الكتاب: شرح تكملة رسالة أبي غالب الزراري في آل أعين
المؤلف: الغضائري
الجزء:
الوفاة: ٤١١
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند الشيعة
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع: ١٣٩٩
المطبعة: مطبعة رباني
الناشر:
ردمك:
ملاحظات:

شرح
تكملة رسالة أبى غالب الزراري في آل أعين
لشيخ مشايخ الشيعة
أبى عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري
المتوفى 411
تأليف
السيد محمد على الموسوي الموحد الأبطحي الأصفهاني
95

قال شيخنا أبو عبد الله الحسين بن عبد (عبيد - ظ) الله (1) أعانه على طاعته.
96

: وجدت في (المنتخبات) (1) التي أجازناها جعفر بن محمد بن قولويه (2)
عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى بن عبيد عن الحسن بن علي بن يقطين
عن مروك بن عبيد عن محمد بن مقرون الكوفي قال حدثني المشايخ من أصحابنا
97

: - ان حمران (1) وزرارة (2) وعبد الملك (3) وبكير (4) وعبد الرحمان
(5) بنى أعين كانوا مستقيمين مات منهم أربعة في زمن أبى عبد الله عليه السلام، وكانوا
من أصحاب أبي جعفر عليه السلام وبقى زرارة إلى أن مات أبو عبد الله عليه السلام، وكان
أفقههم فلقى من الناس ما لقى (6) وكان له أخوان ليسا في شئ من هذا الامر:
مالك وقعنب (7).
وكان لزرارة أربع بنين: عبيد، وعبد الله، والحسن، والحسين ولم يذكر
غيرهم روى في هذا الخبر (8)
98

وقد وجدت أيضا لزرارة ابنا اسمه محمد (1)
حدثني محمد بن موسى القزويني (2) قال أخبرني إسماعيل بن علي الدعبلي،
قال حدثني أبو جعفر البجلي الكوفي قال حدثني يحيى بن العلا قال حدثني سلامة
بن نوح الكوفي قال حدثني محمد بن زرارة بن أعين عن أبيه زرارة بن أعين عن أبي
عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام قال خطب أمير المؤمنين عليه السلام الناس وقال في
خطبته: انا الجانب والجنب، والآخر والأول، والحافظ والرادع.
ووجدت أيضا فيما ذكره الحسن بن حمزة بن علي بن عبد الله العلوي الطبري
رضي الله عنه (3) قال سمعت محمد بن أوميذوار الطبري (4) يقول: حضرت مجلس
الحسن بن علي الموسوم بالناصر صاحب طبرستان (5) وقد روى حديثا عن
99

حمران بن أعين قال أبو جعفر أوميذار: فنظر إلى الشيخ، ثم أومى بيده إلى:
هكذا الاخوان، يعنى حمران، وزرارة، وقدر انهما اخوان فقط، ليس لهما ثالث،
قال الحسن بن حمزة: فكنت على هذا دهرا إلى أن اجتمعت مع أبي جعفر أحمد بن أبي
عبد الله البرقي (1) ومحمد بن جعفر المؤدب فجاريتهما ما كان جرى لي مع أبي
جعفر بن أوميذوار، فقال لي: ولا رد عليك، بل هم اثنى عشرة أخوة فكنت على
هذا دهرا إلى أن اجتمعت مع أبي العباس بن عقدة في سنة ثمان وعشرين وثلثمائة،
فجرى بيني وبينه ما جرى وتقدم ذكره فقال لي يا أبا محمد هم ستة عشرة أخوة
وسماهم، أو سبعة عشرة قال أبو محمد: الشك منى، ثم حدثني عن آل أعين قال:
كل واحد منهم كان فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد، ما خلا عبد الرحمان بن أعين،
فسئلته عن العلة فيه، فقال: كان يتعاطى الفتوى إلى أيام الحجاج، فلما قدم الحجاج
إلى العراق قال: لا يستقيم لنا الملك، ومن آل أعين رجل تحت الحجر، فاختفوا
وتواروا، فلما اشتد الطلب عليهم ظفر بعبد الرحمان هذا المفتى من بين إخوته،
فادخل على الحجاج، فلما بصر به قال: لم تأتوني بآل أعين، وجئتموني بزبارها،
وخلى سبيله.
ووجدت بخط أبى الحسن محمد بن أحمد بن داود القمي رحمه الله
قال حدثنا أبو علي بن محمد بن علي بن همام رحمه الله.
100

قال حدثني أبو الحسن علي بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن
أعين المعروف بالزراري: ان بنى أعين كانوا عشرة: عبد الملك (1) وعبد الأعلى،
وحمران، وزرارة، وعبد الرحمان، وعيسى وقعنب وبكير وضريس، وسميع وأنكر
ان يكون فيهم مالك وقال: مالك بن أعين الجهني (2)
وذكرا (3) ان أعين كان رجلا من الفرس قصد أمير المؤمنين عليه السلام ليسلم
على يده ويتوالى إليه فاعترضه في طريقه قوم من بنى شيبان فلم يدعوه حتى
توالى إليهم (4).
قال أبو الحسن علي بن أحمد العقيقي في كتاب الرجال (5): من بنى أعين
101

عبيد، والحسين بنو زرارة بن أعين وعبد الله بن بكير، وحمزة بن حمران،
وضريس بن عبد الملك بن أعين، وجعفر بن قعنب بن أعين، وكان ولد قعنب بالفيوم
من ارض معمر، وبها قبر غسان بن عبد الملك بن أعين، فهؤلاء أولادهم الذين رووا
عن أبي عبد الله عليه السلام. وروى أن بنى أعين أقاموا أربعين سنة رجلا كلما مات منهم
رجل ولد لهم ذكر (1).
وهذا الحديث الذي ذكره ابن همام رحمه الله لم يقع لأبي غالب رضي الله عنه
، ولو وقع إليه أو كان سمعه من عم أبيه لحدثنا به، ولذكره في هذه الرسالة
لأنه كان شديد الحرص على جمع شئ من آثار أهله رحمهم الله.
وكان أيضا سنسن جد بكير، وبنى أعين، وولاة بنى شيبان وانه من الروم،
وانما وجدت هذا بعد وفاته رحمه الله في سنة ثلث (2).
وتوفى أحمد بن محمد الزراري الشيخ الصالح رضي الله عنه. في جمادى
الأول سنة ثمان وستين وثلثمائة (3).
وتوليت جهازه، وكان جهازه وحمله إلى مقابر قريش على صاحبها السلام
ثم إلى الكوفة، ونفذت ما أوصى بانفاذه، وأعانني على ذلك هلال بن محمد
رضي الله عنه. (4)
102

ثم توفى هلال بن محمد في شوال من هذه السنة، فتوليت أمره وجهازه
ووصيته. وحمله إلى الشهيدين بمقابر قريش ثم إلى الكوفة، وقبراهما رحمهما الله
بالغري.
103

ثم توفى في هذه السنة ذي الحجة محمد بن أحمد بن داود رضي الله عنه
بالبطحية من شفتني ودفن هناك ثم نقل إلى بغداد وحيل بيني وبين انفاذ وصيته
والقيام بأمره رضي الله عنه وعن جميع شيوخنا، وجمع بيننا في جنات النعيم. و
صلى الله على عباده الذين اصطفى.
أبو العباس بن عقدة (2)
104

أبو الروال (ك - خ) اسمه جبر بن نوف (1)، وسيف بن مروان أخو زياد القندي (2)
، عثمان بن المغيرة بن أبي الزرعة هو عثمان الأعشى الثقفي (3)، أبو سعيد الخدري،
اسمه سعد بن مالك بن سنان (4) ذكر ذلك عباس الدوري عن يحيى بن معين. اسم
أبى رافع الأنصاري: إبراهيم (5)
105

أبو عبد الله (عبد الرحمان - خ) السلمي (1) اسمه عبد الله بن حبيب ذكر ذلك محمد بن
جرير الطبري عن أبي حميد في التاريخ، أبو حمزة البطائني اسمه - سالم روى عنه ان
صاع يوسف عليه السلام يصوت بصوت حسن: واحد واثنين.
والحمد لله وصلاته على سادتي محمد النبي وآله الأخيار.
تمت رسالة أحمد بن محمد بن سليمان بن الحسن الزراري إلى ابن ابنه أحمد بن
عبد الله بن أحمد في ذكر نسبه وروايته رضي الله عنه وعنهم على يدي أقل خلق الله
والمستغني بفضله عمن سواه عفى الله عنه وعن والديه وعن جميع المؤمنين والمؤمنات
وانه ارحم الراحمين آمين آمين آمين.
106

علي عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله.
وذكره البرقي في خواص أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام من مضر ص 5
وذكره أيضا أصحابنا في كتب الرجال وصرح بمدحه بعضهم. وقال الشيخ في أصحابه
عبد الله بن ربيعة السلمي.
قلت ذكرنا ما ورد في أحواله في طبقات أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، و
أيضا في كتابنا في علوم القرآن.
والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا والصلاة والسلام على سيدنا محمد و
آله الطاهرين.
107

رسالة في آل أعين
لشيخ الطائفة في عصره أبى غالب الزراري
المتوفى سنة 368
مع شرحها
للسيد محمد على الموسوي الموحد الأبطحي الأصفهاني
108

بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى في القرآن العظيم.
في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغد و
والآصال * رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله..
النور 27
يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات..
المجادلة 11
109

ترجمة المؤلف أبى غالب الزراري رحمه الله
بيته الرفيعة
كان شيخنا أبو غالب الزراري مؤلف الرسالة كما مدح به نفسه من بيت أكرمهم الله
عز وجل بمنه بدينه، واختصهم بصحبة أوليائه وحججه على خلقه الأئمة الطاهرين
صلوات الله عليهم أجمعين، وفهيم من تشرف بزيارة الإمام علي بن الحسين زين العابدين
ومن بعده من الأئمة الطاهرين عليهم السلام وفيهم من تشرف بالكرامة من الإمام الحجة
أرواحنا له الفداء، وفيهم الوافدين عليهم، وفيهم من خرج في مدحه التوقيع
من الناحية المقدسة كما تشرف شيخنا المترجم رحمه الله بدعائه عليه السلام في أمر
زوجته وقد ذكرنا ما ورد فيه في مواضعه من كتبنا، وقد ورد عنهم عليهم السلام
في جماعة من آل أعين مدائح كثيرة حتى أن السفير الثالث للناحية المقدسة الحسين بن
روح رضي الله عنه قال فيهم: أهل بيت جليل القدر في هذا الامر.
وقد نالوا بذلك التربية والتأديب وفازوا عرفان الأدب وحفظ القرآن وتجويد
قرائته بل فيهم من صار ذا رأى في القراءة يذكر.
وقد برز فيهم الفضل والتقوى حتى عاشوا ممدوحين بين الناس وقد تشرفوا
بمدائح كثيرة عن الأئمة الطاهرين عليهم السلام مما هو مسطور في كتب الحديث
والتراجم، وقد نطق بمدحهم جماعة كثيرة من معاصريهم ومن تأخر
عنهم من العلماء وأعلام الشيعة بل ومن غيرهم حتى أن فيهم من لم يترك الثناء عليه
حتى الجاحظ المعاند العثماني فقد أثنى في كتبه على زرارة بن أعين بما ذكرناه
في محله، وقد قال لأبي عبد الله عليه السلام ربيعة الرأي، أحد اعلام العامة: ما هؤلاء
الاخوة الذين يأتونك من العراق، ولم أر في أصحابك خيرا منهم أهيأ؟ قال:
أولئك أصحاب أبي عليه السلام يعنى ولد أعين، رواه أبو عمرو الكشي في الرجال وقد
110

استوفينا المدائح المأثورة فيهم في رسالتنا المفردة.
وكان آل أعين أكثر أهل بيت في الشيعة حتى ورد فيهم: ان بنى أعين بقوا
أربعين سنة لا يموت منها رجل الا ولد لهم فيهم غلام.
وكانوا أكثرهم حديثا وفقها كما قال شيخنا المترجم فيهم: قل منا رجل الا
وقد روى الحديث. وقال فيهم الشيخ الجليل في أئمة الحديث الحافظ المشهور أبو
العباس ابن عقدة: كل واحد كان فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد، ما خلا عبد الرحمان
بن أعين.
وفي زرارة بن أعين ونظرائه قال أبو عبد الله عليه السلام: رحم الله زرارة بن أعين،
لولا زرارة ونظرائه لاندرست أحاديث أبى عليه السلام.
وقد روى جماعات كثيرة من آل أعين عنهم عليهم السلام ذكرناهم في طبقات
أصحابهم، وقد صنفوا في الحديث والفقه وساير فنون الاسلام أصولا وكتبا مذكورة
في الفهرستات.
وكان لآل أعين بالكوفة محلة خاصة بهم وفى هذه المحلة دور بنى أعين
متقاربة ولهم مسجد يصلون فيه وقد دخله سيدنا أبو عبد الله عليه السلام وصلى فيه وبقيت
إلى أيام شيخنا حتى ابتليت الكوفة بالمحن سنة 334 وهجمت الاعراب والقرامطة
على الشيعة وعلى آل أعين فنبهت أموالهم وابتلوا ببلاء عظيم ذكره شيخنا المترجم
في الرسالة إشارة، وذكرناه في كتابنا (أخبار الزمان) في وقايع هذه السنة.
مكانته السامية
كان شيخنا أبو غالب الزراري عظيما عند أصحابنا وجيها في أصحاب الحديث
علما وعمادا لهم، اخذ عنه شيوخ أصحاب الحديث وأئمة الجرح والتعديل، ومن
لا يطعن عليه بشئ كالتلعكبري وأضرابه وقد نطق بمدحه مشايخ الشيعة منهم
111

الشيخ النجاشي قائلا فيه مرة: شيخنا الجليل الثقة، وأخرى: شيخ العصابة في زمنه
ووجههم، ومدحه الشيخ في الفهرست قائلا: وكان شيخنا أصحابنا في عصره وأستاذهم
وثقتهم وفقيههم. وزاد على العنوان في رجاله: الكوفي، نزيل بغداد، يكنى أبا غالب
جليل القدر كثير الرواية، ثقة، روى عنه التلعكبري، وسمع منه سنة 340.. ولذلك
وغيره أصبح شيخنا المترجم مدار حديث الشيعة وعلى مثله يدور رواياتهم ومصنفاتهم
وأسانيدهم إلى الأصول والكتب كما لا يخفى على المطلع على كتب الحديث والمشيخات
والطرق والاجازات.
مولده ومدفنه
ولد شيخنا المترجم رحمه الله كما صرح به في الرسالة: ليلة الاثنين لثلاث
أو خمس بقين من شهر ربيع الآخر سنة خمس وثمانين ومأتين. وربى في بيت
جليل تحت رعاية جده ووالده جده مات أبوه محمد بن محمد بن سليمان عن نيف و
عشرين سنة، وسنه يوم وفات أبيه خمس سنين وأشهر فاختص برعايته جده حتى جعله
في الكتاب، ثم جعله تحت تربية بعض زهاد فقهاء الشيعة في عصره فقال رحمه الله في الرسالة
عند ذكر من سمع منه من المشايخ ما لفظه: وجعفر بن محمد بن مالك الفزاري
البزاز، وكان كالذي رباني، لان جدي محمد بن سليمان حين أخرجني من الكتاب
جعلني في البزازين عند ابن عمه الحسين بن علي بن مالك، وكان أحد فقهاء الشيعة
وزهادهم، وظهر بعد موته من زهده مع كثرة ما كان يجرى على يده أمر عجيب.
وقال أيضا عند ذكر طريقه إلى كتاب البرقي (المحاسن): وحدثني مؤدبي
أبو الحسين علي بن الحسين السعد آبادي (القمي - كما في النجاشي) به.
وقد تشرف رحمه الله سماع الحديث من مشايخه عند ما بلغ سنه اثنتي عشرة
112

سنة أو قبل ذلك، وقد سمع من جده، ومن عبد الله بن جعفر الحميري أحد أجلة
الثقات وشيوخ القميين ووجههم من أصحاب العسكري عليه السلام عند ما دخل الكوفة
سنة سبع وتسعين ومأتين وصرح رحمه الله بذلك قائلا: وسني إذ ذاك اثنتي عشرة
سنة وشهور. وقد سمع من جماعة كثيرة من اعلام الحديث وأجلاء الطائفة وثقاتهم
وقد أجاز واله في الرواية عنهم وفي رواية الكتب التي قرأ عليهم.
وقد توفى جده محمد بن سليمان في غرة المحرم سنة ثلثمائة فابتلي بمصيبة حتى
تزوج إذ كان سنة دون العشرين سنة وصار ذلك بلية له قال: تزوجت بأم ولدى، وهي
أول امرأة تزوجتها وانا حينئذ حدث السن، وسني إذ ذاك دون العشرين سنة
فدخلت بها في منزل أبيها، فأقامت في منزل أبيها سنين وأنا اجتهد بهم في أن
يحولوها إلى منزلي وهم لا يجيبوني إلى ذلك فحملت منى في هذه المدة. وولدت
بنتا، فعاشت مدة، ثم ماتت، ولم أحضر في ولادتها ولا في موتها ولم أرها منذ
ولدت إلى أن توفيت للشرور التي كانت بيني وبينهم..
وكانت الشرور بينه وبينهم مستمرة حتى دخل بغداد في أيام الشيخ أبى القاسم
الحسين بن روح رحمه الله واستتاره ونصبه أبا جعفر وكيلا له بينه وبين الناس
في حوائجهم إلى الإمام عليه السلام فسئله الدعاء بالفرج له من أمر قد أهمه، فخرج
الجواب من الناحية المقدسة في درج فيه مسائل كثيرة قد أجيبت في تضاعيفها
: واما الزراري وحال الزوج والزوجة فأصلح الله ذات بينهما.
فرجع إلى الكوفة ودخلت زوجته المغاضبة له معتذرة مسترضية حتى أنه
رحمه الله قال: ووافقتني ولم تخالفني حتى فرق الموت بيننا. وفي رواية: فسهل الله لي
نقل المرأة بأيسر كلفة وأقامت معي سنين كثيرة. ورزقت منى أولادا، وأسأت
إليها إساءات واستعملت معها كل ما لا تصبر النساء عليه فما وقعت بيني وبينها
113

لفظة شر، ولا بين أحد من أهلها إلى أن فرق الزمان بيننا. وفي رواية ثالثة:
وقد كنت أتعمد ما يسخطها فلا يجرى منها شئ.. رواه الشيخ في الغيبة في
روايات أوردناها في كتابنا (أخبار الرواة)
وقد ابتلى رحمه الله بفتنة عظيمة وقعت في الكوفة من شر القرامطة عند ما نزل
القرمطي على الكوفة فقاتلوه فغلب على البلد ونهبه. ذكره اليافعي في وقايع سنة
313 و 314 و 315 في كتابه (مرآة الجنان ج 2 ص 266 - 267) وقال شيخنا
في الرسالة عند ذكر ضياع آل أعين (ص 15): فلم تزل في أيدينا إلى أن امتحنت في سنة
أربع عشرة وثلثمائة وما بعدها فخرج ذلك عن يدي في المحن وخراب الكوفة
بالفتن. وقال أيضا عند ذكر ولادة ابنه (ص 31): وفي سنة ولادته امتحنت محنة أخرجت
أكثر ملكي من يدي وأخرجتني إلى السفر والاغتراب وأشغلتني عن حفظ ما كنت
جمعت قبل ذلك.. وشغلنا طلب المعاش والبعد عن مشاهدة العلماء.. وبقى في
يدي من تلك الضياع بالميراث شئ إلى أشياء كنت استزدتها إلى أن أخرج الجميع
عن يدي في المحن التي امتحنت من أشر الاعراب إياي وغير ذلك من خراب السواد
بالفتن المتصلة بعد دخول الهجرة بين أهل الكوفة..
وفي سنة خمسين وثلثمائة أو ما يقرب منه إذ كان سن الماتن خمسا و
ستين سنة تقريبا تشرف بزيارة بيت الله الحرام آيسا من ولده عبيد الله ان يسلك
طريق أجداده ويحضر سماع الحديث وقرائته فجاور الحرمين الشريفين سنة
لاجئا إلى الله وملحا في الدعاء ان يرزق ولده ولدا ذكرا يجعله خلفا لآل أعين
فمن الله عليه بإجابة دعواته ورزقه ابن ابنه محمد بن عبيد الله لثلث خلون من شوال
سنة اثنتين وخمسين وثلثمائة. وقال النجاشي: انقرض ولده الا من ابنة
(ابن - ظ) ابنه.
114

ولما خاف ان يسبق الاجل ادراكه وتمكنه من سماع الحديث وخاف من
ضياع طرقه واضمحلال ذكر آل أعين وأن يبطل حديثهم حيث لم يبق في وقته من
آل أعين من يروى الحديث أو يطلب العلم فكتب رحمه الله هذه الرسالة وذكر فيها
سماعاته وقراءته وإجازاته والكتب التي له إليها طريق أو سماع أو اجازة، وأجاز
له في الرواية عنه كتبه ورواياته وكان تاريخ تأليفها في ذي القعدة سنة ست و
خمسين وثلثمائة، ثم جددها سنة سبع وستين وثلثمائة.
ومات رحمه الله سنة ثمان وستين وثلثمائة. وقال الحسين بن عبيد الله
الغضائري: وتوفى أحمد بن محمد الزراري الشيخ الصالح رضي الله عنه في
جمادى الأول سنة ثمان وستين وثلثمائة، وتوليت جهازه، وكان جهازه إلى مقابر
قريش على صاحبها السلام ثم اتيت الكوفة ونفذت ما أوصى بانفاذه وأعانني على
ذلك هلال بن محمد رضي الله عنه.
مشايخه
سمع أبو غالب شيخنا المترجم عن جماعة كثيرة من اعلام الطائفة واخذ
عنهم العلم والآثار وروى عنهم الأحاديث والكتب والأصول والمصنفات وقد وقع
أسماء عدة كثيرة منهم في الرسالة وفي رجال النجاشي وكتب الشيخ وغير ذلك منهم:
1 - أحمد بن إدريس أبو على الأشعري القمي الفقيه الثقة المتوفى سنه 306.
ذكره في الرسالة ص 39 وروى عنه كثيرا.
2 - أحمد بن محمد بن سعيد أبو العباس بن عقدة الحافظ الثقة الجليل المتوفى
سنه 333 وله منه اجازة ذكره في الرسالة ص 84.
3 - أحمد بن محمد العاصمي البغدادي الثقة الجليل ذكر سماعه عنه في الرسالة
ص 39 وروى عنه كتاب الحسن بن الجهم كما في ص 8.
115

4 - أحمد بن محمد بن رباح أبو الحسن القلا السواق الثقة الواقفي، ذكره
في الرسالة ص 40 و 82.
5 - جعفر بن محمد بن مالك الفزاري البزاز أبو عبد الله الكوفي وقال في
الرسالة ص 39: وكان كالذي رباني...
6 - جعفر بن محمد بن لاحق أبو أحمد الشيباني، روى عنه في الوائل الرسالة ص 18
7 - حميد بن زياد النينوائي الجليل الثقة المتوفى سنه 310 ذكره في
الرسالة ص 40 وروى عنه كثيرا.
8 - عبد الله بن جعفر الحميري الثقة الجليل شيخ القميين ووجههم سمع منه
حينما دخل الكوفة سنة سبع وتسعين ومأتين كما في الرسالة ص 38 وروى عنه
كثيرا كما في الرسالة وفي النجاشي روى عنه عنه كتب جماعة من أصحابنا منهم
جعفر بن بشير، ومعاوية بن وهب، ومسعدة.
9 - عبيد الله بن أبي زيد أبو طالب الأنباري الثقة في الحديث والعالم به
روى الماتن عنه في الرسالة كما في ص 20 و 29، وحكى النجاشي عن أبي غالب
الزراري ترجمته.
10 - علي بن الحسين السعد آبادي أبو الحسن القمي من مشايخ الكليني أيضا
وقد بجله عند ذكره بقوله: (مؤدبي) كما في الرسالة ص 50 والفهرست ورجال
النجاشي في ترجمة البرقي.
11 - أبو الحسن علي بن سليمان بن الحسن بن الجهم عم أبيه، وقد أكثر الرواية عنه
كما في الرسالة وكتب النجاشي والشيخ.
12 - علي بن سليمان بن المبارك القمي كما ربما يظهر من كلامه في الرسالة
ص 83 - 94 فتأمل.
116

13 - علي بن محمد بن عيسى بن زياد التستري جده من أمه. ذكر في الرسالة ص 34
سماعه عنه كتاب عيسى بن عبد الله العلوي، وكتاب هارون بن حمزة الغنوي، وكتاب
هارون بن حمزة الغنوي ص 57 - 30 وأيضا كتاب آخر ص 66 - 58
14 - عمر بن الفض وراق الطبري. كما في الرسالة ص 58 - 103
15 - محمد بن إبراهيم بن جعفر أبو عبد الله الكاتب النعماني المعروف بابن زينب
شيخ أصحابنا صاحب كتاب (الغيبة) روى عنه اجزاء فيها دعاء السر كما في ص 81 - 89
16 - محمد بن أحمد بن داود أبو الحسن شيخ هذه الطائفة وعالمها وشيخ القميين
وفقيههم المتوفى 378 وروى عنه كثيرا.
17 - محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار أبو جعفر الأهوازي الثقة من مشايخ
أبو قولويه روى عنه كتاب حماد بن عيسى كما في ص 80 - 87 وله منه اجازة،
وروى النجاشي عن جماعة من مشايخه عن أبي غالب الزراري عنه عن أبيه كتاب
فضالة بن أيوب الأزدي.
18 - محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم أبو طاهر الزراري جد المؤلف
والمتكفل له والمتوفى سنة 300 وقد روى عنه كثيرا كما في الرسالة وغيرها.
19 - محمد بن جعفر أبو العباس الرزاز خال أبيه أحد مشايخه ومشايخ الكليني
وغيرهما من مشايخ الشيعة روى عنه كثيرا كما في الرسالة وغيرها.
20 - محمد بن محمد أبو الحسن المعادي ابن عمة والد أبى غالب... ذكره في أوائل
الرسالة وروى عنه كتاب نوادر محمد بن سنان كما في ص 74 - 73، وخمسة اجزاء
كما في ص 77 - 82.
21 - محمد بن يعقوب أبو جعفر الكليني الرازي شيخ أصحابنا وأوثق الناس
في الحديث وأثبتهم صاحب الكافي المتوفى ببغداد سنة تناثر النجوم 329. وقد روى
117

عنه كثيرا وروى الشيخ عنه عنه كتاب الكافي.
22 - ابن المغيرة فروى عنه في الرسالة ص 29 عن أبي محمد الحسن بن حمزة
العلوي عدد أولاد أعين.
من روى عن أبي غالب الزراري
روى جماعة من أعلام الطائفة وأئمة الحديث وشيوخ الشيعة عن شيخنا أبى
غالب الزراري الأحاديث والأصول والكتب والمصنفات.
منهم 1 - الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان البغدادي المتوفى سنة 413 روى
الشيخ والنجاشي في كتبهما عنه عنه.
2 - الحسين بن عبيد الله أبو عبد الله الغضائري المتوفى سنة 411 روى الشيخ
والنجاشي في كتبهما عنه عنه.
3 - أحمد بن علي بن نوح أبو العباس السيرافي أستاذ النجاشي روى عنه
عنه في رجاله من كتب الأصحاب كتاب بشر بن سلام، وكتاب عيص بن القاسم.
4 - أحمد بن عبد الواحد بن أحمد البزاز أبو عبد الله المعروف بابن عبدون،
وبابن الحاشر من مشايخ النجاشي والشيخ، المتوفى سنة 423 وروى عنه عنه الشيخ
في كتبه.
5 - أبو طالب بن غرور أحد مشايخ الشيخ الطوسي ذكره في من لم يرو
عنهم من رجاله ص 443 في ذكر طريقه إلى كتب أبى غالب الزراري.
6 - أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عياش الجوهري المتوفى سنة 401 روى
الشيخ عنه عنه في كتاب الغيبة ص 183
7 - أبو الفرج محمد بن المظفر روى عنه عنه الشيخ في كتاب الغيبة ص 184
118

ثم إن شيخنا النجاشي رحمه الله روى عن عدة من أصحابنا ومشايخه عن أبي غالب
الزراري في مواضع من رجاله ولم يذكر هم بأسمائهم في موضع الا انه ربما يظهر المراد
منهم بما حققناه في ترجمة النجاشي في مقدمة تهذيب المقال ج 1 ص 60 وقد روى عنهم
عنه عن محمد بن جعفر الرزاز في تراجم جماعة منهم: حرب بن الحسن الطحان
ص 114، وسعيد بن خيثم ص 136، وسعيد بن جناح وعبد الله بن أبي عبد الله
الطيالسي 162، وعبيد الله الوصافي 172، وعبد الرحمان بن بدر 178، وعلي بن
عبد الله بن صالح 204 وعنهم عنه عن محمد بن الحسن بن مهزيار في ترجمة
فضالة بن أيوب 239، ومحمد بن سنان 252.
مصنفاته:
صنف أبو غالب كتبا ذكرها الشيخ والنجاشي أيضا أو أفرد رحمه الله بنفسه
بذكرها في هذه الرسالة:
1 - كتاب التاريخ. وقال النجاشي والشيخ: لم يتمه. وقال الشيخ: وقد
خرج نحو الف ورقة.
2 - كتاب الأفضال
3 - كتاب مناسك الحج، كبير
4 - كتاب مناسك الحج صغير
5 - كتاب أدعية السفر
6 - كتاب في آل أعين، وهي رسالته هذه إلى ابن ابنه أبى طاهر
7 - مختاره من كتاب بصائر الدرجات لسعد بن عبد الله. ذكره في الرسالة
ص 55 - 101
8 - أيضا مختاره من كتاب بصائر الدرجات له
9 - اخبار علي بن سليمان بن المبارك القمي
119

10 - اخبار في الصوم. عن جده أبى طاهر عن الرجال.
11 - أخبار في ظهور، وأحاديث جمعها في الحج ص 83 - 97
12 - جزء فيه خطبة النبي صلى الله عليه وآله يوم الغدير برواية الخليل ص 83 - 99
13 - جزء ظهور جمع فيه خطب لأمير المؤمنين عليه السلام ص 85 - 103
14 - اجزاء مختلفه مجموعة من أخبار متفرقة ذكرها في الرسالة
15 - جزء عتيق بخطه فيه أدعية بغير أسانيد من جملتها الدعاء في ليلة
الغدير، رواه السيد ابن طاووس رحمه الله في كتابه (الاقبال ص 452) في عمل
ليلة الغدير عن كتاب الشريف الجليل أبى الحسن زيد بن جعفر المحمدي
بالكوفة، أخرج إلى الشيخ أبى عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري عنه.
هذا ما وفقت له عاجلا في ترجمة شيخنا أبى غالب الزراري تقدمة لهذه
الرسالة والتفصيل في رسالتنا المفردة في آل أعين، وفي تهذيب المقال.
الصفحة الأولى من النسخة الرضوية
120