهما
والنجاشي قد اعتقد انه النهدي فذكر الكتاب له، والشيخ اعتقد انه ابن أعين
فذكر الكتاب له، والصحيح ما اعتقده النجاشي بقرينة ذكر الصدوق في المشيخة
طريقا إلى محمد بن حمران وجميل بن دراج بلا تميز، فيه محمد بن أبي عمير عنهما
وذكر طريقا آخر عنه إلى محمد بن حمران، وطريقا آخر عن محمد بن أبي عمير و
صفوان إليه، وقال في باب التيمم ج 1 ص 60 - 13: وسأل محمد بن حمران
النهدي وجميل بن دراج أبا عبد الله عليه السلام الحديث.
قلت: ما ذكره محل نظر ومنع أولا، فلعدم دليل على الاتحاد بعد
تغاير العنوان وذكر الشيخ ابن أعين بكتابه فقط والنجاشي النهدي بكتاب لا
يدل عليه، ونظائر المقام كثيرة كما لا يخفى على المطلع، كما أن عدم وقوف
173

أحدهما على ما رواه الاخر غير عزيز كما حققنا ذلك في شرحنا على فهرست
الشيخ، وفي تهذيب المقال في شرح رجال النجاشي، هذا مع اختلاف من روى
عنه الكتاب في طريقي الشيخ والنجاشي.
وثانيا: ان الشيخ ذكر في أصحاب الصادق عليه السلام ص 322 - 676 محمد بن
حمران بن أعين مولى بنى شيبان وص 285 - 83، محمد بن حمران النهدي
أبو جعفر البزاز الكوفي. وقال البرقي في أصحاب الصادق عليه السلام ص 20
محمد بن حمران، مولى بنى نهد كوفي. وبعد أسماء أيضا: محمد بن حمران بن
أعين مولى (بنى - ظ) شيبان. على أن أبا غالب شيخ هذه العصابة ذكر في أولاد
حمران محمدا، وروى عنه، فاحتمال الاتحاد ضعيف جدا، وان شئت زيادة الوضوح
فلاحظ تصريحات اعلام الرجال بالتعدد، وتمام الكلام في ذلك في كتبنا الموضوعة
لذلك.
وثالثا: ان رواية الصدوق في التيمم عن الكتاب المشترك بينه وبين جميل
كرواية النجاشي له، في ترجمة جميل، ولكتابه المختص في ترجمته، لا تنافى
وجود الكتاب لمحمد بن حمران بن أعين، وان اتحدت الرواة عنه، فقد روى الصدوق
في المشيخة عن محمد بن أبي عمير عن محمد بن حمران وجميل رقم ص 32،
وأيضا عن ابن أبي عمير عن محمد بن حمران رقم 236، وبإسناد غير ذلك عن أحمد
بن محمد بن أبي نصر عن محمد بن حمران في باب غسل الجمعة خبر 12. و
وقد كثر من الشيخ والصدوق الرواية عن رجل بطريق غير طرقهما المذكورة
في الفهرست والمشيخة فلاحظ.
ورابعا: ان قوله: محمد بن حمران بن أعين فلم يوجد له ولا رواية
واحدة كما ترى لا أساس له، فقد صرح أبو غالب في الرسالة ص 5 بأنه ممن
174

روى عن أبي عبد الله عليه السلام ولقاه وذكر من رواياته في ص 26 وقد أخرجنا
رواياته عنه في طبقات أصحابه عليه السلام.
4 - عمران بن حمران
روى الكليني في الكافي ج 2 - 28 باب 66 الشرط في النكاح خبر 8 عن
منصور بن بزرج حديثا في عمران، كما روى الشيخ في التهذيب ج 1 ص 7
والاستبصار ج 1 ص 80 باسناده عن أبي شعيب عن عمران بن حمران انه سمع عبدا
صالحا يقول: من تام وهو جالس لا يتعمد النوم فلا وضوء عليه.
وروى ابن قولويه في كامل الزيارات ص 251 باب 82 باسناده عن محمد
بن الحسين الزيات عن حسين بن عمران قال قلت لأبي الحسين عليه السلام أقصر في مسجد
الحرام أو أتم الحديث.
وفي التهذيب ج 5 ص 431 باسناده عن الصفار عن محمد بن الحسين عن الحسن
بن حماد بن عديس عن عمران بن حمران قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: أقصر
في المسجد الحرام أو أتم الحديث.
وأيضا ص 474 - 1669 عن محمد بن الحسين عن الحسن بن علي بن فضال
عن عمران قال قلت لأبي الحسن عليه السلام الحديث.
قلت - والظاهر أن المراد به: عمران بن حمران الأذرعي الذي ذكره الشيخ
في أصحاب الصادق ع، وفي الفهرست وكذا النجاشي بكتابه وتحقيق ذلك في كتبنا
الموضوعة في ذلك.
5 - بنت حمران بن أعين
وقد تزوج بها ابن عمه ضريس بن عبد الملك بن أعين، فجعل لها ان لا
يتزوج عليها والا يتسرى ابدا في حياتها ولا بعد موتها على أن جعلت له هي
175

ان لا تتزوج بعده، وجعلا عليهما من الهدى والحج والبدن وكل مالهما في
المساكين ان لم يف كل واحد منهما لصاحبه وقال زرارة انه أتى أبا عبد الله
عليه السلام فذكر ذلك له فقال: ان لابنة حمران لحقا، ولن يحملنا ذلك على أن
لا نقول لك الحق، اذهب وتزوج رواه موسى بن بكر عن زرارة كما تقدم
ص 113. ويأتي ما ينفع المقام في ترجمة ضريس.
إبراهيم بن محمد بن حمران بن أعين
قال ابن عقدة الحافظ في آل أعين: (كل واحد منهم كان فقيها يصلح ان
يكون مفتى بلد) رواه ابن الغضائري في تكملته لرسالة أبى غالب ص 100 باسناده
عنه. وروى أبو غالب في الرسالة ص 26 عن محمد بن الحسين عنه عن أبيه عن أبي
عبد الله عليه السلام ان أول من عرف هذا الامر الحديث.
وروى الصدوق في علل الشرايع ص 304 باب 245 باسناده عن علي بن
خطاب الخلال عن إبراهيم بن محمد بن حمران قال خرجنا إلى مكة فدخلنا على
أبى عبد الله عليه السلام فذكر الصلاة على الجنائز الحديث.
وروى الكليني في نوادر الطهارة من الكافي ج 1 ص 21 باسناده عن علي بن
المعلى عن إبراهيم بن محمد بن حمران عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من توضأ،
فتمندل كانت له حسنة الحديث.
وروى عن أبيه محمد بن حمران عن أبي عبد الله عليه السلام، روى عنه إسماعيل
بن منصور (التهذيب ج 7 ص 407 و 461) وعلي بن أسباط في كتاب السفر
من المحاسن (347، 429) وعلي بن المعلى البغدادي (المحاسن كتاب
المآكل 429) ومحمد بن الحسين (رسالة أبى غالب 26).
(3 -) أولاد عبد الرحمن بن أعين
قال أبو غالب في الرسالة 23: وولد عبد الرحمان بن أعين عبد الرحمان،
176

وحمران، وسميعا، وعباسا، وإبراهيم وإسحاق بنى عبد الرحمان بن أعين فذلك
ستة أنفس.
قلت: لم أجد لهم ذكرا في الرجال ولا في الطرق والأسانيد غير ما في كلام
أبى غالب، وقد ذكر من أحفاده:
1 - عبد الرحمان بن حمران بن عبد الرحمان بن أعين.
2 - محمد بن عبد الرحمان بن حمران بن عبد الرحمان بن أعين.
فقال: في الرسالة ص 18 عند ذكر محلة آل أعين بالكوفة: وفي هذه
المحلة دور بنى أعين متقاربة، وقد بقى منها إلى هذا الوقت دار، وقفها محمد بن
عبد الرحمان بن حمران على أهله، ثم على الأقرب (فالأقرب - خ) إليه، وكانت
في أيدي بنى عقبة الشيباني، ولم يتكلم فيها أحد من أهلي، ولا تعرض لها حتى
تكلمت أنا فيها في سنة أربع وستين وثلثمأة، وأشهدت على الحسن بن محمد بن
(علي بن خ -) بن محمد بن عقبة الشيباني الذي كانت في يده انها وقف في يده على بنى
أعين وأخذت من إجارتها ما سلمته إلى ولد عم أبى جعفر بن سليمان، ولم يكن
في كتاب الوقف زيادة في النسب على: محمد بن عبد الرحمان بن حمران بن عبد الرحمان
بن أعين، (وكان في الكتاب شهادة علي بن الحسن بن فضال، ومحمد بن محمد بن عقبة
الشيباني، ومحمد بن هديم الشيباني، وأظنه: محمد بن عبد الرحمان بن حمران بن
أعين. خ).
(4 -) أولاد عبد الملك بن أعين
تقدم ص 121 عن رسالة أبى غالب ص 23 ضريس، وعلى، ومحمد أولاده
ثلثة وقال ص 26: ووجدت في كتاب الصابوني المصري: يونس بن عبد الملك بن
أعين.. ممن روى عن أبي عبد الله عليه السلام. وفى التكملة ص 102: وبها (أي
177

بالقيوم من ارض مصر) قبر غسان بن عبد الملك بن أعين فهؤلاء الذين رووا عن أبي
عبد الله عليه السلام.
1 - ضريس بن عبد الملك بن أعين بن سنسن الشيباني
أبو عمارة الكوفي الكناسي
قال البرقي في أصحاب الباقر عليه السلام فيمن أدركه وروى عنه ص 17 ضريس
بن عبد الملك بن أعين. وذكره أبو عمرو الكشي أيضا في أصحابه عليه السلام ص 202
وزاد في عنوانه: الشيباني ثم قال: حمدويه قال سمعت أشياخي يقولون: ضريس
انما سمى بالكناسي لان تجارته بالكناسة، وكانت تحته بنت حمران، وهو خير،
فاضل، ثقة.
قلت: وعموم ما قاله ابن عقدة الحافظ في آل أعين، يقتضى كون ضريس
فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد. وقد كنى أبوه عبد الملك بن لكبره أو لفضله.
وقال الشيخ في أصحاب الصادق عليه السلام ص 221: ضريس بن عبد الملك بن
أعين الشيباني الكوفي أبو عمارة، وأخوه على.
وروى ابن الغضائري في تكملة رسالة أبى غالب ص 101 عن العقيقي ذكر
ضريس بن عبد الملك بن أعين ممن روى عن أبي عبد الله عليه السلام.
قلت: وقد روى جماعة عن ضريس بن عبد الملك بن أعين الكناسي عن أبي
جعفر عليه السلام ذكرناهم في الطبقات منهم عبد الله بن بكير، وعلي بن رئاب،
وجعفر بن بشير، ومحمد بن يحيى الخثعمي، وقد روى جماعة عنه عن أبي عبد الله
عليه السلام ذكرناهم أيضا في الطبقات منهم: أبان بن عثمان، وزرارة، وعلي بن
رئاب وجميل بن دراج وجميل بن صالح وعثمان بن جبلة، والحسن بن محبوب
وأبو أيوب، وعمر بن أبان الكلبي، وعلي بن الحكم، وشعيب الحداد.
178

ولا يخفى عدم اتحاد ضريس بن عبد الملك بن أعين أبى عمارة الشيباني الكوفي
الكناسي، مع ضريس بن عبد الواحد بن المختار الكناسي الكوفي، وضريس
الوابشي الكوفي، وضريس بن يزيد مولى بنى شيبان الكوفي الذي ذكرناهم
في طبقات أصحاب الصادق عليه السلام.
روايات ضريس
1 - منها ما رواه في أصول الكافي ج 1 - 255 في أن الأئمة عليهم السلام
يعلمون جميع العلوم باسناده عن جعفر بن بشير عن ضريس قال سمعت أبا جعفر
عليه السلام يقول إن لله عز وجل علمين علم مبذول، وعلم مكفوف فاما المبذول
فإنه ليس من شئ تعلمه الملائكة والرسل الا نحن نعلمه الحديث.
2 - ما رواه أيضا ص 261 في الصحيح عن ابن رئاب عن ضريس الكناسي
قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول وعنده أناس من أصحابه: عجبت من قوم يتولونا
ويجعلونا أئمة ويصفون ان طاعتنا مفترضة عليهم كطاعة رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم
يكسرون حجتهم ويخصمون أنفسهم بضعف قلوبهم فينقصونا حققنا ويعيبون ذلك
على من أعطاه الله برهان حق معرفتنا والتسليم لأمرنا! أترون ان الله تبارك وتعالى
افترض طاعة أوليائه على عباده ثم يخفى عنهم اخبار السماوات والأرض ويقطع
عنهم مواد العلم فيما يرد عليهم مما فيه قوام دينهم؟! فقال له حمران: جعلت فداك
أرأيت ما كان من أمر قيام علي بن أبي طالب والحسن والحسين عليهم السلام و
خروجهم وقيامهم بدين الله عز ذكره الحديث وهو طويل.
3 - ما رواه البرقي في المحاسن بعد باب قبول العمل ص 169 باسناده عن
حنان بن أبي على عن ضريس الكناسي قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله
(وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد) فقال هو والله هذا
179

الامر الذي أنتم عليه.
4 - ما رواه في أصول الكافي ج 1 - 225 في الصحيح عن شعيب الحداد
عن ضريس الكناسي قال كنت عند أبي عبد الله عليه السلام وعنده أبو بصير فقال أبو عبد الله
عليه السلام ان داود عليه السلام ورث علم الأنبياء، وان سليمان ورث داود، وأن محمدا
صلى الله عليه وآله ورث سليمان وانا ورثنا محمدا صلى الله عليه وآله، وان عندنا
صحف إبراهيم وألواح موسى عليهما السلام الحديث.
5 - ما رواه أيضا في أصوله ج 1 - 546 - 16 باب الفيئ والخمس والأنفال
في الصحيح عن ابن محبوب عن ضريس الكناسي قال قال أبو عبد الله عليه السلام من أين
دخل على الناس الزناء؟ قلت: لا أدري جعلت فداك، قال: من قبل خمسنا أهل البيت
، الا شيعتنا الأطيبين فإنه محلل لهم لميلادهم.
6 - ما رواه الصدوق في (الاكمال باب 22 ص 226) في الصحيح عن عمر
بن أبان عن ضريس الكناسي عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل (كل شئ
هالك الا وجهه) قال: نحن الوجه الذي يؤتى الله عز وجل منه.
7 - ما في البحار ج 47 - 76 عن محاسن البرقي: قال الصادق عليه السلام لضريس
الكناسي: لم سماك أبوك ضريسا؟ قال: كما سماك أبوك جعفرا، قال: انما سماك
أبوك ضريسا بجهل لان لإبليس ابنا يقول له: ضريس، وان أبى عليه السلام سماني
جعفرا بعلم على أنه اسم نهر في الجنة، اما سمعت قول ذي الرمة:
أبكى الوليد أبا الوليد أخا الوليد فتى العشيرة
قد كان غيثا في السنين وجعفرا غدقا وميرة
وتقدم ص 125 عن الكشي ص 117 هذا الحديث مع تفاوت سندا ومتنا
فلاحظ.
180

8 - ما رواه في التهذيب ج 6 - 337 في الصحيح عن علي بن عطية قال
أخبرني زرارة قال اشترى ضريس بن عبد الملك وأخوه من هبيرة أرزا بثلاثمأة
الف قال فقلت له: ويلك، أو: ويحك انظر إلى خمس هذا المال فابعث به إليه
واحتبس الباقي، قال: فأبى ذلك، قال: فأدى المال: وقدم هؤلاء، فذهب أمر
بنى أمية، قال فقلت ذلك لأبي عبد الله عليه السلام، فقال: مبادرا للجواب: هو له
هو له، فقلت له انه قد أداها فعض على إصبعه.
9 - ما رواه في التهذيب ج 7 - 371، و الاستبصار ج 3 - 231، والكافي
ج 2 - 28 باسنادهما عن ابن بكير عن زرارة قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام:
ان ضريسا كانت تحته ابنة حمران فجعل لها ان يتزوج عليها ابدا في حياتها ولا
بعد موتها على أن جعلت له هي ان لا تتزوج بعده، فجعلا عليهما من الحج والعمرة
والهدى والنذور وكل ما يملكانه في المساكين وكل مملوك لهم حران لم يف كل
واحد منهما لصاحبه، ثم انه أتى أبا عبد الله عليه السلام وذكر ذلك له، فقال:
ان لأبيها حمران حقا ولا يحملنا ذلك على أن لا نقول لك الحق، اذهب فتزوج و
تسر فان ذلك ليس بشئ، وليس عليك شئ ولا عليها، وليس ذلك الذي صنعتما
بشئ، فتسرى، وولد له بعد ذلك أولاد.
ورواه في الفقيه ج 3 - 270 باسناده عن موسى بن بكر عن زرارة وقد تقدمت
الإشارة إلى هذه الرواية بأسانيدها في ابنه حمران ص 113.
10 - ما رواه الكشي في ترجمة أبى خالد الكابلي ص 79 باسناده عن ابن
مسكان عن ضريس قال قال لي أبو خالد الكابلي: اما انى سأحدثك بحديث ان رأيتموه
وأنا حي ثلت: صدقت، وان مت قبل ان تراه ترحمت على ودعوت لي: سمعت
علي بن الحسين صلوات الله عليهما يقول الحديث، وفيه اخباره بظهوره الغلاة
181

وبرائته منهم.
قلت: لم يذكر أبو غالب في الرسالة أولاد ضريس، وقد صرح فيما رواه
المشايخ بان له أولادا.
2 - علي بن عبد الملك بن أعين الشيباني
ذكره الشيخ في أصحاب الصادق عليه السلام ص 242 - 497، وأبو غالب في
الرسالة ص 23 عند ذكر أولاد عبد الملك. وعموم المدح المتقدم عن ابن عقدة
الحافظ، في آل أعين (كل واحد كان فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد) يشمله.
3 - غسان بن عبد الملك بن أعين
حكى ابن الغضائري في تكملة الرسالة ص 101 عن كتاب رجال العقيقي
أولاد أعين وقال: وكان ولد قعنب بالفيوم من ارض مصر، وبها قبر غسان بن عبد الملك
بن أعين، فهؤلاء أولادهم الذين رووا عن أبي عبد الله عليه السلام، وروى أن بنى أعين
أقاموا أربعين سنة رجلا، كلما مات منهم رجل ولد لهم ذكر. قلت: ويشمله
عموم المدائح في آل أعين، وما تقدم عن ابن عقدة فيهم.
4 - المثنى بن عبد الملك بن أعين
روى في الكافي ج 2 - 272 عن حميد عن الحسن بن سماعة عن جعفر بن
سماعة عن مثنى بن عبد الملك بن أعين عن أحدهما عليهما السلام قال: ليس للنساء
من الدور والعقار شئ.
5 - محمد بن عبد الملك بن أعين أبو على الشيباني
ذكره أبو غالب في أولاد عبد الملك المحصورين في الثلاثة ص 23 وذكره
الشيخ في أصحاب الصادق عليه السلام ص 294 - 222. وعموم المدائح في آل أعين،
وما ذكره ابن عقدة (كل واحد منهم كان فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد)
182

يشمله.
6 - يونس بن عبد الملك بن أعين الشيباني
ذكره أبو غالب في الرسالة ص 26 في أولاد أعين وقال: ووجدت في كتاب الصابوني
المصري: يونس بن عبد الملك بن أعين، ويونس بن قعنب بن أعين ممن روى
عن أبي عبد الله عليه السلام. وعموم المدائح في آل أعين ومنها مدح ابن عقدة يشمله.
وفي مجمع الرجال للقهبائي عن الشيخ في أصحاب الصادق عليه السلام: يونس
الشيباني، وأيضا يونس النسائي، روى عنه صالح بن عقبة. والموجود في المطبوع
من رجال الشيخ هو الثاني.
فقد روى في التهذيب ج 2 ص 47 وص 282 في الصحيح عن صالح بن عقبة
عن يونس الشيباني عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلت له: أؤذن وأنا راكب؟ قال نعم
قلت: فأقيم وانا راكب قال لا، الحديث.
وأيضا في ج 7 - 19 في الصحيح عن صالح بن عقبة عنه قال قلت لأبي عبد الله
عليه السلام: الرجل يبيع البيع، والبايع يعلم أنه لا يسوى والمشتري يعلم أنه لا يسوى
الا انه يعلم أنه سيرجع فيه فيشتريه منه؟ قال: فقال: يا يونس ان رسول الله صلى الله عليه وآله
قال لجابر بن عبد الله: كيف أنت إذا ظهر الجور وأورثتم الذل؟ قال فقال له
جابر: لا أبقيت إلى ذلك الزمان، ومتى يكون ذل بأبي أنت وأمي؟ قال:
إذا ظهر الربا، يا يونس وهذا الربا وان لم تشتره منه رده عليك؟ قال قلت نعم.
قال فقال: لا تقربنه فلا تقربنه.
قلت: ومن رواياته هذه وما رواه في دية الحوامل والحمول
يظهر موضعه في الفقه فلاحظ ما رواه في التهذيب ج 10 - 283 و 284
والكافي ج 2 - 337.
183

(5) - أولاد قعنب بن أعين
تقدم ص 127 ترجمة قعنب وانه كان يذهب مذهب العامة والمرجئة مخالفا
لإخوته مذهبا، وان ولده كانوا بالفيوم من ارض مصر.
1 - جعفر بن قعنب بن أعين الكوفي
ذكره البرقي في أصحاب الصادق عليه السلام ص 33 وقال الشيخ في أصحابه
ص 9 - 162: جعفر بن قعنب بن أعين الكوفي، وبعد أسماء أيضا ص 74 - 165
مثله بلا ذكر الكوفي. وذكره ابن الغضائري في تكملة رسالة أبى غالب ص 102
حكاية عن العقيقي في رجاله أولاد أعين قائلا: وجعفر بن قعنب بن أعين، وكان ولد
قعنب بالفيوم من ارض مصر،.. فهؤلاء أولادهم الذين رووا عن أبي عبد الله
عليه السلام، وروى أن بنى أعين أقاموا أربعين سنة رجلا كلما مات منهم رجل
ولد لهم ذكر.
قلت: ومدائح آل أعين تشمله ومنها ان كل واحد منهم كان فقيها يصلح
ان يكون مفتى بلد.
2 - يونس بن قعنب بن أعين
ذكره أبو غالب في الرسالة ص 26 وقال: ووجدت في كتاب الصابوني
المصري: يونس بن عبد الملك بن أعين ويونس بن قعنب بن أعين ممن روى عن أبي
عبد الله عليه السلام، وذكر فيه أيضا: ان ولد الجعفر بالفيوم من ارض مصر، فيها
قبر عثمان بن مالك بن أعين، ويونس بن قعنب بن أعين.
قلت: لم أجد له ترجمة ولا رواية، وعموم المدائح في آل أعين ومدح
ابن عقدة الحافظ لهم: (كل واحد منهم كان فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد)
يشمله.
184

(6) - أولاد مالك بن أعين
تقدمت ترجمة مالك ص 128.
1 - بريد بن مالك بن أعين
روى في الكافي ج 2 - 204 في الصحيح عن صفوان عن بريد بن مالك بن
أعين قال دخلت على أبى جعفر عليه السلام وعليه ملحفة سمراء جديدة، شديد الحمرة
الحديث.
2 - عثمان بن مالك بن أعين
ذكره أبو غالب في الرسالة ص 26 ممن كان قبره بالفيوم من ارض مصر
من أولاد أعين.
3 - غسان بن مالك بن أعين
ذكره الشيخ في أصحاب الصادق عليه السلام ص 269 - 7
أحفاد بنى أعين
قد ظهر مما سبق في أولاد زرارة بن أعين انه لم يبق من ولد زرارة من له
ذكر في الرجال والحديث غير محمد بن عبد الله بن زرارة وتقدمت ترجمته ص 96
كما أنه ليس لأحفاد إخوة زرارة أيضا ذكر، وانقطع ذكر آل زرارة الا بأحفاد
بكير بن أعين، ولعله لذلك سمى آل أعين وآل زرارة بالبكريين كما تقدم ص 30
ولم يبق من أولاد عبد الرحمان بن أعين الا عبد الرحمان بن حمران بن عبد الرحمان
بن أعين، ومحمد بن عبد الرحمان بن حمران بن عبد الرحمان بن أعين كما تقدم
ص 177.
185

بقية آل زرارة بن أعين
1 - الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين أبو محمد الشيباني
قد عرفت ان آل أعين وزرارة قد انقطع خبرهم الا بمن كان من ولد
الجهم بن بكير بن أعين وتقدم ص 30 وقيل في نسبتهم: الجهميين.
قال أبو غالب في الرسالة ص 8: وكان جدنا الأدنى الحسن بن الجهم من
خواص سيدنا ومولانا أبى الحسن الرضا عليه السلام، وله كتاب معروف، وقد رويته
عن أبي عبد الله أحمد بن محمد العاصمي.. وكان للحسن بن الجهم جدنا
أبناء: سليمان، ومحمد، والحسين، ولا أدري أيهم أسن، ولم يبق لمحمد والحسين
ولد، وقد روى محمد بن الحسن بن الجهم الحديث. روى عنه علي بن الحسن بن
فضال عن عبد الله بن ميمون القداح، وغيره. وكانت أم الحسن بن الجهم ابنة عبيد
بن زرارة ومن هذه الجهة نسبنا إلى زرارة، ونحن من ولد بكير، وكنا قبل ذلك
تعرف بولد الجهم، ولنا درب.. وكان تعرف بدرب الجهم إلى أن فنى بنى
أعين.. وأول من نسب منا إلى زرارة جدنا سليمان، نسبه إليه سيدنا أبو الحسن
علي بن محمد صاحب العسكر عليهما السلام.. وأمه أم ولد يقال لها (رومية) وكان
الحسن بن الجهم اشتراها حلبا، ومعه ابنة لها صغيرة، فرباها، فخرجت بارعة
الجمال، وأدبها فحسن أدبها..
قلت: كان الحسن بن الجهم من ثقات مصنفي أصحاب الكاظم والرضا
عليهما السلام ومن كان له عندهما منزلة وذكره النجاشي في مصنفي الشيعة كما
في العنوان وقال: ثقة روى عن أبي الحسن والرضا عليهما السلام، له كتاب
تختلف الروايات فيه. ثم رواه باسناده عن الحسن بن علي بن فضال عنه.
قلت: وروى أبو غالب كتابه بطريقه في الرسالة ص 81 رقم 88 وذكر
186

لنسختيه توصيفا.
وذكره الشيخ في الفهرست ص 47 وقال: له مسائل. ثم رواه باسناده عن
ابن فضال عنه وذكره أيضا في رجاله في أصحاب الكاظم عليه السلام ص 347 قائلا:
الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين ثقة. وأيضا في أصحاب الرضا عليه السلام ص 373
قائلا: الحسن بن الجهم الرازي.
قتل: لعل (الرازي) مصحف (الزراري) كما أن (الحسين) في النسخة
المطبوعة مصحف وذكره البرقي أيضا في أصحاب الكاظم عليه السلام، وذكرناه في طبقات أصحابه
عليه السلام بمن روى عنه عليه السلام منهم: علي بن أسباط، والحسن بن علي بن فضال،
والحسن بن صدقة، ومحمد بن القاسم، وعمر بن سعيد، وإبراهيم بن هاشم.
وروى عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، روى عنه عنه هؤلاء، وسعد بن سعد
وعلي بن فضال، ومحمد بن عبد الحميد وغيرهم ذكرناهم في طبقات أصحابه.
روايات تدل على منزلة الحسن بن الجهم عند الإمام (ع)
1 - ما رواه في الكافي ج 2 - 213، والفقيه ج 1 - 69 في الصحيح عن
ابن فضال عن الحسن بن الجهم انه دخل على أبى الحسن موسى بن جعفر عليهما
السلام، وقد اختضب بالسواد الحديث.
2 - ما تدل انه كان يعرف قبر أمير المؤمنين عليه السلام ولا يعرفه ذلك الوقت
الا الخواص من الشيعة وهو ما رواه ابن قولويه في كامل الزيارات ص 35 باب 9
خبر 8 باسنادين صحيحين عن ابن فضال عن الحسن بن الجهم بن بكير قال ذكرت
لأبي الحسن عليه السلام يحيى بن موسى، وتعرضه لمن يأتي قبر أمير المؤمنين عليه السلام
وانه كان منزله موضعا كان يقال به (الثوية) يتنزه إليه، الا وقبر أمير المؤمنين
عليه السلام فوق ذلك قليلا، وهو الموضع الذي روى صفوان الجمال ان أبا عبد الله
187

عليه السلام وصفه له، قال له فيما ذكر: إذا انتهيت إلى الغري ظهر الكوفة فاجعله
خلف ظهرك وتوجه خلف النجف وتيامن قليلا فإذا انتهيت إلى الذكوات البيض
والثنية امامه فذلك قبر أمير المؤمنين عليه السلام، وأنا أتيته كثيرا، ومن أصحابنا
من لا يرى ذلك ويقول: هو في المسجد، وبعضهم يقول: هو في القصر، فأرد
عليهم: ان الله لم يكن ليجعل قبر أمير المؤمنين عليه السلام في القصر في منازل الظالمين
ولم يكن يدفن في المسجد، وهم يريدون ستره، فأينا أصوب؟ قال: أنت أصوب
منهم، اخذت بقول جعفر بن محمد عليهما السلام، قال ثم قال لي يا أبا محمد ما أرى
أحدا من أصحابنا يقول بقولك ولا يذهب مذهبك فقلت له جعلت فداك اما ذلك شئ من الله
قال اجل ان الله يوفق من يشاء ويؤمن عليه، فقل ذلك بتوفيق الله واحمده عليه.
قلت: وقد ذكر جماعة من العامة منهم ابن سعد في الطبقات، والخطيب
البغدادي في تاريخه ان قبره عليه السلام في القصر، والعجب أن ابن سعد روى أنه
عليه السلام أبى ان ينزل القصر يوم دخل الكوفة، ولكن تبعهم في القول بدفنه في القصر
3 - ما رواه في الخصال ج 1 - 11 في الصحيح عن الحسن بن الجهم عن أبي
الحسن الأول عليه السلام قال: ما بقى من أمثال الأنبياء الا كلمة واحدة:
إذا لم تستحي فاعمل ما شئت. وقال: اما انها في بنى أمية.
4 - ما رواه أيضا ص 128 أبواب الخمسة في الصحيح عنه قال قال أبو الحسن
موسى بن جعفر عليه السلام: خمس من السنن في الرأس وخمس في الجسد
الحديث.
5 - ما رواه الشيخ في كتاب الغيبة في العلامات قبل ظهور الإمام عليه السلام
ص 272 - 28 في الموثق عن الحسن بن الجهم قال سال رجل أبا الحسن عليه السلام
عن الفرج فقال: ما تريد؟ الاكثار، أو أجمل لك؟ فقلت، أريد تجمله لي،
188

فقال: إذا تحركت رايات قيس بمصر، ورايات كندة بخراسان أو ذكر غير كندة.
6 - ما رواه أيضا ص 276 - 49 بالاسناد عنه قال سألت أبا الحسن عليه السلام
عن شئ من الفرج فقال: أو لست تعلم أن انتظار الفرج من الفرج؟ قلت: لا أدري
الا ان تعلمني، فقل: نعم، انتظار الفرج من الفرج.
7 - ما في التهذيب ج 6 - 14 في الصحيح عن الحسن بن الجهم قال سألت
أبا الحسن عليه السلام أيهما أفضل المقام بمكة أو المدينة؟ قال: أي شئ تقول أنت؟
قال قلت: وما قولي مع قولك، قال فقال: ان قولك يرد إلى قولي، قال فقلت له
اما انا فأزعم ان المقام بالمدينة أفضل من المقام بمكة، قال فقال: اما لئن قلت
ذلك لقد قال أبو عبد الله عليه السلام ذلك يوم فطر وجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله،
فسلم عليه في المسجد ثم قال: قد فضلنا الناس اليوم بسلامنا على رسول الله صلى الله
عليه وآله.
وروى ابن قولويه في كامل الزيارات ص 331 باب النوادر باسناده عنه
الحديث مع تفاوت وفيه: قلت: نحن نقول في الحسين عليه السلام فكيف في النبي صلى الله
عليه وآله قال اما لئن قلت ذلك لقد شهد أبو عبد الله عليه السلام عيدا بالمدينة الحديث.
8 - ما رواه في التهذيب ج 7 - 297 والاستبصار ج 3 - 178 عن الكافي
ج 2 - 14 في نكاح الذمية في الصحيح عن الحسن بن الجهم قال قال لي أبو الحسن
الرضا عليه السلام يا با محمد ما تقول في رجل يتزوج نصرانية على مسلمة؟ قلت جعلت
فداك وما قولي بين يديك؟ قال: لتقولن فان ذلك تعلم به قولي، قلت: لا يجوز
تزويج النصرانية على مسلمة ولا غير مسلمة قال: لم، قلت: لقول الله عز وجل:
(ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن) قال فما تقول في هذه الآية (والمحصنات من
الذين أوتوا الكتاب من قبلكم)؟ قلت: قوله (ولا تنكحوا المشركات) نسخت هذه
189

الآية، فتبسم، ثم سكت.
9 - ما رواه في الكافي ج 2 - 330، باب 32 من الديات خبر 9 و 10 في
الصحيح عن يونس وابن فضال، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في حديث عرض
كتاب الديات عليه، قال يونس: فعرضت عليه الكتاب فقال هو صحيح. وعن الحسن
بن الجهم قال: عرضته على أبى الحسن الرضا عليه السلام فقال لي: اروه فإنه صحيح
الحديث.
10 - ما رواه في باب الكحل من الكافي ج 2 - 217 في الصحيح عن الحسن
بن الجهم قال أراني أبو الحسن عليه السلام ميلا من حديد، ومكحلة من عظام، فقال:
هذا كان لأبي الحسن عليه السلام فاكتحل به، فاكتحلت.
11 - ما رواه الشيخ المفيد في الارشاد ص 318 والكليني في أصول الكافي
ج 1 - 321 في النص على امامة أبى جعفر الجواد عليه السلام من أبيه باسناده عن الحسن
بن الجهم قال كنت مع أبي الحسن عليه السلام جالسا، فدعا بابنه وهو صغير، فأجلسه
في حجري، فقال لي جرده وانزع قميصه، فنزعته، فقال لي: انظر بين كتفيه،
فنظرت، فإذا في أحد كتفيه شبيه بالخاتم، داخل في اللحم، ثم قال: أترى هذا؟
كان مثله في هذا الموضع من أبى عليه السلام.
12 - ما رواه في قرب الاسناد ص 174 عن الحسن بن الجهم عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام قال سمعته يقول: لموضع الأسطوانة مما يلي صحن المسجد مسجد
فاطمة عليها السلام.
13 - ما رواه أيضا عنه قال: وكتب (عليه السلام) إلى بعد ما انصرف (انصرفت - خ ل)
من مكة في صفر: يحدث إلى أربعة أشهر قبلكم حدث، فكان أمر محمد بن إبراهيم
وامر أهل بغداد، وامر أصحاب زبير وهزيمتهم.
190

14 - ما رواه الصدوق في العيون ج 2 - 200 باب 46 ما جاء عن الرضا عليه السلام
في وجه دلائل الأئمة باسناده عن الحسن بن الجهم قال حضرت مجلس المأمون
يوما وعنده علي بن موسى الرضا عليه السلام وقد اجتمع الفقهاء وأهل الكلام من الفرق
المختلفة فسئله بعضهم فقال له: يا بن رسول الله بأي شئ تصح الإمامة لمدعيها؟ قال
بالنص والدليل، قال له: فدلالة الامام فيما هي؟ قال في العلم، واستجابة الدعوة
قال فما وجه أخبار كم بما يكون؟ قال: ذلك بعهد معهود إلينا من رسول الله
صلى الله عليه وآله الحديث.
15 - ما رواه أيضا ص 147 باب 40 - 18 علة تقبل الإمام الرضا عليه السلام
ولاية العهد باسناده عن الحسن بن الجهم قال حدثني أبي قال صعد المأمون المنبر
لما بايع علي بن موسى الرضا عليه السلام فقال: أيها الناس جائتكم بيعة علي بن
موسى الحديث.
قلت: تقدم ذكر الجهم بن بكير بن أعين وانه ممن روى عن الصادق عليه السلام.
16 - ما رواه في قرب الاسناد ص 173 في الصحيح عن ابن فضال قال سمعت الرضا
عليه السلام يقول (إلى أن قال) فقال له الحسن بن الجهم: فأهل الجبر قال: وما
يقولون؟ قال: يزعمون أن الله تبارك وتعالى كلف العباد ما لا يطيقون. قال فأنتم
ما تقولون؟ قال: نقول: ان الله لا يكلف أحدا ما لا يطيق، ونخالف أهل القدر
فنقول لا يكون، فقال: جف القلم بحقيقة الايمان لمن صدق وآمن، وجف القلم
بحقيقة الكفر لمن كذب وعصى الحديث.
17 - روى الصدوق في العيون ج 2 - 49 - 192 باسناده عن محمد بن أسباط
عن الحسن بن الجهم قال سألت الرضا عليه السلام فقلت له: جعلت فداك ما حد التوكل؟
فقال لي: ان لا تخاف مع الله أحدا، قال قلت: فما حد التواضع؟ قال: ان تعطى
191

الناس من نفسك ما تحب ان يعطوك مثله، قال قلت، جعلت فداك اشتهى ان اعلم
كيف أنا عندك؟ قال: انظر كيف أنا عندك.
18 - وأيضا ص 235 باب 58 - 6 باسناده عن أبي الخير صالح بن أبي حماد
عن الحسن بن الجهم قال كنت عند الرضا عليه السلام وعنده زيد بن موسى أخوه وهو
يقول: يا زيد اتق الله! فإنه بلغنا ما بلغنا بالتقوى، فمن لم يتق الله ولم يراقبه
فليس منا ولسنا منه يا زيد إياك ان تهين من به تصول من شيعتنا فيذهب نورك،
يا زيد ان شيعتنا انما أبغضهم الناس وعادوهم واستحلوا دمائهم وأموالهم لمحبتهم
لنا واعتقادهم لولايتنا، فان أنت أسأت إليهم ظلمت نفسك وبطلت حقك.
قال الحسن بن الجهم ثم التفت عليه السلام إلى فقال لي: يا بن الجهم من
خالف دين الله فأبرأ منه كائنا من كان من أي قبيلة كان، ومن عادى الله فلا نواله
كائنا من كان من أي قبيلة كان، فقلت له: يا بن رسول الله ومن الذي يعادي الله تعالى؟
قال: من يعصبه.
19 - ما رواه الشيخ في التهذيب ج 7 - 272 والاستبصار ج 3 - 154 عن
الكليني في الكافي ج 2 - 49 باب 113 من النكاح باسناده عن الحسن بن صدقة
قال سئلت أبا الحسن عليه السلام فقلت ان بعض أصحابنا روى أن للرجل ان ينكح
جارية ابنه وجارية ابنته، ولى ابنة وابن ولا بنتي جارية اشتريتها لها من صداقها،
أفيحل لي أن أطأها؟ فقال: لا الا باذنها. قال الحسن بن الجهم: أليس قد جاء ان
هذا جائز؟ قال: نعم ذلك إذا كان هو سببه، ثم التفت إلى، وأومى نحوي بالسبابة
فقال إذا اشتريت أنت لابنتك جارية أو لا بنك وكان الابن صغيرا ولم يطأها،
حل لك ان تقبضها فتنكحها والا فلا الا بإذنهما.
192

2 - الحسين بن الجهم
ذكره الشيخ في أصحاب الصادق عليه السلام ص 373 - 28 قائلا: الحسين بن جهم
الرازي. ولا يبعد كون (الرازي) مصحف (الزراري) كما سبق احتمال كون
(الحسين) مصحف (الحسن). وقال البرقي في أصحاب الكاظم عليه السلام ص 52:
الحسين بن الجهم الرازي.
3 - علي بن الجهم
روى الصدوق في كتابيه: (معاني الأخبار ص 268 باب معنى قوله لا يأبى
الكرامة، والعيون ج 1 - 311 - 78) باسناده عن ابن فضال عن علي بن الجهم
قال سمعت أبا الحسن موسى عليه السلام يقول: لا يأبى الكرامة الا حمار الحديث.
محمد بن الجهم
يأتي ذكر ابنه على، ولكن لم أجد له ترجمة ولا رواية ولا ذكرا في الرجال
علي بن محمد بن الجهم
روى الصدوق (في كتاب التوحيد ص 56 و 109 و 121) باسناده عن حمدان
بن سليمان النيسابوري عن علي بن محمد بن الجهم قال حضرت مجلس المأمون و
عنده الرضا علي بن موسى عليه السلام فقال له المأمون يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أليس من
قولك: ان الأنبياء معصومون الحديث ورواه في عيون أخبار الرضا ج 1 - 195 باب 15
وروى في العيون ج 1 - 271 باسناده عن أحمد بن علي الأنصاري عنه قال
سمعت المأمون يسأل الرضا علي بن موسى عليهما السلام عما يرويه الناس من أمر
الزهرة الحديث.
قلت: لا شاهد لاتحاده مع علي بن محمد بن الجهم بن بكير بن أعين الشيباني
193

بل قال الصدوق في العيون في آخر الحديث: هذا الحديث غريب من طريق علي بن
محمد بن الجهم مع نصبه وبغضه وعداوته لأهل البيت. قلت وفي الحديث وما
قبله ما يؤكد كلام الصدوق فلاحظ.
وقد تعدد المسمون بجهم من طبقة جهم بن بكير بن أعين فلاحظ. ولم أجد له تميزا
وقد قال أبو غالب في الرسالة ص 11 عند ذكر الجهم بن بكير: ولم اقف على ولد
له غير الحسن، وبولده بقى آل أعين إلى عصر الغيبة.
أولاد الحسن بن الجهم
1 - الحسين بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين
ذكره أبو غالب في الرسالة ص 10 قال وكان للحسن بن الجهم جدنا أبناء:
سليمان ومحمد والحسين، ولا أدري أيهم أسن، ولم يبق لمحمد والحسين ولد. ويظهر مما
يأتي في سليمان بقاء جماعة من آل أعين بالكوفة إلى أيام عود سليمان بن الحسن
من خراسان، إذ نزل بهم وفي دور أهله ومحلتهم. ولعلهم كانوا غير معروفين
بالحديث والرواية.
2 - سليمان بن الحسن بن الجهم الزراري
كان سليمان من أصحاب الهادي عليه السلام ذا منزلة ووجاهة عنده، وكيلا له في
بغداد والكوفة. وصريح ما تقدم عن أبي غالب ان بقية آل أعين إلى عصر الغيبة من
ولد سليمان فقال في الرسالة ص 11: وأول من نسب منا إلى زرارة جدنا سليمان
نسبه إليه سيدنا أبو الحسن علي بن محمد صاحب العسكر عليهما السلام، وكان إذا
ذكره في توقيعاته إلى غيره قال: الزراري، تورية عنه وسترا له، ثم اتسع ذلك
وسمينا به، وكان عليه السلام يكاتبه في أمور له بالكوفة وبغداد.
194

وأمه أم ولد يقال لها: رومية، وكان الحسن بن الجهم اشتراها جلبا ومعه
ابنة صغيرة، فرباها، فخرجت بارعة الجمال، وأدبها، فحسن أدبها، فاشتريت
لعبد الله بن طاهر (1) فأولدها عبيد الله بن عبد الله، وكان سليمان خال عبيد (عبد خ ل) الله
وانتقل إليه من الكوفة، وباع عقاره بها في محلة بنى أعين، وخرج معه
إلى خراسان عند خروجه إليها، فتزوج بنيشابور امرأة من وجوه أهلها
وأرباب النعم، فولدت له بنيشابور ابنا أسماه احمد، مات في حياة أبيه، وولدت له
جدي محمد بن سليمان، وعم أبى علي بن سليمان، وأختا لهما، تزوجها عند عود
سليمان إلى الكوفة، محمد بن يحيى المعادي، فأولدها محمد بن محمد بن يحيى وأخته
فاطمة بنت محمد، وقد روى محمد بن يحيى طرفا من الحديث ولم يطل أعمارهما فيكثر
النقل عنهما.
فلما انصرف آل طاهر عن خراسان أراد سليمان ان ينقل عياله بها (منها - ظ)
وولده إلى العراق فامتنعت زوجته ووطنت بعمها وأهلها، فاحتال عليها بالحج
ووعدها الرجوع بها إلى خراسان، فرغبت في الحج، فأجابته إلى ذلك، فخرج
بها وبولده منها، فحج بها ثم عاد إلى الكوفة، وليس له بها دار فنزل دور أهله
ومحلتهم إذ ذاك بقية.
فنزل بالقرب من المسجد الجامع، رغبة فيه على قوم من التجار، يعرفون
بيني عباد خرازين في حطة بنى زهرة، ثم ابتاع موضعه دورا واسعة بقيت في أيدي
ولده.. وخلف ضيعة في بساتين الكوفة المعروفة بالحراسة، واسعة، وقرية
في الفلوجة تعرف بقرية (منير)، وأرضا واسعة جميعها في النجف مما يلي

1 - كان طاهر بن الحسين من رجال الدولة العباسية في عصر الرشيد وذكرنا ما
يتعلق به وبابنه عبيد الله في شرح رسالة أبى غالب الزراري ص 12.
195

الحيرة لا أعرف من أي قرية هي، وكان قد استخرج لها عينا يجريها إليها في بئر
عملها من حديقته بالحيرة، وتعرف، (قبة الشفيق)، وقد رأيت أنا أثر القناة،
وأدركت شيخا كان قد قام له عليها.
وكان سبب استخراجه العين ان بعض أهل زوجته من خراسان ورد حاجا
فاشتهى ان يرى الحيرة، فخرج معه إليها، وكان قبة الشفيق أحد الأشياء التي
يقصدها الناس للنزهة، وكانت مما تلى النجف، وقبة عضين مما تلى الكوفة، وهي
باقية إلى هذا الوقت، ولا أعرف خبر قبة الشفيق هل هي باقية أم لا.
فلما جلسوا للطعام قال الخراساني: ها هنا ماء ان استنبط ظهر ثم ساروا،
فرأوا النجف وعلوه على الأرض إلى ما يسفله، فقال: يوشك ان يسيح ذلك الماء
على هذه الأرض.
فابتاع سليمان تلك الأرض وجمع منها ما أمكن، ثم عمل استنباط العين،
فأنفق عليها مالا، فظهر له من الماء ما ساقه في القناة إلى تلك الأرض وكان له حديث
حدثت به فذهب عنى في أمر العين، الا ان الذي رزق من المال كان يسيرا.
فلم تزل تلك الضياع في يده إلى أن مات، ثم خرج ولده كلهم عن قرية منير
وعن هذه الأرض التي في النجف، وجمع جدي رحمه الله مع ما خصه من الضيعة
في الحواشية بعض أموال إخوته، وكانت تأتيه في ذلك إلى أن مات، وخلفه لي،
ولأختي، فلم تزل في أيدينا إلى أن امتحنت في سنة أربع عشرة وثلثمأة وما
بعدها، فخرج ذلك عن يدي في المحق وخراب الكوفة بالفتن.
وكانت دارنا بالكوفة من حدود بنى عباد في دار الخرازين في زقان عمرو
بن حريث الشارع من جانبيه بقية من بناء سليمان، ودار بناها جدي محمد بن
سليمان، ودار بنيتها أنا، ودار اصطبل، ودور للسكان، ليس في الشارع وجانبيه
196

دار لغيرنا الا دار لعمى علي بن سليمان، ودار لعمات أبى الثلاث، وكن مقيمات
ببغداد في دار عبيد الله بن عبد الله بن طاهر، وربما وردن الكوفة للزيارة فنزلن
بدارهن إلى مات عبد الله ومتن قبله وبعده بيسير، فأقام عبد الله بن سليمان في
دوره بالكوفة. وعبيد الله بن عبد الله ابن أخته إذ ذاك ببغداد يتقلدها، وله المنزلة
الرفيعة من السلطان.
وكان عمال الحرب والخراج يركبون إلى سليمان، وسيدنا أبو الحسن عليه السلام
يكاتبه. وكان يحمل إليه من غلة زوجته بخراسان في كل سنة مع الحاج ما تحمل.
ومات سليمان في طريق مكة بعد خمسين ومأتين بعدة لست أحصيها، وكانت
الكتب ترد بعد ذلك على جدي محمد بن سليمان...
3 - محمد بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين
أبو محمد الشيباني
قال أبو غالب في الرسالة ص 10 عند ذكر أولاد الحسن بن الجهم: وقد روى
محمد بن الحسن بن الجهم الحديث، روى عنه علي بن الحسن فضال عن عبد الله بن
ميمون القداح وغيره.
وروى النجاشي في ترجمة الحسن بن فضال ص 28 باسناده عن علي بن
الريان قال كنا في جنازة الحسن فالتفت محمد بن عبد الله بن زرارة بن أعين إلى، و
إلى محمد بن الهيثم التميمي فقال لنا: ألا أبشركما؟ فقلت له: وما ذاك؟ فقال:
حضرت الحسن بن علي قبل وفاته وهو في تلك الغمرات، وعنده محمد بن الحسن بن
الجهم فسمعته يقول له: يا أبا محمد تشهد فقال: فتشهد الحسن، فعبر عبد الله (أي
الأفطح) وصار إلى أبى الحسن عليه السلام فقال له محمد بن الحسن: وأين عبد الله؟
فسكت ثم عاد فقال له: تشهد فتشهد وصار إلى أبى الحسن عليه السلام
197

فقال له: وأين عبد الله؟ يردد ذلك عليه ثلاث مرات، فقال الحسن: قد نظرنا في
الكتب فما رأينا في الكتب لعبد الله شيئا (إلى أن قال) فدخل علي بن أسباط
فأخبره محمد بن الحسن بن الجهم الخبر، قال فأقبل علي بن أسباط يلومه، قال
فأخبرت أحمد بن الحسن بن علي بن فضال بقول محمد بن عبد الله فقال: حرف
محمد بن عبد الله على أبى، قال وكان والله محمد بن عبد الله أصدق لهجة من أحمد بن
الحسن، فإنه رجل فاضل، دين.
ورواه الكشي ص 349 وأوردنا الجميع في تهذيب المقال ج 2 - 8 ترجمة
ابن فضال. والطعن المذكور وان دفع أيضا انما توجه إلى محمد بن عبد الله، لا إلى
محمد بن الحسن، فيدل على وجاهته عند الجميع فلاحظ وتدبر. وقوله له
(وأين عبد الله) لا يدل على كونه فطحيا، بل لعله لأجل التفهم وزيادة التحقيق
لرجوع ابن فضال عن القول بالفطحية.
ولم اقف له على رواية ولا ذكر في أصحاب الأئمة عليهم السلام الا ان الطبقة
تقتضي كونه من أصحاب الكاظم والرضا عليهما السلام.
فقد روى علي بن الحسن بن فضال عن محمد بن الحسن بن الجهم عن عبد الله بن
ميمون القداح عن أبي عبد الله عليه السلام في عدد النساء كما في التهذيب ج 8 - 125
- 432 والاستبصار ج 3 ص 329 وفي ما يفطر به أمير المؤمنين عليه السلام كما في
باب القول والدعاء عند الافطار من التهذيب ج 4 ص 200 وهناك (محمد بن الحسن
بن أبي الجهم) ولا يبعد زيادة (أبى).
أولاد سليمان بن الحسن بن الجهم
قد ولد سليمان بن الحسن ستة أولاد، وأربع بنات على ما ذكره حفيده
أبو غالب في الرسالة، أربع منهم من المرأة النيشابورية. قال ص 12 في حديث خروجه
198

إلى نيشابور: فتزوج بنيشابور امرأة من وجوه أهلها وأرباب النعم، فولدت له
بنيشابور ابنا اسماه احمد مات في حياة أبيه، وولدت له جدي محمد بن سليمان، و
عم أبى علي بن سليمان، وأختا لهم.. وقد خلف من الولد بعد ابنه الذي
مات في حياته جدي محمد بن سليمان، وكان أسن ولده، وعليا أخاه من أمه، و
حسنا وحسينا وجعفرا، وأربع بنات إحديهن زوجة المعادي من المرأة النيشابورية،
وباقي البنين والبنات من أمهات الأولاد.
1 - أحمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم
قال أبو غالب: فولدت له بنيشابور أبنا أسماه احمد مات في حياة أبيه..
وقد خلف من الولد بعد ابنه الذي مات في حياته جدي..
2 - جعفر بن سليمان بن الحسن بن الجهم
كان ممن خلفه من المرأة النيشابورية. ذكره أبو غالب في الرسالة ص 14
وذكر الشيخ في أصحاب الهادي عليه السلام من رجاله ص 412: جعفر بن سليمان و
قال ابن حجر في لسان الميزان ج 2 - 115: جعفر بن سليمان الكوفي، روى عن
علي بن محمد بن علي بن موسى رحمهم الله ذكرهم الطوسي في رجال الشيعة.
3 - الحسن بن سليمان بن الحسن بن الجهم
ذكره أبو غالب ص 14 ممن خلفه أبوه من الولد من المرأة النيشابورية.
4 - الحسين بن سليمان بن الحسن بن الجهم
ذكره أبو غالب ص 15 فيمن خلفه أبوه من أولاد المرأة النيشابورية.
199

5 - علي بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين
أبو الحسن الزراري الكوفي
ذكره أبو غالب في الرسالة ص 12 في أولاد سليمان من المرأة النيشابورية
وانه ممن خلفه ص 14 وان داره بقى إلى أيامه ص 15 وروى ابن الغضائري في
تكملتها ص 101 عن ابن داود عن أبي علي بن همام عن أبي الحسن علي بن
سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين المعروف بالزراري عدد أولاد أعين
وذكره في مشايخه ومن روى عنه، وقد روى عنه كثيرا بل قال ص 39 بعد
سماعه عن الحميري سنة ص 297، وسمعت انا بعد ذلك من عم أبى علي بن سليمان
وذكره النجاشي في مصنفي الشيعة ص 198 - 680 وقال كان له اتصال بصاحب الامر عليه السلام
وخرجت إليه توقيعات، وكانت له منزلة في أصحابنا، وكان ورعا، ثقة، فقيها
لا يطعن عليه في شئ، له كتاب النوادر، أخبرنا أبو عبد الله بن شاذان قال حدثنا
علي بن حاتم قال حدثنا علي بن سليمان بكتابه النوادر.
قلت: روى علي بن سليمان الزراري عن إمامنا الحجة أرواحنا له الفداء
ما خرج إليه من التوقيعات مما أشار إليها النجاشي في ترجمته، إذ هو الطريق
إليها كما لا يخفى.
وقد روى أيضا عن جماعة من أصحاب أبي جعفر الجواد وأبى الحسن وأبى
محمد العسكري عليهم السلام ومن في طبقتهم من أصحابنا منهم: محمد بن الحسين بن أبي
الخطاب روى أبو غالب عنه عنه في الرسالة ص 54 كتاب معاوية بن وهب
العجلي، وأيضا ص 68 منه عن صفوان عن عبد الرحمان بن الحجاج كتابه، و
ص 69 كتاب حماد، وص 92 كتاب البزنطي، وفي التهذيب ج 6 ص 81 - 159 عن
200

محمد بن أحمد بن داود عن علي بن حبشي بن قوني عنه عنه فضل زيارة أبى الحسن موسى
(ع) وأيضا ص 9 - 18 بهذا الاسناد عنه فضل زيارة رسول الله صلى الله عليه وآله حيا وميتا.
وأبو جعفر محمد بن الحسن الهمداني كما في الرسالة ص 53 عنه عنه كتاب
عبد الرحمان بن الحجاج.
وأحمد بن عبد الرحمان، روى عنه عنه في الرسالة ص 56 عن معمر بن
خلاد كتابه.
ويحيى بن زكريا، روى في الرسالة ص 66 عنه عن هارون بن بردة
كتاب صفين.
ومحمد بن سليمان، روى عنه في الرسالة ص 70 كتاب إسماعيل بن مهران
وأحمد بن إسحاق الأشعري القمي، روى في التهذيب ج 3 ص 64 - 216
وص 87 - 146 في نوافل شهر رمضان والدعاء بينها عن علي بن حاتم عنه عنه.
ومحمد بن خالد، روى الصدوق في المشيخة رقم 137 عن أبيه عن علي بن
سليمان الزراري الكوفي عن محمد بن خالد عن العلاء بن رزين القلا رواياته.
6 - محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن
أعين أبو طاهر الزراري
ذكره أبو غالب في الرسالة ص 12 فيمن ولدت السرأة النيسابورية لسليمان
بن الجهم وأيضا ص 13 فيمن خلف من الولد وقال: وكان أسن ولده، وأيضا
ص 15 بماله من الضياع والدار التي ورثها من أهل بيته. وص 16 في مكاتبات
الإمام الهادي عليه السلام وغيره إليه قال: ومات سليمان في طريق مكة، بعد خمسين
ومأتين بمدة، ولست أحصيها، وكانت الكتب يرد بعد ذلك على جدي محمد بن
سليمان إلى أن مات رحمه الله في أول سنة ثلثمأة، ويحمل إليه ما لم أكن أحصيه
201

أصغر سنى، وكان آخر ما وردت عليه من الكتب في ذكرى: في سنة تسع و
تسعين وحملت إليه هدايا من هدايا خراسان، فكاتبه ابن خاله، وكان يعرف:
بعلي بن محمد بن شجاع، حفظت ذلك، لان جدي رحمه الله كان يطالبني بقرائة
كتبه، وكانت ترد بألفاظ غريبة وكلام متعسف، فوردت الكتب عليه، و
عاد الحاج.
وقد مات في المحرم سنة ثلثمأة وسنه ثلث وثلثون سنة وكان مولده
بنيشابور سنة سبع وثلاثين ومأتين، فعرف من عاد من الحاج ممن جائه بالكتب
خبر موته، ولم يكن لي همة استعلم بها حالهم، وأكاتب ابن خاله الذي كان كاتبه
وانقطعت الكتب عنا، وما كان يحمل بعد سنة ثلثمأة.
وكاتب الصاحب عليه السلام جدي محمد بن سليمان بعد موت أبيه إلى أن وقعت الغيبة.
وقال ص 34: وكان جدي أبو طاهر أحد رواة الحديث، قد لقى محمد بن خالد
الطيالسي، فروى عنه كتاب عاصم بن حميد، وكتاب سيف بن عميرة، وكتاب
العلاء بن رزين، وكتاب إسماعيل بن عبد الخالق، وأشياء غير ذلك.
وروى عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب شيئا كثيرا منه: كتاب أحمد بن
محمد بن أبي نصر البزنطي، وكانت روايته عنه هذا الكتاب في سنة سبع وخمسين
مأتين، وسنه إذا ذاك عشرون سنة، وروى عن يحيى بن زكريا اللؤلؤي، وعن
رجال غيره.
ومات أبى محمد بن محمد بن سليمان وسنه نيف وعشرون سنة، وسني إذا ذاك
خمس سنين وأشهر، ومات جدي محمد بن سليمان رحمه الله في غرة المحرم سنة
ثلثمأة، فرويت عنه بعض حديثه.
وسمعني من عبد الله بن جعفر الحميري، وقد كان دخل الكوفة في سنة
202

سبع وتسعين ومأتين.. لان جدي محمد بن سليمان حين أخرجني من الكتاب
جعلني في البزازين عند ابن عمه الحسين بن علي بن مالك، وكان أحد فقهاء
الشيعة وزهادهم..
أقول وذكر ص 43 بعض الأصول التي قرأها جده محمد بن سليمان على
المشايخ، أو كتبها بخطه.
وقال النجاشي: محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين
أبو طاهر الزراري، حسن الطريقة، ثقة: عين، وله إلى مولانا أبى محمد عليه السلام
مسائل والجوابات، له كتب: منها كتاب الآداب والمواعظ، كتاب الدعاء، أخبرنا
محمد بن محمد وغيره، قال حدثنا أبو غالب أحمد بن محمد بن سليمان قال أخبرني بها.
ومات محمد بن سليمان في سنة إحدى وثلثمأة، وكان مولده سنة سبع وثلثين
ومأتين.
قلت: قد ظهر مما تقدم ان أبا طاهر محمد بن سليمان ولد أيام أبى الحسن
الهادي عليه السلام بعد هدم المتوكل عليه لعنة الله ولعنة أنبيائه وملائكته وعباده
الروضة الحسينية، وهدم قبر الحسين ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسقى موضع قبره
الشريف والمنع عن اتيان الناس لزيارته سنة ست وثلاثين ومأتين كما في
تاريخ الطبري ج 9 - 185 في وقايع هذه السنة. وقد ورد عليه بعد وفات أبيه
الكتب من أبى الحسن عليه السلام وان لم نعثر على روايته عن أبي الحسن عليه السلام ولكن
ذكرناه في طبقات أصحابه وأصحاب أبي محمد العسكري وأصحاب الإمام المنتظر
عليهم السلام، ثم إن روايته عن أصحاب الكاظم عليه السلام ولقائه لمثل محمد بن خالد
الطيالسي المتوفى ليلة الأربعاء لثلث بقين من جمادى الآخرة سنة تسع وخمسين
ومأتين، وهو ابن سبع وتسعين على ما ذكره النجاشي والشيخ. تدل على
203

علو الاسناد به كما لا يخفى.
منزلة أبى طاهر محمد بن سليمان الزراري عند الأئمة
عليهم السلام
قد ظهر من قول أبى غالب في مكاتبات الإمام الهادي عليه السلام إلى جده
محمد بن سليمان، منزلته عنده ومن قول النجاشي في مسائله وجوابات أبى محمد
الحسن عليه السلام، منزلته عنده، ومن قول أبى غالب أيضا فيه ص 17 (وكاتب
الصاحب عليه السلام جدي محمد بن سليمان بعد موت أبيه إلى أن وقعت الغيبة)، استمرار
عنايتهم إليه، ورفعة منزلته عند الإمام الحجة أرواحنا له الفداء وعند أبيه وجده
عليهم السلام. وقد ذكرناه فيمن خرج إليه التوقيعات من الناحية المقدسة، و
كاتبها، بل يظهر من بعض الاخبار وكالته.
فروى الشيخ في الغيبة ص 181 - 15 في فصل ذكر المعجزات الدالة على
إمامته عليه السلام والتوقيعات وقال وأخبرني جماعة عن أحمد بن محمد بن عياش قال حدثني
ابن مروان الكوفي قال حدثني ابن أبي سورة قال: كنت بالحائر زائرا عشية
عرفة، فخرجت متوجها على طريق البر، فلما انتهيت المسناة جلست إليها مستريحا
ثم قمت أمشى وإذا رجل على ظهر الطريق فقال لي: هل لك في الرفقة؟ فقلت:
نعم، فمشينا معا يحدثني وأحدثه، وسألني عن حالي، فأعلمته انى مضيق لا شئ
معي ولا في يدي، فالتفت إلى، فقال لي: إذا دخلت الكوفة فائت أبا طاهر الزراري
فاقرع عليه بابه، فإنه سيخرج عليك، وفي يده دم الأضحية، فقل له: يقال لك
اعط هذا الصرة الدنانير التي عند رجل السرير، فتعجبت من هذا، ثم فارقني،
ومضى لوجهه لا أدرى أين سلك، ودخلت الكوفة فقصدت أبا طاهر محمد بن سليمان
الزراري، فقرعت بابه كما قال لي، وخرج إلى وفي يده دم الأضحية، فقلت له،
204

يقال لك: اعط هذا الرجل الصرة الدنانير التي عند رجل السرير، فقال: سمعا و
طاعة، ودخل، فاخرج إلى الصرة، فسلمها إلى، فأخذتها وانصرفت.
وأخبرني جماعة عن أبي غالب أحمد بن محمد الزراري قال حدثني
أبو عبد الله محمد بن زيد بن مروان قال حدثني أبو عيسى محمد بن علي الجعفري، و
أبو الحسين محمد بن علي بن الرقام، قال حدثنا أبو سورة (قال أبو غالب) وقد رأيت
ابنا لأبي سورة، وكان أبو سورة أحد مشايخ الزيدية المذكورين، قال أبو سورة:
خرجت إلى قبر أبى عبد الله عليه السلام أريد يوم عرفة، فعرفت يوم عرفة، فلما كان
وقت عشاء الآخرة صليت وقمت، فابتدأت أقرء من الحمد، وإذا شاب حسن الوجه
عليه جبة سيفي، فابتدأ أيضا من الحمد، وختم قبلي أو ختمت قبله، فلما كان
الغداة خرجنا جميعا من باب الحائر، فلما صرنا إلى شاطئ الفرات قال لي الشاب
أنت تريد الكوفة فامض، فمضيت طريق الفرات، وأخذ الشاب طريق البر، قال
أبو سورة: ثم أسفت على فراقه فاتبعته، فقال لي: تعال، فجئنا جميعا إلى أصل
حصن المسناة فنمنا جميعا وانتبهنا فإذا نحن على العوفي، على جبل الخندق،
فقال لي: أنت مضيق وعليك عيال فامض إلى أبى طاهر الزراري، فيخرج إليك من
منزلة وفي يده الدم من الأضحية، فقل له شاب من صفته كذا يقول لك: صرة
فيها عشرون دينارا جاءك بها بعض إخوانك، فخذها منه.
قال أبو سورة: فصرت إلى أبى طاهر الزراري كما قال الشاب ووصفته له
فقال: الحمد لله، ورأيته فدخل وأخرج إلى الصرة الدنانير فدفعها إلى وانصرفت.
قال أبو عبد الله محمد بن زيد بن مروان، وهو أيضا من أحد مشايخ الزيدية،
حدثت بهذا الحديث أبا الحسن محمد بن عبيد الله العلوي ونحن نزول بأرض الهر،
فقال: هذا حق، جاء لي رجل شاب، فتوسمت في وجهه سمة فانصرف الناس
205

كلهم وقلت له: من أنت؟ فقال: أنا رسول الخلف عليه السلام إلى بعض اخوانه ببغداد
فقلت له. معك راحلة؟ فقال: نعم، في دار الطلحيين، فقلت له: قم فجئني بها
ووجهت معه غلاما فاحضر راحلته وأقام عندي يومه ذلك واكل من طعامي و
حدثني بكثير من سرى وضميري، قال فقلت له: على أي طريق تأخذ؟ قال:
انزل إلى هذه النجفة، ثم آتي وادى الرملة، ثم آتي الفسطاط واتبع الراحلة
فاركب إلى الخلف عليه السلام إلى الغرب.
قال أبو الحسن محمد بن عبيد الله: فلما كان من الغد ركب راحلته وركبت
معه حتى صرنا إلى قنطرة دار صالح، فعبر الخندق وحده وأنا أراه حتى نزل النجف
وغاب عن عيني.
قال أبو عبد الله محمد بن زيد: فحدثت أبا بكر محمد بن أبي دارم اليماني، وهو
من احمد مشايخ الحشوية بهذين الحديثين، فقال: هذا حق، جاءني منذ سنيات
ابن أخت أبى بكر النخالي العطار، وهو صوفي يصحب الصوفية الحديث بطوله.
وروى أيضا في الغيبة باب ذكر من رآه عليه السلام ص 163 - 13 عن أحمد
بن علي الرازي عن أبي ذر أحمد بن أبي سورة، وهو محمد بن الحسن بن عبد الله
التميمي، وكان زيديا، قال سمعت هذه الحكاية عن جماعة يروونها عن أبي رحمه الله
انه خرج إلى الحير قال فلما صرت إلى الحير إذا شاب حسن الوجه يصلى ثم انه
ودع وودعت وخرجنا فجئنا إلى المشرعة فقال لي: يا با سورة ابن تريد؟ فقلت:
الكوفة، فقال لي: مع من؟ قلت: مع الناس، قال لي: لا، نريد نحن جميعا نمضي
قلت: ومن معنا؟ فقال: ليس نريد معنا أحدا، قال فمشينا ليلتنا فإذا نحن على
مقابر مسجد السهلة، فقال لي: هو ذا منزلك فان شئت فامض، ثم قال لي ثمر
إلى ابن الزراري: علي بن يحيى فتقول له: يعطيك المال الذي عنده، فقلت له
206

لا يدفعه إلى، فقال لي: قل له: بعلامة انه كذا وكذا دينارا وكذا وكذا درهما،
وهو في موضع كذا وكذا، وعليه كذا وكذا، مغطى، فقلت له ومن أنت؟
قال: انا محمد بن الحسن، قلت: فان لم يقبل منى وطولبت بالدلالة؟ فقال: انا وراك
قال فجئت إلى ابن الزراري فقلت له: فدفعني فقلت له قد قال لي، أنا وراك،
فقال، ليس بعد هذا شئ، وقال لم يعلم بهذا الا الله تعالى، ودفع إلى المال.
وقال الشيخ ص 163 - 14 بعد الحديث: وفي حديث آخر عنه وزاد فيه:
قال أبو سورة: فسألني الرجل عن حالي فأخبرته بضيقي وبعيلتي، فلم يزل
بما شئ حتى انتهينا إلى النواويس في السحر فجلسنا، ثم حفر بيده فإذا الماء
قد خرج فتوضأ: ثم صلى ثلاث عشرة ركعة، ثم قال لي امض إلى أبى الحسن
علي بن يحيى فأقرا عليه - السلام وقل له: يقول لك الرجل ادفع إلى أبى سورة من السبع
مائة دينار التي مدفونة في موضع كذا وكذا مأة دينار، وإني مضيت من ساعتي
إلى منزله فدققت الباب، فقال: من هذا؟ فقلت (1): قولي لأبي الحسن: هذا أبو سورة
فسمعته يقول: ما لي ولأبي سورة، ثم خرج إلى فسلمت عليه، وقصصت عليه الخبر
فدخل واخرج إلى مئة دينار فقبضتها، فقال لي: صافحته؟ فقلت: نعم، فأخذ
يدي فوضعها على عينيه ومسح بها وجهه.
قال أحمد بن علي: وقد روى هذا الخبر عن محمد بن علي الجعفري، وعبد الله
بن الحسن بن بشر الخزاز، وغيرهما، وهو مشهور عندهم.
قلت: وظاهر الخبرين الأخيرين ان ابن الزراري هو أبو الحسن علي بن
يحيى، وهو غير أبى طاهر محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم، لكن لا يبعد
اتحاد الواقعة والتصحيف في الحكاية من بعض الرواة أو غيرهم.

1 - لعل هنا سقطا. والصحيح: فقالت جارية من هذا.
207

7 - ابنة سليمان بن الحسن بن الجهم زوجة محمد بن يحيى
المعادي وعمة والد أبى غالب الزراري
قال أبو غالب في الرسالة ص 12 عند ذكر أولاد سليمان بن الحسن من المرأة
النيشابورية وأختا لهم، تزوجها عند عود سليمان إلى الكوفة - محمد بن يحيى
المعادي فأولدها محمد بن محمد بن يحيى، وأخته فاطمة بنت محمد وقد روى محمد بن
يحيى طرفا من الحديث، وروى محمد بن محمد بن يحيى، ابن عمة أبى أيضا. وقلت:
لم يذكر أسماء ساير أولاد سليمان من غير النيسابورية ولا بناته غير هؤلاء وفاطمة
كما يأتي.
فاطمة بنت ابنة سليمان بن الحسن بن الجهم
قال أبو غالب في الرسالة ص 12 عند ذكر ابنة سليمان بن الحسن بن الجهم
في عداد أولاده وتزويجها من محمد بن يحيى المعادي: فأولدها محمد بن يحيى
وأخته فاطمة بنت محمد.
محمد بن محمد بن يحيى المعادي، ابن بنت سليمان
قال أبو غالب في الرسالة ص 12 عند ذكر تزويج محمد بن يحيى المعادي
بعمته كما تقدم: فأولدها محمد بن محمد بن يحيى.. وروى محمد بن محمد
بن يحيى، ابن عمة أبى أيضا صدرا (قدرا - ظ) صالحا من الحديث، ولم يطل
أعمارهما فيكثر النقل عنهما.
محمد بن محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير
والد أبى غالب الزراري
قال ولده في الرسالة ص 38: ومات أبى محمد بن محمد بن سليمان وسنه
208

نيف وعشرون سنة، وسني إذ ذاك خمس سنين وأشهر.
قلت: لم أحضر عاجلا لوالد أبى غالب ترجمة ولا رواية، ولا لا ولادة ذكرا
غير ما ذكره ولده أبو غالب في الرسالة عند ذكر ضياع جده سليمان وأمواله، و
ميراثها لولده محمد وعلى ابني سليمان وبناته، ثم ذكر جمع جده هذه مع ما خصه من
الأموال إلى أن قال: مات وخلفه لي ولأختي، فلم تزل في أيدينا إلى أن امتحنت
في سنة أربع عشرة وثلثمأة وما بعدها، فخرج ذلك عن يدي في المحق وخراب
الكوفة بالفتن.
ولم يذكر لأخته غير ذلك، والظاهر انتهاء آل زرارة بن أعين إلى شيخ
العصابة في عصره أبى غالب الزراري، وانه بقية آل أعين من البكريين والجهميين
والزراريين. وسيأتي في آخر الكتاب الإشارة إلى آل أبي غالب من جهة الأمهات
ممن ذكرهم في الرسالة.
أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم
بن بكير بن أعين بن سنسن الشيباني الكوفي أبو غالب
الزراري.
وقد ذكر المشايخ ترجمته، وقال النجاشي في نسبه: أحمد بن محمد
بن سليمان الخ ولكن الشيخ في الفهرست والرجال قال: أحمد بن محمد بن سليمان
الخ وتبعه في العنوان العلامة وابن داود، ولكن الصحيح ما ذكرناه تبعا للنجاشي
ولرسالة أبى غالب، كما أن الشيخ نبه في رجاله على نزول أبى غالب بغداد،
على ما دلت عليه رواياته كما تأتى، ونبه في الفهرست على وجه نسبتهم إلى زرارة
قائلا: وهم البكريون، وبذلك كان يعرف إلى أن خرج توقيع.. قلت وتقدم
تفصيل ذلك ص 30.
209

مولد أبى غالب الزراري ووفاته ومدفنه
قال رحمه الله في الرسالة ص 38: وكان مولدي ليلة الاثنين لثلاث (خمس - خ)
ليلة بقين من شهر ربيع الاخر سنة خمس وثمانين ومأتين، ومات جدي محمد بن
سليمان رحمه الله في غيره المحرم سنة ثلثمائة، فرويت عنه بعض حديثه.
و قال النجاشي في ترجمته: ومات أبو غالب رحمه الله سنة ثمان وستين و
ثلثمأة، وانقرض ولده الا من ابنة ابنه، وكان مولده سنة خمس وثمانين ومأتين.
وقال الشيخ في الفهرست في ترجمته: ومات رضي الله عنه سنة ثمان و
ستين وثلثمائة. وفي رجاله: ومات سنة ثمان أو سبع وستين وثلثمائة.
وقال الشيخ أبو عبد الله الغضائري في تكملة الرسالة ص 102 وتوفى أحمد بن
محمد الزراري الشيخ الصالح رضي الله عنه في جمادى الأول سنة ثمان وستين و
وثلثمائة، وتوليت جهازه، وكان جهازه وحمله إلى مقابر قريش على صاحبها
السلام، ثم إلى الكوفة، ونفذت ما أوصي بانفاذه وأعانني على ذلك هلال بن
محمد رضي الله عنه.
أقول: وكان هلال بن محمد من مشايخ شيخ الطائفة روى عنه في مواضع
من الفهرست، وأيضا من مشايخ البغدادي قال في تاريخه ج 14 ص 75: هلال
بن محمد بن جعفر بن سعدان بن عبد الرحمان بن ماهويه بن مهيار بن المرزبان
أبو الفتح الحفار.. كتبنا عنه، وكان صدوقا ينزل بالجانب الشرقي قريبا من
الحطابين.. مات هلال الحفار في يوم الجمعة الثالث من سفر سنة أربع عشرة
وأربعمائة. وعن رياض العلماء وغيره مدحه بأنه من أجلاء هذه الطائفة، وانه
فاضل عالم عظيم القدر والشأن، ومن مشايخ الطوسي.
210

سماعاته وقراءاته
قد سمع شيخنا أبو غالب عن عامة مشايخ الكوفة إذ نشأ بها، وحدث بها و
كانت له رحلة إلى بغداد، والبصرة مع سماعه وقرائته وتحديثه بهما وحيث كان
نشأته في بيت كبير من العلم والفقه والحديث فتشرف بسماع الحديث في صغر
سنه، فعلى به الاسناد وروى عن أكابر مشايخ الكليني كما يأتي حتى أنه قال في
الرسالة ص 28: ومات جدي محمد بن سليمان رحمه الله في غرة المحرم سنة ثلثمأة
فرويت عنه بعض حديثه، وسمعي (سمعني - خ) من عبد الله بن جعفر الحميري،
وقد كان دخل الكوفة في سنة سبع وتسعين ومأتين. وجدت هذا التاريخ بخط
عبد الله بن جعفر في كتاب الصوم للحسين بن سعيد ولم أكن حفظت الوقت
للحداثة وسني إذا ذاك اثنى عشرة سنة وشهور، وسمعت أنا بعد ذلك من عم أبى
علي بن سليمان، ومن خال أبى محمد بن جعفر الرزاز، وعن أحمد بن إدريس القمي
وأحمد بن محمد العاصمي، وجعفر بن محمد بن مالك الفزاري الزار، وكان كالذي
رباني، لان جدي محمد بن سليمان حين أخرجني من الكتاب جعلني في البزازين
عند ابن عمه الحسين بن علي بن مالك، وكان أحد فقهاء الشيعة وزهادهم، وظهر
بعد موته من زهده مع كثرة ما كان يجرى على يده، أمر عجيب، ليس هذا
موضع ذكره. وسمعت من أبى جعفر محمد بن الحسين بن علي بن مهزيار الأهوازي
وغيرهم رحمهم الله، وسمعت من حميد بن زياد، وأبى عبد الله بن ثابت، وأحمد بن
محمد بن رباح، وهؤلاء من رجال الواقفة الا انهم كانوا فقهاء ثقات في حديثهم
كثيري الرواية.
وقال أيضا عند ذكر طريقه إلى محاسن البرقي ص 50: وحدثني مؤدبي
أبو الحسين علي بن الحسين السعد آبادي.
211

مشايخه في القراءة والحديث والرواية
قرأ شيخنا أبو غالب الزراري وسمع وروى عن جماعة كثيرة من اعلام
الطائفة وثقات مشايخ الحديث، وأخذ عنهم العلم والآثار، وروى عنهم الأحاديث
والكتب والأصول والمصنفات حتى سمع من أصحاب الهادي والعسكري عليهما السلام
فعلي بن الاسناد، وقد وقع أسماء عدة كثيرة منهم في رسالته، وفي رجال النجاشي
وكتب الشيخ وغير ذلك فمنهم:
1 - أحمد بن إدريس أبو على الأشعري القمي المعلم الفقيه الثقة الصحيح الرواية
المتوفى سنة 306 من مشايخ الكليني، صرح بسماعه عنه في الرسالة ص 39.
2 - أحمد بن محمد بن سعيد أبو العباس بن عقدة الحافظ الثقة الجليل شيخ
مشايخ الشيعة المتوفى 333، روى عنه كثيرا وله منه اجازة ذكره في الرسالة
ص 39.
3 - أحمد بن محمد أبو عبد الله العاصمي البغدادي الثقة الجليل، ذكر سماعه
عنه في الرسالة ص 39، وروى عنه كتاب جده الحسن بن الجهم كما في ص 8
منها.
4 - أحمد بن محمد بن رباح أبو الحسن القلا السواق - الفقيه الواقفي الثقة،
ذكره في الرسالة ص 40 بسماعه عنه، مادحا له بفقاهته، وثقته في الحديث و
كثرة رواياته، مع كونه واقفيا، وروى عنه كتاب عمه علي بن محمد بن رباح
ص 82.
5 - جعفر بن محمد بن لاحق أبو أحمد الشيباني، روى عنه في أوائل
الرسالة ص 18 عدد آل أعين.
6 - جعفر بن محمد بن مالك أبو عبد الله الكوفي الفزاري البزاز، الذي مدحه
212

في الرسالة ص 39 بقوله: وكان كالذي رباني..
7 - حميد بن زياد النينوائي الثقة الجليل الواقفي الفقيه المتوفى سنة 310
ذكره بمدحه وسماعه عنه في الرسالة ص 40 وروى عنه كثيرا من كتب الأصحاب
والأصول والمصنفات كما في ص 70 وص 82 وص 93 وغير ذلك.
8 - عبد الله بن جعفر الحميري الفقيه الثقة الجليل، شيخ القميين ووجههم
سمع عنه حينما دخل الكوفة سنة سبع وتسعين ومأتين كما في الرسالة ص 28،
وروى عنه كثيرا كما في الرسالة ص 92 وروى النجاشي عنه عنه كتب جماعة
من أصحابنا مثل جعفر بن بشير، ومعاوية بن وهب. ومسعدة وغيرهم.
9 - عبد الله بن أبي زيد أبو طالب الأنباري الثقة في الحديث والعالم به روى
عنه في الرسالة كبراء ولد أعين ص 20، وعددهم ص 29 وحكى النجاشي عن أبي
غالب الزراري ترجمته.
10 - علي بن الحسين السعد آبادي أبو الحسن القمي ومن مشايخ الكليني
مدحه بقوله (مؤدبي) في الرسالة ص 50، وفي الفهرست ورجال النجاشي ترجمة
البرقي.
11 - علي بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين أبو الحسن
الزراري عم أبيه، وقد أكثر الرواية عند في الرسالة وفي النجاشي وكتب الشيخ.
12 - علي بن سليمان بن المبارك القمي. قال في الرسالة عند ذكر طرقه
إلى الكتب والمصنفات ص 83 - 94 جزء لطيف بخطى، اخبار علي بن سليمان
بن المبارك القمي، وفيه اجازة لي بخطى.
13 - علي بن محمد بن عيسى بن زياد التستري جده من أمه، فذكر في الرسالة
ص 34 سماعة عنه كتاب عيسى بن عبد الله العلوي، وكتاب هارون بن حمزة الغنوي
213

ص 57 - 30، وكتاب آخر ص 66 - 58.
14 - عمر بن الفضل وراق الطبري كما في الرسالة ص 58 - 103
15 - محمد بن إبراهيم بن جعفر أبو عبد الله الكاتب النعماني الكاتب المعروف
بابن أبى زينب، شيخ أصحابنا، صاحب كتاب الغيبة، روى عنه اجزاء فيها دعاء
السر كما في ص 81 - 89.
16 - محمد بن أحمد بن داود أبو الحسن القمي شيخ هذه الطائفة، وعالمها و
شيخ القميين وفقيههم المتوفى 378، وروى عنه كثيرا.
17 - محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار، أبو جعفر الثقة الأهوازي من
مشايخ ابن قولويه، روى عنه كتاب حماد بن عيسى ص 80 - ص 78، وله منه
اجازة، وروى النجاشي عن جماعة من مشايخه عن أبي غالب الزراري عنه عن
أبيه كتاب فضالة بن أيوب الأزدي.
18 - محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم أبو طاهر الزراري - جده المتكفل
له المتوفى سنة 300، سمع وروى عنه كثيرا كما في الرسالة وغيرها.
19 - محمد بن جعفر أبو العباس الرزاز خال أبيه أحد مشايخ الكليني - وغيره
من مشايخ الشيعة روى عنه كثيرا كما في الرسالة وغيرها، ويأتي ترجمته في آل أبي
غالب من جهة الأمهات. وقد عده أبو غالب ممن سمع منه بعد الحميري من
المشايخ العظام ص 39.
20 - محمد بن زيد بن مروان أبو عبد الله، فروى الشيخ في الغيبة ص 181
باب ظهور معجزاته عن جماعة عن أبي غالب الزراري عنه.
21 - محمد بن محمد بن يحيى أبو الحسن المعادي، ابن عمة أبيه، روى عنه
كتاب نوادر محمد بن سنان كما في الرسالة ص 74 - 73، وخمسة اجزاء كما في
214

ص 77 - 82، وروى الشيخ عنه عنه في كتاب الغيبة في الوكلاء المذمومين
ص 245.
22 - محمد بن همام بن سهيل أبو على البغدادي الإسكافي الثقة الجليل شيخ
أصحابنا ومتقدمهم الذي روى عنه مثل التلعكبري كثيرا، فروى أبو غالب عنه
كتاب نوادر محمد بن الحسن بن شمون ص 76 - 80.
23 - محمد بن يعقوب أبو جعفر الكليني الرازي شيخ أصحابنا، وأوثق الناس
في الحديث وأثبتهم، صاحب كتاب الكافي المتوفى سنة تناثر النجوم 329 ببغداد
وقد روى عنه كثيرا، وروى الشيخ عنه عنه كتاب الكافي وفي كتاب الغيبة كثيرا
وروى عنه ص 223 تاريخ وفات أبى جعفر محمد بن عثمان العمرى السفير الثاني
رحمه الله في آخر جمادى الأولى سنة خمس وثلاثمأة.
24 - أبو عبد الله بن الحجاج، قال في الرسالة ص 18 وحدثني أبو عبد الله
(بن - خ) الحجاج رحمه الله، وكان من رواة الحديث انه قد جمع من روى
الحديث من آل أعين وكانوا ستين رجلا.
25 - ابن المغيرة، فروى في الرسالة ص 29 عنه عن أبي محمد الحسن بن
حمزة العلوي عدد أولاد أعين.
سنته وسيرته في الحديث
يظهر بالتأمل في ترجمة من روى عنه أبو غالب الزراري من المشايخ ومن روى
هو عنه، وفيما نبه عليه في مطاوي كلماته: ان هذا الرجل العظيم كانت سنته و
وسيرته وطريقته في الحديث السماع والرواية من الثقات ومن عرف تحرزه من
الكذب وإنابته وأشهر في الحديث وان كان مخطئا في الاعتقاد، كما هو التحقيق
في باب حجية اخبار الآحاد وصرح به شيخ الطائفة في مواضع كثيرة من كتابه
215

(عدة الأصول) فقال ره في الرسالة معتذرا عن سماعه عن المشايخ الواقفية الثقات
ص 40: وسمعت من حميد بن زياد وأبى عبد الله بن ثابت، وأحمد بن محمد بن رباح
وهؤلاء من رجال الواقفة الا انهم كانوا فقهاء ثقات في حديثهم كثيري الرواية.
وقد اشتهر شيخنا أبو غالب بهذه الطريقة وبالاجتناب عن السماع والرواية
من غير الثقات أو الضعاف في النقل: حتى أن النجاشي قد تعجب من روايته عن
جعفر الفزاري الذي زعم ضعفه في الحديث فقال ص 94 في جعفر بن محمد بن مالك
الفزاري بعد تضعيفه في الحديث: ولا أدري: كيف روى عنه شيخنا النبيل الثقة
أبو علي بن همام، وشيخنا الجليل الثقة أبو غالب الزراري رحمهما الله، وليس هذا
موضع ذكره.
قلت: وحققنا القول في ترجمة الفزاري وفي وجه رواية العلمين عنه
في تهذيب المقال.
وقال أبو غالب في الرسالة ص 42: وقد بينت لك آخر كتابي هذا أسماء
الكتب التي بقيت عندي من كتبي وما حفظت اسناده، وتيقنت روايته.. و
أجزت لك خاصة روايتهما عنى..
منزلته في أصحاب الحديث
كان شيخنا أبو غالب الزراري عظيما عند أصحابنا، وجيها في أصحاب الحديث
علما، وعمادا لهم. أخد عن شيوخ أصحاب الحديث وأئمة الجرح والتعديل ومن
لا يطعن عليه بشئ مثل هارون بن موسى التلعكبري وأضرابه، حتى أصبح مدار
حديث الشيعة وعلى مثله دارت روايتهم ومصنفاتهم وأسانيدهم إلى الأصول
والمصنفات وإجازاتهم لها. وقد نطق بمدح أبى غالب مشايخ الشيعة مثل النجاشي
قائلا فيه مرة: شيخنا الجليل الثقة، وأخرى: شيخ العصابة في زمنه ووجههم.
216

تلاميذه ومن روى عنه
روى جماعة من اعلام الطائفة وأئمة الحديث وشيوخ الشيعة الأحاديث
والأصول والكتب والمصنفات عن شيخنا أبى غالب الزراري رحمه الله، منهم:
1 - الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان المتوفى 413 وروى الشيخ
والنجاشي في كتبهما عنه عنه.
2 - الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري المتوفى 411، روى
الشيخ والنجاشي في كتبهما عنه عنه.
3 - أحمد بن علي بن نوح أبو العباس السيرافي أستاذ النجاشي، روى عنه
عنه كتب جماعة من أصحابنا منهم بشر بن سلام، وعيص بن القاسم.
4 - أحمد بن عبد الواحد بن أحمد أبو عبد الله البزاز المعروف بابن عبدون
من مشايخ النجاشي، والشيخ، المتوفى 423، وروى الشيخ عنه عنه في كتبه.
5 - أبو طالب بن غرور، أحد مشايخ الشيخ الطوسي، ذكره فيمن لم يرو
عنهم من رجاله ص 343 في ذكر طريقه إلى كتب أبى غالب الزراري.
6 - أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عياش الجوهري المتوفى 401، روى الشيخ
عنه عنه في كتاب الغيبة ص 183.
7 - أبو الفرج محمد بن المظفر، روى عنه عنه الشيخ في كتاب الغيبة ص 184
توقيع الناحية فيه كما يأتي.
8 - هبة الله بن محمد بن أحمد أبو نصر الكاتب ابن بنت أم كلثوم
بنت أبي جعفر العمرى روى عنه تاريخ وفات أبى جعفر محمد بن عثمان العمرى السفير
كما في الغيبة ص 223. وقد عمر هبة الله فقال النجاشي في ترجمته: وكان هذا
217

الرجل كثير الزيارات وآخر زيارة حضرها معنا يوم الغدير سنة أربعمأة بمشهد
أمير المؤمنين عليه السلام
ثم إن النجاشي وكذا الشيخ في الرجال وفي الغيبة وفي الأمالي رويا عن عدة من أصحابنا
عن أبي غالب الزراري بلا تفسير منهما للعدة، نعم فيهم الثقة مثل المفيد وربما يظهر
مراد النجاشي منهم مما حققناه في ترجمته في مقدمة تهذيب المقال ج 1 - 60.
فقد روى النجاشي عنهم عنه عن خال أبيه محمد بن جعفر الرزاز في تراجم
جماعة منهم: حرب بن الحسن الطحان، وسعيد بن خثيم، وسعيد بن جناح، و
عبد الله بن أبي عبد الله الطيالسي، وعبيد الله الرصافي، وعبد الرحمان بن بدر، و
علي بن عبد الله بن صالح، وأيضا عنهم عنه عن محمد بن الحسن بن مهزيار في ترجمة
فضالة بن أيوب، ومحمد بن سنان.
مصنفاته:
صنف أبو غالب كتبا على ما ذكرها هو والشيخ والنجاشي، فمنها:
1 - كتاب التاريخ. قال الشيخ وقد خرج نحو الف ورقة. وقال النجاشي
والشيخ: لم يتمه.
2 - كتاب الافضال. 3 - كتاب مناسك الحج كبير. 4 - كتاب مناسك
الحج، صغير 5 - كتاب أدعية السفر 6 - كتاب في آل أعين، وهي رسالته إلى ابن
ابنه أبى طاهر 7 - مختاره من كتاب بصائر الدرجات، 9 - اخبار علي بن سليمان
بن المبارك القمي.
10 - اخبار في الصوم عن جده أبى طاهر عن الرجال. 11 - اخبار في
ظهور وأحاديث جمعها في الحج ذكره في الرسالة ص 83 - 97.
12 - جزء فيه خطبة النبي صلى الله عليه وآله يوم الغدير برواية الخليل، ذكره في
218

الرسالة ص 83 - 99.
13 - جزء ظهور جمع فيه خطب لأمير المؤمنين عليه السلام ذكرها في
الرسالة ص 85 - 103.
14 - اجزاء مختلفة مجموعة من أخبار متفرقة ذكرها في الرسالة.
15 - جزء عتيق بخطه فيه أدعية بغير أسانيد من جملتها الدعاء في ليلة
الغدير، رواه السيد ابن طاووس رحمه الله في كتابه (الاقبال ص 452) في عمل
ليلة الغدير عن كتاب الشريف الجليل أبى الحسن زيد بن جعفر المحمدي بالكوفة
اخرج إلى الشيخ أبى عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري عنه.
محنة ومصائبه ودلالة التوقيع من الناحية المقدسة عليها
قد ابتلى أبو غالب ره بفتنة وقعت في الكوفة من شر القرامطة عند ما نزل القرمطي
بالكوفة، فقاتله أهل الكوفة ولكن غلب عليهم فنهب أموالهم. ذكرها اليافعي
في وقايع سنة 313 إلى 315 من كتاب مرآة الجنان ج 2 - 266، 267. وقال
أبو غالب في الرسالة ص 15 عند ذكر ضياع آل أعين مخاطبا لابن ابنه: فلم تزل
في أيدينا إلى أن امتحنت في سنة أربع عشرة وثلثمأة وما بعدها، فخرج ذلك
عن يدي في المحق وخراب الكوفة بالفتن. وقال ص 40 بعد ذكر سماعاته: و
رزقت أباك وسني ثمان وعشرون سنة، وفي سنة ولادته امتحنت محنة أخرجت
أكثر ملكي عن يدي وأخرجتني إلى السفر والاغتراب، وأشغلتني عن حفظ ما كنت
جمعت قبل ذلك.. وشغلنا طلب المعاش والبعد عن مشاهدة العلماء، وعلت سنى
.. ورزقني الله عز وجل الحج ومجاورة الحرمين سنة، فجعلت كدي وأكثر
دعائي في المواضع التي يرجى فيها قبول الدعاء ان يرزق الله أباك ولدا ذكرا
يجعله خلفا لآل أعين، ثم قدمت العراق.
219

وقال في ص 32: وبقى في يدي من تلك الضياع بالميراث شئ إلى أشياء
كنت استزدتها إلى أن اخرج الجميع عن يدي في المحن التي امتحنت من أشر
الاعراب إياي، وغير ذلك من خراب السواد بالفتن المتصلة بعد دخوله الهجرة بين
أهل الكوفة الا شئ يسير مطل على بالحال التي بيني وبين عمران بن يحيى العلوي
في سنة خمس وعشرين وثلثمأة.
وروى الشيخ في باب التوقيعات من كتاب (الغيبة ص 186) عن جماعة من
مشايخه عن أبي غالب أحمد بن محمد بن سليمان الزراري قالوا: قال أبو غالب
رحمه الله: وكنت قديما قبل هذه الحال قد كتبت رقعة أسال فيها ان يقبل ضيعتي
ولم يكن اعتقادي في ذلك الوقت التقرب إلى الله عز وجل بهذه الحال، وان كان
شهوة منى للاختلاط بالنوبختيين والدخول معهم فيما كانوا فيه من الدنيا، فلم أجب
إلى ذلك وألححت في ذلك، فكتب عليه السلام إلى: ان اختر من تثق به فاكتب الضيعة
باسمه فإنك تحتاج إليها، فكتبتها باسم أبى القاسم موسى بن الحسن الزجوزجي
ابن أخي أبى جعفر رحمه الله، لثقتي به وموضعه من الديانة والنعمة، فلم تمض
الأيام حتى أسروني الاعراب، ونهبوا الضيعة التي كنت أملكها، وذهب منى فيها
من غلاتي ودوابي وآلتي نحو من ألف دينار، وأقمت في أسرهم مدة إلى أن
اشتريت نفسي بمأة دينار وألف وخمسمأة درهم، ولزمني في أجرة الرسل نحو
من خمسمأة درهم، فخرجت، واحتجت إلى الضيعة، فبعتها.
توقيع الناحية في أمر أبي غالب وزوجته:
قال الشيخ في كتاب الغيبة ص 183 - 11 في التوقيعات: أخبرني جماعة
عن أي عبد الله أحمد بن محمد بن عياش عن أبي غالب الزراري قال قدمت من الكوفة
وانا شاب إحدى قدماتي، ومعنى رجل من إخواننا (قد ذهب على أبى عبد الله
220

اسمه)، وذلك في أيام الشيخ أبى القاسم الحسين بن روح رحمه الله واستتاره ونصبه
أبا جعفر محمد بن علي المعروف بالشلمغاني، وكان مستقيما لم يظهر منه ما ظهر منه
من الكفر والالحاد، وكان الناس يقصدونه ويلقونه، لأنه كان صاحب الشيخ أبى القاسم
الحسين بن روح سفيرا بينهم وبينه في حوائجهم ومهماتهم، فقال لي صاحبي: هل
لك ان تلقى أبا جعفر وتحدث به عهدا؟ فإنه المنصوب اليوم لهذه الطائفة، فإني أريد
ان أسأله شيئا من الدعاء يكتب به إلى الناحية قال: فقلت: نعم، فدخلنا إليه،
فرأينا عنده جماعة من أصحابنا فسلمنا عليه وجلسنا، فأقبل على صاحبي، فقال:
من هذا الفتى معك؟ فقال له الرجل: من آل زرارة بن أعين، فاقبل على فقال:
من أي زرارة أنت؟ فقلت يا سيدي أنا من ولد بكير بن أعين أخي زرارة، فقال
أهل بيت عظيم القدر في هذا الامر، فأقبل عليه صاحبي، فقال له: يا سيدنا أريد
المكاتبة في شئ من الدعاء، فقال: نعم، قال: فلما سمعت هذا اعتقدت انا أسال
أيضا مثل ذلك وكنت اعتقدت في نفسي ما لم أيده لأحد من خلق الله، حال والدة
أبى العباس ابني، وكانت كثيرة الخلاف والغضب على وكانت منى بمنزلة، فقلت
في نفسي اسأل الدعاء لي في أمر قد أهمني ولا اسميه، فقلت: أطال الله بقاء سيدنا
وانا أسال حاجة قال: وما هي؟ قلت الدعاء لي بالفرج من أمر قد أهمنى، قال:
فأخذ درجا بين يديه كان أثبت فيه حاجة الرجل، فكتب: والزراري يسأل الدعاء
له في أمر قد أهمه، قال: ثم طواه، فقمنا، وانصرفنا. فلما كان بعد أيام قال لي
صاحبي: الا نعود إلى أبى جعفر فنسأله عن حوائجنا التي كنا سألناه، فمضيت
معه ودخلنا عليه، فحين جلسنا عنده أخرج الدرج، وفيه مسائل كثيرة قد أجيب
في تضاعيفها، فأقبل على صاحبي فقرأ عليه جواب ما سأل ثم أقبل على، وهو
يقرء: (واما الزراري وحال الزوج والزوجة فأصلح الله ذات بينهما)، قال:
221

فورد على أمر عظيم، وقمنا فانصرفت فقال لي: قد ورد عليك هذا الامر؟ فقلت:
أعجب منه، قال: مثل أي شئ. فقلت، لأنه سر لم يعلمه الا الله تعالى وغيري،
فقد أخبرني به، فقال، أتشك في أمر الناحية؟ أخبرني الان ما هو، فأخبرته
فعجب منه، ثم قضى أن عدنا إلى الكوفة فدخلت داري، وكانت أم أبى العباس
مغاضبة لي في منزل أهلها، فجاءت إلى فاسترضتني، واعتذرت ووافقتني ولم
تخالفني حتى فرق الموت بيننا.
وأخبرني بهذه الحكاية جماعة عن أبي غالب أحمد بن محمد بن سليمان الزراري
رحمه الله اجازة، وكتب عنه أبو الفرج محمد بن المظفر في منزله بسويقة غالب في
يوم الاحد لخمس خلون من ذي القعدة سنة ست وخمسين وثلثمأة، قال:
كنت تزوجت بأم ولدى، وهي أول امرأة تزوجتها وأنا حينئذ حدث السن
وسني إذ ذلك دون العشرين سنة، فدخلت بها في منزل أبيها، فأقامت في منزل
أبيها سنين وأنا اجتهد بهم في أن يحولوها إلى منزلي، وهم لا يجيبون إلى ذلك
فحملت منى في هذه المدة وولدت بنتا فعاشت مدة، ثم ماتت، ولم أحضر في
ولادتها ولا في موتها ولم أرها منذ ولدت إلى أن توفيت للشرور التي كانت بيني و
بينهم، ثم اصطلحنا على أنهم يحملونها إلى منزلي، فدخلت إليهم في منزلهم
ودافعوني في نقل المرأة إلى، وقدر أن حملت المرأة مع هذه
الحال، ثم طالبتهم بنقلها إلى منزلي على ما اتفقنا عليه، فامتنعوا من ذلك
فعاد الشر والمضارمة سنين لا آخذها، ثم دخلت بغداد، وكان الصاحب بالكوفة
في ذلك الوقت أبو جعفر محمد بن أحمد الزجوزجي رحمه الله وكان لي كالعم أو الوالد
فنزلت عنده ببغداد وشكوت إليه ما أنا فيه من الشرور الواقعة بيني وبين الزوجة
وبين الأحماء، فقال لي: تكتب رقعة وتسأل الدعاء فيها، فكتب رقعة وذكرت
222

فيها حالي وما انا فيه من خصومة القوم لي وامتناعهم من حمل المرأة إلى منزلي
ومضيت بها انا وأبو جعفر رحمه الله إلى محمد بن علي، وكان في ذلك الواسطة بيننا
وبين الحسين بن روح رضي الله عنه، وان تأخر كان من جهة الصاحب عليه السلام
فانصرفت، فلما كان بعد ذلك ولا احفظ المدة الا انها كانت قريبة، فوجه إلى أبو
جعفر الزجوزجي رحمه الله يوما من الأيام، ضرت إليه، فاخرج لي فصلا من رقعة
وقال لي: هذا جواب رقعتك، فان شئت ان تنسخه فانسخه ورده، فقرأته فإذا فيه:
(والزوج والزوجة فأصلح الله ذات بينهما) ونسخت اللفظ ورددت عليه الفصل،
ودخلنا الكوفة، فسهل الله لي نقل المرأة بأيسر كلفة وأقامت معي سنين كثيرة
ورزقت منى أولادا، وأسأت إليها واساءات واستعملت معها كل ما لا تصبر النساء
عليه، فما وقعت بيني وبينها لفظة شر، ولا بين أحد من أهلها إلى أن فرق الزمان
بيننا.
وروى أيضا ص 197 - 24 قائلا: وأخبرني جماعة عن أبي غالب أحمد بن
محمد الزراري قال: جرى بيني وبين والدة أبى العباس، يعنى ابنه، من الخصومة
والشر أمر عظيم مالا يكاد ان يتفق، وتتابع ذلك وكثر إلى أن ضجرت به وكتبت
على يد أبى جعفر اسأل الدعاء، فأبطأ عنى الجواب مدة ثم لقيني أبو جعفر،
فقال: قد ورد جواب مسألتك، فجئته، فأخرج إلى مدرجا، فلم يزل يدرجه إلى أن
أراني فصلا منه فيه:
واما الزوج والزوجة فأصلح الله بينهما.
فلم تزل على حال الاستقامة ولم يجر بيننا بعد ذلك شئ مما كان يجرى،
وقد كنت أتعمدها يسخطها، فلا يجرى منها شئ، هذا معنى لفظ أبى غالب رضي الله عنه
أو قريب منه.
223

قال ابن نوح: وكان عندي انه كتب على يد أبى جعفر بن أبي العزاقر
قبل تغيره وخروج لعنه، على ما حكاه ابن عياش إلى أن حدثني بعض من سمع
ذلك معي، انه انما عنى أبا جعفر الزجوزجي رضي الله عنه، وان الكتاب انما كان
من الكوفة، وذلك أن أبا غالب قال لنا: كنا نلقى أبا القاسم الحسين بن روح
رضي الله عنه قبل ان يقضى الامر إليه، صرنا نلقى أبا جعفر الشلمغاني ولا نلقاه. و
حدثنا بهاتين الحكايتين مذاكرة، لم أقيدهما، وقيدهما غيري، الا انه يكثر
ذكرهما والحديث بهما، حتى سمعتهما منه ما لا أحصي، والحمد لله شكرا دائما
وصلى الله على محمد وآله وسلم.
آل أبي غالب الزراري من الأمهات
محمد بن الحسن القرشي البزاز مولى بنى مخزوم
هو جد أم أبى غالب الزراري قال في الرسالة: وجدني: أم أبى فاطمة بنت
جعفر بن محمد بن الحسن القرشي البزاز مولى بنى مخزوم، وقد روى محمد بن الحسن
الحديث، وكان أحد حفاظ القرآن، وقد نقلت عنه قرائته، وكبرت منزلته فيها
قلت: ويأتي في جعفر بن محمد بن الحسن ما ينفع المقام.
جعفر بن محمد بن الحسن بن الهيثم أبو نصر
لم أجد لجعفر بن محمد بن الحسن القرشي ترجمة ولا رواية غير ذكره في
نسب جدة أبى غالب كما تقدم، وفي اقبال السيد ابن طاووس ص 675 في آداب
يوم المبعث عن محمد بن علي الطرازي في كتابه عن أبي العباس أحمد بن علي بن
نوح، عن كتاب أبى نصر جعفر بن محمد بن الحسن الهيثم وذكر انه خرج من جهة
أبى القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه صلاة يوم المبعث.
224

الحسن بن جعفر بن محمد بن الحسن القرشي الرزاز
ذكره أبو غالب في الرسالة ص 30 مع أخيه محمد، قائلا: وكان له أخ اسمه
الحسن بن جعفر، قد روى الحديث، الا ان عمره لم يطل فينقل عنه.
محمد بن جعفر بن محمد بن الحسن القرشي الرزاز
أبو العباس المخزومي الكوفي
ذكره أبو غالب في الرسالة ص 30 عند ذكر جدته، أم أبيه فاطمة بنت
جعفر قائلا: وأخوها أبو العباس محمد بن جعفر الرزاز، وهو أحد رواة الحديث و
ومشايخ الشيعة.. وكان مولد محمد بن جعفر سنة ثلث وثلثين ومأتين 233، ومات
سنة ست عشر وثلثمأة 316 وعمره ثمانون سنة، وكان من محله في الشيعة انه
كان الوافد عنهم إلى المدينة عند وقوع الغيبة سنة ستين ومأتين 260 وأقام بها
سنة، وعاد، وقد ظهر له من أثر الصاحب عليه السلام ما أضاح إليه.
وقال أيضا عند ذكره مشايخه ص 39: وسمعت انا بعد ذلك من عم أبى علي بن
سليمان ومن خال أبى محمد بن جعفر الرزاز.
قلت: قد أكثر شيخنا أبو غالب في الرواية عن خال أبيه محمد بن جعفر في
رسالته في آل أعين، كما ذكرناه في مشايخه، وقد روى عنه أعاظم مشايخ الشيعة
مثل الكليني، وعلي بن إبراهيم بن هاشم القمي في تفسيره غير مرة، ومحمد بن جعفر
بن قولويه في كامل الزيارات ص 55 باب 16، وص 99 باب 31، وقد صرح
بوثاقة عامة مشايخه، كما أن رواية القمي عنه دال على وثاقته حسب ما ذكره
في وثاقة من روى عنه في ديباجة التفسير، بل يظهر من النجاشي في ترجمة مياح
225

المدائني ص 332 صيانته من قدح فلاحظ.
روى عن اعلام رواة الشيعة وثقاتهم مثل خاله محمد بن الحسين بن أبي الخطاب
ومحمد بن عيسى بن زياد القيسي التستري، جده الآبي، ويحيى بن زكريا، وأبى
عبد الله جعفر بن محمد بن مالك بن عيسى بن سابور البزاز الفزاري، والقاسم بن
الربيع الصحاف وغيرهم.
وقد ترجمه شيخنا صاحب الذريعة رحمه الله في كتابه طبقات اعلام الشيعة
في القرن الرابع ص 255.
فاطمة بنت جعفر بن محمد بن الحسن القرشي
قال أبو غالب في الرسالة ص 30: وجدتي، أم أبى فاطمة بنت جعفر بن محمد
بن الحسن القرشي...، وأخوها أبو العباس محمد بن جعفر الرزاز..
فاطمة بنت محمد بن عيسى بن محمد بن زياد القيسي
قال أبو غالب عند ذكر خال أبيه أبى العباس محمد بن جعفر الرزاز ص 31:
وأمه وأم أخته: فاطمة جدة بنت محمد بن عيسى القيسي (التستري - خ)، وانا
أذكر حاله بعد ذكر أمي رحمها الله.
أم أبى غالب الزراري وأمها
قال في الرسالة ص 31 عند ذكر أم محمد بن جعفر: وأمي أم الحسين بنت
عيسى بن علي بن محمد بن زياد القيسي (التستري - خ)، وأمها أم ولد رومية.
عيسى بن علي بن محمد بن زياد التستري القيسي
قال أبو غالب في الرسالة ص 31 وأمي أم الحسين بنت عيسى بن علي بن محمد
بن زياد القيسي... وكان عيسى بن زياد انتقل من نواحي البصرة في أيام الفتنة
226

بعد قتل إبراهيم بن عبد الله بن الحسن، فنزل تستر، وتستر أحد طساسيج الكوفة
واسمه موجود في كل كتاب عمل لذلك الفن، فنزل قرية منه يقال له: بقرونا
(يقربونا - خ) فهذا الاسم هو الغالب عليها، وهي ثلثة وروم، فنزل ورمى منها
يقال له صقلبنا، وهي على عمود الفرات الأعظم الذي يحمل من الكوفة إلى
نجران، ويجتاز إلى جنبلا، ويلونا، وتمر بالسر، وهي مدينة عظيمة فتحها
خالد بن الوليد في أول الاسلام، ويقربونا، ينسب إليها الرستاق، وهي في شرقي
الفرات، وصقلبنا في غربه، فملك ضياعا واسعة، وحفر فيها نهرا يسمى نهر
عيسى، وبقى في يدي من تلك الضياع بالميراث شئ إلى أشياء كنت استزدتها
إلى أن اخرج الجميع عن يدي في المحن.. وقال ص 41 عند ذكر ابن ابنه
وكان مولدك في قصر عيسى ببغداد يوم الاحد لثلث خلون من شوال سنة اثنتين و
خمسين وثلثمائة.
محمد بن عيسى بن علي بن محمد بن زياد التستري
قال أبو غالب في الرسالة ص 33: وكان محمد بن عيسى أحد مشايخ الشيعة
وممن يكاتب، وكان خرج إليه جواب كتاب كتبه على يدي أيوب بن نوح
رضي الله عنه في أم عبد الله بن جعفر، حدثني بذلك خال أبى أبو العباس الرزاز،
جوابا مستقصا، لم أقم على حفظه، وغابت عنى نسخته، والجواب موجود في
كتب الحديث، وكتب بعد ذلك إلى الصاحب عليه السلام يسئل مثل ذلك،
فكتب عليه السلام: قد خرج منا إلى التستري في هذا المعنى ما فيه
كفاية، أو كلام هذا معناه، وكان محمد بن عيسى أحد رواة الحديث، حدثني عنه
خال أبى محمد بن جعفر الرزاز، وهو جده، أبو أمه عن الحسن بن علي بن فضال
بحديث منه، كتاب البشارات لابن فضال، وحدثني بكتاب عيسى بن عبد الله العلوي
227

وهو كتاب معروف..
قلت: روى محمد بن عيسى عن أجلاء أصحاب الرضا عليه السلام مثل معمر بن
خلاد فروى عنه كتاب الزهد تصنيفه، روى عنه محمد بن جعفر الرزاز قال حدثنا
جدي لأبي محمد بن عيسى بن زياد قال حدثنا معمر ذكره النجاشي ص 330،
والشيخ في الفهرست ص 170 في ترجمة معمر. وروى الكليني والشيخ والنجاشي
عنه عن أصحاب الرضا عليه السلام كما ذكرناه في محله.
علي بن محمد بن عيسى بن علي بن محمد بن زياد التستري
قال أبو غالب في الرسالة ص 34 بعد ذكر أبيه: وابنه علي بن محمد بن عيسى
جد أمي، وخال (خالي - خ) أبى العباس الرزاز، وقد روى أيضا صدرا (قدرا - خ)
من الحديث، وكانت دورهم في موضع يعرف بلجام البكريين، وهو في ظهر
حطة بنى أسعد بن همام، وقد خرب، واتصل بخرابات بنى عجل إلى حدود
حميراذيلم، ولم أدرك انا الناحية الا خرابا قد زرع في بعض منها اشنان، فكانت
في دورنا منه شئ، فكنا نأخذ منه في كل سنة شنانا قفرانا، ودراهم، أجرة
الأقرحة، ومضيت إليها مرة وانا صبي مع من كان يمضى، فجئنا بالدراهم والأشنان،
فرأيتها ورأيت فيما بينهما قبر محمد بن عيسى، وقبور بعض ولده.
الحسين بن محمد بن محمد بن سليمان بن الحسن بن
الجهم بن بكير بن أعين أخو أبى غالب الزراري
يظهر من غير موضع من رسالة أبى غالب وجود أخ له يسمى بالحسين و
وجود ابن أخ له أيضا فقال عند ذكر أمه ص 31: وأمي أم الحسين بنت عيسى بن
علي بن محمد بن زياد القيسي التستري. وقال ص 83 - 99 عند ذكر كتبه لولد
228

ولده: جزء فيه خطبة النبي صلى الله عليه وآله يوم الغدير، رواية الخليل، كان
أبوك وابن عمك حضرا بعض سماعه.
أولاد ابن غالب الزراري
قال أبو غالب في حديث دعاء الإمام الحجة عليه السلام في اصلاح امره وامر
زوجته على ما رواه الشيخ في الغيبة ص 186، وتقدمت: وأقامت معي سنين كثيرة
ورزقت منى أولادا الحديث.
وقال في هذه الحكاية على ما في الغيبة ص 184: كنت تزوجت بأم ولدى
وهي أول امرأة تزوجتها، وأنا حينئذ حدث السن وسني إذ ذاك دون العشرين
سنة، فدخلت بها في منزل أبيها، فأقامت في منزل أبيها سنين وانا اجتهد بهم
في أن يحولوها إلى منزلي وهم لا يجيبوني إلى ذلك، فحملت منى في هذه المدة
وولدت بنتا فعاشت مدة ثم ماتت ولم أحضر في ولادتها ولا في موتها ولم أرها منذ
ولدت إلى أن توفيت..
وقال رحمه الله في الرسالة ص 41 مخاطبا لابن ابنه: ورزقت أباك وسني
ثمان وعشرون سنة وفي سنة ولادته امتحنت محنة أخرجت أكثر ملكي عن
يدي..
قلت: وتقدم حديثها ص 219 وانها كانت سنة أربع عشر إلى خمس عشر و
ثلثمأة.
عبيد الله بن أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان بن الجهم
بن بكير بن أعين أبو العباس الزراري الكوفي
وقد كناه والده أبو غالب بأبي العباس على ما تقدم في رواية الغيبة ص 197
229

- 32 وقال في الرسالة مخاطبا لولده ص 41: ورزقت أباك وسني ثمان وعشرون
سنة وفي سنة ولادته امتحنت محنة أخرجت أكثر ملكي عن يدي وأخرجتني
إلى السفر والاغتراب وأشغلتني عن حفظ ما كنت جمعت قبل ذلك، ولما صلح
أبوك لسماع الحديث وسلوك طريق أجدادي رحمهم الله، جذبته إلى ذلك فلم
ينجذب وشغلنا طلب المعاش والبعد عن مشاهدة العلماء وعلت سنى، فآيست من
الولد، وبلغ أبوك سبعا وثلثين ولم يرزق ولدا، ورزقني الله عز وجل الحج و
مجاورة الحرمين سنة، فجعلت كدي وأكثر دعائي في المواضع التي يرجى فيها
قبول الدعاء ان يرزق الله أباك ولدا ذكرا يجعله خلفا لآل أعين، ثم قدمت
العراق، فزوجت أباك من أمك، فبفضل الله عز وجل ان رزقناك في أسرع وقت..
قلت: ولعل مراده من عدم الانجذاب لسلوك طريق أجداده الفراغ لسماع الحديث
وروايته محضا والاجتناب عن رجال الدولة وطلب المعاش لا مطلق الاشغال بالعلم
لما يأتي عن والده سماعه خطبة الغدير وعن الخطيب سماعه وروايته....
فقال أبو غالب عند ذكر كتبه لابن ابنه ص 83 - 99: جزء فيه خطبة النبي
صلى الله عليه وآله يوم الغدير، رواية الخليل كان أبوك وابن عمك حضرا بعض سماعه.
وقال الخطيب في تاريخ بغداد ج 10 - 378 - 5542: عبيد الله بن أحمد
بن محمد بن محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين، أبو العباس الكاتب،
يعرف بالزراري، روى عن أبي بكر بن الأنباري، حدثني عنه القاضي أبو القاسم
التنوخي. قال: وكان أديبا، شاعرا، وزعم أن بكير بن أعين هو أخو زرارة بن
أعين وحمران بن أعين، قال: وانما نسبنا إلى زرارة دون بكير، لان زرارة
جدنا من امنا، فاشتهرنا به. أخبرنا التنوخي قال أنشدني أبو العباس عبيد الله بن أحمد
الزراري قال أنشدنا أبو بكر بن الأنباري في سنة سبع وعشرين:
230

وكم من قائل قد قال دعه * فلم يك وده لك بالسليم
فقلت إذا جزيت الغدر غدرا * فما فضل الكريم على اللئيم
وأين الألف يعطفني عليه * وأين رعاية الحق القديم؟
وقال التنوخي: أنشدني أبو العباس الزراري لنفسه:
لي صديق قد ضيع من سوء عهد * ورماني الزمان فيه بصد
كان وجدي به فصار عليه * وظريف زوال وجد بوجد
محمد بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان بن
الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين أبو طاهر الشيباني
الكوفي الزراري
هو ابن ابن شيخ الطائفة في عصره أبى غالب الزراري رحمه الله، الذي الف
له الرسالة في آل أعين، وكتب فيها وصاياه وذكر آثار أهل بيته فيها، وأجاز
له الرواية عنه وعن مشايخه فيما صحت له روايته، وذكر فيها طرقه إلى كتب
الأصحاب وأصولهم ومصنفاتهم قائلا مبتدءا فيها: سلام الله عليك فإني احمد الله
إليك..
وقال في الرسالة ص 41 بعد ذكر ما تقدم في أبيه عبيد الله:
فبفضل الله عز وجل ان رزقناك في أسرع وقت، ومن بان جعلك سوى الخليقة،
مقبول الصورة، صحيح العقل، إلى أن كتب إليك هذا الكتاب.
وكان مولدك في قصر عيسى ببغداد يوم الاحد لثلث خلون من شوال سنة
اثنتين وخمسين وثلثمأة.
وقد خفت ان يسبق أجلى إدراكك وتمكنك من سماع الحديث وتمكني
231

من حديثك بما سمعت من الحديث، وان أفرط في شئ من ذلك، كما فرط جدي
وخال أبى رحمهما الله، إذ لم يحدثاني إلى سماع جميع حديثهما مع ما شاهداه
من رغبتي في ذلك.
ولم يبق في وقتي من آل أعين أحد يروى الحديث ولا يطلب العلم، وشححت
على أهل هذا البيت الذي لم يخل من محدث ان يضمحل ذكرهم، ويدرس رسمهم
ويبطل حديثهم من أولادهم.
وقد بينت لك آخر كتابي هذا أسماء الكتب التي بقيت عندي من كتبي، وما
حفظت اسناده وتيقنت روايته، فإن كان قد غاب عنى شرحت لك ممن سمعت ذلك.
وأجزت لك خاصة روايتها عنى على حسب ما أشرحه لك من ذلك، عند
ذكر اسمها. وأجزت لك ما عندي من الكتب القديمة وذكرت لك ما منها
بخط جدي محمد بن سليمان رحمهما الله، وما فيها بخط من عرفت خطه، وما جددت
لك من الكتب التي خلفت.
وجعلت جميع ذلك عند والدتك وديعة لك، ووصيتها ان تسلمها إليك إذا
بلغت، وتحفظها عليك إلى حين علمك بمحلها وموضعها، ان حدث الموت قبل
بلوغك هذه الحال، فان حدث بها حدث قبل ذلك أن توصي بها من تثق به لك و
علمك. فاتق الله عز وجل واحفظ هذه الكتب، فان منها ما قرء على عبد الرحمان
بن أبي نجران في سنة سبع وعشرين ومأتين، وهو كتاب داود بن سرحان، ومنها
ما قرأه جدي محمد بن سليمان على محمد بن الحسين بن أبي الخطاب في سنة سبع و
خمسين ومأتين، وتاريخ ذلك في أواخر الكتب مما رويتها عنى حسبما رسمته لك.
وتوخ سلوك طريقة أجداد أبيك رحمهم الله وتقبل أخلاقهم وتشبه بهم في
أفعالهم، واجتهد في حفظ الحديث والثقة فيه، وواظب على ما يقربك من الله عز وجل
232

واعلم أنه ما أسن أحد قط الا ندم على ما فاته من التقرب إلى الله عز وجل بطاعته
في شيبته، وعلى ما دخل فيه من المحظورات في حداثته حين أسمعه الندامة ولا
يمكنه استدراك ما فاته من عمره.
واصحب مشايخ أصحابك ومن تزين بصحبته بين الناس، وان صحبت أحدا
من أترابك فلا تدع مع ذلك صحبة المشايخ، وأجاب الله فيك دعوتي وأحسن عليك
خلافتي.
وان رزق الله جل وعز الحياة، ومد في الاجل إلى أن نكتب عنى ما أمليه
عليك وتحفظ ما أسنده لك فذلك مناي وإلى الله جل وعزا رغب فيه، وان تكن
الأخرى وتقدمت أيامي قبل ذلك فالله جل وعز خليفتي عليك وإياه اسئل ان
يحفظني فيك ويحفظ صالح أجدادك من بكير، والى، كما حفظ للغلامين بصلاح
أبيهما، فقد مر في بعض الحديث: انه كان بين أبيهما الذي حفظ له، وبينهما
سبعمأة سنة، والله جل وعز حسبي فيك ونعم الوكيل. وعملت هذه الرسالة في
ذي القعدة سنة ست وخمسين وثلثمأة، وجددت هذه النسخة سنة سبع وستين و
ثلثمأة.
وقال النجاشي مترجما له: محمد بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن سليمان
بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين، أبو طاهر الزراري، وكان أديبا، وسمع،
وهو ابن ابن أبي غالب، شيخنا، له كتاب فضل الكوفة على البصرة وكتاب الموشح
وكتاب جمل البلاغة.
قلت: وظاهر قوله: (شيخنا) ان محمد بن عبيد الله الزراري من مشايخ النجاشي
وربما يومى إليه عدم ذكر طريق إلى كتبه، وهو آخر من سمى من آل زرارة بن
أعين وقد انقرضوا مع كثرتهم وانتشارهم في البلدان كما تقدم. ولعل ذلك لكثرة
233

المحن الواردة عليهم لكونهم من الفرس الإيرانيين، ولتشيعهم.
هذا آخر ما أردنا ذكره في تاريخ آل زرارة بن أعين حسب ما وقفنا عليه
عاجلا. والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
كتب بيمناه الداثرة مؤلفه الفقير إلى عفو ربه الغنى
السيد محمد علي بن المرتضى الموسوي الموحد الأبطحي
الأصفهاني عفى عنه وعن والديه
آمين رب العالمين
234