الكتاب: اختيار معرفة الرجال
المؤلف: الشيخ الطوسي
الجزء: ٢
الوفاة: ٤٦٠
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند الشيعة
تحقيق: تصحيح وتعليق : مير داماد الأسترابادي / تحقيق : السيد مهدي الرجائي
الطبعة:
سنة الطبع:
المطبعة:
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث
ردمك:
ملاحظات:

اختيار معرفة الرجال
المعروف برجال الكشي
لشيخ الطائفة أبى جعفر الطوسي (قده)
تصحيح وتعليق
المعلم الثالث مير داماد الاسترآبادي
تحقيق
السيد مهدى الرجائي
مؤسسة آل البيت عليهم السلام
417

الجزء الثالث من الاختيار
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الأكرمين وسلم تسليما
313 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني محمد
ابن أحمد، عن محمد بن موسى الهمداني، عن منصور بن العباس، عن مروك بن
عبيد، عمن رواه، عن زيد الشحام، قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: ما وجدت أحدا
اخذ بقولي وأطاع أمري وحذا حذو أصحاب آبائي غير رجلين رحمهما الله: عبد الله
ابن أبي يعفور وحمران بن أعين، اما انهما مؤمنان خالصان من شيعتنا، أسماؤهم
عندنا في كتاب أصحاب اليمين الذي أعطى الله محمدا.
314 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن موسى، عن محمد بن خالد، عن
مروك بن عبيد، عمن أخبره عن هشام بن الحكم، قال: سمعته يقول: حمران مؤمن
لا يرتد أبدا، ثم قال: نعم الشفيع أنا وآبائي لحمران بن أعين يوم القيامة، نأخذ بيده
ولا نزايله حتى ندخل الجنة جميعا.
418

في بكير بن أعين
315 - حدثني حمدويه، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير،
عن الفضيل وإبراهيم ابني محمد الأشعريين، قالا: ان أبا عبد الله عليه السلام لما بلغه وفاة
بكير بن أعين، قال: أما والله لقد أنزله الله بين رسول الله وبين أمير المؤمنين صلوات
الله عليهما.
316 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، عن أبيه، عن
إبراهيم بن محمد الأشعري، عن عبيد بن زرارة.
والحسن بن جهم بن بكير، عن عمه عبد الله بن بكير، عن عبيد بن زرارة،
قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فذكر بكير بن أعين فقال: رحم الله بكيرا وقد فعل
فنظرت إليه وكنت يومئذ حديث السن، فقال: اني أقول انشاء الله.
419

في بني أعين: مالك وقعنب
317 - قال علي بن الحسن بن فضال: قعنب بن أعين أخو حمران مرجئ.
318 - حدثني حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، عن الحسن
ابن علي بن يقطين، قال: كان لهم غير زرارة واخوته أخوان ليسا في شئ من هذا
الامر، مالك وقعنب.
في قيس بن رمانة
319 - حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا الحسن بن موسى، قال: حدثني علي بن
أسباط، عن قيس بن رمانة، قال: أتيت أبا جعفر عليه السلام فشكوت إليه الدين وخفة
المال، قال، فقال: أيت قبر النبي صلى الله عليه وآله فأشكو إليه وعد إلي.
قال: فذهبت ففعلت الذي أمرني، ثم رجعت إليه، فقال لي: ارفع المصلى

(1) سورة التوبة: 106
420

وخذ الذي تحته، قال: فرفعته فإذا تحته دنانير، فقلت: لا والله جعلت فداك ما شكوت
إليك لتعطيني شيئا، قال، فقال لي: خذها ولا تخبر أحد بحاجتك فيستخف بك،
فأخذتها فإذا هي ثلاث مائة دينار.
في مفضل بن قيس بن رمانة
320 - محمد بن إبراهيم العبيدي، عن مفضل بن قيس بن رمانة، قال دخلت
على أبي عبد الله عليه السلام فذكرت له بعض حالي، فقال يا جارية هاتي ذلك الكيس!
هذه أربعمائة دينار وصلني أبو جعفر أبو الدوانيق بها، خذها فتفرج بها، قال:
قلت جعلت فداك ما هذا دهري، ولكني أحببت أن تدعو الله تعالى لي، قال، فقال:
اني سأفعل، ولكن إياك أن تعلم الناس بكل حالك فتهون عليهم.
321 - محمد بن بشير، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن أبي أحمد وهو
ابن أبي عمير، عن مفضل بن قيس بن رمانة، وكان خيارا.
322 - حدثني طاهر بن عيسى، قال: حدثني جعفر بن أحمد، قال: حدثنا
الحسين قال: حدثنا علي بن الحسن، قال: أخبرني العباس بن عامر، عن مفضل بن
قيس بن رمانة، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فشكوت إليه بعض حالي وسألته

(1) القاموس: 2 / 33
2) نهاية ابن الأثير: 2 / 144
421

الدعاء، فقال: يا جارية هاتي الكيس الذي وصلنا به أبو جعفر، فجائت بكيس،
فقال: هذا كيس فيه أربع مائة دينار فاستعن به.
قال قلت: لا والله جعلت فداك ما أردت هذا، ولكن أردت الدعاء لي، فقال لي
ولا ادع الدعاء، ولكن لا تخبر الناس بكل ما أنت فيه فتهون عليهم.
323 - حمدويه، قال: حدثنا محمد عيسى، عن ابن أبي عمير، عن
مفضل بن قيس بن رمانة، قال: وكان خيرا، قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أن أصحابنا
يختلفون في شئ، وأقول: قولي فيها قول جعفر بن محمد، فقال: بهذا نزل جبريل.
قال أبو أحمد: لو كان شاطرا ما أخبرني على هذا الا بحقيقة.
في أبي جعفر الأحول محمد بن علي بن النعمان مؤمن الطاق
324 - مولى بجيلة ولقبه الناس شيطان الطاق، وذلك أنهم شكوا في درهم
فعرضوه عليه وكان صيرفيا فقال لهم: ستوق، فقالوا: ما هو الا شيطان الطاق.
422

325 - حمدويه بن نصير، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب،
عن النضر بن شعيب، عن أبان بن عثمان، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: زرارة وبريد بن معاوية ومحمد بن مسلم والأحول أحب الناس إلي أحياءا و
أمواتا، ولكنهم يجيؤني فيقولونني لي فلا أجد بدا من أن أقول.
326 - حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، ويعقوب بن يزيد،
عن ابن أبي عمير، عن أبي العباس البقباق، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: أربعة
أحب الناس إلي أحياءا وأمواتا، بريد بن معاوية العجلي، وزرارة بن أعين، ومحمد
ابن مسلم، وأبو جعفر الأحول، أحب الناس إلى أحياءا وأمواتا.

(1) المغرب: 1 / 242
2) القاموس: 3 / 244
3) كما في المطبوع من الرجال بجامعة مشهد.
423

327 - حدثني محمد بن الحسن، قال: حدثني الحسن بن خرزاذ، عن
موسى بن القاسم البجلي، عن صفوان، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي خالد
الكابلي، قال رأيت أبا جعفر صاحب الطاق وهو قاعد في الروضة قد قطع أهل
المدينة ازراره وهو دائب يجيبهم ويسألونه، فدنوت منه فقلت ان أبا عبد الله نهانا
عن الكلام فقال: أمرك أن تقول لي؟ فقلت: لا ولكنه أمرني أن لا أكلم أحدا.
قال: فاذهب فأطعه فيما أمرك، فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام فأخبرته بقصة
صاحب الطاق وما قلت له وقوله لي اذهب وأطعه فيما أمرك، فتبسم أبو عبد الله عليه السلام
وقال: يا أبا خالد ان صاحب الطاق يكلم الناس فيطير وينقض، وأنت ان قصوك
لن تطير.
328 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن يونس
عن إسماعيل بن عبد الخالق، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام ليلا فدخل عليه الأحول
فدخل به من التذلل والاستكانة أمر عظيم، فقال له أبو عبد الله عليه السلام مالك؟ وجعل
يكلمه حتى سكن، ثم قال له: بما تخاصم الناس؟ قال: فأخبره بما يخاصم الناس،

(1) سورة إبراهيم: 33
424

ولم أحفظ منه ذلك، فقال أبو عبد الله عليه السلام خاصمهم بكذا وكذا.
وذكر أن مؤمن الطاق قيل له: ما الذي جرى بينك وبين زيد بن علي في
محضر أبي عبد الله؟ قال: قال زيد بن علي: يا محمد بن علي بلغني أنك تزعم أن
في آل محمد إماما مفترض الطاعة؟ قال: قلت نعم وكان أبوك علي بن الحسين
أحدهم، فقال: وكيف وقد كان يؤتى بلقمة وهي حارة فيبردها بيده ثم يلقمنيها،
أفترى أنه كان يشفق علي من حر اللقمة ولا يشفق علي من حر النار؟ قال: قلت له كره
أن يخبرك فتكفر، فلا يكون له فيك الشفاعة لا ولله فيك المشية، فقال أبو عبد الله عليه السلام
أخذته من بين يديه ومن خلفه فما تركت له مخرجا.
329 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني إسحاق بن محمد البصري،
قال: حدثني أحمد بن صدقة الكاتب الأنباري، عن أبي مالك الأحمسي، قال:
حدثني مؤمن الطاق واسمه محمد بن علي بن النعمان أبو جعفر الأحول، قال:
كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فدخل زيد بن علي فقال لي: يا محمد أنت الذي تزعم أن
في آل محمد إماما مفترض الطاعة معروفا بعينه؟ قال: قلت نعم كان أبوك أحدهم.
قال: ويحك فما كان يمنعه من أن يقول لي فوالله لقد كان يؤتى بالطعام
الحار فيقعدني على فخذه ويتناول البضعة فيبردها ثم يلقمنيها،
425

أفتراه كان يشفق علي من حر الطعام ولا يشفق علي من حر النار؟ قال: قلت كره أن
يقول لك فتكفر، فيجب من الله عليك الوعيد، ولا يكون له فيك شفاعة، فتركك
مرجئ فيك لله المشية وله فيك الشفاعة.
قال: وقال أبو حنيفة لمؤمن الطاق: وقد مات جعفر بن محمد عليه السلام: يا أبا
جعفر ان امامك قد مات فقال أبو جعفر: لكن امامك من المنظرين إلى يوم الوقت
المعلوم.
330 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو يعقوب إسحاق بن محمد
البصري، قال: أخبرني أحمد بن صدقه، عن أبي مالك الأحمسي، قال: خرج

(1) نهاية ابن الأثير: 1 / 133
2) الصحاح: 3 / 1186
426

الضحاك الشاري بالكوفة، فحكم وتسمى بأمرة المؤمنين: ودعا الناس إلى نفسه،
فأتاه مؤمن الطاق، فلما رأته الشراة وثبوا في وجهه، فقال لهم: جاع! قال: فأتى
به صاحبهم، فقال لهم مؤمن الطاق: أنا رجل على بصيره من ديني وسمعتك تصف

(1) سورة آل عمران: 21 وسورة التوبة: 34 وسورة الانشقاق: 24.
2) وفى المطبوع من الرجال: جانح
3) القاموس: 3 / 13
427

العدل فأحببت الدخول معك! فقال الضحاك لأصحابه: ان دخل هذا معكم نفعكم.
قال: ثم أقبل مؤمن الطاق على الضحاك، فقال: لم تبرأتم من علي بن أبي طالب
واستحللتم قتله وقتاله؟ قال: لأنه حكم في دين الله، قال: وكل من حكم في دين الله

(1) القاموس: 1 / 258
2) نهاية ابن الأثير: 1 / 274
3) الصحاح: 3 / 1196
428

استحللتم قتله وقتاله والبرائة منه؟ قال. نعم، قال: فأخبرني عن الدين الذي جئت
أناظرك عليه لا دخل معك فيه ان غلبت حجتي حجتك أو حجتك حجتي من يوقف
المخطئ على خطائه ويحكم للمصيب بصوابه؟ فلابد لنا من انسان يحكم بيننا.
قال: فأشار الضحاك إلى رجل من أصحابه، فقال: هذا الحكم بيننا فهو
عالم بالدين، قال: وقد حكمت هذا في الدين الذي جئت أنا أناظرك فيه؟ قال: نعم
فاقبل مؤمن الطاق على أصحابه، فقال: ان هذا صاحبكم قد حكم في دين الله فشانكم
به! فضربوا الضحاك بأسيافهم حتى سكت.
331 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني إسحاق بن محمد البصري
قال: حدثني أحمد بن صدقة، عن أبي مالك الأحمسي، قال: كان رجل من الشراة
يقدم المدينة في كل سنة، فكان يأتي أبا عبد الله عليه السلام فيودعه ما يحتاج إليه، فأتاه سنة
من تلك السنين وعنده مؤمن الطاق والمجلس غاص باهله.
فقال الشاري: وددت اني رأيت رجلا من أصحابك أكلمه؟ فقال أبو عبد الله
عليه السلام لمؤمن الطاق: كلمه يا محمد فكلمه فقطعه سائلا ومجيبا، فقال الشاري لأبي

(1) القاموس: 1 / 150
2) سورة الأعراف: 154
3) أساس البلاغة: 302
429

عبد الله: ما ظننت ان في أصحابك أحدا يحسن هكذا، فقال أبو عبد الله: ان في
أصحابي من هو أكثر من هذا، قال: فأعجبت مؤمن الطاق نفسه، فقال: يا سيدي
سررتك؟ قال: والله لقد سررتني والله لقد قطعته والله لقد حصرته، والله ما قلت من
الحق حرفا واحدا، قال وكيف؟ قال لأنك تكلم على القياس، والقياس ليس من ديني.
332 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني الحسين بن اشكيب، قال:
حدثني الحسن بن الحسين، عن يونس بن عبد الرحمن، عن أبي جعفر الأحول،
قال، قال ابن أبي العوجاء مرة: أليس من صنع شيئا وأحدثه حتى يعلم أنه من صنعته
فهو خالقه؟ قال: بلى، فأجلني شهرا أو شهرين ثم تعال حتى أريك، قال: فحججت
فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال: أما انه قد هيأ لك شأنين

(1) سورة آل عمران: 134
2) وفى المطبوع من رجال الكشي: شانين.
430

وهو جاء به معه بعدة من أصحابه ثم يخرج لك الشانين قد امتلئا دودا، ويقول لك هذا
الدود يحدث من فعلى، فقل له: إن كان من صنعك وأنت أحدثته فميز ذكوره من
الإناث! فقال: هذه والله ليست من ابزارك

(1) المغرب: 1 / 273
2) المغرب: 1 / 94
3) وفى المطبوع من الرجال: وهو جاه معه.
431

هذه التي حملتها الإبل من الحجاز، ثم قال عليه السلام: ويقول لك أليس تزعم أنه غني؟
فقل بلى، فيقول: أيكون الغني عندك من المعقول في وقت من الأوقات ليس عنده
ذهب ولا فضة؟ فقل له نعم

(1) القاموس: 1 / 371
2) المغرب: 1 / 36 والصحاح: 2 / 589.
3) أساس البلاغة: 38
432

فإنه سيقول لك كيف يكون هذا غنيا؟ فقل له إن كان الغني عندك أن يكون الغني غنيا
من فضته وذهبه وتجارته فهذا كله مما يتعامل الناس به، فأي القياس أكثر وأولى بأن
يقال غني من أحدث الغنى فأغنى به الناس قبل أن يكون شئ وهو وحده؟ أو من أفاد
مالا من هبة أو صدقة أو تجارة؟ قال، فقلت له ذلك، قال فقال وهذه والله ليست من
أبزارك هذه والله مما تحملها الإبل.
وقيل: إنه دخل على أبي حنيفة يوما، فقال له أبو حنيفة: بلغني عنكم معشر

(1) القاموس: 4 / 18
2) الصحاح: 5 / 1769
433

الشيعة شئ؟ فقال: فما هو؟ قال: بلغني ان الميت منكم إذا مات كسرتم يده اليسرى
لكي يعطى كتابه بيمينه، فقال: مكذوب علينا يا نعمان! ولكني بلغني عنكم معشر
المرجئة ان الميت منكم إذا مات قمعتم في دبره قمعا فصببتم فيه جرة من ماء لكي
لا يعطش يوم القيامة فقال: أبو حنيفة مكذوب علينا وعليكم.
ما روي فيه من الذم.
333 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد القمي، قال:
حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن فضيل بن عثمان،
قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام في جماعة من أصحابنا فلما اجلسني قال: ما
فعل صاحب الطاق؟ قلت: صالح، قال: اما انه بلغني انه جدل وانه يتكلم في تيم
قذر؟ قلت: أجل هو جدل، قال: اما انه لو شاء ظريف من مخاصميه ان يخصمه

(1) التعليقة على الصحيفة السجادية المطبوع على هامش نور الأنوار: 42.
2) القاموس: 3 / 74
3) الصحاح: 3 / 1272
4) القاموس: 3 / 75
434

فعل؟ قلت: كيف ذاك.
فقال: يقول أخبرني عن كلامك هذا من كلام امامك؟ فان قال نعم: كذب
علينا وان قال لا: قال له كيف تتكلم بكلام لم يتكلم به امامك.
ثم قال إنهم يتكلمون بكلام ان أنا أقررت به ورضيت به أقمت على الضلالة،
وان برئت منهم شق علي، نحن قليل وعدونا كثير، قلت: جعلت فداك فأبلغه عنك
ذلك؟ قال: أما أنهم قد دخلوا في أمر ما يمنعهم عن الرجوع عنه الا الحمية، قال:
فأبلغت أبا جعفر الأحول ذاك فقال: صدق بأبي وأمي ما يمنعني من الرجوع عنه الا
الحمية.
334 - علي، قال: حدثنا محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن مروك
ابن عبيد، عن أحمد بن النضر، عن المفضل بن عمر، قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام:
أيت الأحول فمره لا يتكلم، فأتيته في منزله، فأشرف علي، فقلت له: يقول لك أبو
عبد الله عليه السلام لاتكلم، قال: فأخاف ألا أصبر.
435

في جابر بن يزيد الجعفي
335 - حدثني حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا محمد بن عيسى
عن علي بن الحكم، عن ابن بكير، عن زرارة، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن
أحاديث جابر؟ فقال: ما رأيته عند أبي قط الامرة واحدة وما دخل علي قط.
336 - حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم
عن زياد بن أبي الحلال، قال: اختلف أصحابنا في أحاديث جابر الجعفي، فقلت
لهم: أسأل أبا عبد الله عليه السلام، فلما دخلت ابتدأني، فقال: رحم الله جابر الجعفي كان
يصدق علينا، لعن الله المغيرة بن سعيد كان يكذب علينا.

(1) الصحاح: 4 / 1337
2) القاموس: 3 / 123
436

337 - حمدويه، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن
عبد الحميد بن أبي العلا، قال: دخلت المسجد حين قتل الوليد، فإذا الناس مجتمعون
قال: فأتيتهم فإذا جابر الجعفي عليه عمامة خز حمراء وإذا هو يقول: حدثني وصي
الأوصياء ووارث علم الأنبياء محمد بن علي عليه السلام، قال: فقال الناس: جن جابر جن
جابر.
338 - آدم بن محمد البلخي، قال: حدثنا علي بن الحسن بن هارون الدقاق
قال: حدثنا علي بن أحمد، قال: حدثني علي بن سليمان، قال: حدثني الحسن
ابن علي بن فضال، عن علي بن حسان، عن المفضل بن عمر الجعفي، قال: سألت
أبا عبد الله عليه السلام عن تفسير جابر؟ فقال: لا تحدث به السفلة فيذيعونه، أما تقرأ في
كتاب الله عز وجل " فإذا نقر في الناقور (1) " ان منا إماما مستترا فإذا أراد الله إظهار
أمره نكت في قلبه، فظهر فقام بأمر الله.

(1) المدثر: 8
2) رجال النجاشي: 259 - 260 ط طهران.
437

339 - جبريل بن أحمد، حدثني الشجاعي، عن محمد بن الحسين، عن
أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، قال: دخلت على أبي جعفر عليه السلام
وأنا شاب، فقال: من أنت؟ قلت: من أهل الكوفة، قال ممن؟ قلت: من جعفي،
قال: ما أقدمك إلى هيهنا؟ قلت: طلب العلم، قال: ممن؟ قلت: منك، قال: فإذا
سألك أحد من أين أنت؟ فقل من أهل المدينة، قال، قلت: أسألك قبل كل شئ
عن هذا، أيحل لي ان اكذب؟ قال: ليس هذا بكذب من كان في مدينة فهو من
أهلها حتى يخرج.
قال ودفع إلي كتابا وقال لي: ان أنت حدثت به حتى تهلك بنو أمية فعليك
لعنتي ولعنة آبائي، وإذا أنت كتمت منه شيئا بعد هلاك بني أمية فعليك لعنتي ولعنة
آبائي، ثم دفع إلي كتابا آخر، ثم قال وهاك هذا فان حدثت بشئ منه أبدا فعليك
لعنتي ولعنة آبائي.
340 - جبريل بن أحمد، حدثني محمد بن عيسى، عن عبد الله بن جبلة
الكناني، عن ذريح المحاربي، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن جابر الجعفي وما

(1) المغرب: 1 / 254
438

روى؟ فلم يجبني، وأظنه قال: سألته بجمع فلم يجبني فسألته الثالثة؟ فقال لي:
يا ذريح دع ذكر جابر فان السفلة إذا سمعوا بأحاديثه شنعوا، أو قال: أذاعوا.
341 - جبريل بن أحمد الفاريابي، حدثني محمد بن عيسى العبيدي، عن
علي بن حسان الهاشمي، قال: حدثني عبد الرحمن بن كثير، عن جابر بن يزيد قال
قال أبو جعفر عليه السلام: يا جابر حديثنا صعب مستصعب، أمرد ذكوار وعر أجرد لا يحتمله
والله الا نبي مرسل، أو ملك مقرب، أو مؤمن ممتحن، فإذا ورد عليك يا جابر شئ
من أمرنا فلان له قلبك فأحمد الله، وان أنكرته فرده إلينا أهل البيت، ولا تقل كيف
جاء هذا، وكيف كان وكيف هو، فان هذا والله الشرك بالله العظيم.

(1) أساس البلاغة: 588
439

342 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن يعقوب بن
يزيد، عن عمرو بن عثمان، عن أبي جميلة، عن جابر، قال: رويت خمسين الف
حديث ما سمعه أحد مني.

(1) نهاية ابن الأثير: 2 / 164
2) أساس البلاغة: 205
3) القاموس: 2 / 35
4) كما في المطبوع من رجال الكشي.
440

343 - جبريل بن أحمد، حدثني محمد بن عيسى، عن إسماعيل بن مهران
عن أبي جميلة المفضل بن صالح، عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: حدثني أبو

(1) القاموس: 4 / 330
2) المغرب: 1 / 192
3) النهاية: 2 / 165
4) الصحاح: 2 / 846
5) أساس البلاغة: 88
441

جعفر عليه السلام بسبعين ألف حديث لم أحدث بها أحدا قط، ولا أحدث بها أحدا أبدا،
قال جابر: فقلت لأبي جعفر عليه السلام جعلت فداك انك قد حملتني وقرا عظيما بما حدثتني
به من سركم الذي لا أحدث به أحدا، فربما جاش في صدري حتى يأخذني منه
شبه الجنون، قال: يا جابر فإذا كان ذلك فاخرج إلى الجبان فاحفر حفيرة ودل
رأسك فيها، ثم قل: حدثني محمد بن علي بكذا وكذا.

(1) الصحاح: 1 / 452
2) نهاية ابن الأثير: 2 / 131
3) المغرب: 1 / 183
442

344 - نصر بن الصباح، قال: حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن محمد البصري،
قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: خرج جابر ذات يوم وعلى رأسه قوصرة راكبا
قصبة حتى مر على سكك الكوفة، فجعل الناس يقولون: جن جابر جن جابر!
فلبثنا بعد ذلك أياما، فإذا كتاب هشام قد جاء بحمله إليه.
قال: فسأل عنه الأمير فشهدوا عنده أنه قد اختلط، وكتب بذلك إلى هشام
فلم يتعرض له، ثم رجع إلى ما كان من حاله الأول.
345 - نصر بن الصباح، قال: حدثنا إسحاق بن محمد، قال: حدثنا فضيل
عن زيد الحامض، عن موسى بن عبد الله، عن عمرو بن شمر، قال جاء قوم إلى
جابر الجعفي فسألوه أن يعينهم في بناء مسجدهم؟ قال: ما كنت بالذي أعين في بناء
شئ يقع منه رجل مؤمن فيموت، فخرجوا من عنده وهم ينحلونه ويكذبونه، فلما
كان من الغد أتموا الدراهم ووضعوا أيديهم في البناء، فلما كان عند العصر زلت
قدم البناء فوقع فمات.

(1) القاموس: 4 / 328
2) وفى المطبوع من الرجال: ينخلونه.
443

346 - نصر، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا علي بن عبيد، ومحمد بن
منصور الكوفي، عن محمد بن إسماعيل عن صدقة، عن عمرو بن شمر، قال:
جاء العلاء بن يزيد رجل من جعفي، قال: خرجت مع جابر لما طلبه هشام حتى
انتهى إلى السواد، قال: فبينا نحن قعود وراع قريب منا: إذ لفتت نعجة من شائه
إلى حمل، فضحك جابر، فقلت له: ما يضحكك أبا محمد؟ قال: إن هذه النعجة
دعت حملها فلم يجئ، فقالت له: تنح عن ذلك الموضع فان الذئب عاما أول أخذ
أخاك منه

(1) القاموس: 4 / 55 وأساس البلاغة: 623 والصحاح 5 / 1826
444

فقلت: لا علمن حقيقة هذا أو كذبه، فجئت إلى الراعي فقلت له: يا راعي
تبيعني هذا الحمل؟ قال، فقال: لا، فقلت: ولم؟ قال: لان أمه أفره شاة في الغنم
وأغزرها درة، وكان الذئب أخذ حملا لها عند عام الأول من ذلك الموضع، فما
رجع لبنها حتى وضعت هذا فدرت، فقلت: صدق.

(1) التعليقة على الصحيفة السجادية المطبوع على هامش نور الأنوار: 28.
445

ثم أقبلت فلما صرت على جسر الكوفة نظر إلى رجل معه خاتم ياقوت،
فقال له: يا فلان خاتمك هذا البراق أرنيه، قال: فخلعه فأعطاه، فلما صار في يده
رمى به في الفرات، قال الآخر: ما صنعت، قال: تحب أن تأخذه؟ قال: نعم،
قال، فقال بيده إلى الماء، فأقبل الماء يعلو بعضه على بعض حتى إذا قرب تناوله
وأخذه.
وروى عن سفيان الثوري: أنه قال جابر الجعفي صدوق في الحديث الا أنه
كان يتشيع، وحكي عنه أنه قال: ما رأيت أورع بالحديث من جابر.

(1) مفردات الراغب ص 31.
2) الصحاح: 5 / 1838
3) القاموس: 4 / 62
446

347 - نصر بن الصباح، قال: حدثني إسحاق بن محمد البصري، قال:
حدثنا محمد بن منصور، عن محمد بن إسماعيل، عن عمرو بن شمر، قال، قال:
أتى رجل جابر بن يزيد فقال له جابر: تريد أن ترى أبا جعفر؟ قال: نعم، قال:
فمسح على عيني فمررت وأنا أسبق الريح حتى صرت إلى المدينة.
447

قال: فبينا أنا كذلك متعجب إذ فكرت فقلت: ما أحوجني إلى وتد أوتده
فإذا حججت عاما قابلا نظرت هيهنا هو أم لا، فلم أعلم الا وجابر بين يدي يعطيني
وتدا، قال: ففزعت، فقال: هذا عمل العبد بإذن الله فكيف لو رأيت السيد الأكبر!
قال: ثم لم أره.
قال: فمضيت حتى صرت إلى باب أبي جعفر عليه السلام فإذا هو يصيح بي أدخل
لا بأس عليك، فدخلت فإذا جابر عنده، قال، فقال لجابر: يا نوح غرقتهم أولا بالماء
وغرقتهم آخرا بالعلم فإذا كسرت فاجبر.
قال: ثم قال من أطاع الله أطيع، أي البلاد أحب إليك؟ قال: قلت الكوفة
قال: بالكوفة فكن، قال: سمعت أخا النون بالكوفة، قال فبقيت متعجبا من قول
جابر فجئت فإذا به في موضعه الذي كان فيه قاعدا، قال: فسألت القوم هل قام أو
تنحى؟ قال: فقالوا لا، وكان سبب توحيدي ان سمعت قوله بالإلهية وفي الأئمة
هذا حديث موضوع لاشك في كذبه ورواته كلهم متهمون بالغلو والتفويض.
448

348 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، عن محمد
بن عيسى.
وحمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم،
عن عروة بن موسى، قال: كنت جالسا مع أبي مريم الحناط وجابر عنده جالس،
فقام أبو مريم فجاء بدورق من ماء بئر منازل ابن عكرمة، فقال له جابر: ويحك يا أبا
مريم كأني بك قد استغنيت عن هذه البئر واغترفت من هيهنا من ماء الفرات، فقال
له أبو مريم: ما ألوم الناس أن يسمونا كذابين - وكان مولى لجعفر عليه السلام - كيف يجئ
ماء الفرات إلى هيهنا.
قال: ويحك يحتفر هيهنا نهر أوله عذاب على الناس وآخره رحمة يجرى
فيه ماء الفرات، فتخرج المرأة الضعيفة والصبي فيغترف منه، ويجعل له أبواب في
بني رواس وفي بني موهبة وعند بئر بني كندة وفي بني فزارة حتى تتغامس فيه
الصبيان.
قال علي: انه قد كان ذلك وان الذي حدث علي وعمر لعل أنه قد سمع بهذا
الحديث قبل أن يكون.

(1) هذه الزيادة في " ن " فقط.
449

في إسماعيل بن جابر الجعفي
349 - حدثنا محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، قال: حدثني
ابن أورمة، عن عثمان بن عيسى، عن إسماعيل بن جابر، قال: أصابني لقوة في
وجهي، فلما قدمنا المدينة دخلت على أبي عبد الله عليه السلام، قال: ما الذي أرى بوجهك؟
قال: قلت فاسدة ريح.
قال: فقال لي: ائت قبر النبي صلى الله عليه وآله فصل عنده ركعتين، ثم ضع يدك على
وجهك، ثم قل: بسم الله وبالله هذا أحرج عليك من عين انس أو عين جن، أو وجع

(1) كما في المطبوع من الرجال بجامعة مشهد وفى المطبوع بالنجف: عروة بعلانية.
450

أحرج عليك، بالذي اتخذ إبراهيم خليلا وكلم موسى تكليما، وخلق عيسى من
روح القدس، لما هدأت وطفيت، كما طفيت نار إبراهيم، اطفئ بإذن الله اطفئ
بإذن الله قال: فما عاودته الامرتين حتى رجع وجهي، فما عاد إلي الساعة.
451

350 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني جبريل بن أحمد، عن محمد
ابن عيسى، عن يونس، عن أبي الصباح، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: هلك
المتريسون في أديانهم، منهم: زرارة، وبريد، ومحمد بن مسلم، وإسماعيل
الجعفي، وذكر آخر لم أحفظه.
في علباء بن دراع الأسدي وأبى بصير
351 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني أحمد بن منصور، قال:
حدثني أحمد بن الفضل، ابن أبي عمير، عن شعيب العقرقوفي، عن أبي بصير

(1) سورة يوسف: 66
452

قال: حضرت - يعني علباء الأسدي - عند موته فقال لي: ان أبا جعفر عليه السلام قد ضمن
لي الجنة فأذكره ذلك.
قال: فدخلت على أبي جعفر عليه السلام فقال: حضرت علباء عند موته؟ قال: قلت
نعم، فأخبرني أنك ضمنت له الجنة وسألني أن أذكرك ذلك، قال: صدق.
قال: فبكيت، ثم قلت: جعلت فداك ألست الكبير السن الضرير البصر فاضمنها
لي قال: قد فعلت، قلت: اضمنها لي على آبائك وسميتهم واحدا واحدا، قال: قد
فعلت، قلت: فاضمنها لي على رسول الله صلى الله عليه وآله قال: قد فعلت، قلت: اضمنها لي على
الله، قال: قد فعلت.
352 - محمد بن مسعود، قال: حدثني إبراهيم بن محمد بن فارس، عن
يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن شهاب بن عبد ربه، عن أبي بصير، قال: إن
علباء الأسدي ولي البحرين فأفاد سبعمائة ألف دينار ودواب ورقيقا، قال: فحمل
ذلك كله حتى وضعه بين يدي أبي عبد الله عليه السلام.

(1) الاستبصار: 2 / 58 وفيه الحكم بن عليا الأسدي فتدبر
453

ثم قال: اني وليت البحرين لبني أمية، وأفدت كذا وكذا، وقد حملته كله
إليك وعلمت أن الله عز وجل لم يجعل لهم من ذلك شيئا وأنه كله لك.
فقال له أبو عبد الله عليه السلام: هاته، فوضع بين يديه، فقال له: قد قبلنا منك و
وهبناه لك وأحللناك منه وضمنا لك على الله الجنة، قال أبو بصير: فقلنا ما بالي وذكر
مثل حديث شعيب العقرقوفي.
454

في أبى حمزة الثمالي ثابت بن دينار أبى صفية عربي أزدى
353 - حدثني محمد بن مسعود، قال: سألت علي بن الحسن بن فضال، عن
الحديث الذي روى عن عبد الملك بن أعين وتسمية ابنه الضريس؟ قال، فقال: انما
رواه أبو حمزة، وأصيبع من عبد الملك، خير من أبي حمزة، وكان أبو حمزة يشرب
النبيذ ومتهم به، الا أنه قال: ترك قبل موته، وزعم أن أبا حمزة وزرارة ومحمد بن
مسلم ماتوا سنة واحدة بعد أبي عبد الله عليه السلام بسنة أو بنحو منه، وكان أبو حمزة كوفيا.

(1) وفى المطبوع من رجال الكشي: أصبغ بن عبد الملك.
455

354 - حدثني علي بن محمد بن قتيبة أبو محمد، ومحمد بن موسى الهمداني
قالا: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، قال: كنت أنا وعامر ابن عبد الله
بن جذاعة الأزدي وحجر بن زائدة جلوسا على باب الفيل إذ دخل علينا أبو حمزة
الثمالي ثابت بن دينار فقال لعامر بن عبد الله: يا عامر أنت حرشت علي أبا عبد الله
عليه السلام فقلت أبو حمزة يشرب النبيذ.
فقال له عامر: ما حرشت عليك أبا عبد الله عليه السلام ولكن سألت أبا عبد الله عليه السلام
عن المسكر، فقال: كل مسكر حرام، وقال: لكن أبا حمزة يشرب، قال، فقال أبو
حمزة: أستغفر الله منه الان وأتوب إليه.
355 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثنا أيوب بن نوح، عن ابن أبي
عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي حمزة، قال: كانت بنية لي سقطت فانكسرت
يدها، فأتيت بها التيمي فأخذها فنظر إلى يدها فقال: منكسرة، فدخل يخرج الجباير
456

وأنا على الباب فدخلتني رقة على الصبية فبكيت ودعوت، فخرج بالجباير فتناول بيد
الصبية فلم ير بها شيئا، ثم نظر إلى الأخرى فقال: ما بها شئ، قال: فذكرت ذلك
لأبي عبد الله عليه السلام فقال: يا أبا حمزة وافق الدعاء الرضاء فاستجيب لك في أسرع من
طرفة عين.

(1) مهج الدعوات: 165
457

356 - حدثني محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا الفضل، عن الحسن بن
محبوب، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام
فقال: ما فعل أبو حمزة الثمالي؟ قلت: خلفته عليلا، قال: إذا رجعت إليه فاقرأه مني
السلام واعلمه أنه يموت في شهر كذا في يوم كذا.
قال أبو بصير: قلت جعلت فداك والله لقد كان فيه انس وكان لكم شيعة،
قال: صدقت ما عندنا خير لكم من شيعتكم معكم قال: إن هو خاف الله وراقب نبيه
وتوقى الذنوب، فإذا هو فعل كان معنا في درجتنا، قال علي: فرجعنا تلك السنة فما
لبث أبو حمزة الا يسيرا حتى توفي.
357 - وجدت بخط أبي عبد الله محمد بن نعيم الشاذاني، قال: سمعت الفضل
ابن شاذان، قال: سمعت الثقة، يقول: سمعت الرضا عليه السلام يقول: أبو حمزة الثمالي
في زمانه كلقمان في زمانه، وذلك أنه قدم أربعة منا، علي بن الحسين، ومحمد بن
علي، وجعفر بن محمد، وبرهة من عصر موسى بن جعفر عليه السلام، ويونس بن عبد الرحمان
كذلك هو سلمان في زمانه.
458

في عقبة بن بشير الأسدي
358 - حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا أيوب بن نوح، قال: أخبرنا حنان
ابن عقبة بن بشير الأسدي، قال: دخلت على أبي جعفر عليه السلام فقلت له: اني في الحسب
الضخم من قومي، وان قومي كان لهم عريف فهلك فأرادوا ان يعرفوني عليهم فما
ترى لي؟
قال، فقال أبو جعفر عليه السلام: تمن علينا بحسبك أن الله تعالى رفع بالايمان من
كان الناس سموه وضيعا إذا كان مؤمنا، ووضع بالكفر من كان يسمونه شريفا إذا
كان كافرا، فليس لأحد على أحد فضل الا بتقوى الله.
واما قولك ان قومي كان لهم عريف فهلك فأرادوا أن يعرفوني عليهم: فان
كنت تكره الجنة وتبغضها فتعرف على قومك يأخذ سلطان جاير بامرئ مسلم يسفك
دمه فتشركهم في دمه، وعسى ان لا تنال من دنياهم شيئا.
في أسلم المكي مولى محمد بن الحنفية (ع)
359 - حدثني حمدويه، قال: حدثني أيوب بن نوح، قال: حدثنا صفوان
ابن يحيى، عن عاصم بن حميد، عن سلام بن سعيد الجمحي، قال: حدثنا أسلم
مولى محمد بن الحنفية، قال: كنت مع أبي جعفر عليه السلام جالسا مسندا ظهري إلى
زمزم، فمر علينا محمد بن عبد الله بن الحسن وهو يطوف بالبيت، فقال أبو جعفر:
يا أسلم أتعرف هذا الشاب؟ قلت: نعم هذا محمد بن عبد الله بن الحسن.

(1) المغرب: 1 / 215
459

قال: أما أنه سيظهر ويقتل في حال مضيعة، ثم قال: يا أسلم لا تحدث بهذا
الحديث أحدا فإنه عندك أمانة، قال: فحدثت به معروف بن خربوذ وأخذت عليه
مثل ما أخذ علي.
قال: وكنا عند أبي جعفر عليه السلام غدوة وعشية أربعة من أهل مكة فسأله معروف
عن هذا الحديث، فقال: أخبرني عن هذا الحديث الذي حدثنيه فأني أحب أن أسمعه
منك، قال: فالتفت إلى أسلم، فقال له أسلم: جعلت فداك أني أخذت عليه مثل الذي
أخذته علي، قال، فقال أبو جعفر عليه السلام: لو كان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلاثة
أرباعهم لنا شكاكا، والربع الاخر أحمق.
360 - حمدويه، قال: حدثني محمد بن عبد الحميد، عن يونس بن يعقوب
قال: سئل أسلم المكي، عن قول محمد بن الحنفية، لعامر بن واثلة: لا تبرح مكة حتى
تلقاني أوصار أمرك أن تأكل القضة؟ فقال أسلم تعجبا: مما روى عن محمد يا نظر
الخياط وهو معهم.
وقال: ألست شاهدنا حين حدثنا عامر بن واثلة أن محمد بن الحنفية قال له
يا عامر ان الذي ترجو انما خروجه بمكة، فلا تبرحن مكة حتى تلقي الذي تحب،
وان صار أمرك إلى أن تأكل القضة، ولم يكن على ما روي أن محمدا قال لا تبرح
حتى تلقاني.

(1) الصحاح: 6 / 2464
460

في الكميت بن زيد
361 - حدثني حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا محمد بن عبد الحميد العطار، عن
أبي جميلة، عن الحارث بن المغيرة، عن الورد بن زيد، قال قلت لأبي جعفر عليه السلام:
جعلني الله فداك قدم الكميت، فقال: أدخله، فسأله الكميت عن الشيخين؟ فقال له
أبو جعفر عليه السلام: ما أهريق دم ولا حكم يحكم غير موافق لحكم الله وحكم النبي صلى الله عليه وآله
وحكم علي عليه السلام الا وهو في أعناقهما، فقال الكميت: الله أكبر الله أكبر حسبي
حسبي.
362 - طاهر بن عيسى، قال: حدثني جعفر بن أحمد، قال: حدثني أبو الحسين
صالح بن أبي حماد الرازي، قال: حدثنا محمد بن الوليد الخراز، عن يونس بن
يعقوب، قال: أنشد الكميت أبا عبد الله شعره:
أخلص الله في هواي فما أغر * ق نزعا وما تطيش سهامي

(1) القاموس: 4 / 379
2) القاموس: 2 / 342
3) نهاية ابن الأثير: 4 / 76
461



(1) القاموس: 3 / 271 و 88 و 2 / 277.
2) أول سورة النازعات.
462

فقال أبو عبد الله عليه السلام: لا تقل هكذا ولكن قل - قد أغرق نزعا وما تطيش
سهامي.
363 - نصر بن صباح، قال: حدثني إسحاق بن محمد البصري، قال:
حدثني محمد بن جمهور العمي، قال: حدثنا موسى بن بشار الوشاء عن داود بن
النعمان، قال: دخل الكميت فأنشده، وذكر نحوه ثم قال في آخره: ان الله عز وجل

(1) وفى المطبوع من الرجال: القمي
2) رجال النجاشي: 260
3) توجد نسخة خطية منها في مكتبتنا.
4) الفهرست: 172
463

يحب معالي الأمور ويكره سفسافها.
فقال الكميت: يا سيدي أسألك عن مسألة وكان متكئا فاستوى جالسا وكسر
في صدره وسادة ثم قال: سل، فقال: أسألك عن الرجلين؟ فقال: يا كميت بن
زيد ما أهريق في الاسلام محجمة من دم، ولا اكتسب مال من غير حله، ولا نكح
فرج حرام الا وذلك في أعناقهما إلى يوم يقوم قائمنا، ونحن معاشر بني هاشم نأمر

(1) نهاية ابن الأثير: 2 / 373 - 374.
464

كبارنا بسبهما والبرائة منهما.
364 - نصر بن الصباح، قال: حدثني أبو يعقوب إسحاق بن محمد البصري،
قال: حدثني جعفر بن محمد بن الفضيل، قال: حدثني جعفر بن علي الهمداني، قال:
حدثني درست بن أبي منصور، قال: كنت عند أبي الحسن موسى عليه السلام وعنده الكميت
ابن زيد، فقال للكميت أنت الذي تقول: فالآن صرت على أمية والأمور إلى مصائر؟
قال: قد قلت ذاك فوالله ما رجعت عن أيمان واني لكم لموال ولعدوكم لقال ولكني
قلته على التقية، قال: أما لئن قلت ذلك أن التقية تجوز في شرب الخمر.

(1) الصحاح: 4 / 1570
465

365 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، عن العباس
ابن عامر القصباني، وجعفر بن محمد بن حكيم، قال: حدثنا أبان بن عثمان، عن
عقبة بن بشير الأسدي، عن كميت بن زيد الأسدي، قال: دخلت على أبي جعفر عليه السلام
فقال: والله يا كميت لو أن عندنا مالا أعطيناك منه، ولكن لك ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله
لحسان: لا يزال معك روح القدس ما ذببت عنا.

(1) الذكرى: 90
466

366 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن حنان،
عن عبيد بن زرارة، عن أبيه، قال: دخل الكميت بن زيد على أبي جعفر عليه السلام وأنا
عنده، فأنشده: من لقب متيم مستهام، فلما فرغ منها قال للكميت: لا تزال مؤيدا
بروح القدس ما دمت تقول فينا.

(1) الصحاح: 5 / 1879
2) أساس البلاغة: 66
3) القاموس: 4 / 193
467

367 - علي بن محمد بن قتيبة، قال. حدثني أبو محمد الفضل بن شاذان،
قال: حدثنا أبو الشيخ عبد الله بن مروان الجواري، قال: كان عندنا رجل من عباد الله
الصالحين، وكان راوية شعر الكميت يعني الهاشميات، وكان سمع ذلك منه، وكان
عالما بها، فتركه خمسا وعشرين سنة لا يستحل روايته وانشاده ثم عاد فيه، فقيل له:
ألم تكن زهدت فيها وتركتها؟ فقال: نعم ولكني رأيت رؤيا دعتني إلى العود فيه.
فقيل له: وما رأيت؟ قال: رأيت كأن القيامة قد قامت، وكأنما أنا في المحشر
فدفعت إلي مجلة، قال أبو محمد: فقلت لأبي الشيخ: وما المجلة؟ قال: الصحيفة،
قال: فنشرتها فإذا فيها: بسم الله الرحمن الرحيم أسماء من يدخل الجنة من محبي
علي بن أبي طالب، قال: فنظرت في السطر الأول فإذا أسماء قوم لم أعرفهم، ونظرت
في السطر الثاني فإذا هو كذلك، ونظرت في السطر الثالث أو الرابع فإذا فيه والكميت
ابن زيد الأسدي، قال: فذلك دعاني إلى العود فيه.
في الحكم بن عيينة
368 - حدثني أبو الحسن وأبو إسحاق حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا:
حدثنا الحسن بن موسى الخشاب الكوفي، عن جعفر بن محمد بن حكيم، عن
إبراهيم بن عبد الحميد، عن عيسى بن أبي منصور، وأبي أسامة، ويعقوب الأحمر
قالوا: كنا جلوسا عند أبي عبد الله عليه السلام فدخل زرارة بن أعين، فقال له: ان الحكم
ابن عيينة روى عن أبيك أنه قال له: صل المغرب دون المزدلفة، فقال له أبو عبد الله
عليه السلام بأيمان ثلاثة: ما قال أبي هذا قط، كذب الحكم بن عيينة على أبي عليه السلام.

(1) أساس البلاغة: 709
468

369 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد بن فيروزان
القمي، قال: أخبرني محمد بن أحمد بن يحيي، عن العباس بن معروف، عن الحجال،
عن أبي مريم الأنصاري، قال، قال لي أبو جعفر عليه السلام: قل لسلمة بن كهيل والحكم
ابن عيينة شرقا أو غربا لن تجدا علما صحيحا الا شيئا خرج من عندنا أهل البيت.
370 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال،
قال: حدثني العباس بن عامر، وجعفر بن محمد بن حكيم، عن أبان بن عثمان، عن
أبي بصير، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن شهادة ولد الزنا أتجوز؟ قال: لا، فقلت:
ان الحكم بن عيينة يزعم أنها تجوز، فقال: اللهم لا تغفر ذنبه، قال الله للحكم " انه
لذكر لك ولقومك " (1) فليذهب الحكم يمينا وشمالا، فوالله لا يوجد العلم الا في
أهل بيت نزل عليهم جبريل عليه السلام.
وحكي عن علي بن الحسن بن فضال أنه قال: كان الحكم من فقهاء العامة،
وكان أستاذ زرارة وحمران والطيار قبل أن يروا هذا الامر، وقيل: إنه كان مرجيا.
في أبى الفضل سدير بن حكيم وعبد السلام بن عبد الرحمن
371 - حدثنا محمد بن مسعود، قال: حدثنا علي بن محمد بن فيروزان،
قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى، عن إبراهيم بن هاشم، عن عمرو بن عثمان،
عن محمد بن عذافر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ذكر عنده سدير فقال: سدير عصيدة
بكل لون.

(1) سورة الزخرف: 44
2) نهاية ابن الأثير: 3 / 246
469

372 - حدثنا علي بن محمد القتيبي، قال: حدثنا الفضل بن شاذان، عن ابن
أبي عمير، عن بكر بن محمد الأزدي، قال: وزعم لي زيد الشحام، قال: اني
لأطوف حول الكعبة وكفي في كف أبي عبد الله عليه السلام فقال: ودموعه تجري على خديه،
فقال: يا شحام ما رأيت ما صنع ربي إلي، ثم بكى ودعا، ثم قال لي: يا شحام اني
طلبت إلى الهي في سدير وعبد السلام بن عبد الرحمن وكانا في السجن فوهبهما لي
وخلي سبيلهما.
470

في معروف بن خربوذ المكي
373 - ذكر أبو القاسم نصر بن الصباح، عن الفضل بن شاذان، قال: دخلت
على محمد بن أبي عمير، وهو ساجد فأطال السجود، فلما رفع رأسه وذكر له طول
سجوده، قال: كيف ولو رأيت جميل بن دراج؟ ثم حدثه أنه دخل على جميل بن
دراج فوجده ساجدا فأطال السجود جدا فلما رفع رأسه: قال محمد بن أبي عمير
أطلت السجود، فقال: لو رأيت معروف بن خربوذ.
374 - طاهر بن عيسى، قال: وجدت في بعض الكتب عن محمد بن الحسن،
عن إسماعيل بن قتيبة، عن أبي العلاء الخفاف، عن أبي جعفر عليه السلام قال قال أمير
المؤمنين عليه السلام: أنا وجه الله أنا جنب الله، وأنا الأول، وأنا الاخر، وأنا الظاهر،
وأنا الباطن، وأنا وارث الأرض، وأنا سبيل الله وبه عزمت عليه، فقال معروف بن
خربوذ: ولها تفسير غير ما يذهب فيها أهل الغلو.
375 - جعفر بن معروف، قال: حدثنا محمد بن الحسين، عن جعفر بن
471

بشير، عن ابن بكير، عن محمد بن مروان، قال: كنت قاعدا عند أبي عبد الله عليه السلام
أنا ومعروف بن خربوذ، فكان ينشدني الشعر وأنشده ويسألني وأسأله وأبو عبد الله
عليه السلام يسمع، فقال أبو عبد الله عليه السلام: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لان يمتلي جوف الرجل
قيحا خير له من أن يمتلي شعرا، فقال معروف: انما يعني بذلك الذي يقول الشعر
فقال: ويلك أو ويحك قد قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله.
376 - طاهر قال: حدثني جعفر، قال: حدثني الشجاعي، عن محمد بن
الحسين، عن سلام بن بشير الرياني، وعلي بن إبراهيم التيمي، عن محمد
الأصبهاني، قال: كنت قاعدا مع معروف بن خربوذ بمكة ونحن جماعة، فمر بنا قوم
على حمير معتمرون من أهل المدينة، فقال لنا معروف: سلوهم هل كان بها خبر؟
فسألناهم فقالوا: مات عبد الله بن الحسن، فأخبرناه بما قالوا.
قال، فلما جاوزوا مر بنا قوم آخرون، فقال لنا معروف: فسئلوهم هل كان
بها خبر فسألناهم فقالوا: كان عبد الله بن الحسن أصابته غشية وقد أفاق، فأخبرناه
بما قالوا.
فقال: ما أدري ما يقول هؤلاء وأولئك، أخبرني ابن المكرمة - يعني أبا عبد الله
عليه السلام - ان قبر عبد الله بن الحسن وأهل بيته على شاطئ الفرات، قال فحملهم أبو
الدوانيق فقبروا على شاطئ الفرات.
في الفضيل بن يسار
377 - حدثنا حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، عن إبراهيم
ابن عبد الله، قال: كان أبو عبد الله عليه السلام إذا رأى الفضيل بن يسار قال: بشر المخبتين
472

من أحب أن ينظر رجلا من أهل الجنة فلينظر إلى هذا.
378 - إبراهيم بن محمد بن عباس، قال: حدثني أحمد بن إدريس المعلم
القمي، قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى قال: حدثني الحسن بن علي بن
النعمان، عن العباس بن عامر، عن أبان بن عثمان، عن فضيل بن عثمان، قال:
قال أبو عبد الله عليه السلام: ان الأرض لتسكن إلى الفضيل بن يسار.
379 - الحسين، عن محمد بن خالد البرقي، عن ابن أبي عمير، عن هشام
ابن سالم، عن فضيل بن يسار، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما يمنعني من لقائك الا اني
ما أدري ما يوافقك من ذلك؟ قال، فقال: ذلك خير لك.
380 - عبد الله بن محمد، قال: حدثني الحسن بن علي الوشاء، عن خلف بن
حماد عن رجل، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان أبو جعفر عليه السلام إذا دخل عليه الفضيل
ابن يسار يقول: بخ بخ بشر المخبتين، مرحبا بمن تأنس به الأرض.
حدثني علي بن محمد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، ومحمد بن مسعود،
قال: كتب إلي الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن عدة من أصحابنا، قال:
كان أبو عبد الله عليه السلام إذا نظر إلى الفضيل بن يسار مقبلا قال: بشر المخبتين. وكان يقول: إن
فضيلا من أصحاب أبي، وأني لأحب الرجل أن يحب أصحاب أبيه.
381 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن محمد بن علي
الهمداني، عن علي بن إسماعيل التيمي، قال: حدثني ربعي بن عبد الله، قال:
حدثني غاسل الفضيل بن يسار، قال: اني لأغسل الفضيل بن يسار وأن يده لتسبقني
إلى عورته، فخبرت بذلك أبا عبد الله عليه السلام فقال لي: رحم الله الفضيل بن يسار، وهو
منا أهل البيت.
382 - حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا العبيدي، عن ابن أبي عمير، عن
إسماعيل البصري، عن أبي غيلان، قال: أتيت الفضيل بن يسار، فأخبرته أن محمدا
وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن قد خرجا، فقال لي: ليس أمرهما بشئ قال:
473

فصنعت ذلك مرارا، كل ذلك يرد علي مثل هذا الرد.
قال، قلت: رحمك الله قد أتيتك غير مرة أخبرك فتقول ليس أمرهما بشئ
أفبرأيك تقول هذا؟ قال، فقال: لا والله، ولكن سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن
خرجا قتلا.
في محمد بن مروان البصري
383 - حكى العباسي عن علي بن الحسن بن فضال، قال: كان محمد بن
مروان يسكن البصرة وكان أصله الكوفة، وليس هو الذي روى تفسير الكلبي، ذلك
يسمى محمد بن مروان السدي.
وقال حمدويه: حدثني بعض من رأيته قال: محمد بن مروان من ولد أبي
الأسود الدؤلي.

(1) رجال الشيخ: 136 و 301
474



(1) المغرب: 1 / 173
475

في سعد الإسكاف
384 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، ومحمد
ابن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، قال:
حدثني الحسن بن علي بن يقطين، عن حفص بن محمد المؤذن، عن سعد الإسكاف
قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام اني أجلس فأقص وأذكر حقكم وفضلكم، قال: وددت
أن على كل ثلاثين ذراعا قاصا مثلك.
قال حمدويه: سعد الإسكاف وسعد الخفاف وسعد بن طريف واحدا. قال
نصر: وقد أدرك علي بن الحسين، قال حمدويه: وكان ناووسيا وفد على أبي
عبد الله عليه السلام.

(1) الصحاح: 4 / 1694
2) أساس البلاغة: 303
476

في عبد الله وعبد الملك ابني عطاء
385 - قال نصر بن صباح: وولد عطاء بن أبي رياح تلميذ ابن عباس
عبد الملك وعبد الله وعريفا، نجباء من أصحاب أبي جعفر وأبي عبد الله عليه السلام.
386 - حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن إبراهيم بن
عبد الحميد عن هارون بن خارجة، عن زيد الشحام، عن عبد الله بن عطاء، قال: أرسل إلي
أبو عبد الله عليه السلام وقد أسرج له بغل وحمار، فقال لي: هل لك أن تركب معنا إلى مالنا؟
قال، قلت: نعم.
قال: أيهما أحب إليك أن تركب؟ قلت: الحمار، قال: فان الحمار أوفقهما
لي، قلت: انما كرهت أن أركب البغل وأن تركب أنت الحمار قال: فركب الحمار
وركبت البغل، ثم سرنا حتى خرجنا من المدينة، فبينا هو يحدثني إذا نكب على
السرج مليا، فظننت أن السرج آذاه أو ضغطه، ثم رفع رأسه.
قلت: جعلت فداك ما أرى السرج الا وقد ضاق عنك، فلو تحولت على البغل
فقال: كلا ولكن الحمار اختال، فصنعت كما صنع رسول الله صلى الله عليه وآله ركب حمارا
يقال له: عفير، فاختال فوضع رأسه على القربوس ما شاء الله ثم رفع رأسه ثم قال:
يا رب هذا عمل عفير ليس هو عملي.
في عكرمة مولى ابن عباس
387 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني ابن ازداد ابن المغيرة، قال:
حدثني الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن

(1) القاموس: 3 / 153
477

زرارة، قال، قال أبو جعفر عليه السلام: لو أدركت عكرمة عند الموت لنفعته، قيل لأبي
عبد الله عليه السلام: بم ذا ينفعه؟ قال: كان يلقنه ما أنتم عليه، فلم يدركه أبو جعفر عليه السلام
ولم ينفعه.
قال الكشي: وهذا نحو ما يروى لو اتخذت خليلا لاتخذت فلانا خليلا، لم
يوجب لعكرمة مدحا بل أوجب ضده.
في مالك بن أعين الجهني
388 - حمدويه بن نصير، قال: سمعت علي بن محمد بن فيروزان القمي،
يقول: مالك بن أعين الجهني هو ابن أعين، وليس من أخوة زرارة وهو بصري.
في ناجية بن عمارة الصيداوي
389 - حدثني محمد بن مسعود، قال: سألت علي بن الحسن بن فضال،
عن لجية؟ قال: هو نجية واسم آخر أيضا ناجية بن أبي عمارة الصيداوي، قال:

(1) رجال الشيخ: 138
2) رجال ابن داود: 358
3) مشيخة الفقيه: 4 / 62
4) التعليقة على الاستبصار المطبوع في اثنى عشر رسالة للسيد: 7.
478

وأخبرني بعض ولده أن أبا عبد الله عليه السلام كان يقول: انج نجية فسمي بهذا الاسم.

(1) الصحاح: 6 / 2501
479

حمدويه بن نصير: قال: الصيدا بطن من بني أسد، قال: وكان رجل من أصحابنا
يقال له: نجية القواس، وليس هو بمعروف.

(1) رجال الكشي: 452 ط جامعة مشهد و 384 ط النجف الأشرف
2) الاستبصار: 2 / 325
3) التهذيب 4 / 145
480

في عبد الله بن شريك العامري
390 - حدثنا أبو صالح خلف بن حماد الكشي، قال: حدثنا أبو سعيد
سهل بن زياد الادمي الرازي، قال: حدثني علي بن الحكم، عن علي بن المغيرة،
عن أبي جعفر عليه السلام قال: كأني بعبد الله بن شريك العامري عليه عمامة سوداء وذوابتاها
بين كتفيه مصعدا في لحف الجبل بين يدي قائمنا أهل البيت في أربعة آلاف مكرون
ومكرورون.
391 - عبد الله بن محمد، قال: حدثني الحسن بن علي الوشاء، عن أحمد
ابن عائذ، عن أبي خديجة الجمال، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: اني سألت
الله في إسماعيل أن يبقيه بعدي فأبى، ولكنه قد أعطاني فيه منزلة أخرى، أنه يكون

(1) رجال الشيخ: 362
2) رجال ابن داود: 358
3) القاموس: 3 / 195
481

أول منشور في عشرة من أصحابه، ومنهم عبد الله بن شريك وهو صاحب لوائه.
392 - طاهر بن عيسى، قال: حدثني جعفر بن أحمد بن أيوب السمرقندي
المعروف بابن التاجر، قال: حدثني أبو سعيد الادمي، قال: حدثني محمد بن علي
الصيرفي، عن عمرو بن عثمان، عن محمد بن عذافر، عن عقبة بن بشير، عن
عبد الله بن شريك، عن أبيه، قال: لما هزم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
الناس يوم الجمل، قال: لا تتبعوا مدبرا، ولا تجهزوا على جرحى، ومن أغلق بابه
فهو آمن.
فلما كان يوم صفين قتل المدبر واجهز على الجرحى، قال أبان بن تغلب:
قلت لعبد الله بن شريك: ما هاتان السيرتان المختلفتان؟ فقال: ان أهل الجمل قتل
طلحة والزبير وان معاوية كان قائما بعينه وكان قائدهم.
في إسماعيل بن الفضل الهاشمي
393 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن بن علي بن
فضال، أن إسماعيل بن الفضل الهاشمي كان من ولد نوفل بن الحارث بن عبد المطلب،
وكان ثقة، وكان من أهل البصرة.

(1) المغرب: 1 / 101
2) القاموس: 2 / 171
482

في ثوير بن أبي فاختة
394 - حدثني محمد بن قولويه القمي، قال حدثني محمد بن عباد بن بشير،
عن ثوير بن أبي فاختة قال: خرجت حاجا فصحبني عمرو بن ذر القاص، وابن قيس
الماصر، والصلت بن بهرام، وكانوا إذا نزلوا منزلا قالوا: أنظر الان فقد حزرنا
أربعة آلاف مسألة نسأل أبا جعفر عليه السلام عنها، عن ثلاثين كل يوم، وقد قلدناك ذلك.

(1) كما في المطبوع من رجال الكشي بجامعة مشهد.
2) وفى المطبوع من الرجال: القاضي.
3) وفى المطبوع من الرجال: حررنا باهمال الرائين.
483

قال ثوير: فغمني ذلك حتى إذا دخلنا المدينة فافترقنا، فنزلت أنا على أبي
جعفر عليه السلام، فقلت له: جعلت فداك ابن ذر، وابن قيس الماصر، والصلت صحبوني،
وكنت أسمعهم يقولون: قد حزرنا أربعة آلاف مسألة نسأل أبا جعفر عليه السلام عنها فغمني ذلك.
فقال أبو جعفر عليه السلام: ما يغمك من ذلك فإذا جاؤوا فاذن لهم، فلما كان من
غد دخل مولى لأبي جعفر عليه السلام فقال: جعلت فداك بالباب ابن ذر ومعه قوم، فقال أبو
جعفر عليه السلام: يا ثوير قم فأذن لهم، فقمت فأدخلتهم، فلما دخلوا سلموا وقعدوا ولم
يتكلموا، فلما طال ذلك أقبل أبو جعفر عليه السلام يستفتيهم الأحاديث واقبلوا لا يتكلمون.
فلما رأى ذلك أبو جعفر عليه السلام قال لجارية له يقال لها سرحة: هاتي الخوان،
فلما جاءت به فوضعته، فقال أبو جعفر عليه السلام: الحمد لله الذي جعل لكل شئ حدا
ينتهي إليه حتى أن لهذا الخوان حدا ينتهي إليه، فقال ابن ذر: وما حده؟ قال: إذا
وضع ذكر الله وإذا رفع حمدا لله.
قال: ثم اكلوا، ثم قال أبو جعفر عليه السلام: اسقيني فجائته بكوز من أدم فلما
صار في يده، قال: الحمدلله الذي جعل لكل شئ حدا ينتهي إليه حتى أن لهذا
الكوز حدا ينتهي إليه، فقال ابن ذر: وما حده؟ قال يذكر اسم الله عليه إذا شرب
ويحمد لله إذا فرغ، ولا يشرب من عند عروته ولامن كسران كان فيه.
قال: فلما فرغوا أقبل عليهم يستفتيهم الأحاديث فلا يتكلمون، فلما رأى ذلك
أبو جعفر عليه السلام قال: يا ابن ذر ألا تحدثنا ببعض ما سقط إليكم من حديثنا؟ قال: بلى
يا ابن رسول الله، قال: أني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الاخر كتاب الله
وأهل بيتي ان تمسكتم بهما لن تضلوا.
484

فقال أبو جعفر عليه السلام: يا ابن ذر فإذا لقيت رسول الله صلى الله عليه وآله فقال ما خلفتني في
الثقلين فماذا تقول له؟ قال: فبكي ابن ذر حتى رأيت دموعه تسيل على لحيته، ثم
قال: أما الأكبر فمزقناه وأما الأصغر فقتلناه.
فقال أبو جعفر عليه السلام: اذن تصدقه يا ابن ذر، لا والله لا تزول قدم يوم القيامة
حتى يسأله عن ثلاث: عن عمره فيما أفناه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه،
وعن حبنا أهل البيت.
قال: فقاموا وخرجوا، فقال أبو جعفر عليه السلام لمولى له أتبعهم فانظر ما يقولون،
قال: فتبعهم ثم رجع، فقال: جعلت فداك سمعتهم يقولون لابن ذر: على هذا
خرجنا معك؟ فقال: ويلكم ما أقول، ان رجلا يزعم أن الله يسألني عن
ولايته، وكيف اسأل رجلا يعلم حد الخوان وحد الكوز.

(1) القاموس: 4 / 220
2) رواه أحمد في مسنده: 5 / 181 والترمذي في صحيحه 13 / 200 والطرائف: 113
485

في أبى هارون
شيخ من أصحاب أبي جعفر عليه السلام.
395 - حدثني جعفر بن محمد، قال: حدثني علي بن الحسن بن علي بن
فضال قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي نجران، قال: حدثني أبو هارون، قال:
كنت ساكنا دار الحسن بن الحسين، فلما علم انقطاعي إلى أبي جعفر وأبي عبد الله
عليهما السلام أخرجني من داره.
قال: فمر بي أبو عبد الله عليه السلام فقال لي: يا أبا هارون بلغني أن هذا أخرجك
من داره؟ قال: قلت نعم، جعلت فداك، قال: بلغني أنك كنت تكثر فيها تلاوة كتاب
الله تعالى، والدار إذا تلي فيها، كتاب الله تعالى كان لها نور ساطع في السماء تعرف
من بين الدور.

(1) سورة الشورى: 23
486

في محمد بن فرات
396 - وجدت في كتاب محمد بن الحسن بن بندار القمي بخطه حدثني الحسن
ابن احمد المالكي، عن جعفر بن فضيل، قال: قلت لمحمد بن فرات، لقيت أنت
الأصبغ؟ قال: نعم لقيته مع أبي فرأيته شيخا أبيض الرأس واللحية طوالا، قال له
أبي: حدثنا بحديث سمعته من أمير المؤمنين عليه السلام؟ قال: سمعته يقول: على المنبر:
أنا سيد الشيب وفي سنة من أيوب وليجمعن الله لي شملي كما جمعه لأيوب، قال:
فسمعت هذا الحديث أنا وأبي من الأصبغ بن نباتة، قال: فما مضى بعد ذلك الا
قليل حتى توفي رحمة الله عليه.

(1) القاموس: 4 / 9
2) المغرب: 1 / 294
487

قال: محمد بن فرات: رأيت عباية بن ربعي، وهو يحدث قال: سمعت
أمير المؤمنين عليه السلام يقول: أنا قسيم النار، أقول هذا لك وهذا لي، قال، قلت لمحمد
ابن فرات: ابن كم كنت ذلك اليوم؟ قال: كنت غلاما ألعب بالكرة مع الصبيان.
397 - محمد بن الحسن، قال: حدثني الحسين بن أحمد المالكي، وعلي
ابن إبراهيم بن هاشم، وعلي بن الحسين بن موسى، عن عبد الله بن جعفر الحميري،
عن محمد بن الوليد، عن محمد بن فرات، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول
الله عزو جل " وتقلبك في الساجدين " (1) قال: في أصلاب النبيين، وفي رواية الحسن
ابن أحمد قال: من صلب نبي إلى صلب نبي.
في أبى هارون المكفوف
398 - حدثني الحسين بن الحسن بن بندار القمي، قال: حدثني سعد بن
عبد الله بن أبي خلف، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن يعقوب بن يزيد
ومحمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن أبي عمير قال: حدثنا بعض أصحابنا،
قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام زعم أبو هارون المكفوف أنك قلت له ان كنت تريد
القديم فذاك لا يدركه أحد، وان كنت تريد الذي خلق ورزق فذاك محمد بن علي،
فقال: كذب علي عليه لعنة الله، والله مامن خالق الا الله وحده لا شريك له، حق

(1) سورة الشعراء: 219
2) الصقيع البرد الشديد المحرق للنبات " منه قدس سره ".
3) أساس البلاغة: 342
4) سورة المزمل: 17
488

على الله أن يذيقنا الموت، والذي لا يهلك هو الله خالق وبارئ البرية.
في المغيرة بن سعيد
399 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال: حدثني
أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي يحيى زكريا بن يحيى الواسطي. حدثنا محمد
ابن عيسى بن عبيد، عن أخيه جعفر بن عيسى وأبو يحيى الواسطي، قال أبو الحسن
الرضا عليه السلام: كان المغيرة بن سعيد يكذب على أبي جعفر عليه السلام فأذاقه الله حر الحديد.
400 - سعد، قال: حدثنا محمد بن الحسن، والحسن بن موسى، قالا:
حدثنا صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان، عمن حدثه من أصحابنا، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: سمعته يقول: لعن الله المغيرة بن سعيد أنه كان يكذب على أبي فأذاقه الله حر
الحديد، لعن الله من قال فينا مالا نقوله في أنفسنا ولعن الله من أزالنا عن العبودية لله
الذي خلقنا واليه مآبنا ومعادنا وبيده نواصينا.
401 - حدثني محمد بن قولويه، والحسين بن الحسن بن بندار القمي، قالا:
حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن
عبد الرحمن، ان بعض أصحابنا سأله وأنا حاضر، فقال له: يا أبا محمد ما أشدك في
الحديث، وأكثر انكارك لما يرويه أصحابنا، فما الذي يحملك على رد الأحاديث؟
فقال: حدثني هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول: لا تقبلوا علينا
حديثا الا ما وافق القرآن والسنة، أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا المتقدمة، فان
المغيرة بن سعيد لعنه الله دس في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدث بها أبي،
فاتقوا الله ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا تعالى وسنة نبينا صلى الله عليه وآله فانا إذا حدثنا، قلنا
قال الله عز وجل، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله.
قال يونس: وافيت العراق فوجدت بها قطعة من أصحاب أبي جعفر عليه السلام
ووجدت أصحاب أبي عبد الله عليه السلام متوافرين، فسمعت منهم وأخذت كتبهم، فعرضتها
489

من بعد على أبي الحسن الرضا عليه السلام فأنكر منها أحاديث كثيرة أن يكون من أحاديث
أبي عبد الله عليه السلام.
وقال لي: ان أبا الخطاب كذب على أبي عبد الله عليه السلام لعن الله أبا الخطاب،
وكذلك أصحاب أبي الخطاب يدسون هذه الا حديث إلى يومنا هذا في كتب أصحاب
أبي عبد الله عليه السلام، فلا تقبلوا علينا خلاف القرآن فانا ان تحدثنا حدثنا بموافقة القرآن
وموافقة السنة، انا عن الله وعن رسوله نحدث، ولا نقول قال فلان وفلان، فيتناقض
كلامنا، ان كلام آخرنا مثل كلام أولنا، وكلام أولنا مصادق لكلام آخرنا، فإذا
اتاكم من يحدثكم بخلاف ذلك فردوه عليه وقولوا أنت اعلم وما جئت به، فان مع

(1) سورة النساء: 82
490

كل قول منا حقيقة وعليه نورا، فما لا حقيقة معه ولا نور عليه فذلك من قول الشيطان.
402 - وعنه عن يونس، عن هشام بن الحكم، انه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول:
كان المغيرة بن سعيد يتعمد الكذب على أبي، ويأخذ كتب أصحابه وكان أصحابه
المستترون بأصحاب أبي يأخذون الكتب من أصحاب أبي فيدفعونها إلى المغيرة،
فكان يدس فيها الكفر والزندقة، ويسندها إلى أبي ثم يدفعها إلى أصحابه ويامرهم
ان يبثوها في الشيعة، فكلما كان في كتب أصحاب أبي من الغلو فذاك ما دسه المغيرة
ابن سعيد في كتبهم.
403 - وبهذا الاسناد: عن الحسن بن موسى الخشاب، عن علي بن الحسان
عن عمه عبد الرحمن بن كثير، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام يوما لأصحابه: لعن الله المغيرة
ابن سعيد، ولعن يهودية كان يختلف إليها يتعلم منها السحر والشعبذة والمخاريق.
ان المغيرة كذب على أبي عليه السلام، فسلبه الله الايمان، وأن قوما كذبوا علي،
مالهم أذاقهم الله حر الحديد، فوالله ما نحن الا عبيد الذي خلقنا واصطفانا، ما نقدر
على ضر ولانفع وان رحمنا فبرحمته، وأن عذبنا فبذنوبنا، والله مالنا على الله من
حجة، ولا معنا من الله براءة، وانا لميتون، ومقبورون، ومنشرون، ومبعوثون،
وموقوفون، ومسئولون، ويلهم مالهم لعنهم الله فلقد آذوا الله وآذوا رسوله صلى الله عليه وآله
في قبره وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن
علي (صلوات الله عليهم).
491

وها انا ذا بين أظهر كم لحم رسول الله وجلد رسول الله، أبيت على فراشي
خائفا وجلا مرعوبا، يأمنون وأفزع، وينامون على فرشهم، وأنا خائف ساهر وجل
أتقلقل بين الجبال والبراري، أبرأ إلى الله مما قال في الا جدع البراد عبد بني أسد
أبو الخطاب لعنه الله، والله لو ابتلوا بنا وأمرناهم بذلك لكان الواجب ألا يقبلوه فكيف؟
وهم يروني خائفا وجلا، استعدي الله عليهم وأتبرأ إلى الله منهم.
أشهدكم اني امرؤ ولدني رسول الله صلى الله عليه وآله وما معي براءة من الله، ان أطعته
رحمني وان عصيته عذبني عذابا شديدا أو أشد عذابه.
404 - محمد بن الحسن، عن عثمان بن حامد، قال: حدثنا محمد بن يزداد،
عن محمد بن الحسين، عن المزخرف، عن حبيب الخثعمي، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: كان للحسن عليه السلام كذاب يكذب عليه ولم يسمه، وكان للحسين عليه السلام كذاب
يكذب عليه ولم يسمه، وكان المختار يكذب على علي بن الحسين عليه السلام، وكان
المغيرة بن سعيد يكذب على أبي.
492

405 - حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، قال: حدثني علي بن النعمان
عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن المغيرة وهو بالبقيع
ومعه رجل ممن يقول: إن الأرواح تتناسخ، فكرهت أن أسأله وكرهت أن أمشي
فيتعلق بي، فرجعت إلى أبي ولم أمض، فقال: يا بني لقد أسرعت، فقلت: يا أبة
اني رأيت المغيرة مع فلان.
فقال أبي: لعن الله المغيرة قد حلفت أن لا يدخل علي ابدا. وذكرت ان رجلا
من أصحابه تكلم عندي ببعض الكلام؟ فقال هو: اشهد الله ان الذي حدثك لمن
الكاذبين، واشهد الله ان المغيرة عند الله لمن المدحضين.
ثم ذكر صاحبهم الذي بالمدينة: فقال: والله ما رآه أبي، وقال: والله ما
صاحبكم بمهدي ولا بمهتدي، وذكرت لهم ان فيهم غلمانا أحداثا لو سمعوا كلامك
لرجوت أن يرجعوا، قال، ثم قال: ألا يأتوني فأخبرهم.
493

406 - حمدويه، قال: حدثنا أيوب، قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن أبي
خالد القماط، عن سليمان الكناني، قال قال لي أبو جعفر عليه السلام: هل تدري ما مثل المغيرة؟
قال، قلت: لا، قال: مثله مثل بلعم، قلت: ومن بلعم؟ قال: الذي قال الله عز وجل
" الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين " (1).
407 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثنا ابن المغيرة، قال: حدثنا
الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن حريز، عن زرارة، قال
قال، يعني أبا عبد الله عليه السلام: ان أهل الكوفة قد نزل فيهم كذاب.
أما المغيرة: فإنه يكذب على أبي - يعني أبا جعفر عليه السلام - قال: حدثه أن نساء آل
محمد إذا حضن قضين الصلاة، وكذب والله، عليه لعنة الله: ما كان من ذلك شئ
ولاحدثه.
وأما أبو الخطاب: فكذب علي، وقال اني أمرته أن لا يصلي هو وأصحابه
المغرب حتى يروا كوكب كذا يقال له: القنداني، والله أن ذلك لكوكب ما أعرفه.
408 - قال الكشي: كتب إلي محمد بن أحمد بن شاذان، قال: حدثني
الفضل، قال حدثني أبي، عن علي بن إسحاق القمي، عن يونس بن عبد الرحمن،
عن محمد بن الصباح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا يدخل المغيرة وأبو الخطاب
الجنة الا بعد ركضات في النار.
في الزيدية
409 - حمدويه قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، قال: حدثنا محمد بن عمر،
عن محمد بن عذافر، عن عمر بن يزيد، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الصدقة
على الناصب وعلى الزيدية؟ فقال: لا تتصدق عليهم بشئ، ولا تسقهم من الماء ان
استطعت، وقال لي: الزيدية هم النصاب.

(1) سورة الأعراف: 175
494

410 - محمد بن الحسن، قال: حدثني أبو علي الفارسي، قال: حكى
منصور، عن الصادق علي بن محمد بن الرضا عليهم السلام أن الزيدية والواقفة والنصاب
بمنزلة عنده سواء.
411 - محمد بن الحسن، قال: حدثني أبو علي، عن يعقوب بن يزيد،
عن ابن أبي عمير، عمن حدثه قال: سألت محمد بن علي الرضا عليه السلام عن هذه الآية
" وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة " (1) قال: نزلت في النصاب والزيدية والواقفة من
النصاب.
412 - حمدويه، قال: حدثنا أيوب بن نوح، قال: حدثنا صفوان، عن
داود بن فرقد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما أحد أجهل منهم يعني العجلية، ان في
المرجئة فتيا وعلما، وفي الخوارج فتيا وعلما، وما أحد أجهل منهم.
في أبى الجارود زياد بن المنذر الأعمى السرحوب
413 - حكي أن أبا الجارود سمي سرحوبا، ونسبت إليه السرحوبية من
الزيدية، سماه بذلك أبو جعفر عليه السلام، وذكر أن سرحوبا اسم شيطان أعمى يسكن
البحر، وكان أبو الجارود مكفوفا أعمى أعمى القلب.
414 - إسحاق بن محمد البصري، قال: حدثني محمد بن جمهور، قال:
حدثني موسى بن بشار الوشاء، عن أبي بصير، قال: كنا عند أبي عبد الله عليه السلام
فمرت بنا جارية معها قمقم فقلبته، فقال أبو عبد الله عليه السلام: ان الله عز وجل إن كان قلب
قلب أبا الجارود، كما قلبت هذه الجارية هذا القمقم فما ذنبي.
415 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن علي بن إسماعيل
عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن أبي أسامة، قال، قال لي أبو
عبد الله عليه السلام: ما فعل أبو الجارود! أما والله لا يموت الا تائها.
416 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن العباس بن معروف،

(1) سورة الغاشية: 3
495

عن أبي القاسم الكوفي، عن الحسين بن محمد بن عمران، عن زرعة، عن سماعة،
عن أبي بصير، قال: ذكر أبو عبد الله عليه السلام كثير النواء، وسالم بن أبي حفصة، وأبا
الجارود، فقال: كذابون مكذبون كفار عليهم لعنة الله، قال قلت: جعلت فداك
كذابون قد عرفتهم فما معنى مكذبون؟ قال: كذابون يأتونا فيخبرونا أنهم يصدقونا
وليسوا كذلك، ويسمعون حديثنا فيكذبون به.

(1) رجال الشيخ: 382
496

417 - حدثني محمد بن الحسن البراثي، وعثمان بن حامد الكشيان، قالا:
حدثنا محمد بن زياد، عن محمد بن الحسين، عن عبد الله المزخرف، عن أبي
سليمان الحمار، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لأبي الجارود بمنى في فسطاطه
رافعا صوته يا أبا الجارود وكان والله أبي امام أهل الأرض حيث مات لا يجهله الا
ضال، ثم رأيته في العام المقبل قال له مثل ذلك.
قال: فلقيت أبا الجارود بعد ذلك بالكوفة فقلت له أليس قد سمعت ما قال أبو
عبد الله عليه السلام مرتين؟ قال: انما يعني أباه علي بن أبي طالب عليه السلام.
في هارون بن سعد العجلي ومحمد بن سالم بياع القصب
418 - محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد بن خالد، قال:
حدثني الحسن بن علي الخزار، عن علي بن عقبة، قال: حدثني داود بن فرقد
قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: عرضت لي إلى ربي تعالى حاجة، فهجرت فيها إلى
المسجد، وكذلك كنت أفعل إذا عرضت لي الحاجة، فبيناها أنا أصلي في الروضة
إذا رجل على رأسي، فقلت: ممن الرجل؟ قال: من أهل الكوفة، قال، فقلت ممن
الرجل؟ فقال: من أسلم، قال، قلت: ممن الرجل؟ قال: من الزيدية.
قلت يا أخا أسلم من تعرف منهم؟ قال: أعرف خيرهم وسيدهم وأفضلهم
هارون بن سعد، قال، قلت: يا أخا أسلم رأس العجلية، اما سمعت الله عز وجل
يقول " ان الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا " (1)

(1) سورة الأعراف: 152
2) رجال الشيخ: 170
497

وانما الزيدي حقا محمد بن سالم بياع القصب.
419 - محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو عبد الله الشاذاني وكتب به إلي،
قال: حدثني الفضل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا أبو يعقوب المقري وكان من
كبار الزيدية، قال: أخبرنا عمرو بن خالد وكان من رؤساء الزيدية، عن أبي الجارود
وكان رأس الزيدية، قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام جالسا إذ أقبل زيد بن علي عليه السلام
فلما نظر إليه أبو جعفر عليه السلام قال: هذا سيد أهل بيتي والطالب بأوتارهم، ومنزل عمرو
ابن خالد كان عند مسجد سماك، وذكر ابن فضال أنه ثقة.

(1) سورة محمد (ص): 35
2) الصحاح: 2 / 843 والقاموس: 2 / 152.
498

في سعيد بن منصور
420 - حمدويه، قال: حدثنا أيوب، قال: حدثنا حنان بن سدير، قال: كنت
جالسا عند الحسن بن الحسين، فجاء سعيد بن منصور وكان من رؤساء الزيدية،
فقال: ما ترى في النبيذ فان زيدا كان يشربه عندنا؟ قال: ما أصدق على زيد أنه
يشرب مسكرا، قال: بلى قد شربه قال: فإن كان فعل فان زيدا ليس بنبي، ولا وصي
نبي، انما هو رجل من آل محمد يخطي ويصيب.
في أبى الضبار
421 - حدثني محمد بن مسعود، قال حدثني حمدان بن أحمد القلانسي،
عن معاوية بن حكيم، عن عاصم بن عمار، عن نوح بن دراج، عن أبي الضبار،
وكان من أصحاب زيد بن علي عليهما السلام.
في البترية
422 - حدثني سعد بن صباح الكشي، قال: حدثنا علي بن محمد، قال:
حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن محمد بن
فضيل، عن أبي عمر سعد الحلاب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لو أن البترية صف
واحد ما بين المشرق إلى المغرب، ما أعز الله بهم دينا.
والبترية هم أصحاب كثير النوا، والحسن بن صالح بن حي، وسالم بن
أبي حفصة، والحكم بن عيينة، وسلمة بن كهيل، وأبو المقدام ثابت الحداد.
وهم الذين دعوا إلى ولاية علي عليه السلام، ثم خلطوها بولاية أبي بكر وعمر،
ويثبتون لهما إمامتهما، وينتقصون عثمان وطلحة والزبير، ويرون الخروج مع بطون
ولد علي ابن أبي طالب، يذهبون في ذلك إلى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر،
ويثبتون لكل من خرج من ولد علي عليه السلام عند خروجه الإمامة.
499

في سالم بن أبي حفصة
423 - محمد بن إبراهيم، قال: حدثني محمد بن علي القمي، قال: حدثنا
عبد الله بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن هشام، عن زرارة، عن سالم
ابن أبي حفصة، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت له: عند الله يحتسب مصابنا
برجل كان إذا حدث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله قال أبو عبد الله عليه السلام قال الله تعالى: ما

(1) المغرب: 1 / 122
500

من شئ الا وقد وكلت به غيري الا الصدقة فاني أتلقفها بيدي لقفا، حتى أن الرجل
والمرأة ليتصدق بتمرة أو بشق تمرة فأربيها له كما يربي الرجل فلوه أو فصيله، فيلقاه
يوم القيامة وهو مثل أحد وأعظم من أحد.
424 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن ابن أبي بصير، عن الحسن بن موسى، عن زرارة، قال: لقيت
سالم بن أبي حفصة، فقال لي: ويحك يا زرارة ان أبا جعفر قال لي: أخبرني عن
النخل عندكم بالعراق ينبت قائما أو معترضا؟ قال: فأخبرته أنه ينبت قائما. قال:
فأخبرني عن ثمر كم حلو هو؟ وسألني عن حمل النخل كيف يحمل؟ فأخبرته.

(1) القاموس: 3 / 196
2) الصحاح: 6 / 2456
501

وسألني عن السفن تسير في الماء أو في البر؟ قال: فوصفت له انها تسير في البحر
ويمدونها الرجال بصدورهم، فأتم بامام لا يعرف هذا، قال: فدخلت الطواف وأنا

(1) القاموس: 4 / 375
2) القاموس: 4 / 30
3) سورة البقرة: 155
502

مغتم لما سمعت منه، فلقيت أبا جعفر عليه السلام فأخبرته بما قال لي، فلما حاذينا الحجر
الأسود، قال: اله عن ذكره فإنه والله لا يؤل إلى خير أبدا.

(1) رواه ابن المغازلي في المناقب 132 وراجع كتاب الطرائف: 132.
2) الصحاح: 6 / 2487
503

425 - ابن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، قال: حدثني العباس بن
عامر، وجعفر بن محمد بن حكيم، عن أبان بن عثمان، عن أبي بصير، قال، قيل
لأبي عبد الله عليه السلام وأنا عنده، ان سالم بن أبي حفصة يروي عنك أنك تكلم على
سبعين وجها لك من كلها المخرج؟ قال، فقال: ما يريد سالم مني أيريد أن أجئ
بالملائكة فوالله ما جاء بها النبيون، ولقد قال إبراهيم اني سقيم، والله ما كان سقيما
وما كذب، ولقد قال إبراهيم: بل فعله كبيرهم هذا وما فعله وما كذب ولقد قال
يوسف: انكم لسارقون، والله ما كانوا سارقين وما كذب.
426 - ابن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، عن جعفر بن محمد بن
حكيم، وعباس بن عامر، عن أبان بن عثمان، قال: سالم بن أبي حفصة كان مرجيا
427 - وجدت بخط جبريل بن أحمد: حدثني العبيدي، عن محمد بن
إسماعيل بن بزيع، عن منصور بن يونس، عن فضيل الأعور، قال: حدثني أبو
عبيدة الحذاء، قال: أخبرت أبا جعفر عليه السلام بما قال سالم بن أبي حفصة في الامام،
فقال: ويل سالم يا ويل سالم ما يدري سالم ما منزلة الامام، ان منزلة الامام أعظم مما
يذهب إليه سالم والناس أجمعون.
428 - حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا أيوب بن نوح، عن صفوان، قال:
حدثني فضيل الأعور، عن أبي عبيدة الحذاء، قال قلت لأبي جعفر عليه السلام: ان سالم
ابن أبي حفصة يقول لي: ما بلغك أنه من مات وليس له امام كانت ميتته ميتة جاهلية؟
فأقول بلي. فيقول من امامك؟ فأقول أئمتي آل محمد عليه وعليهم السلام. فيقول:
والله ما أسمعك عرفت إماما، قال أبو جعفر عليه السلام: ويح سالم وما يدري سالم ما منزلة
الامام، منزلة الامام يا زياد أعظم وأفضل مما يذهب إليه سالم والناس أجمعون.
وحكي عن سالم: أنه كان مختفيا من بني أمية بالكوفة، فلما بويع لأبي العباس
خرج من الكوفة محرما فلم يزل يلبي: لبيك قاصم بني أمية لبيك، حتى أناخ بالبيت.
في سلمة بن كهيل وأبى المقدام وسالم بن أبي حفصة وكثير النواء
429 - سعد بن جناح الكشي، قال: حدثني علي بن محمد بن يزيد القمي
504

عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب عن
الحسين بن عثمان الرواسي، عن سدير، قال: دخلت على أبي جعفر عليه السلام ومعي
سلمة بن كهيل، وأبو المقدام ثابت الحداد، وسالم بن أبي حفصة، وكثير النواء،
وجماعة معهم، وعند أبي جعفر عليه السلام أخوه زيد بن علي عليهم السلام فقالوا لأبي جعفر عليه السلام
نتولى عليا وحسنا وحسينا ونتبرأ من أعداهم! قال: نعم.
قالوا: نتولى أبا بكر وعمر ونتبرأ من أعدائهم! قال: فالتفت إليهم زيد بن
علي قال: لهم أتتبرؤن من فاطمة بترتم أمرنا بتركم الله، فيومئذ سموا البترية.
في عمر بن رياح
430 - عمر قيل، انه كان أولا يقول بامامة أبي جعفر عليه السلام ثم إنه فارق هذا
القول وخالف أصحابه، مع عدة يسيرة بايعوه على ضلالته، فإنه زعم أنه سأل أبا
جعفر عليه السلام عن مسألة فأجابه فيها بجواب، ثم عاد الية في عام آخر وزعم أنه سأله
عن تلك المسألة بعينها فأجابه فيها بخلاف الجواب الأول.
فقال لأبي جعفر عليه السلام: هذا خلاف ما أجبتني في هذه المسألة عامك الماضي،
فذكر أنه قال له ان جوابنا خرج على وجه التقية، فشك في امره وامامته.
فلقى رجلا من أصحاب أبي جعفر عليه السلام يقال له: محمد بن قيس، فقال اني
سألت أبا جعفر عليه السلام عن مسألة فأجابني فيها بجواب، ثم سألت عنها في عام آخر
فأجابني فيها بخلاف الجواب الأول، فقلت له: لم فعلت ذلك؟ قال: فعلته للتقية
وقد علم الله أني ما سألته الا وأنا صحيح العزم على التدين بما يفتيني فيه وقبوله والعمل
به، ولا وجه لاتقائه إياي، وهذه حاله.
فقال له محمد بن قيس: فلعله حضرك من اتقاه، فقال: ما حضر مجلسه في واحدة
من الحالين غيري، لا، ولكن كان جوابه جميعا على وجه التبخيت ولم يحفظ ما
505

أجاب به في العام الماضي فيجيب بمثله، فرجع عن إمامته.
وقال: لا يكون امام يفتي بالباطل على شئ من الوجوه ولا في حال من
الأحوال، ولا يكون إماما يفتي بتقية من غير ما يجب عند الله، ولا هو مرخى ستره
ويغلق بابه، ولا يسع الامام الا الخروج والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، فمال
إلى سنته بقول البترية ومال معه نفر يسير.

(1) المغرب: 1 / 27
2) أساس البلاغة: 30
3) أساس البلاغة: 84
4) القاموس: 1 / 141
506

في تسمية الفقهاء
من أصحاب أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام.
431 - قال الكشي: أجمعت العصابة على تصديق هؤلاء الأولين من أصحاب
أبي جعفر عليه السلام وأبي عبد الله عليه السلام وانقادوا لهم بالفقه، فقالوا: أفقه الأولين ستة:
زرارة، ومعروف بن خربوذ، وبريد، وأبو بصير الأسدي، والفضيل بن يسار،
ومحمد بن مسلم الطائفي، قالوا: وأفقه الستة زرارة، وقال بعضهم مكان أبي بصير
الأسدي أبو بصير المرادي وهو ليث بن البختري.
في بريد بن معاوية
432 - حدثنا الحسين بن الحسن بن بندار القمي، قال: حدثني سعد بن
عبد الله بن أبي خلف القمي، قال: حدثني محمد بن عبد الله المسمعي، قال: حدثني
علي بن حديد، وعلي بن أسباط، عن جميل بن دراج، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام
يقول: أوتاد الأرض، وأعلام الدين أربعة: محمد بن مسلم، وبريد بن معاوية،
وليث بن البختري المرادي، وزرارة بن أعين.
433 - وبهذا الاسناد: عن محمد بن عبد الله المسمعي، عن علي بن أسباط
507

عن محمد بن سنان، عن داود بن سرحان، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:
اني لا حدث الرجل بحديث وأنهاه عن الجدال والمراء في دين الله تعالى، وأنهاه
عن القياس، فيخرج من عندي فيتأول حديثي على غير تأويله، اني أمرت قوما،
أن يتكلموا ونهيت قوما، فكل يتأول لنفسه يريد المعصية لله تعالى ولرسوله، فلو
سمعوا وأطاعوا لاودعتهم ما أودع أبي عليه السلام أصحابه.
ان أصحاب أبي عليه السلام كانوا زينا أحياءا وأمواتا، أعني زرارة، ومحمد بن
مسلم، ومنهم ليث المرادي، وبريد العجلي، هؤلاء القوامون بالقسط، هؤلاء
القائلون بالصدق، هؤلاء السابقون السابقون أولئك المقربون.
434 - حمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن أبي محمد القاسم بن
عروة، عن أبي العباس البقباق، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: زرارة بن أعين،
ومحمد بن مسلم، وبريد بن معاوية، والأحول، أحب الناس إلي أحياءا وأمواتا،
ولكن الناس يكثرون علي فيهم فلا أجد بدا من متابعتهم.
قال: فلما كان من قابل، قال: أنت الذي تروي علي ما تروي في زرارة
وبريد ومحمد بن مسلم والأحول؟ قال، قلت: نعم، فكذبت عليك؟ قال: انما ذلك
إذا كانوا صالحين، قلت: هم صالحون.
435 - حدثني محمد بن مسعود، عن جبريل بن أحمد، عن محمد بن عيسى،
عن يونس، عن أبي الصباح، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: يا أبا الصباح
هلك المتريسون في أديانهم، منهم: زرارة، وبريد، ومحمد بن مسلم، وإسماعيل
الجعفي وذكر آخر لم أحفظه.
436 - بهذا الاسناد: عن يونس، عن مسمع كردين أبي سيار، قال: سمعت
508

أبا عبد الله عليه السلام يقول: لعن الله بريدا ولعن زرارة.
437 - جبريل بن أحمد، قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، عن
يونس بن عبد الرحمن، عن عمر بن أبان عن عبد الرحيم القصير، قال، قال
أبو عبد الله عليه السلام: أئت زرارة وبريدا، وقل لهما ما هذه البدعة اما علمتم أن رسول
الله صلى الله عليه وآله قال: كل بدعة ضلالة؟ فقلت له: اني أخاف منهما فأرسل معي ليثا
المرادي، فاتينا زرارة فقلنا له ما قال أبو عبد الله عليه السلام. فقال: والله لقد أعطاني
الاستطاعة، وما شعروا ما يريد، فقال: والله لا أرجع عنها أبدا.
438 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد
عن ابن أبي عمير، عن أبي العباس البقباق، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: أربعة
أحب الناس إلي أحياءا وأمواتا، بريد العجلي، وزرارة، ومحمد بن مسلم،
والأحول.
في أم خالد وكثير النواء وأبى المقدام
439 - علي بن الحسن، قال: حدثني العباس بن عامر، وجعفر بن محمد
عن أبان بن عثمان، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن الحكم
ابن عيينة وسلمة وكثيرا وأبا المقدام والتمار يعني سالما، أضلوا كثيرا ممن ضل
من هؤلاء، وانهم ممن قال الله عز وجل: " ومن الناس من يقول آمنا بالله واليوم الآخر
وما هم بمؤمنين " (1).
440 - علي بن محمد، قال: حدثني أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم
عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: اللهم إني
إليك من كثير النواء برئ في الدنيا والآخرة.
441 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن بن فضال،
عن العباس بن عامر، وجعفر بن محمد بن حكيم، عن أبان بن عثمان الأحمر، عن
أبي بصير، قال: كنت جالسا عند أبي عبد الله عليه السلام إذ جاءت أم خالد التي كان قطعها

(1) سورة البقرة: 8
509

يوسف تستأذن عليه، قال، فقال أبو عبد الله عليه السلام: أيسرك أن تشهد كلامها؟ قال،
فقلت: نعم جعلت فداك، فقال: اما لا فأدن، قال: فأجلسني على الطنفسة، ثم دخلت
فتكلمت فإذا هي امرأة بليغة، فسألته عن فلان وفلان، فقال لها: توليهما! قالت:

(1) نهاية ابن الأثير: 3 / 140
2) القاموس: 2 / 227
3) سورة النجم: 33
510

فأقول لربي إذا لقيته انك أمرتني بولايتهما، قال: نعم. قالت: فان هذا الذي معك
على الطنفسة يأمرني بالبراءة منهما، وكثير النواء يأمرني بولايتهما فأيهما أحب إليك؟
قال: هذا والله وأصحابه أحب إلي من كثير النواء وأصحابه، ان هذا يخاصم فيقول
من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون، ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك
هم الظالمون، ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون، فلما خرجت،
قال: اني خشيت أن تذهب فتخبر كثير النواء فيشهرني بالكوفة، اللهم إني إليك من
كثير النوا برئ في الدنيا والآخرة.
442 - حدثني محمد بن مسعود، عن علي بن الحسن، قال: يوسف بن عمر
هو الذي قتل زيدا، وكان على العراق، وقطع يد أم خالد وهي امرأة صالحة على
التشيع، وكانت مائلة إلى زيد بن علي عليهما السلام.
وروي عن محمد بن يحيى، قال، قلت لكثير النواء: ما أشد استخفافك بأبي
جعفر عليه السلام قال: لاني سمعت منه شيئا لا أحبه أبدا، سمعته يقول: إن الأرض السبع
تفتح بمحمد وعترته.

(1) الكشاف: 4 / 33
2) أساس البلاغة: 689
3) القاموس: 4 / 402
511

في ميسر وعبد الله بن عجلان
443 - جعفر بن محمد، قال: حدثني علي بن الحسن بن فضال، عن أخويه:
محمد وأحمد. عن أبيهم، عن ابن بكير، عن ميسر بن عبد العزيز، قال، قال لي
أبو عبد الله عليه السلام: رأيت كأني على جبل، فيجئ الناس فيركبونه، فإذا كثروا
عليه تصاعد بهم الجبل، فينتثرون عنه فيسقطون، فلم يبق معي الا عصابة يسيرة أنت
منهم وصاحبك الأحمر، يعني عبد الله بن عجلان.
444 - حمدويه بن نصير، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن النضر بن
سويد، عن يحيى بن الحلبي، عن ابن مسكان، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال:
رأيت كأني على رأس جبل، والناس يصعدون عليه من كل جانب، حتى إذا كثروا
عليه تطاول بهم في السماء، وجعل الناس يتساقطون عنه من كل جانب حتى لم
يبق عليه منهم الا عصابة يسيرة، يفعل ذلك خمس مرات، وكل ذلك يتساقط الناس
عنه وتبقي تلك العصابة عليه، أما أن ميسر بن عبد العزيز وعبد الله بن عجلان في
تلك العصابة، فما مكث بعد ذلك الا نحوا من سنتين حتى هلك صلوات الله عليه.
445 - حدثني خالد بن حامد الكشي، قال: حدثني أبو سعيد سهل بن زياد
الادمي الرازي، قال: حدثني ابن أبي عمير، قال: حدثني يحيي بن عمران الحلبي
عن أيوب بن الحر، عن بشير، عن أبي عبد الله عليه السلام.
وحدثني ابن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن بن فضال، عن العباس
ابن عامر، عن أبان بن عثمان، عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبد الله عليه السلام قالا:
قلنا لأبي عبد الله عليه السلام ان عبد الله بن عجلان مرض مرضه الذي مات فيه، وكان يقول:
اني لا أموت من مرضي هذا، فقال أبو عبد الله عليه السلام: أيهات أيهات ان ذهب ابن
عجلان لا عرفه الله قبيحا من علمه، ان موسى بن عمران اختار قومه سبعين رجلا،
512

فلما أخذتهم الرجفة كان موسى أول من قام منها، فقال: يا رب أصحابي قال: يا
موسى اني أبدلك بهم خيرا، قال: رب اني وجدت ريحهم وعرفت أسمائهم،
قال ذلك ثلاثا فبعثهم الله أنبياء.
446 - وقال علي بن الحسن: ان ميسر بن عبد العزيز كان كوفيا وكان ثقة.
447 - ابن مسعود، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن خالد، قال: حدثني
الوشاء، عن بعض أصحابنا، عن ميسر، عن أحدهما، قال، قال لي: يا ميسر اني
لا ظنك وصولا لقرابتك، قلت: نعم جعلت فداك لقد كنت في السوق وأنا غلام
وأجرتي درهمان، وكنت أعطى واحدا عمتي وواحدا خالتي، فقال: أما والله لقد
حضر أجلك مرتين كل ذلك يؤخر.
448 - إبراهيم بن علي الكوفي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الموصلي
عن يونس، عن حنان وابن مسكان، عن ميسر، قال، دخلنا على أبي جعفر عليه السلام ونحن
جماعة فذكروا صلة الرحم والقرابة، فقال أبو جعفر عليه السلام أما أنه قد حضر أجلك غير
مرة ولا مرتين، كل ذلك يؤخر بصلتك قرابتك.
في بسام
449 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، قال حدثنا
محمد بن عيسى، عن الحسن بن سعيد، عن علي بن حديد، قال: حدثني عنبسة

(1) التعليقة على كتاب الكافي: 359 المطبوع أخيرا بتحقيقنا وتعاليقنا عليه.
513

العابد، قال: كنت مع جعفر بن محمد عليه السلام بباب الخليفة أبي جعفر بالحيرة، حين
أتي ببسام وإسماعيل بن جعفر بن محمد، فادخلا على أبي جعفر قال: فأخرج
بسام مقتولا، وأخرج إسماعيل بن جعفر بن محمد قال، فرفع جعفر رأسه إليه،
قال: أفعلتها يا فاسق أبشر بالنار.
في محمد بن إسماعيل بن بزيع
450 - علي بن محمد، قال: حدثني بنان بن محمد، عن علي بن مهزيار،
عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام أن يأمر لي بقميص من
قمصه أعده لكفني، فبعث به إلي، قال، فقلت له: كيف أصنع به جعلت فداك؟ قال:
انزع ازرارة.
في أبى طالب القمي
451 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن عبد الجبار، عن أبي طالب
القمي، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السلام بأبيات شعر، وذكرت فيها أباه، وسألته أن
يأذن لي في أن أقول فيه، فقطع الشعر وحبسه، وكتب في صدر ما بقي من القرطاس:
قد أحسنت فجزاك الله خيرا.
في عبد الله بن ميمون القداح المكي
452 - حدثني حمدويه، عن أيوب بن نوح، عن صفوان بن يحيي، عن
أبي خالد، عن عبد الله بن ميمون، عن أبي جعفر عليه السلام قال: يا بن ميمون كم أنتم
بمكة؟ قلت: نحن أربعة، قال: انكم نور في ظلمات الأرض.
في عبد الله بن أبي يعفور
453 - حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، قال: حدثنا
أبو محمد الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن عدة من أصحابنا، قال: كان
أبو عبد الله عليه السلام يقول: ما وجدت أحدا يقبل وصيتي ويطيع أمري، الا عبد الله بن
أبي يعفور.
514

454 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن: ان ابن أبي يعفور
ثقة، مات في حياة أبي عبد الله عليه السلام سنة الطاعون.
455 - محمد بن مسعود، عن علي بن الحسن، عن علي بن أسباط، عن شيخ
من أصحابنا لم يسمه، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فذكر عبد الله بن أبي يعفور
رجل من أصحابنا فنال منه، فقال: مه، قال: فتركه وأقبل علينا.
فقال: هذا الذي يزعم أن له ورعا، وهو يذكر أخاه بما يذكره قال: ثم تناول
بيده اليسري عارضة فنتف من لحيته حتى رأينا الشعر في يده، وقال: انها لشيبة سوء
ان كنت، انما أتولي بقولكم وأبرئ منهم بقولكم.
456 - محمد بن الحسن البراثي وعثمان، قالا: حدثنا محمد بن يزداد، عن
محمد بن الحسين، عن الحجال، عن أبي مالك الحضرمي، عن أبي العباس البقباق،
قال: تدارء ابن أبي يعفور ومعلى بن خنيس، فقال ابن أبي يعفور: الأوصياء علماء
أبرار أتقياء، وقال ابن خنيس: الأوصياء أنبياء، قال: فدخلا على أبي عبد الله عليه السلام
قال: فلما استقر مجلسهما، قال: فبداهما أبو عبد الله عليه السلام فقال: يا أبا عبد الله أبرأ ممن
قال أنا أنبياء.

(1) سورة التوبة: 120
515

457 - حمدويه، عن محمد بن عيسى، عن صفوان، عن حماد الناب، قال:
قلت لأبي عبد الله عليه السلام عبد الله بن أبي يعفور يقرئك السلام، قال: وعليه السلام.
458 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال:
حدثني الحسن الوشاء عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال، قال لي أبو
عبد الله عليه السلام: شهدت جنازة عبد الله بن أبي يعفور؟ قلت: نعم، وكان فيها ناس كثير
قال: أما أنك سترى فيها من مرجئة الشيعة كثيرا.
459 - ووجدت في بعض كتبي، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن عثمان
بن عيسى، عن ابن مسكان، عن ابن أبي يعفور، قال: كان إذا أصابته هذه الأرواح
فإذا اشتدت به شرب الحسو من النبيذ فسكن عنه، فدخل على أبي عبد الله عليه السلام
فأخبره بوجعه، وانه إذا شرب الحسو من النبيذ سكن عنه، فقال له: لا تشربه، فلما
أن رجع إلى الكوفة هاج وجعه، فأقبل أهله فلم يزالوا به حتى شرب، فساعة شرب

(1) المغرب: 1 / 176
2) أساس البلاغة: 185
3) القاموس: 4 / 317
516

منه سكن عنه.
فعاد إلى أبي عبد الله عليه السلام فأخبره بوجعه وشربه، فقال له: يابن أبي يعفور
لا تشربه فإنه حرام، انما هذا شيطان موكل بك فلو قد يئس منك ذهب.
فلما أن رجع إلى الكوفة هاج به وجعه أشد ما كان، فأقبل أهله عليه، فقال
لهم: لا والله لا أذوق منه قطرة أبدا، فآيسوا منه، وكان يهم على شئ ولا يحلف،
فلما سمعوا أيسوا منه، واشتد به الوجع أياما ثم أذهب الله به عنه، فما عاد إليه حتى
مات رحمة الله عليه.
460 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، ومحمد
ابن مسعود، قال: حدثنا محمد نصير، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن سعيد بن
جناح، عن عدة من أصحابنا. وقال العبيدي: حدثني به أيضا عن ابن عمير أن ابن
أبي يعفور ومعلى بن خنيس كانا بالنيل على عهد أبي عبد الله عليه السلام فاختلفا في ذبايح

(1) الصحاح: 6 / 2312
2) القاموس: 4 / 62
517

اليهود، فأكل معلى ولم يأكل ابن أبي يعفور، فلما صارا إلى أبي عبد الله عليه السلام أخبره،
فرضي بفعل ابن أبي يعفور وخطأ المعلى في أكله إياه.
461 - حمدويه، عن الحسن بن موسى، عن علي بن حسان الواسطي
الخزاز قال: حدثنا علي بن الحسين العبيدي، قال: كتب أبو عبد الله عليه السلام إلى
المفضل بن عمر الجعفي حين مضى عبد الله بن أبي يعفور: يا مفضل عهدت إليك
عهدي كان إلى عبد الله بن أبي يعفور صلوات الله عليه، فمضى صلوات الله عليه
موفيا لله عز وجل ولرسوله ولامامه بالعهد المعهود لله، وقبض صلوات الله على روحه
محمود الأثر مشكور السعي مغفورا له مرحوما برضا الله ورسوله وامامه عنه،
فولادتي من رسول الله صلى الله عليه وآله ما كان في عصرنا أحد أطوع لله ولرسوله ولامامه منه.
فما زال كذلك حتى قبضه الله إليه برحمته وصيره إلى جنته، مساكنا فيها مع
رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام أنزله الله بين المسكنين مسكن محمد
وأمير المؤمنين (صلوات الله عليهما) وإن كانت المساكن واحدة فزاده الله رضى من
عنده ومغفرة من فضلة برضاي عنه.
462 - حمدويه، قال: حدثنا محمد بن الحسين، عن الحكم بن مسكين
الثقفي، قال: حدثني أبو حمزة معقل العجلي، عن عبد الله بن أبي يعفور، قال:
قلت لأبي عبد الله عليه السلام: والله لو فلقت رمانة بنصفين، فقلت هذا حرام وهذا حلال،
لشهدت أن الذي قلت حلال حلال، وان الذي قلت حرام حرام، فقال: رحمك الله

(1) أساس البلاغة: 304
518

رحمك الله.
463 - أبو محمد الشامي الدمشقي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
علي بن الحكم، عن زياد بن أبي الحلال، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:
ما أحد أدى إلينا ما افترض الله عليه فينا الا عبد الله بن أبي يعفور.
464 - حمدويه، قال: حدثنا أيوب بن نوح، عن محمد بن الفضيل، عن
أبي أسامة، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام لا ودعه، فقال لي: يا زيد مالكم
وللناس قد حملتم الناس على أبي، والله ما وجدت أحدا يطيعني ويأخذ بقولي الا
رجلا واحدا رحمه الله عبد الله بن أبي يعفور، فاني امرته وأوصيه بوصيته فاتبع
أمري واخذ بقولي.
في معتب
قال الشيخ: هو مولى الصادق عليه السلام.
465 - حدثني حمدويه وإبراهيم، عن محمد بن عبد الحميد، عن يونس بن
يعقوب، عن عبد العزيز بن نافع، انه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول: هم عشرة يعني
مواليه، فخيرهم وأفضلهم معتب، وفيهم خائن فاحذروه وهو صغير.
466 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن الحسن بن
الحسين اللؤلؤي، عن الحسن بن محبوب، لا اعلمه الاعن إسحاق بن عمار، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: موالي عشرة، خيرهم معتب، وما يظن معتب الا اني اسحر
من الناس.
519

في جميل بن دراج ونوح أخيه
467 - حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا أيوب بن نوح، عن عبد
الله بن المغيرة، قال: حدثنا محمد بن حسان، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يتلوا
هذه الآية " فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين " (1) ثم أهوى
بيده إلينا، ونحن جماعة فينا جميل بن دراج وغيره، فقلنا: أجل والله جعلت فداك
لا نكفر بها.
468 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني أحمد
ابن محمد بن عيسى، عن عمر بن عبد العزيز، عن جميل بن دراج، عن أبي عبد

(1) سورة الأنعام: 89
2) الصحاح: 6 / 2538
520

الله عليه السلام قال، قال لي: يا جميل لا تحدث أصحابنا بما لم يجمعوا عليه فيكذبوك.
قال محمد بن مسعود: سألت أبا جعفر حمدان بن أحمد الكوفي، عن نوح
ابن دراج؟ فقال: كان من الشيعة وكان قاضي الكوفة، فقيل له: لم دخلت في أعمالهم
فقال: لم أدخل في أعمال هؤلاء حتى سألت أخي جميلا يوما، فقلت له: لم لا تحضر
المسجد؟ فقال: ليس لي ازار.
وقال حمدان: مات جميل عن مائة الف.
وقال حمدان: كان دراج بقالا وكان نوح مخارجه من الذين يقتتلون في العصبية
التي تقع بين المجالس، قال: وكان يكتب الحديث وكان أبوه يقول:
521

لو ترك القضاء لنوح أي رجل كان ثقة.
469 - نصر بن الصباح، قال: حدثني الفضل بن شاذان، قال: دخلت على
محمد بن أبي عمير، وهو ساجد فأطال السجود، فلما رفع رأسه ذكر له الفضل طول
سجوده، فقال: كيف لو رأيت جميل بن دراج، ثم حدثه انه دخل على جميل فوجده
ساجدا فأطال السجود جدا، فلما رفع رأسه قال له محمد بن أبي عمير: أطلت السجود
فقال: كيف لو رأيت معروف بن خربوذ.
في معاذ بن مسلم الهراء النحوي
470 - حدثني حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا يعقوب بن يزيد،

(1) الصحاح: 1 / 310 والقاموس: 1 / 185
2) المغرب: 1 / 154
522

عن ابن أبي عمير، عن حسين بن معاذ، عن أبيه معاذ بن مسلم النحوي، عن أبي

(1) رجال الشيخ: 137
2) رجال الشيخ: 314
3) سورة مريم: 69
4) الكشاف: 2 / 520
5) الصحاح: 6 / 2535
6) القاموس: 4 / 403
523

عبد الله عليه السلام قال لي: بلغني أنك تقعد في الجامع فتفتي الناس، قال، قلت: نعم
وقد أردت أن أسألك عن ذلك قبل أن أخرج، أني أقعد في المسجد فيجئ الرجل
يسألني عن الشئ، فإذا عرفته بالخلاف لكم أخبرته بما يفعلون، ويجئ الرجل
أعرفه بحبكم أو مودتكم فأخبره بما جاء عنكم، ويجئ الرجل لا أعرفه ولا أدري
من هو فأقول جاء عن فلان كذا وجاء عن فلان كذا، فادخل قولكم فيما بين ذلك،
قال، فقال لي: اصنع كذا فاني كذا أصنع.
معاذ وعمر ابنا مسلم كوفيان.
في عمار بن موسى الساباطي
471 - كان فطحيا، وروى عن أبي الحسن موسى عليه السلام أنه قال: استوهبت
عمارا من ربي تعالى فوهبه لي.
نصر بن الصباح، قال: حدثني الحسن بن علي بن أبي عثمان السجادة،
قال: حدثني قاسم الصحاف، عن رجل من أهل المدائن يعرفه القاسم، عن عمار
الساباطي، قال، قلت لأبي عبد الله عليه السلام جعلت فداك أحب أن تخبرني باسم الله تعالى
الأعظم.
فقال لي: انك لا تقوى على ذلك، قال، فلما ألححت قال: فمكانك إذا، ثم
قام فدخل البيت هنيهة، ثم صاح بي أدخل، فدخلت، فقال لي: ما ذلك؟ فقلت:
أخبرني به جعلت فداك، قال: فوضع يده على الأرض فنظرت إلى البيت يدور بي
وأخذني أمر عظيم كدت أهلك، فضحكت، فقلت: جعلت فداك حسبي لا أريد ذا.
الفطحية
472 - هم القائلون بامامة عبد الله بن جعفر بن محمد، وسموا بذلك: لأنه
قيل إنه كان أفطح الرأس، وقال بعضهم: كان أفطح الرجلين، وقال بعضهم: انهم
نسبوا إلى رئيس من أهل الكوفة يقال له: عبد الله بن فطيح.
524

والذين قالوا بإمامته عامة مشايخ العصابة وفقهاؤها مالوا إلى هذه المقالة،
فدخلت عليهم الشبهة لما روي عنهم عليه السلام أنهم قالوا: الإمامة في الأكبر من ولد الامام
إذا مضى، ثم منهم من رجع عن القول بإمامته لما امتحنه بمسائل من الحلال والحرام
لم يكن عنده فيها جواب، ولما ظهر منه من الأشياء التي لا ينبغي أن يظهر من الامام.
ثم إن عبد الله مات بعد أبيه بسبعين يوما، فرجع الباقون الا شذاذا منهم عن
القول بإمامته إلى القول بامامة أبي الحسن موسى عليه السلام ورجعوا إلى الخبر الذي روي:
أن الإمامة لا تكون في الأخوين بعد الحسن والحسين عليه السلام، وبقي شذاذ منهم على
القول بإمامته، وبعد أن مات قال بامامة أبي الحسن موسى عليه السلام.
وروي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال لموسى يا بني: ان أخاك سيجلس مجلسي
ويدعي الإمامة بعدي، فلا تنازعه بكلمة فإنه أول أهلي لحوقا بي.
473 - حمدويه بن نصير، قال: حدثنا أيوب بن نوح، عن صفوان بن يحيى
عن داود بن فرقد، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن أصحابي أولو النهى والتقى
فمن لم يكن من أهل النهى والتقى فليس من أصحابي.
474 - ابن مسعود، قال حدثني عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي، عن
الحسن بن علي الوشاء، عن محمد بن حمران، عن أبي الصباح الكناني، قال:
قلت لأبي عبد الله عليه السلام: انا نعير بالكوفة فيقال لنا: جعفرية! قال: فغضب أبو عبد الله
عليه السلام ثم قال: إن أصحاب جعفر منكم لقليل، انما أصحاب جعفر من اشتد ورعه
وعمل لخالقه.
525

في أبى محمد هشام بن الحكم
475 - قال الفضل بن شاذان: هشام بن الحكم أصله كوفي، ومولده ومنشؤه
بواسط، وقد رأيت داره بواسط، وتجارته ببغداد في الكرخ، وداره عند قصر وضاح
في الطريق الذي يأخذ في بركة بني زرزر حيث تباع الطرايف والخلنج، وعلي بن
منصور من أهل الكوفة، وهشام مولى كندة، مات سنة تسع وسبعين ومائة بالكوفة
في أيام الرشيد.

(1) القاموس: 1 / 255 والصحاح: 1 / 416
2) وفى المطبوع من الرجال بالنجف: بنى ذر.
3) القاموس: 2 / 38 - 39.
526

476 - وقال أبو عمرو الكشي: روي عن عمر بن يزيد: كان ابن أخي هشام
يذهب في الدين مذهب الجهمية خبيثا فيهم، فسألني أن دخله على أبي عبد الله عليه السلام
ليناظره، فأعلمته أني لا أفعل ما لم أستأذنه فيه، فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام فاستأذنته
في ادخال هشام عليه، فاذن لي فيه.
فقمت من عنده وخطوت خطوات فذكرت ردائته وخبثه، فانصرفت إلى أبي
عبد الله عليه السلام فحدثته ردائته وخبثه، فقال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا عمر تتخوف علي،
فخجلت من قولي وعلمت أني قد عثرت، فخرجت مستحيا إلى هشام، فسألته تأخير

(1) الصحاح: 1 / 312 والقاموس: 1 / 186.
2) الهدب بالتحريك كل ورق ليس له عرض كورق السرو، والطرفاء وهدب الشجر
كفرح طالت أغصانه وأوراقه وتدلت وكذلك أهدبت فهي هدباء " منه ".
527

دخوله وأعلمته أنه قد أذن له بالدخول عليه.
فبادر هشام فاستأذن ودخل فدخلت معه، فلما تمكن في مجلسه سأله أبو عبد الله
عن مسألة فحار فيها هشام وبقي، فسأله هشام أن يؤجله فيها، فاجله أبو عبد الله عليه السلام
فذهب هشام فاضطرب في طلب الجواب أيامه فلم يقف عليه، فرجع إلى أبي
عبد الله عليه السلام فأخبره أبو عبد الله عليه السلام بها، وسأله عن مسالة أخرى فيها فساد أصله وعقر
مذهبه، فخرج هشام من عنده مغتما متحيرا، قال، فبقيت أياما لا أفيق من حيرتي.
قال عمر بن يزيد: فسألني هشام أن أستأذن له على أبي عبد الله عليه السلام ثالثا،
فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام فاستأذنت له، فقال أبو عبد الله عليه السلام: لينتظرني في موضع
سماه بالحيرة لألتقي معه فيه غدا انشاء الله إذا راح النهار، قال عمر: فخرجت إلى هشام
فأخبرته بمقالته وأمره، فسر بذلك هشام واستبشر وسبقه إلى الموضع الذي سماه.

(1) وفى المطبوع من الرجال: فساد أصله وعقد مذهبه.
2) القاموس: 1 / 225
3) كما في المطبوع من الرجال.
528

ثم رأيت هشاما بعد ذلك فسألته عما كان بينهما؟ فأخبرني أنه سبق أبا عبد الله
عليه السلام إلى الموضع الذي كان سماه له فبينا هو، إذا بأبي عبد الله عليه السلام قد أقبل على
بغلة له، فلما بصرت به وقرب مني: هالني منظره وأرعبني حتى بقيت لا أجد شيئا
أتفوه به، ولا انطلق لساني لما أردت من مناطقته.
ووقف علي أبو عبد الله عليه السلام مليا ينتظر ما أكلمه، وكان وقوفه علي لا يزيدني
الا تهيبا وتحيرا، فلما رأى ذلك مني ضرب بغلته وسار حتى دخل بعض السكك في
الحيرة.
وتيقنت أن ما أصابني من هيبته لم يكن الا من قبل الله عز وجل من عظم موقعه
ومكانه من الرب الجليل.
قال عمر: فانصرف هشام إلى أبي عبد الله عليه السلام وترك مذهبه ودان بدين الحق،
وفاق أصحاب أبي عبد الله عليه السلام كلهم، والحمد الله.
529

قال: فاعتل هشام بن الحكم علته التي قبض فيها، فامتنع من الاستعانة
بالأطباء، فسألوه أن يفعل ذلك، فأجابهم إليه، فادخل عليه جماعة من الأطباء، فكان
إذا دخل الطبيب عليه وأمره بشئ: سأله فقال يا هذا هل وقفت على علتي؟ فمن بين
قائل يقول لا، وبين قائل يقول: نعم، فان استوصف ممن يقول نعم وصفها، فإذا
أخبره كذبه ويقول علتي غير هذه، فيسأل عن علته، فيقول: علتي قرح القلب مما
أصابني من الخوف، وقد كان قدم ليضرب عنقه فأقرح قلبه ذلك حتى مات رحمه الله.
477 - أبو عمرو الكشي قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد الخالدي،
قال: أخبرني محمد بن همام البغدادي أبو علي، عن إسحاق بن أحمد النخعي، قال:
حدثني أبو حفص الحداد وغيره، عن يونس بن عبد الرحمن، قال: كان يحيى بن
خالد البرمكي قد وجد على هشام بن الحكم شيئا من طعنه على الفلاسفة، وأحب أن
يغري به هارون ويضريه على القتل.
530

قال: وكان هارون لما بلغه عن هشام مال إليه، وذلك أن هشاما تكلم يوما
بكلام عند يحيى بن خالد في أرث النبي صلى الله عليه وآله فنقل إلى هارون فأعجبه، وقد كان قبل
ذلك يحيى يشرف امره عند هارون ويرده عن أشياء كان يعزم عليها من آذائه،

(1) أساس البلاغة: 376
2) من لا يحضره الفقيه: 2 / 300
531

فكان ميل هارون إلى هشام أحد ما غير قلب يحيى على هشام

(1) القاموس: 4 / 298
2) سورة البقرة: 222
3) في المصدر: مستقذر
4) المغرب: 1 / 12
5) الصحاح: 6 / 2273
6) القاموس: 4 / 391.
532

فشيعه عنده، وقال له: يا أمير المؤمنين اني قد استبطنت أمر هشام فإذا هو يزعم

(1) وفى المطبوع من الرجال بجامعة مشهد: فسبه، وبالنجف: فشنعه.
2) أساس البلاغة: 342
3) القاموس: 1 / 20
533

أن لله في أرضه إماما غيرك مفروض الطاعة، قال: سبحان الله، قال: نعم، ويزعم أنه
لو أمره بالخروج لخرج، وانما كنا نرى أنه ممن يرى الالباد بالأرض.
فقال هارون ليحيى: فاجمع عندك المتكلمين وأكون أنا من وراء الستر بيني
وبينهم، لا يفطنون بي، ولا يمتنع كل واحد منهم أن يأتي بأصله لهيبتي، قال: فوجه
يحيى فاشحن المجلس من المتكلمين، وكان فيهم ضرار بن عمرو، وسليمان بن
جرير، وعبد الله بن يزيد الأباضي، وموبذان موبذ، ورأس الجالوت.
قال، فتسألوا وتكافوا وتناظروا وتناهوا إلى شاذ من مشاذ الكلام، كل يقول
لصاحبه لم تجب ويقول قد أجبت، وكان ذلك من يحيى حيلة على هشام، إذ لم
يعلم بذلك المجلس واغتنم ذلك لعله كان أصابها هشام بن الحكم.

(1) القاموس: 1 / 334
534

فلما أن تناهوا إلى هذا الموضع، قال لهم يحيى بن خالد: ترضون فيما بينكم
هشاما حكما؟ قالوا: قد رضينا أيها الوزير فانى لنا به وهو عليل، قال يحيى: فأنا
أوجه إليه فأسأله أن يتجشم المجيئ، فوجه إليه فأخبره بحضورهم، وأنه انما منعه
أن يحضره أول المجلس اتقاء عليه من العلة، فان القوم قد اختلفوا في المسائل
والأجوبة، وتراضوا بك حكما بينهم، فان رأيت أن تتفضل وتحمل على نفسك فافعل.
فلما صار الرسول إلى هشام: قال لي: يا يونس قلبي ينكر هذا القول، ولست
آمن أن يكون هيهنا أمر لا أقف عليه، لان هذا الملعون يحيى بن خالد قد تغير علي
لأمور شتى، وقد كنت عزمت ان من الله علي بالخروج من هذه العلة أن أشخص إلى
الكوفة وأحرم الكلام بتة وألزم المسجد، ليقطع عني مشاهدة هذا الملعون - يعني
يحيى بن خالد -.
قال: فقلت: جعلت فداك لا يكون الا خيرا، فتحرز ما أمكنك، فقال لي:
يا يونس أترى أتحرز من أمر يريد الله أظهاره على لساني أنى يكون ذلك، ولكن قم
بنا على حول الله وقوته.
فركب هشام بغلا كان مع رسوله، وركبت أنا حمارا كان لهشام، قال: فدخلنا
المجلس فإذا هو مشحون بالمتكلمين، قال: فمضى هشام نحو يحيى فسلم عليه وسلم
على القوم وجلس قريبا منه، وجلست أنا حيث انتهى بي المجلس.
قال: فأقبل يحيى على هشام بعد ساعة، فقال: ان القوم حضروا وكنا مع
حضورهم نحب أن تحضر، لا لان تناظر بل لان نأنس بحضورك إذ كانت العلة
تقطعك عن المناظرة وأنت بحمد الله صالح ليست علتك بقاطعة عن المناظرة،
وهؤلاء القوم قد تراضوا بك حكما بينهم.

(1) كما في المطبوع من الرجال بجامعة مشهد.
535

قال: فقال هشام للقوم: ما الموضع الذي تناهيتم به في المناظرة؟ فأخبره
كل فريق منهم بموضع مقطعه، فكان من ذلك أن حكم لبعض على بعض، فكان
من المحكومين عليه سليمان بن جرير فحقدها على هشام.
قال: ثم إن يحيى بن خالد قال لهشام: انا قد غرضنا من المناظرة والمجادلة
منذ اليوم، ولكن ان رأيت أن تبين عن فساد اختيار الناس لامام، وان الإمامة في
آل الرسول دون غيرهم؟ قال هشام: أيها الوزير العلة تقطعني عن ذلك، ولعل معترضا
يعترض فيكتسب المناظرة والخصومة.

(1) كما في الرجال المطبوع بالنجف الأشرف.
2) الصحاح: 3 / 1093 والقاموس: 2 / 338.
536

فقال: ان اعترض معترض قبل أن تبلغ مرادك وغرضك فليس ذلك له، بل
عليه أن يتحفظ المواضع التي له فيها مطعن فيقفها إلى فراغك ولا يقطع عليك كلامك،
فبدأ هشام وساق الذكر لذلك وأطال، واختصرنا منه موضع الحاجة.
فلما فرغ مما قد ابتدأ فيه من الكلام في فساد اختيار الناس للامام، قال يحيى
لسليمان بن جرير: سل أبا محمد عن شئ من هذا الباب، فقال سليمان لهشام:
أخبرني عن علي بن أبي طالب مفروض الطاعة؟ فقال هشام: نعم. قال: فان أمرك
الذي بعده بالخروج بالسيف معه تفعل وتطيعه؟ فقال هشام: لا يأمرني. قال: ولم
إذا كانت طاعته مفروضه عليك وعليك أن تطيعه؟ قال هشام: عد عن هذا فقد تبين
فيه الجواب.
قال سليمان: فلم يأمرك في حال تطيعه وفي حال لا تطيعه؟ فقال هشام: ويحك
لم أقل لك أني لا أطيعه فتقول ان طاعته مفروضة، انما قلت لك لا يأمرني.
قال سليمان: ليس أسألك الا على سبيل سلطان الجدل ليس على الواجب
أنه لا يأمرك، فقال هشام: كم تحول حول الحمى، هل هو الا أن أقول لك ان أمرني
فعلت، فينقطع أقبح الانقطاع، ولا يكون عندك زيادة، وأنا أعلم بما تحت قولي

(1) أساس البلاغة: 448
537

وما إليه يؤل جوابي، قال، فتمعر هارون، وقال هارون: قد أفصح.
وقام الناس، واغتنمها هشام فخرج على وجهه إلى المدائن.
قال: فبلغنا أن هارون قال ليحيى: شد يدك بهذا وأصحابه، وبعث إلى أبي
الحسن موسى عليه السلام فحبسه، فكان هذا سبب حبسه مع غيره من الأسباب، وانما أراد
يحيى ان يهرب هشام، فيموت مختفيا ما دام لهارون سلطان، قال: ثم صار هشام إلى
الكوفة وهو بعقب علته، ومات في دار ابن شرف بالكوفة رحمه الله.
قال، فبلغ هذا المجلس محمد بن سليمان النوفلي وابن ميثم وهما في حبس
هارون، فقال النوفلي: ترى هشاما ما استطاع أن يعتل؟ فقال ابن ميثم: بأي شئ

(1) الصحاح: 2 / 818
2) القاموس: 2 / 135 وفيه ليس بناصع.
538

يستطيع أن يعتل وقد أوجب أن طاعته مفروضة من الله؟ قال: يعتل بان يقول الشرط
علي في إمامته أن لا يدعو أحدا إلى الخروج حتى ينادي مناد من السماء، فمن دعاني
ممن يدعي الإمامة قبل ذلك الوقت علمت أنه ليس بامام، وطلبت من أهل هذا البيت
ممن لا يقول أنه يخرج ولا يأمر بذلك حتى ينادي مناد من السماء فأعلم انه صادق.
فقال ابن ميثم: هذا من حديث الخرافة، ومتى كان هذا في عقد الإمامة،
انما يروي هذا في صفة القائم عليه السلام وهشام أجدل من أن يحتج بهذا، على أنه لم
يفصح بهذا الافصاح الذي قد شرطته أنت، انما قال: إن امرني المفروض الطاعة
بعد علي عليه السلام فعلت، ولم يسم فلانا دون فلان، كما تقول: ان قال لي طلبت غيره
فلو قال هارون له وكان المناظر له: من المفروض الطاعة؟ فقال له أنت، لم يمكن
أن يقول له فان أمرتك بالخروج بالسيف تقاتل أعدائي تطلب غيري وتنتظر المنادي
من السماء، هذا لا يتكلم به مثل هذا، لعلك لو كنت أنت تكلمت به.
539

قال: ثم قال علي بن إسماعيل الميثمي: انا لله وانا إليه راجعون على ما يمضي
من العلم ان قتل، فلقد كان عضدنا وشيخنا والمنظور إليه فينا.
478 - حدثني أبو جعفر محمد بن قولويه القمي قال: حدثني بعض المشايخ
ولم يذكر اسمه، عن علي بن جعفر بن محمد عليه السلام، قال: جاءني محمد بن
إسماعيل بن جعفر يسألني أن أسال أبا الحسن موسى عليه السلام أن يأذن له في الخروج
إلى العراق، وأن يرضى عنه ويوصيه بوصية، قال: فتجنبت حتى دخل المتوضأ
وخرج، وهو وقت كان يتهيأ لي أن أخلوا به وأكلمه.
قال: فلما خرج قلت له: ان ابن أخيك محمد بن إسماعيل يسألك أن تأذن
له في الخروج إلى العراق وأن توصيه، فاذن له عليه السلام فلما رجع إلى مجلسه: قام
محمد بن إسماعيل وقال: يا عم أحب أن توصيني فقال: أوصيك أن تتقي الله في
دمي، فقال: لعن الله من يسعى في دمك.

(1) الصحاح: 4 / 1349
540

ثم قال: يا عم أوصني، فقال: أوصيك أن تتقي الله في دمي، قال، ثم ناوله
أبو الحسن عليه السلام صرة فيها مائة وخمسون دينارا، فقبضها محمد ثم ناوله أخرى
فيها مائة وخمسون دينارا، فقبضها، ثم أعطاه صرة أخرى فيها مائة وخمسون دينارا
فقبضها ثم أمر له بألف وخمسمائة درهم كانت عنده، فقلت له في ذلك واستكثرته
فقال: هذا ليكون أوكد لحجتي إذا قطعني ووصلته.
قال: فخرج إلى العراق، فلما ورد حضرة هارون أتى باب هارون بثياب
طريقه قبل أن ينزل، واستأذن على هارون، وقال للحاجب، قل لأمير المؤمنين أن
محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بالباب، فقال الحاجب: انزل أولا وغير
ثياب طريقك وعد لأدخلك إليه بغير أذن، فقد نام أمير المؤمنين في هذا الوقت،
فقال: أعلم أمير المؤمنين اني حضرت ولم تأذن لي.
فدخل الحاجب واعلم هارون قول محمد بن إسماعيل فأمر بدخوله، فدخل،
وقال، يا أمير المؤمنين خليفتان في الأرض موسى بن جعفر بالمدينة يجبى له الخراج
وأنت بالعراق يجبى لك الخراج، فقال: والله، فقال: والله، قال: فأمر له بمائة
ألف درهم، فلما قبضها وحمل إلى منزلة، أخذته الذبحة في جوف ليلته فمات،
وحول من الغد المال الذي حمل إليه.

(1) نهاية ابن الأثير: 2 / 154
2) القاموس: 1 / 220
541

وروى موسى بن القاسم البجلي: عن علي بن جعفر، قال: سمعت أخي
موسى عليه السلام قال: قال أبي لعبد الله: أخي، إليك ابني أخيك فقد ملآني بالسفه فإنهما
شرك شيطان يعني: محمد بن إسماعيل بن جعفر، وعلي بن إسماعيل، وكان عبد الله
أخاه لأبيه وأمه.
479 - وحدثني محمد بن مسعود العياشي، قال: حدثنا جبريل بن أحمد
الفاريابي، قال: حدثني محمد بن عيسى العبيدي، عن يونس، قال: قلت لهشام
انهم يزعمون أن أبا الحسن عليه السلام بعث إليك عبد الرحمن بن الحجاج يأمرك أن تسكت
ولا تتكلم، فأبيت أن تقبل رسالته، فأخبرني كيف كان سبب هذا؟ وهل أرسل إليك
ينهاك عن الكلام أولا؟ وهل تكلمت بعد نهيه أياك؟
فقال هشام: انه لما كان أيام المهدي شدد على أصحاب الأهواء، وكتب له ابن
المفضل صنوف الفرق صنفا صنفا، ثم قرأ الكتاب على الناس، فقال يونس: قد سمعت
هذا الكتاب يقرأ على الناس على باب الذهب بالمدينة، ومرة أخرى بمدينة الوضاح.
فقال إن ابن المقعد صنف لهم صنوف الفرق فرقة فرقة، حتى قال في كتابه:
وفرقة منهم يقال لهم الزرارية، وفرقة منهم يقال لهم العمارية أصحاب عمار الساباطي،
وفرقة يقال لها اليعفورية، ومنهم فرقة أصحاب سليمان الاقطع، وفرقة يقال لها
الجواليقية.
قال يونس: ولم يذكر يومئذ هشام بن الحكم ولا أصحابه، فزعم هشام
ليونس ان أبا الحسن عليه السلام بعث إليه فقال له: كف هذه الأيام عن الكلام فان الامر
شديد، قال هشام: فكففت عن الكلام حتى مات المهدي وسكن الامر، فهذا الذي
كان من أمره وانتهائي إلى قوله.
480 - وبهذا الاسناد: قال: وحدثني يونس، قال: كنت مع هشام بن
الحكم في مسجده بالعشي، حيث أتاه سالم صاحب بيت الحكمة، فقال له: ان يحيى
ابن خالد يقول: قد أفسدت على الرافضة دينهم، لانهم يزعمون أن الدين لا يقوم الا
542

بامام حي، وهم لا يدرون أن امامهم اليوم حي أو ميت، فقال هشام عند ذلك: انما
علينا أن ندين بحياة الامام انه حي حاضرا كان عندنا، أو متواريا عنا حتى يأتينا
موته، فما لم يأتنا موته فنحن مقيمون على حياته، ومثل مثالا.
فقال: الرجل إذا جامع أهله أو سافر إلى مكة أو توارى عنه ببعض الحيطان
فعلينا أن نقيم على حياته حتى يأتينا خلاف ذلك، فانصرف سالم ابن عم يونس
بهذا الكلام، فقصه على يحيى بن خالد، فقال يحيى: ما ترانا صنعنا شيئا، فدخل
يحيى على هارون فأخبره، فأرسل من الغد في طلبه، فطلب في منزله فلم يوجد،
وبلغه الخبر فلم يلبث الا شهرين أو أكثر، حتى مات في منزل محمد وحسين الحناطين.
فهذا تفسير أمر هشام، وزعم يونس: ان دخول هشام على يحيى بن خالد
وكلامه مع سليمان بن جرير بعد أن أخذ أبو الحسن عليه السلام بدهر، إذ كان في زمن
المهدي، ودخوله إلى يحيى بن خالد في زمن الرشيد.
481 - حدثني إبراهيم الوراق السمرقندي، قال: حدثني علي بن محمد القمي،
قال: حدثني عبد الله بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم،
قال، قال أبو الحسن عليه السلام: قولوا لهشام يكتب إلي بما يرد به القدرية، قال: فكتب
إليه يسأل القدرية أعصى الله من عصى لشئ من الله، أو لشئ كان من الناس، أو
لشئ لم يكن من الله ولا من الناس؟؟.
قال: فلما دفع الكتاب إليه، قال لهم: ادفعوه إلى الجرمي، فدفعوه إليه،
فنظر فيه ثم قال: ما صنع شيئا، فقال أبو الحسن عليه السلام: ما ترك شيئا.
قال أبو أحمد: وأخبرني أنه كان الرسول بهذا إلى الصادق عليه السلام.
543

482 - حدثني حمدويه، قال، حدثني محمد بن عيسى، عن جعفر بن عيسى
عن علي بن يونس بن بهمن، قال: قلت للرضا عليه السلام: جعلت فداك ان أصحابنا
قد اختلفوا! فقال: في أي شئ اختلفوا فيه احك لي من ذلك شيئا؟ قال: فلم
يحضرني الا ما قلت، جعلت فداك من ذلك ما اختلف فيه زرارة وهشام بن الحكم،
فقال زرارة: ان الهواء ليس بشئ وليس بمخلوق، وقال هشام: ان الهواء شئ
مخلوق، قال، فقال لي: قل في هذا بقول هشام، ولا تقل بقول زرارة.
483 - وحدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثنا محمد بن عيسى العبيدي،
قال: حدثني جعفر بن عيسى، قال: قال موسى بن الرقي لأبي الحسن الثاني عليه السلام:

(1) القاموس: 3 / 237
2) كما في المطبوع من الرجال بجامعة مشهد.
3) القاموس: 3 / 283
544

جعلت فداك روى عنك... وأبو الأسد انهما سألاك عن هشام بن الحكم؟ فقلت: ضال
مضل شرك في دم أبي الحسن عليه السلام فما تقول فيه يا سيدي نتولاه؟ قال: نعم فأعاد عليه
نتولاه على جهة الاستقطاع؟ قال: نعم تولوه نعم تولوه، إذا قلت لك فاعمل به ولا

(1) رجال الكشي: 498 ط جامعة مشهد
2) المغرب: 1 / 159
3) القاموس: 4 / 324
545

تريد أن تغالب به، اخرج الان فقل لهم قد امرني بولاية هشام بن الحكم، فقال المشرقي
لنا بين يديه وهو يسمع: ألم أخبركم أن هذا راية في هشام بن الحكم غير مرة.
484 - حدثنا حمدويه بن نصير، قال: محمد بن عيسى، قال: حدثني
الحسن بن علي بن يقطين، قال: كان أبو الحسن عليه السلام إذا أراد شيئا من الحوائج
لنفسه أو مما يعني به أموره، كتب إلى أبي يعني عليا: اشتر لي كذا وكذا واتخذ
لي كذا وكذا، وليتول ذلك لك هشام بن الحكم، فإذا كان غير ذلك من أموره
كتب إليه: اشتر لي كذا وكذا، ولم يذكر هشاما الا فيما يعني به من امره.
وذكر انه بلغ من عنايته به وحاله عنده، انه سرح إليه خمسة عشر ألف درهم
وقال له: اعمل بها وكل أرباحها ورد إلينا رأس المال، ففعل ذلك هشام رحمه الله

(1) رجال النجاشي: 340 ط طهران
2) رجال الكشي: 500 ط جامعة مشهد
3) أصول الكافي: 1 / 86 وفيه المرتفع مكان الربيع
546

وصلى على أبي الحسن.
485 - حدثني حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن يونس، قال،
قلت لهشام: أصحابك يحكون أن أبا الحسن عليه السلام سرح إليك مع عبد الرحمن
ابن الحجاج، أن أمسك عن الكلام والى هشام بن سالم؟
قال: اتاني عبد الرحمن بن الحجاج، وقال لي يقول لك أبو الحسن عليه السلام
أمسك عن الكلام هذه الأيام، وكان المهدي قد صنف له مقالات الناس، وفيه
مقالة الجواليقية هشام بن سالم، وقرأ ذلك الكتاب في الشرقية، ولم يذكر كلام
هشام، وزعم يونس أن هشام بن الحكم قال له: فأمسكت عن الكلام أصلا حتى
مات المهدي، وانما قال لي هذه الأيام فأمسك حتى مات المهدي.
486 - حدثنا حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا محمد بن عيسى،
قال: حدثني زحل عمر بن عبد العزيز بن أبي بشار، عن سليمان بن جعفر الجعفري،
قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن هشام بن الحكم؟ قال، فقال لي: رحمه الله
كان عبدا ناصحا أوذي من قبل أصحابه حسدا منهم له.

(1) رجال الكشي: 451 ط جامعة مشهد
547

487 - حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، قال:
حدثني زحل، عن أسد بن أبي العلاء، قال: كتب أبو الحسن الأول عليه السلام إلى من
وافى الموسم من شيعته في بعض السنين في حاجة له، فما قام بها غير هشام ابن
الحكم، قال: فإذا هو قد كتب صلى الله عليه، جعل الله ثوابك الجنة، يعني هشام بن
الحكم.
488 - جعفر بن معروف، قال: حدثني الحسن بن النعمان، عن أبي يحيى
وهو إسماعيل بن زياد الواسطي، عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال: سمعته يؤدي
إلى هشام بن الحكم رسالة أبي الحسن عليه السلام قال: لا تتكلم فإنه قد أمرني أن آمرك
أن لا تتكلم، قال: فما بال هشام يتكلم وأنا لا أتكلم، قال، أمرني أن آمرك أن لا تتكلم

(1) الفهرست: 141 ط نجف
2) رجال الشيخ: 486
3) رجال النجاشي: 218 والمحمدان هما الأول منهما ابن الوليد والثاني ابن الصفار
548

وأنا رسوله إليك.
قال أبو يحيى: أمسك هشام بن الحكم عن الكلام شهرا لم يتكلم ثم تكلم
فأتاه عبد الرحمن بن الحجاج، فقال له: سبحان الله يا أبا محمد تكلمت وقد نهيت
عن الكلام، قال: مثلي لا ينهى عن الكلام.
قال أبو يحيى: فلما كان من قابل، أتاه عبد الرحمن بن الحجاج، فقال له
يا هشام قال لك أيسرك أن تشرك في دم امرء مسلم؟ قال: لا، قال: وكيف تشرك في دمي،
فان سكت والا فهو الذبح؟ فما سكت حتى كان من أمره ما كان (صلى الله عليه).
489 - حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، قال:
حدثني الحسن بن علي الوشاء، عن هشام بن الحكم، قال: كنت في طريق مكة
قائما أريد شراء بعير، فمر بي أبو الحسن عليه السلام فلما نظرت إليه تناولت رقعة فكتبت
إليه: جعلت فداك اني أريد شراء هذا البعير فما ترى؟.
فنظر إليه، ثم قال: لا أرى في شراه بأسا فان خفت عليه ضعفا فالقمه، فاشتريته
وحملت عليه، فلم أر منكرا حتى إذا كنت قريبا من الكوفة في بعض المنازل عليه
حمل ثقيل، رمى بنفسه واضطرب للموت، فذهب الغلمان ينزعون عنه، فذكرت
الحديث فدعوت بلقم، فما ألقموه الا سبعا حتى قام بحمله.
490 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد بن يزيد الفيروزاني
القمي، قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى، عن أبي إسحاق، قال: حدثني
محمد بن حماد، عن الحسن بن إبراهيم، قال: حدثني يونس بن عبد الرحمن،
عن يونس بن يعقوب، قال: كان عند أبي عبد الله عليه السلام جماعة من أصحابه فيهم
حمران بن أعين ومؤمن الطاق وهشام بن سالم والطيار وجماعة فيهم هشام بن
الحكم وهو شاب، فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا هشام! قال: لبيك يابن رسول الله،
قال: ألا تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد؟ وكيف سألته؟
فقال هشام: اني أجلك وأستحيي منك، فلا يعمل لساني بين يديك، قال
549

أبو عبد الله عليه السلام: إذا أمرتكم بشئ فافعله، قال هشام: بلغني ما كان فيه عمر بن
عبيد وجلوسه في مسجد البصرة، وعظم ذلك علي، فخرجت إليه فدخلت البصرة
يوم الجمعة، فأتيت مسجد البصرة فإذا أنا بحلقة كبيرة، وإذا أنا بعمرو بن عبيد
عليه شملة سوداء من صوف متزر بها وشملة مرتدي بها، والناس يسألونه فاستفرجت
الناس فافرجوا لي، ثم قعدت في آخر القوم على ركبتي.
ثم قلت: أيها العالم انا رجل غريب فأذن لي فأسألك عن مسألة؟ قال، فقال
نعم. قال، قلت له: ألك عين؟ قال: يا بني أي شئ هذا من السؤال أرأيتك شيئا
كيف تسأل؟ فقلت: هكذا مسألتي، فقال: يا بني سل وأن كان مسألتك حمقا.
قلت: أجبني فيها، قال، فقال لي: سل، قال، قلت ألك عين؟ قال: نعم
قلت فما ترى بها؟ قال: الألوان والاشخاص، قال، قلت: فلك أنف؟ قال: نعم،
قال، قلت: فما تصنع به؟ قال: اشتم به الرائحة، قال: قلت فلك فم؟ قال: نعم
قال، قلت فما تصنع به؟ أذوق به الطعم.
قال: قلت ألك قلب؟ قال: نعم. قال، قلت فما تصنع به؟ قال: أميز به كل
ما ورد على هذه الجوارح، قال: قلت أليس في هذه الجوارح غنى عن القلب؟
قال: لا، قلت: وكيف ذاك وهي صحيحة سليمة؟ قال: يا بني الجوارح إذا شكت
في شئ شمته أو رأته أو ذاقته ردته إلى القلب فيتيقن اليقين ويبطل الشك، قال، قلت:
وانما أقام الله القلب لشك الجوارح؟ قال: نعم، قال: قلت: فلابد من القلب والا
لم تستيقن الجوارح؟ قال: نعم.
قال: قلت يا أبا مروان ان الله لم يترك جوارحك حتى جعل لها أماما يصحح
لها الصحيح ويتيقن لها ما شكت فيه، ويترك هذا الخلق كلهم في حيرتهم وشكهم
واختلافاتهم لا يقيم لهم إماما يردون إليه شكهم وحيرتهم، ويقيم لك إماما لجوارحك
ترد إليه حيرتك وشكك.
قال: فسكت ولم يقل لي شيئا، ثم التفت إلي فقال لي: أنت هشام؟ قال:
550

قلت لا، فقال: أجالسته؟ قال: قلت لا، قال فمن أين أنت! قلت: من أهل الكوفة
قال: فأنت اذن هو، قال: ثم ضمني إليه وأقعدني في مجلسه وما نطق حتى قمت.
فضحك أبو عبد الله عليه السلام ثم قال: يا هشام من علمك هذا؟ قال: قلت يابن رسول الله
جرى على لساني، فقال: يا هشام هذا والله مكتوب في صحف إبراهيم وموسى.
491 - حدثني محمد بن مسعود، حدثني علي بن محمد، عن محمد بن أحمد
ابن يحيى، عن أبي إسحاق، عن علي بن معبد، عن هشام بن الحكم، قال: سألت
أبا عبد الله عليه السلام بمنى عن خمسمائة حرف من الكلام، فأقبلت أقول يقولون كذا،
قال: فيقول لي قل كذا، فقلت: هذا الحلال والحرام، والقرآن أعلم أنك صاحبه
وأعلم الناس به فهذا الكلام من أين؟ فقال: يحتج الله على خلقه بحجة لا تكون عنده
كلما يحتاجون إليه؟
492 - محمد بن مسعود بن مزيد الكشي، ومحمد ابن أبي عوف البخاري،
قالا: حدثنا أبو علي المحمودي، قال: حدثني أبي، عن يونس، ان هشام بن الحكم
كان يقول: اللهم ما عملت وأعمل من خير مفترض وغير مفترض فجميعه عن رسول الله
وأهل بيته الصادقين صلواتك عليه وعليهم حسب منازلهم عندك فتقبل ذلك كله مني
وعنهم، وأعطني من جزيل جزاك به حسب ما أنت أهله.
551

493 - علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، قال: حدثني أبو زكريا يحيى
بن أبي بكر، قال، قال النظام لهشام بن الحكم: ان أهل الجنة لا يبقون في الجنة
بقاء الأبد فيكون بقاؤهم كبقاء الله ومحال أن يبقوا كذلك، فقال هشام: ان أهل الجنة
يبقوا بمبق لهم والله يبقي بلا مبق أوليس هو كذلك، فقال: محال أن يبقوا للأبد،
قال، قال: ما يصيرون؟ قال يدركهم الخمود.
قال: فبلغك أن في الجنة ما تشتهي الأنفس؟ قال: نعم، قال: فان اشتهوا
وسألوا ربهم بقاء الأبد؟ قال: إن الله تعالى لا يلهمهم ذلك، قال: فلو ان رجلا من
أهل الجنة نظر إلى ثمرة على شجرة، فمد يده ليأخذها فتدلت إليه الشجرة والثمار
ثم كانت منه لفتة فنظر إلى ثمرة أخرى أحسن منها، فمد يده اليسرى ليأخذها فأدركه
الخمود، ويداه متعلقة بشجرتين، فارتفعت الأشجار وبقي هو مصلوبا، فبلغك أن
في الجنة مصلوبين؟ قال هذا محال، قال: فالذي أتيت به أمحل منه، أن يكون
قوم قد خلقوا وعاشوا فأدخلوا الجنان تموتهم فيها يا جاهل.
تم الجزء الثالث ويتلوه في الجزء الرابع حدثني محمد بن مسعود قال حدثني
علي بن محمد. والحمد لله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمد النبي وآله
الطاهرين وحسبنا الله ونعم الوكيل.
552

اختيار معرفة الرجال
المعروف برجال الكشي
لشيخ الطائفة أبى جعفر الطوسي (قده)
تصحيح وتعليق
المعلم الثالث مير داماد الاسترآبادي
تحقيق
السيد مهدى الرجائي
مؤسسة آل البيت عليهم السلام
553

بسم الله الرحمن الرحيم
وحسبنا الله ونعم الوكيل
494 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد بن يزيد القمي
قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى، قال: حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن هاشم
قال: حدثني محمد بن حماد، عن الحسن بن إبراهيم، قال: حدثني يونس بن
عبد الرحمن، عن يونس بن يعقوب، عن هشام بن سالم، قال: كنا عند أبي عبد الله
عليه السلام جماعة من أصحابه، فورد رجل من أهل الشام فاستأذن فأذن له، فلما دخل
سلم فأمره أبو عبد الله عليه السلام بالجلوس، ثم قال له: حاجتك أيها الرجل؟ قال: بلغني
أنك عالم بكل ما تسأل عنه فصرت إليك لا ناظرك.
فقال أبو عبد الله عليه السلام فيماذا؟ قال في القرآن وقطعه واسكانه وخفضه ونصبه
ورفعه، فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا حمران دونك الرجل، فقال الرجل. انما أريدك أنت
لا حمران، فقال أبو عبد الله عليه السلام: ان غلبت حمران فقد غلبتني.
فأقبل الشامي يسأل حمران حتى غرض وحمران يجيبه، فقال أبو عبد الله عليه السلام
554

كيف رأيت يا شامي؟ قال رأيته حاذقا ما سألته عن شئ الا أجابني فيه، فقال أبو
عبد الله عليه السلام: يا حمران سل الشامي فما تركه يكشر.
فقال الشامي: أريد يا أبا عبد الله أناظرك في العربية، فالتفت أبو عبد الله عليه السلام
فقال: يا أبان بن تغلب ناظره، فناظره فما ترك الشامي يكشر.
فقال: أريد أن أناظرك في الفقه فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا زرارة ناظره، فناظره
فما ترك الشامي يكشر.
قال: أريد أن أناظرك في الكلام قال: يا مؤمن الطاق ناظره، فناظره فسجل
الكلام بينهما ثم تكلم مؤمن الطاق بكلامه فغلبه به.

(1) نهاية ابن الأثير: 2 / 344
555

فقال: أريد أن أناظرك في الاستطاعة فقال للطيار: كلمه فيها قال: فكلمه فما
تركه يكشر.
ثم قال أريد أكلمك في التوحيد، فقال لهشام بن سالم: كلمه، فسجل الكلام
بينهما ثم خصمه هشام.
فقال أريد أن أتكلم في الإمامة، فقال لهشام بن الحكم: كلمه يا أبا الحكم،
فكلمه فما تركه يريم ولايحلى ولا يمري، قال:

(1) الصحاح: 5 / 1726
2) مفردات الراغب: 227
3) القاموس: 4 / 123
556

فبقي يضحك أبو عبد الله عليه السلام حتى بدت نواجذه.

(1) الصحاح: 5 / 1939
2) القاموس: 4 / 319
3) نهاية ابن الأثير: 1 / 147
557

فقال الشامي: كأنك أردت أن تخبرني أن في شيعتك مثل هؤلاء الرجال؟
قال: هو ذاك، ثم قال: يا أخا أهل الشام أما حمران: فحزقك فحرت له فغلبك بلسانه

(1) القاموس: 4 / 306
2) الصحاح: 4 / 1459
3) القاموس: 2 / 221
4) القاموس: 3 / 226
558

وسألك عن حرف من الحق فلم تعرفه، وأما أبان بن تغلب: فمغث حقا بباطل فغلبك
وأما زرارة: فقاسك فغلب قياسه قياسك، واما الطيار: فكان كالطير يقع ويقوم،
وأنت كالطير المقصوص لا نهوض لك، وأما هشام بن سالم: فأحس أن يقع ويطير
وأما هشام بن الحكم: فتكلم بالحق فما سوغك بريقك
يا أخا أهل الشام ان الله أخذ ضغثا من الحق وضغثا من الباطل فمغثهما ثم
أخرجهما إلى الناس، ثم بعث أنبياء يفرقون بينهما ففرقها الأنبياء والأوصياء، وبعث

(1) سورة آل عمران: 52
559

الله الأنبياء ليعرفوا ذلك، وجعل الأنبياء قبل الأوصياء ليعلم الناس من يفضل الله ومن
يختص.
ولو كان الحق على حدة والباطل على حدة كل واحد منهما قائم بشأنه ما احتاج
الناس إلى نبي ولا وصي، ولكن الله خلطهما وجعل تفريقهما إلى الأنبياء والأئمة
عليهم السلام من عباده، فقال الشامي: قد أفلح من جالسك، فقال: أبو عبد الله عليه السلام: ان رسول
الله صلى الله عليه وآله كان يجالسه جبرائيل وميكائيل وإسرافيل يصعد إلى السماء فيأتيه بالخبر من
عند الجبار فإن كان ذلك كذلك فهو كذلك.
فقال الشامي: اجعلني من شيعتك وعلمني! فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا هشام
علمه فاني أحب أن يكون تلماذا لك.
قال علي بن منصور وأبو مالك الحضرمي: رأينا الشامي عند هشام بعد موت
أبي عبد الله عليه السلام، ويأتي الشامي بهدايا أهل الشام وهشام يزوده هدايا أهل العراق.
قال علي بن منصور: وكان الشامي ذكي القلب.
495 - محمد بن مسعود العياشي، قال: حدثني جعفر، قال: حدثني العمركي
قال: حدثني الحسين بن أبي لبابة، عن داود أبي هشام الجعفري، قال، قلت لأبي
جعفر عليه السلام: ما تقول في هشام بن الحكم؟ فقال: رحمه الله ما كان أذبه عن هذه الناحية.
560

496 - محمد بن نصير، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين
ابن سعيد، عن أحمد بن محمد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: أما كان لكم في
أبي الحسن عليه السلام عظة ما ترى حال هشام بن الحكم؟ فهو الذي صنع بأبي الحسن
ما صنع وقال لهم وأخبرهم، أترى الله يغفر له ما ركب منا.
497 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن العباس بن معروف
عن أبي محمد الحجال، عن بعض أصحابنا، عن الرضا عليه السلام قال: ذكر الرضا عليه السلام
العباسي، فقال: هو من غلمان أبي الحارث يعني يونس بن عبد الرحمن، وأبو
الحارث من غلمان هشام، وهشام من غلمان أبي شاكر الديصاني، وأبو شاكر زنديق.

(1) رجال ابن داود ص 367
561

498 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد
عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال، قال أبو الحسن عليه السلام: ايت
هشام بن الحكم فقل له: يقول لك أبو الحسن: أيسرك أن تشرك في دم امرء مسلم
فإذا قال لا، فقل له: ما بالك شركت في دمي؟
562

499 - علي بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن أبي علي بن راشد، عن
أبي جعفر الثاني عليه السلام قال، قلت: جعلت فداك قد اختلف أصحابنا، فأصلي خلف
أصحاب هشام بن الحكم؟ قال: عليك بعلي بن حديد، قلت: فآخذ بقوله؟ قال:
نعم فلقيت علي بن حديد فقلت له: نصلي خلف أصحاب هشام بن الحكم؟ قال: لا.

(1) وفى المصدر: هو جسم ذو أبماض.
2) الملل والنحل: 185 - 186.
563

500 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن موسى الهمداني، عن الحسن
ابن موسى الخشاب، عن غيره، عن جعفر بن محمد بن حكيم الخثعمي، قال:
اجتمع هشام بن سالم، وهشام بن الحكم، وجميل بن دراج، وعبد الرحمن بن
الحجاج، ومحمد بن حمران، وسعيد بن غزوان، ونحو من خمسة عشر رجلا من
أصحابنا، فسألوا هشام بن الحكم أن يناظر هشام بن سالم فيما اختلفوا فيه من التوحيد
وصفة الله عز وجل وغير ذلك لينظروا أيهما أقوى حجة.
فرضي هشام بن سالم أن يتكلم عند محمد بن أبي عمير، ورضي هشام بن
الحكم أن يتكلم عند محمد بن هشام، فتكالما وساق ما جرى بينهما.
وقال، قال عبد الرحمن بن الحجاج لهشام بن الحكم: كفرت والله بالله العظيم
وألحدت فيه، ويحك ما قدرت أن تشبه بكلام ربك الا العود يضرب به! قال جعفر
ابن محمد بن حكيم، فكتب إلى أبي الحسن موسى عليه السلام يحكي له مخاطبتهم
وكلامهم ويسأله أن يعلمه ما القول الذي ينبغي ندين الله به من صفه الجبار؟ فأجابه
في عرض كتابه.
فهمت رحمك الله واعلم رحمك الله ان الله أجل وأعلى وأعظم من أن يبلغ
كنه صفته فصفوه بما وصف به نفسه، وكفوا عما سوى ذلك.
564

في هشام بن سالم
501 - مولى بشر بن مروان، وكان من سبي الجوزجان كوفي، ويقال له:
الجواليقي، ثم صار علافا.
محمد بن الحسن البراثي، وعثمان بن حامد الكشيان، قالا: حدثنا محمد
ابن يزداد، عن محمد بن الحسين، عن الحجال، عن هشام بن سالم، قال: كلمت
رجلا بالمدينة من بني مخزوم في الإمامة، قال، فقال: فمن الامام اليوم؟ قال، قلت:
جعفر بن محمد. قال، فقال: والله لأقولنها له، قال: فغمني بذلك غما شديدا خوفا
أن يلعني أبو عبد الله أو يتبرأ مني.
قال: فأتاه المخزومي فدخل عليه، فجرى الحديث، قال: فقال له مقالة
هشام، قال، فقال أبو عبد الله عليه السلام: أفلا نظرت في قوله؟ فنحن لذلك أهل، قال:
فبقي الرجل لا يدري أيش يقول، وقطع به.
قال، فبلغ هشاما قول أبي عبد الله عليه السلام ففرح بذلك وانجلت غمته.
502 - جعفر بن محمد، قال: حدثني الحسن بن علي بن النعمان، قال:
حدثني أبو يحيى، عن هشام بن سالم، قال، كنا بالمدينة بعد وفاة أبي عبد الله عليه السلام
أنا ومؤمن الطاق أبو جعفر، قال، والناس مجتمعون على أن عبد الله صاحب الامر
بعد أبيه، فدخلنا عليه أنا وصاحب الطاق والناس مجتمعون عند عبد الله، وذلك أنهم
رووا عن أبي عبد الله عليه السلام أن الأمر في الكبير ما لم يكن به عاهة.
فدخلنا نسأله عما كنا نسأل عنه أباه، فسألناه عن الزكاة في كم تجب؟ قال:
في مائتين خمسة، قلنا: ففي مائة؟ قال: درهمان ونصف درهم، قال، قلنا له: والله
ما تقول المرجئة هذا، فرفع يديه إلى السماء، فقال: لا والله ما أدري ما تقول المرجئة.
قال فخرجنا من عنده ضلالا لا ندري إلى أين نتوجه أنا وأبو جعفر الأحول،
فقعدنا في بعض أزقة المدينة باكين حيارى لا ندري إلى من نقصد والى من نتوجه،
565

نقول إلى المرجئة، إلى القدرية، إلى الزيدية، إلى المعتزلة، إلى الخوارج.
قال: فنحن كذلك إذ رأيت رجلا شيخا لا اعرفه يومي إلي بيده، فخفت أن
يكون عينا من عيون أبي جعفر، وذاك أنه كان له بالمدينة جواسيس ينظرون على
من اتفق شيعة جعفر فيضربون عنقه، فخفت أن يكون منهم.
فقلت لأبي جعفر: تنح فاني خائف على نفسي وعليك، وانما يريدني ليس
يريدك، فتنح عني لا تهلك وتعين على نفسك، فتنحى غير بعيد وتبعت الشيخ، وذاك
أني ظننت أني لا أقدر على التخلص منه.
فما زلت أتبعه حتى ورد بي على باب أبي الحسن موسى عليه السلام ثم خلاني
ومضى، فإذا خادم بالباب فقال لي: ادخل رحمك الله! قال: فدخلت فإذا أبو الحسن
عليه السلام فقال لي ابتداءا: لا إلى المرجئة، ولا إلى القدرية، ولا إلى الزيدية، ولا إلى
الخوارج، إلي إلي إلي.
قال: فقلت له جعلت فداك مضى أبوك؟ قال: نعم، قال، قلت: جعلت فداك
مضى في موت؟ قال: نعم، قلت: جعلت فداك فمن لنا بعده؟ فقال: انشاء الله يهديك
هداك، قلت جعلت فداك أن عبد الله يزعم أنه من بعد أبيه، فقال: يريد عبد الله أن لا
يعبد الله، قال قلت له: جعلت فداك فمن لنا من بعده؟ فقال انشاء الله أن يهديك هداك
أيضا.
قلت: جعلت فداك أنت هو؟ قال: ما أقول ذلك، قلت في نفسي: لم أصب
طريق المسألة، قال، قلت: جعلت فداك عليك امام، قال: لا، فدخلني شئ لا يعلمه
الا الله اعظاما له وهيبة أكثر ما كان يحل بي من أبيه إذا دخلت عليه.
قلت: جعلت فداك أسألك عما كان يسأل أبوك؟ قال: سل تخبر ولا تذع،
فان أذعت فهو الذبح، قال، فسألته فإذا هو بحر، قال، قلت: جعلت فداك شيعتك
وشيعة أبيك ضلال فألقي إليهم وأدعوهم إليك فقد أخذت علي بالكتمان؟ قال: من
آنست منهم رشدا فألق إليهم وخذ عليهم بالكتمان، فان أذاعوا فهو الذبح وأشار
566

بيده إلى حلقه.
قال: فخرجت من عنده فلقيت أبا جعفر، فقال لي ما وراك؟ قال: قلت
الهدى، قال، فحدثته بالقصة، قال: ثم لقيت المفضل بن عمر وأبا بصير، قال:
فدخلوا عليه، فسمعوا كلامه وسألوه، قال ثم قطعوا عليه عليه السلام ثم قال: ثم لقينا الناس
أفواجا، قال: فكان كل من دخل عليه قطع عليه الا طائفة مثل عمار وأصحابه، فبقي
عبد الله لا يدخل عليه أحد الا قليل من الناس.
قال: فلما رأي ذلك وسأل عن حال الناس، قال: فأخبر أن هشام بن سالم
صد عنه الناس، قال: فقال هشام: فأقعد لي بالمدينة غير واحد ليضربوني.
503 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد القمي، قال: حدثني
أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن أبي عبد الله محمد بن موسى بن عيسى من
أهل همدان، قال: حدثني أشكيب بن عبدك الكسائي، قال: حدثني عبد الملك
ابن هشام الحناط، قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام أسألك جعلني الله فداك؟
قال: سل يا جبلي عما ذا تسألني؟
فقلت: جعلت فداك زعم هشام بن سالم أن الله عز وجل صورة، وأن آدم
خلق على مثال الرب، ويصف هذا ويصف هذا وأو ميت إلى جانبي وشعر رأسي،
وزعم يونس مولى آل يقطين وهشام بن الحكم: أن الله شئ لا كالأشياء بائنة منه
وهو بائن من الأشياء.
وزعما أن اثبات الشئ ان يقال: جسم فهو جسم لا كالأجسام، شئ لا كالأشياء
567

ثابت موجود غير مفقود ولا معدوم، خارج من الحدين حد الابطال وحد التشبيه،
فبأي القولين أقول؟
قال: فقال عليه السلام: أراد هذا الاثبات، وهذا شبه ربه تعالى بمخلوق، تعالى الله
الذي ليس له شبيه ولا عدل ولامثل ولا نظير ولا هو بصفة المخلوقين، لا تقل بمثل
ما قال هشام بن سالم، وقل بما قال مولى آل يقطين وصاحبه، قال، قلت: فنعطي
الزكاة من خالف هشاما في التوحيد؟ فقال برأسه: لا.
504 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني أحمد
ابن محمد، عن محمد بن عيسى، عن حماد بن عيسى، رفع الحديث قال: كان
أصحابنا يروون ويتحدثون انه كان يكسر خمسين ألف درهم.
568

في السيد بن محمد الحميري
505 - حدثني نصر بن الصباح، قال: حدثنا إسحاق بن محمد البصري،

(1) أساس البلاغة: 543
2) رجال الشيخ: 148
3) الخلاصة: 10
4) رجال ابن داود: 182
5) القاموس: 2 / 14
569

قال: حدثني علي بن إسماعيل، قال: أخبرني فضيل الرسان، قال: دخلت على
أبي عبد الله عليه السلام بعد ما قتل زيد بن علي رحمة الله عليه، فأدخلت بيتا جوف بيت
فقال لي: يا فضيل قتل عمي زيد؟ قلت: نعم جعلت فداك.
قال: رحمه الله أنه كان مؤمنا وكان عارفا وكان عالما وكان صادقا، أما أنه
لو ظفر لوفى، أما أنه لو ملك لعرف كيف يضعها، قلت: يا سيدي ألا أنشدك شعرا!
قال: أمهل، ثم أمر بستور فسدلت وبأبواب ففتحت، ثم قال أنشد، فأنشدته:
لام عمرو باللوى مربع * طامسة أعلامه بلقع
لما وقفت العيس في رسمه * والعين من عرفانه تدمع
ذكرت من قد كنت أهوى به * فبت والقلب شج موجع
عجبت من قوم أتوا أحمدا * بخطة ليس لها مدفع
قالوا له لو شئت أخبرتنا * إلى من الغاية والمفزع
إذا توليت وفارقتنا * ومنهم في الملك من يطمع
فقال لو أخبرتكم مفزعا * ماذا عسيتم فيه أن تصنعوا
صنيع أهل العجل إذ فارقوا * هارون فالترك له أودع
فالناس يوم البعث راياتهم * خمس فمنها هالك أربع
قائدها العجل وفرعونها * وسامري الأمة المفظع
ومخدع من دينه مارق * أخدع عبد لكع أوكع
وراية قائدها وجهه * كأنه الشمس إذا تطلع
قال: فسمعت نحيبا من وراء الستر، فقال: من قال هذا الشعر؟ قلت: السيد
ابن محمد الحميري، فقال: رحمه الله، قلت: اني رأيته يشرب النبيذ، فقال:
رحمه الله، قلت: اني رأيته يشرب نبيذ الرستاق، قال: تعني الخمر؟ قلت: نعم،
قال: رحمه الله وما ذلك على الله أن يغفر لمحب علي.
506 - حدثني أبو سعيد محمد بن رشيد الهروي، قال: حدثني السيد وسماه،
570

وذكر أنه خير، قال: سألته عن الخبر الذي يروي أن السيد أسود وجهه عند
موته؟ فقال ذلك الشعر الذي يروى له في ذلك: ما حدثني أبو الحسين بن أبي أيوب
المروزي قال: روى أن السيد بن محمد الشاعر أسود وجهه عند الموت، فقال:
هكذا يفعل بأوليائكم يا أمير المؤمنين، قال: فأبيض وجهه كأنه القمر ليلة البدر،
فأنشأ يقول:
أحب الذي من مات من أهل وده * تلقاه بالبشرى لدى الموت يضحك
ومن مات يهوي غيره من عدوه * فليس له الا إلى النار مسلك
أبا حسن تفديك نفسي وأسرتي * ومالي وما أصبحت في الأرض أملك
أبا حسن اني بفضلك عارف * واني بحبل من هواك لممسك
وأنت وصي المصطفى وابن عمه * فانا نعادي مبغضيك ونترك
مواليك ناج مؤمن بين الهدى * وقاليك معروف الضلالة مشرك
ولاح لحاني في علي وحزبه * فقلت لحاك الله أنك أعفك

(1) الصحاح: 6 / 2481
2) القاموس: 4 / 385
571

507 - وحدثني نصر بن الصباح، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى،
عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عبد الله بن بكير، عن محمد بن النعمان، قال:
دخلت على السيد بن محمد وهو لما به قد اسود وجهه، وذرفت عيناه وعطش كبده
وهو يؤمئذ يقول بمحمد بن الحنفية وهو من حشمه، وكان ممن يشرب المسكر،
فجئت وكان أبو عبد الله عليه السلام قدم الكوفة، لأنه كان انصرف من عند أبي جعفر
المنصور.
فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت: جعلت فداك اني فارقت السيد بن محمد
الحميري لما به قد اسود وجهه وأذرفت عيناه، وعطش كبده، وسلب الكلام، وانه
كان يشرب المسكر.

(1) الصحاح: 4 / 1600
572

فقال أبو عبد الله عليه السلام: اسرجوا حماري، فاسرج له وركب ومضى، ومضيت
معه حتى دخلنا على السيد، وأن جماعة محدقون به، فقعد أبو عبد الله عليه السلام عند رأسه
وقال: يا سيد! ففتح عينه ينظر إلى أبي عبد الله عليه السلام ولا يمكنه الكلام، وقد اسود
وجهه، فجعل يبكي وعينه إلى أبي عبد الله عليه السلام ولا يمكنه الكلام، وانا لنتبين فيه أنه
يريد الكلام ولا يمكنه.
فرأينا أبا عبد الله عليه السلام حرك شفتيه، فنطق السيد فقال: جعلني الله فداك أبأوليائك
يفعل هذا! فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا سيد قل بالحق يكشف الله ما بك ويرحمك
ويدخلك جنته التي وعد أوليائه، فقال في ذلك:
(تجعفرت بسم الله والله أكبر). فلم يبرح أبو عبد الله عليه السلام حتى قعد السيد
على استه.
وروى أن أبا عبد الله عليه السلام لقى السيد بن محمد الحميري، فقال: سمتك أمك
573

سيدا ووفقت في ذلك وأنت سيد الشعراء، ثم أنشد السيد في ذلك:
ولقد عجبت لقائل لي مرة * علامة فهم من الفقهاء
سماك قومك سيدا صدقوا به * أنت الموفق سيد الشعراء
ما أنت حين تخص آل محمد * بالمدح منك وشاعر بسواء
مدح الملوك ذوو الغنا لعطائهم * والمدح منك لهم لغير عطاء
أبشر فإنك فائز في حبهم * لو قد وردت عليهم بجزاء
ما تعدل الدنيا جميعا كلها * من حوض أحمد شربة من ماء
في جعفر بن عفان الطائي
508 - حدثني نصر بن الصباح، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى،
عن يحيى بن عمران، قال: حدثنا محمد بن سنان، عن زيد الشحام، قال: كنا عند
أبي عبد الله عليه السلام ونحن جماعة من الكوفيين، فدخل جعفر بن عفان على أبي عبد الله
عليه السلام فقربه وأدناه ثم قال: يا جعفر، قال: لبيك جعلني الله فداك، قال: بلغني أنك
تقول الشعر في الحسين عليه السلام وتجيد، فقال له: نعم، جعلني الله فداك، فقال: قل
فأنشده عليه السلام ومن حوله حتى صارت له الدموع على وجهه ولحيته.

(1) وفى المطبوع من الرجال ذوي
574

ثم قال: يا جعفر والله لقد شهدك ملائكة الله المقربون هيهنا يسمعون قولك في
الحسين عليه السلام وقد بكوا كما بكينا أو أكثر، ولقد أوجب الله تعالى لك يا جعفر في
ساعته الجنة بأسرها وغفر الله لك، فقال: يا جعفر ألا أزيدك! قال: نعم يا سيدي،
قال: ما من أحد قال في الحسين شعرا فبكي وأبكي به ألا أوجب الله له الجنة وغفر له.
ما روى في محمد بن أبي زينب اسمه مقلاص بن الخطاب البراد الأخدع
الأسدي ويكنى أبا إسماعيل ويكنى أيضا أبا الخطاب وأبا الظبيات
409 - حمدويه وإبراهيم أبنا نصير، قالا: حدثنا الحسين بن موسى، عن
إبراهيم بن عبد الحميد، عن عيسى بن أبي منصور، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام

(1) رجال الشيخ: 302
575

وذكر أبا الخطاب فقال: اللهم العن أبا الخطاب فإنه خوفني قائما وقاعدا وعلى
فراشي، اللهم أذقه حر الحديد.
510 - وبهذا الاسناد عن إبراهيم، عن أبي أسامة، قال: قال، رجل لأبي
عبد الله عليه السلام: أؤخر المغرب حتى تستبين النجوم؟ قال، فقال: خطابية، ان جبريل
أنزلها على رسول الله صلى الله عليه وآله حين سقط القرص.

(1) الخلاصة: 250
2) كما في المطبوع من الرجال.
3) وفى المطبوع من الرجال بجامعة مشهد: أبا الخطاب.
576

511 - أبو علي خلف بن حامد، قال: حدثني أبو محمد الحسن بن طلحة،
عن ابن فضال، عن يونس بن يعقوب، عن بريد العجلي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال
أنزل الله في القرآن سبعة بأسمائهم فمحت قريش ستة وتركوا أبا لهب.
وسألت عن قول الله عز وجل " هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على
كل أفاك أثيم " (1) قال: هم سبعة: المغيرة بن سعيد، وبيان، وصائد النهدي، والحارث
الشامي، وعبد الله بن الحارث، وحمزة بن عمارة البربري، وأبو الخطاب.
512 - حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن،
عن بشير الدهان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كتب أبو عبد الله عليه السلام إلى أبي الخطاب
بلغني أنك تزعم أن الزنا رجل، وان الخمر رجل، وان الصلاة رجل، وأن الصيام
رجل وان الفواحش رجل، وليس هو كما تقول انا أصل الحق وفروع الحق طاعة الله

(1) سورة الشعراء: 222
577

وعدونا أصل الشر وفروعهم الفواحش، وكيف يطاع من لا يعرف، وكيف
يعرف من لا يطاع.
513 - طاهر بن عيسى، قال: حدثني جعفر بن أحمد، قال: حدثني الشجاعي
عن الحمادي، رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام انه قيل له: روي عنكم ان الخمر والميسر
والأنصاب والأزلام رجال؟ فقال: ما كان الله عز وجل ليخاطب خلقه بما لا يعلمون.
514 - طاهر، قال: حدثني جعفر، قال: حدثنا الشجاعي، عن الحمادي
رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام سأل عن التناسخ؟ قال: فمن نسخ الأول.
578

515 - أحمد بن علي القمي السلولي، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى
عن صفوان، عن عنبسة بن مصعب، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: أي شئ سمعت
من أبي الخطاب؟ قال: سمعته يقول: انك وضعت على صدره وقلت له عه ولا تنس!
وانك تعلم الغيب، وانك قلت له: هو عيبة علمنا، وموضع سرنا، امين على
أحيائنا وأمواتنا.
579

قال: لا والله ما مس شئ من جسدي جسده الا يده، وأما قوله اني قلت اعلم
الغيب: فوالله الذي لا اله الا هو ما أعلم الغيب، ولا آجرني الله في أمواتي، ولا
بارك لي في احيائي ان كنت قلت له، قال: وقدامه جويرية سوداء تدرج.

(1) سورة الحاقة: 12
2) سورة القصص: 27
3) سورة النساء: 25
4) أساس البلاغة: 12
5) مفردات الراغب: 11
6) أساس البلاغة: 185
580

قال: لقد كان مني إلى أم هذه، أو إلى هذه كخطة القلم فأتتني هذه، فلو
كنت أعلم الغيب ما كانت تأتيني.
ولقد قاسمت مع عبد الله بن الحسن حائطا بيني وبينه، فأصابه السهل والشرب
وأصابني الجبل، فلو كنت أعلم الغيب لأصابني السهل والشرب وأصابه الجبل.
وأما قوله أني قلت له هو عيبة علمنا، وموضع سرنا، أمين على أحيائنا
وأمواتنا: فلا آجرني الله في أمواتي ولا بارك لي في احيائي ان كنت قلت له شيئا
من هذا، قط.
516 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد بن يزيد، قال: حدثني
أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي نصر، عن علي بن عقبة، عن أبيه، قال
دخلت على أبي عبد الله عليه السلام قال: فسلمت وجلست، فقال لي: كان في مجلسك
هذا أبو الخطاب، ومعه سبعون، رجلا كلهم إليه ينالهم منهم شئ رحمتهم، فقلت لهم:
ألا أخبركم بفضائل المسلم، فلا احسب أصغرهم الا قال: بلى جعلت فداك.
قلت: من فضائل المسلم أن يقال: فلان قاري لكتاب الله عز وجل، وفلان
ذو حظ من ورع، وفلان يجتهد في عبادته لربه، فهذه فضائل المسلم، مالكم

(1) وفى المطبوع من الرجال: يتألم
581

وللرياسات؟ انما المسلمون رأس واحد، إياكم والرجال فان الرجال للرجال مهلكة.
فاني سمعت أبي يقول: إن شيطانا يقال له المذهب يأتي في كل صورة، الا
أنه لا يأتي في صورة نبي ولا وصي نبي، ولا أحسبه الا وقد تراءى لصاحبكم فاحذروه،
فبلغني انهم قتلوا معه فأبعدهم الله وأسحقهم أنه لا يهلك على الله الا هالك.
517 - حمدويه ومحمد، قالا: حدثنا الحميدي وهو محمد بن عبد الحميد
العطار الكوفي، عن يونس بن يعقوب، عن عبد الله بن بكير الرجاني، قال: ذكرت
أبا الخطاب ومقتله عند أبي عبد الله عليه السلام، قال، فرققت عند ذلك فبكيت، فقال:
أتأسي عليهم؟
فقلت: لا وقد سمعتك تذكر أن عليا عليه السلام قتل أصحاب النهر فأصبح أصحاب
علي عليه السلام يبكون عليهم، فقال علي عليه السلام لهم: أتأسون عليهم؟ قالوا: لا الا انا ذكرنا
الألفة التي كنا عليها والبلية التي أوقعتهم، فلذلك رفقنا عليهم، قال: لا بأس.
518 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، عن معمر بن خلاد،
قال، قال أبو الحسن عليه السلام: ان أبا الخطاب أفسد أهل الكوفة فصاروا لا يصلون المغرب
حتى يغيب الشفق، ولم يكن ذلك انما ذاك للمسافر وصاحب العلة.

(1) كما في المطبوع من الرجال بالنجف الأشرف
582

وقال: ان رجلا سأل أبا الحسن عليه السلام فقال: كيف قال أبو عبد الله عليه السلام في أبي
الخطاب ما قال ثم جاءت البراءة منه؟ فقال له: أكان لأبي عبد الله عليه السلام أن يستعمل
وليس له أن يعزل.
519 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني حمدان بن أحمد، قال
حدثني معاوية بن حكيم.
وحدثني محمد بن الحسن البراثي، وعثمان بن حامد، قالا: حدثنا محمد
ابن يزداد، قال: حدثنا معاوية بن حكيم، عن أبيه، عن جده، قال بلغني عن أبي
الخطاب أشياء، فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام فدخل أبو الخطاب وأنا عنده، أو
دخلت وهو عنده، فلما أن بقيت أنا وهو في المجلس: قلت لأبي عبد الله عليه السلام ان أبا
الخطاب روى عنك كذا وكذا، قال: كذب.
قال: فأقبلت أروي ما روي شيئا شيئا مما سمعناه وأنكرناه الا سألت عنه، فجعل
يقول: كذب، وزحف أبو الخطاب حتى ضرب بيده إلى لحية أبي عبد الله عليه السلام فضربت
يده وقلت خذ يدك عن لحيته، فقال أبو الخطاب: يا أبا القاسم لا تقوم؟ قال أبو عبد الله
عليه السلام له حاجة، حتى قال ثلاث مرات كل ذلك يقول أبو عبد الله عليه السلام له حاجة، فخرج.
فقال أبو عبد الله عليه السلام انما أراد أن يقول لك يخبرني ويكتمك فأبلغ أصحابي
كذا وأبلغهم كذا وكذا، قال: قلت اني أحفظ هذا فأقول ما حفظت وما لم أحفظ
قلت أحسن ما يحضرني، قال: نعم فان المصلح ليس بكذاب.
قال أبو عمرو الكشي: هذا غلط ووهم في الحديث إن شاء الله، لقد أتى معاوية
بشئ منكر لا تقبله العقول، وذلك أن مثل أبي الخطاب لا يحدث نفسه بضرب يده
إلى لحية أقل عبد لأبي عبد الله عليه السلام فكيف هو صلى الله عليه.
520 - حمدويه، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن العباس القصباني ابن
عامر الكوفي، عن المفضل، قال: سمعت أبا عبد الله يقول: اتق السفلة، واحذر
السفلة، فاني نهيت أبا الخطاب فلم يقبل مني.
583

521 - حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن النضر بن سويد، عن
يحيى الحلبي، عن أبيه عمران بن علي، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لعن الله
أبا الخطاب، ولعن من قتل معه، ولعن من بقي منهم، ولعن الله من دخل قلبه رحمة لهم.
522 - محمد بن مسعود، قال: حدثني جبريل بن أحمد، قال: حدثني
محمد بن عيسى بن عبيد، قال: حدثني يونس بن عبد الرحمن، عن رجل، قال،
قال أبو عبد الله عليه السلام: كان أبو الخطاب أحمق فكنت أحدثه فكان لا يحفظ، وكان يزيد
من عنده.
523 - حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن،
عن ابن مسكان، عن عيسى شلقان، قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام وهو يومئذ غلام
قبل أوان بلوغه: جعلت فداك ما هذا الذي يسمع من أبيك أنه أمرنا بولاية أبي
الخطاب ثم أمرنا بالبراءة منه؟
قال، فقال أبو الحسن عليه السلام من تلقاء نفسه: ان الله خلق الأنبياء على النبوة
فلا يكونون الا أنبياء، وخلق المؤمنين على الايمان فلا يكونون الا مؤمنين، واستودع
قوما ايمانا، فان شاء أتمه لهم، وان شاء سلبهم إياه، وان أبا الخطاب كان ممن أعاره
الله الايمان: فلما كذب على أبي سلبه الله الايمان.
قال: فعرضت هذا الكلام على أبي عبد الله عليه السلام، قال، فقال: لو سألتنا عن ذلك
ما كان ليكون عندنا غير ما قال.
524 - حمدويه، قال: حدثنا أيوب بن نوح، عن حنان بن سدير، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: كنت جالسا عند أبي عبد الله عليه السلام وميسر عنده، ونحن في سنة
ثمان وثلاثين ومائة، فقال ميسر بياع الزطي: جعلت فداك عجبت لقوم كانوا يأتون
584

معنا إلى هذا الموضع، فانقطعت آثارهم وفنيت آجالهم، قال: ومن هم؟ قلت:
أبو الخطاب وأصحابه.
وكان متكئا فجلس فرفع أصبعه إلى السماء ثم قال: على أبي الخطاب لعنة
الله والملائكة والناس أجمعين، فأشهد بالله أنه كافر فاسق مشرك، وأنه يحشر مع

(1) الصحاح: 3 / 1129
2 - 3) القاموس: 2 / 362
585

فرعون في أشد العذاب غدوا وعشيا، ثم قال: أما والله اني لا نفس على أجساد
أصليت معه النار.
525 - حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا العبيدي، عن ابن أبي عمير، عن
المفضل بن مزيد، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: وذكر أصحاب أبي الخطاب والغلاة،
فقال لي: يا مفضل لا تقاعدوهم ولا تواكلوهم ولا تشاربوهم ولا تصافحوهم ولا
تؤاثروهم.

(1) وفى المطبوع من الرجال: أصيبت.
2) القاموس: 2 / 255 ونهاية ابن الأثير: 5 / 94.
3) كما في المطبوع من الرجال.
586

526 - وقالا: حدثنا العبيدي، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم،
عن أبي عبد الله وذكر الغلاة، فقال: ان فيهم من يكذب حتى أن الشيطان ليحتاج
إلى كذبه.
527 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني أحمد
ابن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن مرازم قال،
قال أبو عبد الله عليه السلام للغالية: توبوا إلى الله فإنكم فساق كفار مشركون.
528 - حمدويه، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن
إبراهيم الكرخي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن ممن ينتحل هذا الامر لمن هو شر
من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا.
529 - حمدويه، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن جعفر
ابن عثمان، عن أبي بصير، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا أبا محمد أبرأ ممن يزعم
انا أرباب قلت: برئ الله منه، قال: أبرء ممن يزعم انا أنبياء قلت: برئ الله منه.
530 - حمدويه، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن ابن
المغيرة، قال: كنت عند أبي الحسن عليه السلام أنا ويحيى بن عبد الله بن الحسن عليه السلام فقال
يحيى: جعلت فداك انهم يزعمون انك تعلم الغيب؟ فقال: سبحان الله سبحان الله
ضع يدك على رأسي، فوالله ما بقيت في جسدي شعرة ولا في رأسي الا قامت.
قال، ثم قال: لا والله ما هي الا وراثة عن رسول الله صلى الله عليه وآله.
531 - حمدويه، قال: حدثنا يعقوب، عن ابن أبي عمير، عن عبد الصمد
587

ابن بشير، عن مصادف، قال لما أتى القوم الذين أتوا بالكوفة: دخلت على أبي
عبد الله عليه السلام فأخبرته بذلك، فخر ساجدا وألزق جؤجؤه بالأرض وبكى، وأقبل يلوذ
بأصبعه ويقول: بل عبد الله قن داخر مرارا كثيرة، ثم رفع رأسه ودموعه تسيل على
لحيته، فندمت على أخباري إياه.
فقلت: جعلت فداك وما عليك أنت من ذا؟ فقال: يا مصادف ان عيسى لو
سكت عما قالت النصارى فيه لكان حقا على الله أن يصم سمعه ويعمى بصره، ولو
سكت عما قال في أبو الخطاب لكان حقا على الله أن يصم سمعي ويعمي بصري.
532 - حمدويه، قال: حدثنا يعقوب، عن ابن أبي عمير، عن شعيب، عن
أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: انهم يقولون، قال: وما يقولون؟ قلت:
يقولون تعلم قطر المطر وعدد النجوم وورق الشجر ووزن ما في البحر وعدد التراب،
فرفع يده إلى السماء، وقال: سبحان الله سبحان الله لا والله ما يعلم هذا الا الله!!

(1) كما في الرجال المطبوع بجامعة مشهد والنجف والأشرف.
588

533 - حمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن،
عن يحيى الحلبي، عن المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لو
قام قائمنا بدأ بكذابي الشيعة فقتلهم.
534 - حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير،
عن محمد بن أبي حمزة، قال أبو جعفر محمد بن عيسى: ولقد لقيت محمدا رفعه
إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: السلام عليك يا ربي!
فقال: مالك لعنك الله، ربي وربك الله، أما والله لكنت ما علمت لجبانا في الحرب
لئيما في السلم.
535 - خالد بن حماد، قال: حدثني الحسن بن طلحة، رفعه عن محمد بن
إسماعيل، عن علي بن يزيد الشامي، قال. قال أبو الحسن عليه السلام: قال أبو عبد الله عليه السلام
ما أنزل الله سبحانه آية في المنافقين الا وهي فيمن ينتحل التشيع.
536 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني
محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن الحسين بن مياح، عن عيسى، قال،
قال أبو عبد الله عليه السلام: إياك ومخالطة السفلة فان السفلة لا يؤل إلى خير.
537 - وجدت بخط جبريل بن أحمد: حدثني محمد بن عيسى، عن علي
ابن الحكم، عن حماد بن عثمان، عن زرارة، قال قال أبو عبد الله عليه السلام: أخبرني
عن حمزة أيزعم ان أبي آتيه؟ قلت: نعم.
قال: كذب والله ما يأتيه الا المتكون، ان إبليس سلط شيطانا يقال له المتكون
يأتي الناس في أي صورة شاء، ان شاء في صورة صغيرة، وان شاء في صورة كبيرة
ولا والله ما يستطيع أن يجئ في صورة أبي عليه السلام.
538 - محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد بن خالد، عن علي
ابن حسان عن بعض أصحابنا رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: ذكر عنده جعفر بن
واقد ونفر من أصحاب أبي الخطاب، فقيل: انه صار إلى نمرود، وقال فيهم: وهو
الذي في السماء اله وفي الأرض اله، قال، هو الامام.
589

فقال أبو عبد الله عليه السلام لا والله لا يأويني وإياه سقف بيت أبدا، هم شر من
اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا، والله ما صغر عظمة الله تصغيرهم شئ
قط، ان عزيرا جال في صدره ما قالت فيه اليهود فمحى الله اسمه من النبوة.
والله لو أن عيسى أقر بما قالت النصارى لا ورثه الله صمما إلى يوم القيامة،
والله لو أقررت بما يقول في أهل الكوفة لاخذتني الأرض، وما أنا الا عبد مملوك
لا أقدر على شئ ضر ولا نفع.
539 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني محمد
ابن أحمد بن يحيى، عن محمد بن عيسى، عن زكريا، عن ابن مسكان، عن قاسم
الصيرفي، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قوم يزعمون أني لهم امام، والله
ما أنا لهم بامام، مالهم لعنهم الله، كلما سترت سترا هتكوه، هتك الله ستورهم،
أقول كذا، يقولون انما يعني كذا، انما أنا أمام من أطاعني.
540 - محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد بن خالد، قال:
حدثني الحسن الوشاء، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قال انا
أنبياء فعليه لعنة الله، ومن شك في ذلك فعليه لعنة الله.
541 - قال: حدثني الحسين بن الحسن بن بندار، ومحمد بن قولويه القميان،
قالا: حدثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن محمد
ابن أبي عمير، عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول لعن
الله بنان البيان، وان بنانا لعنه الله كان يكذب على أبي، أشهد أن أبي علي بن الحسين
كان عبدا صالحا.
542 - سعد، قال: حدثنا محمد بن الحسين، والحسن بن موسى، قال:
حدثنا صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان، عمن حدثه من أصحابنا، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: سمعته يقول: لعن الله المغيرة بن سعيد، انه كان يكذب على أبي فأذاقه الله
حر الحديد، لعن الله من قال فينا مالا نقوله في أنفسنا، ولعن الله من أزالنا عن العبودية
590

لله الذي خلقنا واليه مآبنا ومعادنا وبيده نواصينا.
543 - سعد، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، وأحمد بن الحسن بن
فضال، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، ويعقوب بن يزيد، عن الحسن بن
علي بن فضال، عن داود بن أبي يزيد العطار، عمن حدثه من أصحابنا، عن أبي
عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل " هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل
أفاك أثيم " (1).
قال: هم سبعة: المغيرة بن سعيد، وبنان، وصائد، وحمزة بن عمارة
الزبيدي، والحارث الشامي، وعبد الله بن عمرو بن الحارث، وأبو الخطاب.
544 - سعد، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي يحيى سهل
ابن زياد الواسطي، ومحمد بن عيسى بن عبيد، عن أخيه جعفر وأبي يحيى الواسطي،
قال، قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: كان بنان يكذب على علي بن الحسين عليه السلام فأذاقه
الله حر الحديد.
وكان المغيرة بن سعيد يكذب على أبي جعفر عليه السلام فأذاقه الله حر الحديد،
وكان محمد بن بشير يكذب على أبي الحسن موسى عليه السلام فأذاقه الله حر الحديد،
وكان أبو الخطاب يكذب على أبي عبد الله عليه السلام فأذاقه الله حر الحديد، والذي يكذب
علي محمد بن فرات.
قال أبو يحيى: وكان محمد بن فرات من الكتاب، فقتله إبراهيم بن شكله.
545 - سعد، قال: حدثني الأشعري عبد الله بن علي بن عامر، بأسناد له
عن أبي عبد الله عليه السلام قال، قال: تراءى والله إبليس لأبي الخطاب على سور المدينة
أو المسجد، فكأني أنظر إليه وهو يقول له أيها تطفر الان أيها تطفر الان.

(1) سورة الشعراء: 222
591

546 - سعد، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، ويعقوب بن يزيد، والحسين
ابن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن حفص بن عمرو
النخعي، قال، كنت جالسا عند أبي عبد الله عليه السلام فقال له رجل: جعلت فداك ان
أبا منصور حدثني أنه رفع إلى ربه وتمسح على رأسه وقال له بالفارسية " ياپسر ".
فقال له أبو عبد الله عليه السلام: حدثني: أبي عن جدي أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن
إبليس اتخذ عرشا فيما بين السماء والأرض، واتخذ زبانية كعدد الملائكة فإذا
دعا رجلا فأجابه ووطئ عقبه وتخطت إليه الاقدام، تراءى له إبليس ورفع إليه،
وان أبا منصور كان رسول إبليس، لعن الله أبا منصور، لعن الله أبا منصور ثلاثا.
547 - سعد، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن
سعيد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن بنانا
والسري وبزيعا لعنهم الله تراءى لهم الشيطان في أحسن ما يكون صورة آدمي من
قرنه إلى سرته.
قال، فقلت ان بنانا يتأول هذه الآية " وهو الذي في السماء اله وفي الأرض
اله " (1) ان الذي في الأرض غير اله السماء، واله السماء غير اله الأرض، وان اله
السماء أعظم من اله الأرض، وان أهل الأرض يعرفون فضل اله السماء ويعظمونه
فقال: والله ما هو الا الله وحده لا شريك له اله من في السماوات واله من في الأرضين،
كذب بنان عليه لعنة الله، لقد صغر الله عز وجل وصغر عظمته.

(1) سورة الزخرف: 84
592

548 - سعد، قال: حدثني أحمد بن محمد، عن أبيه والحسين بن سعيد،
عن ابن أبي عمير.
وحدثني محمد بن عيسى، عن يونس ومحمد بن أبي عمير، عن محمد بن
عمر بن أذينة، عن بريد بن معاوية العجلي، قال: كان حمزة بن عمارة الزبيدي لعنه
الله يقول لأصحابه: ان أبا جعفر عليه السلام يأتيني في كل ليلة، ولا يزال انسان يزعم أنه
قد أراه إياه، فقدر لي أني لقيت أبا جعفر عليه السلام فحدثته بما يقول حمزة، فقال: كذب
عليه لعنة الله ما يقدر الشيطان أن يتمثل في صورة نبي ولا وصي نبي.
549 - سعد بن عبد الله، قال: حدثني محمد بن خالد الطيالسي، عن عبد
الرحمن بن أبي نجران، عن ابن سنان، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: انا أهل بيت
صادقون، لا نخلو من كذاب يكذب علينا، فيسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس،
كان رسول الله صلى الله عليه وآله أصدق البرية لهجة، وكان مسيلمة يكذب عليه.
وكان أمير المؤمنين عليه السلام أصدق من برأ الله من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، وكان الذي
يكذب عليه ويعمل في تكذيب صدقه بما يفتري عليه من الكذب عبد الله بن سبا لعنه
الله، وكان أبو عبد الله الحسين بن علي عليه السلام قد ابتلي بالمختار.
ثم ذكر أبو عبد الله: الحارث الشامي وبنان، فقال، كانا يكذبان على علي
ابن الحسين عليهما السلام.
ثم ذكر المغيرة بن سعيد، وبزيعا، والسري، وأبا الخطاب، ومعمرا، وبشارا
الأشعري، وحمزة الزبيدي، وصائد النهدي، فقال: لعنهم الله انا لا نخلو من
كذاب يكذب علينا أو عاجز الرأي، كفانا الله مؤنة كل كذاب وأذاقهم الله حر الحديد.
550 - سعد، قال: حدثني العبيدي، عن يونس، عن العباس بن عامر
القصباني.
وحدثني أيوب بن نوح، والحسن بن موسى الخشاب، والحسن بن عبد الله
ابن المغيرة، عن العباس بن عامر، عن حماد بن أبي طلحة، عن ابن أبي يعفور
593

قال، دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال: ما فعل بزيع؟ فقلت له: قتل، فقال: الحمد
لله، أما أنه ليس لهؤلاء المغيرية شئ خيرا من القتل لانهم لا يتوبون أبدا.
551 - محمد بن مسعود، قال: حدثني الحسين بن أشكيب، قال: حدثني
محمد بن أورمه، عن محمد بن خالد البرقي، عن أبي طالب القمي، عن حنان بن
سدير، عن أبيه، قال، قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ان قوما يزعمون أنكم آلهة يتلون
علينا بذلك قرآنا يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا اني بما تعملون
عليم.
قال: يا سدير سمعي وبصري وشعري وبشري ولحمي ودمي من هؤلاء براء
برء الله منهم ورسوله، ما هؤلاء على ديني ودين آبائي، والله لا يجمعني واياهم يوم
القيامة الا وهو عليهم ساخط.
قال، قلت: فما أنتم جعلت فداك؟ قال: خزان علم الله وتراجمة وحي الله
ونحن قوم معصومون أمر الله بطاعتنا ونهى عن معصيتنا، نحن الحجة البالغة على
من دون السماء وفوق الأرض.
قال الحسين بن أشكيب: وسمعت من أبي طالب عن سدير إن شاء الله.
552 - إبراهيم بن علي الكوفي، قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق الموصلي
عن يونس بن عبد الرحمن، عن العلاء بن رزين، عن المفضل بن عمر، قال: سمعت
أبا عبد الله عليه السلام يقول: إياك والسفلة، انما شيعة جعفر من عف بطنه وفرجه واشتد
جهاده وعمل لخالقه ورجا ثوابه وخاف عقابه.
553 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد القمي، قال: حدثني
محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن موسى بن سلام، عن
حبيب الخثعمي، عن ابن أبي يعفور، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فأستأذن عليه
594

رجل حسن الهيئة، فقال: اتق السفلة، فما تقارت في الأرض حتى خرجت، فسألت
عنه فوجدته غاليا.
554 - علي بن محمد القتيبي، قال: حدثنا الفضل بن شاذان، عن أبيه، عن
محمد بن سنان، عن هارون بن خارجة قال: كنت أنا ومراد أخي عند أبي عبد الله
عليه السلام فقال له مراد: جعلت فداك خف المسجد قال: ومم ذلك؟ قال: بهؤلاء الذين

(1) القاموس: 2 / 112 و 123
595

قتلوا يعني أصحاب أبي الخطاب، قال: فأكب على الأرض مليا ثم رفع رأسه فقال
كلا زعم القوم انهم لا يصلون.
555 - إبراهيم بن محمد بن العباس، قال: حدثني أحمد بن إدريس القمي
عن حمدان بن سليمان، عن محمد بن الحسين، عن ابن فضال، عن أبي المغرا،
عن عنبسة، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: لقد أمسينا وما أحد أعدى لنا ممن ينتحل
مودتنا.
556 - محمد بن الحسن البراثي، وعثمان بن حامد، قالا: حدثنا محمد بن
يزداد، عن محمد بن الحسين عن موسى بن يسار، عن عبد الله بن شريك، عن أبيه،
قال، بينا علي عليه السلام عند امرأة من عنزة وهي أم عمر وإذ أتاه قنبر، فقال: ان عشرة
نفر بالباب يزعمون أنك ربهم، قال: ادخلهم، قال: فدخلوا عليه.
فقال: ما تقولون؟ فقالوا: انك ربنا، وأنت الذي خلقتنا، وأنت الذي ترزقنا
فقال لهم: ويلكم لا تفعلوا انما انا مخلوق مثلكم، فأبوا أن يقلعوا، فقال لهم: ويلكم
ربي وربكم الله ويلكم توبوا وارجعوا، فقالوا: لا نرجع عن مقالتنا أنت ربنا
ترزقنا وأنت خلقتنا.
فقال يا قنبر آتني بالفعلة، فخرج قنبر فأتاه بعشر رجال مع الزبل والمرور،
فأمرهم أن يحفروا لهم في الأرض، فلما حفروا خدا أمرنا بالحطب والنار فطرح فيه
حتى صار نارا تتوقد قال لهم: ويلكم توبوا وارجعوا! فأبوا وقالوا: لا نرجع،
فقذف علي عليه السلام بعضهم ثم قذف بقيتهم في النار، ثم قال علي عليه السلام.
اني إذا أبصرت شيئا منكرا * أو قدت ناري ودعوت قنبرا
في معاوية بن عمار وذكر عمره
557 - قال أبو عمرو الكشي: هو مولى بني دهن وهم حي من بجيلة، وكان
يبيع السابري، وعاش مائة وخمسا وسبعين سنة.
596

في أبى البختري وهب بن وهب
558 - ذكر أبو الحسن علي بن قتيبة بن محمد بن قتيبة، عن علي بن
سلمة الكوفي: أبو البختري اسمه وهب بن وهب بن كثير بن زمعة بن الأسود
صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله.
وقال علي أيضا: قال أبو محمد الفضل بن شاذان: كان أبو البختري من
أكذب البرية.
559 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن بن علي بن فضال،
قال: حدثنا محمد بن الوليد البجلي، قال: حدثنا العباس بن هلال، عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام قال العباس، سمعت رجلا يخبر ان أبا البختري كان يحدث: ان النار
تستأمر في قرشي سبع مرات، قال، فقال له أبو الحسن، قد قال الله عز وجل:
" عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون " (1).
قال العباس، وذكر رجل لأبي الحسن عليه السلام ان أبا البختري وحديثه عن جعفر
وكان الرجل يكذبه، فقال له أبو الحسن عليه السلام: لقد كذب على الله وملائكته ورسله.
ثم ذكر أبو الحسن عن أبيه انه خرج مع أبي عبد الله جعفر جده عليه السلام إلى

(1) سورة التحريم: 6
2) رجال النجاشي: 336
597

نخله، حتى إذا كان ببعض الطريق لقيته أم أبي البختري، فوقف وعدل بوجه دابته
فأرسلت إليه بالسلام فرد عليها السلام، فلما انصرف أبوه وجده إلى المدينة، أتى
قوم جعفرا فذكروا له خطبته أم أبي البختري؟ فقال لهم: لم أفعل.
ما روى في مسمع بن مالك كردين أبى سيار
560 - قال محمد بن مسعود: سألت أبا الحسن علي بن الحسن بن فضال
عن مسمع كردين؟ فقال: هو ابن مالك من أهل البصرة، وكان ثقة.
ما روى في أبى موسى البناء
561 - حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، عن ابن
أبي عمير عن هشام بن الحكم، قال، دخل أبو موسى البناء على أبي عبد الله عليه السلام
مع نفر من أصحابه، فقال لهم أبو عبد الله عليه السلام: احتفظوا بهذا الشيخ! قال، فذهب
على وجهه في طريق مكة، فذهب من قرح فلم ير بعد ذلك.

(1) رجال النجاشي: 336
2) الخلاصة: 262
3) رجال ابن داود: 523
598

ما روى في عبد الرحمن بن أبي عبد الله
562 - قال أبو عمرو: سألت محمد بن مسعود، عن عبد الرحمن بن أبي
عبد الله؟ فذكر عن علي بن الحسن بن فضال، أنه عبد الرحمن بن ميمون الذي في
الحديث وأبو عبد الله رجل من أهل البصرة اسمه ميمون، وعبد الرحمن هو ختن
فضيل بن يسار.
ما روى في بشر بن طرخان النخاس
563 - حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا
الحسن الوشاء، عن بشر بن طرخان، قال، لما قدم أبو عبد الله عليه السلام الحيرة أتيته،
فسألني عن صناعتي؟ فقلت: نخاس، فقال: نخاس الدواب؟ فقلت: نعم، وكنت
رث الحال، فقال: أطلب لي بغلة فضحاء بيضاء الأعفاج بيضاء البطن فقلت: ما
رأيت هذه الصفة قط، فقال: بلى.
فخرجت من عنده فلقيت غلاما تحته بغلة بهذه الصفة، فسألته عنها؟ فدلني
على مولاه، فأتيته فلم أبرح حتى اشتريتها، ثم أتيت أبا عبد الله عليه السلام بها، فقال: نعم
هذه الصفة طلبت.
ثم دعا لي فقال: أنمى الله ولدك وكثر مالك! فرزقت من ذلك ببركة دعائه
ونشبت من الأولاد ما قصرت عنه الأمنية.

(1) نهاية ابن الأثير: 4 / 36
2) كما في المطبوع من رجال الكشي.
599

ما روى في داود بن زربي
وكان أخص الناس بالرشيد.
564 - حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا محمد بن إسماعيل الرازي، قال:
حدثني أحمد بن سليمان، قال: حدثني داود الرقي، قال: دخلت على أبي عبد الله
عليه السلام فقلت له: جعلت فداك كم عدة الطهارة؟ فقال: ما أوجبه الله فواحدة، وأضاف
إليها رسول الله صلى الله عليه وآله واحدة لضعف الناس، ومن توضأ ثلاثا ثلاثا فلا صلاة له.
أنا معه في ذا حتى جاء داود بن زربي، فاخذ زوايه من البيت فسأله عما سألته
في عدة الطهارة؟ فقال له: ثلاثا ثلاثا من نقص عنه فلا صلاة له.
قال فارتعدت فرائصي وكاد أن يدخلني الشيطان، فأبصر أبو عبد الله عليه السلام إلي
وقد تغير لوني، فقال: أسكن يا داود هذا هو الكفر أو ضرب الأعناق، قال، فخرجنا
من عنده.
وكان بيت ابن زربي إلى جوار بستان أبي جعفر المنصور، وكان قد القي
إلى أبي جعفر أمر داود بن زربي، وأنه رافضي يختلف إلى جعفر بن محمد.
فقال أبو جعفر: اني مطلع على طهارته فان هو توضأ وضوء جعفر بن محمد
فاني لا عرف طهارته، حققت عليه القول وقتلته، فاطلع وداود يتهيأ للصلاة من حيث
لا يراه، فاسبغ داود بن زربي الوضوء ثلاثا ثلاثا كما أمره أبو عبد الله عليه السلام، فما تم
وضوئه حتى بعث إليه أبو جعفر فدعاه.
قال، فقال داود: فلما ان دخلت عليه رحب بي، وقال: يا داود قيل فيك شئ
باطل وما أنت كذلك، قال: قد اطلعت على طهارتك، وليست طهارتك طهارة
الرافضة فاجعلني في حل، فأمر له بمائة ألف درهم.
قال، فقال داود الرقي: التقيت انا وداود بن زربي عند أبي عبد الله عليه السلام،
فقال له داود بن زربي: جعلني الله فداك حقنت دمائنا في دار الدنيا، ونرجو أن ندخل
600

بيمنك وبركتك الجنة، فقال أبو عبد الله عليه السلام فعل الله ذلك بك وباخوانك من جميع
المؤمنين.
فقال أبو عبد الله عليه السلام لداود بن زربي: حدث داود الرقي بما مر عليكم حتى
تسكن روعته، قال، فحدثه بالامر كله، قال، فقال أبو عبد الله عليه السلام: لهذا أفتيته لأنه
كان أشرف على القتل من يد هذا العدو.
ثم قال: يا داود بن زربي توضأ مثنى مثنى ولا تزيدن عليه، وانك ان زدت
عليه فلا صلاة لك.
565 - حمدويه، قال: حدثنا الحسن بن موسى، قال: حدثني أحمد بن
محمد، عن بعض أصحابه، عن علي بن عقبة، أو غيره، عن الضحاك بن الأشعث
قال: أخبرني داود بن زربي، قال، حملت إلى أبي الحسن موسى عليه السلام مالا، فأخذ
بعضه وترك بعضه، فقلت: لم لا تأخذ الباقي؟ قال إن صاحب هذا الامر يطلبه
منك، فلما مضى: بعث إلي أبو الحسن الرضا عليه السلام فأخذه مني.
ما روى في ضريس بن عبد الملك بن أعين الشيباني
566 - حمدويه، قال، سمعت أشياخي يقولون: ضريس انما سمي الكناسي
لان تجارته بالكناسة، وكانت تحته بنت حمران، وهو خير فاضل ثقة.
في علي بن حزور الكناسي
567 - قال محمد بن مسعود: سألت علي بن الحسن بن فضال، عن علي
ابن حزور قال: كان يقول بمحمد بن الحنفية الا أنه كان من رواة الناس.
ما روى في حيان السراج واحتجاج أبى عبد الله (ع)
عليه في محمد بن الحنفية
568 - حمدويه، قال: حدثنا الحسن بن موسى، قال: حدثني محمد بن
أصبغ، عن مروان بن مسلم، عن بريد العجلي، قال، دخلت على أبي عبد الله عليه السلام
601

فقال لي: لو كنت سبقت قليلا أدركت حيان السراج، قال، وأشار إلى موضع في
البيت، فقال: وكان هيهنا جالسا فذكر محمد بن الحنفية وذكر حياته وجعل يطريه
ويقرظه.
فقلت له: يا حيان أليس تزعم ويزعمون وتروي ويروون لم يكن في بني إسرائيل
شئ الا هو في هذه الأمة مثله؟ قال: بلي، قال، فقلت: فهل رأينا ورأيتهم
أو سمعنا وسمعتهم بعالم مات على أعين الناس فنكح نساؤه وقسمت أمواله وهو
حي لا يموت؟ فقال ولم يرد علي شيئا.
569 - حمدويه، قال: حدثنا الحسن بن موسى، قال: روى أصحابنا، عن
عبد الرحمن بن الحجاج، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: أتاني ابن عم لي يسألني أن
آذن لحيان السراج فأذنت له، فقال لي: يا أبا عبد الله اني أريد أن أسألك عن شئ
أنا به عالم الا أني أحب أن أسألك عنه.
أخبرني عن عمك محمد بن علي مات؟ قال، قلت: أخبرني أبي أنه كان
في ضيعة له فأتى فقيل له: أدرك عمك! قال، فأتيته وقد كانت أصابته غشية فأفاق،
فقال لي: ارجع إلى ضيعتك قال، فأبيت، فقال: لترجعن.
قال: فانصرفت فما بلغت الضيعة حتى أتوني فقالوا: أدركه، فأتيته فوجدته
قد اعتقل لسانه، فدعا بطست، وجعل يكتب وصيته فما برحت حتى غمضته وغسلته
وكفنته وصليت عليه ودفنته، فإن كان هذا موتا فقد والله مات، قال، فقال لي: رحمك
الله شبه على أبيك، قال، قلت: يا سبحان الله أنت تصدف على قلبك، قال، فقال
لي: وما الصدف على القلب؟ قال، قلت: الكذب.
570 - حدثني الحسين بن الحسن بن بندار القمي، قال: حدثني سعد بن
602

عبد الله بن أبي خلف القمي، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عيسى، ومحمد بن
عبد الجبار الذهلي، عن العباسي بن معروف، عن عبد الله بن الصلت أبي طالب،
عن حماد بن عيسى.

(1) الصحاح: 4 / 1702
2) القاموس: 3 / 379
3) رجال الشيخ: 407 و 423 و 435
603

قال: وحدثني علي بن إسماعيل، ويعقوب بن يزيد، عن حماد بن عيسى،
عن الحسين بن المختار القلانسي، عن عبد الله بن مسكان، قال، دخل حيان السراج
على أبي عبد الله عليه السلام فقال له: يا حيان ما يقول أصحابك في محمد بن علي الحنفية؟
قال: يقولون هو حي يرزق.
فقال أبو عبد الله عليه السلام: حدثني أبي أنه كان فيمن عاده في مرضه، وفيمن أغمضه
وفيمن أدخله حفرته، وزوج نساؤه، وقسم ميراثه.
قال، فقال حيان: انما مثل محمد بن الحنفية في هذه الأمة مثل عيسى بن
مريم، فقال: ويحك يا حيان شبه على أعدائه فقال: بلى شبه على أعدائه.
قال: فتزعم أن أبا جعفر عدو محمد بن علي! لا ولكنك تصدف يا حيان، وقد
قال الله عز وجل في كتابه " سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا
يصدفون " (1) فقال أبو عبد الله عليه السلام: فتبت إلى الله من كلام حيان ثلاثين يوما.
ما روى في حماد بن عيسى الجهني البصري
ودعوة أبى الحسن (ع) له، وكم عاش
571 - حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، عن
حماد بن عيسى البصري، قال، سمعت انا وعباد بن صهيب البصري من أبي عبد الله
عليه السلام، فحفظ عباد مائتي حديث، وقد كان يحدث بها عنه عباد، وحفظت أنا سبعين
حديثا قال حماد: فلم أزل أشكك نفسي حتى اقتصرت على هذه العشرين حديثا
التي لم تدخلني فيها الشكوك.
572 - حمدويه، قال: حدثني العبيدي، عن حماد بن عيسى، قال، دخلت
على أبي الحسن الأول عليه السلام فقلت له: جعلت فداك أدع الله لي أن يرزقني دارا
وزوجة وولدا وخادما والحج في كل سنة، فقال: اللهم صل على محمد وآل محمد

(1) سورة الأنعام: 157
604

وارزقه دارا وزوجة وولدا وخادما والحج خمسين سنة.
قال حماد: فلما اشترط خمسين سنة علمت أني لا أحج من خمسين سنة،
قال حماد: وحججت ثمانيا وأربعين سنة، وهذه داري قد رزقتها، وهذه زوجتي
وراء الستر تسمع كلامي، وهذا ابني، وهذا خادمي قد رزقت كل ذلك، فحج بعد
هذا الكلام حجتين تمام الخمسين.
ثم خرج بعد الخمسين حاجا، فزامل أبا العباس النوفلي القصير، فلما صار في
موضع الاحرام دخل يغتسل: فجاء الوادي فحمله فغرقه الماء رحمنا الله وإياه، قبل أن
يحج زيادة على الخمسين، عاش إلى وقت الرضا عليه السلام وتوفى سنة تسع ومأتين.
وكان من جهينة وكان أصله كوفيا ومسكنه البصرة، وعاش نيفا وسبعين سنة
ومات بوادي قناة بالمدينة، وهو وادى يسيل من الشجرة إلى المدينة.
ما روى في عبد الله بن بكير الرجاني
573 - قال أبو الحسن حمدويه بن نصير: عبد الله بن بكير ليس هو من ولد
أعين، له ابن اسمه الحسين.
وجدت في كتاب جبريل بن أحمد الفاريابي بخطة: حدثنا أبو جعفر محمد بن
إسحاق، عن أحمد بن عبد الله الكرخي، عن يونس بن عبد الرحمن، عن يونس بن
يعقوب عن عبد الله الرجاني قال: دخلت على أبي جعفر عليه السلام وأنا غلام فبكيت، فقال،
ما يبكيك يا بني ماكل من طلب هذا الامر أصابه؟ ثم دخلت على جعفر عليه السلام بعد أبي
جعفر عليه السلام فلما رآني وأنا مقبل قال: الله أعلم حيث يجعل رسالاته.
ما روى في شعيب بن أعين
574 - قال محمد بن مسعود: سألت علي بن الحسن بن فضال، عن شعيب
يروي عنه سيف بن عميرة؟ فقال: هو ثقة.
605

ما روى في أبي حنيفة سابق الحاج
575 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، عن عمرو بن عثمان
عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أتى قنبر أمير المؤمنين عليه السلام فقال هذا سابق
الحاج وقد أتى وهو في الرحبة فقال: لا قرب الله دياره: هذا خاسر الحاج يتعب
البهيمة وينقر الصلاة، أخرج إليه فاطرده.
576 - حدثني محمد بن الحسن البراثي، وعثمان بن حامد، قالا: حدثنا
محمد بن يزداد، عن محمد بن الحسين، عن المزخرف، عن عبد الله بن عثمان،
قال، ذكر عند أبي عبد الله عليه السلام أبو حنيفة السابق، وأنه يسير في أربع عشرة فقال:
لا صلاة له.
ما روى في أبى داود المسترق
577 - قال محمد بن مسعود: سألت علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن

(1) الكافي: 3 / 21
606



(1) منهج المقال المعروف بالرجال الكبير للسيد ميرزا محمد: 387 وكثيرا ما يتعرض
السيد الداماد لآرائه في هذا الكتاب ويناقش فيها.
2) الفهرست: 214 ط النجف الأشرف
3) رجال النجاشي: 139
607

أبي داود المسترق؟ قال: اسمه سليمان بن سفيان المسترق وهو المنشد، وكان ثقة.
قال حمدويه: هو سليمان بن سفيان بن السمط المسترق كوفي، يروى عنه
الفضل بن شاذان، أبو داود المسترق مشددة مولى بني أعين من كنده وانما سمي
المسترق لأنه كان راوية لشعر السيد، وكان يستخفه الناس لانشاده، يسترق: أي

(1) رجال ابن داود: 176
2) كما في نسخ المطبوع من رجال الكشي.
3) والقائل هو الشيخ حسن صاحب المعالم والمنتقى.
608

يرق على أفئدتهم وكان يسمى المنشد، وعاش تسعين سنة، ومات سنة ثلاثين ومائة.

(1) القاموس: 3 / 129
2) سورة الزخرف: 54
3) مفردات الراغب: 152
609

ما روى في عبد الاعلى مولى أولاد سام
578 - حمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد، عن علي بن أسباط،
عن سيف بن عميرة، عن عبد الاعلى، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ان الناس يعتبون
علي بالكلام وأنا أكلم الناس، فقال: أما مثلك من يقع ثم يطير فنعم، وأما من يقع
ثم لا يطير فلا.
ما روى في الوليد بن صبيح
579 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله بن أبي
خلف، عن إبراهيم بن هاشم، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن علي، عن إسماعيل
ابن عبد العزيز، عن أبيه، قال: دخلت أنا وأبو بصير على أبي عبد الله عليه السلام، فقال له
أبو بصير: جعلني الله فداك ان لنا صديقا وهو رجل صدق يدين الله بما ندين به،
فقال: من هذا يا أبا محمد الذي تزكيه؟ فقال: العباس بن الوليد بن صبيح، فقال:
يرحم الله الوليد بن صبيح.
ما روى في أبى نجران أبى عبد الرحمن بن أبي نجران
580 - وجدت في كتاب أبي عبد الله محمد بن نعيم الشاذاني بخطه: حدثني
جعفر بن محمد المدايني، عن موسى بن القاسم البجلي، عن حنان بن سدير، عن
أبي نجران قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ان لي قرابة يحبكم الا أنه يشرب هذا النبيذ
قال حنان: وأبو نجران هو الذي كان يشرب، غير أنه كنى عن نفسه.
قال، فقال أبو عبد الله عليه السلام: فهل كان يسكر؟ قال، قلت: أي والله جعلت
فداك أنه ليسكر، قال: فيترك الصلاة؟ قال: ربما قال للجارية: صليت البارحة؟

(1) رجال النجاشي: 138
610

فربما قالت له: نعم قد صليت ثلاث مرات، وربما قال للجارية: يا فلانة صليت
البارحة العتمة، فتقول: لا والله ما صليت ولقد أيقظناك وجهدنا بك.
فأمسك أبو عبد الله عليه السلام يده على جبهته طويلا، ثم نحى يده، ثم قال: قل له
يتركه فان زلت به قدم فان له قدما ثابتا بمودتنا أهل البيت.

(1) القاموس: 4 / 147
2) نهاية ابن الأثير: 3 / 180
611

ما روى في المفضل بن عمر
581 - جبريل بن أحمد، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن يونس، عن
حماد بن عثمان، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول للمفضل بن عمر الجعفي: يا
كافر يا مشرك مالك ولا بني، يعني إسماعيل بن جعفر، وكان منقطعا إليه يقول فيه
مع الخطابية، ثم رجع بعد.
582 - محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد بن خلف، قال:
حدثنا علي بن حسان الواسطي، قال: حدثني موسى بن بكر، قال: سمعت أبا
الحسن عليه السلام يقول: لما اتاه موت المفضل بن عمر، قال: رحمه الله كان الوالد بعد
الوالد، أما أنه قد استراح.
583 - محمد بن مسعود، عن إسحاق بن محمد البصري، قال: أخبرنا
محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن بشير الدهان، قال، قال أبو عبد الله
عليه السلام لمحمد بن كثير الثقفي، ما تقول في المفضل بن عمر؟ قال: ما عسيت أن أقول
فيه، لو رأيت في عنقه صليبا وفي وسطه كستيجا لعلمت على أنه على الحق، بعد
ما سمعتك تقول فيه ما تقول.
612

قال، رحمه الله لكن حجر بن زائدة، وعامر بن جذاعة أتياني فشتماه عندي،
فقلت لهما: لا تفعلا فاني أهواه، فلم يقبلا فسألتهما وأخبرتهما أن الكف عنه حاجتي
فلم يفعلا، فلا غفر الله لهما، اما اني لو كرمت عليهما لكرم عليهما من يكرم علي،
ولقد كان كثير عزة في مودته لها أصدق منهما في مودتهما لي، حيث يقول:
لقد علمت بالغيب أني أخونها * إذا هو لم يكرم علي كريمها
أما أني لو كرمت عليهما لكرم عليهما من يكرم كريمهما.
584 - حدثني أبو القاسم نصر بن الصباح وكان غاليا: قال: حدثني أبو
يعقوب بن محمد البصري، وهو غال ركن من أركانهم أيضا، قال: حدثني محمد
ابن الحسن بن شمون، وهو أيضا منهم، قال حدثني محمد بن سنان وهو كذلك،
عن بشير النبال، أنه قال، قال أبو عبد الله عليه السلام لمحمد بن كثير الثقفي وهو من أصحاب

(1) القاموس: 1 / 205
2) القاموس: 2 / 182
3) الصحاح: 2 / 883
4) القاموس: 2 / 125
613

المفضل بن عمر أيضا، ما تقول في المفضل بن عمر، وذكر مثل حديث إسحاق
ابن محمد البصري سواء.
585 - حدثني إبراهيم بن محمد، قال: حدثني سعيد بن عبد الله القمي،
قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن الحسين بن أحمد
عن أسد بن أبي العلا، عن هشام بن أحمر، قال، دخلت على أبي عبد الله عليه السلام وأنا
أريد أن أسأله عن المفضل بن عمر، وهو في ضبيعة له في يوم شديد الحر والعرق
يسيل على صدره.
فابتداني فقال: نعم والله الذي لا اله الا هو، المفضل بن عمر الجعفي، حتى
أحصيت نيفا وثلاثين مرة يقولها ويكررها، قال: انما هو والد بعد والد.
قال الكشي: أسد بن أبي العلا يروي المناكير، لعل هذا الخبر انما روى
في حال استقامة المفضل قبل أن يصير خطابيا.
586 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن
أبي عمير، عن هشام بن الحكم، وحماد بن عثمان، عن إسماعيل بن جابر، قال، قال
حية، قال، كنت عند أبي عبد الله عليه السلام في خدمته، فلما أردت أن أفارقه ودعته
587 - حدثني الحسين بن الحسين بن بندار القمي، قال: حدثني سعد
ابن عبد الله بن أبي خلف القمي، قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب
614

والحسن بن موسى، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الله بن مسكان، قال، دخل
حجر بن زائدة، وعامر بن جذاعة الأزدي على أبي عبد الله عليه السلام فقالا له: جعلنا
فداك، ان المفضل بن عمر يقول انكم تقد رون أرزاق العباد.
فقال: والله ما يقدر ارزاقنا الا الله، ولقد احتجت إلى طعام لعيالي فضاق صدري
وأبلغت إلى الفكرة في ذلك حتى أحرزت قوتهم فعندها طابت نفسي، لعنه الله وبرئ
منه، قالا: لأفتلعنه وتتبرأ منه؟ قال: نعم فالعناه وابرءا منه برئ الله ورسوله منه.
588 - حدثني حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا محمد بن عيسى،
عن علي بن الحكم، عن المفضل بن عمر، أنه كان يشير إنكما لمن المرسلين.
قال الكشي: وذكرت الطيارة الغالية في بعض كتبها عن المفضل: أنه قال
لقد قتل مع أبي إسماعيل يعني أبا الخطاب سبعون نبيا كلهم رأى وهلل بنباوته: وأن
المفضل قال: أدخلنا على أبي عبد الله عليه السلام ونحن اثنى عشر رجلا، قال: فجعل أبو
عبد الله عليه السلام يسلم على رجل رجل منا ويسمي كل رجل منا باسم نبي، وقال لبعضنا:
السلام عليك يا نوح، وقال لبعضنا: السلام عليك يا إبراهيم، وكان آخر من سلم
عليه وقال: السلام عليك يا يونس، ثم قال: لا تخاير بين الأنبياء.

(1) وفى المطبوع من الرجال: كلهم رأى وهلك نبينا فيه.
615

قال أبو عمرو الكشي: قال يحيى بن عبد الحميد الحماني، في كتابه - المؤلف
في اثبات امامة أمير المؤمنين عليه السلام، قلت لشريك ان أقواما يزعمون أن جعفر بن
محمد ضعيف في الحديث فقال: أخبرك القصة.
كان جعفر بن محمد رجلا صالحا مسلما ورعا، فاكتنفه قوم جهال يدخلون
عليه ويخرجون من عنده ويقولون حدثنا جعفر بن محمد، ويحدثون بأحاديث كلها
منكرات كذب موضوعة على جعفر، يستأكلون الناس بذلك ويأخذون منهم الدراهم
فكانوا يأتون من ذلك بكل منكر، فسمعت العوام بذلك منهم، فمنهم من هلك ومنهم
من أنكر.

(1) نهاية ابن الأثير: 5 / 77
616

وهؤلاء مثل المفضل بن عمر، وبنان، وعمر والنبطي وغيرهم، ذكروا أن
جعفرا حدثهم أن معرفة الامام تكفي من الصوم والصلاة، وحدثهم عن أبيه عن جده
وانه حدثهم ع ه قبل القيامة، وأن عليا عليه السلام في الحساب يطير مع الريح، وأنه كان
يتكلم بعد الموت، وانه كان يتحرك على المغتسل، وأن اله السماء واله الأرض
الامام، فجعلوا الله شريكا، جهال ضلال.
والله ما قال جعفر شيئا من هذا قط، كان جعفر أتقى لله وأورع من ذلك،
فسمع الناس ذلك فضعفوه ولو رأيت جعفرا لعلمت أنه واحد الناس.
589 - وجدت بخط جبريل بن أحمد الفاريابي في كتابه: حدثني محمد بن
عيسى، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن وهب وإسحاق بن عمار قالا: خرجنا
نريد زيارة الحسين عليه السلام، فقلنا لو مررنا بأبي عبد الله المفضل بن عمر فعساه يجئ
معنا، فأتينا الباب فاستفتحنا فخرج إلينا فأخبرنا، فقال: استخرج الحمار وأخرج
فخرج إلينا وركب وركبنا، فطلع لنا الفجر على أربعة فراسخ من الكوفة فنزلنا
فصلينا، والمفضل واقف لم ينزل يصلي، فقلنا يا أبا عبد الله ألا تصلي؟ فقال: قد صليت
قبل أن أخرج من منزلي.
590 - حدثني حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير

(1) الصحاح: 1 / 437
617

عن حماد بن عثمان، عن إسماعيل بن عامر، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام
فوصفت له الأئمة حتى انتهيت إليه، قلت: وإسماعيل من بعدك، فقال: اما ذا فلا،
قال حماد فقلت لإسماعيل: وما دعاك إلى أن تقول وإسماعيل من بعدك؟ قال: أمرني
المفضل بن عمر.
591 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني إسحاق بن محمد البصري،
قال: حدثني عبد الله بن القاسم، عن خالد الجوان، قال: كنت أنا والمفضل بن
عمر وناس من أصحابنا بالمدينة، وقد تكلمنا في الربوبية، قال: فقلنا مروا إلى باب

(1) القاموس: 4 / 211
2) الصحاح: 5 / 2096
3) راجع رجال الشيخ: 186
4) رجال ابن داود: 139
618

أبي عبد الله عليه السلام حتى نسأله، قال: فقمنا بالباب، قال: فخرج إلينا وهو يقول: بل
عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون.
قال الكشي: إسحاق وعبد الله وخالد من أهل الارتفاع.
592 - قال نصر بن الصباح، رفعه، عن محمد بن سنان، أن عدة من أهل الكوفة
كتبوا إلى الصادق عليه السلام فقالوا: إن المفضل يجالس الشطار وأصحاب الحمام وقوما
يشربون الشراب، فينبغي أن تكتب إليه وتأمره الا يجالسهم، فكتب إلى المفضل كتابا
وختم ودفع إليهم، وأمرهم أن يدفعوا الكتاب من أيديهم إلى يد المفضل.
فجاؤوا بالكتاب إلى المفضل، منهم زرارة، وعبد الله بن بكير، ومحمد بن مسلم
. وأبو بصير، وحجر بن زائدة، ودفعوا الكتاب، إلى المفضل ففكه وقرأه، فإذا فيه
بسم الله الرحمن الرحيم اشتر كذا وكذا واشتر كذا، ولم يذكر قليلا ولا كثيرا مما
قالوا فيه، فلما قرأ الكتاب دفعه إلى زرارة، ودفع زرارة إلى محمد بن مسلم حتى
أر الكتاب إلى الكل، فقال المفضل: ما تقولون؟ قالوا: هذا مال عظيم حتى
ننظر ونجمع ونحمل إليك لم ندرك الا نراك بعد ننظر في ذلك.
وأرادوا الانصراف، فقال المفضل: حتى تغدوا عندي، فحبسهم لغدائه، ووجه
المفضل إلى أصحابه الذين سعوا بهم، فجائوا فقرأ عليهم كتاب أبي عبد الله عليه السلام،
فرجعوا من عنده وحبس المفضل هؤلاء ليتغدوا عنده، فرجع الفتيان وحمل كل
واحد منهم على قدر قوته ألفا وألفين وأقل وأكثر، فحضروا أو احضروا الفي دينار
وعشرة آلاف درهم قبل أن يفرغ هؤلاء من الغداء.
فقال لهم المفضل: تأمروني أن أطرد هؤلاء من عندي، تظنون ان الله تعالى
619

يحتاج إلى صلاتكم وصومكم.
وحكى نصر بن الصباح: عن ابن أبي عمير بأسناده أن الشيعة حين أحدث
أبو الخطاب ما أحدث: خرجوا إلى أبي عبد الله عليه السلام فقالوا أقم لنا رجلا نفزع إليه
في أمر ديننا وما نحتاج إليه من الاحكام؟ قال: لا تحتاجون إلى ذلك متى ما احتاج
أحدكم عرج إلي وسمع مني وينصرف، فقالوا: لابد:
فقال: قد أقمت عليكم المفضل اسمعوا منه وأقبلوا عنه، فإنه لا يقول على الله
وعلي الا الحق، فلم يأت عليه كثير شئ حتى شنعوا عليه وعلى أصحابه، وقالوا:
أصحابه لا يصلون ويشربون النبيذ وهم أصحاب الحمام ويقطعون الطريق، والمفضل
يقربهم ويدنيهم.
593 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن
محمد بن عمر بن سعيد الزيات، عن محمد بن حبيب، قال: حدثني بعض أصحابنا،
من كان عند أبي الحسن عليه السلام جالسا، فلما نهضوا قال لهم: ألقوا أبا جعفر عليه السلام
فسلموا عليه وأحدثوا به عهدا، فلما نهض القوم التفت إلي وقال: يرحم الله المفضل
إن كان ليكتفي بدون هذا.
594 - وحدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله، عن
أحمد بن محمد بن عيسى، عن البرقي، عن عثمان بن عيسى، عن خالد بن نجيح
الجوان، قال، قال لي أبو الحسن عليه السلام: ما يقولون في المفضل بن عمر؟ قلت:
يقولون فيه هبه يهوديا أو نصرانيا وهو يقوم بأمر صاحبكم، قال: ويلهم ما أخبث
ما أنزلوه، ما عندي كذلك ومالي فيهم مثله.
595 - علي بن محمد، قال: حدثني سلمة بن الخطاب، عن علي بن حسان
620

عن موسى بن بكر، قال، كنت في خدمة أبي الحسن عليه السلام ولم أكن أرى شيئا يصل
إليه الا من ناحية المفضل بن عمر، ولربما رأيت الرجل يجئ بالشئ فلا يقبله
منه ويقول أوصله إلى المفضل.
596 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن أحمد بن كليب،
عن محمد بن الحسين، عن صفوان، قال، بلغ من شفقة المفضل أنه كان يشتري
لأبي الحسن عليه السلام الحيتان، فيأخذ رؤوسها ويبيعها ويشتري لها حيتانا شفقة عليه.
597 - حدثني نصر بن الصباح، قال: حدثني إسحاق بن محمد البصري،
قال: حدثني الحسن بن علي بن يقطين، عن عيسى بن سليمان، عن أبي إبراهيم
عليه السلام، قال، قلت: جعلني الله فداك خلفت مولاك المفضل عليلا فلو دعوت له، قال:
رحم الله المفضل قد استراح، قال: فخرجت إلى أصحابنا فقلت لهم، قد والله مات
المفضل، قال: ثم دخلت الكوفة وإذا هو قد مات قبل ذلك بثلاثة أيام.
598 - علي بن محمد، قال: حدثني أحمد بن محمد، عن الحسين بن
سعيد، عن بعض أصحابنا، عن يونس بن ظبيان، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام
جعلت فداك، لو كتبت إلى هذين الرجلين بالكف عن هذا الرجل فإنهما له مؤذيان،
فقال: اذن أغريهما به، كان كثير عزة في مودتها أصدق منهما في مودتي حيث يقول:
لقد علمت بالغيب الا أحبها * إذا هو لم يكرم علي كريمها
أما والله لو كرمت عليهما لكرم عليهما من أقرب وأوثر.
ما روى في عيسى بن أبي منصور شلقان
599 - محمد بن نصير، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن إبراهيم بن علي
قال، كان أبو عبد الله عليه السلام إذا رأى عيسى بن أبي منصور، قال: من أحب أن يري
رجلا من أهل الجنة فلينظر إلى هذا.
600 - كتب إلي أبو محمد الفضل بن شاذان، يذكر عن ابن أبي عمير، عن
621

إبراهيم بن عبد الحميد، عن سعد بن يسار، عن عبد الله بن أبي يعفور، قال،
كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ أقبل عيسى بن أبي منصور، فقال: إذا أردت أن تنظر
إلى خيار في الدنيا وخيار في الآخرة فانظر إليه.
قال أبو عمرو الكشي: سألت حمدويه بن نصير، عن عيسى؟ فقال: خير
فاضل هو المعروف بشلقان، وهو ابن أبي منصور، واسم أبي منصور صبيح.
ما روى في أبان بن تغلب
601 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله القمي، عن أحمد
ابن محمد بن عيسى، عن عمر بن عبد العزيز، عن جميل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
ذكرنا أبان بن تغلب عند أبي عبد الله عليه السلام، فقال: رحمه الله أما والله لقد أوجع قلبي
موت أبان.
602 - حمدويه، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن
علي بن إسماعيل بن عمار، عن ابن مسكان، عن أبان بن تغلب، قال، قلت لأبي
عبد الله عليه السلام اني اقعد في المسجد فيجئ الناس فيسألوني، فإن لم أجبهم لم يقبلوا
مني، وأكره أن أجيبهم بقولكم وما جاء عنكم فقال لي: انظر ما علمت أنه من
قولهم فأخبرهم بذلك.
603 - حمدويه، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير، عن أبان
ابن تغلب، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: جالس أهل المدينة فاني أحب أن يرى
في شيعتنا مثلك.
604 - وروى عن صالح بن السندي، عن أمية بن علي، عن مسلم بن أبي
622

حية قال، كنت عند أبي عبد الله عليه السلام في خدمته، فلما أردت أن أفارقه ودعته
وقلت له أحب أن تزودني، قال: ائت أبان بن تغلب فإنه قد سمع مني حديثا كثيرا
فما روى لك عني فأرو عني.
ما روى في عمر بن يزيد بياع السابري مولى ثقيف
605 - حدثني جعفر بن معروف، قال: حدثني يعقوب بن يزيد، عن محمد
بن عذافر، عن عمر بن يزيد، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا بن يزيد أنت والله
منا أهل البيت، قلت له: جعلت فداك من آل محمد؟ قال: أي والله من أنفسهم،
قلت: من أنفسهم؟ قال: أي والله من أنفسهم يا عمر، أما تقرأ كتاب الله عز وجل " ان
أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين (1) ".
ما روى في عمران وعيسى ابني عبد الله القميين
606 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله القمي، قال:
حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن موسى بن طلحة، عن بعض الكوفيين رفعه
قال، كنت بمنى إذ أقبل عمران بن عبد الله القمي، ومعه مضارب للرجال والنساء
فيها كنف، فضربها في مضرب أبي عبد الله عليه السلام، إذ أقبل أبو عبد الله عليه السلام ومعه
نساؤه.
قال، فقال ما هذا؟ قالوا: جعلنا الله فداك هذه مضارب ضربها لك عمران بن
عبد الله، قال، فنزل، ثم قال يا غلام، عمران بن عبد الله، قال، فأقبل: جعلت فداك
هذه المضارب التي أمرتني بها أن أعملها لك، فقال: بكم ارتفعت؟ فقال له:
جعلت فداك أن الكرابيس من صنعتي وعملتها لك، فأنا أحب جعلت فداك أن تقبلها
مني هدية، فاني رددت المال الذي أعطيتنيه.
قال: فقبض أبو عبد الله عليه السلام على يده ثم قال: أسأل الله أن يصلي على محمد

(1) سورة آل عمران: 68
623

وآل محمد، وأن يظلك وعترتك يوم لاظل الا ظله.
607 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني
أحمد بن محمد، عن موسى بن طلحة، عن أبي محمد أخي يونس بن يعقوب،
عنه، قال: كنت بالمدينة فاستقبل جعفر بن محمد عليهما السلام في بعض أزقتها، قال،
فقال: اذهب يا يونس فان بالباب رجلا منا أهل البيت.
قال: فجئت إلى الباب فإذا عيسى بن عبد الله القمي جالس، قال: فقلت له
من أنت؟ فقال له: أنا رجل من أهل قم، قال: فلم يكن بأسرع من أن أقبل أبو
عبد الله عليه السلام، قال: فدخل على الحمار الدار، ثم التفت إلينا فقال: أدخلا.
ثم قال: يا يونس بن يعقوب أحسبك أنكرت قولي لك أن عيسى بن عبد الله
منا أهل البيت! قال قلت: أي والله جعلت فداك لان عيسى بن عبد الله رجل من أهل
قم، فقال يا يونس عيسى بن عبد الله هو منا حي وهو منا ميت.
608 - محمد بن مسعود، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا الحسين بن عبد الله
عن عبد الله بن علي، عن أحمد بن حمزة، عن عمران القمي، عن حماد الناب،
قال: كنا عند أبي عبد الله عليه السلام ونحن جماعة إذ دخل عليه عمران بن عبد الله القمي
فسأله وبره وبشه، فلما أن قام، قلت لأبي عبد الله عليه السلام: من هذا الذي بررته هذا
البر؟ فقال: هذا من أهل بيت النجباء، ما أرادهم جبار من الجبابرة الا قصمه الله.
609 - محمد بن مسعود، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا الحسين بن عبيد الله
عن عبد الله بن علي، عن أحمد بن حمزة، عن المرزبان بن عمران، عن أبان بن
عثمان، قال: دخل عمران بن عبد الله القمي على أبي عبد الله عليه السلام، فقربه أبو عبد الله،
فقال له: كيف أنت وكيف ولدك وكيف أهلك وكيف بنو عمك وكيف أهل بيتك؟
624

ثم حدثه مليا فلما خرج، قيل لأبي عبد الله عليه السلام: من هذا؟ قال: هذا نجيب قوم
نجباء ما نصب لهم جبار الا قصمه الله.
قال حسين: عرضت هذين الحديثين على أحمد بن حمزة، فقال أعرفهما ولا
أحفظ من رواهما لي.
610 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي
الخطاب، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن يونس بن يعقوب.
قال: وحدثني محمد بن عيسى بن عبيد الله عن يونس بن يعقوب، قال:
دخل عيسى بن عبد الله القمي على أبي عبد الله عليه السلام، فأوصاه بأشياء ثم ودعه وخرج
عنه، فقال لخادمه: أدعه، فانصرف إليه فخرج إليه فأوصاه بأشياء، ثم ودعه وخرج
عنه، فقال لخادمه: أدعه، فانصرف إليه فأوصاه بأشياء.
ثم قال له: يا عيسى بن عبد الله ان الله عز وجل يقول " وأمر أهلك بالصلاة " (1)
وأنك منا أهل البيت، فإذا كانت الشمس من هيهنا مقدارها من هيهنا من العصر،
فصل ست ركعات، قال: ثم ودعه وقبل ما بين عيني عيسى فانصرف.
قال يونس بن يعقوب: فما تركت الست ركعات منذ سمعت أبا عبد الله عليه السلام
يقول ذلك لعيسى بن عبد الله.
ما روى في يزيد بن خليفة الحارثي
611 - حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى.

(1) سورة طه: 132
625

ومحمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن
أحمد، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن النضر بن سويد، رفعه قال: دخل على
أبي عبد الله عليه السلام رجل يقال له يزيد بن خليفة، فقال له: من أنت؟ فقال: من بلحارث
ابن كعب، قال، أبو عبد الله عليه السلام: ليس من أهل بيت الا وفيهم نجيب أو نجيبان،
وأنت نجيب بلحارث بن كعب.
ما روى في عمر بن أذينة
وسبب خروجه إلى الموضع الذي مات فيه
612 - حمدويه بن نصير، قال: سمعت أشياخي منهم العبيدي وغيره،
ان ابن أذينة كوفي، وكان هرب من المهدي، ومات باليمن، فلذلك لم يرو عنه
كثير، ويقال: اسمه محمد بن عمر بن أذينة، غلب عليه اسم أبيه، وهو كوفي
مولى لعبد القيس.
ما روى في جابر المكفوف
613 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، عن العباس بن
عامر، عن جابر المكفوف، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: دخلت عليه فقال: أما
يصلونك؟ قلت: بلى ربما فعلوا، قال: فوصلني بثلاثين دينارا، قال: يا جابر كم
من عبد ان غاب لم يفقدوه وان شهد لم يعرفوه في أطمار لو أقسم على الله لأبر قسمه.
ما روى في زكريا بن سابور
614 - محمد بن مسعود، قال: حدثني جعفر بن أحمد بن أيوب، قال: حدثني
العمركي، عن ابن فضال، عن يونس بن يعقوب، عن سعيد بن يسار، أنه حضر
أحد ابني سابور، وكان لهما ورع واخبات، فمرض أحدهما، ولا أحسبه الا زكريا
ابن سابور، قال: فحضرته عند موته، قال: فبسط يده ثم قال: ابيضت يدي يا علي.
قال: فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام وعند محمد بن مسلم، فلما قمت من عنده
ظننت أن محمد بن مسلم أخبره بخبر الرجل، فاتبعني رسول فرجعت إليه، فقال:
626

أخبرني خبر الرجل الذي حضرته عند الموت أي شئ سمعته يقول؟ قلت: بسط يده
فقال: ابيضت يدي يا علي، فقال أبو عبد الله عليه السلام رآه والله رآه والله رآه.
ما روى في حريز وفضل بن عبد الملك البقباق
وحذيفة بن منصور
615 - حمدويه ومحمد، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، عن صفوان، عن
عبد الرحمن بن الحجاج، قال: سأل أبو العباس فضل البقباق لحريز الاذن على أبي
عبد الله عليه السلام فلم يأذن له، فعاوده فلم يأذن له، فقال: أي شئ للرجل أن يبلغ من عقوبة
غلامه؟ قال، قال: على قدر ذنوبه، فقال: قد عاقبت والله حريزا بأعظم مما صنع،
قال: ويحك اني فعلت ذلك أن حريزا جرد السيف، ثم قال: أما لو كان حذيفة بن
منصور ما عاودني فيه بعد أن قلت لا.
616 - محمد بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، قال: حدثني يونس
ابن عبد الرحمن، قال: قلت لحريز يوما: يا أبا عبد الله كم يجزيك أن تمسح من شعر
رأسك في وضوئك للصلاة؟ قال: بقدر ثلاث أصابع وأومأ بالسبابة والوسطى
والثالثة، وكان يونس يذكر عنه فقها كثيرا.
617 - محمد بن مسعود، قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثني أبو
داود المسترق، عن عبد الله بن راشد، عن عبيد بن زرارة قال: دخلت على أبي
عبد الله عليه السلام وعنده البقباق، فقلت له: جعلت فداك رجل أحب بني أمية أهو معهم؟
قال: نعم، قلت رجل أحبكم أهو معكم؟ قال: نعم، قلت: وان زنى وان سرق؟
قال: فنظر إلى البقباق فوجد منه غفلة، ثم أومى برأسه نعم.
ما روى في زيد الشحام والحارث بن المغيرة النصري
618 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني محمد
ابن أحمد، عن محمد بن موسى الهمداني، عن منصور بن العباس، عن مروك بن
627

عبيد، عمن رواه، عن زيد الشحام، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: اسمي في تلك
الأسامي يعني في كتاب أصحاب اليمين؟ قال: نعم.
619 - نصر بن الصباح، قال: حدثنا الحسن بن علي بن أبي عثمان سجادة
قال: حدثنا محمد بن الوضاح، عن زيد الشحام، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام
فقال لي: يا زيد جدد التوبة وأحدث عبادة، قال: قلت: نعيت إلي نفسي.
قال: فقال لي: يا زيد ما عندنا لك خير، وأنت من شيعتنا، إلينا الصراط
والينا الميزان، والينا حساب شيعتنا، والله لأنا لكم أرحم من أحدكم بنفسه، يا زيد
كأني أنظر إليك في درجتك من الجنة ورفيقك فيها الحارث ابن المغيرة النصري.
620 - وحدثني محمد بن قولويه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد
ابن محمد بن عيسى، عن عبد الله بن محمد الحجال عن يونس بن يعقوب، قال:
كنا عند أبي عبد الله عليه السلام فقال: أما لكم من مفزع أما لكم من مستراح تستريحون
إليه، ما يمنعكم من الحارث بن المغيرة النصري.
ما روى في الفضيل بن الزبير الرسان وأخويه
621 - قال محمد بن مسعود: وسألت علي بن الحسن، عن فضيل الرسان؟
قال: هو فضيل بن الزبير وكانوا ثلاثة اخوة عبد الله وآخر.
622 - إبراهيم بن محمد بن العباس الختلي قال: حدثني أحمد بن إدريس
القمي، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي
628

عمير، عن عبد الرحمن بن سيابة، قال: دفع إلي أبو عبد الله عليه السلام دنانير، وأمرني
أن أقسمها في عيالات من أصيب مع عمه زيد، فقسمتها، قال: فأصاب عيال عبد الله
ابن الزبير الرسان أربعة دنانير.
ما روى في سلام ومثنى بن الوليد والمثنى بن عبد السلام
623 - قال أبو النضر محمد بن مسعود: قال علي بن الحسن: سلام والمثنى
ابن الوليد والمثنى بن عبد السلام كلهم حناطون كوفيون لا بأس بهم.
ما روى في مسلم مولى أبي عبد الله عليه السلام
624 - محمد بن مسعود، قال: حدثنا علي بن الحسن، قال: حدثنا محمد
ابن الوليد البجلي، عن العباس بن هلال، عن أبي الحسن عليه السلام قال، ذكر أن مسلما
مولى جعفر بن محمد سندي، وأن جعفرا قال له: أرجو أن تكون قد وفقت الاسم

(1) القاموس: 3 / 366
2) رجال الشيخ: 438
629

وأنه علم القرآن في النوم فأصبح وقد علمه، قال محمد بن الوليد: كان من أولاد
السند.
625 - محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد بن خالد، عن الوشاء
عن الرضا عليه السلام مثله.
ما روى في عبد الله بن غالب الشاعر
626 - قال نصر بن الصباح البلخي: عبد الله بن غالب الشاعر الذي قال له
أبو عبد الله عليه السلام أن ملكا يلقي عليه الشعر، واني لأعرف ذلك الملك.
ما روى في كليب الصيداوي
627 - علي بن إسماعيل، عن حماد بن عيسى، عن حسين بن مختار، عن
أبي أسامة، قال، قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ان عندنا رجلا يسمى كليبا، فلا يجئ

(1) أساس البلاغة: 684
2) الصحاح: 4 / 1567
630

عنكم شئ الا قال أنا أسلم، فسميناه كليبا بتسليمه قال: فترحم عليه أبو عبد الله
عليه السلام وقال: أتدرون ما التسليم؟ فسكتنا، فقال: هو والله الاخبات، قول الله عز وجل
" الذين آمنوا وعملوا الصالحات واخبتوا إلى ربهم (1) ".
628 - أيوب بن نوح: عن صفوان بن يحيى، عن كليب بن معاوية الأسدي
قال، سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: والله انكم لعلى دين الله ودين ملائكته فأعينوني
بورع واجتهاد، فوالله ما يتقبل الا منكم، فاتقوا الله وكفوا ألسنتكم وصلوا في
مساجدهم، فإذا تميز القوم فتميزوا.
629 - روي عن محمد بن معلي النيلي، عن الحسين بن حماد الخراز عن
كليب، قال، قال رجل لأبي عبد الله عليه السلام: أيحب الرجل الرجل ولم يره؟ قال: ها هو ذا انا أحب كليبا الصيداوي ولم أره.
وهو كليب بن معاوية الصيداوي الأسدي، والصيدا بطن من بني أسد.
ما روى في محمد بن قيس
630 - روى محمد بن غالب، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن
محمد بن زياد، عن فضيل بن عثمان، عن مرزوق، قال، قلت لأبي عبد الله عليه السلام:
محمد بن قيس يقرئك السلام! فقال لي: محمد بن القيس الذي بينه وبين عبد الرحمن
القصير قرابة؟ قلت: نعم، قال: قل له أ عبد الله، ولا تشرك به شيئا وآمن برسوله خاتم
النبيين لا نبي بعده، وانه كان لرسول الله الطاعة المفروضة وعلي ابن عمه، وإياك
والسمع من فلان وفلان.
ما روى في عبد الواحد بن المختار الأنصاري
631 - روى محمد بن غالب، عن محمد بن الوليد الخزاز، عن ابن بكير
عن عبد الواحد بن المختار الأنصاري قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الشطرنج فقال

(1) سورة هود: 23
631

ان عبد الواحد لفي شغل عن اللعب، قال ابن بكير: عبد الواحد ما كان عندي يذكر
اللعب حتى يسأل عنه أبا عبد الله عليه السلام.
ما روى في صالح بن سهل
632 - روى عن محمد بن أحمد، عن محمد بن الحسين، عن الحسن بن
علي الصيرفي، عن صالح بن سهل، قال، كنت أقول في أبي عبد الله عليه السلام بالربوبية،
فدخلت عليه، فلما نظر إلي قال: يا صالح انا والله عبيد مخلوقون لنا رب نعبده وان
لم نعبده عذبنا.
ما روى في رزام مولى خالد القسري
633 - محمد بن الحسين، قال: حدثني الحسين بن خرزاد، عن يونس
ابن القاسم البلخي، قال: حدثني رزام مولى خالد القسري، قال: كنت أعذب،
بالمدينة بعد ما خرج منها محمد بن خالد، فكان صاحب العذاب يعلقني بالسقف،
ويرجع إلى أهله، ويغلق على الباب، وكان أهل البيت إذ انصرف إلى أهله حلوا
الحبل عني حتى يريحوني، وأقعد على الأرض حتى إذا دني مجيئه علقوني.
فوالله اني كذلك ذات يوم إذا رقعة وقعت من الكوة إلي من الطريق،
فأخذتها فإذا هي مشدودة بحصاة، فنظرت فيها فإذا خط أبي عبد الله عليه السلام وإذا فيها
بسم الله الرحمن الرحيم قل يا رزام: يا كائنا قبل كل شئ، ويا كائنا بعد كل شئ،
ويا مكون كل شئ ألبسني درعك الحصينة من شر جميع خلقك.
قال رزام: فقلت ذلك فما عاد إلي شئ من العذاب بعد ذلك.
ما روى في أبى بحير عبد الله بن النجاشي
634 - حدثني محمد بن الحسن، قال: حدثني الحسن بن خرزاد، عن موسى
ابن القاسم البجلي، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن عمار السجستاني، قال: زاملت
أبا بحير عبد الله بن النجاشي من سجستان إلى مكة، وكان يرى رأي الزيدية، فلما
صرنا إلى المدينة مضيت أنا إلى أبي عبد الله عليه السلام ومضى هو إلى عبد الله بن الحسن.
632

فلما انصرف رأيته منكسرا يتقلب على فراشه ويتأوه، قلت: مالك أبا بحير؟
فقال: استأذن لي على صاحبك إذا أصبحت انشاء الله، فلما أصبحنا دخلت على أبي
عبد الله عليه السلام فقلت: هذا عبد الله بن النجاشي سألني أن أستأذن له عليك وهو يرى
رأي الزيدية فقال ائذن له.
فلما دخل عليه قربه أبو عبد الله عليه السلام، فقال له أبو بحير: جعلت فداك أني لم أزل
مقرا بفضلكم أرى الحق فيكم لا في غيركم، وأني قتلت ثلاثة عشر رجلا من الخوارج
كلهم سمعتهم يتبرأ من علي بن أبي طالب عليه السلام.
فقال له أبو عبد الله عليه السلام: سألت عن هذا المسألة أحدا غيري؟ فقال: نعم سألت
عنها عبد الله بن الحسن فلم يكن عنده فيها جواب وعظم عليه، وقال لي أنت مأخوذ
في الدنيا والآخرة، فقلت: أصلحك الله فعلى ماذا عادينا الناس في علي عليه السلام؟
فقال له أبو عبد الله عليه السلام: وكيف قتلتهم يا أبا بحير؟ فقال: منهم من كنت أصعد
سطحه بسلم حتى أقتله، ومنهم من دعوته بالليل على بابه فإذا خرج علي قتلته، ومنهم
من كنت أصحبه في الطريق فإذا خلالي قتله، وقد استتر ذلك كله علي.
فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا أبا بحير لو كنت قتلتهم بأمر الإمام لم يكن عليك في
قتلهم شئ ولكنك سبقت الامام، فعليك ثلاث عشرة شاة تذبحها بمنى والتصدق
بلحمها لسبقك الامام، وليس عليك غير ذلك.
ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: يا أبا بحير أخبرني حين أصابك الميزاب وعليك
الصدرة من فراء، فدخلت النهر فخرجت وتبعك الصبيان يحيطون بك، أي شئ صيرك
على هذا.
فقال عمار، فالتفت إلي أبو بحير فقال: أي شئ كان هذا من الحديث حتى
تحدثه أبا عبد الله عليه السلام! فقلت: لا والله ما ذكرت له ولا لغيره وهذا هو يسمع كلامي.
فقال: له أبو عبد الله عليه السلام: لم يخبرني بشئ يا أبا بحير، فلما خرجنا من عنده،
633

قال لي أبو بحير يا عمار أشهد أن هذا عالم آل محمد، وأن الذي كنت عليه باطل
وأن هذا صاحب الامر.
ما روى في حماد السمندري
635 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن أحمد النهدي الكوفي
عن معاوية بن حكيم الدهني، عن شريف بن سابق التفليسي، عن حماد السمندري
قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام اني أدخل إلى بلاد الشرك وأن من عندنا يقولون أن مت
ثم حشرت معهم، قال: فقال: يا حماد إذا كنت ثم تذكر أمرنا وتدعو إليه؟ قلت:
بلى، قال: فإذا كنت في هذه المدن مدن الاسلام تذكر أمرنا وتدعو إليه؟ قال، قلت:
لا، قال، فقال لي: انك ان مت ثم حشرت أمة وحدك وسعى نورك بين يديك.
في عقبة بن خالد
636 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد، عن الوشاء،
قال: حدثنا علي بن عقبة، عن أبيه، قال، قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ان لنا خادما لا تعرف
ما نحن عليه، فإذا أذنبت ذنبا وأرادت أن تحلف بيمين: قالت لا وحق الذي إذا
ذكرتموه بكيتم، قال، فقال: رحمكم الله من أهل البيت.
ما روى في إسماعيل بن حقيبة وقيل جفينة
637 - قال محمد بن مسعود: وسألت علي بن الحسن بن علي بن فضال،
عن إسماعيل بن حقيبة؟ قال: صالح، وهو قليل الرواية.
ما روى في موسى بن أشيم وحفص بن ميمون وجعفر بن ميمون
638 - حمدويه بن نصير، قال: حدثنا أيوب بن نوح: عن حنان بن سدير
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اني لا نفس على أجساد أصليت معه يعني أبا الخطاب النار
ثم ذكر ابن الأشيم، فقال: كان يأتيني فيدخل علي هو وصاحبه وحفص بن ميمون
634

ويسألوني، فأخبرهم بالحق، ثم يخرجون من عندي إلى أبي الخطاب، فيخبرهم
بخلاف قولي، فيأخذون بقوله ويذرون قولي.
ما روى في عبد الله بن بكير بن أعين
639 - قال محمد بن مسعود: عبد الله بن بكير وجماعة من الفطحية هم فقهاء
أصحابنا، منهم ابن بكير، وابن فضال يعني الحسن بن علي، وعمار الساباطي،
وعلي بن أسباط، وبنو الحسن بن علي بن فضال علي وأخواه، ويونس بن يعقوب
ومعاوية بن حكيم، وعد عدة من أجلة العلماء.
ما روى في داود بن فرقد
640 - محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثني
الوشاء، عن علي بن عقبة، عن داود بن فرقد، قال، قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت
فداك كنت أصلي عند القبر وإذا رجل خلفي يقول " أتريدون أن تهدوا من أضل
الله والله أركسهم بما كسبوا " (1).
قال، فالتفت إليه وقد تأول علي هذه الآية، وما أدري من هو وأنا أقول " وأن الشياطين
ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وان أطعتموهم انكم لمشركون " (2).
فإذا هو هارون بن سعد، قال، فضحك أبو عبد الله عليه السلام ثم قال: إذا أصبت
الجواب، قل الكلام بإذن الله.

(1) سورة النساء: 88
2) سورة الأنعام: 121
635

641 - حمدويه، قال: حدثنا أيوب، قال: حدثني صفوان، عن داود بن
فرقد، قال، قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أن رجلا خلفي حين صليت المغرب في مسجد
رسول الله صلى الله عليه وآله فقال " مالكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا أتريدون
أن تهدوا من أضل الله " (1) فعملت أنه يعنيني، فالتفت إليه فقلت: " وان الشياطين
ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم " (2) وذكر مثله سواء إلى آخر الحديث.
وقال في آخره: قلت جعلت فداك لاجرم والله ما تكلم بكلمة، فقال أبو عبد الله
عليه السلام: ما أحد أجهل منهم ان في المرجئة فتيا وعلما وفي الخوارج فتيا وعلما، وما
أحد أجهل منهم.
ما روى في خالد بن جرير البجلي
642 - محمد بن مسعود، قال: سألت علي بن الحسن، عن خالد بن جرير
الذي يروى عنه الحسن بن محبوب؟ فقال: كان من بجيلة، وكان صالحا.
ما روى في وهب بن جميع مولى إسحاق بن عمار
643 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، وسألته عن وهب
ابن جميع؟ فقال: ما سمعت فيه الا خيرا.
ما روى في علي بن خليد المكفوف
644 - محمد بن مسعود، قال: سألت علي بن الحسن، عن علي بن خليد
وكان يعرف بأبي الحسن المكفوف، وهو بغدادي، قال: ليس به بأس.
ما روى في أديم بن الحر أبى الحر الحذاء
645 - قال نصر بن الصباح: أبو الحر اسمه أديم بن الحر وهو حذاء صاحب
أبي عبد الله عليه السلام روى نيفا وأربعين حديثا عن أبي عبد الله عليه السلام.

(1) سورة النساء: 88
2) سورة الأنعام: 121
636

ما روى في حبيب السجستاني
646 - محمد بن مسعود، قال: حبيب السجستاني كان أولا شاريا، ثم دخل
في هذا المذهب، وكان من أصحاب أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام منقطعا إليهما.
ما روى في زياد بن أبي رجاء
647 - قال محمد بن مسعود: سألت ابن فضال، عن زياد بن أبي رجاء؟
فقال: ثقة.
ما روى في الطيار وابنه
648 - قال محمد بن مسعود: حدثني محمد بن نصير، قال: حدثني محمد
ابن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن ابن بكير، عن حمزة الطيار. قال، سألني
أبو عبد الله عليه السلام عن قراءة القرآن؟ فقلت: ما أنا بذلك، قال: لكن أبوك، قال،
فسألني عن الفرائض؟ فقلت: أنا وما أنا بذلك، فقال: لكن أبوك قال.
ثم قال: إن رجلا من قريش كان لي صديقا وكان عالما قاريا، فاجتمع هو
وأبوك عند أبي جعفر عليه السلام، فقال: ليقبل كل واحد منكما على صاحبه ويسأل كل واحد
منكما صاحبه، ففعلا، فقال القرشي. لأبي جعفر عليه السلام: قد علمت ما أردت! أردت
أن تعلمني أن في أصحابك مثل هذا، قال: هو ذاك كيف رأيت؟.
649 - طاهر بن عيسى، قال: حدثني جعفر بن أحمد، قال: حدثني الشجاعي،
عن محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى، عن حمزة بن الطيار، عن أبيه محمد
قال، جئت إلى باب أبي جعفر عليه السلام، استأذن عليه فلم يأذن لي وأذن لغيري.
فرجعت إلى منزلي وأنا مغموم، فطرحت نفسي على سرير في الدار وذهب
عني النوم، فجعلت أفكر وأقول أليس المرجئة تقول كذا، والقدرية تقول كذا،
والحرورية تقول كذا، والزيدية تقول كذا، فيفسد عليهم قولهم، وأنا أفكر في هذا
حتى نادى المنادي فإذا الباب تدق، فقلت: من هذا؟ فقال رسول أبي جعفر عليه السلام
637

يقول لك أبو جعفر عليه السلام أجب.
فأخذت ثيابي ومضيت معه فدخلت عليه، فلما رآني قال: يا محمد لا إلى
المرجئة، ولا إلى القدرية، ولا إلى الحرورية، ولا إلى الزيدية، ولكن إلينا. كما
حجبتك لكذا وكذا، فقبلت وقلت به.
650 - حمدويه ومحمد ابنا نصير، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن أبان الأحمر، عن الطيار قال، قلت لأبي عبد الله عليه السلام بلغني أنك كرهت
منا مناظرة الناس وكرهت الخصومة؟ فقال: أما كلام مثلك للناس فلا نكرهه، من
إذا طار أحسن أن يقع وان وقع يحسن أن يطير، فمن كان هكذا فلا نكره كلامه.
651 - حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير،
عن هشام بن الحكم، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: ما فعل ابن الطيار؟ قال،
قلت: مات، قال: رحمه الله ولقاه نضرة وسرورا، فقد كان شديد الخصومة عنا أهل
البيت.
652 - حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، عن يونس، عن
أبي جعفر الأحول، عن أبي عبد الله عليه السلام فقال: ما فعل ابن الطيار؟ فقلت: توفى،
فقال: رحمه الله أدخل عليه الرحمة ونضره، فإنه كان يخاصم عنا أهل البيت.
653 - فضالة بن جعفر، عن أبان، عن حمزة بن الطيار، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال، أخذ أبو عبد الله عليه السلام بيدي ثم عد الأئمة عليهم السلام إماما إماما يحسبهم
638

بيده حتى انتهى إلى أبي جعفر عليه السلام فكف.
فقلت: جعلني الله فداك لو فلقت رمانة فأحللت بعضها وحرمت بعضها لشهدت
أن ما حرمت حرام وما أحللت حلال، فقال: فحسبك أن تقول بقوله، وما أنا الا
مثلهم لي مالهم وعلي ما عليهم، فان أردت ان تجئ يوم القيامة مع الذين قال الله
تعالى " يوم ندعو كل أناس بامامهم " (1) فقل بقوله.
ما روى في أبي الصباح الكناني إبراهيم بن نعيم
654 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني أحمد
ابن محمد، عن الوشاء، عن بعض أصحابنا قال، قال أبو عبد الله عليه السلام لأبي الصباح
الكناني: أنت ميزان! فقال له: جعلت فداك ان الميزان ربما كان فيه عين قال: أنت
ميزان ليس فيه عين.
655 - بهذا الاسناد عن أحمد، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان،
عن بريد العجلي، قال: كنت أنا وأبو الصباح الكناني عند أبي عبد الله عليه السلام فقال:
كان أصحاب أبي والله خيرا منكم، كان أصحاب أبي ورقا لا شوك فيه وأنتم اليوم
شوك لا ورق فيه، فقال أبو الصباح الكناني: جعلت فداك فنحن أصحاب أبيك قال:
كنتم يومئذ خيرا منكم اليوم.
656 - محمد بن مسعود، قال: كتب إلي الشاذاني، قال: حدثنا الفضل، قال
حدثني علي بن الحكم وغيره، عن أبي الصباح الكناني قال: جاءني سدير فقال
لي: ان زيدا تبرأ منك، قال، فأخذت علي ثيابي، قال: وكان أبو الصباح رجلا
ضاريا، قال: فأتيته فدخلت عليه وسلمت عليه، فقلت له يا أبا الحسين بلغني أنك
قلت الأئمة أربعة ثلاثة مضوا والرابع هو القائم. قال زيد هكذا قلت.
قال، فقلت لزيد: هل تذكر قولك لي بالمدينة في حياة أبي جعفر عليه السلام

(1) سورة الإسراء: 71
639

وأنت تقول أن الله تعالى قضى في كتابه " أن من قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا () "
وانما الأئمة ولاة الدم وأهل الباب وهذا أبو جعفر الامام فان حدث به حدث فان فينا
خلفا.
وقال: كان يسمع مني خطب أمير المؤمنين عليه السلام وأنا أقول: فلا تعلموهم فهم
أعلم منكم، فقال لي: أما تذكر هذا القول؟ فقلت: بلى فان منكم من هو كذلك.
قال: ثم خرجت من عنده فتهيأت وهيأت راحلة ومضيت إلى أبي عبد الله عليه السلام
ودخلت عليه، وقصصت عليه ما جرى بيني وبين زيد.
فقال: أرأيت لو أن الله تعالى ابتلى زيدا فخرج منا سيفان آخران بأي شئ
يعرف أي السيوف سيف الحق؟ والله ما هو كما قال، لئن خرج ليقتلن، قال:
فرجعت فانتهيت إلى القادسية فاستقبلني الخبر بقتله رحمه الله.
657 - علي بن محمد بن قتيبة، قال: حدثنا أبو محمد الفضل بن شاذان،
قال: حدثني علي بن الحكم، بأسناده، هذا الحديث بعينه.
658 - محمد بن مسعود، قال، قال علي بن الحسن: أبو الصباح الكناني
ثقة وكان كوفيا، وانما سمي الكناني لان منزله في كنانه فعرف به، وكان عبديا.
في أبان بن عثمان الأحمر
659 - محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير وحمدويه، قالا:
حدثنا محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن إبراهيم بن أبي البلاد
قال: كنت أقود أبي وقد كان كف بصره، حتى صرنا إلى حلقة فيها ابان الأحمر،
فقال لي: عمن تحدث؟ قلت: عن أبي عبد الله عليه السلام، فقال: ويحه سمعت أبا عبد الله عليه السلام
يقول: أما أن منكم الكذابين ومن غيركم المكذبين.
660 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، قال: كان أبان من
أهل البصرة، وكان مولى بجيلة، وكان يسكن الكوفة، وكان من الناووسية.

(1) سورة الإسراء: 33 وليس " ان " من الآية.
640

ما روى في أبى خديجة سالم بن مكرم
661 - محمد بن مسعود، قال: سألت أبا الحسن علي بن الحسن، عن اسم
أبي خديجة؟ قال: سالم بن مكرم، فقلت له: ثقة؟ فقال: صالح وكان من أهل
الكوفة، وكان جمالا، وذكر انه حمل أبا عبد الله عليه السلام من مكة إلى المدينة، قال:
أخبرنا عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن أبي خديجة قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: لا تكتن
بأبي خديجة، قلت فبم اكتني؟ فقال: بأبي سلمة.
وكان سالم من أصحاب أبي الخطاب، وكان في المسجد يوم بعث عيسى
ابن موسى بن علي بن عبد الله بن العباس وكان عامل المنصور على الكوفة إلى
أبي الخطاب: لما بلغه انهم قد أظهروا الاباحات، ودعوا الناس إلى نبوة أبي
الخطاب، وانهم يجتمعون في المسجد ولزموا الأساطين يورون الناس انهم قد
لزموها للعبادة، وبعث إليهم رجلا فقتلهم جميعا لم يفلت منهم الا رجل واحد أصابته
جراحات فسقط بين القتلى يعد فيهم، فما جنه الليل خرج من بينهم فتخلص، وهو
أبو سلمة سالم بن مكرم الجمال الملقب بأبي خديجة، فذكر بعد ذلك أنه تاب
وكان ممن يروي الحديث.
ما روى في فيض بن المختار وسليمان بن خالد
وعبد السلام بن عبد الرحمن
662 - حمدويه، قال: حدثني يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير. ومحمد
ابن مسعود، قال: حدثني أحمد بن المنصور الخزاعي، عن أحمد بن الفضل
الخزاعي، عن ابن أبي عمير، قال: حدثنا حماد بن عيسى، عن عبد الحميد بن أبي
الديلم، قال، كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فأتاه كتاب عبد السلام بن عبد الرحمن بن
نعيم وكتاب الفيض بن المختار وسليمان بن خالد، يخبرونه أن الكوفة شاغرة برجلها
وانه ان أمرهم أن يأخذوها، أخذوها، فلما قرأ كتابهم رمى به، ثم قال: ما انا لهؤلاء
641

بامام اما علموا ان صاحبهم السفياني.
ما روى في الفيض ويونس بن ظبيان
663 - وان الفيض أول من سمع عن أبي عبد الله عليه السلام نصه على ابنه موسى
ابن جعفر عليه السلام.
جعفر بن أحمد بن أيوب، عن أحمد ابن الحسن التيمي، عن أبي نجيح،
عن الفيض بن المختار.
وعنه عن علي بن إسماعيل، عن أبي نجيح، عن الفيض، قال: قلت لأبي
عبد الله جعلت فداك، ما تقول في الأرض أتقبلها من السلطان ثم أو اجرها آخرين
على أن ما أخرج الله منها من شئ كان من ذلك النصف أو الثلث أو أقل من ذلك
أو أكثر؟ قال: لا بأس به، فقال له إسماعيل ابنه: يا أبه لم تحفظ.
قال، فقال: يا بني أوليس كذلك أعامل أكرتي! ان كثيرا ما أقول لك الزمني
فلا تفعل، فقام إسماعيل فخرج، فقلت جعلت فداك وما على إسماعيل الا يلزمك إذا
كنت أفضيت إليه الأشياء من بعدك كما أفضيت إليك بعد أبيك.
قال، فقال: يا فيض ان إسماعيل ليس كأنا من أبي، قلت: جعلت فداك فقد كنا
لا نشك أن الرحال ستحط إليه من بعدك، وقد قلت فيه ما قلت، فإن كان ما نخاف
وأسأل الله العافية فإلى من؟ قال: فأمسك عني، فقبلت ركبته وقلت أرحم سيدي
فإنما هي النار، وأني والله لو طمعت اني أموت قبلك ما باليت، ولكني أخاف
البقاء بعدك، فقال لي: مكانك.
ثم قام إلى ستر في البيت فرفعه ودخل، ثم مكث قليلا ثم صاح يا فيض أدخل!
فدخلت فإذا هو في المسجد قد صلى فيه، وانحرف عن القبلة فجلست بين يديه ودخل
إليه أبو الحسن عليه السلام وهو يومئذ خماسي وفي يده درة فاقعده على فخذه، فقال له: بأبي
أنت وأمي ما هذه المخفقة بيدك؟ قال: مررت بعلي أخي وهي في يده يضرب بها
بهيمة فانتزعتها من يده.
642

فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا فيض ان رسول الله صلى الله عليه وآله أفضيت إليه صحف إبراهيم
وموسى عليهما السلام فائتمن عليها رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام، واتمن عليها علي الحسن
عليه السلام، واتمن عليها الحسن الحسين عليه السلام واتمن عليها الحسين علي بن الحسين، واتمن
عليها علي بن الحسين محمد بن علي، واتمنني عليها أبي، وكانت عندي، ولقد
اتمنت عليها ابني هذا على حداثته وهي عنده، فعرفت ما أراد، فقلت له: جعلت
فداك زدني.
قال: يا فيض ان أبي كان إذا أراد ألا ترد له دعوة أقعدني على يمينه فدعا وامنت
فلا ترد له دعوة، وكذلك أصنع بابني هذا، ولقد ذكرناك أمس بالموقف فذكرناك
بخير.
فقلت له: يا سيدي زدني، قال: يا فيض ان أبي كان إذا سافر وأنا معه فنعس،
وهو على راحلته أدنيت راحلتي من راحلته فوسدته ذراعي الميل والميلين حتى
يقضي وطره من النوم، وكذلك يصنع بي أبني هذا.
قال: قلت جعلت فداك زدني، قال: اني لأجد بابني هذا ما كان يجد يعقوب
بيوسف، قلت: يا سيدي زدني، قال: هو صاحبك الذي سألت عنه فأقر له بحقه
فقمت حتى قبلت رأسه ودعوت الله له.
فقال أبو عبد الله عليه السلام: أما أنه لم يؤذن لي في أمرك منك، قلت: جعلت فداك
أخبر به أحدا؟ قال: نعم أهلك وولدك ورفقاءك وكان معي أهلي وولدي ويونس
بن ظبيان من رفقائي، فلما أخبرتهم حمدوا الله على ذلك كثيرا، وقال يونس: لا
والله حتى أسمع ذلك منه، وكانت فيه عجلة، فخرج واتبعته فلما انتهيت إلى الباب
سمعت أبا عبد الله عليه السلام قد سبقني وقال: الامر كما قال لك الفيض، قال: سمعت
وأطعت.
643

ما روى في سليمان بن خالد
664 - وسؤاله لأبي جعفر عليه السلام عن الامام هل يعلم ما في يومه؟ فاجابه بما
رأى بيان ذلك،]

(1) رجال النجاشي: 138
2) رجال الشيخ: 207
3) الخلاصة: 77
644

والدليل على صدق أبي جعفر عليه السلام ما خبر به، وشاهده منه من الدلالة على إمامته
(صلوات الله عليه) واحتجاج سليمان بن خالد على الحسن بن الحسن.
حمدويه، قال: سألت أبا الحسين أيوب بن نوح بن دراج النخعي، عن
سليمان بن خالد النخعي، أثقة هو؟ فقال: كما يكون الثقة.

(1) كذا في النسخ.
2) سورة الفتح: 27
3) سورة الأحزاب: 23
645

قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثني أبي، عن إسماعيل بن أبي
حمزة قال: ركب أبو جعفر عليه السلام يوما إلي حائط له من حيطان المدينة، فركبت
معه إلى ذلك الحائط ومعنا سليمان بن خالد، فقال له سليمان بن خالد: جعلت
فداك يعلم الامام ما في يومه؟ فقال: يا سليمان والذي بعث محمدا بالنبوة واصطفاه
بالرسالة، انه ليعلم ما في يومه وفي شهره وفي سنته.
ثم قال: يا سليمان أما علمت أن روحا تنزل عليه في ليلة القدر فيعلم ما في
تلك السنة إلى مثلها من قابل وعلم ما يحدث في الليل والنهار، والساعة ترى ما
يطمئن به قلبك.

(1) رجال الكشي: 265 ط جامعة مشهد تحت رقم 479 فراجع.
646

قال، فوالله ما سرنا الا ميلا أو نحو ذلك، حتى قال: الساعة يستقبلك رجلان
قد سرقا سرقة قد اضمرا عليها، فوالله ما سرنا الا ميلا حتى استقبلنا الرجلان، فقال
أبو جعفر عليه السلام لغلمانه: عليكم بالسارقين! فأخذا حتى أتي بهما.
فقال: سرقتما، فحلفا له بالله أنهما ما سرقا، فقال: والله لئن أنتما لم تخرجا
ما سرقتما لأبعثن إلى الموضع الذي وضعتما فيه سرقتكما، ولابعثن إلى صاحبكما
الذي سرقتماه حتى يأخذكما ويرفعكما إلى والي المدينة، فرأيكما؟ فأبيا أن يرد الذي
سرقاه، فأمر أبو جعفر عليه السلام غلمانه أن يستوثقوا منهما.
قال، فانطلق أنت يا سليمان إلى ذلك الجبل وأشار بيده إلى ناحية من الطريق،
فاصعد أنت وهؤلاء الغلمان فان في قلة الجبل كهفا، فادخل أنت فيه بنفسك، حتى
تستخرج ما فيه وتدفعه إلى مولى هذا، فان فيه سرقة لرجل آخر ولم يأت وسوف
يأتي.
فانطلقت وفي قلبي أمر عظيم مما سمعت حتى انتهيت إلى الجبل، فصعدت
إلى الكهف الذي وصفه لي، فاستخرجت منه عيبتين وقر رحلين، حتى أتيت بهما
أبا جعفر عليه السلام، فقال: يا سليمان ان بقيت إلى غد رأيت العجب بالمدينة مما يظلم
كثير من الناس.
فرجعنا إلى المدينة، فلما أصبحنا أخذ أبو جعفر عليه السلام بأيدينا فدخلنا معه على
والى المدينة، وقد دخل المسروق منه برجال براء فقال هؤلاء سرقوها، وإذا الوالي
يتفرسهم، فقال أبو جعفر عليه السلام: ان هؤلاء براء، وليس هم سراقة وسراقه عندي.
ثم قال لرجل: ما ذهب لك؟ قال: عيبة فيها كذا و كذا، فادعى ما ليس له وما
لم يذهب منه، فقال أبو جعفر عليه السلام: لم تكذب؟ فقال: أنت أعلم بما ذهب مني فهم
الوالي يبطش به حتى كفه أبو جعفر عليه السلام: ثم قال للغلام: ائتني بعيبة كذا و كذا فأتى
بها، ثم قال للوالي: ان ادعى فوق هذا فهو كاذب مبطل في جميع ما ادعى.
وعندي عيبة أخرى لرجل آخر وهو يأتيك إلى أيام وهو رجل من بربر، فإذا
647

أتاك فأرشده إلي فان عيبته عندي، وأما هذان السارقان فلست ببارح من هيهنا حتى
تقطعهما، فأتي بالسارقين فكانا يريان أنه لا يقطعهما بقول أبي جعفر عليه السلام، فقال أحدهما:
لم تقطعنا ولم نقر على أنفسنا بشئ قال: ويلكما شهد عليكما من لو شهد على أهل
المدينة لأجزت شهادته.
فلما قطعهما قال أحدهما: والله يا أبا جعفر لقد قطعتني بحق، وما سرني أن
الله عز وعلا أجرى توبتي على يد غيرك، وأن لي ما حازته المدينة، وأني لا علم أنك
لا تعلم الغيب، ولكنكم أهل بيت النبوة، وعليكم نزلت الملائكة وأنتم معدن الرحمة
فرق له أبو جعفر عليه السلام وقال: له أنت على خير ثم التفت إلى الوالي وجماعة الناس
فقال: والله لقد سبقته إلى الجنة بعشرين سنة.
648

فقال سليمان بن خالد لأبي حمزة: يا أبا حمزة رأيت دلالة أعجب من هذا،
فقال أبو حمزة العجيبة في العيبة الأخرى، فوالله ما لبثنا الا ثلاثا حتى جاء البربري
إلى الوالي فأخبره بقصتها، فأرشده الوالي إلى أبي جعفر عليه السلام فأتاه.

(1) مجمع البيان: 1 / 360
649

فقال له أبو جعفر عليه السلام: ألا أخبرك بما في عيبتك قبل أن تخبرني؟ فقال له
البربري: ان أنت أخبرتني بما فيها علمت أنك امام فرض الله طاعتك، فقال أبو
جعفر عليه السلام: ألف دينار لك، وألف دينار لغيرك، ومن الثياب كذا وكذا، قال فما
اسم الرجل الذي له الألف؟ قال: محمد بن عبد الرحمن، وهو على الباب ينتظرك
أتراني أخبرك ألا بالحق؟
فقال البربري: آمنت بالله وحده لا شريك له وبمحمد عليه السلام، وأشهد أنكم أهل
بيت الرحمة الذين أذهب الله عنكم الرجس وطهركم تطهيرا، فقال أبو جعفر عليه السلام:
رحمك الله فخر يشكر، فقال سليمان بن خالد حججت بعد ذلك عشر سنين وكنت
أرى الاقطع من أصحاب أبي جعفر عليه السلام.
665 - حمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال حدثني يونس، عن ابن
مسكان، عن سليمان بن خالد، قال لقيت الحسن بن الحسن، فقال: أما لنا حق أما
لنا حرمه، إذا اخترتم منا رجلا واحد كفاكم، فلم يكن له عندي جواب، فلقيت
أبا عبد الله عليه السلام فأخبرته بما كان من قوله لي، فقال لي: ألقه فقل له أتيناكم فقلنا
650

هل عند كم ما ليس عند غيركم: فقلتم: لا، فصدقناكم وكنتم أهل ذلك، وآتينا
بني عمكم فقلنا هل عندكم ما ليس عند الناس؟ فقالوا: نعم، فصدقناهم وكانوا أهل
ذلك.
قال: فلقيته فقلت له ما قال لي، فقال لي الحسن فان عندنا ما ليس عند الناس
فلم يكن عندي شئ، فاتيت أبا عبد الله عليه السلام فأخبرته، فقال لي: القه وقل ان الله
عز وجل يقول في كتابه " ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم أن كنتم
صادقين " (1) فاقعدوا لنا حتى نسألكم: قال: فلقيته فحاججته بذلك، فقال لي أفما
عندكم شئ ألا تعيبونا، إن كان فلان تفرغ وشغلنا فذاك الذي يذهب بحقنا.
666 - علي بن محمد القتيبي، قال: حدثنا الفضل بن شاذان، قال: حدثني
أبي، عن عدة من أصحابنا، عن سليمان بن خالد، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام:
رحم الله عمي زيدا ما قدر أن يسير بكتاب الله ساعة من نهار، ثم قال: يا سليمان بن
خالد ما كان عدوكم عندكم؟ قلنا: كفار.
قال: فان الله عز وجل يقول: " حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فاما منا بعد

(1) الأحقاف: 4
651

واما فداءا " (1) فجعل المن بعد الاثخان، وأسرتم قوما ثم خليتم سبيلهم قبل
الاثخان، فمننتم قبل الاثخان، وانما جعل الله المن بعد الاثخان، حتى خرجوا
عليكم من وجه آخر فقاتلوكم.
667 - محمد بن مسعود، ومحمد بن الحسن البراثي، قالا: حدثنا إبراهيم
ابن محمد بن فارس، عن أحمد بن الحسن، عن علي بن يعقوب، عن مروان بن
مسلم، عن عمار الساباطي، قال: قال سليمان بن خالد لأبي عبد الله عليه السلام وأنا جالس:
اني منذ عرفت هذا الامر أصلي في كل يوم صلاتين أقضي ما فاتني قبل معرفته،
قال: لا تفعل فان الحال التي كنت عليها أعظم من ترك ما تركت من الصلاة.
668 - محمد بن الحسن، وعثمان بن حامد، قالا: حدثنا محمد بن يزداد،
عن محمد بن الحسين، عن الحسن بن علي بن فضال، عن مروان بن مسلم، عن
عمار الساباطي، قال: كان سليمان بن خالد خرج مع زيد بن علي حين خرج،
قال، فقال له رجل ونحن وقوف في ناحية وزيد واقف في ناحية: ما تقول في زيد
هو خير أم جعفر؟ قال سليمان: قلت والله ليوم من جعفر خير من زيد أيام الدنيا،
قال: فحرك دابته وأتى زيدا وقص عليه القصة، قال: ومضيت نحوه فانتهيت
إلى زيد وهو يقول جعفر امامنا في الحلال والحرام.
ما روى في العيص بن القاسم وكلامه لخاله
669 - حدثني صدقة بن حماد، عن أبي سعيد الادمي، عن موسى بن سلام،
عن الحكم بن مسكين، عن عيص بن القاسم قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام

(1) سورة محمد: 4
2) رجال النجاشي: 232
652

مع خالي سليمان بن خالد، فقال لخالي: من هذا الفتى؟ قال: هذا ابن أختي، قال
فيعرف أمركم؟ فقال له: نعم، فقال: الحمدلله الذي لم يجعله شيطانا، ثم قال يا ليتني
وإياكم بالطائف أحدثكم وتونسوني، وتضمن لهم الا يحرج عليهم أبدا.
ما روى في ربعي بن عبد الله أبو نعيم
670 - قال محمد بن مسعود: سألت أبا محمد عبد الله بن محمد بن خالد
الطيالسي، عن ربعي بن عبد الله؟ فقال: هو بصري، هو ابن الجارود، ثقة.
ما روى في أحمد بن عائذ
671 - قال محمد بن مسعود: سألت أبا الحسن علي بن الحسن بن فضال،
عن أحمد بن عائذ كيف هو؟ فقال: صالح، وكان يسكن بغداد، وقال أبو الحسن:
أنا لم ألقه.
تم الجزء الرابع من كتاب أبي عمر والكشي
في أخبار الرجال ويتلوه في الجزء الخامس:
ما روي في يونس بن ظبيان. والحمد لله رب العالمين،
والصلاة على محمد وآله الطيبين الطاهرين، والسلام كثيرا

(1) رجال الشيخ: 192
653

اختيار معرفة الرجال
المعروف برجال الكشي
لشيخ الطائفة أبى جعفر الطوسي (قده)
تصحيح وتعليق
المعلم الثالث ميرداماد الاسترآبادي
تحقيق
السيد مهدى الرجائي
مؤسسة آل البيت عليهم السلام
655

الجزء الخامس من الاختيار من كتاب أبي عمرو
محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي في معرفة الرجال
بسم الله الرحمن الرحيم
ما روى في يونس بن ظبيان
672 - قال محمد بن مسعود: يونس بن ظبيان متهم غال، وذكر أن عبد الله
ابن محمد بن خالد الطيالسي، قال: كان الحسن بن علي الوشاء بن بنت الياس،
يحدثنا بأحاديثه، إذ مر علينا حديث النبي يرويه يونس بن ظبيان، حديث العمود،
فقال: تحدثوا عني هذا الحديث لاروي لكم، ثم رواه.
673 - حدثني محمد بن قولويه القمي، قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال:
حدثني محمد بن عيسى، عن يونس، قال: سمعت رجلا من الطيارة يحدث أبا
الحسن الرضا عليه السلام عن يونس بن ظبيان، أنه قال: كنت في بعض الليالي وأنا في
الطواف فإذا نداء من فوق رأسي: يا يونس اني أنا الله لا اله الا أنا فاعبدني وأقم
الصلاة لذكري، فرفعت رأسي فاذاج.
657

فغضب أبو الحسن عليه السلام غضبا لم يملك نفسه، ثم قال للرجل: أخرج عني
لعنك الله، ولعن من حدثك، ولعن يونس بن ظبيان ألف لعنة يتبعها ألف لعنة كل
لعنة منها تبلغك قعر جهنم، أشهد ما ناداه الا شيطان، أما أن يونس مع أبي الخطاب
في أشد العذاب مقرونان، وأصحابهما إلى ذلك الشيطان مع فرعون وآل فرعون
في أشد العذاب، سمعت ذلك من أبي عليه السلام.
قال يونس: فقام الرجل من عنده فما بلغ الباب الا عشر خطا حتى صرع
مغشيا عليه وقد قاء رجيعه وحمل ميتا.
فقال أبو الحسن عليه السلام: أتاه ملك بيده عمود فضرب على هامته ضربة قلب فيها
مثانته حتى قاء رجيعه وعجل الله بروحه إلى الهاوية، وألحقه بصاحبه الذي حدثه،
بيونس بن ظبيان، ورأى الشيطان الذي كان يترائى له.
674 - حدثني أحمد بن علي، قال: حدثني أبو سعيد الادمي، عن أبي
القاسم عبد الرحمن بن حماد، عن ابن فضال، عن غالب بن عثمان، عن عمار
ابن أبي عنبسة، قال: هلكت بنت لأبي الخطاب، فلما دفنها اطلع يونس بن ظبيان
في قبرها، فقال: السلام عليك يا بنت رسول الله.
675 - حدثني محمد بن قولويه، عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي،
عن الحسن بن علي الزيتوني، عن أبي محمد القاسم بن الهروي، عن محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، قال: سألت أبا
عبد الله عليه السلام عن يونس بن ظبيان؟ فقال: رحمه الله وبنى له بيتا في الجنة، كان والله
مأمونا على الحديث:
قال أبو عمرو الكشي ابن الهروي مجهول، وهذا حديث غير صحيح، مع
ما قد روى في يونس بن ظبيان.
658

ما روى في عنبسة بن مصعب
676 - قال حمدويه. عنبسة بن مصعب ناووسي، واقفي على أبي
عبد الله عليه السلام، وانما سميت الناووسية برئيس كان لهم يقال له: فلان بن فلان
الناووس.
677 - علي بن الحكم، عن منصور بن يونس، عن عنبسة بن مصعب، قال
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أشكو إلى الله وحدتي وتقلقلي من أهل المدينة حتى
تقدموا وأراكم وأسر بكم، فليت هذا الطاغية أذن لي فاتخذت قصرا فسكنته
وأسكنتكم معي، وأضمن له الا يجي من ناحيتنا مكروه أبدا.
ما روى في الحسين بن أبي العلاء
678 - قال محمد بن مسعود، عن علي بن الحسن: الحسين بن أبي العلاء
الخفاف وكان أعور.

(1) رجال الشيخ: 118
2) رجال الشيخ: 141
659

قال حمدويه: الحسين هو أزدي وهو الحسين بن خالد بن طهمان الخفاف،
وكنية خالد أبو العلاء، أخوه عبد الله بن أبي العلاء.

(1) رجال النجاشي: 116
2) رجال ابن داود: 451
3) منهج المقال للسيد ميرزا: 130
660

أبو أيوب إبراهيم بن عيسى الخزاز
679 - قال محمد بن مسعود: عن علي بن الحسن، أبو أيوب كوفي، اسمه
إبراهيم بن عيسى، ثقة.
علي بن ميمون الصائغ
680 - محمد بن مسعود:، قال: حدثني محمد بن نصير، قال: حدثني محمد
ابن الحسن، عن جعفر بن بشير، عن علي بن ميمون الصائغ، قال: دخلت عليه
يعني أبا عبد الله عليه السلام ليلة، فقلت اني أدين الله بولايتك وولاية آبائك وأجدادك عليهم السلام
فادع الله أن يثبتني فقال: رحمك الله رحمك الله.

(1) رجال النجاشي: 42
2) رجال النجاشي: 185
3) رجال ابن داود: 120
661

سعيدة مولاة جعفر (ع)
681 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، قال: حدثني
محمد بن الوليد، عن العباس بن هلال، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، ذكر أن
سعيدة مولاة جعفر عليه السلام كانت من أهل الفضل، كانت تعلم كلما سمعت من أبي
عبد الله عليه السلام، وأنه كان عندها وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وأن جعفرا قال لها: أسأل الله
الذي عرفنيك في الدنيا أن يزوجنيك في الجنة.
وأنها كانت في قرب دار جعفر عليه السلام، لم تكن ترى في المسجد الا مسلمة على
النبي صلى الله عليه وآله خارجة إلى مكة، أو قادمة من مكة.
وذكر أنه كان آخر قولها: قد رضينا الثواب وآمنا العقاب.
عاصم بن حميد الحناط
682 - عاصم بن حميد الحناط مولى بني حنيفة، مات بالكوفة.
علي بن السرى الكرخي
683 - محمد بن مسعود، قال: حدثنا محمد بن نصير، قال: حدثني محمد
ابن عيسى.
وحمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا القاسم الصيقل، رفع
الحديث إلى أبي عبد الله عليه السلام، قال، كنا جلوسا عنده فتذاكرنا رجلا من أصحابنا
فقال بعضنا: ذلك ضعيف، فقال أبو عبد الله عليه السلام إن كان لا يقبل ممن دونكم حتى
يكون مثلكم لم يقبل منكم حتى تكونوا مثلنا.
قال أبو جعفر العبيدي، قال الحسن بن علي بن يقطين، أظن الرجل علي
ابن السري الكرخي.
662

ما روى في أبى ناب الدغشي الحسن بن عطية
وأخويه على ومالك ابني عطية
684 - قال محمد بن مسعود: سألت علي بن الحسن، عن أبي ناب الدغشي
قال: هو الحسن بن عطية، وعلي بن عطية، ومالك بن عطية أخوة كوفيون، وليسوا
بالأحمسية، فان في الحديث مالك الأحمسي، والأحمس بطن من بجيلة.
ما روى في بنى رباط
685 - قال نصر بن الصباح. كانوا أربعة اخوة الحسن والحسين وعلي
ويونس، كلهم أصحاب أبي عبد الله عليه السلام ولهم أولاد كثير من حملة الحديث.

(1) رجال النجاشي: 37 في الحسن.
2) رجال الشيخ على ترتيب الأسماء: 225 و 265 و 167 و 337 وليس فيه على
والحسين ابنا رباط.
3) رجال الشيخ: 384 والموجود فيه علي بن رباط.
663

في المنخل بن جميل الكوفي بياع الجواري
686 - قال محمد بن مسعود: سألت علي بن الحسن، عن المنخل بن جميل
فقال: هو لا شئ متهم بالغلو.

(1) منهج المقال: 229
2) رجال النجاشي: 330
664

أبو عبيدة زياد الحذاء
687 - حدثني أحمد بن محمد بن يعقوب، قال: أخبرني عبد الله بن حمدويه
قال: حدثني محمد بن عيسى، عن بشير، عن الأرقط، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال
لما دفن أبو عبيدة الحذاء، قال، قال: انطلق بنا حتى نصلي على أبي عبيدة.
قال: فانطلقنا فلما انتهينا إلى قبره لم يزد على أن دعا له، فقال: اللهم برد على
أبي عبيدة، اللهم نور له قبره، اللهم ألحقه بنبيه، ولم يصل عليه، فقلت له: هل
على الميت صلاة بعد الدفن؟ قال: لا، انما هو الدعاء له.
688 - حمدويه بن نصير، قال: حدثنا محمد بن الحسين، قال: حدثني
جعفر بن بشير، عن داود بن سرحان، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام لي في كفن أبي
عبيدة الحذاء: انما الحنوط الكافور، ولكن اذهب فاصنع كما صنع الناس.
في بشير النبال وشجرة أخيه ومحمد بن زيد الشحام
689 - طاهر بن عيسى الوراق، قال: حدثنا جعفر بن أحمد بن أيوب،
قال: حدثني أبو الحسن صالح بن أبي حماد الرازي، عن محمد بن الحسين بن
أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن محمد بن زيد الشحام، قال رآني أبو
عبد الله عليه السلام وأنا أصلي فأرسل إلي ودعاني، فقال لي: من أين أنت؟ قلت: من
مواليك، قال: فأي موالي؟ قلت: من الكوفة، فقال: من تعرف من الكوفة، قال،
قلت: بشير النبال وشجرة.
665

قال: وكيف صنيعتهما؟ فقال ما أحسن صنيعتهما إلي، قال: خير المسلمين
من وصل وأعان ونفع، ما بت ليلة قط ولله في مالي حق يسألنيه.
ثم قال: أي شئ معكم من النفقة؟ قلت: عندي مائتا درهم، قال: أرنيها

(1) الخلاصة: 25
2) رجال النجاشي: 211
666

فأتيته بها فزادني فيها ثلاثين درهما ودينارين، ثم قال: تعش عندي! فجئت
فتعشيت عنده.
قال: فلما كان من القابلة لم أذهب إليه، فأرسل إلي فدعاني من عنده، فقال:
مالك لم تأتني البارحة قد شفقت علي؟ فقلت: لم يجئني رسولك، قال: فأنا
رسول نفسي إليك ما دمت مقيما في هذه البلدة، أي شئ تشتهي من الطعام؟ قلت:
اللبن، قال، فاشترى من أجلي شاة لبونا.
قال، فقلت له: علمني دعاءا، قال: اكتب - بسم الله الرحمن الرحيم،
يا من أرجوه لكل خير وآمن سخطه عند كل عثرة، يا من يعطي الكثير بالقليل، ويا من
أعطى من سأله، تحننا منه ورحمة، يامن أعطى من لم يسأله ولم يعرفه صل على
محمد وأهل بيته، وأعطني بمسألتي إياك جميع خير الدنيا وجميع خير الآخرة،
فإنه غير منقوص لما أعطيت وزدني من سعة فضلك يا كريم.

(1) رجال الشيخ على ترتيب: 108 و 125 و 156 و 218 و 63.
667

ثم رفع يديه، فقال: يا ذا المن والطول يا ذا الجلال والاكرام يا ذا النعماء
والجود ارحم شيبتي من النار، ثم وضع يده على لحيته ولم يرفعها الا وقد امتلا
ظهر كفه دموعا.
في عمر أخي عذافر
690 - محمد بن مسعود، قال: حدثني الحسين بن أشكيب، عن ابن أورمة،
عن القاسم بن محمد، عن حبيب الخثعمي، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول
وذكر أبا الخطاب، فقال: اتقوا الكذابين، قال، وقال أبو عبد الله عليه السلام: اني أرسلت
مع عمر أخي عذافر لام فروة بمتعة لها عندكم، فزعم أني استودعته علما.
في سكبن النخعي
691 - محمد بن مسعود قال: كتب إلي الفضل بن شاذان، يذكر عن ابن
أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، قال، حججت وسكين النخعي، فتعبد
وترك النساء والطيب والثياب والطعام الطيب، وكان لا يرفع رأسه داخل المسجد
إلى السماء، فلما قدم المدينة دنا من أبي إسحاق فصلى إلى جانبه، فقال جعلت
فداك اني أريد أن أسألك عن مسائل؟ قال: اذهب فاكتبها وأرسل بها إلي.
فكتب جعلت فداك رجل دخله الخوف من الله عز وجل حتى ترك النساء
والطعام الطيب، ولا يقدر أن يرفع رأسه إلى السماء، وأما الثياب فشك فيها.
فكتب: أما قولك في ترك النساء: فقد علمت ما كان لرسول الله من النساء،
وأما قولك في ترك الطعام الطيب: فقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله يأكل اللحم والعسل،
وأما قولك أنه دخله الخوف حتى لا يستطيع أن يرفع رأسه إلى السماء: فليكثر من
تلاوة هذه الآيات: الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالاسحار.
668

في عروة القتات
692 - محمد بن مسعود، قال: حدثني أحمد بن منصور، عن أحمد بن
الفضل الكناسي، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: أي شئ بلغني عنكم؟ قلت:
ما هو؟ قال: بلغني أنكم أقعدتم قاضيا بالكناسة، قال، قلت: نعم جعلت فداك ذاك
رجل يقال له عروة القتات، وهو رجل له حظ من عقل، يجتمع عنده فيتكلم
ويتسائل ثم يرد ذلك إليكم، قال: لا بأس.
في الحسين بن المنذر
693 - حمدويه قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن
محمد بن سنان، عن الحسين بن المنذر، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام جالسا

(1) رجال ابن داود: 234 وحذف المصحح الابن من البين.
669

فقال لي معتب: خفف عن أبي عبد الله عليه السلام: فقال أبو عبد الله عليه السلام: دعه فإنه من قراح
الشيعة.
في حماد الناب وجعفر والحسين أخويه
694 - حمدويه، قال: سمعت أشياخي يذكرون: أن حمادا وجعفرا والحسين
بني عثمان بن زياد الرواسي، وحماد يلقب بالناب، وكلهم فاضلون خيار ثقات.
حماد بن عثمان مولى عني مات سنة تسعين ومائة بالكوفة.
في القاسم بن عروة
695 - مولى أبي أيوب الخوزي، وزير أبي جعفر المنصور.
في أبى مسروق وابنه الهيثم 696 - حمدويه، قال: لأبي مسروق ابن يقال له الهيثم، سمعت أصحابي
يذكرونهما بخير، كلاهما فاضلان.
في عنبسة بن بجاد العابد
697 - حمدويه، قال: قال: سمعت أشياخي يقولون: عنبسة بن بجاد كان
خيرا فاضلا.
في ذريح المحاربي
698 - روى أبو سعيد بن سليمان، قال: حدثنا العبيدي، قال: حدثنا يونس
ابن عبد الرحمن، وصفوان بن يحيى، وجعفر بن بشير جميعا، عن ذريح المحاربي،
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما ترك الله الأرض بغير امام قط منذ قبض آدم عليه السلام يهتدي
670

به إلى الله تبارك وتعالى، وهو الحجة على العباد، من تركه هلك ومن لزمه نجا
حقا على الله تعالى.
699 - روي عن محمد بن سنان، عن عبد الله بن جبلة الكناني، عن ذريح
المحاربي قال، قلت لأبي عبد الله عليه السلام بالمدينة: ما تقول في أحاديث جابر؟ قال
تلقاني بمكة قال: فلقيته بمكة، فقال: تلقاني بمنى، قال: فلقيته بمنى فقال لي:
ما تصنع بأحاديث جابر! اله عن أحاديث جابر فإنها إذا وقعت إلى السفلة أذاعوها.
قال عبد الله بن جبلة: فاحتسبت ذريحا سفلة.
700 - حدثني خلف بن حماد، قال: حدثني أبو سعيد، قال: حدثني
الحسن بن محمد بن أبي طلحة، عن داود الرقي، قال، قلت لأبي الحسن الرضا
عليه السلام: جعلت فداك انه والله ما يلج في صدري من أمرك شئ الا حديثا سمعته من
ذريح يرويه عن أبي جعفر عليه السلام، قال لي: وما هو؟ قال سمعته يقول: سابعنا قائمنا
إن شاء الله، قال: صدقت وصدق ذريح وصدق أبو جعفر عليه السلام،
671

فازددت والله شكا، ثم قال يا داود بن أبي خالد: أما والله لولا أن موسى
قال للعالم ستجدني إن شاء الله صابرا ما سأله عن شئ، وكذلك أبو جعفر عليه السلام لولا
أن قال انشاء الله لكان كما قال، قال: فقطعت عليه.
في مفضل بن مزيد أخي شعيب الكاتب
701 - محمد بن مسعود، قال: حدثني أحمد بن منصور، عن أحمد بن
الفضل، عن محمد بن زياد، عن المفضل بن مزيد أخي شعيب الكاتب، قال، قال
أبو عبد الله عليه السلام: انظر ما أصبت فعد به على اخوانك، فان الله عز وجل يقول " ان
الحسنات يذهبن السيئات " (1) قال مفضل: كنت خليفة أخي على الديوان، قال، وقد
قلت: وقد ترى مكاني من هؤلاء القوم فما ترى، قال: لو لم تكن كنت.
702 - محمد بن مسعود، قال: حدثني جعفر بن أحمد، قال: حدثني العمركي
عن محمد بن علي وغيره عن ابن أبي عمير، عن مفضل بن مزيد أخي شعيب الكاتب
قال: دخل علي أبو عبد الله عليه السلام وقد امرت أن اخرج لبني هاشم جوائز، فلم أعلم

(1) سورة هود: 114
2) سورة الكهف: 69
672

الا وهو على رأسي وأنا مستخلي، فوثبت إليه، فسألني عما أمر لهم، فناولته الكتاب،
قال: ما أرى لإسماعيل هيهنا شيئا فقلت: هذا الذي خرج إلينا.
ثم قلت له: جعلت فداك قد ترى مكاني من هؤلاء القوم فقال لي: انظر ما
أصبت فعد به على أصحابك، فان الله جل وعلا يقول " ان الحسنات يذهبن السيئات " (1)
في علي بن حماد الأزدي
703 - محمد بن مسعود قال: علي بن حماد متهم، وهو الذي يروي كتاب
الأظلة.
سليمان الديلمي
704 - محمد بن مسعود، قال، قال علي بن محمد: سليمان الديلمي من الغلاة
الكبار.
تسمية الفقهاء من أصحاب أبي عبد الله (ع)
705 - أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح من هؤلاء وتصديقهم لما يقولون
وأقروا لهم بالفقه، من دون أولئك الستة الذين عددناهم وسميناهم، ستة نفر:
جميل بن دراج. وعبد الله بن مسكان، وعبد الله بن بكير، وحماد بن عيسى، وحماد
ابن عثمان، وأبان بن عثمان.
قالوا: وزعم أبو إسحاق الفقيه يعنى ثعلبة بن ميمون: أن أفقه هؤلاء جميل
ابن دراج وهم أحداث أصحاب أبي عبد الله عليه السلام.
في سورة بن كليب
706 - محمد بن مسعود، قال: حدثني الحسين بن أشكيب، عن عبد الرحمن

(1) سورة هود: 114
673

ابن حماد، عن محمد بن إسماعيل الميثمي، عن حذيفة بن منصور، عن سورة بن
كليب، قال، قال لي زيد بن علي: يا سورة كيف علمتم أن صاحبكم على
ما تذكرونه؟ قال: فقلت له: على الخبير سقطت، قال، فقال: هات.
فقلت له: كنا نأتي أخاك محمد بن علي عليه السلام نسأله، فيقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله
وقال الله عز وجل في كتابه، حتى مضى أخوك فأتيناكم آل محمد وأنت فيمن آتيناه
فتخبرونا ببعض ولا تخبرونا بكل الذي نسألكم عنه. حتى أتينا ابن أخيك جعفرا فقال
لنا كما قال أبوه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وقال تعالى، فتبسم وقال أما والله ان قلت هذا
فان كتب علي عليه السلام عنده.

(1) نهاية ابن الأثير: 4 / 318
2) القاموس: 3 / 175
674

فسل هل حدث بالمدينة حدث، قال: فخرجت حتى أتيت مرا فلم ألق أحدا، ثم
مضيت حتى أتيت عسفان فلم يلقني أحد.
فارتحلت من عسفان فلما خرجت منها لقيني عير تحمل زيتا من عسفان، فقلت
لهم: هل حدث بالمدينة حدث؟ قالوا لا، الا قتل هذا العراقي الذي يقال له المعلى
ابن خنيس.
قال: فانصرفت إلى أبي عبد الله عليه السلام فلما رآني قال لي: يا إسماعيل قتل
المعلى بن خنيس؟ فقلت: نعم، قال، فقال: أما والله لقد دخل الجنة.
708 - عن ابن أبي نجران، عن حماد الناب، عن المسمعي، قال: لما أخذ
داود بن علي المعلى بن خنيس حبسه وأراد قتله، فقال له معلى أخرجني إلى
الناس فان لي دينا كثيرا وما لا حتى أشهد بذلك؟ فأخرجه إلى السوق فلما اجتمع
الناس.
قال: يا أيها الناس أنا معلى بن خنيس من عرفني فقد عرفني، اشهدوا أن ما
تركت من مال عين أو دين أو أمة أو عبد أو دار أو قليل أو كثير فهو لجعفر بن محمد
قال: فشد عليه صاحب شرطة داود فقتله.
قال: فلما بلغ ذلك أبا عبد الله عليه السلام خرج يجر ذيله حتى دخل على داود بن علي،
وإسماعيل ابنه خلفه، فقال: يا داود قتلت مولاي وأخذت مالي قال: ما أنا قتلته ولا
أخذت مالك، قال: والله لأدعون الله على من قتل مولاي وأخذ مالي قال: ما قتلته
ولكن قتله صاحب شرطتي، فقال باذنك أو بغير اذنك؟ قال: بغير اذني، قال
يا إسماعيل شأنك به قال: فخرج إسماعيل والسيف معه حتى قتله في مجلسه.
قال حماد: وأخبرني المسمعي عن معتب، قال: فلم يزل أبو عبد الله عليه السلام
ليلته ساجدا وقائما قال: فسمعته في آخر الليل وهو ساجد ينادي.
اللهم أني أسألك بقوتك القوية وبمحالك الشديد وبعزتك التي خلقك لها
ذليل أن تصلى على محمد وآل محمد وأن تأخذه الساعة، قال: فوالله ما رفع رأسه
675

من سجوده حتى سمعنا الصايحة، فقالوا: مات داود بن علي فقال أبو عبد الله عليه السلام
اني دعوت الله عليه بدعوة بعث الله إليه ملكا، فضرب رأسه بمرزبة انشقت منها
مثانته.
709 - إبراهيم بن محمد بن العباس الختلي، قال: حدثني أحمد بن إدريس
القمي المعلم، قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين عن
موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن حفص الأبيض التمار، قال دخلت
على أبي عبد الله عليه السلام أيام طلب المعلى بن خنيس رحمه الله، فقال لي يا حفص اني
أمرت المعلى فخالفني فابتلي بالحديد.

(1) نهاية ابن الأثير: 2 / 219
2) القاموس: 1 / 73
3) رجال الشيخ: 176
676

اني نظرت إليه يوما وهو كئيب حزين، فقلت: يا معلى كأنك ذكرت أهلك
وعيالك قال: أجل قلت: ادن مني فدنى مني، فمسحت وجهه فقلت أين تراك؟ فقال:
أراني في أهل بيتي وهو ذا زوجتي وهذا ولدي، فتركته حتى تملأ منهم واستترت
منهم حتى نال ما ينال الرجل من أهله.
ثم قلت ادن مني، فدنى مني، فمسحت وجه فقلت أين تراك؟ فقال: أراني معك
في المدينة، قال: قلت يا معلى ان لنا حديثا من حفظه علينا حفظ الله عليه دينه ودنياه.
يا معلى لا تكونوا اسراء في أيدي الناس بحديثنا ان شاؤوا منوا عليكم وان شاؤوا
قتلوكم، يا معلى أنه من كتم الصعب من حديثنا جعله الله نورا بين عينيه وزوده القوة
في الناس ومن أذاع الصعب من حديثنا لم يمت حتى يعضه السلاح أو يموت بخبل
يا معلى أنت مقتول فاستعد.
710 - حمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسى.
ومحمد بن مسعود، قال: حدثنا جبريل بن أحمد، قال حدثنا محمد بن عيسى،
عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن الوليد بن صبيح، قال، قال داود بن علي لأبي
عبد الله عليه السلام: ما أنا قتلته يعني معلى، قال: فمن قتله؟ قال السيرافي وكان صاحب
شرطته، قال: اقدنا منه، قال: قد أقدتك، قال: فلما أخذ السيرافي وقدم ليقتل، جعل
يقول: يا معشر المسلمين، يأمروني بقتل الناس فأقتلهم لهم ثم يقتلوني، فقتل
السيرافي.
711 - محمد بن مسعود، قال: كتب إلي الفضل، قال: حدثنا ابن أبي عمير
عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن إسماعيل بن جابر، قال: قدم أبو إسحاق عليه السلام من
677

مكة، فذكر له قتل المعلى بن خنيس: قال، فقام مغضبا يجر ثوبه، فقال له إسماعيل
ابنه: يا أبه أين تذهب؟ قال: لو كانت نازلة لأقدمت عليها فجاء حتى دخل على
داود بن علي.
فقال له: يا داود لقد أتيت ذنبا لا يغفره الله لك قال: وما ذاك الذنب؟ قال:
قتلت رجلا من أهل الجنة ثم مكث ساعة ثم قال: إن شاء الله.
فقال له داود: وأنت قد أتيت ذنبا لا يغفره الله لك قال: وما ذاك الذنب؟ قال
زوجت ابنتك فلانا الأموي، قال: إن كنت زوجت فلانا الأموي فقد زوج رسول الله
صلى الله عليه وآله عثمان، ولي برسول الله أسوة.
قال: ما أنا قتلته، قال: فمن قتله؟ قال قتله السيرافي، قال فأقدنا منه قال، فلما
كان من الغد غدا إلى السيرافي فأخذه فقتله، فجعل يصيح: يا عباد الله يأمروني أن
أقتل لهم الناس ويقتلوني.
712 - أبو علي أحمد بن علي السلولي المعروف بشقران، قال: حدثنا
الحسين بن عبيد الله القمي، عن محمد بن أورمة، عن يعقوب بن يزيد، عن سيف
ابن عميرة، عن المفضل بن عمر الجعفي قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام يوم
صلب فيه المعلى، فقلت له يا بن رسول الله ألا ترى هذا الخطب الجليل الذي نزل
بالشيعة في هذا اليوم قال: وما هو؟ قلت قتل المعلى بن خنيس.
قال: رحم الله معلي قد كنت أتوقع ذلك لأنه أذاع سرنا، وليس الناصب لنا
حربا بأعظم مؤنة علينا من المذيع علينا سرنا فمن أذاع سرنا إلى غير أهله لم يفارق
الدنيا حتى يعضه السلاح أو يموت بخبل.
713 - وجدت بخط جبريل بن أحمد، قال: حدثني محمد بن عبد الله بن
مهران، قال حدثني محمد بن علي الصيرفي، عن الحسن، عن الحسين بن أبي العلاء،
عن أبي العلاء، وأبي المغرا، عن أبي بصير، قال، سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول،
وجرى ذكر المعلى بن خنيس، فقال: يا أبا محمد أكتم علي ما أقول لك في المعلى
678

قلت: أفعل، فقال: أما أنه ما كان ينال درجتنا الا بما ينال منه داود بن علي، قلت:
وما الذي يصيبه من داود؟ قال: يدعو به فيأمر به فيضرب عنقه ويصلبه، قلت: " انا
لله وانا إليه راجعون " قال: ذاك قابل.
قال، فلما كان قابل، ولي المدينة فقصد قصد المعلى فدعاه وسأله عن شيعة
أبى عبد الله، وأن يكتبهم له، فقال: ما أعرف من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام أحدا
وانما أنا رجل اختلف في حوايجه وما أعرف له صحابا، فقال: تكتمني أما أنك ان
كتمتني قتلتك فقال له المعلى: بالقتل تهددني والله لو كانوا تحت قدمي ما رفعت
قدمي عنهم، وان أنت قتلتني لتسعدني وأشقيك، فكان كما قال أبو عبد الله عليه السلام لم
يغادر منه قليلا ولا كثيرا.
714 - أحمد بن منصور، عن أحمد بن الفضل، عن محمد بن زياد، عن
عبد الرحمن بن الحجاج، عن إسماعيل بن جابر، قال، دخلت على أبي عبد الله عليه السلام
فقال لي: يا إسماعيل قتل المعلى؟ قلت: نعم، قال: أما والله لقد دخل الجنة.
715 - أبو جعفر أحمد بن إبراهيم القرشي، قال: أخبرني بعض أصحابنا،
قال، كان المعلى بن خنيس رحمه الله إذا كان يوم العيد خرج إلى الصحراء شعثا
مغبرا في زي ملهوف، فإذا صعد الخطيب المنبر مد يده نحو السماء.
ثم قال: اللهم هذا مقام خلفائك وأصفيائك، وموضع أمنائك الذين خصصتهم
بها ابتزوها، وأنت المقدر للأشياء لا يغلب قضاؤك، ولا يجاوز المحتوم من تدبيرك
كيف شئت وأنى شئت، علمك في ارادتك كعلمك في خلقك، حتى عاد صفوتك
وخلفائك مغلوبين مقهورين مبترين، يرون حكمك مبدلا وكتابك منبوذا، وفرايضك
محرفة عن جهات شرايعك، وسنن نبيك صلواتك عليه متروكة.
اللهم العن أعدائهم من الأولين والآخرين والغادين والرايحين والماضين
والغابرين، اللهم والعن جبابرة زماننا وأشياعهم وأتباعهم وأحزابهم وأعوانهم،
انك على كل شئ قدير.
679

في ابن مسكان وحريز بن عبد الله السجستاني
716 - محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، قال: حدثني محمد
ابن عيسى، عن يونس، قال، لم يسمع حريز بن عبد الله من أبي عبد الله عليه السلام الا
حديثا أو حديثين، وكذلك عبد الله بن مسكان لم يسمع الا حديثة: من أدرك المشعر
فقد أدرك الحج، وكان من أروى أصحاب أبي عبد الله عليه السلام، وكان أصحابنا يقولون
من أدرك المشعر قبل طلوع الشمس فقد أدرك الحج.
فحدثني ابن أبي عمير، وأحسبه أنه رواه له: من أدركه قبل الزوال من يوم
النحر فقد أدرك الحج.
وزعم يونس ان ابن مسكان سرح بمسائل إلى أبي عبد الله عليه السلام يسأله عنها
وأجابه عليها، من ذلك ما خرج إليه مع إبراهيم بن ميمون كتب إليه يسأله عن خصي
دلس نفسه على امرأة؟ قال: يفرق بينهما ويوجع ظهره، وذاك ان ابن مسكان كان
رجلا موسرا، وكان يتلقى أصحابه إذا قدموا فيأخذ ما عندهم.
وزعم أبو النضر محمد بن مسعود: ان ابن مسكان كان لا يدخل على أبي
عبد الله عليه السلام شفقة ألا يوفيه حق اجلاله، فكان يسمع من أصحابه، ويأبى أن يدخل
عليه اجلالا واعظاما له عليه السلام.
في حريز
717 - حمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن صفوان، عن عبد الرحمن
ابن الحجاج، قال: استأذن فضل البقباق لحريز على أبي عبد الله عليه السلام فلم يأذن له،
فعاوده فلم يأذن له، فقال له: أي شئ للرجل أن يبلغ من عقوبة غلامه؟ قال: على
قدر جريرته، فقال: قد عاقبت والله حريزا بأعظم مما صنع فقال: ويحك أنا فعلت
ذاك أن حريزا جرد السيف، قال، ثم قال: لو كان حذيفة، ما عاودني فيه بعد أن
قلت له لا.
680

718 - محمد بن مسعود، قال: حدثني جعفر بن أحمد بن أيوب، قال
حدثني العمركي، قال: حدثني أحمد بن شيبة، عن يحيى بن المثني، عن علي بن
الحسن بن رباط، عن حريز، قال: دخلت على أبي حنيفة وعنده كتب كادت تحول
فيما بيننا وبينه، فقال لي: هذه الكتب كلها في الطلاق وأنتم! وأقبل يقلب بيده.
قال، قلت: نحن نجمع هذا كله في حرف، قال: وما هو؟ قال قلت: قوله
تعالى: " يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة " (1)، فقال
لي: فأنت لاتعلم شيئا الا برواية؟ قلت: أجل.
فقال لي ما تقول في مكاتب كاتب مكاتبته ألف درهم فأدى تسعمائة وتسعة
وتسعين درهما، ثم أحدث يعني الزنا، كيف نحده؟ فقلت: عندي بعينها حديث حدثني
محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام: أن عليا عليه السلام كان يضرب بالسوط وبثلثه وبنصفه
وببعضه بقدر أدائه، فقال لي: مالي أسألك عن مسألة لا يكون فيها شئ.
فما تقول في جمل اخرج من البحر؟ فقلت: انشاء الله فليكن جملا وان شاء
فليكن بقرة، إن كانت عليه فلوس أكلناه، والا فلا.
719 - حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، عن يونس، قال
قلت لحريز يوما: يا أبا عبد الله كم يجزيك أن تمسح على شعر رأسك في وضوء الصلاة
قال: بقدر ثلاث أصابع، وأومأ بالسبابة والوسطى والثالثة، وزعم حريز أن ذاك
برواية، وكان يونس يذكر عنه فقها كثيرا.
حريز بن عبد الله الأزدي عربي كوفي، انتقل إلى سجستان فقتل بها رحمه الله.

(1) سورة الطلاق: 1
681

في يونس بن يعقوب
720 - حدثني حمدويه، ذكره عن بعض أصحابنا، أن يونس بن يعقوب
فطحي كوفي، مات بالمدينة وكفنه الرضا عليه السلام، وانما سمي فطحيا لان عبد الله بن
جعفر كان أفطح الرأس، وقد قيل أنه كان أفطح الرجلين، وقيل إنهم نسبوا إلى رجل
يقال له: عبد الله بن فطيح.

(1) الخلاصة: 185
682

721 - علي بن الحسن بن علي بن فضال، قال: حدثنا محمد بن الوليد عن
يونس بن يعقوب، قال: دخلت على أبي الحسن موسى عليه السلام، قال، فقلت له: جعلت
فداك ان أباك كان يرق علي ويرحمني، فان رأيت أن تنزلني بتلك المنزلة فعلت قال،
فقال لي: يا يونس اني دخلت على أبي وبين يديه حيس أو هريسة، فقال: ادن يا بني
فكل من هذا، هذا بعث به إلينا يونس أنه من شيعتنا القدماء، فنحن لك حافظون.

(1) رجال النجاشي: 348
2) رجال الشيخ: 335 و 363 و 394
683

قال أبو النضر: سمعت علي بن الحسن، يقول: مات يونس بن يعقوب بالمدينة
فبعث إليه أبو الحسن الرضا عليه السلام بحنوطه وكفنه وجميع ما يحتاج إليه، وأمر مواليه
وموالي أبيه وجده أن يحضروا جنازته، وقال لهم: هذا مولى لأبي عبد الله عليه السلام كان
يسكن العراق.
وقال لهم: احفروا له في البقيع فان قال لكم أهل المدينة أنه عراقي ولا ندفنه
في البقيع: فقولوا لهم هذا مولي لأبي عبد الله عليه السلام وكان يسكن العراق، فان
منعتمونا أن ندفنه بالبقيع منعناكم أن تدفنوا مواليكم في البقيع، ووجه أبو الحسن
علي بن موسى عليهما السلام إلى زميله محمد بن الحباب، وكان رجلا من أهل الكوفة: صل
عليه أنت.

(1) نهاية ابن الأثير: 1 / 467
2) رجال الشيخ: 286
684

722 - علي بن الحسن، قال: حدثني محمد بن الوليد، قال: رآني صاحب
المقبرة وأنا عند القبر بعد ذلك فقال لي: من هذا الرجل صاحب القبر؟ فان أبا
الحسن علي بن موسى عليهما السلام أوصاني به، وأمرني أن أرش قبره أربعين شهرا: أو
أربعين يوما في كل يوم، قال أبو الحسن: الشك مني.
قال، وقال لي صاحب المقبرة: أن السرير عندي يعني سرير النبي صلى الله عليه وآله
فإذا مات رجل من بني هاشم صر السرير، فأقول أيهم مات حتى أعلم بالغداة، فصر
السرير في الليلة التي مات فيها هذا الرجل، فقلت: لا أعرف أحدا منهم مريضا فمن
الذي مات، فلما كان من الغد جاءوا فأخذوا مني السرير، وقالوا: مولى لأبي عبد الله
عليه السلام كان يسكن العراق.
وقال علي بن الحسن: كانت أمه أخت معاوية بن عمار وكانت تدخل على
أبي عبد الله عليه السلام، وامرأته كانت مضرية وكانت تدخل أبي عبد الله عليه السلام.
723 - علي بن الحسن، قال: حدثني محمد بن الوليد، عن صفوان بن
يحيى، قال، قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: جعلت فداك سرني ما فعلت بيونس قال،
فقال لي: أليس مما صنع الله ليونس ان نقله من العراق إلى جوار نبيه صلى الله عليه وآله.
724 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن محمد بن عبد
الحميد، عن يونس بن يعقوب، قال، قال لي يونس: ذكر لي أبو عبد الله عليه السلام أو
أبو الحسن شيئا أستر به، قال، فقال لي: لا والله ما أنت عندنا متهم، انما أنت رجل
منا أهل البيت، فجعلك الله مع رسوله وأهل بيته، والله فاعل ذلك إن شاء الله.
685

وذكر أنه قال: انظروا إلى ما ختم الله به ليونس قبضه مجاورا لرسوله صلى الله عليه وآله.
725 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن محمد بن عبد الحميد
عن يونس بن يعقوب، قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام في شئ كتبت إليه فيه
يا سيدي، فقال للرسول: قل له أنك أخي.
726 - علي بن الحسن، عن عباس بن عامر، عن يونس بن يعقوب، قال:
كتبت إلى أبي عبد الله عليه السلام أسأله أن يدعوا الله لي أن يجعلني ممن ينتصر به لدينه
فلم يجبني، فاغتممت لذلك، قال يونس فأخبرني بعض أصحابنا، أنه كتب إليه
بمثل ما كتبت، فاجابه وكتب في أسفل كتابه: يرحمك الله انما ينتصر الله لدينه بشر
خلقه.
727 - وروي عن أبي سعيد الادمي، قال: حدثني محمد بن الوليد، قال:
حضرت جنازة معاوية بن عمار ويونس بن يعقوب حاضر، فصلى بأصحابنا وأذن
وأقام هذا.
728 - حمدويه، قال: حدثني أيوب، عن محمد بن سنان، عن يونس بن
يعقوب، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا يونس قل لهم يا مؤلفة قد رأيت ما تصنعون
إذا سمعتم الاذان أخذتم نعالكم وخرجتم من المسجد.
686

في محمد بن سنان
729 - قال حمدويه: كتبت أحاديث محمد بن سنان، عن أيوب بن نوح
وقال: لا أستحل أن أروي أحاديث محمد بن سنان.
ما روى في عبد الملك بن عمرو
730 - حمدويه، قال: حدثني يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن
جميل بن صالح، عن عبد الملك بن عمرو، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: اني
لأدعو الله لك حتى اسمي دابتك أو قال: أدعو لدابتك.
في عبد الله بن ميمون القداح المكي
731 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني أيوب بن نوح، قال حدثنا
صفوان بن يحيى، عن أبي خالد صالح القماط، عن عبد الله بن ميمون، عن أبي
جعفر عليه السلام قال: يا بن ميمون كم أنتم بمكة؟ قلت: نحن أربعة، قال: أما أنكم نور
في ظلمات الأرض.
732 - جبريل بن أحمد، قال: سمعت محمد بن عيسى يقول: كان عبد الله
ابن ميمون يقول بالتزيد.
في محمد بن إسحاق صاحب المغازي وغيره
733 - محمد بن إسحاق ومحمد بن المكندر، وعمرو بن خالد الواسطي،
وعبد الملك بن جريح، والحسين بن علوان، والكلبي، هؤلاء من رجال العامة الا
أن لهم ميلا ومحبه شديدة.
وقد قيل: أن الكلبي كان مستورا ولم يكن مخالفا، وقيس بن الربيع بتري
كانت له محبة.
فأما مسعده بن صدقة بتري وعباد بن صهيب عامي، وثابت أبو المقدام بتري
687

وكثير النواء بتري، وعمرو بن جميع بتري، وحفص بن غياث عامي، وعمرو بن
قيس الماصر بتري، ومقاتل بن سليمان البجلي.
وقيل البلخي بتري، وأبو نصر بن يوسف ابن الحارث بتري.
في عبد الرحمن بن سيابة
734 - أحمد بن منصور، عن أحمد بن الفضل الخزاعي، عن محمد بن
زياد، عن علي بن عطية صاحب الطعام، قال: كتب عبد الرحمن بن سيابة إلى أبي
عبد الله عليه السلام: قد كنت أحذرك إسماعيل.
جانيك من يجني عليك وقد * يعدي الصحاح مبارك الجرب

(1) أساس البلاغة: 103
688

فكتب إليه أبو عبد الله عليه السلام قول الله أصدق: ولا تزر وازرة وزر أخرى، والله
ما علمت ولا أمرت ولارضيت.
في سفيان بن عيينة
735 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، قال: حدثنا محمد
ابن الوليد، قال: حدثنا العباس بن هلال، قال، ذكر أبو الحسن الرضا عليه السلام: أن
سفيان بن عيينة لقي أبا عبد الله عليه السلام، فقال له: يا أبا عبد الله إلى متى هذه التقية وقد
بلغت هذه السن؟ فقال: والذي بعث محمدا بالحق لو أن رجلا صلى ما بين الركن
والمقام عمره، ثم لقي الله بغير ولايتنا أهل البيت للقي الله بميتة جاهلية.
في عباد بن صهيب
736 - محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثني
الحسن بن علي الوشاء، عن ابن سنان، قال، سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: بينا
أنا في الطواف إذا رجل يجذب ثوبي، فالتفت فإذا عباد البصري، قال، يا جعفر بن
محمد تلبس مثل هذا الثوب وأنت في الموضع الذي أنت فيه من علي - صلوات
الله عليه -.
قال، قلت: ويلك هذا ثوب قوهي اشتريته بدينار وكسر، وكان علي عليه السلام
689

في زمان يستقيم له ما لبس فيه، ولو لبست مثل ذلك اللباس في زماننا لقال الناس هذا
مراء مثل عباد.
قال نصر: عباد بتري.
737 - محمد بن مسعود، قال: حدثني الحسين بن اشكيب، قال، أخبرنا
الحسن بن الحسين، عن يونس، عن حسين بن المختار، قال، دخل عباد بن كثير
البصري على أبي عبد الله عليه السلام، وعليه ثياب شهرة غلاظ، فقال: يا عباد ما هذه الثياب
فقال: يا أبا عبد الله تعيب هذا علي، قال: نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وآله من لبس ثياب
شهرة في الدنيا ألبسه الله ثياب الذل يوم القيامة قال عباد: من حدثك بهذا، قال:
يا عباد تتهمني حدثني آبائي عليهم السلام عن رسوله صلى الله عليه وآله.
في عمرو بن أبي المقدام
738 - حدثني حمدويه بن نصير، قال حدثني محمد بن الحسين، عن أحمد
ابن الحسن الميثمي، عن أبي العرندس الكندي، عن رجل من قريش قال، كنا
بفناء الكعبة وأبو عبد الله عليه السلام قاعد، فقيل له: ما أكثر الحاج! فقال عليه السلام: ما أقل
الحاج! فمر عمرو بن أبي المقدام، فقال: هذا من الحاج.
في سفيان الثوري
739 - حمدويه بن نصير، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن علي بن أسباط
قال، قال سفيان بن عيينة لأبي عبد الله عليه السلام: انه يروي أن علي بن بن طالب عليه السلام
كان يلبس الخشن من الثياب، وأنت تلبس القوهي المروي، قال: ويحك أن

(1) أساس البلاغة: 529
2) القاموس: 4 / 291
690

عليا عليه السلام كان في زمان ضيق، فإذا اتسع الزمان فأبرار الزمان أولى به.
740 - محمد بن مسعود، قال: حدثني الحسين بن اشكيب، قال: حدثني
الحسن بن الحسين المروزي، عن يونس بن عبد الرحمن، عن أحمد بن عمر،
قال، سمعت بعض أصحاب أبي عبد الله عليه السلام يحدث: أن سفيان الثوري دخل على
أبي عبد الله عليه السلام وعليه ثياب جياد، فقال: يا أبا عبد الله ان آبائك لم يكونوا يلبسون
مثل هذه الثياب! فقال له ان آبائي عليهم السلام كانوا في زمان مقفر مقتر، وهذا

(1) أساس البلاغة: 517
2) الصحاح: 2 / 786
691

زمان قد أرخت الدنيا عزاليها، فأحق أهلها بها أبرارهم.
741 - وجدت في كتاب أبي محمد جبريل بن أحمد الفاريابي بخطه، حدثني
محمد بن عيسى، عن محمد بن الفضيل الكوفي، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن
الهيثم بن واقد، عن ميمون بن عبد الله، قال، أتى قوم أبا عبد الله عليه السلام يسألونه
الحديث من الأمصار، وأنا عنده، فقال لي: أتعرف أحدا من القوم؟ قلت: لا،
فقال: فكيف دخلوا علي؟ قلت: هؤلاء قوم يطلبون الحديث من كل وجه لا يبالون
ممن أخذوا الحديث.

(1) نهاية ابن الأثير: 3 / 231
692

فقال لرجل منهم: هل سمعت من غيري من الحديث؟ قال: نعم، قال:
فحدثني ببعض ما سمعت؟ قال انما جئت لاسمع منك لم أجئ أحدثك، وقال للاخر
ذاك ما يمنعه ان يحدثني ما سمعت، قال: وتتفضل أن تحدثني بما سمعت،
اجعل الذي حدثك حديثه أمانة لاتحدث به أحدا؟ قال: لا، قال فاسمعنا بعض

(1) أساس البلاغة: 476
693

ما اقتبست من العلم حتى نفيد بك انشاء الله.
قال: حدثني سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد قال: النبيذ كله حلال الا
الخمر، ثم سكت.
فقال أبو عبد الله عليه السلام: زدنا، قال: حدثني سفيان عمن حدثه عن محمد بن
علي أنه قال: من لا يمسح على خفيه فهو صاحب بدعة، ومن لم يشرب النبيذ فهو مبتدع
ومن لم يأكل الجريث وطعام أهل الذمة وذبايحهم فهو ضال، أما النبيذ: فقد
شربه عمر نبيذ زبيب فرشحه بالماء، وأما المسح على الخفين: فقد مسح عمر
على الخفين ثلاثا في السفر ويوما وليلة في الحضر، وأما الذبايح: فقد اكلها علي عليه السلام
فقال كلوها فان الله تعالى يقول " اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب
حل لكم وطعامكم حل لهم " (1) ثم سكت.
فقال أبو عبد الله عليه السلام: زدنا، فقال: قد حدثتك بما سمعت، قال: اكل الذي
سمعت هذا؟ قال: لا، قال: زدنا، قال: حدثنا عمرو بن عبيد، عن الحسن قال:
أشياء صدق الناس بها وأخذوا بما ليس في الكتاب لها أصل، منها عذاب القبر،
ومنها الميزان، ومنها الحوض ومنها الشفاعة، ومنها النية ينوي الرجل من الخير والشر
فلا يعمله فيثاب عليه، ولا يثاب الرجل الا بما عمل ان خيرا فخيرا وان شرا فشرا.
قال: فضحكت من حديثه، فغمزني أبو عبد الله عليه السلام أن كف حتى نسمع قال
فرفع رأسه إلي فقال: ما يضحكك من الحق أو من الباطل؟ قلت له: أصلحك الله
وأبكى وانما يضحكني منك تعجبا كيف حفظت هذه الأحاديث فسكت.

(1) سورة المائدة: 5
694

فقال له أبو عبد الله عليه السلام: زدنا قال: حدثني سفيان الثوري، عن محمد بن
المنكدر، أنه رأى عليا عليه السلام على منبر الكوفة وهو يقول: لئن أتيت برجل يفضلني
على أبي بكر وعمر لا جلدنه حد المفتري.
فقال أبو عبد الله عليه السلام: زدنا فقال: حدثني سفيان، عن جعفر، أنه قال حب أبي
بكر وعمر ايمان وبغضهما كفر.
قال أبو عبد الله عليه السلام زدنا فقال: حدثني يونس بن عبيد، عن الحسن، أن
عليا عليه السلام أبطأ عن بيعة أبي بكر، فقال له عتيق: ما خلفك يا علي عن البيعة، والله لقد
هممت أن أضرب عنقك فقال له علي عليه السلام: يا خليفة رسول الله لا تثريب، قال:
لا تثريب.
قال له أبو عبد الله عليه السلام: زدنا قال: حدثني سفيان الثوري، عن الحسن، ان
أبا بكر أمر خالد بن الوليد أن يضرب عنق علي عليه السلام إذا سلم من صلاة الصبح، وأن
أبا بكر سلم بينه وبين نفسه، ثم قال: يا خالد لا تفعل ما أمرتك.
قال له أبو عبد الله عليه السلام: زدنا قال: حدثني نعيم بن عبد الله، عن جعفر بن
محمد، أنه قال ود علي بن أبي طالب أنه بنخيلات تينع يستظل بظلهن ويأكل من
حشفهن ولم يشهد يوم الجمل ولا النهروان، وحدثني به سفيان.

(1) الصحاح: 3 / 1310
695

قال أبو عبد الله عليه السلام زدنا، قال: حدثنا عباد، عن جعفر بن محمد، أنه قال:
لما رأى علي بن أبي طالب يوم الجمل كثرة الدماء، قال لابنه الحسن: يا بني
هلكت، قال له الحسن يا أبه أليس قد نهيتك عن هذا الخروج فقال علي عليه السلام: يا بني
لم أدر أن الامر يبلغ هذا المبلغ.
قال له أبو عبد الله عليه السلام: زدنا قال: حدثني سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد
أن عليا عليه السلام لما قتل أهل صفين، بكى عليهم ثم قال: جمع الله بيني وبينهم في
الجنة.
قال، فضاق بي البيت وعرقت وكدت أن أخرج من مسكي، فأردت أن
أقوم إليه وأتوطأه، ثم ذكرت غمزة أبي عبد الله عليه السلام فكففت.
فقال له أبو عبد الله عليه السلام: من أي البلاد أنت؟ قال: من أهل البصرة، قال فهذا
الذي تحدث عنه وتذكر اسمه جعفر بن محمد، تعرفه؟ قال. لا، قال فهل سمعت
منه شيئا قط؟ قال: لا، قال: فهذه الأحاديث عندك حق؟ قال نعم، قال: فمتى
سمعتها؟ قال: لا أحفظ، قال: الا أنها أحاديث أهل مصرنا منذ دهر لا يمترون فيها.
قال له أبو عبد الله عليه السلام: لو رأيت هذا الرجل الذي تحدث عنه، فقال لك هذه
التي ترويها عني كذب لا أعرفها ولم أحدث بها هل كنت تصدقه؟ قال: لا، قال:
لم، قال: لأنه شهد على قوله رجال ولو شهد أحدهم على عنق رجل لجاز قوله.
696

قال: اكتب - بسم الله الرحمن الرحيم حدثني أبي عن جدي، قال: ما اسمك؟ قال:
ما تسأل عن اسمي؟ ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: خلق الله الأرواح قبل الأجساد بألفي عام،

(1) سورة إبراهيم: 5
2) المدثر: 31
697



(1) سورة يونس: 3
698

ثم أسكنها الهواء فما تعارف منها ائتلف هيهنا، وما تناكر منها ثم اختلف هيهنا، ومن
كذب علينا أهل البيت حشره الله يوم القيامة أعمى يهوديا، وان أدرك الدجال آمن به
وان لم يدركه آمن به في قبره.
يا غلام ضع لي ماءا، وغمزني فقال: لا تبرح، وقام القوم فانصرفوا وقد كتبوا
الحديث الذي سمعوا منه.
ثم إنه خرج ووجهه منقبض، قال: أما سمعت ما يحدث به هؤلاء؟ قلت:
أصلحك الله ما هؤلاء وما حديثهم؟ قال: عجب حديثهم كان عندي الكذب علي
والحكاية عني ما لم أقل ولم يسمعه عني أحد، وقولهم لو أنكر الأحاديث ما صدقناه
ما لهؤلاء لا أمهل الله لهم ولا أملى لهم.

(1) التفسير الكبير: 14 / 100
699

ثم قال لنا: ان عليا عليه السلام لما أراد الخروج من البصرة قام على أطرافها، ثم
قال: لعنك الله يا أنتن الأرض ترابا وأسرعها خرابا وأشهدها عذابا فيك الداء الدوي
قيل: وما هو يا أمير المؤمنين؟ قال: كلام القدر الذي فيه الفرية على الله، وبغضنا
أهل البيت، وفيه سخط الله نبيه عليه السلام، وكذبهم علينا أهل البيت واستحلالهم الكذب
علينا.
في جويرية بن أسماء
742 - محمد بن مسعود، قال: حدثني إسحاق بن محمد البصري، قال:
حدثني علي بن داود الحديد، عن حريز بن عبد الله، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام
فدخل عليه حمران بن أعين وجويرية بن أسماء، قال، فتكلم أبو عبد الله عليه السلام بكلام
فوقع عند جويرية أنه لحن، قال فقال له: أنت سيد بني هاشم والمؤمل للأمور
الجسام تلحن في كلامك.
قال، فقال: دعنا من تيهك هذا، فلما خرجا، أما حمران فمؤمن لا يرجع
أبدا، وأما جويرية فزنديق لا يفلح أبدا، فقتله هارون بعد ذلك.

(1) القاموس: 4 / 282
700

في بشار الشعيري
743 - حمدويه، قال: حدثنا يعقوب، عن ابن أبي عمير، عن علي بن
يقطين، عن المدايني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال، قال لي: يا مرازم من بشار؟ قلت
بياع الشعير، قال: لعن الله بشارا، قال، ثم قال لي: يا مرازم قل لهم ويلكم توبوا
إلى الله فإنكم كافرون مشركون.
744 - حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، عن
صفوان، عن مرازم، قال قال لي أبو عبد الله عليه السلام: تعرف مبشر بشر، بتوهم الاسم
قال: الشعيري، فقلت: بشار؟ قال بشار، قلت: نعم جار لي، قال: إن اليهود
قالوا ووحدوا الله، وان النصارى قالوا ووحدوا الله، وأن بشارا قال قولا عظيما،
إذا قدمت الكوفة فأته وقل له: يقول لك جعفر يا كافر يا فاسق يا مشرك أنا برئ منك.
قال مرازم: فلما قدمت الكوفة فوضعت متاعي وجئت إليه فدعوت الجارية،
فقلت قولي لأبي إسماعيل هذا مرازم فخرج إلي فقلت له: يقول لك جعفر بن محمد
يا كافر يا فاسق يا مشرك أنا برئ منك، فقال لي وقد ذكرني سيدي، قال، قلت:
نعم ذكرك بهذا الذي قلت لك، فقال: جزاك الله خيرا وفعل بك وأقبل يدعو لي،
ومقالة بشار هي مقالة العلياوية، يقولون إن عليا عليه السلام هرب وظهر بالعلوية
الهاشمية، وأظهر أنه عبده ورسوله بالمحمدية، فوافق أصحاب أبي الخطاب في
أربعة أشخاص علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وأن معنى الاشخاص الثلاثة
فاطمة والحسن والحسين تلبيس، والحقيقة شخص علي، لأنه أول هذه الاشخاص
في الأمة.
وأنكروا شخص محمد عليه السلام وزعموا أن محمدا عبد ع وع ب وأقاموا محمدا
701

مقام ما أقامت المخمسة سلمان وجعلوه رسولا لمحمد صلوات الله عليه، فوافقوهم
في الاباحات والتعطيل والتناسخ، والعليائية سمتها المخمسة العليائية، وزعموا أن
بشارا الشعيري لما أنكر ربوبية محمد وجعلها في علي وجعل محمدا عبد علي وأنكر
رسالة سلمان: مسخ في صدره ظير يقال له علياء يكون في البحر، فلذلك سموهم
العليائية.
745 - وحدثني الحسين بن الحسن بن بندار، قال: حدثني سعد بن عبد الله
ابن أبي خلف القمي، قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، والحسن
ابن موسى الخشاب، عن صفوان بن يحيى، عن إسحاق بن عمار قال قال أبو عبد الله
عليه السلام: ان بشار الشعيري شيطان بن شيطان خرج من البحر فأغوى أصحابي.
746 - سعد، قال حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس، عن إسحاق
ابن عمار، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام لبشار الشعيري: اخرج عني لعنك الله، لا والله
لا يظلني وإياك سقف بيت أبدا، فلما خرج قال:: ويله ألا قال بما قالت اليهود،
ألا قال بما قالت النصارى، ألا قال بما قالت المجوس، أو بما قالت الصابية، والله
ما صغر الله تصغير هذا الفاجر أحد، أنه شيطان ابن شيطان خرج من البحر ليغوي
702

أصحابي وشيعتي، فاحذروه وليبلغ الشاهد الغائب، أني عبد ابن عبد، قن ابن أمة
ضمتني الأصلاب والأرحام، وأني لميت وأني لمبعوث ثم موقوف، ثم مسؤول والله
لاسألن عما قال في هذا الكذاب، وادعاه علي يا ويله ماله أرعبه الله، فلقد أمن على
703

فراشه وافزعني وأقلقني عن رقادي، أو تدرون اني لم أقول ذلك؟ أقول ذلك لكي
استقر في قبري.
في سفيان بن مصعب العبدي أبى محمد
747 - محمد بن مسعود، قال: حدثني حمدان بن أحمد الكوفي، قال:
حدثني أبو داود سليمان بن سفيان المسترق، عن سيف بن مصعب العبدي، قال، قال
أبو عبد الله عليه السلام: قل شعرا تنوح به النساء.
748 - نصر بن الصباح، قال: حدثنا إسحاق بن محمد البصري، قال:
حدثني محمد بن جمهور، قال: حدثني أبو داود المسترق، عن علي بن
النعمان، عن سماعة، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: يا معشر الشيعة علموا أولادكم شعر
العبدي فإنه على دين الله.
قال أبو عمرو: في أشعاره ما يدل على أنه كان من الطيارة.
في عبد الله بن يحيى الكاهلي
749 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن عيسى، قال: زعم ابن أخي
الكاهلي أن أبا الحسن الأول عليه السلام قال لعلي: اضمن لي الكاهلي وعياله أضمن لك الجنة.
ما روى في داود الرقي
750 - حدثني حمدويه وإبراهيم ومحمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن
نصير قالوا: حدثنا محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عمن ذكره، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: أنزلوا داود الرقي مني بمنزلة المقداد من رسول الله صلى الله عليه وآله.
751 - علي بن محمد، قال: حدثني أحمد بن محمد، عن أبي عبد الله البرقي
704

رفعه، قال، نظر أبو عبد الله عليه السلام إلى داود الرقي وقد ولي، فقال: من سره أن ينظر
إلى رجل من أصحاب القائم عليه السلام فلينظر إلى هذا.
وقال في موضع آخر: أنزلوه فيكم بمنزلة المقداد رحمه الله.
في إسحاق وإسماعيل ابني عمار
752 - محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، قال: حدثني محمد
ابن عيسى، عن زياد القندي، قال، كان أبو عبد الله عليه السلام إذا رأى إسحاق بن عمار
وإسماعيل بن عمار، قال: وقد يجمعهما لأقوام، يعني الدنيا والآخرة.
في الحسن بن خنيس
753 - محمد بن مسعود، قال: حدثني حمدويه، قال: حدثني الحسين بن
موسى، عن جعفر بن محمد الخثعمي، عن إبراهيم بن عبد الحميد الصنعاني،
عن أبي أسامة الشحام، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ مر الحسن بن خنيس،
فقال أبو عبد الله عليه السلام: نحب هذا؟ هذا من أصحاب أبي عليه السلام.
وبهذا الاسناد عن إبراهيم، عن رجل، عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام
قالا: ينبغي للرجل أن يحفظ أصحاب أبيه، فان بره بهم بره بوالديه.
في علي بن أبي حمزة البطايني
754 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، قال: حدثني أبو
داود المسترق، عن علي بن أبي حمزة، قال، قال أبو الحسن موسى عليه السلام: يا علي
أنت وأصحابك شبه الحمير.
755 - قال ابن مسعود، قال أبو الحسن علي بن الحسن بن فضال: علي بن
أبي حمزة كذاب متهم.
وروى أصحابنا أن أبا الحسن الرضا عليه السلام قال بعد موت ابن أبي حمزة:
انه أقعد في قبره فسئل عن الأئمة عليهم السلام بأسمائهم حتى انتهى إلي فسئل فوقف،
705

فضرب على رأسه ضربة امتلاء قبره نارا.
756 - قال ابن مسعود: سمعت علي بن الحسن بن أبي حمزة كذاب ملعون،
قد رويت عنه أحاديث كثيرة، وكتبت تفسير القرآن كله من أوله إلى آخره، الا
أني لا أستحل أن أروي عنه حديثا واحدا.
757 - حمدان بن أحمد قال: حدثنا معاوية بن حكيم، عن أبي داود
المسترق، عن عقبة بياع القصب، عن علي بن أبي حمزة، قال، قال أبو الحسن
يعني الأول عليه السلام: يا علي أنت وأصحابك أشباه الحمير.
758 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن محمد، عن محمد بن علي
الهمداني، عن رجل، عن علي بن أبي حمزة، قال: شكوت إلى أبي الحسن عليه السلام
وحدثته بالحديث عن أبيه وعن جده، فقال: يا علي هكذا قال أبي وجدي عليهما السلام قال:
فبكيت، ثم قال: أو قد سألت الله لك أو أسأله لك في العلانية أن يغفر لك.
759 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن أحمد بن الحسين،
عن محمد بن جمهور، عن أحمد بن الفضل، عن يونس بن عبد الرحمن، قال: مات
أبو الحسن عليه السلام وليس من قوامه أحد الا وعنده المال الكثير، وكان ذلك سبب وقفهم
وجهودهم موته، وكان عند علي بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار.
760 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن أبي عبد الله
الرازي، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن
عليه السلام قال، قلت: جعلت فداك اني خلفت ابن أبي حمزة وابن مهران وابن أبي سعيد
أشد أهل الدنيا عداوة لله تعالى.
قال، فقال: ما ضرك من ضل إذا اهتديت، انهم كذبوا رسول الله صلى الله عليه وآله وكذبوا
أمير المؤمنين وكذبوا فلانا وفلانا وكذبوا جعفرا وموسى، ولي بآبائي عليهم
السلام أسوة.
قلت جعلت فداك انا نروي أنك قلت لابن مهران أذهب الله نور قلبك وأدخل
706

الفقر بيتك.
فقال: كيف حاله وحال بزه؟ قلت: يا سيدي أشد حال هم مكروبون وببغداد
لم يقدر الحسين أن يخرج إلى العمرة، فسكت، وسمعته يقول في ابن أبي حمزة:
أما استبان لكم كذبه؟ أليس هو الذي يروي أن رأس المهدي يهدى إلى عيسى بن
موسى وهو صاحب السفياني؟ وقال: ان أبا الحسن يعود إلى ثمانية أشهر؟
في ابن أبي حمزة الثمالي والحسين ومحمد أخويه وابنه
761 - قال أبو عمرو: سألت أبا الحسن حمدويه بن نصير، عن علي بن أبي
حمزة الثمالي والحسين بن أبي حمزة ومحمد أخويه وابنه؟ فقال: كلهم ثقات
فاضلون.
في عبد الخالق
762 - عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي، قال: حدثني أبي، عن إسماعيل
ابن عبد الخالق، قال: ذكر أبو عبد الله عليه السلام أبي فقال صلى الله على أبيك ثلاثا
في عمار الساباطي
763 - علي بن محمد، قال حدثني محمد بن أحمد بن يحيى، عن إبراهيم
ابن هاشم، عن عبد الرحمن بن حماد الكوفي، عن مروك، قال، قال لي أبو الحسن
707

الأول عليه السلام اني استوهبت عمار الساباطي من ربي، فوهبه لي.
في عامر بن جذاعة وحجر بن زائدة
764 - علي بن محمد، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين
ابن سعيد، يرفعه، عن عبد الله بن الوليد، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: ما تقول في
المفضل؟ قلت: وما عسيت أن أقول فيه بعد ما سمعت منك، فقال: رحمه الله لكن
عامر بن جذاعة وحجر بن زائدة أتياني فعاباه عندي، فسألتهما الكف عنه فلم يفعلا،
ثم سألتهما أن يكفا عنه وأخبرتهما بسروري بذلك فلم يفعلا فلا غفر الله لهما.
في داود بن كثير الرقي أيضا
765 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد بن عيسى عن
عمر بن عبد العزيز، عن بعض أصحابنا، عن داود بن كثير الرقي، قال، قال لي
أبو عبد الله عليه السلام: يا داود إذا حدثت عنا بالحديث فاشتهرت به فأنكره.
قال نصر بن صباح: عاش داود بن كثير الرقي إلى وقت الرضا عليه السلام.
766 - طاهر بن عيسى، قال: حدثني الشجاعي، عن الحسين بن بشار، عن
داود الرقي، قال: قال لي داود: ترى ما تقول الغلاة الطيارة وما يذكرون عن شرطة
الخميس عن أمير المؤمنين عليه السلام وما يحكي أصحابه عنه فذلك والله أراني أكبر منه،
ولكن أمرني أن لا أذكره لاحد.
قال: وقلت له اني قد كبرت ودق عظمي أحب أن يختم عمري بقتل فيكم فقال:
وما من هذا بد ان لم يكن في العاجلة يكون في الأجلة.
ذكر أبو سعيد بن رشيد الهجري، ان داود دخل على أبي عبد الله عليه السلام فقال:
يا داود كذب والله أبو سعيد.
قال أبو عمرو: يذكر الغلاة أنه من أركانهم، وقد يروي عنه المناكير من
الغلو، وينسب إليه أقاويلهم ولم أسمع أحدا من مشايخ العصابة يطعن فيه ولا عثرت
من الرواية على شئ غير ما أثبته في هذا الباب.
708

في إسحاق وإسماعيل ابني عمار أيضا
767 - حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا أيوب، عن ابن المغيرة، عن علي
ابن إسماعيل بن عمار، عن إسحاق، قال، قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ان لنا أموالا ونحن
نعامل الناس، وأخاف أن حدث أن تغرق أموالنا؟ قال، فقال له: أجمع مالك
في كل شهر ربيع، قال علي بن إسماعيل: فمات إسحاق في شهر ربيع.
768 - نصر بن الصباح، قال: حدثني سجادة، قال: حدثنا محمد بن وضاح،
عن إسحاق بن عمار، قال: كنت عند أبي الحسن عليه السلام جالسا حتى دخل عليه رجل
من الشيعة، فقال له يا فلان جدد التوبة، أو أحدث عبادة فإنه لم يبق من أجلك الا
شهر، قال إسحاق، فقلت في نفسي واعجباه كأنه يخبرنا أنه يعلم آجال شيعته أو قال
آجالنا.
قال: فالتفت إلي مغضبا، فقال: يا إسحاق وما تنكر من ذلك، وقد كان الهجري
مستضعفا، وكان عنده علم المنايا، والامام أولى بذلك من رشيد الهجري، يا إسحاق
اما أنه قد بقي من عمرك سنتان، أما أنه يتشتت أهل بيتك تشتتا قبيحا، ويفلس عيالك
افلاسا شديدا.
769 - جعفر بن معروف، قال: حدثني أبو الحسن الرازي، قال: حدثني
إسماعيل بن مهران، قال: حدثني محمد بن سليمان الديلمي، قال قال إسحاق بن
عمار، لما كثر مالي أجلست على بابي بوابا يرد عني فقراء الشيعة، قال فخرجت إلى
مكة في تلك السنة فسلمت على أبي عبد الله عليه السلام فرد علي بوجه قاطب غير مسرور،
فقلت: جعلت فداك ما الذي غير حالي عندك قال: الذي غيرك للمؤمنين، قلت:
جعلت فداك والله انى لاعلم أنهم على دين الله، ولكن خشيت الشهرة على نفسي.
قال: يا إسحاق أما علمت أن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا بين ابهاميهما مائة
رحمة، تسعة وتسعون منها لاشدهما حبا لصاحبه، فإذا اعتنقا غمرتهما الرحمة، فإذا
التثما لا يريدان بذلك الا وجه الله قيل لهما غفرا لكما، فإذا جلسا يتساءلان قالت
709

الحفظة بعضها لبعض اعتزلوا بنا عنهما فان لهما سرا وقد ستره الله عليهما.
قلت: جعلت فداك وتسمع الحفظة قولهما ولا تكتبه، وقد قال الله عز وجل
" ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد " (1) قال فنكس رأسه طويلا ثم رفعه وقد فاضت
دموعه على لحيته وهو يقول: يا إسحاق إن كانت الحفظة لا تسمعه ولا تكتبه فقد
يسمعه ويعلمه الذي يعلم السر وأخفى، يا إسحاق فخف الله كأنك تراه فان شككت في
أنه يراك فقد كفرت، وان أيقنت أنه يراك. ثم برزت له بالمعصية فقد جعلت في حد
أهون الناظرين إليك.
في سنان وعبد الله ابنه
770 - أبو الحسن بن أبي طاهر، قال: حدثني محمد بن يحيى الفارسي قال:
حدثني مكرم بن بشر، عن الفضل بن شاذان، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن،
عن عبد الله بن سنان، وكان رحمه الله من ثقات رجال أبي عبد الله عليه السلام، عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: دخلت عليه أنا مع أبي، فقال: يا عبد الله الزم أباك فان أباك لا يزداد
على الكبر الا كبرا.
771 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله أبي خلف،
عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عمن ذكره، عن
عمر بن يزيد، قال، سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول، وذكر عبد الله بن سنان، فقال: أما
أنه يزيد على السن خيرا، وكان عبد الله بن سنان مولى قريش على خزائن المنصور
والمهدي.
في عجلان أبى صالح
772 - محمد بن مسعود، قال: سمعت علي بن الحسن بن علي بن فضال
يقول: يا عجلان أبو صالح ثقة، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: يا عجلان كأني أنظر إليك
إلى جنبي والناس يعرضون علي.

(1) سورة ق: 18
710

في يسار بن بشار
773 - أبو عمرو: قال حدثني محمد بن مسعود، قال سألت علي بن الحسن،
عن يسار بن بشار الذي يروي عنه أبان بن عثمان؟ قال: هو خير من أبان وليس به
بأس.
في أبى خالد القماط
774 - قال أبو عمرو: حدثني محمد بن مسعود، قال، كتب إلي أبو عبد الله،
يذكر عن الفضل، قال: حدثني محمد بن جمهور القمي، عن يونس بن عبد الرحمن
عن علي بن رئاب، عن أبي خالد القماط، قال، قال لي رجل من الزيدية أيام زيد:
ما منعك أن تخرج مع زيد؟ قال، قلت له: إن كان أحد في الأرض مفروض الطاعة
فالخارج قبله هالك، وإن كان ليس في الأرض مفروض الطاعة، فالخارج والجالس
موسع لهما، فلم يرد علي شيئا.
قال فمضيت من فوري إلى أبي عبد الله عليه السلام فأخبرته بما قال لي الزيدي، وبما
قلت له، وكان متكئا فجلس، ثم قال أخذته من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وشماله
ومن فوقه ومن تحته، ثم لم تجعل له مخرجا.
قال حمدويه: واسم أبي خالد القماط: يزيد.
775 - حدثني علي بن محمد بن قتيبة النيشابوري، قال: حدثنا الفضل بن
شاذان، قال: حدثني أبي، قال: حدثني محمد بن جمهور القمي، عن يونس بن
عبد الرحمن عن علي بن رئاب، عن أبي خالد القماط، وذكر مثل ما روى محمد بن
مسعود عن أبي عبد الله بن نعيم الشاذاني، مثله سواء.
في ثعلبة بن ميمون
776 - ذكر حمدويه، عن محمد بن عيسى، أن ثعلبة بن ميمون مولى محمد
ابن قيس الأنصاري، وهو ثقة خير فاضل مقدم معلوم في العلماء والفقهاء الأجلة من
هذه العصابة.
711

في الأشاعثة
777 - محمد بن الحسن، ابن عثمان بن حماد، قال: حدثنا محمد بن
يزداد، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن بعض أصحابنا، ان رجلين من ولد
الأشعث استأذنا على أبي عبد الله فلم يأذن لهما، فقلت: ان لهما ميلا ومودة لكم،
فقال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله لعن أقواما، فجرى اللعن فيهم وفي أعقابهم إلى يوم
القيامة.
ما روى في شهاب بن عبد ربه
وعبد الخالق وأخويه
778 - قال أبو عمر: شهاب وعبد الرحيم وعبد الخالق ووهب ولد عبد ربه
من موالي بني أسد من صلحاء الموالي.
779 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال:
حدثني أبي، عن إسماعيل بن عبد الخالق، قال: ذكر أبو عبد الله عليه السلام أبي فقال:
صلى الله على أبيك ثلاثا.
780 - محمد بن مسعود، قال: حدثني جبريل بن أحمد، قال: حدثني محمد
ابن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن مسمع كردين أبي سيار، قال: سمعت
أبا عبد الله عليه السلام يقول: وأما شهاب فإنه شر من الميتة والدم ولحم الخنزير.
حمدويه بن نصير، ذكر عن بعض مشايخه قال: شهاب بن عبد ربه خير
فاضل.
781 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني
أحمد بن محمد، عن فضيل، عن شهاب، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: كيف أنت
إذا نعاني إليك محمد بن سليمان، فانى يوما بالبصرة عند محمد بن سليمان، إذ
القي إلي كتابا وقال أعظم الله أجرك في جعفر بن محمد، فذكرت الكلام فخنقتني
العبرة.
712

782 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثني
الوشاء، عن محمد بن الفضيل، عن شهاب، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: يا شهاب
كيف أنت إذا نعاني إليك محمد بن سليمان، فمكثت ما شاء الله، ثم إن محمد بن
سليمان لقيني، فقال: يا شهاب عظم الله أجرك في أبي عبد الله عليه السلام فكان سبب إقامة
الناووسية على أبا عبد الله عليه السلام بهذا الحديث.
في وهب بن عبد ربه وعبد الرحمن أخيه
وإسماعيل بن عبد الخالق
783 - حدثني أبو الحسن حمدويه بن نصير، قال: سمعت بعض المشايخ
يقول وسألته عن وهب وشهاب وعبد الرحمن بني عبد ربه إسماعيل بن عبد الخالق
ابن عبد ربه؟ قال: كلهم خيار فاضلون كوفيون.
784 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد، عن الحسن
ابن علي الوشاء، عن إسماعيل بن عبد الخالق، قال، قال لي حسين بن زيد، أرسلني
محمد بن عبد الله بن الحسن إلى أبي عبد الله عليه السلام يطلب منه راية رسول الله صلى الله عليه وآله
العقاب، فقال: يا جارية هاتي.
في شهاب بن عبد ربه
785 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثنا أحمد
ابن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن هشام عن شهاب بن عبد ربه، قال،
قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا شهاب يكثر المقيل في أهل بيت من قريش حتى يدعى
الرجل منهم إلى الخلافة فيأباها، ثم قال: يا شهاب ولا تقل اني عنيت بني عمي هؤلاء
فقال شهاب، أشهد أنه عناهم.
786 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، عن محمد بن أحمد بن
يحيى، عن الحسن بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن الحسين بن بشار
713

الواسطي، عن داود الرقي، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فذكر شهاب بن عبد
ربه، فقال: والله الذي لا اله الا هو لأصلنه، والله الذي لا اله الا هو لأخبرنه.
787 - محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثني
العباس بن عامر، عن أبي جميلة، عن شهاب بن عبد ربه، أنه ضربه محمد بن
عبد الله بن الحسن نحوا من سبعين سوطا.
في أبى بكر الحضرمي وعلقمة
788 - حدثني علي بن محمد بن قتيبة القتيبي، قال: حدثنا الفضل بن شاذان،
قال حدثني أبي، عن محمد بن جمهور، عن بكار بن أبي بكر الحضرمي قال:
دخل أبو بكر وعلقمة على زيد بن علي، وكان علقمة أكبر من أبي، فجلس أحدهما
عن يمينه والاخر عن يساره، وكان بلغهما أنه قال ليس الامام منا من أرخى عليه
ستره، انما الامام من شهر سيفه.

(1) رجال الشيخ: 129 و 224
714

فقال له أبو بكر وكان أجرأهما: يا أبا الحسين أخبرني عن علي بن أبي طالب
عليه السلام أكان أماما وهو مرخى عليه ستره أولم يكن إماما حتى خرج وشهر سفيه؟ قال
وكان زيد تبصر الكلام، قال: فسكت فلم يجبه، فرد عليه الكلام ثلاث مرات
كل ذلك لا يجيبه بشئ.

(1) رجال ابن داود: 236
715

فقال له أبو بكر: إن كان علي بن أبي طالب إماما فقد يجوز أن يكون بعده امام
مرخى عليه ستره، وإن كان علي عليه السلام لم يكن إماما وهو مرخى عليه ستره فأنت ما
جاء بك هيهنا، قال: فطلب إلى علقمة أن يكف عنه، فكف.
محمد بن مسعود، قال: كتب إلي الشاذاني أبو عبد الله، يذكر عن الفضل
عن أبيه، مثله سواء.
789 - حدثني محمد بن مسعود: قال: حدثني عبد الله بن محمد بن خالد
الطيالسي، قال: حدثني الوشاء، عمن يثق به يعني أمه، عن خاله، قال، يقال له:
عمرو بن الياس، قال، دخلت أنا وأبي الياس بن عمرو، على أبي بكر الحضرمي
وهو يجود بنفسه، قال: يا عمرو ليست هذه بساعة الكذب أشهد على جعفر بن محمد
أني سمعته يقول بهذا الامر.
790 - أبو جعفر محمد بن علي بن القاسم بن أبي حمزة القمي، قال، قال:
حدثني محمد بن الحسن الصفار المعروف بمموله، قال: حدثني عبد الله بن محمد
ابن خالد؟ قال حدثني الحسن ابن بنت الياس قال، دخلت على أبي بكر الحضرمي
وهو يجود بنفسه، فقال لي: اشهد على جعفر بن محمد أنه قال: لا يدخل النار
منكم أحد.
في حبى أخت مسير
791 - حدثني أبو محمد الدمشقي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
علي بن عقبة، عن أبيه، عن ميسر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أقامت حبى أخت ميسر
بمكة ثلاثين سنة أو أكثر حتى ذهب أهل بيتها وفنوا أجمعين الا قليلا، قال: فقال
ميسر لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك أن أختي حبى قد أقامت بمكة حتى ذهب أهلها،
716

وقرابتها تحزن عليها وقد بقي منهم بقية يخافون أن يذهبوا كما ذهب من مضي
ولا يرونها، فلو قلت لها فإنها تقبل منك.
قال: يا ميسر دعها فإنه ما يدفع عنكم الا بدعائها، قال، فالح على أبي عبد الله
عليه السلام قال لها: يا حبي ما يمنعك من مصلى علي صلى الله عليه وآله الذي كان يصلي فيه علي عليه السلام
قال: فانصرفت.
في عمرو بن حريث
792 - جعفر بن أحمد بن أيوب، روى صفوان، عن عمرو بن حريث، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: دخلت عليه وهو في منزل أخيه عبد الله بن محمد، فقلت له:
جعلت فداك ما حولك إلى هذا المنزل؟ قال: طلب النزهة، قال، قلت: جعلت فداك
الا أقص عليك ديني الذي أدين به؟ قال: بلي يا عمرو.
قلت: اني أدين الله بشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن
الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، وأقام الصلاة، وايتاء الزكاة
وصوم شهر رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا، والولاية لعلي بن أبي طالب
أمير المؤمنين بعد رسول الله صلى الله عليهما، والولاية للحسن والحسين، والولاية
لعلي بن الحسين، والولاية لمحمد بن علي، ولك من بعده، وأنتم أئمتي عليه أحيى
وعليه أموت وأدين الله به.
قال: يا عمرو وهذا والله ديني ودين آبائي الذي ندين الله به في السر والعلانية
فاتق الله وكف لسانك الا من خير، ولا تقل اني هديت نفسي بل الله هداك، فاد
شكر ما أنعم الله عليك، ولا تكن ممن إذا أقبل طعن في عينيه وإذا أدبر طعن في
قفاه، ولا تحمل الناس علي كاهلك فإنه يوشك ان حملت الناس على كاهلك أن
يصدعوا شعب كاهلك.
في زكريا بن سابق أيضا
793 - جعفر وفضالة، عن أبي الصباح، عن زكريا بن سابق، قال، وصفت
الأئمة لأبي عبد الله عليه السلام حتى انتهيت إلى أبي جعفر عليه السلام، فقال: حسبك قد ثبت
717

الله لسانك وهدي قلبك.
في إبراهيم المخارقي
794 - جعفر بن أحمد، عن نوح بن إبراهيم المخارقي، قال، وصفت الأئمة
لأبي عبد الله عليه السلام، فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا رسول
الله، وأن عليا امام، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن
علي، ثم أنت، فقال: رحمك الله، ثم قال: اتقوا الله اتقوا الله، عليكم بالورع
وصدق الحديث وأداء الأمانة وعفة البطن والفرج.
في منصور بن حازم
795 - جعفر بن أحمد بن أيوب، عن صفوان، عن منصور بن حازم، قال
قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ان الله أجل وأكرم من أن يعرف بخلقه، بل الخلق يعرفون
بالله، قال: صدقت.
قال، قلت: ان من عرف أن له ربا فقد ينبغي أن يعرف أن لذلك الرب رضا
وسخطا وأنه لا يعرف رضاه وسخطه الا برسول لمن لم يأته الوحي، فينبغي أن يطلب
الرسل فإذا لقيهم عرف أنهم الحجة، وأن لهم الطاعة المفترضة، فقلت للناس: أليس
يعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان هو الحجة من الله على خلقه؟ قالوا: بلى.
قلت: فحين مضى رسول الله صلى الله عليه وآله من كان الحجة، قالوا: القرآن،
فنظرت في القرآن فإذا هو يخاصم به المرجى والقدري والزنديق الذي لا يؤمن به
حتى يغلب الرجال بخصومته فعرفت أن القرآن لا يكون حجة الا بقيم، ما قال فيه من
شئ كان حقا.
فقلت لهم: من قيم القرآن؟ فقالوا: ابن مسعود قد كان يعلم وعمر يعلم
وحذيفة، قلت: كله؟ قالوا: لا: فلم أجد أحدا، فقالوا: إنه ما كان يعرف ذلك
كله الا علي عليه السلام، وإذا كان الشئ بين القوم وقال هذا لا أدري وقال هذا لا أدري
وقال هذا لا أدري، وقال هذا أدري ولم ينكر عليه، كان القول قوله.
وأشهد أن عليا عليه السلام كان قيم القرآن وكانت طاعته مفترضة، وكان حجة على
718

الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، وأنه ما قال في القرآن فهو حق، فقال رحمك الله.
فقلت: ان عليا عليه السلام لم يذهب حتى ترك حجة من بعده كما ترك رسول الله صلى الله عليه وآله
وأن الحجة بعد علي الحسن بن علي، وأشهد على الحسن أنه كان حجة، وأن طاعته
مفروضة، فقال، رحمك الله، وقبلت رأسه وقلت، أشهد على الحسن أنه لم يذهب
حتى ترك حجة من بعده، كما ترك أبوه وجده، وأن الحجة بعد الحسن الحسين،
وكانت طاعته مفروضة، فقال: رحمك الله وقبلت رأسه.
وقلت: أشهد على الحسين أنه لم يذهب حتى ترك حجة من بعده، وأن الحجة
من بعده علي بن الحسين، وكانت طاعته مفروضة، فقال رحمك الله وقبلت رأسه.
وقلت: وأشهد أن علي بن الحسين لم يذهب حتى ترك حجة من بعده، وأن
الحجة من بعده محمد بن علي أبو جعفر، وكانت طاعته مفترضة، فقال:
رحمك الله.
فقلت: أعطني رأسك أقبله، فضحك فقلت: أصلحك الله، وقد علمت أن أباك
لم يذهب حتى ترك حجة من بعده كما ترك أبوه، وأشهد بالله أنك أنت الحجة وأن
طاعتك مفترضه، فقال: كف رحمك الله قلت أعطني رأسك أقبله فقبلت رأسه،
فضحك، ثم قال: سلني عما شئت فلا أنكرك بعد اليوم أبدا.
في خالد البجلي
796 - جعفر بن أحمد، عن جعفر بن بشير، عن أبي سلمة الجمال، قال
دخل خالد البجلي على أبي عبد الله عليه السلام وأنا عنده، فقال له: جعلت فداك أني أريد
أن أصف لك ديني الذي أدين الله به، وقد قال له قبل ذلك: اني أريد أن أسألك؟
فقال له: سلني فوالله لا تسألني عن شئ الا حدثتك به على حده لا أكتمك.
قال: إن أول ما أبدء أني أشهد أن لا إله إلا الله وحده ليس اله غيره، قال،
فقال أبو عبد الله عليه السلام: كذلك ربنا ليس معه اله غيره، ثم قال وأشهد أن محمدا
719

عبده ورسوله، قال، فقال أبو عبد الله: كذلك محمد عبد الله مقر له بالعبودية ورسوله
إلى خلقه.
ثم قال: وأشهد أن عليا عليه السلام كان له من الطاعة المفروضة على العباد مثل ما
كان لمحمد صلى الله عليه وآله على الناس قال: كذلك كان عليه السلام.
قال: وأشهد أنه كان للحسن بن علي بعد علي عليه السلام من الطاعة الواجبة على
الخلق مثل ما كان لمحمد وعلي صلوات الله عليهما، فقال: كذلك كان الحسن.
قال: وأشهد أنه كان للحسين من الطاعة الواجبة على الخلق بعد الحسن ما
كان لمحمد وعلي والحسن عليهم السلام قال: فكذلك كان الحسين، قال: وأشهد أن علي
ابن الحسين كان له من الطاعة الواجبة على جميع الخلق كما كان للحسين عليه السلام قال:
فقال: كذلك كان علي بن الحسين.
قال: وأشهد أن محمد بن علي كان له من الطاعة الواجبة على الخلق مثل
ما كان لعلي بن الحسين، قال فقال: كذلك كان محمد بن علي قال: وأشهد أنك
أورثك الله ذلك كله.
قال، فقال أبو عبد الله عليه السلام: حسبك أسكت الان فقد قلت حقا، فسكت،
فحمد الله وأثنى عليه.
ثم قال: ما بعث الله نبيا له عقب وذرية الا أجرى لاخرهم مثل ما أجرى
لأولهم، وانا لحق ذرية محمد صلى الله عليه وآله أجرى لآخرنا مثل ما أجرى لأولنا، ونحن على
منهاج نبينا عليه السلام لنا مثل ماله من الطاعة الواجبة.
ما روى في يوسف
797 - جعفر بن أحمد بن الحسن،
720

عن داود، عن يوسف، قال، قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أصف لك ديني الذي أدين
الله به، فان أكن على حق فثبتني وان أكن على غير الحق فردني إلى الحق، قال:
هات قال قلت: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله

(1) رجال النجاشي: 270
2) رجال النجاشي: 63
3) رجال النجاشي: 119
721

صلى الله عليه وآله، وأن عليا كان امامي، وأن الحسن كان امامي، وأن الحسين كان امامي، وأن
علي بن الحسين كان امامي، وأن محمد بن علي كان امامي، وأنت جعلت فداك على
منهاج آبائك، قال: فقال عند ذلك مرارا رحمك الله.
ثم قال: هذا والله دين الله ودين ملائكته وديني ودين آبائي لا يقبل الله غيره.
ما روى في الحسن بن زياد العطار
798 - جعفر وفضالة، عن أبان، عن الحسن بن زياد العطار، عن أبي
عبد الله عليه السلام قال، قلت: اني أريد أن أعرض عليك ديني وان كنت في حسباني ممن
قد فرغ من هذا، قال: فاته.
722

قال، قلت: فاني أشهد أن لا اله الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وأقر بما
جاء من عند الله، فقال لي مثل ما قلت، وأن عليا امام فرض الله طاعته، من عرفه كان
مؤمنا، ومن جهله كان ضالا ومن رد عليه كان كافرا.
ثم وصفت الأئمة عليهم السلام حتى انتهيت إليه، فقال: ما الذي تريد؟ أتريد
أني أتولاك على هذا، فانى أتولاك على هذا.
في أبى اليسع عيسى بن السرى
799 - جعفر بن أحمد، عن صفوان، عن أبي اليسع، قال، قلت لأبي
عبد الله عليه السلام: حدثني عن دعائم الاسلام التي بني عليها، ولا يسع أحدا من الناس
تقصير عن شئ منها، الذي من قصر عن معرفة شئ منها كبت عليه دينه ولم يقبل
منه عمله، ومن عرفها وعمل بها صلح دينه وقبل منه عمله، ولم يضق به ما فيه بجهل
شئ من الأمور جهله.
قال: فقال شهادة الا اله الا الله والايمان برسول الله صلى الله عليه وآله، والاقرار بما جاء
به من عند الله، ثم قال الزكاة والولاية شئ دون شئ، فضل يعرف لمن أخذ به،

(1) رجال النجاشي: 227
723

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من مات لا يعرف امامه مات ميتة جاهلية. وقال الله عز وجل
" يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم (1) " وكان علي
عليه السلام وقال الآخرون: لابل معاوية.
وكان حسن ثم كان حسين، وقال الآخرون هو يزيد بن معاوية لا سواء، ثم
قال أزيدك؟ قال بعض القوم: زده جعلت فداك.
قال: ثم كان علي بن الحسين، ثم كان أبو جعفر، وكانت الشيعة قبله لا
يعرفون ما يحتاجون إليه من حلال ولا حرام الا ما تعلموا من الناس.
حتى كان أبو جعفر عليه السلام ففتح لهم وبين لهم وعلمهم، فصاروا يعلمون الناس
بعد ما كانوا يتعلمون منهم، والامر هكذا يكون، والأرض لا تصلح الا بامام، ومن
مات لا يعرف امامه مات ميتة جاهلية، وأحوج ما تكون إلى هذا إذا بلغت نفسك هذا
المكان، وأشار بيده إلى حلقه، وانقطعت من الدنيا تقول: لقد كنت على رأي حسن.
قال أبو اليسع عيسى بن السري: وكان أبو حمزة وكان حاضر المجلس أنه
قال: لك فما تقول كان أبو جعفر إماما حق الامام.
في المغيرة بن توبة المخزومي
800 - جعفر بن أحمد، قال: حدثني محمد بن أبي عمير عن حماد بن

(1) سورة النساء: 59
724

عثمان، عن المغيرة بن توبة المخزومي قال، قلت لأبي الحسن عليه السلام: قد حملت هذا
الذي في أمورك، فقال: اني حملته ما حملنيه أبي عليه السلام.
في الحسين بن عمر
801 - جعفر بن أحمد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن الحسين بن عمر
قال، قلت له: ان أبي أخبرني أنه دخل على أبيك، فقال له: اني أحتج عليك عند
الجبار أنك أمرتني بترك عبد الله، وأنك قلت أنا امام فقال: نعم فما كان من أثم
ففي عنقي.
725

فقال: واني أحتج عليك بمثل حجة أبي على أبيك فإنك أخبرتني بأن أباك قد
مضى. وأنك صاحب هذا الامر من بعده فقال: نعم.

(1) الخلاصة: 49
726

فقلت له: اني لم أخرج من مكة حتى كاد يتبين لي الامر، وذلك أن فلانا أقرأني
كتابك يذكر أن تركة صاحبنا عندك فقال: صدقت وصدق، أما والله ما فعلت ذلك
حتى لم أجد بدا، ولقد قلته على مثل جدع أنفي، ولكني خفت الضلال والفرقة.
في سعيد الأعرج
802 - جعفر، عن فضالة بن أيوب وغير واحد، عن معاوية بن عمار، عن
سعيد الأعرج، قال: كنا عند أبي عبد الله عليه السلام فاستأذن له رجلان، فأذن لهما، فقال
أحدهما: أفيكم امام مفترض الطاعة؟ قال: ما أعرف ذلك فينا، قال بالكوفة قوم
يزعمون أن فيكم إماما مفترض الطاعة، وهم لا يكذبون أصحاب ورع واجتهاد
وتسمير، فهم عبد الله بن أبي يعفور وفلان وفلان.
فقال أبو عبد الله عليه السلام: ما أمرتهم بذلك ولا قلت لهم أن يقولوه، قال: فما
ذنبي واحمر وجهه وغضب غضبا شديدا، قال: فلما رأيا الغضب في وجهه قاما
فخرجا.
قال: أتعرفون الرجلين؟ قلنا: نعم هما رجلان من الزيدية، وهما يزعمان أن
سيف رسول الله صلى الله عليه وآله عند عبد الله بن الحسين.
فقال: كذبوا عليهم لعنة الله ثلاث مرات، لا والله ما رآه عبد الله ولا أبوه الذي
ولده بواحدة من عينيه قط، ثم قال: اللهم الا أن يكون رآه على علي بن الحسين
وهو متقلده، فان كانوا صادقين فاسألوهم ما علامته؟ فان في ميمنته علامة وفي ميسرته
علامة.
وقال: والله ان عندي لسيف رسول الله صلى الله عليه وآله ولامته: والله أن عندي لراية
رسول الله صلى الله عليه وآله، والله أن عندي لا لواح موسى عليه السلام وعصاه، والله أن عندي لخاتم

(1) الحاشية على الخلاصة للخلاصة للشهيد الثاني غير مطبوع
727

سليمان بن داود، والله أن عندي الطست التي كان موسى يقرب فيها القربان، والله
أن عندي لمثل الذي جاءت به الملائكة تحمله والله أن عندي للشئ الذي كان رسول
الله صلى الله عليه وآله يضعه بين المسلمين والمشركين فلا يصل إلى المسلمين نشابة.
ثم قال: إن الله عزو جل أوحى إلى طالوت أنه لن يقتل جالوت الا من لبس
درعك ملاها. فدعى طالوت جنده رجلا رجلا فألبسهم الدرع فلم يملاها أحد منهم
الا داود فقال: يا داود أنك أنت تقتل جالوت فأبرز إليه فبرز إليه فقتله.
فان قائمنا انشاء الله من إذا لبس درع رسول الله صلى الله عليه وآله يملاها، وقد لبسها أبو
جعفر فخطت عليه، ولبستها أنا فكانت وكانت.
في علي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
(عليهم السلام)
803 - حمدويه بن نصير، قال: حدثنا الحسين بن موسى الخشاب، عن
علي بن أسباط وغيره، عن علي بن جعفر بن محمد، قال، قال لي رجل أحسبه
من الواقفة: ما فعل أخوك أبو الحسن؟ قلت: قد مات، قال: وما يدريك بذاك؟
قلت: أقتسمت أمواله وأنكحت نساؤه ونطق الناطق من بعده.
قال: ومن الناطق من بعده؟ قلت: ابنه علي، قال: فما فعل؟ قلت له: مات،
قال: وما يدريك أنه مات؟ قلت: قسمت أمواله ونكحت نسائه ونطق الناطق من بعده.
قال: ومن الناطق من بعده؟ قلت: أبو جعفر ابنه، قال، فقال له: أنت في سنك
وقدرك وابن جعفر بن محمد تقول هذا القول في هذا الغلام.
قال، قلت: ما أراك الا شيطانا، قال: ثم أخذ بلحيته فرفعها إلى السماء ثم
قال: فما حيلتي إن كان الله رآه أهلا لهذا ولم ير هذه الشيبة لهذا أهلا.
804 - حدثني نصر بن الصباح البلخي، قال: حدثني إسحاق بن محمد
البصري أبو يعقوب، قال: حدثني أبو عبد الله الحسن بن موسى بن جعفر، قال: كنت
728

عند أبي عليه السلام بالمدينة وعنده علي بن جعفر وأعرابي من أهل المدينة جالس،
فقال لي الأعرابي: من هذا الفتى؟ وأشار بيده إلى أبي جعفر عليه السلام.
قلت: هذا وصي رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: يا سبحان الله رسول الله قد مات
منذ مائتي سنة وكذا وكذا سنه، وهذا حدث كيف يكون هذا.
قلت: هذا وصي علي بن موسي، وعلي وصي موسى بن جعفر، وموسى
وصي جعفر بن محمد، وجعفر وصي محمد بن علي، ومحمد وصي علي بن الحسين،
وعلي وصي الحسين، والحسين وصي الحسن، والحسن وصي علي بن أبي طالب،
وعلي وصي رسول الله (صلوات الله عليهم أجمعين).
قال: ودنى الطبيب ليقطع له العرق، فقام علي بن جعفر، فقال: يا سيدي
يبدأني ليكون حدة الحديد بي قبلك، قال، قلت: يهنئك، هذا عم أبيه، قال،
فقطع له العرق، ثم أراد أبو جعفر عليه السلام النهوض فقام علي بن جعفر عليها السلام فسوى له
نعليه حتى لبسهما.
في علي بن يقطين واخوته
805 - قال أبو عمرو: علي بن يقطين مولى بني أسد، وكان قبل يبيع
الابزار وهي التوابل، ومات في زمن أبي الحسن موسى عليه السلام، وأبو الحسن محبوس
سنة ثمانين ومائة، وبقي أبو الحسن عليه السلام في الحبس أربع سنين، وكان حبسه
هارون.
806 - حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا العبيدي، عن زياد القندي، عن
علي بن يقطين، أن أبا الحسن عليه السلام قد ضمن له الجنة.
807 - محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، قال: حدثني
محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال:
قلت لأبي الحسن عليه السلام: ان علي بن يقطين أرسلني إليك برسالة أسألك الدعاء له
فقال: في أمر الآخرة، قلت: نعم، قال: فوضع يده على صدره، ثم قال: ضمنت
729

لعلي بن يقطين ألا تمسه النار أبدا.
808 - محمد بن مسعود، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال خرجت عاما من الأعوام ومعي مال
كثير لأبي إبراهيم عليه السلام، وأودعني علي بن يقطين رسالة سأله الدعاء، فلما فرغت
من حوائجي وأوصلت المال إليه، قلت: جعلت فداك سألني علي بن يقطين أن تدعو
الله له، فقال: للآخرة؟ قلت: نعم، قال: فوضع يده على صدره ثم قال: ضمنت
لعلي بن يقطين ألا تمسه النار.
809 - محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، وجبريل بن أحمد
قالا: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثني يعقوب بن يقطين، قال سمعت أبا
الحسن الخراساني عليه السلام يقول: أما أن علي بن يقطين مضى وصاحبه عنه راض،
يعني أبا الحسن عليه السلام.
810 - محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير.
وحدثني حمدويه وإبراهيم، قالوا: حدثنا محمد بن عيسى، عن عبيد الله بن
عبد الله، عن درست، عن عبد الله بن يحيى الكاهلي، قال كنت عند أبي إبراهيم عليه السلام
إذا أقبل علي بن يقطين، فالتفت أبو الحسن عليه السلام إلى أصحابه، فقال: من سره أن
يرى رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فلينظر إلى هذا المقبل فقال له رجل من
القوم: هو اذن من أهل الجنة؟ فقال أبو الحسن عليه السلام: أما أنا فأشهد أنه من أهل
الجنة.
811 - حمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسى.
ومحمد بن مسعود، عن محمد بن نصير، عن محمد بن عيسى، عن عبيد الله
ابن عبد الله، عن درست، عن الكاهلي، قال كنت عند أبي إبراهيم عليه السلام إذ أقبل علي
ابن يقطين، وذكر مثله سواء.
812 - محمد بن مسعود، قال: حدثني جبريل بن أحمد، عن محمد بن
730

عيسى، قال سمعت مشايخ أهل بيتي يحكون أن عليا وعبيدا ابني يقطين أدخلا على
أبي عبد الله عليه السلام فقال: قربوا مني صاحب الذوابتين، وكان عليا، فقرب منه، فضمه
إليه ودعا له بخير.
813 - قال محمد بن قولويه: حدثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف، قال:
حدثنا محمد بن إسماعيل، عن محمد بن عمرو بن سعيد، عن داود الرقي قال: دخلت
على أبي الحسن عليه السلام يوم النحر، فقال مبتدئا: ما عرض في قلبي أحد وأنا على
الموقف الا علي بن يقطين، فإنه ما زال معي وما فارقني حتى أفضت.
814 - حدثني حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، قال: حدثني حفص
أبو محمد مؤذن علي بن يقطين، عن علي بن يقطين، قال: رأيت أبا عبد الله عليه السلام
في الروضة وعليه جبة خز سفرجلية.
815 - محمد بن مسعود، قال: حدثني جبريل بن أحمد، قال، قال العبيدي
قال يونس: انهم أحصوا لعلي بن يقطين سنة في الموقف مائة وخمسين ملبيا.
816 - حدثني حمدويه: قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن يونس بن
عبد الرحمن، قال، قال أبو الحسن عليه السلام: من سعادة علي بن يقطين أني ذكرته في
الموقف.
817 - محمد بن إسماعيل، عن إسماعيل بن مرار، عن بعض أصحابنا،
أنه لما قدم أبو إبراهيم موسى بن جعفر عليهما السلام العراق، قال علي بن يقطين: أما ترى
حالي وما أنا فيه، فقال: يا علي ان لله تعالى أولياء مع أولياء الظلمة ليدفع بهم عن أوليائه، وأنت منهم يا علي.
818 - محمد بن مسعود، عن علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد
عن السندي بن الربيع، عن الحسين بن عبد الرحيم، قال، قال أبو الحسن عليه السلام
لعلي بن يقطين: اضمن لي خصلة أضمن لك ثلاثا فقال علي: جعلت فداك وما
الخصلة التي أضمنها لك؟ وما الثلاث اللواتي تضمنهن لي.
731

قال، فقال أبو الحسن عليه السلام: الثلاث اللواتي أضمنهن لك: أن لا يصيبك حر
الحديد أبدا بقتل، ولا فاقة، ولا سجن حبس، قال، فقال علي: وما الخصلة التي
أضمنها لك؟ قال، فقال: تضمن أن لا يأتيك ولي أبدا الا أكرمته، قال فضمن علي
الخصلة وضمن له أبو الحسن الثلاث.
819 - محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن أحمد، قال: حدثني
محمد بن عيسى، قال: روى بكر بن محمد الأشعري، ان أبا الحسن الأول عليه السلام
قال: اني استوهبت علي بن يقطين من ربي عز وجل البارحة، فوهبه لي، ان علي
ابن يقطين بذل ماله ومودته، فكان لذلك منا مستوجبا.
ويقال: ان علي بن يقطين ربما حمل مائة ألف إلي ثلاثمائة ألف درهم، وأن
أبا الحسن عليه السلام زوج ثلاثة بنين أو أربعة، منهم أبو الحسن الثاني، فكتب إلى علي
ابن يقطين: اني قد صيرت مهورهن إليك.
قال محمد بن عيسى: فحدثني الحسن بن علي أن أباه علي بن يقطين رحمه الله
وجه إلى جواريه حتى حمل حبايهن ممن باعه، فوجه إليه بما فرض عليه من مهورهن
وزاد ثلاثة آلاف دينار للوليمة، فبلغ ذلك ثلاثة عشر ألف دينار في دفعة واحدة.
حدثني حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا أبو جعفر، عن الحسن بن علي وذكر
مثله.

(1) القاموس: 4 / 315
732

820 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثنا محمد
ابن عيسى، قال: زعم الحسين بن علي أنه أحصى لعلي بن يقطين بعض السنين ثلاث
مائة ملب، أو مأتين وخمسين ملبيا، وان لم يكن يفوته من يحج عنه.

(1) الدروس: 87
733

وكان يعطي بعضهم عشرة آلاف في كل سنة للحج، مثل الكاهلي، وعبد
الرحمن بن الحجاج وغيرهما، ويعطي أدناهم ألف درهم، وسمعت من يحكى في
أدناهم خمسمائة درهم، وكان أمره بالدخول في أعمالهم.
فقال: ان كنت لابد فاعلا فانظر كيف يكون لأصحابك فزعم أمية كاتبه وغيره
أنه كان يأمر بحبايتهم في العلانية، ويرد عليهم في السر، وزعمت رحيمة أنها قالت
لأبي الحسن الثاني عليه السلام: ادع لعلي بن يقطين، فقال: قد كفي علي بن يقطين.
وقال أبو الحسن عليه السلام: من سعادة علي بن يقطين أني ذكرته في الموقف.
وزعم ابن أخي الكاهلي أن أبا الحسن عليه السلام قال لعلي بن يقطين اضمن لي الكاهلي
وعياله وأضمن لك الجنة.
فزعم ابن أخيه أن عليا لم يزل يجري عليهم الطعام والدراهم وجميع أبواب
النفقات، مسبغين في ذلك، حتى مات أهل الكاهلي كلهم وقراباته وجيرانه.
وقال أبو الحسن عليه السلام أن لله مع كل طاغية وزيرا من أوليائه يدفع به عنهم
734

دعوة أبي عبد الله عليه السلام علي بن يقطين وما ولد، قال، فقال: ليس حيث يذهب أما
علمت أن المؤمن في صلب الكافر بمنزلة الحصاة تكون في الليلة، يصيبها المطر
فيغسلها ولا يضر الحصاة شيئا.
821 - محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو عبد الله الحسين بن أشكيب، قال
أخبرنا بكر بن صالح الرازي، عن إسماعيل بن عباد القصري قصر ابن هبيرة، عن
إسماعيل بن سلام، وفلان بن حميد، قالا، بعث إلينا علي بن يقطين، فقال: اشتريا
راحلتين وتجنبا الطريق، ودفع إلينا مالا وكتبا حتى توصلا ما معكما من المال والكتب
إلى أبي الحسن موسى عليه السلام ولا يعلم بكما أحد.
قالا: فأتينا الكوفة فاشترينا راحلتين وتزودنا زادا وخرجنا نتجنب الطريق
حتى إذا صرنا ببطن الرمة شددنا راحلتنا ووضعنا لهما العلف وقعدنا نأكل، فبينا نحن

(1) أصول الكافي: 2 / 11
735

كذلك إذا راكب قد أقبل ومعه شاكري.
فلما قرب منا فإذا هو أبو الحسن موسى عليه السلام فقمنا إليه وسلمنا عليه ودفعنا
إليه الكتب وما كان معنا فأخرج من كمه كتبا فناولنا إياها، فقال: هذه جوابات
كتبكم.
قال، قلنا: إن زادنا قد فنى، فلو أذنت لنا فدخلنا المدينة فزرنا رسول الله
صلى الله عليه وآله وتزودنا زادا؟ فقال: هاتا ما معكما من الزاد فأخرجنا الزاد إليه فقلبه بيده،
فقال: هذا يبلغكما إلى الكوفة، وأما رسول الله صلى الله عليه وآله فقد رأيتماه، انى صليت معهم
الفجر وأنا أريد أن أصلي معهم الظهر، انصرفا في حفظ الله.
822 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني يحيى بن محمد، عن سيبويه
الرازي، عن بكر بن صالح، بأسناده مثله.
علي وخزيمة ويعقوب وعبيد بنو يقطين كلهم من أصحاب أبي الحسن عليه السلام.
823 - طاهر بن عيسى، قال: حدثني أبو جعفر محمد بن القاسم بن حمزة
ابن موسى العلوي، قال: سمعت إسماعيل بن موسى عمي، قال، رأيت العبد الصالح
عليه السلام على الصفا، يقول: الهي في أعلى عليين اغفر لعلي بن يقطين.
736

824 - جعفر بن معروف، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن سليمان بن
الحسين كاتب علي بن يقطين، قال: أحصيت لعلي بن يقطين من وافى عنه في عام
واحد مائة وخمسين، رجلا، أقل من أعطاه منهم سبعمائة درهم، وأكثر من أعطاه عشرة
آلاف درهم.
في موسى بن بكر الواسطي
825 - جعفر بن أحمد، عن خلف بن حماد، عن موسى بن بكر الواسطي، قال
سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: قال أبي عليه السلام: سعد امرئ لم يمت حتى يرى منه خلفا
تقربه عينه، وقد أراني الله عز وجل من ابني هذا خلفا، وأشار بيده إلى العبد الصالح
عليه السلام، ما تقربه عيني.
826 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن محمد
ابن سنان، عن موسى بن بكر الواسطي، قال: أرسل إلي أبو الحسن عليه السلام فأتيته،
فقال لي: مالي أراك مصفرا؟ وقال لي: آمرك بأكل اللحم قال فقلت: ما أكلت غيره
منذ أمرتني.
فقال: كيف تأكله؟ قلت، طبيخا، قال: كله كبابا، فأكلت، فأرسل إلي بعد
جمعة فإذا الدم قد عاد في وجهي فقال لي: نعم.
ثم قال لي: يخف عليك أن نبعثك في بعض حوائجنا؟ فقلت: أنا عبدك
فمرني بم شئت فوجهني في بعض حوائجه إلى الشام.
في هند بن الحجاج
827 - أبو الحسن محمد بن بحر بن أحمد الفارسي، قال:
737

حدثني أبو القاسم الحليسمي، قال: حدثنا عيسى بن هواذ، عن الحسن بن ظريف بن
ناصح، فقال: قد جئتك بحديث من يأتيك حدثني فلان ونسى الحليسي اسمه عن

(1) رجال الشيخ: 495
2) القاموس: 4 / 230
3) رجال الشيخ: 510
4) القاموس: 2 / 211
5) القاموس: 2 / 207، والى هنا تم ما في نسخة " ن ".
738

بشار مولى السندي بن شاهك، قال: كنت من أشد الناس بغضا لآل أبي طالب،
فدعاني السندي بن شاهك يوما، فقال لي: يا بشار اني أريد أن ائتمنك على ما ائتمنني
عليه هارون، قلت: اذن لا أبقى فيه غاية.
قال: هذا موسى بن جعفر عليه السلام قد دفعه إلي. وقد وكلتك بحفظه، فجعله في
دار جوف دور حرمه ووكلني عليه، وكنت أقفل عليه عدة أقفال، فإذا مضيت في
حاجة وكلت امرأتي بالباب فلا تفارقه حتى أرجع، قال بشار: فحول الله ما كان في
قلبي من البغض حبا.
قال: فدعاني عليه السلام يوما فقال لي: يا بشار امض إلى سجن المقنطرة فادع لي
هند بن الحجاج، وقل له أبو الحسن يأمرك بالمصير إليه، فإنه سينتهرك ويصيح
عليك. فإذا فعل ذلك: فقل أنا قد قلت لك وأبلغت رسالته فان شئت فافعل وان شئت
فلا تفعل، واتركه وانصرف.
قال ففعلت ما أمرني وأقفلت الأبواب كما كنت أفعل، وأقعدت امرأتي على
الباب وقلت لها: لا تبرحي حتى آتيك، وقصدت إلى سجن المقنطرة فدخلت على
هند بن الحجاج، فقلت له أبو الحسن يأمرك بالمصير إليه، قال: فصاح علي
وانتهرني، فقلت له: أنا قد أبلغتك وقلت لك فان شئت فافعل وان شئت فلا تفعل.
وانصرفت وتركته، وجئت إلى أبي الحسن عليه السلام فوجدت امرأتي قاعدة على
الباب والأبواب مقفلة، فلم أزل أفتح واحدا واحدا منها، حتى انتهيت إليه فوجدته
وأعلمته الخبر، قال: نعم قد جاءني، وانصرفت فخرجت إلى امرأتي، فقلت لها جاء
أحد بعدي فدخل هذا الباب؟ فقالت: لا والله ما فارقت الباب ولا فتحت الاقفال حتى
جئت.
قال: ورواني علي بن محمد بن الحسن الأنباري أخو صندل، قال: بلغني من
جهة أخرى أنه لما صار إليه هند بن الحجاج، قال له العبد الصالح عليه السلام عند انصرافه:
ان شئت رجعت إلى موضعك ولك الجنة، وان شئت انصرفت إلى منزلك، فقال: أرجع
739

إلى موضعي إلى السجن " رحمه الله ".
قال: وحدثني علي بن محمد بن صالح الصيمري، ان هند بن الحجاج رضي
الله عنه كان من أهل الصميرة، وأن قصره لبين، قال أبو عمرو: هذا الخبر من جهة
أبي الحسن محمد بن بحر بن أحمد الفارسي يقول: حدثني أبو القاسم الحليسي.
في صفوان بن مهران الجمال
828 - حمدويه، قال: حدثني محمد بن إسماعيل الرازي، قال: حدثني
الحسن بن علي بن فضال، قال: حدثني صفوان بن مهران الجمال، قال: دخلت على
أبي الحسن الأول عليه السلام فقال لي: يا صفوان كل شئ منك حسن جميل ما خلا شيئا
واحدا قلت: جعلت فداك أي شئ؟ قال: اكراؤك جمالك من هذا الرجل يعني
هارون، قلت: والله ما أكريته أشرا ولا بطرا ولا لصيد ولا للهو ولكني أكريه لهذا
الطريق يعني طريق مكة، ولا أتولاه بنفسي ولكن أنصب غلماني.
فقال لي: يا صفوان أيقع كراؤك عليهم؟ قلت: نعم جعلت فداك، قال: فقال
لي: أتحب بقائهم حتى يخرج كراؤك؟ قلت: نعم، قال: فمن أحب بقائهم فهو
منهم، ومن كان منهم كان ورد النار.
قال صفوان: فذهبت وبعت جمالي عن آخرها، فبلغ ذلك إلى هارون، فدعاني
فقال لي: يا صفوان بلغني أنك بعت جمالك؟ قلت: نعم، فقال: لم؟ قلت: أنا
شيخ كبير وأن الغلمان لا يفون بالاعمال.
فقال: هيهات هيهات أني لاعلم من أشار عليك بهذا موسى بن جعفر، قلت:
مالي ولموسى بن جعفر، فقال: دع هذا عنك فوالله لولا حسن صحبتك لقتلتك.
في أبى على عبد الرحمن بن حجاج
829 - حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن الحسين، عن عثمان بن
عدس، عن حسين بن ناجية، قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام وذكر عبد الرحمن بن
740

حجاج، فقال: أنه لثقيل على الفؤاد.
830 - أبو القاسم نصر بن الصباح، قال: عبد الرحمن بن الحجاج شهد له
أبو الحسن عليه السلام بالجنة، وكان أبو عبد الله عليه السلام يقول لعبد الرحمن: يا عبد الرحمن
كلم أهل المدينة فاني أحب أن يرى في رجال الشيعة مثلك.
شعيب العقرقوفي
831 - وجدت بخط جبريل بن أحمد، حدثني محمد بن عبد الله بن مهران
عن محمد بن علي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، قال: أخبرني
شعيب العقرقوفي، قال، قال لي أبو الحسن عليه السلام مبتدئا من غير أن أسأله عن شئ:
يا شعيب يلقاك غدا رجل من أهل المغرب يسألك عني، فقل هو والله الامام الذي قال
لنا أبو عبد الله عليه السلام، فإذا سألك عن الحلال والحرام فأجبه: مني.
فقلت: جعلت فداك فما علامته؟ فقال: رجل طويل جسيم يقال له: يعقوب،
فإذا أتاك فلا عليك أن تجيبه عن جميع ما سألك فإنه واحد قومه، وان أحب أن تدخله
إلي فأدخله.
قال: فوالله اني لفي طوافي إذ أقبل إلي رجل طويل من أجسم ما يكون من
الرجال، فقال لي: أريد أن أسألك عن صاحبك؟ فقلت: عن أي صاحب؟ قال:
عن فلان بن فلان، فقلت ما أسمك؟ فقال: يعقوب، فقلت: ومن أين أنت؟ فقال:
رجل من أهل المغرب.
قلت: فمن أين عرفتني؟ قال: أتاني آت في منامي: الق شعيبا فسله عن جميع
ما تحتاج إليه، فسألت عنك فدللت عليك، فقلت اجلس في هذا الموضع حتى أفرغ
من طوافي وآتيك انشاء الله، فطفت ثم أتيته فكلمت رجلا عاقلا.
ثم طلب إلي أن أدخله علي أبي الحسن عليه السلام، فأخذت بيده فاستأذنت على
أبي الحسن عليه السلام، فأذن لي، فلما رآه أبو الحسن عليه السلام قال له: يا يعقوب قدمت أمس
741

ووقع بينك وبين أخيك شر في موضع كذا وكذا، حتى شتم بعضكم بعضا،
وليس هذا ديني ولادين آبائي، ولا نأمر بهذا أحدا من الناس، فاتق الله وحده لا
شريك له، فإنكما ستفترقان بموت.
اما أن أخاك سيموت في سفره قبل أن يصل إلى أهله، وستندم أنت على
ما كان منك، وذلك أنكما تقاطعتما فبتر الله أعماركما، فقال له الرجل: فانا جعلت
فداك متى أجلي؟ فقال: اما ان اجلك قد حضر حتى وصلت عمتك بما وصلتها به في
منزل كذا وكذا، فزيد في أجلك عشرون، قال، فأخبرني الرجل ولقيته حاجا: ان
أخاه لم يقبل إلى أهله حتى دفنه في الطريق.
قال أبو عمرو: محمد بن عبد الله بن مهران غال، والحسن بن علي بن أبي
حمزة كذاب غال، قال: ولم أسمع في شعيب الاخيرا، وأولياؤه أعلم بهذه الرواية
علي بن أبي حمزة البطائني
832 - قال محمد بن مسعود: حدثني حمدان بن أحمد القلانسي، قال:
حدثني معاوية بن حكيم، قال: حدثني أبو داود المسترق، عن عتيبة بياع القصب،
عن علي بن أبي حمزة البطائني عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال، قال لي: يا علي
أنت وأصحابك أشباه الحمير.
833 - محمد بن الحسين، قال: حدثني ابن علي الفارسي، عن محمد بن
عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، قال: دخلت على الرضا عليه السلام فقال لي: مات
علي بن أبي حمزة؟ قلت: نعم، قال: قد دخل النار، قال: ففزعت من ذلك، قال:
أما أنه سئل عن الامام بعد موسى أبي فقال: لا اعرف إماما بعده، فقيل: لا فضرب
في قبره ضربة اشتعل قبره نارا.
834 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، قال: علي بن أبي
حمزة كذاب متهم. قال: روى أصحابنا ان الرضا عليه السلام قال بعد موته: أقعد علي بن
742

أبي حمزة في قبره، فسئل عن الأئمة؟ فأخبر بأسمائهم حتى انتهي إلي فسئل؟ فوقف
فضرب على رأسه ضربة امتلاء قبره نارا.
835 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو الحسن، قال: حدثني أبو
داود المسترق، عن علي بن أبي حمزة، قال قال أبو الحسن موسى عليه السلام: يا علي أنت
وأصحابك أشباه الحمير.
836 - حدثنا حمدويه، قال: حدثني الحسن بن موسى، عن أبي داود، قال:
كنت أنا وعتيبة بياع القصب، عند علي بن أبي حمزة، قال، فسمعته يقول: قال
لي أبو الحسن موسى عليه السلام: انما أنت يا علي وأصحابك أشباه الحمير. قال، فقال
عتيبة: أسمعت؟ قال، قلت: أي والله، قال، فقال: لقد سمعت، والله لا أنقل قدمي
إليه ما حييت.
837 - قال: حدثني حمدويه، قال، قال: حدثني الحسن بن موسى، عن
داود بن محمد، عن أحمد بن محمد، قال: وقف علي أبو الحسن عليه السلام في بني
زريق، فقال لي وهو رافع صوته: يا أحمد قلت لبيك: قال: إنه لما قبض رسول
الله صلى الله عليه وآله جهد الناس في اطفاء نور الله فأبى الله الا أن يتم نوره بأمير المؤمنين عليه السلام.
فلما توفى أبو الحسن عليه السلام جهد علي بن أبي حمزة وأصحابه في اطفاء نور
الله فأبى الله الا أن يتم نوره، وأن أهل الحق إذا دخل فيهم داخل سروا به، وإذا
خرج منهم خارج لم يجزعوا عليه، وذلك أنهم على يقين من أمرهم.
وأن أهل الباطل إذا دخل فيهم داخل سروا به، وإذا خرج منهم خارج جزعوا
عليه، وذلك أنهم على شك من أمرهم، ان الله جل جلاله يقول " فمستقر ومستودع " (1)
قال، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام المستقر الثابت، والمستودع المعاد.
838 - وجدت بخط جبريل بن أحمد، حدثني محمد بن عبد الله بن مهران
عن محمد بن علي الصيرفي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، قال،

(1) سورة الأنعام: 98
743

دخلت المدينة وأنا مريض شديد المرض، فكان أصحابنا يدخلون ولا أعقل بهم،
وذاك أنه أصابني حمى فذهب عقلي.
وأخبرني إسحاق بن عمار أنه أقام علي بالمدينة ثلاثة أيام لا يشك أنه لا يخرج
منها حتى يدفنني ويصلي علي، وخرج إسحاق بن عمار، وأفقت بعد ما خرج إسحاق
فقلت لأصحابي: افتحوا كيسي وأخرجوا منه مائة دينار فأقسموها في أصحابنا.
وأرسل إلي أبو الحسن عليه السلام بقدح فيه ماء، فقال الرسول يقول لك أبو الحسن
عليه السلام: اشرب هذا الماء، فان فيه شفاء إن شاء الله ففعلت، فأسهل بطني، فأخرج
الله ما كنت أجده في بطني من الأذى، ودخلت على أبي الحسن عليه السلام، فقال: يا علي
أما أن أجلك قد حضر مرة بعد مرة.
فخرجت إلى مكة فلقيت إسحاق بن عمار، فقال: والله لقد أقمت بالمدينة
ثلاثة أيام ما شككت الا أنك ستموت، فأخبرني بقصتك؟ فأخبرته بما صنعت، وما
قال لي أبو الحسن: مما انسأ الله في عمري مرة بعد مرة من الموت، وأصابني مثل
ما أصاب، فقلت: يا إسحاق انه امام ابن امام وبهذا يعرف الامام.
في إبراهيم بن عبد الحميد الصنعاني
839 - ذكر الفضل بن شاذان، أنه صالح.
قال نصر بن الحجاج: إبراهيم يروي عن أبي الحسن موسى، وعن الرضا
وعن أبي جعفر محمد بن علي عليهم السلام، وهو واقف على أبي الحسن عليه السلام، وقد كان
يذكر في الأحاديث التي يرويها عن أبي عبد الله عليه السلام في مسجد الكوفة: وكان
يجلس فيه ويقول أخبرني أبو إسحاق كذا، وقال أبو إسحاق كذا، وفعل أبو إسحاق
كذا، يعني بأبي إسحاق أبا عبد الله عليه السلام.
كما كان غيره يقول: حدثني الصادق وسمعت الصادق عليه السلام وحدثني العالم
وقال العالم، وحدثني الشيخ وقال الشيخ، وحدثني أبو عبد الله وقال أبو عبد الله،
وحدثني جعفر بن محمد وقال جعفر بن محمد.
744

وكان في مسجد الكوفة خلق كثير من أهل الكوفة من أصحابنا، فكل واحد
منهم يكني عن أبي عبد الله عليه السلام باسم، فبعضهم يسميه ويكنيه بكنيته عليه السلام.
في أبى خداش عبد الله بن خداش
840 - محمد بن مسعود. قال: أبو محمد عبد الله بن محمد بن خالد أبو خداش
عبد الله بن خداش المهري، ومهرة محلة بالبصرة، وهو ثقة.
قال محمد بن مسعود، وحدثني يوسف بن السخت، قال: سمعت أبا خداش
يقول: ما صافحت ذميا قط، ولا دخلت بيت ذمي، ولا شربت دواءا قط، ولا افتصدت
ولا تركت غسل يوم الجمعة قط، ولا دخلت على وال قط، ولا دخلت على قاض قط.
في عبد الله بن يحيى الكاهلي
أيضا بعد باب قد مضى
841 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، قال زعم
الكاهلي أن أبا الحسن عليه السلام قال لعلي بن يقطين اضمن لي الكاهلي وعياله أضمن لك
الجنة، فزعم ابن أخيه: أن عليا رحمه الله لم يزل يجري عليهم الطعام والدراهم
وجميع النفقات مستغنين حتى مات الكاهلي، وأن سعتهم كانت تعم عيال الكاهلي
وقراباته، والكاهلي يروي عن أبي عبد الله عليه السلام.
842 - وجدت بخط جبريل بن أحمد، حدثني محمد بن عبد الله بن مهران
عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أخطل الكاهلي، عن عبد الله بن
يحيى الكاهلي، قال: حججت قد خلت على أبي الحسن عليه السلام فقال لي: اعمل خيرا في
سنتك هذه فان أجلك قد دني، قال: فبكيت، فقال لي وما يبكيك قلت: جعلت
فداك نعيت إلي نفسي، قال: أبشر فإنك من شيعتنا وأنت إلى خير قال أخطل: فما
لبث عبد الله بعد ذلك الا يسيرا حتى مات.
745

في محمد بن حكيم
843 - حدثني حمدويه، قال: حدثني يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير
عن محمد بن حكيم، قال: ذكر لأبي الحسن عليه السلام أصحاب الكلام، فقال: أما ابن
حكيم فدعوه.
844 - حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، قال: حدثني يونس بن
عبد الرحمن، عن حماد، قال: كان أبو الحسن عليه السلام يأمر محمد بن حكيم أن يجالس
أهل المدينة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وأن يكلمهم ويخاصمهم حتى كلمهم في صاحب
القبر، فكان إذا انصرف إليه، قال له: قلت لهم وما قالوا لك؟ ويرضى بذلك منه.
845 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد بن يزيد القمي قال:
حدثني محمد بن أحمد بن يحيى، عن إبراهيم بن هاشم، عن يحيى بن عمران
الهمداني، عن يونس، عن محمد بن حكيم، وقد كان أبو الحسن عليه السلام وذكر
مثله.
في مصادف
846 - محمد بن مسعود، قال: حدثني أحمد بن منصور الخزاعي، قال
حدثني أحمد بن الفضل الخزاعي، عن ابن أبي عمير، عن علي بن عطية، عن
مصادف قال: اشترى أبو الحسن ضيعة بالمدينة أو قال قرب المدينة.
قال ثم قال لي: انما اشتريتها للصبية، يعني ولد مصادف وذلك قبل أن يكون
من أمر مصادف ما كان.
في الحسين بن بشار
847 - حدثني خلف بن حامد، قال: حدثنا أبو سعيد الادمي، قال حدثني
الحسين بن بشار، قال: لما مات موسى بن جعفر عليهما السلام خرجت إلى علي بن موسى عليهما السلام
غير مؤمن بموت موسى عليه السلام ولا مقر بامامة علي عليه السلام الا أن في نفسي أن أسأله وأصدقه،
746

فلما صرت إلى المدينة انتهيت إليه وهو بالصراء، فاستأذنت عليه ودخلت، فأدناني
وألطفني، وأردت أن أسأله عن أبيه عليه السلام فبادرني.
فقال: يا حسين ان أردت أن ينظر الله إليك من غير حجاب وتنظر إلى الله من
غير حجاب فوال آل محمد عليهم السلام ووال ولي الأمر منهم، قال، قلت: أنظر إلى الله
عز وجل؟ قال: أي والله، قال حسين: فعزمت على موت أبيه وامامته.
ثم قال لي: ما أردت أن آذن لك لشدة الامر وضيقه، ولكني علمت الامر
الذي أنت عليه، ثم سكت قليلا ثم قال: خبرت بأمرك؟ قلت له: أجل.
فدل هذا الحديث على تركه الوقف وقوله بالحق.
في نصر بن قابوس
848 - حدثني حمدويه، قال: حدثني الحسن بن موسى، عن سليمان
الصيدي، عن نصر بن قابوس، قال: كنت عند أبي الحسن عليه السلام في منزله فأخذ
بيدي فوقفني علي بيت من الدار، فدفع الباب فإذا علي ابنه عليه السلام وفي يده كتاب
ينظر فيه، فقال لي يا نصر تعرف هذا؟ قلت: نعم هذا علي ابنك قال: يا نصر أتدري
ما هذا الكتاب الذي ينظر فيه؟ قلت: لا، قال: هذا الجفر الذي لا ينظر فيه الا نبي
أو وصي.
قال الحسن بن موسى: فلعمري ما شك نصر ولا ارتاه حتى أتاه وفاة أبي
الحسن عليه السلام.
849 - حمدويه، قال: حدثني الحسن بن موسى، قال: حدثنا أحمد بن محمد
ابن أبي نصر، عن سعيد بن أبي الجهم، عن نصر بن قابوس، قال: قلت لأبي الحسن
الأول عليه السلام اني سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الامام من بعده، فأخبرني أنك أنت هو
فلما توفى ذهب الناس عنك يمينا وشمالا، وقلت فيك أنا وأصحابي فأخبرني عن الامام
من ولدك؟ قال: ابني علي عليه السلام.
فدل هذا الحديث على منزلة الرجل من عقله واهتمامه بأمر دينه إن شاء الله.
747

في أبى حفص عمر بن عبد العزيز أبى بشار
المعروف بزحل
850 - محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن حمدويه البيهقي، قال:
سمعت الفضل بن شاذان، يقول: زحل أبو حفص يروي المناكير، وليس بغال.
في علي بن حسان الواسطي وعلي بن حسان الهاشمي
851 - قال محمد بن مسعود: سألت علي بن الحسن بن علي بن فضال عن
علي بن حسان؟ قال: عن أيهما سألت؟ أما الواسطي: فهو ثقة، وأما الذي عندنا:
يروي عن عمه عبد الرحمن بن كثير، فهو كذاب، وهو واقفي أيضا لم يدرك أبا
الحسن موسى عليه السلام.
في نجية بن الحارث
852 - قال حمدويه: قال محمد بن عيسى: نجية بن الحارث شيخ صادق
كوفي صديق علي بن يقطين.
في القاسم بن محمد الجوهري
853 - قال نصر بن الصباح: القاسم بن محمد الجوهري لم يلق أبا عبد الله
عليه السلام وهو مثل ابن أبي غراب، وقالوا: انه كان واقفيا.
يزيد بن سليط الزيدي
854 - حديثه طويل.
في نشيط بن صالح وخالد الجواز
855 - حدثنا حمدويه، قال: حدثنا الحسن بن موسى، قال، كان نشيط
وخالد يخدمانه يعني أبا الحسن عليه السلام، قال: فذكر الحسن عن يحيى بن إبراهيم،
عن نشيط، عن خالد الجواز، قال: لما اختلف الناس في أمر أبي الحسن عليه السلام،
748

قلت لخالد: أما ترى ما قد وقعنا فيه من اختلاف الناس؟ فقال لي خالد، قال لي أبو
الحسن عليه السلام: عهدي إلى ابني علي أكبر ولدي وخيرهم وأفضلهم.
856 - قال الكشي وحدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن،
قال: نشيط قرابة لمروك بن عبيد بن سالم بن أبي حفصة.
في أسامة بن حفص
857 - حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن عثمان بن عيسى قال
أسامة بن حفص كان قيما لأبي الحسن موسى عليه السلام.
قد تم الجزء الخامس من كتاب أبي عمرو الكشي
في معرفة الرجال، ويتلوه
في الجزء السادس
ما روي عن رهم الأنصاري، والحمد لله
رب العالمين، والصلاة على سيدنا محمد
وآله الطيبين الطاهرين وهو
حسبنا ونعم الوكيل.
749

اختيار معرفة الرجال
المعروف برجال الكشي
لشيخ الطائفة أبى جعفر الطوسي (قده)
تصحيح وتعليق
المعلم الثالث ميرداماد الاسترآبادي
تحقيق
السيد مهدى الرجائي
مؤسسة آل البيت عليهم السلام
751

بسم الله الرحمن الرحيم
في رهم الأنصاري
858 - حمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن
يقطين، عن رهم، قال، أبو الحسن حمدويه: فسألته عنه؟ فقال: شيخ من
الأنصار كان يقول بقولنا.
في علي بن سويد السايي
859 - حدثني حمدويه، قال: حدثنا الحسن بن موسى. عن إسماعيل بن
]
753

مهران، عن محمد بن منصور الخزاعي، عن علي بن سويد السائي، قال: كتبت
إلى أبي الحسن عليه السلام وهو في الحبس أسأله فيه عن حاله وعن جواب مسائل كتبت
بها إليه.
فكتب إلي: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله العلي العظيم الذي بعظمته
ونوره أبصر قلوب المؤمنين، وبعظمته ونوره عاداه الجاهلون وبعظمته ابتغي إليه
الوسيلة بالاعمال المختلفة والأديان الشتى، فمصيب ومخطئ وضال ومهتد وسميع
وأصم وبصير وأعمى حيران، فالحمد الله الذي عرف وصف دينه بمحمد صلى الله عليه وآله.
أما بعد: فإنك امرئ أنزلك الله من آل محمد بمنزلة خاصة مودة، بما ألهمك
من رشدك، ونصرك من أمر دينك، بفضلهم ورد الأمور إليهم والرضا بما قالوا،
في كلام طويل.
754

وقال: وادع إلى صراط ربك فينا من رجوت اجابته، فلا يحضر حضرنا،
ووال آل محمد، ولا تقل لما بلغك عنا أو نسب إلينا هذا باطل وان كنت تعرف
خلافه، فإنك لا تدري لم قلناه وعلى أي وجه وضعناه، آمن بما أخبرتك، ولا تفش
ما استكتمتك، أخبرك أن من أوجب حق أخيك أن لا تكتمه شيئا ينفعه لامن دنياه
ولامن آخرته.
في الواقفة
860 - حدثني محمد بن مسعود، ومحمد بن الحسن البراثي، قالا: حدثنا
محمد بن إبراهيم بن محمد بن فارس، قال: حدثني أبو جعفر أحمد بن عبدوس
الخلنجي، أو غيره، عن علي بن عبد الله الزبيري، قال، كتبت إلى أبي الحسن

(1) القاموس: 2 / 10
755

عليه السلام أساله عن الواقفة.
فكتب: الواقف عاند عن الحق، ومقيم على سيئة ان مات بها كانت جهنم
مأواه وبئس المصير.
861 - جعفر بن معروف، قال: حدثني سهل بن بحر، قال: حدثني الفضل
ابن شاذان، رفعه عن الرضا عليه السلام قال: سئل عن الواقفة؟ فقال: يعيشون حيارى
ويموتون زنادقة.
862 - وجدت بخط جبريل بن أحمد في كتابه، حدثني سهل بن زياد الادمي
قال: حدثني محمد بن أحمد بن الربيع الأقرع، قال: حدثني جعفر بن بكير،
قال: حدثني يونس بن يعقوب، قال قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: أعطى هؤلاء
الذين يزعمون أن أباك حي من الزكاة شيئا؟ قال: لا تعطهم فإنهم كفار مشركون
زنادقة.
قال: حدثني عدة من أصحابنا عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعناه
يقول: يعيشون شكاكا ويموتون زنادقة قال فقال بعضنا: أما الشكاك فقد علمناه،

(1) القاموس: 2 / 16 و 50
756

فكيف يموتون زنادقة؟ قال، فقال: حضرت رجلا منهم وقد احتضر، فسمعته يقول:
هو كافر ان مات موسى بن جعفر عليهما السلام قال فقلت: هذا هو.
863 - أبو صالح خلف بن حامد الكشي، عن الحسن بن طلحة، عن بكر
ابن صالح، قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: ما يقول الناس في هذه الآية؟ قلت:
جعلت فداك وأي آية؟ قال: قول الله عز وجل " وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت
أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء " (1) قلت: اختلفوا فيها.
قال أبو الحسن عليه السلام: ولكني أقول نزلت في الواقفة أنهم قالوا: لا امام بعد
موسى عليه السلام فرد الله عليهم بل يداه مبسوطتان، واليد هو الامام في باطن الكتاب
وانما عني بقولهم لا امام بعد موسى عليه السلام.
864 - خلف، عن الحسن بن طلحة المروزي، عن محمد بن عاصم، قال
سمعت الرضا عليه السلام يقول: يا محمد بن عاصم، بلغني أنك تجالس الواقفة؟ قلت:

(1) سورة المائدة: 64
757

نعم جعلت فداك أجالسهم وأنا مخالف لهم، قال: لا تجالسهم فان الله عز وجل يقول
" وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزئ بها فلا
تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره انكم إذا مثلهم (1) " يعني بالآيات
الأوصياء الذين كفروا بها الواقفة.
865 - خلف، قال: حدثني الحسن، عن سليمان الجعفري، قال كنت عند
أبي الحسن عليه السلام بالمدينة، إذ دخل عليه رجل من أهل المدينة فسأله عن الواقفة؟
فقال أبو الحسن عليه السلام: ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا سنة الله في الذين خلوا
من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا (2)، والله أن الله لا يبدلها حتى يقتلوا عن آخرهم.
866 - محمد بن الحسن البراثي، قال: حدثني أبو علي الفارسي، قال:
حدثني عبدوس الكوفي، عمن حدثه، عن الحكم بن مسكين.
قال: وحدثني بذلك إسماعيل بن محمد بن موسى بن سلام، عن الحكم
ابن عيص، قال: دخلت مع خالي سليمان بن خالد على أبي عبد الله عليه السلام فقال:
يا سليمان من هذا الغلام؟ فقال: ابن أختي، فقال: هل يعرف هذا الامر؟ فقال:
نعم، فقال: الحمد الله الذي لم يخلقه شيطانا.
ثم قال: يا سليمان عوذ بالله ولدك من فتنة شيعتنا فقلت: جعلت فداك وما تلك
الفتنة؟ قال: انكارهم الأئمة وغرضهم على ابني موسى عليه السلام، قال: ينكرون موته
ويزعمون أن لا امام بعده أولئك شر الخلق.

(1) سورة النساء: 140
2) سورة الأحزاب: 61
758

867 - محمد بن الحسن البراثي، قال: حدثني أبو علي، قال: حدثني
يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير الا ما رويت لك ولكن حدثني ابن أبي
عمير عن رجل من أصحابنا قال، قلت للرضا عليه السلام: جعلت فداك قوم قد وقفوا على
أبيك يزعمون أنه لم يمت، قال، قال: كذبوا وهم كفار بما أنزل الله عز وجل على
محمد صلى الله عليه وآله، ولو كان الله يمد في أجل أحد من بني آدم لحاجة الخلق إليه لمد
الله في أجل رسول الله صلى الله عليه وآله.
868 - محمد بن الحسن البراثي، قال: حدثني أبو علي الفارسي، قال:
حدثني ميمون النخاس، عن محمد بن الفضيل، قال قلت للرضا عليه السلام: جعلت
فداك ما حال قوم قد وقفوا على أبيك موسى عليه السلام؟ فقال: لعنهم الله ما أشد كذبهم
أما أنهم يزعمون أني عقيم وينكرون من يلي هذا الامر من ولدي.
869 - محمد بن الحسن البراثي، قال: حدثني أبو علي قال: حدثني أبو
القاسم الحسين بن محمد بن عمر بن يزيد، عن عمه، عن جده عمر بن يزيد، قال:
دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فحدثني مليا في فضائل الشيعة.
ثم قال: إن من الشيعة بعدنا من هم شر من النصاب، قلت: جعلت فداك أليس
ينتحلون حبكم ويتولونكم ويتبرؤن من عدوكم؟ قال: نعم، قال، قلت: جعلت فداك
بين لنا نعرفهم فعلنا منهم قال: كلا يا عمر ما أنت منهم انما هم قوم يفتنون بزيد ويفتنون
بموسى عليه السلام.
759

870 - محمد بن الحسن البراثي، قال: حدثني أبو علي، قال: حدثني محمد
ابن إسماعيل، عن موسى بن القاسم البجلي، عن علي بن جعفر عليهما السلام، قال: جاء
رجل إلى أخي عليه السلام فقال له: جعلت فداك من صاحب هذا الامر؟ فقال: أما أنهم
يفتنون بعد موتي فيقولون هو القائم، وما القائم الا بعدي بسنين.
871 - محمد بن الحسن البراثي، قال: حدثني أبو علي الفارسي، قال
حدثني أبو القاسم الحسين بن محمد بن عمر بن يزيد، عن عمه، قال: كان بدؤ
الواقفة أنه كان اجتمع ثلاثون ألف دينار عند الأشاعثة زكاة أموالهم وما كان يجب
عليهم فيها، فحملوا إلى وكيلين لموسى عليه السلام بالكوفة أحدهما حيان السراج، والاخر
كان معه، وكان موسى عليه السلام في الحبس، فاتخذا بذلك دورا وعقدا العقود واشتريا
الغلات.
فلما مات موسى عليه السلام وانتهى الخبر إليهما أنكرا موته، وأذاعا في الشيعة أنه
لا يموت لأنه هو القائم فاعتمدت عليه طائفة من الشيعة وانتشر قولهما في الناس، حتى
كان عند موتهما أوصيا بدفع ذلك المال إلى ورثة موسى عليه السلام، واستبان للشيعة أنهما
قالا ذلك حرصا على المال.

(1) القاموس: 4 / 21
2) الصحاح: 5 / 1774
760

872 - محمد بن الحسن البراثي، قال: حدثني أبو علي، قال: حدثني
محمد بن رجا الحناط، عن محمد بن علي الرضا عليهما السلام أنه قال: الواقفة هم حمير
الشيعة، ثم تلا هذه الآية: ان هم الا كالانعام بل هم أضل سبيلا.
873 - محمد بن الحسن البراثي، قال: حدثني أبو علي، قال: حكى منصور
عن الصادق محمد بن علي الرضا عليهما السلام: أن الزيدية والواقفة والنصاب عنده بمنزلة
واحدة.
874 - محمد بن الحسن، قال: حدثني الفارسي يعني أبا علي، عن يعقوب
ابن يزيد، عن ابن أبي عمير، عمن حدثه قال، قال: سألت محمد بن علي الرضا
عليهما السلام عن هذه الآية " وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة " (1) قال: نزلت في النصاب
والزيدية والواقفة من النصاب.
875 - محمد بن الحسن، قال: حدثني أبو علي، قال: حدثني إبراهيم بن
عقبة، قال: كتبت إلى العسكري عليه السلام: جعلت فداك قد عرفت هؤلاء الممطورة
فأقنت عليهم في صلاتي؟ قال: نعم أقنت عليهم في صلاتك.
876 - محمد بن الحسن، قال: حدثني أبو علي الفارسي، عن محمد بن
الحسين الكوفي، عن محمد بن عبد الجبار، عن عمر بن فرات، قال: سألت أبا
الحسن الرضا عليه السلام عن الواقفة؟ قال: يعيشون حيارى ويموتون زنادقة.
877 - بهذا الاسناد، عن أحمد بن محمد البرقي، عن جعفر بن محمد بن
يونس، قال: جاءني جماعة من أصحابنا معهم رقاع فيها جوابات المسائل الا رقعة
الواقف قد رجعت على حالها لم يوقع فيها شئ.
878 - إبراهيم بن محمد بن العباس الختلي، قال: حدثني أحمد بن إدريس
القمي، قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى، قال: حدثني العباس بن معروف
عن الحجال، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: ذكرت

(1) سورة الغاشية: 3
761

الممطورة وشكهم، فقال: يعيشون ما عاشوا على شك، ثم يموتون زنادقة.
879 - حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن إبراهيم بن عقبة قال:
كتبت إليه يعني أبا الحسن عليه السلام جعلت فداك قد عرفت بغض هذه الممطورة أفأقنت
عليهم في صلاتي؟ قال: نعم أقنت عليهم في صلاتك.
880 - خلف بن حامد الكشي، قال: أخبرني الحسن بن طلحة المروزي عن
يحيى بن المبارك، قال: كتبت إلى الرضا عليه السلام بمسائل فأجابني وكنت ذكرت في
آخر الكتاب قول الله عز وجل " مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء " (1) فقال:
نزلت في الواقفة.
ووجدت الجواب كله بخطه: ليس هم من المؤمنين ولا من المسلمين هم
من كذب بآيات الله، ونحن أشهر معلومات فلا جدال فينا ولا رفث ولا فسوق فينا،
أنصب لهم من العداوة يا يحيى ما استطعت.
881 - محمد بن الحسن، قال: حدثني أبو علي، قال: حدثنا محمد بن
الصباح، قال: حدثنا إسماعيل بن عامر، عن أبان، عن حبيب الخثعمي، عن ابن
أبي يعفور، قال: كنت عند الصادق عليه السلام إذ دخل موسى عليه السلام فجلس، فقال أبو
عبد الله عليه السلام: يا ابن أبي يعفور هذا خير ولدي وأحبهم إلي، غير أن الله عز وجل يضل
به قوما من شيعتنا، فاعلم أنهم قوم لأخلاق لهم في الآخرة، ولا يكلمهم الله يوم
القيامة، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم.
قلت: جعلت فداك قد أرغبت قلبي عن هؤلاء قال: يضل به قوم من شيعتنا
بعد موته جزعا عليه فيقولون لم يمت، وينكرون الأئمة من بعده ويدعون الشيعة إلى
ضلالهم وفي ذلك ابطال حقوقنا وهدم دين الله، يابن أبي يعفور فالله ورسوله منهم
برئ ونحن منهم براء.
882 - وبهذا الاسناد، قال: حدثني أيوب بن نوح، عن سعيد العطار عن

(1) سورة النساء: 143
762

حمزة الزيات، قال: سمعت حمران بن أعين، يقول، قلت لأبي جعفر عليه السلام أمن
شيعتكم أنا؟ قال: أي والله في الدنيا والآخرة، وما أحد من شيعتنا الا وهو مكتوب
عندنا اسمه واسم أبيه الا من يتولى منهم عنا.
قال، قلت: جعلت فداك أو من شيعتكم من يتولى عنكم بعد المعرفة؟ قال:
يا حمران نعم وأنت لا تدركهم.
قال حمزة: فتناظرنا في هذا الحديث، فكتبنا به إلى الرضا عليه السلام نسأله عمن
استثنى به أبو جعفر؟ فكتب هم الواقفة على موسى بن جعفر عليهما السلام.
في ابن السراج وابن المكارى وعلي بن أبي حمزة
883 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثنا جعفر بن أحمد، عن أحمد
ابن سليمان، عن منصور بن العباس البغدادي، قال: حدثنا إسماعيل بن سهل، قال
حدثني بعض أصحابنا وسألني أن أكتم اسمه، قال: كنت عند الرضا عليه السلام فدخل عليه
علي بن أبي حمزة وابن السراج وابن المكاري، فقال له، ابن أبي حمزة: ما فعل
أبوك؟ قال: مضى، قال مضى موتا؟ قال: نعم.
قال، فقال: إلى من عهد، قال: إلي، قال: فأنت امام مفترض طاعته من الله
قال: نعم.
قال ابن السراج وابن المكاري قد والله أمكنك من نفسه، قال: ويلك وبما
أمكنت أتريد أن آتي بغداد وأقول لهارون أنا امام مفترض طاعتي والله ما ذاك علي
وانما قلت ذلك لكم عندما بلغني من اختلاف كلمتكم وتشتت أمركم لئلا يصير
سركم في يد عدوكم.
قال له ابن أبي حمزة: لقد أظهرت شيئا ما كان يظهره أحد من آبائك ولا
يتكلم به، قال: بلي والله لقد تكلم به خير آبائي رسول الله صلى الله عليه وآله لما أمره الله تعالى
أن ينذر عشيرته الأقربين، جمع من أهل بيته أربعين رجلا وقال لهم اني رسول الله
763

إليكم، وكان أشدهم تكذيبا له وتأليبا عليه عمه أبو لهب فقال لهم النبي صلى الله عليه وآله:
ان خدشني خدش فلست بنبي فهذا أول ما أبدع لكم من آية النبوة، وأنا أقول إن
خدشني هارون خدشا فلست بامام فهذا ما أبدع لكم من آية الإمامة.
قال له علي: انا روينا عن آبائك أن الامام لا يلي أمره الا امام مثله؟ فقال له
أبو الحسن عليه السلام: فأخبرني عن الحسين بن علي عليهما السلام كان إماما أو كان غير امام؟
قال: كان إماما، قال: فمن ولي أمره؟ قال: علي بن الحسين، قال: وأين كان
علي بن الحسين عليهما السلام؟ قال: كان محبوسا بالكوفة في يد عبيد الله بن زياد، قال:
خرج وهم لا يعلمون حتى ولي أمر أبيه ثم انصرف.
فقال له أبو الحسن عليه السلام: ان هذا أمكن علي بن الحسين عليه السلام ان يأتي كربلا
فيلي أمر أبيه، فهو يمكن صاحب هذا الامر أن يأتي بغداد فيلي أمر أبيه ثم ينصرف
وليس في حبس ولا في اسار.
قال له علي: انا روينا ان الامام لا يمضي حتى يري عقبه؟ قال: فقال أبو الحسن
عليه السلام: أما رويتم في هذا الحديث غير هذا؟ قال: لا، قال: بلى والله لقد رويتم فيه
الا القائم وأنتم لا تدرون ما معناه ولم قيل، قال له علي: بلي والله ان هذا لفي
الحديث، قال له أبو الحسن عليه السلام: ويلك كيف اجترأت علي بشئ تدع بعضه.
ثم قال: يا شيخ اتق الله ولا تكن من الصادين عن دين الله تعالى.
764

في ابن أبي سعيد المكارى
884 - حدثني حمدويه، قال: حدثنا الحسن، قال: كان ابن أبي سعيد
المكاري واقفيا.
حدثني حمدويه، قال: حدثني الحسن بن موسى، قال: رواه علي بن عمر
الزيات، عن ابن أبي سعيد المكاري، قال، دخل علي الرضا عليه السلام فقال له: فتحت
بابك وقعدت للناس تفتيهم ولم يكن أبوك يفعل هذا، قال، فقال: ليس علي من هارون
بأس، وقال له: أطفأ الله نور قلبك وأدخل الفقر بيتك، ويلك أما علمت أن الله تعالى
أوحى إلى مريم أن في بطنك نبيا فولدت مريم عيسى عليه السلام فمريم من عيسى وعيسى
من مريم، وأنا من أبي وأبي مني.
قال، فقال له: أسألك عن مسألة؟ فقال له: ما أخالك تسمع مني ولست من

(1) القاموس: 3 / 372
765

غنمي، سل، قال: فقال له رجل حضرته الوفاة فقال: ما ملكته قديما فهو حر وما لم
يملكه بقديم فليس بحر.
فقال: ويلك أما تقرأ هذا الآية " والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون
القديم (1) " فما ملك الرجل قبل الستة الأشهر فهو قديم، وما ملك بعد الستة الأشهر
فليس بقديم
قال، فقام فخرج من عنده فنزل به من الفقر والبلاء ما الله به عليم.
885 - إبراهيم بن محمد بن العباس، قال: حدثني أحمد بن إدريس القمي
قال: حدثني محمد بن أحمد، عن إبراهيم بن هاشم، عن داود بن محمد النهدي،
عن بعض أصحابنا، قال: دخل ابن المكاري على الرضا عليه السلام فقال له: أبلغ الله بك
من قدرك أن تدعي ما أدعي أبوك.
قال، فقال له: مالك أطفأ الله نورك وأدخل الفقر بيتك، أما علمت أن الله جل
وعلا أوحى إلى عمران اني واهب لك ذكرا، فوهب له مريم، فوهب لمريم عيسى
فعيسى من مريم، وذكر مثله، وذكر فيه: أنا وأبي شئ واحد.
في زياد بن مروان القندي
886 - حدثني حمدويه، قال: حدثنا الحسن بن موسى، قال: زياد، هو أحد

(1) سورة يس: 39
2) إلى هنا تم التعليقة على كتاب رجال الكشي وبه تم تحقيقنا وتصحيحنا والتعليقة
عليها على يد الفقير السيد مهدى الرجائي عفى عنه في أول يوم من ذي الحجة سنة ألف
وأربعمائة واثنان.
766

أركان الوقف.
وقال أبو الحسن حمدويه: هو زياد بن مروان القندي بغدادي.
887 - حدثني حمدويه عن محمد بن الحسن، قال: حدثني أبو علي الفارسي
عن محمد بن عيسى، ومحمد بن مهران، عن محمد بن إسماعيل بن أبي سعيد الزيات
قال: كنت مع زياد القندي حاجا، ولم نكن نفترق ليلا ولا نهارا في طريق مكة وبمكة
وفي الطواف.
ثم قصدته ذات ليلة فلم أره حتى طلع الفجر، فقلت له: غمني ابطائك فأي
شئ كانت الحال؟ قال لي: ما زلت بالأبطح مع أبي الحسن يعني أبا إبراهيم وعلي
ابنه عليهما السلام عن يمينه، فقال: يا أبا الفضل أو يا زياد هذا ابني علي قوله قولي وفعله فعلي
فإن كانت لك حاجه فأنزلها به وأقبل قوله، فإنه لا يقول على الله الا الحق.
قال ابن أبي سعيد: فمكثنا ما شاء الله حتى حدث من أمر البرامكة ما حدث
فكتب زياد إلى أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام يسأله عن ظهور هذا الامر الحديث
أو الاستتار.
فكتب إليه أبو الحسن عليه السلام: أظهر فلا بأس عليك منهم.
فظهر زياد فلما حدث الحديث قلت له: يا أبا الفضل أي شئ يعدل بهذا الامر
فقال لي: ليس هذا أوان الكلام فيه، قال، فألححت عليه بالكلام بالكوفة وببغداد
كل ذلك يقول لي مثل ذلك، إلى أن قال لي آخر كلامه: ويحك فتبطل هذه
الأحاديث التي رويناها.
888 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال حدثني محمد
ابن أحمد، عن أحمد بن الحسين، عن محمد بن جمهور، عن أحمد بن الفضل
عن يونس بن عبد الرحمن، قال، مات أبو الحسن عليه السلام وليس عنده من قوامه أحد
الا وعنده المال الكثير، وكان ذلك سبب وقفهم وجحدهم موته، وكان عند زياد
القندي سبعون ألف دينار.
767

في بكر بن محمد بن جناح
889 - قال حمدويه عن بعض أشياخه: أن بكر بن جناح، واقفي.
في أحمد بن الحسن الميثمي
890 - قال حمدويه، عن الحسن بن موسى، قال: أحمد بن الحسن الميثمي
كان واقفيا.
في علي بن وهبان
891 - قال حمدويه: حدثني الحسن بن موسى، قال: علي بن وهبان كان
واقفيا.
في أحمد بن الحارث الأنماطي
892 - حمدويه، قال، قال: حدثني الحسن بن موسى، قال: أحمد بن
الحارث الأنماطي كان واقفيا.
في منصور بن يونس بزرج
893 - حدثني حمدويه، قال: حدثنا الحسن بن موسى، قال: حدثني
محمد بن أصبغ، عن إبراهيم، عن عثمان بن القاسم، قال، قال لي منصور بزرج
قال لي أبو الحسن عليه السلام ودخلت عليه يوما: يا منصور أما علمت ما أحدثت في يومي
هذا؟ قلت: لا، قال: قد صيرت عليا ابني وصيي والخلف من بعدي، فادخل عليه
فهنئه بذلك وأعلمه أني أمرتك بهذا قال: فدخلت عليه فهنأته بذلك وأعلمته أن أباه
أمرني بذلك.
قال الحسن بن موسى. ثم جحد منصور هذا بعد ذلك لأموال كانت في يده
فكسرها وكان منصور أدرك أبا عبد الله عليه السلام.
في الحسن بن محمد بن سماعه والحسن بن سماعة بن مهران
894 - حدثني حمدويه، ذكره عن الحسن بن موسى، قال: كان ابن سماعة
768

واقفيا، وذكر: أن محمد بن سماعة ليس من ولد سماعة بن مهران، له ابن يقال له:
الحسن بن سماعة واقفي.
في علي بن خطاب وإبراهيم بن شعيب
895 - حدثني حمدويه، قال: حدثنا الحسن بن موسى، قال: حدثنا علي
ابن خطاب، وكان واقفيا، قال: كنت في الموقف يوم عرفه فجاء أبو الحسن الرضا
عليه السلام ومعه بعض بني عمه، فوقف أمامي وكنت محموما شديد الحمى وقد أصابني
عطش شديد.
قال، فقال الرضا عليه السلام لغلام له شيئا لم أعرفه، فنزل الغلام فجاء بماء في مشربة
فتناوله فشرب وصب الفضلة على رأسه من الحر، ثم قال: املاء فملاء المشربة.
ثم قال: اذهب فاسق ذلك الشيخ قال، فجائني بالماء، فقال لي: أنت موعوك
قلت: نعم، قال: اشرب فشربت قال، فذهبت والله الحمى، فقال لي يزيد بن إسحاق:
ويحك يا علي فما تريد بعد هذا ما تنتظر؟ قال: يا أخي دعنا.
قال له يزيد: فحدثت بحديث إبراهيم بن شعيب، وكان واقفيا مثله، قال:
كنت في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله والى جنبي انسان ضخم آدم، فقلت له: ممن الرجل؟
فقال: مولى لبني هاشم، قلت: فمن أعلم بني هاشم؟ قال: الرضا عليه السلام قلت: فما باله
لا يجئ عنه كما يجئ عن آبائه.
قال، فقال لي: ما أدري ما تقول، ونهض وتركني فلم ألبث الا يسيرا حتى
جاءني بكتاب فدفعه إلي، فقرأته فإذا خط ليس بجيد، فإذا فيه: يا إبراهيم انك نجل
من آبائك، وأن لك من الولد كذا وكذا، من الذكور فلان وفلان حتى عدهم
بأسمائهم، ولك من البنات فلانة وفلانة حتى عد جميع البنات بأسمائهن.
قال: وكانت بنت تلقب بالجعفرية، قال فخط على اسمها، فلما قرأت الكتاب
قال لي: هاته قلت: دعه قال: لا، أمرت أن آخذه منك، قال فدفعته إليه، قال
الحسن: وأجدهما ماتا على شكهما.
769

896 - نصر بن الصباح، قال: حدثني إسحاق بن محمد، عن محمد بن
عبد الله بن مهران، عن أحمد بن محمد بن مطر، وزكريا اللؤلؤي، قالا، قال
إبراهيم بن شعيب: كنت جالسا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله والى جانبي رجل من
أهل المدينة، فحادثته مليا، وسألني من أين أنا؟ فأخبرته أني رجل من أهل العراق
قلت له: ممن أنت؟ قال: مولى لأبي الحسن الرضا عليه السلام، فقلت له: لي إليك حاجة
قال: وما هي؟ قلت: توصل لي إليه رقعة، قال: نعم إذا شئت.
فخرجت وأخذت قرطاسا وكتبت فيه: بسم الله الرحمن الرحيم أن من كان
قبلك من آبائك يخبرنا بأشياء فيها دلالات وبراهين، وقد أحببت أن تخبرني باسمي
واسم أبي وولدي، قال: ثم ختمت الكتاب ودفعته إليه.
فلما كان من الغد أتاني بكتاب مختوم، ففضضته وقرأته فإذا أسفل من الكتاب
بخط ردي: بسم الله الرحمن الرحيم يا إبراهيم ان من آبائك شعيبا وصالحا وأن
من أبنائك محمدا وعليا وفلانة وفلانة، غير أنه زاد اسما لا نعرفها.
قال: فقال له بعض أهل المجلس: أعلم أن كما صدقك في غيرها فقد صدقك
فيها فأبحث عنها.
في إبراهيم وإسماعيل ابني أبى سمال
897 - حدثني حمدويه، قال: حدثني الحسن بن موسى، قال: حدثني
أحمد بن محمد البرار، قال: لقيني مرة إبراهيم بن أبي سمال قال: فقال لي: يا
أبا حفص ما قولك؟ قال، قلت: قولي الذي تعرف، قال، فقال: يا أبا جعفر أنه
ليأتي علي تارة ما أشك في حياة أبي الحسن عليه السلام وتارة علي وقت ما أشك في مضيه
ولئن كان قد مضى فما لهذا الامر أحد الا صاحبكم.
قال الحسن: فمات على شكه.
898 - وبهذا الاسناد، قال: حدثني محمد بن أحمد بن أسيد، قال: لما كان
770

من أمر أبي الحسن عليه السلام ما كان، قال إبراهيم وإسماعيل ابنا أبي سمال فنأتي أحمد
ابنه، قال: فاختلفا إليه زمانا، فلما خرج أبو السرايا، خرج أحمد بن أبي الحسن
عليه السلام معه فأتينا إبراهيم وإسماعيل فقلنا لهما أن هذا الرجل خرج مع أبي السرايا
فما تقولان؟ قال: فانكرا ذلك من فعله ورجعا عنه، وقالا: أبو الحسن حي نثبت
على الوقف.
قال أبو الحسن: وأحسب هذا يعني إسماعيل مات على شكه.
899 - حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى.
ومحمد بن مسعود، قالا: حدثنا محمد بن نصير، قال: حدثني محمد بن
عيسى، قال: حدثنا صفوان، عن أبي الحسن عليه السلام قال صفوان: أدخلت على إبراهيم
وإسماعيل ابنا أبي سمال، فسلما عليه فأخبراه بحالهما وحال أهل بيتهما في هذا الامر
وسألاه عن أبي الحسن؟ فخبرهما بأنه قد توفى، قالا: فأوصى؟ قال: نعم، قالا:
إليك؟ قال: نعم، قالا: وصية مفردة؟ قال: نعم.
قالا: فان الناس قد اختلفوا علينا، فنحن ندين الله بطاعة أبي الحسن إن كان
حيا فإنه امامنا، وإن كان مات فوصيه الذي أوصي إليه امامنا، فما حال من كان هذا
مؤمن هو؟ قال: قد جاء كم أنه من مات ولا يعرف امامه مات ميتة جاهلية، قالا:
وهو كافر؟ قال: فلم يكفره، قالا: فما حاله؟ قال: أتريدون أن أضلكم.
قالا: فبأي شئ تستدل على أهل الأرض؟ قال: كان جعفر عليه السلام يقول: تأتي
إلى المدينة فتقول إلى من أوصى فلان؟ فيقولون: إلى فلان، والسلاح عندنا بمنزلة
التابوت في بني إسرائيل حيثما دار دار الامر، قالا: والسلاح من يعرفه.
ثم قالا: جعلنا الله فداك فأخبرنا بشئ نستدل به؟ فقد كان الرجل يأتي أبا
الحسن عليه السلام يريد أن يسأله عن شئ فيبتدء به. ويأتي أبا عبد الله عليه السلام فيبتدء قبل أن
يسأله، قال: فهكذا كنتم تطلبون من جعفر عليه السلام وأبي الحسن عليه السلام.
قال له إبراهيم: جعفر لم ندركه وقد مات والشيعة مجمعون عليه وعلى أبي
771

الحسن عليهما السلام، وهم اليوم مختلفون، قال: ما كانوا مجتمعين عليه، كيف يكونون
مجتمعين عليه وكان مشيختكم وكبراؤكم يقولون في إسماعيل وهم يرونه يشرب
كذا وكذا، فيقولون هذا أجود، قالوا: إسماعيل لم يكن أدخله في الوصية؟ فقال:
قد كان أدخله في كتاب الصدقة وكان إماما.
فقال له إسماعيل بن أبي سمال: وهو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة
الكذا والكذا، واستقصى يمينه، ما يسرني أني زعمت أنك لست هكذا ولي ما طلعت
عليه الشمس، أو قال الدنيا بما فيها، وقد أخبرناك بحالنا، فقال له إبراهيم: قد
أخبرناك بحالنا، فما حال من كان هكذا؟ مسلم هو؟ قال: أمسك، فسكت.
في سليمان بن جعفر الجعفري
900 - الحسن بن علي، عن سليمان بن جعفر الجعفري، قال، قال العبد
الصالح عليه السلام لسليمان بن جعفر: يا سليمان ولدك رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال: نعم، قال
وولدك علي عليه السلام مرتين؟ قال: نعم، قال: وأنت لجعفر رحمه الله تعالى؟ قال: نعم،
قال: ولولا الذي أنت عليه ما انتفعت بهذا.
في يحيى بن أبي القاسم أبي بصير ويحيى بن القاسم الحذاء
901 - حمدويه، ذكره عن بعض أشياخه: يحيى بن القاسم الحذاء الأزدي
واقفي.
وجدت في بعض روايات الواقفة: علي إسماعيل بن يزيد، قال: شهدنا
محمد بن عمران الباقري، في منزل علي بن أبي حمزة، وعنده أبو بصير.
قال محمد بن عمران: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: منا ثمانية محدثون
سابعهم القائم، فقام أبو بصير بن أبي القاسم فقبل رأسه، وقال: سمعته من أبي
جعفر عليه السلام منذ أربعين سنة، فقال له أبو بصير: سمعته من أبي جعفر عليه السلام وانى كنت
خماسيا جاء بهذا قال: أسكت يا صبي ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم، يعني القائم عليه السلام
772

ولم يقل ابني هذا.
902 - حدثني علي بن محمد بن قتيبة، قال: حدثني الفضل بن شاذان،
قال: حدثنا محمد بن الحسن الواسطي، ومحمد بن يونس، قالا: حدثنا الحسن
ابن قياما الصيرفي، قال: حججت في سنة ثلاث وتسعين ومائة، وسألت أبا الحسن
الرضا عليه السلام فقلت: جعلت فداك ما فعل أبوك؟ قال: مضى كما مضى آباؤه، قلت:
فكيف أصنع بحديث حدثني به يعقوب بن شعيب، عن أبي بصير: ان أبا عبد الله
عليه السلام قال: إن جاء كم من يخبركم ان ابني هذا مات وكفن ولبن وقبر ونفضوا أيديهم
من تراب قبره فلا تصدقوا به؟ فقال: كذب أبو بصير ليس هكذا حدثه، انما قال إن
جاءكم عن صاحب هذا الامر.
903 - حدثني أحمد بن محمد بن يعقوب البيهقي، قال: حدثنا عبد الله بن
حمدويه البيهقي، قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، عن إسماعيل بن عباد
البصري، عن علي بن محمد بن القاسم الحذاء الكوفي، قال خرجت من المدينة
فلما جزت حيطانها مقبلا نحو العراق، إذا أنا برجل على بغل أشهب يعترض الطريق
فقلت لبعض من كان معي: من هذا؟ فقال: هذا ابن الرضا عليه السلام.
قال، فقصدت قصده، فلما رآني أريده وقف لي، فانتهيت إليه لأسلم عليه
فمد يده إلي فسلمت عليه وقبلتها، فقال: من أنت؟ قلت: بعض مواليك جعلت فداك
أنا محمد بن علي بن القاسم الحذاء، فقال لي: أما أن عمك كان ملتويا على الرضا
عليه السلام قال، قلت: جعلت فداك رجع عن ذلك، فقال إن كان رجع فلا بأس.
واسم عمه يحيى بن القاسم الحذاء.
وأبو بصير هذا يحيى بن القاسم يكنى أبا محمد.
قال محمد بن مسعود: سألت علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبي
بصير هذا هل كان متهما بالغلو فقال: أما الغلو فلا، ولكن كان مخلطا.
773

في زرعة بن محمد الحضرمي
904 - أبو عمرو قال: سمعت حمدويه، قال: زرعة بن محمد الحضرمي،
واقفي.
حدثني علي بن محمد بن قتيبة، قال: حدثني الفضل، قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الواسطي، ومحمد بن يونس، قالا: حدثنا الحسن بن قياما الصيرفي
قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام فقلت: جعلت فداك ما فعل أبوك؟ قال: مضى كما
مضى آباؤه عليهم السلام.
قلت: فكيف أصنع بحديث حدثني به زرعة بن محمد الحضرمي، عن سماعة
ابن مهران، ان أبا عبد الله عليه السلام قال: إن ابني هذا فيه شبه من خمسة أنبياء يحسد كما
حسد يوسف عليه السلام ويغيب كما غاب يونس وذكر ثلاثة أخر.
قال: كذب زرعة ليس هكذا حديث سماعة، انما قال: صاحب هذا الامر يعني
القائم عليه السلام فيه شبه من خمسة أنبياء، ولم يقل ابني.
في جعفر بن خلف
905 - جعفر بن أحمد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن جعفر بن خلف،
قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: سعد امرئ لم يمت حتى يرى منه خلفا، وقد
أرآني الله ابني هذا خلفا، وأشار إليه، دلالة على خصوصيته.
في محمد بن بشير
وهو نادر طريف من اعتقاده في موسى بن جعفر عليهما السلام.
906 - قال أبو عمرو: قالوا: إن محمد بن بشير لما مضى أبو الحسن عليه السلام
ووقف عليه الواقفة، جاء محمد بن بشير، وكان صاحب شعبذة ومخاريق معروفا
بذلك، فادعى أنه يقول بالوقف على موسى بن جعفر عليه السلام، وأن موسى عليه السلام هو
774

كان ظاهرا بين الخلق يرونه جميعا، يتراءى لأهل النور بالنور، ولأهل الكدورة
بالكدورة في مثل خلقهم بالإنسانية والبشرية اللحمانية، ثم حجب الخلق جميعا عن
ادراكه. وهو قائم بينهم موجود كما كان، غير أنهم محجوبون عنه وعن ادراكه
كالذي كانوا يدركونه.
وكان محمد بن بشير هذا من أهل الكوفة من موالي بني أسد، وله أصحاب
قالوا بان موسى بن جعفر لم يمت ولم يحبس وأنه غاب واستتر وهو القائم المهدي
وأنه في وقت غيبته استخلف على الأمة محمد بن بشير، وجعله وصيه وأعطاه خاتمه
وعلمه وجميع ما تحتاج إليه رعيته من أمر دينهم ودنياهم، وفوض إليه جميع أمره
وأقامه مقام نفسه، فمحمد بن بشير الامام بعده.
907 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله القمي، قال
حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، عن عثمان بن عيسى الكلابي، أنه سمع محمد
ابن بشير، يقول: الظاهر من الانسان آدم، والباطن أزلي، وقال إنه كان يقول
بالاثنين، وأن هشام بن سالم ناظره عليه فأقر به ولم ينكره.
وأن محمد بن بشير لما مات أوصى إلى ابنه سميع بن محمد، فهو الامام
ومن أوصى إليه سميع فهو امام مفترض الطاعة على الأمة إلى وقت خروج موسى
ابن جعفر عليه السلام وظهوره، فما يلزم الناس من حقوق في أموالهم وغير ذلك مما
يتقربون به إلى الله تعالى، فالفرض عليه أداؤه إلى أوصياء محمد بن بشير إلى قيام
القائم.
وزعموا أن علي بن موسى عليه السلام وكل من ادعى الإمامة من ولده وولد موسى
عليه السلام فمبطلون كاذبون غير طيبي الولادة، فنفوهم عن أنسابهم وكفروهم لدعواهم
الإمامة، وكفروا القائلين بإمامتهم واستحلوا دماءهم وأموالهم.
وزعموا أن الفرض عليهم من الله تعالى إقامة الصلوات الخمس وصوم شهر
رمضان، وأنكروا الزكاة والحج وسائر الفرائض، وقالوا بإباحة المحارم والفروج
775

والغلمان، واعتلوا في ذلك بقول الله تعالى " أو يزوجهم ذكرانا وإناثا " (1) وقالوا
بالتناسخ.
والأئمة عندهم واحدا واحدا انما هم منتقلون من قرن إلى قرن، والمواسات بينهم
واجبة في كل ما ملكوه من مال أو خراج أو غير ذلك، وكلما أوصى به رجل في
سبيل الله فهو لسميع بن محمد وأوصيائه من بعده، ومذاهبهم في التفويض مذاهب
الغلاة من الواقفة، وهم أيضا قالوا بالحلال.
وزعموا أن كل من انتسب إلى محمد فهم بيوت وظروف، وأن محمدا هو رب
حل في كل من انتسب إليه، وأنه لم يلد ولم يولد، وأنه محتجب في هذه الحجب.
وزعمت هذه الفرقة والمخمسة والعلياوية وأصحاب أبي الخطاب أن كل من
انتسب إلى أنه من آل محمد فهو مبطل في نسبه مفتر على الله كاذب، وأنهم الذي
قال الله تعالى فيهم: انهم يهود ونصارى، في قوله " وقالت اليهود والنصارى نحن
أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق " (2).
محمد، في مذهب الخطابية، وعلي في مذهب العلياوية فهم ممن خلق هذان
كاذبون فيما ادعوا من النسب، إذا كان محمد عندهم وعلي هو رب لا يلد ولا يولد
ولا يستولد، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
وكان سبب قتل محمد بن بشير لعنه الله لأنه كان معه شعبذة ومخاريق فكان
يظهر الواقفة أنه ممن وقف على علي بن موسى عليه السلام، وكان يقول في موسى
بالربوبية، ويدعي لنفسه أنه نبي.
وكان عنده صورة قد عملها وأقامها شخصا كأنه صورة أبي الحسن عليه السلام في ثياب
حرير وقد طلاها بالأدوية وعالجها بحيل عملها فيها حتى صارت شبيها بصورة انسان
وكان يطويها فإذا أراد الشعبذة نفخ فيها فأقامها.

(1) سورة الشورى: 50
2) سورة المائدة: 18
776

وكان يقول لأصحابه ان أبا الحسن عليه السلام عندي فان أحببتم أن تروه وتعلموا أني
نبي فهلموا أعرضه عليكم فكان يدخلهم البيت والصورة مطوية معه.
فيقول لهم: هل ترون في البيت مقيما أو ترون فيه غيري وغيركم؟ فيقولون:
لا، وليس في البيت أحد، فيقول: أخرجوا فيخرجون من البيت فيصير هو وراء
الستر ويسبل الستر بينه وبينهم ثم يقدم تلك الصورة، ثم يرفع الستر بينه وبينهم.
فينظرون إلى صورة قائمة وشخص كأنه شخص أبي الحسن لا ينكرون منه شيئا
ويقف هو منه بالقرب فيريهم من طريق الشعبذة انه يكلمه ويناجيه ويدنو منه كأنه
يساره، ثم يغمزهم أن يتنحوا فيتنحون. ويسبل الستر بينه وبينهم فلا يرون شيئا.
وكانت معه أشياء عجيبة من صنوف الشعبذة ما لم يروا مثلها، فهلكوا بها،
فكانت هذه حاله مدة، حتى رفع خبره إلى بعض الخلفاء أحسبه هارون أو غيره
ممن كان بعده من الخلفاء وأنه زنديق، فأخذه وأراد ضرب عنقه فقال: يا أمير المؤمنين
استبقني فاني أتخذ لك أشياء يرغب الملوك فيها فأطلقه.
فكان أول ما اتخذ له الدوالي، فإنه عمد إلى الدوالي فسواها وعلقها وجعل
الزيبق بين تلك الألواح، فكانت الدوالي تمتلى من الماء وتميل الألواح وينقلب
الزيبق من تلك الألواح فيتبع الدوالي لهذا، فكانت تعمل من غير مستعمل لها وتصب
الماء في البستان، فأعجبه ذلك مع أشياء عملها يضاهي الله بها في خلقه الجنة.
فقوده وجعل له مرتبة، ثم إنه يوما من الأيام انكسر بعض تلك الألواح فخرج
منها الزيبق، فتعطلت فاستراب أمره وظهر عليه التعطيل والإباحات.
وقد كان أبو عبد الله وأبو الحسن عليهما السلام يدعوان الله عليه ويسئلانه أن يذيقه حر
الحديد فأذاقه الله حر الحديد بعد أن عذب بأنواع العذاب.
قال أبو عمرو: وحدث بهذه الحكاية محمد بن عيسى العبيدي، رواية له،
وبعضها عن يونس بن عبد الرحمن.
777

وكان هاشم بن أبي هاشم قد تعلم معه بعض تلك المخاريق، فصار داعية إليه
من بعده.
908 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله القمي قال:
حدثني محمد بن عبد الله المسمعي، قال: حدثني علي بن حديد المدايني قال: سمعت
من سأل أبا الحسن الأول عليه السلام فقال: اني سمعت محمد بن بشير يقول: انك لست
موسى بن جعفر الذي أنت امامنا وحجتنا فيما بيننا وبين الله تعالى.
قال، فقال: لعنه الله ثلاثا أذاقه الله حر الحديد قتله الله أخبث ما يكون من قتلة
فقلت له: جعلت فداك إذا أنا سمعت ذلك منه أوليس حلال لي دمه مباح، كما أبيح
دم الساب لرسول صلى الله عليه وآله وللامام عليه السلام؟ فقال: نعم حل والله دمه وأباحة لك ولمن
سمع ذلك منه.
قلت: أوليس هذا بساب لك؟ قال: هذا ساب لله وساب لرسول الله وساب
لآبائي وسابي، وأي سب ليس يقصر عن هذا ولا يفوقه هذا القول.
فقلت: أرأيت إذا أتاني لم أخف أن أغمز بذلك بريئا ثم لم أفعل ولم أقتله ما
علي من الوزر؟ فقال: يكون عليك وزره أضعافا مضاعفة من غير أن ينتقص من وزره
شئ، أما علمت أن أفضل الشهداء درجة يوم القيامة من نصر الله ورسوله بظهر الغيب
ورد عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وآله.
909 - وبهذا الاسناد، عن سعد بن عبد الله، قال: حدثني محمد بن خالد
الطيالسي، قال: حدثني علي بن أبي حمزة البطايني، قال. سمعت أبا الحسن
موسى عليه السلام يقول: لعن الله محمد بن بشير وأذاقه حر الحديد، أنه يكذب علي، برء
الله منه وبرئت إلى الله منه، اللهم إني أبرء إليك مما يدعي في ابن بشير، اللهم
أرحني منه.
ثم قال: يا علي ما أحد اجترء أن يتعمد الكذب علينا الا أذاقه الله حر الحديد،
وان بنانا كذب على علي بن الحسين عليهما السلام فأذاقه الله حر الحديد، وأن المغيرة بن
778

سعيد كذب على أبي جعفر عليه السلام فأذاقه الله حر الحديد، وأن أبا الخطاب كذب على
أبي فأذاقه الله حر الحديد
وأن محمد بن بشير لعنه الله يكذب علي برئت إلى الله منه، اللهم إني أبرء
إليك مما يدعيه في محمد بن بشير، اللهم أرحني منه، اللهم إني أسألك أن تخلصني
من هذا الرجس النجس محمد بن بشير، فقد شارك الشيطان أباه في رحم أمه.
قال علي بن أبي حمزة، فما رأيت أحدا قتل بأسوء قتلة من محمد بن بشير
لعنه الله.
أصحاب الرضا (ع)
في يونس بن عبد الرحمن أبى محمد صاحب آل يقطين
910 - حدثني علي بن محمد القتيبي، قال: حدثني الفضل بن شاذان قال:
حدثني عبد العزيز بن المهتدي، وكان خير قمي رأيته، وكان وكيل الرضا عليه السلام
وخاصته، قال: سألت الرضا عليه السلام فقلت: اني لا ألقاك في كل وقت فعن من آخذ
معالم ديني؟ قال: خذ من يونس بن عبد الرحمن.
911 - علي بن محمد القتيبي، قال: حدثني الفضل بن شاذان، قال: حدثني
محمد بن الحسن الواسطي، وجعفر بن عيسى، ومحمد بن يونس، أن الرضا عليه السلام
ضمن ليونس الجنة ثلاث مرات.
912 - علي بن محمد القتيبي. عن الفضل، قال: حدثني جعفر بن عيسى
اليقطيني، ومحمد بن الحسن جميعا، أن أبا جعفر عليه السلام ضمن ليونس بن عبد الرحمن
الجنة على نفسه وآبائه عليهم السلام.
913 - جعفر بن معروف، قال: حدثني سهل بن بحر، قال: حدثني الفضل
ابن شاذان، قال: حدثني أبي الجليل الملقب بشاذان، قال: حدثني أحمد بن أبي
خلف ظئر أبي جعفر عليه السلام، قال: كنت مريضا، فدخل علي أبو جعفر عليه السلام يعودني
779

في مرضي، فإذا عند رأسي كتاب يوم وليلة، فجعل يتصفحه ورقة ورقة، حتى أتى
عليه من أوله إلى آخره، وجعل يقول: رحم الله يونس رحم الله يونس رحم الله
يونس.
914 - جعفر بن معروف، قال: حدثني سهل بن بحر، قال: سمعت الفضل
ابن شاذان، يقول: ما نشأ في الاسلام رجل من سائر الناس كان أفقه من سلمان
الفارسي، ولا نشأ رجل بعده أفقه من يونس بن عبد الرحمن رحمه الله.
915 - روي عن أبي بصير حماد بن عبيد الله بن أسيد الهروي، عن داود بن
القاسم، أن أبا جعفر الجعفري قال: أدخلت كتاب يوم وليله الذي ألفه يونس بن
عبد الرحمن على أبي الحسن العسكري عليه السلام فنظر فيه وتصفحه كله، ثم قال: هذا
ديني ودين آبائي وهو الحق كله.
916 - وحدثني إبراهيم بن المختار بن محمد بن العباس، عن علي بن
الحسن بن فضال، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام مثله.
917 - وجدت بخط محمد بن شاذان بن نعيم في كتابه، سمعت أبا محمد
القماص الحسن بن علوية الثقة، يقول: سمعت الفضل بن شاذان، يقول: حج
يونس بن عبد الرحمن أربعا وخمسين حجة، واعتمر أربعا وخمسين عمرة، وألف
ألف جلد ردا على المخالفين.
ويقال: انتهى علم الأئمة عليهم السلام إلى أربعة نفر: أولهم سلمان الفارسي، والثاني
جابر، والثالث السيد، والرابع يونس بن عبد الرحمن.
918 - وقال العبيدي: سمعت يونس بن عبد الرحمن يقول: رأيت أبا عبد الله
عليه السلام يصلي في الروضة بين القبر والمنبر ولم يمكنني أن أسأله عن شئ، قال: وكان
ليونس بن عبد الرحمن أربعون أخا يدور عليهم في كل يوم مسلما، ثم يرجع إلى
منزله فيأكل ويتهيأ للصلاة، ثم يجلس للتصنيف وتأليف الكتب، وقال يونس: صمت
عشرين سنة وسألت عشرين سنة ثم أجبت.
780

919 - وقال الفضل بن شاذان: سمعت الثقة يقول: سمعت الرضا عليه السلام يقول:
أبو حمزة الثمالي في زمانه كسلمان في زمانه، وذلك أنه خدم أربعة منا علي بن الحسين
ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وبرهة من عصر موسى بن جعفر عليهم السلام، ويونس
في زمانه كسلمان الفارسي في زمانه.
920 - علي بن محمد القتيبي، قال: سألت الفضل بن شاذان، عن الحديث
الذي روى في يونس أنه لقيط آل يقطين؟ فقال: كذب، ولد يونس في آخر زمن
هشام بن عبد الملك، ويقطين لم يكن في ذلك الزمان انما كان ولد في زمن ولد
العباس.
921 - قال محمد بن يحيى الفارسي: حدثني عبد الله بن محمد، عن أحمد بن
محمد بن عيسى الأموي، عن الحسن بن علي بن فضال، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام
قال: انظروا إلى ما ختم الله ليونس، قبضه بالمدينة مجاور الرسول الله صلى الله عليه وآله.
922 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني جعفر بن أحمد، قال: حدثني
العمركي، قال: حدثني الحسن بن أبي قتادة، عن داود بن القاسم، قال، قلت
لأبي جعفر عليه السلام: ما تقول في يونس؟ قال: من يونس؟ قلت: ابن عبد الرحمن، قال:
لعلك تريد مولى بني يقطين؟ قلت: نعم، فقال: رحمه الله فإنه كان على ما نحب.
923 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني أبو
العباس الحميري عبد الله بن جعفر، عن أبي هاشم الجعفري قال: سألت أبا جعفر
عليه السلام عن يونس؟ قال: رحمه الله.
924 - حدثني آدم بن محمد، قال: حدثني علي بن محمد الدقاق النيسابوري
قال: حدثني محمد بن موسى السمان، قال: حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد، عن
أخيه جعفر بن عيسى، قال: كنا عند أبي الحسن الرضا عليه السلام وعنده يونس بن
عبد الرحمن، إذ استأذن عليه قوم من أهل البصرة، فأومى أبو الحسن عليه السلام إلى
يونس: أدخل البيت، فإذا بيت مسبل عليه ستر، وإياك أن تتحرك حتى تؤذن لك.
781

فدخل البصريون وأكثروا من الوقيعة والقول في يونس، وأبو الحسن عليه السلام
مطرق، حتى لما أكثروا وقاموا فودعوا وخرجوا: فأذن ليونس بالخروج، فخرج
باكيا فقال: جعلني الله فداك أني أحامي عن هذه المقالة، وهذه حالي عند أصحابي
فقال له أبو الحسن عليه السلام: يا يونس وما عليك مما يقولون إذا كان امامك عنك
راضيا، يا يونس حدث الناس بما يعرفون، واتركهم مما لا يعرفون، كأنك تريد أن
تكذب على الله في عرشه.
يا يونس وما عليك أن لو كان في يدك اليمنى درة ثم قال الناس بعرة، أو
قال الناس درة، أو بعرة فقال الناس درة، هل ينفعك ذلك شيئا؟ فقلت: لا.
فقال: هكذا أنت يا يونس، إذ كنت على الصواب وكان امامك عنك راضيا
لم يضرك ما قال الناس.
925 - حدثني علي بن محمد القتيبي، قال: حدثني الفضل بن شاذان، عن
أبي هاشم الجعفري، قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السلام عن يونس؟
فقال: من يونس؟ فقلت: مولى علي بن يقطين، فقال: لعلك تريد يونس بن
عبد الرحمن؟ فقلت: لا والله لا أدري ابن من هو؟ قال: بل هو ابن عبد الرحمن،
ثم قال: رحم الله يونس رحم الله يونس نعم العبد كان لله عز وجل.
926 - حدثني علي بن محمد القتيبي، قال: حدثني الفضل بن شاذان،
قال: سمعت الثقة يقول: سمعت الرضا عليه السلام يقول: يونس بن عبد الرحمن في زمانه
كسلمان الفارسي في زمانه.
قال الفضل: ولقد حج يونس إحدى وخمسين حجة آخرها عن الرضا عليه السلام.
927 - قال نصر بن الصباح: لم يرو يونس عن عبيد الله ومحمد ابني الحلبي
قط ولا رآهما، وماتا في حياة أبي عبد الله عليه السلام.
928 - حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، عن
782

يونس بن عبد الرحمن، قال، قال العبد الصالح: يا يونس ارفق بهم فان كلامك يدق
عليهم قال، قلت: انهم يقولون لي زنديق، قال لي: وما يضرك أن يكون في يدك
لؤلؤة يقول الناس هي حصاة، وما كان ينفعك أن يكون في يدك حصاة فيقول الناس
لؤلؤة.
929 - علي بن محمد القتيبي، قال: حدثني أبو محمد الفضل بن شاذان،
قال: حدثني أبو جعفر البصري، وكان ثقة فاضلا صالحا، قال: دخلت مع يونس
ابن عبد الرحمن على الرضا عليه السلام فشكى إليه ما يلقى من أصحابه من الوقيعة، فقال
الرضا عليه السلام: دارهم فان عقولهم لا تبلغ.
930 - علي بن محمد، قال: حدثني الفضل، قال: حدثني عدة من أصحابنا
أن يونس بن عبد الرحمن قيل له: ان كثيرا من هذه العصابة يقعون فيك ويذكرونك
بغير الجميل، فقال: أشهدكم أن كل من له في أمير المؤمنين عليه السلام نصيب فهو في
حل مما قال.
931 - حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن إسماعيل الرازي، قال
حدثني عبد العزيز بن المهتدي، قال، كتبت إلى أبي جعفر عليه السلام ما تقول في يونس
ابن عبد الرحمن؟ فكتب إلي بخطه أحبه وترحم عليه وإن كان يخالفك أهل بلدك.
932 - حمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: روى أبو هاشم داود
ابن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر بن الرضا عليه السلام قال: سألته عن يونس؟ فقال:
مولى آل يقطين؟ قلت: نعم، فقال لي: رحمه الله كان عبدا صالحا.
قال حمدويه قال محمد بن عيسى: وكان يونس أدرك أبا عبد الله عليه السلام ولم
يسمع منه.
933 - وجدت بخط جبريل بن أحمد في كتابه، حدثني أبو سعيد الادمي
قال: حدثني أحمد بن محمد بن الربيع الأقرع، عن محمد بن الحسن البصري،
عن عثمان بن رشيد البصري، قال: أحمد بن محمد الأقرع ثم لقيت محمد بن
783

الحسن فحدثني بهذا الحديث، قال: كنا في مجلس عيسى بن سليمان ببغداد، فجاء
رجل إلى عيسى، فقال: أردت أن أكتب إلى أبي الحسن الأول عليه السلام في مسألة أسأله
عنها: جعلت فداك عندنا قوم يقولون بمقالة يونس فأعطيهم من الزكاة شيئا؟ قال
فكتب إلي: نعم أعطهم فان يونس أول من يجيب عليا إذا دعى.
قال كنا جلوسا بعد ذلك فدخل علينا رجل، فقال: قد مات أبو الحسن موسى
عليه السلام، وكان يونس في المجلس، فقال يونس: يا معشر أهل المجلس أنه ليس بيني
وبين الله امام الا علي بن موسى عليه السلام، فهو امامي عليه السلام.
934 - حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثني هشام
المشرقي، أنه دخل على أبي الحسن الخراساني عليه السلام فقال: ان أهل البصرة سألوا
عن الكلام، فقالوا: إن يونس يقول إن الكلام ليس بمخلوق، فقلت لهم: صدق
يونس ان الكلام ليس بمخلوق.
أما بلغكم قول أبي جعفر عليه السلام حين سئل عن القرآن أخالق هو أو مخلوق؟
فقال لهم: ليس بخالق ولا مخلوق انما هو كلام الخالق، فقويت أمر يونس.
وقالوا، ان يونس يقول: إن من السنة أن يصلي الانسان ركعتين وهو جالس
بعد العتمة؟ فقلت: صدق يونس.
935 - محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، قال: حدثنا محمد
ابن عيسى، قال: حدثني عبد العزيز بن المهتدي القمي، قال محمد بن نصير: قال
محمد بن عيسى، وحدث الحسن بن علي بن يقطين، بذلك أيضا، قال، قلت لأبي
الحسن الرضا عليه السلام: جعلت فداك اني لا أكاد أصل إليك أسألك عن كل ما أحتاج
إليه من معالم ديني، أفيونس بن عبد الرحمن ثقة آخذ عنه ما احتاج إليه من معالم
ديني؟ فقال: نعم.
936 - محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، قال: حدثني محمد
ابن عيسى، قال: أخبرني يونس أن أبا الحسن عليه السلام ضمن لي الجنة من النار.
784

937 - علي بن الحسن بن علي بن فضال، قال: حدثني مروك بن عبيد،
عن محمد بن عيسى القمي، قال: توجهت إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام فاستقبلني يونس
مولى ابن يقطين، قال، فقال لي: أين تذهب؟ فقلت: أريد أبا الحسن، قال، فقال
لي: أسأله عن هذه المسألة، قل له خلقت الجنة بعد فاني أزعم أنها لم تخلق.
قال: فدخلت على أبي الحسن عليه السلام، قال: فجلست عنده، وقلت له: ان يونس
مولى ابن يقطين أودعني إليك رسالة، قال: وما هي؟ قال، قلت: قال أخبرني عن
الجنة خلقت بعد فاني أزعم أنها لم تخلق؟ فقال: كذب فأين جنة آدم عليه السلام. 938 - جبريل بن أحمد، قال: سمعت محمد بن عيسى، عن عبد العزيز بن
المهتدي، قال، قلت للرضا عليه السلام: ان شقتي بعيدة فلست أصل إليك في كل وقت،
فآخذ معالم ديني من يونس مولى ابن يقطين؟ قال: نعم.
939 - حدثني علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن محمد بن
عيسى، قال، قال ياسر الخادم: ان أبا الحسن الثاني عليه السلام أصبح في بعض الأيام،
قال، فقال لي: رأيت البارحة مولى لعلي بن يقطين وبين عينيه غرة بيضاء؟ فتأولت
ذلك على الدين.
940 - علي قال: حدثني محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن مروك
ابن عبيد، عن يزيد بن حماد، عن ابن سنان، قال، قلت لأبي الحسن عليه السلام ان يونس
يقول: إن الجنة والنار لم يخلقا، قال، فقال: ماله لعنه الله فأين جنة آدم.
941 - علي قال: حدثني محمد بن يعقوب، عن الحسن بن راشد، عن
محمد بن باديه، قال كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام في يونس؟ فكتب: لعنه الله ولعن
أصحابه، أو برئ الله منه ومن أصحابه.
942 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد
عن الحسين بن بشار الواسطي، عن يونس بن بهمن، قال، قال لي يونس: اكتب
إلى أبي الحسن عليه السلام فاسأله عن آدم هل فيه من جوهرية الله شئ قال: فكتب إليه
785

فأجابه: هذه المسألة مسألة رجل على غير السنة، فقلت ليونس، فقال: لا يسمع ذا
أصحابنا فيبرؤن منك، قال، قلت ليونس: يبرؤن مني أو منك.
943 - علي، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن يعقوب، عن الحسين،
عن ابن راشد، قال: لما ارتحل أبو الحسن عليه السلام إلى خراسان، قال، قلنا ليونس:
هذا أبو الحسن حمل إلى خراسان، فقال: ان دخل في هذا الامر طايعا أو مكرها
فهو طاغوت.
944 - علي، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن يعقوب، عن علي بن مهزيار
عن الحضيني، أنه قال: إن دخل في هذا الامر طايعا أو مكرها انتقضت النبوة من
لدن آدم.
945 - جعفر بن معروف، قال: سمعت يعقوب بن يزيد، يقع في يونس
ويقول: كان يروي الأحاديث من غير سماع.
946 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن أحمد بن الحسين
عن محمد بن جمهور، عن أحمد بن الفضل، عن يونس بن عبد الرحمن، قال:
مات أبو الحسن عليه السلام وليس من قوامه أحد الا وعنده المال الكثير، وكان ذلك سبب
وقوفهم وجحودهم موته، وكان عند زياد القندي سبعون ألف دينار، وعند علي بن
أبي حمزة ثلاثون ألف دينار.
قال فلما رأيت ذلك وتبين علي الحق، وعرفت من أمر أبي الحسن الرضا عليه السلام
ما علمت: تكلمت ودعوت الناس إليه، قال، فبعثا إلي وقالا: ما تدعو إلى هذا ان
كنت تريد المال فنحن نغنيك، وضمنا لي عشرة آلاف دينار، وقالا لي: كف.
قال يونس: فقلت لهما أما روينا عن الصادقين عليهم السلام أنهم قالوا: إذ ظهرت
البدع فعلى العالم أن يظهر علمه فإن لم يفعل سلب نور الايمان وما كنت لأدع الجهاد
وأمر الله على كل حال، فناصباني وأظهرا لي العداوة.
947 - علي، قال: حدثنا محمد بن أحمد، عن بعض أصحابنا عن محمد
786

ابن الحسن بن سياح، عن أبيه، قال قلت ليونس: أخبرني دلالة أنك قلت: لو
علمت أن أبا الحسن الرضا عليه السلام لا يقدم بالكتاب الذي كتبته إليه لوجهت إليه بخمسمائة
مامدرومى؟ قال، قلت: ويحك فأي شئ أردت بذلك؟ قال: أردت أن أغنيه عن
دفاينكم، فقلت: أردت أن تعير الله في عرشه.
948 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن بعض أصحابنا
عن علي بن محمد بن عيسى، عن عبد الله بن محمد الحجال، قال: كنت عند الرضا
عليه السلام ومعه كتاب يقرؤه في بابه، حتى ضرب به الأرض، فقال: كتاب ولد زنا للزانية
فكان كتاب يونس.
949 - طاهر بن عيسى، قال: حدثني جعفر بن أحمد، قال: حدثني
الشجاعي، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسين بن بشار، عن الحسن بن بنت الياس
عن يونس بن بهمن، قال، قال يونس بن عبد الرحمن: كتبت إلى أبي الحسن الرضا
عليه السلام سألته عن آدم عليه السلام هل كان فيه من جوهرية الرب شئ.
قال، فكتب إلي جواب كتابي: ليس صاحب هذه المسألة على شئ من السنة
زنديق.
950 - آدم بن محمد القلانسي البلخي، قال: حدثني علي بن محمد القمي
قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى القمي، عن يعقوب بن يزيد، عن أبيه يزيد
ابن حماد، عن أبي الحسن عليه السلام قال، قلت له: أصلي خلف من لا أعرف؟ فقال:
لا تصل الا خلف من تثق بدينه، فقلت له: أصلي خلف يونس وأصحابه؟ فقال:
يأبى ذلك عليكم علي بن حديد، قلت: آخذ بذلك في قوله؟ قال: نعم، قال:
فسألت علي بن حديد عن ذلك؟ فقال: لا تصل خلفه ولاخلف أصحابه.
951 - علي بن محمد القتيبي، قال: حدثنا الفضل بن شاذان قال: كان أحمد
ابن محمد بن عيسى تاب واستغفر الله من وقيعته في يونس لرؤيا رآها، وقد كان
علي بن حديد يظهر في الباطن الميل إلى يونس وهشام.
787

952 - آدم، قال: حدثني علي بن محمد بن يزيد القمي، قال: حدثني
أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم الحضيني
الأهوازي، قال: لما حمل أبو الحسن إلى خراسان قال يونس بن عبد الرحمن:
ان دخل في هذا الامر طايعا أو كارها انتقضت النبوة من لدن آدم.
953 - آدم بن محمد، قال: حدثني علي بن محمد القمي، قال: حدثني
أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الله بن محمد الحجال، قال: كنت عند أبي
الحسن الرضا عليه السلام: إذ ورد عليه كتاب يقرؤه، فقرأه ثم ضرب به الأرض، فقال:
هذا كتاب ابن زان لزانية هذا كتاب زنديق لغير رشده، فنظرت إليه فإذا كتاب يونس.
954 - قال أبو عمرو: فلينظر الناظر فيتعجب من هذه الأخبار التي رواها
القيمون في يونس، وليعلم أنها لا تصح في العقل، وذلك أن أحمد بن محمد بن
عيسى وعلي بن حديد قد ذكر الفضل من رجوعهما عن الوقيعة في يونس، ولعل
هذه الروايات كانت من أحمد قبل رجوعه، ومن علي مداراة لأصحابه.
فأما يونس بن بهمن: فممن كان أخذ عن يونس بن عبد الرحمن ان يظهر له
مثلبة فيحكيها عنه، والعقل ينفي مثل هذا، إذ ليس في طباع الناس اظهار مساويهم
بألسنتهم على نفوسهم.
وأما حديث الحجال الذي رواه أحمد بن محمد: فان أبا الحسن عليه السلام أجل
خطرا وأعظم قدرا من أن يسب أحدا صراحا، وكذلك آباؤه عليهم السلام من قبله وولده من
بعده، لان الرواية عنهم بخلاف هذا: إذ كانوا نهوا عن مثله، وحثوا على غيره مما
فيه الزين للدين والدنيا.
وروى علي بن جعفر عن أبيه عن جده عن علي بن الحسين عليه السلام أنه كان يقول
لبنيه: جالسوا أهل الدين والمعرفة، فإن لم تقدروا عليهم فالوحدة آنس وأسلم،
فان أبيتم الا مجالسة الناس: فجالسوا أهل المروات فإنهم لا يرفثون في مجالسهم.
فما حكاه هذا الرجل عن الإمام عليه السلام في باب الكتاب لا يليق به، إذ كانوا عليهم السلام
منزهين عن البذاء والرفث والسفه، وتكلم عن الأحاديث الاخر بما يشاكل هذا.
788

ما روى في يونس بن عبد الرحمن وهشام بن إبراهيم المشرقي
وجعفر بن عيسى بن يقطين وموسى بن صالح
وأبى الأسد خصى علي بن يقطين
955 - حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا أبو جعفر محمد بن عيسى العبيدي قال:
سمعت هشام بن إبراهيم الجبلي وهو المشرقي، يقول: استأذنت لجماعة على أبي
الحسن عليه السلام في سنة تسع وتسعين ومائة، فحضروا وحضرنا ستة عشر رجلا على باب
أبي الحسن الثاني عليه السلام، فخرج مسافر فقال: آل يقطين ويونس بن عبد الرحمن
ويدخل الباقون رجلا رجلا، فلما دخلوا وخرجوا خرج مسافر فدعاني وموسى
وجعفر بن عيسى ويونس.
فأدخلنا جميعا عليه والعباس قائم ناحية بلا حذاء ولا رداء، وذلك في سنة أبي
السرايا، فسلمنا ثم أمرنا بالجلوس، فلما جلسنا، قال له جعفر بن عيسى: يا سيدي
نشكو إلى الله واليك ما نحن فيه من أصحابنا فقال: وما أنتم فيه منهم؟ فقال جعفر هم
والله يا سيدي يزندقونا ويكفرونا ويتبرؤن منا.
فقال: هكذا كان أصحاب علي بن الحسين ومحمد بن علي وأصحاب جعفر
وموسى (صلوات الله عليهم) ولقد كان أصحاب زرارة يكفرون غيرهم، وكذلك
غيرهم كانوا يكفرونهم.
فقلت له: يا سيدي نستعين بك على هذين الشيخين يونس وهشام وهما
حاضران، فهما أدبانا وعلمانا الكلام، فان كنا يا سيدي على هدى ففزنا، وان كنا على
ضلال فهذان أضلانا، فمرنا، بتركه ونتوب إلى الله منه، يا سيدي فادعنا إلى دين الله
نتبعك.
فقال عليه السلام: ما أعلمكم الاعلى هدى، جزاكم الله عن النصيحة القديمة والحديثة
خيرا، فتأولوا القديمة علي بن يقطين، والحديثة خدمتنا له، والله أعلم.
789

فقال جعفر: جعلت فداك، ان صالحا وأبا الأسد خصي علي بن يقطين حكيا
عنك: أنهما حكيا لك شيئا من كلامنا، فقلت لهما: مالكما والكلام يثنيكم إلى
الزندقة فقال عليه السلام: ما قلت لهما ذلك. أنا قلت ذلك والله ما قلت لهما.
وقال يونس: جعلت فداك أنهم يزعمون انا زنادقة وكان جالسا إلى جنب رجل
وهو متربع رجلا على رجل وهو ساعة بعد ساعة يمرغ وجهه وخديه على باطن قدمه
الأيسر فقال له: أرأيتك لو كنت زنديقا فقال لك هو مؤمن ما كان ينفعك من ذلك،
ولو كنت مؤمنا فقالوا هو زنديق ما كان يضرك منه.
وقال المشرقي له: والله ما تقول الا ما يقول آبائك عليهم السلام: عندنا كتاب سميناه
كتاب الجامع فيه جميع ما تكلم الناس فيه عن آبائك عليهم السلام وانما نتكلم عليه،
فقال له جعفر شبيها بهذا الكلام، فأقبل على جعفر فقال: فإذا كنت لا تتكلمون بكلام
آبائي عليهم السلام فبكلام أبي بكر وعمر تريدون أن تتكلموا.
قال حمدويه: هشام المشرقي هو ابن إبراهيم البغدادي، فسألته عنه وقلت:
ثقة هو؟ فقال: ثقة، قال: ورأيت ابنه ببغداد.
ما روى في هشام بن إبراهيم العباسي
956 - وجدت بخط محمد بن الحسن بن بندار القمي في كتابه، حدثني
علي بن إبراهيم بن هشام، عن محمد بن سالم، قال: لما حمل سيدي موسى بن
جعفر عليهما السلام إلى هارون، جاء إليه هشام بن إبراهيم العباسي فقال له: يا سيدي
قد كتبت لي صك إلى الفضل بن يونس، فسله أن يروج أمري قال: فركب إليه أبو
الحسن عليه السلام. فدخل إليه حاجبه، فقال: يا سيدي أبو الحسن موسى عليه السلام بالباب،
فقال: ان كنت صادقا فأنت حر ولك كذا وكذا.
فخرج الفضل بن يونس حافيا يعدو، حتى خرج إليه فوقع على قدميه يقبلهما
ثم سأله أن يدخل فدخل، فقال له: اقض حاجة هشام فقضاها.
790

ثم قال: يا سيدي قد حضر الغذاء فتكرمني أن تتغدى عندي، فقال هات فجاء
بالمائدة وعليها البوارد، فأجال أبو الحسن عليه السلام يده في البارد وقال: البارد تجال
اليد فيه، فلما رفعوا البارد وجاءوا بالحار، فقال أبو الحسن عليه السلام: الحار حمى.
957 - محمد بن الحسن قال: حدثني علي بن إبراهيم بن هشام، عن الريان
ابن الصلت، قال، قلت لأبي الحسن عليه السلام: ان هشام بن إبراهيم العباسي زعم أنك
أحللت له الغناء؟ فقال: كذب الزنديق، انما سألني عنه؟ فقلت له: سأل رجل أبا
جعفر عليه السلام؟ فقال له أبو جعفر عليه السلام: إذا فرق الله بين الحق والباطل فأين يكون الغناء؟
فقال الرجل: مع الباطل، فقال له أبو جعفر عليه السلام: قد قضيت.
958 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني محمد
ابن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن رجل من أصحابنا عن صفوان بن يحيى وابن
سنان، أنهما سمعا أبا الحسن عليه السلام يقول: لعن الله العباسي فإنه زنديق، وصاحبه
يونس فإنهما يقولان بالحسن والحسين.
959 - وعنه، قال: حدثني علي، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى عن
أبي طالب، عن معمر بن خلاد، قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: إن العباسي زنديق،
وكان أبوه زنديقا.
960 - وعنه، قال: حدثني علي، قال: حدثني أحمد، عن أبي طالب،
قال: حدثني العباسي، أنه قال للرضا عليه السلام: لم لا تدخل فيما سألك أمير المؤمنين قال
فقال: فأنت أيضا علي يا عباسي فقال: نعم ولتجيبه إلى ما سألك أو لأعطينك القاضية
يعني السيف.
قال أبو النضر: سألنا الحسين بن أشكيب، عن العباسي هشام بن إبراهيم
وقلنا له أكان من ولد العباس؟ قال: لا، كان من الشيعة، فطلبه فكتب كتب الزيدية
وكتب آيات امامة العباس، ثم دس إلى من تغمز به واختفى، واطلع السلطان على
كتبه، فقال: هذا عباسي، فآمنه وخلى سبيله.
791

ما روى في صفوان بن يحيى وإسماعيل بن الخطاب
961 - حدثني محمد بن قولويه، عن سعد، عن أيوب بن نوح، عن جعفر
ابن محمد بن إسماعيل، قال: أخبرني معمر بن خلاد، قال: رفعت ما خرج من غلة
إسماعيل بن الخطاب، بما أوصى به إلى صفوان بن يحيى، فقال: رحم الله إسماعيل
ابن الخطاب بما أوصى به إلى صفوان بن يحيى ورحم صفوان فإنهما من حزب آبائي
عليه السلام، ومن كان من حزبنا أدخله الله الجنة.
صفوان بن يحيى مات في سنة عشر ومأتين بالمدينة وبعث إليه أبو جعفر عليه السلام
بحنوطه وكفنه وأمر إسماعيل بن موسى بالصلاة عليه.
ما روى في صفوان بن يحيى بياع السابري
ومحمد بن سنان وزكريا ابن آدم وسعد بن سعد القمي
962 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال: حدثني
أبو جعفر أحمد بن محمد بن عيسى، عن رجل، عن علي بن الحسين بن داود القمي
قال: سمعت أبا جعفر الثاني عليه السلام يذكر صفوان بن يحيى ومحمد بن سنان بخير،
وقال: رضي الله عنهما برضاي عنهما فما خالفاني قط، هذا بعد ما جاء عنه فيهما ما
قد سمعته من أصحابنا.
963 - عن أبي طالب عبد الله بن الصلت القمي، قال: دخلت على أبي
جعفر الثاني عليه السلام في آخر عمره فسمعته يقول: جزى الله صفوان بن يحيى ومحمد
ابن سنان وزكريا بن آدم عني خيرا فقد وفوا لي ولم يذكر سعد بن سعد.
قال: فخرجت فلقيت موفقا، فقلت له: ان مولاي ذكر صفوان ومحمد بن
سنان وزكريا بن آدم وجزاهم خيرا، ولم يذكر سعد بن سعد.
قال: فعدت إليه، فقال: جزى الله صفوان بن يحيى ومحمد بن سنان وزكريا
ابن آدم وسعد بن سعد عني خيرا فقد وفوا لي.
792

964 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد، عن أحمد بن هلال،
عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، أن أبا جعفر عليه السلام كان لعن صفوان بن يحيى
ومحمد بن سنان، فقال: انهما خالفا أمري، قال، فلما كان من قابل، قال أبو جعفر
عليه السلام لمحمد بن سهل البحراني: تول صفوان بن يحيى ومحمد بن سنان فقد رضيت
عنهما.
965 - وعنه، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن
معمر بن خلاد، قال، قال أبو الحسن عليه السلام: ما ذئبان ضاريان في غنم قد غاب عنها
رعاؤها بأضر في دين المسلم من حب الرياسة، ثم قال: لكن صفوان لا يحب الرياسة.
966 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني أحمد
ابن محمد، عن رجل، عن علي بن الحسين بن داود القمي، قال: سمعت أبا جعفر
عليه السلام يذكر صفوان بن يحيى ومحمد بن سنان بخير، وقال: رضي الله عنهما برضاي
عنهما، فما خالفاني وما خالفا أبي عليه السلام قط، بعد ما جاء فيهما ما قد سمعه غير واحد.
في عمار الساباطي
967 - محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله القمي، عن
عبد الرحمن بن حماد الكوفي، عن مروك بن عبيد، عن رجل، قال، قال أبو
الحسن عليه السلام: استوهبت عمارا من ربي فوهبه لي.
ما روى في إبراهيم بن أبي البلاد
968 - حدثني الحسين بن الحسن، قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال:
حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط، قال، قال لي أبو
الحسن عليه السلام ابتداءا منه: إبراهيم بن أبي البلاد على ما تحبون.
ما روى في دعبل بن علي الخزاعي الشاعر
969 - قال أبو عمرو: بلغني أن دعبل بن علي وفد على أبي الحسن الرضا
793

عليه السلام بخراسان فلما دخل عليه، قال له: اني قد قلت قصيدة وجعلت في نفسي أن لا
أنشدها أحدا أولى منك، فقال: هاتها، فأنشده قصيدته التي يقول فيها.
ألم تر أني مذ ثلاثين حجة * أروح وأغدو دائم الحسرات
أرى فيئهم في غيرهم متقسما * وأيديهم من فيئهم صفرات
قال: فلما فرغ من انشادها: قام أبو الحسن عليه السلام فدخل منزله، وبعث إليه
بخرقة خز فيها ستمائة دينار، وقال للجارية: قولي له يقول لك مولاي استعن بهذه
على سفرك واعذرنا.
فقال له دعبل: لا والله ما هذا أردت ولاله خرجت، ولكن قولي له هب لي
ثوبا من ثيابك، فردها عليه أبو الحسن عليه السلام وقال له خذها وبعث إليه بجبة من ثيابه.
فخرج دعبل حتى ورد قم، فنظروا إلى الجبة وأعطوه بها ألف دينار، فأبى
عليهم، وقال: لا والله ولا خرقة منها بألف دينار.
ثم خرج من قم فأتبعوه قد جمعوا وأخذوا الجبة، فرجع إلى قم وكلمهم
فيها، فقالوا: ليس إليها سبيل، ولكن ان شئت فهذه الألف دينار، فقال: نعم وخرقة
منها، فأعطوه ألف دينار وخرقة منها.
ما روى في المرزبان بن عمران القمي الأشعري
970 - إبراهيم بن محمد بن العباسي الختلي، قال: حدثني أحمد بن إدريس
قال: حدثني الحسين بن أحمد بن يحيى بن عمران، قال: حدثني محمد بن
عيسى، عن الحسين بن علي، عن المرزبان بن عمران القمي الأشعري، قال، قلت
لأبي الحسن الرضا عليه السلام: أسألك عن أهم الأمور إلي، أمن شيعتك أنا؟ فقال:
نعم، قال، قلت: اسمي مكتوب عندك؟ قال: نعم.
في مسافر مولى أبى الحسن (ع)
971 - حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا أبو جعفر محمد بن عيسى، قال:
794

أخبرني مسافر، قال: أمرني أبو الحسن عليه السلام بخراسان فقال: ألحق بأبي جعفر فإنه
صاحبك.
ما روى في الجواني
972 - عن حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا أبو جعفر محمد بن عيسى،
قال: كان الجواني خرج مع أبي الحسن عليه السلام إلى خراسان، وكان من قرابته.
في عبد العزيز بن المهتدى القمي
973 - جعفر بن معروف، قال: حدثني الفضل بن شاذان، بحديث عبد العزيز
ابن المهتدي فقال الفضل: ما رأيت قميا يشبهه في زمانه.
974 - علي بن محمد القتيبي، قال: حدثني الفضل، قال: حدثني عبد العزيز
وكان خير قمي في من رأيته، وكان وكيل الرضا عليه السلام.
975 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني أحمد
ابن محمد، عن عبد العزيز، أو من رواه عنه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كتبت إليه
أن لك معي شيئا فمرني بأمرك فيه إلى من أدفعه.
فكتب: اني قبضت ما في هذه الرقعة والحمد لله، وغفر الله ذنبك ورحمنا
وإياك ورضى الله عنك برضاي عنك.
ما روى في محمد بن سنان
976 - ذكر حمدويه بن نصير، أن أيوب بن نوح، دفع إليه دفترا فيه أحاديث
محمد بن سنان، فقال لنا: ان شئتم أن تكتبوا ذلك فافعلوا، فاني كتبت عن محمد
ابن سنان ولكن لا أروي لك أنا عنه شيئا، فإنه قال قبل موته: كلما حدثتكم به لم
يكن لي سماع ولا رواية انما وجدته.
977 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد القمي، عن أحمد
ابن محمد بن عيسى، قال: كنا عند صفوان بن يحيى، فذكر محمد بن سنان فقال:
795

ان محمد بن سنان كان من الطيارة فقصصناه.
978 - قال محمد بن مسعود، قال عبد الله بن حمدويه: سمعت الفضل بن
شاذان، يقول: لا أستحل أن أروي أحاديث محمد بن سنان، وذكر الفضل في بعض
كتبه: أن من الكاذبين المشهورين ابن سنان وليس بعبد الله.
979 - أبو الحسن علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، قال قال أبو محمد
الفضل بن شاذان: ردوا أحاديث محمد بن سنان وقال: لا أحل لكم أن ترووا
أحاديث محمد بن سنان عني ما دمت حيا، وأذن في الرواية بعد موته.
قال أبو عمرو: قد روى عنه الفضل، وأبوه، ويونس، ومحمد بن عيسى
العبيدي، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، والحسن والحسين ابنا سعيد
الأهوازيان، وابنا دندان، وأيوب بن نوح وغيرهم، من العدول والثقات من أهل
العلم، وكان محمد بن سنان مكفوف البصر أعمى فيما بلغني.
980 - وجدت بخط أبي عبد الله الشاذاني، اني سمعت العاصمي، يقول: إن
عبد الله بن محمد بن عيسى الأسدي الملقب ببنان، قال: كنت مع صفوان بن
يحيى بالكوفة في منزل، إذ دخل علينا محمد بن سنان، فقال صفوان: هذا ابن
سنان لقد هم أن يطير غير مرة فقصصناه حتى ثبت معنا.
981 - وعنه قال: سمعت أيضا قال: كنا ندخل مسجد الكوفة، فكان ينظر
إلينا محمد بن سنان، ويقول: من أراد المعضلات فالي، ومن أراد الحلال والحرام
فعليه بالشيخ، يعني صفوان بن يحيى.
982 - حدثني حمدويه، قال: حدثني الحسن بن موسى، قال: حدثني
محمد بن سنان، قال: دخلت على أبي الحسن موسى عليه السلام قبل أن يحمل إلى العراق
بسنة، وعلي ابنه عليه السلام بين يديه، فقال لي: يا محمد، قلت: لبيك، قال: إنه سيكون
في هذه السنة حركة ولا تخرج منها، ثم أطرق ونكت الأرض بيده ثم رفع رأسه
إلي وهو يقول: ويضل الله الظالمين ويفعل ما يشاء.
796

قلت: وما ذاك جعلت فداك؟ قال: من ظلم ابني هذا حقه وجحد إمامته من
بعدي كان كمن ظلم علي بن أبي طالب حقه وامامته من بعد محمد صلى الله عليه وآله، فعلمت
أنه قد نعي إلي نفسه ودل على ابنه، فقلت: والله لئن مد الله في عمري لأسلمن
إليه حقه ولأقرن له بالإمامة، أشهد أنه من بعدك حجة الله على خلقه والداعي إلى
دينه.
فقال لي: يا محمد يمد الله في عمرك وتدعوا إلى إمامته وامامة من يقول مقامه
من بعده؟ فقلت: ومن ذاك جعلت فداك؟ قال: محمد ابنه، قلت: بالرضى والتسليم،
فقال: كذلك قد وجدتك في صحيفة أمير المؤمنين عليه السلام أما أنك في شيعتنا أبين من
البرق في الليلة الظلماء.
ثم قال: يا محمد ان المفضل أنسي ومستراحي، وأنت أنسهما ومستراحهما،
حرام على النار أن تمسك أبدا، يعنى أبا الحسن وأبا جعفر عليهما السلام.
ومن كتاب له (ع) إلى عبد الله حمدويه البيهقي
وبعد: فقد نصبت لكم إبراهيم بن عبده، ليدفع إليه النواحي وأهل ناحيتك
حقوقي الواجبة عليكم، وجعلته ثقتي وأميني عند موالي هناك فليتقوا الله جل جلاله
وليراقبوا وليؤدوا الحقوق، فليس لهم عذر في ترك ذلك ولا تأخيره، لا أشقاكم
الله بعصيان أوليائه، ورحمهم وإياك معهم برحمتي لهم، ان الله واسع كريم.
ما روى في علي بن الحسين بن عبد الله
984 - حمدويه بن نصير، قال: حدثنا محمد بن عيسى. قال حدثنا علي بن
الحسين بن عبد الله، قال: سألته أن ينسئ في أجلي فقال: أو يكفيك ربك ليغفر لك
خيرا لك، فحدث بذلك علي بن الحسين أخوانه بمكة، ثم مات بالخزيمية في
المنصرف من سنته، وهذا في سنة تسع وعشرين ومأتين رحمه الله، فقال: وقد نعى
إلي نفسي، قال: وكان وكيل الرجل عليه السلام قبل أبي علي بن راشد.
797

985 - محمد بن مسعود، قال: حدثنا محمد بن نصير، قال: حدثنا أحمد
ابن محمد بن عيسى قال: كتب إليه علي بن الحسين بن عبد الله يسأله الدعاء في
زيادة عمره حتى يرى ما يحب.
فكتب إليه في جوابه: تصير إلى رحمة الله خير لك، فتوفى الرجل بالخزيمية.
في أبى على محمد بن أحمد بن حماد المروزي المحمودي
986 - ابن مسعود، قال حدثني أبو علي المحمودي، قال كتب أبو جعفر
عليه السلام إلي بعد وفاة أبي: قد مضى أبوك رضي الله عنه وعنك، وهو عندنا على حال
محمودة ولم يتعد من تلك الحال.
987 - وجدت بخط أبي عبد الله الشاذاني في كتابه، سمعت الفضل بن هشام
الهروي، يقول: ذكر لي كثرة ما يحج المحمودي، فسألته عن مبلغ حجاته؟ فلم
يخبرني بمبلغها، وقال: رزقت خيرا كثيرا والحمد لله.
فقلت له: فتحج عن نفسك أو عن غيرك؟ فقال: عن غيري بعد حجة الاسلام
أحج عن رسول الله صلى الله عليه وآله، وأجعل ما أجازني الله عليه لأولياء الله، وأهب ما أثاب
على ذلك للمؤمنين والمؤمنات، فقلت: فما تقول في حجك.
فقال أقول: اللهم إني أهللت لرسولك محمد صلى الله عليه وآله وجعلت جزائي منك
ومنه لأوليائك الطاهرين عليهم السلام، ووهبت ثوابي لعبادك المؤمنين والمؤمنات بكتابك
وسنة نبيك، إلى آخر الدعاء.
988 - ذكر أبو عبد الله الشاذاني مما قد وجدت في كتابه بخطه، قال: سمعت
المحمودي، يقول: انما لقبت بالخير: لاني وهبت للحق غلاما اسمه خير، فحمد
أمره فلقبني باسمه.
وقال: وجهت إلى الناحية بجارية، فكانت عندهم سنين ثم اعتقوها، فتزوجتها
فأخبرتني أن مولاها ولاني وكالة المدينة وأمر بذلك، ولم أعلم حسدا.
798

في أحمد بن محمد بن عيسى وأخيه بنان
989 - قال نصر بن الصباح: أحمد بن محمد بن عيسى لا يروي عن ابن
محبوب، من أجل أن أصحابنا يتهمون ابن محبوب في روايته عن أبي حمزة،
ثم تاب أحمد بن محمد فرجع قبل ما مات، وكان يروي عمن كان أصغر سنا منه،
وأحمد لم يرزق، ويروي عن محمد القاسم النوفلي عن ابن محبوب حديث الرؤيا.
وحماد بن عيسى، وحماد بن المغيرة، وإبراهيم بن إسحاق النهاوندي
يروي عنهم أحمد بن محمد بن عيسى في وقت العسكري، وما روى أحمد قط عن
عبد الله بن المغيرة، ولاعن حسن بن خرزاذ، وعبد الله بن محمد بن عيسى الملقب
ببنان أخو أحمد بن محمد بن عيسى.
في الحسين بن عبيد الله المحرر
990 - قال أبو عمرو: ذكره أبو علي أحمد بن علي السلولي شقران، قرابة
الحسن بن خرزاذ وختنه على أخته: أن الحسين بن عبيد الله القمي أخرج، من قم
في وقت كانوا يخرجون منها من اتهموه بالغلو.
في أبى علي بن بلال وأبى علي بن راشد
991 - وجدت بخط جبريل بن أحمد، حدثني محمد بن عيسى اليقطيني قال:
كتب عليه السلام إلى علي بن بلال في سنة اثنتين وثلاثين ومأتين.
بسم الله الرحمن الرحيم أحمد الله إليك وأشكر طوله وعوده، وأصلي على
النبي محمد وآله صلوات الله ورحمته عليهم، ثم اني أقمت أبا علي مقام الحسين
ابن عبد ربه وائتمنته على ذلك بالمعرفة بما عنده الذي لا يتقدمه أحد، وقد أعلم
أنك شيخ ناحيتك، فأحببت افرادك واكرامك بالكتاب بذلك.
فعليك بالطاعة له والتسليم إليه جميع الحق قبلك، وأن تخص موالي على
799

ذلك، وتعرفهم من ذلك ما يصير سببا إلى عونه وكفايته، فذلك توفير علينا ومحبوب
لدينا، ولك به جزاء من الله وأجر، فان الله يعطي من يشاء، ذو الاعطاء والجزاء
برحمته، وأنت في وديعة الله، وكتبت بخطي، وأحمد الله كثيرا.
992 - محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، قال: حدثني أحمد
ابن محمد بن عيسى، قال: نسخة الكتاب مع ابن راشد إلى جماعة الموالي الذين
هم ببغداد المقيمين بها والمدائن والسواد وما يليها.
أحمد الله إليكم ما أنا عليه من عافيته وحسن عادته، وأصلي على نبيه وآله
أفضل صلواته وأكمل رحمته ورأفته، واني أقمت أبا علي بن راشد مقام علي بن
الحسين بن عبد ربه ومن كان قبله من وكلائي، وصار في منزلته عندي، ووليته ما كان
يتولاه غيره من وكلائي قبلكم، ليقبض حقي، وارتضيته لكم وقدمته على غيره
في ذلك، وهو أهله وموضعه.
فصيروا رحمكم الله إلى الدفع إليه ذلك والي، وأن لا تجعلوا له على أنفسكم
علة، فعليكم بالخروج عن ذلك والتسرع إلى طاعة الله، وتحليل أموالكم، والحقن
لدمائكم، وتعاونوا على البر والتقوى واتقوا الله لعلكم ترحمون، واعتصموا بحبل
الله جميعا ولا تموتن الا وأنتم مسلمون.
فقد أوجبت في طاعته طاعتي والخروج إلى عصيانه الخروج إلى عصياني
فالزموا الطريق يأجركم الله ويزيدكم من فضله، فان الله بما عنده واسع كريم،
متطول على عباده رحيم، نحن وأنتم في وديعة الله وحفظه، وكتبته بخطي، والحمد
لله كثيرا.
وفي كتاب آخر: وأنا آمرك يا أيوب بن نوح أن تقطع الاكثار بينك وبين
أبي علي، وأن يلزم كل واحد منكما ما وكل به وأمر بالقيام فيه بأمر ناحيته، فإنكم
إذا انتهيتم إلى كل ما أمرتم به استغنيتم بذلك عن معاودتي.
وآمرك يا أبا علي بمثل ما أمرك يا أيوب، أن لا تقبل من أحد من أهل بغداد
800

والمدائن شيئا يحملونه، ولاتلي لهم استيذانا علي، ومر من أتاك بشئ من غير
أهل ناحيتك أن يصيره إلى الموكل بناحيته.
وآمرك يا أبا علي في ذلك بمثل ما أمرت به أيوب، وليقبل كل واحد منكما
قبل ما أمرته به.
في الحسن بن علي بن فضال الكوفي
993 - قال أبو عمرو: قال الفضل بن شاذان: اني كنت في قطيعة الربيع في
مسجد الزيتونة أقرأ على مقرئ يقال له: إسماعيل بن عباد، فرأيت يوما في المسجد
نفرا يتناجون.
فقال أحدهم: ان بالجبل رجلا يقال له: ابن فضال، أعبد من رأيت أو سمعت
به، قال: وانه ليخرج إلى الصحراء فيسجد السجدة فيجئ الطير فيقع عليه، فما
يظن الا أنه ثوب أو خرقة، وأن الوحش ليرعى حوله فما ينفر منه لما قد آنست به
وأن عسكر الصعاليك ليجيؤن يريدون الغارة، أو قتال قوم: فإذا رأوا شخصه طاروا
في الدنيا فذهبوا حيث لا يريهم ولا يرونه.
قال أبو محمد: فظننت ان هذا رجل كان في الزمان الأول، فبينا أنا بعد
ذلك بسنين قاعد في قطيعة الربيع مع أبي رحمه الله: إذ جاء شيخ حلو الوجه حسن
الشمائل عليه قميص نرسي، ورداء نرسي، وفي رجله نعل مخصر فسلم على أبي
فقام إليه أبي فرحب به وبجله.
فلما أن مضى يريد ابن أبي عمير: قلت لشيخي هذا رجل حسن الشمائل،
من هذا الشيخ؟ فقال: هذا الحسن بن علي بن فضال، قلت له: هذا ذاك العابد الفاضل
قال: هو ذاك، قلت: ليس هو ذاك، قال: هو ذاك، قلت: أليس ذاك بالجبل؟
قال: هو ذاك كان يكون بالجبل، قلت: ليس ذاك، قال: ما أقل عقلك من غلام
فأخبرته ما سمعته من أولئك القوم فيه، قال: هو ذاك، فكان بعد ذلك يختلف إلى أبي.
ثم خرجت إليه بعد إلى الكوفة، فسمعت منه كتاب ابن بكير وغيره من
801

الأحاديث، وكان يحمل كتابه ويجئ إلى حجرتي فيقرأه علي، فلما حج سد وشب
ختن طاهر بن الحسين، وعظمه الناس لقدره وحاله ومكانه من السلطان، وقد كان
وصف له فلم يصر إليه الحسن.
فأرسل إليه أحب أن تصير إلي فإنه لا يمكنني المصير إليك، فأبى، وكلمه
أصحابنا في ذلك، فقال: مالي ولطاهر وآل طاهر. لا أقربهم ليس بيني وبينهم عمل
فعلمت بعدها أن مجيئه إلي وأنا حدث غلام وهو شيخ لم يكن الا لجودة النية.
وكان مصلاه بالكوفة في المسجد عند الأسطوانة التي يقال لها: السابعة،
ويقال لها: أسطوانة إبراهيم عليه السلام، وكان يجتمع هو وأبو محمد عبد الله الحجال،
وعلي بن أسباط.
وكان الحجال يدعي الكلام وكان من أجدل الناس، فكان ابن فضال يغري
بيني وبينه في الكلام في المعرفة، وكان يحبني حبا شديدا.
في الغلات في وقت أبى محمد العسكري (ع)
منهم علي بن مسعود حسكة والقاسم بن يقطين القميان
994 - محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، قال: حدثنا أحمد
ابن محمد بن عيسى، كتب إليه في قوم يتكلمون ويقرئون أحاديث ينسبونها إليك
والى آبائك فيها ما تشمأز فيها القلوب، ولا يجوز لنا ردها إذا كانوا يروون عن آبائك
عليهم السلام، ولا قبولها لما فيها، وينسبون الأرض إلى قوم يذكرون أنهم من مواليك
وهو رجل يقال له: علي بن حسكة، وآخر يقال له: القاسم اليقطيني.
من أقاويلهم: انهم يقولون إن قول الله تعالى: " ان الصلاة تنهى عن الفحشاء
والمنكر " (1) معناها رجل. لا سجود ولا ركوع، وكذلك الزكاة معناها ذلك الرجل
لاعدد درهم ولا اخراج مال، وأشياء من الفرائض والسنن والمعاصي تأولوها

(1) سورة العنكبوت: 45
802

وصيروها على هذا الحد الذي ذكرت.
فان رأيت أن تبين لنا وأن تمن على مواليك بما فيه السلامة لمواليك ونجاتهم
من هذه الأقاويل التي تخرجهم إلى الهلاك.
فكتب عليه السلام: ليس هذا ديننا فاعتزله.
995 - وجدت بخط جبريل بن أحمد الفاريابي، حدثني موسى بن جعفر
ابن وهب، عن إبراهيم بن شيبة، قال كتبت إليه جعلت فداك أن عندنا قوما يختلفون
في معرفة فضلكم بأقاويل مختلفة تشمئز منها القلوب، وتضيق لها الصدور، ويروون
في ذلك الأحاديث، لا يجوز لنا الاقرار بها لما فيها من القول العظيم، ولا يجوز
ردها ولا الجحود لها إذا نسبت إلى آبائك، فنحن وقوف عليها.
من ذلك أنهم يقولون ويتأولون في معنى قول الله عز وجل: " ان الصلاة تنهى
عن الفحشاء والمنكر "، وقوله عز وجل: " وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة " (1) معناها رجل لا ركوع ولا سجود، وكذلك الزكاة معناها ذلك الرجل لا عدد دراهم ولا اخراج
مال.
وأشياء تشبهها من الفرائض والسنن والمعاصي تأولوها وصيروها على هذا
الحد الذي ذكرت لك، فان رأيت أن تمن على مواليك بما فيه سلامتهم ونجاتهم
من الأقاويل التي تصيرهم إلى العطب والهلاك؟ والذين ادعوا هذه الأشياء ادعوا
أنهم أولياء، ودعوا إلى طاعتهم، منهم علي بن حسكة والقاسم اليقطيني، فما
تقول في القبول منهم جميعا.
فكتب عليه السلام: ليس هذا ديننا فأعتزله.
قال نصر بن الصباح: علي بن حسكة الحوار كان أستاذ القاسم الشعراني اليقطيني
من الغلات الكبار ملعون.

(1) سورة البقرة: 43
803

996 - سعد، قال: حدثني سهل بن زياد الادمي، عن محمد بن عيسى،
قال كتب إلي أبو الحسن العسكري ابتداء منه: لعن الله القاسم اليقطيني ولعن الله
علي بن حسكة القمي، ان شيطانا ترائى للقاسم فيوحي إليه زخرف القول غرورا.
997 - حدثني الحسين بن الحسن بن بندار القمي، قال: حدثنا سهل بن
زياد الادمي، قال: كتب بعض أصحابنا إلى أبي الحسن العسكري عليه السلام: جعلت فداك
يا سيدي ان علي بن حسكة يدعي أنه من أوليائك، وأنك أنت الأول القديم، وأنه
بابك ونبيك أمرته أن يدعو إلى ذلك، ويزعم أن الصلاة والزكاة والحج والصوم
كل ذلك معرفتك ومعرفة من كان في مثل حال ابن حسكة فيما يدعى من البابية والنبوة
فهو مؤمن كامل سقط عنه الاستعباد بالصلاة والصوم والحج، وذكر جميع شرائع
الدين أن معنى ذلك كله ما ثبت لك، ومال الناس إليه كثيرا، فان رأيت أن تمن على
مواليك بجواب في ذلك تنجيهم من الهلكة.
قال: فكتب عليه السلام: كذب ابن حسكة عليه لعنة الله وبحسبك أني لا أعرفه
في موالي ماله لعنه الله، فوالله ما بعث الله محمدا والأنبياء قبله الا بالحنيفية والصلاة
والزكاة والصيام والحج والولاية، وما دعى محمد صلى الله عليه وآله الا إلى الله وحده لا شريك له.
وكذلك نحن الأوصياء من ولده عبيد الله لا نشرك به شيئا، ان أطعناه رحمنا،
وان عصيناه عذبنا، مالنا على الله من حجة، بل الحجة لله عز وجل علينا وعلى جميع
خلقه أبرء إلى الله ممن يقول ذلك وانتفى إلى الله من هذا القول، فاهجروهم لعنهم الله
والجؤوهم إلى ضيق الطريق فان وجدت من أحد منهم خلوة فاشدخ رأسه بالصخر.
في الحسين بن علي الخواتيمي وهو منهم
998 - قال نصر بن الصباح: ان الحسين بن علي الخواتيمي كان غاليا
ملعونا، وكان أدرك الرضا عليه السلام.
804

في الحسن بن محمد بن بابا القمي والفهري
ومحمد بن نصير النميري وفارس بن حاتم القزويني
999 - قال نصر بن الصباح: الحسن بن محمد المعروف بابن بابا ومحمد
ابن نصير النميري، وفارس بن حاتم القزويني لعن هؤلاء الثلاثة علي بن محمد
العسكري عليه السلام.
وذكر أبو محمد الفضل بن شاذان في بعض كتبه أن من الكذابين المشهورين
ابن بابا القمي.
قال سعد: حدثني العبيدي، قال: كتب إلي العسكري ابتداءا منه: أبرء إلى
الله من الفهري، والحسن بن محمد بن بابا القمي، فأبرء منهما، فانى محذرك وجميع
موالي وأني ألعنهما عليهما لعنة الله، مستأكلين يأكلان بنا الناس، فتانين مؤذيين
آذاهما الله وأركسهما في الفتنة ركسا.
يزعم ابن بابا اني بعثته نبيا وأنه باب عليه لعنة الله، سخر منه الشيطان فأغواه،
فلعن الله من قبل منه ذلك، يا محمد ان قدرت أن تشدخ رأسه بالحجر فأفعل فإنه قد
آذاني آذاه الله في الدنيا والآخرة.
1000 - قال أبو عمرو: وقالت فرقة بنبوة محمد بن نصير النميري، وذلك
أنه ادعى أنه نبي رسول، وأن علي بن محمد العسكري عليه السلام أرسله، وكان يقول
بالتناسخ والغلو في أبي الحسن عليه السلام، ويقول فيه بالربوبية ويقول: بإباحة المحارم،
ويحلل نكاح الرجال بعضهم بعضا في أدبارهم ويقول أنه من الفاعل والمفعول به أحد
الشهوات والطيبات، وأن الله لم يحرم شيئا من ذلك.
وكان محمد بن موسى بن الحسن بن فرات يقوي أسبابه ويعضده، وذكر
أنه رأى بعض الناس محمد بن نصير عيانا، وغلام له على ظهره، وأنه عاتبه على
ذلك، فقال: ان هذا من اللذات وهو من التواضع لله وترك التجبر، وافترق الناس
فيه وبعده فرقا.
805

في موسى السواق ومحمد بن موسى الشريقي
وعلي بن حسكة
1001 - قال نصر بن الصباح: موسى السواق له أصحاب علياوية يقعون
في السيد محمد رسول الله، وعلي بن حسكة الحوار قمي كان أستاذ القاسم الشعراني
اليقطيني، وابن بابا ومحمد بن موسى الشريقي كانا من تلامذة علي بن حسكة،
ملعونون لعنهم الله.
وذكر الفضل بن شاذان في بعض كتبه: أن من الكذابين المشهورين علي بن
حسكة.
في العباس بن صدقة وأبى العباس الطرناني
وأبى عبد الرحمن الكندي المعروف بشاه رئيس
منهم أيضا
1002 - قال نصر بن الصباح: العباس بن صدقة، وأبو العباس الطرناني
وأبو عبد الله الكندي المعروف بشاه رئيس كانوا من الغلاة الكبار الملعونين.
في فارس بن حاتم القزويني وهو منهم
1003 - وجدت بخط جبريل بن أحمد، حدثني موسى بن جعفر بن وهب،
عن محمد بن إبراهيم، عن إبراهيم بن داود اليعقوبي، قال: كتبت إليه يعني أبا
الحسن عليه السلام أعلمته أمر فارس بن حاتم فكتب: لاتحفلن به وان أتاك فاسخف به.
1004 - وبهذا الاسناد، عن موسى، قال: كتب عروة إلى أبي الحسن عليه السلام
في أمر فارس بن حاتم، فكتب: كذبوه وهتكوه أبعد الله وأخزاه فهو كاذب في
جميع ما يدعي ويصف، ولكن صونوا أنفسكم عن الخوض والكلام في ذلك، وتوقوا
مشاورته ولا تجعلوا له السبيل إلى طلب الشر كفانا الله مؤنته ومؤنة من كان مثله.
806

1005 - وبهذا الاسناد: قال موسى بن جعفر بن إبراهيم بن محمد أنه قال:
كتبت إليه جعلت فداك قبلنا أشياء يحكى عن فارس والخلاف بينه وبين علي بن
جعفر، حتى صار يبرء بعضهم من بعض فان رأيت أن تمن علي بما عندك فيهما
وأيهما يتولى حوائجي قبلك حتى لا أعدوه إلى غيره فقد احتجت إلى ذلك، فعلت
متفضلا إن شاء الله.
فكتب: ليس عن مثل هذا يسأل ولا في مثله يشك، قد عظم الله قدر علي بن
جعفر، منعنا الله تعالى عن أن يقاس إليه. فاقصد علي بن جعفر بحوائجك، واجتنبوا
فارسا وامتنعوا من ادخاله في شئ من أموركم أو حوائجكم، تفعل ذلك أنت ومن
أطاعك من أهل بلادك، فإنه قد بلغني ما تموه به على الناس، فلا تلتفتوا إليه إن شاء الله
وذكر الفضل بن شاذان في بعض كتبه: أن من الكذابين المشهورين الفاجر
فارس بن حاتم القزويني.
1006 - حدثني الحسين بن الحسن بن بندار القمي، قال. حدثني سعد بن
عبد الله بن أبي خلف القمي، قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، أن أبا الحسن
العسكري عليه السلام أمر بقتل فارس بن حاتم القزويني وضمن لمن قتله الجنة فقتله جنيد.
وكان فارس فتانا يفتن الناس، ويدعو إلى البدعة، فخرج من أبي الحسن عليه السلام
هذا فارس لعنه الله يعمل من قبلي فتانا داعيا إلى البدعة ودمه هدر لكل من قتله، فمن
هذا الذي يريحني منه ويقتله، وأنا ضامن له على الله الجنة.
قال سعد: وحدثني جماعة من أصحابنا من العراقيين وغيرهم بهذا الحديث
عن جنيد ثم سمعته أنا بعد ذلك من جنيد: أرسل إلي أبو الحسن العسكري عليه السلام
يأمرني بقتل فارس بن حاتم القزويني لعنه الله، فقلت: لا حتى أسمعه منه يقول لي
ذلك يشافهني به.
قال: فبعث إلي فدعاني فصرت إليه فقال: آمرك بقتل فارس بن حاتم فناولني
دراهم من عنده، وقال: اشتر بهذه سلاحا فأعرضه علي، فذهبت فاشتريت سيفا
807

فعرضته عليه، فقال: رد هذا وخذ غيره، قال، فرددته وأخذت مكانه ساطورا فعرضته
عليه، فقال: هذا نعم.
فجئت إلى فارس وقد خرج من المسجد بين الصلاتين المغرب والعشاء فضربته
على رأسه فصرعته وثنيت عليه فسقط ميتا، ووقعت الضجة فرميت الساطور بين يدي
واجتمع الناس وأخذت إذ لم يوجد هناك أحد غيري، فلم يروا معي سلاحا ولا سكينا
وطلبوا الزقاق والدور فلم يجدوا شيئا، ولم ير أثر الساطور بعد ذلك.
1007 - قال سعد: وحدثني محمد بن عيسى بن عبيد، أنه كتب إلى أيوب
بن نوح يسأله عما خرج إليه في الملعون فارس بن حاتم، في جواب كتاب الجبلي
علي بن عبيد الله الدينوري؟ فكتب إليه أيوب: سألتني أن أكتب إليك بخبر ما كتب
به إلي في أمر القزويني فارس، وقد نسخت لك في كتابي هذا أمره، وكان سبب
خيانته ثم صرفته إلى أخيه.
فلما كان في سنتنا هذه أتاني، وسألني وطلب إلي في حاجة وفي الكتاب إلى
أبي الحسن أعزه الله، فدفعت ذلك عن نفسي، فلم يزل يلح علي في ذلك حتى قبلت
ذلك منه، وأنفذت الكتاب ومضيت إلى الحج، ثم قدمت فلم يأت جوابات الكتب
التي أنفذتها قبل خروجي، فوجهت رسولا في ذلك.
فكتب إلي ما قد كتبت به إليك، ولولا ذلك لم أكن أنا ممن يتعرض لذلك
حتى كتب به إلي: كتب إلي الجبلي يذكر أنه وجه بأشياء على يدي فارس الخائن
لعنه الله متقدمة ومتجددة، لها قدر، فأعلمناه أنه لم يصل إلينا أصلا، وأمرناه أن
لا يوصل إلى الملعون شيئا أبدا، وأن يصرف حوائجه إليك.
ووجه بتوقيع من فارس بخطه له بالوصول، لعنه الله وضاعف عليه العذاب،
فما أعظم ما اجترى على الله عز وجل وعلينا في الكذب علينا واختيان أموال موالينا
وكفى به معاقبا ومنتقما، فأشهر فعل فارس في أصحابنا الجبليين وغيرهم من موالينا
ولا تتجاوز بذلك إلى غيرهم من المخالفين، كيما تحذر ناحية فارس لعنه الله ويتجنبوه
808

ويحترسوا منه، كفى الله مؤنته، ونحن نسأل الله السلامة في الدين والدنيا، وأن
يمتعنا بها، والسلام.
1008 - قال أبو النضر: سمعت أبا يعقوب يوسف بن السخت، قال: كنت
بسر من رأي أتنفل في وقت الزوال، إذ جاء إلي علي بن عبد الغفار، فقال لي: أتاني
العمري رحمه الله، فقال لي يأمرك مولاك أن توجه رجلا ثقة في طلب رجل يقال له:
علي بن عمرو العطار قدم من قزوين، وهو ينزل في جنبات دار أحمد بن الخضيب
فقلت: سماني؟ فقال: لا، ولكن لم أجد أوثق منك.
فدفعت إلى الدرب الذي فيه علي فوقفت على منزله، فإذا هو عند فارس،
فأتيت عليا فأخبرته، فركب وركبت معه فدخل على فارس فقام وعانقه، وقال: كيف
أشكر هذا البر.
فقال: تشكرني فاني لم آتك انما بلغني أن علي بن عمرو قدم يشكو ولد
سنان، وأنا أضمن له مصيره إلي ما يحب، فدله عليه، فأخذ بيده فأعلمه أني رسول أبي
الحسن عليه السلام وأمره أن لا يحدث في المال الذي معه حدثا وأعلمه أن لعن فارس قد
خرج، ووعده أن يصير إليه من غد، ففعل، فأوصل العمري، وسأله عما أراد،
وأمر بلعن فارس وحمل ما معه.
1009 - ابن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن
أحمد، عن محمد بن عيسى، عن أبي محمد الرازي، قال: ورد علينا رسول من
من قبل الرجل: أما القزويني فارس: فإنه فاسق منحرف، وتكلم بكلام خبيث فلعنه الله
وكتب إبراهيم بن محمد الهمداني، مع جعفر ابنه، في سنة ثمان وأربعين ومأتين
يسأل عن العليل وعن القزويني أيهما يقصد بحوائجه وحوائج غيره، فقد اضطرب
الناس فيهما، وصار يبرء بعضهم من بعض.
فكتب إليه: ليس عن مثل هذا يسأل، ولا في مثل هذا يشك، وقد عظم الله
من حرمة العليل أن يقاس إليه القزويني، سمي باسمهما جميعا، فاقصد إليه بحوائجك
809

ومن أطاعك من أهل بلادك أن يقصدوا إلى العليل بحوائجهم.
وأن تجتنبوا القزويني أن تدخلوه في شئ من أموركم، فإنه قد بلغني ما يموه
به عند الناس، فلا تلتفتوا إليه إن شاء الله.
وقد قرء منصور بن عباس هذا الكتاب وبعض أهل الكوفة.
1010 - محمد بن مسعود: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني أحمد بن
محمد بن عيسى، قال: قرأنا في كتاب الدهقان وخط الرجل في القزويني، وكان
كتب إليه الدهقان يخبره باضطراب الناس في هذا الامر، وأن الموادعين قد أمسكوا
عن بعض ما كانوا فيه لهذه العلة من الاختلاف.
فكتب: كذبوه وهتكوه أبعده الله وأخزاه، فهو كاذب في جميع ما يدعي
ويصف، ولكن صونوا أنفسكم عن الخوض والكلام في ذلك، وتوقوا مشاورته
ولا تجعلوا له السبيل إلى طلب الشر، كفى الله مؤنته ومؤنة من كان مثله.
1011 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني محمد
عن محمد بن موسى، عن سهل بن خلف، عن سهيل بن محمد، وقد اشتبه يا سيدي
على جماعة من مواليك أمر الحسن بن محمد بن بابا، فما الذي تأمرنا يا سيدي
في أمره نتولاه أم نتبرء عنه أم نمسك عنه فقد كثر القول فيه.
فكتب بخطه وقرأته: ملعون هو وفارس تبرؤا منهما لعنهما الله، وضاعف
ذلك على فارس.
في هاشم بن أبي هاشم وأبى السمهري وابن أبي الزرقاء
وجعفر بن واقد وأبى الغمر
1012 - حدثني محمد بن قولويه، والحسين بن الحسن بن بندار القمي،
قالا: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثني إبراهيم بن مهزيار، ومحمد بن عيسى
ابن عبيد، عن علي بن مهزيار، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول وقد ذكر عنده
810

أبو الخطاب: لعن الله أبا الخطاب، ولعن أصحابه، ولعن الشاكين في لعنه، ولعن
من قد وقف في ذلك وشك فيه.
ثم قال: هذا أبو الغمر وجعفر بن واقد وهاشم بن أبي هاشم استأكلوا بنا
الناس، وصاروا دعاة يدعون الناس إلى ما دعى إليه أبو الخطاب، لعنه الله ولعنهم
معه، ولعن من قبل ذلك منهم، يا علي لا تتحرجن من لعنهم لعنهم الله فان الله قد
لعنهم، ثم قال، قال رسول الله: من تأثم أن يلعن من لعنه الله فعليه لعنة الله.
1013 - قال سعد: وحدثني محمد بن عيسى بن عبيد، قال: حدثني إسحاق
الأنباري، قال، قال لي أبو جعفر الثاني عليه السلام: ما فعل أبو السمهري لعنه الله يكذب
علينا، ويزعم أنه وابن أبي الزرقاء دعاة إلينا، أشهدكم أني أتبرء إلى الله عز وجل
منهما، انهما فتانان ملعونان، يا إسحاق أرحني منهما يرح الله عز وجل بعيشك في
الجنة.
فقلت له: جعلت فداك يحل لي قتلهما؟ فقال: انهما فتانان يفتنان الناس،
ويعملان في خيط رقبتي ورقبة موالي، فدماؤهما هدر للمسلمين، وإياك والفتك،
فان الاسلام قد قيد الفتك وأشفق أن قتلته ظاهرا أن تسأل لم قتلته، ولا تجد السبيل
إلى تثبيت حجة، ولا يمكنك أدلاء الحجة فتدفع ذلك عن نفسك، فيسفك دم مؤمن
من أوليائنا بدم كافر، عليكم بالاغتيال.
قال محمد بن عيسى: فما زال إسحاق يطلب ذلك أن يجد السبيل إلى أن
يغتالهما بقتل، وكانا قد حذراه لعنهما الله.
811

في علي وأحمد ابني الحسن بن علي بن فضال
الكوفيين، وعبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي
كوفي، والقاسم بن هشام اللؤلؤي كوفي، ومحمد
ابن أحمد وهو حمدان النهدي كوفي، وعلي بن
عبد الله بن مروان بغدادي، وإبراهيم بن محمد بن
فارس، ومحمد بن يزداد الرازي، وإسحاق بن
محمد البصري
1014 - قال أبو عمرو: سألت أبا النضر محمد بن مسعود، عن جميع
هؤلاء؟ فقال: أما علي بن الحسن بن علي بن فضال: فما رأيت فيمن لقيت بالعراق
وناحية خراسان أفقه ولا أفضل من علي بن الحسن بالكوفة، ولم يكن كتاب عن
الأئمة عليهم السلام من كل صنف الا وقد كان عنده، وكان أحفظ الناس، غير أنه كان فطحيا
يقول بعبد الله بن جعفر، ثم بأبي الحسن موسى عليه السلام، وكان من الثقات وذكر: أن
أحمد بن الحسن كان فطحيا أيضا.
وأما عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي: فما علمته الا خيرا ثقة.
وأما القاسم بن هشام: فقد رأيته فاضلا خيرا، وكان يروي عن الحسن بن
محبوب.
وأما محمد بن أحمد النهدي: وهو حمدان القلانسي كوفي فقيه ثقة خير.
وأما علي بن عبد الله بن مروان: فان القوم يعني الغلاة يمتحن في أوقات
الصلوات، ولم أحضره في وقت صلاة، ولم أسمع فيه الاخيرا.
وأما إبراهيم بن محمد بن فارس: فهو في نفسه لا بأس به، ولكن بعض من
يروي هو عنه.
وأما محمد بن يزداد الرازي، فلا بأس به.
812

وأما أبو يعقوب إسحاق بن محمد البصري: فإنه كان غاليا.
وصرت إليه إلى بغداد لأكتب عنه، وسألته كتابا أنسخه؟ فأخرج إلي من
أحاديث المفضل بن عمر في التفويض، فلم أرغب فيه، فأخرج إلي أحاديث منتسخة
من الثقات، ورأيته مولعا بالحمامات المراعيش ويمسكها، ويروي في فضل امساكها
أحاديث، قال: وهو أحفظ من لقيته.
في حفص بن عمرو المعروف بالعمرى
وإبراهيم بن مهزيار وابنه محمد
1015 - أحمد بن علي بن كلثوم السرخسي، وكان من القوم، وكان مأمونا
على الحديث، حدثني إسحاق بن محمد البصري، قال: حدثني محمد بن إبراهيم
ابن مهزيار قال: إن أبي لما حضرته الوفاة دفع إلي مالا وأعطاني علامة، ولم يعلم
بتلك العلامة أحد الا الله عز وجل، وقال: من أتاك بهذه العلامة فادفع إليه المال.
قال: فخرجت إلى بغداد ونزلت في خان، فلما كان اليوم الثاني إذ جاء شيخ
ودق الباب، فقلت للغلام: انظر من هذا، فقال: شيخ بالباب، فقلت: أدخل،
فدخل وجلس، فقال: أنا العمري، هات المال الذي عندك وهو كذا وكذا ومعه
العلامة، قال فدفعت إليه المال.
وحفص بن عمرو كان وكيل أبي محمد عليه السلام، وأما أبو جعفر محمد بن حفص
ابن عمرو فهو ابن العمري وكان وكيل الناحية، وكان الامر يدور عليه.
في أبى يحيى الجرجاني
1016 - قال أبو عمرو: وأبو يحيى الجرجاني اسمه أحمد بن داود بن
سعيد الفزاري، وكان من أجلة أصحاب الحديث، ورزقه الله هذا الامر، وصنف في
الرد على أصحاب الحشو تصنيفات كثيرة، وألف من فنون الاحتجاجات كتبا ملاحا.
813

وذكر محمد بن إسماعيل بنيسابور: أنه هجم عليه محمد بن طاهر، فأمر
بقطع لسانه ويديه ورجليه وبضرب ألف سوط وبصلبه، سعى بذلك محمد بن يحيى
الرازي وابن البغوي وإبراهيم بن صالح بحديث روى محمد بن يحيى لعمر بن
الخطاب، فقال أبو يحيى: ليس هو عمر بن الخطاب هو عمر بن شاكر.
فجمع الفقهاء: فشهد مسلم أنه على ما قال وهو عمر بن شاكر، وعرف أبو
عبد الله المروزي ذلك وكتمه بسبب محمد بن يحيى، وكان أبو يحيى قال هما
يشهدان لي، فلما شهد مسلم قال غير هذا شاهدان لم يشهد، فشهد بعد ذلك المجلس
عنده، وخلى عنه ولم يصبه ببلية.
وسنذكر بعض مصنفاته فإنها ملاح، ذكرناها نحن في كتاب الفهرست ونقلناها
من كتابه.
في أبى عبد الله محمد بن أحمد بن نعيم الشاذاني
1017 - آدم بن محمد، قال: سمعت محمد بن شاذان بن نعيم يقول جمع
عندي مال للغريم فأنفذت به إليه، وألقيت فيه شيئا من صلب مالي قال: فورد من
الجواب: قد وصل إلي ما أنفذت من خاصة مالك فيها كذا وكذا، فقبل الله منك.
ما روى في أبى الحسن محمد بن ميمون
1018 - أبو علي أحمد بن علي بن كلثوم السرخسي، قال: حدثني إسحاق
ابن محمد بن أبان البصري، قال: حدثني محمد بن الحسن بن ميمون، أنه قال: كتبت
إلى أبي محمد عليه السلام أشكو إليه الفقر، ثم قلت في نفسي: أليس قال أبو عبد الله عليه السلام
الفقر معنا خير من الغنى مع عدونا، والقتل معنا خير من الحياة مع عدونا.
فرجع الجواب: ان الله عز وجل يمحض أوليائنا إذا تكاثفت ذنوبهم بالفقر،
وقد يعفو عن كثير، وهو كما حدثت نفسك: الفقر معنا خير من الغنى مع عدونا،
ونحن كهف لمن التجأ إلينا ونور لمن استضاء بنا وعصمة لمن اعتصم بنا، من
814

أحبنا كان معنا في السنام الاعلى ومن انحرف عنا فإلى النار، قال، قال أبو عبد الله:
تشهدون على عدوكم بالنار ولا تشهدون لوليكم بالجنة، ما يمنعكم من ذلك الا الضعف.
وقال محمد بن الحسن: لقيت من علة عيني شدة، فكتبت إلى أبي محمد عليه السلام
أسأله أن يدعو لي فلما نفذ الكتاب: قلت في نفسي ليتني كنت سألته أن يصف لي
كحلا أكحلها.
فوقع بخطه: يدعو لي بسلامتها، إذا كانت إحداهما ذاهبة.
وكتب بعده: أردت أن أصف لك كحلا، عليك بصبر مع الأثمد وكافورا
وتوتيا، فإنه يجلو ما فيها من الغشاء وييبس الرطوبة، قال، فاستعملت ما أمرني به،
فصحت والحمد لله.
في أحمد بن إبراهيم أبى حامد المراغي
والحسن بن النضر
1019 - علي بن محمد بن قتيبة، قال: حدثني أبو حامد أحمد بن إبراهيم
المراغي، قال: كتب أبو جعفر محمد بن أحمد بن جعفر القمي العطار، وليس له
ثالث في الأرض في القرب من الأصل، يصفنا لصاحب الناحية عليه السلام.
فخرج: وقفت على ما وصفت به أبا حامد، أعزه الله بطاعته، وفهمت ما هو عليه
تمم الله ذلك له بأحسنه ولا أخلاه من تفضله عليه وكان الله وليه، أكثر السلام وأخصه.
قال أبو حامد: هذا في رقعة طويلة، فيها أمر ونهى إلى ابن أخي كثير، وفي
الرقعة مواضع قد قرضت، فدفعت الرقعة كهيئتها إلى علاء بن الحسن الرازي.
وكتب رجل من أجلة اخواننا يسمى الحسن بن النضر بما خرج في أبي حامد
وأنفذه إلى أبيه من مجلسنا يبشره بما خرج، قال أبو حامد: فأمسكت الرقعة أريدها.
فقال أبو جعفر: اكتب ما خرج فيك ففيها معان تحتاج إلى أحكامها قال: وفي
الرقعة أمر ونهى منه عليه السلام إلى كابل وغيرها.
815

في أحمد بن هلال العبرتائي والدهقان عروة
1020 - علي بن محمد بن قتيبة، قال: حدثني أبو حامد أحمد بن إبراهيم
المراغي، قال: ورد على القاسم بن العلاء نسخة ما خرج من لعن ابن هلال وكان
ابتداء ذلك، أن كتب عليه السلام إلى قوامه بالعراق: احذروا الصوفي المتصنع، قال:
وكان من شأن أحمد بن هلال أنه قد كان حج أربعا وخمسين حجة، عشرون منها على
قدميه.
قال: وكان رواة أصحابنا بالعراق لقوه وكتبوا منه، وأنكروا ما ورد في
مذمته، فحملوا القاسم بن العلا على أن يراجع في أمره.
فخرج إليه: قد كان أمرنا نفذ إليك في المتصنع ابن هلال لا رحمه الله، بما قد
علمت لم يزل، لا غفر الله له ذنبه، ولا أقاله عثرته يداخل في أمرنا بلا اذن منا ولا رضى
يستبد برأيه، فيتحامي من ديوننا، لا يمضي من أمرنا الا بما يهواه ويريد، أراده الله
بذلك في نار جهنم، فصبرنا عليه حتى تبر الله بدعوتنا عمره.
وكنا قد عرفنا خبره قوما من موالينا في أيامه لا رحمه الله، وأمرناهم بالقاء ذلك
إلى الخاص من موالينا، ونحن نبرأ إلى الله من ابن هلال لا رحمه الله، وممن لا يبرء
منه.
واعلم الإسحاقي سلمه الله وأهل بيته مما أعلمناك من حال هذا الفاجر، وجميع
من كان سألك ويسألك عنه من أهل بلده والخارجين، ومن كان يستحق أن يطلع على
ذلك، فإنه لا عذر لاحد من موالينا في التشكيك فيما يؤديه عنا ثقاتنا، قد عرفوا بأننا
نفاوضهم سرنا، ونحمله إياه إليهم وعرفنا ما يكون من ذلك انشاء الله تعالى.
وقال أبو حامد: فثبت قوم على انكار ما خرج فيه، فعاودوه فيه فخرج: لأشكر
الله قدره لم يدع المرء ربه بأن لا يزيغ قلبه بعد أن هداه وأن يجعل ما من به عليه
مستقرا ولا يجعله مستودعا.
وقد علمتم ما كان من أمر الدهقان عليه لعنة الله وخدمته وطول صحبته، فأبدله
816

الله بالايمان كفرا حين فعل ما فعل، فعاجله الله بالنقمة ولا يمهله، والحمد الله لا شريك
له، وصلى الله على محمد وآله وسلم.
في أبي جعفر محمد بن عيسى بن عبيد بن يقطين
1021 - قال نصر بن الصباح: ان محمد بن عيسى بن عبيد، من صغار من
يروي عن ابن محبوب في السن.
علي بن محمد القتيبي، قال: كان الفضل يحب العبيدي ويثني عليه ويمدحه
ويميل إليه، ويقول: ليس في أقرانه مثله.
1022 - جعفر بن معروف، قال: صرت إلى محمد بن عيسى لا كتب عنه
فرأيته يتقلنس بالسوداء، فخرجت من عنده ولم أعد إليه، ثم اشتدت ندامتي لما
تركت من الاستكثار منه لما رجعت، وعلمت أني قد غلطت.
في أبى محمد الفضل بن شاذان رحمه الله
1023 - سعد بن جناح الكشي، قال: سمعت محمد بن إبراهيم الوراق
السمرقندي، يقول: خرجت إلى الحج، فأردت أن أمر على رجل كان من أصحابنا
معروف بالصدق والصلاح والورع والخير، يقال له: بورق البوسنجاني، قرية من
قرى هراة، وأزوره وأحدث عهدي به قال: فاتيته فجرى ذكر الفضل بن شاذان
رحمه الله، فقال بورق: كان الفضل به بطن شديد العلة، ويختلف في الليلة مائة مرة
إلى مائة وخمسين مرة.
فقال له بورق: خرجت حاجا فأتيت محمد بن عيسى العبيدي، ورأيته شيخا
فاضلا في أنفه عوج وهو القنا، ومعه عدة رأيتهم مغتمين محزونين، فقلت لهم:
ما لكم قالوا: إن أبا محمد عليه السلام قد حبس.
قال بورق: فحججت ورجعت ثم أتيت محمد بن عيسى، ووجدته قد انجلى
عنه ما كنت رأيت به، فقلت: ما الخبر؟ قال: قد خلي عنه.
817

قال بورق: فخرجت إلى سر من رأي ومعي كتاب يوم وليلة، فدخلت على
أبي محمد عليه السلام وأريته ذلك الكتاب، فقلت له: جعلت فداك ان رأيت أن تنظر فيه
فلما نظر فيه وتصفحه ورقة ورقة قال: هذا صحيح ينبغي أن يعمل به.
فقلت له: الفضل بن شاذان شديد العلة، ويقولون انها من دعوتك بموجدتك
عليه، لما ذكروا عنه: أنه قال أن وصي إبراهيم خير من وصي محمد صلى الله عليه وآله، ولم يقل
جعلت فداك هكذا كذبوا عليه، فقال: نعم رحم الله الفضل.
قال بورق: فرجعت فوجدت الفضل قد توفى في الأيام التي قال أبو محمد
عليه السلام رحم الله الفضل.
1024 - ذكر أبو الحسن محمد بن إسماعيل البندقي النيسابوري: ان الفضل
ابن شاذان بن الخليل نفاه عبد الله بن طاهر عن نيسابور، بعد أن دعى به واستعلم كتبه
وأمره أن يكتبها، قال فكتب تحته: الاسلام الشهادتان وما يتلوهما، فذكر: أنه
يحب أن يقف على قوله في السلف.
فقال أبو محمد: أتولي أبا بكر وأتبرء من عمر، فقال له: ولم تتبرء من عمر؟
فقال: لاخراجه العباس من الشورى، فتخلص منه بذلك.
1025 - جعفر بن معروف، قال حدثني سهل بن بحر الفارسي، قال:
سمعت الفضل بن شاذان آخر عهدي به، يقول: أنا خلف لمن مضى، أدركت
محمد بن أبي عمير وصفوان بن يحيى وغيرهما، وحملت عنهم منذ خمسين سنة.
ومضى هشام بن الحكم رحمه الله وكان يونس بن عبد الرحمن رحمه الله
خلفه كان يرد على المخالفين.
ثم مضى يونس بن عبد الرحمن ولم يخلف خلفا غير السكاك، فرد على
المخالفين حتى مضى رحمه الله، وأنا خلف لهم من بعدهم رحمهم الله.
1026 - وقال أبو الحسن علي بن محمد بن قتيبة، ومما رقع عبد الله بن
حمدويه البيهقي، وكتبته عن رقعته: أن أهل نيسابور قد اختلفوا في دينهم، وخالف
818

بعضهم بعضا ويكفر بعضهم بعضا، وبها قوم يقولون أن النبي صلى الله عليه وآله عرف جميع لغات
أهل الأرض ولغات الطيور وجميع ما خلق الله، وكذلك لابد أن يكون في كل زمان
من يعرف ذلك، ويعلم ما يضمر الانسان، ويعلم ما يعمل أهل كل بلاد في بلادهم
ومنازلهم، وإذا لقى طفلين يعلم أيهما مؤمن وأيهما يكون منافقا، وأنه يعرف أسماء
جميع من يتولاه في الدنيا وأسماء آبائهم، وإذا رأى أحدهم عرفه باسمه من قبل أن
يكلمه.
ويزعمون جعلت فداك أن الوحي لا ينقطع، والنبي صلى الله عليه وآله لم يكن عنده كمال
العلم ولا كان عند أحد من بعد، وإذا حدث الشئ في أي زمان كان ولم يكن علم
ذلك عند صاحب الزمان: أوحى الله إليه واليهم.
فقال: كذبوا لعنهم الله وافتروا اثما عظيما.
وبها شيخ يقال له الفضل بن شاذان، يخالفهم في هذه الأشياء وينكر عليهم
أكثرها، وقوله: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وأن الله عز وجل،
في السماء السابعة فوق العرش، كما وصف نفسه عز وجل وأنه جسم، فوصفه
بخلاف المخلوقين في جميع المعاني، ليس كمثله شئ وهو السميع البصير.
وأن من قوله: أن النبي صلى الله عليه وآله قد أتى بكمال الدين، وقد بلغ عن الله عز وجل
ما أمره به، وجاهد في سبيله وعبده حتى أتاه اليقين، وأنه صلى الله عليه وآله أقام رجلا يقوم مقامه
من بعده، فعلمه من العلم الذي أوحى الله إليه، يعرف ذلك الرجل الذي عنده من
العلم الحلال والحرام وتأويل الكتاب وفصل الخطاب. وكذلك في كل زمان لابد
من أن يكون واحد يعرف هذا، وهو ميراث من رسول الله صلى الله عليه وآله يتوارثونه، وليس
يعلم أحد منهم شيئا من أمر الدين الا بالعلم الذي ورثوه عن النبي صلى الله عليه وآله وهو ينكر
الوحي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله.
فقال: قد صدق في بعض وكذب في بعض. وفي آخر الورقة: قد فهمنا
رحمك الله كلما ذكرت، ويأبى الله عز وجل أن يرشد أحدكم وأن نرضى عنكم
819

وأنتم مخالفون معطلون، الذين لا يعرفون إماما ولا يتولون وليا، كلما تلاقاكم الله
عز وجل برحمته، وأذن لنا في دعائكم إلى الحق، وكتبنا إليكم بذلك، وأرسلنا إليكم
رسولا: لم تصدقوه، فاتقوا الله عباد الله، ولا تلجوا في الضلالة من بعد المعرفة.
واعلموا ان الحجة قد لزمت أعناقكم، فأقبلوا نعمته عليكم تدم لكم بذلك
سعادة الدارين عن الله عز وجل انشاء الله.
وهذا الفضل بن شاذان مالنا وله، يفسد علينا موالينا، ويزين لهم الأباطيل،
وكلما كتبنا إليهم كتابا اعترض علينا في ذلك، وأنا أتقدم إليه أن يكف عنا، والا
والله سألت الله أن يرميه بمرض لا يندمل جرحه منه في الدنيا ولا في الآخرة، أبلغ
موالينا هداهم الله سلامي، وأقرأهم بهذه الرقعة انشاء الله.
1027 - محمد بن الحسين بن محمد الهروي، عن حامد بن محمد العلجردي
البوسنجي، عن الملقب بفورا، من أهل البوزجان من نيسابور أن أبا محمد
الفضل بن شاذان رحمه الله كان وجهه إلى العراق إلى حيث به أبو محمد الحسن بن
علي صلوات الله عليهما.
فذكر أنه دخل أبي محمد عليه السلام، فلما أراد أن يخرج: سقط منه كتاب في حضنه
ملفوف في رداء له، فتناوله أبو محمد عليه السلام ونظر فيه، وكان الكتاب من تصنيف
الفضل وترحم عليه، وذكر أنه قال: أغبط أهل خراسان بمكان الفضل بن شاذان
وكونه بين أظهرهم.
1028 - محمد بن الحسين، عن عدة أخبروه، أحدهم أبو سعيد ابن محمود
الهروي، وذكر أنه سمعه أيضا أبو عبد الله الشاذاني النيسابوري، وذكر له: أن أبا
محمد عليه السلام ترحم عليه ثلاثا ولاءا.
قال أحمد بن يعقوب أبو علي البيهقي رحمه الله: أما ما سألت من ذكر التوقيع
الذي خرج في الفضل بن شاذان، أن مولانا عليه السلام لعنه بسبب قوله بالجسم: فاني
أخبرك أن ذلك باطل، وانما كان مولانا عليه السلام أنفذ إلى نيسابور وكيلا من العراق،
820

كان يسمى أيوب بن الناب، يقبض حقوقه، فنزل بنيسابور عند قوم من الشيعة ممن
يذهب مذهب الارتفاع والغلو والتفويض، كرهت أن أسميهم.
فكتب هذا الوكيل: يشكو الفضل بن شاذان، بأنه يزعم أني لست من الأصل
ويمنع الناس من اخراج حقوقه، وكتب هؤلاء النفر أيضا إلى الأصل،
الشكاية للفضل، ولم يكن ذكروا الجسم ولاغيره، وذلك التوقيع خرج من يد
المعروف بالدهقان ببغداد في كتاب عبد الله بن حمدويه البيهقي، وقد قرأته بخط
مولانا عليه السلام.
والتوقيع هذا: الفضل بن شاذان ماله ولموالي يؤذيهم ويكذبهم، وأني
لاحلف بحق آبائي لئن لم ينته الفضل بن شاذان عن هذا لأرمينه بمرماة لا يندمل
جرحه منها في الدنيا ولا في الآخرة.
وكان هذا التوقيع بعد موت الفضل بن شاذان بشهرين في سنة ستين ومأتين
قال أبو علي: والفضل بن شاذان كان برستاق بيهق فورد خبر الخوارج فهرب منهم
فأصابه التعب من خشونة السفر فاعتل ومات منه، وصليت عليه.
1029 - والفضل بن شاذان رحمه الله كان يروي عن جماعة، منهم: محمد
ابن أبي عمير، وصفوان بن يحيى، والحسن بن محبوب، والحسن بن علي بن
فضال، ومحمد بن إسماعيل بن بزيع، ومحمد بن الحسن الواسطي، ومحمد بن
سنان، وإسماعيل بن سهل، وعن أبيه شاذان بن الخليل، وأبي داود المسترق،
وعمار بن المبارك، وعثمان بن عيسى، وفضالة بن أيوب، وعلي بن الحكم،
وإبراهيم بن عاصم، وأبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، والقاسم بن عروة وابن
أبي نجران.
وقف بعض من يخالف ليونس والفضل، وهشاما قبلهم، في أشياء، واستشعر
في نفسه بغضهم وعداوتهم وشنأتهم، على هذه الرقعة، فطابت نفسه وفتح عينيه،
وقال: ينكر طعننا على الفضل وهذا امامه قد أوعده وهدده، وكذب بعض ما وصف
821

ما وصف، وقد نور الصبح لذي عينين.
فقلت له: أما الرقعة: فقد عاتب الجميع وعاتب الفضل خاصة وأدبه، ليرجع
عما عسى قد أتاه من لا يكون معصوما. وأوعده، ولم يفعل شيئا من ذلك، بل ترحم
عليه في حكاية بورق.
وقد علمت أن أبا الحسن الثاني وأبا جعفر عليهما السلام ابنه بعده قد أقر أحدهما
وكلاهما صفوان بن يحيى ومحمد بن سنان وغيرهما، ولم يرض بعد عنهما ومدحهما
وأبو محمد الفضل رحمه الله من قوم لم يعرض له بمكروه بعد العتاب.
على أنه قد ذكر أن هذه الرقعة وجميع ما كتب إلى إبراهيم بن عبده، كان
مخرجهما من العمري وناحيته، والله المستعان.
وقيل: إن للفضل مائة وستين مصنفا، ذكرنا بعضها في كتاب الفهرست.
في محمد بن سعيد بن كلثوم المروزي
1030 - قال نصر بن الصباح: كان محمد بن سعيد بن كلثوم مروزيا من
أجله المتكلمين بنيسابور، قال غيره: وهجم عبد الله بن طاهر على محمد بن سعيد،
بسبب خبثه، فحاجه محمد بن سعيد، فخلى سبيله. قال أبو عبد الله الجرجاني: ان
محمد بن سعيد كان خارجيا ثم رجع إلى التشيع بعد أن كان بايع على الخروج
واظهار السيف.
في جعفر بن محمد بن حكيم
1031 - سمعت حمدويه بن نصير، يقول: كنت عند الحسن بن موسى،
أكتب عنه أحاديث جعفر بن محمد بن حكيم، إذ لقيني رجل من أهل الكوفة سماه
لي حمدويه، وفي يدي كتاب فيه أحاديث جعفر بن محمد بن حكيم، فقال: هذا
كتاب من؟ فقلت: كتاب الحسن بن موسى عن جعفر بن محمد بن حكيم، فقال:
أما الحسن فقل فيه ما شئت، وأما جعفر بن محمد بن حكيم فليس بشئ.
822

في أبى سمينة محمد بن علي الصيرفي
1032 - قال حمدويه، عن بعض مشيخته: محمد بن علي رمى بالغلو.
قال نصر بن الصباح: محمد بن علي الطاحي هو أبو سمينة.
1033 - وذكر علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، عن الفضل بن شاذان،
أنه قال: كدت أن أقنت على أبي سمينة محمد بن علي الصيرفي، قال، فقلت له:
ولم استوجب القنوت من بين أمثاله؟ قال: اني لأعرف منه ما لا تعرفه.
وذكر الفضل في بعض كتبه: الكذابون المشهورون أبو الخطاب ويونس بن
ظبيان ويزيد الصايغ ومحمد بن سنان وأبو سمينة أشهرهم.
في أبى عبد الله محمد بن خالد البرقي
1034 - قال نصر بن الصباح: لم يلق البرقي أبا بصير، بينهما القاسم بن حمزة
ولا إسحاق بن عمار، وينبغي أن يكون صفوان قد لقيه.
ما روى في ريان بن الصلت الخراساني
1035 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسين، قال: حدثني معمر
ابن خلاد، قال: سألني رجل أن أستأذن له عليه يعني الرضا عليه السلام وأسأله أن يكسوه
قميصا ويهب له من دراهمه؟ فلما رجعت من عند الرجل: أصبت رسوله يطلبني،
فلما دخلت عليه، قال: أين كنت؟ قلت: كنت عند فلان، قال: يشتهي أن يدخل
علي؟ فقلت: نعم جعلت فداك، قال: سبحت، فقال: مالك تسبح؟ فقلت له: كنت
عنده الان في هذا، فقال: ان المؤمن موفق ثم قال: له يأتيك فاعلمه.
قال: فلما دخل عليه جلس قدامه، وقمت أنا في ناحية، فدعاني فقال، اجلس،
فجلست، فسأله الدعاء؟ ففعل، ثم دعا بقميص؟ فلما قام وضع في يده شيئا، فنظرت
فإذا هي دراهم من دراهمه.
823

قال محمد بن مسعود، قال علي بن الحسين عليه السلام: والرجل الذي سأل الدعاء
والكسوة هو الريان بن الصلت، وقال: حدثني الريان بهذا الحديث.
1036 - طاهر بن عيسى، قال: حدثني جعفر بن أحمد، عن علي بن شجاع،
عن محمد بن الحسن، عن معمر بن خلاد، قال، قال لي الريان بن الصلت وكان
الفضل بن سهل بعثه إلى بعض كور خراسان، قال: أحب أن تستأذن لي على أبي
الحسن عليه السلام، فأسلم عليه وأودعه، وأحب أن يكسوني من ثيابه وأن يهب لي من
الدراهم التي ضربت باسمه.
قال: فدخلت عليه، فقال لي مبتدئا: يا معمر ريان يحب أن يدخل علينا واكسوه
من ثيابي وأعطيه من دراهمي؟ قال، قلت: سبحان الله والله ما سألني الا أن أسألك
ذلك له.
فقال لي: يا معمر ان المؤمن موفق قل له فليجئ، قال: فأمرته فدخل عليه فسلم
عليه، فدعا بثوب من ثيابه، فلما خرج: قلت: أي شئ أعطاك؟ وإذا في يده ثلاثون
درهما.
1037 - علي بن محمد القتيبي، قال: حدثني أبو عبد الله الشاذاني، قال:
سألت الريان بن الصلت فقلت له: أنا محرم وربما احتلمت، فاغتسل وليس معي من
الثياب ما استدفئ به الا الثياب المخاطة؟ فقال لي: سألت هذه المشيخة الذين معنا
في القافلة عن هذه المسألة يعني أبا عبد الله الجرجاني ويحيى بن حماد وغيرهما؟
فقلت: بلى قد سالت، قال: فما وجدت عندهم؟ قلت: لا شئ.
قال الريان لابنه محمد: لو شغلوا بطلب العلم لكان خيرا لهم، واشتغالهم بما
لا يعنيهم يعني من طريق الغلو.
ثم قال لابنه: قد حدث بهذا ما حدث وهم ينتمونه إلى القيل، وليس عندهم
ما يرشدون به إلى الحق.
يا بني إذا أصابك ما ذكرت فالبس ثياب احرامك، فإن لم تستدفئ به فغير ثيابك
المخيطة وتدثر، فقلت: كيف أغير؟ قال: ألق ثيابك على نفسك فاجعل جلبابه من
824

ناحية ذيلك وذيله من ناحية وجهك.
في علي بن مهزيار
1038 - محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو يعقوب يوسف بن السخت
البصري، قال: كان علي بن مهزيار نصرانيا فهداه الله، وكان من أهل هند كان
قرية من قرى فارس، ثم سكن الأهواز فأقام بها، قال: كان إذا طلعت الشمس
سجد، وكان لا يرفع رأسه حتى يدعو لألف من اخوانه بمثل ما دعا لنفسه، وكان
على جبهته سجادة مثل ركبة البعير.
قال حمدويه بن نصير: لما مات عبد الله بن جندب قام علي بن مهزيار مقامه
ولعلي بن مهزيار مصنفات كثيرة زيادة على ثلاثين كتابا.
1039 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني
أحمد بن محمد، عن علي بن مهزيار، قال بينا أنا بالقرعاء في سنة ست وعشرين
ومأتين منصرفي عن الكوفة، وقد خرجت في آخر الليل أتوضأ أنا وأستاك، وقد انفردت
من رحلي ومن الناس، فإذا أنا بنار في أسفل مسواكي، يلتهب لها شعاع مثل شعاع
الشمس أو غير ذلك، فلم أفزغ منها وبقيت أتعجب، ومسستها فلم أجد لها حرارة،
فقلت: الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون (1).
فبقيت أتفكر في مثل هذا، وأطالت النار المكث طويلا، حتى رجعت إلى
أهلي، وقد كانت السماء رشت وكان غلماني يطلبون نارا، ومعي رجل بصري
في الرحل.
فلما أقبلت قال الغلمان قد جاء أبو الحسن ومعه نار، وقال البصري مثل ذلك،
حتى دنوت، فلمس البصري النار فلم يجد لها حرارة ولا غلماني، ثم طفيت بعد
طول، ثم التهبت فلبثت قليلا ثم طفيت، ثم التهبت ثم طفيت الثالثة فلم تعد، فنظرنا
إلى السواك: فإذا ليس فيه أثر نار ولا حر ولا شعث ولا سواد ولا شئ يدل على أنه
حرق، فأخذت السواك فخبأته.

(1) سورة يس: 80
825

وعدت به إلى الهادي عليه السلام ودرست وعشرين بعد موت الجواد عليه السلام فيحم
الغلط في السارع قابلا، وكشفت له أسفله وباقيه مغطى وحدثته بالحديث، فأخذ
السواك من يدي وكشفه كله وتأمله ونظر إليه، ثم قال: هذا نور، فقلت له نور
جعلت فداك؟ فقال: بميلك إلى أهل هذا البيت وبطاعتك لي ولأبي ولابائي، أو
بطاعتك لي ولابائي أراكه الله.
1040 - علي قال: حدثني محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن
علي بن مهزيار، مثله.
وفي كتاب لأبي جعفر عليه السلام إليه ببغداد: قد وصل إلي كتابك، وقد فهمت
ما ذكرت فيه، وملأتني سرورا، فسرك الله، وأنا أرجو من الكافي الدافع أن يكفي
كيد كل كائد إن شاء الله تعالى.
وفي كتاب آخر: وقد فهمت ما ذكرت من أمر القميين، خلصهم الله وفرج
عنهم، وسررتني بما ذكرت من ذلك، ولم تزل تفعل، سرك الله بالجنة ورضي عنك
برضائي عنك، وأنا أرجوا من الله حسن العون والرأفة، وأقول حسبنا الله ونعم
الوكيل.
وفي كتاب آخر بالمدينة: فاشخص إلى منزلك، صيرك الله إلى خير منزل في
دنياك وآخرتك.
وفي كتاب آخر: وأسأل الله أن يحفظك من بين يديك ومن خلفك وفي
كل حالاتك، فأبشر فاني أرجوا أن يدفع الله عنك، وأسأل الله أن يجعل لك الخيرة
فيما عزم لك به عليه من الشخوص في يوم الأحد، فأخر ذلك إلى يوم الاثنين انشاء الله
صحبك الله في سفرك وخلفك في أهلك وأدي غيبتك وسلمت بقدرته.
وكتبت إليه: أسأله التوسع علي والتحليل لما في يدي؟ فكتب: وسع الله
عليك، ولمن سألت به التوسعة في أهلك، ولأهل بيتك ولك يا علي عندي من أكبر
826

التوسعة، وأنا أسأل الله أن يصحبك بالعافية ويقدمك على العافية ويسترك بالعافية
انه سميع الدعاء.
وسألته الدعاء؟ فكتب إلي: وأما ما سألت من الدعاء فأنك بعد لست تدري
كيف جعلك الله عندي، وربما سميتك باسمك ونسبك، مع كثرة عنايتي بك ومحبتي
لك ومعرفتي بما أنت إليه، فأدام الله لك أفضل ما رزقك من ذلك، ورضي عنك
برضائي، وبلغك أفضل نيتك، وأنزلك الفردوس الاعلى برحمته، انه سميع الدعاء
حفظك الله وتولاك ودفع الشر عنك برحمته، وكتبت بخطي.
في الحسن والحسين الأهوازيين
1041 - الحسن والحسين ابنا سعيد بن حماد بن سعيد موالي علي بن الحسين
صلوات الله عليهما.
وكان الحسن بن سعيد هو الذي أوصل إسحاق بن إبراهيم الحضيني وعلي
ابن الريان بعد إسحاق إلى الرضا عليه السلام، وكان سبب معرفتهم لهذا الامر، ومنه سمعوا
الحديث وبه عرفوا، وكذلك فعل بعبد الله بن محمد الحضيني، وغيرهم، حتى
جرت الخدمة على أيديهم، وصنفا الكتب الكثيرة.
ويقال: ان الحسن صنف خمسين تصنيفا، وسعيد كان يعرف بدندان.
ما روى في الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني
1042 - محمد بن مسعود، قال سألت علي بن الحسن بن فضال، عن الحسن
ابن علي بن أبي حمزة البطائني؟ فقال: كذاب ملعون رويت عنه أحاديث كثيرة
وكتبت عنه تفسير القرآن كله من أوله إلى آخره، الا أني لا أستحل أن أروي عنه
حديثا واحدا.
وحكى لي أبو الحسن حمدويه بن نصير، عن بعض أشياخه أنه قال: الحسن
ابن علي بن أبي حمزة رجل سوء.
827

في أحمد بن سابق
1043 - نصر بن صباح، قال: حدثني أبو يعقوب إسحاق بن محمد
البصري، عن محمد بن عبد الله بن مهران، قال: حدثني سليمان بن جعفر الجعفري،
قال: كتب أبو الحسن الرضا عليه السلام إلى يحيى بن أبي عمران وأصحابه قال، وقرأ
يحيى بن أبي عمران الكتاب، فإذا فيه: عافانا الله وإياكم انظروا أحمد بن سابق
لعنه الله الأعثم الأشج واحذروه.
قال أبو جعفر: ولم يكن أصحابنا يعرفون أنه أشج، أوبه شجة حتى كشف
رأسه فإذا به شجة.
قال أبو جعفر محمد بن عبد الله: وكان أحمد قبل ذلك يظهر القول بهذه
المقالة، قال: فما مضت الأيام حتى شرب الخمر ودخل في البلايا.
في الحسين بن قياما
1044 - حمدويه بن نصير، قال: حدثنا الحسن بن موسى، عن عبد الرحمن
ابن أبي نجران، عن الحسين بن بشار، قال: استأذنت أنا والحسين بن قياما،
على الرضا عليه السلام في صريا فأذن لنا قال: أفرغوا من حاجتكم.
قال له الحسين: تخلو الأرض من أن يكون فيها امام؟ فقال: لا، قال، فيكون
فيها اثنان؟ قال: لا الا واحد صامت لا يتكلم.
قال، فقد علمت أنك لست بامام، قال: ومن أين علمت؟ قال: إنه ليس لك
ولد وانما هي في العقب قال، فقال له: فوالله أنه لا تمضي الأيام والليالي حتى يولد
لي ذكر من صلبي يقوم بمثل مقامي، يحيى الحق ويمحق الباطل.
1045 - أبو صالح خلف بن حماد، قال: حدثني أبو سعيد سهل بن زياد
الادمي، عن علي بن بن أسباط، عن الحسين بن الحسن، قال: قلت لأبي الحسن الرضا
عليه السلام اني تركت ابن قياما من أعدى خلق الله لك قال: ذلك شر له، قلت: ما أعجب
828

ما أسمع منك جعلت فداك.
قال: أعجب من ذلك إبليس، كان في جوار الله عز وجل في القرب منه،
فأمره فأبى وتعزز فكان من الكافرين، فأملى الله له، والله ما عذب الله بشئ أشد من
الاملاء، والله يا حسين ما عذبهم الله بشئ أشد من الاملاء.
في محمد بن الفرات
1046 - وجدت بخط جبريل بن أحمد، حدثني محمد بن عبد الله بن مهران
قال: حدثني بعض أصحابنا، عن محمد بن فرات، قال: كان يغلو في القول وكان
يشرب الخمر، فبعث إليه الرضا عليه السلام خمرة وتمرا، فقال محمد: انما بعث بالخمرة
لأصلي عليها وحثني عليها، والتمر: نهاني عن الأنبذة.
قال نصر بن صباح: محمد بن فرات كان بغداديا.
1047 - حدثني الحسين بن الحسن القمي، قال: حدثني سعد بن عبد الله،
قال: حدثني العبيدي، عن يونس، قال، قال لي أبو الحسن الرضا عليه السلام: يا يونس
أما ترى إلى محمد بن الفرات وما يكذب علي؟ فقلت: أبعده الله وأسحقه وأشقاه،
فقال: قد فعل الله ذلك به، أذاقه الله حر الحديد كما أذاق من كان قبله ممن كذب
علينا، يا يونس انما قلت ذلك لتحذر عنه أصحابي وتأمرهم بلعنه والبراءة منه فان
الله برئ منه.
1048 - قال سعد: وحدثني ابن العبيدي قال: حدثني أخي جعفر بن عيسى
وعلي بن إسماعيل الميثمي، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه قال: آذاني محمد بن
الفرات آذاه الله وأذاقه الله حر الحديد، آذاني لعنه الله أذى ما آذى أبو الخطاب
لعنه الله جعفر بن محمد عليهما السلام بمثله، وما كذب علينا خطابي مثل ما كذب محمد بن
الفرات، والله مامن أحد يكذب علينا الا ويذيقه الله حر الحديد.
قال محمد بن عيسى: فأخبراني وغيرهما أنه ما لبث محمد بن فرات الا قليلا
حتى قتله إبراهيم بن شكلة أخبث قتلة، وكان محمد بن فرات يدعي أنه باب وأنه نبي
829

وكان القاسم اليقطيني وعلي بن حسكة القمي كذلك يدعيان لعنهما الله. ما روى في أصحاب موسى بن جعفر وعلي بن موسى
صلوات الله عليهما
1049 - منهم حنان بن سدير: سمعت حمدويه، ذكر عن أشياخه: ان حنان
ابن سدير واقفي، أدرك أبا عبد الله عليه السلام ولم يدرك أبا جعفر عليه السلام وكان يرتضى به
سدرا.
ثم كرام بن عمرو عبد الكريم: حمدويه، قال: سمعت أشياخي يقولون: ان
كراما هو عبد الكريم بن عمرو واقفي.
ثم درست بن أبي منصور: حمدويه، قال: حدثني بعض أشياخي، قال:
درست بن أبي منصور واسطي واقفي.
ثم أحمد بن فضل الخزاعي: حمدويه، قال: ذكرت بعض أشياخي: أن
أحمد بن الفضل الخزاعي واقفي.
ثم عبد الله بن عثمان الحناط: حمدويه، قال: سمعت الحسن بن موسى
يقول: عبد الله بن عثمان واقفي.
تسمية الفقهاء من أصحاب أبي إبراهيم وأبى الحسن الرضا
عليهما السلام
1050 - أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصح عن هؤلاء وتصديقهم وأقروا
لهم بالفقه والعلم: وهم ستة نفر آخر دون الستة نفر الذين ذكرناهم في أصحاب أبي
عبد الله عليه السلام، منهم يونس بن عبد الرحمن، وصفوان بن يحيى بياع السابري،
ومحمد بن أبي عمير، وعبد الله بن المغيرة، والحسن بن محبوب، وأحمد بن
محمد بن أبي نصر.
830

وقال بعضهم: مكان الحسن بن محبوب الحسن بن علي بن فضال وفضالة بن
أيوب، وقال بعضهم، مكان ابن فضال عثمان بن عيسى، وأفقه هؤلاء يونس بن
عبد الرحمن، وصفوان بن يحيى.
ما روى في أحمد بن إسحاق القمي وكان صالحا وأيوب بن نوح
1051 - قال: حدثنا محمد بن علي بن القاسم القمي، قال: حدثني أحمد بن
الحسين القمي الأبي أبو علي، قال: كتب محمد بن أحمد بن الصلت القمي الأبي
أبو علي إلى الدار كتابا ذكر فيه قصة أحمد بن إسحاق القمي وصحبته، وأنه يريد
الحج واحتاج إلى ألف دينار، فان رأى سيدي أن يأمر باقراضه إياه ويسترجع منه
في البلد إذا انصر فنا فافعل.
فوقع عليه السلام هي له مناصلة، وإذا رجع فله عندنا سواها، وكان أحمد لضعفه
لا يطمع نفسه في أن يبلغ الكوفة وفي هذه من الدلالة.
1052 - جعفر بن معروف الكشي، قال: كتب أبو عبد الله البلخي إلي يذكر
عن الحسين بن روح القمي، أن أحمد بن إسحاق كتب إليه يستأذنه في الحج: فأذن
له، وبعث إليه بثوب، فقال أحمد بن إسحاق: نعى إلي نفسي، فانصرف من الحج
فمات بحلوان.
أحمد بن إسحاق بن سعد القمي عاش بعد وفاة أبي محمد عليه السلام، وأتيت بهذا
الخبر ليكون أصح لصلاحه وما ختم له به.
1053 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني محمد
ابن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن أبي محمد الرازي، قال: كنت أنا وأحمد بن
أبي عبد الله البرقي بالعسكر فورد علينا رسول من الرجل فقال لنا: الغائب العليل
ثقة، وأيوب بن نوح، وإبراهيم بن محمد الهمداني، وأحمد بن حمزة، وأحمد
ابن إسحاق ثقات جميعا.
في محمد بن الحسن الواسطي
1054 - حدثني علي بن محمد القتيبي، قال الفضل بن شاذان: محمد بن
831

الحسن كان كريما على أبي جعفر عليه السلام، وأن أبا الحسن عليه السلام أنفذ نفقته في مرضه وأكفنه
وأقام مأتمه عند موته.
في أبى جعفر البصري
1055 - حدثني علي بن محمد القتيبي، قال: حدثني الفضل بن شاذان قال:
حدثني أبو جعفر البصري، وكان ثقة فاضلا صالحا.
في نوح بن صالح البغدادي
1056 - سأل أبو عبد الله الشاذاني: أبا محمد الفضل بن شاذان، قال: انا ربما
صلينا مع هؤلاء صلاة المغرب، فلا نحب أن ندخل البيت عند خروجنا من المسجد
فيتوهموا علينا أن دخولنا المنزل ليس الا لإعادة الصلاة التي صلينا معهم، فنتدافع
بصلاة المغرب إلى صلاة العتمة.
فقال: لا تفعلوا هذا من ضيق صدوركم، ما عليكم لو صليتم معهم فتكبروا في
مرة واحدة ثلاثا أو خمس تكبيرات، وتقرأوا في كل ركعة الحمد وسورة أية سورة
شئتم بعد أن تتموها عندما يتم امامهم. وتقولوا في الركوع سبحان ربي العظيم
وبحمده بقدر ما يتأتي لكم معهم، وفي السجود كمثل ذلك، وتسلموا معهم، وقد
تمت صلاتكم لأنفسكم، وليكن الامام عندكم والحائط بمنزل واحدة، فإذا فرغ
من الفريضة فقوموا معهم فصلوا السنة بعدها أربع ركعات.
فقال: يا أبا محمد أفليس يجوز إذا فعلت ما ذكرت؟ قال: نعم فهل سمعت أحدا
من أصحابنا يفعل هذه الفعله؟ قال: نعم كنت بالعراق وكان يضيق صدري عن الصلاة
معهم كضيق صدوركم، فشكوت ذلك إلى فقيه هناك يقال له، نوح بن شعيب،
فأمرني بمثل الذي أمرتكم به.
فقلت هل يقول هذا غيرك؟ قال: نعم، فاجتمعت معه في مجلس فيه نحو من
عشرين رجلا من مشايخ أصحابنا، فسألته يعني نوح بن شعيب أن يجري بحضرتهم
ذكرا مما سألته من هذا.
832

فقال نوح بن شعيب: يا معشر من حضر ألا تعجبون من هذا الخراساني الغمر
يظن في نفسه أنه أكبر من هشام بن الحكم، ويسألني هل يجوز الصلاة مع المرجئة
في جماعتهم؟ فقال جميع من كان حاضرا من المشايخ: كقول نوح بن شعيب،
فعندها طابت نفسي وفعلته.
في أحمد بن حماد المروزي
1057 - محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو علي المحمودي محمد بن أحمد
ابن حماد المروزي، قال: كتب أبو جعفر عليه السلام إلى أبي في فصل من كتابه فكأن قد
في يوم أو غد: ثم وفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون، أما الدنيا فنحن فيها
متفرجون في البلاد، ولكن من هوى هوى صاحبه، فان بدينه فهو معه وإن كان نائيا
عنه، وأما الآخرة فهي دار القرار.
وقال المحمودي: وكتب إلي الماضي عليه السلام بعد وفاة أبي: قد مضى أبوك رضي
الله عنه وعنك وهو عندنا على حالة محمودة ولن تبعد من تلك الحال.
1058 - محمد بن مسعود، قال: حدثني المحمودي، أنه دخل على ابن أبي
داود وهو في مجلسه وحوله أصحابه، فقال لهم ابن أبي داود: يا هؤلاء ما تقولون في
شئ قاله الخليفة البارحة؟ فقالوا: وما ذلك؟ قال: قال الخليفة ما ترى العلائية تصنع
ان أخرجنا إليهم أبا جعفر عليه السلام سكران ينشى مضمخا بالخلوق، قالوا: إذا تبطل
حجتهم ويبطل مقالهم.
قلت: ان العلائية يخالطوني كثيرا ويفضون إلي بسر مقالتهم، وليس يلزمهم
هذا الذي جرى، فقال: ومن أين قلت؟ قلت: انهم يقولون لابد في كل زمان وعلى
كل حال لله في أرضه من حجة يقطع العذر بينه وبين خلقه.
قلت: فإن كان في زمان الحجة من هو مثله، أو فوقه في النسب والشرف
كان أدل الدلائل على الحجة، لصلة السلطان من بين أهله وولوعه به، قال: فعرض
833

ابن أبي داود هذا الكلام على الخليفة، فقال: ليس إلى هؤلاء القوم حيلة لا تؤذوا
أبا جعفر.
وجدت في كتاب أبي عبد الله الشاذاني بخطه، سمعت الفضل بن شاذان يقول:
التقيت مع أحمد بن حماد المتشيع، وكان ظهر له منه الكذب فكيف غيره، فقال:
أما والله لو تغرغت عداوته لما صرت عنه، فقال الفضل: هكذا والله قال لي كما ذكر.
1059 - علي بن محمد القتيبي، عن الزفري بكر بن زفر الفارسي، عن
الحسن بن الحسين، أنه قال: استحل أحمد بن حماد مني مالا له خطر فكتبت
رقعة إلي أبي الحسن عليه السلام وشكوت فيها أحمد بن حماد، فوقع فيها خوفه بالله،
ففعلت ولم ينفع، فعاودته برقعة أخرى أعلمته أني قد فعلت ما أمرتني به فلم أنتفع،
فوقع: إذا لم يحل فيه التخويف بالله فكيف تخوفه بأنفسنا.
1060 - محمد بن مسعود، قال حدثني أبو علي المحمودي، قال: حدثني
أبي، قال، قلت لأبي الهذيل العلاف: اني أتيتك سائلا، فقال أبو الهذيل: سل فاسأل
الله العصمة والتوفيق، فقال أبي: أليس من دينك أن العصمة والتوفيق لا يكونان من
الله لك الا بعمل تستحقه به؟ قال أبو الهذيل: نعم، قال: فما معني دعائي، أعمل
وآخذ.
قال له أبو الهذيل: هات مسائلك، فقال له شيخي أخبرني عن قول الله عز وجل " اليوم أكملت لكم دينكم " (1) قال أبو الهذيل قد أكمل لنا الدين، فقال شيخي:
فخبرني ان سألتك عن مسألة لا تجدها في كتاب الله ولا في سنة رسول الله ولا في
قول الصحابة ولا في حيلة فقهائهم ما أنت صانع؟ فقال: هات.
فقال شيخي: خبرني عن عشرة كلهم عنين وقعوا في طهر واحد بامرأة وهم
مختلفوا الأمة، فمنهم من وصل إلى بعض حاجته ومنهم من قارب حسب الامكان منه،
هل في خلق الله اليوم من يعرف حد الله في كل رجل منهم مقدار ما ارتكب من الخطيئة

(1) سورة المائدة: 3
834

فيقيم عليه الحد في الدنيا ويطهره منه في الآخرة، ولنعلم ما يقول في أن الدين قد
أكمل لك؟ فقال: هيهات خرج آخرها في الإمامة.
ما روى في علي بن أسباط الكوفي
1061 - كان علي بن أسباط فطحيا، ولعلي بن مهزيار إليه رسالة في النقض
عليه مقدار جزء صغير، قالوا: فلم ينجع ذلك فيه ومات على مذهبه،
في محمد بن الوليد الخزاز ومعاوية بن حكيم
ومصدق بن صدقة ومحمد بن سالم بن عبد الحميد
1062 - قال أبو عمرو: هؤلاء كلهم فطحية، وهم من أجلة العلماء والفقهاء
والعدول، وبعضهم أدرك الرضا عليه السلام، وكلهم كوفيون.
في مروك بن عبيد
1063 - قال محمد بن مسعود: سألت علي بن الحسن عن مروك بن عبيد
ابن سالم بن أبي حفصة؟ فقال: ثقة شيخ صدوق.
في محمد بن إبراهيم الحضيني الأهوازي
1064 - ابن مسعود، قال: حدثني حمدان بن أحمد القلانسي، قال: حدثني
معاوية بن حكيم، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حمدان الحضيني قال،
قلت لأبي جعفر عليه السلام: ان أخي مات، فقال لي: رحم الله أخاك، فإنه كان من
خصيص شيعتي.
قال محمد بن مسعود: حمدان بن أحمد من الخصيص؟ قال الخاصة الخاصة.
في محمد بن إسماعيل بن بزيع وأحمد بن حمزة بن بزيع
1065 - قال حمدويه، عن أشياخه أن محمد بن إسماعيل بن بزيع وأحمد
835

ابن حمزة بن بزيع، كانا في عداد الوزراء، وكان علي بن النعمان أوصى بكتبه
لمحمد بن إسماعيل.
1066 - وجدت في كتاب محمد بن الحسين بن بندار القمي بخطه، حدثني
محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيى، قال: كنت بعيد فقال لي
محمد بن علي بن بلال: قربنا إلى قبر محمد بن إسماعيل بن بزيع لنزوره.
فلما أتيناه جلس عند رأسه مستقبل القبلة والقبر أمامه، ثم قال: أخبرني صاحب
هذا القبر، يعني محمد بن إسماعيل بن بزيع، أنه سمع أبا جعفر عليه السلام يقول: من
زار قبر أخيه المؤمن فجلس عند قبره واستقبل القبلة ووضع يده على القبر وقرأ
انا أنزلناه في ليلة القدر سبع مرات أمن من الفزع الأكبر.
ومحمد بن إسماعيل أدرك موسى بن جعفر عليهما السلام.
قال نصر بن الصباح: محمد بن إسماعيل روى عن ابن بكير.
ما روى في محمد بن عبد الجبار ومحمد بن أبي
خنيس وابن فضال
رووا جميعا عن ابن بكير.
في الحسن بن علي بن فضال الكوفي
1067 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله القمي، عن
علي بن الريان، عن محمد بن عبد الله بن زرارة بن أعين، قال: كنا في جنازة
الحسن بن علي بن فضال فالتفت إلي والى محمد بن الهيثم التميمي، فقال لنا: ألا
أبشركما فقلنا له: وما ذاك.
قال: حضرت الحسن بن علي بن فضال قبل وفاته وهو في تلك الغمرات
وعنده محمد بن الحسن بن الجهم، فسمعته يقول له: يا أبا محمد تشهد، فتشهد
836

الله فسكت عنه، فقال له الثانية: تشهد، فتشهد فصار إلى أبي الحسن عليه السلام، فقال
له محمد بن الحسن فأين عبد الله؟ فقال له الحسن بن علي قد نظرنا في الكتب فلم
نجد لعبد الله شيئا.
وكان الحسن بن علي بن فضال فطحيا يقول بعبد الله بن جعفر قبل أبي الحسن
عليه السلام فرجع فيما حكى عنه في هذا الحديث انشاء الله تعالى.
في أبى الخير صالح بن أبي حماد الرازي
1068 - قال علي بن محمد القتيبي، سمعت الفضل بن شاذان، يقول في
أبى الخير: وهو صالح بن سلمة أبي حماد الرازي كما كنى، وقال علي: كان أبو
محمد الفضل يرتضيه ويمدحه ولا يرتضي أبا سعيد الادمي ويقول: هو الأحمق.
في سهل بن زياد الآدمي أبي سعيد
1069 - قال نصر بن الصباح: سهل بن زياد الرازي أبو سعيد الادمي يروى
عن أبي جعفر وأبي الحسن وأبي محمد صلوات الله عليهم.
في منذر بن قابوس
1070 - محمد بن مسعود، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن خالد، قال:
حدثنا منذر بن قابوس، وكان ثقة.
في أحمد بن عبد الله الكرخي
1071 - علي بن محمد القتيبي، قال: حدثني أبو طاهر محمد بن علي بن
بلال، وسألته عن أحمد بن عبد الله الكرخي إذ رأيته يروي كتبا كثيرة عنه؟ فقال:
كان كاتب إسحاق بن إبراهيم فتاب وأقبل على تصنيف الكتب، وكان أحد غلمان
يونس بن عبد الرحمن رحمه الله ويعرف به، وهو يعرف بابن خانبه وكان من
العجم.
837

ما روى في إبراهيم بن أبي محمود
1072 - قال نصر بن الصباح: إبراهيم بن أبي محمود كان مكفوفا، روى
عنه أحمد بن محمد بن عيسى مسائل موسى عليه السلام قدر خمس وعشرين ورقة، وعاش
بعد الرضا عليه السلام.
1073 - حمدويه، قال: حدثنا الحسن بن موسى الخشاب قال: حدثنا
إبراهيم بن أبي محمود، قال: دخلت على أبي جعفر عليه السلام ومعي كتب إليه من أبيه،
فجعل يقرءها ويضع كتابا كثيرا على عينيه، ويقول: خط أبي والله، ويبكي حتى
سالت دموعه على خديه.
فقلت له: جعلت فداك قد كان أبوك ربما قال لي في المجلس الواحد مرات
أسكنك الله الجنة أدخلك الله الجنة، قال، فقال: وأنا أقول أدخلك الله الجنة، فقلت:
جعلت فداك تضمن لي على ربك أن يدخلني الجنة، قال: نعم، قال: فأخذت رجله
فقبلتها.
ما روى في أبى طالب القمي
1074 - واسمه عبد الله بن الصلت، قال محمد بن مسعود: أبو طالب لم
يدرك سديرا.
محمد بن مسعود، قال: حدثني حمدان بن أحمد النهدي، قال: حدثنا أبو
طالب القمي، قال: كتبت إلى أبي جعفر بن الرضا عليه السلام: فأذن لي أن أرثي أبا الحسن
أعني أباه، قال: فكتب إلي اندبني واندب أبي.
1075 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن عبد الجبار، عن أبي طالب
القمي، قال، كتبت إلى أبى جعفر عليه السلام بأبيات شعر وذكرت فيها أباه، وسألته أن يأذن
لي في أن أقول فيه، فقطع الشعر وحبسه، وكتب في صدر ما بقي من القرطاس:
قد أحسنت جزاك الله خيرا.
838

في عبد الجبار بن المبارك النهاوندي
1076 - أبو صالح خالد بن حامد، قال: حدثني أبو سعيد الادمي، قال:
حدثني بكر بن صالح، عن عبد الجبار بن المبارك النهاوندي، قال: أتيت سيدي
سنة تسع ومأتين، فقلت له: جعلت فداك اني رويت عن آبائك أن كل فتح فتح
بضلال فهو للامام، فقال: نعم.
قلت جعلت فداك فإنه أتوا أبي في بعض الفتوح التي فتحت على الضلال،
وقد تخلصت من الذين ملكوني بسبب من الأسباب، وقد أتيك مسترقا مستعبدا،
فقال: قد قبلت.
قال فلما حضر خروجي إلى مكة قلت له: جعلت فداك اني قد حججت
وتزوجت ومكسبي مما يعطف علي اخواني لا شئ لي غيره، فمرني بأمرك، فقال
لي: انصرف إلى بلادك وأنت من حجك وتزويجك وكسبك في حل.
فلما كانت سنة ثلاث عشرة ومأتين أتيته وذكرت العبودية التي ألزمتها فقال:
أنت حر لوجه الله.
قلت له: جعلت فداك اكتب لي عهدك، فقال: تخرج إليك غدا فخرج إلي
مع كتبي كتاب فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد بن علي الهاشمي
العلوي لعبد الله بن المبارك فتاه، اني أعتقك لوجه الله والدار الآخرة، لا رب لك
الا الله، وليس عليك سبيل، وأنت مولاي ومولى عقبي من بعدي وكتب في
المحرم سنة ثلاث عشرة ومأتين، ووقع فيه محمد بن علي بخط يده وختمه بخاتمه
صلوات الله وسلامه عليه.
في أحكم بن بشار المروزي الكلثومي
1077 - غال لا شئ.
أحمد بن علي بن كلثوم السرخسي قال: رأيت رجلا من أصحابنا يعرف
839

بابن زينبة فسألني عن أحكم بن بشار المروزي؟ وسألني عن قصته؟ وعن الأثر
الذي في حلقه؟ وقد كنت رأيت في بعض حلقه شبه الخيط، كأنه أثر الذبح، فقلت
له قد سألته مرارا فلم يخبرني.
قال، فقال: كنا سبعة نفر في حجرة واحدة ببغداد في زمان أبي جعفر الثاني
عليه السلام، فغاب عنا أحكم من عند العصر ولم يرجع في تلك الليلة، فلما كان جوف
الليل جائنا توقيع من أبي جعفر عليه السلام: ان صاحبكم الخراساني مذبوح مطروح في
لبد في مزبلة كذا وكذا فاذهبوا فداووه بكذا وكذا، فذهبنا فوجدناه مذبوحا
مطروحا كما قال، فحملناه وداويناه بما أمر به فبرء من ذلك.
قال أحمد بن علي: كان قصته أنه تمتع ببغداد في دار قوم، فعلموا به
واتخذوه وذبحوه وأدرجوه في لبد وطرحوه في مزبلة. قال أحمد: وكان أحكم
إذا ذكر عنده الرجعة فأنكرها أحد، فيقول أنا أحد المكرورين وحكى لي بعض
الكذابين أيضا بهراة هذه القصة فأعجب وامتنع بذكر تلك الحالة كما يستنكره
الناس.
ما روى في علي بن حديد بن حكيم
1078 - قال نصر بن الصباح: علي بن حديد بن حكيم فطحي من أهل
الكوفة، وكان أدرك الرضا عليه السلام.
في علي بن الحكم الأنباري
1079 - حمدويه، عن محمد بن عيسى: أن علي بن الحكم هو ابن أخت
داود بن النعمان بياع الأنماط، وهو نسيب بني الزبير الصيارفة، وعلي بن الحكم
تلميذ ابن أبي عمير لقى من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام الكثير، وهو مثل ابن فضال
وابن بكير.
840

في أبى هاشم داود بن القاسم الجعفري
1080 - قال أبو عمرو: له منزلة عالية عند أبي جعفر وأبي الحسن وأبي محمد
عليهم السلام وموقع جليل، على ما يستدل بما روي عنهم في نفسه وروايته، وتدل روايته على
ارتفاع في القول.
في محمد بن عبد الله بن مهران
1081 - قال محمد بن مسعود: محمد بن عبد الله بن مهران متهم وهو غال.
في الحسن بن علي بن أبي عثمان سجادة
1082 - قال نصر بن الصباح: قال لي السجادة الحسن بن علي بن أبي عثمان
يوما ما تقول في محمد بن أبي زينب ومحمد بن عبد الله بن عبد المطلب (صلى الله
عليه وآله) أيهما أفضل؟ قلت له: قل أنت، فقال: بل محمد بن أبي زينب الأسدي
ان الله جل وعز عاتب في القران محمد بن عبد الله في مواضع ولم يعاتب محمد بن
أبي زينب.
فقال لمحمد بن أبي عبد الله: " ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا
قليلا " (1)، " ولئن أشركت ليحبطن عملك " (2) الآية، وفي غيرهما، ولم يعاتب محمد
ابن أبي زينب بشئ من أشباه ذلك.
قال أبو عمرو: على السجادة لعنة الله ولعنة اللاعنين والملائكة والناس
أجمعين، فلقد كان من العليائية الذين يقعون في رسول الله صلى الله عليه وآله وليس لهم في
الاسلام نصيب.
في أيوب بن نوح بن دراج
1083 - محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد النهدي كوفي وهو حمدان
القلانسي، وذكر أيوب بن نوح وقال: كان في الصالحين وكان حين مات ولم

(1) سورة الإسراء: 74
2) سورة الزمر: 65
841

يخلف الا مقدار مائة وخمسين دينارا، وكان عند الناس أن عنده مالا لأنه كان وكيلا
لهم، وكان يقع في يونس رحمه الله في ما يذكر عنه.
في أبى عون الأبرش
1084 - أحمد بن علي بن كلثوم السرخسي، قال: حدثني أبو يعقوب
إسحاق بن محمد البصري، قال: حدثني محمد بن الحسن بن شمون، وغيره
قال: خرج أبو محمد عليه السلام في جنازة أبي الحسن عليه السلام وقميصه مشقوق، فكتب إليه
أبو عون الأبرش قرابة نجاح بن سلمة: من رأيت أو بلغت من الأئمة شق ثوبه في
مثل هذا.
فكتب إليه أبو محمد عليه السلام: يا أحمق وما يدريك ما هذا قد شق موسى
على هارون عليهما السلام.
1085 - أحمد بن علي، قال حدثني إسحاق قال: حدثني إبراهيم بن
الخضيب الأنباري، قال: كتب أبو عون الأبرش قرابة نجاح بن سلمة إلى أبي
محمد عليه السلام أن الناس قد استوحشوا من شقك ثوبك على أبي الحسن عليه السلام.
فقال: يا أحمق ما أنت وذاك قد شق موسى على هارون عليهما السلام، ان من
الناس من يولد مؤمنا ويحيى مؤمنا ويموت مؤمنا، ومنهم من يولد كافرا ويحيى
كافرا ويموت كافرا، ومنهم من يولد مؤمنا ويحيى مؤمنا ويموت كافرا، وأنك
لا تموت حتى تكفر وتغير عقلك.
فما مات حتى حجبه ولده عن الناس وحبسوه في منزله، في ذهاب العقل
والوسوسة، ولكثرة التخليط، ويرد على أهل الإمامة، وانكشف عما كان عليه.
في عروة بن يحيى الدهقان
1086 - حدثني محمد بن قولويه الجمال، عن محمد بن موسى الهمداني:
أن عروة بن يحيى البغدادي المعروف بالدهقان لعنه الله وكان يكذب على أبي الحسن
842

علي بن محمد بن الرضا عليهم السلام وعلى أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام بعده، وكان
يقطع أمواله لنفسه دونه ويكذب عليه، حتى لعنه أبو محمد عليه السلام وأمر شيعته بلعنه،
والدعاء عليه لقطع الأموال، لعنه الله.
قال علي بن سلمان بن رشيد العطار البغدادي فلعنه أبو محمد عليه السلام وذلك أنه
كانت لأبي محمد عليه السلام خزانة، وكان يليها أبو علي بن راشد رضي الله عنه، فسلمت
إلى عروة، فأخذ منها لنفسه ثم أحرق باقي ما فيها، يغايظ بذلك أبا محمد عليه السلام فلعنه
وبرئ منه ودعا عليه، فما أمهل يومه ذلك وليلته حتى قبضه الله إلى النار.
فقال عليه السلام: جلست لربي ليلتي هذه كذا وكذا جلسة فما انفجر عمود الصبح
ولا انطفى ذلك النار حتى قتل الله عدوه لعنه الله.
في الفضل بن الحارث
1087 - أحمد بن علي بن كلثوم، قال: حدثني إسحاق بن محمد البصري
قال: حدثني الفضل بن الحارث، قال، كنت بسر من رأى وقت خروج سيدي أبي
الحسن عليه السلام، فرأينا أبا محمد ماشيا قد شق ثيابه، فجعلت أتعجب من جلالته وما هو
له أهل ومن شدة اللون والأدمة، وأشفق عليه من التعب.
فلما كان الليل رأيته عليه السلام في منامي، فقال: اللون الذي تعجبت منه اختيار من
الله لخلقه يجريه كيف يشاء، وأنها هي لعبرة لاولي الابصار، لا يقع فيه على المختبر
ذم، ولسنا كالناس فنتعب كما يتعبون، نسأل الله الثبات ونتفكر في خلق الله فان فيه
متسعا واعلم أن كلامنا في النوم مثل كلامنا في اليقظة.
قال أبو عمرو: فدل هذا الخبر على أن الفضل يؤتمن في القول، والله أعلم.
843

ما روى في إسحاق بن إسماعيل النيسابوري
وإبراهيم بن عبده والمحودي والعمرى
والبلالي والرازي
1088 - حكى بعض الثقات بنيسابور أنه خرج لإسحاق بن إسماعيل من أبي
محمد عليه السلام توقيع: يا إسحاق بن إسماعيل سترنا الله وإياك بستره، وتولاك في
جميع أمورك بصنعه، قد فهمت كتابك يرحمك الله، ونحن بحمد الله ونعمته أهل
بيت نرق على موالينا، ونسر بتتابع احسان الله إليهم وفضله لديهم، ونعتد بكل نعمة
ينعمها الله عز وجل عليهم.
فأتم الله عليكم بالحق ومن كان مثلك ممن قد رحمه الله، وبصره بصيرتك
ونزع عن الباطل ولم يعم في طغيانه نعمه.
فان تمام النعمة دخولك الجنة، وليس من نعمة وأن جل أمرها وعظم خطرها
الا والحمد لله تقدست أسماؤه عليها مؤدى شكرها.
وأنا أقول الحمد لله مثل ما حمد الله به حامد إلى أبد الأبد، بما من عليك من
نعمة، ونجاك من الهلكة وسهل سبيلك على العقبة، وأيم الله أنها لعقبة كؤود شديد
أمرها صعب، مسلكها عظيم، بلاؤها طويل، عذابها قديم في الزبر الأولى ذكرها.
ولقد كانت منكم أمور في أيام الماضي عليه السلام إلى أن مضى لسبيله، صلى الله
على روحه، وفي أيامي هذه كنتم بها غير محمودي الشأن ولا مسددي التوفيق.
واعلم يقينا يا إسحاق أن من خرج من هذه الحياة أعمى فهو في الآخرة أعمى
وأضل سبيلا، انها يا ابن إسماعيل ليس تعمى الابصار لكن تعمى القلوب التي في
الصدور، وذلك قول الله عز وجل في محكم كتابه للظالم " رب لم حشرتني أعمى وقد
كنت بصيرا " (1) قال الله عز وجل " كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى " (2).

(1) سورة طه: 125
2) سورة طه: 126
844

وأية آية يا إسحاق أعظم من حجة الله عز وجل على خلقه وأمينه في بلاده
وشاهده على عباده، من بعد ما سلف من آبائه الأولين من النبيين وآبائه الآخرين
من الوصيين عليهم أجمعين رحمة الله وبركاته.
فأين يتاه بكم وأين تذهبون كالانعام على وجوهكم عن الحق تصدفون،
وبالباطل تؤمنون، وبنعمة الله تكفرون، أو تكذبون، ممن يؤمن ببعض الكتاب
ويكفر ببعض، فما جزاء من يفعل ذلك منكم ومن غير كم الا خزي في الحياة
الدنيا الفانية، وطول عذاب الآخرة الباقية، وذلك والله الخزي العظيم.
ان الله بفضله ومنه لما فرض عليكم الفرائض لم يفرض عليكم لحاجة منه
إليكم، بل برحمة منه لا اله الا هو عليكم، ليميز الخبيث من الطيب، وليبتلي
ما في صدور كم، وليمحص ما في قلوبكم، ولتتسابقون إلى رحمته، وتتفاضل
منازلكم في جنته.
ففرض عليكم الحج والعمرة وأقام الصلاة وايتاء الزكاة والصوم والولاية،
وكفاهم لكم بابا، لتفتحوا أبواب الفرائض، ومفتاحا إلى سبيله، ولولا محمد
صلى الله عليه وآله والأوصياء من بعده: لكنتم حيارى كالبهائم لا تعرفون فرضا من الفرائض،
وهل تدخل قرية الا من بابها؟
فلما من عليكم بإقامة الأولياء بعد نبيه صلى الله عليه وآله قال الله عز وجل لنبيه " اليوم
أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا " (1) وفرض
عليكم لأوليائه حقوقا أمركم بأدائها إليهم، ليحل لكم ما وراء ظهوركم من
أزواجكم وأموالكم ومآكلكم ومشاربكم ومعرفتكم بذلك النماء والبركة والثروة
وليعلم من يطيعه منكم بالغيب قال الله عز وجل " قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة
في القربى " (2).

(1) سورة المائدة: 3
2) سورة الشورى: 23
845

واعلموا أن من يبخل فإنما يبخل على نفسه، وأن الله هو الغني وأنتم الفقراء
إليه، لا اله الا هو، ولقد طالت المخاطبة فيما بيننا وبينكم فيما هو لكم وعليكم،
ولولا ما يجب من تمام النعمة من الله عز وجل عليكم: لما أريتكم لي خطا
ولا سمعتم مني حرفا من بعد الماضي عليه السلام، أنتم في غفلة عما إليه معادكم، ومن بعد
الثاني رسولي وما ناله منكم حين أكرمه الله بمصيره إليكم، ومن بعد إقامتي لكم
إبراهيم بن عبده، وفقه الله لمرضاته، وأعانه على طاعته، وكتابي الذي حمله
محمد بن موسى النيسابوري، والله المستعان على كل حال.
واني أراكم تفرطون في جنب الله فتكونون من الخاسرين، فبعدا وسحقا
لمن رغب عن طاعة الله ولم يقبل مواعظ أوليائه، وقد أمركم الله جل وعلا بطاعته،
لا اله الا هو، وطاعة رسوله صلى الله عليه وآله وبطاعة أولي الامر عليهم السلام، فرحم الله ضعفكم وقلة
صبركم عما أمامكم.
فما أغر الانسان بربه الكريم، واستجاب الله دعائي فيكم وأصلح أموركم
على يدي، فقد قال الله جل جلاله " يوم ندعو كل أناس بامامهم " (1) وقال جل جلاله
" وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم
شهيدا " (2) وقال الله جل جلاله " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف
وتنهون عن المنكر " (3).
فما أحب أن يدعوا الله جل جلاله بي ولا بمن هو في امامي الا حسب رقتي
عليكم، وما انطوى لكم عليه من حب بلوغ الأمل في الدارين جميعا، والكينونة
معنا في الدنيا والآخرة.
فقد يا إسحاق يرحمك الله ويرحم من هو وراءك بينت لك بيانا وفسرت لك
تفسيرا، وفعلت بكم فعل من لم يفهم هذا الامر قط ولم يدخل فيه طرفة عين، ولو

(1) سورة الإسراء: 71
2) سورة البقرة: 143
3) سورة آل عمران: 110
846

فهمت الصم الصلاب بعض ما في هذا الكتاب لتصدعت قلقا خوفا من خشية الله ورجوعا
إلى طاعة الله عز وجل.
فاعملوا من بعد ما شئتم، فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ثم تردون إلى
عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون والعاقبة للمتقين والحمد لله كثيرا رب
العالمين.
وأنت رسولي يا إسحاق إلى إبراهيم بن عبده وفقه الله، أن يعمل بما ورد عليه
في كتابي مع محمد بن موسى النيسابوري انشاء الله، ورسولي إلى نفسك، والى كل
من خلفك ببلدك، أن يعملوا بما ورد عليكم في كتابي مع محمد بن موسى انشاء
الله، ويقرأ إبراهيم بن عبده كتابي هذا ومن خلفه ببلده، حتى لا يسألوني، وبطاعة
الله يعتصمون، والشيطان بالله عن أنفسهم يجتنبون ولا يطيعون.
وعلى إبراهيم بن عبده سلام الله ورحمته، وعليك يا إسحاق وعلى جميع
موالي السلام كثيرا، سدد كم الله جميعا بتوفيقه، وكل من قرأ كتابنا هذا من موالي
من أهل بلدك، ومن هو بناحيتكم، ونزع عما هو عليه من الانحراف عن الحق:
فليؤد حقوقنا إلى إبراهيم بن عبده، وليحمل ذلك إبراهيم بن عبده إلى الرازي رضي
الله عنه، أو إلى من يسمي له الرازي، فان ذلك عن أمري ورأيي انشاء الله.
ويا إسحاق اقرأ كتابنا على البلالي رضي الله عنه، فإنه الثقة المأمون العارف
بما يجب عليه، واقرأه على المحمودي عافاه الله، فما أحمدنا له لطاعته، فإذا وردت
بغداد فاقرأه على الدهقان وكلينا وثقتنا والذي يقبض من موالينا، وكل من أمكنك
من موالينا فاقرأهم هذا الكتاب، وينسخه من أراد منهم نسخة انشاء الله تعالى.
ولا يكتم أمر هذا عمن يشاهده من موالينا، الا من شيطان مخالف لكم،
فلا تنثرن الدر بين أظلاف الخنازير، ولا كرامة لهم، وقد وقعنا في كتابك بالوصول
والدعاء لك ولمن شئت، وقد أجبنا شيعتنا عن مسألته والحمد لله فما بعد الحق الا
الضلال.
847

فلا تخرجن من البلدة حتى تلقي العمري رضي الله عنه برضاي عنه، وتسلم
عليه وتعرفه ويعرفك فإنه الطاهر الأمين العفيف القريب منا والينا، فكل ما يحمل
إلينا من شئ من النواحي فإليه المسير آخر عمره، ليوصل ذلك إلينا.
والحمد لله كثيرا، سترنا الله وإياكم يا إسحاق بستره، وتولاك في جميع أمورك
بصنعه، والسلام عليك وعلى جميع موالي ورحمة الله وبركاته، وصلى الله على
سيدنا محمد النبي وآله وسلم كثيرا.
ما روى في عبد الله بن حمدويه البيهقي
وإبراهيم بن عبده النيسابوري
رحمهما لله
1089 - قال أبو عمرو: حكى بعض الثقات، أن أبا محمد صلوات الله عليه
كتب إلى إبراهيم بن عبده: وكتابي الذي ورد على إبراهيم بن عبده بتوكيلي إياه
لقبض حقوقي من موالينا هناك: نعم هو كتابي بخطي إليه أعني إبراهيم بن عبده
لهم ببلدهم حقا غير باطل، فليتقوا الله حق تقاته وليخرجوا من حقوقي وليدفعوها
إليه، فقد جوزت له ما يعمل به فيها، وفقه الله ومن عليه بالسلامة من التقصير برحمته.
ومن كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن حمدويه البيهقي: وبعد، فقد نصبت لكم
إبراهيم بن عبده ليدفع النواحي وأهل ناحيتك حقوقي الواجبة عليكم إليه، وجعلته
ثقتي وأميني عند موالي هناك، فليتقوا الله وليراقبوا وليؤدوا الحقوق، فليس لهم
عذر في ترك ذلك ولا تأخيره، ولا أشقاهم الله بعصيان أوليائه، ورحمهم الله و إياك
معهم برحمتي لهم، ان الله واسع كريم.
في محمد بن سنان
1090 - وجدت بخط جبريل بن أحمد، حدثني محمد بن عبد الله بن مهران،
قال: أخبرني عبد الله بن عامر، عن شاذويه بن الحسين بن داود القمي، قال: دخلت
848

على أبي جعفر عليه السلام وبأهلي حبل، فقلت جعلت فداك ادع الله ان يرزقني ولدا ذكرا،
فأطرق مليا ثم رفع رأسه، فقال: اذهب فان الله يرزقك غلاما ذكرا، ثلاث مرات.
قال: وقدمت مكة فصرت إلى المسجد، فأتى محمد بن الحسن بن صباح
برسالة من جماعة من أصحابنا، منهم صفوان بن يحيى ومحمد بن سنان وابن أبي
عمير وغيرهم، فأتيتهم، فسألوني؟ فخبرتهم بما قال، فقالوا لي فهمت عنه ذكى أو
زكي؟ فقلت: ذكي قد فهمته.
قال ابن سنان: أما أنت سترزق ولدا ذكرا أما أنه يموت على المكان أو يكون
ميتا، فقال أصحابنا لمحمد بن سنان: أسأت قد علمنا الذي علمت، فأتى غلام
في المسجد، فقال: أدرك فقد مات أهلك، فذهبت مسرعا فوجدتها على شرف
الموت، ثم لم تلبث أن ولدت غلاما ذكرا ميتا.
1091 - ورأيت في بعض كتب الغلاة وهو كتاب الدور: عن الحسن بن علي،
عن الحسن بن شعيب، عن محمد بن سنان، قال: دخلت على أبي جعفر الثاني
عليه السلام فقال لي: يا محمد كيف أنت إذا لعنتك وبرئت منك وجعلتك محنة للعالمين
أهدي بك من أشاء وأضل بك من أشاء؟ قال، قلت له: تفعل بعبدك ما تشاء يا سيدي
أنت على كل شئ قدير.
ثم قال: يا محمد أنت عبد قد أخلصت لله اني ناجيت الله فيك، فأبى الا أن
يضل بك كثيرا ويهدي بك كثيرا.
1092 - حمدويه، قال: حدثنا أبو سعيد الادمي، عن محمد بن مرزبان،
عن محمد بن سنان، قال: شكوت إلى الرضا عليه السلام وجع العين، فأخذ قرطاسا فكتب
إلى أبي جعفر عليه السلام، وهو أقل من نيتي، فدفع الكتاب إلى الخادم وأمرني أن أذهب
معه وقال: أكتم، فأتيناه وخادم قد حمله، قال: ففتح الخادم الكتاب بين يدي أبي
جعفر عليه السلام، فجعل أبو جعفر عليه السلام ينظر في الكتاب ويرفع رأسه إلى السماء، ويقول:
ناج، ففعل ذلك مرارا، فذهب كل وجع في عيني، وأبصرت بصرا لا يبصره أحد.
849

قال: فقلت لأبي جعفر عليه السلام: جعلك الله شيخا على هذه الأمة، كما جعل عيسى
ابن مريم شيخا على بني إسرائيل، قال، ثم قلت له: يا شبيه صاحب فطرس، قال:
وانصرفت وقد أمرني الرضا عليه السلام أن أكتم، فما زلت صحيح البصر حتى أذعت
ما كان من أبي جعفر عليه السلام في أمر عيني، فعاودني الوجع.
قال، قلت لمحمد بن سنان: ما عنيت بقولك يا شبيه صاحب فطرس؟ فقال:
ان الله تعالى غضب على ملك من الملائكة يدعى فطرس، فدق جناحه ورمي في
جزيرة من جزائر البحر، فلما ولد الحسين عليه السلام بعث الله عز وجل جبريل إلى محمد
صلى الله عليه وآله ليهنئه بولادة الحسين عليه السلام، وكان جبريل صديقا لفطرس فمر به وهو في الجزيرة
مطروح، فخبره بولادة الحسين عليه السلام وما أمر الله به، فقال له: هل لك أن أحملك
على جناح من أجنحتي وأمضي بك إلى محمد صلى الله عليه وآله ليشفع لك؟ قال، فقال فطرس:
نعم.
فحمله على جناح من أجنحته حتى أتى به محمدا صلى الله عليه وآله، فبلغه تهنية ربه تعالى
ثم حدثه بقصة فطرس، فقال محمد صلى الله عليه وآله لفطرس: امسح جناحك على مهد الحسين
وتمسح به، ففعل ذلك فطرس، فجبر الله جناحه ورده إلى منزله مع الملائكة.
1093 - ووجدت بخط جبريل بن أحمد، حدثني محمد بن عبد الله بن مهران،
عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، ومحمد بن سنان، جميعا قالا: كنا بمكة وأبو
الحسن الرضا عليه السلام بها، فقلنا له جعلنا فداك نحن خارجون وأنت مقيم، فان رأيت
أن تكتب لنا إلى أبي جعفر عليه السلام كتابا نلم به فكتب إليه، فقدمنا فقلنا للموفق أخرجه
إلينا، قال: فأخرجه إلينا وهو في صدر موفق، فأقبل يقرؤه ويطويه وينظر فيه
ويتبسم حتى أتى على آخره، ويطويه من أعلاه وينشره من أسفله.
قال محمد بن سنان: فلما فرغ من قراءته حرك رجله وقال: ناج ناج، فقال
أحمد: ثم قال ابن سنان عند ذلك: فطرسية فطرسية.
850

ما روى في الحسن بن محبوب
1094 - علي بن محمد القتيبي، قال: حدثني جعفر بن محمد بن الحسن
ابن محبوب، نسبة جده الحسن بن محبوب: أن الحسن بن محبوب، ابن وهب
ابن جعفر بن وهب، وكان وهب عبدا سنديا مملوكا لجرير بن عبد الله البجلي وكان
زرادا فصار إلى أمير المؤمنين عليه السلام، وسأله أن يبتاعه عن جرير، فكره جرير أن
يخرجه من يده، فقال: الغلام حر قد أعتقته فلما صح عتقه صار في خدمة
أمير المؤمنين عليه السلام.
ومات الحسن بن محبوب في آخر سنة أربع وعشرين ومأتين، وكان من
أبناء خمس وسبعين سنة، وكان آدم شديد الأدمة أنزع سناطا خفيف العارضين
ربعة من الرجال يخمع من وركه الأيمن.
1095 - أحمد بن علي القمي السلولي، قال: حدثني الحسن بن خرزاذ، عن
الحسن بن علي بن النعمان، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال قلت لأبي الحسن
الرضا عليه السلام: ان الحسن بن محبوب الزراد أتانا عنك برسالة، قال: صدق، لا تقل
الزراد، بل قل السراد ان الله تعالى يقول " وقدر في السرد (1) ".
قال نصر بن الصباح: ابن محبوب لم يكن يروي عن ابن فضال، بل هو
أقدم من ابن فضال وأسن، وأصحابنا يتهمون ابن محبوب في روايته عن ابن أبي
حمزة، وسمت أصحابنا أن محبوبا أبا حسن كان يعطي الحسن بكل حديث يكتبه عن
علي بن رئاب درهما واحدا.
ما روى في عبد الله بن جندب
1096 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله، عن بعض
أصحابنا، قال، قال عبد الله بن جندب لأبي الحسن عليه السلام: ألست عني راضيا قال:
أي والله ورسول الله والله عنك راض.

(1) سورة سبأ: 34
851

قال: ونظر أبو الحسن عليه السلام يوما إليه وهو مول، فقال: هذا يقاس.
1097 - محمد بن سعد بن مزيد أبو الحسن، ومحمد بن أحمد بن حماد
المروزي، قال: روى أبي رحمه الله، عن يونس بن عبد الرحمن، قال: رأيت عبد الله
ابن جندب وقد أفاض من عرفة، وكان عبد الله أحد المتهجدين قال يونس: فقلت له
قد رأى الله اجتهادك منذ اليوم.
فقال لي عبد الله: والله الذي لا اله الا هو، لقد وقفت موقفي هذا وأفضت، ما
سمعني الله دعوت لنفسي بحرف واحد، لاني سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: الداعي
لأخيه المؤمن بظهر الغيب ينادي من أعنان السماء، لك بكل واحدة مائة ألف، فكرهت
مضمونة لواحدة لا أدري أجاب إليها أم لا.
1098 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني يعقوب بن يزيد، عن الحسن
بن علي بن يقطين، وكان سيئ الرأي في يونس رحمه الله، قال، قيل لأبي الحسن
عليه السلام وأنا أسمع، ان يونس مولى آل يقطين يزعم أن موليكم والمتمسك بطاعتكم
عبد الله بن جندب يعبد الله على سبعين حرفا، ويقول إنه شاك، قال، فسمعته يقول:
هو والله أولى بأن يعبد الله على حرف ماله ولعبد الله بن جندب، ان عبد الله بن جندب
لمن المخبتين.
في أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي
1099 - وجدت بخط جبريل بن أحمد الفاريابي، حدثني محمد بن عبد الله
ابن مهران، قال: أخبرني أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: دخلت على أبي الحسن
عليه السلام أنا وصفوان بن يحيى ومحمد بن سنان وأظنه، قال: عبد الله بن المغيرة أو عبد الله
ابن جندب وهو بصري.
قال: فجلسنا عنده ساعة ثم قمنا، فقال لي: أما أنت يا أحمد فاجلس، فجلست
فأقبل يحدثني فأسأله فيجيبني، حتى ذهب عامة الليل، فلما أردت الانصراف، قال
852

لي: يا أحمد تنصرف أو تبيت؟ قلت: جعلت فداك ذاك إليك ان أمرت بالانصراف
انصرفت وان أمرت بالقيام أقمت قال: أقم فهذا الحر وقد هدأ الليل وناموا، فقام
وانصرف.
فلما ظننت أنه قد دخل: خررت لله ساجدا، فقلت الحمد لله حجة الله ووارث
علم النبيين أنس بي من بين اخواني وحببني فأنا في سجدتي وشكري فما علمت
الا وقد رفسني برجله، ثم قمت فأخذ بيدي فغمزها ثم قال: يا أحمد ان أمير المؤمنين
عليه السلام عاد صعصعة بن صوحان في مرضه، فلما قام من عنده قال له: يا صعصعة لا تفتخرن
على اخوانك بعيادتي إياك واتق الله، ثم انصرف عني.
1100 - محمد بن الحسن البراثي، وعثمان بن حامد الكشيان، قالا: حدثنا
محمد بن يزداد، قال: حدثنا أبو زكريا، عن إسماعيل بن مهران، قال محمد بن
يزداد: وحدثنا الحسن بن علي بن نعمان، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال:
كنت عند الرضا عليه السلام، قال: فأمسيت عنده، قال، فقلت: انصرف فقال لي: لا تنصرف
فقد أمسيت، قال فأقمت عنده، قال، فقال لجاريته: هاتي مضربتي ووسادتي فافرشي
لأحمد في ذلك البيت.
قال: فلما صرت في البيت دخلني شئ فجعل يخطر ببالي: من مثلي في
بيت ولي الله وعلى مهاده فناداني يا أحمد ان أمير المؤمنين عليه السلام عاد صعصعة بن
صوحان، فقال: يا صعصعة لا تجعل عيادتي إياك فخرا على قومك، وتواضع لله
يرفعك الله.
1101 - محمد بن الحسن، قال: حدثنا محمد بن يزداد، قال: حدثني أبو
زكريا يحيى بن محمد الرازي، عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن محمد بن
أبي نصر، قال: لما أتي بأبي الحسن عليه السلام أخذ به على القادسية ولم يدخل الكوفة،
وأخذ به على البر إلى البصرة.
قال: فبعث إلي مصحفا وأنا بالقادسية، ففتحته فوقعت بين يدي سورة لم تكن
853

فإذا هي أطول وأكثر مما يقرأها الناس، قال: فحفظت منه أشياء قال، فأتاني مسافر
ومعه منديل وطين وخاتم، فقال: هات، فدفعته إليه، فجعله في المنديل ووضع
عليه الطين وختمه، فذهب عني ما كنت حفظت منه، فجهدت أن أذكر منه حرفا
واحدا فلم أذكره.
ما روى في إسماعيل بن مهران
1102 - حدثني محمد بن مسعود، قال: سألت علي بن الحسن، عن
إسماعيل بن مهران، قال: رمي بالغلو.
قال محمد بن مسعود: يكذبون عليه كان تقيا ثقة خيرا فاضلا.
إسماعيل بن مهران بن محمد بن أبي نصر، وأحمد بن محمد بن عمرو بن
أبي نصر كان من ولد السكون.
في محمد بن أبي عمير الأزدي
1103 - قال أبو عمرو: قال محمد بن مسعود: حدثني علي بن الحسن قال:
ابن أبي عمير أفقه من يونس وأصلح وأفضل.
قال نصر بن الصباح: ابن أبي عمير أسن من يونس.
وقال نصر أيضا: ابن أبي عمير روى عن ابن بكير، وذكر أن محمد بن أبي
عمير أخذ وحبس وأصابه من الجهد والضيق والضرب أمر عظيم، وأخذ كل شئ
كان له وصاحبه المأمون، وذلك بعد موت الرضا عليه السلام، وذهبت كتب ابن أبي عمير
فلم يخلص كتب أحاديثه، فكان يحفظ أربعين جلدا فسماه نوادر، فلذلك يوجد
أحاديث متقطعة الأسانيد.
1104 - محمد بن مسعود، قال: حدثنا أبو العباس بن عبد الله بن سهل البغدادي
الواضحي، قال: حدثنا الريان بن الصلت، قال: حدثا يونس بن عبد الرحمن: ان
ابن أبي عمير بحر طارس بالموقف والمذهب.
854

1105 - علي بن محمد القتيبي، قال، قال أبو محمد الفضل بن شاذان سأل أبي
رضي الله عنه، محمد بن أبي عمير، فقال له: انك قد لقيت مشايخ العامة فكيف لم
تسمع منهم؟ فقال: قد سمعت منهم، غير أني رأيت كثيرا من أصحابنا قد سمعوا علم
العامة وعلم الخاصة، فاختلط عليهم حتى كانوا يروون حديث العامة عن الخاصة
وحديث الخاصة عن العامة، فكرهت أن يختلط علي، فتركت ذلك وأقبلت على هذا.
وجدت بخط أبي عبد الله الشاذاني، سمعت أبا محمد الفضل بن شاذان،
يقول: سعي بمحمد بن أبي عمير واسم أبي عمير زياد إلى السلطان: أنه يعرف
أسامي عامة الشيعة بالعراق، فأمره السلطان أن يسميهم، فامتنع، فجرد وعلق بين
العقارين وضرب مائة سوط.
قال الفضل: فسمعت ابن أبي عمير يقول: لما ضربت فبلغ الضرب مائة سوط
أبلغ الضرب الا لم إلي، فكدت أن أسمي، فسمعت نداء محمد بن يونس بن
عبد الرحمن يقول: يا محمد بن أبي عمير أذكر موقفك بين يدي الله تعالى، فتقويت
بقوله فصبرت ولم أخبر، والحمد لله، قال الفضل: فاضربه في هذا الشأن أكثر
من مائة ألف درهم.
1106 - قال محمد بن مسعود: سمعت علي بن الحسن بن فضال، يقول:
كان محمد بن أبي عمير أفقه من يونس وأصلح وأفضل.
وجدت في كتاب أبي عبد الله الشاذاني بخطه، سمعت أبا محمد الفضل بن
شاذان، يقول: دخلت العراق فرأيت واحدا يعاتب صاحبه، ويقول له: أنت رجل
عليك عيال وتحتاج أن تكتسب عليهم، وما آمن أن تذهب عيناك لطول سجودك،
فلما أكثر عليه، قال: أكثرت علي ويحك، لو ذهبت عين أحد من السجود لذهبت
عين ابن أبي عمير، ما ظنك برجل سجد سجدة الشكر بعد صلاة الفجر فما رفع
رأسه الا عند زوال الشمس.
وسمعته يقول: أخذ يوما شيخي بيدي وذهب بي إلى ابن أبي عمير، فصعدنا
855

إليه في غرفة وحوله مشايخ له يعظمونه ويبجلونه، فقلت لأبي: من هذا؟ قال: هذا
ابن أبي عمير، قلت: الرجل الصالح العابد؟ قال: نعم.
وسمعته يقول: ضرب ابن أبي عمير مائة خشبة وعشرين خشبة أيام هارون
لعنه الله، تولى ضربه السندي بن شاهك على التشيع وحبس، فأدى مائة وأحدا
وعشرين ألفا حتى خلي عنه، فقلت: وكان متمولا؟ قال: نعم كان رب خمسمائة
ألف درهم.
ما روى في بكر بن محمد الأزدي
1107 - قال حمدويه: ذكر محمد بن عيسى العبيدي: أن بكر بن محمد
الأزدي خير فاضل، وبكر بن محمد كان ابن أخي سدير الصيرفي.
1108 - علي بن محمد القتيبي، قال: حدثنا أبو محمد الفضل بن شاذان،
قال: حدثنا ابن أبي عمير، عن بكر بن محمد، قال: حدثني عمي سدير.
ما روى في علي بن عبيد الله بن الحسين بن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
عليهم السلام
1109 - قرأت في كتاب محمد بن الحسن بن بندار بخطه، حدثني محمد
ابن يحيى العطار، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم،
عن سليمان بن جعفر، قال: قال لي علي بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين
ابن علي بن أبي طالب عليهم السلام: أشتهي أن أدخل على أبي الحسن الرضا عليه السلام أسلم
عليه، قلت: فما يمنعك من ذلك؟ قال: الا جلال والهيبة له وأتقي عليه.
قال: فاعتل أبو الحسن عليه السلام علة خفيفة وقد عاده الناس، فلقيت علي بن
عبيد الله، فقلت: قد جاتك ما تريد، قد اعتل أبو الحسن عليه السلام علة خفيفة وقد عاده
الناس، فان أردت الدخول عليه فاليوم.
856

قال: فجاء إلى أبي الحسن عليه السلام عائدا فلقيه أبو الحسن عليه السلام بكل ما يحب
من التكرمة والتعظيم، ففرح بذلك علي بن عبيد الله فرحا شديدا.
ثم مرض علي بن عبيد الله، فعاده أبو الحسن عليه السلام وأنا معه، فجلس حتى
خرج من كان في البيت، فلما خرجنا أخبرتني مولاة لنا أن أم سلمة امرأة علي بن
عبيد الله كانت من وراء الستر تنظر إليه، فلما خرج: خرجت وانكبت على الموضع
الذي كان أبو الحسن عليه السلام فيه جالسا تقبله وتتمسح به.
قال سليمان: ثم دخلت على علي بن عبيد الله، فأخبرني بما فعلت أم سلمة،
فخبرت به أبا الحسن عليه السلام، فقال: يا سليمان ان علي بن عبيد الله وامرأته وولده من
أهل الجنة، يا سليمان ان ولد علي وفاطمة عليهما السلام إذا عرفهم الله هذا الامر لم يكونوا
كالناس.
ما روى في عبد الله بن المغيرة وهو كوفي
1110 - وجدت بخط أبي عبد الله محمد بن شاذان، قال العبيدي محمد بن
عيسى: حدثني الحسن بن علي بن فضال، قال قال عبد الله بن المغيرة: كنت واقفا
فحججت على تلك الحالة، فلما صرت بمكة خلج في صدري شئ، فتعلقت بالملتزم
ثم قلت: اللهم قد علمت طلبتي وارادتي فارشدني إلى خير الأديان.
فوقع في نفسي أن آتي الرضا عليه السلام، فأتيت المدينة فوقفت ببابه، فقلت للغلام:
قل لمولاك رجل من أهل العراق بالباب، فسمعت نداءه أدخل يا عبد الله بن المغيرة،
فدخلت، فلما نظر إلي قال: قد أجاب الله دعوتك وهداك لدينك، فقلت: أشهد
أنك حجة الله وأمينه على خلقه.
ما روى في زكريا بن آدم القمي
1111 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف،
عن محمد بن حمزة، عن زكريا بن آدم، قال، قلت للرضا عليه السلام: اني أريد الخروج
857

عن أهل بيتي فقد كثر السفهاء فيهم، فقال: لا تفعل فان أهل بيتك يدفع عنهم بك،
كما يدفع عن أهل بغداد بابي الحسن الكاظم عليه السلام.
1112 - وعنه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن أحمد بن
الوليد، عن علي بن المسيب، قال: قلت للرضا عليه السلام شقتي بعيدة ولست أصل إليك
في كل وقت، فممن آخذ معالم ديني؟ فقال: من زكريا بن آدم القمي المأمون
على الدين والدنيا، قال علي بن المسيب، فلما انصرفت قدمت على زكريا بن آدم
فسألته عما احتجت إليه.
أحمد بن الوليد، عن علي بن المسيب، قال: قلت للرضا شقتي بعيدة، وذكر
مثله.
1113 - علي بن محمد، قال: حدثنا بنان بن محمد، عن علي بن مهزيار،
عن بعض القميين، بكتابه ودعائه لزكريا بن آدم.
1114 - عن محمد بن إسحاق والحسن بن محمد قالا: خرجنا بعد وفاة
زكريا بن آدم بثلاثة أشهر نحو الحج، فتلقانا كتابه عليه السلام في بعض الطريق، فإذا
فيه: ذكرت ما جرى من قضاء الله تعالى في الرجل المتوفى رحمة الله عليه يوم ولد
ويوم قبض ويوم يبعث حيا، فقد عاش أيام حياته عارفا بالحق قائلا به صابرا محتسبا
للحق، قائما بما يجب لله عليه ولرسوله.
ومضى رحمة الله عليه غير ناكث ولا مبدل، فجزاه الله أجر نيته وأعطاه خير
أمنيته، وذكرت الرجل الموصى إليه، ولم تعرف فيه رأينا وعندنا من المعرفة به
أكثر مما وصفت، يعني الحسن بن محمد بن عمران.
1115 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد القمي، قال: حدثني
أحمد بن محمد بن عيسى القمي، قال: بعث إلي أبو جعفر عليه السلام غلامه ومعه كتابه،
فأمرني أن أصير إليه، فأتيته فهو بالمدينة نازل في دار بزيع، فدخلت عليه وسلمت
عليه، فذكر في صفوان ومحمد بن سنان وغيرهما مما قد سمعه غير واحد، فقلت
858

في نفسي استعطفه على زكريا بن آدم لعله أن يسلم مما قال في هؤلاء، ثم رجعت
إلى نفسي فقلت من أنا ان أتعرض في هذا وفي شبهه، مولاي هو أعلم بما يصنع.
فقال لي: يا أبا علي ليس على مثل أبي يحيى يعجل وقد كان من خدمته لأبي
عليه السلام ومنزلته عنده وعندي من بعده، غير أني احتجت إلى المال الذي عنده، فقلت
جعلت فداك هو باعث إليك بالمال.
وقال لي: ان وصلت إليه فاعلمه أن الذي منعني من بعث المال اختلاف ميمون
ومسافر، فقال: احمل كتابي إليه ومره أن يبعث إلي بالمال، فحملت كتابه إلى زكريا
فوجه إليه بالمال، قال، فقال لي أبو جعفر عليه السلام ابتداءا منه: ذهبت الشبهة ما لأبي ولد
غيري فقلت: صدقت جعلت فداك.
ما روى في أحمد بن عمر الحلبي
1116 - خلف بن حماد، قال: حدثني أبو سعيد الادمي، قال: حدثني أحمد
ابن عمر الحلبي، قال: دخلت على الرضا عليه السلام بمنى، فقلت له: جعلت فداك كنا
أهل بيت غبطة وسرور ونعمة، وأن الله قد أذهب بذلك كله حتى احتجنا إلى من
كان يحتاج إلينا، فقال لي: يا أحمد ما أحسن حالك يا أحمد بن عمر فقلت له:
جعلت فداك حالي ما أخبرتك.
فقال لي: يا أحمد أيسرك أنك على بعض ما عليه هؤلاء الجبارون ولك الدنيا
مملوة ذهبا؟ فقلت له: لا والله يابن رسول الله، فضحك ثم قال: ترجع من هيهنا
إلى خلف، فمن أحسن حالا منك وبيدك صناعة لا تبيعها بملاء الدنيا ذهبا، ألا أبشرك
فقد سرني الله بك وبآبائك.
فقال لي أبو جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل " وكان تحته كنز لهما (1) " لوح
من ذهب فيه مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله محمد رسول الله، عجبت
لمن أيقن بالموت كيف يفرح، ومن يرى الدنيا وتغيرها بأهلها كيف يركن إليها،

(1) سورة الكهف: 82
859

وينبغي لمن غفل عن الله أن لا يستبطئ الله في رزقه ولا يتهمه في قضائه.
ثم قال: رضيت يا أحمد؟ قال، قلت: عن الله تعالى وعنكم أهل البيت.
ما روى في عثمان بن عيسى الرواسي الكوفي
1117 - ذكر نصر بن الصباح: أن عثمان بن عيسى كان واقفيا، وكان وكيل
أبي الحسن موسى عليه السلام، وفي يده مال فسخط عليه الرضا عليه السلام.
قال: ثم تاب عثمان وبعث إليه بالمال، وكان شيخا عمر ستين سنة، وكان
يروي عن أبي حمزة الثمالي ولا يتهمون عثمان بن عيسى.
1118 - حمدويه، قال قال محمد بن عيسى: ان عثمان بن عيسى رأى في
منامه أنه يموت بالحير فيدفن بالحير، فرفض الكوفة ومنزله، وخرج الحير وابناه
معه، فقال: لا أبرح منه حتى يمضي الله مقاديره، وأقام يعبد ربه جل وعز حتى مات
ودفن فيه، وصرف ابنيه إلى الكوفة.
في علي بن إسماعيل
1119 - نصر بن الصباح، قال: علي بن إسماعيل ثقة، وهو علي بن السدي
لقب إسماعيل بالسدي.
في عثمان بن عيسى أيضا
1120 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد
ابن الحسين، عن محمد بن الجمهور، عن أحمد بن محمد، قال: أحد القوم عثمان
ابن عيسى، وكان يكون بمصر، وكان عنده مال كثير وست جوار، فبعث إليه أبو
الحسن عليه السلام فيهن وفي المال، وكتب إليه: ان أبي قد مات وقد اقتسمنا ميراثه،
وقد صحت الاخبار بموته، واحتج عليه. قال، فكتب إليه: ان لم يكن أبوك مات
فليس من ذلك شئ وإن كان قد مات على ما تحكي فلم يأمرني بدفع شئ إليك،
وقد أعتقت الجواري.
860

في الحسين بن مهران
1121 - حمدويه، قال: حدثنا الحسن بن موسى، قال: حدثنا إسماعيل
ابن مهران، عن أحمد بن محمد، قال: كتب الحسين بن مهران إلى أبي الحسن
الرضا عليه السلام، كتابا، قال: فكان يمشي شاكا في وقوفه، قال: فكتب إلى أبي الحسن
عليه السلام يأمره وينهاه، فأجابه أبو الحسن عليه السلام بجواب، وبعث به إلى أصحابه فنسخوه
ورد إليه لئلا يستره حسين بن مهران، وكذلك كان يفعل إذا سأل عن شئ فأحب ستر
الكتاب.
وهذه نسخة الكتاب الذي أجابه به: بسم الله الرحمن الرحيم، عافانا الله
وإياك، جاءني كتابك تذكر فيه الرجل الذي عليه الخيانة والعين تقول أخذته، وتذكر
ما تلقاني به وتبعث إلي بغيره، واحتججت فيه فأكثرت وعبت عليه أمرا وأردت
الدخول في مثله، تقول: انه عمل في أمري بعقله وحيلته، نظرا منه لنفسه وإرادة
أن تميل إليه قلوب الناس، ليكون الامر بيده واليه، يعمل فيه برأيه يزعم أني طاوعته
فيما أشار به علي، وهذا أنت تشير علي فيما يستقيم عندك في العقل والحيلة بعدك،
لا يستقيم الامر الا بأحد أمرين.
اما قبلت الامر على ما كان يكون عليه، واما أعطيت القوم ما طلبوا وقطعت
عليهم والا فالامر عندنا معوج، والناس غير مسلمين ما في أيديهم من مال وذاهبون
به، فالامر ليس بعقلك ولا بحيلتك يكون ولا تفعل الذي تجيله بالرأي والمشورة،
ولكن الامر إلى الله عز وجل وحده لا شريك له، يفعل في خلقه ما يشاء من يهدي
الله فلا مضل له، ومن يضلله فلا هادي له، ولن تجد له مرشدا.
فقلت: وأعمل في أمرهم وأحتل فيه، وكيف لك الحيلة، والله يقول " وأقسموا
بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل،
إلى قوله عز وجل، وليقترفوا ما هم مقترفون (1) " فلو تجيبهم فيما سألوا عنه استقاموا
وسلموا، وقد كان مني ما أنكرت وأنكروا من بعدي ومد لي لقائي.

(1) سورة الأنعام: 113
861

وما كان ذلك مني الا رجاء الاصلاح، لقول أمير المؤمنين صلوات الله عليه:
اقتربوا اقتربوا وسلوا وسلوا فان العلم يفيض فيضا، وجعل يمسح بطنه ويقول:
ما ملئ طعام ولكن ملئه علم، والله ما آية نزلت في بر ولا بحر ولا سهل ولا جبل
الا أنا أعلمها وأعلم فيمن نزلت.
وقول أبي عبد الله عليه السلام: إلى الله أشكو أهل المدينة انما أنا فيهم كالشعر أتنقل
يريدونني على أن لا أقول الحق.
والله لا أزال أقول الحق حتى أموت، فلما قلت حقا أريد به حقن دمائكم،
وجمع أمركم على ما كنتم عليه، أن يكون سركم مكنونا عندكم غير فاش في
غيركم.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: سرا أسره الله إلى جبريل، وأسره جبريل إلى
محمد، وأسره محمد إلى علي صلوات الله عليهم، وأسره علي إلى من شاء.
ثم قال، قال أبو جعفر عليه السلام: ثم أنتم تحدثون به في الطريق، فأردت حيث
مضى صاحبكم أن ألف أمركم عليكم، لئلا تضيعوه في غير موضعه، ولا تسألوا
عنه غير أهله فتكونوا في مسألتكم إياهم هلكتم، فكم دعي إلى نفسه ولم يكن داخله.
ثم قلتم: لابد إذا كان ذلك منه: يثبت على ذلك ولا يتحول عنه إلى غيره،
قلت: لأنه كان من التقية والكف أولا، وأما إذا تكلم فقد لزمه الجواب فيما يسأل عنه،
فصار الذي كنتم تزعمون أنكم تذمون به، فان الامر مردود إلى غيركم، وأن الفرض
عليكم أتباعهم فيه إليكم.
فصيرتم ما استقام في عقولكم وآرائكم، وصح به القياس عندكم بذلك
لازما، لما زعمتم من أن لا يصح أمرنا، زعمتم حتى يكون ذلك علي لكم، فان
قلتم ان لم يكن كذلك لصاحبكم فصار الامر ان وقع إليكم: نبذتم أمر ربكم وراء
ظهوركم، فلا أتبع أهوائكم، قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين.
وما كان بد من أن تكونوا كما كان من قبلكم، قد أخبرتم أنها السنن والامثال
862

القذة بالقذة، وما كان يكون ما طلبتم من الكف أولا ومن الجواب آخرا شفاء لصدوركم
ولا ذهاب شككم، وما كان من أن يكون ما قد كان منكم، ولا يذهب عن قلوبكم
حتى يذهبه الله عنكم، ولو قدر الناس كلهم على أن يحبونا ويعرفوا حقنا ويسلموا
لامرنا: فعلوا ولكن الله يفعل ما يشاء ويهدي إليه من أناب.
فقد أجبتك في مسائل كثيرة، فانظر أنت ومن أراد المسائل منها وتدبرها،
فإن لم يكن في المسائل شفاء فقد مضى إليكم مني ما فيه حجة ومعتبر، وكثرة المسائل
معيبة عندنا مكروهة، انما يريد أصحاب المسائل المحنة ليجدوا سبيلا إلى الشبهة
والضلالة ومن أراد لبسا لبس الله عليه ووكله إلى نفسه، ولا ترى أنت وأصحابك
اني أجبت بذلك، وان شئت صمت، فذاك إلي لا ما تقوله أنت وأصحابك، لا تدرون
كذا وكذا، بل لا بد من ذلك، إذ نحن منه على يقين وأنتم منه في شك.
ما روى في عيسى بن جعفر بن عاصم
وأبى علي بن راشد وابن بند
1122 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا
أحمد بن هلال، عن محمد بن الفرج، قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام أسأله عن
أبي علي بن راشد وعن عيسى بن جعفر بن عاصم وابن بند.
فكتب إلي: ذكرت ابن راشد رحمه الله فإنه عاش سعيدا ومات شهيدا ودعا
لابن بند والعاصمي، وابن بند ضرب بالعمود حتى قتل، وأبو جعفر ضرب ثلاثمائة
سوط ورمي به في دجلة.
ما روى في عبد الله بن طاووس
1123 - وكان عمره مائة سنة، وجدت في كتاب محمد بن الحسن بن بندار
القمي بخطه، حدثني الحسن بن أحمد المالكي، قال: حدثني عبد الله بن طاووس،
في سنة ثمان وثلاثين ومأتين، قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام وقلت له: ان لي
ابن أخ قد زوجته ابنتي وهو يشرب الشراب ويكثر ذكر الطلاق؟ فقال له: إن كان
863

من اخوانك فلا شئ عليه، وإن كان من هؤلاء فانتزعها منه فإنما عني الفراق.
فقلت له أروي عن آبائك عليهم السلام: إياكم والطلقات ثلاثا في مجلس
فإنهن ذوات أزواج؟ فقال: هذا من أخونكم لامنهم، انه من دان بدين قوم لزمته
أحكامهم.
قال: قلت له: ان يحيى بن خالد سم أباك موسى بن جعفر صلوات الله عليهما؟
قال: نعم سمه في ثلاثين رطبة، قلت له: فما كان يعلم أنها مسمومة؟ قال: غاب
عنه المحدث.
قلت: ومن المحدث؟ قال: ملك أعظم من جبريل وميكائيل كان مع رسول
الله صلى الله عليه وآله وهو مع الأئمة صلوات الله عليهم، وليس كل ما طلب وجد، ثم قال: انك
ستعمر فعاش مائة سنة.
ما روى في أبى العباس الحميري.
1124 - قال نصر بن الصباح: أبو العباس الحميري اسمه عبد الله بن جعفر
كان أستاذ أبي الحسن.
ما روى في جعفر بن بشير العجلي
1125 - قال نصر: أخذ جعفر بن بشير رحمه الله فضرب ولقى شدة حتى
خلصه الله، ومات في طريق مكة، وصاحبه المأمون بعد موت الرضا عليه السلام جعفر بن بشير
مولى بجيلة كوفي، مات بالابواء سنة ثمان ومأتين.
ما روى في يزيد ومحمد ابني إسحاق شعر
1126 - حمدويه، قال: حدثنا الحسن بن موسى، قال: حدثني يزيد بن
إسحاق شعر وكان من أرفع الناس لهذا الامر، قال: خاصمني مرة أخي محمد وكان
مستويا فقلت له لما طال الكلام بيني وبينه: إن كان صاحبك بالمنزلة التي تقول فاسأله
أن يدعو الله لي حتى أرجع إلى قولكم.
864

قال، قال لي محمد: فدخلت على الرضا عليه السلام فقلت له: جعلت فداك ان لي
أخا وهو أسن مني، وهو يقول بحياة أبيك وأنا كثيرا ما أناظره، فقال لي يوما من
الأيام: سل صاحبك إن كان بالمنزل الذي ذكرت أن يدعو الله لي حتى أصير إلى
قولكم! فاني أحب أن تدعو الله له.
قال: فالتفت أبو الحسن عليه السلام نحو القبلة فذكر ما شاء الله أن يذكر، ثم قال:
اللهم خذ بسمعه وبصره ومجامع قلبه حتى ترده إلى الحق، قال: وكان يقول
هذا وهو رافع يده اليمني، قال: فلما قدم أخبرني بما كان، فوالله ما لثبت الا يسيرا
حتى قلت بالحق.
ما روى في أبى يحيى الموصلي ولقبه كوكب الدم
1127 - قال حمدويه، عن العبيدي، عن يونس، قال: أبو يحيى الموصلي
ولقبه كوكب الدم كان شيخا من الأخيار. قال العبيدي: أخبرني الحسن بن علي بن
يقطين: أنه كان يعرفه أيام أبيه له فضل ودين.
في أبى عبد الله أحمد بن محمد السياري، أصفهاني ويقال بصرى
1128 - طاهر بن عيسى الوراق، قال: حدثني جعفر بن أحمد بن أيوب
قال: حدثني الشجاعي، قال: حدثني إبراهيم بن محمد بن حاجب، قال: قرأت
في رقعة مع الجواد عليه السلام يعلم من سأل عن السياري: انه ليس في المكان الذي ادعاه
لنفسه والا تدفعوا إليه شيئا.
قال نصر بن الصباح: السياري أحمد بن محمد أبو عبد الله من ولد سيار،
وكان من كبار الطاهرية في وقت أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام.
في علي بن جعفر
1129 - محمد بن مسعود، قال: قال يوسف بن السخت: كان علي بن
جعفر وكيلا لأبي الحسن عليه السلام، وكان رجلا من أهل همينيا، قرية من قرى سواد
865

بغداد، فسعى به إلى المتوكل، فحبسه فطال حبسه واحتال من قبل عبيد الله، فعرض
ابن خاقان بمال ضمنه عنه ثلاثة آلاف دينار، وكلمه عبيد الله بن خاقان بمال ضمنه
عنه ثلاثة آلاف دينار، وكلمه عبيد الله، فعرض جامعه على المتوكل، فقال:
يا عبيد الله لو شككت فيك لقلت أنك رافضي هذا وكيل فلان وأنا على قتله.
قال فتأدى الخبر إلى علي بن جعفر، فكتب إلى أبي الحسن عليه السلام يا سيدي
الله الله في، فقد والله خفت أن أرتاب، فوقع في رقعته: أما إذا بلغ بك الامر ما أرى
فسأقصد الله فيك، وكان هذا في ليلة الجمعة.
فأصبح المتوكل محموما فازدادت علته حتى صرخ عليه يوم الاثنين، فأمر
بتخلية كل محبوس عرض عليه اسمه، حتى ذكر هو علي بن جعفر.
فقال لعبيد الله: لم لم تعرض على أمره؟ فقال: لا أعود إلى ذكره أبدا قال:
خل سبيله الساعة وسله أن يجعلني في حل، فخلي سبيله، وصار إلى مكة بأمر أبي
الحسن عليه السلام فجاور بها، وبرأ المتوكل من علته.
1130 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد القمي، قال: حدثني
محمد بن أحمد، عن أبي يعقوب يوسف بن السخت، قال: حدثني العباس، عن
علي بن جعفر قال: عرضت أمري على المتوكل فأقبل على عبيد الله بن يحيى بن
خاقان فقال له: لا تتعبن نفسك بعرض قصة هذا وأشباهه، فان عمه أخبرني أنه رافضي،
وأنه وكيل علي بن محمد، وحلف أن لا يخرج من الحبس الا بعد موته، فكتبت
إلى مولانا: أن نفسي قد ضاقت واني أخاف الزيغ.
فكتب إلي: أما إذا بلغ الامر منك ما أرى فسأقصد الله فيك، فما عادت الجمعة
حتى أخرجت من السجن.
في محمد بن إبراهيم بن محمد الهمداني
1131 - محمد بن سعد بن مزيد أبو الحسن، قال: حدثنا محمد بن جعفر
866

ابن إبراهيم الهمداني وكان إبراهيم وكيلا وكان حج أربعين حجة، قال: أدركت
بنتا لمحمد بن إبراهيم بن محمد، فوصف جمالها وكمالها، وخطبها أجلة الناس
فأبى أن يزوجها من أحد، فأخرجها معه إلى الحج، فحملها إلى أبي الحسن عليه السلام
ووصف له هيأتها وجمالها.
وقال: اني انما حبستها عليك تخدمك، قال: قد قبلتها فاحملها معك إلى
الحج وارجع من طريق المدينة فلما بلغ المدينة راجعا ماتت، فقال له أبو الحسن
صلوات الله عليه: بنتك زوجتي في الجنة يا بن إبراهيم.
في خيران الخادم القراطيسي
1132 - وجدت في كتاب محمد بن الحسن بن بندار القمي بخطه.
حدثني الحسين بن محمد بن عامر، قال: حدثني خيران الخادم القراطيسي قال:
حججت أيام أبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السلام، وسألته عن بعض
الخدم وكانت له منزلة من أبي جعفر عليه السلام، فسألته أن يوصلني إليه، فلما صرنا
إلى المدينة، قال لي: تهيأ فاني أريد أن أمضي إلى أبي جعفر عليه السلام.
فمضيت معه، فلما أن وافينا الباب قال: ساكن في حانوت فاستأذن ودخل
فلما أبطأ علي رسوله: خرجت إلى الباب فسألته عنه؟ فأخبرني أنه قد خرج
ومضى.
فبقيت متحيرا، فإذا أنا كذلك: إذ خرج خادم من الدار، فقال أنت خيران؟
فقلت: نعم، قال لي: ادخل، فدخلت، وإذا أبو جعفر عليه السلام قائم على دكان لم يكن
فرش له ما يقعد عليه، فجاء غلام بمصلى فألقاه له، فجلس فلما نظرت إليه تهيبت
ودهشت. فذهبت لا صعد الدكان من غير درجة فأشار إلى موضع الدرجة.
فصعدت وسلمت، فرد السلام ومد يده إلي فأخذتها وقبلتها ووضعتها على
وجهي، فأقعدني بيده، فأمسكت يده مما داخلني من الدهش، فتركها في يده
صلوات الله عليه.
867

فلما سكنت خليتها فسائلني، وكان الريان بن شبيب قال لي ان وصلت إلى
أبي جعفر عليه السلام وقلت له مولاك الريان بن شبيب يقرأ عليك السلام، ويسألك الدعاء
له ولولده؟ فذكرت له ذلك، فدعا له ولم يدع لولده، فأعدت عليه فدعا له ولم
يدع لولده، فأعدت عليه ثلاثا فدعا له ولم يدع لولده.
فودعته وقمت، فلما مضيت نحو الباب سمعت كلامه ولم أفهم ما قال، وخرج
الخادم في أثري، فقلت له: ما قال سيدي لما قمت؟ فقال لي قال: من هذا الذي
يرى أن يهدي لنفسه؟ هذا ولد في بلاد الشرك فلما أخرج منها صار إلى من هو شر
منهم، فلما أراد الله أن يهديه هداه.
1133 - محمد بن مسعود، قال: حدثني سليمان بن حفص، عن أبي بصير
حماد بن عبد الله القندي، عن إبراهيم بن مهزيار، قال: كتب إلى خيران: قد
وجهت إليك ثمانية دراهم، كانت أهديت إلي من طرسوس، دراهم منهم، وكرهت
أن أردها على صاحبها أو أحدث فيها حدثا دون أمرك، فهل تأمرني في قبول مثلها
أم لا لاعرفها انشاء الله وانتهي إلى أمرك؟
فكتب وقرأته: أقبل منهم إذا أهدى إليك دراهم أو غيرها، فان رسول الله
صلى الله عليه وآله لم يرد هدية على يهودي ولا نصراني. 1134 - حمدويه وإبراهيم، قالا حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثني
خيران الخادم، قال: وجهت إلى سيدي ثمانية دراهم، وذكر مثله سواء، وقال:
قلت جعلت فداك انه ربما أتاني الرجل لك قبله الحق، أو يعرف موضع الحق
لك، فيسألني عما يعمل به؟ فيكون مذهبي آخذ ما يتبرع في سر، قال: اعمل في
ذلك برأيك فان رأيك رأيي، ومن أطاعك فقد أطاعني.
قال أبو عمرو: هذا يدل على أنه كان وكيله، ولخيران هذا مسائل يرويها
عنه وعن أبي الحسن عليه السلام
868

في إبراهيم بن محمد الهمداني
1135 - علي بن محمد، قال: حدثني أحمد بن محمد، عن إبراهيم بن
محمد الهمداني، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السلام أصف له صنع السبع بي.
فكتب بخطه: عجل الله نصرتك ممن ظلمك وكفاك مؤنته، وأبشر بنصر الله
عاجلا وبالاجر آجلا، وأكثر من حمد الله.
1136 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد: عن عمر بن علي
ابن عمر بن يزيد، عن إبراهيم بن محمد الهمداني، قال وكتب إلي: قد وصل
الحساب تقبل الله منك ورضي عنهم وجعلهم معنا في الدنيا والآخرة وقد بعثت
إليك من الدنانير بكذا ومن الكسوة كذا، فبارك لك فيه وفي جميع نعمة الله عليك.
وقد كتبت إلى النضر أمرته أن ينتهي عنك، وعن التعرض لك وبخلافك،
وأعلمته موضعك عندي، وكتبت إلى أيوب أمرته بذلك أيضا، وكتبت إلى موالي
بهمدان كتابا أمرتهم بطاعتك والمصير إلى أمرك وأن لا وكيل لي سواك.
في عمرو بن سعيد المدائني
1137 - قال نصر بن الصباح: عمرو بن سعيد فطحي.
في يعقوب بن يزيد الكاتب الأنباري ويعرف بالقمي
1138 - ابن مسعود، قال: سألت أبا الحسن علي بن الحسن بن فضال،
عن يعقوب بن يزيد؟ قال: كان كاتبا لأبي دلف القاسم.
ما روى في أبى خالد السجستاني
1139 - حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا محمد بن عثمان: قال: حدثنا
أبو خالد السجستاني، أنه لما مضى أبو الحسن عليه السلام وقف عليه، ثم نظر في نجومه
فزعم أنه قد مات فقطع على موته وخالف أصحابه.
869

ما روى في أبى محمد الأنصاري من أصحاب الرضا (ع)
1140 - قال أبو عمر وقال نصر بن الصباح: أبو محمد الأنصاري الذي
يروي عنه محمد بن عيسى العبيدي، وعبد الله بن إبراهيم، مجهول لا يعرف.
ما روى في داود بن النعمان
1141 - قال حمدويه، عن أشياخه قالوا: داود بن النعمان خير فاضل، وهو
عم الحسن بن علي بن النعمان، وأوصى بكتبه لمحمد بن إسماعيل بن بزيع.
ما روى في الحسين بن أبي الخطاب
1142 - ذكر عن محمد بن يحيى الغطار، أن محمد بن الحسين بن أبي
الخطاب ذكر أنه يحفظ مولد الحسين بن أبي الخطاب وأنه ولد سنة أربعين ومائة،
وأهل قم يذكرون الحسين بن أبي الخطاب وسائر الناس يذكرون الحسين بن
الخطاب.
ما روى في الحسن بن القاسم من أصحاب الرضا (ع)
1143 - حمدويه، قال: حدثنا الحسن بن موسى، قال: حدثني الحسن بن
القاسم، قال: حضر بعض ولد جعفر عليه السلام الموت، فأبطأ عليه الرضا عليه السلام، قال:
فغمني ذلك لابطائه عن عمه، قال: ثم جاء فلم يلبث أن قام، قال الحسن: فقمت معه
فقلت: جعلت فداك عمك في الحال التي هو فيها وتقوم وتدعه، فقال عمي يدفن
فلانا يعني الذي هو عندهم، قال: فوالله ما لبثنا أن تمايل المريض ودفن أخاه الذي
كان عندهم صحيحا.
قال الحسن الخشاب: فكان الحسن بن القاسم يعرف الحق بعد ذلك
ويقول به.
870

ما روى في واصل وأبى الفضل الخراساني
1144 - محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو علي المحمودي، قال: حدثني
واصل، قال: طليت أبا الحسن عليه السلام بالنورة، فسددت مخرج الماء من الحمام إلى
البئر ثم جمعت ذلك الماء وتلك النورة وذلك الشعر فشربته كله.
1145 - محمد بن مسعود، قال: حدثني حمدان بن أحمد القلانسي، قال:
حدثنا معاوية بن حكيم، قال: حدثني أبو الفضل الخراساني، وكان له انقطاع
إلى أبي الحسن الثاني عليه السلام وكان يخالط القراء ثم انقطع إلى أبي جعفر عليه السلام.
في مقاتل بن مقاتل
1146 - نصر بن الصباح، قال: حدثني إسحاق بن محمد البصري عن
القاسم بن يحيى، عن حسين بن عمر بن يزيد قال: دخلت على الرضا عليه السلام وأنا
شاك في إمامته، وكان زميلي في طريقي رجل يقال له: مقاتل بن مقاتل، وكان قد
مضى على إمامته بالكوفة، فقلت له: عجلت؟ فقال: عندي في ذلك برهان وعلم.
قال الحسين، فقلت للرضا عليه السلام: قد مضى أبوك؟ فقال: أي والله، واني
لفي الدرجة التي فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله، ومن
كان أسعد ببقاء أبي مني، ثم قال: إن الله تبارك وتعالى يقول: " السابقون السابقون
أولئك المقربون " (1) العارف للامامة حين يظهر الامام.
ثم قال: ما فعل صاحبك؟ فقلت: من؟ قال: مقاتل بن مقاتل المسنون الوجه
الطويل اللحية الأقنى الانف، وقال: أما أني ما رأيته ولا دخل علي، ولكنه آمن
وصدق فاستوص به قال: فانصرفت من عنده إلى رحلي فإذا مقاتل راقد، فحركته
ثم قلت لك بشارة عندي لا أخبرك بها حتى تحمد الله مائة مرة ففعل، ثم أخبرته بما
كان.

(1) سورة الواقعة: 11
871

في حمزة بن بزيع
1147 - روى أصحابنا عن الفضل بن كثير، عن علي بن عبد الغفار المكفوف
عن الحسن بن الحسين بن صالح الخثعمي، قال، ذكر بين يدي أبي الحسن الرضا
عليه السلام حمزة بن بزيع، فترحم عليه فقيل له: انه كان يقول بموسى ويقف عليه،
فترحم عليه ساعة ثم قال: من جحد حقي كمن جحد حق آبائي.
في أبى الصلت عبد السلام بن صالح الهروي
1148 - حدثني أبو بكر أحمد بن إبراهيم السنسني، رحمه الله، قال:
حدثني أبو أحمد محمد بن سليمان، من العامة، قال: حدثني العباس الدوري،
قال: سمعت يحيى بن نعيم، يقول: أبو الصلت نقي الحديث ورأيناه يسمع ولكن
كان شديد التشيع ولم ير منه الكذب. 1149 - قال أبو بكر: حدثني أبو القاسم طاهر بن علي بن أحمد، ذكر أن
مولده بالمدينة، قال: سمعت بركة بن الحسن الاسفرائني، يقول: سمعت أحمد
ابن سعيد الرازي، يقول: إن أبا الصلت الهروي ثقة مأمون على الحديث الا أنه
يحب آل رسول الله صلى الله عليه وآله وكان دينه ومذهبه (1).

(1) إلى هنا تم نسخة السيد وقال في آخره: تمت يتلوه في الجزء السابع ما روى
في أبى جرير القمي والحمد لله رب العالمين، كتبه العبد الضعيف الفقير.... في عاشر
جمادى الآخرة سنة أربع وستين وتسعمائة.
وبه تم مقابلة الكتاب على نسخة السيد في يوم مولد النبي " ص " سنة 1404 على يد
العبد الفقير السيد مهدى الرجائي.
872

في أبى جرير القمي
1150 - محمد بن قولويه، قال: حدثنا سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن محمد بن حمزة بن اليسع، عن زكريا بن آدم، قال: دخلت على الرضا عليه السلام
من أول الليل في حدثان موت أبي جرير فسألني عنه وترحم عليه، ولم يزل يحدثني
وأحدثه حتى طلع الفجر، فقام عليه السلام فصلى الفجر.
في علي بن جعفر بن العباس الخزاعي المروزي
1151 - قال محمد بن مسعود: علي بن جعفر بن العباس الخزاعي كان واقفيا.
873